رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا

رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا


04-08-2004, 06:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=499&msg=1545154323&rn=0


Post: #1
Title: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-08-2004, 06:59 AM

عبد الله أحمد بشير، الذي أشتهر بـ (عبد الله بولا)، تخرج من كلية الفنون الجميلة، قبيل نهاية عقد الستينات، من القرن الماضي، وقدم، مباشرة،إلى حنتوب الثانوية، معلماً للفنون، فأحدث فيها إنقلابا، معرفيا، وتعليميا، وثقافيا، غير مسبوق. قلب عبد الله بولا، لحظة أن وصل إلى حنتوب، مفهوم علاقة الطالب بأستاذه. أقبل عليه البعض، بشغف شديد، وشخصي واحد منهم، وسخر منه البعض الآخر، وبقيت الأكثرية على السياج، تراقب ذلك الأمر العجاب.

بوصوله، نزلت صورة الأستاذ، من برجها العاجي، وانمحت المسافة الفاصلة، المصنوعة من مادة الخوف على المكانة، والإحساس بالأهمية، وبالوضعية الخاصة، وبالتميز. انمحت في حالته كل تلك الإعتبارات التي ظلت تحفظ المسافة، الزائفة، الثابتة، بين الأستاذ، وتلاميذه. فجأة أصبح الأستاذ، أخا أكبر لتلميذه، ورفيقا لسفره، وشريكا أصيلا، في هم المعرفة، وفي آلام مخاضات السيرورة، والتكوين، وعونا مستمرا، على السير، في وحشة الدروب، المشتجرة، الملتبسة. ومثلما قال الراحل علي المك، إنه عاش "عصر عبد العزيز داؤد"، فإن جيلنا في حنتوب الثانوية، قد حُظي، في نهاية الستينات، بشهود، وعيش "عصر عبد الله بولا".

مثًل عبد الله بولا برنامجاً تعليمياً، ومنهجاً دراسياً، حياً، موازياً للمنهج الدراسي الحكومي العقيم، الذي لا يستجيب، ولو قليلا، لجوع الروح، والعقل. وكما قال بشرى الفاضل، جئنا إلى حنتوب، من قرى ريف الجزيرة، أغرارا، أقرب ما نكون إلى خلو الوفاض، من حيث التحصيل المعرفي. جئنا بشذرات متفرقات من المعارف المحدودة، مما وصلنا عن طريق معلمينا، في المدارس الوسطى. شذرات كان قوامها، الإنشاء، والتدبيج الخطابي، جرى انتخابها من أعمال المازني، والمنفلوطي، والعقاد، إضافة إلى بعض أعمال طه حسين الهامشية، وأشعار البارودي، والرصافي، وشوقي، وحافظ، وجماعة المهجر، وقصص جرجي زيدان، وقليلا من القص الكلاسيكي الإنجليزي، ممثلا في النسخ المختصرة، من روايات شارلس ديكنز، وجورج أورويل، ورصفائهم. وحين التقينا بعبد الله بولا، انداحت دائرة وعينا كثيرا، فقد انفتحنا، عن طريقه، على آفاق المعرفة الإنسانية في فضائها الأكثر رحابة. كان المنهج المدرسي، لا يقوم على أقرار صريح، بأن المعرفة تتقدم. ولذلك فقد ظل سجينا لصورة ماضوية. وأصبحت الحداثة، بكل ما تعني، واقعة، تقريبا، خارج أسوار ذلك المنهج، الساكن. حتى الحداثة التي مثلها، في وقت مبكر جدا، كل من التجاني، يوسف بشير، ومعاوية محمد نور، ومحمد محمد علي، وحمزة الملك طمبل، منذ عشرينات القرن الماضي، ظلت هي الأخرى، خارج اسوار ذلك المنهج الدراسي!! فالمنهج الدراسي قد كان مصريا،ً أولا، وأخيرا!!

أما الفكر الفلسفي، وعلم النفس، ونظريات الحكم، والإقتصاد، فقد كانت، كلها، خارج ما يتعرض له المنهج المدرسي!! ولكن حُسن طالعنا، جاءنا بعبد الله بولا، الذي أتانا بالمنهج، الحداثي، الموازي، الذي كنا نحتاجه. إذ بين عبد الله بولا، والسر مكي أبو زيد، إنفتحت مسالكنا على السياب، والبياتي، وصلاح عبد الصبور، وأحمد عبد المعطي حجازي، وغيرهم. وأيضا على أدب المقاومة الفلسطينية (درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد، وغسان كنفاني، وغيرهم). كما انفتحنا على الماركسية، ونقد اليسار الجديد، وعلى سارتر، وفرويد، ويونغ، وإيريك فروم، وغيرهم.

تحول بولا في سنوات قليلة من أستاذ إلى صديق عمر، ورفيق درب، رغم فارق السن بيننا. معه زرنا أهله في مدينة بربر. ومعه وقفنا على أطلال (المخيرف) وأمجاده الغاربة. ورأينا بعيني بولا، ـ وهو المسكون بأمجاد بربر القديمة، حين كانت حاضرة مزدهرة ـ رأينا، بعينيه، شاعرها الكبير، ود الفراش، وهو ينظر إليها بعين محب مدنف، عبر الضفة الغربية لنهر النيل، وهو يردد:

بشوف بربر بشوف جوخها وحريرا
وبشوف الميدنة القَبَلْ الجزيرة

كما زار معنا بولا، حلة حمد الترابي، وجلس مع أبي في الحوش، ساعات طويلة. وظل أبي يحدثه، في غير ملل، عن قصص أجداده الصالحين، إذ وجد أبي فيه، مستمعا نادرا. ولم يعهد أبي مستمعين يهتمون بجنس قصصه، من قبيلة الأفندية، لابسي البناطيل. وقد كان أبي حاكيا من الطراز الأول. وهو ممن تستحلب عيون السامع الغارق في الإستماع، مخيلته، وذاكرته، استحلابا. أصبح بولا، صديقا لأبي، ولكثير من أهلنا الذين ظلوا يسألون عنه، لسنوات وسنوات، حتى ابتعلتنا كلنا المهاجر، نهاية الأمر.

في خرطوم بداية السبعينات وحين كان اليسار متلفعا أزهى حلل النرجسية العلمانية، التبسيطية، المتعالية على التراث الديني، كان عبد الله بولا، حاضرا مثابرا في ندوات الخميس، التي كان يعقدها الأستاذ محمود محمد طه، بداره، في المهدية، الحارة الأولى. كان بولا هناك، حين لم يكن حضور تلك الندوات يتعدى العشرين شخصا، على الأكثر. وقد اثرى بولا تلك الندوات، بثقافته الواسعة، مما لفت نظر الأستاذ محمود محمد طه، فأخذ إهتمام الأستاذ محمود يتزايد، منذ تلكم الأيام، وبشكل ملحوظ جدا، بالفنانين التشكيليين، وبكلية الفنون. وحين كتب بولا، بعد سنوات طويلة، في مجلة (رواق عربي)، عن فكر الأستاذ محمود محمد طه، جاءت كتابته، محلقة في سماوات، لم يطلها أحد غيره. وأقول، بدون أدنى تردد، أن مقال بولا ذاك، قد كان أفضل ما كُتب عن الأستاذ محمود محمد طه، على الإطلاق. ولا تداني ذلك المقال في معرفة قدر الأستاذ محمود، وفهم منهجه التجديدي، وفي جودة الكتابة نفسها، كل كتابة أخرى، عالجت ذلك الشأن. بما في ذلك، كل ما كتبه الجمهوريون أنفسهم، عن الأستاذ محمود.

أثرى بولا الملاحق الثقافية في الصحافة السودانية، في السبعينات، بكتاباته النقدية، الجريئة، خاصة نقده لمدرسة الخرطوم. وكانت من ثم، مسلسلته الشيقة، التي اختار لها، إسم: (مصرع الإنسان الممتاز). وفي تقديري أن عبد الله بولا، قد وضع أصبعه، في وقت مبكر جدا، على مسارب، ومرتكزات فكرة ما بعد الحداثة، قبل أن تصبح تلك الفكرة، (ثيمةً)، رائجةً، ومنتشرةً، في الأوساط الأكاديمية، العالمية. ولا غرو، أن إلتف حول بولا طلائع البنائيين، في السودان، ممن أسماهم هو: ("الأولاد أبَّان خراتي"، نسبة لكونهم قد تميزوا بحمل خرتايات على كتوفهم، في تلك الأيام). وقد شهدت المحافل الثقافية، في الخرطوم، وقتها، الكثير من المجادلات، عن البنائية، وعن كل ما تعلق بها.

لقد طال تقديمي لبولا، ويقيني أن كثيرين، ممن تتلمذوا عليه، لديهم الكثير مما يمكن أن يضيفوه هنا. فقد مثل بولا نسلا جديدا من المعلمين، وفتحا جديدا في مسار التعليم. غير أنني لا أجد مناصا، من شد لجام قلمي، والوقوف هنا. وأختم قولي، بأنه يسعدني جدا، أني لقيت شرف تقديم عبد الله بولا إليكم. فتقديمي له، ليس سوى بعض دين في عنقي، أرده إليه. فهو أستاذي، وصديقي، ورفيق دربي، في تيه المعرفة. كما هو، أيضا، رفيق الإستجمام، في واحات ذلك التيه، القليلة، والمتباعدة.

إنه الآن بين ظهرانيكم، فرحبوا به، والشكر لكم جميعا، مقدما.

Post: #2
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: سارة منصور
Date: 04-08-2004, 07:06 AM
Parent: #1

مرحب بيك اخونا عبدالله في دار السودانيين العامرة

نتمني لك اقامة طيبة بيننا.

Post: #3
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: elsharief
Date: 04-08-2004, 07:08 AM
Parent: #1



الف مرحب بالناقد والفنان عبدالله بولا


Post: #4
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فرح
Date: 04-08-2004, 07:21 AM
Parent: #1

هلا بالاستاذ عبد الله بولا والدار دار
هلاااااااااااااااا

Post: #303
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: ismat.abdelrahman
Date: 06-30-2004, 10:54 PM
Parent: #4

ا لا ستا ذ عبد ا للة بو لا ا حد ا لققم ا لسامقا ت من بلا د ى و فى بلا د ى و تنمدد ت لتطا ل ا لمهجر ..و لعل ذ كر ا لحدا ثة د ا ئما مر بو طا بة ..ففى دو ا ئر ة ا لكثير و فى ا خا ديد فكر ة و ذ ا كر تة ا لمثير و ا لمفيد و نحن نشكر ا للة ا لعلى ا لقد ير ا لذ ى جعلنا نقتسم مع ا لا ستا ذ بو لا عمر ز ما ن و ا حد

Post: #5
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: kh_abboud
Date: 04-08-2004, 07:28 AM
Parent: #1

ألف مرحب وألف مرحب وألف مرحب بالصديق القديم والفنان الشامل
والمجدد والثائر فى هدوء، عبد الله بولا ....... كان أستاذا منحازا لطالب العلم المستضعف أمام أصنام المعرفة التقليدية ...لم يكن يهمه شىء أو يشغله شىء عن البحث والبحث والبحث عن الحق والحقيقة ...
حاكمه الجاهلون ووقف ضد ثورته كلاب الدنيا ... فلم يفلحوا ...
بل وقف وحده أمام الاعاصير ، أمينا للعلم والفن والحق ... لم يترك النور شيئا لنزيد عليه ...
فقدناه طويلا ... هاجر فى بلاد الضباب .. . وهاجرنا نحن إلى صحراء العرب ... بعض تلاميذه مازالوا بالسودان ...
والشكر على تقديم الأخ د.النور له والشكر للأخت نجاة على تشجيعه على الإشتراك فى المنبر الحر ... وهو المنبر الخليق بأن ننتظر فيه مساهماته الخصبة ....


Post: #6
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: garjah
Date: 04-08-2004, 07:53 AM
Parent: #5

مشكور الدكتور النور

ان قدمت لنا هذا العملاق

اتشرف باني واحد من تلامذته ....واشهد مثلك بانه كان صديقا للجميع فكل منا كان يحس بان استاذ بولا هو صديقه المقرب

مرحبا بك في هذا المنبر الحر لنستفيد من علمك الغزير


ولك التحايا واطيب الامنيات

Post: #7
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: TahaElham
Date: 04-08-2004, 07:54 AM
Parent: #1

كنت اسمع عن الدكتور خلال الثمانينات من الاصدقاء و رفاق الدرب الاشقياء . علق في ذاكرتي كصورة بهية لفنان و مربي و مثقف سوداني مميز . و التقيته عام 1999 بالقاهرة متحدثا في ندوة الثقافة و التنمية التي ادارها مركز الدراسات السودانية . حيث كنت ضيفا علي الصديق و النسيب الحبيب الاستاذ محمد عبد الخالق . و كان لي شرف التجول مع الدكتور عبدالله بولا بمعية الهام و الاخ محمد و ثلة من الاصدقاء بين دار الاوبرا و محطة المترو في الطريق الي حلمية الزيتون كانت ايام عظيمة و رغم الاحزان المترتبة علي علي عصر الاستبداد. تسامرنا و غنينا و اطربنا حضور العظام كالاستاذ الدكتور حسن موسي و ياسر عرمان و يحي فضل الله و ايوب و اشراقة و الصغير حينها واصل طفل الذكريات الجميلة . كانت القاهرة بهية بحضورهم و حضور ود الجاك و عادل رز و طارق و اخرين . مرحبا بالدكتور عبداله بولا هنا بيته الاخضر الجميل و شكرا لمن يهدوننا الزهور و الرياحين و النسيم في هجيرة المنفي القاسية.
طه حعفر و الهام عبد الخالق
يرحبان بالدكتور بولا اكبر ترحيب
ويشكرون الاستاذ النور حمد اجزل الشكر
علي هذه الهدية

Post: #8
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-08-2004, 08:07 AM
Parent: #7

الأعزاء:
سارة منصور
قرجة
خلف الله عبود
فرح
الشريف
طه جعفر وإلهام عبد الخالق.
لكم الشكر أجمعين.
ونأمل أنت ينضم إلينا حسن موسى قريبا.

Post: #9
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: yumna guta
Date: 04-08-2004, 08:12 AM
Parent: #8

مرحب استاذ عبدالله بولا فى المنبر الحر

Post: #12
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: kh_abboud
Date: 04-08-2004, 08:28 AM
Parent: #9



للذكرى ...هذه صورةحديثة لأحد تلاميذه الذين أشار إليهم د. النور ، محمود عمر...
يعمل الآن بالسودان ... وشكرا للفنان التشكيلى أحمد الشريف على إلتقاط الصورة وإرسالها لى



والأخرى للصديق عبد الله من تلاميذه وأصدقائه ( فى الطريق)
الأخ د.النور هل كنت ستتعرف على الصور بعد كل هذه السنين إن لم اذكر الاسماء ؟ وأرجو أن أرى إنطباع الأخ د. عبد الله بولا
هذا البوست مؤقت حتى يطّلع الأخوين بولا والنور عل صورة زميل دربهما ... وكذلك الصورة التالية للأستاذ عبد الله ( أبسفّة ) ... ومعذرة (للباندوث) يابكرى أبوبكر

Post: #10
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 04-08-2004, 08:24 AM
Parent: #8

ألف مرحب بالاستاذ عبد الله بولا بين تلاميذه الحقيقيين والافتراضيين.

الأخ الدكتور النور حمد .. شوقتنا (أو شوقتني) لمعرفة المزيد عن الأستاذ عبد الله بولا .. لأني لا أعرف عنه الكثير .. ولم أقرأ له غير مقدمة كتاب صلاح الزين .. وبعض السجال الذي دار على صفحات جريدة الخرطوم القاهرية. في تقديمك للأستاذ عبد الله بولا .. كنت أبحث عن إشارة لمؤلفاته .. لكوني لست ممن حظوا بالتتلمذ على يديه .. كما يعنيني أكثر انتاج من نعتقد في سعة علمه. فهل أستاذنا أيضاً لا يختلف عن خجولي علماء السودان أم لديه مؤلفات يمكننا البحث عنها؟

ولك الشكر يا دكتور النور. أعجبني وصف "أبّان خراتي" .. ونرجو أن يتمكن الأستاذ عبد الله من الإدلاء بشيء من التقييم لمنجزات "الأولاد أبان خراتي".

مرحب مرة أخرى

Post: #11
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-08-2004, 08:25 AM
Parent: #1

شكرا للأخ النور على تقديم بولا لهذا المنبر بهذا المقال الملحمي.. وتحية للأخ الأستاذ عبد الله أحمد البشير..

لقد قفزت إلى ذهني أغنية العطبراوي
أيها الناس نحن من نفر عمّروا الأرض حيثما قطنوا

والقومة ليك يا وطن.. ولا يفوتني هنا أن أشيد بدعوة السيد كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة التي أطلقها بشأن دار فور.. ونحن أيضا نصرخ للمجتمع الدولي عساه يرى ما حل بأبناء السودان نتيجة تحكم فئة ضالة جاهلة مغرورة متكبرة بأمور الحكم والثروة فيه.. آآآآآخ..

Post: #13
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Saifeldin Gibreel
Date: 04-08-2004, 08:51 AM
Parent: #11

مرحب بالمفكر وصاحب الأشراقات الفكرية السابقة لعصرها ونتمنى أن يتحفنابما لديه من أراء وخاصة فى ما يتعلق بهويتنا السودأنية وللدكتور عبدأللة بولأ صولأت وجولأت و مدينة باريس تشهد له بذلك وكم كنانتحلق حول ندوأته الفكرية خاصة مايتعلق فيها بالنقد الشفاف لجمهرة من روأد الحقل الأدبي فى السودأن وهو صاحب مدرسة فكرية كل من يستمع له يذدأد قناعة بعظمة هذا الأنسان فمرحبآ بالدكتور عبداللة بولأ وتحياتنا لكل أهل باريس تلك المدينة لساحرة.

Post: #14
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Alia awadelkareem
Date: 04-08-2004, 08:53 AM
Parent: #11

الف مرحب بالفنان والناقد والكاتب
عبد اللة بولا
ومليون سلاموعصفورة بزفة الينا
فهو اضافة حقيقية يفتقدها هذا الوطن
فنحنيها الهامات لقدومة
وحمي الالهة كل ثروات بلادي القومية
مع خالص حبي

Post: #15
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: ودقاسم
Date: 04-08-2004, 08:53 AM
Parent: #1

أهلا بك أستاذي عبد الله بولا ، وفي فترة كنا نسميه بيكاسو ، حين أتانا في حنتوب بما حدثكم عنه د. النور ،، ما كنت قريبا من عبدالله بولا في تلك الفترة مثل قرب النور أو بشرى ، وهما أكبر مني ، وقد كنت مترددا تجاه اليسار ، لكن كان هو الأقرب إلى وجداني ، لكن يا النور كان المرحوم محمد بشير المر ( وهو ابن قريتي معتوق )، قد سبق عبد الله بولا في تحطيم الحاجز الوهمي بين الأستاذ والطالب بمدرسة حنتوب ، وقد كان للأستاذ محمد عبد العال أيضا دور كبير ، والأستاذ السر مكي ، وأعقبه على هاوس ماسترية داخلية الزبير الصديق الأستاذ عبد العظيم خلف الله .. كانوا لنا كلهم أصدقاء أكثر من أنهم أساتذة بالمعنى الذي يفهمه الناس عن الأستاذ في تلك الفترة ،، وبالرغم من بعدي النسبي عن عبد الله بولا إلا أنني أقر أنه ترك فيّ اثرا عميقا ، وقد حببنا هؤلاء الأساتذة في دراسة الفنون ولو كنا بذلنا مجهودا أكبر لكنا اضفنا إلى أسمائنا لقب فنان ، وأذكر من دفعتي ومن الفنانين الذين تم تطويرهم في تلك الفترة الفنان حسان علي أحمد ، وهو دفعتي ،، وكان الزميل هاشم محمد صالح أيضا من تلاميذ عبد الله بولا المقربين ، وأتصور أن هذه العلاقة هي التي فتحت لهاشم آفاقا عراضا في الفكر وفي الفن ،،
منذ فترة طويلة وأنا أتلقف كتابات عبد الله بولا في الصحف والمجلات ، وآمل أن أقرأ له هنا بمستوى أكبر ..

Post: #16
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: kh_abboud
Date: 04-08-2004, 09:18 AM
Parent: #15


الأخ الصديق عبد اللة

مهداة للأخوان د. عبد الله بولا ود. النور .

Post: #17
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-08-2004, 09:45 AM
Parent: #16

شكرا يمنى قوتة

شكرا عبود على تثبيت الصور. لم أر محمود عمر منذ الثمانينات.
وقد سرني كثيرا أن أراه الآن.

شكرا شانتير
النشر في العالم العربي صعب كما تعلم. فجودة الكتابة، ربما لا تكفي وحدها ليصبح الكاتب منتشرا. وكثيرا ما يدفع الكتاب لينشروا اعمالهم في العالم العربي. ومع ذلك فعبد الله بولا قد نشر في الصحف، وفي الدرويات، كما شارك بأوراق كثيرة، وأبحاث كثيرة، في عديد المؤتمرات. أرجو أن يجد فرصة جمع انتاجه، في المكان الذي يليق به في عالم الكتب.

شكرا ياسر الشريف

شكرا سيف الدين جبريل

شكرا علي عو ض الكريم

شكرا ود قاسم، على الذكريات الحنتوبية. كنت أخال أنكم كنتم وراءنا كثيرا.
في خيط أبادماك، الذي تحدثت فيه باستفاضة، عن تجربة طلائع الهدهد، أشرت إلى أستاذنا، الراحل المقيم، محمد بشير المر، وأيضا إلى أساتذتنا الأفاضل، محمد عبد العال مراد، والسر مكي ابوزيد، وعبد العظيم خلف الله، وذلك في نفس السياق الذي تفضلت انت بالإشارة إليه. وذلك أنهم كسروا الحواجز التقليدية بين المعلم والتلميذ. وفي نيتي الكتابة عن كل واحد واحد من هؤلاء المعلمين العظام.

من تلامذة بولا، القريبين منه، بالإضافة إلى القاص بشرى الفاضل، وهاشم محمد صالح ، وشخصي، فهناك ايضا، عبد العظيم جمال الدين (الحوش). والمرحوم، دفع الله حامد (قرية الولي)، ومحمد علي إبراهيم (نوح) (قرية الصداقة). والمسرحيين، أمثال صديق الماحي (الحلاج)، وحسن فحل محمد دفع الله، ومحمد يوسف احمد المصطفى (ود يوسف)(صراصر). والموسيقيين مثل مضوي الطيب بانقا (وادي شعير)، وبابكر بلة موسى (صراصر). والفاضل المبارك (حلة مصطفى)، وأحمد إدريس خليفة (تندلتي). وهناك من أعضاء طلائع الهدهد، وعوض محمود (الدويم) والراحل، أحمد البشير الماحي (طيبة الشيخ عبد الباقي)، وقد اضاع الزمن من ذاكرتي آخرين، بطبيعة الحال.

Post: #18
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: aymen
Date: 04-08-2004, 09:57 AM
Parent: #17

نرحب بالاستاذ عبد الله بولا في المنبر
و بصراحة يا اخ د. النور، هذا التقديم يعتبر اكثر ما قرأت رصانة في الفترة القليقة السابقة

Post: #569
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 10-11-2004, 11:00 AM
Parent: #17

النور العزيز ..
سلام من عصام عبد الحفيظ ..
وصلت البورد أخيرا جدا , وأرحب متأخرا جدا بالعزيز " بولا " ..

.................
سأكون شاكرا في حال حصولي على بريده الخاص الذي فقدته في هجير
الخرطوم..

عصام

Post: #19
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-08-2004, 10:03 AM
Parent: #1

مرحبا بالصديق عبدالله بولا والذي سمانا "الاولاد ابان خرتايات" حين

تحدث عن مكابداتنا النقدية في ذلك الزمان الباذخ

ونامل ان يشاركنا في "خيط التناص" والذي في معظمه يستند على

الثقافة الفرنسية والروسية

مرحبا مرة اخرى

المشاء

Post: #22
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-08-2004, 10:39 AM
Parent: #19

عبدالله بولا جلست معه ليس كثيرا رغم صداقة القبيلة ولكن في كل مرة اجالس فيها هذا العملاق احس اني اعيش لحظات حقيقية من العمر ، نظرات ثاقبة ومتعطشة الى كل المعارف ياخدك من فكرة الى اخرى ومن عالم الى اخر دون ان تشعر بالملل ، موسوعة، يكلمك في الفن وعلم الجمال و المجتمع والسياسة وثقافة اولاد العرب والشعوب ،ويستمع اليك في غير تعالي ويشعرك وكانه ياخذ المعلومة منك وهو الواسع المعطاء وهو المفكر الفيلسوف ، لكم نحن سعدا ان نستمع اليك ونستفيد ايها الجميل فنحن نحتاج لمن يعلمنا فن الحوار واحترام الاخر فمرحباومرحبا ايها الانسان .

Post: #20
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 04-08-2004, 10:23 AM
Parent: #1

الأخ العزيز النور
وكل الأعزاء الذين استقبلوا عبد الله بولا بالترحاب.
أنقل إليكم اعتذاره الشديد عن عدم تمكنه من الرد عليكم حالياً. ففي اللحظة التي اقترب فيها من الكي بورد وجد نفسه مضطراً للذهاب لاستقبال الصديق عادل راسخ القادم من استراليا في زيارة خاطفة لباريس.
بالطبع لا يمكنني أن أرد نيابةً عنه، وأترك الأمر لمستضيفه.

نجاة

Post: #21
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الجندرية
Date: 04-08-2004, 10:29 AM
Parent: #1

مرحب بالقامة
نحن من جيل حرمته الغربة من التعرف على بولا عن قرب ، حتى جهنم لم نستطع لها سبيلا
لكن لازال صدى كلماته في تلك المحاضرة اليتيمة التي حضرتها له
منتصف الثمانينات بكلية الطب .. ترن داخلي

شكراً د . النور

Post: #23
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elwaid Osman
Date: 04-08-2004, 11:29 AM
Parent: #1

اول و آخر لقاء لنا كان في باريس 1997حينها تعارفنا باطينيا كنا نتجاذب اطراف الحديث الي أن يسرقنا الوقت حينها كنت عضوا في مجموعة عقد الجلاد. وكان عبد الله يبحث عن شخص في المجموعه يحمل له وصايا من شخص ما ولكنه لايعرف من هو بالتحديد. وعندما بدأنا نتحاور حول بعض القضايا العامه وتلاقت وجهات النظر في الكثير منها عندها قال لي الفنان عبد الله انت بالتحديد الشخص الذي ابحث عنه لا اعرف لماذا؟ وكانت فرصه جيده للتعارف وتواعدنا بالتواصل لكن زمن الغربه كان بالمرصاد وهاهو الآن يعطيبنا الفرصه بانضمام الفنان الفيلسوف عبد الله بولا صاحب المقال العبقري(في كون أن الغول لم يهبط علينا من السماء) الذي اعتبره مرجعالفهم كثير من قضايانا الشائكه.لك التحيه وحسن المقام.استاذنا الكبير عبد الله بولا.

