|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي وليد، صدقت، فقد كان أول و آخر لقاء لنا كان في باريس 1997. لكنه لم يكن لقاء الفندق ذاك الذي تَحدثت عنه. فقد كان لقائي بك في مسرح معهد العالم العربي بباريس، تلك الليلة الممتعة التي قضيناها مع "مجموعة عقد الجلاد". وأجد عبارتك هذه موفقة جداً فالمجموعة أكبر وأعمق معنىً من "الفرقة". وقد كان أداؤكم، وأداؤك أنت وأداء حنان، يأتي في تلك الليلة من أغوارٍ بعيدة. كان أداءً مشحوناً بشجنٍ ليس ابن يومه. وقد فهمت أنا ذلك في ما بعد من حديثنا القلبي معاً، والذي أشرتَ له في مداخلتك. لم أكن في الواقع أبحث عن شخص يوصل لي وصيةً، بل عن شاهدٍ على واقع ممارسةٍ إدارية تربوية مزرية في واحدةٍ من مؤسساتنا التعليمية الإبداعية، هي المعهد العالي للموسيقى والمسرح، كما اعتدنا أن نسميه في الزمن السالف. وقد وجدت ضالتي من هذه الشهادة فيك. وما أزال أذكر حديثك الشيق الدقيق المنصف عن الأوضاع في معهد الموسيقى والمسرح تحت إدارة زميلٍ لي معروف، ذهب في التولِّي عن واجب "المعلم المربي" مذهباً بعيداً في الغلو. وكان قبل ذلك بزمنٍ بعيدٍ ومتواصل، قد ذهب في نفس دروب الغلو في "الخصومة" المرتكز لديه على واقع استسلام لحظ النفس قليل النظير. وكنتُما أنتِ وحنان أكثر ضحاياه عناءً. ومع ذلك فقد أنزلتني دواعي الإنصاف لهذا "الزميل" ( "زميل" بمصطلح الدراسة والمرافقة في دوائر العمل الإبداعي، والعمل الرسمي الثقافي و"الأكاديمي)، ودواعي مراعاة دقة الملاحظة المفضية إلى ضبط الأحكام، في مسعاي لبناء مفاهيم لا تناطح حقائق الواقع ومعطياته المعقدة العنيدة، لأن اقر بيني وبين نفسي أولاً، ثم علا الملأ، كما أفعل هنا ثانياً، بأنه واحدٌ من تشكيليينا البارعين، ربما قلت أداءً ورؤيةً، أما على المستويين الفكري، والإنساني، الكبيرين، فلا. وهذا أحد الأمور التي تستعصي على الفهم في أمر الفن. كيف يكون الشخص مبدعاً كبيراً على مستوى الأداء الفني والجمالي، وكائناً فظاً غليظاً على المستويين الفكري والعاطفي الإنساني؟ وكنت قد لاحظت شيئاً من ذلك لدى دراستي لسيرة بيكاسو : فقد كان الرجل أنانياً غليظ حظ النفس، ولم يكن، مع ذلك، فناناً متواضع الموهبة والأداء على ذلك النحو من الغلو الذي وصفته أنا به في "ريعان شبابي المتأخر" في (حوالي عام (1974). بل كان بيكاسو في بعض أعماله رؤيوياً وتركيبياً من الطراز الأول، إلا أنه كان يَعمَدُ في كثيرٍ من أعماله إلى خراقةٍ، كانت يومها محببةً في أوساط حركة الحداثة التشكيلية. وهو على كل حال ما يزال يُحظى، في نظري، بتقديرٍ أكبر مما يستحق. فهو ليس التشكيلي "المعجزة المطلق" كما يزعم محبوه وأصدقاؤه، وعلى رأسهم ميشيل ليريس عالم الإثنولوجيا وعالم الجمال الرؤيوي المتميز. وقد لاحظتُ أن علاقات القربى والصداقة في الأوساط الثقافية الفرنسية بالذات تصيب العين بالرضى والكلال عن كل عيب في المحبوب، والصديق والموصى به من الأوربيين، ويصيبها الكلال أيضاً عندما يتعلق الأمر بمبدعي العالم الثالث من باب الشفقة والإحسان. فيكفي أن يجد المرء مفتاحاً للدخول من أحد أبواب هذه الدائرة اللعينة المحروسة، وسوف يصبح في غمضة عينٍ فناناً أو كاتباً أو مسرحياً أو موسيقياً "عالمياً".("نَسعل الله السلامة"). كان لقائي بكما باباً في أبواب السعادة المؤكدة. وكان صوتك يأتيني من مغاور بعيدة، وكأن صوت حنان وهي تؤدي أغنيةً لفيروز من على خشبة مسرح معهد العالم العربي، كأنه رفرفة أجنحة قبيلٍ من الملائكة فشكراً لك وشكراً لها ولي عودة إذا أسعفني الوقت. وقد أقول هيهات. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عووووك عثمان حامد؟ كان كدي عاد امانة ريكة الاختصار ما اتشنقلت! يا شيخ عثمان الرحمة. داير تصيبني باحتفاء أكتر من دا كمان؟ هل تريد لي، يا خِدْنَ روحي، أن أظل أمام الكمبيوتر بقية عمري القليلة، أرد على أفضالَ لا أستحقها؟ مثل هذا الاحتفاء الذي تستحقه أنت يا "ود حامد" نظير دفع الله حامد في تناهي الفضل، والرقة، والتضامن الإنساني "المفزع" لأمثالي من المقصرين. وسمِيُهٌ، أو لنقُل نصف سَمِيِهِ: في "الودحامدية". انتبهت فجأةً لأوجه الشبه بينكما. سوى أن دفع الله لم تسعفه أيامه القصيرة بنيل سعادة الدنيا التي نلتها أنت برفقة "البنت الحديقة" العامرة في الظاهر والباطن. لعلني لم أخرج على مقتضيات الوقار يا جماعة الخير؟ بيد أنني لا أقول إلا ما أعتقد وهذا عزائي عن فَوَتان الحد في مقتضيات الأصول أحياناً. كان أبي أحمد ود بشير (وما هو "البشير" بألف ولام العهد ياخوانَّا. جدي بشير وبس)، بشير ود أحمد ود الفكي حسن ود أحمد ود حسن ود أمحُمد ود احمد ود امحُمد ود خُتاري، وخشم بيتنا حَسناب، وقد فاز باسم الختاتير دوننا أولاد عمنا في قرية السدر، من أعمال مديرية بربر، كانت ولا تزال. واسمُها الكامل "سدِر ود حسن". وهو أحمد ود الفكي حسن ود امحُمَّد ودختاري وقد كان على سُنَة (ولا أقول عقيدة) جدِّه ود خُتاري في التصوف (والتصوف ليس عقيدة صماء، بل ساحة واسعة للمشاهدة في الحضرة الربانية)، (وأنا لستُ من المتصوفة ولا أنوي أن أتصوف ولا أتصور ذلك رغم كل احترامي لرؤية القوم الباسقة للإنسان)، وقد اتبع أحمد ود الفكي حسن قدراً من سيرة جده، ود ختاري راعي الوَحَش، في سعة النفس وهضم حظها وأخذها بالشِدَّةِ بقدر ما استطاع، حتى قالت غنايته فاطنة، بنت اخته آمنه بت الفكي حسن إلخ، في مدح سماحة خصاله، وقد كان رأس القوم وشيخهم، من البُطانة لغاية السِدر: "ما جَلَس يسِيسْ وْيعيق ـ للعدامى باقي رفيق". فتأمل هذا النظر النقدي، الشامل، النافذ، الفذ، للسياسة في مفهومها، التكنوقراطي "الرسمي"، مفهوم "سياسة السياسيين"، (la politique politicienne) كما يعبر الفرنسيون، وهي في ترجمتها "الصحيحة" السياسة المحترفة (يعني بالمفتشر، السياسة لما تبقى "أكل" عيش وأكل سُلْطة وأكل عقول وأكل حقوق). فقد برَّأت فاطنة بنت امحُمَد خالها من ممارسة السياسة كباب من أبواب الحظوة والجاه والتعالي، وبالتالي من أبواب الإعاقة لنهج التحرر والتضامن الإنسانيين؛ قُلت كان أحمد ود بشير الذي شهدتُ وجوهاً من سيرته شهود عيانٍ مكين، تجسيداً شاهقاً لهذا النمط من ممارسة السياسة الرشيدة العالية على سُنة جده أحمد ود الفكي حسن، رفيق "العدامى" والمحرومين الآخر، أحمد ود بشير، ابن رفيقة "العدامى" (وما هم بالعدامى بمعاييرٍ أخرى)، الحرم بت طلحة التي أبطلت كما أسلفت شرعة الرق في بيتها وأسرتها. وقد كان أحمد متديناً قوي العقيدة في العدل، شديد المراس إن رأى انتهاكاً للحق. ومن ذلك، بل من أعلى قمم ذلك، تلك الواقعة الفريدة في زمانها التي شهدتها منه في عام 1952. كان أحد أخوالي من جانب أهل جدتي أم أمي، وهم أهل أبيه أيضاً من جانب أبيه، "ولداً مطلوق وبطران" كما تسميه جداتنا وعماتنا. فقد نشأ يتيم الأب، وأبَى قلب عمه (...) افندي (وليس كل الأفندية أفندويين بالضرورة. ولم يكن (...) أفندوياً قط في حقيقة أمره. وإنما كان نسيج وحده في كل شييء : في صمته العتيد، وعبارته الوافية النافدة إذا تحدث، ولونه الأسود الفاحم، وعينيه الزرقاوين وملامحه الأنجلو ساكسونية مما جميعو، باختصار كان في لونه ومظهره العام دينكاوياً أصيلاً، وفي ملامحه ولون عينيه ساكسونياً، أو اسكندنافياً أو جيرمانياً قاطعاً، وكان في طبعه وسلوكه من عالمٍ آخر!!)، أقول أبىَ إلا أن يُفُرِط في الرفق به خشية غبن اليُتم. فنشأ خالي وهو يُخل أحياناً بتقاليد الأسرة المرعية. وكان في ذلك العام، جاء من رحلة عملٍ قضاها بالجنوب (...) بيافعٍ دينكاوي، أقدِّرُ أنه كان في العاشرة من عمره، بغرض أن يعمل خادماً عنده. وكان أحمد ود بشير قد عاد لتوِّهِ من رحلةٍ شاقة إلى أرض البطانة. وفي اليوم الثاني سمع خبر الوليد "الدينكاوي" الذي جاء به خالي. فناداني مع بداية الشروق، وقال لَي امشي نادي خالك". فذهبت إلى حوش جدي (بيت الأسرة الكبير في بربر ويقال إنه أول بيتٍ بُني على طراز بربر المعماري الفريد). وعدت بصحبة خالي. سلم خالي على أبي، الذي هو عمه أيضاً، بأدبٍ جم. لكن من غير حرارةٍ حقيقية. فما أن جلس حتى خاطبه أبي قائلاً :"أسمع يا فلان شنو حكاية الولد دي؟" رد خالي الولد ياتو؟" فقال أبي "الولد ياتو كيفن، مو الولد الجبتو معاك من رمبيك؟ داير اعرف جبته ليه؟" أجاب خالي بأنه أتى به "لمساعدة المَرَه والبنيات في شغل البيت". فقال أبي "خدام يعني؟ فصمت خالي وقد حَدَس ما يدور في نفس أبي (لا في ذهنه فحسب) من استنكارٍ وغضب. فاستطرد أبي قائلاً "إنت متين شفت في البيت دا زول مسترق؟" وهو يعني منذ أن حرَّمت أمُهُ الحرم بت طلحة شرعة الرق. وواصل "أسمع بطِّل الطرطشة والكلام الفاضي. تمشي هسِّع دي تسوق الولد تشتري له جلابيتين، وجزمة وخريتة كُتُب (وكذا كراس وكذا قلم واستيكة إلخ) وتجيبو لَي في المدرسة". لم يبدُ على وجه خالي، فيما أذكر، أنه كان راضياً عن ذلك. إلا أنه أُسقط في يده. فقد كان على الرغم من "بوجانو" (أي اِطلاقتو وإخلاله بأعراف الأسرة، والأعراف مما جميعو أحياناً، شديد التقدير لأبي، حتى لمبادئهِ (شوف عليك الله ابن آدم كيف دخيلته ممكن تكون مجوبكة!!). وفي اليوم التالي عاد خالي، وفي إحدى يديه الكسوة وأدوات المدرسة، وقد أمسك بيده الثانية يد "الوليد" كأنه ابنه. وهكذا أصبح (...) أخاً لنا وأصبح الشيخ أحمد بشير أباً ثانياً له وأصبحت فاطنة بت حبيب الله له أماً ثانيةً. أقول أباً ثانياً وأما ثانيةً لأن شيخ العرب أحمد ود بشير لم يرغب ولو للحظةٍ واحدةٍ، ولا حتى في خواطره الدفينة، في أن ينسخ نسب ابنه الدينكاوي، على الرغم أن أباه الحقيقي كان متوفياً. ولم ترغب شيخة العرب فاطمة بت حبيب الله، قط، أقول "قط" مغلَّظةً مكتفيةً عن أي نعوت أخرى، في أن تكون أما بديلةً أو منافسةً لأمه الحقيقية. وها هو أخي الدينكاوي الأصيل، اليوم أحد المناضلين الشواهق في سبيل الخيار النبيل العالي لوحدة السودان، وطناً لنا جميعاً بلا مواربة وبلا غش وبلا لجاج. وأنا أعني بهذا أن الخيار الثاني، خيار الإنفصال الممكن، يبدو في نظري وفي نظر أخي الأكبر من سلالة الدينكا المقاتلين والحُكماء الأشداء، (وفي نظر قطاع يعتدُّ به من أبناء السودان شمالاً وجنوباً، هو خيار الهزيمة لنا جميعاً، لأنه خيارٌ للدروب السهلة، وخيار الإقرارٌ ب "أننا" أقصر قامةً من خيار العيش سوياً، خيار العيش السوي، في موطنٍ للمحبة والإخاء والتضامن والاحترام المتبادل. خيارُ من لم يعرفوا بعد من هو "العدو الحقيقي". وأنا أقر مع ذلك، بأن هذا الخيار البائس لو وقع، فلن يكون خياراً بلا قرائن إثباتٍ وقرائن استحقاقٍ، تقوم على واقع ووقائع ظلمٍ مديد من "جانب حملة الثقافة المركزية المستعلية". للأسف. وأنا بالطبع لا أقترح نموذج سلوك الشيخ أحمد بشير والشيخة فاطنة بت حبيب الله نموذجاً للخلاص. ولم أمتدح سِيَّر ذلك النفرِ من النساء والرجال الذين أتيتُ على ذكرهم إلا لبيان أن السمو الإنساني ممكنٌ. وإن هذه السمو إذا كان ممكناً في مستوى المجاهدة وكتال النفس الفردي، فهو بلا ريب يكون أمكَنُ، وأنفذُ، وأقوى فعلاً ومفعولاً، إذا قيض له أن يقوم على مستوىً مؤسسي. وأنا أنشط وأساهم، بقدر ما أستطيع، في تأسيس الرؤية القائلة بأن الخلاص إنما هو في المؤسسية الدستورية كما أسلفت، وكما أوضحتُ مراراً. وقد رأيتُ مرأى العيان الأكيد عند عثمان ود حامد، مع، وضمن، نفرٍ جليلٍ من النساء والرجال المناضلين والمناضلات، الشوامخ السوامق البواسل، من مختلف المشارب والعقائد السياسية الدينية والمدنية، سعةً وسعياً أكيدين ومخلصَين، عززا ثقتي في إمكانية الخروج وشفياني من الحزن واليأس. إلا أنني لم أر، إلا نادراً، مثل تلك السعة العجيبة التي يدير بها عثمان حامد خلافاته حتى مع أشد "خصومه" قسوةً، وعنفاً، واجتراءً على واجب احترام المخالف. ولم أشهدْ كثيراً مثل المودة الشاهقة التي يعضد ويصون بها علاقاته مع أصدقائه ومعارفه (وصروح المودة يا أحبابي بحاجةٍ لصيانةٍ متصلة وإلا انهدمت وذهب ريحها الطيب). وقد قالت فاطنة بت آمنة بت احمد أيضاً، في امتداح خصال خالها أحمد، "جودْتهْ وافره مي شوية ـ وْبِرشُهْ بايضه في اْلحيَّة. كنايةً عن أن بِرْش ضيفانه من "العدامى" لا يُرفع قط، حتى أن الحية اطمأنت من أن يلحقها الأذى من رفعه فباضت تحته. ومع ذلك فإنني أيضاً لا أقترح "برش" أحمد ود الفكي حسن برنامجاً للخلاص. ولم أورده من باب الفخر بأسلافي. وإنما أوردته في باب الاعتراف بالفضل القديم وتمجيده. وتمجيد مساهمة أهله في إضاءة دروب التضامن، كعنصر في مشروع التحرر الإنساني الكبير من الإثرة والأنانية وحظوظ النفس، ومن مؤسسات حظوظ النفس التي هي أساس المجتمعات الطبقية المكين، مما لم يقف عنده رواد دعاوى ومبادئ الإشتراكية والشيوعية الأوروبيين "المُعتَمَدين"، والقِطاع الغالب من اتباعهم في كل أنحاء الدنيا، الوقفة المستحقة حتى الآن في زعمي. وهذا عندي مما يفسر "هجيمة" الأنظمة الدكتاتورية والدول البوليسية لأنصار المشروع الصادقين (على غفلتهم)، ومَحْقَها لهذا الحُلم الجليل باسمه، وباسم وحدانية امتلاك الحقيقة من أمره. يا شيخ عثمان أنا "سَرَح" دحين أرجوك تُلجمني إن رأيت أنني استطرد في غير طائل، و"من غير ما موضوع"، مسموح لك بذلك، وحبابك عشرة في أي لحظة. لكن خليني أزعم أن استطراداتي هذه حيلةٌ في التوحيد بين واجب الرد المستحق على ترحيب البورداب غير المستحق بشخصي غير المستحِق، وبين موضوعات الترحيب والحوار الأساسية وخط السرد الرئيسي. وليس من حقي أن أدعي لنفسي توفيقاً في ذلك، وإنما أحاول لا أكثر. ولذا فلتسمح لي بهذا الاستطراد : قالت فاطنة بنت آمنة بنت احمد ود الفكي حسن، أيضاً في "مديح" خالها أحمد: من نهارةْ اتغرَّب لي رَزالة ما اتْقرَّب وكم أن تقارنوا ذلك بحالنا مآلاتنا في الغربة. وقالت : "جُوْدْتُه وافُرَهْ مَعَروفَهْ وُكَيْتُهْ مابْيَقوم صوفَهْ وهذه الأخيرة هي التي سأقف عندها، في خصوص شاكلة مدحي لأهل السماحة والفضل في إرساء شٍرعة توقير المخالف وزجر مَنْ نحب ومَنْ نوقر، عن اجتراح الصغائر، وأنتَ عندي أكثر الناس اجتهاداً وبراعةً في ذلك. ولذا فإنني أجد في التعقيب على مداخلتك سانحةً طيبة في "إنِجاض" القول في المعنى الذي أشارت إليه فاطنة بت آمنة بت الفكي حسن بقولها "كَيْتُهْ ما بْيَقوم صوفَهْ" والتي هي في معنى "آخر العلاج الكي"، للذي لا يرتدع بالنصيحة السخية، عن الغي والظلم، فمثل هذا وهذه علاجهما "الكَيّة" التي لا تُنبت نفس الظالم المجحف الحقَّار المستبد، "صوفاً بعدها". وهذا أيضاً، في معنى أن "المسامح الكريم"، "مو اللضينه التَدُقو وتتعضر لُو". وهو في معنى أن هناك مقامٌ للندى ومقام للحزم، كما في قول المتنبي في التمييز بين موضع السيف وموضع الندى، والذي حرفتُه عامداً لحذري من حديث السيف "حذر الذئب من دم ابن يعقوب". فصيَّرته "ووضع الندى في موضع الحزم بالعُلا ـ مضرٌّ كوضع الحزم في موضع الندى". وقد رأيتك في موضع الحزم لا تلين لك قناة. بورك فيك يا ود حامد وفي منال ومازن وإلى لقاءٍ أتمنى أن يكون قريباً في دارنا أو داركم، أو على الهاتف (ثلاثة أرباع المشاهدة والمشافهة) أو في البورد (نصف المشاهدة الحقيقي كما سبق لي أن وصفته. وربنا يجعل البركة في بكري ود ابوبكر الذي وهبنا هذه النعمة الكبيرة الممتعة، هذا المنبر، الذي لولا وجع الضهر وسُلطان الكُبُر، لما خطر ببالي التفكير في اختصار ردودي المقبلة على من رحبوا بي من أعضائه. وبهذه المناسبة أنا لستُ من أنصار المنع، لأن المنع مما "ينبُتُ تحت عباءته الشر". بل من أنصار المراجعة الحازمة، و"المُرة" إذا اقتضى الأمر، للذين يفرِطون أو يفرِّطون في واجب احترام المحاور المخالف وفي مفهوم الحوار نفسه. أما مخاطبة المخالف، المهينة المُحِطة، فلا. وأما التسامح و"المداداة" للظالم المنتهك البيَّن الظلم والإنتهاك فلا، ثم لا ثم لا. ويا سِيدي السماح والعفو منك ومن النور، إن قلتُ لك "إنو النور كان طالبي في حنتوب"، فلا بد أن قولتي هذه كانت في لحظةٍ من لحظات الغفلة المفضية إلى التفريط في المعاني الكبيرة. فقد كان النور ولا يزال رفيق الدروب الموحشة الوعرة كما أسلفت في المقام والمعنى اللذين قال فيهما الإمام على ابن أبي طالب. وأنا شيعي في حضرة هذا "البطل التراجيدي" في التاريخ الإسلامي، الذي أنتصر فيه الظلمة على المظلومين جهاراً نهارا! (مِن الذي يملك مفاتيح اليقين بأن "الخير سينتصر في النهاية"؟ وياتو نهاية؟)، وفي التاريخ الإنساني على إطلاقه، وفي دروب مشروع التحرر الإنساني، المشتكلة الوعرة الذي أتمنى أن أكون قد "أفصحتُ" عن بعض وجوه رؤيتي لها في المقدمات المختصرة التي نثرتها هنا في مختلف مداخلاتي في سياق رد فضل المرحبين بي، وهيهات، وهل من إضاءةٍ تامةٍ لمثل هذه القضايا العصيَّة؟ قلت قال ابن أبي طالب، مما ظللت أمهد له فأستطرد، "آه من طول السفر وقلةِ الزاد ووحشة الطريق". وقد كان النور أحد رفقة و"حشة الطريق" الحقيقيين "القلائل الكُثْر" في تجربتي الحنتوبية، وفيما بعدها من تجارب. وقد صاروا اليومَ قبيلاً مؤزراً، ليس بدون فضلك. وقد أتاح لي فضل بكري والنور أن أكتشف الآن أنهم أمةٌ "من النيس" (وتقرأ بإمالة الياء) كما تُعبر حِليةِ معلماتي المجيدات وزينة مجالسهن، "التايه بت جاد الرب" (والنيس في هذا الموقع من لغتها تعني الجمع الكبير)، ("يا لتلك المرأة" يا بشرى، ويا حلاج : ولعلك يا صدِّيق تذكر تلك الليلة الأشدَّ وحشةً في أيامي وفي أيامك، التي قضيناها بدارها العامرة، بيت الطين الحَفِي التليد ذاك، بود مدني). لم تكن التاية تملك قوت يومها إلا بالكاد. ومع ذلك فقد شهد الحلاج وهاشم كيف احتفت بنا. وقد كنتُ لمحاسن الحظ، ولعله من محاسن التدبير التوثيقي، أحمل مسجلاً، وثقتُ فيه حديثاً طويلاً للتاية، قبيل تلك الليلة، حكت لي فيه نذرا من تاريخ ود مدني، وسيرة توَطُّن أولاد الريف بها (وهي منهم)، وتوطُّن إبداعاتهم العتيدة فيها، وعلى وجه الخصوص سيرة "أبراهيم ود الكاشف" كما تسميه. وجاءت في ذلك السياق عبارتها الطريفة "أمَّه من النيس"، واستطرادها البديع في وصف رحلات بنطون حنتوب التي لا تُراعى فيها ضمانات السلامة ومع ذلك، سلم ركاب البنطون من أية حادثة طوال ما يقارب الخمسين عاماً، (ولعلني سمعتُ بآخرةٍ، للأسف، عن حادثٍ ألمَّ به وبركابه، بعد أن أصبح عدم مراعاة السلامة شرعةً ومذهباً وثمرة للاعتداد المصحوب بقلة الدَبارة والحيلة) : قالت التاية في وصف زحمة البنطون "عاد يا ولدي ما بيجي شايل الناس ديل مشنكتين مشنكتين فيهُ كدي، زي الحِدَي، شُفت الرَخم؟، بس الجراد". عفواً يا عزيزي فقد حمَّلتك معي وزر هذه الاستطرادات اللعينة، التي لستُ على يقينٍ من حظها من السداد في التعبير عن المعاني التي أسعي إلى المساهمة في الكشف عن وجوهها المهملة، والمنسية، في تأسيس مفهوم احترام الآخر المختلف والمؤتلف، وفي إضاءة أوجهٍ مدغمسة من روافد مجرى التحرر الإنساني العام (على حد عبارة ماركس، لدهشة وعجب من قد يقول لكم، كما قيل لي، "هذه تهويمات لا علاقة لها بمشروع التغيير الاجتماعي العلمي "الماركسي"، وتدابيره الواقعية العلمية". وهي من عبارات ماركس الكثيرة التي غفل عنها أكثر "أتباعه" ادعاءاً للملكية المطلقة لتراثه! عذراً للإطالة في الاستشهاد بتجارب ذاتية وأسرية إلخ. ففي ظني إنني إنما استشهدت بها من واقع معرفتي المؤكدة بها. وهذا مذهبٌ في التوثيق ليس من أبتداعي وهو مستساغٌ مقبول عند أهل الإختصاص. وربما أكون واهماً في هذه أيضاً. وإن مللتم أو ضجرتُم فقوَّموني. فهذا أنفع لي ولكم بــــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
يا جماعة الخير الكلام دخل حوش حقائق الواقع العنيدة التي لا سبيل إلى مراوغتها بحيل الرغبات والرغائب الذاتية. كم كان بودي أن أقف مطولاً أؤدي واجب التوقير والمحبة لكل واحدة وواحد منكم، شرفتني وشرفني، بهذا الترحيب السخي. إلا أن الكُبُر سلطان. وأنا قلما أدرك حقيقة أنني صرت شيخاً بالفعل. وفضلاً عن ذلك، فإن موسم عملي قد بدأ حقيقةً، بعد إجازةٍ دامت نصف شهر، وتلكؤ ما بعد الإجازة الذي دام مدة أسبوع تقريباً. وفي يوم غدٍ الاثنين يبدأ عملي الذي يتمثل في تغطية وتلخيص ندوات في مختلف ضروب الثقافة والسياسة للجهة التي أعمل بها. وبذلك ينتهي رغم أنفي، ورغم رغبتي ومتعتي، موسم الردود الطويلة والاستطرادات. ومن هنا ورايح لا مفر من اللجوء إلى اختصار ردودي بيد عمروٍ لا بيدي. بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)
|
عبد الله بولا..
كنا نستمتع باستطرادك او (تخريماتك) وهأنتذا تبشرنا بالردود المختصرة والفطام من هذا الألق ..وأنا فى ذلك محزون ...
عبد الله ..
هكذا بلا القاب ..حميمة كسلام (الكرفة).. سعدنا حقا برفقتك ..نتمنى ان ينساب حكيك المريح فينا بلا أنقطاع ..فنحن على ظمأ اليك ..ونعرف أن ماعونك وسيع وماهل ...
لك الود من قبل ومن بعد...
