رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2004, 04:47 PM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    انت مصباح الدجي بل انت دجي المصابيح

    الف شكر الجميع
    علي هذي الفرصه العمملاقه بان نحاور استاذنا في الكثييييير

    وحبابك جداً

    (عدل بواسطة Ibrahim Algrefwi on 04-10-2004, 05:45 PM)

                  

04-10-2004, 08:58 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Ibrahim Algrefwi)

    شكرا نادوس 2000
    شكرا مانديلا
    شكرا السمندل
    شكرا إبراهيم

    وأعود إلى البوست، مرة أخرى، كما وعدت، "والعود أحمد"، كما يقولون.

    لقد أثار المشاركون المرحبون العديد من القضايا، وهي قضايا ربما ربطها، كلها، خيط واحد، يمكن تلخيصه فيما تحتله الثقافة، من مكانة هامشية، في الهم السياسي السوداني. ويقع هذا، بطبيعة الحال، ضمن ما أشار إليه عالمنا الجليل، الدكتور منصور خالد، في سياق آخر، حين جعل بطء حركة التحول في مسارنا السياسي، عنوانا لأحد كتبه: ((النخبة السودانية، وإدمان الفشل)). وما من شك أن الفشل السياسي قد فاض ماؤه، وغمر أقاليم الثقافة، عبر الثماني والأربعين عاما، التي أعقبت لحظة الإستقلال، فلون تلك الأقاليم، بلونه القاتم. ولا يغيب عن البال، أيضا، تمشيا مع (غلوطية) البيضة من الدجاجة، أم الدجاجة من البيضة، إحتمال أن يكون الفشل الثقافي، أو قل فترة المخاض الثقافي الطويلة، التي لم ينتج عنها، حتى هذه اللحظة، مولود، واضح المعالم، هي التي قادت إلى العجز السياسي، المزمن.

    تعرضت الأراضي التي تمثل الآن، عضد السودان الحالي، في مجملها، لكثير من النقلات السريعة، عقب انهيار الحضارة النوبية، لحظة أن تحول مركز الثقل، التجاري، والحضاري، إلى أمبراطورية أكسوم في الديار الحبشية، في بدايات الألفية الأولى الميلادية. انتشرت المسيحية في الديار النوبية، في القرون الميلادية الأولى، وتمسح النوبيون، وظلت المسيحية سائدة، حتى بدايات القرن السادس عشر. وأفل نجم المسيحية، في هذا الإقليم، بعد أن قضى تحالف الفونج، مع العبدلاب على مملكة سوبا، في سنة 1504 ميلادية. وتحول الوسط النيلي، في مجمله، إلى المعتقدات الإسلامية، خاصة الصوفية منها. وبعد ما يزيد قليلا، على الثلاثة قرون، سقطت دولة الفونج تحت قبضة الحكم التركي، المصري، وظلت تحته، لمدة 64 عاما. ثم أعقب ذلك الحكم المهدوي الذي لم يدم أكثر من 14 عاما. أعقبته فترة الحكم الإنجليزي المصري، الذي دام لمدة 58 عاما.

    الشاهد هنا أن تاريخنا العقائدي، والسياسي، والثقافي، قد تعرض، في مجمله، لنقلات كثيرة، وحادة. وكل ذلك يقتضي مقاربات بحثية متأنية، وشافية. ولعل الوقت قد أزف لبعث أصول تكويننا الثقافي، الإفريقي، على ضوء صورة تاريخنا التي تجري، الآن، عملية إعادة تركيبها، على قدم وساق.

    أثارت قصة فيلم الفيديو الذي يصور مدينة بربر، التي حكى عنها بولا، كل هذه الهموم، التي أشرت إليها، آنفا. فقد زرت مع بولا، وبصحبتنا الأخ خلف الله عبود، بربر في صيف 1971. وقد كانت تلك هي المرة الأولى التي أتجاوز فيها الخرطوم شمالا. وقد كنت أظن أن هندسة البناء في السودان الشمالي، شبيهة لما ألفته في الوسط، في منطقة الجزيرة. غير أن تلك الزيارة لمدينة بربر، قد قلبت ذلك المفهوم، رأسا على عقب. رأيت بيوتا مبنية من الطين، في بربر، لم أر مثلها من قبل، من حيث الضخامة، وارتفاع السقوف، وسعة الغرف. كما شاهدت أقواس الطين لأول مرة. وكنت أظن أن الأقواس لا تتماسك، إلا إذا بنيت من الطوب الأحمر! الشاهد، أن بربر قد كانت مركزا تجاريا كبيرا على النيل، وقد كانت موصولة بسواكن على ساحل البحر الأحمر. وقد جرى ذكر ذلك كثيرا، في تاريخ الحقبة التركية في السودان.

    لا يعرف الإنسان قيمة ما يملك، حتى يعرف كيف يثمن الآخرون اشياءهم. أقوم الآن بتدريس كورس عن الفنون البصرية لإفريقيا. ويشمل الكورس دراسة فنون منطقة الحزام السوداني الكبير جنوبي الصحراء في امتداده من تخوم البحر الأحمر شرقا، وحتى ساحل الأطلسي غربا. وتحتل جمهورية مالي، مركز ثقل كبير في المادة المشمولة في هذا الكورس، بحكم أنها موطن إمبراطوريات، مالي، وسونغاي، وغانا. وبحكم وجود حواضر تاريخية هامة فيها، مثل مديتني دجين، وتمبكتو، اللتان ألهبتا المخيال الغربي الإستشراقي. الشاهد، أن شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تحوي مواقع يخطئها العد، ترصد أبنية الطين في مالي. وأحد هذه المواقع، يعرض ما يزيد عن الألفي صورة لمسجد مبني بالطين في جمهورية مالي، وما جاورها! أقول هذا لأنه لا يوجد موقع واحد يرصد أبنية الطين في بربر، مثلا، وهي ابنية، لا تقل سحرا، وإدهاشا عن أبنية مالي. وقد ظللنا ننظر إلى سواكن منذ استقلالنا، وهي تنهار حجرا حجرا، حتى انهارت أبنيتها، عن بكرة أبيها، وأضحت أكواما من الحجارة الكورالية.

    زيارتي لبربر مع عبد الله بولا، والأخ خلف الله عبود الشريف، فتحت عيني على واقع متحقق في بلادي، لم أكن اعرف عنه شيئا، حتى وقفت عليه بنفسي. وهذا أحد الدلائل الدامغة على كوننا ندرس منهجا، عربسلاميا مستوردا، يمجد حواضر، لا تربطنا بها، في حقيقة الأمر، سوى العقيدة الدينية. التي تجمع أيضا، وعلى سبيل المثال، فقط، بيننا وبين أقوام في مجاهيل الصين، لا نعرف عنهم الكثير. الشاهد، أن رؤية بربر، بعيني عبد الله بولا، كفنان تشكيلي، عارف بجماليات البناء، وبسحر المعمار، أسهمت في تنبيهنا، إلى الوعي، بذاتيتنا، وبإسهامنا الحضاري، وبهويتنا المتجذرة في تاريخنا.

    الطريف أن ابنية الطين، تجد اهتماما غريبا في أمريكا. فقد عُرف هنود البيوبلو بأبنية الطين في جنوب غربي أمريكا، في ولاية نيو مكسيكو. وبيوت البيوبلو الطينية، تشبه البيوت السودانية بشكل غريب. وتتميز مدينة سانتافي بولاية نيومكسيكو ببيوت الطين التي يملكها الأغنياء من نجوم هوليوود، الذي يمضون فيها فترة الشتاء. لكون شتاء سانتافي شبيه بشتاء السودان. فهو دافيء، ومشمس. ويباع البيت، من هذه البيوت الطينية، البديعة الصنع، بما يصل أحيانا، إلى ملايين الدولارات. وذلك لكونها يتم بناؤها باليد، وتستغرق زمنا طويلا. كما أن الذين لا يزالون يعرفون مثل هذا الفن، القديم، قد أضحوا ٌليلين جدا.

    الشاهد أن فينا عللا كثيرة. ونحن بحاجة ماسة الآن، لمعالجة كل هذه العلل المزمنة. لا يمكن أن نكون، نحن أحفاد من بنوا الحضارة المروية، والنبتية، ونحن على ما نحن عليه الآن، من العجز، ومن الخمول. لابد أن شيئا ما أصابنا في مقتل. فحديث الدكتورة بيان عن حال مؤسساتنا البحثية، وطرق حفظنا للوثائق، وإهمالنا لتوثيق، إنما تعود في بعض جوانبها، إلى قلة اعتدادنا بموروثنا، وقلة معرفتنا بسماتنا الحضارية التي تميزنا. وكذلك إشارة السمندل الشديدة الأهمية، إلى قلة التدوين عندنا، وفقر مكتبتنا، كأمة.

    لابد من مراجعة الصيغة البدوية، الصحراوية، للإسلام التي شابت رؤانا، في القرون الخمسة الأخيرة. فهي التي حالت بيننا وبين الفنون، كلها، رسما ونحتا، ورقصا، ومعمارا. بل هي التي باعدت بيننا وبين كل صور الحياة الطبيعية التي يحياها بنو البشر، اينما وجدوا!! اغترابنا عن جذور هويتنا هو الذي جعلنا نسقط حبيسي تجريدات عقلية صدامية، إقصائية، ونرجسية. أعني، تجريدات تحفل بصورة المرء المتوهمة عند نفسه، بأكثر مما تحفل باي فعل خلاق يزين الواقع، ويزيده حلاة، وطلاوة، ويجعل منه واقعا حابسا لأهله بين جدرانه، ومستوعبا لطاقاتهم الخلاقة. وما هجرتنا الجماعية المأوساوية في العقدين الأخيرين، إلا أقوى دليل على صورة وعي الأمة المضطرب بتاريخها، وسيادة العقل الذي يأكل نفسه بنفسه، ويطرد نفسه بنفسه، خارج إطار تاريخه، الزماني، وتاريخه المكاني.

    أرجو زيارة هذه الوصلة لمساجد مالي الطينية:
    http://archnet.org/library/images/sites.tcl?select=collection&key=563
                  

04-11-2004, 00:16 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي النور،

    "خِلِّي وشيخي وإسنادي وعافيتي ومن يدوم "وود الناس لا يدُمِ". وهذا إذا لم تخني الذاكرة من شعر المجذوب في عبد الله الطيب، من حوارٍ أجراه معه عبد الرحيم أبو ذكرى، في منتصف السبعينيات، بمجلة الثقافة السودانية. إلا أن شكَّاً يخالجني في أن العكس هو الصحيح، فليسامحني قراؤك حتى أتأكد. وهذا يرد على أية حالٍ في مقام المحبة لا مقام التحقيق. وكل قولٍ في مقام المحبة وذكر المناقب سائغٌ وجائز، على حد رأي الصديق عبد الله على إبراهيم الذي طالما أمتعني قلمه النضر. وقد وضعت شطراً من عجز البيت بين مزدوجتين عرفاناً وإنصافاً لأصدقائي ومعارفي وأحبابي فقد عهِدتُ فيهم دوام الود، وهو ما لا أملك في دار الدنيا سواه.
    يا تاج رأسي عفوا، تعطيني أعلى من قدري. فأنا الذي هيأ لي حسن الحظ النزول بمرفأً معرفتك الذي هو موطن للندى عامرٌ ومكين... ولتسمح لي، وأرجو أن يسمح لي المتابعون لهذا البوست أيضاً، باقتحام حصون حيائك المنيعة الممتنعة و وأفياء تواضعك السامق الأصيل، المتجذر في مبادئَ عضوض من مقاتلة حظ النفس، لا تشدق فيها ولا ادعاء. فأشرعُ في مدح خصالك، وأحاول أوفيك نذراً قليلاً من حقك في الفضل عليَّ وعلى حركة النهضة الثقافية بحنتوب، وبكلية الفنون، وحركة المعرفة والإبداع ومصابرة الحق في ذلك البلد الذي ابتذلت فيه حُرمتَه إلى الحد الذي جرؤ ت فيه ثلةٌ من ضعاف العقول والذمم والنفوس، بقيادة مغتصبٍ مستبد صعلوك، على "محاكمة" مفكرٍ علمٍ في رأسه نورٌ كالأستاذ محمود.
    كان النور في السادسة عشرة من عمره حين التقيته بحنتوب. وقد كان ذلك بعد يومين أو ثلاثة أيام من وصولي إلى تلك القرية المدرسية التي التقيتُ فيها بنفرٍ ممن شكَّلوا فيما بعد دُرر منتصف عقد أصدقاء العمر. وشد انتباهي منذ اللحظات الأولى بسعة وتنوع قدرته على التعبير. ثم وقفت في اللقاءات التي أعقبت ذلك، وقد كانت يوميةً تقريباً، على مدى إلمامه بالشعر ( العربي، حتى لا أطلق العبارة فشجرة باسقةٌ مسشتجرة، والعربي فرعٌ فيه)، القديم والمعاصر، وخصوبة موهبته الشعرية، وقدراته التشكيلية والموسيقية التي لا تحتاج ملاحظتها إلى طول تأمُّل. وكان في السادسة عشرة من عمره. ولتقرأوا معي هذا المقطع من قصيدةٍ عاميةٍ له في ذلك الزمان الباكر، وهي في ما أذكر، عن إحدى رفيقاته في ملاعب الطفولة وباكر الصبا، بعد أن شبت ودخلت، أو أُدخلت في الحقيقة، ساحة المحظور على الصبايا من الاختلاط بالصبيان حتى في سنٍ هي من الطفولة على نسبٍ قوي. ولم تعد تعاود ساحة اللعب والطلاقة. فكتب النور معبراً عن حسرته على مصادرة رفقةٍ قمعت في شرخ صباها :

    "منو الكان بفتكر يا ناس فطين بت ستنا المَهَبُوشة تتنكر لود ابْ تِشَّهْ والهُرُّبُ". و"ود اب تشه، والهُرُّب" من صنوف ألعاب الأطفال في قرى الجزيرة في عداد صنوف الشغف باللعب في ذلك العمر. (وأرجو التزام التشكيل والحركة والإدغام في قراءتها فموسيقى شعر النور، شأن موسيقى كل الشعراء الكبار، لا تتحمل المساومة والتهاون في ضبط قراءتهاوأتمنى أن يتحفنا النور بنشر نصها في هذا البوست فقد ظللت أتشوق لها زمانا)). وقد كان في السادسة عشرة من عمره. فتأملوا!!! ولذا فإن ما لاحظه عثمان حامد، أو ربما قلت ما بدا له، من وجوهِ تقارب بين أسلوبي في الكتابة وأسلوب النور، إنما هو من فضل النور على، وهو فضلٌ مديدٌ لا أطمع في الإحاطة بوصفه في هذه العجالة. ثم لفت نظري انشغاله الفكري بكبريات قضايا الوجود الإنساني وأسئلته العصية. ولعل هذا، بل إن هذا على التحقيق، هو ما وقف دون النور ودخول الجبهة الديمقراطية في حنتوب وكلية الفنون، فقد كان اليسار الشيوعي والديمقراطي "الماركسي اللينيني"، على سموق مساهمته التي لا جدال فيها، في ترسيخ فكر الحداثة والعدالة في حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية، فكراً يقف على غلوٍ كبيرٍ من الاعتداد بالنفس والاطمئنان إلى امتلاك ناصية الحقيقة. وهذا تراث لا أعفي نفسي من مغبة التأثر به في مرحلةٍ لاحقةٍ من وجودي في حنتوب، وفي كلية الفنون بعد إفامتي القصيرة ضمن هيئة التدريس فيها. (ولعل النور أن يغفر لي تدقيق معلومةٍ أوردها عن "انضمامي" لهيئة التدريس بالكلية، وليس تصحيحها: فقد جاء بي إلى الكلية الأستاذ الجليل محي الدين الجنيد، مفتش الفنون في ذلك الوقت، (1972)، بعد أن حار في أمر حمايتي من سوط وسيف وعكاز مكتب إدارة شئون المعلمين، "وتأديبهم"، بوزارتنا الموقرة. والبقية معروفة : طردتني إدارة الكلية، أنا وثلاثة من طلابي (هم هاشم محمد صالح وعلاء الدين الجزولي وحامد على أبو القاسم) ـ وثلاثتهم من أميز المبدعين من أصحاب المواهب المتعددة الذين دخلوا الكلية، على إطلاق العبارة ـ بعد عامين، ظللت فيهما أستاذاً هامشياً غير معترفٍ به، لا يملك مكتبا ولا حتى تربيزة، ولا يدعى لحضور اجتماعات الأساتذة الدورية). وليس من مجالٍ للتفصيل في هذا، من فرط بؤس واقع وقتي المجحف الضنين. وقصارى ما يمكنني قوله في هذا الحيز إنني لم أكن يوماً على يقينٍ أو اطمئنانٍ إلى صحة عقائدي الفكرية،و لا أزال أقيم على حافة الشك هذه ومؤاخذة النفس على أي عبارةٍ تقريريةً صَمَدةٍ تصدر مني.
    (وسأعود لأواصل)، فابنتي "نُوَّار"، (وهي مصيبةٌ وقعت على في عقر داري، بعد أن كنت قد حبت أنني فرغت من مشقة معافرة أمور متعددي المواهب العصاة) تحاصرني بإلحاحها في أن أترك لها جهاز الكمبيوتر الذي يستخدمه خمستنا، والذي أحظى فيه بنصيب سلحفاة عجوز بين أربع "أسدات" لا يشق لهن غبار في إدمان الإنتر نيت وبراعة التجول في دروبها المشتجرة الوعرة.

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-11-2004, 11:36 AM)

                  

04-11-2004, 03:30 AM

رقية وراق

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 1110

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    شكري الجزيل للدكتور النور حمد.
    الأستاذ د. عبد الله بولا لك التحية والتقدير .
    أشعر أن مجيئك للمنبر وهذه الحوارات عن هذا القرب ، أشعر أن هذه هدية هبطت من السماء على المنشغلات والمنشغلين بشأن الابداع والفكر من جيلنا . هبوط كهبوط المطر وقت الحاجة ، لا كهبوط الغول المتخيل الذي أمسكت به مقولتك الشهيرة من قرنيه أو من قرون ما أنتجه من ثقافة أعملت في تشريحها مبضعا دقيقا . وان كتابتك هنا لأصدقائك وعنهم تعطي انطباعا محببا للغاية عن هذا الجانب الشخصي في التعامل والتعاطي معهم وقد أسعدني اشراكي كقارئة في ذلك . تفرض علي ظروفي الشخصية وشح الزمن الاعتراف بأن أرجل الرغبة في التواصل بالمنبر ، أطول بكثير من لحاف اليوم القصير ، بيد أني أتمنى ، مع ذلك ، أن تمدها ـ أرجل التواصل ـ أقصى ما تستطيع .

    (عدل بواسطة رقية وراق on 04-11-2004, 09:16 PM)

                  

04-11-2004, 05:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: رقية وراق)

    انا اسف للتاخير بالترحيب بالاستاذ بولا فهو اكبر كسب للبورد فى السنة الاخيرة وشكرا للنور حمد الذى استدرجه الى الميس حيث يستطيع بولا بثقافته الغزيرة اثراء البورد بكل ما هو جميل
    قبل اربعة ايام كنا نتحدث عنه انا والاخوان احمد وحسن محيسي و\كرناه بالخير وثمن حسن محيسي مستواه الرائع فى الكتابة وخاصة ما ورد فى مجلة جهنم .
    ونريده الان اعادتنا الى فترة الثمانينات والى روائعه التى كانت تنشر فى الايام وبقية الصحف السودانية .
    تانى مرحب ومبروك لكم جميعا .
                  

04-11-2004, 06:10 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحبوا معى (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الكلام جاب الكلام والبوست بمهلة شديدة ماشى يكون عامر بمساهمات وكتابات اكثر من مجرد الترحيب
    لفت انتباهى ان هناك روح من المحبة والاعجاب والصداقة بين الاحباء كتير نحنا السودانين بنخجل من ابداء المحبة والاشادة لبعضنا البعض هنا اسعد بحديث التقدير بين بولا والنور واسامة وبولا وفيصل وبولا

    ويا الكيك احمد وحسن محيسى بى معرفتهم وثقافتهم وادبهم الجم لهما مقعد فى هذا المكان
                  

04-11-2004, 08:15 AM

mohamed elshiekh
<amohamed elshiekh
تاريخ التسجيل: 05-12-2003
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معى (Re: mohmmed said ahmed)

    تابعت وبشغف كل ما جاء من مداخلات ومشاركات الاخوة المرحبين
    ويبدو اننا سوف نسعد جدا ونفخر بوجد كنز مثل بولا الذى لم اكن اعرفه سابقا الا من خلال المتناثر القليل .
    شكرا جزيلا د.النور لاهداءك لنا هذا الرجل المهرجان
    وشكرا جزيلا الاخ بكرى على ضمك هذه الجوهرة الى هذا العقد الفريد
    هيا دكتور بولا اختر مكانك وامتعنا بحرفك الندى .

    اقامه طيبه اتمناها لك بيننا





    وهيا تفضل كأس من عصير الموده الصافى ترحابا بمقدكم الجميل .
                  

04-11-2004, 08:37 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معى (Re: mohamed elshiekh)

    الأعزاء
    رقية وراق
    الكيك
    محمد سيد أحمد
    محمد الشيخ

    واضح أنكم جميعا على معرفة بعبد الله بولا، وعلى صلة به، من نوع ما.
    فأنتم، كما بدا من مداخلاتكم، أصحاب فكر، ومهتمون بشؤون الفكر، ومتابعون لمساراته.
    نرجو أن نرى مساهماتٍ متصلةً منكم، في دفع مسارات الحوار والتنوير.

    شكرا لكم جميعا على الترحيب ببولا، ودعونا لا نبرح صومعة الفكر.
                  

04-11-2004, 08:44 AM

gessan
<agessan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 746

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)



    شكراً للبورد..
    شكراً د. النور حمد ..
    شكراً للجميع ..
    وألف مرحب بالتشكيلي د.عبد الله بولا ..

    قيسان
                  

04-11-2004, 09:49 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: gessan)

    اتجول في هذا البوست كل يوم واتنسم فيه روح تلك الايام ، التى لم ندرك جمالها الا بعد ان اخدتنا الغربة، ايام كانت متوهجة رغم عسف الطاغية نميري ، كل ما اقرا هذا البوست يطوف في خاطري الانسان الشفيف الذي كنت وما زلت اظنه اجمل البشر في طباعه واخلاقه الراقية ،شعلة من النشاط والوعي المعرفي في تواضع يجعلك تنحنى له اجلالا ، ومنه سمعت اسم _بولا _ قبل ان اراه وفعلا تعرفت من خلاله عليك يا بولا انه الانسان الباهر هاشم محمد صالح تلميذوصديق الفنان بولا فاي
    الدروب نلتقيك اخي وصديقي ابو البشرى ،ا مازلت تحرق شمعتك من اجل العلم والمعرفة ايها الطموح الجاسر، ليتك تتواصل معنا عبر هذا الوطن الافتراضي وياريت ابو فاطمة يفلح في جرك الينا حتى يكتمل القمر ويحلو السمر ومنكم نستفيد فانتم دائما الغدوة ايها الافذاذ .
                  

04-11-2004, 05:14 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    أرجو المعذرة، فقد وقع خطأٌ في تركيب النص بفعل جهلي بتقنيات استخدام البورد، فضلاً عن بعض أخطاء الطباعة، وقد اضطررت لشطبه لإعادة تصحيحه. بولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-11-2004, 05:53 PM)

                  

04-11-2004, 08:13 PM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الاخ النور حمد
    شكرا لك وللجميع ...و
    فخرا لهذا البورد بانتماء هذا العملاق .
    نتمني وفي القريب العاجل ان يكون بولا المعرفه في الغرب والشرق والجنوب وفي كل بقعه من وطنا كانت قبيل مظلمه من نور المعرفه امثال ضيفنا الكريم بولا.
    ونيابه عن نفسي وغرب البلاد اهدي اجمل ( حمدالله الف علي السلامه).
                  

04-11-2004, 08:18 PM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
huh? (Re: Dr.Elnour Hamad)

    أحاول ان أكون أنيقة في الحديث
    و معبرة
    all i can manage
    هو شهقة إندهاش
    wow
    و
    hi
    زعروتة كان دايرين)
    مرحبا بي دكتور عبد الله بولا
    ما قادرة أرحب بيك في مكانك
                  

04-11-2004, 10:01 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: huh? (Re: Maysoon Nigoumi)

    شكرا محمد أدم
    شكرا ميسون نجومي
    وفي انتظار إطلالة بولا.

    النور حمد
                  

04-11-2004, 11:38 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
                  

04-12-2004, 00:54 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    الأخ قيسان
    أسف، فقد سقط أسمك مني في قائمة الشكر الأخيرة
    أرجو المعذرة، ولك الشكر مرتين.
    النور حمد
                  

04-12-2004, 07:36 AM

Hashim.Elhassan
<aHashim.Elhassan
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    دكتور النور
    لك جزيل الشكر و الإمتنان..وما يكفي عني شيئاً!!
    لا تزال تتحف المنبر باللآلئ من ذاكرة وادب وعلم و ورأي من فكر وثيق ثم لا ترضى و لا نحن..إلا وأهل كل ذلك ممن نكاد لا نلم بهم او بفكرهم ولو لماماً.. بولا ( على شهرته في المدى الثقافي و افاق التحديث) في الصدر منهم و قمر منير…يزينون هذا المنبر..مبارك جهدك و أنور..
    وبعد..
    كما أهلنا لزائر عظيم ك عبد الله بولا…
    نقول في صدق وصداقة:
    مرحبا مرحبا مرحبا
    مرحبا
    مرحبابك
    مرحبا مرحبا مرحبا ..
    مرحبا
    حتى تحسبها لن تنقض..
    أطال الله اقامتك يا دكتور بولا في هذا المنبر حافراً في صخر المعرفة (ترمي ساس الحداثة) وتعقد باللغة النظيمة سقف البناء..
    الأكيد هو أنني سوف اتابع و أقرأ كل ما يجود به بحرك الخضم من درر ما انبغت لنا في الحظوظ التعيسة (التي نتقاسمهابالقسط في جيلي هذا)..و بي جوع!!
    و قد أتفق أو إختلف مع أو فيما أقرأ ( كمثل سيرة فيصل محمد صالح الجابا عاليه)
    و لكنني حتماً لن أختلف مع قول كهذا:
    (و اين هي الثقافة التي تمثل نظاماً مغلقاً؟؟)
    هو من صميم اقوالكم النافذة في نقد الإستلاب و الإغتراب و المركزية المستعليّة و(التقوقعية) وأدب الإستشراق في صدوره و/ أو وروده.
    و هو من قبل وبعد قول في التسامح سديد، و دعوة للتثاقف دالة ، و جدير فقط ب بناء عظيم..
    و هنا لا بد لي من الإشارة إلي ورقة (( في مفهوم الخصوصية و العالمية: تأملات نقدية و إشكالية [أولية])) التي في اوراق ( ندوة : السودان: الثقافة و التنمية---نحو إستراتيجية ثقافية) مركزالدراسات السودانية1999 القاهرة.
    هي كل ما قرأت لكم قبل هذا الخيط .. وبعد، فقدإستلبتني لا تزال ، و ما قدمتموه بها من تواضع حميم و آسر..وفيها جاء قول لك إعتراضي (ما كاد أن يؤدي بي إلى الكفر بالأنسان……………… لولا حرز حصين من الرؤية النقدية ورثته اولا من رفاقي المبدعين البواسل في الحركة النقدية السودانية ( بشقيها الشعبي و [ العالِم] والأفريقية ، و العربية…….) مما اراه يتعين في بعض مداخلاتك اعلاه..فتعلو مقاما ويزدان حال المنبر…ومع أسامة الخواض ارجو لو تنشر علينا مقتل الإنسان الممتاز..
    ولأننا يا دكتور النور من جيل يحب برد الجنة، و سقطا، حباً جما، ولا ترانا إلا نستعرق العمرهرباً من جهنماتنا..و لكن ، ثم قد علمنا يقيناً ،، النعم لا تدوم و أن إخشوشنوا، وتجمروا في المصطلى.. .فهلا أغرت مرة جئتنا بحسن موسى أو جهنمه او الأتنين معاً..
    مرحبا بالمبدعين/ الحفارين/ الهادمين/ و البنائين.
    مرحبا بعبد الله أحمد البشير( بولا)
                  

04-12-2004, 09:25 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Hashim.Elhassan)

    العزيز هاشم الحسن
    شكرا على المساهمة، الطاعمة، المشبعة.
    في كتابتك شيء ينفذ إلى أعماق الروح، فيرفع ذبذبتها.
    لك الشكر، والإمتنان.

    تحدثت مع حسن موسى هاتفيا، قبل أسبوع. وهو في طريقه إلينا (بجهنمه، وجحيمه). لدى حسن مشكلة مع العربي، إذ ظل منذ فترة، مع ماكنتوش، (أعجمي)، ووعد بامتلاك (PC) (فصيح) قريبا.
    لا يصح، بعد اليوم، أن تبقى جهنم، مجرد نشرة يتداولها عدد محدود من الأصدقاء. فقد فتح الله على مهمشي العالم، ومهضومي الحقوق فيه، من المشتغلين بصناعة الكلمة، والمشتغلين بقراءتها، من عامة الناس، بهذه المعجزة التكنولوجية، الكونية، التي نسفت جدار برلين الذي سبق أقامه أهل الثروة، والسلطان، منذ غابر العصور. وتفننوا في (لولوته)، حتى أصبح حائلا كثيفا، بين الفكر، وبين الناس، ومن ثم، بين الوعي، وبين الناس، ثم بين الحياة، وبين الناس، وحتى بين المرء وبين قلبه، وروحه! لقد كدنا ننيأس لولا هذا الفتح التقني المبين. فقد أوشكت الحياة، أن تصبح مجرد حالة موت، غير معلن.

    انتهى عهد (السنسرة) وعهد الرقيب، ياأهل الثروة، وأهل السلطان الزائل، بإذن الله، فأين تذهبون؟!
                  

04-12-2004, 09:26 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Hashim.Elhassan)
                  