وليد يوسف

Post: #25
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Osman Hamid
Date: 04-08-2004, 12:06 PM
Parent: #23

شكراً استاذ النور للمرة الثانيّة...
بالأمس نجاة واليوم بولا,,, وشكراً علي ذلك التقديم المرهف, الذى سقته عن بولا, وبولا بالطبع, يمكنه أن يشكرك علي طريقته, ولكنا أيضاً, نستطيع أن نستمتع ونحتفي بهذا التقديم الذي يستحقه بولا, وأكثر.
كنت أتابع كتاباتك_ استاذ النور_ منذ وقت مبكر, وفي مواقع مختلفة, هنا بالبورد وأيضاً في جهنم, وقد شدّتي تلك العلاقة الجمالية الخفيّة, بين كتابات بولا وكتاباتك, من حيث العناية في إختيار المفردة, وصناعة الجملة, وبناء الفكرة ووضوحها. لذلك فقد سألت بولا ذات مهاتفة ما, معه................هل أنتم زملاء دراسة,؟ انت وأستاذ النور حمد؟ فضحك بولا علي طريقته المحببة والساخرة تلك, وقال لي:
Quote: "النور ده طالي في حنتوب ياخي....."


مع فائق مودتي وحبي ,
ومرحباً جزيلاً ببولا,
ونتمنى أن يلحق بسرعة, بوست التناص, كما أشار أسامة ليقدم مساهماته المتميزة.
عذراً نجاة وبولا,,, هل وصلتكم, رسالتي علي بريدكم الإلكتروني اليوم؟
عثمان حامد

Post: #24
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: almohndis
Date: 04-08-2004, 12:01 PM
Parent: #1

مرحب استاذنا
عبدالله بولا

Post: #26
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: esam gabralla
Date: 04-08-2004, 12:23 PM
Parent: #1

شكرآ د. النور..و مرحب بولا
اتمنى ان لا يكون اصابك دائي المحركه و الكسل كما اسماهما بشرى...او التهمك الركض خلف لقمة العيش
مراحب تانيه

Post: #28
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: khider
Date: 04-08-2004, 12:36 PM
Parent: #26

نرحب و نص و سبعة باستاذي و صديقي و قريبي ومفخرة اهلي و خير متحدث عن تاريخ بربر الثقافي و حاجات كتيرة كدة .. بولا .. بركة الجيت بركة الجيت
طارق

Post: #27
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elmosley
Date: 04-08-2004, 12:36 PM
Parent: #1

العزيز د النور
مرحبا بهذا الانسان المرهف
واخر عهدي به في القاهرة
وكانت تنظم ايامها ندوات عن تجارب الفنانين
السودانيين تحديدا وردي والراحل مصطفي سيد احمد وشخصي
واذكر جيدا موقفه الرائع من ان معظم الذين تحدثوا عن تجربة
الراحل كانو يتحدثون عن النصوص الشعرية
فانبري قائلا مصطفي موسيقار ومغني ونريد ان نسمع ونتحدث ايضا في هذا الجانب
وكان ذلك في حضور الراحل ثم طلب مني التحدث عن التجربة وقد كان
ثم عدنا ثلاثتنا الي عمارة النصر ميدان الجيزة
حيث كنا نتجاور في السكن شخصي والراحل المقيم
الف الف مرحب يادكتور وكراعك خدره تب
وشكرا د النور

Post: #29
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: خالد العبيد
Date: 04-08-2004, 12:58 PM
Parent: #1

العزي النور
لك تحيات الورد
شكرا لمصافحتنا بالاستاذ بولا
وبولا زرته في الثمانينات وانا يادوب متخرج من المرحلة الثانوية برفقة صديقي العجوز محمد مصطفى الامين الناقد السينمائي وذلك في شقته بامتداد ناصر وانا اسكن هنالك ! واذكر هذه الزيارة جيدا بكل تفاصيلها ، شاي المغربية وونسة جميلة مع الاستاذ بولا ورفقيته دربه وكنت يوم ذلك في منتهى الفرحة والاندهاش به .
ولكم الحب جميعا

Post: #30
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: unixo
Date: 04-08-2004, 01:59 PM
Parent: #1


دكتور النور
مرحب بصديقك د. بولا ونتمنى له اقامة طيبة فى هذا
الحوش .
سؤال خارج الموضوع .. هل ما سطرته انت عن د.بولا
بعيد عن ( استاذ النور ) الذى عرفته الفيحـاء..
لك استاذ النور كل الاحترام .. ومرحبا مرة ثانية
د. بــولا
يونكســـــو

Post: #31
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: zumrawi
Date: 04-08-2004, 02:47 PM
Parent: #1

الف مرحبتين بالناقد والفنان
الاستاذ عبدالله بولا

Post: #32
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: سجيمان
Date: 04-08-2004, 02:52 PM
Parent: #31


اهلا وسهلا بعبد الله وحبابك عشرة





Quote: الف مرحبتين بالناقد والفنان
الاستاذ عبدالله بولا

زمراوي غايتو انا تارني مباريك وما معروف التبقى عليّ شنو؟

Post: #33
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: صديق الموج
Date: 04-08-2004, 03:13 PM
Parent: #1

مرحب (بالمبدعين )عبد الله بولا ولقد اذداد المنبر طولا حتى

اشفقت ان لا نبلغه..وموضع السجده فى الشكر لك انت د.النور

على كل هذا الجمال،،،،،

Post: #34
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-08-2004, 03:21 PM
Parent: #1

أحبائي مصابيح الدجي يا إخوتي في الجرح،
أتمنى في مفتتح الكلام أن تتقبلوا اعتذاري عن التأخير. وقد أخبرتكم نجاة، مشكورةً، عن طارئ وصول الصديق عادل راسخ، من استراليا، وما استلزمه ذلك من واجب خروجي لاستقباله. وقد استأذنته في العودة لأقرأ كلمات ترحيبكم بشخصي الضعيف فعلاً، بالمعنيين الجسدي والعاطفي، وأشد حالات ضعفي تكون أمام الأصدقاء والأحباب. واسمحوا لي أن ابدأ هذا الدخول الخاطف (خاطف لأنني سأخرج مرةً أخرى لألتقي بعادل في وسط باريس، بعد أن عهِدتُ به إلى صديقٍ مشترك ليعتني به إلى حين انضمامي إليهما). أقول اسمحوا لي بأن أبدأ هذا الدخول بشكرٍ واعتذارٍ واجبين للأخ المهندس البارع بكري أبو بكر ولابني وابن أخي محمد قسم الباري مصطفى : فقد نشر المنبر في عام 2002 أنباءَ بدعوتي (مع الصديق صلاح الزين) للإنضمام للمنبر وآزره بكري مؤازرةً حارةً في ذلك. وهاتفني محمدٌ فوافقت. فسارع إلى نشر نبأ موافقتي بفرحٍ عظيم. إلا أنني لم أفِ بوعدي لأسباب عديدة ذات صلةٍ بالشقاء الذي أعيشه فيما يتصل بالوقت : فأنا أتعرض في هذا الخصوص لانتهاكات لا يمكن تصورها، سأوضحها في مناسبةٍ أخرى. إلا أن من ضمن الأسباب الرئيسية أيضاً علاقتي في ذلك الوقت بالإنترنيت وتصوري للمنبر، فقد كان ذلك يبدو لي من الأمور التي تنتمي إلى فصيلة السحر. ولم أتصور أنني سوف أستطيع تعلم صنعة استعماله في يومٍ من الأيام، إلى أن تكرمت بت أمحُمد كما أسميها، وبنياتها النيرات بتعليمي ومساعدتي في اكتشاف أن أسحار الكمبيوتر تقوم أساساً على سهولة الإستعمال وإلا لفسد أمره وآل إلى البطلان المبين. وقبل ما يقل عن الشهر وقعت بمحض الصدفة، عندما كنت أتجول في الإنترنيت بحثاً عن بعض كتاباتي (التي تنشر جزافاً في الصحف، ويلحق بها تشويه كبير)، على صفحة من البورد تحتوي على دعوة بكري ومحمد، فـ "خنقتني العبرة" على حد تعبير معلماتي وصويحباتي من نساء بربر، عند يتعرضن لحدثٍ جليلٍ يزلزل خواطرهن. ومن يومها بدت لي فكرة الإنضمام إلى المنبر سائغة، تكفيراً عن هذه الملامة الكبيرة. ثم جاءت دعوة النور لتسد أمامي كل طرق الرجعة. وأرجو أن تتقبلوا مني الآن شكراً مجملاً إلى حين تفرغي بعد سفر عادل ظهر الغد، لشكركم واحداً وحداً. بولا

Post: #35
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-08-2004, 04:49 PM
Parent: #34

شكرا أيمن، وسرني وصفك للتقديم. ليتني أملك ما هو أكثر من مجرد الكلمات، لأنثره احتفاء بمقدم بولا.
شِكرا أسامة الخواض، (صاحب أكبر الخراتي). وآمل مثلك أن يدخل بولا معمعة التناص.
شكرا بنت رفاعة، عشة بنت فاطمة. لم أكن أعرف صلتك ببربر.
شكرا الجندرية. ربنا يجمع شملنا جميعا، لنعرف بعضنا بعضا أكثر، وعن كثب.
شكرا الوليد عثمان.
شكرا عثمان حامد. وشكرا على تشبية ما أكتب بما يكتب بولا.
شكرا المهندس.
شكرا عصام جبر الله.
شكرا خضر. جميل أن أعرف أنك من عشيرة بولا.
شكرا الموصلي. لم أعرف أنه كانت لكم صولات وجولات مع بولا في القاهرة. شكرا على الإضاءة.
شكرايونكسو. كل ما جرى مني كمعلم في خورطقت، كان صدى واستلهاما لتجربتي كطالب لبولا، في حنتوب.
شكرا زمراوي.
شكرا سجيمان.
شكرا صديق الموج، وهذا من لطفك، أخي.

Post: #36
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Hussein Mallasi
Date: 04-08-2004, 04:50 PM
Parent: #34

مرحبا يا استاذ بولا و نتمنى ان يطيب لك المقام و تجد من الوقت متسعا لتثرى لنا المنبر

و اود في لخمة الاستقبال و الترحيب دي ان اسألك عن سر شهرتكم باسم بولا و متى اطلق عليكم اول

مرة و هل هو لقب شخصي ام موروث لانه في الحقيقة قد لفت نظري زمان قبل ان اقرأ لكم في الصحف

السيارة, و تسلم لكم بت امحمّد و بنياتكم النيرات .... و لابد لهن ان يكن نيرات .....

شكرا يا دكتور النور و انت تقدم لنا منارات طالما سمعنا عنها سابقا و لم نكن نتصور ان تتاح

لنا الفرصة للتواصل المباشر معها ....

Post: #38
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: خالد عويس
Date: 04-08-2004, 05:11 PM
Parent: #36

من دون ريب أو مبالغة يتطرق إليها شك أستطيع الزعم بأن الأستاذ عبدالله بولا الذي نعم بالتتلمذ على يديه د.النور حمد وآخرون لحق بهم تاليا الصديق اسامة الخواض و"الاولاد أبان خرتايات" وفات علينا ذلك الزمان، هو واحد من الشخصيات التي أشتغلت في مجال الفكر والثقافة في السودان بهم وجهد كبيرين. وطالما أنني في مقام التلميذ هنا ، ولا زلت أنظر إلى جهود بولا الحثيثة بكثير من الاعجاب ، فإن شهادتي في هذا الرجل تظل مجروحة. الغريب أن ما ذكره د. النور هو ما لمسته بعد سنوات على تتلمذ د.النور ، من خلال قراءتي بولا ، فهو ، في كل ما يكتبه عميق ومستشكف الدروب الجديدة المفضية إلى مفاهيم أكثر اتساعا وشمولية بإعتبار أن الاشتغال على مسألة راهنة يستدعي مزج علوم مختلفة ومعارف متباينة ومتقاطعة لاجلائها ليس على الطريقة القديمة بالنظر إلى الأشياء من زاوية واحدة، وانما بفحصها ودراستها معمقا بإخضاعها لجل المعارف الحديثة.
عفوا فقد ثرثرت كثيرا ، لكن حضور الاستاذ بولا هنا يشكل لي مناسبة كبيرة وليتنا نستطيع الاحتفاء بمفكرينا بما يليق بهم وبمثابرتهم وكدهم حتى لو اختلفنا معهم. من هذا الباب اسمح لي استاذي بأن أهنيء نفسي بأنك موجود معنا في سودانيز اون لاين .

Post: #37
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: kamalabas
Date: 04-08-2004, 04:59 PM
Parent: #1

مرحبا بالمبدع عبد الله بولا بيننا في المنبر
كمال عباس

Post: #39
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Abdel Aati
Date: 04-08-2004, 05:50 PM
Parent: #37

مرحبا بالاستاذ عبدالله بولا؛
معلم الاجيال ..
اضافة حقيقية للبورد.

عادل

Post: #41
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tanash
Date: 04-08-2004, 06:51 PM
Parent: #37

د. النور .. انى لأغبطك - من الغبطة - .. لحصولك على فرصة التعلم على يد معلم فى قامة "عبد الله بولا". و قد كشفت مقدمتك الرائعة عن جوانب كانت خافية علينا عن هذا الأستاذ الذى تعلمنا منه الكثير من اليسير من ما وقع فى أيدينا من انتاجه الثر. و ما يؤلم أن كتابات "بولا" بقدر كرمها المعرفى عصية المنال. لقد كلفنى شغفى و حرصى بمتابعة مقالات رده على د. "حيدر ابراهيم على" مالا و جهدا مضنيا, .. اذ كنت آتى مسرعا قاطعا "الفيافى!" من أجل الحصول على عدد "الخرطوم", .. فقد كان هذا أول ما أقرأ للأستاذ "بولا",... لو أن "بولا" يدرك ما تحدثه كتاباته من أثر ايجابى على قرائه, لعدل عن موقفه المتشدد - على اتفاقى معه - تجاه شروط النشر التى تحدث عنها فى معرض رده على د. "حيدر ابراهيم على".
على أكتاف من يحمل وعى الأستاذ, أمثال "حسن موسى" و صنوهم "موسى خليفة" - و قد كان لى شرف لقائه - و شخصك الكريم, ينتظر احداث تغيير ثقافى حقيقى فى الواقع السودانى.
.. تجدنى من أسعد الناس بمقدم الأستاذ الجليل .. و فى انتظار أن نحظى بفرصة الاطلاع على أعماله الكاملة من خلال هذا المنبر.
لكما وافر الود و المحبة ..

Post: #40
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فجراوى
Date: 04-08-2004, 06:18 PM
Parent: #1

الاستاذ بولا


حضورك يعنى ان الكلمه ستأخذ موقعها بالضبط



القومه ليك

يا انسان

يارائع

يانبيل


ومرحب بيك شرفت كتير

Post: #42
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: قصي مجدي سليم
Date: 04-08-2004, 07:06 PM
Parent: #1

العام 1999
المكان القاهرة
لا بد لي ان لا انساهما ابدا .. فهي السنة وهو المكان الذي جعلني أعرف الشخص الذي سيكون له كبير اثر في حياتي .
كما قال استاذي النور فان مما ينماز به مقدرته لتحويل الادوار من معلم الى صديق ومن أستاذ الى زميل (وبالعكس)
لك تحياتي استاذي (صديقي) عبد الله بولا ولنجاة والبنات كذلك ..
واحمد الله على ان وجدنا وسيلة تواصل تدفع بنا الى الامام
شكرا
شكرا
شكرا

Post: #43
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: ahmed haneen
Date: 04-08-2004, 07:56 PM
Parent: #1

مرحب مرحب الأستاذ عبدالله بولا
كلما ذكر اسمك يا استاذ
ازددت فخرا بمدينتي بربر
اهلا بك
وانا افتقدك منذ توقفت كتاباتك في صفيحة الخرطوم
كما افتقدتك تلك المدينة المنسية
وشوارع حي الدكة بربر
فمرحب بيك وشكرا لهذا البورد الذي جمعنا

Post: #44
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-08-2004, 09:02 PM
Parent: #43

شكرا ملاسي على الإحتفاء بمقدم بولا.

خالد عويس: شكرا لك. لم تثرثر يا أخي، وإنما قدمت إضافة حقيقية، وذات معنى، في الترحيب بعبد الله بولا. أرجو أن يطيب لك المقام الجديد، في الإمارات، وان تنداح أمامك فرص النشر، والإنتشار.

العزيز، عادل عبد العاطي:
يسعدني جدا أنك لا تزال معنا في البورد، فمثلك لا يغادر، ولو انطبق الثقلان.

طناش:
عرفت مؤخرا من كتاباتك، ما يجمع بينك وبين بولا، ولا غرو أن تفرح بمقدمه الكريم.

فجراوي، جزيل الشكر والتقدير.

قصي مجي سليم: أسعدني انك كنت على صلة ببولا وأسرته في القاهرة. لم أكن اعرف ذلك. تحياتي للعزيز، شداد، وكل من حولكم. وأرجو أن يكون شداد متابعا لما يجري في سودانيزأونلاين.

أحمد حنين: حق لأهل بربر أن يفخروا. شكرا لترحيبك
.

Post: #45
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Adil Ali
Date: 04-08-2004, 09:20 PM
Parent: #44

حبابك يا عبد الله بولا...
والشكر الجزيل يا النور،

مع الود،

ع ع

Post: #46
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Imad El amin
Date: 04-08-2004, 09:53 PM
Parent: #1

مرحب بمقدم الاستاذ بولا
لا اود ان اكرر فجيعة اجيالنا واجيال اتت بعدنا في التكبيل الذي رايناه وعاناه استاتذتنا الاجلاء جراء هجمة الردة علي موسسات التعليم وارغامها لرسل المعرفة ليصيروا مرغمين بنوكا للمعلومات تارة ومبعدين عن اهتمامات تلامذتهم الا من رحم ربي من منارات يعتبر الاحتفاء ببولا رد لجميل واجب علينا
ايضا حرمنا مرة اخري من وحرم اتي بعدنا من فضيلة الاستزادة من هذه المنارات ايضا بهجمة الردة علي منابر الحوار والتثاقف وسعيها لعزل مثقفي بلادي من مواقعهم الطبيعية في عمق حركة الجماهير الشي الذي اثبت هولاء المبدعون رفضه والسعي للفكاك منه بتاكيد انتماءهم لهذه الارض وانسانها......
فمرحبا ببولا معلما وتربوبيا ومثقفا وسط جماهيره وتلك من مأثر منبر سودانيزاونلاين والمثقفون امثال بولا

Post: #47
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Giwey
Date: 04-08-2004, 10:19 PM
Parent: #46

حباب الاستاذ عبد الله بولا

وشكرا جزيلا استاذ النور

وربما اقرر ان امارس فضيلة الصمت

فى حضرة كل ذلك البهاء..فأنا ظمآن

للمعرفة من وعن هذا الرجل..

Post: #48
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: bayan
Date: 04-08-2004, 10:53 PM
Parent: #46

ما اجملكم يا ناس الفنون

ان يكتب بولا فى هذا البورد معنا لهو تشريف عظيم
لنا وللبورد
من يصدق ان تسنح لنا فرصة مثل هذه
كما يقولون
هل انا فى حلم ام علم
اليوم احس ان رقبتى قد صارت مترا
فخرا واعزازا
لفرد فى زمن الاستغراب واللف فى دهاليز الحضارة الغربية
كتب عن أشياء سودانية
بعد هضم كل ما قرأة من الفكر الانسانى
اتت رؤيته ثاقبة
فاعلم ايها الفنان انت مثلى الاعلى
فى البحث العلمى الرصين
لاسيما انى اشاركك الرأى فى ابان خرتايات
,وارفض التغريب والتغييب


اقترح ان يجمع بكرى كل مقالتك وينشئ لك مكتبة
حتى تقرأك اجيال الدايسبورا
وحللت سهلا يا بولا العظيم
ولا يفوتنى ان اشكر أستاذنا النور
على هذه الهدية الجميلة

you made my day

Post: #49
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Abu Mariam
Date: 04-09-2004, 00:29 AM
Parent: #1

مرحبا بالرجل الذي اندهش امامه
مرحبا بالاستاذ التلميذ.
كنا قد بداءنا معأ تجربة تطوير العزف على العود عن طريق المراسله الا ان ضيق وقتنا حال دون مواصلتها، انا سعيد وانت بيننا لنبداء من جديد. شكرا لك يا د. النور ولي عوده.
وسلام.

Post: #50
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Abu Mariam
Date: 04-09-2004, 00:36 AM
Parent: #1

قبل ما انسى داير اشكرك يا استاذ عبود الخليفه بانك نزلت لينا صورة جميله جدا لابن خالتي الاستاذ عبدالله محمد الطيب (اب سفه) التشكيلي المتميز،

Post: #51
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Yahya Fadlalla
Date: 04-09-2004, 01:31 AM
Parent: #50

شكرا يا استاذ النور علي هذه الاضافة النوعية و مرحبا بالاستاذ عبدالله بولا في هذا الحوش الالكتروني وبالمناسبة بولا واحد من اميز الوناسيين السودانيين ويمتلك مقدرة مميزة في الخلط بين التأمل العلمي و الحكي ، اتمني ان يهزم بولا معركته مع الوقت و ينسم علينا
شكرا النور حمد وساشهر فرحتي هذا المساء علي ربيع هاملتون
عارم التحايا لبولا وكثيف الود والتقدير

Post: #52
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-09-2004, 02:43 AM
Parent: #51

خالد العبيد:
سقط إسمك سهوا مني في مسلسل الشكر السابق. فمعذرة. ولك من الشكر أجزله.

شكرا عادل علي، ولك التحية وخالص الود.

شكرا عماد الأمين

شكرا قوي، أرجو أن تجد كل ما تصبو إليه من جهة بولا.

شكرا بيان، دخولك يشد العضد دائما، ويرفع من الهمة. والصوفية يقولون: (الحالُ العامرُ يُعدي).

أبو مريم، شكرا لك، وسعدت أيضا بصورة عبد الله محمد الطيب، (أب سفة)، بعد طول غياب.
(أب سفة) من تلاميذ بولا في القضارف الثانوية. وقد كان هو والتشكيلي المعروف، الباقر موسى، والراحل آدم الصافي، من أعضاء طلائع القندول التي أسسها عبد الله بولا في القضارف. وقد التقينا جميعا في كلية الفنون في النصف الأول من السبعينات.

شكرا الشاعر، والدرامي، يحي فضل الله، صاحب "التداعيات"، ((من يعلم ذكرياتي كل أشكال التداعي؟!)). لم نجتمع من قبل، وكلي سعادة كون البورد قد جمعنا. أرجو مثلك، أن ينتصر بولا على مشكل الوقت. والوقت، حصان وحشي، غير أنه قابل للترويض، فيما خبرت.

شكرا لكم جميعا. أحاول إبقاء البوست في الواجهة حتى يفرغ بولا من واجباته تجاه ضيفه ويعود. وأنا معكم في الإنتظار.

Post: #53
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tomader Habiballa
Date: 04-09-2004, 04:00 AM
Parent: #52

الشكر لك د: النور حمد
الف الف مرحب د:عبد الله بولا
فى الذاكرة تلك الامسية التى
جمعت بيننا فى القاهرة (القطامية)
اسامه سعيد.عادل القصاص فى 2001
ومن تلك الونسات التى اصبحت مرجعا
فى بعضها. الود لك ولاسرتك.

Post: #55
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: إيمان أحمد
Date: 04-09-2004, 04:15 AM
Parent: #53

شكرا دكتور النور حمد وأنت تزين المنبر بإضافات فريدة.
وشكرا علي تعريفنا بالدكتور عبد الله بولا أكثر من خلال السيرة المتميزة التي أوردتها. تابعت للدكتور سلسلة من المقالات بصحيفة الخرطوم (في إطار حوار مع د/حيدر إبراهيم) قبل سنوات.... و تعلمت منها الكثير.
نأمل أن نستزيد من فيض معرفة الدكتور بولا، وأن يطيب له المقام بالمنبر الحر
ألف تحية
إيمان

Post: #54
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustafa mudathir
Date: 04-09-2004, 04:05 AM
Parent: #52

تحية حارة يابولا
وشكرا للنور حمد
مصطفى مدثر

Post: #56
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ahmed Elmardi
Date: 04-09-2004, 05:39 AM
Parent: #54

عزيزي النور شكرا لك على تيسير مقدم استاذنا القدير بولا، فهو قامة تشكيلية ونقدية اثرت تجاربنا منذ زمن بعيد كما ‏اسلفت في بوست سابق..‏
وشكرا على تقديم الاستاذة نجاة وعلى مساهماتك القيمة بالبورد، وعلى محادثتك الاخيرة ، وتقبل عذري في عدم الرد ‏عليها حينها، وعلى التعقيب في ابادماك، فهذه الايام انا بعيد عن البورد لانشغالى بمشروع عمل ياخذ جل وقتى.‏
لك ولبولا ولنجاة التحية والتقدير اللائق بمقامكم المحبب

سعدت برؤية (ابسفة) في هذا البوست

Post: #84
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: بكرى ابوبكر
Date: 04-10-2004, 01:41 AM
Parent: #52

شكرا يا دكتور النور لتقديم الفنان بولا و من شدة ما عجبنى البوست ده حا ادقه اول الصفحة

و اهدى الاستاذ بولا هذه الاغنية

Post: #425
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: محمد حسن العمدة
Date: 08-12-2004, 06:36 AM
Parent: #84

الف مرحب بالناقد الفنان والكاتب عبد الله بولا

Post: #57
Title: رحبوا معى
Author: mohmmed said ahmed
Date: 04-09-2004, 05:45 AM
Parent: #1

عبد الله بولا كان حاضرا معنا دائما فى ونسات محمد عبد الحميد وعلى السفورى وعلى بابكر وترلث واسامة الخواض فى صنعاء
طلاب الفنون الجميلة يتحدثون عنه بكل الحب والاعجاب على الهادى كنديو احمد عمر لمن يقولو بولا قال الكلام كمل
الاصدقاء صلاح وكمال محد ادريس وعباس محمود يشيرون لمصرع الانسان الممتاز كمانفستو ثقافى
اتاح لى الاخ صلاح محمد ادريس مجموعة من جهنم الحارة دائما ما اعود لقراءة موضوع الحداثة المتحاور فيه بين بولا والنور
يا اخونا الذى فى امريكا د النور
الاحباء الشيخ وعصام فايت حدثونى عن صداقتكم وتم الوعد باتاحة الفرصة لى للتعرف بك وانا منتظر
شكرا لك على بجر رجل وقلم بولا خبر جميل تزامن مع خبر الفوز فى جامعة الخرطوم
د النور تمم جميلك كملو بى حسن موسى

Post: #58
Title: Re: رحبوا معى
Author: mutwakil toum
Date: 04-09-2004, 06:23 AM
Parent: #57

مرحب بالمفكر الرصين بولا .. والذي –اكيد- سيضع كثير من الامور الفكرية المشوهة على البورد في نصابها ..
اؤمن على اقتراح دكتورة بيان بان يكون هناك ملفاً خاصا بالمفكر بولا في البورد كمرجعية علميه .
شكراً دكتور النور

Post: #59
Title: Re: رحبوا معى
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-09-2004, 06:54 AM
Parent: #58

شكرا تماضر حبيب الله
شكرا إيمان احمد
شكرا مصطفى مدثر
شكرا أحمد المرضي، ولا تثريب البتة،وسوف نتحدث حالما تخف عنك زحمة العمل.
شكرا محمد سيد أحمد
شكرا متوكل التوم.
أرجو أن يجتهد بولا في تحويل كتابته إلى الصيغة الإليكترونية، القابلة للأرشفة. وأثني هذا الإقتراح.

Post: #60
Title: Re: حب الناس من اعظم النعم
Author: Agab Alfaya
Date: 04-09-2004, 08:45 AM
Parent: #1


قلت فاوفيت اخي دكتور النور
حقا هذا هو الانسان عبد الله بولا
الذي حباه الله باعظم النعم - حب الناس
Quote: كما زار معنا بولا، حلة حمد الترابي، وجلس مع أبي في الحوش، ساعات طويلة. وظل أبي يحدثه، في غير ملل، عن قصص أجداده الصالحين، إذ وجد أبي فيه، مستمعا نادرا. ولم يعهد أبي مستمعين يهتمون بجنس قصصه، من قبيلة الأفندية، لابسي البناطيل.

