|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Ibrahim Algrefwi)
|
شكرا نادوس 2000 شكرا مانديلا شكرا السمندل شكرا إبراهيم
وأعود إلى البوست، مرة أخرى، كما وعدت، "والعود أحمد"، كما يقولون.
لقد أثار المشاركون المرحبون العديد من القضايا، وهي قضايا ربما ربطها، كلها، خيط واحد، يمكن تلخيصه فيما تحتله الثقافة، من مكانة هامشية، في الهم السياسي السوداني. ويقع هذا، بطبيعة الحال، ضمن ما أشار إليه عالمنا الجليل، الدكتور منصور خالد، في سياق آخر، حين جعل بطء حركة التحول في مسارنا السياسي، عنوانا لأحد كتبه: ((النخبة السودانية، وإدمان الفشل)). وما من شك أن الفشل السياسي قد فاض ماؤه، وغمر أقاليم الثقافة، عبر الثماني والأربعين عاما، التي أعقبت لحظة الإستقلال، فلون تلك الأقاليم، بلونه القاتم. ولا يغيب عن البال، أيضا، تمشيا مع (غلوطية) البيضة من الدجاجة، أم الدجاجة من البيضة، إحتمال أن يكون الفشل الثقافي، أو قل فترة المخاض الثقافي الطويلة، التي لم ينتج عنها، حتى هذه اللحظة، مولود، واضح المعالم، هي التي قادت إلى العجز السياسي، المزمن.
تعرضت الأراضي التي تمثل الآن، عضد السودان الحالي، في مجملها، لكثير من النقلات السريعة، عقب انهيار الحضارة النوبية، لحظة أن تحول مركز الثقل، التجاري، والحضاري، إلى أمبراطورية أكسوم في الديار الحبشية، في بدايات الألفية الأولى الميلادية. انتشرت المسيحية في الديار النوبية، في القرون الميلادية الأولى، وتمسح النوبيون، وظلت المسيحية سائدة، حتى بدايات القرن السادس عشر. وأفل نجم المسيحية، في هذا الإقليم، بعد أن قضى تحالف الفونج، مع العبدلاب على مملكة سوبا، في سنة 1504 ميلادية. وتحول الوسط النيلي، في مجمله، إلى المعتقدات الإسلامية، خاصة الصوفية منها. وبعد ما يزيد قليلا، على الثلاثة قرون، سقطت دولة الفونج تحت قبضة الحكم التركي، المصري، وظلت تحته، لمدة 64 عاما. ثم أعقب ذلك الحكم المهدوي الذي لم يدم أكثر من 14 عاما. أعقبته فترة الحكم الإنجليزي المصري، الذي دام لمدة 58 عاما.
الشاهد هنا أن تاريخنا العقائدي، والسياسي، والثقافي، قد تعرض، في مجمله، لنقلات كثيرة، وحادة. وكل ذلك يقتضي مقاربات بحثية متأنية، وشافية. ولعل الوقت قد أزف لبعث أصول تكويننا الثقافي، الإفريقي، على ضوء صورة تاريخنا التي تجري، الآن، عملية إعادة تركيبها، على قدم وساق.
أثارت قصة فيلم الفيديو الذي يصور مدينة بربر، التي حكى عنها بولا، كل هذه الهموم، التي أشرت إليها، آنفا. فقد زرت مع بولا، وبصحبتنا الأخ خلف الله عبود، بربر في صيف 1971. وقد كانت تلك هي المرة الأولى التي أتجاوز فيها الخرطوم شمالا. وقد كنت أظن أن هندسة البناء في السودان الشمالي، شبيهة لما ألفته في الوسط، في منطقة الجزيرة. غير أن تلك الزيارة لمدينة بربر، قد قلبت ذلك المفهوم، رأسا على عقب. رأيت بيوتا مبنية من الطين، في بربر، لم أر مثلها من قبل، من حيث الضخامة، وارتفاع السقوف، وسعة الغرف. كما شاهدت أقواس الطين لأول مرة. وكنت أظن أن الأقواس لا تتماسك، إلا إذا بنيت من الطوب الأحمر! الشاهد، أن بربر قد كانت مركزا تجاريا كبيرا على النيل، وقد كانت موصولة بسواكن على ساحل البحر الأحمر. وقد جرى ذكر ذلك كثيرا، في تاريخ الحقبة التركية في السودان.
لا يعرف الإنسان قيمة ما يملك، حتى يعرف كيف يثمن الآخرون اشياءهم. أقوم الآن بتدريس كورس عن الفنون البصرية لإفريقيا. ويشمل الكورس دراسة فنون منطقة الحزام السوداني الكبير جنوبي الصحراء في امتداده من تخوم البحر الأحمر شرقا، وحتى ساحل الأطلسي غربا. وتحتل جمهورية مالي، مركز ثقل كبير في المادة المشمولة في هذا الكورس، بحكم أنها موطن إمبراطوريات، مالي، وسونغاي، وغانا. وبحكم وجود حواضر تاريخية هامة فيها، مثل مديتني دجين، وتمبكتو، اللتان ألهبتا المخيال الغربي الإستشراقي. الشاهد، أن شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تحوي مواقع يخطئها العد، ترصد أبنية الطين في مالي. وأحد هذه المواقع، يعرض ما يزيد عن الألفي صورة لمسجد مبني بالطين في جمهورية مالي، وما جاورها! أقول هذا لأنه لا يوجد موقع واحد يرصد أبنية الطين في بربر، مثلا، وهي ابنية، لا تقل سحرا، وإدهاشا عن أبنية مالي. وقد ظللنا ننظر إلى سواكن منذ استقلالنا، وهي تنهار حجرا حجرا، حتى انهارت أبنيتها، عن بكرة أبيها، وأضحت أكواما من الحجارة الكورالية.
زيارتي لبربر مع عبد الله بولا، والأخ خلف الله عبود الشريف، فتحت عيني على واقع متحقق في بلادي، لم أكن اعرف عنه شيئا، حتى وقفت عليه بنفسي. وهذا أحد الدلائل الدامغة على كوننا ندرس منهجا، عربسلاميا مستوردا، يمجد حواضر، لا تربطنا بها، في حقيقة الأمر، سوى العقيدة الدينية. التي تجمع أيضا، وعلى سبيل المثال، فقط، بيننا وبين أقوام في مجاهيل الصين، لا نعرف عنهم الكثير. الشاهد، أن رؤية بربر، بعيني عبد الله بولا، كفنان تشكيلي، عارف بجماليات البناء، وبسحر المعمار، أسهمت في تنبيهنا، إلى الوعي، بذاتيتنا، وبإسهامنا الحضاري، وبهويتنا المتجذرة في تاريخنا.
الطريف أن ابنية الطين، تجد اهتماما غريبا في أمريكا. فقد عُرف هنود البيوبلو بأبنية الطين في جنوب غربي أمريكا، في ولاية نيو مكسيكو. وبيوت البيوبلو الطينية، تشبه البيوت السودانية بشكل غريب. وتتميز مدينة سانتافي بولاية نيومكسيكو ببيوت الطين التي يملكها الأغنياء من نجوم هوليوود، الذي يمضون فيها فترة الشتاء. لكون شتاء سانتافي شبيه بشتاء السودان. فهو دافيء، ومشمس. ويباع البيت، من هذه البيوت الطينية، البديعة الصنع، بما يصل أحيانا، إلى ملايين الدولارات. وذلك لكونها يتم بناؤها باليد، وتستغرق زمنا طويلا. كما أن الذين لا يزالون يعرفون مثل هذا الفن، القديم، قد أضحوا ٌليلين جدا.
الشاهد أن فينا عللا كثيرة. ونحن بحاجة ماسة الآن، لمعالجة كل هذه العلل المزمنة. لا يمكن أن نكون، نحن أحفاد من بنوا الحضارة المروية، والنبتية، ونحن على ما نحن عليه الآن، من العجز، ومن الخمول. لابد أن شيئا ما أصابنا في مقتل. فحديث الدكتورة بيان عن حال مؤسساتنا البحثية، وطرق حفظنا للوثائق، وإهمالنا لتوثيق، إنما تعود في بعض جوانبها، إلى قلة اعتدادنا بموروثنا، وقلة معرفتنا بسماتنا الحضارية التي تميزنا. وكذلك إشارة السمندل الشديدة الأهمية، إلى قلة التدوين عندنا، وفقر مكتبتنا، كأمة.
لابد من مراجعة الصيغة البدوية، الصحراوية، للإسلام التي شابت رؤانا، في القرون الخمسة الأخيرة. فهي التي حالت بيننا وبين الفنون، كلها، رسما ونحتا، ورقصا، ومعمارا. بل هي التي باعدت بيننا وبين كل صور الحياة الطبيعية التي يحياها بنو البشر، اينما وجدوا!! اغترابنا عن جذور هويتنا هو الذي جعلنا نسقط حبيسي تجريدات عقلية صدامية، إقصائية، ونرجسية. أعني، تجريدات تحفل بصورة المرء المتوهمة عند نفسه، بأكثر مما تحفل باي فعل خلاق يزين الواقع، ويزيده حلاة، وطلاوة، ويجعل منه واقعا حابسا لأهله بين جدرانه، ومستوعبا لطاقاتهم الخلاقة. وما هجرتنا الجماعية المأوساوية في العقدين الأخيرين، إلا أقوى دليل على صورة وعي الأمة المضطرب بتاريخها، وسيادة العقل الذي يأكل نفسه بنفسه، ويطرد نفسه بنفسه، خارج إطار تاريخه، الزماني، وتاريخه المكاني.
أرجو زيارة هذه الوصلة لمساجد مالي الطينية: http://archnet.org/library/images/sites.tcl?select=collection&key=563
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: رقية وراق)
|
انا اسف للتاخير بالترحيب بالاستاذ بولا فهو اكبر كسب للبورد فى السنة الاخيرة وشكرا للنور حمد الذى استدرجه الى الميس حيث يستطيع بولا بثقافته الغزيرة اثراء البورد بكل ما هو جميل قبل اربعة ايام كنا نتحدث عنه انا والاخوان احمد وحسن محيسي و\كرناه بالخير وثمن حسن محيسي مستواه الرائع فى الكتابة وخاصة ما ورد فى مجلة جهنم . ونريده الان اعادتنا الى فترة الثمانينات والى روائعه التى كانت تنشر فى الايام وبقية الصحف السودانية . تانى مرحب ومبروك لكم جميعا .
| |
|
|
|
|
|
|
رحبوا معى (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الكلام جاب الكلام والبوست بمهلة شديدة ماشى يكون عامر بمساهمات وكتابات اكثر من مجرد الترحيب لفت انتباهى ان هناك روح من المحبة والاعجاب والصداقة بين الاحباء كتير نحنا السودانين بنخجل من ابداء المحبة والاشادة لبعضنا البعض هنا اسعد بحديث التقدير بين بولا والنور واسامة وبولا وفيصل وبولا
ويا الكيك احمد وحسن محيسى بى معرفتهم وثقافتهم وادبهم الجم لهما مقعد فى هذا المكان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معى (Re: mohmmed said ahmed)
|
تابعت وبشغف كل ما جاء من مداخلات ومشاركات الاخوة المرحبين ويبدو اننا سوف نسعد جدا ونفخر بوجد كنز مثل بولا الذى لم اكن اعرفه سابقا الا من خلال المتناثر القليل . شكرا جزيلا د.النور لاهداءك لنا هذا الرجل المهرجان وشكرا جزيلا الاخ بكرى على ضمك هذه الجوهرة الى هذا العقد الفريد هيا دكتور بولا اختر مكانك وامتعنا بحرفك الندى .
اقامه طيبه اتمناها لك بيننا
وهيا تفضل كأس من عصير الموده الصافى ترحابا بمقدكم الجميل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معى (Re: mohamed elshiekh)
|
الأعزاء رقية وراق الكيك محمد سيد أحمد محمد الشيخ
واضح أنكم جميعا على معرفة بعبد الله بولا، وعلى صلة به، من نوع ما. فأنتم، كما بدا من مداخلاتكم، أصحاب فكر، ومهتمون بشؤون الفكر، ومتابعون لمساراته. نرجو أن نرى مساهماتٍ متصلةً منكم، في دفع مسارات الحوار والتنوير.
شكرا لكم جميعا على الترحيب ببولا، ودعونا لا نبرح صومعة الفكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: gessan)
|
اتجول في هذا البوست كل يوم واتنسم فيه روح تلك الايام ، التى لم ندرك جمالها الا بعد ان اخدتنا الغربة، ايام كانت متوهجة رغم عسف الطاغية نميري ، كل ما اقرا هذا البوست يطوف في خاطري الانسان الشفيف الذي كنت وما زلت اظنه اجمل البشر في طباعه واخلاقه الراقية ،شعلة من النشاط والوعي المعرفي في تواضع يجعلك تنحنى له اجلالا ، ومنه سمعت اسم _بولا _ قبل ان اراه وفعلا تعرفت من خلاله عليك يا بولا انه الانسان الباهر هاشم محمد صالح تلميذوصديق الفنان بولا فاي الدروب نلتقيك اخي وصديقي ابو البشرى ،ا مازلت تحرق شمعتك من اجل العلم والمعرفة ايها الطموح الجاسر، ليتك تتواصل معنا عبر هذا الوطن الافتراضي وياريت ابو فاطمة يفلح في جرك الينا حتى يكتمل القمر ويحلو السمر ومنكم نستفيد فانتم دائما الغدوة ايها الافذاذ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاخ النور حمد شكرا لك وللجميع ...و فخرا لهذا البورد بانتماء هذا العملاق . نتمني وفي القريب العاجل ان يكون بولا المعرفه في الغرب والشرق والجنوب وفي كل بقعه من وطنا كانت قبيل مظلمه من نور المعرفه امثال ضيفنا الكريم بولا. ونيابه عن نفسي وغرب البلاد اهدي اجمل ( حمدالله الف علي السلامه).
| |
|
|
|
|
|
|
huh? (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
أحاول ان أكون أنيقة في الحديث و معبرة all i can manage هو شهقة إندهاش wow و hi زعروتة كان دايرين) مرحبا بي دكتور عبد الله بولا ما قادرة أرحب بيك في مكانك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
دكتور النور لك جزيل الشكر و الإمتنان..وما يكفي عني شيئاً!! لا تزال تتحف المنبر باللآلئ من ذاكرة وادب وعلم و ورأي من فكر وثيق ثم لا ترضى و لا نحن..إلا وأهل كل ذلك ممن نكاد لا نلم بهم او بفكرهم ولو لماماً.. بولا ( على شهرته في المدى الثقافي و افاق التحديث) في الصدر منهم و قمر منير…يزينون هذا المنبر..مبارك جهدك و أنور.. وبعد.. كما أهلنا لزائر عظيم ك عبد الله بولا… نقول في صدق وصداقة: مرحبا مرحبا مرحبا مرحبا مرحبابك مرحبا مرحبا مرحبا .. مرحبا حتى تحسبها لن تنقض.. أطال الله اقامتك يا دكتور بولا في هذا المنبر حافراً في صخر المعرفة (ترمي ساس الحداثة) وتعقد باللغة النظيمة سقف البناء.. الأكيد هو أنني سوف اتابع و أقرأ كل ما يجود به بحرك الخضم من درر ما انبغت لنا في الحظوظ التعيسة (التي نتقاسمهابالقسط في جيلي هذا)..و بي جوع!! و قد أتفق أو إختلف مع أو فيما أقرأ ( كمثل سيرة فيصل محمد صالح الجابا عاليه) و لكنني حتماً لن أختلف مع قول كهذا: (و اين هي الثقافة التي تمثل نظاماً مغلقاً؟؟) هو من صميم اقوالكم النافذة في نقد الإستلاب و الإغتراب و المركزية المستعليّة و(التقوقعية) وأدب الإستشراق في صدوره و/ أو وروده. و هو من قبل وبعد قول في التسامح سديد، و دعوة للتثاقف دالة ، و جدير فقط ب بناء عظيم.. و هنا لا بد لي من الإشارة إلي ورقة (( في مفهوم الخصوصية و العالمية: تأملات نقدية و إشكالية [أولية])) التي في اوراق ( ندوة : السودان: الثقافة و التنمية---نحو إستراتيجية ثقافية) مركزالدراسات السودانية1999 القاهرة. هي كل ما قرأت لكم قبل هذا الخيط .. وبعد، فقدإستلبتني لا تزال ، و ما قدمتموه بها من تواضع حميم و آسر..وفيها جاء قول لك إعتراضي (ما كاد أن يؤدي بي إلى الكفر بالأنسان……………… لولا حرز حصين من الرؤية النقدية ورثته اولا من رفاقي المبدعين البواسل في الحركة النقدية السودانية ( بشقيها الشعبي و [ العالِم] والأفريقية ، و العربية…….) مما اراه يتعين في بعض مداخلاتك اعلاه..فتعلو مقاما ويزدان حال المنبر…ومع أسامة الخواض ارجو لو تنشر علينا مقتل الإنسان الممتاز.. ولأننا يا دكتور النور من جيل يحب برد الجنة، و سقطا، حباً جما، ولا ترانا إلا نستعرق العمرهرباً من جهنماتنا..و لكن ، ثم قد علمنا يقيناً ،، النعم لا تدوم و أن إخشوشنوا، وتجمروا في المصطلى.. .فهلا أغرت مرة جئتنا بحسن موسى أو جهنمه او الأتنين معاً.. مرحبا بالمبدعين/ الحفارين/ الهادمين/ و البنائين. مرحبا بعبد الله أحمد البشير( بولا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Hashim.Elhassan)
|
العزيز هاشم الحسن شكرا على المساهمة، الطاعمة، المشبعة. في كتابتك شيء ينفذ إلى أعماق الروح، فيرفع ذبذبتها. لك الشكر، والإمتنان.
تحدثت مع حسن موسى هاتفيا، قبل أسبوع. وهو في طريقه إلينا (بجهنمه، وجحيمه). لدى حسن مشكلة مع العربي، إذ ظل منذ فترة، مع ماكنتوش، (أعجمي)، ووعد بامتلاك (PC) (فصيح) قريبا. لا يصح، بعد اليوم، أن تبقى جهنم، مجرد نشرة يتداولها عدد محدود من الأصدقاء. فقد فتح الله على مهمشي العالم، ومهضومي الحقوق فيه، من المشتغلين بصناعة الكلمة، والمشتغلين بقراءتها، من عامة الناس، بهذه المعجزة التكنولوجية، الكونية، التي نسفت جدار برلين الذي سبق أقامه أهل الثروة، والسلطان، منذ غابر العصور. وتفننوا في (لولوته)، حتى أصبح حائلا كثيفا، بين الفكر، وبين الناس، ومن ثم، بين الوعي، وبين الناس، ثم بين الحياة، وبين الناس، وحتى بين المرء وبين قلبه، وروحه! لقد كدنا ننيأس لولا هذا الفتح التقني المبين. فقد أوشكت الحياة، أن تصبح مجرد حالة موت، غير معلن.
انتهى عهد (السنسرة) وعهد الرقيب، ياأهل الثروة، وأهل السلطان الزائل، بإذن الله، فأين تذهبون؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عرفت فأحببت بشرى الفاضل وآخرين ممن درسوا على يد بولا فإزدادت معرفتي بقصوري وفقر مداركي , فكان ذلك بداية طريق طويل ما زلنا نسلك دروبه الوعرة. ثم جاء هاشم (بولا) وزمرة التشكيليين ومن تبعهم من " الغاوين" بعد ذلك بقليل,فتشعبت الطريق وأزداد الطلب وتفرعت المسالك والدروب. وفي كل ذلك كان بولا حاضرا بهدوء كامل و نظر ثاقب وصبر زاهد وشدّة لاتنى في وجه الظلم والجهالة التى تسعى بقدمين وربطة عنق أنيقة, أو عبارات صارمة موغلة في الغلو, تحدد ما يصح وما لايجب ! ثم استبدلت ربطة العنق بعمامة تخفي فراغ العقل ولحية معطرة مشذبة تخفى لغو الكلام وخبيثه .( و هى ليست لحى أبّان خراتي ) بأية حالة. ومن بين من مرّ على فضاء السبعينات من القرن المنصرم , جل هؤلاء الذين مرّوا عبر هذا اللقاء السايبري الأول مع عبدالله بولا . تمعنت كثيرا في من ورد هذا المنهل , وأصابني فرح عظيم, كأننا "نرتكب" حافلة تذهب بنا إلى شارع 59 العمارات لمتابعة البروفات النهائية لأعمال الدبلوما , او نحتفل بنجاح باهر, خارج إطار الرسميات والدرجات العلمية, بأعمال باهرة فى معارض الدبلوم لكلية الفنون الجميلة " الجميلة" . لقد ساهمت , وما تزال , رغم كل الإهانات التى غمرتنا , وما تزال , في تجذير وعي ينظر ببصيرة مختلفة( أو كما يسميها , إشكالية) لكل ما يشين إنسان السودان. لآيرى فى اختلاف السحن و الأعراق إلآّ ثراء وغنى ولا يرى ما يراه آخرون ممّن استسقوا السماء لتتنزّل عليهم حق يرونه مقدس فى السلطة والسيادة والسطوة المستبدة . هذا بعض قليل ممّا تعلمناه من بولا فليغفر لنا ما بدا منّا من انقطاع و ليس جفاء يقرب من نكران الجميل الذى طوّق به أعناق جيلنا بدلا من الحبال التى حاول البعض, وما زالوا, شنقنا بها. هل نطمح في أن نرى الفنان الباهر المبدع حسن موسى بيننا أيضا حتى يكتمل العقد. لا أفوّت مطلقا فرصة حضوري فى حضرة د. النور ولا أسجي التحيات النضرات الطيبات له وللأستاذة أسماء . ويا بولا العين الحمرا مع نوار لاتجدي منذ أن كانت طفلة ذكرها بالله عليك بأغنيتها المفضلة( جلالوبي) والتحيات لعزة الرزينة وفاطمة السمحة و امهم الهميمة! مصطفى آدم
(عدل بواسطة mustadam on 04-12-2004, 03:10 PM) (عدل بواسطة mustadam on 04-12-2004, 03:13 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
البوست دا مش قالو فوق يا د/النور وصراحة انا اتحاشى ذكر اسمك لاني اتحاشى نطق اسمك حاف بلا دكتور ولا ادري من اين لي بهذه الحساسية ضد كلمة دكتور وغيرها من الالقاب و رغم قناعتى بانك اكثر من دكتور بدليل كل البوستات التى قدمتها ومدىنجاحها التلقائي . ابوعزة /مصطفى ادم تحيةوسلام وصراحة فقدتك في هذا البوست المليان ، وطبعا مفروض اشكرك على الكتاب القيم الرسلتو بس خليها في بوست منفصل وانشاالله اعمل ليه تلخيص وعسى ان يفك عقدة البورد فيما يخص مسألة فهم لنوع الاجتماعي _الجندر- وسلام للناس الحلوين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي بولا تحياتي الحارة وكم انا سعيد بهذا الترحيب الضافي من شباب اليوم بك وبقلمك . وكما ترى فهم تصلهم الاشياء بالخلخلة ولهم آذان تسمع رنة فكرة في الدماغ. هذا مما لا يجعل أحد يقلق على شىء طالما أنه موثق لذا فإنني اطمع في رؤية أو سماع ما لم يوثق له خصوصاً سيرة النساء الكبيرات الماهلات اللائي كون شخصيتك بهذا القدر من الحقانية والإنصاف ورؤية الجانب الإنساني في كل شيء.وأخص بالتحديدالراحلتين فاطمة بت حبيب الله والدتك وحوض العاشم هذه المرأة الرواية المؤجلة التي ان كتبت انا صداها في نفسي مما رويته لي لقدمت عملا على غباش رؤيتي للمرأة العملاقة سيكون ذا بال . هل اقول لك أكتب شعرك الذي ضننت به على الشعر نفسه أم حسك الفكاهي أم فكرك الفلسفي أم ماذا يا بولا . وهب أن الظرف الراهن يقعد بك ولا زلت تتنكب طريق لقمة العيش لعوائل ممتدة ما أنزل الله بها من سلطان فهل نغفر لانفسنا هذا . أقله يا بولا ان تكون لأمثالك سكرتاريا لا تكلفك إلا النطق تسجل ما تقول وتحرره وتعيده هارد إليك كما كان يفعل سكرتيرو سارتر وكما كان يفعل كاتب طه حسين . لهفي على المعري . نحن تلزمنا مؤسسات لأمثالكم تعمل على توثيق الخواطر والرسائل والهمهمات حتى لمبدعها قبل أن يجف مدادها ثم تنقلها بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية في آن . الأستاذ شوقي بدري ذاكرة ضخمة ايضاً في هذا المنبر وهو ايضاً يحتاج لسكرتارياوفي الحق فالكثيرون هنا مبدعون كل في مجاله ولو سار حتى أصغر فرد في هذا المنبر هل هو هشام هلالى؟ في ما ينفع الناس لأصبح هذا المنبر أسطورة كونية كالانترنيت نفسها ذلك لأن للسودانيين خاصية يدركونها هم كفاحاً لكن علمياً لم يدركوا كنهها بعد. انظر للبوست الرائع عن الشيكات المختلفة في الإنترنيت واسهامات أمثال أبكر آدم إسماعيل وعجب الفيا وردود غبداللطيف وسماحة الموصلي وسعة صدره وإبداعيته وتفتح ذهن ميسون وتنوع مساهمات عادل عبدالعاطي وحدبه على الإنصاف إلا في أمثال البوستات التي يكتبها بفعل الحنق كبوسته عن الأستاذ التجاني الطيب. واعذروني فهذه مجرد نماذج وأتوق لما يفيدنا جميعاً وأعني للتسامح والدقة والحقانية ورؤية الاشياء بناظري القادم للساحة السودانية بعد قرن من الآن على الأقل. فالأجيال المتعاقبة لاتضيف فقط بل في كل حين تدرك معنى التعقيد والدقة ومعنى قيمة التسامح وفي هذا فنموذجنا ما جرى باوروبا. الاستاذ النور تحياتي للأستاذة الرصينة أسماء وعذراً فقد فاتني الترحيب بها . الاستاذ مصطفى آدم لك كل الشكر وقد أفدت منك و كثيراً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)
|
الاستاذ عبد الله بولا
ونحن من فصيل "المجنقرين" مثل رجاء...