04-12-2004, 12:47 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    جئت إلى حنتوب في أعقاب جملةٍ من تجاربَ مريرة. أبدأ منها بما يتصل بالسياق الذي افتتحه النور. كنتُ قد تخرجت لتوي في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية. وغادرتها متنفساً صعداءَ لا يزال بها نثارٌ كثيف من غبارٍ الإجحاف. وكنت في سنتي الأولى بها قد حظيتُ برفقة أستاذي وشيخي وأبي الفنان الشاعر والحكواتي البارع إيراهيم الصلحي، الذي ما لبث أن غادرنا في بعثةٍ لأمريكا. وبغيابه كان علينا أنا وسالم موسى والفاتح عبد الله رجب (وهو، لا شداد، يالنور، رائد ما أسميه ب "حركة الحداثة الطليقة" وما بعدها، إن كان ثمة ما بعدها بحق، في الكلية وفي حركة التشكيل السودانية "العالمة" (وأتركها بين قوسين حتى أجد بديلاً لها. لأن حركة التشكيل، وحركة الإبداع الطليقة العالمة موجودةٌ أجنَتها، بل تجسداتٍ عاليةٍ من صنعتها العالمة نفسها، في ممارساتنا التشكيلية الشعبية، وفي ممارسات غيرنا من الشعوب، منذ عصورٍ سحيقة كما تفضل النور). وكان ذلك زمانٌ بلغت فيه الدوغما الأفندوية الناقلة، حسيرة النظر، عنفوان "مجدها"، وسطوتها واطمئنانها إلى سلامة رؤاها وأحكامها ـ ولا أقول مفاهيمها فهي لم تكن تملك مفاهيمَ أصلاًً، وإنما خواطر وشذرات ومحفوظات لا تداخلها مواجع الشك والسؤال والاستشكال المعرفية لا من رأسها ولا من كراسها). وعندما رجع الصلحي، بعد عامين، وجدني معتزلاً للمؤسسة بصورةٍ شبه كاملة. عندي كرسي، أختو في ضل الضحى وأقعد فيه لما يكمل الضل، فـ "أتطَلّب الله واتكامل اهَلي"(وهذه في ظني لغة أهلي ناس الجزيرة الذين سعدت بمعرفتهم وصحبتهم بفضل النور وسوف أعود لاحقاً لأقف على ما نالني من فضلٍ وإمتاع من مجالستي لنفرٍ من رواتهم ومثقفيهم الشعبيين الأشداء، الذين كان في مطلع بهاء مؤانستهم السخية الشيخ محمد حمد طابت ذكراه العامرة بصنوف الدرر الغوالي). وقد بذل صلحي جهودا جبارةً لإخراجي من صمتي واعتزالي. فكان يأخذني معه في جولاتٍ بسيارته عرفني فيها على عمر خيري، وكان تحت عناية الدكتور بعشر، لما كان يعانيه من حالات اكتئاب، لمنهج الكلية وجوها المحيط فيه نصيب أساسي (ولا أريد أن أقول جوها الثقافي فقد كان بين ذلك الجو وبين الثقافة ما كان بين الذئب ودم بن يعقوب).
    عفواً، وألف مغفرة، إنني أضلُّ و أتعثر في خطوي، على أرض مبحث الحقيقة الزَلِق، ومن أين لي بالصواب، وما يستلزمه من تدقيقٍ وتقليبٍ لوجوه العبارة والفكرة، وأنا محاصرٌ بين وقتي الشحيح وتوقعاتكم ومطبالكم العالية الغالية. وهكذا أقع في جريرةٍٍ من شاكلة ما أسميته قبل قليل ب"العبارة المفرغة من قوامة الشك وحرمة الاستشكال". عفواً فقد كان في الكلية أيضاًً أساتذة أجلاء أقر لهم بفضلٍ كبير هم : أستاذنا الدكتور احمد الزين صغيرون (على الرغم مما أبداه من لا حقاً ضيقٍ بحركة "العصاة" عندما استفحلت واشتد عودها، مع مجيء الدفعة التي كان فيها النور وحسن موسى، وأحمد البشير الماحي [هبَّار]، وآدم الصافي وود مختار ومحمود عمر محمود، ودليل ... إلخ [وقد كان دليل مذهباً قائماً بذاته في مذاهب العصاة]. والدفعة التي تلتها، فشنقلت الريكة، وفيها هاشم محمد صالح، وفتح الرحمن باردوس وعلاء الدين الجزولي، وعمر الأمين [شيطان مكة] والباقر موسى وعبدالله محمد الطيب [أب سفَّه]، وكوثر ابراهيم علي، وأسامة عبد الرحيم، وصالح الأمين، وحامد على أبو القاسم وعوووووك... ديش. وكانت عناصر العصيان والخروج على المؤسسة قد بدأت قبلهم مع قدوم طلائع العصاة الأوائل، من أهل النظر والسؤال والامتناع عن التسليم، وعلى رأسهم خلف الله عبود، هذا الرسام والمغني والمفكر الصادق، الذي أوصيكم بأن تُولوه ما هو أهلٌ له من التكريم ـ إذا كان لي أن أوصي ـ، وبشير عبدالرحيم (زمبة، هلاَّ هلاّ هذا المناضل الزاهد الجليل)، ودار السلام عبدالرحيم وبديعة الحويرص، وعلي الوراق [وهو علمٌ سأعود إليه لا حقاً]. إلا أن عصاة تينك الدفعتين كانوا في عددٍ كثير، وعلى تصميمٍ لا يخشون فيه لومة لائم على قلب الطاولة على رؤوس الأسطوات البيروقراطيين). وكان في هيئة التدريس بالكلية أيضاً الدكتور على الخاتم والرسام والحفار البارع محمد عمر خليل، وإلى حدٍ كبير الخزافَين المجيدَين نجومي ومحمد احمد عبدالله، الذين لولاهم، لما بقيت في الكلية يوماً واحداً. ولعله يجمل بي، من باب العرفان الشخصي لا المفهومي أن اقر بأن أستاذنا بسطاوي بغدادي كان عطوفاً بثلاثتنا [سوى أن عطفه كان عطف أبٍ ومعلمٍ ارستقراطيُّ النزعة كان يعتبر أمرنا من الشيطنة وحماقات الصبا الزائلة مما يستوجب الصبر علينا والحنكة في معالجة شأننا]. وحتى لا يلومني لائمٌ على عدم إيرادي لا سم أستاذنا المصمم الإيضاحي والرسام والمعماري والكاتب البارع، تاجر السر أحمد، فإنني سأسارع إلى القول بأن "تاج" كما كنا نسميه، لم يكن أصلاً في عير ولا في نفير هذه المؤسسة، ولا في سواها من المؤسسات. فقد كان نسيجَ وحده، وكان لزاماً عليَّ أن أذكِّر بأنه أول العصاة. بل لقد كان تاج مؤسسة عصيان قائمة بذاتها. وسيطول هذا الفصل لو أنني توقفتُ عنده بما يستحق. وسأكتفي بالقول بأنه في تقديري، وفي تقدير كثيرين غيري، مَثّل إلى جانب عمر خيري، تياراً تميزَ بأصالة فريدةٍ من جنسها، (بالمعنى العميق، حتى لا أقول "الحقيقي"، للأصالة الذي هو التفرد الإبداعي، لا المعنى الشائع الذي يسميه "الأصالويون" (لا الأصلاء) [وهم "الفنانون" الرسميون لكل الأنظمة السلطوية، والدكتاتورية العسكرية منها بالذات] ب"استلهام التراث". وهو في حقيقته استيلاءٌ إيديولوجي وتغولٌ على التراث من دون تبعاتٍ حقوقية ولا مسئوليةٍ نقدية، يشترط الإستدعاء الأزلي لملامح الأسلاف لبيعها في سوق النخاسة التشكيلي الإثنولوجي الأكزوتيكي، الذي يقع في هامش سوق الفن "العالمية"، ولاستخدامها من دون إذن الأسلاف وورثتهم من الفنانين الشعبيين، أداة فعالةً لقمع وتكفير المبدعين العصاة في كل ضروب المعرفة). أقول بهذا المعنى الآخر للأصالة، إنني أعتقد، ويشاركني في هذا الإعتقاد كثيرون من أرفع مبدعينا قامةً، إن تاج السر أحمد وعمر خيري، من أعلى قمم حركة التشكيل السودانية والعالمية، لو أن أمور الفن مثلها مثل أمور السياسة والاقتصاد، في بلادنا وفي سواها، وبالذات في سواها لم تكن في يد من ليس بأهلٍ لها، ممن يأنسون في أنفسهم الكفاءة والأهلية المفردة المطلقة في تحديد العالمية وال "main stream" وال"masters"، ويقرهم في ذلك نفرٌ من النقاد والمؤرخين وعلماء الاجتماع الثقافي من أبناء بلادنا مثل الدكتور صلاح الجرِّق (اسمه الحالي صلاح حسن)، على سبيل المثال. وقد اتضح لي ذلك بصورةٍ جليَّةٍ في مناقشةٍ طويلة دارت بيني وبينه، في دارنا بباريس، حول مفهوم ال"main stream"؛ ونفرٌ من مبدعي العالم الثالث الأصلاء أحياناً ممن يسعدهم جداً اعتراف "العالم" بهم كما أوضح صديقنا الفيلسوف الكاميروني شديد المراس إيبوسي بولاقا، ومثل الصديق الدكتور حيد ابراهيم الذي استكثر علىَّ حديث الندية إزاء المبدعين، والنقاد، والفلاسفة، وعلماء الجمال والثقافة الأوروبيين، لدى تناولنا النقدي لنصوصهم ومفاهيمهم ومواقفهم، وزعمي بأن حركتنا الثقافية في السبعينيات، لا مست بعض قممها، أكثر مفاهيم تلك الفترة حداثةً في أوروبا وسواها من أنحاء العالم "المتقدم"، وسخر مني أيما سخرية، بينما أقر لنا بذلك أستاذنا العالم الجليل المفكر والأنثروبولوجي والمؤرخ والشاعر الفرنسي الضليع البروفيسور جان لود، الذي كان يقف على خبرة أربعين عاماً من التدريس في السوربون والإشراف على رسائل الدكتوراه لطلابٍ يأتونه من جميع أصقاع العالم، حين قال تلك القولة التي حدثتكم عنها نجاة التي كانت شاهد عيانٍ من الدرجة الأولى (من خشم البروفيسور جان لود لي أضانا). ولب الموضوع كما قالت نجاة، ليس هو إثبات شطارة بولا وحسن موسى، بل هو إنصاف إبداعية ومبدعي شعبٍ بأكمله، نزعم أننا من بين ورثتها الشرعيين. بل إنصاف إبداعية ثُلُثي سكان العالم، الذين هضمت حقوقهم في صياغة العالم الثقافية و(السياسية) والمعرفية والعلمية، نزعة المركزية الأوروبية، ومن قبلها، ومن ورائها، وملء خلاياها، مركزية مؤسسات الاستعمار القديم والحديث. نعم الاستعمار الحديث،(وهذه ليست عبارةً بائرةً بائدةً كما يزعم تكنوقراط "الفلسفة" "الجدد" من إيديولوجيِّي الليبرالية "الجديدة"، بهار نزعة الهيمنة الرأسمالية الراهنة العايرة، الطليقة من كل قيدٍ، والمتسترة خلف قناع الدفاع عن "الحريات") والذي ليست العولمة الرأسمالية الأمريكية (والأوروبية أيضاً بالمناسبة)، سوى طورٍ جديدٍ من أطواره. كان تاج إذاً هو رائد العصيان، إلى أن أصبح العصاة من المساهمين في تأسيس حركة الحداثة الطليقة، فرقةً وقبيلاً ورعيلا، بقيادة حسن موسى والنور وهاشم محمد صالح، وباردوس وعلاء الجزولي وآخرين كثر. درَّسني تاج في السنة الأولى، الرسم والتصميم الإيضاحي. وقد كنت في أيامي الباكرة بالكلية كاميرا متحركة. ومن نماذج ذلك لوحتَي الخراف والطبيعة الصامتة اللتين استشهد بهما النور، وكان ذلك الصنف من المهارة الفوتوغرافية يزعج بعض "اسطوات" الكلية ونفراً كبيراً من طلابها من غير المجودين لهذه لصنعة. والواقع أن أغلبهم كانوا تلاميذ اسطوات ونقَلَةً متواضعين غير مجودين لا للصنعة الكلاسيكة ولا للصنعة الحداثية على كلا مستويي الأداءً العملي و المفهومي. وقد عرضني أدائي الفوتوغرافي، وميلي إلى الفلسفة والكتابة والقراءة، لسخريةٍ شديدة من أولئك التكنوقراط "العمليين"، "ومش بتاعين تنظير" فيما كانوا يزعمون، وأنا يافع غض العود في مطلع العشرين من عمري. لم يكن صلحي من بين هؤلاء (وللإنصاف لم تكن كمالا بينهم. ففي نفس كمالا بساطة وطيبة تمنعانها من الغلو في ذلك. رغم أنني أعتقد الآن أن صنيعها ذاك جاء من موقع تضامنٍ أمومي مع يافعٍ مستوحشٍ معزول. وقد يكون ذلك لؤمٌ مني). ولم يكن سالم موسى من بينهم، على الرغم أنه كان حداثياً بينه وبين إعادة الإنتاج الفوتوغرافية للعام الخارجي ما يعجز الحداد عن صنعه. إلا أن أكثر ما أدهشني كان موقف تاج السر الذي لم أكن أتوقعه بأي قدرٍ كان: ففي إحدى ورش التصميم الإيضاحي طلب منا تاج، نقل لوحة حائطية فرعونية مصورة في أحد كتب التاريخ، على سبيل التدريب الحِرَفي، وعند مروره علينا ليرى ما صنعنا، كنت قد وضعت من قبيل الصدفة النسخة التي أنجزتها وسط الكتاب، وقد كانت بحجم صفحاته. فلما طلب مني أن أريه ما صنعت، فتحت الكتاب وعرضت عليه النسخة. فأبدى استغرابه قائلاً: "طيب ما أنا عارف إنو دا الطلبتو منكم لكن وين عملك؟" وكان يحسب أن الصورة التي عرضتها عليه هي النسخة الأصلية التي كان ينبغي أن أنقل عنها. فأخرجتها من وسط صفحات الكتاب وقلت له "لا يا أستاذ دي النسخة العملتها أنا" (وكنت قد طليتها بعنايةٍ بغشاءٍ شمعي حتى أصبحت نسخة طبق الأصل من الصورة اللامعة التي بالكتاب. فخطف مني تاج النسخة وجرى يتجول بها في حوش الكلية ويريها الناس وهو يقول "دا ولد مجنون". لم أروِ هذا من باب الإعتداد بتلك المهارة التي قد لا تعني الكثير في أفق الإبداع التشكيلي الحداثي، بل هي على التحقيق لا تعني كثيرَ شيءٍ في هذا المقام. وإنما قصدت إلى إيضاح سعة أفق تاج وسماحة منهجه التربوي وعمق رؤيته وحدسه التشكيليين، ودهشتي من أن يكون هو، "عدو" العقلية والرؤية الفوتوغرافيتين عن حق، من دون كل "خلق الله بالكلية"، الذي يستقبل بهذا القدر من الاحتفاء إحدى ترهات النقل الفوتوغرافي من أحد تلاميذه المبتدئين، الذي كان حتى تلك الفترة خالي الوفاض من أي معرفةٍ بالحداثة، وأن يرى في عمله، عبر المظهر الخارجي المباشر، إمكانات أداء تقني ورؤيوي كامنة!! فيا له من معلم!! (هذا يا عزيزي النور أحد أعمدة المنهج التربوي الذي حسبتني متميزاً فيه، وهذا من فضلك وحسن ظنك، فما أكثر الأعمدة والقامات التربوية التي استندت إليها في مساهمتي المتواضعة في تطوير هذا المنهج ليغادر الفطرة السليمة إلى المفهوم). وأرجو أن تسمحوا لي بتخريمة أخرى، وقد أصبح هذا شأني في الحكي كما يقول شبان النقد القصصي المعاصرين. أقول أسمحوا لي بانحراف ليس كبيرٍ عن خيط السرد الرئيسي. فتواتر غُصص الذكريات الموجعة يلاويني ويلحُّ على بالتوقف عند سالم موسى مرةً أخرى. فلَشدما يؤلمني هذا التهميش والنسيان لسالم. فليس من أحدٍ، إلا اقل القليل، يعرف شيئاً عن أعماله الفنية وعن كتاباته النقدية في علم الجمال، وأكبر من ذلك، في "علم" الوجود. كان سالم مثقفاً وفناناً من طراز قلما يتكرر. ولأنني لا أريد الاستسلام الكامل للخروج على خط السرد الأساسي، فسأكتفي من عمق دلالة إجحافنا بحق سالم، ومن جلال وخطر مساهمته في "حركة الحداثة الثقافية السودانية"، بالتذكير بأنه هو القائل "الحقيقة تبدو ولكنها لا تكون". ولا أعرف تلخيصاً أبلغ من هذا لما أسميته في سلسلة مقالاتي التي عقبتُ فيها على شتيمة الصديق الدكتور حيدر ابراهيم علي، لشخصي (وليس "حواره" معي كما يقول الأجاويد). (وهذا ما اغتفرته له في تقديري)، والإساءة التى وجهها إلى مجمل المثقفين والمبدعين والعلماء السودانيين، والزراية بتعميم غليظٍ، بإنتاجهم الجليل الذي أنجزوه في شروط شديدة الإجحاف، والزج بهم في مقارناتٍ لا أصل لها في تقاليد تحريَّ الدقة والإنصاف وأخلاقياته المرعية في مجال البحث الأكاديمي والمعرفي. وهذا ما لا أملك أنا، ولا أي أحد غيري، حق غفرانه ما لم يتراجع عنه حيدر بخطابٍ مبين. (وستكون لي عودةٌ إلى هذا الموضوع إذا اقتضى الأمر مزيداً من تطوير وتوضيح وجهة نظري في هذا الشأن الذي تمت الإشارة إليه جهرةً وتلميحاً في أكثر من موقعٍ في هذا البوست). ومما لفت نظري في مقام دلالات غياب سالم من ذاكرتنا الثقافية، أن أحد أعضاء المنبر الشبان نسب عبارته التي ورد الحديث عنها أعلاه ("الحقيقية تبدو ولكنها لا تكون")، والتي جاء ذكرها في سجالي مع حيدر، إلى حسن موسى وجعلها شعاراً للبروفايل "ديالو"، كما يقول المغاربة (وهي تعني حقّْو). وهذا مذهبٌ بليغٌ في نسيان سالم موسى وغياب الإنشعال به عن ذاكرتنا الحداثية، وتقصيرنا في التعريف به، مع أنه ركنٌ ركين من أقطاب تأسيس الحداثة في بلادنا، في أعمق صورها ومعانيها. وليس هذا خطأ صاحب البروفايل، وإنما هو خطئي أنا قبل أي إنسانٍ آخر، وخطأ أصدقاء سالم وعارفي فضله. وسأعود لسيرة سالم، هذا الواحد المتوحد الكثير في حركة الفكر الحداثي في بلادنا، والمشاء المفرد في دروبها و مسالكها الوعرة المشتَكِلَة (وهذه من عندي وليست في قاموس العربية)، والتزام منطقها الصعب. كنا ثلاثتنا "أصوليين" في عقائدنا الإبداعية التي قادتنا إلى كلية الفنون. وأعني بأصوليين إنه لم تكن تخالطنا نزعةٌ أفندوية في مشروعاتنا الإبداعية. لم نكن نُعنى أو ننشغل بالاستثمار المستقبلي لتحصيلنا المعرفي بالكلية في سبل كسب العيش، وانصرفت مشروعاتنا في جملتها وتفاصيلها إلى سبل كسب المعارف الإبداعية مما جميعو. أدرك صلحي ذلك وقبل بنا ودافع عن مشروعاتنا ما وسعه الدفاع، وإلى جانبه، ومن حوله، ذلك النفر القليل من الأساتذة الذين ذكرتهم آنفاً، في ذلك الزمان الضنين. إلا أنهم تنكبوا هزيمةً منكرة. فقد سبقنا الفاتح إلى مغادرة الكلية كظيماً مطروداً مع نهاية السنة الأولى، وغادرها سالم بتقدير(Upper second class)، مع إنه كان، بإجماع طلاب الكلية، وأساتذتها المتميزين القلائل ممن ذكرت، أعظم رسام ومفكرٍ ومثقفٍ عرفته هذه المؤسسة في تلك الفترة. وعندي إنه ما يزال، وسيظل، من أعظم مثقفينا ومفكرينا إلى أبد الدهر، رغم رحيله في تلك السن الباكرة. (توفى سالم موسى منتحراً، غرقاً في النيل، في عام 1969، فيما تقوله لي ذاكرتي، وهو في الثامنة والعشرين من عمره. وسأعود لمشهد انتحاره التراجيدي لا حقا، إن رغبتم بذلك). وغادرتها أنا بتقديرٍ مماثلٍ لتقدير سالم مع إن مجموع درجاتي كان في الأصل أكبر مجموعٍ في الدفعة بفضل حيدة وإصرار أساتذتي الذين شكرت فضلهم آنفاً! إلا أن الإدارة رأت في منحي الدرجة الأولى إساءة وإضعافا لنظمها ومنهاهجها، فتم التوصل إلى تلك المساومة العجيبة. ولا بد لي من الاعتراف بأن ذلك قد ترك أثره في نفوسنا الغضة في وقته. فقد ودعنا الفاتح، سالم وأنا، وهو يغالب العبرات, وعندما التقيته بعد ذلك بسنوات كان تعبير وجهه يحمل علامات ذهولٍ بينةٍ. فسلم عليَّ وكأنه لا يعرفني أو كأنه يعاظل استرجاع ذكرى ضاعت ملامحها في لجة الغٌصص والمرارات. وفيما يخصني، فإن الشعور بالإجحاف والمرارة الشخصية قد انمحى أثره في حركة خواطري بعد سنواتٍ قليلة من ذلك. سنواتٌ قد أزعم أنني نضجتُ فيها قليلاً بفضل رفاق حنتوب ومن جاءوا بعدهم، ورفقة تجارب وفضاءات معرفية، خرجت منها بحكمةٍ مفادها أنه لو كانت إدارة كلية الفنون قد أنصفتني،وهيهات، مما كان سيترتب عليه أن أكون معيداً بها، وأذهب في بعثةٍ إلى إحدى مؤسسات دول "العالم الأول"(؟؟؟!!!)، فلربما كنت اليوم أحد "الأسطوات التشكيليين البيروقراطيين المرموقين بالكلية وبالمؤسسة الرسمية التشكيلية، وفي مواقع السلطة، خارج الكلية". فيا لبؤس المآل. ( والأسطوات مصطلحٌ نحته حسن موسى في تعريف الجماعة القابضة على إدارة الكلية، أو إدارة أقسامها وحماية مناهجها الموروثة عن الآباء المؤسسين، مستر غرينلو وآخرين. وكانت تلك الجماعة تصف نفسها ب"الأكاديميين"، ويسلم لها الناس بذلك، إلى أن تسلط عليها مقطوع الطاري هذا، الحسن ود آمنة ود موسى ود الخير، فهدانا إلى "صواب" صفتهم الحقيقية أو بعبارةٍ أكثر إنصافاً، صفتهم الغالبة. فهم مثل كل الناس لا يعدمون وجود منطقةٍ للإبداع والصدق في دخيلة نفوسهم دغمستها مؤسسة الاغتراب الاجتماعي الخبيرة بالغواية والإضلال). وقد بلغ مني فراغ القلب من مرارة شرخ الشباب تلك، إنني الآن ربما أكون أقرب إلى العطف عليهم، واجتراح المبررات لهم، وربما خالجني شيء من الأسف على ما طال بعضهم من خدوشٍ أليمةٍ من ألسنتنا الحداد، وقد كان أشدها حدةً نَصل حسن موسى الصقيل. إلا أنهم، من فرط استهانتهم بشأن الطلاب والشبان، نسبوا ذلك إليَّ أنا، وزعموا إنني أحركهم "من وراء الستار". وأزعم، ولعله يخيل إلىِّ من باب خداع النفس الأمارة، أن ما تبقى منها في تجربتي هو جانبها الموضوعي، الذي تجاوز مرارتي الشخصية إلى نقد وتفكيك الأسس البنيوية لمطلق المؤسسة التعليمية في بلادنا، بل وفي بلاد العالم الأخرى، (والواقع أن في بلاد العالم الأخرى، ومنها فرنسا التي نثر بعض الإخوة من أعضاء المنبر المتابعين لهذا البوست، ولبوست النور في الترحيب بنجاة، الكثير من الورود في امتداح تراثها وحاضرها الثقافيين. وأعتقد أنهم سيكونون على صواب لو أن قصدهم يتجه إلى فرنسا المقاومة لمشروع اليمين الليبرالي الجديد/القديم، ولمشروع اليمين العنصري المتطرف الماحق. أما فرنسا الرسمية التي تجِدُّ في السعي إلى فرض المشروع الليبرالي المتشدد، ففيها من صور اغتراب المؤسسة التعليمية ما لا يخطر لكم على بال. ومن عظيم الدلالة إن هذا الإغتراب قد بلغ أقصى مداه حين أوكل أمر رعاية مؤسسته الرئيسية، وزارة التربية، إلى الفيلسوف المزعوم، اليميني "المستقل"، لوك فيري، (وهو في الواقع تكنوقراطي متخصص في الفلسفة، أي إيديولوجي محترف، ممن أطلق عليهم في النصف الأول من السبعينيات في فرنسا اسم "الفلاسفة الجدد"! إلى أن جاءهم مقطوعو الطاري المناهضون للعولمة الرأسمالية الليبرالية الجديدة ليردوهم إلى صفتهم الحقيقية فيسمونهم ب "الرجعيين الجدد") إلى أن أجبرت نتائج الانتخابات الإقليمية الأخيرة(28 مارس 2004)، اليمين الانتهازي الشيراكي، لا الديجولي كما يزعم إيديولوجيُّوه الناطقون باسمه، على تغييره. وأنا أشارك الآن في نقد المؤسسة التعليمية في فرنسا نفسها، وإن كره المستنكرون والمستكثرون علينا الشعور بالندية، والصدور من مواقعها المتقدمة في عقر دار أوروبا "السيدة". وهو اغترابٌ عانت منه بنياتي الثلاث، بتكوينهن العقلي الذي ينفر من التلقين والمسلمات ومن تعالي غالبية المعلمات والمعلمين، والنزعة اليقينية المغلقة التي يصدرون عنها، وعلى وجه الخصوص صغيرتهن نوَّار، الشقية العاصية، متعددة المواهب و المِحجاجة التي لا تُقهر. كما عانى منه أطفالٌ موهوبون آخر ون، من أسرٍ فقيرة اخترنا، نجاة وشخصي، أن نساهم في الدفاع عن حقوقهم من مواقعنا كممثلين لمنظمات وجمعيات الآباء، في مجالس المدارس، ومن على منابرهم النقدية المستقلة.
    هذا وأشكر لكم صبركم على ثرثرتي هذه وسأعود لأكمل الحديث عن مشهد النور الحنتوبي وصلته بالمنهج التربوي والتعليمي، وبطلائع الهدهد ونسبها مع أبادماك، وطلائع النخيل، وطلائع القندول وإشعاعاتها خارج هذه الأطر اليسارية واليساروية المُعتمدة. (وأنا ياجماعة الخير يساري في خصوص السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة، لا في خصوص القضايا والمسائل الفكرية المتصلة بتراجيديا الوجود الإنساني على إطلاقه، وفي تجلياته، وتقلباته، ومصادفاته التاريخية المشتَكِلة العصية على التصنيف البسيط والتبسيطي). وسوف أختصر إن شعرتم بأنني أحدثكم في ما لا يعنيكم ولا يدخل في باب فضولكم من حكاوي الزمن السالف. وتأكدوا من أنني لم أهمل أمر شكركم والتعليق على ترحيبكم الكريم الذي لا أستحقه، واحداً واحداً وواحدةً واحدة. (وللتقديم والتأخير المتعلق ب"الجندر" في كتاباتي صلةٌ بموسيقى النص، كما أتذوقها أنا لا كقانون شامل. ولا أستسيغ إضافات أدوات التأنيث الملحقة التي أصبحت عرفاً مرعياً عند نشطاء حقوق الإنسان وحقوق المرأة على وجه الخصوص، (من قبيل "واحداً/اتٍ"، على سبيل المثال. أقول لا أستسيغها من دون أن أدعو إلى الإقلاع عنها). وهي تبدو لي تعسفاً وتعدياً على موسيقي اللغة العربية الخاصة: ونحوها وصرفها. وأعتقد أنه تقليدٌ أوروبي [فرنسي بالذات] تمت استعارته، في تصوري، من دون نظرٍ مكينٍ في اختلاف طبائع اللغات. وفيه تأكيد للإلحاق "الجندري" أكثر من نفيه. (أقول "تبدو لي"، ولا أرى أن اعتقادي ينبغي أن يعتبر صحيحاً بالضرورة). وأفضل كتابة الكلمة/الصفة إلخ، اللاحقة بالمؤنث كاملةً ومنفصلةً مثل ما فعلتُ هنا. ولعلني أستطيع أن أدعي أن واقع ووقائع تربيتي، وزادي وحصيلتي من رفقة وصداقة، ومحبة، النساء المبدعات البواسل، والبنيات المبدعات البواسل، لا تترك لي مجالاً للتقديم والتأخير في بنيات ومفاصل النص المتصلة ب"الجندر" بدواعٍ غير دواعي الموسيقي والإيقاع اللغويين. واكرر وفق ذوقي الخاص. فإذا استدعى ذلك تقديم صيغة المؤنث فعلته من غير هاجس، ولو في خواطر اللاوعي الدفينة. وهذا هو الزعم الوحيد الذي أخوض فيه من غير أي شكٍ وتردد). وكيف لي أن أنسى أو أهمل الرد على هذا الترحيب الذي يعلو كثيراً على قامتي، وحجم مساهمتي، وقد بلغ من سعته وعمقه أن بكري (وأكتبها حافةً هكذا دون لقب، هذه المرة، لأنني لا أجد صفةً تحيط بهذا القدر من احتفاء صاحب هذا المنبر العالي، أفضل من اسمه المجرد، وإلى أن أجد عبارةً تصل إلى علو امتناني أرجو من بكري قبول عجزي وتفهمه) وَضَعَ شعار الترحيب بي في الصفحة الأولى للمنبر، وهذا ما لم يكن بمستطاعي مجرد تصوره ولم يخطر لي على بالٍ قط، فيا لها من ورطةٍ، تُجبرني على لبس "شعراً ما عندي ليه راس). إلا تشوف لي باروكة متقنة ومتينة، يا بكري.
    وسأفرد للهدية العزيزة التي تكرمت بها علي، أعني أغنية الصديق العزيز الراحل المقيم الفنان الفذ، أحمد ربشة، فقرةً خاصة في الأيام المقبلة. ولعلك لم تكن تتصور إلى اي أحدٍ أنا معجبٌ به، ومن أحب أغنياته إلى نفسي "شاقي روحك ليه".
    بــولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-12-2004, 02:31 PM)

                  

04-12-2004, 02:06 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    أستاذي عبدالله
    رجاء تزودني بأرقام هواتفك
    [email protected]
                  

04-12-2004, 02:59 PM

mustadam
<amustadam
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 292

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عرفت فأحببت بشرى الفاضل وآخرين ممن درسوا على يد بولا فإزدادت معرفتي بقصوري وفقر مداركي , فكان ذلك بداية طريق طويل ما زلنا نسلك دروبه الوعرة. ثم جاء هاشم (بولا) وزمرة التشكيليين ومن تبعهم من
    " الغاوين" بعد ذلك بقليل,فتشعبت الطريق وأزداد الطلب وتفرعت المسالك والدروب. وفي كل ذلك كان بولا حاضرا بهدوء كامل و نظر ثاقب وصبر زاهد وشدّة لاتنى في وجه الظلم والجهالة التى تسعى بقدمين وربطة عنق أنيقة, أو عبارات صارمة موغلة في الغلو, تحدد ما يصح وما لايجب ! ثم استبدلت ربطة العنق بعمامة تخفي فراغ العقل ولحية معطرة مشذبة تخفى لغو الكلام وخبيثه .( و هى ليست لحى أبّان خراتي ) بأية حالة.
    ومن بين من مرّ على فضاء السبعينات من القرن المنصرم , جل هؤلاء الذين مرّوا عبر هذا اللقاء السايبري الأول مع عبدالله بولا . تمعنت كثيرا في من ورد هذا المنهل , وأصابني فرح عظيم, كأننا "نرتكب" حافلة تذهب بنا إلى شارع 59 العمارات لمتابعة البروفات النهائية لأعمال الدبلوما , او نحتفل بنجاح باهر, خارج إطار الرسميات والدرجات العلمية, بأعمال باهرة فى معارض الدبلوم لكلية الفنون الجميلة " الجميلة" . لقد ساهمت , وما تزال , رغم كل الإهانات التى غمرتنا , وما تزال , في تجذير وعي ينظر ببصيرة مختلفة( أو كما يسميها , إشكالية) لكل ما يشين إنسان السودان. لآيرى فى اختلاف السحن و الأعراق إلآّ ثراء وغنى ولا يرى ما يراه آخرون ممّن استسقوا السماء لتتنزّل عليهم حق يرونه مقدس فى السلطة والسيادة والسطوة المستبدة .
    هذا بعض قليل ممّا تعلمناه من بولا فليغفر لنا ما بدا منّا من انقطاع و ليس جفاء يقرب من نكران الجميل الذى طوّق به أعناق جيلنا بدلا من الحبال التى حاول البعض, وما زالوا, شنقنا بها.
    هل نطمح في أن نرى الفنان الباهر المبدع حسن موسى بيننا أيضا حتى يكتمل العقد.
    لا أفوّت مطلقا فرصة حضوري فى حضرة د. النور ولا أسجي التحيات النضرات الطيبات له وللأستاذة أسماء .
    ويا بولا العين الحمرا مع نوار لاتجدي منذ أن كانت طفلة ذكرها بالله عليك بأغنيتها المفضلة( جلالوبي) والتحيات لعزة الرزينة وفاطمة السمحة و امهم الهميمة!

    مصطفى آدم

    (عدل بواسطة mustadam on 04-12-2004, 03:10 PM)
    (عدل بواسطة mustadam on 04-12-2004, 03:13 PM)

                  

04-12-2004, 04:58 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: mustadam)

    شكرا مصطفى آدم على المشاركة الحارة
    تحيات لأسماء وصلت.
    النور
                  

04-13-2004, 08:57 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    البوست دا مش قالو فوق يا د/النور وصراحة انا اتحاشى ذكر اسمك لاني اتحاشى نطق اسمك حاف بلا دكتور ولا ادري من اين لي بهذه الحساسية ضد كلمة دكتور وغيرها من الالقاب و رغم قناعتى بانك اكثر من دكتور بدليل كل البوستات التى قدمتها ومدىنجاحها التلقائي .
    ابوعزة /مصطفى ادم تحيةوسلام وصراحة فقدتك في هذا البوست المليان ، وطبعا مفروض اشكرك على الكتاب القيم الرسلتو بس خليها في بوست منفصل وانشاالله اعمل ليه تلخيص وعسى ان يفك عقدة البورد فيما يخص مسألة فهم لنوع الاجتماعي _الجندر- وسلام للناس الحلوين .
                  

04-13-2004, 08:57 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي بولا
    تحياتي الحارة وكم انا سعيد بهذا الترحيب الضافي من شباب اليوم بك وبقلمك . وكما ترى فهم تصلهم الاشياء بالخلخلة ولهم آذان تسمع رنة فكرة في الدماغ. هذا مما لا يجعل أحد يقلق على شىء طالما أنه موثق لذا فإنني اطمع في رؤية أو سماع ما لم يوثق له خصوصاً سيرة النساء الكبيرات الماهلات اللائي كون شخصيتك بهذا القدر من الحقانية والإنصاف ورؤية الجانب الإنساني في كل شيء.وأخص بالتحديدالراحلتين فاطمة بت حبيب الله والدتك وحوض العاشم هذه المرأة الرواية المؤجلة التي ان كتبت انا صداها في نفسي مما رويته لي لقدمت عملا على غباش رؤيتي للمرأة العملاقة سيكون ذا بال . هل اقول لك أكتب شعرك الذي ضننت به على الشعر نفسه أم حسك الفكاهي أم فكرك الفلسفي أم ماذا يا بولا . وهب أن الظرف الراهن يقعد بك ولا زلت تتنكب طريق لقمة العيش لعوائل ممتدة ما أنزل الله بها من سلطان فهل نغفر لانفسنا هذا . أقله يا بولا ان تكون لأمثالك سكرتاريا لا تكلفك إلا النطق تسجل ما تقول وتحرره وتعيده هارد إليك كما كان يفعل سكرتيرو سارتر وكما كان يفعل كاتب طه حسين . لهفي على المعري . نحن تلزمنا مؤسسات لأمثالكم تعمل على توثيق الخواطر والرسائل والهمهمات حتى لمبدعها قبل أن يجف مدادها ثم تنقلها بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية في آن . الأستاذ شوقي بدري ذاكرة ضخمة ايضاً في هذا المنبر وهو ايضاً يحتاج لسكرتارياوفي الحق فالكثيرون هنا مبدعون كل في مجاله ولو سار حتى أصغر فرد في هذا المنبر هل هو هشام هلالى؟ في ما ينفع الناس لأصبح هذا المنبر أسطورة كونية كالانترنيت نفسها ذلك لأن للسودانيين خاصية يدركونها هم كفاحاً لكن علمياً لم يدركوا كنهها بعد. انظر للبوست الرائع عن الشيكات المختلفة في الإنترنيت واسهامات أمثال أبكر آدم إسماعيل وعجب الفيا وردود غبداللطيف وسماحة الموصلي وسعة صدره وإبداعيته وتفتح ذهن ميسون وتنوع مساهمات عادل عبدالعاطي وحدبه على الإنصاف إلا في أمثال البوستات التي يكتبها بفعل الحنق كبوسته عن الأستاذ التجاني الطيب. واعذروني فهذه مجرد نماذج وأتوق لما يفيدنا جميعاً وأعني للتسامح والدقة والحقانية ورؤية الاشياء بناظري القادم للساحة السودانية بعد قرن من الآن على الأقل. فالأجيال المتعاقبة لاتضيف فقط بل في كل حين تدرك معنى التعقيد والدقة ومعنى قيمة التسامح وفي هذا فنموذجنا ما جرى باوروبا.
    الاستاذ النور تحياتي للأستاذة الرصينة أسماء وعذراً فقد فاتني الترحيب بها .
    الاستاذ مصطفى آدم لك كل الشكر وقد أفدت منك و
    كثيراً.
                  

04-13-2004, 12:04 PM

الحسن بكري

تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Bushra Elfadil)

    أرحب متأخراً نوعاً ما بأستاذنا عبد الله بولا لأسباب "تقنية".

    والشكر لأستاذنا النور.

    أعتقد أن بولا واحد من كتاب ومفكرين سودانيين قلائل أحدثوا نقلة نوعية في علاقة جيلنا بالثقافة والقراءة على نحو عام. بينما كنا فرحين جداً بالمفردات التشكيلية التي أتى بها فنانو "الخرطوم"، ظانين أنها تعلي من شأن ثقافتنا وتكرس لقيمها الجمالية، طلع علينا بولا وحسن موسى (الخ) بخطاب نقدي جديد، لم يطح فقط بمقولات "مدرسة الخرطوم" ولكنه أطاح بشكل منهجي بمقولات كثيرة تخص تفسيرنا لثقافتنا السودانية ولوطننا السودان. كان ظهور ذلك الخطاب انقلاباً شاملاً يخص في رأيي السياسة والفن، الكتابة والقراءة، في وقت واحد.

    لم ألتق ببولا إلا مرة أو مرتين لكن لكتاباته فضل عظيم على جيلنا، الذي هو نفسه جيل أبان خراتي (دون أن أحمل خرتاية). أتصور أن "مصرع الإنسان الممتاز" قد خطا بالحوار اليساري الذي كان سائداً وقتها في اتجاه جديد. فهو قد نفى احتكارية وامتيازية المعرفة (التشكيلية) لطبقات بعينها وفي الوقت نفسه قلل من شأن قيمة الموضوع الأدبي للعمل التشكيلي فذهب بذلك في اتجاه مخالف لنداءات اليسار الماركسي التقليدي.

    كثير جدا يمكن قوله عن بولا: لغته الفاتنة، صرامة منهجه، وجسارته الفكرية الهائلة.

    مرحب أستاذنا

    (عدل بواسطة الحسن بكري on 04-13-2004, 12:08 PM)

                  

04-13-2004, 08:09 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    الأستاذ الفاضل عبدالله بولا ود. النور..
    من الأشياء التي ندمت عليها أيام الغياب.. هو عدم التواجد لحظة مقدم شخص أقدره وأحترمه كزميل لوالدي عبدالحميد العباسي رحمه الله.. شخص عاش في نفس المكان العزيز وشربنا من ماء واحد وعبرنا طريقا واحدا وركبنا نفس الرفاص، وكان أحبابنا مشتركين.. و..
    وكانت جنتنا هي "حنتوب"..

    مرحبا أستاذ بولا.. وألف شكر يا د. النور..
    وبالمناسبة ما هي سنة تخرجك من حنتوب.. فقد اتاها والدي عام 71..
    ولكما الحب..
                  

04-13-2004, 11:03 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)



    أعزائي،
    أسمحوا لي أن أوقف، إلى حين، سرد السيرة الحنتوبية والأبادماكية التي اشترعها وأبدع فيها النور، لأنتقل إلى الرد على كلمات الترحيب التي طوقتم بها عنقي البائس مما لا أظن إنني أهل له، ولأرد عليكم بعض فضلكم، ثم أعود إلى خط وموضوع السرد الرئيسيين اللذين آمل أن يكونا مفتتحاً مناسباً لحوارٍ معكم أتمنى أن يسعفني الوقت بإيفائه ما يستحق من جلال توقعاتكم.

    شكراً للأستاذة سارة منصور ومرحب بيك انتي برضو. وأرجو أن تسمحوا من البداية بتعريجة خلاف هو في الواقع مع جيلنا، عبر اتخاذ سارة (في البوست ديالها) مقطعاً شهيراً لقصيدةٍ من أكتوبريات شاعره الفذ الصديق محمد المكي ابراهيم. فأنا أعتقد أن هناك غيرنا ممن أعطوا ويعطون وسيعطون لهذا الشعب "معنى أن يعيش وينتصر". وفي ظني أن في قول مكي هذا نبرةٌ من اعتداد جيلنا الذي كان، في "غرارة" الشباب، مسرفاً في الإعتداد بنفسه. فقد كنا نعتقد بأننا بالفعل "جيل العطاء" في تقديرنا عبر تعبير مكي في ذلك الزمان، و"جيل المصيبة المعلقة بالسبيبة" في تعبير الصديق الكاتب، الشاعر الفذ الآخر، عبد الله على ابراهيم (في مقالاته الشهيرة البديعة في مناقب الدكتور التجاني الماحي). وقد نظرنا إلى الأجيال التي سبقتنا بشيءٍ من الصلف وتقليل الشأن. فيما عدا قلَّة منهم اعتبرناهم رموزنا القائدة وطلائع ميلادنا. وقد أوصل الصديق الدكتور حيدر إبراهيم هذه الاستهانة والتسليب لأجيال المثقفين السودانيين (وهم غير المتعلمين)، وصل حد خلطهم بنابل المتعلمين والتكنوقراط وحابلهم (مع أنني دعوته إلى التمييز حتى في أمر المتعلمين والتكنوقراط أنفسهم)، في تعميمٍ بلغ من الغلظة بحيث لم ينج من تسليبه أي واحدٍ من المثقفين في واقع تركيب العبارة والفكرة. وأنا لا أعنى بالنوايا في قراءة النص وتفكيكه. وقد أبدت بعض طلائع الأجيال التي أتت بعدنا منحىً مماثلاً حين سمونا جيل الستينيات، ونحن لا نزال أحياء نرزق من ثمرات حقول الإبداع المختلفة. وعلى كل حال فقد راجع عبد الله ومكي أمر اعتدادنا المفر هذا مراجعةً مظفرة. فشكراً لهما على هذا الصنيع الجميل.
    شكراً وألف مرحب بيك من جانبي أيضاً يا أخ elsharief، ودعني أغني معك للأطفال النازفة ضلوعا. ونزيف ونشاف ضلوع الأطفال، أينما كانوا، هو عار "الإنسانية" الأول، وهو في الحقيقة، كما تعلم، عار الرأسمالية الليبرالية "العايرة" كما سبق لي أن قلت مراراً، وعار أنظمة الاستغلال التاريخية السابقة لها، والأنظمة الحالية التابعة لها من كل صنف وبمختلف الحيل، ومنها "نظامنا" (نبرى منه) الذي طالما تنطع بدعوى محاربة سيدة الرأسمالية الأولى ووعدها بالويل والثبور وعظائم الأمور، في ذات الوقت الذي كان يبحث فيه عن مختلف السبل والوسائل لنيل رضاها. إلى أن كشَّرت لهم عن نابٍ لا يرضى بغير الإنبطاح، فانبطحوا بطحة عدوك :
    عار الدكاكين الارائك والمقاهي والفرندات المضاءة
    ومجالس الفَحش الذليل وجثة الأنثى وأسعار البذاءة.
    والشعر للصديق ود المكي لكنني أعطيتُ نفسي الحق للتدخل فيه ليناسب المقام (والفحش الذي أعنيه هنا هو الفحش السياسي الذي يصل الغلو حد تجويع الأطفال ونزيف ضلوعهم ونشافها). وهذا العار في حالة الرأسمالية العايرة ليس عارها الأول فقط بل الأصلي النابع من تركيب خلايا بنيتها، وجبِلَّتها الأصلية.
    وقولي لمحمد المكي قال ليك عبدالله بولا اشتكيني لو بتقدر للمنظمة العالمية للملكية الفكرية. وأعتقد أنه سيتحول في المحكمة إلى شاهد ملك ليبرئني، من فرط ما عرفت فيه من سماحة النفس. فقد تجاسرت عليه من قبل بنقدٍ "سنين الحد"، وقبله مني بصدر أوسع من البحر. وأتمنى أن أجد الوقت لأحدثكم عن تلك التجربة الهامة في حياتي وحياة مكي (كما يسميه أصدقاؤه).
    "هلا بِيك" بالمثل يا فرح. وأنا من أهل الصمت والنزهات القصيرة. وليس ما أسميه ب"النزهات القصيرة" هنا، سوى لقاءاتي بالأحباب والأصدقاء، في زياراتي الخاطفة النادرة لهم في الأصقاع التي تفرقوا فيها. وهي زياراتٌ تتم في أغلب الأحيان بالتلفون، وفي بعضها القليل بالإيميل الذي لا تزال سيكولوجيتي تحمل بعض عقابيل ظنوني القديمة من أنه ضربٌ من ضروب الأسحار، على الرغم من أنني أتقن صنعته الآن، وتتم في أحيان قليل بالمشاهدة الفعلية، حين يكون في الجيب قريشاتاً يجيبن تذكرة. وهذه الأخيرة تدخل الآن حيز الاستحالة. وفي ما عدا ذلك فليس في حياتي هنا من نزهةٍ سوى، الكتاب والبورد والعود، وبنياتي بالطبع وأمهن نجاة بنت امحُمَّد الباسلةُ الصامدةُ الصَمَدة.

    "معقولة هادي"؟!!! خلف الله عبود حِتَّه واحده؟!!! وعبارة التعبير عن الدهشة في مطلع هذا "الرد"، ليبية في الأصل. إلا إنني آخذها هنا من صديقي "علاوي أبو البلاوي"، (واللام في علاوي مشدَّدة لكن أبت لي في الطباعة)، كما كان يسميه أطفال العمارة والحي، وصادق عليها والداه الصديقان مريم محمد الطيب وعبداللطيف على الفكي. (أها عاد الصديقان دي يعملوا فيها كيف مع قضية "الجندر والجندريات"؟ طيب ياستاتي واسيادي (ودي برضو فيها مطب)، بدل العصلجة والمشاكل، نقول الصديقة مريم محمد الطيب والصديق عبد اللطيف على الفكي. كان علاوي في حوالي العامين من عمره حين زرناهما لأول مرةٍ، (نجاة وأنا وبنياتنا) في دارهما، العامرة في طرابلس. عامرة بهما وببنياتهما، وبجناب السيد على عبد اللطيف. سوى أنها لم تكن عامرة من أي ناحيةٍ أخرى، من نحو الأثاث والسعة والبهارج إلخ...، كسائر شققنا البائسة في ليبيا. كم كنا سعداء بتلك الزيارة. وقد كان أكثر ما فيها مدعاةً للانبساط والفرح، علاوي بفصاحتو، وتِقِعِّدو (ودي بربراويه إن شاء الله تقدروا عليها, ومنها يشتقون الصفة متقّعِّد)، ولماضتو أحياناً (مع مريم وأخواته بالذات). وكان قد تعود على أن يلقُط التعابير الليبيه الطريفة من الشارع والسوق، وربما من مسلسلات التلفزيون. وكانت "معقوله هادي" من أطرف طرائفه حين ينطق بها في لهجةٍ ليبية متقنة وبموسيقى معتقة.
    معقولة هادي؟! خلف الله عبود بلحمه ودمه، آه يا لي من طماع، أقصد خلف الله عبود ذاتو في دائرة الاتصال الإلكترونية، نصف المشاهدة الحقيقي؟ والتي تطورت إلى ثلاثة أرباع المشاهدة مع الكاميرا الإلكترونية؟ خلف الله عبود نفسه هو الذي يسبغ عليَّ كل هذه الصفات : "الصديق القديم (دي ما فيها شك)، والفنان الشامل ، والمجدد والثائر فى هدوء، عبد الله بولا....... كان أستاذاً منحازا لطالب العلم المستضعف أمام أصنام المعرفة التقليدية ...لم يكن يهمه شىء أو يشغله شىء عن البحث والبحث والبحث عن الحق والحقيقة ...".
    أما "الصديق القديم"، فنعم يا عزيزي عبود. وكم أسعدتني صداقتك، وعلمتني، وأصلحت ما اعوج من أمري. أما بقية هذه الصفات السامقة فهي لك أنتَ حلال باردة عليك. وليس لي فيها إلا نصيب من اجتهد فأخطأ مُراده من نَيْلها. يا حليلك يا عبود. ويا حليل مرقتنا وونستنا أنت وقُرَني وشخصي، من مكتب النشر ساعة الفطور لنتناول الفول، وتحدثانني أنت وقرني في المسائل العرفانية بإتقانٍ وسلاسةٍ وسهولةٍ وفكاهةٍ، حديثاً يخلو خلواً حاسماً من مناهج الوعظ المضجرة. وين قرني ياخي؟ (وهو، للذين لا يعرفونه، الأستاذ إبراهيم قرني، جمهوري دقيق الفكر، واسع الأفق، كريم الخاطر، حاضر النكتة، سلس الدعابة، وتشكيلي). ياحليلك يا خلف الله، ولو لا أن المشهد ومفاجأة حضورك، قد ألجماني كما ترى. سلم لي على أحمد الشريف عبود وسأعود إليك وإليه. بولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-13-2004, 11:13 PM)

                  

04-13-2004, 11:09 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    الاستاذ عبد الله بولا


    ونحن من فصيل "المجنقرين" مثل رجاء...


    هل تذكرنى يا استاذ يا عظيم

    كم كنتم تثيرون دهشتى ...وحسن موسى وشداد..

    مازلت لتواصل مع حسن موسى خلال جهنم..واتابع خلالها بعض مساهماتك الثرة


    لك الترحاب والرحابة واتساع المدى ...


    والياسمين وللحاقدين الرماد
    يا عملات اسامة الخاتم
                  

04-14-2004, 03:38 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    اسمح لي صديقي بولا ان اقف موقفا وسطا بين ما تراه انت ويراه دكتور حيدر

    بخصوص مسالة المشافهة

    لم اقرا السجال او الحوار الذي دار بينكما

    لكنني انطلق من حواري معك الذي ذكرته في مقال بعنوان "مشهد النسيان" ونشر في

    كتابي النقدي اليتيم "خطاب المشاء" كرد على مقدمتك لكتاب صلاح الزين

    الاول

    فانت ما زلت مصرا على ما اسميته انا"مديح العصامية"

    واعتقد ان في هذا تغييب للمكانة الهامشية التي يعطيها المجتمع

    السودان للمبدع وخاصة الكتاب

    اما عن دكتور حيدر في موقفه من المشافهة فهو وبتجربة معظم المبدعين

    مع الدكتور لا يعبر عن كل الحقيقة

    فهو يتهم معظم المثقفين ا لسودانيين بالمشافهة

    وهذا ليس صحيحا

    وردي عليه كان ان ننشر اولا للكتاب منهم

    وهذا ما لم يفعله دكتور حيدر

    وقد تحول المركز الى "دكان"

    اذا لم تكن لديك فلوس فهو لن ينشر لك

    ثم بعد كل هذا يصم المثقفين السودانيين بالمشافهةّّّ!!!!!

    المسالة اعمق من ذلك

    فلا العصامية هي مثالنا الاوحد لازدهار الابداع

    ولا تسليع النشر هو الحل لمسالة المشافهة او بالاحرى قلة ما ينشره

    الكاتب السوداني

    واعتقد ان بولا -للاسف- لم يخرج عن ذلك -اي قلة ما نشره_

    رغم ان ذلك تم لاسباب خارجة عن ارادته تتعلق بمشهد النسيان الذي

    يميز العلاقة التاريخية المستبطنة بين المجتمع السوداني والكتابة

    بالتحديد

    لو كانت تلك العلاقة بين الكتابة والمجتمع السوداني علاقة حميمة لكان لدى

    بولا الان مجلدات لاعماله الكاملة وايضا للكثير من الكتاب السودانيين

    لماذا كاتب مثل منصور خالد غزير الانتاج؟

    لانه يملك الوقت وامكانية النشر

    ونتيجة لما كان يطلق عليه- والى الان رغم بعض التحسن النسبي- مشكل

    النشر , كان معظم او كل الذين يوكل اليهم امر النشر بامكانياته

    الشحيحة يبداون اولا بنشر اعمالهم ثم بعد ذلك اعمال محاسيبهم من

    الكتاب والكتبة على حد سواء

    "مديح العصامية" وحده لن يغير من هذه الحقيقة التاريخية المرة

    واعتقد ان المسالة في مكان اخر خارج مديح العصامية والاتهامات

    الجزافية بالمشافهة

    مع احترامي

    المشاء "اب خرتايتن ماكنة"

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 04-14-2004, 03:50 AM)
    (عدل بواسطة osama elkhawad on 04-14-2004, 03:55 AM)

                  

04-14-2004, 04:08 AM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    العزيز بولا
    ودكتور النور
    قطعا دخول بولا المنبر يستحق الاحتفال والفرح
    سعيده بانضمامه لنا فى دارنا
    اتمنى ان اسمع كل الحكى الجميل عن ايام حنتوب


    تحيات خاصه لحسن موسى
                  

04-14-2004, 06:47 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Rawia)

    عشة بنت فاطمة: شكرا مرة أخرى.

    بشرى الفاضل: بلغت تحيتك وترحابك لأسماء، إذ أن الكمبيوتر لدبها عطلان. وهي تشرك على ذلك، كثير الشكر، وتبلغك تحاياها.

    المبدع الحسن البكري: نوَّر البوست بدخولك. أسعدني أن سبق لك الإجتماع بعبدالله بولا.
    وهزني تعبيرك عن العرفان تجاه من سبقكم من الأجيال. فتعميق حالة الإحساس العميق، والأصيل، بالعرفان، بما يبلغ درجة شعور المرء، شعورا يقينيا، بأنه مدين لمن سبقوه، يمثل حالة، من حالات الصحة، التي أرجو أن تنتظم علاقات أجيال السودانيين، والسودانيات، المختلفة. أذكر أن الأستاذ محمود محمد طه، قد طلب من الجمهوريين، ان يكتبوا عن التجاني يوسف بشير، ومعاوية محمد نور، ووصَفَ التجاني، ومعاوية، للجمهوريين، بأنهم، (سلفنا الصالح). فالتجارب إنما تنبت جذورها في تربة إبداعات السابقين. والعقول تقبس نورها من أنوار عقول السابقين.

    رجاء العباسي: شرفت، ونورت، وشكرا على الترحيب ببولا. لم أحظ بالتلمذة المباشرة على أيدي، المربي الجليل، عبد الحميد العباسي. فقد تركت حنتوب قبل عام من وصوله إليها، وكان ذلك في عام 1970.

    تماضر: شكرا على الترحيب ببولا.

    راوية: شكرا على الترحيب ببولا.
                  

04-14-2004, 07:33 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    دكتور النور حمد

    احسست من ردودك ان مداخلاتي عن الخلاف بين الدكتورين حيدر وبولا لم تصل

    هل يبدو الامر كذلك؟؟

    المشاء
                  

04-14-2004, 07:37 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    يبدو ان مداخلتي لم تصل للدكتور النور ولذلك لم يعقب عليها

    كما اعتاد دائما ولذلك ساعيدها مرة اخرى:

    اسمح لي صديقي بولا ان اقف موقفا وسطا بين ما تراه انت ويراه دكتور حيدر

    بخصوص مسالة المشافهة

    لم اقرا السجال او الحوار الذي دار بينكما

    لكنني انطلق من حواري معك الذي ذكرته في مقال بعنوان "مشهد النسيان" ونشر في

    كتابي النقدي اليتيم "خطاب المشاء" كرد على مقدمتك لكتاب صلاح الزين

    الاول

    فانت ما زلت مصرا على ما اسميته انا"مديح العصامية"

    واعتقد ان في هذا تغييب للمكانة الهامشية التي يعطيها المجتمع

    السودان للمبدع وخاصة الكتاب

    اما عن دكتور حيدر في موقفه من المشافهة فهو وبتجربة معظم المبدعين

    مع الدكتور لا يعبر عن كل الحقيقة

    فهو يتهم معظم المثقفين ا لسودانيين بالمشافهة

    وهذا ليس صحيحا

    وردي عليه كان ان ننشر اولا للكتاب منهم

    وهذا ما لم يفعله دكتور حيدر

    وقد تحول المركز الى "دكان"

    اذا لم تكن لديك فلوس فهو لن ينشر لك

    ثم بعد كل هذا يصم المثقفين السودانيين بالمشافهةّّّ!!!!!