اظن ان هذه واحدة من الصفات التي حببت الناس فيه،
فهو مستمع طويل البال،

اعتقد ان غياب الاستماع /التواصل بن الاجيال القديمة والجديدة من اشكالات الثقافة في السودان .وهو من سلبيات التعليم النظامي
والذي ولد حالة حادة من الفصام بين الموروث والمكتسب .
صحيح هذه الظاهرة من لوازم السيرورة الاجتماعة .ولكنها عندنا في السودان بخلاف المجتمعات الاخري ،تبرز بشكل اكثر حدة وتازما.

مليون مرحب بالاستاذ والاخ الصديق ،عبدلله احمد البشير

Post: #63
Title: Re: حب الناس من اعظم النعم
Author: Bushra Elfadil
Date: 04-09-2004, 10:47 AM
Parent: #60

كنت يوم أمس في عطلتي الاسبوعية ولذا جئت اليوم لاكون من آخر الفرحين بقدوم أستاذنا العملاق بحق هبد الله بولا. لعل فضل عبدالله بولا كبير في تنوير الكثيرين لكنني احس على المستوى الشخصي قد ساهم مساهمة لا تقدر بثمن في تكويني الروحي قبل الثقافي .ولذا تجدونني حين اصدرت مجموعتي حكاية البنت التي طارت عصافيرها قلت في فقرة إهدائها إلى اصدقائي وليمثلهم هنا عبدالله بولا ذلك المفكر الشاعر الرسام الإنسان. وأعتقد ام كل كلمة في وصفه مما قلت وبالترتيب غياه تنطبق عليه. ضوأ الأستاذ عبدالله بولا حياة الكثيرين من طلابه الذين غدو اصدقاء له مدى الهمر . ولعل الدكتور النور وهاشم محمد صالح في قمة هرم هؤلاء الذين تعانقت همهماتهم الأولى بتشحيعه لحيسهم الداخلي الساعي نحو تخقيق الشخصية مما جميعه. ولو كتب هؤلاء أسفاراص لاصبحت من خوالد الثقافة السودانية لذا . وبالنسبة لي فقد صبر الاستاذ عبدالله بولا على شخصيتي المعقدة صبراً كلفه الكثير من الوقت . صبر على حين كنت مطارداً من قبل امن نميري عام 77 فأسكنني معه في حي الاملاك حيث عشنا سوياً بغرفة ملحقة بسكن البيت الحكومي لاهله .كان في تلك الايام يكتب مصرع الغنسان الممتاز حلقة حلقة . كنت وقفت على صياغته للحلقات وكنت قي ذلك الأثناء لا أحسن سوى التهتهة . كانت تستبد بي الاحاديث الداخلية . وزرته فيما بعد عام ثمانين بباريس وسكنت معه لمدة شهر ز وإلى الآن لا ادري لم صبر الاستاذ عبدالله بولا على هكذا. لكنني فيما عدا هذين أؤكد هناإن عبدالله بولا من أعز أصدقائي وإن أخلص صفاته وأكبرها غير ما ذكرت هي المحبة . وتتجلى تلك في محبته الاسطورية لعنته أو خالته أو امه الروحية حوض العاشم وقد حكاها لي متسلسلة طوال عقدين وما شبعت من روايتها. كانت أمه فاطمة بت حبيب الله إمرأة رهيفة رقيقى صموتة وقد رايتها في منتصف السبعينات. ماتت فجأة وهي فيما أحرز من نقلت غليه حينات هذه المحبة وهذا التواضع. أن أمثال عبدالله بولا من المفكرينالمبدعين الذين ينبغي في الأزمنة الديمقراطية أن يمنحوا التفرغ التام.وقد صدق الصديق النور بحق في كل ما قال عنه

Post: #61
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-09-2004, 10:10 AM
Parent: #1

اريد ان اعقب على ماقاله الصديق محمد سيد احمد بخصوص حضور بولا في

احاديثنا ونقاشاتنا الثقافية

جيلنا يتذكر بحب شديد ما كان يكتبه بولا ورفيقه حسن موسى في "الوان

الفن" في الايام

والى الان نحن نعجب بمقولة"مصرع الانسان الممتاز" ,

مثلما نعجب "بالبيان الكريستالي"

وبدت لنا في ذلك الزمان فكرة ذلك المصرع موحية وغريبة "وطوبى للغرباء"

وكنت شخصيا معجبا بفكرة ان "صانع المراكيب" هو ايضا فنان

واننا يجب ان نفرق بين مفهوم الفنان وخريج كلية الفنون الجميلة

واعجبتنا ايضا بسالتهما وهم يصارعان بنية ثقافية كاملة

وعندما "كبر العيال" وجاء بولا وحسن موسى من باريس,

كنا نحن نناطح بنية ثقافية كاملة ولكن في سياق اخر

احب ان انوه الى ان الصديق الفنان محمد عبدالرحمن "بوب" حاول ارشفة

الحوارات التي دارت في السبعينيات وشارك فيها بولا وحسن موسى واتمنى

ان تتاح له الفرصة لنشر مساهمته

مرحبا ببولا

وارجو ان يفتح دخوله افاق ارحب للحوار

المشاء

Post: #62
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-09-2004, 10:43 AM
Parent: #61

شكرا للأستاذ عبد المنعم عجب الفيا

ملاحظتك يا منعم، في محلها تماما. إحدى سلبيات الحداثة، التبسيطية، المتعجلة، المستبطنة للمنظور الغربي، هي قطعها للحبل الواصل بالقديم، بدلا من تجديده. وهذا مبحث شيق، أراك قد افترعته الآن.

شكرا مرة أخرى للشاعر أسامة الخواض.

أعرف يا اسامة، أن بولا يكن إعزازا وتقديرا كبيرين لجيلكم، ويقدر لكم استبسالكم في صراع الخروج من الأطر القديمة الضيقة.

بولا!!
أين أنت؟؟

Post: #64
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-09-2004, 11:21 AM
Parent: #1

يا دكتور النور

هل ممكن بالمناسبة -لا حدي مايجي بولا - تنشر لينا "البيان

الكريستالي"؟؟

وانا بقول الكلام دا لانو عندو علاقة بموضوع "الجندر" اي نايلة الطيب

و كمالا اسحاق - اذا كنت محقا في ذلك - فانا اتكلم من الذاكرة

وايضا بشيخنا "محمد المهدي المجذوب" الذي وقع على البيان

وارقد عافية

المشاء

Post: #65
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: مراويد
Date: 04-09-2004, 11:34 AM
Parent: #1

اضافه نوعيه للبورد

قرات العديد من مساهماته فى مجلة الثقافه السودانيه،كتابات سودانيه الايام و حواره مع د. حيدر

على امل ان يسهم فى تغيير الحوار و"حق الاختلاف" شكلا و محتوى فى المنبر

Post: #66
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-09-2004, 11:45 AM
Parent: #1

عندما تحدثت عن "البيان الكريستالي",

فانني كنت اهدف الى توثيق ذلك ,

وفي نفس الوقت هذه المسالة مرتبطة بالتاريخ للمناهج الحديثة ومن

ضمنها علم الاشارات اي السيميولوجيا بالترجمة الفرنسية او

السيموطيقيا بالترجمة الانجليزية

ارجو ان نرى البيان قريبا

المشاء

Post: #71
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فضيلي جماع
Date: 04-09-2004, 02:49 PM
Parent: #66

د. النور حمد، أيها المنصف للمبدعين من أبناء جيلك دون انتظار اطراء من أحد؛ تفعل ذلك بتواضعك المعهود، فتشعل ثقاباأثر ثقاب في عوالمنا التي نثرتها على قارات العالم السبع تراجيديا ترحال ما اخترناه. التقدمة التي خطها بيانك الرصين عن أستاذك ورفيق رحلة الابداع الدكتور عبدالله بولا هي شهادة ساحر مبدع عن كبير السحرة في مملكة الابداع.

لقد كان من حسن حظي التعرف عن كثب وبانبهار شديد الى باقة من هذه الثلة من المبدعين الذين تمخض عنهم رحم الستينات/السبعينات الخلاق -اذ حسب الكل أنئذ-أن خارطة البلد تغير مؤشرها الى الأمام دون رجعة!! وما دروا أن "الطفابيع"-بتعبير المبدع بشرى الفاضل- يرفعون عصيهم وسيوفهم..واقفين للتقدم بالمرصاد.

أدعي بأني كنت ولا زلت تلميذا يعرف قيمة المعرفة الخلاقة عند أصحابها وأنا التقيك والرائع محمود عمر (محمود فنون) في عروس الرمال منتصف السبعينات، فحباني الله شرف الزمالة والصداقة معا. جلست في نفس تلك الحقبة بانتباه شديد أسمع و أقرأ المداخلات الذكية للفنان عبدالله بولا ورهط من الفنانين الجدد ممن قلبوا الطاولة على خيلاء مدرسة الخرطوم: شداد(الكرستالية)؛ المدهش حسن موسى, أبو سبيب، الباقر موسى ومحمد عمر بشارة الخ... (كان ذلك في ندوة طيب الذكر الأديب الناقد عبدالله حامد الأمين). كنتم تمدون السنتكم غير آبهين باللافتات والمسميات المهنية..وبذا نقلتم الينا نحن جمهرة المتلقين العاديين جمر شوق المعرفة لترياق الفن الخالد من قمقم وطلاسم الكهانة الى براح الحياة العادية، بحيث صرنا نعرج على دكاكين الوراقين لنشتري كتاباأو مجلة نطالع فيهماسيرة فان كوخ أو تكعيبية سيلفادور دالي أو غرائب ببالو بيكاسو.

لم يكن بالغريب اذن أن تلتقي تلك الثلة من مبدعي التشكيل برهط من قابضي جمر الكلمة الموقف وأن يكون التطلع الى التغيير قدما حلما مشتركا(يدخل في ذلك لاحقاالأولاد أبان خراتي)!!. لذا فان كتابات الدكتور عبدالله بولا والدكتور حسن موسى والدكتور النور حمد والأستاذ محمود عمر ( وجميعكم تشكيليون تعالجون الكتابة في النقد والمسرح والقصة والشعر) لم تأت عن فراغ..كانت وهجا من اشراق شمس التطلع الى التغيير والى الحداثة - بمعناها الشامل.

أجمل ما في كتابات الدكتور عبدالله بولا -كما تكرمت وتفضل آخرون هنا- أنها ربطت ما تلقاه صاحبها من علوم الغرب (وباريس ما تزال مركز النور) بالارث المحلي العريق لأمتنا.ان مجالسة "الأفندي" الرسام للشيخ أحمد حمد في حلة ود الترابي أو حضوره الدائب لندوات حلاج القرن العشرين الشهيد محمود محمد طه ما كانت حذلقة أو تنطعا، بل هي الثورة على كليشيهات وأنماط متخلفة لتلقينا المعرفة يستعيض عنها عبدالله بولا بنمط جديد قاعدته البحث والاستماع حيث تسنت كنوز المعرفة..وهذه شهادة امتياز رائعة تضاف لسجل الدكتور العالم عبدالله بولا.

أختم بأني التقيت بولا عدة مرات. يعرف كل منا الآخر لكني أعترف باني أضعت أكثر من فرصة لأعرفه (انسانا) عن كثب..كانت أفضل الفرص دون شك لقاءنا قبل ثلاث سنوات في مؤتمر الثقافة والتنمية في القاهرة.كنت موزعا بين تفويض شرفني به المفكر حيدر ابراهيم علي في سكرتارية المؤتمر وبين الأسرة التي تود التعرف الى قاهرة المعز قبل العودة الى عاصمة الضباب..فضاعت فرصة مجالسة بولا ،الهم الا من (دعوات غداء وعشاء لا يجوز حيالهااستهلاك جل الوقت في الثرثرة مع شخص واحد).. لكن عزائي أنني أقرأ الرجل بانتباه , وأنني أرصد ابداعه باهتمام شديد، كعلم من أعلام بلادي..فألف أهلا به هنا..وشكرا للدكتور والعالم التشكيلي النور حمد. لم تنقطع عن هوايتك في انصاف الآخرين ياأبا محمود!

فضيلي جماع

Post: #717
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: بابكر كنديو
Date: 12-02-2004, 01:22 AM
Parent: #66

دايما اجي متأخر لظروف اليمن السعيدارحب بك يابولا واشكر النور حمد للتقديمالمبدع فقدعرفناك يالنور مبدعا وفوق ذلك مفكرامن الطراز الراقي

علي كل ماعارف حادخل البورد متين والظروف هنا يعلمبيها الاصدقاْ اسامه الخواض ومحمدسيد احمد مرةاخري ايتنينا يابولا واتمني التواصل

Post: #67
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Abu Mariam
Date: 04-09-2004, 01:32 PM
Parent: #1

الاستاذ الدكتور النور،
اولا اود ان اشكرك ثانية على هذا الانجاز الفرح.
ولا انسى ان اضيف باني كنت عند الترحيب بدخولك النت قد فرحت كما انا اليوم. فانا درست في الاهلية ام درمان وانت كنت احد الاستاذه الذين تعلمت منهم بالاضافة للفنون ايضا الموسيقى في الفسحات. وكما تعلمون ان دكتور النور من الموسيقيين الرائعين وله صوت ذو قوة و تطريب عالي. وهو منشد ومجدد ومعالج جيد وان كنت اتمنى ان ارى له اعمال تشيكليه، فلم تتح لي الظروف ذلك، ارجو ان يسمح لنا هذا المكان الرحب لذلك.
العزيز الفنان الدكتور بولا.
عند لقاءنا الاخير ونستنا زي ما بقول يحي فضل الله عن حاجات كتيرة، لكن الحوار الجميل عن التحول الذي طراء في اسلوب محمدالامين و وردى وهذا التنافس اسهم في تقديم الجديد والجيد. محمد الامين ناقشت معه هذا عند حضوره لاوربا في الصيف الماضي و كان سعيد جدا ان يسمعه. عايزك تبدا تونسنا بنفس الموضوع لانه سمح القول في خشم سيده
التحياة لكما و لسرتيكما...
صادق شيخ الدين..

Post: #68
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: farda
Date: 04-09-2004, 01:39 PM
Parent: #1

*

شكراً لك يا دكتور النور حمد على هذه المبادرة الطيبة ، وأيضاً على إسهاماتك المهمة والمتميزة في هذا الموقع ولك أن تعرف أننا نقرأ ونستفيد ونتأمل...

ومـرحبـاً بالأستاذ عبدالله بــولا في هذا الفضاء...

نأمل أن يسهم وجودك معنا في لــم الشتات الثقافي السوداني وفي الإرتفاع بقيم ومستوى حواراتنا

نأمل أن يسمح لك الوقت – أو بالأحرى ، أن تسمح أنت رغماً عنه - بأن تثري هذه المساحات بمساهمات متواصلة فنحن في أمس الحاجة لهكذا تواصل ،

فلتتأمل معنا – من هُـنا – إحتمالات الممكن وآفـاقــه...

مرحباً بك...


Post: #95
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: nadus2000
Date: 04-10-2004, 03:25 PM
Parent: #68

أكثر من مناسبة تدعم لي فكرة ما لهذا الأستاذ "عبدالله بولا" من قدرة على التأثير على من حوله، وها هو بوست د.حمد يمنحني اليقين وقبلها كان يقين على يد صديقي مصطفى عثمان (صاحب الرأس الناشفة) وصديق الأستاذ عبدالله وزوجته الأستاذ نجاة، والذي أدمن الحج إلى باريس للقاء بولا وحسن موسى، فأدمنت أنا الإستماع إلى تفاصيل التفاصيل، وما أثراها من تفاصيل.

وفي حضرة عجب الفيا، آمل في قراءة للطيب صالح بعيون عبدالله بولا
وأستفسر عن تلك الرواية التي يخص بولا أصدقاؤه، فيخرجون ممتلئين بها،
كما خرج غيرهم لدن فتاة أستاذنا بشرى الفاضل، تلك التي أطارت عصافيرناأو صواميلنا.
إلى متى تظل حبيسة الأدراج تلك الرواية التي حكاني عنها مصطفى عثمان، وأنا أثق في ذوقه الأدبي (إن جاز التعبير)، وخاصة أنه ناقد أدبي مميز.

إنتظرنا أن نراك في الدوحة.

تحايا خاصة من مصطفى عثمان

Post: #295
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: خالد فضل
Date: 06-21-2004, 05:31 AM
Parent: #68

الدكتور النور
تحيات عطرات أبثها لك عبر الوسائط الحديثة. كيفك يارجل؟ دهر وقف بيننا ولكنك والشقيق الفنان المتمرد بولا محفورين في تجاويف الذاكرة.
شكراً على هذه اللفتة الظريفة باستدراجك للمبدع عبد الله إلى المنبر، وقد جاء ترحيبي به متأخراً بعض الشئ لأنني كنت مهتماً بالمفاجآت التي كنت انتظر ان يدهشنا بها بولا!! يبدو أنه مشغول شديد! على كل لكما كل الود والحب وأتوسل للدكتور بولا أن يقتطع لنا بعضاً من وقته فنحن في انتظار آراءه في كثير من القضايا الملحة التي تحاصر هذا الكوكب والمتغيرات الكبرى التي حدثت بعد أن ابتلعنا الشتات.
شكراً د. النور

خالد عبد الباقي

Post: #69
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Abu Mariam
Date: 04-09-2004, 01:54 PM
Parent: #1


Post: #70
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: abdelrahim abayazid
Date: 04-09-2004, 02:48 PM
Parent: #69

شكرا د النور حمد
والف مرحبا د بولا
وفي انتظار الاسهامات

Post: #81
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Mandela
Date: 04-09-2004, 11:43 PM
Parent: #69

حبابك مليون

Post: #72
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nada Amin
Date: 04-09-2004, 02:51 PM
Parent: #1

أهلا و سهلا أستاذ عبد الله بولا.

Post: #73
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: بارعة
Date: 04-09-2004, 03:43 PM
Parent: #72

يا هلا والف مرحب بالدكتور والاستاذ
وانا والله عايزة ارحب بيك من اول لحظة
لكن خدر الايام دى بقى ما بترسل لى
وانا بعمل حاجات البيت براى
الليلة لقيت فرقة وما كذبت خبر
الف مرحب
وفى انتظار المشاركات الجميلة


Post: #74
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-09-2004, 08:04 PM
Parent: #73

العزيز اسامة الخواض:

ليس معي نص البيان الكريستالي. وقد اتصل بي الدكتور صلاح حسن، (صلاح الجرق) رئيس قسم تاريخ الفنون، بجامعة كونيل، بولاية نيويورك، في منتصف التسعينات، حين كنا نصدر صحيفة (الرأي الآخر) من ولاية تكساس، وسألني إن كنت أملك نسخة من (البيان الكريستالي). وقد كان صلاح يؤرخ، ويوثق، ولا يزال للفنون في إفريقيا. وإليه يرجع الفضل، في جر جركة الفن التشكيلي السوداني إلى دائرة الضوء، في داخل الأكاديميا الأمريكية، وتعريف مؤسسات العرض الفني، من متاحف، وغاليرهات، بفننا. وقد أخبرت الدكتور صلاح، بأنني لا أملك البيان. وارجو ان يكون قد حصل عليه في نطاق بحثه ذاك. وأن يمدنا به، إن كان قد وجده بالفعل.

أعلم أن كمالا وقعت على المانفستو الكريستالي. وقد اثبت ذلك صلاح حسن في بحوثه، المنشورة بالإنجليزية، وهو يوثق لحركة الفن التشكيلي السوداني. أما توقيع محمد المهدي المجذوب، فقد سمعت به، ولكني لست واثقا من حقيقته. غير أنني لا استبعده، فأستاذتنا كمالا، قد كانت على صلة وثيقة بالمجذوب، وقد اشار إلى تلك الصلة، الدكتور علي أبو سن، في كتابه (المجذوب والذكريات). ذكر علي أبو سن أن كمالا قامت بالرسوم الداخلية لأحد دواوين المجذوب. كما أن محمد المهدي المجذوب، قد كان، وبلا منازع، الشاعر الوحيد، من ابناء جيله الذي واصل النمو مع الأجيال. لم يتوقف المجذوب، قط، عن النمو، والإنفتاح على الجديد، وهضمه، وضمه إلى رصيده. وقد ظل على تلك الحال، حتى حين رحيله، في بدايات الثمانينات.

أذكر يوم أن جاءنا شداد، ونحن لا نزال طلابا بكلية الفنون، بنسخة المانفيستو الكريستالي. فسألته باستغراب، قائلا: (ولكن يا شداد، هل كمالا كريستالية، فعلا؟). فصمت شداد لبرهة، ورد علي قائلا: (صغار الضباط حين يقومون بإنقلاب، يحرصون، عادة، على أن يكون معهم جنرال).

أرجو يا اسامة، أن نجد البيان. وأن يصبح مادة تاريخية ليرجع إليها الجميع، وليقرأها الجميع، على ضوء كل ما يستجد.

شكرا مراويد

شكرا بشرى الفاضل:

لم أكن أعرف شيئا عن إختفائك من رجال أمن نميري، في الغرفة، الصغيرة، الشهيرة، في ركن حوش بيت أهل بولا، في حي الأملاك بالخرطوم بحري. أذكر ايام تلوين جدران تلك الغرفة، ومعاملتها كلوحة تشكيلية، في بدايات السبعينات. انخراطي في الحركة الجمهورية، بشكل تام، في 1972، أبعدني كثيرا عن اصدقائي القدامى، ومنهم بولا. وعند تخرجي، في عام 1974، التحقت بسلك التدريس في خورطقت، فبعدت عن العاصمة لفترة خمس سنوات أخرى. ولذلك فاتني أن ألم بكثير مما جرى في بقية عقد السبعينات.

الشاهد، أن ما يجري بيننا هنا كمجرد تسامر، وسرد لنتف من الذكريات، أمر له قيمته التاريخية. فلسوف يأتي باحثون، حاذقون، لاحقا، ويعيدون تركيب صورة التاريخ، من مثل هذه الشذرات المبعثرة، من شاكلة نلقي به هنا، وهناك. وواضح أن (الإنترنت) سوف تصبح سجلا ذاخرا بالمعلومات للباحثين في مقبل الأيام. ولا تخفى على أحد بطبيعة الحال، أهمية الكلمة المكتوبة، مهما قل شأنها، في إعادة تركيب، وإعاد رسم، صورة التاريخ.

شكرا فضيلى على الإطلالة الدفاقة:

كنت أنتظر قدومك، وكنت واثقا منه. وكنت ايضا واثقا من أنك سترفد هذا البوست، بنَفَسٍ وروحٍ يجددان من شبابه. لن أنسى لك ما حييت، مثابرتك في المجيء إلى خورطقت الثانوية، لتحيي لطلابنا الليالي الأدبية. ولا أنسى لك خضك لتنور الحياة الثقافية في عروس الرمال، في النصف الثاني من السبعينات. لا أنسى صديقنا المشترك، محمد عثمان الحسن (الحلاج). كذلك، رفيق الدرب، منذ ايام كلية الفنون، محمود عمر محمود، الذي أحدث إنقلابا ثقافيا في كلية المعلمات. ولا أزال أذكر، إعادة تنشيط مسرح عروس الرمال، وميرغني شبور، (كرياكو) ومجموعة المسرحيين، وكل تلك الحيوية التي كنت أنت في مركز أتونها المشتعل.

الصادق شيخ الدين (أبو مريم):

(العيال كبرت)!! لا أزال أذكر أيام أمدرمان الأهلية، وشعبة الفنون، وانت والوافر، دون العشرين من العمر، تتلمسان طريقكما في دروب الفن، والموسيقى. وها أنتم اليوم ملء السمع والبصر، تغردون بموسيقى السودان في غرب أوروبا، وتظهرونها في ثوب جديد، وتضخون فيها دما، جديدا، ايضا.

شكرا على الصور!! لقد كدت أنسى تلك الأيام الغاربة. ولعل الصورة التي أثبتها، كانت في واحدة من مزارع أحد اصدقائنا من العمانيين، في ضواحي مسقط، إن لم تخني الذاكرة. أرى صورة الفنان، والقانوني، صديقي، الشيخ قريب الله، وهو يعزف على العود. وأظن أن في الصورة، وهي غير واضحة جدا، صديقنا أبو العزائم،الذي كان يصحبنا بالعزف على العود، احيانا.

أيضا سعدت بكونك قد أشرت إلى علاقة بولا، بالفنان محمد الأمين. لقد كان بولا مولعا بالتعرف على المبدعين في كل ضروب الفن. وقد ربطته صلة قوية بالفنان محمد الأمين. وتلك إحدى جوانب شخصية بولا التي تحتاج إلى حديث منفصل. ولقد افلح الأخ خلف الله عبود، حين اسمى بولا (الفنان الشامل). فقد تعلمنا نحن منه في حنتوب، القراءة، وحب الشعر، وحب كتب الفلسفة، وكتب علم النفس، والرسم، والعزف على مختلف الألات الموسيقية، وهلم جرا. وبولا الذي جاء إلى حنتوب في هيئة أقرب ما تكون إلى هيئة (الهيبيز)، من حيث البناطيل غريبة الشكل، والأقمصة المشجرة، كان، أيضا، مهتما بالأدب الشعبي. ولا أزال أذكر، تسجيله للكثير من الدوبيت، لزميل دراستنا، مبارك الرفيع (قرية التبيب) في مسجل صوتي، ماركة فيلبس، ذي بكرات دائرية، أتي به من الخرطوم إلى حنتوب. وكنا نشاهد في ذلك المسجل معجزة تكنولوجية، في تلكم الأيام. وقد كان مبارك الرفيع، حافظا للدوبيت، وكان له صوت شديد القوة، والتأثير.

شكرا فردة

شكرا عبد الرحيم أبا يزيد

شكرا ندى أمين، وشكرا للإشارة إلى مشكل الجندر.

شكرا بارعة.

Post: #75
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-09-2004, 08:26 PM
Parent: #1

شكرا دكتور النور حمدعلى حديثك عن "البيان الكريستالي"

اظن ان كتاب "محمد المهدي المجذوب" الذي صممت رسومه الداخلية

الفنانة "كمالا اسحق" هو "البشارة القربان والخروج"

المشاء

Post: #76
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustafa mudathir
Date: 04-09-2004, 08:59 PM
Parent: #75

والله البوست دا جميل و كافي جدا لتوليد الاحساس بعطلة نهاية اسبوع
جيدة.
ذلك حسب الشمامركاب!
سودانيي شمال أمريكا يعني يابولا!
لو ما عندك لوحة مفاتيح عربي ح تقسى عليك وعلى وقتك مسألة
لقيط الحروف من اللوحة على الشاشةonscreen keyboard يعني
لكن ممكن
to scan !
(دي ما عارف ليها نظير في العربي!)
ف سكان وبان
عليك الأمان!
مصطفى مدثر

Post: #77
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Kostawi
Date: 04-09-2004, 09:54 PM
Parent: #75

أخى دكتو نور
الشكر و كل الشكر
بجداره وثقة متناهيه ، دعني أن أقول أن هذا البوست يعد من أقيم ما قرأت من زمن ليس بالقريب.
أولا هذا البوست يضم مشاركة معظم عمالقة الفن و الأدب في بلادى.
ثانيا تقديمك لأستاذنا الجليل العم بولا بتلك اللوحة الموسيقية ، العتيقة،النادرة اللتى فضحت مكنوناتك الفنيه وأتت رائعة كروعة القادم بولا.
لكما الود والمحبة.

نصر هجام

Post: #80
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 04-09-2004, 10:54 PM
Parent: #77

مرحباً بأستاذنا الدكتور عبد الله بولا، الذي كثيراً ما التقيه في قسمات أخي وصديقي النور الفكرية والوجدانية.