هل تذكرنى يا استاذ يا عظيم
كم كنتم تثيرون دهشتى ...وحسن موسى وشداد..
مازلت لتواصل مع حسن موسى خلال جهنم..واتابع خلالها بعض مساهماتك الثرة
لك الترحاب والرحابة واتساع المدى ...
والياسمين وللحاقدين الرماد يا عملات اسامة الخاتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Rawia)
|
عشة بنت فاطمة: شكرا مرة أخرى.
بشرى الفاضل: بلغت تحيتك وترحابك لأسماء، إذ أن الكمبيوتر لدبها عطلان. وهي تشرك على ذلك، كثير الشكر، وتبلغك تحاياها.
المبدع الحسن البكري: نوَّر البوست بدخولك. أسعدني أن سبق لك الإجتماع بعبدالله بولا. وهزني تعبيرك عن العرفان تجاه من سبقكم من الأجيال. فتعميق حالة الإحساس العميق، والأصيل، بالعرفان، بما يبلغ درجة شعور المرء، شعورا يقينيا، بأنه مدين لمن سبقوه، يمثل حالة، من حالات الصحة، التي أرجو أن تنتظم علاقات أجيال السودانيين، والسودانيات، المختلفة. أذكر أن الأستاذ محمود محمد طه، قد طلب من الجمهوريين، ان يكتبوا عن التجاني يوسف بشير، ومعاوية محمد نور، ووصَفَ التجاني، ومعاوية، للجمهوريين، بأنهم، (سلفنا الصالح). فالتجارب إنما تنبت جذورها في تربة إبداعات السابقين. والعقول تقبس نورها من أنوار عقول السابقين.
رجاء العباسي: شرفت، ونورت، وشكرا على الترحيب ببولا. لم أحظ بالتلمذة المباشرة على أيدي، المربي الجليل، عبد الحميد العباسي. فقد تركت حنتوب قبل عام من وصوله إليها، وكان ذلك في عام 1970.
تماضر: شكرا على الترحيب ببولا.
راوية: شكرا على الترحيب ببولا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
يبدو ان مداخلتي لم تصل للدكتور النور ولذلك لم يعقب عليها
كما اعتاد دائما ولذلك ساعيدها مرة اخرى:
اسمح لي صديقي بولا ان اقف موقفا وسطا بين ما تراه انت ويراه دكتور حيدر
بخصوص مسالة المشافهة
لم اقرا السجال او الحوار الذي دار بينكما
لكنني انطلق من حواري معك الذي ذكرته في مقال بعنوان "مشهد النسيان" ونشر في
كتابي النقدي اليتيم "خطاب المشاء" كرد على مقدمتك لكتاب صلاح الزين
الاول
فانت ما زلت مصرا على ما اسميته انا"مديح العصامية"
واعتقد ان في هذا تغييب للمكانة الهامشية التي يعطيها المجتمع
السودان للمبدع وخاصة الكتاب
اما عن دكتور حيدر في موقفه من المشافهة فهو وبتجربة معظم المبدعين
مع الدكتور لا يعبر عن كل الحقيقة
فهو يتهم معظم المثقفين ا لسودانيين بالمشافهة
وهذا ليس صحيحا
وردي عليه كان ان ننشر اولا للكتاب منهم
وهذا ما لم يفعله دكتور حيدر
وقد تحول المركز الى "دكان"
اذا لم تكن لديك فلوس فهو لن ينشر لك
ثم بعد كل هذا يصم المثقفين السودانيين بالمشافهةّّّ!!!!!
المسالة اعمق من ذلك
فلا العصامية هي مثالنا الاوحد لازدهار الابداع
ولا تسليع النشر هو الحل لمسالة المشافهة او بالاحرى قلة ما ينشره
الكاتب السوداني
واعتقد ان بولا -للاسف- لم يخرج عن ذلك -اي قلة ما نشره_
رغم ان ذلك تم لاسباب خارجة عن ارادته تتعلق بمشهد النسيان الذي
يميز العلاقة التاريخية المستبطنة بين المجتمع السوداني والكتابة
بالتحديد
لو كانت تلك العلاقة بين الكتابة والمجتمع السوداني علاقة حميمة لكان لدى
بولا الان مجلدات لاعماله الكاملة وايضا للكثير من الكتاب السودانيين
لماذا كاتب مثل منصور خالد غزير الانتاج؟
لانه يملك الوقت وامكانية النشر
ونتيجة لما كان يطلق عليه- والى الان رغم بعض التحسن النسبي- مشكل
النشر , كان معظم او كل الذين يوكل اليهم امر النشر بامكانياته
الشحيحة يبداون اولا بنشر اعمالهم ثم بعد ذلك اعمال محاسيبهم من
الكتاب والكتبة على حد سواء
"مديح العصامية" وحده لن يغير من هذه الحقيقة التاريخية المرة
واعتقد ان المسالة في مكان اخر خارج مديح العصامية والاتهامات
الجزافية بالمشافهة
مع احترامي
المشاء "اب خرتايتن ماكنة"
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: nada ali)
|
العزيز أسامة أعتذر لعدم التعرض لمداخلتك. ,هذا
نعم وصلت المداخلة، وفيها نقاط مهمة للغاية. وقد جالت تلك النقاط بذهني أيضا، في الأيام الماضية، خاصة إشارتك إلى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره الثاقب في مؤلف، أو مؤلفات، كما فعل منصور خالد، ولا يزال يفعل، وكما فعل عبد الله علي إبراهيم، ولا يزال يفعل. وكما فعل آخرون لا يصنفون بأي حال، ضمن ميسوري الحال. وهذا التقصير في إنفاذ الأفكار عبر دور النشر يشمل شخصي، ويشمل آخرين كثيرين، من السودانيين، ومن السودانيات. فهناك علة ما، تكمن فينا، كما تفضل الدكتور حيدر إبراهيم. ولا أظن أن اختصار تلك العلة، في عدم القدرة على (قعدة الكتابة الحارة)، صحيح تماما.
الشاهد أنني اضمرت، أن اترك كل تلك النقاط لبولا، وذلك بسبب صلتك أنت الوثيقة ببولا، وبسبب أن لك حوارات مع بولا، ترجع إلى حقبة الثمانينات، وربما قبل ذلك. ومن ثم، فإن بينكما الكثير الذي لم تمكني ظروف ابتعادي عن دوائر الفن، والأدب، ايام إنشغالي في الحركة الجمهورية، من الإطلاع عليه، ومتابعته، عن كثب.
أيضا، لا أذيعك سرا، كما بقولون، إن قلت لك، أنني، لم أرتح لإشارة بولا لما جرى بينه وبين الدكتور حيدر إبراهيم. وقد قرأت ما دار بينهم في (جهنم)، ولم أقرأه في جريدة الخرطوم. وقد أحزنني وقتها غاية الحزن. والآن بعد أن مر على ذلك الحوار الذي اتسم بالمرارة، بضع اعوام، لم يكن هناك داع فاهر، في تقديري، للإشارة إليه. ومن الخير، أحيانا، أن تترك بعض الجروح، لفعل الزمن. فالزمن (برَّاي جراح). والنكأ، غير محمود، في كل الأحوال. وأعلم أن البعض يختلفون معي، بحجة أن الجروح يجب أن يتم نكأها، لتنظف، ومن ثم يمكن برؤها. ولكل شخص ، بطبيعة الحال، الحق في أن يختار المدخل الذي يرى أنه الأنسب.
علينا أيضا، أن ننصف الدكتور حيدر إبراهيم. فهو مثقف، وأكاديمي مثابر، وهذه محمدة كبيرة. فهو أول أكاديمي، ومثقف، سوداني تمكن من إنشاء مؤسسة للنشر، عن طريق إقناع المؤسسات العالمية الداعمة للثقافة، ولإنتشار النهج الديمقراطي، في الدول النامية، بمشروعه. وكون حيدر قد بدأ يطالب من يريدون النشر بالدفع، مقابل النشر، يمكن أن يكون له تبريره. فالأمر ليس أبيض أو اسود، فقط. أي: إما أن ينشر لنا، بلا أي مطالبة بالدفع، أو المساهمة في تكاليف النشر، وأما تصبح مؤسسته (دكانا).
المهم، أعتذر مرة أخرى لعدم التعقيب. وهذا ما يسمح به زمني الآن. ويمكن أن نعود إلى هذا الموضوع بمختلف نقاطه، مرة أخرى. في رأيي أننا، جميعنا، بحاجة، لمراجعة اللغة الحادة التي تكسو مخاطباتنا لبعضنا بعضا، في كثير من الأحيان. علينا ان نقبل الإختلاف، مهما كان تقييمنا لذلك الإختلاف، من وجهة ونظرتنا الشخصية. من حق الآخر أن يختلف معنا، في كل شيء، ثم يذهب موفورا، دون أن يصيبه، أي رشاش.
وشكرا لك مرة أخرى، مع كثير المودة، والتقدير.
شكرا بدرالدين شنا، ودينك أمانة في عنقي. (جيب أي واحد، أو واحدة، وشفني ارحب بيهم كيف)
شكرا عصام جبر الله، على المشاركة (خفيفة الدم).
شكرا ندا علي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي النور
اعرف ان الجمهوريين لهم من صفات التسامح الكثير
اقدر جدا ما قلته عن اسباب عدم تعليقك
لكني تربيت في احضان الصراع
ولعلي ورثت ذلك من بولا وحسن موسى وايضا من ماركس وانجلز ولينين
وربما لانني جعلي
وربما لان اول سجال لي ككاتب مبتدئ كانت نهايته تعقيب كهذا من احد
الكتاب المعروفين في ذلك الزمان حين قال يخاطبني- ولم ابلغ التاسعة عشر -بعد:
"ولولا ان الخواض طري العود لكان الحساب عسيرا"
المهم اتفهم وجهة نظرك بعمق واحترام عميقين
وساعود للحديث عن المشافهة والعصامية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
دعوني الحق ملاحظة فاتت علي حتى تكون محاور النقاش واضحة
فقد ذكر النور الاتي:
"نعم وصلت المداخلة، وفيها نقاط مهمة للغاية.
وقد جالت تلك النقاط بذهني أيضا، في الأيام الماضية، خاصة إشارتك
إلى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره الثاقب في مؤلف،
أو مؤلفات، كما فعل منصور خالد، ولا يزال يفعل، وكما فعل عبد الله علي
إبراهيم، ولا يزال يفعل."
وقد نسب النور لي كلاما لم اقله حين ذكر الاتي:
خاصة إشارتك الى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره
الثاقب في مؤلف،"
انا لم اقل ذلك وانما قلت ان بولا نفسه هو من ضحايا "مديح العصامية"
التي ما زال يتبناها
وقد شعرت من كلام النور انه يوافقني الى حد ما في ان المسالة "في
مكان اخر"
وسنعود للحديث عن" دكان "الدكتور حيدر ابراهيم علي
وايضا عن مفهوم بولا عن "مديح العصامية"
وارجو ان يكون ذلك افتتاحا لحوار ديمقراطي بين كل الاجيال
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: osama elkhawad)
|
العزيز اسامة
أشكرك على تفهمك، وأقدر لك هذا التفهم.
لقد أربكتني، حين قلت أنني قولتك، ما لم تقله، حتى ظننت أنني، فعلا، قولتك ما لم تقله. ورجعت لما كتبته أنت، وقرأته بإمعان، مرة أخرى لأرى ما الذي جعلني أكتب ما كتبت. غير انني وجدت أن فيما كتبته أنت إشارة، بل وعبارة واضحة، هي التي قادتني لكي اقول على لسانك، أنك، أعبت على بولا قلة النشر. وها هو نص ما تفضلت أنت بكتابته:
Quote: فلا العصامية هي مثالنا الاوحد لازدهار الابداع. ولا تسليع النشر هو الحل لمسالة المشافهة او بالاحرى قلة ما ينشره الكاتب السوداني. واعتقد ان بولا -للاسف- لم يخرج عن ذلك -اي قلة ما نشره ـ |
. (الخط أسفل الجملة من وضعي)
وأنا فعلا أعيب على عبد الله بولا، عدم النشر. وأعتقد أن بولا يعيب ذلك على نفسه، أيضا. كما أنني قلت أنني أعيب نفس الشيء على نفسي، وعلى كتاب، وكاتبات، آخرين. فبالإضافة لمن ذكرتهم في المرة الماضية، ممن تمكنوا من النشر، رغم قلة الموارد، أضيف، بشرى الفاضل، الذي نشر اكثر من كتاب، وقبله كان علي المك. ومن الأجيال الأكثر حداثة، نشر الحسن البكري، ونشر أبكر آدم إسماعيل، ونشر أحمد الملك، ونشر خالد عويس، ونشر غيرهم أيضا ممن سمعنا بأخبار كتبهم في هذا البورد. وبالطبع فإن الناشرين يتحمسون للرواية، وللشعر، أكثر من حماسهم لنشر البحوث الفكرية. غير أن النشر ممكن، وممكن جدا. الشاهد هناك الكثير من تجارب النشر، التي ربما قطعت علينا، نحن الذين لم ننشر كتبا، كثيرا من حججنا التي ندفع بها في وجه هذا الإتهام.
والقضية الأخرى، التي أحب أن اشير إليها، هو قصر النفس، فيما نكتبه. فكثير من انتاج كتابناالفكري، الذي نُشر بالفعل، تجده، أقرب ما يكون لتجميع المقالات الصحفية، منه إلى الطرح المتماسك الممنهج، الذي يقع ضمن إطار مشروع كتابي، واضح المعالم. وقد تفضل الدكتور، حيدر إبراهيم، بالإشارة إلى هذا في واحدة من مقدمات الكتب التي كان يصدرها مركز الدراسات السودانية، وذلك حيث قال، لم ينجز من السودانيين مشروعا كتابيا، سوى الأستاذ محمود محمد طه، والطيب صالح، ولا أذكر إن كان قد اشار إلى الدكتور منصور خالد، أم لم يشر. وعلى كل حال فالدكتور منصور خالد، كاتب مثابر، وناشر مثابر. فهو لم يتوقف عن الإنتاج، وعن النشر، عبر مساحة زمنية بلغت عشرات السنين. ولاغرو! فهو القائل، إن قيمة المرء فيما يتقن. كما أنجر الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد مشروعا كتابيا كبيرا، في مجلده: ((السودان المأزق التاريخي، وأفاق الحل)). كما أنجز د. محمد سعيد القدال الكثير، هنا، وهناك. هذه مجرد أمثلة لمن أنجزوا مشاريع كتابية. وهذا انتاج قليل، بل وقليل جدا.
أما في في الدول الناطقة بالعربية، فقد كتب، على سبيل المثال، لا الحصر، نصر أبوزيد مشروعا فكريا واضح المعالم، وأودعه المكتبات. وكتب العلامة، حسين مروة، مشروعا تنويريا، لا نزال نهتدي، بهديه. وأنجز فراس السواح مشروعا ضخما. وانجز محمد عابد الجابري، مشروعا فكريا، وتوثيقيا ضخما. وأنجز عبد الوهاب المسيري، موسوعته الضخمة عن الصهيونية. وأنجز سيد محمود القمني، مشروعا ضخما أيضا. وأنجز خليل عبد الكر يم، قراءة غير مسبوقة لتاريخ فجر الإسلام، وتحليلا متفردا، للنصوص الدينية للقرون الإسلامية الأولى. وقس على ذلك، العشرات، وربما المئات، من الكتاب على مستوى العالم الناطق، والكاتب، بالعربية، رفدوا المكتبة العربية، بمشاريع كتابية، متماسكة، وذات أطروحة، واضحة المعالم.. فأين إسهمامنا نحن، في المقابل، كما، وكيفا أيضا؟
في تقدير أن بولا من عيار الكتاب الذين يملكون التأهيل المعرفي لإنجاز مشروع كتابي كبير. بل إن ملامح هذا المشروع واضحة جدا فيما خطه قلمه، هنا وهناك، في الصحف، وفي الدرويات. ولكن هذا المشروع بحاجة إلى صياغة موحدة، وممنهجة، تظهر في قالب الكتاب، حيث يمكن أن تنتقل إلى الكتابة من عموميات الكتابة الصحفية، مما تتسم به روح المقال، التي عادة ما تكتفي بالإشارات، لتدخل به الكتابة مجالات الطرح الإستقصائي المتعمق، والمُقَعَّد، والممنهج.
نحتاج أن نراجع تجربة الكتابة عندنا في السودان. ونحتاج أن نتلمس الطرائق التي يمكننا أن نحدث من خلالها نقلة كبيرة، فيها.
وعليك الله يا أسامة خلينا من حكاية دكان حيدر دي، لو سمحت.
ونسمع منكم أجمعين.
وشكرا لك مرة أخرى. النور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
دكتور النور ، سلام في ترحيبي بالدكتور بولا (يوم 10 أبريل ) كتبت :
Quote: بالطبع ، مرحب بالناقد ( الفنان الشامل ) عبد الله بولا ، الذي لم أعرفه إلا من خلال ما كتبه وقدّم به مجموعة صلاح الزين القصصية ( عنهما والأكليل والانتظار ) ثم في بعض الكتابات المتفرقة في الصحافة العربية كتبها هو أو كُتبت عنه ( القدس العربي + الحياة ) وكذلك خلال السجال النقدي / الفكري الماراثوني بينه وحيدر ابراهيم في جريدة الخرطوم .. وتيقنتُ ـ مذّاك ـ أن سيرته ستكون منقوصة في ذهني ، ما لم أقرأ له كتباً تخصه ، لا أدري متى سيتيسر لي اقتناءها .. أقول هذا لأنني ـ مثلكم تماماً ـ مصاب بالأسى لأن مفكرين وفنانين وكتّاب سودانيين كثيرين ، مشتتين في أطلس العالم ، تنتظرهم أغلفة كثيرة موّقعة بأسمائهم ، وعبد الله بولا أبرزهم وأكثرهم سكوتاً .. ولا أريد أن أكرر ما شبّه به حيدر ابراهيم حال المثقفين السودانيين الذين اختصرهم في شخص بولا ، بأنهم مدمنون لثقافة المشافهة ، ويجتنبون الكتابة والتوثيق لأن ( قعدة الكتابة .. حارة ) .. هل ـ حقاً ـ الأمر بهذا الشكل التبسيطي يا دكتور بولا ،، ويا كل المثقفين والمبدعين ؟؟ ربما كان كذلك .. وهنا ، أضرب مثلاً وأقول بأنني ( فكّرت ُ ) مرةً في انجاز ملف عن المثقفين والمبدعين السودانيين في الخارج ، لجريدة الزمان اللندينة آنذاك ، وجريدة الخرطوم ، يدور محوره حول سؤال كبير يتقسّم إلى فروع ، ويقول : المبدع السوداني .. أين أنت وماذا تفعل ؟؟ واخترت عددا هائلاً من المبدعين السودانيين في السعودية ، وخاصة في جدة التي صارت مثل أم درمان في أذهان قاطنيها السودانيين ، كما يصفها بحق صديقنا بابكر حسن مكي .. وزعتُ المحور على كثيرين ، وعلى رأسهم الدكتور بشرى الفاضل لكن بلا رد ،، فطارت في ذهني مقولة دكتور حيدر ( قعدة الكتابة .. حارة ) وحاولت إيجاد صيغة للتبرير ، فما عرفت ..!! فإذا كان الأمر يتعلق بالإجابة عن بعض الأسئلة ،، ما بالك بكتابة ديوان شعر ، أو مجموعة قصصية ، أو دراسة جمالية ، أو بحث تاريخي ؟؟ لقد تيسر للمبدعين السودانيين أن يتفرقوا في عواصم الشتات ( على ما في ذلك من فجيعة ) واستطاعوا أن يراكموا تجارب وثقافات ممتازة كان من المفترض أن نرى نتاجها بالعين المجردة ، كتباً ودراسات ووثائق .. فما الذي يحدث ؟؟ لماذا يبدو انتاجنا الثقافي والإبداعي ضئيلاً إلى هذا الحد ، مقارنة بنتاج آخرين ربما كانوا أقلّ منّا وجعاً وغربة ، وحتى موهبة ؟؟ أعذرني ،، دكتور النور ،، على هذا الترحيب الغريب بالشاهق عبد الله بولا .. لكنها الحسرة يا سيدي .. أن يكون عبدالله بولا ( ومثله كثيرين ) معروف في الخارج ومحتفى به .. ونحن ( أهله وناسه ) بالكاد نعرفه !!! أهلاً بك دكتور عبد الله .. أهلا بك كثيرا
|
ولم أتابع فكرتي في " جرجرة " بولا إلى بقية علامات استفهاماتي / استفهاماتنا السميكة ، ريثما يفرغ من التلويح بكل مناديله الجميلة إلى المرحبين به والمرحبات .. وحتى ينسجم أكثر في جو البورد ـ الذي حوّله البعض وبقدرٍ ما إلى جهة طاردة ـ وحتى يتعاطى مع أصدقائه وطلابه ومريديه بما يحب من ذكريات نفيدُ منها ولابد ، نحن المتيمون بالذكريات
والآن ، وقد ( فُتحَ باب النقاش ) .. فإنني استأذنك في العودة ، والتذكير بما كتبته في ترحيبي بـ بولا ،،، ولا أقصد من ذلك سوى ايصال ألمي الخاص من أننا لا نقدرعلى التباهي أمام الأمم سوى بالطيب صالح فقط ،، مع أن هناك كثيرين / كثيرات ، صاروا أعلى منه كعباً .. كما أرى ، وجديرون بإدهاش الناس شعراً وقصاً وروايةً وتشكيلاً .. وفنون أخر
محبتي / سمندل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي النور صباح الخير بتوقيت الساحل الشرقي الامريكي
حتى نستعدل النقاش اقول انك الى الان لم تفهم فكرتي عن مديح العصامية
ربما لان مقالتي لم تقرا بعد
وقد سبق لابكر ادم اسماعيل ان اورد شهادتي عن مشهد النسيان في بوست
الفيا عن البنيوية والذي غبت عن المشاركة فيه لاسباب ساوضحها لاحقا
واذا كان لك عزيزي النور طريقة ترجع لارشيف المنبر او تتحصل على
نسخة من كتابي "خطاب المشاء" فاننا يمكن ان نتناقش بشكل افضل
بولا ليس مسؤولا عن عدم النشر
ولكنه بطريقة لا شعورية من ضحايا العصامية التي ما زال يواصل مديحها
اما عن فكرة دكان حيدر فانني انطلق من فكرة النهايات وكنت اريد ان اقول المال لكنني لم اجد المدة او على ان اكتبها الماااااال حتى اميزها من الفلوس
فقد بدا المركز بفكرة محاربة داء الانتليجينسيا العضال- كما يعتقد
الدكتور-الا وهو المشافهة
وانتهى الى كنتنين صغير يهتم بالربح والخسارة
لا نريد ان نجرح احدا لكن ذلك جزء من تاريخنا الثقافي ومن حقنا وحق
كل الاجيال الحاضر واللاحقة ان نتدبر ما يستفاد من درسه
وما ال اليه حال المركز يذكرني بالاتي: ما اكبر الفكرة ما اصغر الدولة
واخر الحشرجات التي تعبر عن فرفرة الكاتب السوداني المذبوح فكرة
بشرى الفاضل تحت شعار ياكتاب السودان ومفكريه انشروا
وساعود للحديث حولها
المهم ماشي الشغل وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عشة بت فاطنة)
|
شكرا السمندل
مداخلتك التي أعدت نشرها، لفتت نظري لحظة أن قرأتها. وهاهي تعود إلى صدارة هموم هذا البوست الذي تجاوز مرحلة الترحيب وأخذ يزحف قليلا، فليلا، نحو هموم الثقافة. أشكر لك إثباتها مرة أخرى، وأحس أنها قد وقعت، حين اعدت نشرها، في موقعها تماما. وكل ما ذكرته فيها ياسمندل، هو عين ما نحس به. لا نريد أن نجعل من استاذنا عبد الله بولا، مشجبا نعلق عليه إخفاقات، كثيرة، وسمت معظم حقبة ما بعد الإستقلال. ولكننا، كسودانيين نتوق توقا شديدا، لأن نرى المشاريع الكتابية متجسدة بين أغلفة الكتب، كجزء من ذاكرتنا الثقافية. وعبد الله بولا، وآخرون غيره، يملكون ملامح المشروع المتماسك.