    المسالة اعمق من ذلك

    فلا العصامية هي مثالنا الاوحد لازدهار الابداع

    ولا تسليع النشر هو الحل لمسالة المشافهة او بالاحرى قلة ما ينشره

    الكاتب السوداني

    واعتقد ان بولا -للاسف- لم يخرج عن ذلك -اي قلة ما نشره_

    رغم ان ذلك تم لاسباب خارجة عن ارادته تتعلق بمشهد النسيان الذي

    يميز العلاقة التاريخية المستبطنة بين المجتمع السوداني والكتابة

    بالتحديد

    لو كانت تلك العلاقة بين الكتابة والمجتمع السوداني علاقة حميمة لكان لدى

    بولا الان مجلدات لاعماله الكاملة وايضا للكثير من الكتاب السودانيين

    لماذا كاتب مثل منصور خالد غزير الانتاج؟

    لانه يملك الوقت وامكانية النشر

    ونتيجة لما كان يطلق عليه- والى الان رغم بعض التحسن النسبي- مشكل

    النشر , كان معظم او كل الذين يوكل اليهم امر النشر بامكانياته

    الشحيحة يبداون اولا بنشر اعمالهم ثم بعد ذلك اعمال محاسيبهم من

    الكتاب والكتبة على حد سواء

    "مديح العصامية" وحده لن يغير من هذه الحقيقة التاريخية المرة

    واعتقد ان المسالة في مكان اخر خارج مديح العصامية والاتهامات

    الجزافية بالمشافهة

    مع احترامي

    المشاء "اب خرتايتن ماكنة"


    --------------------------------------------------------------------------------
                  

04-14-2004, 11:36 AM

بدرالدين شنا
<aبدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    مرحب بالناقد والكاتب الفنان عبدالله بولا وباين كدا من المستقبلين في المطار الإلكتروني إنو القادم سيتحفنا ويملأنا فناً وأدبا

    د. النور
    كدا أكون طالبك ترحيبين
    يوم جات بت أمحمُّد جيتك ورحبت معاك
    ويم جاء راجلها جيتك ورحبت معاك
    ويوم يجن النيرات تاني بجيك سمح؟؟؟
                  

04-14-2004, 12:45 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: بدرالدين شنا)

    بدر اها انا بس مباريك كده ده,و ماسك معاك الحساب, كان د.النور غالطك جيبنى انا شاهد,كويس
    انسألك: بترحب جوز جوز,و لا عندك فرادى برضو؟؟ سفرى و محلى؟؟
    التحيات الطيبات يا طيب
                  

04-14-2004, 12:58 PM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الف مرحب و كثير من الحفاوة بعبد الله بولا
    الرجل المؤسسة
    يانا السكنّا فى البورد
    وشكرا د. النور حمد

    ندى
                  

04-14-2004, 04:44 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: nada ali)

    العزيز أسامة
    أعتذر لعدم التعرض لمداخلتك. ,هذا

    نعم وصلت المداخلة، وفيها نقاط مهمة للغاية. وقد جالت تلك النقاط بذهني أيضا، في الأيام الماضية، خاصة إشارتك إلى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره الثاقب في مؤلف، أو مؤلفات، كما فعل منصور خالد، ولا يزال يفعل، وكما فعل عبد الله علي إبراهيم، ولا يزال يفعل. وكما فعل آخرون لا يصنفون بأي حال، ضمن ميسوري الحال. وهذا التقصير في إنفاذ الأفكار عبر دور النشر يشمل شخصي، ويشمل آخرين كثيرين، من السودانيين، ومن السودانيات. فهناك علة ما، تكمن فينا، كما تفضل الدكتور حيدر إبراهيم. ولا أظن أن اختصار تلك العلة، في عدم القدرة على (قعدة الكتابة الحارة)، صحيح تماما.

    الشاهد أنني اضمرت، أن اترك كل تلك النقاط لبولا، وذلك بسبب صلتك أنت الوثيقة ببولا، وبسبب أن لك حوارات مع بولا، ترجع إلى حقبة الثمانينات، وربما قبل ذلك. ومن ثم، فإن بينكما الكثير الذي لم تمكني ظروف ابتعادي عن دوائر الفن، والأدب، ايام إنشغالي في الحركة الجمهورية، من الإطلاع عليه، ومتابعته، عن كثب.

    أيضا، لا أذيعك سرا، كما بقولون، إن قلت لك، أنني، لم أرتح لإشارة بولا لما جرى بينه وبين الدكتور حيدر إبراهيم. وقد قرأت ما دار بينهم في (جهنم)، ولم أقرأه في جريدة الخرطوم. وقد أحزنني وقتها غاية الحزن. والآن بعد أن مر على ذلك الحوار الذي اتسم بالمرارة، بضع اعوام، لم يكن هناك داع فاهر، في تقديري، للإشارة إليه. ومن الخير، أحيانا، أن تترك بعض الجروح، لفعل الزمن. فالزمن (برَّاي جراح). والنكأ، غير محمود، في كل الأحوال. وأعلم أن البعض يختلفون معي، بحجة أن الجروح يجب أن يتم نكأها، لتنظف، ومن ثم يمكن برؤها. ولكل شخص ، بطبيعة الحال، الحق في أن يختار المدخل الذي يرى أنه الأنسب.

    علينا أيضا، أن ننصف الدكتور حيدر إبراهيم. فهو مثقف، وأكاديمي مثابر، وهذه محمدة كبيرة. فهو أول أكاديمي، ومثقف، سوداني تمكن من إنشاء مؤسسة للنشر، عن طريق إقناع المؤسسات العالمية الداعمة للثقافة، ولإنتشار النهج الديمقراطي، في الدول النامية، بمشروعه. وكون حيدر قد بدأ يطالب من يريدون النشر بالدفع، مقابل النشر، يمكن أن يكون له تبريره. فالأمر ليس أبيض أو اسود، فقط. أي: إما أن ينشر لنا، بلا أي مطالبة بالدفع، أو المساهمة في تكاليف النشر، وأما تصبح مؤسسته (دكانا).

    المهم، أعتذر مرة أخرى لعدم التعقيب. وهذا ما يسمح به زمني الآن. ويمكن أن نعود إلى هذا الموضوع بمختلف نقاطه، مرة أخرى. في رأيي أننا، جميعنا، بحاجة، لمراجعة اللغة الحادة التي تكسو مخاطباتنا لبعضنا بعضا، في كثير من الأحيان. علينا ان نقبل الإختلاف، مهما كان تقييمنا لذلك الإختلاف، من وجهة ونظرتنا الشخصية. من حق الآخر أن يختلف معنا، في كل شيء، ثم يذهب موفورا، دون أن يصيبه، أي رشاش.

    وشكرا لك مرة أخرى، مع كثير المودة، والتقدير.

    شكرا بدرالدين شنا، ودينك أمانة في عنقي. (جيب أي واحد، أو واحدة، وشفني ارحب بيهم كيف)

    شكرا عصام جبر الله، على المشاركة (خفيفة الدم).

    شكرا ندا علي.
                  

04-15-2004, 05:48 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي النور

    اعرف ان الجمهوريين لهم من صفات التسامح الكثير

    اقدر جدا ما قلته عن اسباب عدم تعليقك

    لكني تربيت في احضان الصراع

    ولعلي ورثت ذلك من بولا وحسن موسى وايضا من ماركس وانجلز ولينين

    وربما لانني جعلي

    وربما لان اول سجال لي ككاتب مبتدئ كانت نهايته تعقيب كهذا من احد

    الكتاب المعروفين في ذلك الزمان حين قال يخاطبني- ولم ابلغ التاسعة عشر -بعد:

    "ولولا ان الخواض طري العود لكان الحساب عسيرا"

    المهم اتفهم وجهة نظرك بعمق واحترام عميقين

    وساعود للحديث عن المشافهة والعصامية

    المشاء
                  

04-15-2004, 06:06 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    دعوني الحق ملاحظة فاتت علي حتى تكون محاور النقاش واضحة

    فقد ذكر النور الاتي:

    "نعم وصلت المداخلة، وفيها نقاط مهمة للغاية.

    وقد جالت تلك النقاط بذهني أيضا، في الأيام الماضية، خاصة إشارتك

    إلى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره الثاقب في مؤلف،

    أو مؤلفات، كما فعل منصور خالد، ولا يزال يفعل، وكما فعل عبد الله علي

    إبراهيم، ولا يزال يفعل."

    وقد نسب النور لي كلاما لم اقله حين ذكر الاتي:

    خاصة إشارتك الى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره

    الثاقب في مؤلف،"

    انا لم اقل ذلك وانما قلت ان بولا نفسه هو من ضحايا "مديح العصامية"

    التي ما زال يتبناها

    وقد شعرت من كلام النور انه يوافقني الى حد ما في ان المسالة "في

    مكان اخر"

    وسنعود للحديث عن" دكان "الدكتور حيدر ابراهيم علي

    وايضا عن مفهوم بولا عن "مديح العصامية"

    وارجو ان يكون ذلك افتتاحا لحوار ديمقراطي بين كل الاجيال

    وساعود

    المشاء
                  

04-15-2004, 07:45 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: osama elkhawad)

    العزيز اسامة

    أشكرك على تفهمك، وأقدر لك هذا التفهم.

    لقد أربكتني، حين قلت أنني قولتك، ما لم تقله، حتى ظننت أنني، فعلا، قولتك ما لم تقله. ورجعت لما كتبته أنت، وقرأته بإمعان، مرة أخرى لأرى ما الذي جعلني أكتب ما كتبت. غير انني وجدت أن فيما كتبته أنت إشارة، بل وعبارة واضحة، هي التي قادتني لكي اقول على لسانك، أنك، أعبت على بولا قلة النشر. وها هو نص ما تفضلت أنت بكتابته:

    Quote: فلا العصامية هي مثالنا الاوحد لازدهار الابداع. ولا تسليع النشر هو الحل لمسالة المشافهة او بالاحرى قلة ما ينشره الكاتب السوداني. واعتقد ان بولا -للاسف- لم يخرج عن ذلك -اي قلة ما نشره ـ
    . (الخط أسفل الجملة من وضعي)

    وأنا فعلا أعيب على عبد الله بولا، عدم النشر. وأعتقد أن بولا يعيب ذلك على نفسه، أيضا. كما أنني قلت أنني أعيب نفس الشيء على نفسي، وعلى كتاب، وكاتبات، آخرين. فبالإضافة لمن ذكرتهم في المرة الماضية، ممن تمكنوا من النشر، رغم قلة الموارد، أضيف، بشرى الفاضل، الذي نشر اكثر من كتاب، وقبله كان علي المك. ومن الأجيال الأكثر حداثة، نشر الحسن البكري، ونشر أبكر آدم إسماعيل، ونشر أحمد الملك، ونشر خالد عويس، ونشر غيرهم أيضا ممن سمعنا بأخبار كتبهم في هذا البورد. وبالطبع فإن الناشرين يتحمسون للرواية، وللشعر، أكثر من حماسهم لنشر البحوث الفكرية. غير أن النشر ممكن، وممكن جدا. الشاهد هناك الكثير من تجارب النشر، التي ربما قطعت علينا، نحن الذين لم ننشر كتبا، كثيرا من حججنا التي ندفع بها في وجه هذا الإتهام.

    والقضية الأخرى، التي أحب أن اشير إليها، هو قصر النفس، فيما نكتبه. فكثير من انتاج كتابناالفكري، الذي نُشر بالفعل، تجده، أقرب ما يكون لتجميع المقالات الصحفية، منه إلى الطرح المتماسك الممنهج، الذي يقع ضمن إطار مشروع كتابي، واضح المعالم. وقد تفضل الدكتور، حيدر إبراهيم، بالإشارة إلى هذا في واحدة من مقدمات الكتب التي كان يصدرها مركز الدراسات السودانية، وذلك حيث قال، لم ينجز من السودانيين مشروعا كتابيا، سوى الأستاذ محمود محمد طه، والطيب صالح، ولا أذكر إن كان قد اشار إلى الدكتور منصور خالد، أم لم يشر. وعلى كل حال فالدكتور منصور خالد، كاتب مثابر، وناشر مثابر. فهو لم يتوقف عن الإنتاج، وعن النشر، عبر مساحة زمنية بلغت عشرات السنين. ولاغرو! فهو القائل، إن قيمة المرء فيما يتقن.
    كما أنجر الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد مشروعا كتابيا كبيرا، في مجلده: ((السودان المأزق التاريخي، وأفاق الحل)). كما أنجز د. محمد سعيد القدال الكثير، هنا، وهناك. هذه مجرد أمثلة لمن أنجزوا مشاريع كتابية. وهذا انتاج قليل، بل وقليل جدا.

    أما في في الدول الناطقة بالعربية، فقد كتب، على سبيل المثال، لا الحصر، نصر أبوزيد مشروعا فكريا واضح المعالم، وأودعه المكتبات. وكتب العلامة، حسين مروة، مشروعا تنويريا، لا نزال نهتدي، بهديه. وأنجز فراس السواح مشروعا ضخما. وانجز محمد عابد الجابري، مشروعا فكريا، وتوثيقيا ضخما. وأنجز عبد الوهاب المسيري، موسوعته الضخمة عن الصهيونية. وأنجز سيد محمود القمني، مشروعا ضخما أيضا. وأنجز خليل عبد الكر يم، قراءة غير مسبوقة لتاريخ فجر الإسلام، وتحليلا متفردا، للنصوص الدينية للقرون الإسلامية الأولى. وقس على ذلك، العشرات، وربما المئات، من الكتاب على مستوى العالم الناطق، والكاتب، بالعربية، رفدوا المكتبة العربية، بمشاريع كتابية، متماسكة، وذات أطروحة، واضحة المعالم.. فأين إسهمامنا نحن، في المقابل، كما، وكيفا أيضا؟

    في تقدير أن بولا من عيار الكتاب الذين يملكون التأهيل المعرفي لإنجاز مشروع كتابي كبير. بل إن ملامح هذا المشروع واضحة جدا فيما خطه قلمه، هنا وهناك، في الصحف، وفي الدرويات. ولكن هذا المشروع بحاجة إلى صياغة موحدة، وممنهجة، تظهر في قالب الكتاب، حيث يمكن أن تنتقل إلى الكتابة من عموميات الكتابة الصحفية، مما تتسم به روح المقال، التي عادة ما تكتفي بالإشارات، لتدخل به الكتابة مجالات الطرح الإستقصائي المتعمق، والمُقَعَّد، والممنهج.

    نحتاج أن نراجع تجربة الكتابة عندنا في السودان. ونحتاج أن نتلمس الطرائق التي يمكننا أن نحدث من خلالها نقلة كبيرة، فيها.

    وعليك الله يا أسامة خلينا من حكاية دكان حيدر دي، لو سمحت.

    ونسمع منكم أجمعين.

    وشكرا لك مرة أخرى.
    النور
                  

04-15-2004, 10:01 AM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: osama elkhawad)


    الأخ العزيز والصديق الوفى / د.عبدالله بولا
    لقد بلغ بى التأثر مبلغه حين قرأت كلماتك الأخيرات عنى وعن الصديق الأستاذ إبراهيم قرنى ... زميل مكتب النشر القديم ...وقد أعدت لذاكرتى تلك الأيام التى شهدت التحولات الفكرية الأساسية لكلينا وما كان ذلك الحوار حول فطور الفول مع أستاذنا الجليل قرنى إلا إثراء لعقولنا الباحثة الشديدة التطلع للإنعتاق من أسر الفكرالدوقماتى الذى طوق أعناقنا زمنا وبفضل البحث والحوار نجحنا فى فك نسيج المسلمات الفكرية والفلسفية وتعريضها لشمس العصر وتياره الجارف ...
    ... وقطعا ، لم نستسلم ... وتعرضنا لعداوات الزملاء الدوقماتيون
    أما الرجعيون الذين كنا نطلق عليهم (تهذيبا) السلفيون ، فقد كنا فى نظرهم لا نعدو أن نكون مجموعة من المارقين عن الدين الذين لا أمل فى إرجاعهم إلى حظيرة (الإيمان)....هؤلاء وغيرهم من سطحيي التفكير ، عبدة مسلّمات (الأكاديميين) من زملائنا فى كلية الفنون ،وجدت نفسى بينهم حين تم قبولى طالبا بكلية الفنون وذلك قبل وصول النور ومحمود عمر وحسن موسى ومجموعة العصاة التى أشرت إليها ... ولدهشتى، وجدتك بينهم ، وأنت أستاذهم فى الثانوى ...تجلس معهم فى ال(أس تى أس).. وكما أشار د. النور ، رافضا للعلاقة التقليدية بين المعلم وتلاميذه ، مستمعافى صبر ومناقشا لهم فى إحترام غريب لآرائهم ، لم نعهده فى مجالس العلم التى تربينا عليها كل تلك السنين لا فى المدارس ولا فى خارج المدارس ... وكان أن تعرفت عليكم ... ولأول مرة ، وأنا فى السنة الأخيرة فى كلية الفنون ،وجدت ضالتى ... أذن فأنا كنت أنتظر هؤلاء القوم الثائرين ...على قدر ... وتركت ورائى ثلاث سنوات من الدرس فى كليتناالعتيقة ... وبدأت التعلم الحقيقى ...الحوار الحر ... الذى لا يرفض رأى الطالب بحجة أنه صغير السن ... عبد الله بولا يحاور صغار السن فى أعقد القضايا الفكرية والفنية فى وعى غير مسبوق بقضابا العصر ...
    وكما يسافر طلاب العلم فى الزمن القديم إلى مواطن العلم ، كذلك شددت الرحال من قبيل إلى قبيل ، فى نفس المكان، ولكن كأننى سافرت من عصر إلى عصر ... لم أجن من سنواتى السابقات فى كلية الفنون غير عناية أستاذ الصلحى بى من أول يوم حينما حمل رسوماتى ليثبتها على الحائط وأتى بأساتذة إخرين ليلفت نظرهم لمستوى الطلاب الجدد ... وكذلك عناية الأستاذ المرحوم حسن الهادى .. درويش الكلية الذى لم يكن يخطىء لمسة الإبداع ... ثم جلى ، الرسام والخطاط البارع و بس ... . ... لم أكن وحدى الذى إرتحل إلى عصر بولا ... كانت هناك الزميلة الفنانة دارالسلام عبد الرحيم وبشير عبد الرحيم( زمبة) وغيرهم ... وكما أشار الأخ الدكتور النور ، فقد كانت تلك الرفقة الفذة ، التى لا تعرف فوارق السن تتحاور فى كل مكان ..وكان الترحال إلى حلة حمد ،وحلةحنتوب ومدرسة حنتوب التى كان لا يزال فيهاالاستاذ رفاى الذى عرفنى عليه زميله القديم د. بولا و د.النور ...وإلى بربر فى بيت ناس عبد الله بولا...
    لم يكن ظهور د. عبد اللة بولا وحده هو الذى قفز بى تلك القفزة الفكرية ... فقد كان هناك د. عبد الله أحمد النعيم زميل دراستى فى عطبرة والاحفاد لثمان سنوات وكان يحاورنى فى الفكر الجمهورى ومعه أولئك النفر الكريم من الجمهوريين أعضاء وفود الجمهوريين إلى مدينه عطبرة :المرحوم جمعة حسن ، طيب الله ثراه ، العجب ، النور حسن ، الطيب محمد محيسى ... وكنا نجلس بالساعات فى حديقة البلدية فى حوار ساخن بين ماركسى وجمهوريين .... فى عامى الاول بكلية الفنون حضرت المحاضرة القيمة للأستاذ محمود محمد طه بعنوان (الإسلام والفنون)وكانت تلك هى المرة الاولى التى ألتقى فيها بالأستاذ محمود وأذكر أن الدكتور موسى الخليفة رئيس الجمعية الادبيةبالكلية ،آنذاك ، كلفنى بإستقبال الأستاذمحمود عند الباب ..وأذكر أن الأخت الأستاذة أسماء محمود كانت معه كما اذكر أن الاستاذ الصلحى جلس مع الاستاذمحمود قبل بدء المحاضرة وأعتذر عن حضورها لإرتباط سابق ... ظلت تلك المحاضرة تشغلنى زمنا وأنا فى غربة ضاربة إلى أن إلتقيت بالاساتذةالمذكورين الذين جاء الحوار معهم فى الوقت الذى نضبت فيه الفلسفات المادية، فى نظرى ،وعجزت عن أن تفى بحاجات الإنسان المعاصر ، وتلك قضية أخرى لا أود التعرض لها هنا .. وربما فى حوار آخر .
    ولا شك أنك تذكر ،أخى عبد الله أيضا الجلسات الغنية فى حضرة الأستاذ محمود محمد طه والتى أشار إليها الاخ الدكتور النور والتى شارك قيها فيما بعد الاخ محمد حامد شداد ...
    وعلى ذكر الأستاذ إبراهيم قرنى ... فقد كنت فى سنوات الغربة الأولى فى كلية الفنون شديد الإعجاب به ... كنت أعجب بهدوئه الغريب ومقدرته الفائقةعلى التركيز فى عالم ملىء بالفوضى ... كان الأستاذ الصلحى يحدثنا عن المفكرين الذين يسكنون فى بيوت الطين فى الثورة ... ويقول: قرنى بيمشى ليهم ... وكان يعنى الأستاذمحمود ... ولم أكن بعد قد تعرفت على الأستاذ محمود ... ولكن شخصية قرنى المقنعة ساهمت كثيرا فى لفت إنتباهى إلى الكنز الذى (فى بيوت الطين فى الثورة) فصرت أزوره بصحبة قرنى ود. عبد الله النعيم ثم د.النور وعبد الله بولا ... واستمر حوار (الأس تى أس ) بينى وبين محموعة العصاة... وكنا تستقى المعارف من كل صوب وحدب ... ولا سيمامن جلسات الأستاذمحمود الخصبة التى أشار إليها د. النور ...

    الأخ الأستاذ إبراهيم قرنى يا صديقى بولا عمل باليمن معلما للتربية الفنية ثم استقر فى بيت متواضع فى دار السلام على جهة أم بدة وكانت منظقة عشوائية تم بيعها للغبش من المواطنين ... وهو الان يعمل معلما للفنون فى مدرسة العيلفون الثانوية وقد رزق بطفلة واحدةوهى الأن بالجامعة ... و أرجو أن أذكر لك ما قاله لى مرة ، الاستاذ قرنى وهو يدلل على صبرك الشديد ... ذكر لى بحثكم ذات يوم عن منزل الاخ (المرحوم ) إبراهيم مكى ،حيت تعقد ندوة من ندوات الأستاذ محمود وطال البحث عن منزل الأخ إبراهيم وكان أن أنفقتم ساعات طويلة تائهين فى حوارى حى العمدة ,,, وبعد ساعات وساعات ، تم العثور على بيت إبراهيم مكى ...وكان قرنى شديد الإعجاب بالصبر التاريخى لك وكيف أنك لم تمل السير والتجوال الطويل حتى وصلتم بعد تعب إلى مكان الندوة ...
    أتوقف الإن رغما عنى وسوف أواصل ...
    تحياتك سوف أنقلها إلى أحمد الشريف ... وهو مازال فى السودان ... رساما ومصمما ...

    لقد صدقت أخى د. النور، فإن الترحيب ب د.عبد الله بولا صار له بعد فكرى وهذا طبيعى فالرجل صاحب بصمات فكرية واضحة على جيل كامل .

    (عدل بواسطة kh_abboud on 04-15-2004, 10:14 AM)

                  

04-15-2004, 09:20 AM

السمندل

تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    دكتور النور ، سلام
    في ترحيبي بالدكتور بولا (يوم 10 أبريل ) كتبت :
    Quote: بالطبع ، مرحب بالناقد ( الفنان الشامل ) عبد الله بولا ، الذي لم أعرفه إلا من خلال ما كتبه وقدّم به مجموعة صلاح الزين القصصية ( عنهما والأكليل والانتظار ) ثم في بعض الكتابات المتفرقة في الصحافة العربية كتبها هو أو كُتبت عنه ( القدس العربي + الحياة ) وكذلك خلال السجال النقدي / الفكري الماراثوني بينه وحيدر ابراهيم في جريدة الخرطوم .. وتيقنتُ ـ مذّاك ـ أن سيرته ستكون منقوصة في ذهني ، ما لم أقرأ له كتباً تخصه ، لا أدري متى سيتيسر لي اقتناءها ..
    أقول هذا لأنني ـ مثلكم تماماً ـ مصاب بالأسى لأن مفكرين وفنانين وكتّاب سودانيين كثيرين ، مشتتين في أطلس العالم ، تنتظرهم أغلفة كثيرة موّقعة بأسمائهم ، وعبد الله بولا أبرزهم وأكثرهم سكوتاً .. ولا أريد أن أكرر ما شبّه به حيدر ابراهيم حال المثقفين السودانيين الذين اختصرهم في شخص بولا ، بأنهم مدمنون لثقافة المشافهة ، ويجتنبون الكتابة والتوثيق لأن ( قعدة الكتابة .. حارة ) .. هل ـ حقاً ـ الأمر بهذا الشكل التبسيطي يا دكتور بولا ،، ويا كل المثقفين والمبدعين ؟؟
    ربما كان كذلك .. وهنا ، أضرب مثلاً وأقول بأنني ( فكّرت ُ ) مرةً في انجاز ملف عن المثقفين والمبدعين السودانيين في الخارج ، لجريدة الزمان اللندينة آنذاك ، وجريدة الخرطوم ، يدور محوره حول سؤال كبير يتقسّم إلى فروع ، ويقول : المبدع السوداني .. أين أنت وماذا تفعل ؟؟ واخترت عددا هائلاً من المبدعين السودانيين في السعودية ، وخاصة في جدة التي صارت مثل أم درمان في أذهان قاطنيها السودانيين ، كما يصفها بحق صديقنا بابكر حسن مكي .. وزعتُ المحور على كثيرين ، وعلى رأسهم الدكتور بشرى الفاضل لكن بلا رد ،، فطارت في ذهني مقولة دكتور حيدر ( قعدة الكتابة .. حارة ) وحاولت إيجاد صيغة للتبرير ، فما عرفت ..!! فإذا كان الأمر يتعلق بالإجابة عن بعض الأسئلة ،، ما بالك بكتابة ديوان شعر ، أو مجموعة قصصية ، أو دراسة جمالية ، أو بحث تاريخي ؟؟
    لقد تيسر للمبدعين السودانيين أن يتفرقوا في عواصم الشتات ( على ما في ذلك من فجيعة ) واستطاعوا أن يراكموا تجارب وثقافات ممتازة كان من المفترض أن نرى نتاجها بالعين المجردة ، كتباً ودراسات ووثائق .. فما الذي يحدث ؟؟ لماذا يبدو انتاجنا الثقافي والإبداعي ضئيلاً إلى هذا الحد ، مقارنة بنتاج آخرين ربما كانوا أقلّ منّا وجعاً وغربة ، وحتى موهبة ؟؟
    أعذرني ،، دكتور النور ،، على هذا الترحيب الغريب بالشاهق عبد الله بولا .. لكنها الحسرة يا سيدي .. أن يكون عبدالله بولا ( ومثله كثيرين ) معروف في الخارج ومحتفى به .. ونحن ( أهله وناسه ) بالكاد نعرفه !!!
    أهلاً بك دكتور عبد الله .. أهلا بك كثيرا


    ولم أتابع فكرتي في " جرجرة " بولا إلى بقية علامات استفهاماتي / استفهاماتنا السميكة ، ريثما يفرغ من التلويح بكل مناديله الجميلة إلى المرحبين به والمرحبات .. وحتى ينسجم أكثر في جو البورد ـ الذي حوّله البعض وبقدرٍ ما إلى جهة طاردة ـ وحتى يتعاطى مع أصدقائه وطلابه ومريديه بما يحب من ذكريات نفيدُ منها ولابد ، نحن المتيمون بالذكريات

    والآن ، وقد ( فُتحَ باب النقاش ) .. فإنني استأذنك في العودة ، والتذكير بما كتبته في ترحيبي بـ بولا ،،، ولا أقصد من ذلك سوى ايصال ألمي الخاص من أننا لا نقدرعلى التباهي أمام الأمم سوى بالطيب صالح فقط ،، مع أن هناك كثيرين / كثيرات ، صاروا أعلى منه كعباً .. كما أرى ، وجديرون بإدهاش الناس شعراً وقصاً وروايةً وتشكيلاً .. وفنون أخر

    محبتي / سمندل
                  

04-15-2004, 01:05 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي النور صباح الخير بتوقيت الساحل الشرقي الامريكي

    حتى نستعدل النقاش اقول انك الى الان لم تفهم فكرتي عن مديح العصامية

    ربما لان مقالتي لم تقرا بعد

    وقد سبق لابكر ادم اسماعيل ان اورد شهادتي عن مشهد النسيان في بوست

    الفيا عن البنيوية والذي غبت عن المشاركة فيه لاسباب ساوضحها لاحقا

    واذا كان لك عزيزي النور طريقة ترجع لارشيف المنبر او تتحصل على

    نسخة من كتابي "خطاب المشاء" فاننا يمكن ان نتناقش بشكل افضل

    بولا ليس مسؤولا عن عدم النشر

    ولكنه بطريقة لا شعورية من ضحايا العصامية التي ما زال يواصل مديحها

    اما عن فكرة دكان حيدر فانني انطلق من فكرة النهايات وكنت اريد ان اقول المال لكنني لم اجد المدة او على ان اكتبها الماااااال حتى
    اميزها من الفلوس

    فقد بدا المركز بفكرة محاربة داء الانتليجينسيا العضال- كما يعتقد

    الدكتور-الا وهو المشافهة

    وانتهى الى كنتنين صغير يهتم بالربح والخسارة

    لا نريد ان نجرح احدا لكن ذلك جزء من تاريخنا الثقافي ومن حقنا وحق

    كل الاجيال الحاضر واللاحقة ان نتدبر ما يستفاد من درسه

    وما ال اليه حال المركز يذكرني بالاتي:
    ما اكبر الفكرة
    ما اصغر الدولة

    واخر الحشرجات التي تعبر عن فرفرة الكاتب السوداني المذبوح فكرة

    بشرى الفاضل تحت شعار ياكتاب السودان ومفكريه انشروا

    وساعود للحديث حولها

    المهم ماشي الشغل
    وساعود

    المشاء
                  

04-15-2004, 01:13 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: osama elkhawad)

    up
                  

04-15-2004, 04:40 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عشة بت فاطنة)

    شكرا السمندل

    مداخلتك التي أعدت نشرها، لفتت نظري لحظة أن قرأتها. وهاهي تعود إلى صدارة هموم هذا البوست الذي تجاوز مرحلة الترحيب وأخذ يزحف قليلا، فليلا، نحو هموم الثقافة. أشكر لك إثباتها مرة أخرى، وأحس أنها قد وقعت، حين اعدت نشرها، في موقعها تماما. وكل ما ذكرته فيها ياسمندل، هو عين ما نحس به. لا نريد أن نجعل من استاذنا عبد الله بولا، مشجبا نعلق عليه إخفاقات، كثيرة، وسمت معظم حقبة ما بعد الإستقلال. ولكننا، كسودانيين نتوق توقا شديدا، لأن نرى المشاريع الكتابية متجسدة بين أغلفة الكتب، كجزء من ذاكرتنا الثقافية. وعبد الله بولا، وآخرون غيره، يملكون ملامح المشروع المتماسك.

    شكرا سمندل. وأرجو ألا تغيب عنا كثيرا.

    أسامة

    قرأت ماكتبه بولا، مما وصفته أنت بـ (مديح العصامية). وبما ان بولا هو صاحب ذلك الأمر، فإنني أترك التعقيب عليك فيه، من بولا نفسه. ولكني أحب أن اشير هنا، إلى أنني لم افهم مما كتبه بولا، في ذلك الصدد، أن بولا قصد إلى التقليل من شأن التدوين، والكتابة. وإنما فهمت أنه قصد أن يعطي، ما أطلق عليه د. حيدر، (ثقافة المشافهة) قيمة، وبعدا تاريخيا، ودورا ثقافيا، لعبته، ولا زالت تلعبه (المشافهة) في عمليات التثاقف. وما فهمته أيضا، أن عبد الله بولا يريد لنا ان نرى الأمور بمنظور، لا ينتمي كلية لمفاهيم المركزية الأوروبية. وأرى أن هذا الموضوع، شديد التركيب، ولا يجب أن يقارب مقاربات تبسيطية، من شاكلة (الكتابة، في موجهة المشافهة.

    وفي تقديري الشخصي، ان ما اشار إليه بولا، يطرح إشكالية الهوة بين الصفوة، وعامة الناس. وهو إعادة لطرح السؤال الذي سبق أن طرحه كلود ليفي شتراوس: هل ما يعالجه الصفوة، بوسائلهم، يعني وقوعه بالضرورة في قلب هموم عامة الناس؟ وهل يجب أن تفرغ الثقافة الشعبية نفسها كليا، في discourse الصفوة؟ . وهل يجب، بناء على ذلك، ان تصب (المشافهة) كل طاقتها، وكل تاريخها، وتقاليدها، في قالب الكتابة، لتنمحي، وتصبح، من ثم، أثرا بعد عين؟ وهل مثل هذا التصور، تصور واقعي، فعلا. وأرجو ألا تنسى يا اسامة، ما طرحه بولا، منذ السبعينات، في (مصرع الإنسان الممتاز).
    وسوف أعود إلى هذا حين تتاح الفرصة.
    شكرا اسامة.

    شكرا عشة بنت فاطمة على رفع البوست.
                  

04-16-2004, 00:16 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    عزيزي شانتير

    أشكر لك ترحيبك وحسن ظنك يا شانتير (بالمناسبة ما هي علاقتك بالمحامي والكاتب الراحل كمال شانتير. وقد كنت في شبابي على علاقة قربى به من بعيد. فقد كان ذو اهتمامٍ بالوجودية في تعبيرها السارتري والبير كاموي، وقد نشأتُ في باكر علاقتي بالفلسفة على قربى من كليهما. وهي قُربى ما تزال تتاورني نزعةً إليها من حينٍ إلى حين، وإلي Camus بالذات، مؤخراً، (وأكتبه بالفرنسية لأن اسمه يستعصي على العربية، بل على أي لغةٍ غير الفرنسية بسبب هذه ال u الفرنسية اللعينة في شدة خصوصيتها والتي قد أكون على نصيبٍ كبيرٍ من الحق إن زعمت أنه لا وجود لها في الأمم "الأجنبية"). مرحب بيك ياسيدي بعلاقة، ومن غير علاقة بأستاذنا الراحل. بخصوص مؤلفاتي أقول لك كلمة يازول : فلا مقولة الكسل الحيدرية. التي أصبحت مقولةً سائدة في تفسير "شح" النشر لدى المثقفين السودانيين كما يزعمون، والتي أضاف لها عصام جبر الله قبل أيام "المحركة"، ولا مقولة "الخجل" التي جاءت في كلمتك، وقبل كل ذلك وفوقه، ولا مقولة "امتداح العصامية" التي بهتني بها أسامة الخواض قبل يومين من عمري المديد على ملأ البورد. وأنا أتحدث هنا بالأصالة عن "نفسي" على الأقل. فالمعوق الأول لحركة النشر الواسعة عندي، زعزعة ثقتي في أن ما أكتبه يستحق النشر أصلاً. هذه أولى الأثافي لا ثالثتها. والثانية إنني أخاف من دور النشر العربية التجارية الحالية، خوف الذئب من دم بن يعقوب، أخاف من أخطائها المباحة القائمة على إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" وعندي إنه ليس في الكتابة أخطاءَ طفيفة وغير طفيفة. وعقيدتي بأن الخطأ الطباعي يُرزل العبارة. بل يرزل الخطاب كله. ومع ذلك فقد أرتكبت هنا، في هذا البوست أخطاء طباعية عديدة بفعل المساككة. مساككة القراء والمحاورين، ومساككة بنت امحُمَّد، ومساككة وقتي اللعين (فأنا أعمل ثمانية ساعات في اليوم بالإضافة إلى ثلاث ساعات مواصلات. وأصنقر مقابل الكمبيوتر ثمانيةَ ساعاتٍ حسوما. فتفتكر دا حال زولاً عندو فرصة للمحركة أو الكسل أو الخجل، في خصوص النشر؟ أو حتى الكتابة ذاتا؟ وثالثة الأثافي الحمول. وهذا قد يكون شأناً شخصياً لا يجوز الخوض فيه، وقصارى ما يمكنني قوله إنها حمولٌ تهد الجبال الرواسي الشامخات. وهي في الواقع ليست شخصية. بل هي في جانبٍ كبيرٍ منها هموم العمل العام الثقافي والإنساني والسياسي، المعارض للغول الإسلاموي، التي وقعت كلها على رأسي هنا، وتغلبت على كل أشكال المقاومة التي ظننتُ أنها يمكن أن تنجيني من هموم هذا الجانب. ولولا بنت امحُمَّد لهلكتُ رهقاً مما جميعو. (وسأعود إلى ذلك في سياق مماثل). ثم الحسرات وقلة القيمة: فأنا يا جماعة بكل بساطة أحد ضحايا الاسترقاق المعاصر، يستغل مخدمي اضطراري إلى قبول عملٍ مضنٍ في أرزل العمر، لولا "بنياتٍ كزغب القطا"، و"عجائز عددا"، لا حيلة لهم ولا ملاذ غيري، لما بقيت فيه قيد لحظةٍ. أنا يا سيدي ببساطة "مسترق" ومن أسف إننا نسمي المسترق عبداً. فنحمله وزر وعار من يسترقه الذي هو العبد الحقيقي عبد "الأنا" الغفل، وعبد الجهل، وعبد غلظة النفس والعقل. وأنا أسعى بسبلٍ شتى للمخارجة. إلا أن المخارجة ليست بالرغبة الذاتية كما تعلم وكما يعلم أكثر البورداب والبورديون. ومع ذلك فقد ذكرت في مكانٍ آخر إنني حريص على نشر أعمالي ولستُ بحاجة كبيرةٍ للدفع والتشجيع في هذا الأمر. وقد نشر لي مركز البحوث والدراسات الإفريقية بليبيا أربع كتب وترجمتين، وعدداً من الدراسات. رفضت توزيعاها لأن بها أخطاء طباعة وافرة. وافرة بالحد الذي يجعلني أمتنع وأمنع المركز من توزيعها. وسوف أنشرها يتوفر عندما لي الوقت لإعادة طباعتها بنفسي على جهاز الكمبيوتر. وأنا أطبع فيها الآن من وقتٍ لآخر. هل أجبت؟ شكراً شانتير.

    بولا
                  

04-16-2004, 00:19 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    عزيزي ياسر تحياتي الطيبات. أنا يا سيدي عطبراوي أيضاً. في جانبٍ كبيرٍ من تكويني الفعلي وذكرياتي. درست فيها الأولية ونيفٍ من الوسطى. ونحن نقول أتبرا وهو اسم بجاوي فيما يُقال، بل لعله مؤكد. (وسوف يُدهش هذا صديقي عبدالله على ابراهيم بلا شك. وعندي له من المشاهد والوقائع وصلات القربى العائلية اللتبراوية ما سيهشه أكثر من ذلك بما لا يتصور). (وبمناسبة ذكر المدن، إنت متين كنت في باريس؟). وقد عرفت العطبراوي عن قربٍ شديدٍ وفي وضع فريد. حسن خليفة الجزار في سوق اتبرا الكبير. وقد كان أبي زبوناً غير مداومٍ له عندما يَكمل اللحم عند عمنا "اب دقن" جزار الأسرة الرئيسي. أعلم صراخكم منذ زمانٍ قديم عندما كنت تستصرخون الضمير الأفندوي التكنوقراطي اليميني السوداني العربي الإسلاموي وهو سادرٌ في غيِّه. وقد عبر الصديق الشاعر المناضل المفكر المثقف، كمال الجزولي، عن ذلك تعبيراً لا مزيد عليه، حين جعل عنوان سلسلة مقالاتٍ نشرها أخيراً في وصف وتحليل بلايا انفجار وتعدد أشكال العنف كتعبير عن مناهضة الظلم في بلانا "لو كنا نسمع أو نعقل". و"المسكوت" عنه في العنوان، إنما هو ضربٌ من السكوت البلاغي عن تكملة العبارة/الآية "ما كنا من أصحاب السعير". السعير الذي أذاقته مؤسساتنا الحاكمة والمسيطرة وإيديولوجياتها البائدة وعلى رأسها إيديولوجية تبرير الاسترقاق. وها هو اليوم يرتد إلى نحرها "قطرة من السم الذي حقنت به شرايين تاريخ وطنٍ كان من الممكن أن يكون وطنناً للجميع ب عن رضىً وسترة حال، وتوفير دماءٍ وأرواح ومال. ويسعدني أنك تدرك بوضوحٍ أن "ما حل بأبناء السودان الثمرة المُرة لتحكم فئة ضالة جاهلة مغرورة متكبرة بأمور الحكم والثروة فيه". هذا هو جوهر الوعي الكبير المستنير بهذه القضية. إلا إنني لا أتردد، ولم أتردد، ولن، في أن أقول، ليس من دون أسفٍ مديد، إن بنياتنا الاجتماعية الشعبية والثقافيه، نحن "العرب" الاسلاميين لم تنج من تأثرٍ كبيرٍ من ثقافة الحلف الإقطاعي الكولونيالي ـ الرأسمالي ـ المتدثر بالإيديولوجية الدينية. وهذا مقالٌ يطول أكتفي منه بأن أدعوك، واشد من أزرك، لأن تمسك بهذا الجوهر العضوض لمسألة الظلم والاستبداد في بلادنا. وهو ظلمٌ طالنا جميعاً، للذي يحسن الرؤية. فإذا سمحت لي بأن أقدم بؤس حالي نموذجاً في هذا المقام البائس كله، فأنا لم أر أهلي، منذ ستة عشر عاماً، ولم أتنسم ريح آمنة بنت احمد، شقيقتي ومربيتي التي علمتني شتى الفنون، وعلى رأسها الحكي كما يقول جيلكم، والتشكيل والطبخ والخبيز، وفوق كل هذا التضامن الإنساني واحترام الآخر. ولو أن الحيز يسمح لحكيت ليك حكاوي بديعة عنها وعن صويحباتها معلماتي من الجيل الذي يلي جيل من أسماهن بشرى الفاضل ب"جيل حوض العاشِم"، جيل أمي فاطنة بت حبيب الله، أول من علمني إكرام الإنسان للإنسان في أعلى صوره قامةً، فاطنة فارقت الدنيا صامتةً مكلومة من فقد البنت والولد على أيام الدكتاتورية النميرية الكالحة (لم يقتلا مباشرة ولكنهما قتلا بصورةٍ ما، ليس هذا مكان الخوض في تفاصيلها). وقتلتها ملاحقتي ومصائبي التي لا تنتهي ففارقت عيناها النوم خلال عشرة أعوام. وأمثالي كثيرون فلا يحصون ممن خبروا نكال هذه المؤسسة الدكتاتورية، في صورها العسكرية والمدنية، من "أولاد العربسلاميين" يا صديقي. وأغلبهم عانى أضعاف ما عانيتُ أنا، ولا أجرؤ على أن أقول أنت "أيضاً". لأنني أعلم علم اليقين أن المواطن الذي يعيش مرارة الدرجة الثانية في وطنه أشقى من المطارد السجين والمشرد، المحسوب، (مع ذلك)، في عداد "أولاد البلد"، "السادة". (رغم إنني لستُ على يقينٍ تامٍ من ذلك فهوان الإنسان وإذلال تصعب المفاضلة فيه، أن لم تمتنع). شكراً لوعيك الشامل المستنير. ولعلك أن تسمح لي بدعوتك إلى مراجعةٍ لا تفسد للإخاء قضية : فالذين يعنيهم الشاعر الذي غنى له العطبراوي النشيد الشهير مفاخراً بكونهم قومٌ "تنسب إليهم الفطن هم "العرب زاتٌن"، وعلى وجه التحديد فئة أصحاب إيديولوجية الفخر بالأصل "العرقي" والثقافي والطبقي منهم، الذين هم أسُّ البلاوي في بلادنا يا صديقي. وإذا كنت تحملها على الوجه الآخر الذي يوحي به المطلع واللازمة المكرورة، "أنا سوداني أنا"، فهي فضلاً عن كونها من باب غربة الوعي وخداع النفس الذي يسكن بنية مبدأ التفاخر البدائي أصلاً، مما قد لا يدخل في باب الذنب المباشر، الذي يحمل صفة سبق الإصرار والترصد الإيديولوجية المؤسسية. إلا أنها فاسدة في بعدٍ آخر من أبعاد معانيها وإشاراتها العديدة هو بعد غياب معنى الإخاء الإنساني الشامل. لأن التفاخر، من أي وجهٍ أخذته ينطوي بالضرورة على إقصاء الآخر المختلف والزراية به.
    هل أنا أحاكم الشاعر والمغني بأثرٍ رجعي؟ وهل أتعدى على خصوصية الشعر بمحاكمةٍ إيديولوجية؟ وهل يمتلك الشعر جوازاً لمرور عبر ساحات الإيديولوجيا دون أن يعلق به منها غبارٌ ما؟ مما احتج به بعض أصدقائي من محبي المجذوب (وأنا من أكثر محبيه أيضاً كإنسانٍ وكشاعر)، عندما انتقدتُ "زنوزجياته" في ندوةٍ أقيمت لتأبينه (بجامعة الخرطوم عام 1983) بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته"، وزعمتُ أن رؤيته للزنجي على أنه كائنٌ طليقٌ خالٍ من الجد ومن الحكمة، هي رؤية الثقافة العربية بكامل عدتها وعتادها، ولم يزد المجذوب عن قلب نظام أحكام القيمة التي تستند إليها هذه الثقافة في رؤيتها للزنجي وتبرير نظرتها الدونية له. وأحب أن أضيف على سبيل تدقيق المعاني، التي يؤدي عدم التدقيق فيها على ضوء قراءةٍ متعددة الزوايا لرؤية ورصد حقائق الواقع، إلي منهج الشجرة التي تحجب الغابة، إنني قارنتُ في تلك الندوة، أو نسبت بعبارةٍ أدق، رؤية المجذوب (التي قد لا أشك في حسن مقاصدها. بل لقد أكدتُ على ذلك حين ذكرتُ بالحرف الواحد أن المجذوب قد "أساء للزنوج من حيث أراد عن قلبٍ صادقٍ، أن يمدحهم")، أقول نسبت رؤية المجذوب تلك في جانبٍ منها إلى صدى رؤية سنغور إبن الزنوج المؤصل، الذي نفى عنها هو الآخر العقل والرصانة! وقد لخص ذلك في عبارةٍ له شهيرة "العقل هيليني والعاطفة زنجية" فتأمل! زبدة القول إن الأمر معقد وليس من سبيلٍ لمعالجةٍ راسخة وقويمةٍ له، إلا بمثل رؤيتك المستنيرة الشاملة. أبداً، ليس في هذا تجنٍ من جانبي على "طبيعة" الشعر ولا على حسن خليفة (ولا أذكر الآن وأنا أغلب فتوراً شديداً وهدَّت حيل، اسم شاعر نشيده آنف الذكر)، ولا على المجذوب، فيما أعتقد أوفي ما أتوهم، وإنما أحاول تفكيك عناصر تكوين وعينا بالوطن وبالإنسان، لو أنني اقدر على ذلك.

    بولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-16-2004, 00:24 AM)
    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-16-2004, 00:26 AM)

                  

04-16-2004, 00:24 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    يا جماعة الخير أمانة الوقت ما زنقني زنقه! وقد عدت إلى "العمل" بعد إجازة قصيرة لولاها لواجه أمري مع البورد عسراً كبيرا. عاد كيف تسووا عليْ؟ أعذروني إن اختصرت من هنا ورايح. كما أرجو أن تعذروني إذا قفزت بالزانة لأُحادث ثلاثة أصدقاء إتنين منهم قدام وواحد جديد : هم القاص، الشاعر، الحكيم المثقف، الأستاذ خالد عويس، والصديق العزيز أسامة الخواض بخصوص هجيمتو التي أنزلها على أم رأسي من حيث لا أحرى ولا أدرى ( وده من كلام حوض العاشم يا بشرى. "لا أدرى" بالألف المقصورة). حين نسب إلىَّ صدوراً ودفاعاً عن مفهومٍ لا في عير ولا في نفير "عِدَّتي المفاهيمية". (كما سأوضح في تعقيبي فلا تعجل عليَّ يا أسامة). ثم النور عُتبى له على عتابه الحَييِّ الرقيق في خصوص ما وردت الإشارة إليه، والسؤال عنه، وتداخله مع أكثر من موضوع في أكثر من موقعٍ في هذا البوست مما سُمي ب "حوار" أو "سجال بولا مع حيدر". وهو عتابٌ جاء، على الرغم من رقته، وعلى الرغم من شروحي العديدة الموثقة، في غير محله. أعني أن العتاب قد وجِّه إلى المعتَدى عليه والمعتدى عليهم، بينما كان غفران النور، ودعوته لنا إلى الغفران، من نصيب "الجاني" من دون قرائن إثباتٍ كافية.
    بولا
                  

04-16-2004, 03:53 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    انا سعيد حقا بهذا الحوار بين الاجيال

    يا صديقي النور اعتقد انك الى الان لم تفهم المصطلح الذي قمت انا بنحته عن "مديح العصامية"

    ليس لهذا المصطلح علاقة بسجال بولا مع حيدر كما تعتقد انت

    لكنه جزء من ردي على بولا عما قاله في مقدمته لمجموعة صلاح الزين

    وفي ظن -بولا - وهذا تمظهر لما قلناه عن بنية النسيان , انني اخترعته مؤخرا

    لكنني نشرت مقالي ذاك في جريدة الخرطوم عام 1999
    ثم قام الفيا بالرد عليه في جريدة الخرطوم

    وكنت اود الرد عليه لكنني رحلت الى الولايات المتحدات الامريكيات كما يقول حسن موسى

    وحينما فتح النقاش عن البنيوية لم اشارك بالشكل المطلوب لاسباب ساذكرها لاحقا
    ثم اعدت نشره في كتابي "خطاب المشاء" الذي صدر على نفقتي الخاصة من "كنتين" حيدر

    مرت اكثر من اربع سنوات على نشري ذلك المقال ومع ذلك يعتقد بولا ان هذا امر جديد

    هذا بالضبط ما اردت ان اقوله :

    كل منا محصور في صدفته
    واقدارنا في النشر خارجة عنا

    ماذا يمكن ان نسمي كل ذلك؟؟؟

    وساعود
                  

04-16-2004, 10:23 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: osama elkhawad)

    أستاذي، عبد الله بولا

    سعدت بإطلالتك بعد غيبة. وأرجو من كل قلبي، أن تجد، من عافية البدن، ومن بركة الوقت، ما يمكنك من الإطلال المستمر علينا. أجد في قراءة كتابتك، متعة ثرة، وأتعلم من طريقتك فيها، الكثير. فهي تجمع الإنضباط الشديد، والشاعرية الطليقة. ولا أجد مثل ذلك كثيرا، في غيرها. وقلما تجتمع هاتان السمتان للمرء، في صنعة الكتابة. ولا أريد أن أقودك إلى سجال، لكوني أعرف أن الوقت، لا يتوفر لك، مثلما يتوفر لي. فحياة باريس، ومواصلات باريس، ولهاث ايقاع حياة باريس، لا يتركان للمرء، بقية من (مُرُوَّه)، ينفقها، أمام شاشة الكمبيوتر. يُضاف إلى ذلك، أن ذلك الكمبيوتر، يتقاسم شراكته خمسة أفراد، كما جاءت إشارتك.

    نعم أعترف، أنني لم أقل رأيي في الطريقة التي كتب بها حيدر في ذلك "الحوار الماراثوني" كما تفضل بوصفه، السمندل. والسبب أنني أردت لتلك الحادثة، أن تموت، ويطويها النسيان. وتمنيت، من كل قلبي، لو أنك لم تشر إليها، إطلاقا، في مستهل قدومك إلينا.

    لم أمسك عن قول رأيي، في ما صدر عن دكتور حيدر، لكوني رأيت حيدراً، محقاً، من قريب أو بعيد، في المدى الذي ذهب إليه، في الإستهداف الشخصي، والعمد إلى التجريح، وإلإيغال فيما يسمى بـ (إغتيال الشخصية)، بل والسخرية المريرة، مما وصل بالأمر، إلى درك، نشر سخائم النفوس، والحرص على إشفاء الغليل، من الخصم الفكري! وإنما أمسكت لكوني، قد عرفتك، لمدة تجاوزت الثلاثين عاما. وأنت عندي بمثابة الأستاذ، والشقيق الأكبر. كما أنني، لا أعرف دكتور حيدر، بالقدر الذي أعرفك به. ولذلك لا أجدنيٍٍ، بحكم محدودية معرفتي الشخصية به، قادرا على إرهاق كاهله بمطلبٍ، ربما لا أجد، في المقابل، بأساً من صبه على رأسك أنت، دون كثير تردد، وربما دون قليل تردد، أيضا.ً ومطلبي منك هنا، هو "العفو". والعفو، أن تترك حقك للأخرين. ليس ضعفاً، كما يتبادر لصغار القامات العقلية، والخلقية، وإنما إحياءً، وإعلاءً، وترسيخاً، لقيم، وتقاليد النبل الإنساني، في النفس، وفي المحيط. كان الأستاذ محمود محمد طه يقول لنا: (أبذلوا للناس، من أعراضكم). وأحببت لو أنك بذلت لحيدر من عرضك. فإني أراك بذلك قمين. فإن رآيتني، أستاذي، إنما أجرك، إلى مشهد، مسيحي، لا يروق لك، فلك العتبى حتى ترضى. وأعف عن ذلتي، إن رأيتني ذللت، فأنت في ذلك مرجوٌّ، أيضاً.

    وأعود لما خطر لي حول ما تفضلت بذكره، من شأن الإسترقاق، إذ يبدو أن على كل من رضي عيش شمال الكرة الأرضية، أن يرضى بتبعة الإسترقاق، المصاحبة لذلك النمط، من العيش. فهو سمة لا فكاك منها في ذلك الفضاء. وشكرا لشيخنا هنري جيرو، الأكاديمي الأمريكي، الذي فحص ببصيرة ثاقبة، مسارات إعادة انتاج المظالم التاريخية، فحصا شافيا. فقد قام الرجل، بتعرية تلك المسارات، وكشف عوراتها، وهو يفكك بنية التعليم الأمريكية، وعموم تقلبات الحياة الأمريكية، وهي تتفنن في إعادة إنتاج المظالم.

    حين قال الأمريكيون السود المستعبَدون، لأسيادهم البيض، أنهم يريدون حريتهم، وقد وضح للبيض، أنه لم يعد أمامهم مناص، من الإستجابة لتلك المطالب، ردوا على السود قائلين: حسناً، سوف نعطيكم حريتكم. قالوا ذلك، واضمروا امرا آخر.

    كان الزنوج حين كانوا مستعبدين، لا يتقاضون أجورا على أعمالهم. غير أن المالك كان يطعمهم ما يقيم أودهم، وما يجعلهم قادرين على العودة إلى العمل كل صبح جديد. وكان يعطيهم السكن مجانا، ويعالجهم، كما يعالج المرء بهائمه، التي يستخدمها في جر المحاريث، وفي سائر أعماله، بحكم حاجته إلى ما تؤديه له، تلك البهائم، من خدمات. وحين همَّ الرجل الأبيض بمنح العبيد حريتهم، فكر في أن يلتف حول حريتهم، من حيث لا يشعرون. فهو لا يريد أن يفقد أي امتياز اكتسبه في الماضي، لمجرد إصدار قرار مكتوب على ورقة يقضي بـ "منح الحرية". وهو قرار، لم يعد التسويف فيه ممكنا.

    وبما أن الرجل الأبيض، هو المالك للأرض، والقادر على الإقتراض من النظام البنكي، بحكم ما يملك من مقدرات، وعقار، وخلافه، فقد بنى لهم الدور التي يسكنون فيها، مقابل دفع الإيجار. ووضع لتلك الدور أسعارها، وفق ما يهوى، هو. ووضع مع ذلك، القوانين، واللوائح، التي تجعل كل شيء يصب في مصلحته، في نهاية الأمر. أصبح العبيد "أحراراً" من الناحية الشكلية، والإجرائية، وأصبحوا يقبضون منه الشيكات نظير أعمالهم، في حقوله، وسائر مؤسساته التجارية، بعد أن ظلوا يعملون، سخرة، في السابق. ولكن حركة الإلتفاف على قرار التحرير، جعلت ما يتراوح بين ثلث مبلغ الشيك الشهري، ونصفه، يعود، مرة أخرى، لجيب المالك، في صورة تغطية لإيجار السكن.

    ثم أقام لهم المالك، الدكان، أيضا، الذي منه يشترون سائر أغراضهم. فبما أنهم قد أصبحوا "أحرارا"، وخارجين عن ملكيته، ويتقاضون شيكات نظير عملهم، في حقوله، وغيرها من مؤسساته، فقد توجب عليهم شراء موادهم الغذائية منه، بعد أن كانوا يتلقون تلك المواد في السابق، بلا مقابل، على عهد السخرة. فحدد المالك أسعار الغذاء، والكساء، والدواء، بما يبقي عبيده المحررين، فقي حالة عوز تام. وكاننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا! ثم تطورت أحوال النحررين من العبيد، فجاءتهم خدمات الماء، والكهرباء، والغاز، والتلفون، وغير ذلك، ووصلت الفواتير الشهرية، إلى حزمة معتبرة.

    وقفت حواجز العنصرية، والفقر، في مرحلة ما بعد التحرير، بين المحرَّرين، وبين التعليم. فبقوا نتيجة لذلك، أسرى الأعمال الشاقة، والأجور القليلة. وهكذا تواصل مسلسل إعادة انتاج الفقر، وسط هذه المجاميع، من البشر. فابن العامل لا يصبح، في الغالب الأعم، إلا عاملاً، وذلك بحكم انغلاق فرص الترقي الإجتماعي أمامه. وفرص الترقي الإجتماعي، تتيحها عادة، فرص التعليم، الذي يقتضي أن تملك الأسرة مالا تواجه به تكاليفه الباهظة! أيضا ينبغي أن تملك الأسرة، ما يسميه هنري جيرو وقبيله بـ (الرأسمال الثقافي) CULTURAL CAPITAL . وهذا الرأسمال الثقافي هو الذي يمكن الأسرة من كسر الحلقة المغلقة من إعادة أنتاج الفقر. ولكن لا يتكون ذلك الراسمال، إلا إذا تدخلت قوة خارجية (الدولة)، لتكسر تلك الحلقة الجهنمية، التي لا تفتأ تلف حول نفسها. ولكن الدولة ليست، في الحليل النهائي، سوى فئة المالكين الذي أرادوا، منذ البداية، لهذه الفئات، أن تظل في مستنقع الفقر، والجهل. فمعرفة قيمة التعليم، تجعل المهمشين يحرصون علي التعليم، لأنفسهم، ولأولادهم.

    إضافة إلى ذلك، يرى جيرو وقومه، ضرورة ما يسمونه، EMPOWERMENT، وأحب أن أترجمها بـ (تصحيح رأي المرء في نفسه). ويعني ذلك، خروج المرء من مرحلة الإحساس بالدونية، التاريخية. ويحدث هذا التصيحيح، عن طريق تسليح المرء، بالوعي الذي يعيد إليه الإحساس بالعزة، وبالكرامة الإنسانية، وبحقه في المساواة. وكل ذلك إنما يعينه على مجالدة العقبات، ويعلمه الحرص على النضال، من أجل حقوقه الإنسانية المساوية. ولكن النظام السائد، لا ينفك يقيم العوائق، أمام كل هذه النقلات الوعيوية، وباستمرار.

    وأخذ السود كنموذج لإعادة أنتاج المظالم، ليس سوى مجرد مثال، لرسم الصورة العامة، بتشخيص الحالة في طرفها الأقصى، والأكثر بشاعة. وإلا فكل الفئات التي تمثل ما يزيد على 90% من مجموع السكان، مسترقة، هي الأخرى، لقلة، لا تمثل، في أحسن الأحوال، أكثر من 5 إلى 10% من مجموع السكان. وكل هذه المذام التي يمكن الإشارة إليها في النظام الإجتماعي الأمريكي، لها مايماثلها، في بقية أرجاء العالم. بما في ذلك، أنظمة البلدان التي لا تزال في حقبة ما قبل التصنيع. إلا أن النموذج الأمريكي، يعد النموذج الأكثر إحكاما للسيطرة على مصائر الأفراد، والأقل قابلية للتغيير. فالحزبين الكبيرين، والإعلام، وغالبية الأقلام، قد تم شراؤها جميعا، بواسطة المؤسسات الإقتصادية العملاقة القابضة. كما أن النظام التعليمي، قد غدا، بسبب كثير من الإجراءات، التي امتدت منذ حقبة المكارثية، مكرسا لترسيخ قبول الأوضاع السائدة.

    أما المتعلمون من أفراد الطبقة الوسطى، وسوادهم الأعظم، من البيض، ممن تمكنوا من ملكية البيوت، والسيارات، وظنوا أنهم قد حققوا ما يسمونه، (الحلم الأمريكي)، فقد تم إغراقهم في الديون، عن طريق القروض التي تمنح بسعر فائدة عال. وهو سعر تحدده الفئات القابضة على أعنة الأمور. وحين يفرغ المشتري، من دفع ثمن بيته، بعد ثلاثين عاما ـ وهذه تمثل مدة السداد، لغالبية جمهور المقترضين ـ، يكون قد دفع ثمن البيت ثلاثة أضعاف، على الأقل. وهناك قروض التعليم، العالي، التي يستغرق دفعها عشر سنوات في المتوسط. وقرض السيارة الذي يتراوح، بين ثلاث، وخمس سنوات. ويقترض الأمريكي في المتوسط، ما قد يصل إلى خمس أو ست مرات، في حياته، من أجل تغيير سيارته. وكل تلك الفوائد تصب في جيوب المُلاَّك، وهم قلة قليلة جدا، كما تقدم.

    ثم جاءت بطاقات الإئتمان CREDIT CARDS لتتم الناقصة. فبعض أسعار الفائدة، في هذه البطاقات، يصل أحيانا، إلى 22%. وهكذا أصبح، السواد الأعظم، من الجمهور، خدماً لمؤسسة القلة القابضة، على مفاصل السلطة (التشريع) وعلى مفاصل الثروة. ويمكن القول، بلا مبالغة، إن المواطن في النظام الراسمالي، في نسخته الأمريكية، ليس سوى دافعٍ للفواتير الشهرية.

    الشاهد أن الرق لم ينته، وإنما تحور، وأخذ شكلا جديداً. والصورة التي جرى رسمها عاليه، ليست سوى صورة مبسطة، جدا، لصور إعادة إنتاج الإسترقاق. ويبدو أن هذه النسخة الأمريكية، لكيفية عيش الكائن البشري، لحياته، وفهمه لمغزاها، ومعناها، في طريقها لتعم بقية الكوكب. وربما حدث ذلك، في العقود القليلة المقبلة. وعليه، فربما اختفت تبعا لذلك، بقايا سمات الحضارات الإنسانية، القديمة، المتمثلة في الحرية الشخصية النسبية، التي لا يزال الأفراد يتمتعون بها، في أنظمة ما قبل التصنيع، وما قبل الإحتكار. وربما اختفت أيضا، سمات التكاتف، والتراحم، والتعاضد، واقتسام اللقمة، والعائلة الممتدة، و(دفء العيش في العشيرة)، كما قال الطيب صالح، مما لا تزال بعض بقاياها تعيش، في مجتمعات ما قبل التصنيع، وقبل بسط يد الرأسمال على كل شيء.

    ختاما، أظن أن غارودي، وهربرت ماركوز، ومحمود محمد طه، وجماعة لاهوت التحرر، يستحقون منا إعادة زيارة.

    عزيزي أسامة:

    أراك تكرر في كل مرة، أنني لم أفهم عبارتك (مديح العصامية)!! فلماذا لا تتكرم بشرحها لي، وأنت صاحبها، بدلا عن ترديد القول بأنني لم أفهم!! قال أحد المحدثين لإعرابي: يا إعرابي: لم لا تفهم ما يُقال؟ فرد عليه الإعرابي: ولكن لم لا تقول ما يُفهم؟!

    فتكرم عزيزي أسامة، بإنفاق دقيقتين، إضافيتين، واشرح نفسك لي، بدلا عن تكرار أنني "لم أفهم"!!

    مع خالص شكري مقدما.

    النور

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 04-16-2004, 10:32 AM)

                  

04-16-2004, 01:20 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    Quote: فالمعوق الأول لحركة النشر الواسعة عندي، زعزعة ثقتي في أن ما أكتبه يستحق النشر أصلاً. هذه أولى الأثافي لا ثالثتها. والثانية إنني أخاف من دور النشر العربية التجارية الحالية، خوف الذئب من دم بن يعقوب، أخاف من أخطائها المباحة القائمة على إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" وعندي إنه ليس في الكتابة أخطاءَ طفيفة وغير طفيفة. وعقيدتي بأن الخطأ الطباعي يُرزل العبارة. بل يرزل الخطاب كله.

    الأستاذ الجليل عبد الله بولا .. شكراً على تكرمك بالرد على مداخلتي رغم توجيه تساؤلي إلى النور حمد .. فكلاكما كنز حالت صروف الدهر دون اكتشافنا له مبكراً.
    في تعليلك لعدم الكتابة .. أوردتُ الأثافي "التعيسة" التي اقعدتك عن النشر. الا ترى أن أولى الأثافي التي ذكرت (زعزعة ثقتي في أن ما أكتبه يستحق النشر أصلاً) هي عين الخجل؟. الخجل يا أستاذ عبد الله هو، في نظري، كل الأثافي المانعة .. ويشترك في ذلك كل أو جل السودانيين بلا استثناء.
    ملحوظة: المرحوم الأستاذ كمال شانتير (لم أكن على علمٍ برحيله) ليس من ذوي القربى .. والاسمان مختلفان اختلافاً بائناً. هو شانتير .. والعبدالفقير لله يدعى شنتير (بكسر الشين، تليها نون ساكنة، ثم تاء مكسورة، ثم ياء ساكنة سكوناً ميّتاً، ثم راء تتغير حركتها حسب موقعها في الجملة).

    الأخ النور حمد .. اقترح فتح بوست منفصل .. ابتدره بأي موضوع ترى .. لنفتح المجال للاستاذ عبد الله لكي يعلمنا.

    وشكراً.

    (عدل بواسطة Shinteer on 04-16-2004, 01:22 PM)

                  

04-16-2004, 12:48 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي النور

    صباح الخير

    لم اقصد الا الحقيقة في اشارتي لعدم الفهم

    وحاولت ان ادلك على مصدرين للتعرف على مصطلح "مديح العصامية"

    لكنك ما زلت مصرا على الاشارة الى سجال بولا مع حيدر

    مع انني ذكرت انني لم اكن من المتابعين له

    وكما قلت قبل ذلك فان المصطلح ورد ضمن سياق اكبر ومن الصعوبة

    تلخيصه خارج ذلك السياق

    واتمنى ان اجد الوقت الكافي لانزال مقالي "مشهد النسيان" في

    البوست

    مع تقديري

    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 04-16-2004, 12:56 PM)

                  

04-16-2004, 05:27 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: osama elkhawad)

    شكرا شنتير

    في النية فتح بوستات مختلفة، وأرجو أن يجد أستاذنا عبد الله بولا، من الوقت ما يمكنه من المشاركة. وأنت ايضا مدعو لفتح بوستات، ولن نقصر في رفدها، بما يعن لنا. وقضايانا المعلقة، كما تعلم، تجل عن الحصر.

    شكرا لك مرة أخرى، عزيزي شنتير.

    الأخ أسامة

    شكرا على التعقيب، ولسوف انتظر حتى تنزل المقالات التي أشرت إليها، والتي تشرح فيها ما تقصده بـ (مديح العصامية). وكما يقول أهلنا: (نحن ما لاحقين لينا سوق).

    شكرا، مرة أخرى، وتحياتي عبرك لمجموعة فيلي، رجالا ونساء، وأطفالا.
                  

04-16-2004, 06:27 PM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الاستاذ العزيز د.النور تحياتي

    اولا انا متاسف جدا للترحيب المتاخر للاستاذ العملاق
    عبد الله بولا
    كم نحن محظوظون صفوة مثقفي السودان الاحرار بين ظهرانيين
    التحية والتجلة للاستاذ عبد الله بولا

    ali
                  

04-16-2004, 08:08 PM

شريف محمد ادوم

تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الاستاذ دكتور النور حامد

    شكرا لك وانت تهدي البوارد الناقد والكاتب الكبير عبد الله بولا ننتظر منك ومنه الكثير فالثقافة

    الاسلاموعربية اوردتنا موارد التهلكة في زمنكم كانت الجامعات والمدارس العليا مكان للعلم والبحث

    الجاد اما في زمن الطفابيع فقد اراد لنا الجهل لذا كنا نقاتل في جبهات عديد فتارة كنا نقاتل

    من اجل تامين مصاريف معاشنا لقد كنت اعمل كمساري في الباصات والدفارات والحافلات حتي استطيع

    تامين مصروفاتي والمساعدة ايضا مع الاسرة بل ان السيد عثمان عبد القادر في عام 97 نشر اعلان في

    الجرائد للوظائف االمتحصلين )الكماسرة) اذكر اننا كنا 9 كماسرة من جامعة الخرطوم نعمل في

    شركته وايضا يوجد طلاب من جامعات اخري اما شركة حلال فانه لا يتم تعين المتحصل الا اذا كان لديه

    واسطة من الكيزان او كان من منطقة حجر العسل وفي نفس الوقت كنا نواجه بمطاردات الجبهة الاسلامية

    ومضايقاتها اما في الجانب الاخر فكنا نشاهد كيف انهم احرق امهات الكتب بدعوة انها مخالفة

    للتوجه الاسلاموعروبي من قبل عدة ايام انزلة دراسة كتبها الاستاذ الباقر عفيفي وترجمها الاستاذ

    الخاتم عدلان اتمني ان تدل بدلوكما فيها فهي علي حسب اعتقادي جديرة بي المناقشة خاصة من اناس

    متخصيصين امثالكماسوف تجدونها في الوصلة التالية

    ازمة الهوية في شمال السودان متاهة قوم سود .........ذوثقافة بيضاء
                  

04-16-2004, 08:49 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: شريف محمد ادوم)

    شكرا دقنة

    ليست متأخرة أبدا. ومرحبا بك بيننا هنا.

    شريف

    شكرا للتنبيه

    لقد أطلعت على ورقة د. ألباقر العفيف، قبل ما يفارب العامين تفريبا. وشكرا لك على إعادة نشرها، في البورد، فهي ورقة مهمة، جدا. زارني الباقر العفيف في جامعة إلينوي عام 1998، على ما أذكر، وكان حينها يعد للورقة فيما يبدو، وقد دار بيننا نقاش طريف حول مادتها، وخطوط بحثه التي سلكها لإنجاز تلك الورقة. وقد أعجبتني رؤيته، منذ البداية. وهاهي الورقة تلفت النظر، بشكل متفرد، إلى ضرورة إعادة النظر في كثير من المسلمات، التي قبلناها، في شأن هويتنا العربية، دون كثير فحص، أو مساءلة. وسوف أعلق عليها في البوست الذي تفضلت أنت بفتحه.


    شكرا لك مرة أخرى.

    النور
                  

04-16-2004, 11:08 PM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    اشعر ان قامتي أقل من قامة الترحيب بعبدالله بولا . ومع ذلك اتجرأ فاقول مرحباً بمدعنا ومفكرنا الكبير . كم نحن سعيدين بلقائك هنا ، وفخورين بمشاركتك لنا منبر واحد.
    عثمان تراث
                  

04-16-2004, 11:31 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي الأستاذ خالد عويس
    قرأتُ نذراً وافراً من مداخلاتك وبوستاتك في البورد. وعلى وجه الخصوص "خطاب" وداعك للسعودية وأنت على وشك أن تغادرها لمقر عملك الجديد. وعَمَّرَ "نفسي" عطر وفائك وتمييزك في أمرٍ يصعب الحرص فيه على التمييز. أعني تمييزك بين "الإنسان النفطي"، "البترودلاري"، و"الإنسان الإنسان"، في ذلك البلد الذي شدَّما يصعب فيه مثل هذا التمييز. فقد علوتَ علواً شاهقاً على التعميم الذي يغري به (ليس من دون وجه حق) العنت والصلف والتعالي الجاهل الذي يواجهه العاملون الأجانب في المؤسسات الرسمية والخاصة تلك البلاد، والذي ينيخ بأثره بلا شك، بل أثره العميق، على "العقلية الشعبية النفطية" التي لا تدرك أن لا ناقة لها ولا جمل، ولا حتى عنزاً جرباء، في مؤسسات الخيلاء النفطية. فوقفتَ وقفةً حفيةً جليلةً في حضرة أصدقائك من السعوديين من ذوي النفوس الكبيرة التي طالت عن أن تغرقها بركة النفط الزائلة.
    وقد ذكرتني بذلك بأيام وداعي لمدينة سبها، (وقد كانت في سالف الزمان قريةً "آمنةً" إلى أن جاءها النفط ليحيلها إلى"عاصمة" الجنوب الليبي، لا "إيدا لا كراعا"، فعرفت من صنوف الخيلاء ما لم تر ولم تسمع من قبل عيون وآذان شيخاتها وشيوخها، الذين عبر عمي "محمد الخبير" ـ فرَّاش مركز البحوث والدراسات الإفريقية، عن استنكارهم لهذا الخيلاء بالتزامه نوعاً من الصمت السيميولوجي البليغ، وبإكرامه الذي لا يُعلى عليه في التعامل مع "الأجانب". ومثل عم محمد نفرٌ قليلٌ في المدينة، زرفت لدى ودعي لهم دمعاً مدرارا. وبدت لي المدينة وأنا أودع مشاهدها وشوارعها، وحجارتها، التي صاحبتني في إقامتي التراجيدية بها، رموزاً لمحبة ذلك النفر الفريد. وسوف أحدثكم أنتم معشر القُصاص والشعراء والمحبين، لا حقاً عن كيف تصبح الحيطان والحجارة وخشاش الأرض رمزاً للحب حين يأتي دور مشهد حوض العاشم وعيسى أبو المك، عيسى ود المكي، سلطان العاشقين من غير منازع: فلا قيس ليلى ولا كثير عزة ولا روميو جولييت، تطولون قامات عشقهم قامة حب عيسى للحوض ثم سعدت سعادةً مضاعفة عندما عرفت إنك من شباب ومثقفي حزب الأمة. وكنت تعرفت قبل ذلك على الأستاذة رباح الصادق المهدي، حين التقيتُ أباها في القاهرة لإجراء حوارٍ طويلٍ، معه في وجوه المشكل السياسي الثقافي الفكري السوداني المختلفة. فأكرمت وفادتي، وأكرمتني بجمعٍ وترتيبٍ فريدٍين في غاية الدقة والإتقان لما طلبته من وثائق الحزب التي كنت وما أزال أنوي استخدامه في ما تبقى من قضايا ذلك الحوار. ولن أكون مستوزراً أو راغباً في الانضمام لحزب الأمة، "لشيء في نفس يعقوب"، إذا ما ذكرت هنا أن السيد الصادق المهدي قد أكرم وفادتي أيضاً، بروحٍ سمحٍ وصبرٍ على أسئلتي ومداخلاتي الحامضة الكزَّة أحياناً. فانقل لهما شكري. وقد طمأنني ذلك بعض الشيء، حتى لا أقول كثيراً، فأكذب، على مستقبل هذا الحزب واحتمالات استكمال تحوله إلى المؤسسية الحقة. أما رقم تلفوني وعنواني البريدي والإلكتروني، فيسعدني ياعزيزي أن تضمها نوتة العناوين والهواتف "ديالك" (ظريفة ديالك وديالو بتاعت المغاربة دي وقد علمتني إياها ابنتي عزة، التي تعلمت فصاحة اللهجة المغربية من صديقتها، وعزة بالمناسبة روائية وقارئة رواية ممتازة ومثابرة رغم تخصصها العلمي، (شوفوا علكُين الله الموضع دا انساط كيفن على إيديولوجية التكنوقراط التي هي أداتهم، غير المجدية، في ضبطنا وتصنيفنا، نحن بني الإنسان المساخيت الطلقاء، للحيلولة دون تعدد غواياتنا الإبداعية وحقنا في حرية التنقل في ساحاتها الوضيئة الباسقة؟). شكري لك ثانيةً قبل ما أخرم تاني مِتل شيخنا عبد الله الطيب. والواقع إنني تعلمت هذه التخريمات من "تقنية" صويحباتي السوامق في فن الحكي : زينب بت بشير، وحوض العاشم بت فضل الساتر، وعاشة بت عباس ودخلف الله السليني ( والسليناب بالمناسبة من ريَّافة بربر، بلد الريافة الأساسي في السودان، قبل "ما يتنشروا كما تقول عاشة بت عباس بت آمنة بت ود الفكي موسى. وهم على خلاف ما كنا نعتقد، ويعتقد نسابة المدينة، من أصلٍ ليبي، وليسوا صعايدة. وقد أصابني يقينٌ من ذلك، أو أصبته، من إقامتي بليبيا فعلمتُ أن سلين بلدة بالشمال الليبي. هاجر السليناب منها إلى صعيد مصر ثم إلى بربر. وفوق كل ذي علمٍ، لابد عليم. وذو العلم هنا محمد السليني الليبي، الذي أصَّلهم لي، لا أنا. شكري ثالثةً والمرة دي أخيرة وربك يسترنا ومع البورداب الآخرين من غواية التخريم. ولتسمح لي بتخريمةٍ أخيرة أساسية، فأنا أتشوق لقراءة أعمالك الروائية، فكيف الدبارة في حصولي عليها. بولا
                  

04-17-2004, 08:27 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    Welcome Dr. Bola from one of your many students of Khartoum North secondary school. And later one of your many readers of your articles and essays about us, the sudanese, in relation to ourselves and in relation to the complex worlds around us. And of late, one of your many blood relatives if blood relation can stand the test of time and the test of truth seeking which transcends all distinctions and privileges

    Khalil Farah immortalized Omdurman in his poems and songs. Khartoum north, our modern and sophisticated beloved city, is awaiting her poets with eagerness
                  

04-18-2004, 02:03 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي أسامة، الشوق والمحبة لك (بالآلاف لا يوم الوِقاف،
    وأنا سعيد "بإنك لقيت ليك جمة" بعد ذلك العناء المديد.
    يا سيدي نسبة "مديح العصامية" بتاعتك دي إلىَّ هجيمه. أي نعم. وأنا أتحدث بالأصالة عن شخصي فقط. أما العصاميون الآخرون فيشوفوا "شوفَتُنْ" معاك.
    وقبل ما ندخل في الموضوع أرجو أن تسمح لي بأن نستعدل معاً قراءة عبارتي التي جاءت في معرض شكري لشنتير، التي أشرتُ فيها ل"هجيمتك" لي. وأوردها هنا في سياقها "الكامل"، بالقدر الذي يتيحه الحيز. فقد قلتُ لشنير: "بخصوص مؤلفاتي أقول لك كْلمَه يازول: فلا مقولة الكسل الحيدرية، التي أصبحت مقولةً شبه سائدة، بين قطاع كبيرٍ من شبان الحركة الثقافية في تفسير "شح" النشر لدى المثقفين السودانيين كما يزعمون، والتي أضاف لها عصام جبر الله قبل أيام "المَحْرَكة"، ولا مقولة "الخجل" التي جاءت في كلمتك، وقبل كل ذلك وفوقه أقول، ولا مقولة "امتداح العصامية" التي بهتني بها أسامة الخواض قبل يومين من عمري المديد على ملأ البورد."
    وقد استفدتَ أنتَ من قولي هذا معنىً يدل على عدم قراءتي لكتابك الذي ورد فيه "مفهوم ومصطلح العصامية"، ضمن الموضوعات النقدية التي عالجتَها فيه. وهي معالجة سائغة أوافقك على معظمها. وإذا كان في قولي لشنتير، المشار إليه أعلاه، ما يوحي، أو يدل دلالةً مباشرة على أنني، في إطار، أو سياق "بنية النسيان"، لم أقرأ مقالك المعني، فسوف أتحمل مسئولية تقصيري في الإفصاح عن مقصدي الذي هو عاى خلاف] مستقيم على مابدا لك، أو مع ماقد أكون قد قصرت في توصيله من مقصدي. مع إنني لا أوافقك فيما ذهبتَ إليه من تأويل عبارتي. فقد قرأت مقالك في الواقع منذ عام 2000 (وربما 2001، اشتريته من مركز حيدر). وأعدت قراءته عدة مرات، ووضعت علامات كثيرة حول فقراتٍ منه تتعلق ب "مديح العصامية"، وموضوعاتٍ أخرى، على عشم أن يتوفر لي الوقت لمناقشتها أو توظيفها ضمن عناصر مناقشة موضوع "تقويم" أداء الكتاب والمثقفين السودانيين، الذي أفضي ويفضي بالكثيرين إلى لومهم، في أغلب الأحيان، وإلى "شتمهم" والزراية بهم، في حينٍ بعينه. إلا أنني لم أجد من الوقت ما يسعفني على المساهمة، بأداء ٍ مسئول، في مناقشة الموضوعات العديدة الهامة التي أثرتها فيه، وبصفةٍ خاصة ما يتصل منها بمفهوم " العصامية" وعلى وجه الخصوص نسبتها إلى مذهبي، خلافاً واتفاقا، فآثرت تأجيل عزمي على الخوض في هذا الموضوع. وإشارتي في ردي على ترحيب شنتير، يبدو لي، أو ربما يقوم في وهمي، أنني لم أطلق فيها أعنَّة عبارة "الهجيمة"، بل حددت فيها مسوغات اعتباري لها "هجيمةً" باستنادي على أربعةٍ من أكثر عناصر "الهجيمة" "أصالةً"، فضلاً عن عنصرها المكون الأساسي الذي انعدام قراينةٍ في نصي تسوغ حكمك، أي إدراجي في "قبيل مديح العصامية". والعناصر الأربعة الأخرى هي: الفجاءة، والاقتحام، وسرعة الانتشار، واختيار التوقيت. (وبعبارة أكثر وضوحاً، فيما يخصك، عدم التوفيق في اختيار الوقت). فمسوغ اعتباري لها "هجيمة" كونها جاءت في البورد على وجه التحديد، وعلى غير توقعٍ مني، إذ أنك فاجأتني بطرح موضوع سجال في أمرٍ معقدٍ، وأنا لم أفرغ بعد من واجب الرد على ترحيب أعضاء البورد الحار بشخصي المُبتَلَى بسلسةٍ من "الهجايم" في السنوات الأخيرة، وما أنفك أعتذر عن شُح نصيبي من الوقت في درئها. وربما، أكون قد سميتها "هجيمةً" أيضاً، لأن في مؤخرة ذهني اعتقادٌ قديم بكونها في الأصل هجيمةً، سواءً قرأتُ الكتاب أم لم اقرأْه. والمعلومة في البورد كما تعلم سريعة الانتشار بصورةٍ لا تتوفر للكتاب، بل ولا للمقالة الصحفية، وسرعة انتشارها تهجم الكاتب "البرئ" (في معنى الخلعة، الذي هو من عناصر الهجيمة)، وتُسقط في يده. لأنها تضطره إلى معافرة ومشقة تصحيح وتقديم قرائن براءةٍ من "جريرةٍ" لم يرتكبها أصلاً. وسوف أعرض في ما سيأتي لاحقاً من بقية هذا التعقيب (وهو طويل جداً)، وليست هذه سوى مقدمته، أصول براءتي مما نسبتَه لي من صدورٍ عن مفهوم "العصامية" الشامل، أو مديحها، الذي ربما افترضت أنه هفوة أو تناقض أو ما شئتَ أو ما وقع لك من نظرٍ أو ظنٍ لصلتي به. فإلى حين ذاك. و"تفسير" نشري لهذه المقدمة من دون سائر النص، أن عصيان وقتي واستبداده بي، وشعوري بالتقصير معك ومع النور والمتابعين لهذا البوست، وخشيتي من أن يعتقد أحدكما أو كلاكما، أنني حردان أو متحسس، فالموضوع ببساطة أن فقرة من المدخل الأساسي، وهي حوالي عشرين سطراً، اختفت، لأسبابٍ لا بد أنها ناجمة من العجلة، والعجلة، كما لا تعرفون، "في الندامة"، كما تقول خالتي ومعلمتي أيضاً، بخيتة بت حسن ود احمد ود امْحُمَّد ودالفكي حسن ود ختاري راعي الوَحَش، طلق النار في سنار، "وعجلة بخيته التي في الندامة" أبلغ عندي أن العجلة التي علمونا في المدرسة أن الندامة فيها. العجلة في بمفهوم بخيته هي التي أضاعت علىَّ مدخل موضوعي وجشمتني رهقا. فإلى حين أن أباصر كتابة المدخل مرةً ثانية، أو أجد أثراً له في كمبيوتر "مكتبي" يوم الاثنين المقبل، فسأطلب منكم كلكم معذرةً نجيضة غير منقوصة. ولا سيما إنني أكتب وسط ضجيجٍ وعراك، وغلاط، في شقتنا الضيقة، تثيره نوار بمناقرتها وزبلعتها التي لا تنتهي مع أمها وإخواتها، ورنين التلفون الذي لا ينقطع، والديسكو الدائم في الشقة، وتذمر فاطمة من ضجر محبسنا الفرنسي. أقول هذا كله خشيةً من أن يعيدعلىَّ أحدكم لازمة "الكسل"، و"حرَّ قعدة الكتابة" الحيدريةالمكرورة، أو الصدور عن مفهوم "العصامية"، أو"مديحها" الذي هجمني به أسامة. مع شكري ومودتي

    بـولا



                  

04-18-2004, 02:09 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    (عدل بواسطة Tumadir on 04-18-2004, 10:06 AM)

                  