خذ مثلاً ، هنا والآن، إنفلات د.النور من العقل الجمعي حين يقول:
وحين كتب بولا، بعد سنوات طويلة، في مجلة (رواق عربي)، عن فكر الأستاذ محمود محمد طه، جاءت كتابته، محلقة في سماوات، لم يطلها أحد غيره. وأقول، بدون أدنى تردد، أن مقال بولا ذاك، قد كان أفضل ما كُتب عن الأستاذ محمود محمد طه، على الإطلاق. ولا تداني ذلك المقال في معرفة قدر الأستاذ محمود، وفهم منهجه التجديدي، وفي جودة الكتابة نفسها، كل كتابة أخرى، عالجت ذلك الشأن. بما في ذلك، كل ما كتبه الجمهوريون أنفسهم، عن الأستاذ محمود.


فهذا لعمري هو مانحتاجه من جرأة فكرية، تشربها النور من أستاذه فسقانا بعض ما شرب.

قرأت المقال الذي يشير إليه النور. وقد بهرتني منهجيته وتكامل إطاره النظري، وتواصله مع العقل المعاصر في أبدع تجلياته، مع رصانة في اللغة، وتمكن من أدوات للتحليل مازال مجيدوها في فضاءنا الفكري في السودان أقلية. وتتجلى رصانة اللغة، غير المصطنعة وغيرالمقعرة، في ذلك المقال، في تمكن واضح من أدوات للتوصيل أصيلة، غير متكلفة.

أرجو مخلصاً أن يتمكن أستاذنا عبد الله من إعادة نشر ذلك المقال، منجماً، ههنا، في خيط منفصل يعبر عم محتوى ذلك المقال، ربما بعنوان جديد، يعين على النظر بعين الحاضر، لتلك المادة الخصبة. وأقول منجماً، لأنني أفضل ألا أرهق الأستاذ الفاضل، في المقام الأول. ولان تنزيله منجماً سيساعد على استقصاء مادته في الحوار الهادي المتصل العميق الذي يستحقه، في المقام الثاني.

شكراً عزيزي وأستاذي النور، علي تفضلك بالترجمة عن حياة أستاذك، أستاذنا، ولكما معاً، ولكل أمثالكما، تنحني هاماتناإجلالاً، وتقديراً، ومحبة! ثم أؤكد، ما لا يحتاج إلى توكيد، بأن أثرالأستاذ عبد الله متصل، حتى فيمن لم يلتقيهم، لقاء المعلم في الصف. فإن وهج المعلم المبدع القدير، كوهج الأنبياء، يستمر في التوهج، فلا يزداد إلا ألقاً لمن يعرف كيف يحيل الدفئ والضياء إلى شراب تحتسيه العقول، فلا تملك إلا أن تقول: هل من مزيد!

يا مرحباً، يا مرحباً، يا مرحباً!

Post: #78
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Omer Abdalla
Date: 04-09-2004, 10:31 PM
Parent: #1


شكرا يا النور على التقديم الرائع والمستحق لأستاذ الأجيال عبد الله بولا .. وتجدني في شوق شديد للتعرف عليه أكثر من خلال اسهاماته في هذا المنبر العامر ..
ألف مرحب
عمر

Post: #79
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: معتصم دفع الله
Date: 04-09-2004, 10:46 PM
Parent: #78

الأخ الدكتور النور حمد

معك نرحب بالناقد الفنان عبدالله بولا ..
ونقول له في إنتظار مساهماتك ..

Post: #82
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Faisal Salih
Date: 04-10-2004, 01:03 AM
Parent: #1

شكرا يا النور ان اطلقت عنان هذا القلم السيال
وقد اسعدتني الظروف بالتعرف على صديقك النبيل الشيخ قريب الله في أبو ظبي ..وهو من الهدايا القيمة التي عدت بها من غربة عام واحد هناك ...مع هدية اخرى أهدانيها هي عود رخيم وجميل ..ما زلت اتتلمذ عليه
وهنا المناسبة عن بولا
فانا احد تلاميذه الخائبين ...بدا يعلمني العزف على العود في منتصف السبعينات ,انا مازلت شافعا يافعا ...وما زلت حتى الآن في مرحلة التعلم..!!!
شاهدت بولا للمرة الاولى وهو قادم في إجازة مع أخي الأكبر هاشم إلى بورتسودان، كان ذلك في النصف الأول من السبعينات فيما أظن ، وفي ايام احال هدوء منزلنا الساكن إلى شئ آخر. ظللت اتابع مبهورا النقاشات الطويلة ومحاولات الرسم والعزف على كل الآلات، ثم كما ذكرت انت تلك الملابس الغريبة لكليهما - بولا وهاشم- وكان هذا عالم اكبر من قدرتي على الفهم
لكن رغم كل هذا صار بولا صديقي ، قرا محاولاتي الشعرية البائسة ..وأدهشني أنه اهتم بهاوناقشني في تفاصيلها، ظل بولا بالنسبة لي كائنا محرضا على المعرفة باستمرار ، وأنظر الآن وبدهشة لاجد أني لم اتفق معهما- بولا وهاشم - فكريا وسياسيا، لكن ظلا باستمرار مثلا على احترام النفس وخيارات الآخرين، ولم لم يكونا كذلك لما كان صعبا عليهما أن يقلبا خياراتي الفكرية والسياسية فقد كنت غض العود ..ضعيف المنطق فيما أظن
عبد الله بولا طاقة هائلة من الفكر والثقافة العالية وفوق هذا وذلك الإنسانية الندية، ولطالما تمنيت ان تكون لدي قدرته العالية على التواصل مع كل الناس والتعلم منهم ، بغض النظر عن مستواهم التعليمي
أظن إن أعظم ما أملكه الآن هو صورة فوتغرافية للوحة (بورتريه) جميلة رسمني فيها بولا في منتصف السبعينات
في منتصف الثمانينات ن وكان بولا بالخرطوم طلب مني توصيله لمبنى جريدةالميدان في سوق نمرة اتنين، في الباب التقينا محمد ابراهيم نقد، بعد السلام والتعارف قال لنا نقد انه يظن أن بولا مؤسسة ثقافية متكاملة وان ما قام به في سنوات السبعينات هو جهد مؤسسات وليس أفراد
مرحب بولا ونجاة
ومرحب بالنور ..وواحلالنا لو جاء حسن موسى كمان
فيصل محمد صالح


Post: #83
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: بكرى ابوبكر
Date: 04-10-2004, 01:30 AM
Parent: #82

شكرا يا دكتور النور لتقديم الفنان بولا و من شدة ما عجبنى البوست ده حا ادقه اول الصفحة

و اهدى الاستاذ بولا هذه الاغنية

Post: #88
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ahmed Elmardi
Date: 04-10-2004, 04:11 AM
Parent: #82

أذكر يا فيصل تلك الزيارة، والبورتريه الذى ذكرت استحضره تماما فلقد شاهدته بمعرض تزامن مع الزيارة اقامته ‏جمعية الفنون ببورتسودان الثانوية ومشرفها "جناح" ، آمل ان نرى البورتريه مرة اخرى.‏
حينذاك زارتنى المجموعة بولا وهاشم وربما باردوس واسامة عبدالرحيم بمعرضى بكازينو الزيبق ببوتسودان وكان ‏للزيارة وقعها الكبير عندي، وما زلت شابا صغيرا انظر الى هؤلاء النفر باعجاب شديد، لم ينقطع، واحسب كل كلمة ‏وحركة تصدر منهم..
فمرحبا بالعزيز بولا فى ساحات المنبر

Post: #85
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Mamoun Zain
Date: 04-10-2004, 02:59 AM
Parent: #1

بعد انضمامى للبورد بيوم واحد كنت اود ان اكتب بوست ، اسأل فيه عن عبدالله بولا ، رغم اننى لم اقراء له غير مقدمة كتاب لصلاح الزين قبل فترة طويلة ومازلت اطمع فى ان احصل من خلال هذا المنبر على ما توفر لديكم من كتابات للدكتور عبدالله بولا - قديمها او حديثها.

لست محظوظا مثل الكثيرين منكم ممن توفرت لهم بعض كتابات عبدالله بولا او من نالوا شرف التتلمز على يديه ولكنى الان انال شرف وجودى معه فى هذا المكان - الذى صار يجمع كوكبة رائعة من المبدعين.

ارحب ترحيبا - منقطع النظير - بالدكتور عبدالله بولا واتمنى ان يطيب له المقام - وكان الله فى عونك يا عبدالله - اذ ان الكل ينتظر مساهماتك و اخالك تتمنى لو يمتداليوم لاكثر مما تسمح به المقاييس الزمنية.

اشكرك د. النور حمد ،اذ استجبت لطلبى قبل ان اطلبه.

Post: #86
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 04-10-2004, 03:54 AM
Parent: #1

يا للخجلة!
يبدوا لي انا الوحيد الما قرا لي عالم في مقام عبد الله بولا، وبالذات بعد الخد او هات البينك او بين اخوي طناش يادكتور النور.

علي العموم انا حالبد لي استاذنا بولا، واعزمو لي بوست "الاصل السوداني للتصوف"، او طبعا يادكتور النور انت حتتولي المهمة دي.

اناغايتو مزاجي استعدل تب، للبوست داك!

فيا الف مرحب استاذنا عبدالله بولا.

Post: #87
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-10-2004, 04:06 AM
Parent: #1

أعزائي،
أمانة عاد ما اتلومت معاكُن لوم! وهذ ليس بيدي بل بيد عمرو (على عكس قول زنوبيا ملكة تدمر الشهير)، ساهر بنا عادل راسخ، أو بعبارة أكثر صدقاً ساهرنا نحن به، حتى أول الفجر. وكان، فضلاًً عن الونسة والرد على أسئلتنا عن استراليا ام طيراًً عجمي، قد أتانا بشريط فيديو يمثل وثيقة لمدينة بربر، صورها بيديه "المذنبتين"، مما جر عليه السهر الذريع، وكان قد جاءنا مساهراً أصلاً مع عمه اسماعيل راسخ في لندن. زلزلتني مشاهد المدينة العتيقة (أخت سواكن) وهي تنازع غول الزوال الذي يتحرش ببيوتها الوسيمة التي هي آخر ما تبقى من طرازها المعماري الفريد، وهو مزيجٌ من الطرازين التركي والنوبي، ومن إضافات خطرات مزاج وخيال بُناتها الأوائل من المبدعين الشعبيين الأشداء، الذين كان أستاذنا ألكزاندر بابا دوبلو (السوربون)، الذي حضرت تحت إشرافة فصلاً من الجزء الأول من رسالة الدكتوراه (في نقد مفهوم الهوية عند مدرسة الخرطوم ومدرسة الغابة والصحراء)، يستكثر عليهم تسمية معماريين، ويصر على وصفهم بأنهم كانوا "بنايين"، لا "معماريين بالمعنى الدقيق" (ولا أعرف من أين استمد أستاذنا ونظرائه احتكارهم للمنعى المعماري الدقيق وخلافه من المعاني المتصلة بندية بثقافتنا للثقافات الأوروبية على المستوى الإنساني الجذري). أذهلت صور تلك البيوت لُبي، وعجزت عن أن أتصور إنني عشت شطراًً من طفولتي وصباي وباكر شبابي بين ساحاتها وأروقتها الساحرة بأقواسها المشيدة بالطين الطوب الأخضر. وذاك مذهبٌ في تقنيات المعمار حير المعماري المصري السامق حسن فتحي فاعترف لها بالسبق والبراعة وطول الباع في العلم والفن المعماريين بتلك الخامة الصعبة. ومع ذلك فهم مجرد "بنايين" في مفهوم ومصطلح أستاذنا بابا دوبلو!!!
أخذتني الوثيقة عن نفسي، ووقفت حائلاً بيني وبين العودة إلى "الواقع" لساعاتٍ عددا(بدون تنوين). وحرضتني على مواصلة كتابةٍ كنت شرعت فيها عن سيرة المدينة الأسطورية التي يقبع نذرٌ من نصوصها بين أضابير أوراقي. وهي في الواقع مشروع "روائي" بدأته منذ سبع سنوات. وهو يحمل بعض سيرة المدينة وملامحها مختلطةً بتوليداتٍ طليقةٍ من سردٍ أريد له الخروج على أقيسة وأنماط الكتابة الروائية المعتمدة (بما فيها التي اشتهرت باسم "السحرية") من تلقاء نفسه لا من خطةٍ مسبقة :ضربٌ من فوضى العابرة للأطر وبوابات التفتيش، إذا جاز لي التعبير.
زلزلتني وثيقة عادل وأوقعتني في ما كنت شديد الحرص على النجاة من الوقوع فيه. أعني التقصير في واجب الرد على ترحيبٍ أعتقد عن حقٍ بأنني لا أستحقه. كنت بعبارةٍ أخرى، أريد أن أدخل من أجزل أبواب الشكر على ما طوقتم به عنقي البائس من كلماتكم النضيدة التي أركبتني "فوق جملاً أصهب" كما يقول أهلي كواهلة البطانة (سأحدثكم عن هضه المفاجأة لا حقاً أيضاً)، ولأتملص أيضاً من هذا المرتقى الصعب الذي وضعتموني فيه. والذي لا قِل لي به أنا البائس الخطَّاء. فاعذروني مرةً ثالثة وسأعود لشكركم المستحق علىَّ في الغد وقد تجاوز عددكم الستين.

ولتسمحوا لي بأن أخرق أصول اللياقة لمرةٍ واحدةٍ فأعبِّر، من على شاشة المنبر، عن عزائي الحار لأخي وصديقي، وابن أخي وصديقي، الأستاذ فيصل محمد صالح، في وفاة والده الشيخ محمد محمد صالح، هذا الرجل الذي أشهد بأنني لم أعرف إنساناً أكثر منه رحابةً وسعة نفس. وهذا هو يا عزيزي فيصل الموقف الذي كنت( أهتمُّ منه وأنصبُ) : أن تُرحب بي قبل أن أعزيك! كان هاشم قد زودني برقم هاتفك قبل أكثر من ثلاثة أسابيع. وقد حاولته عدة مرات، (ربما بلغت العشر)، ولم أجده إلا مشغولاً في أيٍ منها. ثم هاتفني اليوم، من باب الصدفة المحض، لمدةٍ تقارب الساعتين. وشكوت له هاتفك (لا شخصك الذي ليس فيه موضعاً للشكاة). فقال لي إن "فيصل يتفهم ذلك ولن يلومك". فأي قبيلٍ من الملائكة أنتم؟
لك من التعازي أحرها وأصدقها. وأرجو أن تنقل تعازيَّ الحارة لجميع الأهل واحداً واحدا. أولئك القوم الذين آووني في أيام الوحشة، ووثقوا فيَّ حين عزت الثقة، وأكرموا وفادتي بأكثر مما أستحق.

أعتذر مرةً أخرى بولا

Post: #90
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: bayan
Date: 04-10-2004, 04:41 AM
Parent: #87

Quote: الشاهد، أن ما يجري بيننا هنا كمجرد تسامر، وسرد لنتف من الذكريارسم، صورة التاريخ.
ت، أمر له قيمته التاريخية. فلسوف يأتي باحثون، حاذقون، لاحقا، ويعيدون تركيب صورة التاريخ، من مثل هذه الشذرات المبعثرة، من شاكلة نلقي به هنا، وهناك. وواضح أن (الإنترنت) سوف تصبح سجلا ذاخرا بالمعلومات للباحثين في مقبل الأيام. ولا تخفى على أحد بطبيعة الحال، أهمية الكلمة المكتوبة، مهما قل شأنها، في إعادة تركيب، وإعاد

استاذنا المبجل
حلمى ان يكون هناك قسم فى كل جامعة للدرسات السودانية
يمنح منح دراسية لباحثين حاذقين.. ليجمعوا كل معلومات
عن كل شئ عن السودان..عندما كنت اذهب الى دار الوثائق
وارى مثلا الدواوين المخطوطة والكتابات كنت اشهق بالدهشة لهذه
الكنز المدفون الذى يبحث عن من يجده..
الطلاب يتجنبون عمل اى دراسات اكاديمية عن السودان لصعوبة الحصول على معلومات..كنت قد اقنعت احدهم ان يقوم بكتابة بحثه عن السودان
وهو خريج اقتصاد ومساعد تدريس وبعد كثير من الحوار الاقناع وافق
وبعدها ندمنا معا لانه لم يستطيع التحصل على المعلومات الكافية وامتدت رحلته لجمع المعلومات عاما كاملا بدلا عن 6 اشهر ارسل اسرته الى السودان لانه بقى بدون منحة لتأخره فى البحث وصار فى غاية التعاسة.. وقال لى لو كتبته فى موضوع عام لكان وجدت كل المعلومات بكلك من الماوس وصدق فيما قال..
ما تفعلونه الان كما قلت هى لعمرى هدية لمن يريد ابدا ان يكتب عن
تلك الفترة..
ومن هنا لماذا لا نحاول مساعدة دار الوثائق ضمير الامة و(سحارتها)
لكى تقوم بدورها فالفوضى تضرب بأطنابها هناك و الودائع مسجلة وغير معروف مكانها.. كما حدث لودائع محمد عبدالحى التى طلب ان تفتح
بعد 10 سنوات من موته ..
وايضا لا توجد بها اجهزة تصوير الصحف .. عندما ارى دار الوثائق هنا ابكى بالحسرة واموت..
والصحف غير محفوظة فى مايكروفيلم الغبار يملأها كما قال صديقى الساخر
الذى ذهب لمساعدتى فى البحث عن صفحة الجامعة فى صحيفة الرأى العام:
جد دار وثائق ولا اثار ما عارف..لانه بعد الخروج من هناك لايام
يكون طعم و آثارالغبار فى الفم والانف

اتمنى ان يكون قدوم بولا الميمون هو فاتحة خير على الثقافة السودانية
توثيقا و تحريرا.. وان يتشجع بعض الشباب فى عمل ابحاث
عن هذه الكوكبة من الرجال العظماء.. او تتكون ورشة عمل
كل شهر يبحث المهتمين منكم ليوثقوا لكاتب او فنان
مثل بوست اباداماك..

ناسف اذا اتى حديثى غير متسلسل و وغيرمنتظم فقط رهبة وجود هؤلاء
العظام كافية لجهجة كل التلاميذ فنحن من جيل يوقر شيوخه ويعظمهم وتاخذه الرهبة منهم..
لكم كل الاجيال المتداخلة معزتى واحترامى

Post: #91
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Sidgi Kaballo
Date: 04-10-2004, 04:52 AM
Parent: #87

العزيز دكتور النور
غبت عن الكمبيوتر ثلاث أيام لظروف عمل طارئة، فإذا بي أفاجأ بنجاح عظيم لك في هذا البورد وهو إقناع الفنان العالم عبدالله بولا بتشريف البوردفلك الشكر

أخونا بولا
مرحبا بك ولعلنا نتشرف بعد قليل بإستضافة حسن موسى حتى ننعم في هذا البورد بفن ونقد وثقافة ظللتمامنذ السبعينات تنشران ألويتها وتفتحان للجميع ما أغلق من أبوابهاوسيكون البورد نافذتكم لكي تطلوا على أجيال جديدة عطشى للمعرفةوالبحث والإكتشاف.
مرحبا بك مرة أخرى

Post: #89
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: hala guta
Date: 04-10-2004, 04:33 AM
Parent: #1

الف مرحب بالدكتور عبد الله بولا

Post: #92
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-10-2004, 04:58 AM
Parent: #1

يا بولا اتمنى لو نشرت "مصرع الانسان الممتاز"

وبكون اجمل لو جبتا لينا المتمرد الاكبر والذي احب لعبه باللغة "حسن موسى"

منكما تعلمناالشجاعة والبسالة في الحوار

وما شي مفيد بقع واطة

مرحبا بك مرة اخرى

المشاء

Post: #93
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-10-2004, 10:05 AM
Parent: #92

أسعدني أن تجاوز هذا البوست، مجرد عبارات الترحيب، ليتداعي، قليلا، قليلا، ويدخل في لب القضايا. ولا غرو، فهو بوست في الترحيب ببولا. وشكرا لبكري الذي جعل هذا البوست في واجهة البورد.

ليس لدي وقت الآن، ولكني عائد بعد سويعات، بإذن الله.

شكرا لمصطفى مدثر، ويبدو أن حدسك قد صدق. فقد زانت المشاركات الجديدة، بدون شك، عطلة نهاية الأسبوع في نصف الكرة الشمالي، وقبلها في العالم العربي، والإسلامي.

شكرا كوستاوي على الإنطباع المشجع، وشكرا دكتور حيدر بدوي، وسأعود إلى ما تفضلت به، من إشارات، بشيء من التفصيل. شكرا عمر عبد الله، وشكرا معتصم دفع الله.

فيصل محمد صالح، شرفت ونورت، ولي عودة لما تطرقت إليه.

شكرا احمد المرضي، وشكرا مأمون زين. وشكرا بشاشة، وأنا مثلك أحب أن أرى بولا في معمعة تأصيل الفكر السوداني، وتقعيد هويتنا. ولن يهدأ لنا بال، حتى نرسى على بر.

شكرا دكتورة بيان، وسأعود لموضوع البحث العلمي في السودان، ولموضوع التوثيق. لقد اثرت موضوعا هاما جدا.

شكرا دكتور صدقي كبلو. أنا أسعد الناس بقدوم بولا، ونأمل في غد عامر وبهي.
شكرا هالة قوتة. وشكرا مرة أخرى اسامة الخواض.
وسوف أعود، بعد سويعات، كما ذكرت.

Post: #94
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: السمندل
Date: 04-10-2004, 11:49 AM
Parent: #1

بالطبع ، مرحب بالناقد ( الفنان الشامل ) عبد الله بولا ، الذي لم أعرفه إلا من خلال ما كتبه وقدّم به مجموعة صلاح الزين القصصية ( عنهما والأكليل والانتظار ) ثم في بعض الكتابات المتفرقة في الصحافة العربية كتبها هو أو كُتبت عنه ( القدس العربي + الحياة ) وكذلك خلال السجال النقدي / الفكري الماراثوني بينه وحيدر ابراهيم في جريدة الخرطوم .. وتيقنتُ ـ مذّاك ـ أن سيرته ستكون منقوصة في ذهني ، ما لم أقرأ له كتباً تخصه ، لا أدري متى سيتيسر لي اقتناءها ..
أقول هذا لأنني ـ مثلكم تماماً ـ مصاب بالأسى لأن مفكرين وفنانين وكتّاب سودانيين كثيرين ، مشتتين في أطلس العالم ، تنتظرهم أغلفة كثيرة موّقعة بأسمائهم ، وعبد الله بولا أبرزهم وأكثرهم سكوتاً .. ولا أريد أن أكرر ما شبّه به حيدر ابراهيم حال المثقفين السودانيين الذين اختصرهم في شخص بولا ، بأنهم مدمنون لثقافة المشافهة ، ويجتنبون الكتابة والتوثيق لأن ( قعدة الكتابة .. حارة ) .. هل ـ حقاً ـ الأمر بهذا الشكل التبسيطي يا دكتور بولا ،، ويا كل المثقفين والمبدعين ؟؟
ربما كان كذلك .. وهنا ، أضرب مثلاً وأقول بأنني ( فكّرت ُ ) مرةً في انجاز ملف عن المثقفين والمبدعين السودانيين في الخارج ، لجريدة الزمان اللندينة آنذاك ، وجريدة الخرطوم ، يدور محوره حول سؤال كبير يتقسّم إلى فروع ، ويقول : المبدع السوداني .. أين أنت وماذا تفعل ؟؟ واخترت عددا هائلاً من المبدعين السودانيين في السعودية ، وخاصة في جدة التي صارت مثل أم درمان في أذهان قاطنيها السودانيين ، كما يصفها بحق صديقنا بابكر حسن مكي .. وزعتُ المحور على كثيرين ، وعلى رأسهم الدكتور بشرى الفاضل لكن بلا رد ،، فطارت في ذهني مقولة دكتور حيدر ( قعدة الكتابة .. حارة ) وحاولت إيجاد صيغة للتبرير ، فما عرفت ..!! فإذا كان الأمر يتعلق بالإجابة عن بعض الأسئلة ،، ما بالك بكتابة ديوان شعر ، أو مجموعة قصصية ، أو دراسة جمالية ، أو بحث تاريخي ؟؟
لقد تيسر للمبدعين السودانيين أن يتفرقوا في عواصم الشتات ( على ما في ذلك من فجيعة ) واستطاعوا أن يراكموا تجارب وثقافات ممتازة كان من المفترض أن نرى نتاجها بالعين المجردة ، كتباً ودراسات ووثائق .. فما الذي يحدث ؟؟ لماذا يبدو انتاجنا الثقافي والإبداعي ضئيلاً إلى هذا الحد ، مقارنة بنتاج آخرين ربما كانوا أقلّ منّا وجعاً وغربة ، وحتى موهبة ؟؟
أعذرني ،، دكتور النور ،، على هذا الترحيب الغريب بالشاهق عبد الله بولا .. لكنها الحسرة يا سيدي .. أن يكون عبدالله بولا ( ومثله كثيرين ) معروف في الخارج ومحتفى به .. ونحن ( أهله وناسه ) بالكاد نعرفه !!!
أهلاً بك دكتور عبد الله .. أهلا بك كثيرا

Post: #96
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ibrahim Algrefwi
Date: 04-10-2004, 04:47 PM
Parent: #1

انت مصباح الدجي بل انت دجي المصابيح

الف شكر الجميع
علي هذي الفرصه العمملاقه بان نحاور استاذنا في الكثييييير

وحبابك جداً

Post: #97
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-10-2004, 08:58 PM
Parent: #96

شكرا نادوس 2000
شكرا مانديلا
شكرا السمندل
شكرا إبراهيم

وأعود إلى البوست، مرة أخرى، كما وعدت، "والعود أحمد"، كما يقولون.

لقد أثار المشاركون المرحبون العديد من القضايا، وهي قضايا ربما ربطها، كلها، خيط واحد، يمكن تلخيصه فيما تحتله الثقافة، من مكانة هامشية، في الهم السياسي السوداني. ويقع هذا، بطبيعة الحال، ضمن ما أشار إليه عالمنا الجليل، الدكتور منصور خالد، في سياق آخر، حين جعل بطء حركة التحول في مسارنا السياسي، عنوانا لأحد كتبه: ((النخبة السودانية، وإدمان الفشل)). وما من شك أن الفشل السياسي قد فاض ماؤه، وغمر أقاليم الثقافة، عبر الثماني والأربعين عاما، التي أعقبت لحظة الإستقلال، فلون تلك الأقاليم، بلونه القاتم. ولا يغيب عن البال، أيضا، تمشيا مع (غلوطية) البيضة من الدجاجة، أم الدجاجة من البيضة، إحتمال أن يكون الفشل الثقافي، أو قل فترة المخاض الثقافي الطويلة، التي لم ينتج عنها، حتى هذه اللحظة، مولود، واضح المعالم، هي التي قادت إلى العجز السياسي، المزمن.

تعرضت الأراضي التي تمثل الآن، عضد السودان الحالي، في مجملها، لكثير من النقلات السريعة، عقب انهيار الحضارة النوبية، لحظة أن تحول مركز الثقل، التجاري، والحضاري، إلى أمبراطورية أكسوم في الديار الحبشية، في بدايات الألفية الأولى الميلادية. انتشرت المسيحية في الديار النوبية، في القرون الميلادية الأولى، وتمسح النوبيون، وظلت المسيحية سائدة، حتى بدايات القرن السادس عشر. وأفل نجم المسيحية، في هذا الإقليم، بعد أن قضى تحالف الفونج، مع العبدلاب على مملكة سوبا، في سنة 1504 ميلادية. وتحول الوسط النيلي، في مجمله، إلى المعتقدات الإسلامية، خاصة الصوفية منها. وبعد ما يزيد قليلا، على الثلاثة قرون، سقطت دولة الفونج تحت قبضة الحكم التركي، المصري، وظلت تحته، لمدة 64 عاما. ثم أعقب ذلك الحكم المهدوي الذي لم يدم أكثر من 14 عاما. أعقبته فترة الحكم الإنجليزي المصري، الذي دام لمدة 58 عاما.