عبد الرحمن قوى...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Giwey)
|
العزيز عبدالله ودناس حوض العاشم ، وما اجمل هذا الاسم واوصله بالكرم ، بقول ناس الخليج كفيت ووفيت وزدت الطاق طاقين ، طبعت وثيقتك المهمة عن اهلنا البجا واديته لمحمد بيرق ودحسين وما حاسميهو بامو لان هؤلاء القوم يعزون امهاتهم لدرجة البخل ونحن نعزهن لدرجة الذكر ما علينا ، كل فكي وليه طريقتو ، فرحنى ردك وافادني كثيرا وحاقراه اقراه تاني وتان ي ، افرحنى حديثك عن شغبة المروغمابية خاصة وانا اهتم هذه الايام بتاريخ النساء المغمورات عن قصد ارجو ان تواصل معنا في هذه الاضاءات المفيدة رغم مشغولياتك ومعاكسات نوار وبالمناسبة تشبهك شبه ما عادي وما خليتو لنجاة حبة ، وتصبحوا على امل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: ahmed haneen)
|
Quote: ثرة، وأتعلم من طريقتك فيها، الكثير. فهي تجمع الإنضباط الشديد، والشاعرية الطليقة. ولا أجد مثل ذلك كثيرا، في غيرها. وقلما تجتمع هاتان السمتان للمرء، في صنعة الكتابة. ولا أريد أن أقودك إلى سجال، لكوني[/QUOTE
كلنا نتعلم يا دكتور النور فهذا الاسلوب داير وقفة فهو اسلوب متفرد وممتع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Almohndis عزيزي، مرحب في سياق "جدل البلد والأم" هذا، على حد تعبيرك. أعني أن حوارنا في هذا البوست الذي تكرم به علىَّ النور، والأخ بكري، والأصدقاء والأحباب القدامى والجدد من البورداب. وأتمنى أن يكون حوارنا من صنف "الشدر" الذي "إن مال بتّكي في اخيّو". في معنى أن يكف بعض النفر من البورداب من تحويل البورد إلى ساحةٍ للشجار وتنمية أنماطٍ متجددة دوماً من سوء التفاهم، وتحويلها إلى ساحة للشجر "البتّكي في اخيّو". أقول "سوء التفاهم" من باب تغليب حسن الظن. فبعض المداخلات في بوستات عديدة اطلعتُ عليها في البورد (وليس في بوستنا هذا)، تذهب إلى أبعد من سوء التفاهم بكثير. ويبدو لي إن بعضاً منا، نحن مناهضي الغول، لم يتعلموا بعد جدل التمييز بين التناقضات في سياق الصراع السياسي (وقد أقول الطبقي) والخلاف الفكري. وفقاً لهذا الجدل فإن "العدو" الرئيسي هو "الغول الإسلاموي" (و"الإسلاموي" غير الإسلامي بالطبع). هذا التمييز ضروري لكي نؤسس مشهد "الشدر" الذي "ان مال بتّكي في اخيّو". شكراً "لشوفك الشامل" بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي عصام، شكراً ليك إنتَ، وشكراً "عبرك" لكل أفضال أولاد جبر الله علي. وبعد توقيعي على ميثاق المحبة العامرة هذا، جاك. أولاً يا عزيزي، وعزيزي بحق واستحقاق، محركة في عينك (وهادي اللنت خايف منها)، على حد تعبير صديقي الليبي النحرير الأستاذ حامد مشمور، وقد سبق تعريفه وتعريف سياق هذه العبارة الليبية الطريفة باللهجة السبهاوية. "أتمنى أن لا يكون أصابك دائي المحركة و الكسل كما اسماهما بشرى ..."! محركة وكسل في عينك وفي عين بشرى معاك كمان. ومع أن عبارتك جاءت في باب التمني، من أن لا يكون داء "المحركه والكسل" وراء "غيابي عن مشهد الكتابة وغوايات الإبداع مما جميعو"، فهي مع ذلك تحمل ظلالاً من مذهب التفسير الحيدري الماحق لما زعم أنه يقعد ب"المثقفين" والمبدعين السودانيين عن الإنتاج الكبير المتصل محكم التوثيق. (وكنتُ، من جانبي، أتمنى أن لا يعود بي أحدٌ لسيرة البحر "الحيدرية" هذه). ولعلك أن تسمح لي بأن أضيف إنك "زدت الطين بله" بإضافتك "أو الركض خلف لقمة العيش"! فيا سِيْدي هُوَ أنا، (ومثلي كثيرون، ديش، وأمة من النيس)، عندي فرصة للمحركة والكسل؟ وركض كمان وراء لُقمة العيش؟ وأود أن تكون التوضيحات التي أوردها هنا عن واقع الحال، الذي، يُثري ويقوِّم واقع النص، على عكس ما يعتقد الصديق عبد المنعم عجب الفيا في ما زعم من أنني وحسن موسى ننطلق من نزعةٍ إفريقية ترفض نسب "ثقافة شمال السودان" العربي جملةً وتفصيلاً، متحججاً بأنه يملك نصوصاً تغنيه عن معرفة وقائع حالٍ كثيرةٍ في أمرنا نبّه إليها مراراً الصديق أسامة الخواض. فمن واقع الحال المضيء للنص والمقوَّم لملكة الحكم، أو "ملكة الظن والتمني" إن جاز التعبير، أنني قضيتُ سبع سنواتٍ حسوما أعاظل فيها محاولةً للمساهة في إقامة العمل العام السياسي والإنساني بين الجماعات (السودانية) المعارضة للغول الإسلاموي في فرنسا، سبع سنواتٍ حسوما، كنا نترك نجاة وشخصي طفلاتنا من دون "لقمة عيش"، أياماً وليالٍ طويلة، لنعود في آخر الليل بسندوتشات أو أطعمة معلبة ومجمدة إلخ. وقد جنينا من تلك التجربة، فيما جنينا منها من حَسَنٍ وقبيح، وظنون وتأويلات لا أصل لها في وقائع الحال، فيما أستطيع أن أزعم من غير كثير تردد. ولما حزمتُ أمري على هجر هذا النوع من العمل الذي يُهلك الكُتاب والمبدعين مما جميعو، "لأتفرغ" لمبحثي الفكري و"الجمالي" (وآهٍ من هذه "الجمالي"، تقصر قصوراً كبيراً عن مفهومي للإبداع الفني)، وجدتُ نفسي لمرةٍ ثانية وثالثة ورابعة إلخ، وجها لوجه أمام تأثير "بَعَر الغول الإسلاموي وفضلاته السامة المخزية" وعمايله التي لا سبيل إلى اللامبالاة بها. كل هذه التركة من عمايل الغول وقعت على رأسي وعلى رأس بت امحُمَّد المسئولية الأساسية في القيام على أمرها في فرنسا بعد أن رفع غالبية المعارضين أيديهم عنها بحججٍ مختلفات، ليس فيها حجةً واحدةً تبرر الوقوف في صفوف المتفرجين اللوَّامين. محركة شنو وكسل شنو وركض شنو ورا لقمة العيش ياشيخ عصام؟ هو نحن عندنا حق في محركة وكسل؟ وأضيف استطراداً من باب بيان ال absurdity بتاعت "مقولة الكسل الحيدرية" كما أسميها في "تفسير" أمر المثقفين والمبدعين، إن جاز اعتباري من قبيلهم، إن أحد أصدقائي الحميمين الخوّافين عليّ من نوائب البؤس النفسي والمادي (أظنه عثمان حامد) هاتفني بعد أن علم من نجاة أنني في حالٍ من الشقاء النفسي تلامس الرغبة في الانتحار، فقلت أطمئنه "أسمع يا فلان، ما تخاف علي من مثل هذا فأنا لا أملك الحق في الانتحار أصلاً، وذلك على افتراض أنني أرغب فيه. ما عندي لا وقت ولاحق عشان أفكر حتى في مغادرة دار الدنيا من فرط ثقل "الشيلة". كسل شنو ياعصام يا خي، ما في طريقه ليه لا من باب افتراض واقع أن امتياز الكسل ممكن في واقع حالنا، ولا من باب تمني أن لا يكون هو السبب في "الغياب" عن ساحة الفعل الإبداعي. أما لقمة العيش وأسباب الحصول على لقمة العيش على النحو الذي يقعد ب "المثقف والمبدع السوداني" عن الحضور الدائم في ساحات ومشاهد الحركة الثقافية، والحوار الثقافي، فإنني أهرب منها "هروب الذئب من دم ابن يعقوب". ركض شنو يازول؟ دحين شُفْ لك زولاً ركض وراء العبودية؟ فيا شيخي أنا "عبد"، على الرغم من فراري من هذه الكلمة "فرار الذئب من دم ابن يعقوب". أريتا لقمة عيش عدوك : شغل من الساعة 9 صباحاً إلى السعة الرابعة بعد الظهر، ومن الخامسة بعد الظهر إلى التاسعة مساءً في أغلب الأحيان وما فيه حساب لساعات العمل والوقت الإضافي. فالمرتب وهو فيما يبدو هبة سلطانية، لا يزيد ولا ينقص. وهو لا ينقص لأنه لا يمكن أن ينقص أكثر من ذلك أصلاً. ياجماعة الخير شوفو لنا تفسيراً غير هذا لبؤسنا المديد. وأنا بهذه المناسبة أفكر في في أن اقترح على الأجيال الشابة، من خلال البورد، في إقامة حوارٍ لإيجاد مخرجٍ كريم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أمر مثقفينا وكتابنا ومبدعينا مما جميعو من واقع البؤس والضنى الذي قعد بهم دون حضورٍ وضيءٍ متصل في المشهد الثقافي، ودون موتٍ مزرٍ شحيح الرماد. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Khider عزيزي ود ابوعبيدة ود على ابرهيم، شكرا ليك ونص وتمانية وزيادة، وواشقاي انا وا وحيح قلبي من صيدة القنيص الفترت كلبي و"صيدة القنيص" يا عزيزي طارق هي في هذا المقام، الأمل في إنزال عزمي على الاختصار إلى أرض الواقع. وها أنت ذا تفتح لي باباً آخر للاستطراد. كيفن عاد أترك سيرة الشيخ علي ابراهيم وأولاده، وهم من أوتاد سيرتي وسير الرجال والنساء الأماجد في أتبره (وِانتو "جيل القرن العشرين" في مصطلح صديقتي وخالتي وفنانتي، وفنانة أمي المفضلة عاشه الفلاتية، تقولون "عطبرة" وهذا مذهب في "القلِع" التعريبي، لا أعتقد بحظه من الصواب). أيام!!! كنتُ في السادسة من عمري الشقي أساساً، والسعيد أحياناً، بفضل الأصدقاء والأحباب، عندما شققتُ طريقي لأول مرةٍ إلى دكان عمنا الشيخ على ابراهيم برفقة أبي الذي كان قد وصِلَ إلى "عطبرة" قبيل أسابيع معدوداتٍ منقولاً من الشريك، في دار الرباطاب، ناظراً لمدرسة "عطبرة" الجنوبية. وقد كنت حزيناً لأنني تركت في بلدة الشريك، صديقاتي مدينة بت نَخَل، وخجيجة بت عبد الله، فراشات داخلية مدرسة الشريك الأولية وصديقات أمي الحميمات. فما أزال ذاكراً لهن ولفضلهن ما حييت. وقد زرت بلدة الشريك بعد ذلك بنحو عشرين عاماً ونيف، ووجدتها مدينة على ما هي عليه من البهاء، والمرح، وحدة الذاكرة "الإلكترونية الشفاهية" وسلامتها من مزالق الهوى. وكان الطريق إلى دكان الشيخ على ابراهيم طريقاً مباشراً إلى العُلا والعلو، علو النفوس الكبيرة. كم خفف ترحيبه المتميز من وطء الحزن على قلبي الطفل. كان ترحيباً متميزاً لأنه خلا مما يعلق بصنوف الترحيب بالطفل التي جرت عليها العادة في غالب ثقافاتنا، وغالب ثقافات العالم، من نبرة استخفافٍ بالطفولة واعتبارها حالةً مطلقةً من فراغ العقل، وظل هذا شأنه معنا حين دخلنا شرخ الشباب وريعانه، متى ما جئنا إلى دكانه بغرضٍ التزود من "حاجات الشهر"، كما كنا نسميها في ذلك الزمان. وكان هذا شأنه أيضاً في التعامل مع كل زبائنه بأدبٍ وتوقيرٍ حقيقيين، لا بمكرٍ تجاري من النوع الذي لا تلبس أن تكتشف زيفه، وزيف صنعته وصانعيه، في أسواق العواصم الرأسمالية الكبرى هنا، وفي محلات من كنا نسميهم ب "الرأسمالية الطفيلية" عندنا، وهي الآن الرأسمالية التي تتجهز وتحضر نفسها للإنضمام لرأسمالية السوق "الحر"، "العَوْلَميَّة" الليبرالية "الجديدة". هذه السوق التي لا صلة لها بتراث أمثال الشيخ على ابراهيم، والشيخ أحمد الشيخ والطاهر اليماني، وعم فخري إلخ (أتبره)، واللمين ود حاجاب، وخضر الحبَّالي وأحمد يوسف، وجَحَرُود، ومحجوب كَلَمون، ومستورة بت مامون، وود الشافعي (من أعلام بربر، سوق الدكة، ويسمى أيضا سوق الرحمة يا حْنين). وهذا على سبيل المثال لا الحصر. وهم قومٌ من التجار يكرمونك حين تشتري وحين لا تشتري، وحين لا تكون لديك القدرة على الشراء أصلاً. ولم يكن ذلك من دون عقيدتهم الإسلامية، بين عقائد أخرى في كبر النفوس. وقد وضعوا ركائز قوية في تقاليد التجارة والأعمال تركت أثراً قوياً بلا شك في أخلاقيات وعقائد قطاعٍ من أصحاب رؤوس الأموال ومؤسسات التنمية، الذين سلبهم الغول الإسلاموي كل شيء لأنهم ببساطة يرفضون الثراء الحرام وقِلَّة المروه. وليت الصديق عبد المنعم عجب الفيا تحرى ذلك قبل أن يبهتني برفض الثقافة العربية الإسلامية على إطلاقها وتبني الدعوة للإفريقانية، على إطلاقها، هويةً واحدةً صَمَدةً للوطن وأهله، وسأستطرد في ذلك في موضعه. وهكذا عَلَّمني الشيخ على ابراهيم توقير الطفولة وزهاء الشباب، من دون تقتيرٍ وشُحٍ في الطلاقة الواجبة في التعامل معهما. وهكذا كان أحد مصادر "منهجي" في معاملة طلابي مما استطرد فيه النور. والشيخ على ابراهيم من العَبيدية، من أعمال بربر، وهي أقرب إلى المدينة منها إلى القرية أو البلدة بمعايير السودان. وبها قبة جدي امحُمَّد ود ختاري "راعي الوَحَش". وأصل تسميته ود ختاري مما ذكرتُ نذراً منه آنفاً. وسأعود إليه في مشاهد سيرته الروائية المذهلة، وإلى شغبه بغرض تبيان وجوه أخرى من جدل التوقير والتنكيل في قيادتها الشعرية الحربية والخلقية لقومها المرغوماب والكمالاب من كواهلة البطانة، ففي كلاهما (شغبه وود ختاري) ضربٌ بديع من الدراما والتراجيديا مما لم نلتفت إليه بعد التفاتةً يستحقها في عناصر تأسيس الدراما والتراجيديا في مشهدنا الروائي والمسرحي الشعري، والسياسي. وإن كان الطيب صالح قد التفت إليه نوعاً ما في "عرس الزين"، وأكثر من ذلك "في بندرشاه بجزئيها، ضو البيت ومريود" شكراً طارق، ونوار بخيرٍ وصامدة لا تلين لها قناة في نقد ما أسميه بالمدرسة التكنوقراطية. وقد بدأت اليوم أول دروس السولفيج والبيانو في "كونسيرفاتوار باريس". فتأمل إصرار وغواية هذه الشقية والتلتلة اللي حتدخلنا فيها طالعين نازلين، على العلينا. بـولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الموصلي؟ أها عاد، شوفولكُنْ جنس ورطة لي زولاً يستعجل الاختصار، ولا سبيل له سوى الاختصار، لا زهداً في متعة الحديث مع الأحباب، بل بفعل قهر الوقت اللئيم. شكراً، شكراً، عزيزي الموصلي على ترحيبك العالي، وأفضالك السابلة الكاسية، وقد كان التعرف عليك عن قربٍ، متعةً وتحريراً معرفياً. أما الصديق، الشهيد، مصطفى سيد احمد فقد عرفته قبل ذلك بسنوات عديدة. لم يكن قد اشتهر بعد. وقد كان ذلك في مدينة الحصاحيصا، في حفل زواج ابنتي وأختي، ابنة أخي السيدة نجوى محمد محمد صالح، شقيقة فيصل وهاشم. فقد غنى مصطفي في حفل زواجها من ابن خالتها المهندس محجوب، وكلاهما، محجوب ونجوى من قبيلة الملائكة أيضاً. وقد كان مصطفى في تلك الليلة، في أعلى درجات أَلَقِهِ، كان مغنياً مشهوراً في الحصاحيصا، ليس إلا. وقد أذهلني أداؤه وصوته القويين. إلا أن ما أذهلني وأثار إعجابي أكثر من ذلك، هو حبه الدافق للغناء مما لم يخطئه حدسي، ولم يخذلني هو فيه حتى آخر ساعة من رحيله الفاجع. وأذكر أن سعد، عازف الأكورديون الذي هو الآن من أشهر أساطين العزف على هذه الآلة البديعة، التي كانت من أول الآلات التي تعلقت بها في طفولتي، يصاحبه بعزفٍ مجودٍ متميز بين من كانوا يصاحبونه. وقد زلزلني عزفه وشككني في جدوى تعلقي بالأكورديون. واعتقدت يومها جازماً بأن بما سيكون لمصطفى وسعد من شأنٍ في عالم النغم والمَغْنى. ولا أزال أذكر شريط الكاسيت الأزرق ماركة Basf الذي سجلت عليه غناء مصطفى، وعزف سعد في تلك الليلة الباهرة. (وأظن الشريط موجود بين تركتي من الكتب وشرائط الكاسيت في منزل أسرتي، ومنزل أسرة نجاة، في السودان. ثم كان لقاء القاهرة الذي تشرفت واستمتعتُ فيه بالتعرف على شخصك الكريم عن قرب، وكنت قبلها على معرفة ومتابعةٍ جادتين لتجربتك الغنائية والموسيقية وهي في تقديري تجربةٌ جريئةٌ ورائدة. ما عليك إلا أن تصبر على ما يلحق بها مما يلحق بالتجارب الرائدة دوماً من بعض الرشاش. وليس عندي من شكٍ في أنك أنت أيضاً تملك القدرة على إعادة النظر الدائمة في تجاربك، منذ بداية تجربة ريعان الشباب، تلك، مع الرق، التي قرأتُ لك كلمة شجاعةً باسقةً عنها، وحتى ريادة حركة إعادة التوزيع الموسيقي الكبير، والهارموني. وما أزال أذكر أيضاً إكرامك لنا في القاهرة إلى جانب تلك السهرة التي قضيناها معكما أنت ومصطفى. وهو إكرامٌ لا أريد أن أدخل في تفاصيله هنا خشية جرح تواضعك الذي عرفته وأعرفه. أما تلك الإشارة البارعة التي تكرمت بذكرها، من أنني لَفَتُّ انتباه المتداخلين في تلك الندوة التي تحدثتما فيها أنت ومصطفى، في (دار الكتَّاب؟) في القاهرة، الذين انصبت مناقشتهم على جانب الشعر و"الكلمات" من تجربة مصطفى الموسيقية والغنائية، إلى كون مصطفى موسيقياً ومغنياً قبل كل شيءٍ آخر، فهي ملاحظةٌ أساسيةٌ في رؤيتي للتأليف والأداء الموسيقي والتشكيلي والمسرحي والروائي إلخ من منظور الفلسفة وعلم الجمال. ومن منظور الجوانب المشتركة بين التشكيل والموسيقى والشعر والرواية إلخ، على مستوى مشكلات النقد و"التلقي". ذلك أن قطاعاً كبيراً من جمهور الغوايات الإبداعية ونقادها قد دأبوا، ومازال نفرٌ غير قليل منهم على هذا النهج، على تقييم العمل الفني من جوانبه المتعلقة بالمضمون وإهمال أو ترك الطبيعة الفنية، الخاصة و"الخالصة"، التي هي الأساس في كون الفن فنَّاً أصلاً. وأنا بالطبع لا أستطيع الإطالة في هذا الموضوع خشية أن يجرني إلى مناقشةٍ لا تنتهي مع البورداب الأشاوس من "ناس القرن العشرين"، كما قالت صديقتي وخالتي وأستاذتي عاشة الفلاتية في وصف "الحداثيين". وقد كنت على علاقة حميمةٍ معها، وعلى برٍ شديدٍ بها في سنواتها العشر، أو الخمس الأخيرة على وجه التحديد. أما ما أريد أن أحفظه عندك أو عبرك، وعبر ملاحظتك النيرة تلك، فهو في الواقع، حفظ حقي فيما أزعم لنفسي من قُربَى حقيقية، وشديدة، مع أهل المغنى والموسيقي. لأن التكنوقراط حراس الحدود، بين الغوايات الإبداعية ظلوا ينهوننا، نحن قبيل متعددي الغوايات الأشقياء، عن ارتكاب تلك "الخطيئة" بلا انقطاع، نهياً لا يخلو من غلظةٍ شديدةٍ أحياناً، وبالذات في المدرسة وفي الحقل الثقافي. فقد تعلقتُ بالموسيقى والغناء منذ يفاعتي البكر، وكان أول "من علقني "وشَدِّ في راسي في حْكَايْةِ"الموسيقى والمَغنى" دي، كما عبر الأبنودي (في جوابات حراجي القط)، مستورة بت ود صالح، أشهر مغنيات بربر في الأربعينيات والخمسينيات، إلى جانب الثنائي البديع، دُخرينا وأختها مَحَفوضة. وكانت مستورة صداحة الصوت، تسمع صوتها بلا مكرفون من أول المدينة إلى آخرها، ولم تكن بربر مدينةً صغيرة حتى في ذلك الزمان البعيد. وكانت مستورة أيضاً مدرسة في العرض والأداء المسرحيين، وهي متخصصة في غناء الأعراس الطقوسي، البنينة (ودي في ظني في منطقة بربر بس. وربما تاخمت حدود شندي أو دخلتها) وهي عندنا في بربر المدينة، على غير ضواحيها، نوعان: بنينة العريس للحنة، وبنينة العروس قبل أن يرفع العريس فركة القرمصيص عن رأسها وجزءٍ مما تغطيه من جسدها. ويختلف لحن كلا البنينتين واحدتهما عن الأخرى. وبنينة العروس أكثر تطريباً، ولميلوديتها أعقد تركيباً أيضاً. ودعني أهدي لك منها هذا المقطع من بنية زينب بت تِلْبيَّة، روتها لي عمتي ومعلمتي حوض العاشم : قافك جِبتو ليك في مْحِلُه يام رهناً تقيل مِنُه العجازَى بْضلو رحل العاج ابوك المافي مين بي ِقلُّه في حوشه ان نهر يكوي الخصيم ويعلُّه وحين سألتها متصنعاً الاستنكار عن معنى العجازى في مقام ثقل المهر أجابتني "أول يا ولدي المهر كلُّ مال؟" وزينب بت تلبية من شهيرات بربر في جيلها، من بنات الريف القويات، "هركولة فنق درم مرافقها"، شديدة الشكيمة، بارعة في الفكاهة والنوادر والسيرة، صلبة العود في مواقع الحزم والجود والتضامن. وتِلبيَّة أمها، فاطنة بت حمد ود التِلِب، من سراة تجار البلد، وهو عميد عائلة الريَّافة، وقد كان مشهد خروجه للحج، كما ترويه حوض العاشم، مشهداً يحير الطيب صالح وماركيز كليهما. ثم كانت أولى تجاربي مع الآلات الموسيقية "الحديثة"، في عطبرة، على يد صديقي وأستاذي الموسيقي المطبوع، الشرعي ود آمنة بت وهَب الله، الشاعرة، الكاهلية النحريرة حفيدة شغبه ووريثتها بحق، في موهبتي الشغب والشعر معاً، وكانت من المتعصبين الأشداء لعروبة الكواهلة الصرفة، وصديقةً حميمةً لأبي، ولأمي أيضاً، مع إن أمي لم يكن يعنيها أن يكون "الإنسان" كاهلياً أم لا يكون. وكان الشرعي إبنها الأوسط واسمه الحقيقي "إبراهيم مصطفى عباس". وقد كان أول لقائي به عقب أيام من استقرارنا في بيت الحكومة، بيت ناظر المدرسة الواقع بين حلة العِشش، وحلة الدوانيب. كان الشرعي جالساً تحت عمود الكهرباء، الذي شهدته لأول مرة في حياتي في أتبره، (فلم يكن في بربر حينها كهرباء). في وقتٍ متأخرٍ من الليل كان الشرعي يعزف ألحاناً عذبة على الصفارة، فخرجت من المنزل أمشي على مدرجات اللحن الساحرة، إلى أن وقفت أمامه مذهولاً مأخوذاً عن نفسي. ومن ديك وعيك. باختصار تعلقت بالصفارة، ثم فيما بعد بالأكورديون، ثم الجيتار، إلى أن استقر أمري منذ منتصف السبعينيات على العود. وما يزال يتاورني حنينٌ قاتل للجيتار، أساساً، وللأكورديون أحياناً. وقد كان معلمي للعزف على الجيتار إبني، إبن أخي، العازف المطبوع الراحل عبد الرزاق الطيب مختار، ابن معلمتي وخالتي المرحومة بخيتة بت حسن ود احمد ود الفكي حسن ود خُتاري صاحبة المقولة الشهيرة "العجلةُ في الندامة". وقد أعود إلى سيرتها في سياقٍ آخر. وكان عبد الرزاق يشتهر باسم أبو رِزقَه، وهو من مؤسسي فرقة "البلوستارز" التي ذاع صيتها في الستينيات والسبعينيات. فهو من أدخل في نفسي غواية الجيتار مما جعلني حتى اليوم أقاوم رغبة عنيدة في شراء جيتار ولا أنجح في مقاومة إغراء دخول محلات بيع الآلات الموسيقية "أدْنَع" في الجيتارات المعروضة. وأدنع دي يكلمكم بيها حْنين أو عبدالله على ابراهيم، فهي ليست من كلام "ناس القرن العشرين" وناس صعيد بربر فيما أظن، وكثيرٌ من الظن إثم. ومع ذلك يا عزيزي الموصلي كان وما زال حماة الحدود بين الغوايات الإبداعية ينهوننا ويزجروننا عن التعدد. وهي الحدود التي رسمتها، في الواقع، "قوانين" تقسيم العمل في مجتمعات الاغتراب الطبقي، ولم تفرضها ولن تفرضها "الطبيعة الإنسانية". وكان أشد من نهاني عن التعدد ثقةً برأيه، واعتداداً به، صديقي الدكتور حيدر ابراهيم الذي قذف في وجهي بهذا الأمر القاطع "أيها الرسام أرسم ولا تتحدث"، رافعاً ضدي كقرينةٍ مفحمةٍ تلك الكلمة التي دفع بها مايكل أنجلو في وجه ليوناردو دافينشي أو غيره فيما يُعتقد. دفع في وجهي بهذا النهي الحاسم من غير علمٍ بسيرتي وبسِيَر العصاة المتعددين طوال التاريخ الخارجين على قوانين تقسيم العمل الطبقية، وهم غير العصاميين، (الله يكفيني شر أسامة. وعرَّضتُه "الكِفوف المابقوم فيهن الصوف" من أقوال المَلكه بت أحمد ود طلحة ود القريش ود على ود تمساح). وقد قدمت له وللقراء المؤيدين لمبدأ النهي عن التعدد، في تعقيبي عليه، قائمةً طويلةً من الأسماء، تضم فيمن تضم مايكل انجلو نفسه الذي استشهَدَ به في تأسيس مشروعية نهيه لي عن تعدد الغوايات الإبداعية. وقد وقفت في هذا الأمر المقعد المستشكل، في الفترة الأخيرة على صنوفٍ من أمة المتعددين لم أطمع كثيراً في الحصول على مثلها لدعم مشروعية تعددي وتعدد قومي من عصاة الأوامر المانعة لتعدد بالغوايات الإبداعية. فقد عَلمتُ أن الكاتب والسياسي الأديب الفلسطيني إدوارد سعيد عازف بيانو بارع. وللدقة فإنني كنت أعرف ذلك عنه. إلا أن التحري في المكتوب من سيرته من أقرب الناس منه، صعد بمعرفتي بمدى غوايته الموسيقية وشأوه فيها: فهو لم يكن عازفاً بارعاً فحسب بل من ابرع عازفي البيانو، ربما في العالم، وقائد أوركسترا عظيم، ومؤلف موسيقي. وقد أدهشني أكثر من ذلك وشد من أزر تعدد غواياتي معرفتي اليقينية، كشاهدٍ مباشر، بأن السيد جاك أتالي، مستشار الرئيس فرانسوا ميتيران السابق، والإقتصادي العالمي المعروف، والصحفي المحلل و"العمودي" العَلَم، هو في ذات الوقت موسيقي بارع وقائد أوركسترا أيضاً ومؤلف. قاد عدة عروض سيمفونية كلاسيكية وأخرى من تأليفه(في الشهرين الفاتو بس مارس وأبريل). ثم عرفت بعد ذلك أن وزير الدفاع الاشتراكي السابق، ألان ريشار، الذي هو في الأصل عالمٌ متخصص في الإحصاء، هو أيضاً عازف بيانو بارع جداً (يا جماعة الخير التعدد مو حق مشروع في الثقافات السودانية والإنسانية الجماعية بس، بل في الفرد الواحد في تعدد حقيقي ومشروع، أعني أنه ليس تشتتاً كما يزعم التكنوقراط، بل تعدد، وأكرر طبيعي ومشروع). وبهذه المناسبة فإن تكنوقراط المؤسسات الحكومية كانوا، قبل أن تروج مقولة مشروعية التعدد الثقافي تحت دوي المدافع والبنادق، وعلى صدى أحذية الجنود الأمريكان مؤخراً، يقولون إن التعدد اللغوي والثقافي والديني "تشتيت" لوحدة الوطن! عجبي كيف يأفكون وكيف يتراجعون بلا خجلة. فأرجوك يا شيخي الموسيقي العارف أن تفتي فتنجينا من تسلط التكنوقراط حسيري النظر في تصاريف الحياة وطبائع الغوايات. ولا أدري أن كان من حسن حظي أو من شقائي أن ترث بنياتي الثلاث، وعلى وجه الخصوص صغيرتهن نوّار تعدد الغوايات، بأكثر مما عندي بدرجات. وهو تعددٌ لا مكان له في المدرسة التكنوقراطية الرسمية في العالم الليبرالي البراغماتي المعاصر، مما يجر على الطفل المتعدد فيها أوجها كثيرةً من الشقاء والملاواه. سوى أنها قادرةٌ على ذلك بشكيمةٍ صلدة. شكرا موصلي مع كل محبتي بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي خالد العبيد، لك جزيل شكري على ترحيبك، وعلى تذكيرك لي بتلك الزيارة العزيزة بصحبة "صديقك العجوز" وصديقي "الشاب" محمد مصطفى. وصفة الشباب التي ألصقتُها هنا بمحمد مصطفى لا إيدو لا كراعُو، مرَدُّها إليّ أنه فاجأني لدى لقائنا الشجي الممتع في القاهرة، في عام 1998 بمناسبة مؤتمر "الثقافة والتنمية" الذي أقامه مركز الدراسات السودانية بجهد باسلٍ ومقدر من الصديق الدكتور حيدر إبراهيم علي، أقول فاجأني محمد بتماسكٍ وحِفاظٍ جسدي وذهني ونفسي في تمام كماله كما عهدته فيه من حِفاظٍ في الزمن السالف، زمن ريعان الشباب وبسالته وكرمه (صفتي البسالة والكرم هنا لريعان الشباب ولمحمد أيضاً في كل مراحل عمره. فالشباب ليس سن "التهور والطيش" التي نندم عليها في شيخوختنا ونتوب عن حميتها وجسارتها فحسب، مما جرت عليه عادة نفرٍ يعتَدًّ بمساهمته وجرأته من شيوخ الحركة والفكرية والسياسية والإبداعية مما جميعو في بلادنا، وبلاد الدنيا الأخرى، حين ينهد الحيل ويلوح شبح الموت وأشباح أخرى، في الأفق. وهذا أتركه لسياقٍ آتٍ). محمد من جيل المؤسسين الأشداء لحركة الحداثة السينمائية في بلادنا، المغلوبة على كل أمرها الحداثي، والسينمائي بالذات. وهو على المستوى الإنساني ممن وصفتُهم بقبيل الملائكة. ولولا شبح الوقت وكثرة المهام، التي صحوتُ اليوم على شعورٍ من فزعٍ مزلزلٍ إزاء تأجيلي المتصل لها، لوقفتُ عنده فأطلتُ الوقوف في حضرته الباهية ومقامه العالي. كم فرحتُ بلقائه ذاك، وكم كنتُ ممتنَّاً وشاكراً حامداً للصديق دكتور حيدر لإتاحته لنا هذا اللقاء الممتع، ولإكرامه لنفرٍ من المثقفين المبدعين البواسل الذين، بينهم محمد مصطفى، لتشريف المؤتمر والمشاركة في وقائعه. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Unixo عزيزي ، شكراً على ترحيبك الكريم. وأتمنى أن تمتد إقامتك معنا في هذا البوست وأن تمتعنا بمساهمتك في الحوار.