04-18-2004, 07:46 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    عزيزي النور، يا تاج رأسي عفوا وسلاما،
    قرأت تعقيبك السلس العطوف الرقيق، على عُتباي، وأشكر لك ما عهدته فيك دائماً من دعوتي إلى العلو عن السخائم. وقد يجمُل بي أن أذَكِّركَ هنا بواحدةٍ من مناسبات دعواتك المقيمة لي إلى العلو. ولعلك تذكرها أصلاً. وهي قد جاءت في الواقع، بمناسبة أكثر زلاتي الكثيرة بؤساً، فما تزال مرارتها في حلقي على مدى السنين، ولن تزول. كان ذلك في السنة الثانية من إقامتي القصيرة المؤقتة الهامشية تلك، أستاذاً في الكلية، وكنتُ لم أفلح بعد في تمييز الحدود الفاصلة بيني وبين طلابي، ولا أنفكٌ على هذه الحال، إلى يوم الناس هذا، فيما يختص باعتبارات فوارق وفواصل السن، إلا فيما يأتي منهم من شطط شرخ الشباب وكرمه، ونزعته الدافقة الفائقة إلى ملامسة وجه شمس "المثل العليا"، تنزيلها إلى أرض الواقع الضروس، بضربةٍ واحدة. كان هاشم محمد صالح، وعلاء الدين الجزولي، وعمر الأمين (الذي كان لقبه الذائع حينها "شيطان مكة")، قد كونوا بعد قراءةٍ لسيرة رامبو (الشاعر الفرنسي الفذ الذي كتب أعظم أشعاره بين السادسة عشرة والثانية والعشرين)، فأنشأوا، استلهاماً لعنوان إحدى قصائدة، "مجموعةً" (من ثلاثة أنفار بس) سموها "أبناء الجحيم"، كما تذكر. (وهي في تقديري أم جهنم حسن موسى) وكانوا، وربما كنت أنا أيضاً، بما كان في نفسي من بقايا تلك الفورة الجميلة النبيلة، على اعتقادٍ بأننا سنغير العالم، في وقتٍ وجيزٍ جداً، بالشعر والخطاب الفلسفي المفحم. (ولم أزل على هذا الرأي، من إمكان تغيير العالم. إلا أنني اليوم بعد أن رجعتُ إلى سيرتي الأولى، التي وجدتَني عليها في أيامي الباكرة في حنتوب، من استغراقٍ وحيرةٍ وسؤال، بعد فورة النصف الأول من السبعينيات التي أعتبرُها أسوأ مراحل تكويني [وسأعود لا حقاً لأقول لماذا]، "أُدرك" بصورةٍ "أفضل" مدى تعقيد الإنسان والعالم، فأكتفي بالاعتقاد بأن التغيير ممكنٌ وحسب، وهو على قدرٍ من الاستعصاء والتعقيد تشيب من هولهما الولدان. وأن صعود مراقيه الوعرة المستشكلة لا يتوفر بالخطاب الذي يتحرى إفحام المخالف، وحتى الخصم، بالحرص على انتقاء ما فيه من عناصر الوعي ببؤس الواقع والمصير الإنساني المشتَرَكين، ما ينطوي عليه من رغبةٍ معلنةٍ أو مضمرةٍ في تجاوز هذا الواقع، إلى درجةٍ أعلى من احترام كرامة الإنسان وتوقير قدراته الخلاقة. أما أصحاب الخطاب الإقصائي الإستحوازي، التغريبي، المُحِطِّ المهين فلا سبيل معهم إلا الحزم الذي ربما زجرهم عن حظ النفس الغليظ. في واحدٍ من تلك الأيام الهادرة كتب "أبناء الجحيم" مقالةً حائطية في الرد على عمر عبد القادر، وكان عمر سلفياً عصيَّ المراس، لا يتورع من التنكيل بخصومه، من الطلاب، مما يقارب الدعوة إلى إباحة دمائهم، وكان مع ذلك أيضاً على قدرٍ من التهذيب مع أساتذته، وحتى معي أنا، وإن كان على مضضٍ من أمره. وكان عمر فوق كل ذلك وقبله، رساماً من الطراز الأول. إلا أنه ترك قسم الرسم والتلوين، بعد أن أفتى، أو أُفتِيَ له بأنهما مما يدخل في باب التحريم والكفر، وانتسب إلى قسم طباعة النسيج. في هذا السياق، فيما أذكر، جاءت سلسلةٌ من مقالاته الحارقة. فكان أن ردت عليه "مجموعة أبناء الجحيم"، بالمقال آنف الذكر. وقد كان مقالاً حامضاً مفحماً حقاً. أدخل عمر في زلزلةٍ شديدةٍ، ولعله جرَّه، فيما بعد، إلى شيءٍ من التراجع عن غُلوَّهِ، الذي تطور بعد ذلك بسنواتٍ عديدة إلى قطيعة أعلن عنها مع التيار السلفي المتشدد، وما أزال أتشوق إلى معرفة ما بلغته مسيرة تطور ذلك الشاب الموهوب (وهو اليوم كهلٌ بلا جدال. وأقول "بلا جدال" لأنني بالفعل أجادل نفسي في أنكم قد صرتم كهولاً، والكهل أقل من الشيخ، على غير ما يشيع من فهم لمراتب العمر في العربية، ولعلني أحرص على هذا التمييز و"التوضيح" من فرط هجيمتي من شيخوختي التي أصبحت واقعاً لا جدال فيه هي الأخرى، بعد مغالطة طويلة من جانبي). زبدة القول إنني أريد أن أعترف بأنهم استشاروني في ذلك المقال، وطلبوا مني تصحيحه وتعديله، وأعطوني إذناً بالإضافة إليه إن أردت. ففعلت شيئاً من كل هذا وذاك. ولما عُلَّق المقال على الحائط، وقرأته أنت فيمن قرأوه، لم تفُت عليك "لمساتي اللعينة" المؤسفة. فعاتبتني عتاباً رقيقاً حازماً. فلم أرتدع من أول وهلةٍ، ولعلني راوغتُك فيما راوغتُ نفسي. إلا أنني "أدركتُ" فداحة خطئي فيما بعد، وتذكرتُ ما كان من أمري مع طلابي من الإخوان المسلمين والسلفيين، المتشددين، ممن كنت أعتبرهم، وما أزال، من ضحايا مؤسسة الهوس الديني والغوغائية السياسية العامة في بلادنا، بما في ذلك غوغائيتنا نحن قبيل اليسار، أما غير المتشددين فقد كنت أعتبر انتماءهم إلى هذه التيارات الإسلامية، خياراً مخالفاً لا يتعدى على ولا يُنقِصُ واجب الاحترام والتعاطف والمودة في شيء. ولعلك تذكر ما كان من مودتي مع "أبو" راحل يوسف، وقرشي (الطيب؟) (وهو الآن طبيبٌ مرموق، وقد كان شديد التهذيب وافر العلم والأدب في تلك السن المبكرة)، وحسن مكي، على الرغم من سلاطة لسانه علىَّ وعلى غيري من مخالفيه في في الرأي والعقائد، في تلك الفترة الهادرة، فقد كنتُ أقدِّر فيه إطلاعه وبراعته في بناء الحُجَّة. وهذا مما يُمتدح في "الخصم" العالِم. وما يزال لعتابك ذاك نصيباً وافراً في زادي وعتادي من النقد الذاتي، ومقاتلة النفس الأمارة بالسوء. وفي هذا المعنى جاء عتابي لك، بمناسبة ما جاء، أو ما فرضه عليّ المقام من إلحاح المحاورين والوسطاء، في هذا البوست (وغيره من أوعية النشر) على ذِكْر ما أسموه "حوار بولا مع حيدر". وفي تصوري إنه لم يكن لديَّ من مجال لأن أترك هذا القول "مُلْقَىً فوق أثوابي" كما قال حلاج عبد الصبور، وفوق هامات وجباه رعيلٍ من النساء والرجال، ممن تثقل كاهلي أفضالهم المعرفية والخُلُقية.
    وفقد قفزت إلى ذهني، بعد قراءتي تعقيبك الرقيق، كلمة المتنبي الشهيرة "قتلتني"، والتي قالها، كما تعلم، رداً على مرافقه وناصحه الذي زجره، وهو يهم بالهروب من الكمين الذي نصبه له ضبَّة الأسدي انتقاماً منه عن هجائه المقذع، الفاحش، الشهير، لأمه، "ألست القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟". فقال له أبو الطيب "قتلتني". ورجع ليقاتل فقُتل، كما تقول الرواية، وكما تعلم. أما أنا، فأقول "قتلتني"، في معنىً وسياقٍ آخرين، ودون أن أكون من أهل الخيل والسيف والبيداء بأي حال، وإن كان في لا وعيي شيءٌ منها، ورثته من روايات زينب بت بشير وأخيها أحمد، عن ثقافة أهلنا كواهلة البطانة، الذين استطاعوا البقاء في أرضها بالسيف أساساً، ثم بثمرات الحكمة والمودة ولين الجانب، من بستان قرطاس جدنا "ود اب زمام" شيخ صوفية البطانة"، وشيخ كواهلتها أيضاً، ومن فيوض وواردات حفيده أمحُمَّد الختَّار، الذي سماه ناس بربر ود خُتَّاري، والختَّار كناية عن خروجه المتواتر من ام شديدة، "حاضرة" القوم، متجولاً ومتعبداً في الصحراء حتى سموه راعي الوَحَش كما أسلفت. وسأعود إلى ذلك في سياقٍ آخر لمن يريد الاستزادة من حكاوي الزمن السالف. أقول قتلتني مجازاً والأصح إنك تُحْييني عندما تنصحني بالامتناع عن، وعلى، ما يمكن أن يودي بي إلى مزالق تردي فجور الخصومة، والزراية بالمخالف. فافعل ذلك متى شئت، وأنا ممنون. بَيْدَ أنني أحب أطمئنك بأن خشية الهبوط، كانت عنصراً عضوضاً في بنية تعقيبي على حيدر، وباباً واسعاً من أبوابه وقفت عنده طويلاً، لأشيدَ بالأصدقاء البواسل الذين ظلوا يخشون علىَّ من الزلل في وحشة تعقيبي على تلك الشتيمة المقذعة. ولقد ظللت أطمئنهم على أنْ ليس في نيتي أن أفعل، مؤكداً لحيدر في أكثر من موقع من مقالات تلك السلسلة، إنني إنما انتقده من موقع الخشية عليه من الانزلاق إلى طغيان حظ النفس. وهو النصح الذي رد عليه بشتمي.
    و قد يكون من المناسب في سياق ما قلته في الفقرة السابقة، أن أوضح هنا أيضاً، في باب ما أسميته بتسليب المخالف، الذي اعتبرت مقالة حيدر المذكورة آنفاً نموذجا للشطط البعيد فيه، والذي كان مسعاي وغرضي الرئيسيين، من وراء تلك السلسلة من المقالات، تقديم منهجٍ، بديلٍ عنه ومعاكسٍ له تماماً، منهج لاستضافة المحاور المخالف ووجوب توقيره، والحرص على الوصول معه إلى نقطة التقاءٍ تشتمل على أفضل ما عند الطرفين المختلفين حول القضايا الجليلة. أقول لعله من المناسب أن أوضح أن تعقيبي على مقالات حيدر لم يصدر عن استفزازه لي، كما نما في أذهان بعض قرَّائي وقارئاتي، وصديقاتي وأصدقائي، وما ظلوا يتمسكون به من تفسيرهم لما زعموا أنه "عودةٌ مني إلى الكتابة بعد هجرانٍ طويل، (دون علمٍ منهم بأنني أشارك بالكتابة والحديث، في منابر عديدة عربية وإفريقية وفرنسية، وخلافها هنا في باريس، وفي غيرها من المنابر الأوروبية)، وعلى الرغم من توضيحاتي المتكررة، من أنني أنا الذي بدأتٌ النقاش في الموضوع الذي أدى إلي ما "شجر" بيني وبين حيدر من "خلاف". إلا أنني في كثير من الأحيان أفاجأُ بصنف من الصمم، من جانبهم، لم أفلح في استنكاه مصدره. (ولعلني أفلح : فهم في ظني يسعون إلى "مصالحةٍ" بلا ثمن ولا حتى إقرارٍ، على مضضٍ من جانب المعتدي، لا عليَّ شخصي ، بل على كل تراث المثقفين والمبدعين والعلماء، السودانيين). فالشاهد إنني أنا الذي بادرت بدعوةٍ على الحوار بانتقادي للدعاوى، ولوجهات النظر التي تحطُّ، في تقديري، من شأن إنجاز المثقفين السودانيين من الرواد الأوائل والمحدثين. ومن ضمنها وجهات نظر الصديق حيدر ابراهيم. وكان ذلك في ورقةٍ (لا في مشافهة) قدمتها في ندوةٍ نظمتها "المنظمة السودانية لحقوق الإنسان فرع هولندا"، حول موضوع "المثقف والسلطة". وفي أعقاب تلك الندوة أقامت مجموعة من الكتاب الشبان المنشغلين بهذا الموضوع، لقاءً صحفياً مطولاً (كان مخططاً له قبل الندوة أصلاً)، ونشروه في صحيفة الخرطوم. ولما قرأ حيدر هذا الحوار ثارت ثائرته، من جراء نقدي لمفهومه للمثقف، ولشعارات مركزه التي رأيت فيها تعبيراً عن الإجحاف بحق إنجاز المثقفين ومؤسسات، ودور النشر والبحث، في السودان. فشعارات المركز إذا ما قرأها المرء بإمعان، تقول، في القشرة التالية للسطح من دلالات عباراتها، بل ربما جاز لي القول بصيغة عباراتها المباشرة نفسها، يا دنيا ما عليك، في مضمار الجهود التي وبذلت ومازالت تبذل، في العمل على تطوير الأداء والأدوات المعرفية في السودان، إلا مركز الدراسات السودانية. وإلا فبماذا يمكننا أن نفسر على سبيل المثال شعار المركز القائل: " كتابة التاريخ والفكر السوداني عوضاً عن المشافهة". و"الشعار الآخر "توثيق الثقافة السودانية بكل تنوعاتها". وقد زعمت أن من حق من يقرأ هذه الشعارات أن يعتقد أن السودان لم يتم فيه أي تدوينٍ للتاريخ، ولم يجرِ فيه أي توثبقٍ للثقافة بكل تنوعاتها، عظيماً كان ذلك الأداء أنم متواضعاً، قبل إنشاء مركز الدراسات السودانية. واقترحت على حيدر، وقد في الأصل، أحد أعضاء الهيئة الاستشارية (التي لم تتم استشارتها في قليلٍ أكثير)، أن يلجم جماح الإطلاق في لغة هذه الشعارات، بإثبات اعتراف المركز بالجهود السابقة في هذا المضمار أياً كان رأينا فيها، ويستبدلها بشعاراتٍ يفهم منها بوضوحٍ تام أن جهود المركز، المقدَّرة، مساهمةٌ، ضمن مساهماتٍ جليلةٍ أخرى. وكان رد حيدر على نقدي واقتراحي هذين شتائم من أقذع ما سمعته في حياتي، أقلها "الاستهبال"و البلطجة الثقافية" و"النرجسية المفرطة"، ومنها (تلميحاتُ واضحة الدلالة) مما قد لا يليق ذكره في هذا المقام!!
    ومع ذلك فقد غفرتُ لحيدر يا عزيزي النور ما مس شخصي من هذه الشتائم. فساهمتُ في الندوة التي نظمها المركز حول "الثقافة والتنمية" في عام 1998(على الرغم من أنه تلكأ كثيراً في دعوتي). وزرته في مكتبه بالمركز، أكثر من مرة، في زياراتي للقاهرة، واشتريتٌ عددا كبيرا من منشوراته. وكنت قبل هذا وذاك، حريصاً كل الحرص، في سلسلة مقالاتي المذكورة آنفا، على توقيره واحترامه بتأكيدي في أكثر من فقرةٍ في تعقيبي على اعتقادي بأنه مثقفٌ ديمقراطي حقيقي قدم مساهمة جليلةً بإقامته للمركز، واجتهد في مع المجتهدين في تفسير مشكلات المعرفة والكتابة والنشر في بلادنا، إلا أنه أخطأ أسباب هذا التفسير الحقيقية والموضوعية، عندما نسب هذه المشكلات والعوائق، والمآسي، للكسل والمشافهة". "فضلاً عن تفسيره لها بمقولة ثقافة الحبوبات الكامنة المقيمة، في سيكولوجية المثقف السوداني منذ الأزل وإلى الأبد، فيما يوحي به إطلاق عباراته المعفى عن دلالات تحديد الزمان والمكان، ولم أقل في مقاصده، وحين صدر، وما يزال، عن تعريفٍ "مزالفٍ" تماماً للمثقف، الذي هو عنده خريج الجامعة على إطلاقه في أحسن الأحوال، وأخبر عن أنه خالي الوفاض من أي مشروعٍ معرفي، بل ومن أية مشاغل معرفية: "زول سَكْرَه ونومَه وعرقي ومرارة وكشتينه. وكان أن سألتُه في باب تعريف المثقف في تعقيبي "زولك دا مثقف في شنو عاد بَعَد دا يا شيخ حيدر؟" وهذه ليست إساءةً وإنما هي مساءلةٌ منطقيةٌ ومنهجيةٌ تترتب ضرورةً على مثل هذا التعريف العجيب للمثقف، والحرص الغريب على جمع الحطب، لنار حرقه، من كل حدبٍ وصوب. وأتوقف هنا. على سبيل التعريف بواقع أن ما دار بيني وبين حيدر لا تجوز تسميته حواراً. كما أمه لم يكن شكلةً ولا تأديبا وسلخاً له من جانبي، كما زعم آخرون، من الشامتين به. بل هو واجبٌ إعادة الاعتبار لنفرٍ كريم من النساء والرجال الذي وصفتهم في مقالاتي بأنهم، على اختلاف مشاربهم الفكرية، "أفنوا زهرة شبابهم في نشر الوعي والاستنارة في بلادنا في ظروف في غاية الإجحاف". ومبرر الوقوف المطول عند هذا الأمر؛ هنا، وفي سلسلة مقالاتي المذكورة، إلى جانب واجب النصح لصديق أجلًّه وتنبيهه إلى مزالق "الطحين الدُراش" كما قلت له، في قضايا الفكر الجليلة و صنعة المفاهيم والكتابة المتقنة"، هو أيضا أن ضع حداً ل"حرية" الارتجال وإصدار الأحكام النهائية المتعالية في حق مبدعين ومثقفين ومؤسساتٍ، يستحق الوقوف على أبواب نقدها وجلاله ووجوبه، شعوراً بالمسئولية. حتى أمر إلى مزالق التشفي و الخيلاء وال
    هذا، وأنا شديد الامتنان لأبنائي وبناتي (واسمح لي أن أقولها على الملأ لأول، وربما لآخر مرة)، وأصدقائي وقرائي، على خوفهم علىّ من الهبوط إلى مستوىً يخل بما يكنونه لي من احترام ومحبة أبادلهم، وأبادلهن، إياهما بعمق وإجلال. وكنتُ قد نلتُ، في سياق نصح الأحباب لي عن حظ نفسي وسخائمها، زجرة مماثلةً من هاشم محمد صالح، بعد فترةٍ، ليست بعيدةً عن تاريخ زجرتك لي على زلتي في حق عمر عبد القادر. كان ذلك، فيما أذكر في منتصف السبعينيات. وكنا حسن موسى وشخصي قد نلنا شهرة كبيرةً في أوساط، ومنابر ومجالس "المثقفين والمبدعين"، التي كانت مزدهرةً في تلك السنوات، حتى صرنا مثل نجوم السينما والكرة، على حد تعبير هاشم، وقد كان بَرِماً جداً بتلك الصورة. وكنا دعينا في نهاية أسبوعٍ ما، من نهاية شتاء عام 1976، لحفل زواج الصديق مأمون الباقر، فذهبتُ بصحبة هاشم، الذي كان لعيناً وسليطاً جداً في ذلك الزمان، على عكس ما هو الآن صموتٌ، مترددٌ، شديد الحذر، إلا أنه لم يكن ظالماً، أو مجحفاً أو مسيئاً قط. وعند دخولي ساحة الحفل، استقبلتُ بعاصفةٍ من الترحيب، وتسابق الجالسون على الموائد المنتشرة في ساحة الدار الواسعة في طلب انضمامي إليهم، وكنت للمفارقة قد نشرتُ قبل ذلك بقليل سلسلة "مصرع الإنسان الممتاز" التي هي في وجه من جوهها، أيضاً، بيانٌ مناهضٌ للنجومية والسعي إليها. ومع ذلك فقد نصبوني نجماً بين النجوم الكبيرة في سماء الخرطوم التي كان للنجوم فيها حظوةً وشأواً بعيدين في تلك الأيام. في ذروة ذلك الاحتفاء جاءني صوت هاشمٍ كأنه صوتي، "يا بولا أنت بقيت صنم". آه يا ويحي ويا ويلتي! وقعت علىَّ تلك الكلمة كوقوع السيف في موضع الندى. فانفلقت نفسي إلى شقين: شق الرجل السعيد باحتفاء أصدقائه وقرائه ومحبيه به، والرجل الآخر الواقف على تركةٍ حازمةٍ، مثقلةٍ عضوض، من تراث زواجر حظ النفس الأمارة بالسوء، والمعرفة المحكمة بصور مكرها وأحابيلها الخفية المستترة في مراوغة النقد الذاتي، وكانت معلماتي ومعلميَّ من والنساء الرجال البواسل يسمون النقد الذاتي "كِتال النَفِس" ويقولون للمسرف في حظ ذاته "كاتِل نفسك يا فلان". فوقفت جرعة البيبسي كولا التي تناولتها في تلك اللحظة في حلقي. وظللت طوال السهرة صامتاً أجيب على الأسئلة ومحاولات الجرجرة للنقاش حول كتاباتنا، والذي كان يطرب له السامعون، بلسانٍ رجلٍ شلَّته صدمة مواجهة صورته في مرآة واحد من أخلص رفاق دربه الوعر في محاولة الصدق مع الذات، وهيهات، بنصف قلبٍ كما يقول الفرنسيون، وبعقلٍ ذاهلٍ تماماً. بعد ذلك بما يقل عن العام، غادرت السودان إلى فرنسا، إلى أرضٍ لا يعرفني بها أحدٌ، ولم أكن فيها خلال سنواتي الثلاث الأولى سوى طالبٌ أجنبي "ملوَّن" يدرس على "نفقاته الخاصة"، وهي نفقاتٌ على درجةٍ من البؤس كان يضرب بها المثل في أوساط السودانيين في باريس. ومع ذلك، فقد كانت تلك السنوات الثلاث براحاً مناسباً من الوقت لمواجهةٍ حازمة مع نفسٍ بدأت تنبت فيها طحالب النجومية والإمتياز المعنوي، الثقافي.
    أواصل مع شكري على صبركم واعتذاري لمن لم أرد على ترحيبهم حتى الآن لا إهمالا، بل لمزيدٍ من التعرف على ما سألتم عنه من أمر سيرتي الشخصية وكتاباتي، فهذه بعض نتفٍ منها. ــ بولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-19-2004, 11:03 AM)

                  

04-18-2004, 08:53 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    شكرا بولا
    كنت أقرا، وأنا خائف من أن ينتهي النص، إلى أن فجأني بنهايته.

    شكرا لك على حديثك القلبي، الذاكر، والمُذَكِّر.

    رأيت عمر عبد القادر قبل ما يقارب العام، في برنامج التلفزيون السوداني، المسمى ((المنتدى الفقهي)). وهو برنامج يعده، ويقدمه أمين حسن عمر. وهو من البرامج التي تدخل على نفسي غما لا حد له. رأيت عمر (متحكرا) وسط منظري الجبهة، وقد بدت عليه علامات الدعة، ورغد العيش.

    نعم رايته مشاركا في ذلك (المنولوج) الجبهوي، عددا من المرات. صبرت عليه لأرى اي تقدم أحرز في كل تلك السنوات التي لم أره فيها. غير أنه خيب ظني، فهو الآن على ما كان عليه يوم أن فارقته في كلية الفنون قبل ثلاثين عاما. لقد ظل هناك، في تلك النقطة التي كان معجبا فيها بجعفر شيخ إدريس، ومتقمصا لحركات جعفر شيخ إدريس، حين يتكلم.

    برنامج ((المنتدى الفقهي)) ـ والجواب يكفيك عنوانه ـ حوار يديره (منظراتية) الجبهة القومية الإسلامية، مع أنفسهم. وحين يريدون رأيا آخر، يكسرون به حدة (المنولوج)، فهم يأتون بوهابي!! ويا له من تنويع!! ويا له من حوار!!

    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 04-18-2004, 08:58 PM)

                  

04-19-2004, 11:58 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    واصلوا مستمتعين ويا ريت لو نعرف رايكم في الصفحات الاليكترونية بنشرها لكتابات المهمشين الذين لا تتيح لهم النظم القامعة ، بالحلم حتى في نشر ما يكتبون -السودان مثلا _ ؟
    وبالمناسبة يا دتور النور ارشح هذا البوست بانه الاكثر تفردا في المنبر وموضوعية .
                  

04-19-2004, 03:00 PM

mustadam
<amustadam
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 292

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    up
                  

04-19-2004, 10:23 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    up
                  

04-20-2004, 00:36 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: esam gabralla)

    الاستاذان بولا والنور وجميع الحضور
    النبرة الجديدة وحرقة الروح وسط بعض المثقفين السودانيين هي اصلاً جرثومة موجودة في الصدام بين كل الثقافات وهي جرثومة ضاربة في الأداء الثقافي الديمقراطي السوداني ان جاز التعبير .وقد زادت هذه النبرة بفعل احباطاتنا السياسيةوبلغ العنف شأواً بعيداً للدرجة التي وصلت للقطيعة التامة بين ديمقراطيين يشتركون في نفس الاهداف ولكم أن تنظروا لبعض من التراشق في هذا البورد بين بعض الشباب الحي كمثال حي. وعندما يحدث هذا تجدني لا اقف موقف مناصرة الصديق أو المحق بل موقف المحتار الحزين . ذكر عبدالله رجب في مذكرات اغبش والعهدة على ما روى أن سروراً زارهم في سنجة وأدار احد اصحاب المقاهي هناك للترحيب به اسطوانة لخليل فرح فما كان من المحتفى به إلا ان نهض وحطم الأسطوانة التي انتزعها من الفونوغراف حطمها تحطيماً وقذف بها وسط ذهول الحاضرين فهل ترى منعنا ذلك ن الاستماع حالياً لكل من سرور وخليل فرح؟ في الذهن عبارة البروفيسور عبدالله الطيب في ذم وردي لم اسمع عنه كثير شيء وعبارة وردي في السخرية من عبدالله الطيب التي تناولتها المجالس شفاهة وربما لم يقلها وردي عن عبدالله الطيب وكونه إعرابي يركب جملاً في القرن العشرين. تحضرني سجالات محمد محمد على مع الاساتيذ المصريين النويهي وجماعته حول الادب القومي ويحضرني السجال بين صلاح أحمد إبراهيم وعمر مصطغى المكي الذي تحول من جانب صلاح الى هجاء ومقالاته عن عبدالخالق محجوب لونك السياسي يا ... . والاخيرة خير مثال على ضرورة الإستمتاع بالمادة المكتوبة لكونها تكشف ولو سلباً بما لا يحبذ زملاء وتلاميذ عبد الخالق عن جوانب ما خفية لكن مع الإحتفاظ بالمحبة لكلا الطرفين فلا يمكن ان ينفي جبل جبلاً لكن من الممكن أن ينفى الجبل سهلاً أو السهل جبلاً فعبد الخالق محجوب لم تنقص سيرته وأداؤه مقدار شعرة بسبب تلك المقالات . انا أتحدث كما أود أن أوضح هنا عن كون الطرفين المتحاورين كليهما في الممشى الديمقراطي فلا اشير إلى ضروب الحوار غير الممكن الذي لا يؤدي بين نقيضين في الفكر والتوجهات أي بين هادم لثقافتنا المستنيرة وبين بان لها. ولذا فكل كلمة مهما كانت حارقة مما قاله حيدر إبراهيم عن بولا أو القدال وكل ردحارق أيضاً ولا اعني الردود المنطقية العلمية التي تفند ما قال كل كلمة بهذا المعنى من هذين القطبين هو مما سيتبدد مع الأيام وتبقى إسهامات بولا والقدال وحيدر الاكيدة التي لا ينكرها أحد منهم في مخزون الثقافة السودانية للاجيال. كتب استاذي حقاً عثمان الحوري وقد درسني في مدرسة المدينة الوسطى مقالاً قبل أسبوعين في صحيفة الصحافة ينفي فيه صلتي بالقصة القصيرة ويقول ان ما اكتبه عبارة عن نكات فقط لا قصص وأنني انتحلت ذيل هاهينا من تشيخوف ولعله يقصد قوقل ورد عليه أحد الذين راعهم ماقال وجاءتني رسائل تطالب بالرد على ما يقول لكنني لم ار فيما كتب الكاتب المبدع حقاً شيئاً سيئاً يمسني فمهما قال سأجد منطلقات حفزته لذلك فإن كانت فعلاً في القصص قومتها بما يقنعني به وإن كانت في افكاره عنهانقاط ضعف قارعتهابما ارى ويرى غيري ممن لهم رؤى اعمق مني أما إن كانت فكرته من منطلقات أخرى تتصل بوجدانه فهذا الباب هو أدخل بأن نسلك تجاهه مرئيات النور التي سردها لبولا مع الإحتفاظ بكل المحبة وسأزيد عليها لانه حفزني للكتابة بتجويد اكثر .ولذا فإن كتابة حيدر قابلة للنقد مع المحبة وكتابة بولا قابلة للنقد ايضاً مع المحبة لانهما بسيران في نفس الممشى الذي يقودنا للخروج من النفق ويسير عليه كثيرون غيرهم من اساتذتنا الآنيين وقد سار عليه الافذاذ من ابناء شعبنا والإنسانية ممن رحلوا وولوا وبعضهم رحل رحيلاً فاجعاً. أخيراً فإنني ارى أن كل فكرة صحيحة على الخدود تنباس.
                  

04-20-2004, 01:30 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي أسامة،
    نواصل ما انقطع.
    ضاعت إذاً، كما أوضحت لك في كلمةٍ سابقة، فقرة مدخلي الرئيسي إلى الموضوع، من فرط مزانقة الوقت وصوت التلفزيون ورنين التلفون في شقتنا. فالكتابة باستعجال وفي مثل هذه الظروف كمان مثل المشي على الشوك.
    لعلني قلت في المدخل الأساسي (الذي لا أعرف أين زاغ) من تعقيبي على هجيمتك لي بالصدور عن "مديح العصامية"، والتي كان موضوعها الرئيسي الإخبار عن أن مساهمتي الذي أشارك بها، بقدر ما عندي، في تحرير حركة الإبداع، ومنها الكتابة، من العوائق التي تحيط بها من كل جانبٍ، تقع ضمن مشروع تحريرٍ أوسع ، هو تحرير البنيات الاجتماعية والسياسية والثقافية الاقتصادية، في بلادنا، من سطوة مؤسسات الاغتراب الروحي والمادي. (مالك يا أسامة، يا أخي وخلِّي تجشمني مشقة تكرار هذه البديهيات ينبغي أن ندرك إننا متفقين عليها تماماً، وإن خلافاتنا، الثانوية في الغالب، تبدأ بعد فراعنا من التسليم بها). ودعني أقول (طالما أنني تورطت في البديهيات)، إن هذا المشروع التحرري الكبير، الذي لم أبتدعه أنا ولا أنت، بل ساهم فيه منذ بداية تحول المجتمع الإنساني إلى مجتمعٍ للاستحواذ والتمايز والإقصاء والتغريب، جملةً من المبدعين والمفكرين البواسل من النساء والرجال، طوال مسيرة النضال الإنسانية في مراقي "غاية" الحرية، كما أسلفت أكثر من ألف مرة، في كل كتاباتي وأحاديثي العامة، والذي يسميه بعضنا "الشيوعية" (وأنا منهم بطريقتي وبتعريفي الخاصين والمخالِفَين، قبل انهيار "الاشتراكية" المزعوم بزمانٍ بعيد، للتصورات التي كانت معتمدةً في المعسكر "الاشتراكي" (المزعوم برضو)، أو معسكر "الإشتراكية القائمة بالفعل" كما يسميها سمير أمين، ومخالِفَين حتى لرؤية سمير أمين نفسه، وغيره من دعاة "الماركسية كعقيدة صماء" وأصلٍ ناجزٍ وحيد للمشروع الشيوعي، على تفاوتٍ في هذا الاختلاف، وعلى احترامٍ وإجلالٍ كبير لذلك العالم الهَرَم عمدة نقاد الرأسمالية الذي لا تلين له قناة، كارل ماركس. (وسيأتي شيء من توضيح ذلك لاحقاً إذا سمح وقتي اللعين)، ويسميه آخرون "الاشتراكية الديمقراطية"، و"مجتمع حقوق الإنسان الكاملة"، و"العولمة الإنسانية البديلة" و"الفكرة الإسلامية الجديدة"، و"مجتمع المثال الأعلى المسيحي" ... إلخ إلخ.
    والتحرر الذي أعنيه، يبدأ منذ الآن، ويفعل فعله في كل لحظة، بتحرير مؤسسات مشروع التحرير نفسها وتحرير نفوس وضمائر المنتمين إليها القائمين عليها من سخائمها، وتحرير بنياتها التنظيمية من تركة تاريخ القمع والاستعلاء والاستحواذ المثقلة، بالديمقراطية وبشحذ وصقل أدوات ولغة ممارسة النقد الذاتي الصميمة، و‘ادة النظر المستمرة فيها، (فالذي يدعي ويعلن على الملأ امتلاكه ل"ناصية نظريةٍ علمية" صَمَدة لا يداخلها الشك والقلق والشعور بالاستشكال، لا يملك في الواقع أداةٍ حقيقية للنقد الذاتي. ويمكنني ضرب أمثال أخرى من مشارب أخرى، إلا أنني فضلت أن يكون المثال من موقع اليسار العلماني الذي أنتمي إليه انتماءً عضوضاً وإشكالياً في ذات الوقت. أقول تحرير المؤسسات والبنيات الاجتماعية والسياسية الثقافية الدائم والمتواصل، لا من سخائم وأقذار، مؤسسات الاغتراب والاستغلال الإقصائية الإمتيازية السلطوية والقمعية التي تتسرب إليها من فحسب، بل من أقذار نفوسنا وضمائرنا نحن دعاة المشروع والمناضلين في سعينا إلى تنزيله إلى أرض الواقع. وأضيف فيما يتصل بحرية المواطن والمبدع والكاتب (وكل الناس مبدعين في الأصل، في تقديري، إلا أن اغتراب الوعي يهلك ملكة الإبداع ويبهم السبل إليها ويصل في ذلك أحياناً إلى ضلالٍ كبير). إنها ليست الحرية المحصورة في حق التعبير والخبز والدواء والتعليم إلخ فحسب، بل الحرية القائمة على رؤيةٍ أكثر عمقاً للإخاء الإنساني تحول دون إقصاء الآخر لأنها تقوم على وعيٍ وإدراك بأن الآخر فينا، لا إزاءنا فحسب. وكلا الحريتين، عندي، مطلوبٌ غاية الطلب. وتغذي إحداهما الأخرى وما غاية أولاهما إلا الثانية. فإن لم تتحر هذه تلك فَسَدَ أمرها وذهب إلى بوار كبير، وذهب معها المشروع كله. واستحال المجتمع إلى بنيةٍ للتغريب، والحديث عن الحرية إلى تشدُّق خاوٍ، ومكمنٍ مكين للأنانية، على النحو الذي نراه هنا، وسط قطاعاتٍ واسعة من الرأي العام، وهو عندكم في "الملايات المتحدة" على حد تعبير الممثل والفكاهي الفذ الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفي، وقد كان، كما ذكر النور، من أقطاب حركة الفكر والمسرح في حنتوب في تلك الأيام الزاهية، أشد وبالا. وقد أخذ طرفة "الملايات المتحدة" من عجايز الجزيرة. أما أنا فقد أخذتها عن زينب بت كَلَمون، من أقطاب الحكي والفكاهة في بربر، حينما سألتني في ونسةٍ توثيقيةٍ لي معها، جرت في الستينيات، عن ماهية "الملايات المنتحدة التي يتحدث عنها جَنُّون المدارس"، وعما إذا "كانت العراق دولة سعودية" في ذات السياق (بمناسبة الإنقلاب البعثي في تلك الأيام). وسأعود لذلك في سياقٍ آخر. فالأولوية هنا لهجيمتك مقطوعة الطاري. ومفهوم مديح العصامية في أصله "الموضوعي" لا في نحتك أنت ولا في نحتي أنا، هو اعتماد المباصرة الفردية منهجاً وبرنامجاً للخلاص من سطوة وهيمنة مؤسسات الاغتراب الاجتماعي ـ الثقافي، الحصينة المداخل، واقتراحها برنامجاً للخلاص. وهذا يا سيدي بعيدٌ، بُعد الذئب من دم بن يعقوب، عن منهجي القائم أساساً على اعتبار الاغتراب مؤسسةً إجتماعية، كما أوضح المفكر العالم الجليل، "مُر اللوك اب دبارة مِنْ القالا ما بضَّارى"، كارل ماركس، طابت ذكراه (التي عادت بقوة بالمناسبة هذه الأيام إلى المشهد الفكري العام والفلسفي والسياسي، على وجه الخصوص، في فرنسا وألمانيا وقيل في أوروبا كلها، في قراءةٍ جديدة لرجل لعل أول مَن "هزمه"، في تقديري، "أكثر أتباعه" زعماً لإخلاصهم لتراثه في ظاهر الأمر. أقول كارل ماركس ونفرٌ جليل آخر من محاوريه، ونقاده ("المحبين له العارفين فضله")، و"نقاد أتباعه"، من المفكرين والمفكرات الشوامخ ذوي المراس الشديد بملاواة الفكرة والعبارة في اتصالهما بتعقيد الواقع الإنساني وعصيانه على الإحاطة الشاملة والشمولية. (وبهذه المناسبة يا أخي عادل عبد العاطي، وآخرين ممن يقولون بموت الماركسية النهائي، أنا ممن يعتقدون أن "الماركسية، كعقيدةٍ دوغمائيةٍ صماء" لم تمت، بل لم توجد أصلاً. فقد ترك ماركس مساهمةً علميةً وفلسفية، لا عقيدة، سماها هو بنفسه "مساهمة". ولم يترك مذهباً للحفظ والتسميع ولا حتى "للتطبيق الخلاق". بل مساهمةً وحسب، مهما كان تقديرنا لجلالها.
    فالإقصاء والتغريب، ومنه إقصاء وتغريب الكاتب والمبدع، يا عزيزي أسامة، ثمرة مؤسسة إجتماعية بعينها في مفهومي، ولا يتم تجاوزه إلا بمؤسساتٍ بديلةٍ للمؤسسة التي تنتجه وهي بفصيح العبارة، مؤسسة الرأسمال، وبالمفتشر الرأسمالية، وبالأكثر "افتشاراً"، صيغتها الحاضرة الUltra Liberalism ، وقيل "العولمة الأمريكية". (وما كل العولمة الأمريكية رأسمالية النزعة. ففي أمريكا نفسها، كما تعلم، بأفضل مني، ثمة مساعٍ دؤوبة، ونضالاتٍ لاهوادة، لإبداع مؤسسة عولمةٍ أخرى بديلة، حقيقية، يصبح كل العالم فيها وطناً للإنسان، تضطلع بالنضال في سبيلها قطاعاتٌ "واسعةٌ"، (على كل حال واسعة جداً عندنا هنا في أوروبا)، من مشارب ومذاهب وصور عديدة في إرادة الخير. وربما كان هذا حلماً بعيد المنال بعد، إلا أنه ممكنٌ. "أنا" يا سيدي، أسعى، وأعمل، بقدر ما أستطيع، مع الساعين إلى هدم هذه المؤسسة واستبدالها الجذري بوسائل ديمقراطية صميمة، بمؤسسةٍ بديلة، تكون فيها الكتابة والنشر وصنوف الإبداع مما جميعو، حقاً عضوضاً، لا هبةً ولا منحة ولا تَفضُلاً، ولا بطولة، ولا أي معنىً آخر من المعاني التي يوحي بها مفهوم العصامية الصفوي، البرجوازي كمان. نعم البرجوازي. فمفهوم العصامية في صيغته التاريخية المعتمدة حتى الآن، هو ، من وجهة، أو وجهات، نظر القوى الناشطة في مشروع تجاوز الرأسمالية على اختلاف مشاربها، يتأسس في واقعه "الموضوعي" الذي هو على على قاعدةٍ مؤصلةٍ في مذاهب التدبير الإديولوجي البرجوازي. فهو مفهومٌ يُمجَّد صعود الفرد من واقعٍ طبقي وثقافي "متواضع" في درجات "السلم الاجتماعي" كما يقول تكنوقراط صناعة الإيدولوجيات الرأسمالية، و"الأصح" في "مراقي" التراتب الطبقي، الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بمجهوده الذاتي. وهذا المفهوم لا فعالية له، ولا معنى خارج هذه المؤسسة، التي تقوم إيديولجيتها في صميمها على اعتبار حيازة السلطة والثروة والمعرفة ثمرةً للتميز والإمتياز والفلاحة و"الجهود" الفردية. وهي عين المؤسسة التي كرست عمري لمناهضتها، مناهضةً لا كلل فيها ولا مساومة. وسعيتُ بجدٍ، ومازلت أسعى، إلى المساهمة في فضح مفاهيمها المدغمسة المحتالة، التي غايتها أن تزرع في الأذهان أن الأوضاع المزرية للمبدعين ولكافة البشر، أوضاع التمايز الذريع بينهم، هي قوانينٌ تنبع من طبيعة النظام الكوني، ومن طبيعة الإنسان. وهي المفاهيم التي "رفعها" إلى مقولة عضوض، في صَمَدية النظام الرأسمالي وأزليته، "الفيلسوف" الأمريكي "الألترا ليبرالي" فرانسيس فوكوياما، وهي كما تعلم، مقولة "نهاية التاريخ". أقول نذرت عمري، في تقديري، أو في توهمي، لمناهضتها، والحفر في جذور مخابئ صناعتها الخفية الضاربة في تاريخ فن صناعة الحيل الإيديولوجية التغريبية. وما "مصرع الإنسان الممتاز"، التي طلبت مني إعادة نشرها هنا، سوى إحدى ثمار هذا الحفر المبكرة. ولذا فإنه ليس من الإنصاف أن يقال إنني غافلٌ عنها، ناهيك عن كوني أتبناها وأصدر عنها كمرجعيةٍ أساسيةٍ في موضوع تفسير مشكلات الكتابة والنشر في السودان الذي أحاول المساهمة فيه. وعندما امتدحت "النساء والرجال البواسل" الذين استطاعوا الإفلات من براثن هذه المؤسسة، شديدة المراس في صناعة البؤس عندنا بالذات، والشحيحة بصفةٍ خاصةٍ بفتاتها على جملة المبدعين (أي غالبيتهم الساحقة)، وذوي الوعي النقدي العتيد منهم على وجه أخص، لأنها تقوم أصلاً على الإمتياز وعلى الندرة وعلى الاستحواذ، والانفراد بخيرات الإنتاج الجماعي؛ أقول إنني عندما امتدحتُ " النساء والرجال البواسل الذين تمكنوا من ذلك في ظروفٍ شديدة القسوة في بلادنا، وفي غيرها، فإنما امتدحت فيهم، وما أزال، عظمة الوعي الإنساني الخلاق وقدرته على المقاومة، التي تنطوي بصورةٍ جنينية على إمكانية هزيمة مؤسسات صناعة الفقر والعجز والاغتراب. وليس لامتداح الوعي المقاوم الخلاق، في تصوري، من علاقةٍ ب"العصامية" القائمة على فكرة الخلاص الذاتي كبرنامجٍ للنجاة من قهر وهيمنة مؤسسات الاغتراب الاجتماعي. واسمح لي أن استشهد بالعبارة التي أوردتَها عني، في مقالك المذكور كدليلٍ على صدوري عن منهج ومفهوم "مديح العصامية"، وهي: "وللتدليل على أن عصاميتنا ليست فريدة نوعها، سنورد نصاً من مقدمة عبد الله بولا، يدعي (التشديد من عندي وليس في نص أسامة) فيه ـ أيضاً ـ أن أصدقاءه وطلابه القدامى كانوا يتمتعون بتلك "العصامية" ... يقول عنهم "كانوا مدقعين (مادياً) ومحاصرين من السلطة السياسية والسلطة الثقافية الرسمية في الأعوام النميرية الحالكة. ولكنهم استطاعوا أن ينسجوا من واقع هذا الفقر المادي والحصار السياسي والثقافي ـ من واقع مقاومتهما في الحقيقة ـ لغة ومفاهيم مذهلة الدقة" ( ص 53). وين "العصامية هنا ياسِِيْدي؟ وقد أدهشتني درجة انطباق الحدس على الواقع، من أنني حين كنت أقلب عبارات "هجيمتك" (البوردية) في ذهني، كنت أقول ل "نفسي": "أنا لم أتحدث في مقدمتي لمجموعة صلاح القصصية عن العصامية، بل عن المقاومة". وقلت ذلك لنجاة. وعندما استللت كتابك من صفوف مكتبتي، لأتأكد من أنني لم أرتكب هذا التفريط المخل في التعبير عن مقصدي (المفهومي)، وجدت العبارة التي استشهدتَ أنت بها، (في حُرِّ كتابك)، "دليلاً" على صدوري عن مفهوم، و"مديح العصامية" كبرنامجٍ للخلاص، تنص حرفاً ومعنىً ومبنىً على امتداح المقاومة لا "العصامية"! يا شيخ أسامة حرام عليك. ووجدت أنني أتحدث عن جماعةٍ متماسكةٍ ومنظمةٍ لا عن أفراد، وعن مقاومة جماعيةٍ مؤسسية، فعلها المقاوِم قائم في تاريخٍ طويلٍ من صنوف المقاومة (إضرابات، اعتصامات، مظاهرات، ندوات كتابات، تنظيمات سرية وعلنية إلخ إلخ ... و"إلى آخر السكباج"، (كما كان يقول أستاذنا العالم الممتع الجليل عبد الله الطيب). ومن وجوه تفسيري لهذه "الهجيمة" هو إنه، أو ربما كان الأنسب للتعبير عما بنفسي أن أقول، لعلك (لأنني أستبعد تماما أي نذرٍ من سوء نية، ولأن "لعلك" أقل وثوقاً من "إنه")، أردت إثبات مصدرٍ حداثيٍّ "صميمٍ" يعضد تبني مقولة العصامية وانتشارها بين الكتاب السودانيين، فاستشهدت بي ضمن من استشهدت بهم. وأنا أشكرك على ذلك. إلا أنك استشهدت بي كيفما اتفق. وصنفتني بين حَمَلَة مفهوم ليس بيني وبينهم نسب، إلا في "السودانوية"(خلاف معنى سودانوية أحمد الطيب)، والإنسانية. ولعل من المناسب أن أضيف هنا، إن أحد العوامل الرئيسية أيضاً، التي تساهم في شح وقتي المخصص للكتابة، (والتشكيل، والموسيقى، والفسحة، والزيارات، بل ضيقه أحياناً حتى عن الأكل والشُرب)، هو العمل السياسي والثقافي والإنساني العام. ولعله من الأوفق في هذا المقام أن أعترف بأن هذا كان خطأً كبيراً من جانبي كرستُ له وقتاً عزيزاً، بأكثر من وقته المستحق. لاسيما وأنني خضت تجربة العمل السياسي المعارض، والعمل الإنساني تلك، هنا في فرنسا، وفي باريس على وجه الخصوص، مع أشخاصٍ، يبدو لي أنهم كانوا في غالبيتهم على غير حرص "حقيقي"، أو على اهتمامٍ ضعيفٍ جداً بمقاومة وتفكيك بنية مؤسسة سلطة "الغول الإسلاموي" الجاثم على صدر بلادنا. وما أزال، حتى يوم الناس هذا، أو ("لي هذا يوم الليلة دا"، كما تعبر معلمتي الراوية والموثقة "الشفاهية" العارفة الدقيقة العتيدة الباسلة زينب بت بشير)، أحد العاملين القلائل بالمنظمة السودانية لحقوق الإنسان بفرنسا على الرغم مما سمعتم من شكواي من شُحِّ الوقت. ما في طريقة لعصامية مع الكلام دا يا شيخ أسامة دحين أخير لك تِتَاحَتْ منو. فإذا شئت أن تمضي في هذا الأمر فهذا لك. وأنا ما عندي بصارة وكت لي زيادة تاني. وإليك استشهادٌ آخرمن "حُر كتابك" أيضاً، حتى ترضى، ينفي صدوري عن منهج العصامية، ويثبِت دعائم مفهوم ومنهج المؤسسية، تثبيتاً مكيناً، فأنت الذي تقول: "لا بأس من الإشادة بالعصامية التي يتمتع بها الكاتب السوداني، لكننا يجب أن لا ننساق وراء الإطناب في مديح العصامية والتهوين من العامل "المادي" ـ فالعصامية وحدها لا تخلق من الكتابة فعلاً مؤثراً وخلاقاً وفاعلاً. وما يحدث على أرض الواقع مرير ومريع. فكثير من الكتاب يختفون من فضاء الكتابة، ويحتمون بكواليس المشافهة، وكثير من أولئك يترك المشافهة، ليلوذ بالصمت المطبق (...) إن الإنسياق وراء مديح العصامية وازدراء العامل المادي، لا يمكن إلا أن يخفي عنا الحقيقة، ويجعلنا نمعن في السقوط في دائرة النسيان ... ولكي ندرك أكثر فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية، سنورد نصاً من مقدمة بولا يوضح فيه المكانة المتميزة والمرموقة التي يتمتع بها المثقف الفرنسي. يقول بولا : "فمنذ فلسفة الأنوار، أو بعبارةٍ أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار والمثقفين (هكذا في الأصل) يلعبون في فرنسا دوراً قيادياً، وضعهم على الأقل على قدم المساواة مع القادة السياسيين والعسكريين والاقتصاديين، فأصبح المثقف بطلاً قومياً مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على الشوارع والميادين ومحطات المترو، فولتير روسو هوجو." (ص 54). وقد احترت كيف يورد عني أسامة في مسعاه لتوضيح "فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية" استشهاداً يؤسس للوضع الذي يتمتع به المثقف الفرنسي "منذ فلسفة الأنوار"، دون أن "ينتبه" إلى ما ينطوي عليه هذا التأسيس من إشارةٍ إلى قاعدة موضوعية ماديةٍ تاريخيةٍ عضوض في تفسير وضع المثقف في فرنسا، وهي القاعدة التي قام عليها وضع المثقف الفرنسي المشار إليه في هذا السياق التاريخي. فإلحاحي على "فلسفة الأنوار" هذه ( التي هي بنت "عصر الأنوار" ومسوغ تسميته بهذا الإسم أصلاً) هو عنصرٌ أساسيٌّ جداً في المنحى الدلالي لتحليلي ذاك. لأنه يشير ويكرِّس ويؤسس، لدى القراءة الحفرية الممسكة بمرجعيتها المعرفية والفلسفية والدلالية، للمكانة التي حظي بها المثقف في فرنسا، في تلك الفترة بالذات، التي هي فترة نهوض الرأسمالية كطبقةٍ ثائرة أنتجت مثقفيها العضويين، و"صرفت عليهم"، وبوأتهم المكانة التي يستحقونها في سياق المشروع النهضوي الرأسمالي، (نهضوي في ذلك الحين الذي كانت فيه البرجوازية طبقةً ثوريةً حقاً). فكيف يكون في تحليلي لوضع المثقف المجحف في السودان أو في سواه من بلدان "الدنيا الثالثة"، تهويناً من شأن "العامل المادي"، بل "ازدراءً له" يا شيخ أسامة؟ هذا فضلاً عن أنني أشكو لطوب الأرض من الوضع "المادي" اللعين الذي اضطرني إلى قبول العبودية، (وليس "الركض وراء لقمة العيش" يا عزيزي عصام جبر الله. وأنا جايي عليك، في خصوص هذه العبارة المزالفة مع كل ثقتي في محبتك وحسن ظنك اللذين أبادلك إياهما)، و"التضحية" بزَهاء ومتعة الإبداع، بل الزهد فيه حتى أحتاج إلى النصيحة؟! وفي هذا السياق يندرج أيضاً موضوع الواقع المرير الذي تتحدث عنه في كتابك مما استشهد به هنا. ولعلني أجرؤ على القول بأنه ليس من أحدٍ، إلا أقل القليل، ذاق من مرارة هذا الواقع ما ذقتُه "أنا" والعياذ بالله. فحتى بعد الانتفاضة، وإرجاع معظم المفصولين عن العمل إلى مؤسساتهم، ظللتُ عاطلاً محظوراً مقصياً. وقد بَذَلت معي كوكبةٌ من الأصدقاء الكرام، على رأسهم الشاعر الكبير والمفكر، كمال الجزولي، جهداً حميماً، لعلني أجد عملاً في صحيفة، أو أية مؤسسةٍ ثقافيةٍ كانت، فلم تسفر محاولاتهم عن شيء. ولا حتى عن مجرد الكلام "الحلو". فقد رفض المسئولون في مختلف المؤسسات الصحفية، التي لديها القدرة على دفع راتب موظف، أو مصحح إضافي، بصريح العبارة توظيف "يساري متطرف وبتاع نقد وفلسفة ومشاكل كمان". (لم يكن بين هذه الصحف الأيام ولا الميدان لأسبابٍ تتعلق بأوضاعهما المالية الصعبة في ذلك الزمان بعد توقفٍ وعناءٍ طويلين. ولذا فإنني لم أطلب توظيفي لطفا وتعاطفاً ومعرفةً وتقديراً مني لظروفهما). وربما اقتضى الإنصاف أيضاً، أن أشهد بأن الزميل المرحوم أحمد الطيب زين العابدين منحني " وظيفة" "أستاذ متعاون، مؤقت، في كلية الفنون "نظراً لعدم وجود وظائف"، (كما قيل لي)، بينما كانت هناك وظيفتان حينها، حسبما علمت من مصدرٍ موثوق. وقد "حصل لي الصديق الكريم الودود، الدكتور على عبد الله عباس، على "وظيفة" أستاذ متعاون لتدريس "التذوق الفني"، على حد تسمية كلية الآداب بجامعة الخرطوم للكورس في ذلك الزمان، (بينما كان في الواقع كورس في علم الجمال، وعلم الجمال ذاتا، في أصلها الدلالي، مي تسميةًَ بلحيل)، مفتوح لمختلف طلاب كلية الآداب، ويحضره بعض طلاب معهد الموسيقى والمسرح، ممن تعرفت بينهم على متعددي مواهب حقيقيين، مدفونين في أنقاض مناهجنا التعليمية (منهم المثقف الكاتب والمترجم المتميز بكري جابر). فما أزال شاكراً لعليٍ على تضامنه، وسعة أفقه التعليمي.
    وأنا لا أنسب هذا العناء البغيض، من فرط التشرد والإملاق والعسر، الذي لا تستطيبه أي نفسٍ سوية، إلا إلى انعدام المؤسسية أصلاً يا شيخ أسامة. مديح عصامية شنو يا زول؟ اللهم لا تَمْحِنَّا ولا تبلينا. وأخيرأً يا سِيدي، إن كان ثمة آخر لهذا الموضوع الشائك، فأنت أعلم الناس بمرارة هذا البؤس المركب، الناجم عن الضنك المادي والإقصاء، والوحشة المعنوية. فلا ينبغي أن تغفل عن احتمال أن يعتقد أو يتصور قراؤك أنني فخورٌ بهذا السيرة المضنية المعذِّبة. بينما أنا أكرهها في الواقع أشد الكراهية. وكم أتوق إلى يومٍ أستطيع فيه أن أجلس لأكتب، وأعزف، وأقرأ وأُشكل، وأحكي، من دون مساككة أو تفكير في عذابات الغد. وقد جفت عيني النوم، أو جفاها، قبل خمسة أيام من انتهاء إجازتي، مع بداية الأسبوع الماضي، من فرط وحشة مكان عملي ومرارة شعوري بالاغتراب فيه. وبصفةٍ خاصةٍ لأنه يحرمني من ممارسة غواياتي الإبداعية المتعددة. وما من أحدٍ يوجعه هذا الوضع أكثر مني وقيل "أحنَّ من الوالد فاجر"، (وأعتذر عن جفاء العبارة). فهذه الغوايات مني بمثابة جنا الحشا.