الشاهد هنا أن تاريخنا العقائدي، والسياسي، والثقافي، قد تعرض، في مجمله، لنقلات كثيرة، وحادة. وكل ذلك يقتضي مقاربات بحثية متأنية، وشافية. ولعل الوقت قد أزف لبعث أصول تكويننا الثقافي، الإفريقي، على ضوء صورة تاريخنا التي تجري، الآن، عملية إعادة تركيبها، على قدم وساق.

أثارت قصة فيلم الفيديو الذي يصور مدينة بربر، التي حكى عنها بولا، كل هذه الهموم، التي أشرت إليها، آنفا. فقد زرت مع بولا، وبصحبتنا الأخ خلف الله عبود، بربر في صيف 1971. وقد كانت تلك هي المرة الأولى التي أتجاوز فيها الخرطوم شمالا. وقد كنت أظن أن هندسة البناء في السودان الشمالي، شبيهة لما ألفته في الوسط، في منطقة الجزيرة. غير أن تلك الزيارة لمدينة بربر، قد قلبت ذلك المفهوم، رأسا على عقب. رأيت بيوتا مبنية من الطين، في بربر، لم أر مثلها من قبل، من حيث الضخامة، وارتفاع السقوف، وسعة الغرف. كما شاهدت أقواس الطين لأول مرة. وكنت أظن أن الأقواس لا تتماسك، إلا إذا بنيت من الطوب الأحمر! الشاهد، أن بربر قد كانت مركزا تجاريا كبيرا على النيل، وقد كانت موصولة بسواكن على ساحل البحر الأحمر. وقد جرى ذكر ذلك كثيرا، في تاريخ الحقبة التركية في السودان.

لا يعرف الإنسان قيمة ما يملك، حتى يعرف كيف يثمن الآخرون اشياءهم. أقوم الآن بتدريس كورس عن الفنون البصرية لإفريقيا. ويشمل الكورس دراسة فنون منطقة الحزام السوداني الكبير جنوبي الصحراء في امتداده من تخوم البحر الأحمر شرقا، وحتى ساحل الأطلسي غربا. وتحتل جمهورية مالي، مركز ثقل كبير في المادة المشمولة في هذا الكورس، بحكم أنها موطن إمبراطوريات، مالي، وسونغاي، وغانا. وبحكم وجود حواضر تاريخية هامة فيها، مثل مديتني دجين، وتمبكتو، اللتان ألهبتا المخيال الغربي الإستشراقي. الشاهد، أن شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تحوي مواقع يخطئها العد، ترصد أبنية الطين في مالي. وأحد هذه المواقع، يعرض ما يزيد عن الألفي صورة لمسجد مبني بالطين في جمهورية مالي، وما جاورها! أقول هذا لأنه لا يوجد موقع واحد يرصد أبنية الطين في بربر، مثلا، وهي ابنية، لا تقل سحرا، وإدهاشا عن أبنية مالي. وقد ظللنا ننظر إلى سواكن منذ استقلالنا، وهي تنهار حجرا حجرا، حتى انهارت أبنيتها، عن بكرة أبيها، وأضحت أكواما من الحجارة الكورالية.

زيارتي لبربر مع عبد الله بولا، والأخ خلف الله عبود الشريف، فتحت عيني على واقع متحقق في بلادي، لم أكن اعرف عنه شيئا، حتى وقفت عليه بنفسي. وهذا أحد الدلائل الدامغة على كوننا ندرس منهجا، عربسلاميا مستوردا، يمجد حواضر، لا تربطنا بها، في حقيقة الأمر، سوى العقيدة الدينية. التي تجمع أيضا، وعلى سبيل المثال، فقط، بيننا وبين أقوام في مجاهيل الصين، لا نعرف عنهم الكثير. الشاهد، أن رؤية بربر، بعيني عبد الله بولا، كفنان تشكيلي، عارف بجماليات البناء، وبسحر المعمار، أسهمت في تنبيهنا، إلى الوعي، بذاتيتنا، وبإسهامنا الحضاري، وبهويتنا المتجذرة في تاريخنا.

الطريف أن ابنية الطين، تجد اهتماما غريبا في أمريكا. فقد عُرف هنود البيوبلو بأبنية الطين في جنوب غربي أمريكا، في ولاية نيو مكسيكو. وبيوت البيوبلو الطينية، تشبه البيوت السودانية بشكل غريب. وتتميز مدينة سانتافي بولاية نيومكسيكو ببيوت الطين التي يملكها الأغنياء من نجوم هوليوود، الذي يمضون فيها فترة الشتاء. لكون شتاء سانتافي شبيه بشتاء السودان. فهو دافيء، ومشمس. ويباع البيت، من هذه البيوت الطينية، البديعة الصنع، بما يصل أحيانا، إلى ملايين الدولارات. وذلك لكونها يتم بناؤها باليد، وتستغرق زمنا طويلا. كما أن الذين لا يزالون يعرفون مثل هذا الفن، القديم، قد أضحوا ٌليلين جدا.

الشاهد أن فينا عللا كثيرة. ونحن بحاجة ماسة الآن، لمعالجة كل هذه العلل المزمنة. لا يمكن أن نكون، نحن أحفاد من بنوا الحضارة المروية، والنبتية، ونحن على ما نحن عليه الآن، من العجز، ومن الخمول. لابد أن شيئا ما أصابنا في مقتل. فحديث الدكتورة بيان عن حال مؤسساتنا البحثية، وطرق حفظنا للوثائق، وإهمالنا لتوثيق، إنما تعود في بعض جوانبها، إلى قلة اعتدادنا بموروثنا، وقلة معرفتنا بسماتنا الحضارية التي تميزنا. وكذلك إشارة السمندل الشديدة الأهمية، إلى قلة التدوين عندنا، وفقر مكتبتنا، كأمة.

لابد من مراجعة الصيغة البدوية، الصحراوية، للإسلام التي شابت رؤانا، في القرون الخمسة الأخيرة. فهي التي حالت بيننا وبين الفنون، كلها، رسما ونحتا، ورقصا، ومعمارا. بل هي التي باعدت بيننا وبين كل صور الحياة الطبيعية التي يحياها بنو البشر، اينما وجدوا!! اغترابنا عن جذور هويتنا هو الذي جعلنا نسقط حبيسي تجريدات عقلية صدامية، إقصائية، ونرجسية. أعني، تجريدات تحفل بصورة المرء المتوهمة عند نفسه، بأكثر مما تحفل باي فعل خلاق يزين الواقع، ويزيده حلاة، وطلاوة، ويجعل منه واقعا حابسا لأهله بين جدرانه، ومستوعبا لطاقاتهم الخلاقة. وما هجرتنا الجماعية المأوساوية في العقدين الأخيرين، إلا أقوى دليل على صورة وعي الأمة المضطرب بتاريخها، وسيادة العقل الذي يأكل نفسه بنفسه، ويطرد نفسه بنفسه، خارج إطار تاريخه، الزماني، وتاريخه المكاني.

أرجو زيارة هذه الوصلة لمساجد مالي الطينية:
http://archnet.org/library/images/sites.tcl?select=collection&key=563

Post: #98
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-11-2004, 00:16 AM
Parent: #1

عزيزي النور،

"خِلِّي وشيخي وإسنادي وعافيتي ومن يدوم "وود الناس لا يدُمِ". وهذا إذا لم تخني الذاكرة من شعر المجذوب في عبد الله الطيب، من حوارٍ أجراه معه عبد الرحيم أبو ذكرى، في منتصف السبعينيات، بمجلة الثقافة السودانية. إلا أن شكَّاً يخالجني في أن العكس هو الصحيح، فليسامحني قراؤك حتى أتأكد. وهذا يرد على أية حالٍ في مقام المحبة لا مقام التحقيق. وكل قولٍ في مقام المحبة وذكر المناقب سائغٌ وجائز، على حد رأي الصديق عبد الله على إبراهيم الذي طالما أمتعني قلمه النضر. وقد وضعت شطراً من عجز البيت بين مزدوجتين عرفاناً وإنصافاً لأصدقائي ومعارفي وأحبابي فقد عهِدتُ فيهم دوام الود، وهو ما لا أملك في دار الدنيا سواه.
يا تاج رأسي عفوا، تعطيني أعلى من قدري. فأنا الذي هيأ لي حسن الحظ النزول بمرفأً معرفتك الذي هو موطن للندى عامرٌ ومكين... ولتسمح لي، وأرجو أن يسمح لي المتابعون لهذا البوست أيضاً، باقتحام حصون حيائك المنيعة الممتنعة و وأفياء تواضعك السامق الأصيل، المتجذر في مبادئَ عضوض من مقاتلة حظ النفس، لا تشدق فيها ولا ادعاء. فأشرعُ في مدح خصالك، وأحاول أوفيك نذراً قليلاً من حقك في الفضل عليَّ وعلى حركة النهضة الثقافية بحنتوب، وبكلية الفنون، وحركة المعرفة والإبداع ومصابرة الحق في ذلك البلد الذي ابتذلت فيه حُرمتَه إلى الحد الذي جرؤ ت فيه ثلةٌ من ضعاف العقول والذمم والنفوس، بقيادة مغتصبٍ مستبد صعلوك، على "محاكمة" مفكرٍ علمٍ في رأسه نورٌ كالأستاذ محمود.
كان النور في السادسة عشرة من عمره حين التقيته بحنتوب. وقد كان ذلك بعد يومين أو ثلاثة أيام من وصولي إلى تلك القرية المدرسية التي التقيتُ فيها بنفرٍ ممن شكَّلوا فيما بعد دُرر منتصف عقد أصدقاء العمر. وشد انتباهي منذ اللحظات الأولى بسعة وتنوع قدرته على التعبير. ثم وقفت في اللقاءات التي أعقبت ذلك، وقد كانت يوميةً تقريباً، على مدى إلمامه بالشعر ( العربي، حتى لا أطلق العبارة فشجرة باسقةٌ مسشتجرة، والعربي فرعٌ فيه)، القديم والمعاصر، وخصوبة موهبته الشعرية، وقدراته التشكيلية والموسيقية التي لا تحتاج ملاحظتها إلى طول تأمُّل. وكان في السادسة عشرة من عمره. ولتقرأوا معي هذا المقطع من قصيدةٍ عاميةٍ له في ذلك الزمان الباكر، وهي في ما أذكر، عن إحدى رفيقاته في ملاعب الطفولة وباكر الصبا، بعد أن شبت ودخلت، أو أُدخلت في الحقيقة، ساحة المحظور على الصبايا من الاختلاط بالصبيان حتى في سنٍ هي من الطفولة على نسبٍ قوي. ولم تعد تعاود ساحة اللعب والطلاقة. فكتب النور معبراً عن حسرته على مصادرة رفقةٍ قمعت في شرخ صباها :

"منو الكان بفتكر يا ناس فطين بت ستنا المَهَبُوشة تتنكر لود ابْ تِشَّهْ والهُرُّبُ". و"ود اب تشه، والهُرُّب" من صنوف ألعاب الأطفال في قرى الجزيرة في عداد صنوف الشغف باللعب في ذلك العمر. (وأرجو التزام التشكيل والحركة والإدغام في قراءتها فموسيقى شعر النور، شأن موسيقى كل الشعراء الكبار، لا تتحمل المساومة والتهاون في ضبط قراءتهاوأتمنى أن يتحفنا النور بنشر نصها في هذا البوست فقد ظللت أتشوق لها زمانا)). وقد كان في السادسة عشرة من عمره. فتأملوا!!! ولذا فإن ما لاحظه عثمان حامد، أو ربما قلت ما بدا له، من وجوهِ تقارب بين أسلوبي في الكتابة وأسلوب النور، إنما هو من فضل النور على، وهو فضلٌ مديدٌ لا أطمع في الإحاطة بوصفه في هذه العجالة. ثم لفت نظري انشغاله الفكري بكبريات قضايا الوجود الإنساني وأسئلته العصية. ولعل هذا، بل إن هذا على التحقيق، هو ما وقف دون النور ودخول الجبهة الديمقراطية في حنتوب وكلية الفنون، فقد كان اليسار الشيوعي والديمقراطي "الماركسي اللينيني"، على سموق مساهمته التي لا جدال فيها، في ترسيخ فكر الحداثة والعدالة في حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية، فكراً يقف على غلوٍ كبيرٍ من الاعتداد بالنفس والاطمئنان إلى امتلاك ناصية الحقيقة. وهذا تراث لا أعفي نفسي من مغبة التأثر به في مرحلةٍ لاحقةٍ من وجودي في حنتوب، وفي كلية الفنون بعد إفامتي القصيرة ضمن هيئة التدريس فيها. (ولعل النور أن يغفر لي تدقيق معلومةٍ أوردها عن "انضمامي" لهيئة التدريس بالكلية، وليس تصحيحها: فقد جاء بي إلى الكلية الأستاذ الجليل محي الدين الجنيد، مفتش الفنون في ذلك الوقت، (1972)، بعد أن حار في أمر حمايتي من سوط وسيف وعكاز مكتب إدارة شئون المعلمين، "وتأديبهم"، بوزارتنا الموقرة. والبقية معروفة : طردتني إدارة الكلية، أنا وثلاثة من طلابي (هم هاشم محمد صالح وعلاء الدين الجزولي وحامد على أبو القاسم) ـ وثلاثتهم من أميز المبدعين من أصحاب المواهب المتعددة الذين دخلوا الكلية، على إطلاق العبارة ـ بعد عامين، ظللت فيهما أستاذاً هامشياً غير معترفٍ به، لا يملك مكتبا ولا حتى تربيزة، ولا يدعى لحضور اجتماعات الأساتذة الدورية). وليس من مجالٍ للتفصيل في هذا، من فرط بؤس واقع وقتي المجحف الضنين. وقصارى ما يمكنني قوله في هذا الحيز إنني لم أكن يوماً على يقينٍ أو اطمئنانٍ إلى صحة عقائدي الفكرية،و لا أزال أقيم على حافة الشك هذه ومؤاخذة النفس على أي عبارةٍ تقريريةً صَمَدةٍ تصدر مني.
(وسأعود لأواصل)، فابنتي "نُوَّار"، (وهي مصيبةٌ وقعت على في عقر داري، بعد أن كنت قد حبت أنني فرغت من مشقة معافرة أمور متعددي المواهب العصاة) تحاصرني بإلحاحها في أن أترك لها جهاز الكمبيوتر الذي يستخدمه خمستنا، والذي أحظى فيه بنصيب سلحفاة عجوز بين أربع "أسدات" لا يشق لهن غبار في إدمان الإنتر نيت وبراعة التجول في دروبها المشتجرة الوعرة.

Post: #99
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: رقية وراق
Date: 04-11-2004, 03:30 AM
Parent: #98

شكري الجزيل للدكتور النور حمد.
الأستاذ د. عبد الله بولا لك التحية والتقدير .
أشعر أن مجيئك للمنبر وهذه الحوارات عن هذا القرب ، أشعر أن هذه هدية هبطت من السماء على المنشغلات والمنشغلين بشأن الابداع والفكر من جيلنا . هبوط كهبوط المطر وقت الحاجة ، لا كهبوط الغول المتخيل الذي أمسكت به مقولتك الشهيرة من قرنيه أو من قرون ما أنتجه من ثقافة أعملت في تشريحها مبضعا دقيقا . وان كتابتك هنا لأصدقائك وعنهم تعطي انطباعا محببا للغاية عن هذا الجانب الشخصي في التعامل والتعاطي معهم وقد أسعدني اشراكي كقارئة في ذلك . تفرض علي ظروفي الشخصية وشح الزمن الاعتراف بأن أرجل الرغبة في التواصل بالمنبر ، أطول بكثير من لحاف اليوم القصير ، بيد أني أتمنى ، مع ذلك ، أن تمدها ـ أرجل التواصل ـ أقصى ما تستطيع .

Post: #100
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الكيك
Date: 04-11-2004, 05:26 AM
Parent: #99

انا اسف للتاخير بالترحيب بالاستاذ بولا فهو اكبر كسب للبورد فى السنة الاخيرة وشكرا للنور حمد الذى استدرجه الى الميس حيث يستطيع بولا بثقافته الغزيرة اثراء البورد بكل ما هو جميل
قبل اربعة ايام كنا نتحدث عنه انا والاخوان احمد وحسن محيسي و\كرناه بالخير وثمن حسن محيسي مستواه الرائع فى الكتابة وخاصة ما ورد فى مجلة جهنم .
ونريده الان اعادتنا الى فترة الثمانينات والى روائعه التى كانت تنشر فى الايام وبقية الصحف السودانية .
تانى مرحب ومبروك لكم جميعا .

Post: #101
Title: رحبوا معى
Author: mohmmed said ahmed
Date: 04-11-2004, 06:10 AM
Parent: #1

الكلام جاب الكلام والبوست بمهلة شديدة ماشى يكون عامر بمساهمات وكتابات اكثر من مجرد الترحيب
لفت انتباهى ان هناك روح من المحبة والاعجاب والصداقة بين الاحباء كتير نحنا السودانين بنخجل من ابداء المحبة والاشادة لبعضنا البعض هنا اسعد بحديث التقدير بين بولا والنور واسامة وبولا وفيصل وبولا

ويا الكيك احمد وحسن محيسى بى معرفتهم وثقافتهم وادبهم الجم لهما مقعد فى هذا المكان

Post: #102
Title: Re: رحبوا معى
Author: mohamed elshiekh
Date: 04-11-2004, 08:15 AM
Parent: #101

تابعت وبشغف كل ما جاء من مداخلات ومشاركات الاخوة المرحبين
ويبدو اننا سوف نسعد جدا ونفخر بوجد كنز مثل بولا الذى لم اكن اعرفه سابقا الا من خلال المتناثر القليل .
شكرا جزيلا د.النور لاهداءك لنا هذا الرجل المهرجان
وشكرا جزيلا الاخ بكرى على ضمك هذه الجوهرة الى هذا العقد الفريد
هيا دكتور بولا اختر مكانك وامتعنا بحرفك الندى .

اقامه طيبه اتمناها لك بيننا





وهيا تفضل كأس من عصير الموده الصافى ترحابا بمقدكم الجميل .

Post: #103
Title: Re: رحبوا معى
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-11-2004, 08:37 AM
Parent: #102

الأعزاء
رقية وراق
الكيك
محمد سيد أحمد
محمد الشيخ

واضح أنكم جميعا على معرفة بعبد الله بولا، وعلى صلة به، من نوع ما.
فأنتم، كما بدا من مداخلاتكم، أصحاب فكر، ومهتمون بشؤون الفكر، ومتابعون لمساراته.
نرجو أن نرى مساهماتٍ متصلةً منكم، في دفع مسارات الحوار والتنوير.

شكرا لكم جميعا على الترحيب ببولا، ودعونا لا نبرح صومعة الفكر.

Post: #104
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: gessan
Date: 04-11-2004, 08:44 AM
Parent: #1



شكراً للبورد..
شكراً د. النور حمد ..
شكراً للجميع ..
وألف مرحب بالتشكيلي د.عبد الله بولا ..

قيسان

Post: #105
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-11-2004, 09:49 AM
Parent: #104

اتجول في هذا البوست كل يوم واتنسم فيه روح تلك الايام ، التى لم ندرك جمالها الا بعد ان اخدتنا الغربة، ايام كانت متوهجة رغم عسف الطاغية نميري ، كل ما اقرا هذا البوست يطوف في خاطري الانسان الشفيف الذي كنت وما زلت اظنه اجمل البشر في طباعه واخلاقه الراقية ،شعلة من النشاط والوعي المعرفي في تواضع يجعلك تنحنى له اجلالا ، ومنه سمعت اسم _بولا _ قبل ان اراه وفعلا تعرفت من خلاله عليك يا بولا انه الانسان الباهر هاشم محمد صالح تلميذوصديق الفنان بولا فاي
الدروب نلتقيك اخي وصديقي ابو البشرى ،ا مازلت تحرق شمعتك من اجل العلم والمعرفة ايها الطموح الجاسر، ليتك تتواصل معنا عبر هذا الوطن الافتراضي وياريت ابو فاطمة يفلح في جرك الينا حتى يكتمل القمر ويحلو السمر ومنكم نستفيد فانتم دائما الغدوة ايها الافذاذ .

Post: #106
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-11-2004, 05:14 PM
Parent: #1

أرجو المعذرة، فقد وقع خطأٌ في تركيب النص بفعل جهلي بتقنيات استخدام البورد، فضلاً عن بعض أخطاء الطباعة، وقد اضطررت لشطبه لإعادة تصحيحه. بولا

Post: #107
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Mohamed Adam
Date: 04-11-2004, 08:13 PM
Parent: #1

الاخ النور حمد
شكرا لك وللجميع ...و
فخرا لهذا البورد بانتماء هذا العملاق .
نتمني وفي القريب العاجل ان يكون بولا المعرفه في الغرب والشرق والجنوب وفي كل بقعه من وطنا كانت قبيل مظلمه من نور المعرفه امثال ضيفنا الكريم بولا.
ونيابه عن نفسي وغرب البلاد اهدي اجمل ( حمدالله الف علي السلامه).

Post: #108
Title: huh?
Author: Maysoon Nigoumi
Date: 04-11-2004, 08:18 PM
Parent: #1

أحاول ان أكون أنيقة في الحديث
و معبرة
all i can manage
هو شهقة إندهاش
wow
و
hi
زعروتة كان دايرين)
مرحبا بي دكتور عبد الله بولا
ما قادرة أرحب بيك في مكانك

Post: #109
Title: Re: huh?
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-11-2004, 10:01 PM
Parent: #108

شكرا محمد أدم
شكرا ميسون نجومي
وفي انتظار إطلالة بولا.

النور حمد

Post: #110
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-11-2004, 11:38 PM
Parent: #1

أرجو المعذرة فقد شطبت المداخلة بسبب أخطاء مطبعية، ولإدخال إضافات قليلة، لكنها هامة. ولعلكم تعلمون تشددي في خصوص الأخطاء المطبعية، وهو داءٌ لن اشفى منه ولا أقبل فيه نصيحة الناصحين.
بولا

Post: #111
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-12-2004, 00:54 AM
Parent: #110

الأخ قيسان
أسف، فقد سقط أسمك مني في قائمة الشكر الأخيرة
أرجو المعذرة، ولك الشكر مرتين.
النور حمد

Post: #112
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Hashim.Elhassan
Date: 04-12-2004, 07:36 AM
Parent: #1


دكتور النور
لك جزيل الشكر و الإمتنان..وما يكفي عني شيئاً!!
لا تزال تتحف المنبر باللآلئ من ذاكرة وادب وعلم و ورأي من فكر وثيق ثم لا ترضى و لا نحن..إلا وأهل كل ذلك ممن نكاد لا نلم بهم او بفكرهم ولو لماماً.. بولا ( على شهرته في المدى الثقافي و افاق التحديث) في الصدر منهم و قمر منير…يزينون هذا المنبر..مبارك جهدك و أنور..
وبعد..
كما أهلنا لزائر عظيم ك عبد الله بولا…
نقول في صدق وصداقة:
مرحبا مرحبا مرحبا
مرحبا
مرحبابك
مرحبا مرحبا مرحبا ..
مرحبا
حتى تحسبها لن تنقض..
أطال الله اقامتك يا دكتور بولا في هذا المنبر حافراً في صخر المعرفة (ترمي ساس الحداثة) وتعقد باللغة النظيمة سقف البناء..
الأكيد هو أنني سوف اتابع و أقرأ كل ما يجود به بحرك الخضم من درر ما انبغت لنا في الحظوظ التعيسة (التي نتقاسمهابالقسط في جيلي هذا)..و بي جوع!!
و قد أتفق أو إختلف مع أو فيما أقرأ ( كمثل سيرة فيصل محمد صالح الجابا عاليه)
و لكنني حتماً لن أختلف مع قول كهذا:
(و اين هي الثقافة التي تمثل نظاماً مغلقاً؟؟)
هو من صميم اقوالكم النافذة في نقد الإستلاب و الإغتراب و المركزية المستعليّة و(التقوقعية) وأدب الإستشراق في صدوره و/ أو وروده.
و هو من قبل وبعد قول في التسامح سديد، و دعوة للتثاقف دالة ، و جدير فقط ب بناء عظيم..
و هنا لا بد لي من الإشارة إلي ورقة (( في مفهوم الخصوصية و العالمية: تأملات نقدية و إشكالية [أولية])) التي في اوراق ( ندوة : السودان: الثقافة و التنمية---نحو إستراتيجية ثقافية) مركزالدراسات السودانية1999 القاهرة.
هي كل ما قرأت لكم قبل هذا الخيط .. وبعد، فقدإستلبتني لا تزال ، و ما قدمتموه بها من تواضع حميم و آسر..وفيها جاء قول لك إعتراضي (ما كاد أن يؤدي بي إلى الكفر بالأنسان……………… لولا حرز حصين من الرؤية النقدية ورثته اولا من رفاقي المبدعين البواسل في الحركة النقدية السودانية ( بشقيها الشعبي و [ العالِم] والأفريقية ، و العربية…….) مما اراه يتعين في بعض مداخلاتك اعلاه..فتعلو مقاما ويزدان حال المنبر…ومع أسامة الخواض ارجو لو تنشر علينا مقتل الإنسان الممتاز..
ولأننا يا دكتور النور من جيل يحب برد الجنة، و سقطا، حباً جما، ولا ترانا إلا نستعرق العمرهرباً من جهنماتنا..و لكن ، ثم قد علمنا يقيناً ،، النعم لا تدوم و أن إخشوشنوا، وتجمروا في المصطلى.. .فهلا أغرت مرة جئتنا بحسن موسى أو جهنمه او الأتنين معاً..
مرحبا بالمبدعين/ الحفارين/ الهادمين/ و البنائين.
مرحبا بعبد الله أحمد البشير( بولا)

Post: #113
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-12-2004, 09:25 AM
Parent: #112

العزيز هاشم الحسن
شكرا على المساهمة، الطاعمة، المشبعة.
في كتابتك شيء ينفذ إلى أعماق الروح، فيرفع ذبذبتها.
لك الشكر، والإمتنان.

تحدثت مع حسن موسى هاتفيا، قبل أسبوع. وهو في طريقه إلينا (بجهنمه، وجحيمه). لدى حسن مشكلة مع العربي، إذ ظل منذ فترة، مع ماكنتوش، (أعجمي)، ووعد بامتلاك (PC) (فصيح) قريبا.
لا يصح، بعد اليوم، أن تبقى جهنم، مجرد نشرة يتداولها عدد محدود من الأصدقاء. فقد فتح الله على مهمشي العالم، ومهضومي الحقوق فيه، من المشتغلين بصناعة الكلمة، والمشتغلين بقراءتها، من عامة الناس، بهذه المعجزة التكنولوجية، الكونية، التي نسفت جدار برلين الذي سبق أقامه أهل الثروة، والسلطان، منذ غابر العصور. وتفننوا في (لولوته)، حتى أصبح حائلا كثيفا، بين الفكر، وبين الناس، ومن ثم، بين الوعي، وبين الناس، ثم بين الحياة، وبين الناس، وحتى بين المرء وبين قلبه، وروحه! لقد كدنا ننيأس لولا هذا الفتح التقني المبين. فقد أوشكت الحياة، أن تصبح مجرد حالة موت، غير معلن.