أربعْتَالاف مرحب ياعزيزي زمراوي، شكراً على ترحيبك الألفي، وعندي ليك سؤلاً يحصحص لي مما شفت صورتك في البورد قبل سنة سنتين، وهو سؤالً طرحت مثله على حْنين: هل أنت من ناس زمراي "الواحدين" ديل، زمراي بربر ولا زمراوي خرطوم؟ فلعلك تفاجئني بأني عماً ليك.
أهلاً وسهلاً سجيمان، وحاشاك السجم فمداخلاتك مليحة ولماحة. جزيل شكرى على ترحيبك وعسانا أن نلتقي في المداخلات.
عززي صديق الموج، شكراً على ترحيبك السخي، يا سْيدي المنبر أصلو عالى وشاهق بفضل بكري وقبيل المشاركين الذين استضافتهم داره الرحيبة هذي. وعفواً فأنا الذي أخشى أن لا أبلغ علوَّه. بيد أنني أتمنى أن يحرص بعض المشاركين على الحفاظ على هذا العلو المبدئي للبورد، أعني كونه ساحة للتعبير الديمقراطي الناقد بطبعه، بأن لا يخلطوا بين الحزم والزراية بالمخالف والمخالفين، من أشخاصٍ أو مؤسسات. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي ملاسي، شكراً على ترحيبك وعلى حسن ظنك. ولو أن "حسن الظن ورطة" كما قال خطيب العرب القديم الرؤيوي المذهل أكثم بن صيفي، في حضرة كسرى. بَيْدَ أنني أقول ذلك في غير المعنى الذي أرده ابن صيفي في ذلك السياق فحسن الظن عنده ورطة في مبدئه نفسه، أي على إطلاقه. أما مرماي أن فيتعلق بحسن الظن كورطةٍ منسوباً إلى من قد يقصُر عنه أو يقصِّر فيه. ولذا فقد تمنيتُ أن أكون عند حسن ظنك وحسن ظن البورداب. يا سِيْدي أولا أبدأ بسؤالك كما جرى بعض عادتي هنا عند تشابه قرائن الأسماء. وهو سؤالٌ من باب الفضول لا التمييز: إنت دحين شنو صلتك بناس ملاسي الليلين بحري، شوقي ومصطفى الطبيب النفساني ومصطفي التشكيلي وبطل السودان في تنس الطاولة، والأخيرين من عِِتْرَة أصدقائي القريبين جداً، أما شوقي فلم أسعد بمعرفته عن قرب. وقد سمعتُ في عطبرة حديثاً جليلاً عن والدك المعلم العظيم. وكان ذلك في زمنٍ سلف (أربعين أو خمسين سنة يمكن) لم نكن نعى فيه بالتوثيق. بل لم نسمع بالتوثيق أصلاً في غرارة الصبا تلك، مع حضور أجنَّة التوثيق في ذاكرتي بالفطرة في ذلك الزمان. ولما تكرم الصديق عبد الله على إبراهيم بنذرٍ من سيرته العطرة بدأ وميض الذكرى ينشط في ذهني. وهذا أيضاً من أسباب سؤالي. لاحظت تغيبك من البورد. لعل المانع خير. أعني ان شا الله ما يبقى فيروساً ضرب كمبيوترك "نعلة الله على الهَكرز". مداخلاتك ظريفة جداً و في مزيجٍ طريفٍ ممتع بين الحكمة والموعظة الحسنة (للنفر المشتط من البورداب)، وزبلعة منعشة ومنتِجة وبديعة. (ونحن في بربر القديمة نقول فلان بُدَعِي أي ماهر في فن الدعابة المحببة). "بولا" يا سيدي "إسِمْ زمبعوب" في "لغة" بربر، وبعضهم يقول "إسِم دمبهوب". وهي مما يعادل nick nameفي الإنجليزية. وقصته طويلة. وأول من أطلقه علىَّ صديقي وزميل دراستي عبد الله عبد الحفيظ، من "أولاد مدني". وكان ذلك في السنة الأولى 1963. على أثر روايات حكيتا ليهو عن طفولتي وتعلقي ب"بولا" الهندي الأحمر الشهير في سلسلة مصورة، كانت تنشرها مجلة الصبيان في أوئل الخمسينيات، وكان هو من الجانب الآخر معجباً بلاعب التحرير "حسن بولا"، لأنه كان محباً لكرة القدم وشديد الحماس لمنهج اللياقة والعنف، الذي مالت إليه مدارس الكرة في ذلك الزمان لأول مرة. ثم أصبح شريعةً فيما بعد. وقد كان حسن بولا حريفاً وقوياً وعنيفاً في ذات الوقت. أما أنا فقد جاء إسمي من بولا الهندي الأحمر. وقد كان هو الآخر قوياً نافر العضلات. بينما كنت أنا نحيلاً دقيقاً، ومع ذلك كنت أتصور نفسي "بولا" وأتقمص شخصيته وأمثل أدواره في خلوتي. وقد كنتُ طفلاً كثير الخلوة أعيش في عالمٍ من الخيال المحض، حافلٍ بأُناسٍ وبمخلوقاتٍ وأصدقاء ومعارف وأماكن من تأليفي. وإسم "بولا" ديالي يُنطق باللام الروسية المفخمة. ولذا فإن أفضل من ينطقه بشرى الفاضل عن معرفة مؤكدة بهذه اللام، وينطقه النور وحسن موسى وهاشم محمد صالح، صحيحاً، بحسن السمع والتمييز والحفاظ والنأي عن الخلط بين اللامين. ولعلك أدركت المعنى الخفي وأنت لماحٌ للمعاني الخفية. وبولا باللام الروسية يا جماعة الخير. وإلا اختلط الأمر بما لا تُحمد عقباه. شكراً ملاسي على أسئلتك الشجية وتقبل سلام بت امحُمَّد والبنيات. بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
مرحبا بالمفكر الدكتور عبدالله بولا
اسم مدوي في عالم المعرفة السودانية وانسان مشحون بالحيوية
والتواصل مع الاجيال وعقل مدرك ومستوعب للحداثة , وما وجوده في
فرنسا معقل الحداثة المعرفية والثورة البنيوية الا دليلا على ذلك.
مرحبا بك في دنيا المنبر الحر حيث الاجيال اليافعة التوّاقون الي
المعرفة والمتحمسون للنقد الي حد التهور.
وبعد
من وجهة نظري يمثل د. بولا قمة الجهاز المعرفي السوداني الشغّال في
الاوساط النخبوية , أي كل المتخيّل المنتوج من الثقافة الموثقة في
الفترة مع بعد الاستقلال , هذا المنتوج المتمركز حول العقل العربي
ولا اقول عروبي , تم اسقاطه علي مجمل الشخصية السودانية , ولما كان
المساحة الجغرافية التي انتجت هذه الثقافة لا يتعد الي الغرب ديار
الكبابيش والي الجنوب حدود السنار ولا يمثل ارث الثقافي الكامن في
الشرق فهي اذن (ثقافة الجماعة العربية المسلمة علي النيل
والبوادي حسب وصف د. عبدالله علي ابراهيم). هذا العقل المعرفي
الاقصائي للثقافات الاخري والتي تبث وسائطيا الي كل السودان استخدمت
اللغة( العربية) كما هي مجسدا في مقولة رولان بارت "اللغة ليست
ليبرالية ولا ديمقراطية انها ببساطة فاشية".
انكم جيل ابدع في عالم المعرفة الثقافية , لا شك في ذلك , وقد
توشحت سماء السودان بالوان قوس قزح من منتوجكم الابداعي شعرا ونثرا
وفنا ونغما ولكن كانت انتاجكم نخبويا وصفويا ونيليا شماليا, فلم
يجد الجنوبي والشرقي والغرباوي شخصيته الثقافية , فكانت غربة
الهامش او ذوبانها في ثقافة المركز واعتقاد المركز بان ما تنتجه
هو الافضل بحكم التكرار واعادة الانتاج وبحكم الجودة لما وجدها من
الرعاية والخصوصية اعطتها الاولوية علي عكس الثقافات الاخرى التي
اصبحت نسيا منسيا.
ان تفكيك هذا المنتوج الثقافي المهيمن الشغّال بالتقادم وارجاعه
الي اصوله النيلية الشمالية والكشف على انه جزء من الكلية
الثقافية السودانية هو المدخل السليم لكسر حاجز الاحتكار الثقافي
وبالتالي المعرفي , لكي نتمكن من اطلاق المكنونات الابداعية
للثقافات الاخرى من غربتها كمحاولة لكسر طوق الازمة الثقافية
الخانقة التي تعيشها السودان .
كما ان تفكيك تلك العقلية المعرفية الغير مستقلة يحرر الثقافة
السودانية من امراض النخبوية والشللية (القعداتية) نحو عوالم
انتاج المعرفة لذاتها وتؤدي الي تدشين لفكر نقدي متعالي علي
الكانتونات الجهوية والاحزاب العائلية والتنظيمات اللاهوتية , الي
فكر نقدي لا يعمل علي انتاج واعادة انتاج ثقافة موجهة وانما يقوم
بتنشيط الافكار وتحريك السكون وتقليب البيئات الثقافية المتعددة
التي من حولها املا في التاسيس لذروة السيادة الفكرية لتكون
مرجعية للهوية السياسية .
ارشح د. بولا ابا روحيا للجهاز الفكري الحداثي النقدي المتعالي علي
المنطلقات الحزبية والجهوية والذي ينظر من علي على مكامن العوج
لمسيرة المعرفة والثقافة في السودان لاصلاح ما يجب اصلاحه لان المعرفة
والثقافة تمثلان ثيرمومتر الشعوب وفي حالة السودان فان ارتفاع درجات
الحرارة في الهامش دليل مرض كامن جذوره في المشكلة الثقافية وان
تجلت في اشكال اخري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Kamalabas شكراً كمال، ومرحب بيك، وأتمنى أن نلتقي مرةً أخرى في المداخلات لما "اللعب يحِر". والعبارة ليست من مجاز الشجار بل من مجاز الفرح المنتج، وهي تقال في "لغة" بربر على أيام شبابنا عن "حِرَّة الدَلَّوكة" في ليالي الأفراح. وأتمنى أن يحِر اللعب في هذا البوست في معنى أن يدخل بمساهماتنا جميعاً في عمق الموضوعات المنتجة والممتعة بعد تلك المقدمات التي سُقتُ الحوار في وُجهتها أو ساقني الحوار إليها، والتي أتمنى أن لا أكون قد أضجرتُ بها البورداب. بــــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Abdel Aati عزيزي عادل، كثير شكري على ترحيبك وحسن ظنك : "الحقيقة قبل العقيدة والعدل قبل الإحسان". هذه العبارة كبيرة وأساسية. ولو أنني أتمنى أن نعتبر الإحسان وجهاً من وجوه العدل. أتابع كتاباتك. وفي نيتي أن أعود لمناقشتك في بعض وجوه نقدك المتصل بتجارب اليسار في بلادنا وفي غيرها وهي بلا شك تجارب ليست فوق النقد. بل هي بحاجةٍ إلى نقدٍ حازم. والحزم غير الغضب. لكنني قبل ذلك أود الآن "استعدال النقاش"، على حد تعبير الصديق أسامة الخواض، على "جادةِ" مناهج ومبادئ ما أسميه "مشروع، أو مجرى التحرر الإنساني الكبير". وهو مشروع تشيب لهوله الولدان من فرط "تأصل" الاغتراب في نفوس البشر، في نفوسنا جميعاً. وقد أخذناه بخفةٍ وسذاجةٍ لا تليقان بجلاله. وسيكون مدخلي إلى حوارنا المحتمل، هو سؤالك عن ما تسميه أنت، وربما كان هذا ما فهمته أنا من بعض نصوصك المنشورة التي دَعوتَ فيها لتأسيس مشروع "ليبرالي"، أو إلى تأسيس حزبٍ "ليبرالي". ولم أفهم على وجه الدقة ما تعنيه بصفة "ليبرالي" هذه وبمفهوم "ليبرالي"؟ فالمفهوم كما استقر في الأذهان وفي المرجعيات الفلسفية والسياسية الاقتصادية الحديثة، هو قرين ما أسميه بمفهوم "الرأسمالية العايرة" الطليقة من كل قيدٍ ومن كل وازع. وهي ما يسميها إيديولوجيوها، تظرُّفاً أو مكراً، بنظام "السوق الحر"، أو "السوق الحرة": الحرة من التزامات وواجبات وأخلاقيات وقيم العدل الاجتماعي، التي تعتبرها "الرأسمالية العايرة" قيوداً. وأنا أعجزُ عن أن أفهم "مالَكَ في الليبرالية، ومالك ومالْها"، بعد تاريخك النضالي المعرفي في سبيل العدل وشعارك العالي "العدل ... قبل الإحسان". وفي انتظار توضيحك أتمنى أن تتقبل مودتي وحسن ظني ورجائي. بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Tanash عزيزي طناش، شكراً على ترحيبك، وأرجو أن تتقبل اعتذاري عن ما جشمك إياه الحصول على كتاباتي من رهق ومشقة. وكنتُ أتمنى أن يكون أمر الحصول عليها أهون من ذلك، إن كانت تستحق أصلاً. وسيسعدني كثيراً أن أجد ظروفاً ملائمة لإعدادها للنشر، بصورةٍ ترضيني وعلى نطاقٍ يلبي رغبات من قد يعتقدون، مثلك، أن مساهماتي يمكن أن تكون مفيدةً للحقل المعرفي. إلا أن الأمور لا تسير في الطريق التي أتمنى. ويبدو أنها سوف تسير على هذا المنوال المؤسف لزمنٍ طويلٍ آتٍ. خُذ مثلاً: خلال الأيام الأربعة أو الخمسة التي تغيبتُ فيها عن البورد كنتُ أعمل من التاسعة صباحاً إلى السابعة مساءً. ثم أعود بعد ذلك إلى البيت لأرد على تلفونات مطالب المشردين السودانيين (بالعشرات). وأراجع مع فاطمة، كبرى بنياتي كورسات القانون والعلوم السياسية، وأشارك في إعداد الطعام وتنظيف البيت، وهكذا حالي أغلب أيام الأسبوع. فكيف دبارة الكتابة مع هذا؟ وأنا أكتب الآن هذه الردود بعد أن عملت لمدة 12 ساعة في ترجمة وتلخيص مؤتمر باليونسكو، ل"مخدمي" الذي لا يدفع الساعات الإضافية. وهذا ما أسميته في مكانٍ آخر من هذا البوست بـ "العبودية الحديثة" كما يٌقال هنا في وصف هذا النوع من علاقات العمل. وهي ان جينا للجد لا حديثة ولا حاجة : عبودية عديلة بي خشم الباب. أشكرك ثانيةً على حسن ظنك، وعلى ما بذلته من جهدٍ لمتابعة سلسلة مقالاتي إياها، لكنني أود أن تسمح لي بالقول بأنها تكن في "الرد" علي د. حيدر، بل في التعقيب على مقالةٍ له في الخصوص الذي أو ضحته آنفاً في هذا البوست. أقول كانت تعقيباً وليس رداً. لأن الرد كما أو ضحت في التقديم لتلك المقالات نفسها، "ينطوي على إيحاءات الشجار". وأنا لم أكتب تلك المقالات مشاجراً لصديقي حيدر، بل ناصحاً وموضحاً، في ظني. وكنت قد نبهت الصديق أحمد عبد المكرم، الذي كان يشرف على الملف الثقافي لصحيفة الخرطوم، وحرصت على تنبيهه، بأن لا يسمي تعقيبي رداً. ومع ذلك جاء في صدارة، في كيلشيه ثابت على طول السلسلة، تحت العنوان الرئيسي، ، وبالخط العريض، "دكتور بولا يرد على دكتور حيدر: ردٌ على رد" فتأمل. صحافتنا لا تتصور التعقيب إلا "رداً". و"الرد" عندي مصطلحٌ سائغ في مقام الشكر والترحيب. أما في مقام الخلاف فإنني أفضل مصطلح "تعقيب". لك خالص مودتي وإلى فرصة أخرى للحوار الشيق معك. بـــولا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي فجراوى شكراً على ترحيبك الكريم، وأتمنى حقيقةً أن أكون على قدر حسن ظنك. ويا ليتني أستطيع أن أساهم في أن تأخذ الكلمة "موقعها بالضبط" في وبوستات وحوارات ومدخلات المنبر، كما تمنيت أنت. وهيهات. القومة ليك أنت والانحناءة أيضاً لك، ولأبناء جيلك الذين ينحتون في صخر الزراية والعنت والعسف مجرىً للحياة والأمل. شكراً وإلى لقاءٍ في المداخلات. بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي قصي، تحياتي وشكري على ترحيبك، أنا أيضاً لن أنسى أبداً ذلك اللقاء الباهر في دار جمعية الثقافات السودانية بالقاهرة. ذلك الوليد ابن السبعة عشر الفصيح "القليص". كم أدهشتني مداخلتك في تلك الليلة وطمأنتني على أن للملكات الإبداعية والعقل النقدي قدرةً على التجدد وعلى شق طريقه الوضيء على الرغم آلة القمع ومؤسساته مهما استطالت وأتقنت صنعة تزوير تغريب الوعي. ثم أكدت لي اللقاءات بعد ذلك أن حدسي كان مصيباً بالفعل. أنا أيضاً سعيد جداً بهذا التواصل، على الرغم قلة المروة والعمل المرهق والوقت المزري. شكراً مع كل مودتي. وإلى اللقاء في المداخلات. بـولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
ahmed haneen عزيزي حنين، مرةً أخرى شكراً على ترحيبك، وسيكون لنا لقاءٌ طويل في المداخلات، فعيلة كلمون وحنين إحدى دعائم عالم بربر الأسطوري، بتكوينه البشري العجيب الذي لا يصدقه إلا من عاشه بالفعل. فمِن من البورداب يمكنه أن يتصور بنات وأبناء عمك بكري ود حمَّاد ود كلمون وعمتك سعاد بت حماد، شقر وشقراوات كأنما جئنَ وجاؤوا (أوعك من الجندريات) "هذا يوم الليله دا" من اسكندنافيا؟! وأن حسين ود محجوب كلمون أزرق ومشلخ وعيونه خُضر، وأن وأن وأن....إلخ فإلى لقاءٍ قريب.
Adil Ali شكراً عادل وحبابك الِف، وأتمنى أن نلتقي في المداخلات المقبلة. مع كامل ودي.
بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Imad El amin عزيزي عماد لك جزيل شكري على ترحيبك العالي. وأقول لك "صدقتَ فيما قُتَّ"، وينبغي أن تقرأها بلغة زينب بت بشير حكيمة بربر الشعبية ومكتبتها العامرة. نعم فهي فجيعةٌ حقيقية تلك التي وقعت على "أجيالنا" المتعاقبة من التكبيل والزراية. وقعت على أجيال "العصاة" منَّا الذين رؤوا ملامح الغول وهي تتشكل في أرحام مؤسساتنا السياسية والثقافية والحقوقية والإيديولوجية الرسمية المهيمنة، فنبهوا إليها تنبيها حازماً، فكان نصيبهم ما ترون من عناء التشرد والهوان والمذلة والعوز. فُجعنا نحن بانقطاع وجودنا الممتع الجميل بين "أجيالكم" من "العصاة الجدد"، ثمرة أحشائنا على نحوٍ ما، إذا جاز لي هذا الادعاء الغليظ. وفجعتم أنتم في وطنٍ وقع بأكمله تحت خُفِّ الغول. الغول الذي حرمكم من حق رعاية الوطن وإشباعه لنوازع الشغف والريعان الإبداعية الطبيعية والمشروعة. فقد جعل الغول الإسلاموي، والذين ألقَحوه، وربوه، و"رعرعوه، ودللوه، حتى استطال واستعرض وأزرى واستفحل وقتل"، من معنى الوطن معنىً مطابقاً للتوحش والوحشة والإهانة والطِراد والانتهاك. شكراً على حسن ظنك، وعلى احتفائك العالي، وإن كنتُ على يقينٍ بأنني لا أستحق ما تكرمتَ به علىَّ، وما تكرم به نفرٌ جليلٌ من البورداب من تحميلي شرف وعبء "رد الجميل لـ "أجيال" من الأساتذة الأجلاء من المقاومين الشوامخ الذين لستُ أنا سوى ثمرةٍ من ثمار أفضالهم السابلة العميمة. لك وافر مودتي، وإلى لقاءٍ قريبٍ في المداخلات. بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Giwey عزيزي قوي، شكراً على ترحيبك، ومرحب حبابك أنت أيضاً، وحباب الجزيرة وأيامنا البهية بها، التي أحييها في شخصك جملةً وتفصيلا، ولو أنك سألتني من معنى هذه العبارة الأخيرة لما عرفتُ لها تفسيراً، سوى أنني أعربد من فرط الشوق والذكرى لمراتع الألق الإنساني والأنس والأنسنة، تلك التي عشتها بين أهلنا في قرى الجزيرة الذين علموني من السخاء والفطنة ما لولاه لانبهم أمري وباخ وفسد وضلَّ في متاهة التكنوقراط الأفندوية العقور...أعذرني، يا قوي ينالك ثواب، فإن عبرةً حرَّى تأخذ بخناقي، وأنا أستعرض شريط ذكراهم البهي: فعلى الرغم من وطء كلكل "الفقر" والعوز والإرهاق الذي كان ينيخ على قاماتهم وقلوبهم المنهكة، كانوا يأتون في كل يومٍ من أيام إقاماتي المتكررة بينهم، وكل واحدٍ منهم يحمل صينيته، مع صنوفٍ بديعةٍ من الحكاوي والطرائف والخبرات الذكية، ترحيباً بمقدمي وتأكيداً لتقديرهم لواحدٍ من "العصاة الطلقاء" (وقيل المطاليق)، الذين ضاقت بهم فطردتهم وطاردتهم مؤسسات التكنوقراط الأفندوية. لم تكن ملابسي الملونة، النادرة ندرة الكبريت الأحمر في ذلك الزمان البعيد، تستفزهم أو تثير استغرابهم حتى، ولا شعري الطويل الكثيف. بينما كانت هي عينها مصدر ازدراء المؤسسة الأفندوية لنا، وإحدى قرائنها ضدنا نحن العصاة "العالة رعاة غنم أبليس" في نظر الأفندويين. البهاء ياسِيْدي من فضلكم وفضل أهلكم يا سِيْدي وليس مني. هو بعض بضاعتكم ردت إليكم. وهيهات. لك كافة مودتي وإلى لقاءٍ في المداخلات المقبلة. بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
يا بولا عليك الله ما لاقيت محمد ولد أبّاه الشهير بعروة الزمان الباهي كما أسماه منيف , أثناء تجواله المستعصي على التعريف قبل أن يرحل ؟ السؤال مصدره بسيط للغاية وهو إن وقع في عينك ما بتختاه! وأتوقع أن تكون قد رأيت ما لايراه الكثيرون من هذا العاصي الكوني! سلام للجميع!و من الجميع مصطفى آدم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
استاذي الجليل عبد الله بولا......سلام
لم اتمكن حقيقة من متابعة هذا البوست الترحيبي الاحتفالي الالتقاطي الذي يتخذ من الترحيب العادي ذريعه لاستطراد فكري تاريخي يحفر في الكهوف البلوريه للذاكره ليعيدها كسلطه وثائقيه نادره قل ما يجود بها الزمان.حقيقه انا مندهش من هذه الذاكره الثاقبه التي تتمتع بها.حيث انك قمت باعادة انتاج مشهد ذلك اللقاء الباريسي وكانه يحدث الآن.هي فعلا ذاكرة التشكيلي الفيلسوف.لك تحايا الفنانه (هناء عبيدي) وتشكرك كثيرا علي الاطراء والمدح الجميل.