شكرا سمندل. وأرجو ألا تغيب عنا كثيرا.
أسامة
قرأت ماكتبه بولا، مما وصفته أنت بـ (مديح العصامية). وبما ان بولا هو صاحب ذلك الأمر، فإنني أترك التعقيب عليك فيه، من بولا نفسه. ولكني أحب أن اشير هنا، إلى أنني لم افهم مما كتبه بولا، في ذلك الصدد، أن بولا قصد إلى التقليل من شأن التدوين، والكتابة. وإنما فهمت أنه قصد أن يعطي، ما أطلق عليه د. حيدر، (ثقافة المشافهة) قيمة، وبعدا تاريخيا، ودورا ثقافيا، لعبته، ولا زالت تلعبه (المشافهة) في عمليات التثاقف. وما فهمته أيضا، أن عبد الله بولا يريد لنا ان نرى الأمور بمنظور، لا ينتمي كلية لمفاهيم المركزية الأوروبية. وأرى أن هذا الموضوع، شديد التركيب، ولا يجب أن يقارب مقاربات تبسيطية، من شاكلة (الكتابة، في موجهة المشافهة.
وفي تقديري الشخصي، ان ما اشار إليه بولا، يطرح إشكالية الهوة بين الصفوة، وعامة الناس. وهو إعادة لطرح السؤال الذي سبق أن طرحه كلود ليفي شتراوس: هل ما يعالجه الصفوة، بوسائلهم، يعني وقوعه بالضرورة في قلب هموم عامة الناس؟ وهل يجب أن تفرغ الثقافة الشعبية نفسها كليا، في discourse الصفوة؟ . وهل يجب، بناء على ذلك، ان تصب (المشافهة) كل طاقتها، وكل تاريخها، وتقاليدها، في قالب الكتابة، لتنمحي، وتصبح، من ثم، أثرا بعد عين؟ وهل مثل هذا التصور، تصور واقعي، فعلا. وأرجو ألا تنسى يا اسامة، ما طرحه بولا، منذ السبعينات، في (مصرع الإنسان الممتاز). وسوف أعود إلى هذا حين تتاح الفرصة. شكرا اسامة.
شكرا عشة بنت فاطمة على رفع البوست.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي شانتير أشكر لك ترحيبك وحسن ظنك يا شانتير (بالمناسبة ما هي علاقتك بالمحامي والكاتب الراحل كمال شانتير. وقد كنت في شبابي على علاقة قربى به من بعيد. فقد كان ذو اهتمامٍ بالوجودية في تعبيرها السارتري والبير كاموي، وقد نشأتُ في باكر علاقتي بالفلسفة على قربى من كليهما. وهي قُربى ما تزال تتاورني نزعةً إليها من حينٍ إلى حين، وإلي Camus بالذات، مؤخراً، (وأكتبه بالفرنسية لأن اسمه يستعصي على العربية، بل على أي لغةٍ غير الفرنسية بسبب هذه ال u الفرنسية اللعينة في شدة خصوصيتها والتي قد أكون على نصيبٍ كبيرٍ من الحق إن زعمت أنه لا وجود لها في الأمم "الأجنبية"). مرحب بيك ياسيدي بعلاقة، ومن غير علاقة بأستاذنا الراحل. بخصوص مؤلفاتي أقول لك كلمة يازول : فلا مقولة الكسل الحيدرية. التي أصبحت مقولةً سائدة في تفسير "شح" النشر لدى المثقفين السودانيين كما يزعمون، والتي أضاف لها عصام جبر الله قبل أيام "المحركة"، ولا مقولة "الخجل" التي جاءت في كلمتك، وقبل كل ذلك وفوقه، ولا مقولة "امتداح العصامية" التي بهتني بها أسامة الخواض قبل يومين من عمري المديد على ملأ البورد. وأنا أتحدث هنا بالأصالة عن "نفسي" على الأقل. فالمعوق الأول لحركة النشر الواسعة عندي، زعزعة ثقتي في أن ما أكتبه يستحق النشر أصلاً. هذه أولى الأثافي لا ثالثتها. والثانية إنني أخاف من دور النشر العربية التجارية الحالية، خوف الذئب من دم بن يعقوب، أخاف من أخطائها المباحة القائمة على إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" وعندي إنه ليس في الكتابة أخطاءَ طفيفة وغير طفيفة. وعقيدتي بأن الخطأ الطباعي يُرزل العبارة. بل يرزل الخطاب كله. ومع ذلك فقد أرتكبت هنا، في هذا البوست أخطاء طباعية عديدة بفعل المساككة. مساككة القراء والمحاورين، ومساككة بنت امحُمَّد، ومساككة وقتي اللعين (فأنا أعمل ثمانية ساعات في اليوم بالإضافة إلى ثلاث ساعات مواصلات. وأصنقر مقابل الكمبيوتر ثمانيةَ ساعاتٍ حسوما. فتفتكر دا حال زولاً عندو فرصة للمحركة أو الكسل أو الخجل، في خصوص النشر؟ أو حتى الكتابة ذاتا؟ وثالثة الأثافي الحمول. وهذا قد يكون شأناً شخصياً لا يجوز الخوض فيه، وقصارى ما يمكنني قوله إنها حمولٌ تهد الجبال الرواسي الشامخات. وهي في الواقع ليست شخصية. بل هي في جانبٍ كبيرٍ منها هموم العمل العام الثقافي والإنساني والسياسي، المعارض للغول الإسلاموي، التي وقعت كلها على رأسي هنا، وتغلبت على كل أشكال المقاومة التي ظننتُ أنها يمكن أن تنجيني من هموم هذا الجانب. ولولا بنت امحُمَّد لهلكتُ رهقاً مما جميعو. (وسأعود إلى ذلك في سياق مماثل). ثم الحسرات وقلة القيمة: فأنا يا جماعة بكل بساطة أحد ضحايا الاسترقاق المعاصر، يستغل مخدمي اضطراري إلى قبول عملٍ مضنٍ في أرزل العمر، لولا "بنياتٍ كزغب القطا"، و"عجائز عددا"، لا حيلة لهم ولا ملاذ غيري، لما بقيت فيه قيد لحظةٍ. أنا يا سيدي ببساطة "مسترق" ومن أسف إننا نسمي المسترق عبداً. فنحمله وزر وعار من يسترقه الذي هو العبد الحقيقي عبد "الأنا" الغفل، وعبد الجهل، وعبد غلظة النفس والعقل. وأنا أسعى بسبلٍ شتى للمخارجة. إلا أن المخارجة ليست بالرغبة الذاتية كما تعلم وكما يعلم أكثر البورداب والبورديون. ومع ذلك فقد ذكرت في مكانٍ آخر إنني حريص على نشر أعمالي ولستُ بحاجة كبيرةٍ للدفع والتشجيع في هذا الأمر. وقد نشر لي مركز البحوث والدراسات الإفريقية بليبيا أربع كتب وترجمتين، وعدداً من الدراسات. رفضت توزيعاها لأن بها أخطاء طباعة وافرة. وافرة بالحد الذي يجعلني أمتنع وأمنع المركز من توزيعها. وسوف أنشرها يتوفر عندما لي الوقت لإعادة طباعتها بنفسي على جهاز الكمبيوتر. وأنا أطبع فيها الآن من وقتٍ لآخر. هل أجبت؟ شكراً شانتير.
بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
يا جماعة الخير أمانة الوقت ما زنقني زنقه! وقد عدت إلى "العمل" بعد إجازة قصيرة لولاها لواجه أمري مع البورد عسراً كبيرا. عاد كيف تسووا عليْ؟ أعذروني إن اختصرت من هنا ورايح. كما أرجو أن تعذروني إذا قفزت بالزانة لأُحادث ثلاثة أصدقاء إتنين منهم قدام وواحد جديد : هم القاص، الشاعر، الحكيم المثقف، الأستاذ خالد عويس، والصديق العزيز أسامة الخواض بخصوص هجيمتو التي أنزلها على أم رأسي من حيث لا أحرى ولا أدرى ( وده من كلام حوض العاشم يا بشرى. "لا أدرى" بالألف المقصورة). حين نسب إلىَّ صدوراً ودفاعاً عن مفهومٍ لا في عير ولا في نفير "عِدَّتي المفاهيمية". (كما سأوضح في تعقيبي فلا تعجل عليَّ يا أسامة). ثم النور عُتبى له على عتابه الحَييِّ الرقيق في خصوص ما وردت الإشارة إليه، والسؤال عنه، وتداخله مع أكثر من موضوع في أكثر من موقعٍ في هذا البوست مما سُمي ب "حوار" أو "سجال بولا مع حيدر". وهو عتابٌ جاء، على الرغم من رقته، وعلى الرغم من شروحي العديدة الموثقة، في غير محله. أعني أن العتاب قد وجِّه إلى المعتَدى عليه والمعتدى عليهم، بينما كان غفران النور، ودعوته لنا إلى الغفران، من نصيب "الجاني" من دون قرائن إثباتٍ كافية. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
انا سعيد حقا بهذا الحوار بين الاجيال
يا صديقي النور اعتقد انك الى الان لم تفهم المصطلح الذي قمت انا بنحته عن "مديح العصامية"
ليس لهذا المصطلح علاقة بسجال بولا مع حيدر كما تعتقد انت
لكنه جزء من ردي على بولا عما قاله في مقدمته لمجموعة صلاح الزين
وفي ظن -بولا - وهذا تمظهر لما قلناه عن بنية النسيان , انني اخترعته مؤخرا
لكنني نشرت مقالي ذاك في جريدة الخرطوم عام 1999 ثم قام الفيا بالرد عليه في جريدة الخرطوم
وكنت اود الرد عليه لكنني رحلت الى الولايات المتحدات الامريكيات كما يقول حسن موسى
وحينما فتح النقاش عن البنيوية لم اشارك بالشكل المطلوب لاسباب ساذكرها لاحقا ثم اعدت نشره في كتابي "خطاب المشاء" الذي صدر على نفقتي الخاصة من "كنتين" حيدر
مرت اكثر من اربع سنوات على نشري ذلك المقال ومع ذلك يعتقد بولا ان هذا امر جديد
هذا بالضبط ما اردت ان اقوله :
كل منا محصور في صدفته واقدارنا في النشر خارجة عنا
ماذا يمكن ان نسمي كل ذلك؟؟؟
وساعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: osama elkhawad)
|
شكرا شنتير
في النية فتح بوستات مختلفة، وأرجو أن يجد أستاذنا عبد الله بولا، من الوقت ما يمكنه من المشاركة. وأنت ايضا مدعو لفتح بوستات، ولن نقصر في رفدها، بما يعن لنا. وقضايانا المعلقة، كما تعلم، تجل عن الحصر.
شكرا لك مرة أخرى، عزيزي شنتير.
الأخ أسامة
شكرا على التعقيب، ولسوف انتظر حتى تنزل المقالات التي أشرت إليها، والتي تشرح فيها ما تقصده بـ (مديح العصامية). وكما يقول أهلنا: (نحن ما لاحقين لينا سوق).
شكرا، مرة أخرى، وتحياتي عبرك لمجموعة فيلي، رجالا ونساء، وأطفالا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاستاذ دكتور النور حامد
شكرا لك وانت تهدي البوارد الناقد والكاتب الكبير عبد الله بولا ننتظر منك ومنه الكثير فالثقافة
الاسلاموعربية اوردتنا موارد التهلكة في زمنكم كانت الجامعات والمدارس العليا مكان للعلم والبحث
الجاد اما في زمن الطفابيع فقد اراد لنا الجهل لذا كنا نقاتل في جبهات عديد فتارة كنا نقاتل
من اجل تامين مصاريف معاشنا لقد كنت اعمل كمساري في الباصات والدفارات والحافلات حتي استطيع
تامين مصروفاتي والمساعدة ايضا مع الاسرة بل ان السيد عثمان عبد القادر في عام 97 نشر اعلان في
الجرائد للوظائف االمتحصلين )الكماسرة) اذكر اننا كنا 9 كماسرة من جامعة الخرطوم نعمل في
شركته وايضا يوجد طلاب من جامعات اخري اما شركة حلال فانه لا يتم تعين المتحصل الا اذا كان لديه
واسطة من الكيزان او كان من منطقة حجر العسل وفي نفس الوقت كنا نواجه بمطاردات الجبهة الاسلامية
ومضايقاتها اما في الجانب الاخر فكنا نشاهد كيف انهم احرق امهات الكتب بدعوة انها مخالفة
للتوجه الاسلاموعروبي من قبل عدة ايام انزلة دراسة كتبها الاستاذ الباقر عفيفي وترجمها الاستاذ
الخاتم عدلان اتمني ان تدل بدلوكما فيها فهي علي حسب اعتقادي جديرة بي المناقشة خاصة من اناس
متخصيصين امثالكماسوف تجدونها في الوصلة التالية
ازمة الهوية في شمال السودان متاهة قوم سود .........ذوثقافة بيضاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: شريف محمد ادوم)
|
شكرا دقنة
ليست متأخرة أبدا. ومرحبا بك بيننا هنا.
شريف
شكرا للتنبيه
لقد أطلعت على ورقة د. ألباقر العفيف، قبل ما يفارب العامين تفريبا. وشكرا لك على إعادة نشرها، في البورد، فهي ورقة مهمة، جدا. زارني الباقر العفيف في جامعة إلينوي عام 1998، على ما أذكر، وكان حينها يعد للورقة فيما يبدو، وقد دار بيننا نقاش طريف حول مادتها، وخطوط بحثه التي سلكها لإنجاز تلك الورقة. وقد أعجبتني رؤيته، منذ البداية. وهاهي الورقة تلفت النظر، بشكل متفرد، إلى ضرورة إعادة النظر في كثير من المسلمات، التي قبلناها، في شأن هويتنا العربية، دون كثير فحص، أو مساءلة. وسوف أعلق عليها في البوست الذي تفضلت أنت بفتحه.
شكرا لك مرة أخرى.