انتهى عهد (السنسرة) وعهد الرقيب، ياأهل الثروة، وأهل السلطان الزائل، بإذن الله، فأين تذهبون؟!

Post: #114
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-12-2004, 09:26 AM
Parent: #112

UP

Post: #115
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-12-2004, 12:47 PM
Parent: #1


جئت إلى حنتوب في أعقاب جملةٍ من تجاربَ مريرة. أبدأ منها بما يتصل بالسياق الذي افتتحه النور. كنتُ قد تخرجت لتوي في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية. وغادرتها متنفساً صعداءَ لا يزال بها نثارٌ كثيف من غبارٍ الإجحاف. وكنت في سنتي الأولى بها قد حظيتُ برفقة أستاذي وشيخي وأبي الفنان الشاعر والحكواتي البارع إيراهيم الصلحي، الذي ما لبث أن غادرنا في بعثةٍ لأمريكا. وبغيابه كان علينا أنا وسالم موسى والفاتح عبد الله رجب (وهو، لا شداد، يالنور، رائد ما أسميه ب "حركة الحداثة الطليقة" وما بعدها، إن كان ثمة ما بعدها بحق، في الكلية وفي حركة التشكيل السودانية "العالمة" (وأتركها بين قوسين حتى أجد بديلاً لها. لأن حركة التشكيل، وحركة الإبداع الطليقة العالمة موجودةٌ أجنَتها، بل تجسداتٍ عاليةٍ من صنعتها العالمة نفسها، في ممارساتنا التشكيلية الشعبية، وفي ممارسات غيرنا من الشعوب، منذ عصورٍ سحيقة كما تفضل النور). وكان ذلك زمانٌ بلغت فيه الدوغما الأفندوية الناقلة، حسيرة النظر، عنفوان "مجدها"، وسطوتها واطمئنانها إلى سلامة رؤاها وأحكامها ـ ولا أقول مفاهيمها فهي لم تكن تملك مفاهيمَ أصلاًً، وإنما خواطر وشذرات ومحفوظات لا تداخلها مواجع الشك والسؤال والاستشكال المعرفية لا من رأسها ولا من كراسها). وعندما رجع الصلحي، بعد عامين، وجدني معتزلاً للمؤسسة بصورةٍ شبه كاملة. عندي كرسي، أختو في ضل الضحى وأقعد فيه لما يكمل الضل، فـ "أتطَلّب الله واتكامل اهَلي"(وهذه في ظني لغة أهلي ناس الجزيرة الذين سعدت بمعرفتهم وصحبتهم بفضل النور وسوف أعود لاحقاً لأقف على ما نالني من فضلٍ وإمتاع من مجالستي لنفرٍ من رواتهم ومثقفيهم الشعبيين الأشداء، الذين كان في مطلع بهاء مؤانستهم السخية الشيخ محمد حمد طابت ذكراه العامرة بصنوف الدرر الغوالي). وقد بذل صلحي جهودا جبارةً لإخراجي من صمتي واعتزالي. فكان يأخذني معه في جولاتٍ بسيارته عرفني فيها على عمر خيري، وكان تحت عناية الدكتور بعشر، لما كان يعانيه من حالات اكتئاب، لمنهج الكلية وجوها المحيط فيه نصيب أساسي (ولا أريد أن أقول جوها الثقافي فقد كان بين ذلك الجو وبين الثقافة ما كان بين الذئب ودم بن يعقوب).
عفواً، وألف مغفرة، إنني أضلُّ و أتعثر في خطوي، على أرض مبحث الحقيقة الزَلِق، ومن أين لي بالصواب، وما يستلزمه من تدقيقٍ وتقليبٍ لوجوه العبارة والفكرة، وأنا محاصرٌ بين وقتي الشحيح وتوقعاتكم ومطبالكم العالية الغالية. وهكذا أقع في جريرةٍٍ من شاكلة ما أسميته قبل قليل ب"العبارة المفرغة من قوامة الشك وحرمة الاستشكال". عفواً فقد كان في الكلية أيضاًً أساتذة أجلاء أقر لهم بفضلٍ كبير هم : أستاذنا الدكتور احمد الزين صغيرون (على الرغم مما أبداه من لا حقاً ضيقٍ بحركة "العصاة" عندما استفحلت واشتد عودها، مع مجيء الدفعة التي كان فيها النور وحسن موسى، وأحمد البشير الماحي [هبَّار]، وآدم الصافي وود مختار ومحمود عمر محمود، ودليل ... إلخ [وقد كان دليل مذهباً قائماً بذاته في مذاهب العصاة]. والدفعة التي تلتها، فشنقلت الريكة، وفيها هاشم محمد صالح، وفتح الرحمن باردوس وعلاء الدين الجزولي، وعمر الأمين [شيطان مكة] والباقر موسى وعبدالله محمد الطيب [أب سفَّه]، وكوثر ابراهيم علي، وأسامة عبد الرحيم، وصالح الأمين، وحامد على أبو القاسم وعوووووك... ديش. وكانت عناصر العصيان والخروج على المؤسسة قد بدأت قبلهم مع قدوم طلائع العصاة الأوائل، من أهل النظر والسؤال والامتناع عن التسليم، وعلى رأسهم خلف الله عبود، هذا الرسام والمغني والمفكر الصادق، الذي أوصيكم بأن تُولوه ما هو أهلٌ له من التكريم ـ إذا كان لي أن أوصي ـ، وبشير عبدالرحيم (زمبة، هلاَّ هلاّ هذا المناضل الزاهد الجليل)، ودار السلام عبدالرحيم وبديعة الحويرص، وعلي الوراق [وهو علمٌ سأعود إليه لا حقاً]. إلا أن عصاة تينك الدفعتين كانوا في عددٍ كثير، وعلى تصميمٍ لا يخشون فيه لومة لائم على قلب الطاولة على رؤوس الأسطوات البيروقراطيين). وكان في هيئة التدريس بالكلية أيضاً الدكتور على الخاتم والرسام والحفار البارع محمد عمر خليل، وإلى حدٍ كبير الخزافَين المجيدَين نجومي ومحمد احمد عبدالله، الذين لولاهم، لما بقيت في الكلية يوماً واحداً. ولعله يجمل بي، من باب العرفان الشخصي لا المفهومي أن اقر بأن أستاذنا بسطاوي بغدادي كان عطوفاً بثلاثتنا [سوى أن عطفه كان عطف أبٍ ومعلمٍ ارستقراطيُّ النزعة كان يعتبر أمرنا من الشيطنة وحماقات الصبا الزائلة مما يستوجب الصبر علينا والحنكة في معالجة شأننا]. وحتى لا يلومني لائمٌ على عدم إيرادي لا سم أستاذنا المصمم الإيضاحي والرسام والمعماري والكاتب البارع، تاجر السر أحمد، فإنني سأسارع إلى القول بأن "تاج" كما كنا نسميه، لم يكن أصلاً في عير ولا في نفير هذه المؤسسة، ولا في سواها من المؤسسات. فقد كان نسيجَ وحده، وكان لزاماً عليَّ أن أذكِّر بأنه أول العصاة. بل لقد كان تاج مؤسسة عصيان قائمة بذاتها. وسيطول هذا الفصل لو أنني توقفتُ عنده بما يستحق. وسأكتفي بالقول بأنه في تقديري، وفي تقدير كثيرين غيري، مَثّل إلى جانب عمر خيري، تياراً تميزَ بأصالة فريدةٍ من جنسها، (بالمعنى العميق، حتى لا أقول "الحقيقي"، للأصالة الذي هو التفرد الإبداعي، لا المعنى الشائع الذي يسميه "الأصالويون" (لا الأصلاء) [وهم "الفنانون" الرسميون لكل الأنظمة السلطوية، والدكتاتورية العسكرية منها بالذات] ب"استلهام التراث". وهو في حقيقته استيلاءٌ إيديولوجي وتغولٌ على التراث من دون تبعاتٍ حقوقية ولا مسئوليةٍ نقدية، يشترط الإستدعاء الأزلي لملامح الأسلاف لبيعها في سوق النخاسة التشكيلي الإثنولوجي الأكزوتيكي، الذي يقع في هامش سوق الفن "العالمية"، ولاستخدامها من دون إذن الأسلاف وورثتهم من الفنانين الشعبيين، أداة فعالةً لقمع وتكفير المبدعين العصاة في كل ضروب المعرفة). أقول بهذا المعنى الآخر للأصالة، إنني أعتقد، ويشاركني في هذا الإعتقاد كثيرون من أرفع مبدعينا قامةً، إن تاج السر أحمد وعمر خيري، من أعلى قمم حركة التشكيل السودانية والعالمية، لو أن أمور الفن مثلها مثل أمور السياسة والاقتصاد، في بلادنا وفي سواها، وبالذات في سواها لم تكن في يد من ليس بأهلٍ لها، ممن يأنسون في أنفسهم الكفاءة والأهلية المفردة المطلقة في تحديد العالمية وال "main stream" وال"masters"، ويقرهم في ذلك نفرٌ من النقاد والمؤرخين وعلماء الاجتماع الثقافي من أبناء بلادنا مثل الدكتور صلاح الجرِّق (اسمه الحالي صلاح حسن)، على سبيل المثال. وقد اتضح لي ذلك بصورةٍ جليَّةٍ في مناقشةٍ طويلة دارت بيني وبينه، في دارنا بباريس، حول مفهوم ال"main stream"؛ ونفرٌ من مبدعي العالم الثالث الأصلاء أحياناً ممن يسعدهم جداً اعتراف "العالم" بهم كما أوضح صديقنا الفيلسوف الكاميروني شديد المراس إيبوسي بولاقا، ومثل الصديق الدكتور حيد ابراهيم الذي استكثر علىَّ حديث الندية إزاء المبدعين، والنقاد، والفلاسفة، وعلماء الجمال والثقافة الأوروبيين، لدى تناولنا النقدي لنصوصهم ومفاهيمهم ومواقفهم، وزعمي بأن حركتنا الثقافية في السبعينيات، لا مست بعض قممها، أكثر مفاهيم تلك الفترة حداثةً في أوروبا وسواها من أنحاء العالم "المتقدم"، وسخر مني أيما سخرية، بينما أقر لنا بذلك أستاذنا العالم الجليل المفكر والأنثروبولوجي والمؤرخ والشاعر الفرنسي الضليع البروفيسور جان لود، الذي كان يقف على خبرة أربعين عاماً من التدريس في السوربون والإشراف على رسائل الدكتوراه لطلابٍ يأتونه من جميع أصقاع العالم، حين قال تلك القولة التي حدثتكم عنها نجاة التي كانت شاهد عيانٍ من الدرجة الأولى (من خشم البروفيسور جان لود لي أضانا). ولب الموضوع كما قالت نجاة، ليس هو إثبات شطارة بولا وحسن موسى، بل هو إنصاف إبداعية ومبدعي شعبٍ بأكمله، نزعم أننا من بين ورثتها الشرعيين. بل إنصاف إبداعية ثُلُثي سكان العالم، الذين هضمت حقوقهم في صياغة العالم الثقافية و(السياسية) والمعرفية والعلمية، نزعة المركزية الأوروبية، ومن قبلها، ومن ورائها، وملء خلاياها، مركزية مؤسسات الاستعمار القديم والحديث. نعم الاستعمار الحديث،(وهذه ليست عبارةً بائرةً بائدةً كما يزعم تكنوقراط "الفلسفة" "الجدد" من إيديولوجيِّي الليبرالية "الجديدة"، بهار نزعة الهيمنة الرأسمالية الراهنة العايرة، الطليقة من كل قيدٍ، والمتسترة خلف قناع الدفاع عن "الحريات") والذي ليست العولمة الرأسمالية الأمريكية (والأوروبية أيضاً بالمناسبة)، سوى طورٍ جديدٍ من أطواره. كان تاج إذاً هو رائد العصيان، إلى أن أصبح العصاة من المساهمين في تأسيس حركة الحداثة الطليقة، فرقةً وقبيلاً ورعيلا، بقيادة حسن موسى والنور وهاشم محمد صالح، وباردوس وعلاء الجزولي وآخرين كثر. درَّسني تاج في السنة الأولى، الرسم والتصميم الإيضاحي. وقد كنت في أيامي الباكرة بالكلية كاميرا متحركة. ومن نماذج ذلك لوحتَي الخراف والطبيعة الصامتة اللتين استشهد بهما النور، وكان ذلك الصنف من المهارة الفوتوغرافية يزعج بعض "اسطوات" الكلية ونفراً كبيراً من طلابها من غير المجودين لهذه لصنعة. والواقع أن أغلبهم كانوا تلاميذ اسطوات ونقَلَةً متواضعين غير مجودين لا للصنعة الكلاسيكة ولا للصنعة الحداثية على كلا مستويي الأداءً العملي و المفهومي. وقد عرضني أدائي الفوتوغرافي، وميلي إلى الفلسفة والكتابة والقراءة، لسخريةٍ شديدة من أولئك التكنوقراط "العمليين"، "ومش بتاعين تنظير" فيما كانوا يزعمون، وأنا يافع غض العود في مطلع العشرين من عمري. لم يكن صلحي من بين هؤلاء (وللإنصاف لم تكن كمالا بينهم. ففي نفس كمالا بساطة وطيبة تمنعانها من الغلو في ذلك. رغم أنني أعتقد الآن أن صنيعها ذاك جاء من موقع تضامنٍ أمومي مع يافعٍ مستوحشٍ معزول. وقد يكون ذلك لؤمٌ مني). ولم يكن سالم موسى من بينهم، على الرغم أنه كان حداثياً بينه وبين إعادة الإنتاج الفوتوغرافية للعام الخارجي ما يعجز الحداد عن صنعه. إلا أن أكثر ما أدهشني كان موقف تاج السر الذي لم أكن أتوقعه بأي قدرٍ كان: ففي إحدى ورش التصميم الإيضاحي طلب منا تاج، نقل لوحة حائطية فرعونية مصورة في أحد كتب التاريخ، على سبيل التدريب الحِرَفي، وعند مروره علينا ليرى ما صنعنا، كنت قد وضعت من قبيل الصدفة النسخة التي أنجزتها وسط الكتاب، وقد كانت بحجم صفحاته. فلما طلب مني أن أريه ما صنعت، فتحت الكتاب وعرضت عليه النسخة. فأبدى استغرابه قائلاً: "طيب ما أنا عارف إنو دا الطلبتو منكم لكن وين عملك؟" وكان يحسب أن الصورة التي عرضتها عليه هي النسخة الأصلية التي كان ينبغي أن أنقل عنها. فأخرجتها من وسط صفحات الكتاب وقلت له "لا يا أستاذ دي النسخة العملتها أنا" (وكنت قد طليتها بعنايةٍ بغشاءٍ شمعي حتى أصبحت نسخة طبق الأصل من الصورة اللامعة التي بالكتاب. فخطف مني تاج النسخة وجرى يتجول بها في حوش الكلية ويريها الناس وهو يقول "دا ولد مجنون". لم أروِ هذا من باب الإعتداد بتلك المهارة التي قد لا تعني الكثير في أفق الإبداع التشكيلي الحداثي، بل هي على التحقيق لا تعني كثيرَ شيءٍ في هذا المقام. وإنما قصدت إلى إيضاح سعة أفق تاج وسماحة منهجه التربوي وعمق رؤيته وحدسه التشكيليين، ودهشتي من أن يكون هو، "عدو" العقلية والرؤية الفوتوغرافيتين عن حق، من دون كل "خلق الله بالكلية"، الذي يستقبل بهذا القدر من الاحتفاء إحدى ترهات النقل الفوتوغرافي من أحد تلاميذه المبتدئين، الذي كان حتى تلك الفترة خالي الوفاض من أي معرفةٍ بالحداثة، وأن يرى في عمله، عبر المظهر الخارجي المباشر، إمكانات أداء تقني ورؤيوي كامنة!! فيا له من معلم!! (هذا يا عزيزي النور أحد أعمدة المنهج التربوي الذي حسبتني متميزاً فيه، وهذا من فضلك وحسن ظنك، فما أكثر الأعمدة والقامات التربوية التي استندت إليها في مساهمتي المتواضعة في تطوير هذا المنهج ليغادر الفطرة السليمة إلى المفهوم). وأرجو أن تسمحوا لي بتخريمة أخرى، وقد أصبح هذا شأني في الحكي كما يقول شبان النقد القصصي المعاصرين. أقول أسمحوا لي بانحراف ليس كبيرٍ عن خيط السرد الرئيسي. فتواتر غُصص الذكريات الموجعة يلاويني ويلحُّ على بالتوقف عند سالم موسى مرةً أخرى. فلَشدما يؤلمني هذا التهميش والنسيان لسالم. فليس من أحدٍ، إلا اقل القليل، يعرف شيئاً عن أعماله الفنية وعن كتاباته النقدية في علم الجمال، وأكبر من ذلك، في "علم" الوجود. كان سالم مثقفاً وفناناً من طراز قلما يتكرر. ولأنني لا أريد الاستسلام الكامل للخروج على خط السرد الأساسي، فسأكتفي من عمق دلالة إجحافنا بحق سالم، ومن جلال وخطر مساهمته في "حركة الحداثة الثقافية السودانية"، بالتذكير بأنه هو القائل "الحقيقة تبدو ولكنها لا تكون". ولا أعرف تلخيصاً أبلغ من هذا لما أسميته في سلسلة مقالاتي التي عقبتُ فيها على شتيمة الصديق الدكتور حيدر ابراهيم علي، لشخصي (وليس "حواره" معي كما يقول الأجاويد). (وهذا ما اغتفرته له في تقديري)، والإساءة التى وجهها إلى مجمل المثقفين والمبدعين والعلماء السودانيين، والزراية بتعميم غليظٍ، بإنتاجهم الجليل الذي أنجزوه في شروط شديدة الإجحاف، والزج بهم في مقارناتٍ لا أصل لها في تقاليد تحريَّ الدقة والإنصاف وأخلاقياته المرعية في مجال البحث الأكاديمي والمعرفي. وهذا ما لا أملك أنا، ولا أي أحد غيري، حق غفرانه ما لم يتراجع عنه حيدر بخطابٍ مبين. (وستكون لي عودةٌ إلى هذا الموضوع إذا اقتضى الأمر مزيداً من تطوير وتوضيح وجهة نظري في هذا الشأن الذي تمت الإشارة إليه جهرةً وتلميحاً في أكثر من موقعٍ في هذا البوست). ومما لفت نظري في مقام دلالات غياب سالم من ذاكرتنا الثقافية، أن أحد أعضاء المنبر الشبان نسب عبارته التي ورد الحديث عنها أعلاه ("الحقيقية تبدو ولكنها لا تكون")، والتي جاء ذكرها في سجالي مع حيدر، إلى حسن موسى وجعلها شعاراً للبروفايل "ديالو"، كما يقول المغاربة (وهي تعني حقّْو). وهذا مذهبٌ بليغٌ في نسيان سالم موسى وغياب الإنشعال به عن ذاكرتنا الحداثية، وتقصيرنا في التعريف به، مع أنه ركنٌ ركين من أقطاب تأسيس الحداثة في بلادنا، في أعمق صورها ومعانيها. وليس هذا خطأ صاحب البروفايل، وإنما هو خطئي أنا قبل أي إنسانٍ آخر، وخطأ أصدقاء سالم وعارفي فضله. وسأعود لسيرة سالم، هذا الواحد المتوحد الكثير في حركة الفكر الحداثي في بلادنا، والمشاء المفرد في دروبها و مسالكها الوعرة المشتَكِلَة (وهذه من عندي وليست في قاموس العربية)، والتزام منطقها الصعب. كنا ثلاثتنا "أصوليين" في عقائدنا الإبداعية التي قادتنا إلى كلية الفنون. وأعني بأصوليين إنه لم تكن تخالطنا نزعةٌ أفندوية في مشروعاتنا الإبداعية. لم نكن نُعنى أو ننشغل بالاستثمار المستقبلي لتحصيلنا المعرفي بالكلية في سبل كسب العيش، وانصرفت مشروعاتنا في جملتها وتفاصيلها إلى سبل كسب المعارف الإبداعية مما جميعو. أدرك صلحي ذلك وقبل بنا ودافع عن مشروعاتنا ما وسعه الدفاع، وإلى جانبه، ومن حوله، ذلك النفر القليل من الأساتذة الذين ذكرتهم آنفاً، في ذلك الزمان الضنين. إلا أنهم تنكبوا هزيمةً منكرة. فقد سبقنا الفاتح إلى مغادرة الكلية كظيماً مطروداً مع نهاية السنة الأولى، وغادرها سالم بتقدير(Upper second class)، مع إنه كان، بإجماع طلاب الكلية، وأساتذتها المتميزين القلائل ممن ذكرت، أعظم رسام ومفكرٍ ومثقفٍ عرفته هذه المؤسسة في تلك الفترة. وعندي إنه ما يزال، وسيظل، من أعظم مثقفينا ومفكرينا إلى أبد الدهر، رغم رحيله في تلك السن الباكرة. (توفى سالم موسى منتحراً، غرقاً في النيل، في عام 1969، فيما تقوله لي ذاكرتي، وهو في الثامنة والعشرين من عمره. وسأعود لمشهد انتحاره التراجيدي لا حقا، إن رغبتم بذلك). وغادرتها أنا بتقديرٍ مماثلٍ لتقدير سالم مع إن مجموع درجاتي كان في الأصل أكبر مجموعٍ في الدفعة بفضل حيدة وإصرار أساتذتي الذين شكرت فضلهم آنفاً! إلا أن الإدارة رأت في منحي الدرجة الأولى إساءة وإضعافا لنظمها ومنهاهجها، فتم التوصل إلى تلك المساومة العجيبة. ولا بد لي من الاعتراف بأن ذلك قد ترك أثره في نفوسنا الغضة في وقته. فقد ودعنا الفاتح، سالم وأنا، وهو يغالب العبرات, وعندما التقيته بعد ذلك بسنوات كان تعبير وجهه يحمل علامات ذهولٍ بينةٍ. فسلم عليَّ وكأنه لا يعرفني أو كأنه يعاظل استرجاع ذكرى ضاعت ملامحها في لجة الغٌصص والمرارات. وفيما يخصني، فإن الشعور بالإجحاف والمرارة الشخصية قد انمحى أثره في حركة خواطري بعد سنواتٍ قليلة من ذلك. سنواتٌ قد أزعم أنني نضجتُ فيها قليلاً بفضل رفاق حنتوب ومن جاءوا بعدهم، ورفقة تجارب وفضاءات معرفية، خرجت منها بحكمةٍ مفادها أنه لو كانت إدارة كلية الفنون قد أنصفتني،وهيهات، مما كان سيترتب عليه أن أكون معيداً بها، وأذهب في بعثةٍ إلى إحدى مؤسسات دول "العالم الأول"(؟؟؟!!!)، فلربما كنت اليوم أحد "الأسطوات التشكيليين البيروقراطيين المرموقين بالكلية وبالمؤسسة الرسمية التشكيلية، وفي مواقع السلطة، خارج الكلية". فيا لبؤس المآل. ( والأسطوات مصطلحٌ نحته حسن موسى في تعريف الجماعة القابضة على إدارة الكلية، أو إدارة أقسامها وحماية مناهجها الموروثة عن الآباء المؤسسين، مستر غرينلو وآخرين. وكانت تلك الجماعة تصف نفسها ب"الأكاديميين"، ويسلم لها الناس بذلك، إلى أن تسلط عليها مقطوع الطاري هذا، الحسن ود آمنة ود موسى ود الخير، فهدانا إلى "صواب" صفتهم الحقيقية أو بعبارةٍ أكثر إنصافاً، صفتهم الغالبة. فهم مثل كل الناس لا يعدمون وجود منطقةٍ للإبداع والصدق في دخيلة نفوسهم دغمستها مؤسسة الاغتراب الاجتماعي الخبيرة بالغواية والإضلال). وقد بلغ مني فراغ القلب من مرارة شرخ الشباب تلك، إنني الآن ربما أكون أقرب إلى العطف عليهم، واجتراح المبررات لهم، وربما خالجني شيء من الأسف على ما طال بعضهم من خدوشٍ أليمةٍ من ألسنتنا الحداد، وقد كان أشدها حدةً نَصل حسن موسى الصقيل. إلا أنهم، من فرط استهانتهم بشأن الطلاب والشبان، نسبوا ذلك إليَّ أنا، وزعموا إنني أحركهم "من وراء الستار". وأزعم، ولعله يخيل إلىِّ من باب خداع النفس الأمارة، أن ما تبقى منها في تجربتي هو جانبها الموضوعي، الذي تجاوز مرارتي الشخصية إلى نقد وتفكيك الأسس البنيوية لمطلق المؤسسة التعليمية في بلادنا، بل وفي بلاد العالم الأخرى، (والواقع أن في بلاد العالم الأخرى، ومنها فرنسا التي نثر بعض الإخوة من أعضاء المنبر المتابعين لهذا البوست، ولبوست النور في الترحيب بنجاة، الكثير من الورود في امتداح تراثها وحاضرها الثقافيين. وأعتقد أنهم سيكونون على صواب لو أن قصدهم يتجه إلى فرنسا المقاومة لمشروع اليمين الليبرالي الجديد/القديم، ولمشروع اليمين العنصري المتطرف الماحق. أما فرنسا الرسمية التي تجِدُّ في السعي إلى فرض المشروع الليبرالي المتشدد، ففيها من صور اغتراب المؤسسة التعليمية ما لا يخطر لكم على بال. ومن عظيم الدلالة إن هذا الإغتراب قد بلغ أقصى مداه حين أوكل أمر رعاية مؤسسته الرئيسية، وزارة التربية، إلى الفيلسوف المزعوم، اليميني "المستقل"، لوك فيري، (وهو في الواقع تكنوقراطي متخصص في الفلسفة، أي إيديولوجي محترف، ممن أطلق عليهم في النصف الأول من السبعينيات في فرنسا اسم "الفلاسفة الجدد"! إلى أن جاءهم مقطوعو الطاري المناهضون للعولمة الرأسمالية الليبرالية الجديدة ليردوهم إلى صفتهم الحقيقية فيسمونهم ب "الرجعيين الجدد") إلى أن أجبرت نتائج الانتخابات الإقليمية الأخيرة(28 مارس 2004)، اليمين الانتهازي الشيراكي، لا الديجولي كما يزعم إيديولوجيُّوه الناطقون باسمه، على تغييره. وأنا أشارك الآن في نقد المؤسسة التعليمية في فرنسا نفسها، وإن كره المستنكرون والمستكثرون علينا الشعور بالندية، والصدور من مواقعها المتقدمة في عقر دار أوروبا "السيدة". وهو اغترابٌ عانت منه بنياتي الثلاث، بتكوينهن العقلي الذي ينفر من التلقين والمسلمات ومن تعالي غالبية المعلمات والمعلمين، والنزعة اليقينية المغلقة التي يصدرون عنها، وعلى وجه الخصوص صغيرتهن نوَّار، الشقية العاصية، متعددة المواهب و المِحجاجة التي لا تُقهر. كما عانى منه أطفالٌ موهوبون آخر ون، من أسرٍ فقيرة اخترنا، نجاة وشخصي، أن نساهم في الدفاع عن حقوقهم من مواقعنا كممثلين لمنظمات وجمعيات الآباء، في مجالس المدارس، ومن على منابرهم النقدية المستقلة.
هذا وأشكر لكم صبركم على ثرثرتي هذه وسأعود لأكمل الحديث عن مشهد النور الحنتوبي وصلته بالمنهج التربوي والتعليمي، وبطلائع الهدهد ونسبها مع أبادماك، وطلائع النخيل، وطلائع القندول وإشعاعاتها خارج هذه الأطر اليسارية واليساروية المُعتمدة. (وأنا ياجماعة الخير يساري في خصوص السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة، لا في خصوص القضايا والمسائل الفكرية المتصلة بتراجيديا الوجود الإنساني على إطلاقه، وفي تجلياته، وتقلباته، ومصادفاته التاريخية المشتَكِلة العصية على التصنيف البسيط والتبسيطي). وسوف أختصر إن شعرتم بأنني أحدثكم في ما لا يعنيكم ولا يدخل في باب فضولكم من حكاوي الزمن السالف. وتأكدوا من أنني لم أهمل أمر شكركم والتعليق على ترحيبكم الكريم الذي لا أستحقه، واحداً واحداً وواحدةً واحدة. (وللتقديم والتأخير المتعلق ب"الجندر" في كتاباتي صلةٌ بموسيقى النص، كما أتذوقها أنا لا كقانون شامل. ولا أستسيغ إضافات أدوات التأنيث الملحقة التي أصبحت عرفاً مرعياً عند نشطاء حقوق الإنسان وحقوق المرأة على وجه الخصوص، (من قبيل "واحداً/اتٍ"، على سبيل المثال. أقول لا أستسيغها من دون أن أدعو إلى الإقلاع عنها). وهي تبدو لي تعسفاً وتعدياً على موسيقي اللغة العربية الخاصة: ونحوها وصرفها. وأعتقد أنه تقليدٌ أوروبي [فرنسي بالذات] تمت استعارته، في تصوري، من دون نظرٍ مكينٍ في اختلاف طبائع اللغات. وفيه تأكيد للإلحاق "الجندري" أكثر من نفيه. (أقول "تبدو لي"، ولا أرى أن اعتقادي ينبغي أن يعتبر صحيحاً بالضرورة). وأفضل كتابة الكلمة/الصفة إلخ، اللاحقة بالمؤنث كاملةً ومنفصلةً مثل ما فعلتُ هنا. ولعلني أستطيع أن أدعي أن واقع ووقائع تربيتي، وزادي وحصيلتي من رفقة وصداقة، ومحبة، النساء المبدعات البواسل، والبنيات المبدعات البواسل، لا تترك لي مجالاً للتقديم والتأخير في بنيات ومفاصل النص المتصلة ب"الجندر" بدواعٍ غير دواعي الموسيقي والإيقاع اللغويين. واكرر وفق ذوقي الخاص. فإذا استدعى ذلك تقديم صيغة المؤنث فعلته من غير هاجس، ولو في خواطر اللاوعي الدفينة. وهذا هو الزعم الوحيد الذي أخوض فيه من غير أي شكٍ وتردد). وكيف لي أن أنسى أو أهمل الرد على هذا الترحيب الذي يعلو كثيراً على قامتي، وحجم مساهمتي، وقد بلغ من سعته وعمقه أن بكري (وأكتبها حافةً هكذا دون لقب، هذه المرة، لأنني لا أجد صفةً تحيط بهذا القدر من احتفاء صاحب هذا المنبر العالي، أفضل من اسمه المجرد، وإلى أن أجد عبارةً تصل إلى علو امتناني أرجو من بكري قبول عجزي وتفهمه) وَضَعَ شعار الترحيب بي في الصفحة الأولى للمنبر، وهذا ما لم يكن بمستطاعي مجرد تصوره ولم يخطر لي على بالٍ قط، فيا لها من ورطةٍ، تُجبرني على لبس "شعراً ما عندي ليه راس). إلا تشوف لي باروكة متقنة ومتينة، يا بكري.
وسأفرد للهدية العزيزة التي تكرمت بها علي، أعني أغنية الصديق العزيز الراحل المقيم الفنان الفذ، أحمد ربشة، فقرةً خاصة في الأيام المقبلة. ولعلك لم تكن تتصور إلى اي أحدٍ أنا معجبٌ به، ومن أحب أغنياته إلى نفسي "شاقي روحك ليه".
بــولا