وليد يوسف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Bayan عزيزتي بيان، كل تحياتي ومودتي، لكِ وللصديق دكتور إبراهيم صاحب النظر الثاقب المنير. يا ستِّي بل لقاؤكم "هو الذي تشريفٌ لي" وهذه من لغة عمنا عيسى ود المكي، سلطان العاشقين، وهو من أساطير بربر التليدة. وقد كان يمليني خطابات لابنه نافع، الذي لم يكن فيما يبدو نشطاً في الرد على الجوابات، فيستهل "عمي عيسى" رسائله إليه بقوله "إبننا نافع، أرسلنا لكم جواب ولم حصل رد" إلخ. يسعدني التعرف بك عن هذا القرب المجازي الذي هو البورد، هذا المركِب البديع الذي أكرمنا واتحفنا به الأخ بكري. وأسعدني أيضاً أن يكون أحد أعمدة وعُمَد تخصصك هو الصديق الشاعر الجليل الفارع محمد عبد الحي. وقد كنت أتابع مداخلاتك من قبل بانتظامٍ غير مكتمل بسبب وقتي اللعين. ولمستُ فيها رغم ذلك همةً واهتماماً معرفيين حقيقيين. وأشكر لك ترحيبك السخي واحتفائك الشاهق، اللذين أتمنى أن أكون مؤهلاً لهما. أما أن تعتبريني مثلاً أعلى فهذا مما لا أقدر على حمله لأنني أُدرك تماماً ما يسكن نفسي ويحيط بها من مزالق الجهل والحمق والزلل. عاد يا بيان أنا أمرق بي وين من "كتابة الأشياء السودانية" مع حوشي المحروس بشغبة بت عُليب، وبنونة بت المك، وستنا المادحة، والحرم بت طلحة، وزينب بت بشير، وحوض العاشم بت فضل الساتر، وفاطنة بت بابكر ود القريش، وفاطنة بت الروضة، وزينب بت كلمون وفاطنة بت حبيب الله، والتاية بت جاد الرب، وعاشة بت آمنة بت عباس ود خلف الله ود السليني، وخجيجة بت المك، بت مك الشلك، تلك المرأة القوية العالية (وقد تزوجت من أحد أحفاد الشيخ مضوي ود المصري المعروف الوارد ذِكْرُه مطولاً في الطبقات، وأصبَحَتْ من أعلام القيادات النسائية الشعبية في المدينة)، وعييييييييك ديش من النساء البواسل؟ ما في طريقة مرْقة يابيان. وإن كان في حوشي أيضاً ديشاً آخر من النساء والرجال البواسل في فرنسا أيضاً وفي جملةٍ من بلدان العالم مما لا يسعه الحيز وأنا أجتهد وأحرص على أن تسعه نفسي. ومع ذلك يا عزيزتي بيان فأنا لست من دعاة الهوية الناجزة، المغلقة، الأزلية. كما أنني لست من دعاة "الأصالة والتأصيل" بمعني الإستمرارية الصماء كما عند الصديق الراحل أحمد الطيب زين العابدين وآخرين كثرٌ، ولا بالمعنى الذي يجعل المثل الأعلى في ماضٍ مبرأٍ ومقدَّسٍ. كما إنني لستُ ممن يعتبر الحداثة حالةً دائمةً من الحاضر "المحض" والمستقبل "المحض" والتجاوز "المحض" للماضي "المحض". وفي تقديري أن جدل الحداثة في حقل الثقافة ليس مرادفا أو موازياً لجدل المعارف والعلوم الطبيعية. وسوف أناقش ذلك معك ومع آخرين في مداخلاتٍ مقبلة. ويبدو لي إنني قد ناقشته مع إبراهيم في نادي أساتذة جامعة الخرطوم في حوالي منتصف عالم 1986. وفي ختام مداخلتي أود أن أخوض معك في موضوع المناقرة والتحرش بينك وبين أسامة أو بين أسامة وبينك، إن شئت وسمحتِ لي بالتدخل، كصديق لا ك"مثلٍ أعلى" (دا شعراً ما عندي ليه راس). ومسوغ تدخلي هذا إذا قبلتما به هو يقيني بأنْ ما من أحدٍ منكما يستحق التعريض والتشنيع فقد لمستُ عندك اهتماماً معرفياً حقيقياً. وأنا أعرف منذ ما يقارب ربع القرن مدى صدق مشروع أسامة المعرفي. وقد رأيتُ مرأى العيان ولمِستُ "لمس العَيَان" أيضاً، الثمن الباهظ الذي دفعه أسامة في سبيل تأسيس مشروعه كمثقفٍ وككاتب. وهذه الخبرة والمعرفة بأسامة هي التي دفعتني وسوغت لي لومي له في خصوصك، بل وتقريعي له إن شئتِ. وقد يمكنني القول بأنني لم أشهد في حركتنا الثقافية إلا القائل جداً ممن تجشموا في سبيل تأسيس مشروعهم الإبداعي مثل المشقة التي تجشمها أسامة. وهذا بالطبع ليس شفيعاً له في هذه المناقرة، بل قرينةً للومه وزجره عن الخوض فيما لا يليق به ولا يشبه تجربته. وهذا على وجه التحديد فحوى ما قلته له. وأتمنى أن يهيئ كل واحدٍ (وواحدةٍ، خشية الجندرية) منكما، لنفسه معرفةً أفضل وسوء ظنٍ أقل بالآخر. مع كل مودتي وإلى لقاءاتٍ أخرى في المداخلات. وأرجو أن تنقلي تحياتي الحارة لإبراهيم بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Abu Mariam أوووووه الصادق ود شيخ الدين، مرحب بيك، وين انت ياخي؟ طبعاً أنا حكيت ليك قصة شيخي، شيخ الدين في حياتي، ولا معنى لأن أعيدها عليك هنا. وبوضوح أكثر ومكرٍ أقل فأنا مخلي سيرة شيخي شيخ الدين دي بهاراً لردي على تماضر، التي من فرط حماقتها قد تظن أنني تجاهلت الرد عليها أو أهملته بينما المسألة مسألة ترتيب و"إتوكيت" (وهي في أصلها الفرنسي إيتيكيت) لا مسألة مفاضلة. يا سِيُدي أنت أستاذي ومرشدي في المعرفة العلمية بالعود وليس "تطوير العزف". ولزوم هذا التوضيح أن أحدد مطلبي. العزف تعلمته بالعين والأذن من "زمناً مو الليله"، وقد أظن إنني بعت فيه. وهذا من سوء توضيحي لمطلبي ومن سوء ظني في معرفتي لأية صنعة معرفية إبداعية، مما جعلني أُحجم عن العزف قدامك وقدام طارق. لكنني وجدتُ مؤخراً تشجيعاً شديداً من أحد أساطين العود، أشاد بعزفي إشادة أدهشتني وشدت من أزري. لما تجي المرة الجاية لن تجدني خجِلاً من العزف في حضرتك. يا سيدي أنا أيضاً هزتني وأسعدتني وأحزنتني أيضاً صورة "اب سَفَّه". هذا التشكيلي الخطِرْ والفيلسوف الذي دفن قدراته الفلسفية الكبيرة في عمرٍ مبكر. وربما ألهَاهُ عنها الولع بالتشكيل. ليت التشكيليين ومحبي التشكيل في السودان ينتبهوا لهذا الرسام العظيم قبل أن ترمي به الوحشة إلى شيخوخةٍ بائسةٍِ مثل شيخوختي. أقول ذلك مع إن اب سفه لا زال "شاباً" بمعاييري أنا، ومعايير نظرتي إلى "أبنائي" (على الرغم من أنني وعدتُهم بأن لا أكرر مقولة بنُوَّتهم هذه مرة أخرى لكنها غلبتني هنا). وسوف أعود لسيرته ضمن سيرة "طلائع القندول" التي قدم فيها مساهمةً جليلة. وسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)
|
ل فأنا مخلي سيرة شيخي شيخ الدين دي بهاراً لردي على تماضر، التي من فرط حماقتها قد تظن أنني تجاهلت الرد عليها
لقد اصبت يا اخا الطرب..فانا حمقاء ...واحمق للدقيق من ابيه......هاهاهاها...
لكنى ساكون على اهبة الانبهار...وسخن الانتظار حتى ياتى ...العفار ...بالبهار....
والمعذره ...لضمر الزعل ...والانسحاب من المشهد..ولكن صدقنى .. لم اكف عن قراءة اشاجينك التى لا تمـــــــــــــــــــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Yahya Fadlalla عزيزي يحي، تحياتي ومحبتي، مالك ياخي متسلَّط علي، فبعد أن عشمتُ وأملتُ، في أن آخد لي شويه جمّّة من الردود الطويلة، يطلع لي يحي فضل الله!! ولتكن هذه مناسبةً أنتهزها لأوضح للنفر الذين رحبوا بي من البورداب أن الردود القصيرة، التي لم أوفق حتى الآن إلا في إحراز نذرٍ قليلٍ منها، لا علاقة لها بأية معايير تفاضلية من جانبي، بل يمليها علىَّ، إلى جانب الوقت اللعين الذي يحاصرني بعزيمة لا تكل من الطِراد (باكر مثلاً شغال من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة العاشرة والنصف مساءً، ولولا أن هذه الندوة، (والندوات)، التي يلزمني عقد عملي بحضورها وتلخيص وقائعها، تحظى بكل اهتمامي وتمتعني لاستقلتُ أو انتحرت. إنتو قايلين كلامي عن الوقت اللعين زَبْلَعَه؟)، أقول طول الرد أو قصره لا تمليه معايير تفاضل، بل تمليه إلى جانب وحشة الوقت، طبيعة ملحقات الترحيب من مداخلاتٍ تثير الشجى والشجن، وقد أقول الذكريات السعيدة المفرحة، أو المثيرة لما يستدعي واجب العرفان والفضل. واكِنَّك يا يحي من أصحاب الفضل، ومن رفاق الذكريات التي تثير الشجي والشجن. ياحليلك، وياحليل تلك الأيام "المتيعة" في صيف القاهرة ذاك في رحاب مؤتمر الثقافة والتنمية الذي أتحفنا به مركز الدراسات السودانية، وهو من أفضال الصديق حيدر ابراهيم علينا كما ذكرت في مناسبةٍ سابقة، وفي أعقابه في ضيافتكم بمركز الثقافات السودانية الباهي. لعلك تذكر قولي لك بأنك "خذلتني"، إذ كنتُ أتصورك زولاً جهامه من جراء صورتك الخادعة في صفحات الجرائد، إذ لم نكن قد التقينا وجهاً لوجه حتى ذلك الحين. فإذا بي أجدك مثلي أَغَبَش و"كملان من لحم الدنيا"! وفي لحظات انمحت الصورة "الفخيمة" التي كانت قد سكنت ذهني لعدة سنوات وحلت محلها صورة يحي فضل الله "الواقعي"، البسيط الحبوب التلقائي، النافذ الحدس والبصيرة. أذكر في تلك الندوة، التي شرفتموني أنت وزملاؤك البواسل بمركز الثقافات بالدعوة للحديث فيها، إنك لَفتَّ انتباه الحاضرين إلى جانب "الحكَّاي" في "طبيعتي"، وهاأنتذا تنبِّه البورداب إلى غوايتي المحببة هذه إلا أنك سميتها و"نَّاس" و كمان "متميز" هذه المرة. ولعلك لا تدري إنك بذلك تنصفني وترد إلي حقاً عضوضاً انتُزع مني في صفة "التشكيلي" الغاشمة، ضمن ما انتزع من حقوقي في غواياتٍ أخرى، رد بعضاً منها إلىَّ النور "بارك الله في". إلا أنني كنت أتمنى أن يعفيني من لقب الناقد هذا، فأنا لستُ ناقداً بل مشتغلٌ بعلوم الثقافة والفلسفة، باحث أكثر من كوني ناقداً، وحكَّاي أو حاكي، نعم رضعت غواية الحكاية والسيرة وسحرتني وشكلت عجينة غواياتي منذ طفولتي الغضة الباكرة. فكيف كان يمكنني أن أقاوم سطوة حكي زينب بت بشير وحوض العاشم بت فضل الساتر، وعاشة بت عباس ود السيني، ورفيقاتهن اللاتي ذكرتُ آنفا؟! وقد أصابت الزلزلة الآن، في خصوص "الموهبة" و"طبائع الغواية، عقيدةً كانت لي في سالف ريعان الشباب وريعان الحمية "اليساروية" (و"اليساروي" غير "اليساري" كما ذكرتُ في مكان آخر)، عقيدةٌ تُنكر الموهبة جملةً وتعتبرها من "كيد البرجوازية". أصابتها الزلزلة حتى أنني أكاد أتقبَّل، جزئياً، مقولات علم الوراثة الحديث في تفسير الغوايات الإبداعية. ومع ذلك فإن مصطلح "الموهبة" لا يزال عندي محفوفاً باستشكالٍ عصيِّ في تجلياته على أرض الواقع والسياقات التاريخية، ومحاطاً بغلالةٍ كثيفة من ظلال معانٍ قدرية دينية سلفية لستُ من أهل الأخذ بها. زبدة القول إنك أصبت وأنصفتَني وشددت من أزري ومن أزر جماعتي وقبيلي من "العصاة" المارقين على مؤسسات تقسيم العمل الاجتماعي الاستغلالية المسيطرة وإيديولوجياتها الاختزالية التغريبية لطاقة الإبداع الإنساني التي تدفنها هذه المؤسسات في المهد من، آلياتها وأدواتها المتعددة الحاذقة للتكييف والترويض، بدءً بالمدرسة و مروراً بتقنيات وقنوات نشر الأفكار الاتفاقية السائدة المبتذلة الإختزالية، إلى أن تجهز عليها سلطة إيديولوجية التكنوقراط و"أرباب العمل"، التي تنهينا عن تعدد الغوايات وتزجرنا عنه بالمكيدة، بـ"شراك الإقناع" على حد تعبير عبد الله على ابراهيم، أو بزنازين "التخصص". وقَبُلْ ما يطلع علينا تكنوقراطي، يدخلنا في حِجَّة "مشافهة" ولوم وشُكُر، فإنني أحب أضيف لعلمك، وعلم المتابعين، أن أغلب عناصر تركتي وميراثي من حكي وسير ومأثورات معلماتي "البواسل"، كما اعتدتُ أن أصفهن، مُسجل ومحفوظ في حرزٍ أمين. أما صيغتي ومساهمتي الخاصتين في التوليف، وإعادة التركيب، فقد ضمنتها مخطوطةً لا أزال أعالج وجوه صنعتها الفنية التركيبية و"الجمالية" منذ عشر سنوات. ولا أعرف في أي صنف أو جنس من أجناس الكتابة تقع، ولا أحفل بتصنيفها. ولن أنشرها إلا في اللحظة التي أحس فيها بأنها تمتعني وترتفع بي قراءتها بدرجاتٍ من الواقع العادي البائس، وتحلق في فضاءات الشجى والشجن. وحتى يحدث ذلك فلا فائدة تُرجى من نصحي. وأنا شديد الحذر من الوقوع في تجربة فرانسيس دينق، في "طائر الشؤم"، التي طغت فيها خبرته كأنثروبولجي، على التقنية والفن الروائيين. بصورةٍ هبطت بالعمل إلى تقريرية مضجرة، ورمزيةٍ مكشوفة الدلالات، إلى درجةٍ أذهلني شخصياً صدورها عن كاتبٍ وأنثروبولوجي خبيرٍ بما ينطوي عليه تراث الدينكا الثقافي والأسطوري و"الحكوي"، وتراث السودان القديم والمعاصر، ووقائع تاريخه، من تقنيةٍ ومتعةٍ روائيةٍ عظيمتين. شكراً عزيزي يحيى على ترحيبك، وعلى هذه المساهمة الموفقة في رد الحق الضائع. بـولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
بولا ما كنت عاوز اكسر تسلسل المتعه بال"حجى" الممتع ده..... كان مفروض او ممكن اكتب حكى بدلا عن حجى،لكن بعد الاكتشاف المدهش لسنك الحقيقيه تبقى حجاى.....و تخيل عثمان حامد وطارق ابوعبيده وكمال قسم الله كمان طالعين ونازلين "ماشين لى عم بولا و جايين من عم بولا " و انحنا كنا قايلين الكتوف قريبه ..... المهم يا سيدي، اديتنى محيطات كويسه فى كلامك لى او رد التحيه والترحاب غايتو لو رد التحيه كده الشكل يكون كيف، ما بيناتنا و مافى مانع نكون الحيطه القصيره، و مافى مانع نسمع تجربة جيل صارع ظروف و جابد دنيا و ساهم كده او كده، بس حيجى دورنا انحنا فى الكلام الجيل اليتيم الاتجربت فيه حقيقة ما انتجه جيلكم .... اسمعونا لانو عندنا مغايس و مظالم..... والهدف ما رميا فوقكم،لكن تشوفوامعانا و مننا و منكم حل ...اجوبه و قطعا اسئله زياده وجديده لك الود واتمنى سطورى ديل ما يخربوا صف الردود شايف فى ناس حاجزه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Tomader Habiballa
عزيزتي تماضر، تحياتي الحارة لك وللصغيرة الظريفة ماريل (وماريل أخت تماضر الصغرى للمعلومية وهي تصطحبها في "طوافها" الإجباري في أركان العالم الأربعة وسمواته السبع). أنا أيضاً لا أزال أحمل، في ذاكرتي وفي خاطري، تلك الليلة البديعة التي جمعتني بالكوكبة المشرقة من الشابات والشبان الذين ذكرتِ. ومع ذلك فما تزال ذكراها تبعث في نفسي خشيةً وزلزلةً من كلمةٍ قالها أسامة عرمان نصَّبني بها "رمزاً لصمود جيلٍ فريد من المثقفين وقنطرةً بين الأجيال"! "لا حولةً ولا قولةً عِلا بي الله" (وهذه من أدعية حبوبتي اللالَّه بت عبد الرحمن). أنا شن قدَّرني على دا. "وأيضاً لإنُّو" مسألة الأجيال دي عندي فيها نظر طويل ألخصها هنا في سؤالٍ واحد "متى يكون الإنسان جيلاً؟ في أي مرحلةٍ من عمره الإبداعي؟" (وأجي راجع مرَّةًً تانية للموضوع المستعصي هذا). تعبير "أيضاً لإنُّو" من إبداع عمي عيسى ود المكي، سلطان العاشقين الذي لا يشق له غبار في كل أنحاء العالم وعلى مدى التاريخ فيما أزعم، عشقَ حوض العاشم بت فضل الساتر فأبدع فيها سيرةً لا نظير لها في العالمين. كانت صحبتكن في القاهرة أنتِ وماريل وبثينة وعاشة بت آمنة بت عوض الكريم (وآمنة مؤسسة سأعود لمديح ظلها العالي في فقرةٍ مستقلة)، أقول كانت صحبتكن زاداً وسنداً مما لا أزال استنجد به وأتكئ عليه حين "تهجمني" غوائل الدهر. رمز شنو ياجماعة الخير وقنطرة شنو مع مثل بسالة قبيل النساء والبنيات الشواهق؟ تحياتي لأسامة وقبلاتي لماريل. وقولي لُهْ إذا اتصل قالك بولا أعفيني من هذه الرمزية الماعندي ليها حيل والتي أعلم علم اليقين إنني مرشحٌ لتقصيرٍ كبيرٍ في واجباتها حقاً لا تواضعاً. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
إيمان أحمد
عزيزتي إيمان، أشكر لك هذا الترحيب اللطيف الودود، وأتمنى أن استحقه. وقد أسعدني أن أعلم أن إنسانةً مستنيرةً مثلك وجدت في سلسلة مقالاتي تلك ما يمكن التعلم منه. واسمحي، بمناسبة صفة "حوار" هذه التي أصبحت صفةً لازمة يصرُّ عليها كل الأصدقاء، والقراء، للإشارة إلى تلك السلسلة، وملابساتها السابقة واللاحقة، والتي وردت في ترحيبك الكريم بي، أن أوسطك لإيصال مقصدي من الاعتراض والاحتجاج المتواصلين من جانبي، على تسمية ملابسات ووقائع ما دار بيني وبيني الصديق العزيز حيدر "حواراً". لأننا إذا سمينا مثل تلك المعطيات التي سبق لي أن أوضحتها أكثر من مرةٍ في هذا المنبر وفي منابر أخرى، فسوف نكون قد ساهمنا في تأسيس مفهومٍ غريبٍ جداً للحوار وغريبٍ عنه أيضاً. وقد حضرتُ بالأمس (بحكم عملي) ندوةً عنوانها "الحوار بين اليهود والمسلمين"، أقيمت بجامعة السوربون ومعهد العالم العربي (من الصباح للمُغرِب في السوربون ومن المغرب للمسا في المعهد)، توقف المتحاورون فيها ساعاتٍ طويلةٍ أمام تعريف مفهوم الحوار. وتصدت منظمتها ومنسقة جلساتها "اليهودية الملحدة العربية" (كما تقدم نفسها) الكاتبة والأستاذة الجامعية إيستير بنبسا، بحزمٍ شديدٍ لكل من خرج على أصول الحوار كما تم الاتفاق عليها في الندوة، وكما هي في أصلها المفهومي الفلسفي. ومع ذلك لم تخلُ وقائع الندوة من هيصة "تخريمات" عديدة تعارض مفاهيم الحوار ومعطياته. وأنا، فيما أتصور، لا "أُلاحِحْ" أو أعاظل في الأمر ولا عندي وقت "للملاححة" إلا أن تسمية وقائع تلك السلسلة حواراً من جانب الصديق حيدر، تهدم جوهر حِجاجي ومراميه والمشقة التي تجشمتها في تلك السلسلة في المساهمة في تأسيس مفهوم الحوار وتوقير المخالف. وأنا على يقينٍ من أن صفة حوار التي جاءت في نص ترحيبك العالي، أنما هي من باب حسن الظن، وفأل الخير. إلا أن غيرك من المشاركين في الترحيب والنقاش ابتدع لها نظرية وقرائن. ومن هؤلاء، بشرى الفاضل، وربما قلت إن منهم، عن بُعد، الصديق الحُجة العمدة في مفهوم الحوار، الدكتور عبد الله على إبراهيم! عظيم شكري لك ومودتي وإلى لقاءاتٍ أخرى في المداخلات، علماً بأنني لم أدخل بعد في موضوعات الحوار الأساسية، إلا من باب "المسارَقة"، من خلال الردود على أفضال المرحبين. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
mutwakil toum
عزيزي متوكل، شكراً جزيلا، يا سِيْدِي، على ترحيبك، و على حسن ظنك العالي. كما أشكرك على توقعك وتمنيك بأن أساهم في "وضع الأمور الفكرية(...) في نصابها في البورد". سوى أنني أتمنى من جانبي، أن تسمح لي بأن "أتخرَّت واتَّاحَتَّ" من مثل هذه المهمة الكبيرة. ربما أحاول أن أساهم مع مساهمين، أشد مني بأساً وشكيمةً، في تقويم مفهوم الحوار وضبط تعريفه ووقائعه. أقول "أساهم" وأقول "ربما"، وأنا أعني ما أقول بالفعل وليس تظرُّفاً أو "تواضعاً" وأنا سيئ الظن بمظاهر التواضع (وحسن موسى أسوأ مني ظناً بها "نعلة اللهُ عليه"). أما "مفكر" و"رصين" كمان، و"يعملولُهْ" ملف خاص في البورد كمرجعية علميه"، فهذا مما لا قِبل لي به. فقد يدخلني في "زَرْبَقْةً"، مع أخطائي ونواقصي الكثيرة، ما عندي ليها حيل. وأفضل أن أكون مساهماً ضمن المساهمين الكثر في ترسيخ وتوقير مرجعياتنا الفكرية التاريخية والحاضرة، من مساهمات النساء والرجال البواسل، وفي تأسيس مرجعياتٍ أخرى تكون بنتاً وفيةً لآمالنا وأحلامنا وأشواقنا، ومبصرة لمواجعنا وآلامنا وكوارثنا الحاضرة، ودرعاً واقيةً من البؤس والزراية في مستقبلنا القريب ومستقبل أجيالنا اللاحقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عشة بت فاطنة)
|
Quote: ولم أفهم على وجه الدقة ما تعنيه بصفة "ليبرالي" هذه وبمفهوم "ليبرالي"؟ فالمفهوم كما استقر في الأذهان وفي المرجعيات الفلسفية والسياسية الاقتصادية الحديثة، هو قرين ما أسميه بمفهوم "الرأسمالية العايرة" الطليقة من كل قيدٍ ومن كل وازع. وهي ما يسميها إيديولوجيوها، تظرُّفاً أو مكراً، بنظام "السوق الحر"، أو "السوق الحرة": الحرة من التزامات وواجبات وأخلاقيات وقيم العدل الاجتماعي، التي تعتبرها "الرأسمالية العايرة" قيوداً |
I am really confused on your response to Mr. Ati about LIBERAL and LIBERALISM. We all know traditionally as well as scientifically it means “Freethinking, Noninterventionist, Tolerant, Moderate and the opposite is “narrow minded”…..would you explain. Yours, Nasr
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
مراويد جزيل شكري يا عزيزي مراويد على ترحيبك وحسن ظنك، واحَرَاك ماك هيِّن،(أعني من ناحية السن)، أنت الذي تتذكر كتابتي في "الأيام" في النصف الأول من السبعينيات، وفي مجلة "الثقافة السودانية" في النصف الثاني السبعينيات وبداية الثمانينيات. يا ربي تكون منو؟ أنا قلبي محدثني. لكين يا مراويد مالك علي مرجعني تاني لي قصة "حواره مع"... إلخ؟ أفتكر من أجل أن "أوفق" في تحقيق نذرٍ ما رشحتني له، مشكوراً، من الإسهام "في تغيير الحوار و"حق الاختلاف" شكلاً و محتوىً في المنبر"، فلنبدأ بتسميةٍ صحيحةٍ لوقائع وسياق وصنف سلسة المقالات التي نشرَتها لي صحيفة الخرطوم، مشكورةً، (بين يناير وأبريل 199 من أنها لم تكن حواراً بأي حالٍ من جانب الطرف الآخر. فإذا سميناها حواراً فسد المفهوم وضاع الرجاء الذي شرفتني به. أما من ناحية نوعية المساهمات المعرفية والنقدية فأنت قطع شك ماك هين، وأشهد أنك تساهم بالفعل في تحسين "نوعية الحوار شكلاً ومضموناً". وأنا أتمنى أن أوفق إلى مساهمةٍ مثل سائر المساهمات في هذا الخصوص، ليس إلا. لك خالص مودتي وإلى لقاءٍ آخر في المداخلات القادمة. بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