النور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي الأستاذ خالد عويس قرأتُ نذراً وافراً من مداخلاتك وبوستاتك في البورد. وعلى وجه الخصوص "خطاب" وداعك للسعودية وأنت على وشك أن تغادرها لمقر عملك الجديد. وعَمَّرَ "نفسي" عطر وفائك وتمييزك في أمرٍ يصعب الحرص فيه على التمييز. أعني تمييزك بين "الإنسان النفطي"، "البترودلاري"، و"الإنسان الإنسان"، في ذلك البلد الذي شدَّما يصعب فيه مثل هذا التمييز. فقد علوتَ علواً شاهقاً على التعميم الذي يغري به (ليس من دون وجه حق) العنت والصلف والتعالي الجاهل الذي يواجهه العاملون الأجانب في المؤسسات الرسمية والخاصة تلك البلاد، والذي ينيخ بأثره بلا شك، بل أثره العميق، على "العقلية الشعبية النفطية" التي لا تدرك أن لا ناقة لها ولا جمل، ولا حتى عنزاً جرباء، في مؤسسات الخيلاء النفطية. فوقفتَ وقفةً حفيةً جليلةً في حضرة أصدقائك من السعوديين من ذوي النفوس الكبيرة التي طالت عن أن تغرقها بركة النفط الزائلة. وقد ذكرتني بذلك بأيام وداعي لمدينة سبها، (وقد كانت في سالف الزمان قريةً "آمنةً" إلى أن جاءها النفط ليحيلها إلى"عاصمة" الجنوب الليبي، لا "إيدا لا كراعا"، فعرفت من صنوف الخيلاء ما لم تر ولم تسمع من قبل عيون وآذان شيخاتها وشيوخها، الذين عبر عمي "محمد الخبير" ـ فرَّاش مركز البحوث والدراسات الإفريقية، عن استنكارهم لهذا الخيلاء بالتزامه نوعاً من الصمت السيميولوجي البليغ، وبإكرامه الذي لا يُعلى عليه في التعامل مع "الأجانب". ومثل عم محمد نفرٌ قليلٌ في المدينة، زرفت لدى ودعي لهم دمعاً مدرارا. وبدت لي المدينة وأنا أودع مشاهدها وشوارعها، وحجارتها، التي صاحبتني في إقامتي التراجيدية بها، رموزاً لمحبة ذلك النفر الفريد. وسوف أحدثكم أنتم معشر القُصاص والشعراء والمحبين، لا حقاً عن كيف تصبح الحيطان والحجارة وخشاش الأرض رمزاً للحب حين يأتي دور مشهد حوض العاشم وعيسى أبو المك، عيسى ود المكي، سلطان العاشقين من غير منازع: فلا قيس ليلى ولا كثير عزة ولا روميو جولييت، تطولون قامات عشقهم قامة حب عيسى للحوض ثم سعدت سعادةً مضاعفة عندما عرفت إنك من شباب ومثقفي حزب الأمة. وكنت تعرفت قبل ذلك على الأستاذة رباح الصادق المهدي، حين التقيتُ أباها في القاهرة لإجراء حوارٍ طويلٍ، معه في وجوه المشكل السياسي الثقافي الفكري السوداني المختلفة. فأكرمت وفادتي، وأكرمتني بجمعٍ وترتيبٍ فريدٍين في غاية الدقة والإتقان لما طلبته من وثائق الحزب التي كنت وما أزال أنوي استخدامه في ما تبقى من قضايا ذلك الحوار. ولن أكون مستوزراً أو راغباً في الانضمام لحزب الأمة، "لشيء في نفس يعقوب"، إذا ما ذكرت هنا أن السيد الصادق المهدي قد أكرم وفادتي أيضاً، بروحٍ سمحٍ وصبرٍ على أسئلتي ومداخلاتي الحامضة الكزَّة أحياناً. فانقل لهما شكري. وقد طمأنني ذلك بعض الشيء، حتى لا أقول كثيراً، فأكذب، على مستقبل هذا الحزب واحتمالات استكمال تحوله إلى المؤسسية الحقة. أما رقم تلفوني وعنواني البريدي والإلكتروني، فيسعدني ياعزيزي أن تضمها نوتة العناوين والهواتف "ديالك" (ظريفة ديالك وديالو بتاعت المغاربة دي وقد علمتني إياها ابنتي عزة، التي تعلمت فصاحة اللهجة المغربية من صديقتها، وعزة بالمناسبة روائية وقارئة رواية ممتازة ومثابرة رغم تخصصها العلمي، (شوفوا علكُين الله الموضع دا انساط كيفن على إيديولوجية التكنوقراط التي هي أداتهم، غير المجدية، في ضبطنا وتصنيفنا، نحن بني الإنسان المساخيت الطلقاء، للحيلولة دون تعدد غواياتنا الإبداعية وحقنا في حرية التنقل في ساحاتها الوضيئة الباسقة؟). شكري لك ثانيةً قبل ما أخرم تاني مِتل شيخنا عبد الله الطيب. والواقع إنني تعلمت هذه التخريمات من "تقنية" صويحباتي السوامق في فن الحكي : زينب بت بشير، وحوض العاشم بت فضل الساتر، وعاشة بت عباس ودخلف الله السليني ( والسليناب بالمناسبة من ريَّافة بربر، بلد الريافة الأساسي في السودان، قبل "ما يتنشروا كما تقول عاشة بت عباس بت آمنة بت ود الفكي موسى. وهم على خلاف ما كنا نعتقد، ويعتقد نسابة المدينة، من أصلٍ ليبي، وليسوا صعايدة. وقد أصابني يقينٌ من ذلك، أو أصبته، من إقامتي بليبيا فعلمتُ أن سلين بلدة بالشمال الليبي. هاجر السليناب منها إلى صعيد مصر ثم إلى بربر. وفوق كل ذي علمٍ، لابد عليم. وذو العلم هنا محمد السليني الليبي، الذي أصَّلهم لي، لا أنا. شكري ثالثةً والمرة دي أخيرة وربك يسترنا ومع البورداب الآخرين من غواية التخريم. ولتسمح لي بتخريمةٍ أخيرة أساسية، فأنا أتشوق لقراءة أعمالك الروائية، فكيف الدبارة في حصولي عليها. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)
|
Welcome Dr. Bola from one of your many students of Khartoum North secondary school. And later one of your many readers of your articles and essays about us, the sudanese, in relation to ourselves and in relation to the complex worlds around us. And of late, one of your many blood relatives if blood relation can stand the test of time and the test of truth seeking which transcends all distinctions and privileges
Khalil Farah immortalized Omdurman in his poems and songs. Khartoum north, our modern and sophisticated beloved city, is awaiting her poets with eagerness
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي أسامة، الشوق والمحبة لك (بالآلاف لا يوم الوِقاف، وأنا سعيد "بإنك لقيت ليك جمة" بعد ذلك العناء المديد. يا سيدي نسبة "مديح العصامية" بتاعتك دي إلىَّ هجيمه. أي نعم. وأنا أتحدث بالأصالة عن شخصي فقط. أما العصاميون الآخرون فيشوفوا "شوفَتُنْ" معاك. وقبل ما ندخل في الموضوع أرجو أن تسمح لي بأن نستعدل معاً قراءة عبارتي التي جاءت في معرض شكري لشنتير، التي أشرتُ فيها ل"هجيمتك" لي. وأوردها هنا في سياقها "الكامل"، بالقدر الذي يتيحه الحيز. فقد قلتُ لشنير: "بخصوص مؤلفاتي أقول لك كْلمَه يازول: فلا مقولة الكسل الحيدرية، التي أصبحت مقولةً شبه سائدة، بين قطاع كبيرٍ من شبان الحركة الثقافية في تفسير "شح" النشر لدى المثقفين السودانيين كما يزعمون، والتي أضاف لها عصام جبر الله قبل أيام "المَحْرَكة"، ولا مقولة "الخجل" التي جاءت في كلمتك، وقبل كل ذلك وفوقه أقول، ولا مقولة "امتداح العصامية" التي بهتني بها أسامة الخواض قبل يومين من عمري المديد على ملأ البورد." وقد استفدتَ أنتَ من قولي هذا معنىً يدل على عدم قراءتي لكتابك الذي ورد فيه "مفهوم ومصطلح العصامية"، ضمن الموضوعات النقدية التي عالجتَها فيه. وهي معالجة سائغة أوافقك على معظمها. وإذا كان في قولي لشنتير، المشار إليه أعلاه، ما يوحي، أو يدل دلالةً مباشرة على أنني، في إطار، أو سياق "بنية النسيان"، لم أقرأ مقالك المعني، فسوف أتحمل مسئولية تقصيري في الإفصاح عن مقصدي الذي هو عاى خلاف] مستقيم على مابدا لك، أو مع ماقد أكون قد قصرت في توصيله من مقصدي. مع إنني لا أوافقك فيما ذهبتَ إليه من تأويل عبارتي. فقد قرأت مقالك في الواقع منذ عام 2000 (وربما 2001، اشتريته من مركز حيدر). وأعدت قراءته عدة مرات، ووضعت علامات كثيرة حول فقراتٍ منه تتعلق ب "مديح العصامية"، وموضوعاتٍ أخرى، على عشم أن يتوفر لي الوقت لمناقشتها أو توظيفها ضمن عناصر مناقشة موضوع "تقويم" أداء الكتاب والمثقفين السودانيين، الذي أفضي ويفضي بالكثيرين إلى لومهم، في أغلب الأحيان، وإلى "شتمهم" والزراية بهم، في حينٍ بعينه. إلا أنني لم أجد من الوقت ما يسعفني على المساهمة، بأداء ٍ مسئول، في مناقشة الموضوعات العديدة الهامة التي أثرتها فيه، وبصفةٍ خاصة ما يتصل منها بمفهوم " العصامية" وعلى وجه الخصوص نسبتها إلى مذهبي، خلافاً واتفاقا، فآثرت تأجيل عزمي على الخوض في هذا الموضوع. وإشارتي في ردي على ترحيب شنتير، يبدو لي، أو ربما يقوم في وهمي، أنني لم أطلق فيها أعنَّة عبارة "الهجيمة"، بل حددت فيها مسوغات اعتباري لها "هجيمةً" باستنادي على أربعةٍ من أكثر عناصر "الهجيمة" "أصالةً"، فضلاً عن عنصرها المكون الأساسي الذي انعدام قراينةٍ في نصي تسوغ حكمك، أي إدراجي في "قبيل مديح العصامية". والعناصر الأربعة الأخرى هي: الفجاءة، والاقتحام، وسرعة الانتشار، واختيار التوقيت. (وبعبارة أكثر وضوحاً، فيما يخصك، عدم التوفيق في اختيار الوقت). فمسوغ اعتباري لها "هجيمة" كونها جاءت في البورد على وجه التحديد، وعلى غير توقعٍ مني، إذ أنك فاجأتني بطرح موضوع سجال في أمرٍ معقدٍ، وأنا لم أفرغ بعد من واجب الرد على ترحيب أعضاء البورد الحار بشخصي المُبتَلَى بسلسةٍ من "الهجايم" في السنوات الأخيرة، وما أنفك أعتذر عن شُح نصيبي من الوقت في درئها. وربما، أكون قد سميتها "هجيمةً" أيضاً، لأن في مؤخرة ذهني اعتقادٌ قديم بكونها في الأصل هجيمةً، سواءً قرأتُ الكتاب أم لم اقرأْه. والمعلومة في البورد كما تعلم سريعة الانتشار بصورةٍ لا تتوفر للكتاب، بل ولا للمقالة الصحفية، وسرعة انتشارها تهجم الكاتب "البرئ" (في معنى الخلعة، الذي هو من عناصر الهجيمة)، وتُسقط في يده. لأنها تضطره إلى معافرة ومشقة تصحيح وتقديم قرائن براءةٍ من "جريرةٍ" لم يرتكبها أصلاً. وسوف أعرض في ما سيأتي لاحقاً من بقية هذا التعقيب (وهو طويل جداً)، وليست هذه سوى مقدمته، أصول براءتي مما نسبتَه لي من صدورٍ عن مفهوم "العصامية" الشامل، أو مديحها، الذي ربما افترضت أنه هفوة أو تناقض أو ما شئتَ أو ما وقع لك من نظرٍ أو ظنٍ لصلتي به. فإلى حين ذاك. و"تفسير" نشري لهذه المقدمة من دون سائر النص، أن عصيان وقتي واستبداده بي، وشعوري بالتقصير معك ومع النور والمتابعين لهذا البوست، وخشيتي من أن يعتقد أحدكما أو كلاكما، أنني حردان أو متحسس، فالموضوع ببساطة أن فقرة من المدخل الأساسي، وهي حوالي عشرين سطراً، اختفت، لأسبابٍ لا بد أنها ناجمة من العجلة، والعجلة، كما لا تعرفون، "في الندامة"، كما تقول خالتي ومعلمتي أيضاً، بخيتة بت حسن ود احمد ود امْحُمَّد ودالفكي حسن ود ختاري راعي الوَحَش، طلق النار في سنار، "وعجلة بخيته التي في الندامة" أبلغ عندي أن العجلة التي علمونا في المدرسة أن الندامة فيها. العجلة في بمفهوم بخيته هي التي أضاعت علىَّ مدخل موضوعي وجشمتني رهقا. فإلى حين أن أباصر كتابة المدخل مرةً ثانية، أو أجد أثراً له في كمبيوتر "مكتبي" يوم الاثنين المقبل، فسأطلب منكم كلكم معذرةً نجيضة غير منقوصة. ولا سيما إنني أكتب وسط ضجيجٍ وعراك، وغلاط، في شقتنا الضيقة، تثيره نوار بمناقرتها وزبلعتها التي لا تنتهي مع أمها وإخواتها، ورنين التلفون الذي لا ينقطع، والديسكو الدائم في الشقة، وتذمر فاطمة من ضجر محبسنا الفرنسي. أقول هذا كله خشيةً من أن يعيدعلىَّ أحدكم لازمة "الكسل"، و"حرَّ قعدة الكتابة" الحيدريةالمكرورة، أو الصدور عن مفهوم "العصامية"، أو"مديحها" الذي هجمني به أسامة. مع شكري ومودتي بـولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: esam gabralla)
|
الاستاذان بولا والنور وجميع الحضور النبرة الجديدة وحرقة الروح وسط بعض المثقفين السودانيين هي اصلاً جرثومة موجودة في الصدام بين كل الثقافات وهي جرثومة ضاربة في الأداء الثقافي الديمقراطي السوداني ان جاز التعبير .وقد زادت هذه النبرة بفعل احباطاتنا السياسيةوبلغ العنف شأواً بعيداً للدرجة التي وصلت للقطيعة التامة بين ديمقراطيين يشتركون في نفس الاهداف ولكم أن تنظروا لبعض من التراشق في هذا البورد بين بعض الشباب الحي كمثال حي. وعندما يحدث هذا تجدني لا اقف موقف مناصرة الصديق أو المحق بل موقف المحتار الحزين . ذكر عبدالله رجب في مذكرات اغبش والعهدة على ما روى أن سروراً زارهم في سنجة وأدار احد اصحاب المقاهي هناك للترحيب به اسطوانة لخليل فرح فما كان من المحتفى به إلا ان نهض وحطم الأسطوانة التي انتزعها من الفونوغراف حطمها تحطيماً وقذف بها وسط ذهول الحاضرين فهل ترى منعنا ذلك ن الاستماع حالياً لكل من سرور وخليل فرح؟ في الذهن عبارة البروفيسور عبدالله الطيب في ذم وردي لم اسمع عنه كثير شيء وعبارة وردي في السخرية من عبدالله الطيب التي تناولتها المجالس شفاهة وربما لم يقلها وردي عن عبدالله الطيب وكونه إعرابي يركب جملاً في القرن العشرين. تحضرني سجالات محمد محمد على مع الاساتيذ المصريين النويهي وجماعته حول الادب القومي ويحضرني السجال بين صلاح أحمد إبراهيم وعمر مصطغى المكي الذي تحول من جانب صلاح الى هجاء ومقالاته عن عبدالخالق محجوب لونك السياسي يا ... . والاخيرة خير مثال على ضرورة الإستمتاع بالمادة المكتوبة لكونها تكشف ولو سلباً بما لا يحبذ زملاء وتلاميذ عبد الخالق عن جوانب ما خفية لكن مع الإحتفاظ بالمحبة لكلا الطرفين فلا يمكن ان ينفي جبل جبلاً لكن من الممكن أن ينفى الجبل سهلاً أو السهل جبلاً فعبد الخالق محجوب لم تنقص سيرته وأداؤه مقدار شعرة بسبب تلك المقالات . انا أتحدث كما أود أن أوضح هنا عن كون الطرفين المتحاورين كليهما في الممشى الديمقراطي فلا اشير إلى ضروب الحوار غير الممكن الذي لا يؤدي بين نقيضين في الفكر والتوجهات أي بين هادم لثقافتنا المستنيرة وبين بان لها. ولذا فكل كلمة مهما كانت حارقة مما قاله حيدر إبراهيم عن بولا أو القدال وكل ردحارق أيضاً ولا اعني الردود المنطقية العلمية التي تفند ما قال كل كلمة بهذا المعنى من هذين القطبين هو مما سيتبدد مع الأيام وتبقى إسهامات بولا والقدال وحيدر الاكيدة التي لا ينكرها أحد منهم في مخزون الثقافة السودانية للاجيال. كتب استاذي حقاً عثمان الحوري وقد درسني في مدرسة المدينة الوسطى مقالاً قبل أسبوعين في صحيفة الصحافة ينفي فيه صلتي بالقصة القصيرة ويقول ان ما اكتبه عبارة عن نكات فقط لا قصص وأنني انتحلت ذيل هاهينا من تشيخوف ولعله يقصد قوقل ورد عليه أحد الذين راعهم ماقال وجاءتني رسائل تطالب بالرد على ما يقول لكنني لم ار فيما كتب الكاتب المبدع حقاً شيئاً سيئاً يمسني فمهما قال سأجد منطلقات حفزته لذلك فإن كانت فعلاً في القصص قومتها بما يقنعني به وإن كانت في افكاره عنهانقاط ضعف قارعتهابما ارى ويرى غيري ممن لهم رؤى اعمق مني أما إن كانت فكرته من منطلقات أخرى تتصل بوجدانه فهذا الباب هو أدخل بأن نسلك تجاهه مرئيات النور التي سردها لبولا مع الإحتفاظ بكل المحبة وسأزيد عليها لانه حفزني للكتابة بتجويد اكثر .ولذا فإن كتابة حيدر قابلة للنقد مع المحبة وكتابة بولا قابلة للنقد ايضاً مع المحبة لانهما بسيران في نفس الممشى الذي يقودنا للخروج من النفق ويسير عليه كثيرون غيرهم من اساتذتنا الآنيين وقد سار عليه الافذاذ من ابناء شعبنا والإنسانية ممن رحلوا وولوا وبعضهم رحل رحيلاً فاجعاً. أخيراً فإنني ارى أن كل فكرة صحيحة على الخدود تنباس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي أسامة، نواصل ما انقطع. ضاعت إذاً، كما أوضحت لك في كلمةٍ سابقة، فقرة مدخلي الرئيسي إلى الموضوع، من فرط مزانقة الوقت وصوت التلفزيون ورنين التلفون في شقتنا. فالكتابة باستعجال وفي مثل هذه الظروف كمان مثل المشي على الشوك. لعلني قلت في المدخل الأساسي (الذي لا أعرف أين زاغ) من تعقيبي على هجيمتك لي بالصدور عن "مديح العصامية"، والتي كان موضوعها الرئيسي الإخبار عن أن مساهمتي الذي أشارك بها، بقدر ما عندي، في تحرير حركة الإبداع، ومنها الكتابة، من العوائق التي تحيط بها من كل جانبٍ، تقع ضمن مشروع تحريرٍ أوسع ، هو تحرير البنيات الاجتماعية والسياسية والثقافية الاقتصادية، في بلادنا، من سطوة مؤسسات الاغتراب الروحي والمادي. (مالك يا أسامة، يا أخي وخلِّي تجشمني مشقة تكرار هذه البديهيات ينبغي أن ندرك إننا متفقين عليها تماماً، وإن خلافاتنا، الثانوية في الغالب، تبدأ بعد فراعنا من التسليم بها). ودعني أقول (طالما أنني تورطت في البديهيات)، إن هذا المشروع التحرري الكبير، الذي لم أبتدعه أنا ولا أنت، بل ساهم فيه منذ بداية تحول المجتمع الإنساني إلى مجتمعٍ للاستحواذ والتمايز والإقصاء والتغريب، جملةً من المبدعين والمفكرين البواسل من النساء والرجال، طوال مسيرة النضال الإنسانية في مراقي "غاية" الحرية، كما أسلفت أكثر من ألف مرة، في كل كتاباتي وأحاديثي العامة، والذي يسميه بعضنا "الشيوعية" (وأنا منهم بطريقتي وبتعريفي الخاصين والمخالِفَين، قبل انهيار "الاشتراكية" المزعوم بزمانٍ بعيد، للتصورات التي كانت معتمدةً في المعسكر "الاشتراكي" (المزعوم برضو)، أو معسكر "الإشتراكية القائمة بالفعل" كما يسميها سمير أمين، ومخالِفَين حتى لرؤية سمير أمين نفسه، وغيره من دعاة "الماركسية كعقيدة صماء" وأصلٍ ناجزٍ وحيد للمشروع الشيوعي، على تفاوتٍ في هذا الاختلاف، وعلى احترامٍ وإجلالٍ كبير لذلك العالم الهَرَم عمدة نقاد الرأسمالية الذي لا تلين له قناة، كارل ماركس. (وسيأتي شيء من توضيح ذلك لاحقاً إذا سمح وقتي اللعين)، ويسميه آخرون "الاشتراكية الديمقراطية"، و"مجتمع حقوق الإنسان الكاملة"، و"العولمة الإنسانية البديلة" و"الفكرة الإسلامية الجديدة"، و"مجتمع المثال الأعلى المسيحي" ... إلخ إلخ. والتحرر الذي أعنيه، يبدأ منذ الآن، ويفعل فعله في كل لحظة، بتحرير مؤسسات مشروع التحرير نفسها وتحرير نفوس وضمائر المنتمين إليها القائمين عليها من سخائمها، وتحرير بنياتها التنظيمية من تركة تاريخ القمع والاستعلاء والاستحواذ المثقلة، بالديمقراطية وبشحذ وصقل أدوات ولغة ممارسة النقد الذاتي الصميمة، و‘ادة النظر المستمرة فيها، (فالذي يدعي ويعلن على الملأ امتلاكه ل"ناصية نظريةٍ علمية" صَمَدة لا يداخلها الشك والقلق والشعور بالاستشكال، لا يملك في الواقع أداةٍ حقيقية للنقد الذاتي. ويمكنني ضرب أمثال أخرى من مشارب أخرى، إلا أنني فضلت أن يكون المثال من موقع اليسار العلماني الذي أنتمي إليه انتماءً عضوضاً وإشكالياً في ذات الوقت. أقول تحرير المؤسسات والبنيات الاجتماعية والسياسية الثقافية الدائم والمتواصل، لا من سخائم وأقذار، مؤسسات الاغتراب والاستغلال الإقصائية الإمتيازية السلطوية والقمعية التي تتسرب إليها من فحسب، بل من أقذار نفوسنا وضمائرنا نحن دعاة المشروع والمناضلين في سعينا إلى تنزيله إلى أرض الواقع. وأضيف فيما يتصل بحرية المواطن والمبدع والكاتب (وكل الناس مبدعين في الأصل، في تقديري، إلا أن اغتراب الوعي يهلك ملكة الإبداع ويبهم السبل إليها ويصل في ذلك أحياناً إلى ضلالٍ كبير). إنها ليست الحرية المحصورة في حق التعبير والخبز والدواء والتعليم إلخ فحسب، بل الحرية القائمة على رؤيةٍ أكثر عمقاً للإخاء الإنساني تحول دون إقصاء الآخر لأنها تقوم على وعيٍ وإدراك بأن الآخر فينا، لا إزاءنا فحسب. وكلا الحريتين، عندي، مطلوبٌ غاية الطلب. وتغذي إحداهما الأخرى وما غاية أولاهما إلا الثانية. فإن لم تتحر هذه تلك فَسَدَ أمرها وذهب إلى بوار كبير، وذهب معها المشروع كله. واستحال المجتمع إلى بنيةٍ للتغريب، والحديث عن الحرية إلى تشدُّق خاوٍ، ومكمنٍ مكين للأنانية، على النحو الذي نراه هنا، وسط قطاعاتٍ واسعة من الرأي العام، وهو عندكم في "الملايات المتحدة" على حد تعبير الممثل والفكاهي الفذ الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفي، وقد كان، كما ذكر النور، من أقطاب حركة الفكر والمسرح في حنتوب في تلك الأيام الزاهية، أشد وبالا. وقد أخذ طرفة "الملايات المتحدة" من عجايز الجزيرة. أما أنا فقد أخذتها عن زينب بت كَلَمون، من أقطاب الحكي والفكاهة في بربر، حينما سألتني في ونسةٍ توثيقيةٍ لي معها، جرت في الستينيات، عن ماهية "الملايات المنتحدة التي يتحدث عنها جَنُّون المدارس"، وعما إذا "كانت العراق دولة سعودية" في ذات السياق (بمناسبة الإنقلاب البعثي في تلك الأيام). وسأعود لذلك في سياقٍ آخر. فالأولوية هنا لهجيمتك مقطوعة الطاري. ومفهوم مديح العصامية في أصله "الموضوعي" لا في نحتك أنت ولا في نحتي أنا، هو اعتماد المباصرة الفردية منهجاً وبرنامجاً للخلاص من سطوة وهيمنة مؤسسات الاغتراب الاجتماعي ـ الثقافي، الحصينة المداخل، واقتراحها برنامجاً للخلاص. وهذا يا سيدي بعيدٌ، بُعد الذئب من دم بن يعقوب، عن منهجي القائم أساساً على اعتبار الاغتراب مؤسسةً إجتماعية، كما أوضح المفكر العالم الجليل، "مُر اللوك اب دبارة مِنْ القالا ما بضَّارى"، كارل ماركس، طابت ذكراه (التي عادت بقوة بالمناسبة هذه الأيام إلى المشهد الفكري العام والفلسفي والسياسي، على وجه الخصوص، في فرنسا وألمانيا وقيل في أوروبا كلها، في قراءةٍ جديدة