Post: #116
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: خالد عويس
Date: 04-12-2004, 02:06 PM
Parent: #115

أستاذي عبدالله
رجاء تزودني بأرقام هواتفك
[email protected]

Post: #117
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 04-12-2004, 02:59 PM
Parent: #1

عرفت فأحببت بشرى الفاضل وآخرين ممن درسوا على يد بولا فإزدادت معرفتي بقصوري وفقر مداركي , فكان ذلك بداية طريق طويل ما زلنا نسلك دروبه الوعرة. ثم جاء هاشم (بولا) وزمرة التشكيليين ومن تبعهم من
" الغاوين" بعد ذلك بقليل,فتشعبت الطريق وأزداد الطلب وتفرعت المسالك والدروب. وفي كل ذلك كان بولا حاضرا بهدوء كامل و نظر ثاقب وصبر زاهد وشدّة لاتنى في وجه الظلم والجهالة التى تسعى بقدمين وربطة عنق أنيقة, أو عبارات صارمة موغلة في الغلو, تحدد ما يصح وما لايجب ! ثم استبدلت ربطة العنق بعمامة تخفي فراغ العقل ولحية معطرة مشذبة تخفى لغو الكلام وخبيثه .( و هى ليست لحى أبّان خراتي ) بأية حالة.
ومن بين من مرّ على فضاء السبعينات من القرن المنصرم , جل هؤلاء الذين مرّوا عبر هذا اللقاء السايبري الأول مع عبدالله بولا . تمعنت كثيرا في من ورد هذا المنهل , وأصابني فرح عظيم, كأننا "نرتكب" حافلة تذهب بنا إلى شارع 59 العمارات لمتابعة البروفات النهائية لأعمال الدبلوما , او نحتفل بنجاح باهر, خارج إطار الرسميات والدرجات العلمية, بأعمال باهرة فى معارض الدبلوم لكلية الفنون الجميلة " الجميلة" . لقد ساهمت , وما تزال , رغم كل الإهانات التى غمرتنا , وما تزال , في تجذير وعي ينظر ببصيرة مختلفة( أو كما يسميها , إشكالية) لكل ما يشين إنسان السودان. لآيرى فى اختلاف السحن و الأعراق إلآّ ثراء وغنى ولا يرى ما يراه آخرون ممّن استسقوا السماء لتتنزّل عليهم حق يرونه مقدس فى السلطة والسيادة والسطوة المستبدة .
هذا بعض قليل ممّا تعلمناه من بولا فليغفر لنا ما بدا منّا من انقطاع و ليس جفاء يقرب من نكران الجميل الذى طوّق به أعناق جيلنا بدلا من الحبال التى حاول البعض, وما زالوا, شنقنا بها.
هل نطمح في أن نرى الفنان الباهر المبدع حسن موسى بيننا أيضا حتى يكتمل العقد.
لا أفوّت مطلقا فرصة حضوري فى حضرة د. النور ولا أسجي التحيات النضرات الطيبات له وللأستاذة أسماء .
ويا بولا العين الحمرا مع نوار لاتجدي منذ أن كانت طفلة ذكرها بالله عليك بأغنيتها المفضلة( جلالوبي) والتحيات لعزة الرزينة وفاطمة السمحة و امهم الهميمة!

مصطفى آدم

Post: #118
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-12-2004, 04:58 PM
Parent: #117

شكرا مصطفى آدم على المشاركة الحارة
تحيات لأسماء وصلت.
النور

Post: #119
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-13-2004, 08:57 AM
Parent: #118


البوست دا مش قالو فوق يا د/النور وصراحة انا اتحاشى ذكر اسمك لاني اتحاشى نطق اسمك حاف بلا دكتور ولا ادري من اين لي بهذه الحساسية ضد كلمة دكتور وغيرها من الالقاب و رغم قناعتى بانك اكثر من دكتور بدليل كل البوستات التى قدمتها ومدىنجاحها التلقائي .
ابوعزة /مصطفى ادم تحيةوسلام وصراحة فقدتك في هذا البوست المليان ، وطبعا مفروض اشكرك على الكتاب القيم الرسلتو بس خليها في بوست منفصل وانشاالله اعمل ليه تلخيص وعسى ان يفك عقدة البورد فيما يخص مسألة فهم لنوع الاجتماعي _الجندر- وسلام للناس الحلوين .

Post: #120
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 04-13-2004, 08:57 AM
Parent: #118

عزيزي بولا
تحياتي الحارة وكم انا سعيد بهذا الترحيب الضافي من شباب اليوم بك وبقلمك . وكما ترى فهم تصلهم الاشياء بالخلخلة ولهم آذان تسمع رنة فكرة في الدماغ. هذا مما لا يجعل أحد يقلق على شىء طالما أنه موثق لذا فإنني اطمع في رؤية أو سماع ما لم يوثق له خصوصاً سيرة النساء الكبيرات الماهلات اللائي كون شخصيتك بهذا القدر من الحقانية والإنصاف ورؤية الجانب الإنساني في كل شيء.وأخص بالتحديدالراحلتين فاطمة بت حبيب الله والدتك وحوض العاشم هذه المرأة الرواية المؤجلة التي ان كتبت انا صداها في نفسي مما رويته لي لقدمت عملا على غباش رؤيتي للمرأة العملاقة سيكون ذا بال . هل اقول لك أكتب شعرك الذي ضننت به على الشعر نفسه أم حسك الفكاهي أم فكرك الفلسفي أم ماذا يا بولا . وهب أن الظرف الراهن يقعد بك ولا زلت تتنكب طريق لقمة العيش لعوائل ممتدة ما أنزل الله بها من سلطان فهل نغفر لانفسنا هذا . أقله يا بولا ان تكون لأمثالك سكرتاريا لا تكلفك إلا النطق تسجل ما تقول وتحرره وتعيده هارد إليك كما كان يفعل سكرتيرو سارتر وكما كان يفعل كاتب طه حسين . لهفي على المعري . نحن تلزمنا مؤسسات لأمثالكم تعمل على توثيق الخواطر والرسائل والهمهمات حتى لمبدعها قبل أن يجف مدادها ثم تنقلها بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية في آن . الأستاذ شوقي بدري ذاكرة ضخمة ايضاً في هذا المنبر وهو ايضاً يحتاج لسكرتارياوفي الحق فالكثيرون هنا مبدعون كل في مجاله ولو سار حتى أصغر فرد في هذا المنبر هل هو هشام هلالى؟ في ما ينفع الناس لأصبح هذا المنبر أسطورة كونية كالانترنيت نفسها ذلك لأن للسودانيين خاصية يدركونها هم كفاحاً لكن علمياً لم يدركوا كنهها بعد. انظر للبوست الرائع عن الشيكات المختلفة في الإنترنيت واسهامات أمثال أبكر آدم إسماعيل وعجب الفيا وردود غبداللطيف وسماحة الموصلي وسعة صدره وإبداعيته وتفتح ذهن ميسون وتنوع مساهمات عادل عبدالعاطي وحدبه على الإنصاف إلا في أمثال البوستات التي يكتبها بفعل الحنق كبوسته عن الأستاذ التجاني الطيب. واعذروني فهذه مجرد نماذج وأتوق لما يفيدنا جميعاً وأعني للتسامح والدقة والحقانية ورؤية الاشياء بناظري القادم للساحة السودانية بعد قرن من الآن على الأقل. فالأجيال المتعاقبة لاتضيف فقط بل في كل حين تدرك معنى التعقيد والدقة ومعنى قيمة التسامح وفي هذا فنموذجنا ما جرى باوروبا.
الاستاذ النور تحياتي للأستاذة الرصينة أسماء وعذراً فقد فاتني الترحيب بها .
الاستاذ مصطفى آدم لك كل الشكر وقد أفدت منك و
كثيراً.

Post: #121
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الحسن بكري
Date: 04-13-2004, 12:04 PM
Parent: #120

أرحب متأخراً نوعاً ما بأستاذنا عبد الله بولا لأسباب "تقنية".

والشكر لأستاذنا النور.

أعتقد أن بولا واحد من كتاب ومفكرين سودانيين قلائل أحدثوا نقلة نوعية في علاقة جيلنا بالثقافة والقراءة على نحو عام. بينما كنا فرحين جداً بالمفردات التشكيلية التي أتى بها فنانو "الخرطوم"، ظانين أنها تعلي من شأن ثقافتنا وتكرس لقيمها الجمالية، طلع علينا بولا وحسن موسى (الخ) بخطاب نقدي جديد، لم يطح فقط بمقولات "مدرسة الخرطوم" ولكنه أطاح بشكل منهجي بمقولات كثيرة تخص تفسيرنا لثقافتنا السودانية ولوطننا السودان. كان ظهور ذلك الخطاب انقلاباً شاملاً يخص في رأيي السياسة والفن، الكتابة والقراءة، في وقت واحد.

لم ألتق ببولا إلا مرة أو مرتين لكن لكتاباته فضل عظيم على جيلنا، الذي هو نفسه جيل أبان خراتي (دون أن أحمل خرتاية). أتصور أن "مصرع الإنسان الممتاز" قد خطا بالحوار اليساري الذي كان سائداً وقتها في اتجاه جديد. فهو قد نفى احتكارية وامتيازية المعرفة (التشكيلية) لطبقات بعينها وفي الوقت نفسه قلل من شأن قيمة الموضوع الأدبي للعمل التشكيلي فذهب بذلك في اتجاه مخالف لنداءات اليسار الماركسي التقليدي.

كثير جدا يمكن قوله عن بولا: لغته الفاتنة، صرامة منهجه، وجسارته الفكرية الهائلة.

مرحب أستاذنا

Post: #122
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Raja
Date: 04-13-2004, 08:09 PM
Parent: #1


الأستاذ الفاضل عبدالله بولا ود. النور..
من الأشياء التي ندمت عليها أيام الغياب.. هو عدم التواجد لحظة مقدم شخص أقدره وأحترمه كزميل لوالدي عبدالحميد العباسي رحمه الله.. شخص عاش في نفس المكان العزيز وشربنا من ماء واحد وعبرنا طريقا واحدا وركبنا نفس الرفاص، وكان أحبابنا مشتركين.. و..
وكانت جنتنا هي "حنتوب"..

مرحبا أستاذ بولا.. وألف شكر يا د. النور..
وبالمناسبة ما هي سنة تخرجك من حنتوب.. فقد اتاها والدي عام 71..
ولكما الحب..

Post: #123
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-13-2004, 11:03 PM
Parent: #1



أعزائي،
أسمحوا لي أن أوقف، إلى حين، سرد السيرة الحنتوبية والأبادماكية التي اشترعها وأبدع فيها النور، لأنتقل إلى الرد على كلمات الترحيب التي طوقتم بها عنقي البائس مما لا أظن إنني أهل له، ولأرد عليكم بعض فضلكم، ثم أعود إلى خط وموضوع السرد الرئيسيين اللذين آمل أن يكونا مفتتحاً مناسباً لحوارٍ معكم أتمنى أن يسعفني الوقت بإيفائه ما يستحق من جلال توقعاتكم.

شكراً للأستاذة سارة منصور ومرحب بيك انتي برضو. وأرجو أن تسمحوا من البداية بتعريجة خلاف هو في الواقع مع جيلنا، عبر اتخاذ سارة (في البوست ديالها) مقطعاً شهيراً لقصيدةٍ من أكتوبريات شاعره الفذ الصديق محمد المكي ابراهيم. فأنا أعتقد أن هناك غيرنا ممن أعطوا ويعطون وسيعطون لهذا الشعب "معنى أن يعيش وينتصر". وفي ظني أن في قول مكي هذا نبرةٌ من اعتداد جيلنا الذي كان، في "غرارة" الشباب، مسرفاً في الإعتداد بنفسه. فقد كنا نعتقد بأننا بالفعل "جيل العطاء" في تقديرنا عبر تعبير مكي في ذلك الزمان، و"جيل المصيبة المعلقة بالسبيبة" في تعبير الصديق الكاتب، الشاعر الفذ الآخر، عبد الله على ابراهيم (في مقالاته الشهيرة البديعة في مناقب الدكتور التجاني الماحي). وقد نظرنا إلى الأجيال التي سبقتنا بشيءٍ من الصلف وتقليل الشأن. فيما عدا قلَّة منهم اعتبرناهم رموزنا القائدة وطلائع ميلادنا. وقد أوصل الصديق الدكتور حيدر إبراهيم هذه الاستهانة والتسليب لأجيال المثقفين السودانيين (وهم غير المتعلمين)، وصل حد خلطهم بنابل المتعلمين والتكنوقراط وحابلهم (مع أنني دعوته إلى التمييز حتى في أمر المتعلمين والتكنوقراط أنفسهم)، في تعميمٍ بلغ من الغلظة بحيث لم ينج من تسليبه أي واحدٍ من المثقفين في واقع تركيب العبارة والفكرة. وأنا لا أعنى بالنوايا في قراءة النص وتفكيكه. وقد أبدت بعض طلائع الأجيال التي أتت بعدنا منحىً مماثلاً حين سمونا جيل الستينيات، ونحن لا نزال أحياء نرزق من ثمرات حقول الإبداع المختلفة. وعلى كل حال فقد راجع عبد الله ومكي أمر اعتدادنا المفر هذا مراجعةً مظفرة. فشكراً لهما على هذا الصنيع الجميل.
شكراً وألف مرحب بيك من جانبي أيضاً يا أخ elsharief، ودعني أغني معك للأطفال النازفة ضلوعا. ونزيف ونشاف ضلوع الأطفال، أينما كانوا، هو عار "الإنسانية" الأول، وهو في الحقيقة، كما تعلم، عار الرأسمالية الليبرالية "العايرة" كما سبق لي أن قلت مراراً، وعار أنظمة الاستغلال التاريخية السابقة لها، والأنظمة الحالية التابعة لها من كل صنف وبمختلف الحيل، ومنها "نظامنا" (نبرى منه) الذي طالما تنطع بدعوى محاربة سيدة الرأسمالية الأولى ووعدها بالويل والثبور وعظائم الأمور، في ذات الوقت الذي كان يبحث فيه عن مختلف السبل والوسائل لنيل رضاها. إلى أن كشَّرت لهم عن نابٍ لا يرضى بغير الإنبطاح، فانبطحوا بطحة عدوك :
عار الدكاكين الارائك والمقاهي والفرندات المضاءة
ومجالس الفَحش الذليل وجثة الأنثى وأسعار البذاءة.
والشعر للصديق ود المكي لكنني أعطيتُ نفسي الحق للتدخل فيه ليناسب المقام (والفحش الذي أعنيه هنا هو الفحش السياسي الذي يصل الغلو حد تجويع الأطفال ونزيف ضلوعهم ونشافها). وهذا العار في حالة الرأسمالية العايرة ليس عارها الأول فقط بل الأصلي النابع من تركيب خلايا بنيتها، وجبِلَّتها الأصلية.
وقولي لمحمد المكي قال ليك عبدالله بولا اشتكيني لو بتقدر للمنظمة العالمية للملكية الفكرية. وأعتقد أنه سيتحول في المحكمة إلى شاهد ملك ليبرئني، من فرط ما عرفت فيه من سماحة النفس. فقد تجاسرت عليه من قبل بنقدٍ "سنين الحد"، وقبله مني بصدر أوسع من البحر. وأتمنى أن أجد الوقت لأحدثكم عن تلك التجربة الهامة في حياتي وحياة مكي (كما يسميه أصدقاؤه).
"هلا بِيك" بالمثل يا فرح. وأنا من أهل الصمت والنزهات القصيرة. وليس ما أسميه ب"النزهات القصيرة" هنا، سوى لقاءاتي بالأحباب والأصدقاء، في زياراتي الخاطفة النادرة لهم في الأصقاع التي تفرقوا فيها. وهي زياراتٌ تتم في أغلب الأحيان بالتلفون، وفي بعضها القليل بالإيميل الذي لا تزال سيكولوجيتي تحمل بعض عقابيل ظنوني القديمة من أنه ضربٌ من ضروب الأسحار، على الرغم من أنني أتقن صنعته الآن، وتتم في أحيان قليل بالمشاهدة الفعلية، حين يكون في الجيب قريشاتاً يجيبن تذكرة. وهذه الأخيرة تدخل الآن حيز الاستحالة. وفي ما عدا ذلك فليس في حياتي هنا من نزهةٍ سوى، الكتاب والبورد والعود، وبنياتي بالطبع وأمهن نجاة بنت امحُمَّد الباسلةُ الصامدةُ الصَمَدة.

"معقولة هادي"؟!!! خلف الله عبود حِتَّه واحده؟!!! وعبارة التعبير عن الدهشة في مطلع هذا "الرد"، ليبية في الأصل. إلا إنني آخذها هنا من صديقي "علاوي أبو البلاوي"، (واللام في علاوي مشدَّدة لكن أبت لي في الطباعة)، كما كان يسميه أطفال العمارة والحي، وصادق عليها والداه الصديقان مريم محمد الطيب وعبداللطيف على الفكي. (أها عاد الصديقان دي يعملوا فيها كيف مع قضية "الجندر والجندريات"؟ طيب ياستاتي واسيادي (ودي برضو فيها مطب)، بدل العصلجة والمشاكل، نقول الصديقة مريم محمد الطيب والصديق عبد اللطيف على الفكي. كان علاوي في حوالي العامين من عمره حين زرناهما لأول مرةٍ، (نجاة وأنا وبنياتنا) في دارهما، العامرة في طرابلس. عامرة بهما وببنياتهما، وبجناب السيد على عبد اللطيف. سوى أنها لم تكن عامرة من أي ناحيةٍ أخرى، من نحو الأثاث والسعة والبهارج إلخ...، كسائر شققنا البائسة في ليبيا. كم كنا سعداء بتلك الزيارة. وقد كان أكثر ما فيها مدعاةً للانبساط والفرح، علاوي بفصاحتو، وتِقِعِّدو (ودي بربراويه إن شاء الله تقدروا عليها, ومنها يشتقون الصفة متقّعِّد)، ولماضتو أحياناً (مع مريم وأخواته بالذات). وكان قد تعود على أن يلقُط التعابير الليبيه الطريفة من الشارع والسوق، وربما من مسلسلات التلفزيون. وكانت "معقوله هادي" من أطرف طرائفه حين ينطق بها في لهجةٍ ليبية متقنة وبموسيقى معتقة.
معقولة هادي؟! خلف الله عبود بلحمه ودمه، آه يا لي من طماع، أقصد خلف الله عبود ذاتو في دائرة الاتصال الإلكترونية، نصف المشاهدة الحقيقي؟ والتي تطورت إلى ثلاثة أرباع المشاهدة مع الكاميرا الإلكترونية؟ خلف الله عبود نفسه هو الذي يسبغ عليَّ كل هذه الصفات : "الصديق القديم (دي ما فيها شك)، والفنان الشامل ، والمجدد والثائر فى هدوء، عبد الله بولا....... كان أستاذاً منحازا لطالب العلم المستضعف أمام أصنام المعرفة التقليدية ...لم يكن يهمه شىء أو يشغله شىء عن البحث والبحث والبحث عن الحق والحقيقة ...".
أما "الصديق القديم"، فنعم يا عزيزي عبود. وكم أسعدتني صداقتك، وعلمتني، وأصلحت ما اعوج من أمري. أما بقية هذه الصفات السامقة فهي لك أنتَ حلال باردة عليك. وليس لي فيها إلا نصيب من اجتهد فأخطأ مُراده من نَيْلها. يا حليلك يا عبود. ويا حليل مرقتنا وونستنا أنت وقُرَني وشخصي، من مكتب النشر ساعة الفطور لنتناول الفول، وتحدثانني أنت وقرني في المسائل العرفانية بإتقانٍ وسلاسةٍ وسهولةٍ وفكاهةٍ، حديثاً يخلو خلواً حاسماً من مناهج الوعظ المضجرة. وين قرني ياخي؟ (وهو، للذين لا يعرفونه، الأستاذ إبراهيم قرني، جمهوري دقيق الفكر، واسع الأفق، كريم الخاطر، حاضر النكتة، سلس الدعابة، وتشكيلي). ياحليلك يا خلف الله، ولو لا أن المشهد ومفاجأة حضورك، قد ألجماني كما ترى. سلم لي على أحمد الشريف عبود وسأعود إليك وإليه. بولا

Post: #124
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tumadir
Date: 04-13-2004, 11:09 PM
Parent: #123

الاستاذ عبد الله بولا


ونحن من فصيل "المجنقرين" مثل رجاء...


هل تذكرنى يا استاذ يا عظيم

كم كنتم تثيرون دهشتى ...وحسن موسى وشداد..

مازلت لتواصل مع حسن موسى خلال جهنم..واتابع خلالها بعض مساهماتك الثرة


لك الترحاب والرحابة واتساع المدى ...


والياسمين وللحاقدين الرماد
يا عملات اسامة الخاتم

Post: #125
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-14-2004, 03:38 AM
Parent: #1

اسمح لي صديقي بولا ان اقف موقفا وسطا بين ما تراه انت ويراه دكتور حيدر

بخصوص مسالة المشافهة

لم اقرا السجال او الحوار الذي دار بينكما

لكنني انطلق من حواري معك الذي ذكرته في مقال بعنوان "مشهد النسيان" ونشر في

كتابي النقدي اليتيم "خطاب المشاء" كرد على مقدمتك لكتاب صلاح الزين

الاول

فانت ما زلت مصرا على ما اسميته انا"مديح العصامية"

واعتقد ان في هذا تغييب للمكانة الهامشية التي يعطيها المجتمع

السودان للمبدع وخاصة الكتاب

اما عن دكتور حيدر في موقفه من المشافهة فهو وبتجربة معظم المبدعين

مع الدكتور لا يعبر عن كل الحقيقة

فهو يتهم معظم المثقفين ا لسودانيين بالمشافهة

وهذا ليس صحيحا

وردي عليه كان ان ننشر اولا للكتاب منهم

وهذا ما لم يفعله دكتور حيدر

وقد تحول المركز الى "دكان"

اذا لم تكن لديك فلوس فهو لن ينشر لك

ثم بعد كل هذا يصم المثقفين السودانيين بالمشافهةّّّ!!!!!

المسالة اعمق من ذلك

فلا العصامية هي مثالنا الاوحد لازدهار الابداع

ولا تسليع النشر هو الحل لمسالة المشافهة او بالاحرى قلة ما ينشره

الكاتب السوداني

واعتقد ان بولا -للاسف- لم يخرج عن ذلك -اي قلة ما نشره_

رغم ان ذلك تم لاسباب خارجة عن ارادته تتعلق بمشهد النسيان الذي

يميز العلاقة التاريخية المستبطنة بين المجتمع السوداني والكتابة

بالتحديد

لو كانت تلك العلاقة بين الكتابة والمجتمع السوداني علاقة حميمة لكان لدى

بولا الان مجلدات لاعماله الكاملة وايضا للكثير من الكتاب السودانيين

لماذا كاتب مثل منصور خالد غزير الانتاج؟

لانه يملك الوقت وامكانية النشر

ونتيجة لما كان يطلق عليه- والى الان رغم بعض التحسن النسبي- مشكل

النشر , كان معظم او كل الذين يوكل اليهم امر النشر بامكانياته

الشحيحة يبداون اولا بنشر اعمالهم ثم بعد ذلك اعمال محاسيبهم من

الكتاب والكتبة على حد سواء

"مديح العصامية" وحده لن يغير من هذه الحقيقة التاريخية المرة

واعتقد ان المسالة في مكان اخر خارج مديح العصامية والاتهامات

الجزافية بالمشافهة

مع احترامي

المشاء "اب خرتايتن ماكنة"

Post: #126
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Rawia
Date: 04-14-2004, 04:08 AM
Parent: #1

العزيز بولا
ودكتور النور
قطعا دخول بولا المنبر يستحق الاحتفال والفرح
سعيده بانضمامه لنا فى دارنا
اتمنى ان اسمع كل الحكى الجميل عن ايام حنتوب


تحيات خاصه لحسن موسى

Post: #127
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-14-2004, 06:47 AM
Parent: #126

عشة بنت فاطمة: شكرا مرة أخرى.