farda عزيزي حافظ، شكراً للنور بالفعل، كما تكرمت، لأنه عرفني بهذه الكوكبة المشرقة من الشابات والشبان، ثم شكراً على ترحيبك السخي "اللجواد"، على الرغم من أنك بجودك الطائل قد ألبستني "توباً مو قدري"، وعلى كلٍ فلا حيلة لي. أما هذه الآمال والتوقعات العالية، مثل أملَك في أن : أساهم في"لم الشتات الثقافي السوداني وفي الإرتفاع بقيم ومستوى الحوار". هذه سأسعى في الالتزام بها بقدر ما أستطيع. أن "يسمح [لي] الوقت – أو بالأحرى، [أن أسمح أنا] رغماً عنه". فهذه مما يقارب المستحيلات في الأفق القريب، إلا إذا تيسرت لي دبارةً أتحرر بها من وضع الاسترقاق الراهن الذي أرزح تحت نيره. وأما أن "[أثري] هذه المساحات بمساهمات متواصلة فنحن في أمس الحاجة لهكذا تواصل" كما جاء في ترحيبك الكريم فهذا مما أتمناه وأشتاقه ويُقعدني عنه الاسترقاق اللعين (شغل حداشر ساعة في اليوم، وين تاني عاد مساهمات متواصلة يا حافظ؟ ومع ذلك فأنا أكتب وأساهم في مناسبات عديدة هنا: فكرية وأدبية وتشكيلية وسياسية و"حقوق إنسانية" مما جميعو، (وطبيخ وقراصة للبنيات أحياناً)، ومشي سوق وغسيل عدة إلخ إلخ إلى آخر السكباج ـ وهذه من طرائف أستاذنا العالم الممتع عبد الله الطيب. ولولا ما ورثته من شدة مروه واستعصاءٍ على الكُبُر من فاطنة بت حبيب الله للحقت امات طه زمان مع هذه المعافرة). ولعلك أن تسمح لي من باب المساهمة التي شملني بها رجاءك الكريم أن ألفت نظر النفر الذي أنت منه بلاشك من كتابنا الشبان الأشداء من أنهم ليسوا بحاجة إلى هذه ال "هكذا" التي تدخل على الاسم، والتي هي في تقديري من آثار غزو لغة الصحافة والنزعة الغالبة في الترجمات اللبنانية، (لا كلها). والناجمة عن أن غالبية الكتاب والمترجمين اللبنانيين، مثل غالبية رصفائهم المغاربة، العربية "الفصحى" ليست لغة الدراسة الأولى عندهم، بل الفرنسية هي اللغة المهيمنة، وتركيب الجملة عندهم شديد التأثر بتركيب الجملة الفرنسية، إن لم أقل مطابقٌ له. وقد أدهشن وهزني بالفعل إن أداء الكتاب الحقيقيين من "جيلكم" وسيم الديباجة، ولستم بحاجةٍ لهذه ال "هكذا" اللبنانية وإخواتها. والكلام دا مو ليك براك لكل واحدٍ وواحدةٍ من أبناء وبنات "جيلكم" قد يظن أن عربية اللبنانيين المتفرنسة أكثر مدعاة للحداثة وأدخل فيها من عربيتنا. وأرجو أن تلاحظ وأن تلاحظوا أنني لا أعمم، فلغة الكتاب والمترجمين والشعراء إلخ اللبنانيين من أمثال إيليا أبو ماضي، ومي زيادة، وحسين مروة، جلال العظم، وأدونيس، ونفر متميز آخر من الكتاب الشبان والشابات الجدد فلا تحفظ عندي إزاءها، وقد تعلمتُ أنا، كما تعلَّم كل أبناء جيلي منها الكثير من غير شك. وأما قولك "فلتتأمل معنا (أمسك في معنا دي قوي) – من هُـنا – إحتمالات الممكن وآفـاقــه..."، فهو عين الصواب، وعين الدقة، فأنا لم أدخل المنبر لأعلِّم بل لأتعلم أيضاً. مع عامر محبتي وجزيل شكري. بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Abu Mariam)
|
الأستاذ عبد الله بولا
لقد كنت سعيداً بتلك المشقة فى متابعة مقالاتك, و معذرة لإستخدامى عبارة " رَدْ" عوضاً عن "تعقيب". صحيح رغم ظهور عبارة " تعقيب" فى العناوين الجانبية لبعض الحلقات كما يبدو أدناه :
فإن الثابت فى كل الحلقات كانت عبارة " رَد" فى العنوان المصاحب دائماً لصورتك:
و قد يكون هذا التكرار لعبارة " رَد" هو ما جعلنا لا شعورياً نرددها و نكتبها دون أن نتذكر ما نبهت له مراراً و تكراراً بعدم ملاءمتها, و أنت فى ذلك محق, فأقبل إعتذارى مرة أخرى. و أسمح لى أن أُضيف لما ذكرته حول جزم عجب الفيَّا خلو عبد الحىّ من أى " قطرة دمٍ زنجى", فقد دُهشت حين وصلت الى جملتك التى وضعت تحتها خط أدناه :
Quote: وسوف تدوس بمثل هذا المعيار الإجرائي المكتبي الأفندوي، (إذا ما أصررتَ عليه)، على حساسياتٍ كثيرةٍ، وتقفز فوق حقائقَ جليلةٍ وتزري بنفرٍ مقدرٍ من النساء والرجال المبدعين الأشاوس في بلادنا، وأخشى أن يكون منهم عبد الحي نفسه، الذي أكدتً أنت أنه يخلو من أي قطرة دمٍ هجين. مع إن له جدةٌ كاهليةً، حسب ما أكده لنجاة من باب الحقائق القطعية. وقد تكون من الكواهلة الذين صاهروا البجا، أو من الكواهلة الذين اختاروا البجاوية لغةً وثقافةً لهم، أو من البجا الذين "تكهولوا"، إلخ. |
ذلك أن جملة عجب الفيَّا التالية كانت السبب فى رغبتى للمساهمة فى "بوسته" [الآفروعربية] :
Quote: ولعل أكبر دليل على ذلك أن محمد عبد الحي نفسه ينتمي إلى أرومة لا تخالطها قطرة دم زنجي واحدة ومع ذلك يتحدث عن نفسه كسوداني يجمع بين خصائص الزنوجية والعروبة. |
و مصدر دهشتى هو أن ما ذكرته أنت هو نفس ما كنت أود قوله و لكن من موقع المركزية الأفريقية, و التى تؤيدها نظريةالأصل الواحد للإنسان من خلال نشوئه فى أفريقيا ثم إنتشاره فى بقاع الأرض, و ما الإختلافات اللاحقة فى ملامح و ألوان الإنسان سوى Adaptations من جراء ظروف المناخ و النشاط الإقتصادى و الغذاء .. الخ, عبر آلاف السنين. فهى – المركزية الأفريقية - لا تُبرِّىء أى جنس من أجناس الأرض من أعراق "الزنوجة المعاندة". و بعيداً عن نظرية الأصل الأفريقى للإنسان و نظرية الإنتشار من وادى النيل أو "الصدع الأفريقى", فإن الأعراق "الزنجية المعاندة" لا يمكن إنكارها لمجرد ما يبدو لنا من بشرةٍ "أكثر بياضاً!" و ملامح "مليحة!" و شعر " ناعم", ذلك أنه إذا إعتبرنا أن عبد الحىّ لا يخلو من أعراقٍ بجاوية فهذا فقط ما نما إلى علمنا مما توفر له من معلومات قريبة تاريخياً عن نسبه, و قد نشكُ فى أن "زنوجته" أعمق من ذلك إذا علمنا أن من قد لا يخطر على بالنا " بمخالطته قطرة من دمٍ زنجى", تجرى فى دمائه أعراق زنجية أصيلة. " فبيكاسو" – الأكثر بياضاً !- جَدَّته زنجية من جزر الكاريبيان, و قد جاء أهل الجَدَّة قبل بضعة سنوات يحتفون مع بنت أو حفيدة " بيكاسو" بنسبه الزنجى "الشريف!". و هل يخطر على بالنا أن الشاعر الروسى " بوشكين" أثيوبى "عديل كده !" بدون أعراق معاندة ؟! و قد قُدِّم صبياً صغيراً كهدِّية من البلاط الأثيوبى للبلاط الروسى. فإذا جاز لنا القول: أن "عِناد" الأعراق الزنجية الكاريبية التى كانت تسرى فى دماء و جينات "بيكاسو" هى التى وقفت وراء إبتداعه مدرسة التشكيل التكعيبي المستوحاة من التشكيل الأفريقى, كم كان سيكون أقوى حجة و أكثر وجاهة فيما لو قال عجب الفيِّا, عوضاً عن جملته التى برأت عبد الحىّ من الدماء الزنجية " براءة الذئب من دم إبن يعقوب" على حد قولك: أن ما يجرى فيه من أعراقٍ زنجيةٍ خفيةٍ و معاندة هو ما حرك فيه رغبة البحث عن إنسان سنار فى تكوينه العرقى الثقافى و فتَّق ذهنه عن فكرة الهُجنة الآفروعروبية. هذا, و إن قَبلنا أن ما إعتقدناه عند عبد الله على إبراهيم فى أمر "الجماعة الشمالية العربية المسلمة" هو تبرُّؤ من الزنوجة "براءة الذئب من دم إبن يعقوب بحياءٍ سديد", إنما يعود الى إلتباس عبارته علينا, فنحن المنطلقين من مواقع المركزية الأفريقية و بناء على ما جاء عاليه فى أمر الأعراق الزنجية الخفية المعاندة و المفاجئة فى آن, ما زلنا فى إنتظار إفصاحه عن ما شاب " أولاد جَعل" من أعراقٍ نوبيةٍ لا تخطئها عين, بل و دينكاوية عصيَّة, نسبةً الى دينكا علياب !. و ل Frank Snowden فى أمر الأعراق الزنجية المعاندة التى تسرى فى الدماء الأوروبية قصص يشيب لها الوِلدان, مما يحمل المرء الى الإستسلام و التسليم بأن لا مفر ! .. و أن العرق – زنجياً كان أم آرياً – " دَسَّـاس" .. حمانا خالق الأعراق و أهل السودان من مغبَّة التبرؤ منه, إذ كما يبدو No use ! . خالص الود و التحايا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Nadus 200 عزيزي نادوس، ألف تحية وفيض مراحبٍ لا ينقطع ولا ينفذ، عاد أمانة ما ورطَّتني جنس ورطة! أولا يا سيدي شكراً على ترحيبك الكبير وإن شاء الله أكون قدرُه. وشكراً لك على حسن ظنك، وإن كنتُ على يقينٍ من أنني أقصر منه بكثير. عاد شن قدرني أنا على التأثير على بنات و"أولاد القرن العشرين"؟ أما "بنات" فمن عندي. وأما "أولاد القرن العشرين" فمن عند صديقتي المرحومة عاشه الفلاتيه. وقد سبق شرحها في أحد ردودي الأولى على ترحيبات البورداب. وقد جاء عن "عشوش"، كما كنا نسميها، في نفس الحلقة التلفزيونية التي ذكرتها آنفاً، والتي جمعتها بطيب الذكر الأستاذ إسماعيل عبد المعين، مع المذيع الأستاذ محمد سليمان، وكان إسماعيل لا ينفك، طوال الحلقة، عن الثناء على خصائص صوتها الفريدة بحق، وتصنيفه وفقاً لمصطلحات علم الصوت. فقالت له عاشه من باب رد الفضل على مدحه لها : "والله ياسماعيل ياخوي إنت زاتك كان عندك صوت كُنتَ بدّعتَ". واسماعيل مغني شديد الاعتداد بأدائه الصوتي! وأنا يا سيدي عندي صوت كبير جداً حين أتكلم لكن ما عندي مروةً تقدرني التأثير في الآخرين بأي حال من الأحوال. فهذا من فضل مصطفى. لكن حسن ظنك على راسي وأكتافي وربنا يوفق. عاد يا نادوس ما مسكتني من إيدي البتوجعني، وأنا أسعى بلا فائدةٍ تُذكر إلى اختصار ردودي، لا لأي سببٍ آخر غير الوقت والكُبُر. إلا أنك دخلت من البوابة الذهبية بوابة مصطفى ود عثمان فضل، تاج رأسي وجوهرة أصدقائي وأحبابي. وها هي الكلمات اللعينة تخونني جهرة وتجفل من مشهدي، في حضرة سيرته البهيَّة. التقيته لأول مرةٍ في قطر، في بيت الصديق العزيز محمد عبد العال مراد أحد أعمدة تجربة طلائع الهدهد بحنتوب التي حكى عنها النور باستفاضةٍ عذبة. كنتُ قد جئتُ إلى قطر أستاذاً زائراً بالجامعة. ونزيلاً بفندق الشيراتون الفخيم، وعندي سواق وعربية من الجامعة كمان. شوف محن الزمن؟ وشوف ليك جِنِس مَجَدَه وقعت على غير أهلها؟ وذلك بعد تجربةٍ مريرةٍ من الفقر المدقع في باريس طوال إقامتي الدراسية التي مولتها بكل صنوف المشقة التي يمكن ولا يمكن تصورها. وفي اليوم الثاني كنَّا مصطفى وأنا صديقين كأن رباطا من ضياء المحبة المقدس قد قام بيننا منذ الأزل. ولم أطق البقاء بالفندق. فكان مصطفى يأتيني يومياً بصحبة الصديق الممتع الظريف الفَكِهِ السخي السامق عمر كَبَلُّو. ويأخُذَانني إلى بيت عمر حيث يتحفني مضيفي الظريف بوجبة من الفول الساخن مع صنوف طعام أخرى سودانية وبحرينية (فشريكة عمر بحرينية شامخة مثقفة كريمةٌ مضيافة). وكان عمر يتندر من نفوري من طعام الفندق وبهارجه فيقول لي "ال... ما تعرف الدخان تحرق، إنت شن عرَّفك بي أكل الفنادق!". كم كانت تلك الصحبة ممتعةً! شي يفوق التصور! ومن يومها وأنا غارقٌ في أفضال مصطفى السابلة. وفي شوق لا ينتهي ولا يرتوي لعُمر ولطفه المديد. ومن طرائف ومحاسن الصدف إنني التقيتُ فيما بعد بصديق عذبٍ شهم حميم الإنسانية، هو القيادي النقابي والاجتماعي الفذ الأستاذ حسن النور سليمان. وهو الآن في سدني عاصمة أستراليا البعيدة ست اللِسِم. وقد كان زعيماً شعبياً لا يبارى في حب الناس له واجتماعهم حوله في كل الجنوب الليبي. وقد حدسْتُ في حسن شبها غميساً من عمر كَبَلُّو، إلى أن عرفت فيما بعد، من مصطفى إن عمر كبلو صديقٌ مقربٌ جداً لحسن النور، وإن عمراً يستشهد به وينسب إليه كل الطرائف والروايات الممتعة التي لا يجد لها مصدراً أو لا يتذكر مصدرها. وحسن في واقع الأمر مستودعٌ عتيدٌ ومنبعٌ للطرائف والقفشات الذكية لا نظير له. أذكر أنني كنت بايت معه يوماً في داره السخية العامرة بسبها، وكان حسن "أَخَدْلُو" كاسيناً سمحات في تلك الليلة. وفي الصبح خَفَسْ على السوق جاب لُو كبدة إبل، وقعد قبالتنا أنا وعبود، وهو صديق عظيم نبيل أيضاً، وقال كدي برك للكبدة يظبِّط ويهَنْدِز فيها، وهو يتأملها ويرقبها باشتهاء واهتمامٍ شديدين يضاهيان تعبير وجهه عنهما صنوف أداء وجه عادل أمام براعةً ويفوقه. وقال كدي أخد لو منها حباتاً جَدَعِن في فمه المفتوح على سعته، ومضغهن بمتعةٍ فائقةٍ، ثم قال بلهجته البديعة الفريدة، بصوته الذي يخرج من عمق بطنه وقرار حنجرته "كبدة الإبل؟ يا سلام على كبدة الإبل! فانظر إلى الإبل كيف خٌلِقت". إلا أن حجَّات مصطفى إلى باريس انقطعت منذ زمنٍ طويل. وأنا أفهم أسباب ذلك وأقدِّرُها سوى أنني في شوقٍ مزلزلٍ لرؤيته فأرجو أن تبلغه ذلك. أما بشرى الفاضل صنو روحي و"رمانة فؤادي"، كما قال الطيب صالح فسوف يكون لي معه، في ردي على ترحيبه، مشهد فريد من مشاهد الحرية والتحرر والطلاقة مع الصديق الذي لا أخشى كِتَالُه ولومه ومدحه. وهذه من أمتع متع الصداقة الحقَّة. وأتمنى أن تكون هذه فاتحةٌ لصداقةٍ فسيحةٍ بيننا. مع جزيل شكري ووافر امتناني لك على هذا الترحيب البديع الذي يجشمني مشقة السعي إلى الارتفاع عن مزالق الهوى، ويلزمني بالمزيد من كِتال النفس الأمارة. وأتمنى أنا أيضاً أن أزوركم في الدوحة لو لقيتوا لَي بصارة زيارْةً أروي فيها غليلي من الشوق لنفرٍ من أعز أصدقاء العمر وأتعرف فيها عن قربٍ على أصدقاء منيرين مثلك. بـولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاستاذ بولا تحياتي
معليش لو كلامي هنا خارج عن سياق الاحتفاء والتبجيل والاعزاز لشخصكم. صراحة من الاول ابدا لم يخالجني الشك انك لاتختلف كثيرا عن النقروفوبك د.عبدالله علي ابراهيم، فيما يتصل بنكتة العروبة، لكني فضلت الانتظار للاضطلاع علي رايك المكتوب عن تخرصات متوهم العروبة صديقك دكتور عبدالله.
معذرة لو اسلوبنا كان مباشر وخالي من اي مجاملة، لانو لايخفي علي اي سوداني كيف الدم وصل الركب، بسبب جبال الظلم الافضت اليها ذي عقلية دكتور عبدالله الذي تدافع عنه وتبرر علي نحو مخجل تعاليه واحتقاره لكل ماهو افريقي، وكانه انجلو ساكسون، ابيض، اشقر الشعر، ازرق العينيين.
كلام دكتور عبدالله مكتوب باللغة العربية، لايحتاج فهمه، كل هذه الهالة من التعقيد الذي تضفيه عليه، بغرض حمايته بدافع العصبية والحمية، حزبية كانت ام اهولية.
لماذا التبشيع بمحمد المكي ومحمد عبدالحي وكل رموز الغابة والصحراء، انطلاقا من انتماءك السياسي، ولا تفعل نفس الشئ مع صديقك ورفيقك دكتور عبدالله، حيث تكتفي بالدعاء له وهو المؤيد لنظام الانقاذ، شبل التركية السابقة، وذبدة السودان المصري الانجليزي، القديم.
للاسف كلامك عن الهجنة المتوهمة لاهل اقصي الشمال، لايخرج عن كونو نوع من اللف والدوران الاكروباتي العهود، بغرض الوصول الي تصور مسبق عن عروبة لاوجود لها الا في خيال الفارين من جحيم زنوجتهم، ملتمسين النجاة في جنة الغير.
بالعدم، اتمني ان تجد الوقت الكافي، لتشرح لنا هذا التعقيد المحيط بموضوع الهجنة هذه، كما ذكرت.
ختاما انا ماعندي اي مشكلة شخصية معاك استاذ بولا، بقدر ما عندي مشكلة مع مجاملتك لي صديقك دكتور عبدالله، وبصقه محتقرا لهويتي وقيمي كافريقي.
الملاييين من الابرياء دفعوا حياتهم ثمنا لمثل هذا التعالي الاجوف ولازالوا في دارفور.
بل الفور الي هذا التاريخ مستعبدين في اقصي الشمال، لامثال دكتور عبدالله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي مصطفى مدثر، تحياتي الحارة لك ومنى والوليدات والبنيات (كان في بنيات)، سائل عن أخباركم كثير صدقني، دين ناس مدثر وناس الجزولي علي كتيراً ما بنشال. ولعلك تعرف إن الشاعر المُجيد والمجيد صديق مدثر في مقام أستاذي وأكثر. في زماننا بالمعهد الفني كان هو المسجل العام. وكان واحداً من الرموز ذات الثقل الكبير في الحياة الثقافية اليومية في أوساط الطلاب(كما في كل البلد بالطبع). وقد كان إدارياً نادراً، بقدر ما كان شاعراً عظيماً. فعلى مقامه العالي في السلم الوظيفي الإداري الأفندوي للمعهد الفني، فقد كان يعاملنا كأنه واحدٌ منا. وكانت بيني وبينه مودةٌ فريدة في تلك الأيام الموحشة التي كنتُ فيها أحد حملة راية العصيان على المؤسسة الأكاديمية الأفندوية. وكان أيضاً براً بالفاتح عبد الله رجب، وصديقاً حميماً لسالم موسى. ثم كانت هناك تلك الليالي المنيرة السخية بشتى صنوف الإبداع في حيشان الهاشماب، وفي داركم على وجه الخصوص، التي كانت ملاذا لنا في عز أيام استبداد النميرية الممض. ثم كانت هناك دار آل الجزولي. فيا لها من ملاذ. دار الجد ذات البرندة العالية تلك. أذكر منها حتى الآن مشهداً لم يبرح مخيلتي قط،وأنا مستلقٍ على ظهري في "عنقريباً مو مسخرة"، وعلى العنقريب الآخر يستلقي صديق روحي العالي الشاعر والمفكر المثقف الحق كمال الجزولي. ولعلني أستطيع أن أزعم أن لا أحد يعرف العمق الإنساني لهذا الشاعر المفكر الفذ كما أعرفه أنا (وسوف أستطرد في ذلك لاحقاً). ثم دار الجزولي الأخرى في بداية شارع "الثورة". وحفاوة الحاج والحاجة. فقد كانا أباً وأماً حقيقيين لنا جميعاً. وحفاوة أميرة ومنى ومها وحسن ومنعم ومحمد بنا. عجيبة ومدهشة جداً أسرة المبدعين هذه. وتلك التي بالهاشماب. شكراً لك ياعزيزي مصطفي ففضلك، وفضلكم، عليَّ سابلٌ قديم. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
mohammed said ahmed
عزيزي محمد سيد أحمد، تحياتي الحارة وشكري الكتير بالمرَّه، ولا حول ولا قولة إلا بي الله، عاد أنا شن اسَوْ؟ على سفوري، ومحمد عبد الحميد وعلى بابكر وبابكر كنديو مرةً واحْدةً؟ (ووضع السكون على الحاء من عند عمي عيسي ود المكي مو من عندي). ياحليل على سفوري وياحليل على بابكر فهؤلاء أصدقاء من نعم الدنيا النادرة علي. محمد عبد الحميد جنبي بي جاي وقد زرته حوالي ثلاث مرات واستمتعتُ استمتاعاً شجياً برؤيته ومؤانسته. ودوره في رد الفضل في هذا البوست قرب. كما أنني سعيدٌ جداً بأن إنساناً مستنيراً مثل تراث ممن يهتمون بسيرتي، وقد يكون من ضمن الشبان الذي سعدتُ بصحبتهم في فترةٍ ما إلا أن "تراث دي" غّبت اسمه العائلي الحقيقي. وعلى فأنا متابع لمداخلاته الذكية البهية وحأشوف بصارةً لباقي التعرف عليه في ردي على ترحيبه عما قريب. أما العليين فإن اشيتاقي إليهما ساكن كالغصة في القلب. وأرجو المعذرة، والمعذرة الشديدة، من جانبك ومن جانب الصديقين أحمد عمر وعلى الهادي، إن قلت لك إنني لم أستطع التمييز في أمرهما فعندي أكثر من أحمد عمر وعلى الهادي. الموضوع موضوع تشابه و"اشتكال" أسامي، ما عندو علاقة بالسَّألَه وعدم السَّألَه نَعَلُّو مو أحمد عمر الواحد الاقتصادي رفيق مجلس الأنس الإبداعي المعرفي المديد في نادي الأساتذة؟ عاد اِن بقى هو أمانة ماك ضو!! فأنا أسألُ عَنْهُ سؤال الضهبان. أما على الهادي فالإسم sounding عندي، لكن ما قدرت أفُرْزو من عليين هاديين آخرين كثر بين أصدقائي. أما صلاح وكمال محمد ادريس وعباس محمود، الذين ذكرتَ أنهم يشيرون "لمصرع الانسان الممتاز كمانفستو ثقافى"، فليت تزودني بتفاصيل أكثر عنهم. ولهم شكري على حسن ظنهم العالي هذا بكتابات ريعان الشباب تلك التي ساء ظني بها فيما بعد حتى أنني رفضتُ مقترحاتٍ كثيرةً بنشرها في بعد قراءاتٍ لاحقةٍ عديدةٍ لها. وربما أتراجع عن ذلك لو كان مثل هؤلاء الشبان المستنيرين يرون فيها هذا الرأي. والنص كما تعلم ليس ملكاً لصاحبه بعد أن ينشر. سوى أنني شديد سوء الظن بنصوصي. وقد يعتريني شعورٌ بأن نصٍ ما لم يكن يستحق وأندم على نشري له بعد يومٍ أو يومين من ظهوره. وقد يحدث العكس في أحيانٍ نادرةٍ، فأستغرب كيف تسنى لي كتابة نصٍ أو مجموعةٍ أو سلسلةٍ ما من النصوص وأنا على ما أنا عليه من بؤس الفكرة والعبارة. الكتابة عندي عبءٌ لعينٌ بقدر ما هو ممتعٌ، وحالٌ مقيمة من الشك وقليل من اليقين. جزيل شكري وعلى فضلك العميم بحق يا عزيزي محمد. وأتمنى لو أنك تستطيع أن تلمّني في هذه الجماعة من الأصدقاء الذين يشقيني انقطاع دروب الاتصال بيني وبينهم. وتسعدني كثيراً صداقتك إضافةً جديدة لهذه الكوكبة المنيرة. بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Khatim)
|
Quote: المدعو بولا، الهارب من عدالة المشروع الحضاري، المتخفي وراء الأسماء المستعارة، والذي حوّل جراحه إلى وشم، وصهر قيوده جاعلا منها أجنحة، غزيرة الرياش، لا تميزها من أجنحة الطيور الحقيقية، إلا العين البصيرة الساهرة. مستعينا بسحره القديم في خلق الطبائع الثانية، وصناعة التصاوير. |
إسمحوا لي أن أحتفي -أيضاً- باحتفاء الشــاعر الخاتم عدلان بالفنان عبدالله ببولا... يا لبهاء هذا الفضاء ، ويا للعافية...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)
|
وصلتني الرسالة التالية من الأخ إيهاب خيري، وهذا نصها:
تحية طيبة شكراً على دعوتك للباحث عبد الله بولا، وهو الأمر الذي ساهم في إثراء النقاش في سودانيزأونلاين، التي أتابع بعض المناقشات فيها، ومرفق عمود دفعتني لكتابته مداخلة من أحد البورداب، ورد بولا عليه، وإن رأيته مفيداً في النقاش، يمكن نشره في الزاوية، ولك الشكر. إيهاب خيري محرر صحافي، الاتحاد الإماراتية أبوظبي _____________________________________________________________________________
لمن لا يهمه الأمر/بولا .. ومصرع "الصبيان"!
في رده على سؤال أحد "البورداب"، عن سر لقبه، قال الباحث والناقد السوداني عبد الله بولا، إن اللقب "بولا" يرجع إلى شخصية من شخصيات مجلة "الصبيان" في خمسينيات القرن العشرين. بولا، وأصدقاؤه، الذين أحالوا "ونسات الشات" ساحة ثرة للنقاش موضوع لكتابة أخرى. وظني – الحسن هذه المرة، وبولا يدرك أفضل مني أن سوء الظن النقدي محمدة- أن الباحث، الذي كتب عن مصرع الإنسان المعاصر، يتمزق وهو يتذكر هذه القصة، إذ أن "الصبيان"، إحدى أوائل مجلات الطفل في العالم العربي وأفريقيا، التي ألهمته لقباً صار أشهر من اسمه العائلي، لقت مصرعها قبيل سنوات في صمت نجيد التواطوء على تأبيده.
لا شك أن بولا، ومعظم قراء المجلة الرائدة، يتذكرون شخصياتها المختلفة، ورسوماتها البارعة، والقصص الممتعة العميقة، التي كانت تنشرها، ويبكون على وأدها ليس ليلاً، بل نهاراً جهاراً، وعلى رؤوس الأشهاد.
من مكتب صغير تعلوه لافتة كتب عليها "مكتب النشر التربوي"، كانت "الصبيان" تهدي وتلهم البنات والصبيان في بلد المليون ميل مربع منذ أربعينيات وحتى سبيعينيات وثمانينيات القرن الفائت. كانوا يدمنون قراءة المجلة، رغم المنافسة الشرسة، التي شكلتها مجلات أخرى لاحقاً مثل "ماجد" و"سمير" على الصعيد العربي، و"تان تان" الفرنسية، و"الوطواط" و"ميكي" الأميركية بترجمتها العربية- وما أدراك ما "ميكي"، وقيم ومفاهيم والت ديزني!