    هذا، وأنا أنسب هوان المثقف والمبدع في بلادنا إلى كون مؤسسة السلطة "عندنا" لم تكن منذ "الاستقلال"، وبحكم عناصر تكوين بنيتها التاريخية الأساسية، وإلى أن هجم عليها الغول الإسلاموي الذي نشأ في أحشائها، وترعرع في أحضانها، بحاجةٍ حقيقيةٍ، "عضويةٍ"، لكتاب ومثقفين. كفاها التكنوقراط، لأنها كانت تملك إيدولوجيا دينية ناجزة، قطعية، لا مجال فيها ل"الفلسفة" والأسئلة وفلقة الراس. وأتمنى أن تكون قد وعت الآن الدرس حقيقة لا خطاباً. ولا أريد أن أقول "لا مجازاً"، لأن تقديم سوء الظن لا يساعد في نفاذ النقد إلى الأفئدة والعقول".
    ولتسمح لي في خاتمة هذا التعقيب المقتضب، أن ألومك على ما سأسميه هنا هفوةً، وقعت منك في ما أوردته من استشهادٍ بمقدمتي لصلاح الزين. فقد جاء في الفقرة الأخيرة من الفقرتين اللتين، أثبَتُّهما هنا، أخذاً عن كتابك ("خطاب المشاء") : "فمنذ فلسفة الأنوار، أو بعبارةٍ أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار والمثقفين (هكذا في الأصل) يلعبون في فرنسا دوراً قيادياً..." إلخ. (التشديد هنا من عندي وليس في نصك). وفي تقديري أنك بنسبتك وضع إعراب كلمة "المثقفين" الواردة في الجملة إلى "الأصل" لكونها قد وردت في هذا "الأصل" منصوبةً، بينما هي فاعلٌ تم "نصبُه" "من غير عنوةٍٍ ولا اقتدار"، وأنت محقٌ في تبرئة نفسك منها. إلا أنك لست محقاً في إبهام "أصل" نصب الفاعل هذا. ولقارئك، غير الملم ب"عمايل" دور النشر التجارية عندنا، وفي مصر أيضاً في العقود الأخيرة، بالتالي الحق في أن يعتقد أن بولا، بعد كل هذه العنطظة والتبجح، ينصب الفاعل. وعلى الرغم من أنني أقدر تماماً حقك في هذا التبرؤ، ومن ثقتي الكبيرة في حسن مقاصدك، إلا أنني ألومك على النجاة بنفسك دون أن تمد لي يد العون فتخبر قارئك بأن نصب الفاعل هذا، "ربما"، (وربما على الأقل)، لا يكون من نصيبي، و"ربما" كنت ضحيته لا "جزاره". فقد كنت طلبتُ من صلاح إطلاعي على بروفات المقدمة قبل الطباعة. وقد أطلعني مشكوراً على ثلاثٍ منها، على التوالي، فوجدت أخطاء مريعة في البروفة الأولى وأفظع منها في الثانية، وأشد وبالاً في الثالثة. وغادرت القاهرة، بعد انقضاء إجازتي فيها حيث كتبت تلك المقدمة، مقطوعة الطاري، وفي نفسي حسرةٌ وخوفٌ على مصيرها وهي تتقلب بين أصابع الطابعين وأقلام "المصححين" يتيمةً كسيرة الخاطر. وأوصيتُ عليها صلاحاً وصيةً لحوح. وكنت أُرك أن مؤسسة الأخطاء الطباعية العتيد قد تستعصي على متابعة صلاح. لكنني لم أتصور أن تبلغ زراية إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة"، بمقدمتي درك نصب الفاعل، الذي هو عمدة أخطاء الإعراب كما أسلفت في مكانٍ آخر من هذا البوست مستشهداً بصديقي البروفيسور محمد الواثق. وهذا ما جعلني يا سيدي أتهيب من أن أعهد بجملةٍ من نصوص كتبي المنجزة بالفعل، إلى مركز الدراسات السودانية، مخلاً بوعدٍ سابقٍ قطعته للصديق حيدر إبراهيم، أو لأي دار نشرٍ تجاريةٍ عربيةٍ أخرى، "تهيب الذئب من دم ابن يعقوب". وأن أعكف على طباعتها بنفسي على الكمبيوتر إلى أن أجد دبارةً لنشرها بصورةٍ لا تُرزل الفكرة والعبارة بالأخطاء، وإن تكن "طفيفة". ولعل هذه مناسبةٌ أوضح لك وللبورداب والقراء فيها مبلغ إرزال إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" لفكرتي وعبارتي في إحدى المرات النادرة التي تساهلت فيها في شروط النشر، منذ حزمت أمري على الامتناع عن ذلك بتاتاً في السنوات الأخيرة: ففي مقالتي التي نشرتها في مجلة رواق عربي، (مجلة مركز القاهرة لحقوق الإنسان)، عن دور الأستاذ محمود محمد طه في حركة التجديد الديني [الإسلامية]، التي أشار لها النور، وهي مجلةٌ رصينةٌ تصدر عن مؤسسة رصينة، تحدثتُ في سياق امتداح شجاعة الأستاذة النادرة النظير، بما فحواه أن نفراً من المثقفين الأشداء الذين تصدوا لنقد الفكر الديني، تلجلجوا عن الإفصاح التام "أمام موضوع الدين المخيف". فقام المصحح، "غير مشكور"، بتعديلها لتصبح "موضوع الدين الحنيف". فهلكت العبارة، وسُحقت الفكرة، وأصبح استنكاه مقاصد الكاتب ومنهجه، بفعل هذا الصنيع، في "أمراً ضيق"، بل في أمرٍ ليس أمام القارئ من سبيلٍ إلى معرفة كنهِهِ أصلاً. هذا، على الرغم من أن طباعة المقالة، فيما عدا ذلك "الخطأ الطفيف"، خلت من أي خطأٍّ آخر. فتأمل.
    وأؤكد لك خلو مقاصدي الظاهرة المدركة، وخواطري الباطنة الخفية، من أي رغبة في "مناقرتك". وعندي لك، ولرفاقك، من المحبة والتوقير ما يعصمني عن ذلك. وإنما أردت منك ومن غيرك من المحاورين والناقدين أن يناقشوني بما أعتقده، وما أقوله، وما تقوله عبارتي، وبنية مفاهيمي وليس ما لم أقله وما لا تسمح بنية عبارتي، ومفاهيمي، وممارستي العملية، لي بقوله ولا تسمح بقوله على لساني. وقد أقول لا تسمح حتى بالظن.
    مع خالص مودتي بولا

    وسوف أعود غداً إلى الرد على ترحيب الأصدقاء، وأرجو أن لا يداخلهم شكٌ بأنني أهملتهم.
                  

04-20-2004, 03:12 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    Up
                  

04-20-2004, 03:46 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)


    دكتور بولا
    السلام مرة ثانية
    و حبابك دون حد...
    و بعد..
    فما رأيت كمثل إشراقك في اللغة والحكي و بهاء الإشارة
    (أنا و من مثلي ، الذين جاؤوا في اللفة و بعد أي إنعطافة ممكنة في تآريخ الكلام و الأفعال)
    وأما
    في أن تنشر علينا ما فاتنا أو ما لم ينشر و هو معّد مصفوف..
    ورغماً عن كل ما حيّثت به ضنَّك علينا، بما بشائره مزنٌ،( لا و لن ترضى صحارينا بعده حرمانا)
    و لو؟؟
    كان هذا البوست او غيره يبقى في الواجهة، دون حول و أرشفة، أو غياب محتوم بحركة المتحاورين،
    أو ضمن ضامنٌ، في اليقين، ألآ ينقطع عنه عديلك و الزين!!
    فلقد تصابرنا عنك إذن!! أو تكلفنا الإصطبار!!!
    و لكن
    نحن الجيل الإنتقالي (لا نزال نراوح ما بين لوح الخلوة و شاشة الكمبيوتر)
    من لنا بالورق
    و رائحتة
    والحميمية
    في سحبه من الرف
    المسح عليه باليد العجلى
    والإشارة
    لهذه
    أو تلك
    من إجتراحاته
    أو إفتراعاته
    أو بصائره
    و مبصراته
    أو..أو..أو..و..و..و بسالاته..
    وفقط (مع صلاح) ..نهمس عالياً في الضجيج!!

    ومع ذلك
    ومع ذلك
    ومع ذلك

    لا شيْ
    يسوِّغ حرماننا المجيد من الكلام العالي و سمح!!
    و لا حتى
    هجاء العصامية أو إنعدام المؤسسية أو مشاغبات النُوَّار!!!
    وسؤال..أعذرني عليه في سفحٍ من كرمك الباذخ
    ألا نجد في (محافض) السيَّر الباسقة، بعضاً من دَبَارة الباسلات فنتوسلها إلينا بعض نشرٍ و فوح علم عميم.

    و أما نحنا، فمن هِنا، لا نبرح..

    و إمتناني ..
                  

04-20-2004, 01:49 PM

mustadam
<amustadam
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 292

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    up
                  

04-20-2004, 09:19 PM

منعمشوف
<aمنعمشوف
تاريخ التسجيل: 12-08-2002
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: mustadam)

    الأعزاء جداُ د. النور حمد ود.عبدالله بولا
    لقد تأخرت كثيراُ بالترحيب بدكتور بولا، حيث كنت لا استطيع الدخول لحسابى لفترة طويلة ولا أدرى حتى الآن سبباً لذلك.
    مرحباً مجدداً بالاستاذ بولا والذى يعد إضافة حقيقية للخشبة السايبر، وظنى أن الجميع ينتظر منك الكثير أستاذ بولا وحتماً لن تبخل.
    ولك جزيل الشكر د. النور على التقديم الأنيق، وهى فرصة أيضاً أن أحييك على بوستاتك المجيدة .
                  

04-21-2004, 00:11 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    أعذروني أعزائي على القطع المؤقت لحبل الترحيب المديد، وها أنذا أعود لرتق ما انقطع منه.

    جزيل شكري لك يا قرجة، إلا أن عملقتي هذه فيها قولٌ ممكنٌ واحدٌ فقط هو الطول (1,90، وحتي هذا انكمش مع تقدم السن فأصبح 88، 1), ومع ذلك فحتى صفة العملاق الفيزيائية عندي مجهجهة لأنها تقتصر على الطول وحده. كما كانت تقول لي خالتي بخيتة بت حسن طابت ذكراها، وهي تحثني على الأكل، وقد كنت ضنيناً على نفسي فيه (لا به) : "الطول، والبطول والحشا المَحَشور والسَدْر البَلا شْطور"(والبطول النحافة). وهذه لا تصنع عملاقاً كما ترى. وكانت عمتي زينب بت بشير "عمدة الرواة وعلماء الأنساب، وأهل الحل والعقد ببربر، تسميني "غوج أبو العَنَاق" (وهو الإسم المقابل لاسم عوج بن عنق بن النبي نوح)، الوارد في أساطير الشرق الأوسط. وكان مفرط الطول : "حلفوا قالوا كان يشيل السمكة من البحر يشويها في عين الشمش". ول ميكن الشك يسار زينب بت بشير قط في صحة هذه "الواقعة". وكنت عندمنا أعود في منتصف الليل من الذاكرة أو المؤانسة مع أصدقاء تصحو من نومها وتسألني "جيت ياغوج؟"، ثم تعاود نومها بعد أن تطمئن على وصولي.
    هل "قرجة" إسمك الحقيقي؟ وإذا لم يكن إسمك الحقيقي، أو إذا كنت لا تريد إشهار إسمك، فعليك الرسول أزغمو لي بي تِحِت بالإيميل "ديالي" (سبق شرحها في مداخلتي الثالثة في هذا البوست)، أو بالأحرى نَصِي الثالث في بوست النور (ياجماعة الخير مالكُن علَي تجرجروني إلى علم مصطلحٍ جديد في أرزل العمر ـ61 سنة). وبهذا فلا يبقى من أمر عملقتي هذه، التي تزعمون، من شيءٍ واقعيٌّ سوى كونها من لطفك. أما موضوع شرح علاقة الصداقة مع طلابي فهو إنهم كانوا أصدقائي بالفعل. ويسعدني أن كل واحدٍ منهم كان يعتقد إنني قريبٌ منه بصفةٍ خاصة. فقد كان الأمر بالفعل على هذا النحو، من جانبي، ولِمَ لا أقول من جانبهم أيضاً. وهذه الغلوتية لا يمكن شرحها ولا تحتاج لشرحٍ في دار أهل المحبة الواحدة. ولتعذرني في موضوع الإسم (زولك ياقرجة بقى حبوب أب مخاً روب).

    بولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-21-2004, 00:14 AM)
    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-21-2004, 00:14 AM)
    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-21-2004, 00:14 AM)

                  

04-21-2004, 00:14 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزيَّ طه وإلهام
    (وقد أخذتها على محمل المنادى المضاف الذي حذفت ياء النداء فيه لضرورة "الشعر"، أو هكذا أتوهم أو أتعسف أو أعتسف أو، أو ... وعلى أية حالٍ فهناك أمر في نفسي في هذه اللحظة يزجرني عن كتابتها وفق أي مذهبٍ آخر من مذاهب أهل النحو وهي كثيرة.
    شكري الشديد لكما. وعلى وجه الخصوص على بعثكما لتلك الذكري المهيبة. أذكرها كأنها وقعت بالأمس. كما أذكر كيف فوجئت بحجم محمد عبد الخالق الذي كنت أتصوره ود ريفاً جِهامة. فإذا هو دقيقٌ نحيلٌ الهيئة، مثل هاشم صالح، ومثله أيضاً لسانه فلقة. محمد آفة "ذهنه مثل مديةٍ حادة" كما يقول الطيب صالح. بل ربما هو أقرب إلى القاطعة الكمبيوترية، يقطع ليعيد الترتيب والتنظيم مثل نحلةٍ مهندسة، إعادة الترتيب غريزةٌ فيها واجتهاد معاً. وفكرة القطع وإعادة التركيب والترتيب لسديم العالم المعرفي، التي يقوم بها الذهن المعرفي الفلسفي والإبداعي والعلمي، من بنات أفكار صديقي، وصديق ونصير بؤساء العالم وأشقيائه من أمثالي وأمثالكم، في مضمار مشروع التحرر الإنساني الكبير، هو عالم النفس، والطبيب النفسي، والفيلسوف الهَرَم العماد والعُمدة، والإنسان الكريم المفضال، فيليكس غاتاري، (توفي في بداية التسعينيات). وهو، عندي، لا فوكو ولا غيره، هَرَم المعرفة الناقدة العتيد في الفكر الفرنسي المعاصر. ومحمد عبد الخالق آفة، خطابه نافذٌ وواضحٌ وساطعٌ كاشف. تحياتي له إن هاتًفتموه أوهاتَفَكم. وأتمنى أن تنقلا، إلهام وأنت، هذا الحديث لمحمد، فأنا أسعى في أثره منذ ذلك اللقاء ولا أجد منه أية علامةٍ دالةٍ مرشدة.
    ولعلكما أن تعذراني إن خرمت لأقول لحنين (رداً مؤقتا على جزئيةٍ من ترحيبه بي، ولي معه وقفة طويلة لاحقاً): "أها هاك ده واحد من بربر" أفضل مني بمسافة. فإن أنت فاخرتَ بي فماذا ستفعل به؟ مصيبة معلقة بالسبيبة محمد عبد الخالق. وأدعو حنيناً لأن نسعى معاً لكي نجعل من بربر بقعةً إنسانية لا ملكية حكرٍ نباهي بها العالمين، وأعلم إن هذا ليس منهج حنين. وعندي سؤال ليك يحصحص لي، ياحنين، ما ني قادر أصبر عليه إلى حين ردي على ترحيبك، وهو هل أنت من ناس حِنين ود كًلًمون الواحد دا ولا حنيناً آخر؟.
    أما أنتما ياعزيزيَّ إلهام وطه، فأتمنى أن يتيح لي الزمان الشحيح مزيداً من التعرف عليكما، لقضاء وقت ممتعٍ مضيءٍ باستنارتكما، وإبداعاتكما التي شدََما أمتعتني في ذلك اللقاء المثمر الخلاق.
                  

04-21-2004, 00:57 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    مرحباً بالأستاذة بت قوته، يمنى،
    شقائي وحده هو الذي سيجعل ردي على ترحيبك وما سيليه من ردودي على ترحيب أعضاء المنبر الكرام الذين شرفوني بتوقعاتهم العالية، وألبسوني ثوباً من صفاتٍ جليلة أسبقوها علىَّ ونسبوا إلىَّ دوراً لا أملك حيلاً يقدِّرني على شيلو. وعلى كل حال أنا أعتبر هذا الثوب "توب عارِيَّة"، وكان اتعوَّجت معاكم فانشرط أو اتبقٌّع، فليس بيدي بل بيد عمرو، هذه المرة، الذي ألبسني توباً مو قدري، وشعراً ما عندي ليه راس. وبمناسبة إضفاء أو إهداء التوب الذي يكون أكبر من مقاس المُهدى إليه، دعيني أحكيلك كلمةً ظريفة، نافذة، قالها شيخ العارفين الأفارقة، شيخ الرجال والنساء الحفّاظ، البواسل الذين عندما يموت أحدهم "تحترق مكتبةٌ بأكملها"، على حد تعبير، شيخ أحمدو أمباتي با. وكان قد قال هذا الكلمة في مناسبة علمية ثقافية تتصل بجمع التراث الشفاهي الإفريقي. فشوفي، وخلي البورداب يشوفوا، هذه العينة من مواقف الكتَّاب المبدعين والمبدعات الأماجد من المشافهة. التي لا يكف الكثير من "مثقفينا" (من متعلمينا التكنوقراط الأفندية في الواقع وهؤلاء لا مثقفين ولا الله قال. ولا قال مفهوم المثقف "الحقيقي"، الذي سأناقشه لا حقاً في هذا البوست). قال شيخ أحمدو أمباتي با، (شوفي الإسم دا مقعَّد كيفن و"با" دي فيها نبرة قوية صاعدة في الألف وقد ورثناها نحن من لغات "العنصر" الزنجي في تكوين الكثير من لهجاتنا العربية السودانية بوضعنا النبر الصاعد في نهاية الكلمة أو الجملة)، وسامحيني على هذه التخريمات اللعينة، فأنا مسكون منذ سنوات بمشروع كتابةٍ أدبية، لا أعرف ماذا أسميه، وأظنه من جنس الرواية، كله تخريم وخروج "غير منتظم" من سياق إلى آخر (وهو في الواقع منتظم بطريقته الخاصة في سياقٍ لا أريد، ولا أستطيع أن أسيطر عليه، كما لا أريد أن أسميه على أي جنسٍ من الأجناس الأدبية بصورةٍ قاطعة). قال شيخ أمباتي با، عن اشتراكية الزعيم المالي، موديبو كيتا، طابت ذكراه، الذي كان في تقديري من أصدق دعاة الاشتراكية الإفريقية ضميراً وعزماً وسيرةً، وأطهرهم ثوباً، "الإشتراكية التي دعانا إليها موديبو، حُلةٌ جميلةٌ جداً، إلا أنها للأسف لم تكن مفصلة على مقاسنا". وهذا في معنى أن "الترزي السياسي" حين اعتزم تفصيلها لنا لم يستشرنا. وأنا لا أعني هنا صواب، النقد الذي كان يوجهه أعداء الإشتراكية في إفريقيا (وليس منهم أمباتي با) والعالم العربي، بادعائهم بأن النماذج التي كان يتبناها، رموز الإشتراكية الإفريقية الأشاوس (أعني المخلصين. من دون أن يكونوا على صوابٍ هم أيضاً، بالضرورة)، كانت "مستوردة". ولا ينبع نقدي لهذه النماذج من كونها، تحمل أولا تحمل ملامح التراث الإفريقي الكوميوني، بل لأنها لم تقم على اقتناع الشعب أو إقناعه. ولذا فقد وصفها شيخ أحمدو أمباتي با، مصيباً، بأنها تشبه "جبةً زاهيةً لكنها ليست مفصلةً على مقاسنا". وهكذا، كما ترين، فإنني لم أفِ بوعدي بالإختصار. الذي سيصبح من هنا ولا حقاً أمراً لا فرار منه مع وقتي اللعين. مرحب بت قوته وإلى مداخلةٍ أخرى.
    بولا
                  

04-21-2004, 05:23 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحبوا معى (Re: Dr.Elnour Hamad)

    الدكتور النور
    اعجبتنى حكاية الكسرة بتاعت ناس الثقيل امين حسن عمر لكن فيها فكاهة ممتزجة بالمرارة يعنى ممكن نقول تراجيكوميدى
    قادتنى الفكرة لكسرات اخطر
    خد عندك الانظمة العربية المتخلفة والدكتاتورية بتجهز لينا بكسرات حريفة بديل اسوا منها يعنى بعد عمر طويل بديلم يكون قوى دينية رجعية يتم مغازلتها ومساعدتها فى السيطرة على الاقتصاد والاعلام لاحظ تجربة السادات فى دعم الجماعات الاسلامية وسط الطلاب وفى دعم سىء الذكر نميرى للبنوك الاسلامية وامثلة فى اماكن مختلفة

    حاشية
    الكسرات المشهورة يعقبها شى مفرح مثل كسرةغنا الحقيبة تقود للحن خفيف سريع وكسرة حسن عطية ابوعلى تتوج بهدف لكن كسرات الزمن دا تمحن
                  

04-21-2004, 07:57 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معى (Re: mohmmed said ahmed)

    عشة بنت فاطمة
    شكرا على الإطراء على البوست.
    هذا من لطفك، وفضلك. ودمت أيتها العزيزة.

    عثمان تراث
    كيف حالك والجندرية، والعيال، وكل من حولكم؟
    فاتني أن أشرك على ترحيبك ببولا. وأعتذر عن تأخيري في تقديم واجب الشكر المستحق.

    بشرى الفاضل
    لم أجد في نفسي ما أعلق به بعد أن فرغت من قراءة مداخلتك، سوى عبارة، (كلام تمام!!).
    شكرا على المداخلة الممتلئة بالحكمة.يقول شيخنا "باركر بالمر"، وهو كاتب، ومعلم متفرغ يجول على الجامعات، الأمريكة، ويحاضر ويكتب بانتظام، في نقد نظام التعليم الأمريكي، وهو رجل جدوله ممتليء، ومحجوز من قبل الجامعات، على مدار العام. وهو بالمناسبة (لا أدري أي مناسبة)، من طائفة الكويكرز. غير أنه لا ينفك يؤكد على فصل الدين والدولة. يقول هذا الرجل في واحدة من عباراته، في نقد نظام التعليم الأمريكي.:
    The Americsan educational system dispenses facts at the expense of wisdom.
    وما من شك أن المعلومة، في أي حقل كانت، لا نفع منها، أن لم تقد إلى الحكمة.

    شكرا مستدام
    وشكرا سعد الدين جبريل
    على رفع البوست

    شكرا منعمشوف، وأرجو أن يساعدك الكمبيوتر، فلا يحرن لك حين تحتاجه.
    ودخولك يضيء البوست، في أي زمان كان، ولا يعني البكور، أو عدمه شيئا.

    شكرا محمد سيد أحمد
    نعم هذا زمن الفكاهة السوداء، على شاكلة "شر البلية ما يضحك".
                  

04-21-2004, 09:47 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معى (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي النور عبر بولا ونجاة أعرائي حضور هذا البوست الوسيم عبر المودة
    مما لا شك فيه أن السودانيين ازدادوا نضجاً رغم ما يبدو من عنف وقد ساهمت الطامة الكبرى التي حلت بالبلد في انضاجهم من حيث لم تحتسب فالذين ظلوا بالداخل من القابضين على الجمر صاروا براجماتيك يصلون للهدف السياسي المباشردون مواربة في حربهم على النظام حتى حشروه الآن في ركن قصي والذين شتتتهم (هل هي ثلاث تاءات) الدياسبورا تعلموا حكمة الشعوب وسيعودون حتماً بثمار العالم لبناء الوطن . أحلم بأن يتم البناء بأجندة قليلة منتهية فاينايت . وضمن هذه الاجندة يجب افساح المجال لما يسمى بال Think Tank .فشيوخ الحكمة ممن روى عنهم بولا كثر ويمكن تقديم نوع من البيئة الصالحة لهم كي يجودوا بهذه الحكمة.إعاشة اهلهم وقطع الهرجلة عنهم ومدهم بمساكن مريحة وسيارات وسكرتيرين سخصيين ..المكتبة الفسيحة الواصلة لهمهمات عقول الإنسانية كلها الضاربة في تراثها كله التكنولوجيا التي توصل المعلومة بلمسة السكرتارية العارفة المتعاطفة التي تحول ثمار العقول إلى واقع مكتوب ومرضي عنه من قبل مبدعه من حيث التنفيذ. خذ عندك أشعار نجلاء التوم ومقالاتها الفكرية وأشعار ليلى بنت الدامر وميرفيت ورتل المبدعين الجددالمدهشين من الشباب الم يدهشك تقدم المرأة السودانية الجيدة الشاعرة والمفكرة؟ فضلا عن إبداعات وعطاء الكهول والشيوخ والراحلين الأفذاذ . هل يرضيك تبعثر انتاج خليل فرح والتجاني ومحمد محمد على والمجذوب بل هل يرضيك تنفيذ ما انتجه السودانيون من كتب منذ بدأت صناعة الكتاب في السودان بل هل هناك صناعة كتاب أصلاً في السودان؟أحلم بمؤسسات جديدة دقيقة ومنصفة.والكتابات كمثال فقط مما ذكرت هل هو بعيد تحويلها بمؤسسة كتلك التي أحلم بها وبثلاث لغات إلى عمل رصين. قلت فاينايت أدفع الملايين لخمسمائةمتفرغ .أمنحهم اعلى رواتب في الدولة .ولن يبخلوا عليك كل في تخصصه بكيفية بناء الوطن كله بتسريع فالوطن يحتاج لمدارس مجودة مما جميعه إنشاء ونوعا للمدارس وأستاذا وكتابا مدرسيا ومنهجا وتربية ومواصلات وداخليات ومدرسة لليوم الممتد وأنشطةوفي اسبوع واحد يمكن للمجموعة المختصة بالتربية والتعليم من القسم المذكور من قدامى تربويي بخت الرضا وحكماء السودان والمطلعين على خبرات الشعوب والمفكرين والعارفين أن يصوغوا مرشداً يجعل تنفيذ مؤسسات التعليم واعادة بنائها الأعلى في العالم. اندهش بعض متعلمي اكسفورد الذين جاءوا embeded ضمن رتل المستعمر من أن السودانيين يفهمون النكتة تماماً بمستوى فهم البريطانيين لها. بلى نحن مثلهم تماماً في كل شىء واكثر لكن ساساتنا خلال عقود سطا عليها من تعلمون. ما اريد ان اؤكده هنا هو أنه يمكنك ان تذفع للآلاف بسخاء من أجل تسريع البناء المجود والدقيق في أن ولو انحبست فكرة صحيحةلعقود في راس مفكر واحد بقامة كبار عارفينا الذين ولوا فما الذي يمنع من تحقيقها بواسطة احد تلاميذه. اناوكثيرون من معارفي واقفون على تجربة الاتحاد السوفيتي في جوانبها السلبية ولدينا حكايات تشيب لها الظلمة السوداء . لكننا واقفون على الكثير من الجوانب المضيئة فيهاأيضاً وأنت يانور وكل المهتمين الافذاذمن السودانيين في امريكاوفرنسا وانجلترا وقفون بعيون سودانيةقديمة جديدةعلى تراث الغرب والشرق وأنا واثق من ان هذه الغيون إن اعطيت سلطة تنفيذية فستقوم ببناء الوطن بحقانية وتجويد ورصانة مع التسريع. مالذي يحتاجه الوطن في عقدين اثنين : مدارس ومستشفيات وتجميع قرى وبناء وحدات سكنية ومياه صحية وكهرباء وتجميع حكمة شعوبه وانصاف مظلوميه وسجن جلاديه . وعمل وزارة الثقافة بالمثال الذي أوردته أي ان تقوم المجاميع السودانية الختلفة بالعمل بما أسميه التناغم synergy أي البناء في آن دون إبطاء والشىء الوحيد المقدم في هذا البرنامج هو عمل وحدات درء الكوارث اي تلك الوحدات التي تبني صوامع الغلال كي لا يكون هناك جوع في ستة اشهر وتبني ارصفة الانهر كي لا يكون هناك غرق في ستة أشهر وتنهي الملاريا من خارطة الأمراض السوداينة ورصيفاتها مرض النوم وغيره في ستة اشهر . التسريع هو حلمي الممكن ودور المثقفين الجديد يجب ان يكون فاعلاً لا ناقدافحسب عن طريق ما اسميه بالكتلة وقد ناقشت ذلك في بوست الاخ الخاتم عدلان. وللياس كانيتي الكاتب الحائز على جائزة نوبل كتاب بديع عن الكتلة هو Crowd And Power تخدته منطلقاً لفكرتي عن الكتلة التي ستغير تاريخ بلدنا في حلمي أيضاً وهي كتلة ضغط لاجبار الأحزاب السودانية الغالبة في واقع حالنا على تنفيذ برنامج المثقفين المؤمنين حقاً بالديمقراطية.وسأكتب بتفصيل اكثر. ولبولا الشكر على الامتاع.
                  

04-21-2004, 08:11 PM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معى (Re: Bushra Elfadil)

    اواصل قراءة هذا البوست وبشغف ، ابحث عنه حتى الصفحة التانية ، اتخيل اني افرد لكل مقال فيه ،بوست بذاته ، ما يكتبه بولا يجعلك تغوص في عمق الاشياء ياخذك من الماضي الى المستقبل في امتاع وقبض على الجمر في ان ، مصرع الانسان الممتاز والذي وللاسف لم اطلع عليه ولكن اطمح ان امتلكه ولو من خلال المنبر ، علاقات حقيقية في سرد قيم لنقد الذات الذي يمارسه استاذ الكل ، كلنا صار يطمح لو التقى الاستاذ الانسان عبد الله بولا قطعا لتغير تاريخ الكثيرين منا والى الاحسن ويقفز الى الذهن الدور التربوي المهم والدعم الروحي والنفسي الذي يجده الطالب اذا كان المعلم في اخلاص وانسانية وثقافة بولا ... ولن اضع نقطة ولتكن دعوة لتثمين هذا البوست الفلتة .
    بشرى الفاضل جميل ان تبعث فينا الحلم ، وهكذا انت دائما تشحذ الخيال وتجمل الواقع ، ما زلت اذكر نظريتك او ظاهرة التلبك اتذكرها ،والصبي الذي تدحرج من اعلى القيف على موس حادة ، ايام كانت ، ما عارفه كانت شنو بس جميلة ،
    وفعلا ما ذا يريد الوطن اكثر مما ذكرت ؟

    Quote: مدارس ومستشفيات وتجميع قرى وبناء وحدات سكنية ومياه صحية وكهرباء وتجميع حكمة شعوبه وانصاف مظلوميه وسجن جلاديه . وعمل وزارة الثقافة بالمثال الذي أوردته أي ان تقوم المجاميع السودانية
    الختلفة
    تعرف حديثك عن الحلم والثقافة ذكرني ذاك المجتال الذي سرقنا يوما من خلال الحلم ، حلم الفنانين فادعى انه يبيع لهم ارضا مخططة من اجل الكتاب والمثقفين والمسرحيين فتسارعنا لهذه الفكرة ولهذه الجمهورية الخيالية التى فاقت مدينة افلاطون ومن ضمن المحفزات كنت انت يا بشرى مما جعلنا ننشط للموضوع ، ام الخير كمبال ومريم محمد الطيب وتماضر ويحي فضل الله ومعظم ناس كلية الفنون وهاشم بولا كلنا جرينا وراء هذا الحلم قرية من الفنانين والمبدعين ومسرح في الوسط ، ومكتبة ، يا له من حلم جميل وكلنا طبعا دفعنا كم ما بتذكر واعطانا ايصالات والمفارقة ان الحرامي سرق محفظتى وفيها اول راتب قبضتو من الثقافة ولكم حزنت لان وصل الارض خاصتي كان في المحفظة ، وطبعا في ناس عملو لا فتات ،-في سوبا طبعا - تعرف لمن عرفت انو المسالة كانت كلها احتيال اضحكنى هذا المحتال الذي كشف احلامنا حتى ولو سرقها ، ويا ريت تضيف هذه القرية الثقافية لمشروعك .
    وهل نطمح في ان تفرد بوست تحدثنا فيه عن هذه الكتلة .
                  