لرجل لعل أول مَن "هزمه"، في تقديري، "أكثر أتباعه" زعماً لإخلاصهم لتراثه في ظاهر الأمر. أقول كارل ماركس ونفرٌ جليل آخر من محاوريه، ونقاده ("المحبين له العارفين فضله")، و"نقاد أتباعه"، من المفكرين والمفكرات الشوامخ ذوي المراس الشديد بملاواة الفكرة والعبارة في اتصالهما بتعقيد الواقع الإنساني وعصيانه على الإحاطة الشاملة والشمولية. (وبهذه المناسبة يا أخي عادل عبد العاطي، وآخرين ممن يقولون بموت الماركسية النهائي، أنا ممن يعتقدون أن "الماركسية، كعقيدةٍ دوغمائيةٍ صماء" لم تمت، بل لم توجد أصلاً. فقد ترك ماركس مساهمةً علميةً وفلسفية، لا عقيدة، سماها هو بنفسه "مساهمة". ولم يترك مذهباً للحفظ والتسميع ولا حتى "للتطبيق الخلاق". بل مساهمةً وحسب، مهما كان تقديرنا لجلالها. فالإقصاء والتغريب، ومنه إقصاء وتغريب الكاتب والمبدع، يا عزيزي أسامة، ثمرة مؤسسة إجتماعية بعينها في مفهومي، ولا يتم تجاوزه إلا بمؤسساتٍ بديلةٍ للمؤسسة التي تنتجه وهي بفصيح العبارة، مؤسسة الرأسمال، وبالمفتشر الرأسمالية، وبالأكثر "افتشاراً"، صيغتها الحاضرة الUltra Liberalism ، وقيل "العولمة الأمريكية". (وما كل العولمة الأمريكية رأسمالية النزعة. ففي أمريكا نفسها، كما تعلم، بأفضل مني، ثمة مساعٍ دؤوبة، ونضالاتٍ لاهوادة، لإبداع مؤسسة عولمةٍ أخرى بديلة، حقيقية، يصبح كل العالم فيها وطناً للإنسان، تضطلع بالنضال في سبيلها قطاعاتٌ "واسعةٌ"، (على كل حال واسعة جداً عندنا هنا في أوروبا)، من مشارب ومذاهب وصور عديدة في إرادة الخير. وربما كان هذا حلماً بعيد المنال بعد، إلا أنه ممكنٌ. "أنا" يا سيدي، أسعى، وأعمل، بقدر ما أستطيع، مع الساعين إلى هدم هذه المؤسسة واستبدالها الجذري بوسائل ديمقراطية صميمة، بمؤسسةٍ بديلة، تكون فيها الكتابة والنشر وصنوف الإبداع مما جميعو، حقاً عضوضاً، لا هبةً ولا منحة ولا تَفضُلاً، ولا بطولة، ولا أي معنىً آخر من المعاني التي يوحي بها مفهوم العصامية الصفوي، البرجوازي كمان. نعم البرجوازي. فمفهوم العصامية في صيغته التاريخية المعتمدة حتى الآن، هو ، من وجهة، أو وجهات، نظر القوى الناشطة في مشروع تجاوز الرأسمالية على اختلاف مشاربها، يتأسس في واقعه "الموضوعي" الذي هو على على قاعدةٍ مؤصلةٍ في مذاهب التدبير الإديولوجي البرجوازي. فهو مفهومٌ يُمجَّد صعود الفرد من واقعٍ طبقي وثقافي "متواضع" في درجات "السلم الاجتماعي" كما يقول تكنوقراط صناعة الإيدولوجيات الرأسمالية، و"الأصح" في "مراقي" التراتب الطبقي، الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بمجهوده الذاتي. وهذا المفهوم لا فعالية له، ولا معنى خارج هذه المؤسسة، التي تقوم إيديولجيتها في صميمها على اعتبار حيازة السلطة والثروة والمعرفة ثمرةً للتميز والإمتياز والفلاحة و"الجهود" الفردية. وهي عين المؤسسة التي كرست عمري لمناهضتها، مناهضةً لا كلل فيها ولا مساومة. وسعيتُ بجدٍ، ومازلت أسعى، إلى المساهمة في فضح مفاهيمها المدغمسة المحتالة، التي غايتها أن تزرع في الأذهان أن الأوضاع المزرية للمبدعين ولكافة البشر، أوضاع التمايز الذريع بينهم، هي قوانينٌ تنبع من طبيعة النظام الكوني، ومن طبيعة الإنسان. وهي المفاهيم التي "رفعها" إلى مقولة عضوض، في صَمَدية النظام الرأسمالي وأزليته، "الفيلسوف" الأمريكي "الألترا ليبرالي" فرانسيس فوكوياما، وهي كما تعلم، مقولة "نهاية التاريخ". أقول نذرت عمري، في تقديري، أو في توهمي، لمناهضتها، والحفر في جذور مخابئ صناعتها الخفية الضاربة في تاريخ فن صناعة الحيل الإيديولوجية التغريبية. وما "مصرع الإنسان الممتاز"، التي طلبت مني إعادة نشرها هنا، سوى إحدى ثمار هذا الحفر المبكرة. ولذا فإنه ليس من الإنصاف أن يقال إنني غافلٌ عنها، ناهيك عن كوني أتبناها وأصدر عنها كمرجعيةٍ أساسيةٍ في موضوع تفسير مشكلات الكتابة والنشر في السودان الذي أحاول المساهمة فيه. وعندما امتدحت "النساء والرجال البواسل" الذين استطاعوا الإفلات من براثن هذه المؤسسة، شديدة المراس في صناعة البؤس عندنا بالذات، والشحيحة بصفةٍ خاصةٍ بفتاتها على جملة المبدعين (أي غالبيتهم الساحقة)، وذوي الوعي النقدي العتيد منهم على وجه أخص، لأنها تقوم أصلاً على الإمتياز وعلى الندرة وعلى الاستحواذ، والانفراد بخيرات الإنتاج الجماعي؛ أقول إنني عندما امتدحتُ " النساء والرجال البواسل الذين تمكنوا من ذلك في ظروفٍ شديدة القسوة في بلادنا، وفي غيرها، فإنما امتدحت فيهم، وما أزال، عظمة الوعي الإنساني الخلاق وقدرته على المقاومة، التي تنطوي بصورةٍ جنينية على إمكانية هزيمة مؤسسات صناعة الفقر والعجز والاغتراب. وليس لامتداح الوعي المقاوم الخلاق، في تصوري، من علاقةٍ ب"العصامية" القائمة على فكرة الخلاص الذاتي كبرنامجٍ للنجاة من قهر وهيمنة مؤسسات الاغتراب الاجتماعي. واسمح لي أن استشهد بالعبارة التي أوردتَها عني، في مقالك المذكور كدليلٍ على صدوري عن منهج ومفهوم "مديح العصامية"، وهي: "وللتدليل على أن عصاميتنا ليست فريدة نوعها، سنورد نصاً من مقدمة عبد الله بولا، يدعي (التشديد من عندي وليس في نص أسامة) فيه ـ أيضاً ـ أن أصدقاءه وطلابه القدامى كانوا يتمتعون بتلك "العصامية" ... يقول عنهم "كانوا مدقعين (مادياً) ومحاصرين من السلطة السياسية والسلطة الثقافية الرسمية في الأعوام النميرية الحالكة. ولكنهم استطاعوا أن ينسجوا من واقع هذا الفقر المادي والحصار السياسي والثقافي ـ من واقع مقاومتهما في الحقيقة ـ لغة ومفاهيم مذهلة الدقة" ( ص 53). وين "العصامية هنا ياسِِيْدي؟ وقد أدهشتني درجة انطباق الحدس على الواقع، من أنني حين كنت أقلب عبارات "هجيمتك" (البوردية) في ذهني، كنت أقول ل "نفسي": "أنا لم أتحدث في مقدمتي لمجموعة صلاح القصصية عن العصامية، بل عن المقاومة". وقلت ذلك لنجاة. وعندما استللت كتابك من صفوف مكتبتي، لأتأكد من أنني لم أرتكب هذا التفريط المخل في التعبير عن مقصدي (المفهومي)، وجدت العبارة التي استشهدتَ أنت بها، (في حُرِّ كتابك)، "دليلاً" على صدوري عن مفهوم، و"مديح العصامية" كبرنامجٍ للخلاص، تنص حرفاً ومعنىً ومبنىً على امتداح المقاومة لا "العصامية"! يا شيخ أسامة حرام عليك. ووجدت أنني أتحدث عن جماعةٍ متماسكةٍ ومنظمةٍ لا عن أفراد، وعن مقاومة جماعيةٍ مؤسسية، فعلها المقاوِم قائم في تاريخٍ طويلٍ من صنوف المقاومة (إضرابات، اعتصامات، مظاهرات، ندوات كتابات، تنظيمات سرية وعلنية إلخ إلخ ... و"إلى آخر السكباج"، (كما كان يقول أستاذنا العالم الممتع الجليل عبد الله الطيب). ومن وجوه تفسيري لهذه "الهجيمة" هو إنه، أو ربما كان الأنسب للتعبير عما بنفسي أن أقول، لعلك (لأنني أستبعد تماما أي نذرٍ من سوء نية، ولأن "لعلك" أقل وثوقاً من "إنه")، أردت إثبات مصدرٍ حداثيٍّ "صميمٍ" يعضد تبني مقولة العصامية وانتشارها بين الكتاب السودانيين، فاستشهدت بي ضمن من استشهدت بهم. وأنا أشكرك على ذلك. إلا أنك استشهدت بي كيفما اتفق. وصنفتني بين حَمَلَة مفهوم ليس بيني وبينهم نسب، إلا في "السودانوية"(خلاف معنى سودانوية أحمد الطيب)، والإنسانية. ولعل من المناسب أن أضيف هنا، إن أحد العوامل الرئيسية أيضاً، التي تساهم في شح وقتي المخصص للكتابة، (والتشكيل، والموسيقى، والفسحة، والزيارات، بل ضيقه أحياناً حتى عن الأكل والشُرب)، هو العمل السياسي والثقافي والإنساني العام. ولعله من الأوفق في هذا المقام أن أعترف بأن هذا كان خطأً كبيراً من جانبي كرستُ له وقتاً عزيزاً، بأكثر من وقته المستحق. لاسيما وأنني خضت تجربة العمل السياسي المعارض، والعمل الإنساني تلك، هنا في فرنسا، وفي باريس على وجه الخصوص، مع أشخاصٍ، يبدو لي أنهم كانوا في غالبيتهم على غير حرص "حقيقي"، أو على اهتمامٍ ضعيفٍ جداً بمقاومة وتفكيك بنية مؤسسة سلطة "الغول الإسلاموي" الجاثم على صدر بلادنا. وما أزال، حتى يوم الناس هذا، أو ("لي هذا يوم الليلة دا"، كما تعبر معلمتي الراوية والموثقة "الشفاهية" العارفة الدقيقة العتيدة الباسلة زينب بت بشير)، أحد العاملين القلائل بالمنظمة السودانية لحقوق الإنسان بفرنسا على الرغم مما سمعتم من شكواي من شُحِّ الوقت. ما في طريقة لعصامية مع الكلام دا يا شيخ أسامة دحين أخير لك تِتَاحَتْ منو. فإذا شئت أن تمضي في هذا الأمر فهذا لك. وأنا ما عندي بصارة وكت لي زيادة تاني. وإليك استشهادٌ آخرمن "حُر كتابك" أيضاً، حتى ترضى، ينفي صدوري عن منهج العصامية، ويثبِت دعائم مفهوم ومنهج المؤسسية، تثبيتاً مكيناً، فأنت الذي تقول: "لا بأس من الإشادة بالعصامية التي يتمتع بها الكاتب السوداني، لكننا يجب أن لا ننساق وراء الإطناب في مديح العصامية والتهوين من العامل "المادي" ـ فالعصامية وحدها لا تخلق من الكتابة فعلاً مؤثراً وخلاقاً وفاعلاً. وما يحدث على أرض الواقع مرير ومريع. فكثير من الكتاب يختفون من فضاء الكتابة، ويحتمون بكواليس المشافهة، وكثير من أولئك يترك المشافهة، ليلوذ بالصمت المطبق (...) إن الإنسياق وراء مديح العصامية وازدراء العامل المادي، لا يمكن إلا أن يخفي عنا الحقيقة، ويجعلنا نمعن في السقوط في دائرة النسيان ... ولكي ندرك أكثر فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية، سنورد نصاً من مقدمة بولا يوضح فيه المكانة المتميزة والمرموقة التي يتمتع بها المثقف الفرنسي. يقول بولا : "فمنذ فلسفة الأنوار، أو بعبارةٍ أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار والمثقفين (هكذا في الأصل) يلعبون في فرنسا دوراً قيادياً، وضعهم على الأقل على قدم المساواة مع القادة السياسيين والعسكريين والاقتصاديين، فأصبح المثقف بطلاً قومياً مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على الشوارع والميادين ومحطات المترو، فولتير روسو هوجو." (ص 54). وقد احترت كيف يورد عني أسامة في مسعاه لتوضيح "فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية" استشهاداً يؤسس للوضع الذي يتمتع به المثقف الفرنسي "منذ فلسفة الأنوار"، دون أن "ينتبه" إلى ما ينطوي عليه هذا التأسيس من إشارةٍ إلى قاعدة موضوعية ماديةٍ تاريخيةٍ عضوض في تفسير وضع المثقف في فرنسا، وهي القاعدة التي قام عليها وضع المثقف الفرنسي المشار إليه في هذا السياق التاريخي. فإلحاحي على "فلسفة الأنوار" هذه ( التي هي بنت "عصر الأنوار" ومسوغ تسميته بهذا الإسم أصلاً) هو عنصرٌ أساسيٌّ جداً في المنحى الدلالي لتحليلي ذاك. لأنه يشير ويكرِّس ويؤسس، لدى القراءة الحفرية الممسكة بمرجعيتها المعرفية والفلسفية والدلالية، للمكانة التي حظي بها المثقف في فرنسا، في تلك الفترة بالذات، التي هي فترة نهوض الرأسمالية كطبقةٍ ثائرة أنتجت مثقفيها العضويين، و"صرفت عليهم"، وبوأتهم المكانة التي يستحقونها في سياق المشروع النهضوي الرأسمالي، (نهضوي في ذلك الحين الذي كانت فيه البرجوازية طبقةً ثوريةً حقاً). فكيف يكون في تحليلي لوضع المثقف المجحف في السودان أو في سواه من بلدان "الدنيا الثالثة"، تهويناً من شأن "العامل المادي"، بل "ازدراءً له" يا شيخ أسامة؟ هذا فضلاً عن أنني أشكو لطوب الأرض من الوضع "المادي" اللعين الذي اضطرني إلى قبول العبودية، (وليس "الركض وراء لقمة العيش" يا عزيزي عصام جبر الله. وأنا جايي عليك، في خصوص هذه العبارة المزالفة مع كل ثقتي في محبتك وحسن ظنك اللذين أبادلك إياهما)، و"التضحية" بزَهاء ومتعة الإبداع، بل الزهد فيه حتى أحتاج إلى النصيحة؟! وفي هذا السياق يندرج أيضاً موضوع الواقع المرير الذي تتحدث عنه في كتابك مما استشهد به هنا. ولعلني أجرؤ على القول بأنه ليس من أحدٍ، إلا أقل القليل، ذاق من مرارة هذا الواقع ما ذقتُه "أنا" والعياذ بالله. فحتى بعد الانتفاضة، وإرجاع معظم المفصولين عن العمل إلى مؤسساتهم، ظللتُ عاطلاً محظوراً مقصياً. وقد بَذَلت معي كوكبةٌ من الأصدقاء الكرام، على رأسهم الشاعر الكبير والمفكر، كمال الجزولي، جهداً حميماً، لعلني أجد عملاً في صحيفة، أو أية مؤسسةٍ ثقافيةٍ كانت، فلم تسفر محاولاتهم عن شيء. ولا حتى عن مجرد الكلام "الحلو". فقد رفض المسئولون في مختلف المؤسسات الصحفية، التي لديها القدرة على دفع راتب موظف، أو مصحح إضافي، بصريح العبارة توظيف "يساري متطرف وبتاع نقد وفلسفة ومشاكل كمان". (لم يكن بين هذه الصحف الأيام ولا الميدان لأسبابٍ تتعلق بأوضاعهما المالية الصعبة في ذلك الزمان بعد توقفٍ وعناءٍ طويلين. ولذا فإنني لم أطلب توظيفي لطفا وتعاطفاً ومعرفةً وتقديراً مني لظروفهما). وربما اقتضى الإنصاف أيضاً، أن أشهد بأن الزميل المرحوم أحمد الطيب زين العابدين منحني " وظيفة" "أستاذ متعاون، مؤقت، في كلية الفنون "نظراً لعدم وجود وظائف"، (كما قيل لي)، بينما كانت هناك وظيفتان حينها، حسبما علمت من مصدرٍ موثوق. وقد "حصل لي الصديق الكريم الودود، الدكتور على عبد الله عباس، على "وظيفة" أستاذ متعاون لتدريس "التذوق الفني"، على حد تسمية كلية الآداب بجامعة الخرطوم للكورس في ذلك الزمان، (بينما كان في الواقع كورس في علم الجمال، وعلم الجمال ذاتا، في أصلها الدلالي، مي تسميةًَ بلحيل)، مفتوح لمختلف طلاب كلية الآداب، ويحضره بعض طلاب معهد الموسيقى والمسرح، ممن تعرفت بينهم على متعددي مواهب حقيقيين، مدفونين في أنقاض مناهجنا التعليمية (منهم المثقف الكاتب والمترجم المتميز بكري جابر). فما أزال شاكراً لعليٍ على تضامنه، وسعة أفقه التعليمي. وأنا لا أنسب هذا العناء البغيض، من فرط التشرد والإملاق والعسر، الذي لا تستطيبه أي نفسٍ سوية، إلا إلى انعدام المؤسسية أصلاً يا شيخ أسامة. مديح عصامية شنو يا زول؟ اللهم لا تَمْحِنَّا ولا تبلينا. وأخيرأً يا سِيدي، إن كان ثمة آخر لهذا الموضوع الشائك، فأنت أعلم الناس بمرارة هذا البؤس المركب، الناجم عن الضنك المادي والإقصاء، والوحشة المعنوية. فلا ينبغي أن تغفل عن احتمال أن يعتقد أو يتصور قراؤك أنني فخورٌ بهذا السيرة المضنية المعذِّبة. بينما أنا أكرهها في الواقع أشد الكراهية. وكم أتوق إلى يومٍ أستطيع فيه أن أجلس لأكتب، وأعزف، وأقرأ وأُشكل، وأحكي، من دون مساككة أو تفكير في عذابات الغد. وقد جفت عيني النوم، أو جفاها، قبل خمسة أيام من انتهاء إجازتي، مع بداية الأسبوع الماضي، من فرط وحشة مكان عملي ومرارة شعوري بالاغتراب فيه. وبصفةٍ خاصةٍ لأنه يحرمني من ممارسة غواياتي الإبداعية المتعددة. وما من أحدٍ يوجعه هذا الوضع أكثر مني وقيل "أحنَّ من الوالد فاجر"، (وأعتذر عن جفاء العبارة). فهذه الغوايات مني بمثابة جنا الحشا.
هذا، وأنا أنسب هوان المثقف والمبدع في بلادنا إلى كون مؤسسة السلطة "عندنا" لم تكن منذ "الاستقلال"، وبحكم عناصر تكوين بنيتها التاريخية الأساسية، وإلى أن هجم عليها الغول الإسلاموي الذي نشأ في أحشائها، وترعرع في أحضانها، بحاجةٍ حقيقيةٍ، "عضويةٍ"، لكتاب ومثقفين. كفاها التكنوقراط، لأنها كانت تملك إيدولوجيا دينية ناجزة، قطعية، لا مجال فيها ل"الفلسفة" والأسئلة وفلقة الراس. وأتمنى أن تكون قد وعت الآن الدرس حقيقة لا خطاباً. ولا أريد أن أقول "لا مجازاً"، لأن تقديم سوء الظن لا يساعد في نفاذ النقد إلى الأفئدة والعقول". ولتسمح لي في خاتمة هذا التعقيب المقتضب، أن ألومك على ما سأسميه هنا هفوةً، وقعت منك في ما أوردته من استشهادٍ بمقدمتي لصلاح الزين. فقد جاء في الفقرة الأخيرة من الفقرتين اللتين، أثبَتُّهما هنا، أخذاً عن كتابك ("خطاب المشاء") : "فمنذ فلسفة الأنوار، أو بعبارةٍ أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار والمثقفين (هكذا في الأصل) يلعبون في فرنسا دوراً قيادياً..." إلخ. (التشديد هنا من عندي وليس في نصك). وفي تقديري أنك بنسبتك وضع إعراب كلمة "المثقفين" الواردة في الجملة إلى "الأصل" لكونها قد وردت في هذا "الأصل" منصوبةً، بينما هي فاعلٌ تم "نصبُه" "من غير عنوةٍٍ ولا اقتدار"، وأنت محقٌ في تبرئة نفسك منها. إلا أنك لست محقاً في إبهام "أصل" نصب الفاعل هذا. ولقارئك، غير الملم ب"عمايل" دور النشر التجارية عندنا، وفي مصر أيضاً في العقود الأخيرة، بالتالي الحق في أن يعتقد أن بولا، بعد كل هذه العنطظة والتبجح، ينصب الفاعل. وعلى الرغم من أنني أقدر تماماً حقك في هذا التبرؤ، ومن ثقتي الكبيرة في حسن مقاصدك، إلا أنني ألومك على النجاة بنفسك دون أن تمد لي يد العون فتخبر قارئك بأن نصب الفاعل هذا، "ربما"، (وربما على الأقل)، لا يكون من نصيبي، و"ربما" كنت ضحيته لا "جزاره". فقد كنت طلبتُ من صلاح إطلاعي على بروفات المقدمة قبل الطباعة. وقد أطلعني مشكوراً على ثلاثٍ منها، على التوالي، فوجدت أخطاء مريعة في البروفة الأولى وأفظع منها في الثانية، وأشد وبالاً في الثالثة. وغادرت القاهرة، بعد انقضاء إجازتي فيها حيث كتبت تلك المقدمة، مقطوعة الطاري، وفي نفسي حسرةٌ وخوفٌ على مصيرها وهي تتقلب بين أصابع الطابعين وأقلام "المصححين" يتيمةً كسيرة الخاطر. وأوصيتُ عليها صلاحاً وصيةً لحوح. وكنت أُرك أن مؤسسة الأخطاء الطباعية العتيد قد تستعصي على متابعة صلاح. لكنني لم أتصور أن تبلغ زراية إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة"، بمقدمتي درك نصب الفاعل، الذي هو عمدة أخطاء الإعراب كما أسلفت في مكانٍ آخر من هذا البوست مستشهداً بصديقي البروفيسور محمد الواثق. وهذا ما جعلني يا سيدي أتهيب من أن أعهد بجملةٍ من نصوص كتبي المنجزة بالفعل، إلى مركز الدراسات السودانية، مخلاً بوعدٍ سابقٍ قطعته للصديق حيدر إبراهيم، أو لأي دار نشرٍ تجاريةٍ عربيةٍ أخرى، "تهيب الذئب من دم ابن يعقوب". وأن أعكف على طباعتها بنفسي على الكمبيوتر إلى أن أجد دبارةً لنشرها بصورةٍ لا تُرزل الفكرة والعبارة بالأخطاء، وإن تكن "طفيفة". ولعل هذه مناسبةٌ أوضح لك وللبورداب والقراء فيها مبلغ إرزال إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" لفكرتي وعبارتي في إحدى المرات النادرة التي تساهلت فيها في شروط النشر، منذ حزمت أمري على الامتناع عن ذلك بتاتاً في السنوات الأخيرة: ففي مقالتي التي نشرتها في مجلة رواق عربي، (مجلة مركز القاهرة لحقوق الإنسان)، عن دور الأستاذ محمود محمد طه في حركة التجديد الديني [الإسلامية]، التي أشار لها النور، وهي مجلةٌ رصينةٌ تصدر عن مؤسسة رصينة، تحدثتُ في سياق امتداح شجاعة الأستاذة النادرة النظير، بما فحواه أن نفراً من المثقفين الأشداء الذين تصدوا لنقد الفكر الديني، تلجلجوا عن الإفصاح التام "أمام موضوع الدين المخيف". فقام المصحح، "غير مشكور"، بتعديلها لتصبح "موضوع الدين الحنيف". فهلكت العبارة، وسُحقت الفكرة، وأصبح استنكاه مقاصد الكاتب ومنهجه، بفعل هذا الصنيع، في "أمراً ضيق"، بل في أمرٍ ليس أمام القارئ من سبيلٍ إلى معرفة كنهِهِ أصلاً. هذا، على الرغم من أن طباعة المقالة، فيما عدا ذلك "الخطأ الطفيف"، خلت من أي خطأٍّ آخر. فتأمل. وأؤكد لك خلو مقاصدي الظاهرة المدركة، وخواطري الباطنة الخفية، من أي رغبة في "مناقرتك". وعندي لك، ولرفاقك، من المحبة والتوقير ما يعصمني عن ذلك. وإنما أردت منك ومن غيرك من المحاورين والناقدين أن يناقشوني بما أعتقده، وما أقوله، وما تقوله عبارتي، وبنية مفاهيمي وليس ما لم أقله وما لا تسمح بنية عبارتي، ومفاهيمي، وممارستي العملية، لي بقوله ولا تسمح بقوله على لساني. وقد أقول لا تسمح حتى بالظن. مع خالص مودتي بولا
وسوف أعود غداً إلى الرد على ترحيب الأصدقاء، وأرجو أن لا يداخلهم شكٌ بأنني أهملتهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)
|
دكتور بولا السلام مرة ثانية و حبابك دون حد... و بعد.. فما رأيت كمثل إشراقك في اللغة والحكي و بهاء الإشارة (أنا و من مثلي ، الذين جاؤوا في اللفة و بعد أي إنعطافة ممكنة في تآريخ الكلام و الأفعال) وأما في أن تنشر علينا ما فاتنا أو ما لم ينشر و هو معّد مصفوف.. ورغماً عن كل ما حيّثت به ضنَّك علينا، بما بشائره مزنٌ،( لا و لن ترضى صحارينا بعده حرمانا) و لو؟؟ كان هذا البوست او غيره يبقى في الواجهة، دون حول و أرشفة، أو غياب محتوم بحركة المتحاورين، أو ضمن ضامنٌ، في اليقين، ألآ ينقطع عنه عديلك و الزين!! فلقد تصابرنا عنك إذن!! أو تكلفنا الإصطبار!!! و لكن نحن الجيل الإنتقالي (لا نزال نراوح ما بين لوح الخلوة و شاشة الكمبيوتر) من لنا بالورق و رائحتة والحميمية في سحبه من الرف المسح عليه باليد العجلى والإشارة لهذه أو تلك من إجتراحاته أو إفتراعاته أو بصائره و مبصراته أو..أو..أو..و..و..و بسالاته.. وفقط (مع صلاح) ..نهمس عالياً في الضجيج!!