بعيداً عن أي سوء فهم يمكن أن تجره عليّ كلمة "خصوصية"، أقول: هل يعقل أن توقف دولة إصدار مجلة وطنية متخصصة في صحافة الطفل؟ هل تعتمد دولة في تربية أطفالها، وغرس القيم الثقافية والمفاهيم "الخاصة" بالبلد، على مجلات "مستوردة" مهما كان مستواها أو تناولها؟ الإجابة المنطقية هي: لا، فكل دولة، مهما كانت توجهاتها أو رؤاها تسعى إلى غرس قيمها في النشء. قد تختلف الرؤية التي يريد تيار ما – في السلطة أو المعارضة- تكريسها، فالمجال الإعلامي- وصحافة الطفل جزء منه- ساحة من ساحات الصراع الإيديولوجي، وإن كان بوسائل مختلفة. ومع تعدد الرؤى فهناك قيم ومفاهيم عامة، تخص دولة بعينها، ولا يمكن أن توفرها وسيلة إعلامية أخرى. وفي السودان، شهدنا صحافة طفل، أصدرها القطاع الخاص، وأقصد بها المجلة المتميزة، التي أصدرها نزار عوض عبد المجيد بعد انتفاضة أبريل، وللأسف لا أذكر اسمها الآن، وقد وئدت هي أيضاً لأسباب لا أعرفها.
إذا كان ذلك كذلك- كما يقال- تُرى ما الذي أدى إلى إيقاف "الصبيان" وقتل "عمك تنقو" وغيره من شخصياتها؟ هل السبب مالي؟ أم لهدف مقصود؟ أم أنها غفلة من غفلاتنا، التي يتسرب من شقوقها "بلاوي" لا تحصى ولا تعد؟!
أليس من المخجل أن يحدث هذا في دولة كانت رائدة في إصدار مجلة أطفال متخصصة، ويفوز أكثر من فنان من أبنائها بجوائز رسوم أطفال عالمية مثل "نوما"، وأكثر من كاتب بجوائز أخرى لقصص الأطفال؟! ... مجلة أطفال ليست "لعب عيال"، والتخلي عنها، أو الصمت على إيقاف إصدارها هو العبث بعينه، وكالعادة، فهو "عبث كبار"..!
إيهـاب خيـري [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
هل يمكن ان نعدم الفنان العظيم شرحبيل أحمد بتهمة إغواء الصبية؟ فقد أغواني منذ الصبا الباكر في العام 1963 في مدينة كوستي , في حفل في السينما الوحيدة المتاحة و كان أول حفل عام اسمح لنفسي بحضوره رغم انف اساتذة المشروع الحضاري العام آنذاك!ومن بينهم مولانا شيخ آدم ,والدى , رحمة الله عليه فقد كان من أبكار المعلمين. ولم يكن اطلاقا من مروجى البدعة الأثينية: اعدام السقراطيين؟؟؟؟ الديمقراطيين, المطلوقين!فرض على فرضا رقيق القيد , عظيم الفائدة: قراءة الغزالي وغيره من متون المعرفة السلفية دون اكراه و بدعوى ضعف البصر وليس البصيرة.فكان عونا على التخلص من اسرها جملة وتفصيلا بقراءة بصيرة!!!! لم ينكر حقي وآخرين في التعرض لأغواء الصبيان وتنقو وشرحبيل ومن بعده , لاحقا, طبطب , قدس الله فضائه الممتلىء بحب الآخرين ,ولكم جميعا الحب , وبغيره, اسودت سماء الوطن الذي يمكن أن يتسع للجميع! مصطفى آدم
(عدل بواسطة mustadam on 05-22-2004, 11:00 PM) (عدل بواسطة mustadam on 05-22-2004, 11:19 PM) (عدل بواسطة mustadam on 05-23-2004, 09:02 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاستاذ الجليل عبدالله بولا.
اولا اشكرك جزيل الشكر، للتفضل بالرد علي مداخلتي الساخنة جدا. ثانيا تقبل خالص اعتذاري واسفي الشديد، لما سببته لك من الم، بغض النظر عن نواياي، او حججي اي كانت ومهما كانت، لاننا ينبغي ان نستصحب قيم الخصومة في ثقافتنا السودانية.
اقول هذا وفي الذاكرة مشاهد للخصومة الشريفة، والنبيلة، اقرب للخيال منها للحقيقة، في دنقلا العجوز حيث نشأت.
من ذلك كيف ان الشاكي والمشتكي، يترافقان بعد ان صليا الصبح حاضر، في منزل واحد، وشربا الشاي با "السق"، علي ظهور الحمير، ليصلا المحكمة، بعد قرابة نصف يوم سفر، يقضيانه في السمر والضحك بعفوية.
داخل المحكمة فقط، يقفان كخصمين شرسين، والنزاع في العادة يدور حول قطعة ارض، لاتغني ولاتسمن من جوع.
بعد نهاية الجلسة، يذهبان مغا كأن ما كان بينهم من خصومة لم يكن - لاقرب مطعم، ليبدأو صراع من نوع اخر، حول من سيدفع حق الوجبة!
سردت كل هذا، لاصل بك الي ان خلافي معاك وان كان عنيف، فهو بحسن نية خالصة من كل شائبة، ولوجه ما اعتبره قولة حق في وجه انسان يتوفر علي قدر كبير جدا من السطوة الاخلاقية، في منبر يتصدر الان مواقع السطوة الفكرية لبلد علي اعتاب مرحلة جديدة وخطيرة جدا، جدا، بلغها سيرا علي طريق مرصوف بجماجم الملاييين، من منبوذيه ومعذبيه.
اتو للوجود كعبيد بالميلاد، بينما امثال دكتور عبد الله علي ابراهيم، ودكتور بولا، وكمال بشاشا، يأتون للوجود كاصحاب حظوة بالميلاد، اكرر بالميلاد، لانهم اولاد عرب، اولاد بلد، احرار!
حتي لا تشتبه الامور علي القارئ، احب انوه الي ان نموذج التسامح المشار اليه اعلاه، خاص بالاعضاء فقط!
اما هابرزو، السكات، عزقديم، فالاسيد، سعيد كووم كووم، وكل، فليسوا ببشر اصلا!
لانهم مملوكين لال بشاشا، وعلي ابراهيم، وبولا- كما الجروف، زريبة البهائم، البقار، الغنم، الحمير.
فاذا كان هذا واقع الحال اليوم، واذا كان نمط تفكير عبدالله، والذي لاتزال تدافع عنه ولو سلبيا، وتبرر له، هو البديل او في صدارة البديل القادم، هذا ما لا يعقل علي الاطلاق، علي الاطلاق!
هذا باختصار شديد، وايجاز شديد، حالتي النفسية والذهنية، اللتي انطلق منها، بفعل كتابات دكتور عبدالله!
فكما هو واضح من مداخلتي الاولي هنا فقد فرحت ايما فرح بقدومك، وبنفس الاندفاع صدمت بعد اضطلاعي علي ورقة الاخ عجب، بدل مرة مرتين، متتاليتين. الاولي بسبب ذهنية دكتور عبد الله، والثانية بسبب اطراءك لهذه الذهنية، كما معبر عنها في ورقة الهاربين، حسب ما اورد الاخ عجب.
انا لم اتهمك بلنقروفوبك تحديدا، علي الاطلاق، كما اتهمت دكتور عبد الله بصريح العبارة. وهذا ما قلته في حقك بالنص:
Quote: لم يخالجني الشك انك لاتختلف كثيرا عن النقروفوبك د.عبدالله علي ابراهيم، فيما يتصل بنكتة العروبة. |
فقد استنتجت من اطراءك لورقة دكتور عبد الله المليئة بالاحتقار والبصق علي كل ماهو افريقي، انك لاتختلف عنه اختلاف جذري في موضوع العروبة، ورغم ذلك انتظرت حتي اضطلع علي ردك علي عجب، وقد فعلت في هذا البوست، حيث قلت بصريح العبارة:
Quote: فأنا شيخ عربي يا سيدي "أماً واباياً": فأبي الشيخ أحمد ود بشير ود احمد ود الفكي حسن ود أمحُمّد ود ختاري ود أب زُمام. |
هذا كافي جدا بالنسبة لي كافريقي، ابا عن جد.
امارأيك في بقية الشمال، ومدي اختلافه النسبي من حيث استعلاء دكتور عبدالله، وبكل ادب واحترام لشخكم، لايعنيني في اي شئ!
ومن باب الامانة مع نفسي، ومواقفي المعلنة هنا في هذا المنبر، وكقاعدة، في رأي كل من يدعي العروبة فهو استعلائي بالضرورة، لان عروبة الشمالي في اعتقادي مجرد وهم، يقوم علي تصورات مسبقة، لا وجود لها اطلاقا علي ارض الواقع.
بالنظر الي صورتك المنشورة اعلاه، بواسطة الاخ طناش، وبكل احترام استاذي الجليل، لا اري اي فرق بينكم وبين اي من سكان القرن الافريقي، من صومالييين، لي اثيوبيين، لي ارتريين. انه ظني ان هذا لا يغصبك.
كافريقي فخور بذاته، لا اقبل نظرة العطف وموقع اليد الدنيا، تتناول في انكسار ما جادت به اليد العليا، للشمالي اللبرالي، ذو النوايا الحسنة، و الحظوة بالميلاد!
علي مستوي الوطن، نواياك الحسنة يا استاذي بولا، ابدا، لن توحد او تساوي مابين الجعلي والنوباوي بل علي العكس تغبش الرؤيا لمثاليتها المفرطة.
كلامك عن الهجنة وبكل احترام، لا اساس له البتة، ولا جديد فيه، ولا يختلف عن الغابة والصحراء، او شمال جنوب، او عرب ذنوج، في شئ.
بل بهذا انت تعيد انتاج المشكلة اللتي برع في حبكها الاحتلال الثنائي، حيث تمثل ذهنية دكتور عبدالله، اعلي مراحل تجلياتها!
بالنسبة لي دفاعك عن دكتور عبدالله ورفضك ادانته، فدلالته تبدو عميقة!
بالذات ان النموذج الذي اوردته اسوأ بتفصيل اكثر مما اورده الاخ عجب، مما يبعث في نفسي حيرة، اشبه بحيرتي من مواقف عبدالعاطي من الحركة الشعبية!
من ذلك قوله: 1 Quote: "[الخطأ] الأول هو إن إفريقيا حينما تدخلها الأشياء تسوء و تخرج عن قواعدها. |
ماهذا استاذي بولا؟
لماذا تســــــــوء الاشياء، عندما تدخل افريقا؟
مع احترامي الشديد، فوق للعنتظة، فهذا جهل صريح وكلام امي!
انا افهم دخول شئ محدد في منطقة محددة يسوء، لاسباب موضوعية محددة، وظروف بعينها!ولكن لا افهم، مثل هذا التعميم الانشائي والغير مسنود!
2 Quote: يعني إذا كان هناك فقه، فإن الأفارقة ليسوا قادرين علي موضوع الفقه هذا |
وما الذي يجعل الافارقة غير قادرين وغير الافارقة قادرين؟
اذا لم يكن هذا اذدراء وسفه وساقط قول، فما هو؟
هذا الرجل جاهل بالفعل!
لا يمكن اطلاق احكام تتعلق بالمعرفة علي مجموعة بشرية بحالها علي هذا النحو!
اهو ده ذاتو "الاستيروتايبنق"! البقولوه!
انا افهم ان لا وجود لي مفاهيم فقه وتفاسير الخ المفاهيم النصوصية التقريرية للدين في الثقافة الافريقية، حيث مجرد التوثيق ممنوع بل محرم في الطرح الافريقي الصوفي للدين!
لكن لا افهم محاكمة الثقافة الافريقية بمعطيات ومفاهيم الثقافة العربية!
ليس من العلم في شئ، الحكم علي ثقافة بمعايير اخري!
3 Quote: فيضفون عليه صفة الإفريقية و يصير الأمر كلعبة. |
مجرد ان ننظر للاشياء بعيوننا، ومن غير عدسات عربية لاصقة، يحيل المنظور اليه للعبة!
يا لصغر عقل عبدالله هذا!
هذه عودة لفكرة الصرامة المتوهمة للثقافة العربية، وهو لايدري ان هذا تعبير عن الاصل البدوي الجلف والرعوي لهذه الثقافة، في مقابل التسامح الحضري والدافئ للثقافة الافريقية، واصلها الزراعي.
هنا تعاليم منظر النازية قوبيني، تطل برأسها، من داخل رأس هذا الزنجي الخال، كما سنشرح في البوست المخصص لعبدالله.
اتمني استذنا الجليل، انك تتفهم، كيف نحن نفتقد اي ارضية مشتركة هنا، لنصل لاستنتاج مشترك!
ولاستحالة الارضية المشتركة فلن اجاملك استاذنا علي حساب مشاعري القومية وهي تداس علي هذا النحو بنعال دكتور عبدالله. عدم احساسك بما احس به، يعبر عن موقف قومي علي وزن طبقي، بحكم انتماءكم المشترك، في مقابل انتمائي المغاير كلية!
فانا افرق تماما بينك وبين عبدالله هذا، اتمني تضع نفسك موضعي وتغبر رجلك ساعة، لتحس ما يحس به معذبي السودان وهم يكابدون، نظام اجتماعي سياسي اقتصادي، يقوم علي نمط تفكير عبدالله هذا، بجيشه، وعلمه، ونشيده، وليس مجرد مفردات كلام جزافي معزول من فرد موتور، لا ابدا.
وتقبل خالص شكري، واكد تماما اني صدقتك القول، من القلب والي القلب، بلا مداهنة او مجاملة. انا احترم اسهامك ولكني اختلف بشدة، هلا سمحت لي.
عشان ما اكبرك، اخوك كمال بشاشا!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Bashasha)
|
عمنا الحبيب بولا باللام الروسية المفخمة؛ تلك التي يجيدها جارنا - الفاضل- بشري؛ حيث لا يفصلنا الا شارع الصحافة ...
تحياتي و احترامي
سررت كثيرا بردكم الودود علىّ و الذي من كثرة قراءتي له كدت ان احفظه .
بخصوص ناس ملاسي بتاعين بحري فهؤلاء نحن و من ذكرتهم اعمامي لزم؛ و بالمناسبة لم اسمع باسم ملاسي في السودان في غير اسرتنا .. سمعت بملاس - هكذا بدون الياء - في رفاعة او بعض اعمالها ... و لذا فان أي ملاسي منا و نحن منه؛ و هو بالمناسبة جد والدي مباشرة؛ اي ليس جداً بعيدا ؛ و له من الابناء 4 فقط و لم يزرق بالبنات يعني الاسرة ليست كبيرة جدا ....
لعلك تقصد بالطبيب النفساني "طه" - و ليس مصطفى - و هو ايضا من هواة التشكيل ايامذاك.
طه كان في الكويت حتى صيف العام 90 و لم يعد اليها من اجازته الصيفية؛ اذ ان صدام كان قد سبقهم اليها؛ فاضطر للبقاء بانجلترا - التي تجنس بجنسيتها - حتى اليوم.
اما شوقي فبعد ان اعتقل في اعقاب يوليو 71؛ خرج من السودان لانجلترا ايضا و لم يعد الا بعد الانتفاضة لفترة قصيرة ثم مرتين خلال السنوات الماضية و الاخيرة كانت الشهر الفات.
اما مصطفى "التشكيلي" فهو في جدة بالسعودية و هو كان قد تخرج في قانون الفرع في السبعينات – بعد كلية الفنون الجميلة - و حضر للسعودية في العام 76 او نحو ذلك؛ و منذ ذلك الحين يعمل كمستشار قانوني؛ و ترك التشكيل الا من بعض ذكريات و تذوق؛ و كذلك تنس الطاولة.
و هو بالمناسبة ابن علي ملاسي قائد ثورة اللواء الابيض في بورسودان و الذي امضى بكوبر ستة سنوات ( 1924 – 1930) و منع من العمل بوظيفة حكومية حتى العام 1956 – و قد كانت واحدة من اقسى الاحكام التي صدرت و نُفذت بحق المشاركين بالثورة ...
و لان تاريخ السودان الحديث يكتبه الامدرمانيون للامدرمانيين؛ تجد ان معظم من ارخ للواء الابيض لم يأت سوى على ذكر من كان بالعاصمة؛ و الادهى ان بعضهم قد مُجّد دون وجه حق ... و هذا حديث يطول و ربما اتينا على ذكره في يوم ما ....
حدثته بلقائنا السايبري هذا – مصطفي – فسعد جدا و حدثني بفيض من ذكريات تلك الايام الجميلة التي جمعتكم يوم كان السودان يسع الجميع.
اما بخصوص الوالد فيبدو انكم قد "تعاقبتم" في القضارف الثانوية؛ فقد عمل بها في العام 1968 – تقريبا – على ايام نظارة الاستاذ عبدالجبار ان لم تخني الذاكرة ... و اذكر ان احداث الفكي ابو نافورة كانت حديث المدينة ايامها.
اما بخصوص الهكر فقد اصابني انا شخصيا و لم يصب جهازي ... حمانا الله و اياكم و عموم البورد من الهكر و سفيه فعلهم و سخيف قولهم.
و تحياتي لاختنا الفاضلة بت امحُمَّد و البنيات و فقهم الله و رعاهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
اخي وصديقي بولا
سلام
احسست بالمرارة في حديثك عن الهجوم غير المبرر الذي يتعرض له الدكتور
عبدالله على ابراهيم
وقد احسست تلك المرارة حين قلت :
"وأنا لا أدافع هنا بالطبع عن عبد الله وليس هو بحاجةٍ إلى دفاعي بأي حال. إلا أنني اتعشم في أن تقرآ، منعم وأنت نصوص الرجل المركبة المعقدة، مثل كل النصوص الكبيرة، بشيءٍ من التوقير هي أهلٌ له. من دون أن ننزهها عن النقد."
وقد اشرت انت الى بعض من خلل النقد العجول حين قلت:
"وللنقد الحقيقي شروطٌ صعبةٌ جداً لا أراكما تحرصان عليها في منهج قراءتكما التي تقفز فوق كثير من عناصر النص التي قد تنكث عليها نسيجها العجول،"
وانا اسمي ذلك القراءة الخاطئة ,
والتي كما قلت انت " تقفز فوق كثير من عناصر النص التي قد تنكث عليها نسيجها العجول،"
وانا اسمي ذلك بانها اساءت تفسير شفرات النص
وتلك القراءة الخاطئة –والتي كنت ايضا اخي بولا ضحية من ضحاياها كما
تفضلت انت ,
وكما قلت انا ذلك في مقام اخر _,
وكنت اقوم بالدفاع بالوكالة عنكما ,
ولكنك لم تشر الى ذلك ,
ولا ادري هل السبب هو الغفلة ؟
ام انك تعتقد انني اخطات في الرد , والذي كان –فقط – لاسباب تتعلق بجهل البعض ببولا وحسن موسى , فتلك القراءة الخاطئة تنطلق مما اسميته "التفسير القاموسي للمصطلحات"
فبينما ان عبدالله على ابراهيم واع جدا بالمصطلحات التي ينطلق منها,
نرى ان ناقديه لا يتوفرون على فهم مصطلحات مثل :
البدائي النبيل, البوتقة الثقافية , التحديد الذاتي للهوية ,
وفهمه العميق في ان التحديد الذاتي للهوية حق طبيعي ولا يتوقف فقط
على التاريخ والبيولوجيا
فنقاده يخلطون بين البيولوجيا والهوية الثقافية
ولذلك ينكرون على ما سماها عبدالله على ابراهيم ب "الجماعة العربية
المسلمة" تحديدها الذاتي لهويتها الثقافية بانها عربية اسلامية
وهم يستندون على البيولوجيا ,
واحيانا على التاريخ , او الاثنين معا
والبعض اصبح ينكر عليهم ذلك الحق الانساني ,
واصبح يطلق على تلك الهوية صفة " الهوية المزيفة", وذلك انطلاقا من ان ملامح تلك الجماعة تميل الى الملامح الافريقية حسب زعمهم ,
واشار اخر-وعتقد انه نطاسي - الى ان اثبات هجنة تلك الجماعة االتي
تزعم انها عربية مسلمة يمكن ببساطةان يتم بواسطة الدي ان اي ؟؟؟؟؟؟؟
ومن هذا المنطلق فان كلامك الاتي يا بولا سيفهم بطريقة اخرى حين قلت: " فذكَّرتُ منصوراً بأنني شيخ عرب مثله تماماً، ولا سبيل لي إلى معاداة "العروبة".
فالذين يربطون الهوية الثقافية بالبيولوجيا سيقولون لك : يا بولا انت ملامحك زنجية , فكيف تدعي انك مش عربي وبس , وانما "شيخ عرب؟؟؟"
وقد حز في نفسي ما قاله حسن موسى عن الطيب صالح , والذي يرى انه من الركابية الذين اتوا من اليمن ورد عليه حسن موسى قائلا: "نحن عرب ؟عرب شنو يا زول؟انت عبد شايقية ساكت،مالك ومال العرب؟! ينقطع دابرهم او يندبر قاطعهم؟ العرب يطيروا ؟ "" - راجع جهنم - عددمايو 1998- حسن موسي- رسالة الي عثمان عامر.-نقلا عن بوست الفيا " الافروعروبية"
من حق اي انسان ان يقرر هويته الثقافية كما يراها , وليس من حق اي كان ان ينكر عليه ما راه استنادا على البيولوجيا او التاريخ , او الاثنين معا
ولنات الى مثال واضح حول التحديد الذاتي للهوية الثقافية ففي فترة ما احس بعض الافارقة الذين جلب اجدادهم كعبيد الى امريكا انهم لا يشعرون بانهم امريكان, ولذلك دعوا الى العودة الى افريقيا وبالفعل ذهبوا الى الدولة التي تسمى الان " ليبريا"
ولكن الغالبية احست بانها تننمي الى امريكا برغم المعاناة التي يعيشونها , ولذلك قرروا البقاء في امريكا والدفاع عن حقوقهم من هنا نرى ان الانسان هو الذي يحدد هويته الثقافية انطلاقا من شعوره بنفسه ,
وهذا ايضا ينطبق على الهوية الثقافية التي تقررها المجموعة الثقافية المحددة دعونا نضرب مثلا اخر اكثر وضوحا عن علاقة البيولوجيا بالثقافة كثير من الذين يرون انهم عرب وخاصة في الخليج , لهم ملامح زنجية واضحة واصدق مثال لذلك ولي العهد الكويتي
هل يمكن ان نعترض على تحديده الثقافي لنفسه كعربي لانه ذو ملامح زنجية؟؟؟؟؟
لا يجوز ذلك , فليس من حق اي كان ان يسلب منه تلك الهوية استنادا على البيولوجيا او التاريخ والذين يستندون الى البيولوجيا مثل الاخ " بشاشة" , يغيب عنهم انهم بطريقة غير مباشرة يتوافقون مع هتلر في تحديده لهوية البشر ولذلك تم وضع لائحة بالصفات البيولوجية التي تحدد الهوية وتتعلق باللون , وحجم الشفتين , والراس والجمجمة ........الخ من الصفات , وكان على اي انسان ان يخضع لتلك الفحوصات البيولوجية لتحديد هويته , وبالتالي موقعه في المجتمع بعد ذلك دعونا ناتي الى التاريخ وعلاقته بالهوية الثقافية
التاريخ من العوامل المهمة في تحديد الهوية الثقافية , ولكنه ليس العامل الوحيد واحيانا كثيرة يتم القفز على مراحله , حينما تحدد المجموعة المعينة هويتها الثقافية فالتاريخ به انقطاعات كثيرة , واهمها في رايي عامل الدين
فمثلا مر تاريخ الشعب اليمني مر بمراحل كثيرة,
تعاقبت فيها اديان عديدة مثل اليهودية والنصرانية والاسلام وفي اخر الامر اختارت المجموعة الثقافية العروبة و الاسلام كخيار ثقافي نفى كل المراحل التاريخية الدينية السابقة له ولذلك ليس من حقنا ان نقول لليمني المعاصر انك ايضا يهودي ومسيحي ومسلم في ان , استنادا على التاريخ فقط وليس من حقنا ان نقول له ان هويته زائفة استنادا على التاريخ او لان ملامحه غير عربية المسالة تتعلق بوعي الانساني بذاته في اللحظة التاريخية المحددة , وليس استنادا على التاريخ كما يرى البعض
وساضرب مثلا اخيرا عن المجموعة الثقافية التي نشات فيها لقد نشات في كبوشية شمال الخرطوم وهي تاريخيا كانت جزء مهما من مملكة مروي القديمة وكانت العاصمة في البجراوية ثم بعد انهيار مملكة مروي بواسطة " عيزانا" ملك اكسوم, صارت من المراكز المهمة للمسيحية في افريقيا وبعد ذلك جاء العرب ولكن اهلي يشعرون انهم عرب مسلمون , ولهم شجرة نسبهم التي تربطهم ليس فقط بالعرب , وانما بالنبي ادم فهم لا يحسون باي انتماء لمملكة مروي او للمسيحية ولا يمكن ان نقنعهم بذلك استنادا الى ورود بعض الكلمات المروية في لغتهم, او بعض الطقوس, كما حاولت خطا ان تفعل " ابادماك ", ولا يمكن ان نقنعنهم بهوية اخرى استنادا على التاريخ
هنالك ملاحظة اخيرة : علينا ان نفرق بين حق اية مجموعة في ان تنتمي للثقافة العربية الاسلامية, وبين ان هذا الانتماء يعطيها الحق في قمع الجماعات الثقافية السودانية الاخري التي لا تنتمي للثقافة العربية الاسلامية
ودمت عزيزي بولا
المشاء
فيلاديلفيا في يوم السبت 22 من مايو 2004
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الأخ بشاشا، تحياتي، يا أخي العزيز، كنت أتمنى منك أولاً أن تحترم سياق وترتيب الحديث الجاري في هذا البوست. فالموضوع هو، في هذه اللحظة من سيرورة وقائع هذا البوست، ردي على أفضال أصدقاء وقراء رحبوا بي. أعني أن تعقيباتي وردودي هنا لم تدخل بعد حيز الحوار في جملة موضوعات أتوقع إثارتها من جانب القراء والأصدقاء تتعلق بمجالات تخصصي ومبحثي "الفلسفي" إذا جاز التعبير. وأنت بهذا تتقحم عليّ حُرمة رد الفضل وتفرض على موضوعاتٍ للنقاش خارج ترتيبي للوقت وللسياق. وأنت فضلاً عن ذلك تطرحها بقراءةٍ عجولة دافعك فيها كما أوضحت انتصافك لشعورك القومي الإفريقي الذي زعمت أنه جُرح من قِبل الدكتور عبد الله على ابراهيم وربما من جانبي. الله يسامحك. وتورد في ذلك استشهادات غايةً في الجفاء لأغراض عبد الله ولأغراضي. ولا تراجع نفسك لحظةً واحدةً في أمر قراءةٍ واضحة الخطل لو أنك صبرت عليها قليلاً. وأعتقد أن مثل هذه القراءة وهذه المفاهيم القومية العصية والمتعصبة، هي أنكى وأشد وبالاً في الإساءة للإفريقية التي تدافع عنها بمقولاتٍ مفارقةٍ لأفق حركة إبداع أبناء القارة الشاملة، كعنصرٍ أساسيٍ في حركة تحررٍ كبرى، تسعى لأن تجد مكانها السامق المُسْتَحَق بين حركات التحرر الإنسانية الأكثر شمولاً. وقد جسَّد مانديلا هذا المنحى كما لم يجسده أحد. آسف، كما جسده رجالٌ ونساءٌ بواسل كثيرون، كان مانديلا تتويجاً باهراً لمساهماتهم قرب نهاية القرن الماضي، وهو يقف الآن بين رموز الصدارة في حركة التحرر الإفريقية والعالمية هذه التي يعميك أنت عنها تشبثك بشجرة المقولاتٍ الإثنية، والأصل القومي، وتحديقك اللحوح في لحائها وحده. يا أخي ما بالك كيف تقرأ؟ وهاك نماذج من خطل قراءتك الفذ، لعلك ترحمنا من هذا العناء في وقتٍ ومكانٍ غير مناسبين من سيرورة الحوارات المنتظرة. فالمقدمات الهادفة إلى تحديد الإشكاليات ليست أمكنة مناسبة لإثارة قضايا الحوارات المرتقبة الأساسية. عندك يا أخي بشاشا، في تصوري، مشكلة منهج أولية. عالجها قبل أن تقتحم على الناس بمثل هذه الأحكام المسبقة العجولة ضعيفة التأسيس. وهاك هذه، فأنت تقول، عن عبد الله في منحى تأسيسك لحِجاجك : "من ذلك قوله:" (أي قول عبد الله على ابراهيم والأقواس من عندي أنا بولا والاستشهادات من عند بشاشا) Quote: "[الخطأ] الأول هو إن إفريقيا حينما تدخلها الأشياء تسوء و تخرج عن قواعدها.