04-21-2004, 09:17 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    استاذي بولا
    مازلت اقول انك فخر مدينتي التي اصابها ما اصاب الوطن من دمار
    ولك جزيل الشكر لذكرك حبوبتي زينب بت كلمون فهي كانت مرجعا
    في الحكاوي وله طريقة سرد عجيبة
    الأخ بولا ،، اتذكرك وانا صغيرا قبل دخول الأبتدائي واتذكر اخوك
    علي كان قدامي في الجنوبية
    ردا علي تساؤلك انا ياني ود ناس حنين وكلمون وعمي علي جعفر
    صاحب ابو حديد بتاع السينما،، هذة محاولات مني لجرجرتك في الحكي
    عن شخصيات بربر وزملاء دراستك هناك ،، هاشم حماد كلمون ،، وهاشم خضر
    وعلي بابكر،، وحسن نوراي وبقية ذلك العقد الفريد
    واسمحي لي اخي بولا ان تزهو قليلا بك وبمدينتي التي انجبت امثالك
    ففي هذا الزمن الردئ يقل مثل هكذا اشخاص ،، ولك محبتي
                  

04-21-2004, 10:17 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    شكرا ود قاسم،
    على هذه التَذكرة الرشيدة، والذكرى تنفع العصاة أيضاً. بل ينبغي أن تنفع العصاة في المقام الأول. وأعني بالعصاة هنا "الثوريين"، اللذين رفعني صديقي الصدوق الأستاذ خلف الله عبود إلى مراقيهم الصعبة، فليتني أكون عند حسن ظنه. لاسيما ونحن في زمانٍ كسدت فيه قيمة "الثوريين" أو "أُكسِدت"، إن جاز هذا الصرف، وأصبحت كأنها من العيوب التي ينبغي على المرء أن يتبرأ منها، في سياق سطوة الإيديولوجية الليبرالية الجديدة عبر آلتها الإعلامية الفاتكة، وسطوة عدتها وعتادها من مفاهيم الغش الإيديولوجي المتقن، ولغته المزركشة الأخاذة "السرَّاية" التي "غلَّبت الداواي" على حد تعبير الحردلو، فجعلت دعاة التغيير يستحون من إعلان قيمٍ وصفاتٍ كانوا يباهون بها العالمين. والحق إننا لا نستطيع أن نعفي أنفسنا، نحن دعاة التغيير الاشتراكي، (وأنا ياجماعة الخير اشتراكي علناً كان الناس دي كلها خلت الاشتراكية ما بخليها)، من مسئوليتنا في ما حاق بهذه القيم والصفات، من إضرارٍ وابتذالٍ وقبح، لأن نفراً من "أقطاب" التيار الغالب في أوساطنا، كان على درجة من الخيلاء، ومن غرور النفس الأمارة بالسوء والتقصير في زجرها، بل الامتناع عن زجرها، استحالت معه معاني هذا القيم والصفات إلى موضوعات للفخر والتباهي، لا للمحبة والتآخي والتعاطف مع الآخرين الذين قد نظن أنهم لم يفلوا في اللحاق بقطار "الثورة"، وعن توقير إنسانية آخرين ألقت بهم صروف دروب الرؤيا ودروب الخيار الوعرة المشتَكلِة، في بطن الغول فأصبحوا عنصراً في خلاياه، وعصارات هضمه السامة من غير وعيٍ صميمٍ منهم. (ولست أعمم فلم تعدم ساحتنا ولا تزال لا تعدم قادةً ومفكرين شواهق، من مختلف مواقع دعاوى التغيير الاجتماعي اليسارية لا أريد أن اسميهم هنا خشية العصبية، ودعوني أكني عنهم بالشهيد الرحل على الماحي السخي، السخي بكل ما تحمله كلمة السخاء من معانٍ. ولأنني على "يقين من أنه ليس ممن يكن أن يختلف حول ذلك اثنان منا حول سخائه). هذا وأنا استثني هنا من التعاطف، والتسامح صناع إيديولوجية الغول، ومنفذي برامجها، وحماتها، و"حلفائهم المأجورين والمتطوعين"، على حد تعبير جورج لوكاس، الشهير، الذي هو مع ذلك تعبيرٌ غير موفق في السياق الذي قاله به فيه، فقد صدرت عنه هذه العبارة في حق مفكرٍ هَرَمٍ ومثقفٍ مناضلٍ باسل هو جان ـ بول سارتر (الذي وصفه لوكاتس بأنه من خدام البرجوازية المتطوعين، بينما كان ساتر يقود المظاهرات ليلاً ونهاراً ضد كل صنوف العدوان الإمبريالية الأمريكية والأوروبية. وهذه عينةٌ من صلف "الثوريين" في ذلك الزمان، الذي كان الكثيرون منا فيه على قناعةٍ تامةٍ من انتصار "الثورة الإشتراكية النهــــــائي"). ولست أعني أن خدام الليبرالية الجديدة المأجورين والمتطوعين لا وجود لهم في الواقع، بل لهم من وجودٍ مكين، ومكينٍ جداً في أوساط من يسميهم غيري "مثقفي اليمين الليبرالي الجديد"، وأسميهم أنا "تكنوقراط" صناعة الإيديولجية، أو الإيديولوجيات، لدى الدقة، الليبرالية الجديدة. ومنهم تكنوقراط متخصصين في الفلسفة وعلى درجة عظيمة من فن صناعة المفاهيم "الملولوه". ومنهم تكنوقراط متخصصين في الفلسفة وعلى تمكُّنٍ عظيم من فن صناعة، المفاهيم "الملولوه". على رأسهم في فرنسا، برنار هنري ليفي، وألان فينكيلكرو، وأندريه غلوكسمان. وعمدتهم في أمريكا، كما أسلفت، فرانسيس فوكوياما. (لا أعني أنه عمدة هؤلاء الفرنسيين الثلاثة الأشداء. فهم أقوى وأمكر وأمهر منه بكثير. بل هو عمدة الإيديولوجية الألترا ليبرالية في صيغتها الأمريكية). وهو عمدة بما كونه ليس بحاجةٍ إلى لولواتٍ كثيرة، من مثل تلك التي يضطر إليها إيديولوجيو الليبرالية الجديدة في البلدان ذات التراث الإنسانوي الإشتراكي التليد مثل فرنسا).
    وأواصل بعد قليل
                  

04-22-2004, 00:09 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)



    فهل لتخريماتي التي ارتكبتها هنا، ياود قاسم، صلةٌ مرئية ب"خيط أبادماك"، الذي تحدث النور باستفاضةٍ سلِسَةٍ عن صلته بتجربة طلائع الهدهد، وذكرتنا أنت في خصوصه، بنفرٍ من شوامخ تجربة حنتوب، منهم الراحل المقيم، محمد بشير المر، ومنهم أيضا تلك الكوكبة المضيئة من الأساتذة الملهِمين الأفاضل، محمد عبد العال مراد، والسر مكي أبوزيد، وعبد العظيم خلف الله. وأضيف أنا هنا إليهم عمر رفاي وعمر مودي، في نفس السياق الذي تفضلت أنت بالإشارة إليه. ذلك أنهم كسروا الحواجز "التقليدية" (ما ها تقليدية ياخوانا بل أفندوية)، بين المعلم والتلميذ. وفي نيتي الكتابة عن كل واحد واحدٍ من هؤلاء المعلمين العظام. أما في موضوع سبق المرحوم محمد البشير المر لي في كسر حاجز العلاقة بين الأستاذ والطالب، فإنني أقرُّكَ عليه، في المعنى النوعي لا التاريخي، فكل الأساتذة الأفاضل الذين ذكرتهم تخرجوا قبله، (بمن فيهم شخصي)، وجاءوا إلى حنتوب قبله، ووضعوا اللبنات الأساسية قبلي وقبله. إلا أن المر كان نسيجَ وحده في البساطة، والتبسُّط، والإنبساط والتلقائية والقدرة الفائقة على صناعة الفرح، وعلى التضامن في أعلى قممه. فيا لفداحة رحيله المبكر. ولعله يجمُل بي أن أضيف أن مجيء المر إلى كلية الفنون كان أيضاً من العلامات الفاصلة في تلك المؤسسة، التي كانت على شحٍ كبيرٍ في طاقة الفرح والطلاقة. فهبط عليها المر ليعلمها كيف تكون طاقة الفرح نبيلةً ومنتجةً، على حد تعبير إيريك فروم. وعلى حد عبارة حوض العاشم وهي تزجر أبي عن "تشدده" الديني أحياناً ، (رغم سماحته البهيَّة الواسعة)، في تحجيم طلاقة طقوس الفرح المصاحبة لمناسبات الزواج وخلافها من المناسبات السعيدة، قالت له "أوعى بالك يا ولد الفرح كلُّو مو زَبْلعَه". (وقد ظل بنظرها ولداً حتى تُوفي فب عام 1963 عن ثلاثٍ ةستين عاماً). ولم يكن فرح المر "زبلعةً" بأي حال، بل كان طاقةً خلاقةً محرِّرة. (هذا مع يقيني من أن الزبلعة المحضة ذاتها، تكون أحياناً طاقةً خلاقةً مُحرِّرة).
    وشكراً لك على تَذكِرَتي بهذا النفر العزيز من طلابي الحنتوبيين، على الرغم من أنني لستُ ناسياً، وإنما قطعت علي حبل الحديث، مداخلاتٌ، قد تكونُ أجلَّ شأناً من ذكرياتي، لا من وقائع قفزة حنتوب الثقافية في ذلك الزمان الجميل، ولا من سِيَر هذا النفر الحنتوبي الكريم، بالأحرى. واسمح لي بأن أقول لك أيضاً " قتلتني" بمعنىً قريب من المعنى الذي قلتُها فيه للنور، ويزيد على هذا المعنى إنك، تدفعني، محقَّاً، إلى التراجع عن وعدي، بالاختصار وتجشُّم حصار الوقت الذي بلغ درجةً بعيدةً جداً عن الواقع والمعقول، ومع ذلك فلا مفر لي. ففضلاً عن تشريفك لي بأنك كنتَ "أحد تلاميذي"، وهذا تواضعٌ كبيرٌ منك، فقد وضعتني وجهاً لوجه أمام أعمق جراح ذكريات حنتوب غوراً في قلبي، وبعبارة أدق أعمق الجراح التي ترتبت على المبادئ التربوية والإنسانية الجليلة التي قامت عليها نهضة حنتوب الثقافية تلك، وعلى "منهجي" فيها في التعامل مع طلابي، وعلى وجه الخصوص بعض من ذكرتَ منهما. وقد أذهلني وزلزلني وأثلج من صدري، في ذات الوقت، ذكرك لهذه الكوكبة الفريدة من جواهر ذلك العقد النضيد. دفع الله حامد، وعبد العظيم جمال الدين، وصديق الماحي، (الحلاج سيد اللِّسم، قبل صديقنا العزيز، ود الأُبيض، حلاج معهد الموسيقى والمسرح)، ومحمد علي إبراهيم (نوح)، ومضوي الطيب بانقا، وبابكر بلَّه. والفاضل المبارك، وأحمد إدريس خليفة وعوض محمود. هلا هلا، (وشدِّد اللام عشان كلمتى البربراوية ما تبقى خليجية) أمانة ماك ضو. أما بشرى الفاضل وود يوسف وهاشم وأحمد البشير الماحي (الذي فجعني خبر موته وهد حيلي المهدود أصلاً)، فقد سلف ذكرهم، (قبل مداخلتك العزيزة بدقائق)، وأما بخصوص الآخرين فقد أصبتَ، وإن لم أكن ناسياً كما أسلفت. ولكنه يحلو لي هنا أن أذكرك أيضاً بمحمد أحمد المباك (الشهير "بود المبارك") وهو "جوهرٌ فردي" سأعود للحديث عنه في سياق آخر، سياق المنسيين، البواسل أيضاً. وقد كانت مساهمته أكبر بما لا يقاس من أخيه الفاضل. ود المبارك عبقري الرياضيات، المنهدس الفذ، والشاعر والناقد والمفكر الخصب الخيال، كان في السادسة عشر من عمره أيضاً عندما كان يلاوينا، السر مكي وشخصي ومجموعتنا من عُصاة طلائع الهدهد، في مفاهيم ومذاهب الفلسفة و"علم الجمال", (وأنا أسميه "فلسفة الفن"، حتى فبل أن يستقر الرأي على هذه التسمية مؤخراً في فرنسا). وأعني ب"عصاة طلائع الهدهد"، عصاة العُصاة في ذلك تجمع العصاة ذاك نفسه. (ولكل عُصاةٍ عُصاة أشد منهم مثل حالي مع ابنتي نوار التي تعتبرني رجعياً محتملاً. الاتتنين الباقيات برضهن زيها في دي).
    قلتَ "المرحوم" دفع الله حامد؟ آه لهذا الجرح المغوِّر. فمن أين لي بكلمةٍ تحيط بعمق فجيعتي فيه ومحبتي له؟ ربما إلا كلمة ابن الرومي الشهيرة في فجيعته بموت ابنه الأوسط، وقد كان اسمه محمداً : "توخي حمام الموت أوسط صبيتي ــ فلله كيف اختار واسطة العقد". على خلاف أنهم لم يكونوا "صبيتي" بل معلميَّ إن أردت قولة حقٍ صميمة. جئتهم فقيراً من كل شيء مستوحشاً معزولاً ومعتزلاً فأعادوني إلى السوية، إلى الحياة والاجتماع؛ ومتوحداً فغزَّروني، وكان أكثرهم فضلاً على في ذلك بالإضافة إلى النور، أو بعبارةٍ أدق مع النور في وحدةٍ لا تنفصم، دفع الله حامد والسر مكي (الطالب، لا الأستاذ الكريم)، ثم الحلاج وحسن فحل. كان دفع الله حامد قديساً حقيقياً. رشحتُه أنا، ليلعب دور السجين الأول في مسرحية مأساة الحلاج، الذي كان إخراجها وأداء ممثليها في حنتوب، من أرفع صور الإخراج والأداء المسرحي، التي شهدتها في السودان وغيره من "صبيةٍ" في مثل هذه السن الباكرة، وهذا هو المقام الوحيد الذي أسمح فيه لنفسي بتسميتهم صبيةً، كنايةً عن مواهبهم الفذة ووعيهم الإبداعي والوجودي المبكر، وتمجيداً لمبادرتهم السامقة! فأفرغ دفع الله في أداء هذا الدور "مرارة أيامه القاسية" (كما قال حلاج عبد الصبور في مقطعٍ مؤثرٍ بهي من حديثه في المحكمة) وبعبارةٍ أقل شاعرية، أفرغ فيه شحنة مواجِدهِ وأشواقه، وأحزانه وغضبه واستيحاشه من بؤس العالم القائم بالفعل، وبؤس الإنسان وشقائه فيه. وهي مواجدَ كنت أدرك أنها تمور في صدره وذهنه ووجدانه، منذ نشأته في قرى الجزيرة المكلومة الكظيمة. وقد كان صديق الماحي سليمان ، الذي لعب دور الحلاج، يطوي في قلبه نفس المرارات والغباين، التي وقفت على أسبابها وقفةً شاملةً مؤكدة، عندما زرته، وأسرته، في قريتهم "التّكَلَه جْبَارَة". مما جعلني أقترح على السر مكي، مخرج المسرحية الرئيسي، الذي كنا محمد عبد العال مراد، وعبد العظيم خلف الله، وعمر رفاي وشخصي، مساعدين له، بأن يسند الدور الرئيسي له ودور الشبلي لصَديقِهِ ورفيقه الحميم حسن فحل. وكان صدِّيق وحسن قد اشتهرا في حنتوب، بالإقامة الطويلة، بعد انتهاء الدروس، في حي التَكَلة الآخر (الحنتوبي)، الذي يقع على مسافةٍ من المدرسة ومن قرية حنتوب، التي يسكنها "الناس أولاد الناس". بعبارة أخرى كان حي التكلة الحنتوبي، حي أهل الشربة، وحي المنفيين والمبعدين، وأصحاب المواجع مما جميعو، الذين دفع بهم بؤس الحال، بؤس الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الواقع، (وربما مذاهب الفرح والطلاقة) إلى احتراف صناعة الشربة. وأرجو أن يعذرني صدِّيق على كشف الحال هذا، فقد كان حالاً مسبباً ومبرراً، في ميعة الصبا وغرارة الشباب تلك، تحت كَلكل ذلك الشقاء المتطاول، (وليس لي من اعتراضٍ متعسفٍ عليه في أي سنٍ يقع في حدود الحرية الشخصية المسئولة). اندهش السر مكي فيما أذكر في بداية الأمر من اقتراحي. ثم استطاب فكرتي. ثم امتدحها وأجازها. ثم : في آخر عرض حضرته للمسرحية (التي عرضناها في مسارحَ عدة)، وكان بمسرح الجزيرة المرموق، آنذاك، بمدينة ود مدني، حملنا الصِدِّيق مغمىً عليه من خشبة المسرح مع نهاية العرض!
    صديق الماحي الحلاج هو الذي أخبرني بوفاة "ود حامد"، (دفع الله)، حسيراً، محصوراً، مخفوراً في سجن مدني، على أثر موجة من كآبةٍ كانت تغشاه في منتصف السبعينيات، وتطورت في بداية الثمانينيات، وفي فترة شريعة نميري بالذات، إلى أزمة وجودٍ شاملة. وكنا قد عكفنا، هاشم شخصي، في منتصف السبعينيات، على زيارته بصورةٍ منتظمةٍ، في قريته الولي، وفي منزل أخيه الأوسط ببري. (وكان دفع الله صغير إخوانة وإخواته، والوحيد المشاتر، المشغول بقضايا العدالة الاجتماعية والتضامن الإنساني، ومعضلات الوجود الفلسفية، في أسرة من "برجوازية" (برجوازية قال!!)، قرى الجزيرة "ميسورة الحال" نسبياً. وفي عام 1976 أودع هاشم السجن لمدةٍ تقارب العامين، في إطار هجمةٍ أمنيةٍ على مجموعة العصاة المتفلسفين من أهل الغوايات الإبداعية المتعددة المجتمعة في الشخص الواحد، مما كان، وما يزال، مستنكراً في إيديولجية التكنوقراط التخصصية ذات البعد الواحد، الذين لم يكونوا يكفون عن سؤالنا "إنتوا شنوا بالضبط كدا؟". مع إن تعدد القدرات الإبداعية هو الأصل، لولا بؤس حال وضلال مفاهيم، وفقر خيال، مؤسسات تقسيم العمل (وأوعوا بالكم كمان : تقسيم الثروة)، الإمتيازية اللئيمة. وقضى هاشم في السجن قرابة العامين، ونجونا حسن موسى وأنا بفعل خلو وفاض مسئولي الأمن النميري، وأذكر منهم المرحوم معاوية حمو وآخر كان شهيراً في "الحوار" مع "المثقفين" في داخل الزنازين ومكاتب الأمن، لا يحضرني إسمه الآن... آه، "الرشيد"، لكن الرشيد مَن؟ لا أذكر. أقول "نجونا" حسن وأنا "بفضل" خلو وفاض هؤلاء من معرفةٍ حقيقيةٍ بالحقل الثقافي، وبأدوات الخطاب الثقافي الحداثي "ديالنا". فانتهى التحقيق ("وربما من قائلٍ "الحوار"! شِنْ عرّفنا في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الأمور وبارت بضاعة تمييز المصطلحات والمفاهيم بضاعةً آسفة)، معي شخصياً، بعد حبسٍ انفرادي في زنزانة بمكاتب الأمن طال مدة شهر، إلى أن اقتنع "المحاور"، المرحوم معاوية حمو، بأنني "وجودي" "أي لست شيوعياً أو يسارياً". والواقع إنه أصدر إلى أمراً بأنني "وجودي"، عندما انتهرني قائلاً، وقد ضجِرَ وضاق بعصيان لغة إجاباتي واستطراداتي، "على الفهم" (فَهَم منو ما تعرف!): "أنت وجودي". فلم أجب فقال "إذن فاذهب فأنت حر". فيا لبؤسها من "حرية"!! فقد كان معظم الأصدقاء والأحباب ورفاق "دروب الحرية" الوعرة في السجون من دون تهمٍ محددة. (ولم أكن بالفعل عضواً في الحزب الشيوعي في ذلك الوقت)، ولا أعرف أين موقعي منه الآن، بعد تجربةٍ أقول لأصدقائي وأحبابي من "الشيوعيين الحقيقيين" في الحزب، على حد تعبير صديقتي الباسقة الباسلة، الأستاذة سعاد إبراهيم احمد، إنها كانت مريرةً جداً، مع فرع الحزب بباريس، وبعد أن عاودني وابل الأفكار العنيدة "المزالْفة"، "المعتزلية الحداثية الإشكالية"، التي كانت، وما تزال، تغشى مكامن الدعة والإطمئنان في وعيي وفي خاطري، منذ أيام "سهومي" وحيرتي اللتين شهد عليهما النور على أيام حنتوب الباكرة، من أن أمر مشروع التحرر الإنساني الكبير الصعب الجبار، الذي نسميه (اصطلاحاً في اعتقادي) ب"الشيوعية"، أنما هو على قدرٍ من التعقيد والاستعصاء والبعد والوعورة، لا يقاس بالمفاهيم التبسيطية التي تبنيناها وتمنيناها، في ريعان شبابنا وفي ريعان شباب الحركات والمذاهب "الشيوعية" المختلفة من لينينية، وستالينية، وماوية، وجيفارية، وكاستروية، وساندنستية إلخ. أقول لم يبق من عقيدةٍ يقينية من كل ذلك، سوى احترامي الجليل لمن فيه من النساء والرجال الذين أفنوا زهرة شبابهم في مناهضة مؤسسات صناعة الفقر والتغريب في بلادنا، إلى جانب نفر جليلٍ آخر من قادة الحركة الديمقراطية السودانية يساراً، وقد لا أتردد طويلاً في أن أقول "وسطاً" ويميناً أحياناً، ولعلني أعني على وجه الخصوص "وسط" ويمين الليلة اللذان "تعلما"، أو تبنيا، مبادئ احترام الآخر المخالف بعد أن ناء عليهما الغول الإسلاموي بكلكلٍ ثقيل الوطء. ولو أنهم فعلوا هذا قبل ذلك، كما فعلت طلائع منهم من الرجال والنساء الميامين الأشداء أذكر منهم هنا الشيخ الجليل عبد الله نقد الله، والمرحوم حين بابكر، لوفروا علينا وعلى أنفسهم رهقاً، ونالو مجداً وسنرة حال. وأتمنى أن نكون نحن في اليسار، قد وعينا هذا الدرس الباهظ المرير بحق. ولا أعفي من هذا النقد، شخصي، ولا صحاب الدرب الآخرين من فصائل اليسار المتعددة، الذين أتمنى أن يكونوا قد تعلموا هم أيضاً، حقاً، لا طق حنك، مبادئَ توقير الآخر المختلف الحقيقية (والمختلف، غير الشاتم، والقامع القاتل)، بعد أن ذاقوا مرارة ثمرات "مبادئ" ومفاهيم "الديمقراطية المجوبكة" (الديمقراطية الجديدة، والثورية، والمرشَّدة، والموجهة... إلخ)، مع تجربة تأييد انقلاب مايو، حتى وإن كان تأييداً مشروطاً ومتحفظاً، كما كان بالفعل، واحتمال " تأييد" انقلاب يوليو ما لو قُدِّرَ له النجاح. وأنا لا أعفي نفسي من كل هذه المغبات والعترات الكبيرة، مع إنني كنت محتاراً ومتحفظاً وخجلاً ومرتبكاً في موقفي من ذلك الانقلاب "التقدمي"، مما جعل النور ينسى أنني كنت برفقتهم في جولات قوافل طلائع الهدهد الثقافية، (التي نشأت وترعرعت، على خلاف أبادماك، في مطلع العهد المايوي، وماتت بموت "فترة مايو" اليسارية بعد عام 1971). كنت معهم من جولة الجزيرة "المرْوية"، إلى جولة كوستي، والجزيرة أبا، وتندلتي إلخ. ولم أتخلف عنهم إلا في منتصف عام 1970، حين نُقلت إلى القضارف لأساهم في تكوين طلائع القندول. وحتى أفرغ ما في نفسي من حيل حظها البارعة في تبرير "تأييدي" الملتبس لمايو اليسارية، أقول ليس "على الرغم من أنني كنت محتاراً ومتحفظاً وخجلاً ومرتبكاً في موقفي من ذلك الانقلاب "التقدمي"، بل لأنني كنت محتاراً ومتحفظاً وخجلاً ومرتبكاً في موقفي من ذلك الانقلاب "التقدمي" على وجه التحديد، بينما كان ينبغي على داعيةٍ من دعاة حرية وكرامة الإنسان مثلي أن لا يتردد لحظةً في إدانة ورفض المنهج الانقلابي. لكن ياجماعة الخير إذا كان لي من عذرٍ ممكن، فهو إنني كنت حَدَثاّ يافعاً (26 سنة) ليس في جُعبتي من عدة وعتاد ومعاني مشروع التحرر الإنساني المهول الذي نسميه الحقوق الديمقراطية الشاملة: حق الترشيح الحر، والانتخاب الحر، والتعبير الحر والأكل والشراب والعلاج والمدرسة الحرة، إلخ إلخ. لا "الديمقراطية التي تقف عند باب المصنع" كما كان غارودي يقول، وما يزال). ولم يكن من شيءٍ يُعتَدُّ في كل هذا عاطفة تضامنٍ وتعاطف صميمةٍ، مع "الضعفاء" البؤساء والأشقياء موروثةٍ من تربيتي، وليس عندي من نصيبٍ في تنميتها غير، نتفٍ من هنا وهناك من أجنةٍ من مفاهيمٍ غائمةٍ لحرية وكرامة الإنسان، وخمائر وعيٍ بضرورة وإمكانية التغيير الاجتماعي في اتجاه العدل والمساواة، وادعاءاتٍ للتفلسف ضعيفة التأسيس، وحيرةٍ وتساؤلاتٍ. عملاق شنوا؟ الله يدينا خيركم ياجماعة!
    مات دفع الله في السجن. وحكى لي الصدِّيق كيف كانت حاله عندما زاره في محبسه ذاك اللئيم، "قال كان شعث اللحية، في ملابس قذرة، وكان يهذي، ويبكي، ويتذكر نتفاً من هنا وهناك من تجربة حنتوب. وكان يردد إسمك كثيراً".
    آه "ياويحي تمنيتُ له موتاً جريئاً وبأيدٍ غير أيدينا، وسقفٍ غير هذا" (مع اعتذري لود المكي). وأذكر إنني أختنقتُ بالعبرات وتشاجرت مع الحلاج. وقلتُ له كيف يحدث هذا ونحن أحياء، وأنت بالبلد (وكنت أنا قد غادرت (في عام 1977) السودان للدراسة في فرنسا. وقد وقع موت دفع الله الفاجع بعد ذلك بأربع أو خمس سنوات. (لا أتذكر التاريخ بالضبط، لأن ذاكرتي تعمل في هذه اللحظة بعشر طاقتها من فرط الإرهاق : "وهادي اللي كنت خايف منها" على حد تعبير صديقي العزيز الأستاذ حامد مشمور أمين كلية اللغات بجامعة سبها(ليبيا)، الذي قضينا في صحبته نجاة وأنا، فترةً من أجمل أيام حياتنا، في وفرةٍ من المحبة تمتعنا فيها برفقة نفرٍ من الرجال والنساء "البُلْقِ الجلاعيدِ". وهي قصةٌ طريفة أحكيها لكم لا حقاً، تتعلق بأنني "زنقته" وهو يسجل زيارةً للمرابطة ("المُعراقية" بلهجة الوسط السوداني العربية)، برفقة زوجته. آسف للإطالة ولعدم الوفاء بوعدي بالاختصار.
    هذا وأنا أهدي هذه الدفقة، من الذكريات التوثيقية، للقديس دفع الله حامد الذي وصفه هاشم محمد صالح بأنه ظل مخلصاً لانشغاله الحق بقضايا الإنسانية وأسئلة الوجود الأساسية، حتى الموت. وهو موتُ لم يكن يتمناه، ولا يشتهيه ولا يسارع إليه. فقد كان في نفس دفع الله من طاقة التعاطف والتضامن الحب والإجلال مع ولأصدقائه وزملائه وللناس كافةً. ومن الحزم والجَلَد مع اللئام والطغاة، ما يحثه على أن يحيا، ويعطي ويُمتع ويتضامن ويناضل. إلا أن المؤسسات القائمة في حياتنا السياسية والثقافية والتربوية لم يكن في قلبها، وعقلها وذات نفسها، براحٌ، وكرم نفسٍ، وصدق مقصدٍ، ونبل مواجد ، وصفاء طويةٍ، مثل تلك التي كانت تعمَّ قلب دفع الله وتضيء عقله الثاقب المتقد أصلاً. وعلينا نحن أيضاً، أصدقاءه المقربين، وعلىَّ أنا على وجه الخصوص، تقع مسئولية ضياعه الأساسية. فما أشقاني. كما أهديها لرفيقه وصنوه ونظيره عبد العظيم جمال الدين، الذي سأعود إليه في مداخلةٍ أخرى، ولرفاقه الذين تفضلتَ بذكرهم يا ود قاسم. وشكراً، شكراً لك، مع كل مودتي. وأواصل
    بولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-22-2004, 00:18 AM)

                  

04-23-2004, 08:30 AM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    up
                  

04-23-2004, 11:19 AM

mustadam
<amustadam
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 292

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    up
                  

04-23-2004, 10:44 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: mustadam)

    أستاذنا الجليل الدكتور عبد الله بولا،
    أشهد بأنني مستمتع بك، وبحياتك الخصيبة، الباعثة على آيات المسرة والحزن في مزيج فريد، ثم الحزن، ثم المسرة، ثم المزيج. هذا في ميدان تقلبات الشعور. أما في ميدان تقلبات الفكر فإن عقلي يترواح بين الشك واليقين، وأنا أقرأ حياتك بكلماتك -الصارخة في صدقها في غالب الأحوال- في قدرتنا كمثقفين على تأسيس مشروع جديد لحالة سودانية مختلفة. كل هذا رغم "هجيمتي" لك في موضع آخر من هذا المنبر، أيها الشيخ-الشاب البارع. وما زلت أشعر بأني كنت محقاً في تلك الهجيمة. وقد تأكد لي ذلك بتكرار "هجيمتك" على نفسك، وهي في الكثير من تجلياتها، رغم اختلاف التجارب، تمثل ماأصرفه على نفسي حين "ألعن أبو خاشا." هذا النقد للذات، دون تبكيت مسرفه، في تقديري، هو ما يجب أن نشغل أنفسنا به.
    توقفت كثيراً عند إعلانك الشجاع لمسؤليتك عن "ضياع" هاشم، عليه رحمة الله، على الرغم من أن المسؤلية لم تكن مباشرة، إلا بالمعني الذي به يصبح التمازج الفكري فعلاً حسياً. وقد توقفت ههنا لأن حكاية هاشم متكررة في الكثير من حيوات نضرة ذبلت، بعد أن كان للكثيرين منا معها تماس عميق. حكاية هاشم، رغم تراجيديتها، ليست حالة نادرة. بل إني أذهب لأبعد من ذلك حين أقول بأن بعضنا لم يفلت، إلا في المقدار ومدى الفجيعة، مما حاق بهاشم!!
    ولم يكن ذلك، ولن يكن -إن أستمرءنا إدمان الفشل- إلا بفعل أيادينا. أن يصمت وطن بأكمله -باستثناء أصوات هنا وهناك، في فترات أوآماكن آمنة من قوات "الأمن"- على جريمة قتل الرأي الحر، لا يمكن أن يكون إلا نتيجة لصمت المثقف، المفترض فيه أن يكون طليعة الرأي الحر! مات هاشم ولم يمت الرأي الحر. ثم أشهدنا الأستاذ محمود محمد طه على أنفسنا، بأننا لسنا أحرار بالقدر الكافي، مادما صامتون، فلم يمت الرأي الحر!!
    وسينتظر مصير هاشم الكثيرين منا، إن لم نقلع عن عاداتنا القديمة في التثاقف المنبت عن أرضنا الخصيبة المحزونة!

    قد يبدو لك، ولبعض القراء الكرام، بأنني مهووس بالأستاذ محمود محمد طه وبفكرته وتجربته المتكاملة -في نظري!

    مع ذلك سأظل أجلك، وأقدرك، راجيا أن تقبلني على علاتي الفكرية والشعورية! وليس لي إلا شرط واحد هو ألا تألو جهداً في تبيان هذه العلات، التي أعرف الكثير منها، وإن كان بعضها يتحايل علي!

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-23-2004, 10:46 PM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-24-2004, 03:52 AM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-24-2004, 04:00 AM)

                  

04-24-2004, 00:53 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    العزيز الأستاذ سيف الدين جبريل ،
    شكراً وألف كتر خيرك على ترحيبك الحميم. أما موضع سَبْق العصر دا كان عفيتني منه يكون كويس (وتعتقد نوّار إننا، نجاة وأنا، ننتمي إلى عصرٍ ولَّى). أنا يا سيدي أفكر كثيراً، صحيح. هذا شغلي الشاغل. أفكر غصباً عني لأنني شقي بهذا العالم، وبعجزي عن الفرح به إلا في أندر ما ندر. وقد صدق النور. فقد جئتُ إلى حنتوب حزيناً ساهماً، وتذوقت فيها نوعاً من الفرح اليافع لبعض الوقت. ولعلني عرفته فيما بعد أيضاً، بين طلابي في كلية الفنون الذين وصفتهم ب"العصاة"، وبين طلابي وأصدقائي في جامعة الخرطوم أيضاً وربما بين نفرٍ من أصدقائي وأحبابي وطلابي في مدينة سبها (ليبيا) عندما كنت أعمل باحثاً بـ "مركز البحوث والدراسات الإفريقية"، وأستاذاً بالجامعة، وما أزال أتذوقه أحياناً قليلةً هنا من وقتٍ لآخر، وعلى وجه الخصوص لدى زياراتي لهولندا وإنجلترا، حيث "يعيش" نفرٌ من الأصدقاء الذين لا أعرف كيف أصفهم من فرط ثقل فضلهم عليّْ. إلا أن صفة السهوم والشجن من ثقل وطء العالم، عادت بعد سنواتٍ من الغياب الوهمي عن شجن العالم وشقاء الإنسان فيه، وجوره أيضاً، لتتبوأ مكانها من حركة نفسي، حركة فكري، إذا جاز لي التعبير، مُكرهاً لا بطل. ولا يعنيني كثيراً أن أسمىَّ "مفكرا"ً أم لا، خليك من عملاق كمان. أفكر لأنني شقيٌ محتارٌ "يضنيني الوجدُ ويقعِدُني ضيقُ الخطو" في عالمٍ بلغ درجةً من سوء الحال وسوء الطوية، وسوء المِراس، ما يجعلني أتشكك أصلاً في ما إذا كان إصلاح اعوجاجه، وإصلاح اعوجاجنا نحن بني الإنسان (من صناع بؤس العالم، ودعاة إصلاحه)، ممكناً أصلاً. ويزداد شقائي وحزني ضغثاً على إباله في كل مرةٍ أرى أو أسمع فيها نفراً مرموقاً من دعاة الحق الأصلاء وهم يعاظلون حقائق الوقائع الأولية وهي "صادحةً في الشوارع مرفوعةً في صياصي الجبل". إلا أنني أسعى بكل ما أملك من طاقة أن لا استجيب لنوازع اليأس والإعتزال، لأساهم بقدر ما أستطيع في رفع كَلْكَلِ مؤسسة الاغتراب الاجتماعي الثقافي والمادي عن صدور المقهورين والبؤساء، وأنا منهم، لا فوقهم ولا أمامهم. (فالاغتراب الثقافي، اغتراب الإنسان المطلق بالأحرى، يبدأ من اللحظة التي يعتقد فيها المر ء بأنه وصيٌّ على الآخرين أو متميزٌ عليهم). وهذا هو لب سلسلة مقالاتي التي حملت عنوان "مصرع الإنسان الممتاز" كما أسلفت. وهي السلسلة التي أتردد في إعادة نشرها لأنني أعتقد اليوم أنها لا ترقى إلى مستوى النشر فقد كانت رؤية كاتبٍ يافعٍ لم يُدرك بعد مدى عمق الاغتراب وتمكُّن الشر من ذات الإنسان الشخصية والاجتماعية. وقد كنتُ انصرفتُ، حتى قُبيل أيامٍ من قرار مساهمتي في البورد، أعني قبلها بسنوات، وقبيلها بأيامَ قليلةٍ، إلى وقفةٍ طويلةٍ أمام نفسي أقاضيها حساباً عسيراً على ما فرطتُ فيه من أمرها، ومن أمر وقوفها، إلى جانب آخرين أشد مني مراساً، في وجه الباطل الطليق، باطل مؤسسات التغريب التي على رأسها مؤسسة الليبرالية الجديدة كما أسلفت، ومؤسسات مناهضيها أيضا، وباطل النفوس وفيها نفسي. ولذا فقد ترددتُ كثيراً في قرار دخول البورد، خشية كلمةٍ مسرفةٍ قد تصدر عني، أو قد أضطر إلى قولها في حق إنسانٍ أو جماعةٍ ما، فيما عدا الجماعة الظالمة، المستعلية، الموحشة، المتوحشة، التي تجثم على صدر حقوقنا وإنسانيتنا، بدعوى إنقاذنا، وأي جماعةٍ أخرى تصدر عن نفس الجذر المبدئي، وإن اختلفت الصورة، مدعيةً أنها تمسك بأعنة الحقيقة الوحيدة الخالدة. ولابد لي من أن أضيف، إن كان "الحق" و"الحقيقة" هما بغيتي وضالتي بالفعل، إن شيئاً من وهم امتلاك الحقيقة المطلقة والمعرفة المطلقة بالمسالك والدروب القويمة موجودٌ في نفوسنا وفي خفايا خواطرنا نحن أيضاً. نحن ضحايا الغول، ومعارضيه، وصانعيه وحَمَلَته. وهذا هو استشكال الأمور الذي يضنيني يا عزيزي سيف الدين، و"يخرج" بي عن سياق الموضوع الرئيسي في كل مرةٍ، ويدفعني إلى تفكير شقيٍ معذبٍ طوال عمري. ولا غرض لي، من وراء هذا الضنى، في "العملقة" وما يتبعها من امتيازاتٍ وألقاب فيما أتوهم. أما موضوع هويتنا فقد يطول الوقوف عنه لو أنني تمكنت من الصمود في البورد. ويبدو أنني سأستمر فيه لفترةٍ طويلةٍ إذا لم تهزمني غوائل الوقت. اللعين ولعلك تجد شذرات تدخل في موضوع الهوية في ردي على ترحيب فاطنة بت الذي سيأتي.
    شكراً لك على حسن ظنك وإن كنتَ قد أعطيتني ما هو أعلى من قدري بكثير جداً. وهذا مما يجعلني أفزع من احتمال خذلانك كما حدث لغيرك. بولا
                  

04-24-2004, 01:06 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    العزيزة عالية عوض الكريم،
    ألف مرحب، و"حبابك الف". أرجو أن أكون عند حسن ظنك. وينبغي علىَّ أن أقول، للأسف، إنني لست على يقينٍ من ذلك بأية حال. وربما أطلب عفوك إن استخدمتُ بعض ما عبرت به عن حسن ظنك بي لأنفي عن"نفسي" استحقاق حسن الظن الكبير هذا، وما شرفتِني به من صفاتٍ ونعوت عالية، لا أشبهها. أما إحناء القامات فأقولك من هسع سلامة قامتك.


    عزيزي أيمن،
    شكراً لك، أرجو أن أكون في مستوى حرارة ترحيبك بي. وأشكرك أيضاً على ثنائك المستحق على مقدمة النور البهيَّة، مع علمي السابق، الشامل، بأن الرصانة من طبعه ومن طبيعة أسلوبه. وتقديمه لي بهذه الصورة البهيَّة واللغة الباهية، هي بالنسبة لي ورطة حقيقية. وذلك من فرط يقيني بأنها أعلى مما أستحق بكثير، وأوعَرَ مسالك وأعلى قمماً من أن تسعفني ساقاى المذنبتان على تسلقها وعلى الصمود فيها. شكرا شكراً وإلى لقاءٍ آخر.
    بولا
                  

04-24-2004, 01:18 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    مرحب تاني عزيز أسامة
    وهو ترحيب يأتي في مكانه من ترتيب نصوص الترحيب المشكوك في أمر استحقاقي لها شكاً حقيقياً من جانبي لا تواضعاً، إن لم أكن أتصنعن في مكانٍ ما من مخابئ النفس الأمارة، أو أتوهم. فشكراً لك على ترحيبك بي هنا، وشكراً لك أيضاً "تراحيبك" السابقة، وعلى مساهمتك في خلق المناسبات والأوقات الجميلة العذبة، أوقات الفرح القليلة، كما أسلفت، التي، عرفتها، وأعرفها، من حينٍ لآخر في عمري الشقي الذي قضيته حتى الآن في معافرة الكتابة والفكرة، فأخفقتُ فيها أكثرً مما "أصبت" بمراحل عَدَدا.
    يا سيدي (يا سِيْدي وليس ياسَيِّدي فالأولى من لغة المحبة والثانية من لغة الهنكرة والاستفزاز وحاشاي أن أستفزك أو اتهنكر عليك)، "مانْ انا" (وهذه من لغة ضواحي بربر وفيها إدغام بين نون الكلمة الأولى وألف الثانية)، "مانْ انا" الذي أسميتُكم الأولاد ابان خرتايات وليس "خراتي"، بل كمال الجزولي والمرحوم الدكتور خالد الكد (وقد كان إنساناً ودوداً وشيقاً بحق). وقد أطلقا عليكما هذه التسمية من فرط حيرتهما في أمر "لماضتكم" ولغتكم "المستغربية" في تلك الفترة (كنايةً عما لحقها من أثر تراجم المغاربة للبنيوية، كما أسلفت في مقدمتي لمجموعة صلاح القصصية). وبالذات لغة أمفريب السليط مقطوع الطاري (وقد كان وما يزال ذهنه مثل مديةٍ حادة). ويا سِيْدي تاني لا تؤاخذني فأنا أقول ذلك على صيغة مدحٍ من عندياتي، لا تقع في "قالب الذم" بل في قالب المودة الطليقة والزبلعة المنتجة. ضاق كمال وخالد من "تلكما" اللغة واللماضة". فأوصياني بالحديث إليكم اعتباراً بصلة قربي من تراث العصاة المشترك بيني وبينكم، وبالتالي القبول الذي قد أجده بين صفوفكم. وقد وجدتُّه بالفعل. فاعتذرتُ، مسبباً اعتذاري بأنني قد ظللتُ طوال عمري حريصاً ومتوخياً مراقبة نفسي وزجرها عن الوقوف في وجه الجديد، و(لا حتى القديم من الإبداع الجليل). وكمال أيضاً على عكس ما قد يتصور الكثيرون الذين أكتفوا من حسم أمرهم من الحكم عليه بسورات غضبه الفاتكة أحياناً، إنسانٌ على قدرٍ ذريعٍ من المحبة والتوقير ولين الجانب وحرارة العاطفة وصدقها. وقد شهدت ذلك منه في مواقف عديدةٍ ورأيته مرأى اليقين. وسوف أحكي شيئاً من ذلك عن كليهما فيما بعد.
    أشكرك أيضاً على وضوحك في خصوص مآل مركز الدراسات السودانية، إلى مادون ما كنا نصبو إليه (علماً بأنني كنت حسبما كان مفترضاً، ومتوقعاً، ومعلناً عنه في صفحات مجلة المركز، أحد أعضاء هيئته الاستشارية التي لم تُستَشر قط). إلا أنني قد لا أوافقك على وصفه ب"الدكيكين". فهو مساهمةٌ مشرقةٌ في حياتنا الثقافية، كما ظللت أقول رغم الخلاف، تستحق الإشادة فعلا، لا تسامحاً ولا مجاملة، ولا فضلاً مني ولا من أحدٍ غيري. إلا أن الإشادة والتقدير لا يعفيان ولا يغنيان عن النقد. وقد يكون النقد، إذا النفوس اتطايبت، عنصراً في بنية الإشادة نفسها. فالمركز مساهمة فارعة لا ينكرها إلا ظالم. وما أنت بظالم، وألف حاشاك. وأتمنى أن لا أكون أنا ظالماً أيضاً. إلا أن أمر إدارته، وأدائه الطباعي، وشعاراته التأسيسية (التي سُحبت الآن من ظهور أغلفة مطبوعاته، كانت بحاجةٍ إلى إعادة نظر حازمةٍ وطويلة. وقد سميت أنا من جانبي، منهج الصديق حيدر في إدارته ب "One man show". وعشمي كبيرٌ في أن ينصلح أمره مما يلي هذه الوجوه بالتحديد، لا على إطلاق العبارة. وهذا نقدٌ رؤوفٌ ومتعاطفٌ ورقيقٌ وحازمٌ معاً، إذا لم أتوهم. غير أن أصدقائي وأصدقاءك، ربما أصدقاء الصديق العزيز حيدر ابراهيم ومحبية ومعجبيه أيضاً، لا يرغبون في سماعه. وقد وصمني واحدٌ منهم يوم أمس بالإسفاف وتصفية الحسابات، إن أتى ذلك في تعميمٍ وإبهامٍ معممين. ولا حيلة في أمر الله، كما كان يعبر الشيخ أحمد بشير حين يقع في حقه مثل هذا القول من غير تحرٍ. أشكر لك شجاعتك النقدية. إلا أنني ك "شيخٍ" خبِر مزالق التفريط في مقتضى العبارة، إذا سمحتَ لي بهذا الإدعاء الأول والأخير، أدعوك إلى تخفيف الحكم لتثبت للمركز ولحيدر مأثرةً يستحقها، وهو ليس بحاجةٍ في مضمار الدفاع عنها، إلى الإعتداء على حق نقاده في التوقير، وحسن الظن بنواياهم، وإلى جَبِّ أفضال أصحاب المآثر من قبله. هذا نقد مستحق وواجب لأننا على حد عقائد أصدقائنا وأحبابنا في النهضة السياسية والثقافية والإبداعية المبتغاة، نسعى، وليس لنا بدٌ من أن نسعى، إلى تأسيس نقد سديدٍ محكمٍ منصفٍ نافذٍ في لبنياتنا ومؤسساتنا الفكرية والثقافية والسياسية. نقدٌ لا يصوب رماحه إلى الخصم ويعفي الصديق والحليف والذات. (ويا بشرى الفاضل كلامك مجوبك ولي عندك وقفة جرد، أتمنى أن لا تهزمها المحبة الفائضة والشوق المديد).
    ولهذا يا شيخ أسامة وأنت رجل معانٍ دقيقةٍ وإنسانيةٍ عامرة، وتجربة فريدة المثال في مرارة مهانة وتقليل قيمة وكرامة الإنسان. دحين، تسمح لي أطلب منك يا صديقي أن تعيد النظر في موضوع المناقرة مع الأخت بيان، وارتكاب تبادل جارح القول فيها، وبالأحرى ارتكاب القول المذل للطرفين. وسأقول نفس الشيء للدكتورة بيان عندما يأتي دورها في ترتيب الرد على الترحيب الذي هدَّ كاهلي من جهة شكِّي في استحقاقي أياه. وأنتهز هذه السانحة لأدعو بيان إلى العودة بعد غيابٍ إلى البورد من دون مَوْجَدَةٍ على أسامة، فكلاكما لا يستحق ذلك.
    شكراً سيدي. وأعذرني أن فرطتُ في ما تستحقه من توقير الرواد من أمثالك.
    بولا
                  

04-24-2004, 03:09 AM

b_bakkar

تاريخ التسجيل: 04-01-2004
مجموع المشاركات: 1027

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    شكرا أخي د. النور على إتيانك بأخينا وأستاذنا المبدع (مما جميعه) عبد الله بولا إلى هذا البورد. فمن المؤكد أن ذلك يمثل نقلة نوعية هائلة في مستوى العمق الفكري ومستوى الحوار في البورد.. نقلة أكاد أشبهها بالقفزة الكبرى من الـ Great Apes إلى الـ Homosapiens إذا ما نظرنا إلى كثير من المداخلات وأساليب الحوار، مع الاعتذار لكثير من المبدعين والجادين والمهذبين والموضوعيين الآخرين أيضا..
    ومعذرة أستاذ بولا على تأخير ترحيبي بك، فما كان ذلك إلا لنفس العبودية العصرية التي شكوت أنت منها.. والأنكى أن العبودية هنا لمنظمة عالمية أوكلت إليها مهمة العدل وحماية حقوق الإنسان في الأرض..ولكن غلبت عليها إرادة وفلسفة "الإنسان الأخير".."الأخ الأكبر الجديد".."THE NEW BIG BROTHER"...وهذا وصف ورد ذات مرة في صحيفة واشنطن بوست مؤسسا، وليس من عندي..فيا ويلنا..حاميها في كل مكان حراميها...
    كنت أنتظر ساعة صفاء أطلع فيها "برواقة" على جميع كلماتك العميقة الرصينة التي تنقل الإنسان من عالم إلى عالم آخر، وعلى جميع المداخلات الرصينة التي أنتجت مع تعقيباتك حتى الآن كتابا قيما يستحق النشر إلى جانب إسهاماتك الأخرى.
    ولكن ساعة الصفاء تلك لم تأت، ولا أظنها ستأتي في وقت قريب..
    ومن أجمل ما في هذا "البوست" بالنسبة لي أن جمع بينك وبين النور وبشرى في "جلسة" إلكترونية واحدة..
    أذكر أيام حنتوب مثل البارحة..صداقتي لبشرى، وتعرفي على النور عند "عم شاحوتة" مع صديقنا محمد على نوح.. وتجربتي الشعرية البائسة التي وجدت منك ومجموعة من الشباب "الديمقراطيين" حفاوة وتقديرا كبيرين..ثم كادت توردني موارد الهلاك..
    وأذكر لقاءنا في باريس في صيف سنة 1981، وحينها كنت تنفق معي الساعات الطوال في مكابدتي لإعداد مقدمة بالفرنسية عن الفكرة الجمهورية..وأخونا يونس الأمين يضيق ذرعا في انتظار فراغك من تلك "الشغلانية"..ما زالت تلك المقدمة مخطوطة، بعد أن وضع عليها صديقنا الأب هنري كودريه بعض لمساته. ولكني ما زلت أعتقد أنها في حاجة إلى أن أبعثها إليك مرة أخرى عسى أن تخرج منها مادة ذات فائدة..إذا سمحت لك ظروف العبودية الباريسية..
    وأتمنى أن تجد مقالتك التي أشار إليها الأخ النور، المنشورة في مجلة رواق عن فكر الأستاذ محمود، طريقها إلى النشر في هذا البورد.. أو أحصل عليها بأي وسيلة أخرى..
    مع استمتاعي بهذا الحوار الرائع وتعلمي منه كثيرا..أراك تجهد نفسك وأنت على ديدنك القديم من الاهتمام والتوقير والتقدير والخدمة لكل قاصديك..وأنت الآن، إلى جانب عبودية العمل، في حالة "قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير".. ونحن الذين وراءك قد شخنا يا شيخنا.. فهون عليك أستاذ بولا..إني أشفق عليك من هذه الملاحقات لجميع ما يرد من الأخوة الكرام.. لعل معظمهم ينعم بقدر من الوقت والطاقة والصحة، مما لا تنعم به ، وقطعا لا أنعم به..
    وأرجو أن تكتفي، إذا اتفق لك التعقيب على كلماتي هذه، بعبارة واحدة.. فإنك في عذر مني مديد..
    وآمل أن يتحقق ما تطرقنا إليه في آخر مرة التقينا فيها في باريس.. بأن تزور أنت ونجاة والبنيات نيويورك، ويومها ستجد لنا الوقت الكافي..
    طبت وطابت أيامك ونجاة والبنيات..
                  