ومع ذلك ومع ذلك ومع ذلك
لا شيْ يسوِّغ حرماننا المجيد من الكلام العالي و سمح!! و لا حتى هجاء العصامية أو إنعدام المؤسسية أو مشاغبات النُوَّار!!! وسؤال..أعذرني عليه في سفحٍ من كرمك الباذخ ألا نجد في (محافض) السيَّر الباسقة، بعضاً من دَبَارة الباسلات فنتوسلها إلينا بعض نشرٍ و فوح علم عميم.
و أما نحنا، فمن هِنا، لا نبرح..
و إمتناني ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: mustadam)
|
الأعزاء جداُ د. النور حمد ود.عبدالله بولا لقد تأخرت كثيراُ بالترحيب بدكتور بولا، حيث كنت لا استطيع الدخول لحسابى لفترة طويلة ولا أدرى حتى الآن سبباً لذلك. مرحباً مجدداً بالاستاذ بولا والذى يعد إضافة حقيقية للخشبة السايبر، وظنى أن الجميع ينتظر منك الكثير أستاذ بولا وحتماً لن تبخل. ولك جزيل الشكر د. النور على التقديم الأنيق، وهى فرصة أيضاً أن أحييك على بوستاتك المجيدة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزيَّ طه وإلهام (وقد أخذتها على محمل المنادى المضاف الذي حذفت ياء النداء فيه لضرورة "الشعر"، أو هكذا أتوهم أو أتعسف أو أعتسف أو، أو ... وعلى أية حالٍ فهناك أمر في نفسي في هذه اللحظة يزجرني عن كتابتها وفق أي مذهبٍ آخر من مذاهب أهل النحو وهي كثيرة. شكري الشديد لكما. وعلى وجه الخصوص على بعثكما لتلك الذكري المهيبة. أذكرها كأنها وقعت بالأمس. كما أذكر كيف فوجئت بحجم محمد عبد الخالق الذي كنت أتصوره ود ريفاً جِهامة. فإذا هو دقيقٌ نحيلٌ الهيئة، مثل هاشم صالح، ومثله أيضاً لسانه فلقة. محمد آفة "ذهنه مثل مديةٍ حادة" كما يقول الطيب صالح. بل ربما هو أقرب إلى القاطعة الكمبيوترية، يقطع ليعيد الترتيب والتنظيم مثل نحلةٍ مهندسة، إعادة الترتيب غريزةٌ فيها واجتهاد معاً. وفكرة القطع وإعادة التركيب والترتيب لسديم العالم المعرفي، التي يقوم بها الذهن المعرفي الفلسفي والإبداعي والعلمي، من بنات أفكار صديقي، وصديق ونصير بؤساء العالم وأشقيائه من أمثالي وأمثالكم، في مضمار مشروع التحرر الإنساني الكبير، هو عالم النفس، والطبيب النفسي، والفيلسوف الهَرَم العماد والعُمدة، والإنسان الكريم المفضال، فيليكس غاتاري، (توفي في بداية التسعينيات). وهو، عندي، لا فوكو ولا غيره، هَرَم المعرفة الناقدة العتيد في الفكر الفرنسي المعاصر. ومحمد عبد الخالق آفة، خطابه نافذٌ وواضحٌ وساطعٌ كاشف. تحياتي له إن هاتًفتموه أوهاتَفَكم. وأتمنى أن تنقلا، إلهام وأنت، هذا الحديث لمحمد، فأنا أسعى في أثره منذ ذلك اللقاء ولا أجد منه أية علامةٍ دالةٍ مرشدة. ولعلكما أن تعذراني إن خرمت لأقول لحنين (رداً مؤقتا على جزئيةٍ من ترحيبه بي، ولي معه وقفة طويلة لاحقاً): "أها هاك ده واحد من بربر" أفضل مني بمسافة. فإن أنت فاخرتَ بي فماذا ستفعل به؟ مصيبة معلقة بالسبيبة محمد عبد الخالق. وأدعو حنيناً لأن نسعى معاً لكي نجعل من بربر بقعةً إنسانية لا ملكية حكرٍ نباهي بها العالمين، وأعلم إن هذا ليس منهج حنين. وعندي سؤال ليك يحصحص لي، ياحنين، ما ني قادر أصبر عليه إلى حين ردي على ترحيبك، وهو هل أنت من ناس حِنين ود كًلًمون الواحد دا ولا حنيناً آخر؟. أما أنتما ياعزيزيَّ إلهام وطه، فأتمنى أن يتيح لي الزمان الشحيح مزيداً من التعرف عليكما، لقضاء وقت ممتعٍ مضيءٍ باستنارتكما، وإبداعاتكما التي شدََما أمتعتني في ذلك اللقاء المثمر الخلاق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
مرحباً بالأستاذة بت قوته، يمنى، شقائي وحده هو الذي سيجعل ردي على ترحيبك وما سيليه من ردودي على ترحيب أعضاء المنبر الكرام الذين شرفوني بتوقعاتهم العالية، وألبسوني ثوباً من صفاتٍ جليلة أسبقوها علىَّ ونسبوا إلىَّ دوراً لا أملك حيلاً يقدِّرني على شيلو. وعلى كل حال أنا أعتبر هذا الثوب "توب عارِيَّة"، وكان اتعوَّجت معاكم فانشرط أو اتبقٌّع، فليس بيدي بل بيد عمرو، هذه المرة، الذي ألبسني توباً مو قدري، وشعراً ما عندي ليه راس. وبمناسبة إضفاء أو إهداء التوب الذي يكون أكبر من مقاس المُهدى إليه، دعيني أحكيلك كلمةً ظريفة، نافذة، قالها شيخ العارفين الأفارقة، شيخ الرجال والنساء الحفّاظ، البواسل الذين عندما يموت أحدهم "تحترق مكتبةٌ بأكملها"، على حد تعبير، شيخ أحمدو أمباتي با. وكان قد قال هذا الكلمة في مناسبة علمية ثقافية تتصل بجمع التراث الشفاهي الإفريقي. فشوفي، وخلي البورداب يشوفوا، هذه العينة من مواقف الكتَّاب المبدعين والمبدعات الأماجد من المشافهة. التي لا يكف الكثير من "مثقفينا" (من متعلمينا التكنوقراط الأفندية في الواقع وهؤلاء لا مثقفين ولا الله قال. ولا قال مفهوم المثقف "الحقيقي"، الذي سأناقشه لا حقاً في هذا البوست). قال شيخ أحمدو أمباتي با، (شوفي الإسم دا مقعَّد كيفن و"با" دي فيها نبرة قوية صاعدة في الألف وقد ورثناها نحن من لغات "العنصر" الزنجي في تكوين الكثير من لهجاتنا العربية السودانية بوضعنا النبر الصاعد في نهاية الكلمة أو الجملة)، وسامحيني على هذه التخريمات اللعينة، فأنا مسكون منذ سنوات بمشروع كتابةٍ أدبية، لا أعرف ماذا أسميه، وأظنه من جنس الرواية، كله تخريم وخروج "غير منتظم" من سياق إلى آخر (وهو في الواقع منتظم بطريقته الخاصة في سياقٍ لا أريد، ولا أستطيع أن أسيطر عليه، كما لا أريد أن أسميه على أي جنسٍ من الأجناس الأدبية بصورةٍ قاطعة). قال شيخ أمباتي با، عن اشتراكية الزعيم المالي، موديبو كيتا، طابت ذكراه، الذي كان في تقديري من أصدق دعاة الاشتراكية الإفريقية ضميراً وعزماً وسيرةً، وأطهرهم ثوباً، "الإشتراكية التي دعانا إليها موديبو، حُلةٌ جميلةٌ جداً، إلا أنها للأسف لم تكن مفصلة على مقاسنا". وهذا في معنى أن "الترزي السياسي" حين اعتزم تفصيلها لنا لم يستشرنا. وأنا لا أعني هنا صواب، النقد الذي كان يوجهه أعداء الإشتراكية في إفريقيا (وليس منهم أمباتي با) والعالم العربي، بادعائهم بأن النماذج التي كان يتبناها، رموز الإشتراكية الإفريقية الأشاوس (أعني المخلصين. من دون أن يكونوا على صوابٍ هم أيضاً، بالضرورة)، كانت "مستوردة". ولا ينبع نقدي لهذه النماذج من كونها، تحمل أولا تحمل ملامح التراث الإفريقي الكوميوني، بل لأنها لم تقم على اقتناع الشعب أو إقناعه. ولذا فقد وصفها شيخ أحمدو أمباتي با، مصيباً، بأنها تشبه "جبةً زاهيةً لكنها ليست مفصلةً على مقاسنا". وهكذا، كما ترين، فإنني لم أفِ بوعدي بالإختصار. الذي سيصبح من هنا ولا حقاً أمراً لا فرار منه مع وقتي اللعين. مرحب بت قوته وإلى مداخلةٍ أخرى. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
رحبوا معى (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الدكتور النور اعجبتنى حكاية الكسرة بتاعت ناس الثقيل امين حسن عمر لكن فيها فكاهة ممتزجة بالمرارة يعنى ممكن نقول تراجيكوميدى قادتنى الفكرة لكسرات اخطر خد عندك الانظمة العربية المتخلفة والدكتاتورية بتجهز لينا بكسرات حريفة بديل اسوا منها يعنى بعد عمر طويل بديلم يكون قوى دينية رجعية يتم مغازلتها ومساعدتها فى السيطرة على الاقتصاد والاعلام لاحظ تجربة السادات فى دعم الجماعات الاسلامية وسط الطلاب وفى دعم سىء الذكر نميرى للبنوك الاسلامية وامثلة فى اماكن مختلفة
حاشية الكسرات المشهورة يعقبها شى مفرح مثل كسرةغنا الحقيبة تقود للحن خفيف سريع وكسرة حسن عطية ابوعلى تتوج بهدف لكن كسرات الزمن دا تمحن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معى (Re: mohmmed said ahmed)
|
عشة بنت فاطمة شكرا على الإطراء على البوست. هذا من لطفك، وفضلك. ودمت أيتها العزيزة.
عثمان تراث كيف حالك والجندرية، والعيال، وكل من حولكم؟ فاتني أن أشرك على ترحيبك ببولا. وأعتذر عن تأخيري في تقديم واجب الشكر المستحق.
بشرى الفاضل لم أجد في نفسي ما أعلق به بعد أن فرغت من قراءة مداخلتك، سوى عبارة، (كلام تمام!!). شكرا على المداخلة الممتلئة بالحكمة.يقول شيخنا "باركر بالمر"، وهو كاتب، ومعلم متفرغ يجول على الجامعات، الأمريكة، ويحاضر ويكتب بانتظام، في نقد نظام التعليم الأمريكي، وهو رجل جدوله ممتليء، ومحجوز من قبل الجامعات، على مدار العام. وهو بالمناسبة (لا أدري أي مناسبة)، من طائفة الكويكرز. غير أنه لا ينفك يؤكد على فصل الدين والدولة. يقول هذا الرجل في واحدة من عباراته، في نقد نظام التعليم الأمريكي.: The Americsan educational system dispenses facts at the expense of wisdom. وما من شك أن المعلومة، في أي حقل كانت، لا نفع منها، أن لم تقد إلى الحكمة.
شكرا مستدام وشكرا سعد الدين جبريل على رفع البوست
شكرا منعمشوف، وأرجو أن يساعدك الكمبيوتر، فلا يحرن لك حين تحتاجه. ودخولك يضيء البوست، في أي زمان كان، ولا يعني البكور، أو عدمه شيئا.
شكرا محمد سيد أحمد نعم هذا زمن الفكاهة السوداء، على شاكلة "شر البلية ما يضحك".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معى (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزي النور عبر بولا ونجاة أعرائي حضور هذا البوست الوسيم عبر المودة مما لا شك فيه أن السودانيين ازدادوا نضجاً رغم ما يبدو من عنف وقد ساهمت الطامة الكبرى التي حلت بالبلد في انضاجهم من حيث لم تحتسب فالذين ظلوا بالداخل من القابضين على الجمر صاروا براجماتيك يصلون للهدف السياسي المباشردون مواربة في حربهم على النظام حتى حشروه الآن في ركن قصي والذين شتتتهم (هل هي ثلاث تاءات) الدياسبورا تعلموا حكمة الشعوب وسيعودون حتماً بثمار العالم لبناء الوطن . أحلم بأن يتم البناء بأجندة قليلة منتهية فاينايت . وضمن هذه الاجندة يجب افساح المجال لما يسمى بال Think Tank .فشيوخ الحكمة ممن روى عنهم بولا كثر ويمكن تقديم نوع من البيئة الصالحة لهم كي يجودوا بهذه الحكمة.إعاشة اهلهم وقطع الهرجلة عنهم ومدهم بمساكن مريحة وسيارات وسكرتيرين سخصيين ..المكتبة الفسيحة الواصلة لهمهمات عقول الإنسانية كلها الضاربة في تراثها كله التكنولوجيا التي توصل المعلومة بلمسة السكرتارية العارفة المتعاطفة التي تحول ثمار العقول إلى واقع مكتوب ومرضي عنه من قبل مبدعه من حيث التنفيذ. خذ عندك أشعار نجلاء التوم ومقالاتها الفكرية وأشعار ليلى بنت الدامر وميرفيت ورتل المبدعين الجددالمدهشين من الشباب الم يدهشك تقدم المرأة السودانية الجيدة الشاعرة والمفكرة؟ فضلا عن إبداعات وعطاء الكهول والشيوخ والراحلين الأفذاذ . هل يرضيك تبعثر انتاج خليل فرح والتجاني ومحمد محمد على والمجذوب بل هل يرضيك تنفيذ ما انتجه السودانيون من كتب منذ بدأت صناعة الكتاب في السودان بل هل هناك صناعة كتاب أصلاً في السودان؟أحلم بمؤسسات جديدة دقيقة ومنصفة.والكتابات كمثال فقط مما ذكرت هل هو بعيد تحويلها بمؤسسة كتلك التي أحلم بها وبثلاث لغات إلى عمل رصين. قلت فاينايت أدفع الملايين لخمسمائةمتفرغ .أمنحهم اعلى رواتب في الدولة .ولن يبخلوا عليك كل في تخصصه بكيفية بناء الوطن كله بتسريع فالوطن يحتاج لمدارس مجودة مما جميعه إنشاء ونوعا للمدارس وأستاذا وكتابا مدرسيا ومنهجا وتربية ومواصلات وداخليات ومدرسة لليوم الممتد وأنشطةوفي اسبوع واحد يمكن للمجموعة المختصة بالتربية والتعليم من القسم المذكور من قدامى تربويي بخت الرضا وحكماء السودان والمطلعين على خبرات الشعوب والمفكرين والعارفين أن يصوغوا مرشداً يجعل تنفيذ مؤسسات التعليم واعادة بنائها الأعلى في العالم. اندهش بعض متعلمي اكسفورد الذين جاءوا embeded ضمن رتل المستعمر من أن السودانيين يفهمون النكتة تماماً بمستوى فهم البريطانيين لها. بلى نحن مثلهم تماماً في كل شىء واكثر لكن ساساتنا خلال عقود سطا عليها من تعلمون. ما اريد ان اؤكده هنا هو أنه يمكنك ان تذفع للآلاف بسخاء من أجل تسريع البناء المجود والدقيق في أن ولو انحبست فكرة صحيحةلعقود في راس مفكر واحد بقامة كبار عارفينا الذين ولوا فما الذي يمنع من تحقيقها بواسطة احد تلاميذه. اناوكثيرون من معارفي واقفون على تجربة الاتحاد السوفيتي في جوانبها السلبية ولدينا حكايات تشيب لها الظلمة السوداء . لكننا واقفون على الكثير من الجوانب المضيئة فيهاأيضاً وأنت يانور وكل المهتمين الافذاذمن السودانيين في امريكاوفرنسا وانجلترا وقفون بعيون سودانيةقديمة جديدةعلى تراث الغرب والشرق وأنا واثق من ان هذه الغيون إن اعطيت سلطة تنفيذية فستقوم ببناء الوطن بحقانية وتجويد ورصانة مع التسريع. مالذي يحتاجه الوطن في عقدين اثنين : مدارس ومستشفيات وتجميع قرى وبناء وحدات سكنية ومياه صحية وكهرباء وتجميع حكمة شعوبه وانصاف مظلوميه وسجن جلاديه . وعمل وزارة الثقافة بالمثال الذي أوردته أي ان تقوم المجاميع السودانية الختلفة بالعمل بما أسميه التناغم synergy أي البناء في آن دون إبطاء والشىء الوحيد المقدم في هذا البرنامج هو عمل وحدات درء الكوارث اي تلك الوحدات التي تبني صوامع الغلال كي لا يكون هناك جوع في ستة اشهر وتبني ارصفة الانهر كي لا يكون هناك غرق في ستة أشهر وتنهي الملاريا من خارطة الأمراض السوداينة ورصيفاتها مرض النوم وغيره في ستة اشهر . التسريع هو حلمي الممكن ودور المثقفين الجديد يجب ان يكون فاعلاً لا ناقدافحسب عن طريق ما اسميه بالكتلة وقد ناقشت ذلك في بوست الاخ الخاتم عدلان. وللياس كانيتي الكاتب الحائز على جائزة نوبل كتاب بديع عن الكتلة هو Crowd And Power تخدته منطلقاً لفكرتي عن الكتلة التي ستغير تاريخ بلدنا في حلمي أيضاً وهي كتلة ضغط لاجبار الأحزاب السودانية الغالبة في واقع حالنا على تنفيذ برنامج المثقفين المؤمنين حقاً بالديمقراطية.وسأكتب بتفصيل اكثر. ولبولا الشكر على الامتاع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معى (Re: Bushra Elfadil)
|
اواصل قراءة هذا البوست وبشغف ، ابحث عنه حتى الصفحة التانية ، اتخيل اني افرد لكل مقال فيه ،بوست بذاته ، ما يكتبه بولا يجعلك تغوص في عمق الاشياء ياخذك من الماضي الى المستقبل في امتاع وقبض على الجمر في ان ، مصرع الانسان الممتاز والذي وللاسف لم اطلع عليه ولكن اطمح ان امتلكه ولو من خلال المنبر ، علاقات حقيقية في سرد قيم لنقد الذات الذي يمارسه استاذ الكل ، كلنا صار يطمح لو التقى الاستاذ الانسان عبد الله بولا قطعا لتغير تاريخ الكثيرين منا والى الاحسن ويقفز الى الذهن الدور التربوي المهم والدعم الروحي والنفسي الذي يجده الطالب اذا كان المعلم في اخلاص وانسانية وثقافة بولا ... ولن اضع نقطة ولتكن دعوة لتثمين هذا البوست الفلتة . بشرى الفاضل جميل ان تبعث فينا الحلم ، وهكذا انت دائما تشحذ الخيال وتجمل الواقع ، ما زلت اذكر نظريتك او ظاهرة التلبك اتذكرها ،والصبي الذي تدحرج من اعلى القيف على موس حادة ، ايام كانت ، ما عارفه كانت شنو بس جميلة ، وفعلا ما ذا يريد الوطن اكثر مما ذكرت ؟
Quote: مدارس ومستشفيات وتجميع قرى وبناء وحدات سكنية ومياه صحية وكهرباء وتجميع حكمة شعوبه وانصاف مظلوميه وسجن جلاديه . وعمل وزارة الثقافة بالمثال الذي أوردته أي ان تقوم المجاميع السودانية |
الختلفة تعرف حديثك عن الحلم والثقافة ذكرني ذاك المجتال الذي سرقنا يوما من خلال الحلم ، حلم الفنانين فادعى انه يبيع لهم ارضا مخططة من اجل الكتاب والمثقفين والمسرحيين فتسارعنا لهذه الفكرة ولهذه الجمهورية الخيالية التى فاقت مدينة افلاطون ومن ضمن المحفزات كنت انت يا بشرى مما جعلنا ننشط للموضوع ، ام الخير كمبال ومريم محمد الطيب وتماضر ويحي فضل الله ومعظم ناس كلية الفنون وهاشم بولا كلنا جرينا وراء هذا الحلم قرية من الفنانين والمبدعين ومسرح في الوسط ، ومكتبة ، يا له من حلم جميل وكلنا طبعا دفعنا كم ما بتذكر واعطانا ايصالات والمفارقة ان الحرامي سرق محفظتى وفيها اول راتب قبضتو من الثقافة ولكم حزنت لان وصل الارض خاصتي كان في المحفظة ، وطبعا في ناس عملو لا فتات ،-في سوبا طبعا - تعرف لمن عرفت انو المسالة كانت كلها احتيال اضحكنى هذا المحتال الذي كشف احلامنا حتى ولو سرقها ، ويا ريت تضيف هذه القرية الثقافية لمشروعك . وهل نطمح في ان تفرد بوست تحدثنا فيه عن هذه الكتلة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
استاذي بولا مازلت اقول انك فخر مدينتي التي اصابها ما اصاب الوطن من دمار ولك جزيل الشكر لذكرك حبوبتي زينب بت كلمون فهي كانت مرجعا في الحكاوي وله طريقة سرد عجيبة الأخ بولا ،، اتذكرك وانا صغيرا قبل دخول الأبتدائي واتذكر اخوك علي كان قدامي في الجنوبية ردا علي تساؤلك انا ياني ود ناس حنين وكلمون وعمي علي جعفر صاحب ابو حديد بتاع السينما،، هذة محاولات مني لجرجرتك في الحكي عن شخصيات بربر وزملاء دراستك هناك ،، هاشم حماد كلمون ،، وهاشم خضر وعلي بابكر،، وحسن نوراي وبقية ذلك العقد الفريد واسمحي لي اخي بولا ان تزهو قليلا بك وبمدينتي التي انجبت امثالك ففي هذا الزمن الردئ يقل مثل هكذا اشخاص ،، ولك محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