ماهذا استاذي بولا؟" وأنت توجه إليّ هذا السؤال وقد استقر عندك بما لا يدع مجالاً للشك أنك على فهمٍ سديدٍ لنص عبدالله واستشهاداته. (وهذ اليقين القطع هو في تقديري بعضٌ من مشاكلك المنهجية ومشاكل عبد المنعم في صدد الموضوع المتصل بورقة عبد الله المعنية التي تساهمان في النقاشات الدائرة حولها، عبد المنعم كمبادرٍ ومناقشٍ رئيسي وأنت كمشارك. وها أنذا أجيبك على تساؤلك، الذي تكاد روح الوثوق التي يتسم بها من أنك قد أفحمتني بنصٍ عضوضٍ لا معقب عليه في خصوص "نقروفوبيا" عبدالله، تقول خذوني، بينما هي من بنات زعمك المحض. فهذا يا سيدي من ثمر القراءة العجول، قراية الزول الداخل في الموضوع بدون home work. فالذين يرون "أن الأشياء عندما تدخل إفريقيا تسوء وتخرج عن قواعدها"، ليس عبد الله كما تبدَّى لك، بل هم، عين إيديولوجيي الحملة الاستعمارية "التمدينية"، الاستشراقيين و"الإفريقانويين"، الذين ينتقدهم عبد الله، ويقول بأن رواد مدرسة الغابة والصحراء تأثروا بمقولاتهم وأحكامهم. هم عين ناس الأنثروبولوجيا الاستعمارية الذين أورد عبدالله شواهد من أقوال ممثليهم من الإداريين الأنثروبولوجيين والمبشرين في السودان مثل مكمايكل ترمنغهام. وكلاهما ممن لم تقرأ يا بشاشا، في ظني، قبل أن تحكم وتفتي، وقبل أن تتساءل "لماذا تسوء الاشياء، عندما تدخل افريقا؟"، ثم تجيب على تساؤلك بنفسك، بهذه اللجهة التقريرية الواثقة: "مع احترامي الشديد، فوق للعنتظة، فهذا جهل صريح وكلام أمي". الأمي عبد الله يابشاشة؟ "أم هذه القراية "المقلوبة" خاف الله ياخي ينالك ثواب. وأسمح لي بهذه القسوة لأن "وضع الندى في موضع الحزم بالعلا مضرٌ كوضع الحزم في موضع الندى". وأيضاً لأنك "قرأت" أطروحات عبد الله من مقتطفات عجب الفيا الذي في منهج اقتطافه، واستشهاداته، وتأويله، الكثير الذي يمكن أن يقال. وقد سلمتَ أنت به تسليماً ليس فيه من أسباب وأساسيات التحري المعرفي شيئاً يذكر. وينطبق هذا أيضاً على استشهادك الثاني: Quote: يعني إذا كان هناك فقه، فإن الأفارقة ليسوا قادرين علي موضوع الفقه هذا فالذي يرى أن "الأفارقة ليسوا قادرين على الفقه" ليس عبد الله، بل القائلون ب"غرارة العقل الإفريقي، وطفولته، وميله الفطري إلى البساطة والهزل، والضحك، والفوضى، والرقيص في شارع الزلط". أرجع لمداخلتي السابقة وأقرا بجد، تعرف القال الكلام التحتو خط دا منو. هذا وأراك تقفز بصورةٍ غير منتظمة فوق الاستشهادات التي لا توافق قرائن "اتهامك"، أو تؤولها كيفما تشاء من غير التفات إلى عناصر السياق وضوابط التحقيقق والتحقق. فقد قفزت فوق استشهاد عبدالله بنص ود المكي قفزةً غير نصوحٍ. وإني لأنصَحُك بمراجعتها أولاً وبعدين نتفاهم. ومن شواهد ذلك أيضاً قراءتك لهذه الفقرة المقتطفة من حديثي إلى منعم في مكانه من ترتيب الردود على الترحيب : Quote: فأنا عربي يا سيدي "أماً واباياً": فأبي الشيخ أحمد ود بشير ود احمد ود الفكي حسن ود أمحُمّد ود ختاري ود أب زُمام. والتي تعلق عليها بقولك: "هذا كافي جدا بالنسبة لي كافريقي، أبا عن جد". أولاً منو القالك الدناقلة أفارقة "أباً عن جد" بمعيار الأعراق؟ وما هي ضماناتك؟ ومنو القال لك الدناقلة بيحترموا الزنوج الأفارقة وبعتزوا بأصلهم الأفريقي؟ لقد صرفتك العجلة الناجمة عن مسعى إثبات الاتهام، لا المعرفة بمقولات ومفاهيم المخالف، وقرائن "دفوعات" "المتهم"، عن أن ترى مذهب السخرية البلاغي في قولي هذا الذي تستشهد به من غير روية. فقد دفعتُ بهذا القول في وجه "محاورين" ظلوا يدبجون نصوصاً عصماء لإسناد اتهامٍ على نقيض "اتهامك"، ومنهم عبد المنعم، بأنني معادٍ شديد العارِضَة للثقافة العربية الإسلامية. وربما أكون من الساعين إلى طردها في زعمهم. فتأمل! ولو أنك تقرأ بمهلة وتتحرى المعرفة بنصوص وواقع حال "خصمك" المزعوم، لما جشمتني هذا الرهق في إعادة "وقائع تحرٍ" هي أصلاً على درجةٍ كافيةٍ من الوضوح، في تقديري، لمن توفر على بسائط علوم وأدوات تحليل النص الموضوعية القديمة والحديثة. فأنا في قولي الذي انتزعتَه أنت من سياقٍ طويلٍ معقدٍ، "أسخر" يا سيدي من مزاعم أهلي، وأمزح مع عبد المنعم في شأن زعمه، في آنٍ معاً. والمزاح أيضاً بابٌ في البلاغة. بلاغة المفارقة من أن يُنسب العداء للعروبة، وربما العزم على نفيها من أرض السودان وأرض إفريقيا، إلى إنسانٍ "له مثل تورطي" كما قلت في ذات النص في شياخة العرب". وكنتُ قد سرَبْتُ جملةً من هذه العبارات والصور الساخرة المازحة في المعنى البلاغي، عن وقائع إيديولوجية، أو أسطورة الأصل، عند أهلي، ربما كانت تهديك إلى تأويلٍ آخر لمقولاتي، على الأقل، مثل التأويل السمح الندِي الذي ذهب إليه الأخ بكري الجاك في مداخلةٍ له في بوست الصديق منعم الذي يحمل عنوان "الأفروعربية بين الواقع ووهم الإيديولوجيا"، (شوف ليك عليك الله جنس عنواناً طَرَدَ به منعم من قولة تيت مخالفيه من مملكة "الواقع" وألقي بهم في مزبلة الأوهام الإيديولوجية)!! فقد قال بكري إن "الشيء المتعارف عليه فى منهج الدعاة والمتأملين سواء كانوا مفكرين او دعاة مناهج فى الفلسفة أو الدين هو ان يتاكدوا من سلامة وصول فكرتهم الى المتلقى دون شوائب وحاولت جل جهدي فى ان افهم الى ماذا يسعى الدكتور عبد الله على ابراهيم؟ قرات الكثير و كل يوم يزداد يقينى ان الرجل يقولها صريحة فى مستبطن كلامه الذى بدا يتكشف دون اعمال اي مناهج حفرية لقراءة لا شعور الرجل وغيرها من المناهج الابستمولوجية, قبل لحظات قرات المرافعة الفائقة الاناقة التى قدمها الدكتور عبد الله بولا فى بوست الترحيب به فى رده على الاخ الصديق بشاشة المنطلق من ارضية المركزية الافريقية وورد فى اتون الدفاع عن الدكتور عبد الله ان اورد الدكتور بولا احد ردود الدكتور على سؤال احد الصحفيين: س ـ أشرتَ إلي ضرورة أن يوطن" أهل الشمال المسلم " حسب تعبيرك في ثقافتهم قيم الحرية و أن يكفوا عن خلع ثقافتهم بدعوى الهجنة، كيف تري ذلك وأنت ترفض فكرة التمازج كما طرحتها مدرسة الغابة والصحراء؟
ج - أعتقد أن لدينا مكونات ثقافية كثيرة ستسعد بأطروحات التمازج هذه فالتمازج سيستمر و ستزيد وتيرته، لظروف الاضطراب السياسي لأنه حدث اقتلاع مفاجئ دفع الناس دفعاً للتمازج و النزوح الكبير إلى القرى الطرفية في الخرطوم وحول المدن، لم يكن واضحاً الطريق الذي يستمر فيه التمازج، سرعته ومعدلاته، في الماضي كنا نتحدث عن ظروف طبيعية بمعني أن الكيان الإفريقي موجود في الجنوب و الكيان العربي في الشمال فحدثت خلطة وامتزاجات طرحت تحديها و [ضرورة] النظر الثقافي المتجدد إليها. وهذا البحث الذي أعكف عليه الآن هو لمعرفة هذه الوتائر المتسارعة في الفترة الأخيرة بحيث نمنح مسألة الهجنة والاختلاط براحات أوسع. لكن الافتراضات السابقة كانت تتحدث عن أن الهجنه حدثت أصلا و ستحدث لكن كان هناك اعتراض حول وجود قوامات ثقافية، و هي تطرح أهمية أن تكون الدولة محايدة تجاه الثقافات، بمعني أن يكون هناك برنامج لديمقراطية الثقافة. فمسألة كيف يكون التعليم علي سبيل المثال و بأي لغة، هذا ليس من شأن الدولة أن تصدر فيه قراراً و كذلك بالنسبة للعادات وشرائع الناس و قوانينهم. نريد أن نستل من الدولة كل هذا العنف ونجعلها محايدة تجاه العملية الثقافية بقدر ما يمكن أن يكون الحياد. هذه أهم عناصر برنامج ديمقراطية الثقافة وهو بالطبع ما لم يكن حاصلاً أبداً، لأن الدولة كانت مستخدمة باستمرار لأغراض إيديولوجية و سياسية مباشرة في أن تقرر ما الثقافة. مثال الشرعية الآن يصب في اتجاه عدم حياد الدولة تجاه القوامات الثقافية، فلذلك أنا أطالب الجماعة العربية أن تحرر نفسها بنفسها و أن تقرر بنفسها تجاه مسألة الشريعة ما تريده و ما لا تريده و ألا تذهب في اتجاه تأكيد أن ثقافتنا هجينة وممتزجة وغير ذلك مما أسميه الغش الثقافي الذي يجد من ورائه من هم من غير العرب والمسلمين حقهم مبخوساً في الدولة من جراء هذه الاتجاهات. ويختلف خطابا غلاة الإسلاميين والأفروعربيين في منتوج التمازج. فالتمازج القومي في نظر الغلاة سينتهى بشكل مؤكد إلى تبنى الجماعة الجنوبية الإسلام والعروبة لأنهما مميزان علويان مقابلة بملل الوثنية ورطانات العجم. فالتمازج في أفق الغلاة هو معسكر دعوة كبير لتغيير الملل واللسان". (الخطوط تحت السطور من عندي وليست في الأصل. بولا)" ويواصل بكري: "وللامانة ترددت بعد قراءتى لرد الدكتور على الصحفى فى وصفه للمشهد الثقافى للبلاد و شعرت بوخزة ضمير فى اننى ربما اكون تسرعت فى الحكم على الرجل لغبائى فى فهم مكنونات فكره المستعصى على الفهم وذلك اذا كان رد الدكتور اعلاه يعبر عن الاطار النظري لجل اجتهاداته ومشروعه الفكري المشفر الذى لم يفهمه إلا نفر كريم بقامة عقل ودراية الدكتور بولا فانى اري ان الرجل على مصوبة من امره فى قراءة واقع الحال و احتمالات المآل فى شاننا الهويوي بل بالكاد ان اقول انه حر فى ادعاء ما يشاء من هويات طالما انه من دعاة الديمقراطية الثقافية التى فيها يتم التعامل مع التنوع حتى وان كان يمثل واحد فى المائة و لا يتم التعامل مع الاغلبية كما فى المفهوم الميكانيكى لعملية الديمقراطية التعددية. ثانيا هو من دعاة حيادية الدولة حسب رده اعلاه. ولكن استدركت ان ما ورد هو قول وحيد و يتيم للدكتور و تذكرت ايضا للدكتور بولا فى عرض دفوعاته عن فكره ضد اتهامات الاخ بشاشة قوله: الذي هو، على كل حالٍ، ليس بحاجةٍ إلى كثير تأويل في نسبة "التمني الإيديولوجي وغياب صفة طلب العلم" عن نصي المأسوف على مآله. وها أنت ذا تكمل الناقصة، فتدخلني في زمرة "النقروفوبيين" مع الصديق عبد الله على ابراهيم، بقراءةٍ هي غاية في العجلة، وباعتمادٍ على نصٍ واحدٍ. وهو على وحدانيته لا يسند استنتاجاتك الجافية الان انا فى حيرة من امري, فاذا اخذت بدفوعات دكتور بولا وهو العارف بالرجل مقام علمه بنفسه حسب ما ورد فى عرض ردوده عن صداقتهم العضوض وانا من الذين يرون فى كتابات بولا موضوعية وصرامة منهجية قل ما توجد فى باحثينا المعاصرين, فهذا يعنى اننى ساقول اننى ظلمت الرجل بالاكتفاء فقط بدفوعات بولا, و لكن كما ورد على لسان بولا اعلاه فى انه من الخطا العلمى الحكم على اي كاتب من نص واحد, فماذا قال دكتور عبد الله فى مواقع اخري غير هذا اللقاء الصحفى, فهو رفض فكرة الاعتذار التاريخى عما بدر من جماعة الشريط النيلى عن ما حل بالبلاد وهوامشها ابان علوها و توليها امر السلطة فى كافة الانظمة التى مرت على البلاد حسب ما ورد فى شهادة عجب الفيا التى لاشك عندي فى امرها, و كما قرانا بحوث اخري للدكتور عبد الله فوجدنا ان ما قال به الدكتور فى رده على الصحفى اعلاه لا يتماشى و روح بحوثه الاكاديمية و مقالاته اليومية التى لخصنا فهمنا لها فى مداخلة لنا اعلاه, اذن يمكننى ان اضيف الى ما فهمته من بحوث الدكتور العصية الفهم على امثالى انها متناقضة ما بين الحال والمال فالحال عند الدكتور هو اللقاؤ الصحفى الذى فيه دشن الخطوط الاساسية لفهمه للمشهد الثقافى فى السودان, والمآل ( بوضع المد على الالف) عند عبد الله هو بحوثه و كتاباته الصحفية, وعليه فان اسوا ما يمكن ان يوصف به كاتب او باحث اكاديمى فى نظره هو عدم الامانة العلمية خصوصا اذا كان مجال الدراسة هو العلوم الانسانية الرحبة التى ما زالت فى اولى عتبات ضبطها المنهجى, فانى اري فى الدكتور احد اثنين اماانه غير امين اكاديميا فى التناقض الظاهر ما بين حاله وماله او انه ما زال يتقلب بين مواقف ايدولوجية تصطرع فى مخيلته و لم يخلص بعد الى رؤية جلية حول امر الصراع الهويوي فى بلد اسمه السودان, ولا غبار عندي فى ان يغير الكاتب مواطيء قدمه الفكرية من حين لاخر فى رحلة بحثه عن الحقيقة متى ما تبين له خطا قراءته السابقة, و لكن كتابات الدكتور عبد الله التى لم يمضى عليها سوي ايام تؤكد انه ماضى فى مشروع عربنة السودان بل وربما لا يتورع فى اقصاء من هم ليسوا من مناصري مشروع التوسع فى العروبة التى لا اري فرقا شاسعا بينها و اعادة الانتاج عبر بوتقة الانصهار التى هى ماحدي ميكانيزمات السودان القديم فى اسلمة و عربنة الهوام". عفارم عليك يابكري. لا لأنك وصفتني بتميزٍ في "الرصانة والموضوعية العلمية نادرٌ في أوساط الأكاديميين السودانيين". لأن هذا في تقديري مما لا أستحقه ولا أدعيه. بل شكراً لنداك وحسك العالي لضرورة الإنصاف ودقة التحري و الشك والاستشكال المعرفيين، وشعورك بالمسئولية الإنسانية، المهيبة، المخيفة، من التعدي على النصوص على والمحاورين المخالفين بالاتهامات العجولة الجافية. وبصفةٍ خاصة عندما يتعلق الأمر برائدٍ من رواد فكر ومفاهيم احترام التعددية الثقافية الإثنية في بلادنا مثل عبد الله. عفارم عليك على هذه الرؤية الكبيرة. والتي هي كبيرةٌ لأنها لا تجامل، ولا تتخفى، ولا تظلم ولا تطغي ولا تغتر بالعقيدة الصماء إثنيةً كانت أو دينية أو ثقافية أو سياسية. فمن حقنا بالفعل أن نتساءل أمام نصوص عبدالله : ما ذا دهى هذا الرجل المنار؟ وكيف لنا أن نقرأ نصوصه وهي تصطرع فيما بينهما اصطراعاً عصياً بين علمانيته ويساريته الديمقراطية المعلنة، وبين التلطف لزمنٍ يعتدُّ به وفي لحظةٍ يعتدُّ بها بجماعةٍ بائسةٍ ظالمةٍ، جائرةٍ مستعليةٍ، منتهكةٍ لحرمات الوطن وحرمات الإنسان، مثل الإنقاذ، وما يوحي تزيين "أحكام الشريعة" التي هي أساس إيديولجيتهم في هذه اللحظة الخطرة من لحظات عناء الوطن المديد وشقائه "بحملة الثقافة العربية" الإسلامية السلطويين؟! (عبارة "شقائنا بحملة الثقافة" العربية الإسلامية من عند عبدالله نفسه بالمناسبة، مع تصرفٍ طفيفٍ من جانبي لمناسبة سياق الجملة التركيبي). وقد تراجع عبدالله الآن تراجعاً واضحاً عن هذه الزلة الكبيرة. وهي كبيرةٌ بمعيار كِبر مساهمته الرائدة في تأسيس مفاهيم الديمقراطية وإدارة أمر التعدد الثقافي والديني في بلادنا. وبين هذا وذاك قضايا فرعية كثيرة ينبغي أن ننقاش فيها عبد الله لأنها من حقنا عليه نحن الذين قرأناه، بشغفٍ وصدقٍ، وأضاءت عقولنا ونفوسنا مقولاته وتحليلاته النافدة المزلزلة. ومن حقنا أن نطالبه ببيان عتيدٍ عن نصيبه في الأسباب التي دعت لكل هذا الإلتباس والإرباك حول نصوصه ومواقفه. لماذا سافر عبد الله في طائرةٍ بصحبة البشير؟ ولماذا قال عن عساكر الإنقاذ في صحيفة الإنقاذ، (في عام 1991 فيما أظن) إنه "وجد لديهم قابليةً للحكم"؟ (أو شيء في صميم هذا المعنى؟ على الرغم من أنه حذرهم في نفس هذا المقال، فيما أذكر جيداً، من اللجوء والإطمئنان إلى الإجراءات الإستثناية من قبيل حالات الطوارئ والاعتقالات "التحفظية" إلخ إلخ)، ولماذا تردد في دخول المجلس الوطني أو عدمه؟ ولماذا أحسن الظن بمثل هؤلاء أصلاً وهو من يعرف من كيدهم ما لا يعرفه إلا القلائل. لماذا؟ وهو "عاشق الديمقراطية" التي لا يلتفت فيها إلى لومة لائم، كما عرَّف نفسه، محقاً، في بابه في صحيفة الخرطوم، قبيل الانقلاب المشئوم بوقتٍ غير طويل؟ كل هذا سائغٌ ومهمٌ، وضروري. إلا أن من حقه علينا أن لا نسيءَ به الظن إلى حد وصفه ب"المخاتلة" وماشاكلها من نعوتٍ لا تليق، مما جاء عند الفيا، وب"النقروفوبيا" كما جاء عندك. وأن نطالبه مطالبة أهل حقٍ في العودة إلى مكانه الريادي بين قوى مجتمعنا الديمقراطية الشاملة، قوى المشروع الوطني والإنساني الفعلية والممكنة، بخطابٍ لا مجال فيه للإلتباس. وأضيف أيضاً، أن نطالبه بالعودة إلى مكانه العتيد المتميز "المستقل"، شديد المراس، في حركة نقد وتقويم مسار هذه القوى نفسها. وفي ظني أن عبد الله لم يفارقنا حقيقةً. "فهو منا على جفاء العبارة"، كما قال هو نفسه عن عبدالله الطيب. إلا أنه في اعتقادي، سعى مساعٍ غير موفقة، حتى لا أقول جافية، وهي مساعٍ قديمةٌ لديه، إلى لمِّ شعث قوى الوطن المتشاكسة، على كلمةٍ سواء تقضي بضربةٍ واحدةٍ على الغوغائية والخراقة في حقولنا السياسية والثقافية والحقوقية. وقد أخطأ عبد الله في مسعاه التوفيقي هذا، خطأً جهيراً حين أحسن الظن بالإنقاذيين، الذين يُدرك هو أكثر من أي أحدٍ سواه عمق جفاء مشروعهم الحضاري "المو ود الليله" (سليل مشروع الدستور الإسلامي الذي كان هو في صدارة قادة جماعة أبا دماك التي أخبرنا في بوستٍ سابق أن أحد أسباب تأسيسها الرئيسية كان هو مناهضة "مكيدة الدستور الإسلامي" المزعوم)، لتطلعات شعبنا إلى الأخاء والخبز والحرية! وعبد الله أقدر منى على إجلاء هذا "الغموض" الذي يشكوا منه قراؤه ومحبوه لطوب الأرض. إلا أنه يلزمنا أيضاً نحن قراء الكُتَّاب والمفكرين الرواد البواسل، من أمثال عبدالله، ألا نتعجل إلى الإلقاء بهم في سلة "أوهام الإيديولوجيا من أول زلةٍ قد نتوهمها، وقد تقع بالفعل، في مشواراهم الإبداعي ذي الدروب الضَرِسَةِ والمسالك الوعرة. نعلة الله عليك يابشاشة، وعلى زنوجيتك الإفريقانية المستعجلة، التي جشمتني كل هذا العناء والملاواه مع وقتي الضنين ومهامي وواجباتي الأخرى المهلكة. ياخي عبد الله بعيدٌ جداً وجداً وجداً عن "نقروفوبيتك" المطرطشة دي. وان رأيت في نصه ما لم تستسيغه فتأكد أن ليس له من علاقةٍ من أي صنفٍ بباعث "النقروفوبيه" وهاجسها المهيمن على رؤيتك هذا. وأتمنى أن تحاورنا، إن شئت بما نعتقده نصاً ومضوناً وسياقاً. وهذ لن يتم لك ولا لغيرك، وهم كثر، إذا لم تتحروا في علاقة نص الكاتب بجملة نصوصه ومواقفه السابقة والراهنة. وبأفقٍ مفتوح على احتمال أن تكون المشلكة في قراءتكم أو في نص الكاتب المخالف معاً. ونعلة الله فوق كل ذلك على "مركزيتك الإفريقية" التي تدعو إليها و"تستعلي" بها في زمان تحتشد وتنهض فيه قوى إنسانية عظيمةٌ، لمناهضة مفاهيم المركزية البائسة، وتسعى لتأسيس مفهومٍ للإنسان وللعولمة، بديلاً لمفاهيم "العولمة" الرأسمالية الليبرالية "الغربية" القائمة على نعرة المركزية الأوروبية البغيضة المتخلفة الذي هو الآخر بمثابة رؤية الشجرة التي تحجب عن أقسامٍ كبيرةٍ من قطاعات الرأي العام الغربي المناصرة للنزعات العنصرية البليدة الغبية حسيرة النظر، غابة الإنسانية الحبلى بيانع الثمر. فإذا أنت أصررت على هذ النهج من القراءة فأنا استعفي من التعقيب على ما قد تقول من هنا لي قدام. وإذا أنت لم تفهم "نعلتي" هذه بمعني الدعابة والمزاح البلاغي وخلتها طاحونة العداء للإفريقية ام غربالاً مقدود هذه فإنني سأنام ليلتي هذه على أسفٍ شديدٍ من مناعة حصون "مركزيتك الإفريقية". ياشيخ بشاشة منو القال لك العرب ما هم أفارقة:عرب السودان، ومصر، والمغرب الكبير؟ ومنو القال لك في عرب "خلص" أو "أقحاح"، حتى في السعودية ودول الخليج، كما جرى القول، وتم التسليم به من غير سؤال. ومنو القال العرب جِنِس، وجِنِس واحد كمان؟ "سيد الرسُل براه مو عربي عارب"، وعلى حد قول اليُمام على بن أبي طالب في قريش "نحن نبطٌ من العراق". وحتى قريش ذاتا في ألف قول في أنها تشكل أصلاً عرقياً واحداً. ومنو القال ليك الأفارقة الزنوج جِنِس ِواحد؟ ومنو القال ليك إنهم ما بتعالوا على بعض؟ ومنو القال ليك إنهم أقدم سكان إفريقيا؟ الموضوع مشربك ياشيخ بشاشا. وكل هذه الأسئلة عناصر إشكالية عصية أتمنى أن نقف عندها، في ما سيأتي من مداخلات وحوارات، وقفةً تستحقها. وسأضطر أنا من جانبي أن أتوقف مؤقتاً هنا لأواصل ردودي على ترحيبات الأصدقاء والقراء. دون أن يمنعك ذلك بالطبع من التعقيب. على أن لا تتوقع مني تعقيباً فورياً. مع خالص شكري ومودتي بـــولا
(عدل بواسطة عبد الله بولا on 05-23-2004, 09:19 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Bushra Elfadil عزيزي بشرى، "العيد والبشرى وأمجاد القطاف وموسم الخصب الوريف"، هكذا كان ذلك اليوم السعيدالذي دخلت فيه غرفتي في داخلية دقنه. دخلتها حيياً حذراً إلا أن الشيطنة الشَكِسة في عينيك لم تخفَ عليَّ خلف النظارات السميكة. جلست في كرسي الخيزران الرمادي الحكومي البائس، تلم على جسدك الفارع ساقيك المديدتين، تنظر باستحياءٍ يخفي ابتسامةً تغالب الفضول وتلقي عليَّ أسئلةً ذكيةً متلاحقةً في صوتٍ خفيض، إلا أنه سلسلٌ شديد الوثوق. دخلت قلبي منذ تلك اللحظة دون ما حاجةٍ إلى استئذان واتخذت مقعدك فيه بين أصدقاء العمر أصدقاء الروح أصدقاء الشدائد المِلاح. ولما أهديتني فيما بعد "حكاية البنت التي طارت عصافيرُها"، ممثلاً لهم جميعاً كما ذكرتَ، أحسستُ بثقل هذا العبء الذي لا يزال ينيخ عليَّ بكَلْكَلٍ عتيد، ولا يقوِّيني على حمله إلا محبةٌ ترجح به وتمسح عن كاهلي فداحة مسئولية ذلك الإهداء. وحين صحبتك في زيارتك لأهلك بعد عودتك الأولى من روسيا، أدركتُ أن الحاجة نفيسة بت عبيد كانت بحق المنبع لهذه القدرة على المحبة. ولدى عودتك الثانية، بعد أن فرغت من تحضير الدكتوراه، وفي أعقاب تلك الضيافة غير الحميمة في سجن كوبر، حين حللت نزيلاً بغرفتي البائسة في المربع الحكومي من حي الأملاك ببحري، اتسعت الغرفة وزالت عنها العتمة والكآبة. ولقد شرفتني وجللت راسي بتاج غار ذلك الخيار. وانطلقت تحكي وتروي لي مشروعاتك القصصية. أذكر أنني كنت أول "قارئٍ/مستمع" لحملة عبد القيوم الانتقامية وهي تتشكل في خاطرك، ولحكاية البنت التي..." أيضا، ولشيءٍ "من ذيل هاهينا". كنت شاهداً على تشكل ثلاثتها. فما كان أسعدني وأنا أشهد تمامها وتنزلها "على صفحات الكتب"، كما قال حلاج عبد الصبور في سياقٍ آخر. يا سِيْدي الله لا حضَّرْني يوم شكرك. فقد عرفتُ فيك كيف يتحرر الإنسان في حضرة الصديق الحق. ولذا فلتسمح لى بأن أعربد وأنت في حضرتك. كنت قد قلت لعصام جبرالله في ردي على ترحيبه "محركة وكسل في عينك وفي عين بشرى معاك". وهذه عينةٌ هي غاية المتعة في التحرر في حضرة الصديق الحق. وعصام جبر الله أيضاً صديقٌ له في نفسي مقعدَ صدق منير. وسأقول لك هنا "رداً على قولك: "ولعل الدكتور النور وهاشم محمد صالح في قمة هرم هؤلاء الذين تعانقت همهماتهم الأولى بتشجيعه لحسهم الداخلي الساعي نحو تحقيق الشخصية مما جميعه". قمة الهرم في عينك برضو. منو القال لك في هرم ذاتو؟ بل هي باحة واسعة ياسِيْدي بشرى فيها حضرةٌ لك لا يسد مسدُّها أحدٌ غيرك. نعلة الله عليك. ثم إنك تقول "وزرته فيما بعد عام ثمانين بباريس وسكنت معه لمدة شهر وإلى الآن لا أدري لِمَ صبر الأستاذ عبد الله بولا عليَّ هكذا". أستاذ في عينك وصبر في عينك برضو! فهل كان في حياتي في باريس، بل في حياتي على إطلاقها أمتع من تلك الأيام التي قضيتها معي؟ وسأحكي في مداخلة لاحقة عن قفشاتك في مباصرة التفاهم بالفرنسية مع ست الرغيف وصاحب الدكان. وقلت "أؤكد هنا إن عبد الله بولا من أعز أصدقائي" أؤكد في عينك فأنا اسمح لنفسي بالزعم بأنه ليس في كل أصدقائك من يحمل لك ما أحمله لك من محبة بلا قياس. ثم قلت "وإن أخلص صفاته وأكبرها غير ما ذكرت هي المحبة". وقد تكون صدقت في هذه في خصوص أصدقائي. وفي خصوص كل النساء والرجال ذوي العقول والقلوب النبيلة في هذا العالم. وقد هزني قبل سويعات استقبال القناة الثقافية الفرنسية المتخصصة للمخرج السينمائي الأمريكي، مايكل مور، وجه فيه نقداً علنياً "ما فيهو زيادة موية" ل"سياسة" جورج بوش ومشروعه ولمؤسسة الرأسمالية الليبرالية الجديدة، من كل وجوهها وما خلَّى لها جنباً ترقد عليه"، فطفرت دمعتي من فرط ما هزني هذا النبل الإنساني. وقلتَ "وتتجلى تلك في محبته الأسطورية لعمته أو خالته أو أمه الروحية حوض العاشم وقد حكاها لي متسلسلة طوال عقدين وما شبعت من روايتها. وكانت أمه فاطمة بت حبيب الله إمرأة رهيفة رقيقة صموتة وقد رأيتها في منتصف السبعينات. ماتت فجأة وهي فيما أحرز من نقلت إليه جينات هذه المحبة وهذا التواضع". فإنك لعلى "صوبٍ" عظيم. و"الصوب" في لغة بربر هو الرؤية المبدعة الثاقبة فقد كانت محبتي لحوض العاشم مما لا يحط به وصفٌ ولاقياس. كانت أمي الروحية بحق. فما أبدع عبارتك فيها وأصوبها. أما فاطنة بت حبيب الله فإن جيناتها بعضٌ من ما ورثته عنها من ثمر المحبة. إلا أنه لم تورثني سموها الإنساني الذي لا يطال. قالت خالتي زينبية بت المختار تعزيني فيها وتذكر خصالها "ياولدي فاطنة ديك عاد وين المِتِلا، بُتَّابا يتركب بليله" (والبُتاب في لغة بربر، وأظنه في أنحاء أخرى كثيرة من البلد، قشر القمح والذُرة). فردت عليها فاطنة بت بابكر ود القريش، وقد كانت مرجعا فيما أسميه ب "العبارة الوافية" التي لا تبقي على ظلٍ من نَقِيِصْةٍ في المَعَنَى، قائلةً "هي فاطنة يالبُدَلِيَه عندها بُتاب؟" (والبُدَلِيَه البلهاء). وحاشى لزينبيه بت المختار أن تكون بلهاء بل كانت منارةً في الفضل، إلا أنها قصدت بذلك معنى الظاهر والباطن من أمر فاطنة. وهذا ما لا أجرؤ على الزعم بأنني ورثته منها. فهيهات وشتان. كل مودتي يا صنو روحي. وسأعود لاحقاً إلى مداخلتك في موضوع "الحوار" إياه. بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Mandela
عزيرزي مانديلا، عاد شن اسوي مع "حبابك مليون دي"؟ ناس بربر القُدام بقولوا "حبابك الِف" (وفيها إدغام شديد لكاف حبابك في ألِفِ "ألِفْ". ف "حبابك الِفْ" وابقى عشرة على هذا الإدغام في قراءتك لها. وقد كانت "الَّلِِف" أكبر وحدة حسابيه يتصورونها. ويكاد بلوغها أن يكون مستحيلاً في حيازة المال. فيقولون من يرون أنه "تَغْيَان ومشَّقْدِِم" "انت يا فلان مالك متنفَّج كَدِي، عندك نص الَّلف؟" شكراً وإلى لقاء في المداخلات إن ربنا هَوَّن. بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزتي بارعة تحياتي ومحبتي، حاشاك اللوم ولستِ بحاجةٍ للاعتذار. أسعدتنا كثيراً الليلة التي قضيتماها معنا أنت وخضر المنعول الزُبُلعي، ومناكفاته التي لا تنتهي مع نوار. أمانه عاد هي ما بتريد الزبلعة والمكاواه. "ما" هذه ليست نافية في لهجتنا البربراوية بل تأكيدية. كثير شكري على ترحيبك وإلى لقاءٍ آخر في المداخلات. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي أسامة، شكرا على عتابك الجميل، وهو مما قال فيه شوقي "أما العتابُ فبالأحبة أخلقُ" إلا أنني أحب أن أؤكد لك على أنني لم أهمل الإشارة إلى مداخلاتك التي بذلتَ فيها جهداً مقدراً لدفع عبد المنعم إلى رؤيةٍ أكثر دقةً وإنصافاً في قراءة نصوصنا حين موسى وأنا. لقد وردت الإشارة إلى ذلك بالفعل في مداخلتي في الرد على ترحيب منعم وهاهي الفقرات التي وردت فيها هذه الإشارة: فالأولى، هي التي قلتُ فيها "وأرجو أن تعتبر هذه المداخلة من باب إعادة تأسيس الإشكالية واستعدال النقاش كما عبرتُ من قبل، في مداخلاتٍ أخرى، وكما عبر الصديق أسامة الخواض باستماتةٍ أشدُّ مما أقدر عليه بفعل وقتي اللئيم، في مداخلاته ببوستك. وأرجو أن تتأملها ملياً، وأن يتسع لها صدرك، حتى أجد "مَهَلةً لحوار مدققٍ فيها" معك، ومع مناصريك، ومخالفيك، من البورداب".