04-24-2004, 04:12 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: b_bakkar)

    شكرا الأخ بشير بكار
    وأرجو أن تجد فسحة من الوقت تطل فيها علينا، كل فينة، واخرى.
    النور
                  

04-24-2004, 06:31 AM

haneena
<ahaneena
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2002

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    مرحبآ دائمآ بالدكتور عبدالله بولا
    إستمتعت بالحوار الأنيق والذكريات الشيقة

    لاحظت غياب إسم الفنان البروفيسور أحمد شبرين في شريط الذكريات
    وكما هو معلوم ..هو من أبناء بربر أيضآ

    أرجوأن تلقي قليلآ من الضوء عن أي ذكريات لك معه
    مع شكري وتقديري
                  

04-24-2004, 01:00 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    أوووووك بت المبارك حِته واحدة؟!!!! عشة بت فاطنة؟!!!
    يا لبوار مشروعي للإقتصاد في الردود الذي ظل مؤجلاً حتى الآن! ويا لسعادتي! وياكسر ضَهَري أمام الكمبيوتر. كيف إنتِ وكيف بيرق، أحبابي "النايرين الما بماسحوا الكيل" وهذا من كلام شغبة المرغُمابية، بت عُليب، جدتي، التي هي استثناءٌ في "التاريخ الذي يعبر عن قصة الرجل" على حد استشهادك الصائب. فقد كانت شَغَبَة "زعيمة كواهلة البطانة الأدبية"، والفعلية. فهي شاعرتهم، ولسان حالهم، وناقدتهم، ومربيتهم في ذلك الزمان الشاق صعب الابتلاع من تاريخنا، بما يستشكل المستشكل فيه من جدل توقير الآخر المختلف استشكالاً يتأبى ويستعصي على التمييز استعصاءً يلامي الاستحالة. وهو الزمان الذي كانت التكوينات القبلية والثقافية تفرض فيه وجودها بالسيف أساساً وبالحكمة، والمسايسة، والمسالمة في أحيان قليلةٍ جداً. ومع ذلك فهذه الأحيان هي التي ينبغي أن يُعتدَّ بها بالفعل، فهي التي تمكث في الأرض. وقد قالت شغبة كلمتها التي أوردتها أعلاه في المعنيين معاً. قالتها في أعقاب حرب "مُشْرَعْ قَد القوة" كما أسميها (أو أولاد ام مُرغِم كما يقول نسَّابة هذا الفرع من قبيلة الكواهلة الكبيرة المنتشرة) التي قامت بين قومها وبين البطاحين. ولا مجال للتفصيل فيها هنا، (وعلى أية حال منعول أبو الحرب، حيثما قامت وحتى إن اضطر الإنسان لها). قالت ذلك حين رأت شبان قومها يتقاعسون عن "رد الكيد بالسيف، بعد أن أبلى "الجيل" الأول "بلاءً حسناً"، بمعايير ذلك الزمان، دون أن "يكسب" الحرب أو يخسرها؛ قالت تخاطب "عِدْ نوّيل" (عِدَّهُم الأساسي الذي كانوا يستقون منه أيام المَحَلْ) :

    "قبِّل لي خرابك ياعديد نويل
    راحوا النايرين فَضَلو البماسْحو الكيل
    ود دِقلش يكافت لي هوايد الليل
    وود نوَّاي كِتِل فارس التقيله ام حيل
    وين شغبه بْتَقبِّل بي كبيرةْ الضيل

    "كبيرة الضيل"، ناقتها. و"مماسَحةْ الكيل"، في لغة أولئك البدو على أيام نهايات دولة الفونج، تعني أن يرد المرء/ أو "المرءة" (وأنا أخشى الجندريات خشية الذئب من دم ابن يعقوب)، هم الذين يؤدون دَين العيش بمثله. وفي عرف القوم كانت أعلى سمات وقيم الكرم والإيثار، أن ترد المرأة والمرء مثل هذا الدَيْن بأكثر منه : فإذا اديتِك ربع عيش، كيل نضيف (مَمَاسح أو ممسوح)، ترجعه لي ربع مدفِّق. وكذلك الأمر إذا بعتُ لك أو بعتِ لي. فعُرْفَهم هنا لا يكتفي بالإمتناع عن تطفيف الكيل، بل يدعو إلى فيضه ويمجِّده. وهذا ما شهدتُ عليه بأم عيني في داركم العامرة بالأصدقاء والأحباب، حتى في تلك الظروف الاستثنائية من بين ظروف العنت والضنى الدائمة في حياة أمثالنا من العصاة في السودان (وفي كل العالم بالطبع). أعني هنا، بالذات، سنة الأمطار والفيضانات، عام 1988، لما كان الحصول على الرغيف و"الفول" (الذي أصبح اسمه مرادفا للأكل على إطلاقه كما قال لي بيرق إبان زيارته الحفيَّة الممتعة لنا في باريس ـ 1985)، ضرباً من المشقة يفوق كل تصور. كنتم تستقبلوننا جميعاً بترحيب وطلاقةٍ ليس فيهما ظل نأمةٍ من ضيق أو شُحٍ حتى في الخواطر الدفينة. أنا زي دا لا أظنني أقدر عليه، ولا يقدر عليه إلا فاطنة بت حبيب الله وبُرَّه بت خالد ود أحمد ـ وبت رابحة بت النويري ود بان النقا ـ (والدة نجاة)، وعشة بت فاطنه وبت المبارك أيضا، وبيرق، وآخرون لا أعرفهم في هذا العالم الواسع التليد. عملاق شنو يا جماعة الخير مع مثل هؤلاء؟!
    وشغبة هي، يا بت فاطنة الغراء، صاحبة القولة المشهورة، التي في الغالب لا يعرف الشبان والشابات الذين يرددونها، لمن هي في قبيل المنسيين المنتهكة حقوقهم في الملكية الأدبية والإبداعية مما جميعو، بمقولة الاستلهام الإيديولوجية الماكرة (إنتو قايلين الإيديولوجية سياسة بس؟): "حسين أنا ماني أمك وانت ماك ولدي". وقد يعتقد بعض محبي شاعر العامية الشاهق "القدال" (وأنا من محبيه الأشداء) أنها من شعره (ولم يدع القدال ذلك بالطبع) :
    وأصل الحكاية إن حسيناً، أصغر أبنائها، كان قد قضى فترة إقامةٍ جبريةٍ في سنار عاصمة الفونج، أظنها كانت فصلاً في عقوبةٍ أُوقعها ملك الفونج بأمه نفسها حين هجتهم واستعلت على سلطانهم وعمارتهم بمدح "حرية" قومها البدوية الطليقة و"بيوتهم" التي يُمكن طيها في أية لحظة و"النشوغ" بها من مرعىً إلى مرعى، في براح الصحراء المكين (في معنى إيديولوجية "الرحول عزَّ العرب")، في مقابل بيوت وقصور المدينة وأسِرَّتِها، وإثرتها وفرشهاورياشها، من أدوات ورموز الدعة و"الاستقرار" في معانيه البغيضة. قالت شغبة:

    "تُبَّ علِي بيوتاً فيهن ام كَرَّاب (العنقريب والسقف)
    رُوسِن قش، قعورِن في الوِطَيْ رُتَّاب
    أهلي يا وليد سكنوا مزارق الطاب

    والبيت الأخير لا يليق بالمقام هنا، وأظنه مما جرّ عليها العقوبة، وسوف أستشهد به في سياقٍ آخر ضد جدتي وأهلي ونفسي. (أقول "أظنها"، من باب الحذر، وهو واجبٌ إزاء رواية أهلنا المُرغُماب. وهم إيديولوجيون أيضاً، مثل غيرهم، في الرواية أحياناً. وأقول أحياناً فقط، فعندهم كذلك، مثل "جميع" الناس، من صنوف الحرص على صدق الرواية وجودة توثيقها، وإن جاءت على غير مُراد حظوظ "نفسهم القبلية"، من أدوات نقد الذات وتوقير الآخر المخالف، وحتى المعادي، وإكرامه وتمجيده، جواهر فريدة لمَّاعة). وقد قضى حسين فترة إقامته الإجبارية تلك في تدريب خيل الملك فيما يقول رواتهم (وهم يقولون سياسة الخيل، والفاعل "سايِسْ"). وعلى وجه الخصوص "سياسة" مهرتين منهما كانتا أثيرتين عند السلطان، هما "العَنَزَة" و"ام رهيط". وكان حسيناً قد أصبح، بفعل العشرة وسُنَّة الفروسية، محباً شديد التقدير والولع بهاتين المهرتين، عارفاً بمواهبهما وبسالتهما في الإغارة والطِراد، والصيد ومظاهر الأبهة الجمالية. وكان يتصيد الفرصة التي يغفل فيها حُرَّاسُه عن جمله الجبِّار (نسيت اسمه في هذه اللحظة) الذي كان محبوساً هو الآخر في "حوشاً جَمْ حوش الخيل". فلما واتته هذه الفرصة من غفلة الحراس، "قال كَدي نطَّ الحيطة وقلب سرجه فوق جملو وهَبَر فوقه ودفر باب الحوش، وعيك، تاني من يلحقو؟" (هذه رواية زينب بت بشير). فلما استيقظ الحرّاس، سارعوا إلى طراده على ظهري "العَنَزة" و"ام رهيط". فقال حسين يمجد جمله ويحثه على السير ويحذره من الاستهانة بشأن العنزة وام رهيط :

    يابْ ضَهَراً مِتِل فَرَنيبة الشرَّاك
    يا عَصَّار سبيب ضيلك علي الورَّاك
    العَنَزه بْتَحوشَك وام رهيط تبراك
    وْرَبْداة النعام فيها العَجَزْ مالاك.

    (لا حظوا هذه الصناعة الشعرية الممتنعة المبتعدة عن التشبيه والمباشرة امتناعاً وبُعدا "فطرييين"، والقائمة على التلميح والكناية: فهو لا يقول لجمله جريك مثل جري النعامةً الربداء، أو أسرع منه، وإنما يقول إن النعامة الربداء أعجز منك في الجري).
    وقد أبلى جملُ حسين وأفلت بصاحبه من طراد ام رِهيط والعَنَزه. وأود هنا أن "ألفت" نظرِكِ، الشامل، إلى هذا الإعتداد بالآخر الذي أبداه حسين ولد ود دِِقلش ود امحُمَّد ود اب زمام، متمثلاً في تحذيره لجمله من الاستهانة بقدرات وبراعة العَنَزة وام رهيط، الذي ينطوي بالإحالة على اعتداد بقدرات الفونج القتالية ورباط خيلهم، في زمانٍ كانت فيه عدَّة الحرب ورباط الخيل، نظام قيم يُلام فيه المرء أو يُشكر. وللمزيد من بيان تعقيد الواقع الإنساني الذي نعتزم المساهمة في تغييره، "نحو الأفضل" كما نزعم، ولم أضعها بين مزدوجتين استهانةً بما نزعم، ولا لقفل الباب أمام إمكانية "الأفضل" في شأن التغيير، بل من باب الحذر في تثمين قدراتنا ومزاعمنا. لا سيما وأن دوننا نتائج واقعيةٍ مؤسفة في تاريخ الحركات الوطنية والقومية والإشتراكية والشيوعية، قامت على هذا الزعم. أقول من أجل مزيد من توضيح تعقيد واستشكال جدل البنيات الثقافية والذهنية والقيمية التي تصطرع في داخل الإنسان، إن حسيناً عاد إلى أهله وهو يحمل آثار عميقة من فعل مؤسسة التصوف التعليمية التي "أُجبر" على حضور حلقاتها في سنار: فاعتزل واختلى "وقَنَّبْ يصلي ويكتب ويمحي". فلما اشتعلت الحرب، التي سلف ذكرها، بين الكواهلة والبطاحين، بقي حسين رهين محبسه الصوفي. فلما افتقدته أمه الجبارة في ساحة الوغى، اتجهت إلى خيمته، فأطلت عليه من مدخلها مناديةً بصوتٍ فيه إيحاءات التبكيت والشجار: "حســين"! فأجابها "أي يَمَّه" فقالت كلمتها تلك في هذا السياق :

    حسين انا ماني أمك وانت ماك ولدي
    دقنك حمَّسَت غَي البنات ناسي
    وكرشك عَمْبَبَت جِلدَكْ خدِش موفي

    لاك مطعون كِتال، جرحاً نكمِّد في! (أي فيه)
    ولاك محسور غرام، قلباً نهمِّد في!

    دوايتك عامره ولوحك معلَّق
    ولا حسيناً كِتِلْ لا حسينْ مَفَلَّقْ
    مَقَنِّب للزكا ولقط المحلَّق؟

    قالت بت بشير تحدثني : "أوعى بالك يا غوج ولدَا مو أهَوَنْ منَّها في الغُنا ـ (أي الشعر)". وأمَّن على روايتها هذه شيخ الحسن ود الشوش، وامْحُمَّد ود علي سليمان وعبد الله ود شوراني، وثلاتهم من عتاة شعراء بادية البطانة، وكان ذهنها مثل مديةٍ حادة (مكتبة إلكترونية من الزمن السالف). قالت إن حسيناً، نهض على قدميه ورد على أمه قائلاً:

    كَسَرْتَ اللوح ودفقت الدوايه
    لِهيج القِِر ولا لهيج القِرَايه
    أقِلْبَ الشَّد علي اللَّفَض التنايا
    مَقَالْبْة البُكار كبد السَحايا

    ودخل الحلقة فأبلى وقُتِل. والسحايا نبتة طيبة الطعم "تنمو وسط أشجار الشوك الشديدة" (والشرح من عند زينب بت بشير لا من عندي)، وهي أثيرةٌ لدى الإبل، مما يضطرها إلى "ملاواةً شديدة" مع الأغصان الشائكة في سبيل الوصول إليها. والتلميح، لا التشبيه، هنا كناية ـ وأغلب شعر "الفحول" (اللعنة على اللغة الذكورية)، في البادية السودانية، كنايةٌ وتلميحٌ بالمعاني، وتندر المباشرة فيه ولا تخرج عن أغراض الشعر ـ أقول كنايةً عن شدَّة جمله وصعوبه تحميله، وإلى شِدَّتِهِ هو بالإحالة.
    وقالت أمه في مقتله ومقتل أبيه ود دِقلِش شعراً شديد الديباجة. وقد أتردد في أن أسميه "جميلاً". فهذا منطق في القوة الغاشمة، ومدح إحكام وأحكام الشكيمة والتدابير الحربية، ليس عندي منه نصيب ولا له منِّي نصير، فيما قد أتوهم، إلا في جوانبه المتصلة باحترام الآخر حتى في موقفٍ شديد الحرج على الاحترام مثل موقف "الكِتَال". أستمر ولا أقيف ياجماعة؟ في حكاوي الزمن السالف مما يلي صلتها بموضوعنا الأساسي : إحترام الخلاف (وإشكالات الهوية). وأنا أسهب هكذا بسبيل "إنجاض" الكلام في المفهوم، حتى "لا يبقى" الكلام في احترام الخلاف طقُّ حَنَكٍ محض.
    أتوقف لأعود فأواصل حديثي معك، وعبر ساحتك الرحيبة، مع ناس البورد.
    بولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 04-24-2004, 02:14 PM)

                  

04-24-2004, 02:45 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    Quote: أستمر ولا أقيف ياجماعة؟

    يا أستاذ تقيف كيفِن عاد؟ أنا يادوب في الحَجْرة وكان ما وصلْت التِنّيرة ماني راجع. باقي أنا بريد الحكاوي دي بالحيل يا شيخنا.
                  

04-24-2004, 09:45 PM

haneena
<ahaneena
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2002

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Shinteer)

    لمزيد من الجمال وانتظار الاجابات
                  

04-24-2004, 10:37 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: haneena)

    فاتنى الكتير
    لكنى اقلب الصفحات واقرأها بشغف وليت ساعات اليوم يمكن مطها لهذا الانهمار المختلف

    مرحب بدكتور بولا
    رجل فى قامة العلماء
    تواضع ينبغى ان يتعلم منه بعض كتابنا
    فى مؤتمر الثقافة والتنمية التقيته، وكنت مشاركة بورقه فى هذا المؤتمر كان دوما مايحكينى ايوب عنه باندهاش، تمنيت ان التقيه وها قد حدث، فى شقتنا التى استأجرنها فى رابعة العدوية تجمع بعض الشباب المهموميين بالثقافة، والتفوا حول د. بولا، كنت اتمنى ان اجالسهم جتى نهاية الحوار الذى استمر قرابة الصبح لولا ان واصل كان صغيرا لم يتجاوز نصف العام

    رأيته يستمع لهم بخشوع، يناقشهم ند بند ودون ان يتكبر عليهم ولعمرى هذه احدى صفات العلماء
    فى غمرة النقاشات لم ينسى ان يحرضنى باخاء بان اجلس وبانهم سيجهزون عشاءهم، كان الوحيد من مجموعة قاربت العشرة من المبدعين دخل المطبخ وكأنما اراد بقولته وسلوكه هذا ان ينفى حالات التناقض التى يعيشها مثقفينا وتيقنت ان المثقف الحقيقى هو الذى يهتم بابسط التفاصيل الانسانية، ربما لايزكر د. بولا هذه التفاصيل ولكنى احفظها كحالة نادرة احكيها كلما تحان الفرصه وكنت قد حكيت عنه لفنان تشكيلى نمساوى وتمنيت ان يأتينا فى النمسا لتفاخر به جاليتنا الافريقيه بفيينا وليت تتحقق هذه الامنية

    شكرا لدكتور النور لهذا التمييز
    وليستمر الحوار، فهو نشيد الحرية الهادر


    اشراقه
                  

04-24-2004, 11:12 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    وها أنذا أعود يا بت فاطنة من لأواصل من نقطةٍ عجيبة. فالجملة الأولى في الفقرة أدناه، كان من المفترض أن تكون خاتمة الخطاب. إلا أن أسلوب الاحتشاد "الحكوي" غلبني فاستطردت بعد "الخاتمة" المفترضة, رأيت أن أترك الأمر على ما هو على منوال الاستطراد والفلاش باك الروائيين كما ترين. فإلى ذاك.

    شكراً وشوقا لكِ بت فاطنة وبت المبارك. وتحياتي لبيرق "وَلْ عمي" البجاوي الأمرأري. وأنا لا استند في ذلك على الرواية التي تقول بأن الكواهله بجا صُرُف لا عرب ولا ألله قال (ولهذا القول دلالات عميقة في "لاوعي الاستعلاء" كما سنرى لاحقاً). وممن قال به المؤرخ الدكتور حاج حمد محمد خير، لاغياً بجرة قلمٍ واحدةٍ حاسمة اجتهادات نسَّابة الكواهلة، من موقع الاستهانة الأفندوية، وعدم اعتبارها المطلق لحقيقةٍ ممكنةٍ تأتي من مؤسسة "المشافهة"، وهي في أصلها "مؤسسة التوثيق الشفاهي"، وتسميتها ب"المشافهة" (حافَّة كدي)، إنما هي من صنوف زراية الأفندية بها أيضاً! وقد انتقده عبدالله على ابرهيم ولامه ونهاه عن هذه الزراية بالنسَّابة القبليين "الشفاهيين"، والقول بأن اجتهاداتهم في تحقيق أشجار النسب تخلو من أية صفةٍ توثيقيةٍ تستحق الاحترام والوقوف عندها بوقار وتوقير. بل قال جهرةً إنها لا تخلو من حقيقيةٍ، بل وحقائق. ولام المؤرخين والأنثروبولوجيين الأفندويين، على اتباعهم الأعمى لبعض مناهج الزراية "الغربية" ب "أعمال"، نعم أعمال، النسابة والمؤرخين "الشفاهيين" (ومنهج الاستهانة هذا ليس "مناهج غربية"، على إطلاق العبارة، بل هو عنصرٌ من عناصر بنيةٍ إيديولوجية كولونيالية قديمة وجديدة. وأمر الفرز والتمييز فيها شديد التعقيد). فأوصيك يابت عشة تقولي لي عجب الفيا، لغاية ما يجي دوره في ردود الترحيب "من يالي"، (أي "من جانبي" وهذه من تصريفاتي، بناءً على نهج المغاربة في صرف النسبة، ونحن ناس بربر نقول من تالاي)، تقولي ليه قال ليك بولا يا خي ليتك تكف عن الخوض العجول، أعني عن الأحكام العجولة، والقاطعة، في سيرة هذا العالِم الفذ الجبار الشديع، عبدالله ودعلى ود ابراهيم ود جمال بت احمد، العالِمة "الوتِيقَة" (الوتيق من البناء هو الراسخ الشديد بلغة بربر)، من غير علمٍ أكيدٍ بسيرته السامقة المشتكلة، المستعصية، على كل صنوف التسرع، والإرتجال والتبسيط، مهما استعان المرء عليها بمظاهر اعتبار لتعقيدها وجلالها، لا أصل لها في واقع تحرَّيه ونصه). وعبد المنعم كما عرفته أهلٌ لتراجعٍ جليلٍ عن هذه المنهجية.
    نسَّابة الكواهلة، وهم على تنوُّعٍ كبيرٍ واختلاف في وجهات النظر، يتفقون على أصل جدودهم العربي القح. ولا سبيل (وربما لا معنى) للإطالة في ذلك هنا. وفي تقديري أن "قحاحتهم" هذه موضع نظر، من كلا زاويتي قيمتها الإنسانية، والواقعية التاريخية. فكون المرء عربياً أم لا، لا يزيد ولا يُنقص من قيمته شيئاً في نظري (وفي نظر كثيرين غيري، حتى من "أقحاح العرب الحقيقيين"). هذه واحدة. وهي الأساس. والثانية أن "القحاحة" أي "صفاء" الأصل العرقي لا وجود له في نظري، وفي نظر العديد من علماء الأنثروبولوجيا، والبيولوجيا والفلسفة والثقافة، إلخ... لا وجود له، إلا و"ربما"، في جيوبٍ معزولةٍ، (لا بيدها بل بيد عمرو الكولونيالي)، عن بقية سكان "البسيطة" (وما هي ببسيطة). وحتى "قحاحة" هؤلاء هذه فيها اليوم ألف قول وألف نظر. وعلى افتراض أن مقولة النقاء العرقي، التي نُعنى منها هنا بقحاحة العرب، وبالتالي قحاحة أهلنا الكواهلة وغيرهم من عرب بادية السودان، وقحاحة عرب العالم أجمع، حتى، في جزيرتهم، صحيحةً كل الصحة، فما قيمتها، على المستوى النظري الفكري الإنساني، وما قيمتها على المستوى العملي في مضمار التفاخر بالأنساب بالذات، إن جاز أصلاً؟ ما الذي يمكن للمرء أن يفخر به اليوم من وقائع الواقع الاجتماعي والثقافي، وحتى الإقتصادي إن شئنا، للعرب ال"أقحاح"؟ ماذا سوى "عار الدكاكين الأرائك والفرندات المضاءة/ ومجالس الفَحش الذليل وجثة الأنثى وأسعار البذاءة"؟ هذا على استثناءٍ كبيرٍ ومستحق وواجبٍ، لمقاومة الفلسطينيين الباسقة ولمقاومة نفرٍ عزيزٍ من المثقفين والمبدعين العرب العصاة الأشداء، وقطاعٍ لا تنبغي الاستهانة به من المناضلين العرب في مختلف مؤسسات المجتمع المدني المناهضة لواقع البؤس والفحش السياسي و"الثقافي" المزري، واقع بؤس وفحش "التنمية" البشرية التي وضع تقرير الأمم المتحدة، في خصوصها، "الوطن العربي"، في ذيل قائمة بلدان العالم. وهو الواقع الذي علقت عليه الدكتورة مها (نسيت باقي الاسم وستجدونه في التعديل لا حقا، أو العارفو يقول)، نائبة الأمين العام للشرق الأوسط، ورئيسة مكتب التنمية البشرية في العالم العربي، بأنه "وضعٌ" يأتي في مؤخرة الركب الدولي، وتتجاوزه "حتى" (وتشديد حتى هذا من عندي وهو من الأهمية الدلالية بمكانٍ مكين في "طبائع الإستعلاء")، بلدان إفريقيا السوداء!! وقد قالت ذلك في تبيان "مهانة العرب" ومستوى "التردي الذي انحدروا إليه". وقد ظل الحاضرون من "العرب" يكررون هذه اللازمة في وصف المهانة التي لحقت بجنسهم "القُح". وقد كانت الدكتورة مها، فيما عدا ذلك منصفةً وحازمةً في نقد أوضاع التنمية البشرية في العالم العربي، وفي تحميل "أنظمته" المناهضة للديمقراطية، مسئولية ذلك التردي "الكاملة"! ولم تقصِّر الدكتورة في شيء من واجب النقد المستحق لهذه الأنظمة، "فيما عدا"، لمرةٍ أخرى، "نسيانها" لِكونها كانت، لزمن غير قصير، نائبة رئيس الوزراء الأردني! ولم تجرؤْ، وهي في هذا المنصب "المسئول"، على قول كلمةٍ واحدةٍ عن زراية أوضاع التنمية البشرية الناجمة عن غياب الديمقراطية الحقيقية في بلادها، خليك من الوطن العربي! ولو أنها فعلت لما كان لها أن تعشم في ذلك "المنصب" ولا حتى في "منصبها" الجديد بالمنظمة الدولية "الكريمة" [مع التكنوقراط الذين "يجرؤون" على هذا الصنف وحده من النقد المجوبك [يقروا سطر ويفطُّوا سطر!].
    من فوق هذه المبادئ، أتحدث عن نسَّابة الكواهلة ضمن مبحثٍ قديمٍ في جملة مناهج النسَّابة "المشافهين" في بلادنا وزراية "الباحثين" الأفندويين بهم، وضمن مبحثٍ أقدم وأكبر منه في مشكلات التوثيق، ومشكلات الهوية (بدءً من مفهومها نفسه)، ومشكلات المعرفة بمصادر تكويننا الثقافي والعرقي والإنساني، ومصادرِ مصادِرِه،. إذاً يا بت عشة، بيرق "ولْ عماً لَي" : "من حيث إنو"، الكواهلة، مما يلينا نحن كواهلة البطانة، لا على إطلاق أنسابهم، و"تلاقحاتهم" (ودي مهمة جداً في استشكال مبحث الهوية يا بت عشه، ويا صديقي الجديد سيف الدين جبريل)، حتى في مستواه "العرقي" "البسيط". وهذا الإطلاق التبسيطي، هو الذي جرت به عادة نفر كبير من المتحدثين "الأفندويين"، في أمر الهوية، الذين حصروا تعقيداته في مستواه المتعلق بالتلاقح العرقي في "عرب وأفارقة". وحصروا صفة "أفارقة" في "الزنوج"، دون انتباهٍ أو مبالاةٍ بحقيقةٍ بديهية وأولوية في التعريف هي أن اسمَ العَلَم "إفريقيا" اسم قارة وليس اسم أمة، وهو اسم نوعٌ وليس اسم جنسٍ بلغة المناطقة. ونسوا وتناسوا إن هذه القارة تشمل البربر والأمازيق والقبط والمور، و أجناس ما أنزل الله بها من نسبةٍ في الزنوجية، وإن أنزل بأقليات منها نسبةً هي نتيجة تلاقحٍ مركب ومعقد "ما هو بربر وزنوج بس مثلاً). ثم هي تشمل البجا والنوبيين والأثيوبيين والصوماليين ممن (يسميهم علماء الأنثروبولوجيا أحفاد إنسان ال Oldway، "الحاميين" إلخ. وفي كل هذا نظرٌ متواصل. ومن طرائف التصنيفات الإيديولوجية لأحفاد إنسان الOldway الإفريقي، الذين لا يميزهم أحياناً عن "الهندو ـ أوروبيين" سوى اللون (وفيهم من لا يميزه حتى اللون والشعر عن الهنود)، أقول من طرائف الإيديولوجيا حين تخالط التصنيف العلمي، أن نفراً من الأنثروبولوجيين سموا هؤلاء القوم من أجناس شرق إفريقيا، ب "البيض ذوي البشرة السوداء"! وقد نسي "باحثونا" الأفندويون، في غمرة "بحثهم" العجول عن مخرجٍ من استشكالات الهوية بضربةٍ قاضيةٍ واحدة، أو غفلوا، عن أن الزنوج خشوم بيوت، في التكوين العرقي، و"خشوم مذاهب" في الثقافة والأديان والبنيات والخيارات الإجتماعية والحضارية. يا شيخ عبد المنعم خاف الله فينا، فلم يضيعنا غير تبسيط ناس عبد الحي وود المكي في ريعان شبابهم المعرفي.
    ففي خصوص تفسير "وَلْ عمي الأمرأري" بيرق، وهو بيرقاً "على رأسِهِ نارُ" من فرط سماحة نفسه في ظاهرها وسريرتها، يزعم نسابتنا، وعمدتهم خالي ابراهيم ود حبيب الله، أن الأمرأر، والكميلاب، قَبيلٌ من الكواهلة، ناسبوا البجا وفضلوا البقاء بينهم، واتخذوا التبداوي لساناً لهم (وقد لا يرضى الأمرأر بهذه النسبة). إلا أن ابراهيم نفسه، هو نسابةٌ وموثِّقٌ، يحصحص له الحق "زَغَمْ لَي معلومة تحتانية يؤكد فيها أن الكواهلة على إطلاقهم أحفاد بجاويات". وبعضٌ منهم بجا صُرف انضموا إلى هذا الفرع أو ذاك من أبناء خؤولتهم في لجة الحزازات البين الفروع والبيوت القبلية. وقد وجدت نفسي وجها لوجه مع حقيقة هذا لنفر من الكوهلة البجا، عندما، كنت في انتظار قدوم يعقوب ابن أخته شمس الدين، فلما وصلا محطة البص القادم من المطار، وهي تقع في وسط باريس، إذا بي أما بجاويين لا سبيل لعَينِPortraitiste مدرَّبٍ مثلي، لأن تخطئهما، ولعل ذلك من مفاجآت الدورات الوراثية التي جعلت بكري ود حماد(الأخضر الغامق) وأخته سعاد بت حماد ود كَلَمون ، ذات اللون الخُمري (الجنن المرحوم التاج مصطف) صديقة شقيقتي آمنة بت احمد ود الحَرَم (يا حْنين)، ينجبان "قبيلةً" من الأطفال الشُقر الإسكندنافيين. (وهذه قصةٌ مدهشة، بل مذهلة جداً، من بدائع التكوين العرقي لسكان (باب الريف) بربر العتيقة (حتشرتك معاي في روايتها ياحُنين)، وحنين من جناح ناس كلمون "الخضرِ الجلاعيدِ". والعبارة من شعر حسان بن ثابت في بني "جهم". هذا على خلاف أن في مكونات "الهوية" (وأنا أفضل عبارة "الهويات السودانية" وبعد دا عني كلام كتير في المفهوم نفسه)، فيها تُرُك، وسركس، ويونان وشوام و"صين" (بربر فيها "صين" من سكان البلد "الأصليين" منذ بداية العشرينيات)، ممن لا يدخلون في صفة الأفارقة والعرب، وممن قدموا مساهماتٍ كبيرة وأساسية أحيانا في بناء الإطار الثقافي الشامل في السودان بكل تنوعاته. (فهناك نتائج مبحثٍ في التطريز قامت به الأخت الأستاذة التشكيلية "بقيع"، عن التطريز في السودان، ونصحتُها حين استشارتني في أمره بزيارة بربر، قبل أن نُبتلى بفقد المكتبات الإلكترونية "الشفاهية"، فتوصلت إلى أن الحاجتين كومنان وسندغان، وهما أول امرأتين تدخلان السودان، الحديث على الأقل، ضمن أسرةٍ صينية كبيرة، هما في أصل جنس فن التطريز الذي يُسمى "القُطبة" في السودان. والقُطبة بالفعل فن من فنون التطريز للصينيين فيه بدائع ومهارات تذهل العقل. قد هُيئ لي أن أشاهد عواضه بت سندغان وهي تطرز "القُطبة"، في زيارةٍ لدارها مع أمي، فسحرتني تراكيبها ومهارتها أيما سحر. وقد كُنت في حوالي السابعة أو الثامنة من عمري. ولعل ذلك ترك أثره في منهج أدائي التشكيلي المبكر من جانبه المتعلق بالدقة والحرفية اللتان تحدث عنهما النور، قبل أن تصرفني غواية الكتابة والفلسفة عن التشكيل، انصرافاً لم يعد يسمح لي بادعاء الانتماء إلى هذا القبيل من المبدعين، بصورةٍ كُلِّية.
    وتروي زينب بت بشير، ومؤيدوها من "نسابة المرغماب"، من خشم بيت "اولاد اب زمام البركبوا اللشقَرْ"، على حد قول شغبة فيهم، إنه، عندما وقعت العركة بين المرغماب والبطاحين، وكان جيش البطاحين بقيادة ابن أختها "برير" (ابوه بطحاني ودي شربكة تاني في الهوية واحترام الآخر)، إلى جانب أبناء عمومته من فرسان العركشاب "الغُرْ"، الذين مدحت شغبة نفسها خصالهم القتالية (بي شكراً ما فيه زيادة موية يا ولدي ـ وهذه عبارة حوش العاشم بت فضل الساتر عن شغبة)، حين قالت :
    تبَ العركشاب وكتين يلوكوا المُر
    يرتبوا لَلكتال متْل الكِبَاش الغر
    لونُنْ لصفو زي دهب الجُمار الحُر
    ويدَّعكو على الصف الدِِمِيهُ تخُرْ

    شوفي يابت فاطنة هذه الشاكلة من الاعتداد بالمخالف، بالخصم، في سياق ذلك الزمان الذي كانت شرعة الاستيلاء على السلطة والثروة فيه "قَلِع عديل"، من غير "بيانٍ أول"، أو إيديولجيةٍِ تغالي في الغش وفي الإستهانة بحقوق الغير، حتى تسمي نفسها "الإنقاذ"!! ومن غير حاجةٍ لشرائع ودساتير لتبرير وتسويق، الإستيلاء، واللغف، والتعالي وقلة الحياء المتمثلَين في ادعاء معرفة مصلحة المواطنين بأفضل منهم، وإنقاذهم غصباً عنهم وغصباً عن خياراتهم، أعني الديمقراطية، التي عبر مواطنونا عن سعادتهم بها وحرصهم عليها، بدرجةٍ كانت مثار إعجاب العالم بأسره، بتسجيلهم نسبة مشاركة في التصويت بلغت في انتخابات عام 1986، التي ألغاها انقلاب الترابي ـ البشير بجرة بندقية، 86% (إذا لم تخُني الذاكرة)، باستثناء قطاعٍ كبير من الجنوب لم تُجر فيه الانتخابات للأسباب المعروفة.
    وهذا يا بت المبارك ما كان من أمر زعمي وسلبطتي في البجا عبر بيرق. فقد أردت أن أبين منه وجوهاً من تعقيدات سؤال الهوية في بلدٍ بلغ فيه استعصاؤها شأواً شديد البعد. وأنا أتعشم أن تساهم هذه الملاحظات المرتجلة، في رسم بعض ملامح إشكالية (بالمعنى الفلسفي والمصطلح المنهجي للكلمة)، هذا المبحث الوعر، الذي طالما ابتذله الأفندويون، والمتسيدون من كل صنفٍ، في مساعيهم قصيرة النظر والنفس والخطو، إلى الاستيلاء السلطة بمعانيها الثقافية والسياسية والمعرفية إلخ. ويا ستي بيرق خلِّي وأخي وتاج رأسي أيضاً، وهي رأسٌ تيجانها كثيرةٌ رأسٌ تقصرُ عن مقام البهاء هذا. وربما عدتُ مرةً أخرى لاستكمال سيرة النساء البواسل في مشهد التاريخ الذكوري لا من باب العصامية، بل من باب الجدارة الواسع البهِي، ومن باب احترام الخلاف والاختلاف. وأحصنَ أبوابه في التاريخ، وأحكمها إغلاقاً باب الخلاف والاختلاف بين المرأة والرجل : باب جور مؤسسة الرجال على إنسانية النساء "المي دايرالا رفع ضو"، يا عشة بت فاطنة ام ضواً باين. محبتي كلها. بـولا
                  

04-24-2004, 11:22 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزتي الجندرية،
    مرحب بيك انتي، و"القَامة ليك"،
    عاد تشبهي بنات الهادي ود بت اب كيف جنس شبه!! وأمهن فاطنة بت "اُمحَدْ احمد" ود عمر ود القريش. و"اُمحَدْ احمد هي الطريقة التي كانت تنطق بها صويحباتي الراحالات من نساء التماسيح، وهم بيتُ المعارضة في مملكة الميرفاب، اسم "محمد احمد"، الذائع والرمزي في السودان. واسم التماسيح من جدهم على ود تمساح رمز المقاومة "الشهير المنسي" ببربر للإحتلال التركي وحلفائه المحليين في المدينة، وقد قُتل صلباً وتعذيباً. (والتماسيح أنصار لا يسمعون في المهدي لومة لائم يا عويس عبر مداخلة الجندرية). ولا تقف شجاعتهم عند العنصر الذكوري يا جندرية، بل فيهم من قديم الزمان جندريات شديدات المراس. منهن جدتي لأبي، الحرم بت طلحة التي حرَّمت شرعة الرق في بيتها، كما ذكرتُ في مكانٍ آخر، قبل تحريم الإنجليز الإيديولوجي المغرض لها. وقد لفت نظري فيما بعد إن تحرر وبسالة سليلات على ود تمساح وتفتح أذهان أحفاده في شأن "الجَنَدره"، لم يكن أمراً عادياً كما كنت أتصور في صباي، بل كان سبقاً تاريخيٌ فريداً. وبنات الهادي ود "بت اب كيف" البشبهنك، ولا سيما كبراهن "إيمان" ربما أستطيع أن أقول إنهن سليلات جندرية من الطراز الأول في مراقي الحرية والإبداع مما جميعو، الشاعرة فاطنة بت اب كيف، بت أحمد ود طلحة ود على ود امْحُمَد ود اب سِويكت ود القريش، الذي قالت فيه جدتها، بت سويكت، تصف بسالته في مقاومة الترك "الخيل روَّقن مرق اب سويكت راسن"... الخ. جزيل شكري لك. وتسلم قامتك. وربما عدت إذا أسعفني الوقت والمروَّه. بـولا
                  

04-25-2004, 05:36 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)

    الأخت الكريمة إشراقة
    شكرا لك
    أسعدتنا طلتك بعد طول غياب.
    لم أكن أعرف أن بولا مر بدارك المؤقتة في القاهرة!!
    أرجو ان تجدي وقتا اكبر، فنسمع منك أكثر، كما كان العهد بك.
    شكرا لك مرة أخرى.
    النور حمد
                  

04-25-2004, 09:49 AM

Elmamoun khider
<aElmamoun khider
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    مرحب حبابك سلامات شايل سحابك
    فاهطل لينا علماومعرفه
    ***
    واهلي في الصعيد يقولون
    ابا موسي متين جيتا من الغربة سلام عليك
    جيتن جيت
    افيكوما
    واخيرا يا الله الاستاذ/ عبدالله بولا بيننا ننهل منه انها لعمري الفرصة التي بحثنا عنها بين المكتبات و فراشة الكتب بحثا مضني عن انتاج هذا العالم الهميم عبدالله بولا الذي حرمنا منه الوضع السياسي الخانق ... لقد كانت معرفتنا به كجيل من خلال مقاله الشهير (شجرة نسب الغول ) الذي حفظناه من شدة اعجابنا به و بما كتب و اصبح مرجعيتنا في نقاش الهوية والثقافات في السودان , وما زلنا ننتظر منك الكثير ...
    لقد سمعنا عن جهنم ولكننا لم نتحصل عليها , ونريد ان نسمع الكثير منك فهل لنا بذلك
    ليت الاستاذ ابحر لنا قليلا في سودانوية الاستاذ احمد الطيب زين العابدين و مدرسة الواحد و ابادماك و الكثير من القضايا التي ننتظر و جهت نظر استاذنا الجليل بولا فيها لا ن استاذي الترحيب بجلال مقدمك لن يقف والكل يحمل لك حبا بقدر سوداننا الحبيب
    فحيا علي البداية..
    وعزرا ان اجلسناك طويلا امام الكيبورد .. لكنه قدرك ان تكون عبد الله بولا الاستاذ و نحن التلاميذ ونحن كراساتنا جاهزة و مجلده يا ستاذ.

    لك الود والاحترام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 8:   <<  1 2 3 4 5 6 7 8  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de