شكرا ود قاسم، على هذه التَذكرة الرشيدة، والذكرى تنفع العصاة أيضاً. بل ينبغي أن تنفع العصاة في المقام الأول. وأعني بالعصاة هنا "الثوريين"، اللذين رفعني صديقي الصدوق الأستاذ خلف الله عبود إلى مراقيهم الصعبة، فليتني أكون عند حسن ظنه. لاسيما ونحن في زمانٍ كسدت فيه قيمة "الثوريين" أو "أُكسِدت"، إن جاز هذا الصرف، وأصبحت كأنها من العيوب التي ينبغي على المرء أن يتبرأ منها، في سياق سطوة الإيديولوجية الليبرالية الجديدة عبر آلتها الإعلامية الفاتكة، وسطوة عدتها وعتادها من مفاهيم الغش الإيديولوجي المتقن، ولغته المزركشة الأخاذة "السرَّاية" التي "غلَّبت الداواي" على حد تعبير الحردلو، فجعلت دعاة التغيير يستحون من إعلان قيمٍ وصفاتٍ كانوا يباهون بها العالمين. والحق إننا لا نستطيع أن نعفي أنفسنا، نحن دعاة التغيير الاشتراكي، (وأنا ياجماعة الخير اشتراكي علناً كان الناس دي كلها خلت الاشتراكية ما بخليها)، من مسئوليتنا في ما حاق بهذه القيم والصفات، من إضرارٍ وابتذالٍ وقبح، لأن نفراً من "أقطاب" التيار الغالب في أوساطنا، كان على درجة من الخيلاء، ومن غرور النفس الأمارة بالسوء والتقصير في زجرها، بل الامتناع عن زجرها، استحالت معه معاني هذا القيم والصفات إلى موضوعات للفخر والتباهي، لا للمحبة والتآخي والتعاطف مع الآخرين الذين قد نظن أنهم لم يفلوا في اللحاق بقطار "الثورة"، وعن توقير إنسانية آخرين ألقت بهم صروف دروب الرؤيا ودروب الخيار الوعرة المشتَكلِة، في بطن الغول فأصبحوا عنصراً في خلاياه، وعصارات هضمه السامة من غير وعيٍ صميمٍ منهم. (ولست أعمم فلم تعدم ساحتنا ولا تزال لا تعدم قادةً ومفكرين شواهق، من مختلف مواقع دعاوى التغيير الاجتماعي اليسارية لا أريد أن اسميهم هنا خشية العصبية، ودعوني أكني عنهم بالشهيد الرحل على الماحي السخي، السخي بكل ما تحمله كلمة السخاء من معانٍ. ولأنني على "يقين من أنه ليس ممن يكن أن يختلف حول ذلك اثنان منا حول سخائه). هذا وأنا استثني هنا من التعاطف، والتسامح صناع إيديولوجية الغول، ومنفذي برامجها، وحماتها، و"حلفائهم المأجورين والمتطوعين"، على حد تعبير جورج لوكاس، الشهير، الذي هو مع ذلك تعبيرٌ غير موفق في السياق الذي قاله به فيه، فقد صدرت عنه هذه العبارة في حق مفكرٍ هَرَمٍ ومثقفٍ مناضلٍ باسل هو جان ـ بول سارتر (الذي وصفه لوكاتس بأنه من خدام البرجوازية المتطوعين، بينما كان ساتر يقود المظاهرات ليلاً ونهاراً ضد كل صنوف العدوان الإمبريالية الأمريكية والأوروبية. وهذه عينةٌ من صلف "الثوريين" في ذلك الزمان، الذي كان الكثيرون منا فيه على قناعةٍ تامةٍ من انتصار "الثورة الإشتراكية النهــــــائي"). ولست أعني أن خدام الليبرالية الجديدة المأجورين والمتطوعين لا وجود لهم في الواقع، بل لهم من وجودٍ مكين، ومكينٍ جداً في أوساط من يسميهم غيري "مثقفي اليمين الليبرالي الجديد"، وأسميهم أنا "تكنوقراط" صناعة الإيديولجية، أو الإيديولوجيات، لدى الدقة، الليبرالية الجديدة. ومنهم تكنوقراط متخصصين في الفلسفة وعلى درجة عظيمة من فن صناعة المفاهيم "الملولوه". ومنهم تكنوقراط متخصصين في الفلسفة وعلى تمكُّنٍ عظيم من فن صناعة، المفاهيم "الملولوه". على رأسهم في فرنسا، برنار هنري ليفي، وألان فينكيلكرو، وأندريه غلوكسمان. وعمدتهم في أمريكا، كما أسلفت، فرانسيس فوكوياما. (لا أعني أنه عمدة هؤلاء الفرنسيين الثلاثة الأشداء. فهم أقوى وأمكر وأمهر منه بكثير. بل هو عمدة الإيديولوجية الألترا ليبرالية في صيغتها الأمريكية). وهو عمدة بما كونه ليس بحاجةٍ إلى لولواتٍ كثيرة، من مثل تلك التي يضطر إليها إيديولوجيو الليبرالية الجديدة في البلدان ذات التراث الإنسانوي الإشتراكي التليد مثل فرنسا). وأواصل بعد قليل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
العزيز الأستاذ سيف الدين جبريل ، شكراً وألف كتر خيرك على ترحيبك الحميم. أما موضع سَبْق العصر دا كان عفيتني منه يكون كويس (وتعتقد نوّار إننا، نجاة وأنا، ننتمي إلى عصرٍ ولَّى). أنا يا سيدي أفكر كثيراً، صحيح. هذا شغلي الشاغل. أفكر غصباً عني لأنني شقي بهذا العالم، وبعجزي عن الفرح به إلا في أندر ما ندر. وقد صدق النور. فقد جئتُ إلى حنتوب حزيناً ساهماً، وتذوقت فيها نوعاً من الفرح اليافع لبعض الوقت. ولعلني عرفته فيما بعد أيضاً، بين طلابي في كلية الفنون الذين وصفتهم ب"العصاة"، وبين طلابي وأصدقائي في جامعة الخرطوم أيضاً وربما بين نفرٍ من أصدقائي وأحبابي وطلابي في مدينة سبها (ليبيا) عندما كنت أعمل باحثاً بـ "مركز البحوث والدراسات الإفريقية"، وأستاذاً بالجامعة، وما أزال أتذوقه أحياناً قليلةً هنا من وقتٍ لآخر، وعلى وجه الخصوص لدى زياراتي لهولندا وإنجلترا، حيث "يعيش" نفرٌ من الأصدقاء الذين لا أعرف كيف أصفهم من فرط ثقل فضلهم عليّْ. إلا أن صفة السهوم والشجن من ثقل وطء العالم، عادت بعد سنواتٍ من الغياب الوهمي عن شجن العالم وشقاء الإنسان فيه، وجوره أيضاً، لتتبوأ مكانها من حركة نفسي، حركة فكري، إذا جاز لي التعبير، مُكرهاً لا بطل. ولا يعنيني كثيراً أن أسمىَّ "مفكرا"ً أم لا، خليك من عملاق كمان. أفكر لأنني شقيٌ محتارٌ "يضنيني الوجدُ ويقعِدُني ضيقُ الخطو" في عالمٍ بلغ درجةً من سوء الحال وسوء الطوية، وسوء المِراس، ما يجعلني أتشكك أصلاً في ما إذا كان إصلاح اعوجاجه، وإصلاح اعوجاجنا نحن بني الإنسان (من صناع بؤس العالم، ودعاة إصلاحه)، ممكناً أصلاً. ويزداد شقائي وحزني ضغثاً على إباله في كل مرةٍ أرى أو أسمع فيها نفراً مرموقاً من دعاة الحق الأصلاء وهم يعاظلون حقائق الوقائع الأولية وهي "صادحةً في الشوارع مرفوعةً في صياصي الجبل". إلا أنني أسعى بكل ما أملك من طاقة أن لا استجيب لنوازع اليأس والإعتزال، لأساهم بقدر ما أستطيع في رفع كَلْكَلِ مؤسسة الاغتراب الاجتماعي الثقافي والمادي عن صدور المقهورين والبؤساء، وأنا منهم، لا فوقهم ولا أمامهم. (فالاغتراب الثقافي، اغتراب الإنسان المطلق بالأحرى، يبدأ من اللحظة التي يعتقد فيها المر ء بأنه وصيٌّ على الآخرين أو متميزٌ عليهم). وهذا هو لب سلسلة مقالاتي التي حملت عنوان "مصرع الإنسان الممتاز" كما أسلفت. وهي السلسلة التي أتردد في إعادة نشرها لأنني أعتقد اليوم أنها لا ترقى إلى مستوى النشر فقد كانت رؤية كاتبٍ يافعٍ لم يُدرك بعد مدى عمق الاغتراب وتمكُّن الشر من ذات الإنسان الشخصية والاجتماعية. وقد كنتُ انصرفتُ، حتى قُبيل أيامٍ من قرار مساهمتي في البورد، أعني قبلها بسنوات، وقبيلها بأيامَ قليلةٍ، إلى وقفةٍ طويلةٍ أمام نفسي أقاضيها حساباً عسيراً على ما فرطتُ فيه من أمرها، ومن أمر وقوفها، إلى جانب آخرين أشد مني مراساً، في وجه الباطل الطليق، باطل مؤسسات التغريب التي على رأسها مؤسسة الليبرالية الجديدة كما أسلفت، ومؤسسات مناهضيها أيضا، وباطل النفوس وفيها نفسي. ولذا فقد ترددتُ كثيراً في قرار دخول البورد، خشية كلمةٍ مسرفةٍ قد تصدر عني، أو قد أضطر إلى قولها في حق إنسانٍ أو جماعةٍ ما، فيما عدا الجماعة الظالمة، المستعلية، الموحشة، المتوحشة، التي تجثم على صدر حقوقنا وإنسانيتنا، بدعوى إنقاذنا، وأي جماعةٍ أخرى تصدر عن نفس الجذر المبدئي، وإن اختلفت الصورة، مدعيةً أنها تمسك بأعنة الحقيقة الوحيدة الخالدة. ولابد لي من أن أضيف، إن كان "الحق" و"الحقيقة" هما بغيتي وضالتي بالفعل، إن شيئاً من وهم امتلاك الحقيقة المطلقة والمعرفة المطلقة بالمسالك والدروب القويمة موجودٌ في نفوسنا وفي خفايا خواطرنا نحن أيضاً. نحن ضحايا الغول، ومعارضيه، وصانعيه وحَمَلَته. وهذا هو استشكال الأمور الذي يضنيني يا عزيزي سيف الدين، و"يخرج" بي عن سياق الموضوع الرئيسي في كل مرةٍ، ويدفعني إلى تفكير شقيٍ معذبٍ طوال عمري. ولا غرض لي، من وراء هذا الضنى، في "العملقة" وما يتبعها من امتيازاتٍ وألقاب فيما أتوهم. أما موضوع هويتنا فقد يطول الوقوف عنه لو أنني تمكنت من الصمود في البورد. ويبدو أنني سأستمر فيه لفترةٍ طويلةٍ إذا لم تهزمني غوائل الوقت. اللعين ولعلك تجد شذرات تدخل في موضوع الهوية في ردي على ترحيب فاطنة بت الذي سيأتي. شكراً لك على حسن ظنك وإن كنتَ قد أعطيتني ما هو أعلى من قدري بكثير جداً. وهذا مما يجعلني أفزع من احتمال خذلانك كما حدث لغيرك. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
العزيزة عالية عوض الكريم، ألف مرحب، و"حبابك الف". أرجو أن أكون عند حسن ظنك. وينبغي علىَّ أن أقول، للأسف، إنني لست على يقينٍ من ذلك بأية حال. وربما أطلب عفوك إن استخدمتُ بعض ما عبرت به عن حسن ظنك بي لأنفي عن"نفسي" استحقاق حسن الظن الكبير هذا، وما شرفتِني به من صفاتٍ ونعوت عالية، لا أشبهها. أما إحناء القامات فأقولك من هسع سلامة قامتك.
عزيزي أيمن، شكراً لك، أرجو أن أكون في مستوى حرارة ترحيبك بي. وأشكرك أيضاً على ثنائك المستحق على مقدمة النور البهيَّة، مع علمي السابق، الشامل، بأن الرصانة من طبعه ومن طبيعة أسلوبه. وتقديمه لي بهذه الصورة البهيَّة واللغة الباهية، هي بالنسبة لي ورطة حقيقية. وذلك من فرط يقيني بأنها أعلى مما أستحق بكثير، وأوعَرَ مسالك وأعلى قمماً من أن تسعفني ساقاى المذنبتان على تسلقها وعلى الصمود فيها. شكرا شكراً وإلى لقاءٍ آخر. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
مرحب تاني عزيز أسامة وهو ترحيب يأتي في مكانه من ترتيب نصوص الترحيب المشكوك في أمر استحقاقي لها شكاً حقيقياً من جانبي لا تواضعاً، إن لم أكن أتصنعن في مكانٍ ما من مخابئ النفس الأمارة، أو أتوهم. فشكراً لك على ترحيبك بي هنا، وشكراً لك أيضاً "تراحيبك" السابقة، وعلى مساهمتك في خلق المناسبات والأوقات الجميلة العذبة، أوقات الفرح القليلة، كما أسلفت، التي، عرفتها، وأعرفها، من حينٍ لآخر في عمري الشقي الذي قضيته حتى الآن في معافرة الكتابة والفكرة، فأخفقتُ فيها أكثرً مما "أصبت" بمراحل عَدَدا. يا سيدي (يا سِيْدي وليس ياسَيِّدي فالأولى من لغة المحبة والثانية من لغة الهنكرة والاستفزاز وحاشاي أن أستفزك أو اتهنكر عليك)، "مانْ انا" (وهذه من لغة ضواحي بربر وفيها إدغام بين نون الكلمة الأولى وألف الثانية)، "مانْ انا" الذي أسميتُكم الأولاد ابان خرتايات وليس "خراتي"، بل كمال الجزولي والمرحوم الدكتور خالد الكد (وقد كان إنساناً ودوداً وشيقاً بحق). وقد أطلقا عليكما هذه التسمية من فرط حيرتهما في أمر "لماضتكم" ولغتكم "المستغربية" في تلك الفترة (كنايةً عما لحقها من أثر تراجم المغاربة للبنيوية، كما أسلفت في مقدمتي لمجموعة صلاح القصصية). وبالذات لغة أمفريب السليط مقطوع الطاري (وقد كان وما يزال ذهنه مثل مديةٍ حادة). ويا سِيْدي تاني لا تؤاخذني فأنا أقول ذلك على صيغة مدحٍ من عندياتي، لا تقع في "قالب الذم" بل في قالب المودة الطليقة والزبلعة المنتجة. ضاق كمال وخالد من "تلكما" اللغة واللماضة". فأوصياني بالحديث إليكم اعتباراً بصلة قربي من تراث العصاة المشترك بيني وبينكم، وبالتالي القبول الذي قد أجده بين صفوفكم. وقد وجدتُّه بالفعل. فاعتذرتُ، مسبباً اعتذاري بأنني قد ظللتُ طوال عمري حريصاً ومتوخياً مراقبة نفسي وزجرها عن الوقوف في وجه الجديد، و(لا حتى القديم من الإبداع الجليل). وكمال أيضاً على عكس ما قد يتصور الكثيرون الذين أكتفوا من حسم أمرهم من الحكم عليه بسورات غضبه الفاتكة أحياناً، إنسانٌ على قدرٍ ذريعٍ من المحبة والتوقير ولين الجانب وحرارة العاطفة وصدقها. وقد شهدت ذلك منه في مواقف عديدةٍ ورأيته مرأى اليقين. وسوف أحكي شيئاً من ذلك عن كليهما فيما بعد. أشكرك أيضاً على وضوحك في خصوص مآل مركز الدراسات السودانية، إلى مادون ما كنا نصبو إليه (علماً بأنني كنت حسبما كان مفترضاً، ومتوقعاً، ومعلناً عنه في صفحات مجلة المركز، أحد أعضاء هيئته الاستشارية التي لم تُستَشر قط). إلا أنني قد لا أوافقك على وصفه ب"الدكيكين". فهو مساهمةٌ مشرقةٌ في حياتنا الثقافية، كما ظللت أقول رغم الخلاف، تستحق الإشادة فعلا، لا تسامحاً ولا مجاملة، ولا فضلاً مني ولا من أحدٍ غيري. إلا أن الإشادة والتقدير لا يعفيان ولا يغنيان عن النقد. وقد يكون النقد، إذا النفوس اتطايبت، عنصراً في بنية الإشادة نفسها. فالمركز مساهمة فارعة لا ينكرها إلا ظالم. وما أنت بظالم، وألف حاشاك. وأتمنى أن لا أكون أنا ظالماً أيضاً. إلا أن أمر إدارته، وأدائه الطباعي، وشعاراته التأسيسية (التي سُحبت الآن من ظهور أغلفة مطبوعاته، كانت بحاجةٍ إلى إعادة نظر حازمةٍ وطويلة. وقد سميت أنا من جانبي، منهج الصديق حيدر في إدارته ب "One man show". وعشمي كبيرٌ في أن ينصلح أمره مما يلي هذه الوجوه بالتحديد، لا على إطلاق العبارة. وهذا نقدٌ رؤوفٌ ومتعاطفٌ ورقيقٌ وحازمٌ معاً، إذا لم أتوهم. غير أن أصدقائي وأصدقاءك، ربما أصدقاء الصديق العزيز حيدر ابراهيم ومحبية ومعجبيه أيضاً، لا يرغبون في سماعه. وقد وصمني واحدٌ منهم يوم أمس بالإسفاف وتصفية الحسابات، إن أتى ذلك في تعميمٍ وإبهامٍ معممين. ولا حيلة في أمر الله، كما كان يعبر الشيخ أحمد بشير حين يقع في حقه مثل هذا القول من غير تحرٍ. أشكر لك شجاعتك النقدية. إلا أنني ك "شيخٍ" خبِر مزالق التفريط في مقتضى العبارة، إذا سمحتَ لي بهذا الإدعاء الأول والأخير، أدعوك إلى تخفيف الحكم لتثبت للمركز ولحيدر مأثرةً يستحقها، وهو ليس بحاجةٍ في مضمار الدفاع عنها، إلى الإعتداء على حق نقاده في التوقير، وحسن الظن بنواياهم، وإلى جَبِّ أفضال أصحاب المآثر من قبله. هذا نقد مستحق وواجب لأننا على حد عقائد أصدقائنا وأحبابنا في النهضة السياسية والثقافية والإبداعية المبتغاة، نسعى، وليس لنا بدٌ من أن نسعى، إلى تأسيس نقد سديدٍ محكمٍ منصفٍ نافذٍ في لبنياتنا ومؤسساتنا الفكرية والثقافية والسياسية. نقدٌ لا يصوب رماحه إلى الخصم ويعفي الصديق والحليف والذات. (ويا بشرى الفاضل كلامك مجوبك ولي عندك وقفة جرد، أتمنى أن لا تهزمها المحبة الفائضة والشوق المديد). ولهذا يا شيخ أسامة وأنت رجل معانٍ دقيقةٍ وإنسانيةٍ عامرة، وتجربة فريدة المثال في مرارة مهانة وتقليل قيمة وكرامة الإنسان. دحين، تسمح لي أطلب منك يا صديقي أن تعيد النظر في موضوع المناقرة مع الأخت بيان، وارتكاب تبادل جارح القول فيها، وبالأحرى ارتكاب القول المذل للطرفين. وسأقول نفس الشيء للدكتورة بيان عندما يأتي دورها في ترتيب الرد على الترحيب الذي هدَّ كاهلي من جهة شكِّي في استحقاقي أياه. وأنتهز هذه السانحة لأدعو بيان إلى العودة بعد غيابٍ إلى البورد من دون مَوْجَدَةٍ على أسامة، فكلاكما لا يستحق ذلك. شكراً سيدي. وأعذرني أن فرطتُ في ما تستحقه من توقير الرواد من أمثالك. بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: عبد الله بولا)
|
شكرا أخي د. النور على إتيانك بأخينا وأستاذنا المبدع (مما جميعه) عبد الله بولا إلى هذا البورد. فمن المؤكد أن ذلك يمثل نقلة نوعية هائلة في مستوى العمق الفكري ومستوى الحوار في البورد.. نقلة أكاد أشبهها بالقفزة الكبرى من الـ Great Apes إلى الـ Homosapiens إذا ما نظرنا إلى كثير من المداخلات وأساليب الحوار، مع الاعتذار لكثير من المبدعين والجادين والمهذبين والموضوعيين الآخرين أيضا.. ومعذرة أستاذ بولا على تأخير ترحيبي بك، فما كان ذلك إلا لنفس العبودية العصرية التي شكوت أنت منها.. والأنكى أن العبودية هنا لمنظمة عالمية أوكلت إليها مهمة العدل وحماية حقوق الإنسان في الأرض..ولكن غلبت عليها إرادة وفلسفة "الإنسان الأخير".."الأخ الأكبر الجديد".."THE NEW BIG BROTHER"...وهذا وصف ورد ذات مرة في صحيفة واشنطن بوست مؤسسا، وليس من عندي..فيا ويلنا..حاميها في كل مكان حراميها... كنت أنتظر ساعة صفاء أطلع فيها "برواقة" على جميع كلماتك العميقة الرصينة التي تنقل الإنسان من عالم إلى عالم آخر، وعلى جميع المداخلات الرصينة التي أنتجت مع تعقيباتك حتى الآن كتابا قيما يستحق النشر إلى جانب إسهاماتك الأخرى. ولكن ساعة الصفاء تلك لم تأت، ولا أظنها ستأتي في وقت قريب.. ومن أجمل ما في هذا "البوست" بالنسبة لي أن جمع بينك وبين النور وبشرى في "جلسة" إلكترونية واحدة.. أذكر أيام حنتوب مثل البارحة..صداقتي لبشرى، وتعرفي على النور عند "عم شاحوتة" مع صديقنا محمد على نوح.. وتجربتي الشعرية البائسة التي وجدت منك ومجموعة من الشباب "الديمقراطيين" حفاوة وتقديرا كبيرين..ثم كادت توردني موارد الهلاك.. وأذكر لقاءنا في باريس في صيف سنة 1981، وحينها كنت تنفق معي الساعات الطوال في مكابدتي لإعداد مقدمة بالفرنسية عن الفكرة الجمهورية..وأخونا يونس الأمين يضيق ذرعا في انتظار فراغك من تلك "الشغلانية"..ما زالت تلك المقدمة مخطوطة، بعد أن وضع عليها صديقنا الأب هنري كودريه بعض لمساته. ولكني ما زلت أعتقد أنها في حاجة إلى أن أبعثها إليك مرة أخرى عسى أن تخرج منها مادة ذات فائدة..إذا سمحت لك ظروف العبودية الباريسية.. وأتمنى أن تجد مقالتك التي أشار إليها الأخ النور، المنشورة في مجلة رواق عن فكر الأستاذ محمود، طريقها إلى النشر في هذا البورد.. أو أحصل عليها بأي وسيلة أخرى.. مع استمتاعي بهذا الحوار الرائع وتعلمي منه كثيرا..أراك تجهد نفسك وأنت على ديدنك القديم من الاهتمام والتوقير والتقدير والخدمة لكل قاصديك..وأنت الآن، إلى جانب عبودية العمل، في حالة "قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير".. ونحن الذين وراءك قد شخنا يا شيخنا.. فهون عليك أستاذ بولا..إني أشفق عليك من هذه الملاحقات لجميع ما يرد من الأخوة الكرام.. لعل معظمهم ينعم بقدر من الوقت والطاقة والصحة، مما لا تنعم به ، وقطعا لا أنعم به.. وأرجو أن تكتفي، إذا اتفق لك التعقيب على كلماتي هذه، بعبارة واحدة.. فإنك في عذر مني مديد.. وآمل أن يتحقق ما تطرقنا إليه في آخر مرة التقينا فيها في باريس.. بأن تزور أنت ونجاة والبنيات نيويورك، ويومها ستجد لنا الوقت الكافي.. طبت وطابت أيامك ونجاة والبنيات..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: haneena)
|
فاتنى الكتير لكنى اقلب الصفحات واقرأها بشغف وليت ساعات اليوم يمكن مطها لهذا الانهمار المختلف
مرحب بدكتور بولا رجل فى قامة العلماء تواضع ينبغى ان يتعلم منه بعض كتابنا فى مؤتمر الثقافة والتنمية التقيته، وكنت مشاركة بورقه فى هذا المؤتمر كان دوما مايحكينى ايوب عنه باندهاش، تمنيت ان التقيه وها قد حدث، فى شقتنا التى استأجرنها فى رابعة العدوية تجمع بعض الشباب المهموميين بالثقافة، والتفوا حول د. بولا، كنت اتمنى ان اجالسهم جتى نهاية الحوار الذى استمر قرابة الصبح لولا ان واصل كان صغيرا لم يتجاوز نصف العام
رأيته يستمع لهم بخشوع، يناقشهم ند بند ودون ان يتكبر عليهم ولعمرى هذه احدى صفات العلماء فى غمرة النقاشات لم ينسى ان يحرضنى باخاء بان اجلس وبانهم سيجهزون عشاءهم، كان الوحيد من مجموعة قاربت العشرة من المبدعين دخل المطبخ وكأنما اراد بقولته وسلوكه هذا ان ينفى حالات التناقض التى يعيشها مثقفينا وتيقنت ان المثقف الحقيقى هو الذى يهتم بابسط التفاصيل الانسانية، ربما لايزكر د. بولا هذه التفاصيل ولكنى احفظها كحالة نادرة احكيها كلما تحان الفرصه وكنت قد حكيت عنه لفنان تشكيلى نمساوى وتمنيت ان يأتينا فى النمسا لتفاخر به جاليتنا الافريقيه بفيينا وليت تتحقق هذه الامنية
شكرا لدكتور النور لهذا التمييز وليستمر الحوار، فهو نشيد الحرية الهادر
اشراقه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
وها أنذا أعود يا بت فاطنة من لأواصل من نقطةٍ عجيبة. فالجملة الأولى في الفقرة أدناه، كان من المفترض أن تكون خاتمة الخطاب. إلا أن أسلوب الاحتشاد "الحكوي" غلبني فاستطردت بعد "الخاتمة" المفترضة, رأيت أن أترك الأمر على ما هو على منوال الاستطراد والفلاش باك الروائيين كما ترين. فإلى ذاك.