والثانية "ومثل هذه العقيدة الصماء في صواب مقولات الغابة والصحراء، وفي نجاتها التامة من الاختزال والتبسيط الإيديولوجيين، تجعل الحوار معك غايةً في الصعوبة، إن لم أقل تجعله مستحيلاً أصلاً. ففضلاً عن أنك تبرئ نفسك، كما تبرئ الجماعة التي تعتقد بصواب أطروحاتها المطلق من مزالق الإيديولوجيا مُقَدَّماً، ومع سبق الإصرار، ورفع راية الإصرار في كل مرة يحاول فيها نفرٌ من المحاورين الصادقين المهتمين والمتابعين مثلك (أسامة وهاشم الحسن والنور)، بنصوصٍ صمدةٍ، مراجعتك في أمر هذه العصبية الباسلة، من دون قرائن أخرى، سوى الزعم بأن رؤيتهم (أي ناس الغابة والصحراء) مطابقة للواقع لأنها تقوم على اعتبار الهجنة العربية الإفريقية، بلا زيادةٍ ولا نقصان. مع أن في الأمر كثير من وجوه الزياداتٍ والنقصانٌ، حاول محاوروك إجلاءها والتعريف بها، لعلها تكون شفعاء عندك لمجرد اعتبار احتمال وجود حقيقةٍ لدى الأطراف الأخرى. وقد باءت مساعيهم بفشل مجلجلٍ، ومزلزلٍ، ومحيِّرٍ، حتى الآن". صحيح إنني لم أشرْ بصورةٍ مباشرةٍ إلى أنك دافعت عن أطروحاتنا حسن وأنا. فقد رأيتُ أنه غير مناسبٍ أن نتكأكأ كلنا على منعم، وكأننا عصبةٌ أو فريق، أو قبيلة يسارية، وأنت تعلم أن هذا الاعتقاد موجودٌ أصلاً. هذا في باب الملابسات التي قد تؤدي إلى انجرافات تعرقل مسيرة وسياق التوضيح للقضايا والمقولات الرئيسية. وثانياً، فإنني كنت أنوي بالفعل التعقيب على جهودك الباسلة في تبرئة مقولاتنا من التبسيط الذي أغرقها فيه منعم وبعض مناصريه. فإلى حين ذاك. فضلاً عن أنني أكتب في ظروف الكتابة فيها ضربٌ عتيدٌ من ضروب الإعجاز. مع كامل محبتي. بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاستاذ بولا نزولا عند رغبتكم، اقيف هنا، وانشاء الله لمان تخلص، قطعا حنتلاقي. لحدي الزمن داك العفو والعافية، وقطعا حأواصل متابعتي.
الاخ اسامة، مافي طريقة نخرم بالبوست، وانشاء الله في انتظارك تفتح بوست كارب عن الهوية، لانو موضوع الساعة، بل والسنين القادمة، كاضخم مشروع فكري، يمهد للثورة الثقافية القادمة، باذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
افخاخ القراءة الخاطئة (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
شكرا اخي بولا على توضيحك والحقيقة انني لم اقرا تعقيبك على الفيا والذي انصفتني فيه فاعذرني , اذ ان الانترنت هو غابة وكثيرا ما تفوت علينا رؤية بعض اشجارها كذلك اعجبني حديثك عن "حقوق النشر" في المنبر السايبر اسبيسي وقد سيق لي قبل دخولك للمنبر ان اعترضت على فتح بوست بناء على بوست سابق لي, بدون اعطائي " كريديت" على ذلك , وكان ان قامت صاحبة البوست بالاعتذار عن ذلك وتبتت لي حقي الادبي وقد يساء فهم ذلك ضمن مقولة " الحالة واحدة" لكننا ينبغي الا نرضخ لتلك المقولات وان لنا ان نؤسس تقاليد فكرية تحفظ للكتاب حقوفهم كاملة غير منقوصة اما اشارتك للقراءة الخاطئة مما سيق لي ايضا ان تحدثت عنه , ففي زعمي انه ينشا احيانا من عدم التربية الفكرية وسط معمعة الصراع الثقافي , والذي بدرجات مختلفة خاضه عبدالله على ابراهيم , وخاضه جيلكم , كما اننا خضناه في سياق اخر, لكن المشترك في ذلك تعلم دروس مثل احترام الاخر, وعدم الاستعجال في اطلاق الاحكام , وايضا تهذيب النفس حتى تكون قادرة ايضا على ان تنتقد نفسها كما حدث لك , اخي بولا , عندما عدت من فرنسا في ما يتعلق بارائكم السابقة حول "مدرسة الخرطوم " تراني اشبه الصراع الثقافي بالحروب فالفرسان يعرفون بعضهم ويحترمون بعضهم رغم ما بينهم من اختلاف لسبب واحد انهم يعرفون تقاليد الصراع, ولا يقللون من امكانيه خصمهم بل يعرفون جيدا ويبجلونها وكذلك الحال للكتاب والباحثين الذين تربوا في اوار الصراع الفكري والثقافي وعندما تحدثنا انت وحسن موسىو شخصي الضعيف عن القيمة المعرفية لورقة عبداالله على ابراهيم حول تحالف الهاربين , لم يجد البعض لنا اية حجة معرفية لاعلائنا من شان تلك الورقة سوى " المجاملة", فتامل صديقي بولا فافخاخ القراءة الخاطئة كما اسميها كثيرة وليس من عاصم منها الا ما قاله حافظ محمد خير, والذي تاسفت جدا انني لم التقه قبل ذلك , الا التروي والتقيد الصارم بتقاليد البحث العلمي ولقد جاء دخولك فاتحة خير للفت النظر لذلك وخير دليل على ذلك الخير الوفير الذي اتيت به ان هذا البوست دخل تاريخ المنبر باعتباره اطول بوست حتى الان المهم كل يوم تتضح الرؤية اكثر في مسائل الاستقوال واساءة القراءة والقراءة الخاطئة ودمت
المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 05-24-2004, 11:44 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
استاذي الدكتور عبدالله بولا
اسمح لي اولا ان اعبر عن اعتذري عن عدم تمكني من متابعة ردودك علي محبيك المحتفين بقدومك الي هذا الوطن حيث انني لم اقرا ردك علي كلمة ترحيبي بك الا قبل قليل بعد ن نبهني بعض الاصدقاء ،وذلك بسبب ظروف العمل القاهرة التي لا تترك لنا مساحة للتواصل ،فنحن نعمل كالحمير حيث تمتص كل طاقاتنا ثم نقذف كالنواة مقابل دراهم معدودات ، لعلك لاحظت ولاحظ كل الاصدقاء الاعزاء انني احيان كثيرة لم اتمكن من الرد علي مداخلات المساهمين في بوست الافروعربية ،بسبب ضيق الوقت مما حدا بالاخ العزيز هاشم ان يعبر عن زعله متهما اياي بتجاهل الرد علي مداخلاته الثرة ،
ثانيا،احب ان اؤكد ان نزول بوست الافروعربية متزامنا مع بوست الترحيب بك لم يكن مقصودا وانما كان الدافع له بوست ابادماك الذي انزله الاستاذ صلاح يوسف .كما لم يكن القصد استدراجك الي الدخول في مساجلة معي اكسب منها بعض حظ نفس .فانا اعلم قدر نفسي واعلم من انت.ولا زلت احفظ لك حقوق الاستاذية والشياخة وحق الملح والملاح .ويكفي انك انت الذي نبهتني الي اهمية ورقة :تحالف الهاربين.
ولو سمحت لي ان اعلق علي بعض ما جاء في ردك علي كلمتي ،اقول :
- ان حديثك عن دكتور عبدالله ابراهيم بانه اتغش في ناس الانقاذ وان الشريعة التي يدعو الي تطبيقهاافضل من افاعيل ناس الانقاذ ،هو قول يكشف عن مبلغ الحب الذي تكنه لهذا الرجل ،ويعطي الانطباع انه مهما قال ويقول سوف لن يلقي منك سوي الرضا والمنافحة والمدافعة.وبالتالي يصعب جدا ادارة اي حوار نقدي حول افكار ومواقف الرجل .
- اقرارك بالهجنة وانه لا يوجد نقاء عربي وان اهلك الكواهلة ذاتهم هجين، ينسف كل مشروع عبدالله ابراهيم الذي يقوم علي دعامتين اساسيتين لا غني لاحدهما عن الاخري ، هما : العروبة الحقة النقية والاسلام الحق النقي.وسنفصل ذلك في فيما بعد.
- الحديث بهذه الطريقة عن تعقيد وصرامة المنهج الذي يتبعه عبدالله ابراهيم ، يعطي الانطباع بانه، ما هو الا ارهاب فكري لتحصين افكار الدكتور المفكر من اي نقد او مجادلة.
- لقد اذهلني ردك علي اتهامي لك في ورقة شجرة نسب الغول ،بانك تنفي او تقلل من المكون العربي الاسلامي،حيث تقول ردا علي ذلك انك عربي ود شيوخ عرب. لانني اعلم هذه الحقيقة تمام العلم واعرف اصلك وفصلك ،وراء وقدام كما يقول اهلنا واهلك من نافعاب وكواهلة.لكنني لا احكم علي افكار ومواقف منظري الهوية من انتماءاتهم القبلية والعرقية. لقد ظن اسامة الخواض انني ادافع عن الآفروعربية لاسباب شخصية .وهذه نفس النظرة التي قوبل بها محمد المكي وصحبه في الستينات عندما قالوا عنهم : الواحد يكون عنده حبوبة نوباوية ولا فوراوية يجي يقول لينا تمازج وما ادراك!
اكتفي بهذه الملاحظات وبعد قليل سوف انزل مداخلة مطولة ارجو ان تسهم في تقريب وجهات النظر حول افكار الدكتور عبدالله ابراهيم
ولك محبتي وعميق احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
كعادته نقل الفيا الحديث الى موضوع اخر يتعلق باراء عبدالله على ابراهيم في قضايا اخرى ليست باية حال موضوع
نقاشنا حول الغابة والصحراء ,
والذي كشف جليا عدم معرفة الفيا بالبدائي النبيل والبوتقة الثقافية وكذلك مواقف كل من عبدالله وحسن موسى تجاه
تيار الغابة والصحراء, وكنت اتمنى من الدكتور النور حمد ان ينور الفيا حول ما سماه الدكتور بالتحفظات الوجيهة
لكل من حسن موسى وعبدالله بولا حتى يكتشف الفيا ما هو الخطا الذي وقع في شراكه
وليثبت –لا شعوريا قراءته الخاطئة والتي اشار اليها هاشم الحسن وحافظ محمد خير- تحت مسميات مختلفة مثل الاستقوال واساءة القراءة – تحدث الفيا في بوسته عن انني قلت ان الفيا يدافع عن الافروعروبية لاسباب شخصية,
واتحدى الفيا ان ياتي بما يثبت ذلك ,
واذا تعذر عليه ذلك فعليه القضاء والكفارة معا , اي الاعتذار , والصوم عن المساهمة في البورد لبعض الزمن , ان شا الله ولو يوم واحد
والاصح انني تحدثت عن ان الفيا- ضمنيا –وصم تقديرنا انا وحسن موسى وبولا لورقة عبدالله على ابراهميم عن "تحالف الهاربين " بانه من قبيل " المجاملة " لا غير!!!!!! فتامل عزيزي القارئ !!!!!!!11
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: بكرى ابوبكر)
|
د عبدالله بولا سلامات تاني سعيدا جدا بوجودكم هنا ومتحسرا ايضا علي الزمن الذي ضاع في السنين الماضية ولم تتهياء مثل هذه الفرصة لنسمع ولنقراء بتمهل واستعجال واتمني ان يستمر النقاش الذي في اعتقادي قد تطرق لقضايا كثيرة وفتح ابوابا توقف صكيكها ورفوف تحجر غبارها ولك الف تحية ولنجاة وعرائس السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
أعزائي البودرداب والقراء المتابعين لهذا البوست، تحياتي المخلصة، هذا التماسٌ بأن تقبلوا اعتذاري عن طول الغياب. ففي الأسبوعين الماضيين طقَّانا فيروس كَلَس دمر الكمبيوتر مرةً واحدة. وقضى على أعمال فنية رهيبة للمغنية والرسامة والمصممة والفيلسوفة اللميضه نُوَّار، وعلى نص روائي بديع (بديع فعلاً مو زبلعه)، لابنتي عزة (الوسطانية، وهي لبعضٍ من حسن الحظ تحتفظ بمودة له مكتوبة باليد)، ووثائق للقانونية ست الحجة والرَجَّة فاطمه (كبراهن)، وعلى كل وثائقنا وكتاباتنا نجاة بت امحُمَّد وأنا !! وقد زعمتُ في مداخلةٍ لي في بوست الأخ Ash، أننا شفينا من الزعله، إلا أنني أدركتُ من فوري أنها زعْلِتاً ما في شفاياً منها بى هينة. ومن جانبٍ آخر فأنا مزحوم بجملةٍ من الأوراق البحثية التي أشارك بها في عددٍ من الندوات والمؤتمرات. ولعلكم تعرفون الآن عن ظهر قلب أن عملى الخاص بأكل العيش، هو من قبيل الأعمال الشاقة والسخرة وسخرية القدر. وفي هذه الشروط أرجو أن تفهموا حركة حضوري وغيابي في البورد. مع كل مودتي. بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
Omer Abdalla الأخ العزيز عمر عبدالله، شكري الجزيل لك على ترحيبك، وخوفي الشديد من توقعاتك العالية، لقد ظللتُ أتابع مداخلاتك في البورد في مختلف البوستات وأعجبتُ كثيراً برحابة صدرك وتوقيرك لمن تحاورهم. ويشرفني أن أتعرف عليك أكثر من خلال إسهاماتك النيرة. وقد تشجعني رحابة صدرك أن أدخل من خلال الحوار معك على قضايا خلافية مسكوتٌ عنها بيني وبين أصدقائي الجمهوريين. وهي قضايا فكرية أولاً، وتتصل بتفاصيل يجوز فيها الخلاف والإختلاف، ويلزم الإعلان عنهما، من دون أن يقلل ذلك من اعتباري الكبير للفكرة الجمهورية ولمساهمة الأستاذ محمود المتفردة. وقد عبرتُ عن بعض هذه القضايا في مقالتي حول مساهمة الأستاذ التي تكثر الإشارة إليها، والثناء، من جانب الإخوة الجمهوريين. على الرغم من أنها تنطوي على ملاحظات نقدية أساسية. وهذا من فضل تعاليم الأستاذ وتربيته الجليلة. وـمنى أن تجد ملاحظاتي النقدية التي قد ترد لاحقاً في هذا البوست نفس القدر من رحابة الصدر وحفظ وشائج المودة، والحزم من جانبكم أيضاً. فأنا لستُ ممن يدعون الصواب المطلق في حركَتَي الفكر والحوار. فلا تتلطفوا بي إلا في حدود الاحترام المتبادل. وهذا بيانٌ ألقيه على كاهلك. مع كل مودتي. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الأستاذ النور، تحيه طيبه،
و شكرا لتقديم الأستاذ عبد الله و الذى يتحدث من الكلام ال(كبار كبار)مالاطاقه لشخصى الضعيف به.
فى أحدى البوستات نبهنى الأستاذ عبد اللة بشوية (لوم) عن عدم زيارة هذا البوست و الترحيب، و كما تقول تفذلك (أمى) أمر اللوم مابين الكرعين و (الوش) . فقبل أن ينتقل اللوم الى (وشى) مرحب بالأستاذ عبد الله بولا ، و انا فى أنتظار الكلام (الحار) الذى وعد به.
وشكرا لك يادكتور النور على هذا البوست.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Roada)
|
أستاذي الدكتور عبد الله، شكراً على ردك الرفيق، الرشيق، على ما به من شئ من "مكابرة،" كثيراً مأ أعيبها على بعض مثقفينا من الأفذاذ مثلك. أقول ذلك، وأنا على يقين بأن وقع هذه الكلمة، "مكابرة،" لن يكون علي مثلك من الأذكياء، أصحاب الفضل، علينا، وعلى الناس، هيناً.
أنت ياسيدي أستاذي، بمعني أنك درست بعض أساتذتي، والنور حمد واحد منهم، ولهذا الرجل، الأمة، فضل علي كبير. وحيدر إبراهيم علي أيضاً أستاذي، فقد أشرف، كممتحن خارجي، على رسالة الماجستير التي قدمتها لجامعة الخرطوم عن الحركة الجمهورية منذ 1945، تاريخ نشأتها، وحتى 1985، تاريخ توقف النشاط، بسبب تقاعس وإنكسار وتخاذل الجمهوريين بعد استشهاد الأستاذ محمود محمود طه. ومنذ ذلك الوقت صرنا، حيدر وأنا، أصدقاء، نعز ونقدر بعضنا البعض، وإن لم نتفق في الكثير المثير من القضايا العامة، والخاصة. وربما كان أسلوب تعاطيه معك واحداً من تلك الأمور!
رغم ما تقدم فإني، والله على ما أقول شهيد، لم أفصل بالرأي الفطير أو المتعجل كما تظن، في أمر مفاصلاتكماالفكرية وغير الفكرية، فيما أسماه البعض حواراً، حين لم تقبل أنت أن تسميه كذلك. فقد شرفني الله بنعمتي العافية والوقت فتابعت ما دار بينكما. وقد كان "حواركما المزعوم" بالفعل معنىً لللاحوار. وقد كنت أنت شريكاً، قوياً، لا يعرف التهاون، في هذا الللاحوار! صحيح أنني أسفت لكليكما وقتها، لما لكما من مكانة عندي، لم تكن تلك المفاصلات تعبر عن فحواها. وصحيح أنني تفهمت الظرف الأليم الذي كانت تمر به بلادنا، وكنا نمر به كلنا، بدرجات متفاوتة من الوجع، في ذلك الزمان المظلم. وقد وحاولت أن أجد لكما بعض العذر في كل ذلك.
ما فاجأني، بل أذهلني، وبكل صدق، هوأنني كنت أحسب بأنكما تجاوزتما تلك المرارات، ولكن بهت ظني. (لن أحيد عن تسمية تلك المشاعر السالبة بغير "المرارات،" إلى أن يتبين لي غير ذلك.)
وأشهد أنه قد آذاني أن حيدر إبراهيم، على حد قولك، وعلمي قبله، لم يضطغن، أو يتمادي في خصومة فاجرة، إذ دعاك بعد تلك المرارات إلى المشاركة في صنع واقع فكري جديد من خلال مركز الدراسات السودانية. مثلك بالطبع أيضاً لا يفجر، ولم يفجر، في خصومة!
لكن أن تأتي بعد كل ذلك على ما بدأ يتجدد بينكما من ود، بقصد أو بغير قصد منك، هو ما آذاني. ولأقلها واضحة صريحة ههنا، أنني أتاسف، شديد الأسف، حين أشعر بأن عقول كبارنا، تعطلها صغائر النفوس! هذا ينطبق على كل السياقات التي أتحرك فيها، جمهورية وغير جمهورية، سودانية وغير سودانية، دينية وغير دينية، أمريكية وغير أمريكية، ذكورية وغير ذكورية، وهلم جرا!
لا أذكر أنني ترددت يوماً في تنبيه الكبار في كل السياقات التي أتعامل معها، على أن يستمروا أن يكون كباراً. فإنه يسؤني غاية السوء أن أشعر بأني أستصغر كبيراً. وهذا ما يحدث حين ينغمس الكبار في الصغائر.
ربما يكون هذا هو الداعي لشدتي في لغتي في مخاطبتك. هكذا أنا، ولي علاتي، بالطبع. ولكني لم أشعر بعد بأنني لم أكن منصفاً لك كما تظن. وستجدني سريع التوبة إن شعرت بذلك! فأرجو ألا تتردد في تنبيهي متى شعرت بأنني أستحق التنبيه. أما كلماتك الرفيقة الرشيقة عن شخصي الضعيف فإني أرجو لها أن تتحقق في لحمي، و"شحمي،" وعظمي، ودمي، بعد أن وجدت سبيلها إلى قلمك المضيئ بحق!
سأظل محباً لك، رغم شدتي عليك، وشدتك علي، وسأظل مجلاً لك لأنك صاحب هامة يتقاصر قصوراً مريعاً من لا يجلها. فلك حبي ولك إجلالي ما حييت، أيها الأستاذ الحبيب، المجيب، النجيب!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الاستاذ والاخ العزيز عبدالله بولا أقدم العذر اولا لترحيبى المتأخر ولذلك سيكون ترحيبى بك خاصا على بوست آخر . كم يسعدنى كما اسعد كل المهمومين بالثقافة والإبداع أن تثرى هذا المنبر بكل ضروب الفن والأدب ولذلك التطرق لمجالات أخري . تحياتى لك ولنجاة والبنات ولكل أهل باريس من السودانين ضياء الدين ميرغنى الطاهر
| |
|
|
|
|
|
|
| |