شكراً وشوقا لكِ بت فاطنة وبت المبارك. وتحياتي لبيرق "وَلْ عمي" البجاوي الأمرأري. وأنا لا استند في ذلك على الرواية التي تقول بأن الكواهله بجا صُرُف لا عرب ولا ألله قال (ولهذا القول دلالات عميقة في "لاوعي الاستعلاء" كما سنرى لاحقاً). وممن قال به المؤرخ الدكتور حاج حمد محمد خير، لاغياً بجرة قلمٍ واحدةٍ حاسمة اجتهادات نسَّابة الكواهلة، من موقع الاستهانة الأفندوية، وعدم اعتبارها المطلق لحقيقةٍ ممكنةٍ تأتي من مؤسسة "المشافهة"، وهي في أصلها "مؤسسة التوثيق الشفاهي"، وتسميتها ب"المشافهة" (حافَّة كدي)، إنما هي من صنوف زراية الأفندية بها أيضاً! وقد انتقده عبدالله على ابرهيم ولامه ونهاه عن هذه الزراية بالنسَّابة القبليين "الشفاهيين"، والقول بأن اجتهاداتهم في تحقيق أشجار النسب تخلو من أية صفةٍ توثيقيةٍ تستحق الاحترام والوقوف عندها بوقار وتوقير. بل قال جهرةً إنها لا تخلو من حقيقيةٍ، بل وحقائق. ولام المؤرخين والأنثروبولوجيين الأفندويين، على اتباعهم الأعمى لبعض مناهج الزراية "الغربية" ب "أعمال"، نعم أعمال، النسابة والمؤرخين "الشفاهيين" (ومنهج الاستهانة هذا ليس "مناهج غربية"، على إطلاق العبارة، بل هو عنصرٌ من عناصر بنيةٍ إيديولوجية كولونيالية قديمة وجديدة. وأمر الفرز والتمييز فيها شديد التعقيد). فأوصيك يابت عشة تقولي لي عجب الفيا، لغاية ما يجي دوره في ردود الترحيب "من يالي"، (أي "من جانبي" وهذه من تصريفاتي، بناءً على نهج المغاربة في صرف النسبة، ونحن ناس بربر نقول من تالاي)، تقولي ليه قال ليك بولا يا خي ليتك تكف عن الخوض العجول، أعني عن الأحكام العجولة، والقاطعة، في سيرة هذا العالِم الفذ الجبار الشديع، عبدالله ودعلى ود ابراهيم ود جمال بت احمد، العالِمة "الوتِيقَة" (الوتيق من البناء هو الراسخ الشديد بلغة بربر)، من غير علمٍ أكيدٍ بسيرته السامقة المشتكلة، المستعصية، على كل صنوف التسرع، والإرتجال والتبسيط، مهما استعان المرء عليها بمظاهر اعتبار لتعقيدها وجلالها، لا أصل لها في واقع تحرَّيه ونصه). وعبد المنعم كما عرفته أهلٌ لتراجعٍ جليلٍ عن هذه المنهجية. نسَّابة الكواهلة، وهم على تنوُّعٍ كبيرٍ واختلاف في وجهات النظر، يتفقون على أصل جدودهم العربي القح. ولا سبيل (وربما لا معنى) للإطالة في ذلك هنا. وفي تقديري أن "قحاحتهم" هذه موضع نظر، من كلا زاويتي قيمتها الإنسانية، والواقعية التاريخية. فكون المرء عربياً أم لا، لا يزيد ولا يُنقص من قيمته شيئاً في نظري (وفي نظر كثيرين غيري، حتى من "أقحاح العرب الحقيقيين"). هذه واحدة. وهي الأساس. والثانية أن "القحاحة" أي "صفاء" الأصل العرقي لا وجود له في نظري، وفي نظر العديد من علماء الأنثروبولوجيا، والبيولوجيا والفلسفة والثقافة، إلخ... لا وجود له، إلا و"ربما"، في جيوبٍ معزولةٍ، (لا بيدها بل بيد عمرو الكولونيالي)، عن بقية سكان "البسيطة" (وما هي ببسيطة). وحتى "قحاحة" هؤلاء هذه فيها اليوم ألف قول وألف نظر. وعلى افتراض أن مقولة النقاء العرقي، التي نُعنى منها هنا بقحاحة العرب، وبالتالي قحاحة أهلنا الكواهلة وغيرهم من عرب بادية السودان، وقحاحة عرب العالم أجمع، حتى، في جزيرتهم، صحيحةً كل الصحة، فما قيمتها، على المستوى النظري الفكري الإنساني، وما قيمتها على المستوى العملي في مضمار التفاخر بالأنساب بالذات، إن جاز أصلاً؟ ما الذي يمكن للمرء أن يفخر به اليوم من وقائع الواقع الاجتماعي والثقافي، وحتى الإقتصادي إن شئنا، للعرب ال"أقحاح"؟ ماذا سوى "عار الدكاكين الأرائك والفرندات المضاءة/ ومجالس الفَحش الذليل وجثة الأنثى وأسعار البذاءة"؟ هذا على استثناءٍ كبيرٍ ومستحق وواجبٍ، لمقاومة الفلسطينيين الباسقة ولمقاومة نفرٍ عزيزٍ من المثقفين والمبدعين العرب العصاة الأشداء، وقطاعٍ لا تنبغي الاستهانة به من المناضلين العرب في مختلف مؤسسات المجتمع المدني المناهضة لواقع البؤس والفحش السياسي و"الثقافي" المزري، واقع بؤس وفحش "التنمية" البشرية التي وضع تقرير الأمم المتحدة، في خصوصها، "الوطن العربي"، في ذيل قائمة بلدان العالم. وهو الواقع الذي علقت عليه الدكتورة مها (نسيت باقي الاسم وستجدونه في التعديل لا حقا، أو العارفو يقول)، نائبة الأمين العام للشرق الأوسط، ورئيسة مكتب التنمية البشرية في العالم العربي، بأنه "وضعٌ" يأتي في مؤخرة الركب الدولي، وتتجاوزه "حتى" (وتشديد حتى هذا من عندي وهو من الأهمية الدلالية بمكانٍ مكين في "طبائع الإستعلاء")، بلدان إفريقيا السوداء!! وقد قالت ذلك في تبيان "مهانة العرب" ومستوى "التردي الذي انحدروا إليه". وقد ظل الحاضرون من "العرب" يكررون هذه اللازمة في وصف المهانة التي لحقت بجنسهم "القُح". وقد كانت الدكتورة مها، فيما عدا ذلك منصفةً وحازمةً في نقد أوضاع التنمية البشرية في العالم العربي، وفي تحميل "أنظمته" المناهضة للديمقراطية، مسئولية ذلك التردي "الكاملة"! ولم تقصِّر الدكتورة في شيء من واجب النقد المستحق لهذه الأنظمة، "فيما عدا"، لمرةٍ أخرى، "نسيانها" لِكونها كانت، لزمن غير قصير، نائبة رئيس الوزراء الأردني! ولم تجرؤْ، وهي في هذا المنصب "المسئول"، على قول كلمةٍ واحدةٍ عن زراية أوضاع التنمية البشرية الناجمة عن غياب الديمقراطية الحقيقية في بلادها، خليك من الوطن العربي! ولو أنها فعلت لما كان لها أن تعشم في ذلك "المنصب" ولا حتى في "منصبها" الجديد بالمنظمة الدولية "الكريمة" [مع التكنوقراط الذين "يجرؤون" على هذا الصنف وحده من النقد المجوبك [يقروا سطر ويفطُّوا سطر!]. من فوق هذه المبادئ، أتحدث عن نسَّابة الكواهلة ضمن مبحثٍ قديمٍ في جملة مناهج النسَّابة "المشافهين" في بلادنا وزراية "الباحثين" الأفندويين بهم، وضمن مبحثٍ أقدم وأكبر منه في مشكلات التوثيق، ومشكلات الهوية (بدءً من مفهومها نفسه)، ومشكلات المعرفة بمصادر تكويننا الثقافي والعرقي والإنساني، ومصادرِ مصادِرِه،. إذاً يا بت عشة، بيرق "ولْ عماً لَي" : "من حيث إنو"، الكواهلة، مما يلينا نحن كواهلة البطانة، لا على إطلاق أنسابهم، و"تلاقحاتهم" (ودي مهمة جداً في استشكال مبحث الهوية يا بت عشه، ويا صديقي الجديد سيف الدين جبريل)، حتى في مستواه "العرقي" "البسيط". وهذا الإطلاق التبسيطي، هو الذي جرت به عادة نفر كبير من المتحدثين "الأفندويين"، في أمر الهوية، الذين حصروا تعقيداته في مستواه المتعلق بالتلاقح العرقي في "عرب وأفارقة". وحصروا صفة "أفارقة" في "الزنوج"، دون انتباهٍ أو مبالاةٍ بحقيقةٍ بديهية وأولوية في التعريف هي أن اسمَ العَلَم "إفريقيا" اسم قارة وليس اسم أمة، وهو اسم نوعٌ وليس اسم جنسٍ بلغة المناطقة. ونسوا وتناسوا إن هذه القارة تشمل البربر والأمازيق والقبط والمور، و أجناس ما أنزل الله بها من نسبةٍ في الزنوجية، وإن أنزل بأقليات منها نسبةً هي نتيجة تلاقحٍ مركب ومعقد "ما هو بربر وزنوج بس مثلاً). ثم هي تشمل البجا والنوبيين والأثيوبيين والصوماليين ممن (يسميهم علماء الأنثروبولوجيا أحفاد إنسان ال Oldway، "الحاميين" إلخ. وفي كل هذا نظرٌ متواصل. ومن طرائف التصنيفات الإيديولوجية لأحفاد إنسان الOldway الإفريقي، الذين لا يميزهم أحياناً عن "الهندو ـ أوروبيين" سوى اللون (وفيهم من لا يميزه حتى اللون والشعر عن الهنود)، أقول من طرائف الإيديولوجيا حين تخالط التصنيف العلمي، أن نفراً من الأنثروبولوجيين سموا هؤلاء القوم من أجناس شرق إفريقيا، ب "البيض ذوي البشرة السوداء"! وقد نسي "باحثونا" الأفندويون، في غمرة "بحثهم" العجول عن مخرجٍ من استشكالات الهوية بضربةٍ قاضيةٍ واحدة، أو غفلوا، عن أن الزنوج خشوم بيوت، في التكوين العرقي، و"خشوم مذاهب" في الثقافة والأديان والبنيات والخيارات الإجتماعية والحضارية. يا شيخ عبد المنعم خاف الله فينا، فلم يضيعنا غير تبسيط ناس عبد الحي وود المكي في ريعان شبابهم المعرفي. ففي خصوص تفسير "وَلْ عمي الأمرأري" بيرق، وهو بيرقاً "على رأسِهِ نارُ" من فرط سماحة نفسه في ظاهرها وسريرتها، يزعم نسابتنا، وعمدتهم خالي ابراهيم ود حبيب الله، أن الأمرأر، والكميلاب، قَبيلٌ من الكواهلة، ناسبوا البجا وفضلوا البقاء بينهم، واتخذوا التبداوي لساناً لهم (وقد لا يرضى الأمرأر بهذه النسبة). إلا أن ابراهيم نفسه، هو نسابةٌ وموثِّقٌ، يحصحص له الحق "زَغَمْ لَي معلومة تحتانية يؤكد فيها أن الكواهلة على إطلاقهم أحفاد بجاويات". وبعضٌ منهم بجا صُرف انضموا إلى هذا الفرع أو ذاك من أبناء خؤولتهم في لجة الحزازات البين الفروع والبيوت القبلية. وقد وجدت نفسي وجها لوجه مع حقيقة هذا لنفر من الكوهلة البجا، عندما، كنت في انتظار قدوم يعقوب ابن أخته شمس الدين، فلما وصلا محطة البص القادم من المطار، وهي تقع في وسط باريس، إذا بي أما بجاويين لا سبيل لعَينِPortraitiste مدرَّبٍ مثلي، لأن تخطئهما، ولعل ذلك من مفاجآت الدورات الوراثية التي جعلت بكري ود حماد(الأخضر الغامق) وأخته سعاد بت حماد ود كَلَمون ، ذات اللون الخُمري (الجنن المرحوم التاج مصطف) صديقة شقيقتي آمنة بت احمد ود الحَرَم (يا حْنين)، ينجبان "قبيلةً" من الأطفال الشُقر الإسكندنافيين. (وهذه قصةٌ مدهشة، بل مذهلة جداً، من بدائع التكوين العرقي لسكان (باب الريف) بربر العتيقة (حتشرتك معاي في روايتها ياحُنين)، وحنين من جناح ناس كلمون "الخضرِ الجلاعيدِ". والعبارة من شعر حسان بن ثابت في بني "جهم". هذا على خلاف أن في مكونات "الهوية" (وأنا أفضل عبارة "الهويات السودانية" وبعد دا عني كلام كتير في المفهوم نفسه)، فيها تُرُك، وسركس، ويونان وشوام و"صين" (بربر فيها "صين" من سكان البلد "الأصليين" منذ بداية العشرينيات)، ممن لا يدخلون في صفة الأفارقة والعرب، وممن قدموا مساهماتٍ كبيرة وأساسية أحيانا في بناء الإطار الثقافي الشامل في السودان بكل تنوعاته. (فهناك نتائج مبحثٍ في التطريز قامت به الأخت الأستاذة التشكيلية "بقيع"، عن التطريز في السودان، ونصحتُها حين استشارتني في أمره بزيارة بربر، قبل أن نُبتلى بفقد المكتبات الإلكترونية "الشفاهية"، فتوصلت إلى أن الحاجتين كومنان وسندغان، وهما أول امرأتين تدخلان السودان، الحديث على الأقل، ضمن أسرةٍ صينية كبيرة، هما في أصل جنس فن التطريز الذي يُسمى "القُطبة" في السودان. والقُطبة بالفعل فن من فنون التطريز للصينيين فيه بدائع ومهارات تذهل العقل. قد هُيئ لي أن أشاهد عواضه بت سندغان وهي تطرز "القُطبة"، في زيارةٍ لدارها مع أمي، فسحرتني تراكيبها ومهارتها أيما سحر. وقد كُنت في حوالي السابعة أو الثامنة من عمري. ولعل ذلك ترك أثره في منهج أدائي التشكيلي المبكر من جانبه المتعلق بالدقة والحرفية اللتان تحدث عنهما النور، قبل أن تصرفني غواية الكتابة والفلسفة عن التشكيل، انصرافاً لم يعد يسمح لي بادعاء الانتماء إلى هذا القبيل من المبدعين، بصورةٍ كُلِّية. وتروي زينب بت بشير، ومؤيدوها من "نسابة المرغماب"، من خشم بيت "اولاد اب زمام البركبوا اللشقَرْ"، على حد قول شغبة فيهم، إنه، عندما وقعت العركة بين المرغماب والبطاحين، وكان جيش البطاحين بقيادة ابن أختها "برير" (ابوه بطحاني ودي شربكة تاني في الهوية واحترام الآخر)، إلى جانب أبناء عمومته من فرسان العركشاب "الغُرْ"، الذين مدحت شغبة نفسها خصالهم القتالية (بي شكراً ما فيه زيادة موية يا ولدي ـ وهذه عبارة حوش العاشم بت فضل الساتر عن شغبة)، حين قالت : تبَ العركشاب وكتين يلوكوا المُر يرتبوا لَلكتال متْل الكِبَاش الغر لونُنْ لصفو زي دهب الجُمار الحُر ويدَّعكو على الصف الدِِمِيهُ تخُرْ
شوفي يابت فاطنة هذه الشاكلة من الاعتداد بالمخالف، بالخصم، في سياق ذلك الزمان الذي كانت شرعة الاستيلاء على السلطة والثروة فيه "قَلِع عديل"، من غير "بيانٍ أول"، أو إيديولجيةٍِ تغالي في الغش وفي الإستهانة بحقوق الغير، حتى تسمي نفسها "الإنقاذ"!! ومن غير حاجةٍ لشرائع ودساتير لتبرير وتسويق، الإستيلاء، واللغف، والتعالي وقلة الحياء المتمثلَين في ادعاء معرفة مصلحة المواطنين بأفضل منهم، وإنقاذهم غصباً عنهم وغصباً عن خياراتهم، أعني الديمقراطية، التي عبر مواطنونا عن سعادتهم بها وحرصهم عليها، بدرجةٍ كانت مثار إعجاب العالم بأسره، بتسجيلهم نسبة مشاركة في التصويت بلغت في انتخابات عام 1986، التي ألغاها انقلاب الترابي ـ البشير بجرة بندقية، 86% (إذا لم تخُني الذاكرة)، باستثناء قطاعٍ كبير من الجنوب لم تُجر فيه الانتخابات للأسباب المعروفة. وهذا يا بت المبارك ما كان من أمر زعمي وسلبطتي في البجا عبر بيرق. فقد أردت أن أبين منه وجوهاً من تعقيدات سؤال الهوية في بلدٍ بلغ فيه استعصاؤها شأواً شديد البعد. وأنا أتعشم أن تساهم هذه الملاحظات المرتجلة، في رسم بعض ملامح إشكالية (بالمعنى الفلسفي والمصطلح المنهجي للكلمة)، هذا المبحث الوعر، الذي طالما ابتذله الأفندويون، والمتسيدون من كل صنفٍ، في مساعيهم قصيرة النظر والنفس والخطو، إلى الاستيلاء السلطة بمعانيها الثقافية والسياسية والمعرفية إلخ. ويا ستي بيرق خلِّي وأخي وتاج رأسي أيضاً، وهي رأسٌ تيجانها كثيرةٌ رأسٌ تقصرُ عن مقام البهاء هذا. وربما عدتُ مرةً أخرى لاستكمال سيرة النساء البواسل في مشهد التاريخ الذكوري لا من باب العصامية، بل من باب الجدارة الواسع البهِي، ومن باب احترام الخلاف والاختلاف. وأحصنَ أبوابه في التاريخ، وأحكمها إغلاقاً باب الخلاف والاختلاف بين المرأة والرجل : باب جور مؤسسة الرجال على إنسانية النساء "المي دايرالا رفع ضو"، يا عشة بت فاطنة ام ضواً باين. محبتي كلها. بـولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
عزيزتي الجندرية، مرحب بيك انتي، و"القَامة ليك"، عاد تشبهي بنات الهادي ود بت اب كيف جنس شبه!! وأمهن فاطنة بت "اُمحَدْ احمد" ود عمر ود القريش. و"اُمحَدْ احمد هي الطريقة التي كانت تنطق بها صويحباتي الراحالات من نساء التماسيح، وهم بيتُ المعارضة في مملكة الميرفاب، اسم "محمد احمد"، الذائع والرمزي في السودان. واسم التماسيح من جدهم على ود تمساح رمز المقاومة "الشهير المنسي" ببربر للإحتلال التركي وحلفائه المحليين في المدينة، وقد قُتل صلباً وتعذيباً. (والتماسيح أنصار لا يسمعون في المهدي لومة لائم يا عويس عبر مداخلة الجندرية). ولا تقف شجاعتهم عند العنصر الذكوري يا جندرية، بل فيهم من قديم الزمان جندريات شديدات المراس. منهن جدتي لأبي، الحرم بت طلحة التي حرَّمت شرعة الرق في بيتها، كما ذكرتُ في مكانٍ آخر، قبل تحريم الإنجليز الإيديولوجي المغرض لها. وقد لفت نظري فيما بعد إن تحرر وبسالة سليلات على ود تمساح وتفتح أذهان أحفاده في شأن "الجَنَدره"، لم يكن أمراً عادياً كما كنت أتصور في صباي، بل كان سبقاً تاريخيٌ فريداً. وبنات الهادي ود "بت اب كيف" البشبهنك، ولا سيما كبراهن "إيمان" ربما أستطيع أن أقول إنهن سليلات جندرية من الطراز الأول في مراقي الحرية والإبداع مما جميعو، الشاعرة فاطنة بت اب كيف، بت أحمد ود طلحة ود على ود امْحُمَد ود اب سِويكت ود القريش، الذي قالت فيه جدتها، بت سويكت، تصف بسالته في مقاومة الترك "الخيل روَّقن مرق اب سويكت راسن"... الخ. جزيل شكري لك. وتسلم قامتك. وربما عدت إذا أسعفني الوقت والمروَّه. بـولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
مرحب حبابك سلامات شايل سحابك فاهطل لينا علماومعرفه *** واهلي في الصعيد يقولون ابا موسي متين جيتا من الغربة سلام عليك جيتن جيت افيكوما واخيرا يا الله الاستاذ/ عبدالله بولا بيننا ننهل منه انها لعمري الفرصة التي بحثنا عنها بين المكتبات و فراشة الكتب بحثا مضني عن انتاج هذا العالم الهميم عبدالله بولا الذي حرمنا منه الوضع السياسي الخانق ... لقد كانت معرفتنا به كجيل من خلال مقاله الشهير (شجرة نسب الغول ) الذي حفظناه من شدة اعجابنا به و بما كتب و اصبح مرجعيتنا في نقاش الهوية والثقافات في السودان , وما زلنا ننتظر منك الكثير ... لقد سمعنا عن جهنم ولكننا لم نتحصل عليها , ونريد ان نسمع الكثير منك فهل لنا بذلك ليت الاستاذ ابحر لنا قليلا في سودانوية الاستاذ احمد الطيب زين العابدين و مدرسة الواحد و ابادماك و الكثير من القضايا التي ننتظر و جهت نظر استاذنا الجليل بولا فيها لا ن استاذي الترحيب بجلال مقدمك لن يقف والكل يحمل لك حبا بقدر سوداننا الحبيب فحيا علي البداية.. وعزرا ان اجلسناك طويلا امام الكيبورد .. لكنه قدرك ان تكون عبد الله بولا الاستاذ و نحن التلاميذ ونحن كراساتنا جاهزة و مجلده يا ستاذ.
لك الود والاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
|