بشرى الفاضل: بلغت تحيتك وترحابك لأسماء، إذ أن الكمبيوتر لدبها عطلان. وهي تشرك على ذلك، كثير الشكر، وتبلغك تحاياها.

المبدع الحسن البكري: نوَّر البوست بدخولك. أسعدني أن سبق لك الإجتماع بعبدالله بولا.
وهزني تعبيرك عن العرفان تجاه من سبقكم من الأجيال. فتعميق حالة الإحساس العميق، والأصيل، بالعرفان، بما يبلغ درجة شعور المرء، شعورا يقينيا، بأنه مدين لمن سبقوه، يمثل حالة، من حالات الصحة، التي أرجو أن تنتظم علاقات أجيال السودانيين، والسودانيات، المختلفة. أذكر أن الأستاذ محمود محمد طه، قد طلب من الجمهوريين، ان يكتبوا عن التجاني يوسف بشير، ومعاوية محمد نور، ووصَفَ التجاني، ومعاوية، للجمهوريين، بأنهم، (سلفنا الصالح). فالتجارب إنما تنبت جذورها في تربة إبداعات السابقين. والعقول تقبس نورها من أنوار عقول السابقين.

رجاء العباسي: شرفت، ونورت، وشكرا على الترحيب ببولا. لم أحظ بالتلمذة المباشرة على أيدي، المربي الجليل، عبد الحميد العباسي. فقد تركت حنتوب قبل عام من وصوله إليها، وكان ذلك في عام 1970.

تماضر: شكرا على الترحيب ببولا.

راوية: شكرا على الترحيب ببولا.

Post: #128
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-14-2004, 07:33 AM
Parent: #1

دكتور النور حمد

احسست من ردودك ان مداخلاتي عن الخلاف بين الدكتورين حيدر وبولا لم تصل

هل يبدو الامر كذلك؟؟

المشاء

Post: #129
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-14-2004, 07:37 AM
Parent: #1

يبدو ان مداخلتي لم تصل للدكتور النور ولذلك لم يعقب عليها

كما اعتاد دائما ولذلك ساعيدها مرة اخرى:

اسمح لي صديقي بولا ان اقف موقفا وسطا بين ما تراه انت ويراه دكتور حيدر

بخصوص مسالة المشافهة

لم اقرا السجال او الحوار الذي دار بينكما

لكنني انطلق من حواري معك الذي ذكرته في مقال بعنوان "مشهد النسيان" ونشر في

كتابي النقدي اليتيم "خطاب المشاء" كرد على مقدمتك لكتاب صلاح الزين

الاول

فانت ما زلت مصرا على ما اسميته انا"مديح العصامية"

واعتقد ان في هذا تغييب للمكانة الهامشية التي يعطيها المجتمع

السودان للمبدع وخاصة الكتاب

اما عن دكتور حيدر في موقفه من المشافهة فهو وبتجربة معظم المبدعين

مع الدكتور لا يعبر عن كل الحقيقة

فهو يتهم معظم المثقفين ا لسودانيين بالمشافهة

وهذا ليس صحيحا

وردي عليه كان ان ننشر اولا للكتاب منهم

وهذا ما لم يفعله دكتور حيدر

وقد تحول المركز الى "دكان"

اذا لم تكن لديك فلوس فهو لن ينشر لك

ثم بعد كل هذا يصم المثقفين السودانيين بالمشافهةّّّ!!!!!

المسالة اعمق من ذلك

فلا العصامية هي مثالنا الاوحد لازدهار الابداع

ولا تسليع النشر هو الحل لمسالة المشافهة او بالاحرى قلة ما ينشره

الكاتب السوداني

واعتقد ان بولا -للاسف- لم يخرج عن ذلك -اي قلة ما نشره_

رغم ان ذلك تم لاسباب خارجة عن ارادته تتعلق بمشهد النسيان الذي

يميز العلاقة التاريخية المستبطنة بين المجتمع السوداني والكتابة

بالتحديد

لو كانت تلك العلاقة بين الكتابة والمجتمع السوداني علاقة حميمة لكان لدى

بولا الان مجلدات لاعماله الكاملة وايضا للكثير من الكتاب السودانيين

لماذا كاتب مثل منصور خالد غزير الانتاج؟

لانه يملك الوقت وامكانية النشر

ونتيجة لما كان يطلق عليه- والى الان رغم بعض التحسن النسبي- مشكل

النشر , كان معظم او كل الذين يوكل اليهم امر النشر بامكانياته

الشحيحة يبداون اولا بنشر اعمالهم ثم بعد ذلك اعمال محاسيبهم من

الكتاب والكتبة على حد سواء

"مديح العصامية" وحده لن يغير من هذه الحقيقة التاريخية المرة

واعتقد ان المسالة في مكان اخر خارج مديح العصامية والاتهامات

الجزافية بالمشافهة

مع احترامي

المشاء "اب خرتايتن ماكنة"


--------------------------------------------------------------------------------

Post: #130
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: بدرالدين شنا
Date: 04-14-2004, 11:36 AM
Parent: #1

مرحب بالناقد والكاتب الفنان عبدالله بولا وباين كدا من المستقبلين في المطار الإلكتروني إنو القادم سيتحفنا ويملأنا فناً وأدبا

د. النور
كدا أكون طالبك ترحيبين
يوم جات بت أمحمُّد جيتك ورحبت معاك
ويم جاء راجلها جيتك ورحبت معاك
ويوم يجن النيرات تاني بجيك سمح؟؟؟

Post: #131
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: esam gabralla
Date: 04-14-2004, 12:45 PM
Parent: #130

بدر اها انا بس مباريك كده ده,و ماسك معاك الحساب, كان د.النور غالطك جيبنى انا شاهد,كويس
انسألك: بترحب جوز جوز,و لا عندك فرادى برضو؟؟ سفرى و محلى؟؟
التحيات الطيبات يا طيب

Post: #132
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: nada ali
Date: 04-14-2004, 12:58 PM
Parent: #1

الف مرحب و كثير من الحفاوة بعبد الله بولا
الرجل المؤسسة
يانا السكنّا فى البورد
وشكرا د. النور حمد

ندى

Post: #133
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-14-2004, 04:44 PM
Parent: #132

العزيز أسامة
أعتذر لعدم التعرض لمداخلتك. ,هذا

نعم وصلت المداخلة، وفيها نقاط مهمة للغاية. وقد جالت تلك النقاط بذهني أيضا، في الأيام الماضية، خاصة إشارتك إلى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره الثاقب في مؤلف، أو مؤلفات، كما فعل منصور خالد، ولا يزال يفعل، وكما فعل عبد الله علي إبراهيم، ولا يزال يفعل. وكما فعل آخرون لا يصنفون بأي حال، ضمن ميسوري الحال. وهذا التقصير في إنفاذ الأفكار عبر دور النشر يشمل شخصي، ويشمل آخرين كثيرين، من السودانيين، ومن السودانيات. فهناك علة ما، تكمن فينا، كما تفضل الدكتور حيدر إبراهيم. ولا أظن أن اختصار تلك العلة، في عدم القدرة على (قعدة الكتابة الحارة)، صحيح تماما.

الشاهد أنني اضمرت، أن اترك كل تلك النقاط لبولا، وذلك بسبب صلتك أنت الوثيقة ببولا، وبسبب أن لك حوارات مع بولا، ترجع إلى حقبة الثمانينات، وربما قبل ذلك. ومن ثم، فإن بينكما الكثير الذي لم تمكني ظروف ابتعادي عن دوائر الفن، والأدب، ايام إنشغالي في الحركة الجمهورية، من الإطلاع عليه، ومتابعته، عن كثب.

أيضا، لا أذيعك سرا، كما بقولون، إن قلت لك، أنني، لم أرتح لإشارة بولا لما جرى بينه وبين الدكتور حيدر إبراهيم. وقد قرأت ما دار بينهم في (جهنم)، ولم أقرأه في جريدة الخرطوم. وقد أحزنني وقتها غاية الحزن. والآن بعد أن مر على ذلك الحوار الذي اتسم بالمرارة، بضع اعوام، لم يكن هناك داع فاهر، في تقديري، للإشارة إليه. ومن الخير، أحيانا، أن تترك بعض الجروح، لفعل الزمن. فالزمن (برَّاي جراح). والنكأ، غير محمود، في كل الأحوال. وأعلم أن البعض يختلفون معي، بحجة أن الجروح يجب أن يتم نكأها، لتنظف، ومن ثم يمكن برؤها. ولكل شخص ، بطبيعة الحال، الحق في أن يختار المدخل الذي يرى أنه الأنسب.

علينا أيضا، أن ننصف الدكتور حيدر إبراهيم. فهو مثقف، وأكاديمي مثابر، وهذه محمدة كبيرة. فهو أول أكاديمي، ومثقف، سوداني تمكن من إنشاء مؤسسة للنشر، عن طريق إقناع المؤسسات العالمية الداعمة للثقافة، ولإنتشار النهج الديمقراطي، في الدول النامية، بمشروعه. وكون حيدر قد بدأ يطالب من يريدون النشر بالدفع، مقابل النشر، يمكن أن يكون له تبريره. فالأمر ليس أبيض أو اسود، فقط. أي: إما أن ينشر لنا، بلا أي مطالبة بالدفع، أو المساهمة في تكاليف النشر، وأما تصبح مؤسسته (دكانا).

المهم، أعتذر مرة أخرى لعدم التعقيب. وهذا ما يسمح به زمني الآن. ويمكن أن نعود إلى هذا الموضوع بمختلف نقاطه، مرة أخرى. في رأيي أننا، جميعنا، بحاجة، لمراجعة اللغة الحادة التي تكسو مخاطباتنا لبعضنا بعضا، في كثير من الأحيان. علينا ان نقبل الإختلاف، مهما كان تقييمنا لذلك الإختلاف، من وجهة ونظرتنا الشخصية. من حق الآخر أن يختلف معنا، في كل شيء، ثم يذهب موفورا، دون أن يصيبه، أي رشاش.

وشكرا لك مرة أخرى، مع كثير المودة، والتقدير.

شكرا بدرالدين شنا، ودينك أمانة في عنقي. (جيب أي واحد، أو واحدة، وشفني ارحب بيهم كيف)

شكرا عصام جبر الله، على المشاركة (خفيفة الدم).

شكرا ندا علي.

Post: #134
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-15-2004, 05:48 AM
Parent: #1

عزيزي النور

اعرف ان الجمهوريين لهم من صفات التسامح الكثير

اقدر جدا ما قلته عن اسباب عدم تعليقك

لكني تربيت في احضان الصراع

ولعلي ورثت ذلك من بولا وحسن موسى وايضا من ماركس وانجلز ولينين

وربما لانني جعلي

وربما لان اول سجال لي ككاتب مبتدئ كانت نهايته تعقيب كهذا من احد

الكتاب المعروفين في ذلك الزمان حين قال يخاطبني- ولم ابلغ التاسعة عشر -بعد:

"ولولا ان الخواض طري العود لكان الحساب عسيرا"

المهم اتفهم وجهة نظرك بعمق واحترام عميقين

وساعود للحديث عن المشافهة والعصامية

المشاء

Post: #135
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-15-2004, 06:06 AM
Parent: #1

دعوني الحق ملاحظة فاتت علي حتى تكون محاور النقاش واضحة

فقد ذكر النور الاتي:

"نعم وصلت المداخلة، وفيها نقاط مهمة للغاية.

وقد جالت تلك النقاط بذهني أيضا، في الأيام الماضية، خاصة إشارتك

إلى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره الثاقب في مؤلف،

أو مؤلفات، كما فعل منصور خالد، ولا يزال يفعل، وكما فعل عبد الله علي

إبراهيم، ولا يزال يفعل."

وقد نسب النور لي كلاما لم اقله حين ذكر الاتي:

خاصة إشارتك الى أن بولا غير معذور تماما، في كونه لم يودع فكره

الثاقب في مؤلف،"

انا لم اقل ذلك وانما قلت ان بولا نفسه هو من ضحايا "مديح العصامية"

التي ما زال يتبناها

وقد شعرت من كلام النور انه يوافقني الى حد ما في ان المسالة "في

مكان اخر"

وسنعود للحديث عن" دكان "الدكتور حيدر ابراهيم علي

وايضا عن مفهوم بولا عن "مديح العصامية"

وارجو ان يكون ذلك افتتاحا لحوار ديمقراطي بين كل الاجيال

وساعود

المشاء

Post: #136
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-15-2004, 07:45 AM
Parent: #135

العزيز اسامة

أشكرك على تفهمك، وأقدر لك هذا التفهم.

لقد أربكتني، حين قلت أنني قولتك، ما لم تقله، حتى ظننت أنني، فعلا، قولتك ما لم تقله. ورجعت لما كتبته أنت، وقرأته بإمعان، مرة أخرى لأرى ما الذي جعلني أكتب ما كتبت. غير انني وجدت أن فيما كتبته أنت إشارة، بل وعبارة واضحة، هي التي قادتني لكي اقول على لسانك، أنك، أعبت على بولا قلة النشر. وها هو نص ما تفضلت أنت بكتابته:

Quote: فلا العصامية هي مثالنا الاوحد لازدهار الابداع. ولا تسليع النشر هو الحل لمسالة المشافهة او بالاحرى قلة ما ينشره الكاتب السوداني. واعتقد ان بولا -للاسف- لم يخرج عن ذلك -اي قلة ما نشره ـ
. (الخط أسفل الجملة من وضعي)

وأنا فعلا أعيب على عبد الله بولا، عدم النشر. وأعتقد أن بولا يعيب ذلك على نفسه، أيضا. كما أنني قلت أنني أعيب نفس الشيء على نفسي، وعلى كتاب، وكاتبات، آخرين. فبالإضافة لمن ذكرتهم في المرة الماضية، ممن تمكنوا من النشر، رغم قلة الموارد، أضيف، بشرى الفاضل، الذي نشر اكثر من كتاب، وقبله كان علي المك. ومن الأجيال الأكثر حداثة، نشر الحسن البكري، ونشر أبكر آدم إسماعيل، ونشر أحمد الملك، ونشر خالد عويس، ونشر غيرهم أيضا ممن سمعنا بأخبار كتبهم في هذا البورد. وبالطبع فإن الناشرين يتحمسون للرواية، وللشعر، أكثر من حماسهم لنشر البحوث الفكرية. غير أن النشر ممكن، وممكن جدا. الشاهد هناك الكثير من تجارب النشر، التي ربما قطعت علينا، نحن الذين لم ننشر كتبا، كثيرا من حججنا التي ندفع بها في وجه هذا الإتهام.

والقضية الأخرى، التي أحب أن اشير إليها، هو قصر النفس، فيما نكتبه. فكثير من انتاج كتابناالفكري، الذي نُشر بالفعل، تجده، أقرب ما يكون لتجميع المقالات الصحفية، منه إلى الطرح المتماسك الممنهج، الذي يقع ضمن إطار مشروع كتابي، واضح المعالم. وقد تفضل الدكتور، حيدر إبراهيم، بالإشارة إلى هذا في واحدة من مقدمات الكتب التي كان يصدرها مركز الدراسات السودانية، وذلك حيث قال، لم ينجز من السودانيين مشروعا كتابيا، سوى الأستاذ محمود محمد طه، والطيب صالح، ولا أذكر إن كان قد اشار إلى الدكتور منصور خالد، أم لم يشر. وعلى كل حال فالدكتور منصور خالد، كاتب مثابر، وناشر مثابر. فهو لم يتوقف عن الإنتاج، وعن النشر، عبر مساحة زمنية بلغت عشرات السنين. ولاغرو! فهو القائل، إن قيمة المرء فيما يتقن.
كما أنجر الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد مشروعا كتابيا كبيرا، في مجلده: ((السودان المأزق التاريخي، وأفاق الحل)). كما أنجز د. محمد سعيد القدال الكثير، هنا، وهناك. هذه مجرد أمثلة لمن أنجزوا مشاريع كتابية. وهذا انتاج قليل، بل وقليل جدا.

أما في في الدول الناطقة بالعربية، فقد كتب، على سبيل المثال، لا الحصر، نصر أبوزيد مشروعا فكريا واضح المعالم، وأودعه المكتبات. وكتب العلامة، حسين مروة، مشروعا تنويريا، لا نزال نهتدي، بهديه. وأنجز فراس السواح مشروعا ضخما. وانجز محمد عابد الجابري، مشروعا فكريا، وتوثيقيا ضخما. وأنجز عبد الوهاب المسيري، موسوعته الضخمة عن الصهيونية. وأنجز سيد محمود القمني، مشروعا ضخما أيضا. وأنجز خليل عبد الكر يم، قراءة غير مسبوقة لتاريخ فجر الإسلام، وتحليلا متفردا، للنصوص الدينية للقرون الإسلامية الأولى. وقس على ذلك، العشرات، وربما المئات، من الكتاب على مستوى العالم الناطق، والكاتب، بالعربية، رفدوا المكتبة العربية، بمشاريع كتابية، متماسكة، وذات أطروحة، واضحة المعالم.. فأين إسهمامنا نحن، في المقابل، كما، وكيفا أيضا؟

في تقدير أن بولا من عيار الكتاب الذين يملكون التأهيل المعرفي لإنجاز مشروع كتابي كبير. بل إن ملامح هذا المشروع واضحة جدا فيما خطه قلمه، هنا وهناك، في الصحف، وفي الدرويات. ولكن هذا المشروع بحاجة إلى صياغة موحدة، وممنهجة، تظهر في قالب الكتاب، حيث يمكن أن تنتقل إلى الكتابة من عموميات الكتابة الصحفية، مما تتسم به روح المقال، التي عادة ما تكتفي بالإشارات، لتدخل به الكتابة مجالات الطرح الإستقصائي المتعمق، والمُقَعَّد، والممنهج.

نحتاج أن نراجع تجربة الكتابة عندنا في السودان. ونحتاج أن نتلمس الطرائق التي يمكننا أن نحدث من خلالها نقلة كبيرة، فيها.

وعليك الله يا أسامة خلينا من حكاية دكان حيدر دي، لو سمحت.

ونسمع منكم أجمعين.

وشكرا لك مرة أخرى.
النور

Post: #138
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: kh_abboud
Date: 04-15-2004, 10:01 AM
Parent: #135


الأخ العزيز والصديق الوفى / د.عبدالله بولا
لقد بلغ بى التأثر مبلغه حين قرأت كلماتك الأخيرات عنى وعن الصديق الأستاذ إبراهيم قرنى ... زميل مكتب النشر القديم ...وقد أعدت لذاكرتى تلك الأيام التى شهدت التحولات الفكرية الأساسية لكلينا وما كان ذلك الحوار حول فطور الفول مع أستاذنا الجليل قرنى إلا إثراء لعقولنا الباحثة الشديدة التطلع للإنعتاق من أسر الفكرالدوقماتى الذى طوق أعناقنا زمنا وبفضل البحث والحوار نجحنا فى فك نسيج المسلمات الفكرية والفلسفية وتعريضها لشمس العصر وتياره الجارف ...
... وقطعا ، لم نستسلم ... وتعرضنا لعداوات الزملاء الدوقماتيون
أما الرجعيون الذين كنا نطلق عليهم (تهذيبا) السلفيون ، فقد كنا فى نظرهم لا نعدو أن نكون مجموعة من المارقين عن الدين الذين لا أمل فى إرجاعهم إلى حظيرة (الإيمان)....هؤلاء وغيرهم من سطحيي التفكير ، عبدة مسلّمات (الأكاديميين) من زملائنا فى كلية الفنون ،وجدت نفسى بينهم حين تم قبولى طالبا بكلية الفنون وذلك قبل وصول النور ومحمود عمر وحسن موسى ومجموعة العصاة التى أشرت إليها ... ولدهشتى، وجدتك بينهم ، وأنت أستاذهم فى الثانوى ...تجلس معهم فى ال(أس تى أس).. وكما أشار د. النور ، رافضا للعلاقة التقليدية بين المعلم وتلاميذه ، مستمعافى صبر ومناقشا لهم فى إحترام غريب لآرائهم ، لم نعهده فى مجالس العلم التى تربينا عليها كل تلك السنين لا فى المدارس ولا فى خارج المدارس ... وكان أن تعرفت عليكم ... ولأول مرة ، وأنا فى السنة الأخيرة فى كلية الفنون ،وجدت ضالتى ... أذن فأنا كنت أنتظر هؤلاء القوم الثائرين ...على قدر ... وتركت ورائى ثلاث سنوات من الدرس فى كليتناالعتيقة ... وبدأت التعلم الحقيقى ...الحوار الحر ... الذى لا يرفض رأى الطالب بحجة أنه صغير السن ... عبد الله بولا يحاور صغار السن فى أعقد القضايا الفكرية والفنية فى وعى غير مسبوق بقضابا العصر ...
وكما يسافر طلاب العلم فى الزمن القديم إلى مواطن العلم ، كذلك شددت الرحال من قبيل إلى قبيل ، فى نفس المكان، ولكن كأننى سافرت من عصر إلى عصر ... لم أجن من سنواتى السابقات فى كلية الفنون غير عناية أستاذ الصلحى بى من أول يوم حينما حمل رسوماتى ليثبتها على الحائط وأتى بأساتذة إخرين ليلفت نظرهم لمستوى الطلاب الجدد ... وكذلك عناية الأستاذ المرحوم حسن الهادى .. درويش الكلية الذى لم يكن يخطىء لمسة الإبداع ... ثم جلى ، الرسام والخطاط البارع و بس ... . ... لم أكن وحدى الذى إرتحل إلى عصر بولا ... كانت هناك الزميلة الفنانة دارالسلام عبد الرحيم وبشير عبد الرحيم( زمبة) وغيرهم ... وكما أشار الأخ الدكتور النور ، فقد كانت تلك الرفقة الفذة ، التى لا تعرف فوارق السن تتحاور فى كل مكان ..وكان الترحال إلى حلة حمد ،وحلةحنتوب ومدرسة حنتوب التى كان لا يزال فيهاالاستاذ رفاى الذى عرفنى عليه زميله القديم د. بولا و د.النور ...وإلى بربر فى بيت ناس عبد الله بولا...
لم يكن ظهور د. عبد اللة بولا وحده هو الذى قفز بى تلك القفزة الفكرية ... فقد كان هناك د. عبد الله أحمد النعيم زميل دراستى فى عطبرة والاحفاد لثمان سنوات وكان يحاورنى فى الفكر الجمهورى ومعه أولئك النفر الكريم من الجمهوريين أعضاء وفود الجمهوريين إلى مدينه عطبرة :المرحوم جمعة حسن ، طيب الله ثراه ، العجب ، النور حسن ، الطيب محمد محيسى ... وكنا نجلس بالساعات فى حديقة البلدية فى حوار ساخن بين ماركسى وجمهوريين .... فى عامى الاول بكلية الفنون حضرت المحاضرة القيمة للأستاذ محمود محمد طه بعنوان (الإسلام والفنون)وكانت تلك هى المرة الاولى التى ألتقى فيها بالأستاذ محمود وأذكر أن الدكتور موسى الخليفة رئيس الجمعية الادبيةبالكلية ،آنذاك ، كلفنى بإستقبال الأستاذمحمود عند الباب ..وأذكر أن الأخت الأستاذة أسماء محمود كانت معه كما اذكر أن الاستاذ الصلحى جلس مع الاستاذمحمود قبل بدء المحاضرة وأعتذر عن حضورها لإرتباط سابق ... ظلت تلك المحاضرة تشغلنى زمنا وأنا فى غربة ضاربة إلى أن إلتقيت بالاساتذةالمذكورين الذين جاء الحوار معهم فى الوقت الذى نضبت فيه الفلسفات المادية، فى نظرى ،وعجزت عن أن تفى بحاجات الإنسان المعاصر ، وتلك قضية أخرى لا أود التعرض لها هنا .. وربما فى حوار آخر .
ولا شك أنك تذكر ،أخى عبد الله أيضا الجلسات الغنية فى حضرة الأستاذ محمود محمد طه والتى أشار إليها الاخ الدكتور النور والتى شارك قيها فيما بعد الاخ محمد حامد شداد ...
وعلى ذكر الأستاذ إبراهيم قرنى ... فقد كنت فى سنوات الغربة الأولى فى كلية الفنون شديد الإعجاب به ... كنت أعجب بهدوئه الغريب ومقدرته الفائقةعلى التركيز فى عالم ملىء بالفوضى ... كان الأستاذ الصلحى يحدثنا عن المفكرين الذين يسكنون فى بيوت الطين فى الثورة ... ويقول: قرنى بيمشى ليهم ... وكان يعنى الأستاذمحمود ... ولم أكن بعد قد تعرفت على الأستاذ محمود ... ولكن شخصية قرنى المقنعة ساهمت كثيرا فى لفت إنتباهى إلى الكنز الذى (فى بيوت الطين فى الثورة) فصرت أزوره بصحبة قرنى ود. عبد الله النعيم ثم د.النور وعبد الله بولا ... واستمر حوار (الأس تى أس ) بينى وبين محموعة العصاة... وكنا تستقى المعارف من كل صوب وحدب ... ولا سيمامن جلسات الأستاذمحمود الخصبة التى أشار إليها د. النور ...

الأخ الأستاذ إبراهيم قرنى يا صديقى بولا عمل باليمن معلما للتربية الفنية ثم استقر فى بيت متواضع فى دار السلام على جهة أم بدة وكانت منظقة عشوائية تم بيعها للغبش من المواطنين ... وهو الان يعمل معلما للفنون فى مدرسة العيلفون الثانوية وقد رزق بطفلة واحدةوهى الأن بالجامعة ... و أرجو أن أذكر لك ما قاله لى مرة ، الاستاذ قرنى وهو يدلل على صبرك الشديد ... ذكر لى بحثكم ذات يوم عن منزل الاخ (المرحوم ) إبراهيم مكى ،حيت تعقد ندوة من ندوات الأستاذ محمود وطال البحث عن منزل الأخ إبراهيم وكان أن أنفقتم ساعات طويلة تائهين فى حوارى حى العمدة ,,, وبعد ساعات وساعات ، تم العثور على بيت إبراهيم مكى ...وكان قرنى شديد الإعجاب بالصبر التاريخى لك وكيف أنك لم تمل السير والتجوال الطويل حتى وصلتم بعد تعب إلى مكان الندوة ...
أتوقف الإن رغما عنى وسوف أواصل ...
تحياتك سوف أنقلها إلى أحمد الشريف ... وهو مازال فى السودان ... رساما ومصمما ...

لقد صدقت أخى د. النور، فإن الترحيب ب د.عبد الله بولا صار له بعد فكرى وهذا طبيعى فالرجل صاحب بصمات فكرية واضحة على جيل كامل .

Post: #137
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: السمندل
Date: 04-15-2004, 09:20 AM
Parent: #1

دكتور النور ، سلام
في ترحيبي بالدكتور بولا (يوم 10 أبريل ) كتبت :
Quote: بالطبع ، مرحب بالناقد ( الفنان الشامل ) عبد الله بولا ، الذي لم أعرفه إلا من خلال ما كتبه وقدّم به مجموعة صلاح الزين القصصية ( عنهما والأكليل والانتظار ) ثم في بعض الكتابات المتفرقة في الصحافة العربية كتبها هو أو كُتبت عنه ( القدس العربي + الحياة ) وكذلك خلال السجال النقدي / الفكري الماراثوني بينه وحيدر ابراهيم في جريدة الخرطوم .. وتيقنتُ ـ مذّاك ـ أن سيرته ستكون منقوصة في ذهني ، ما لم أقرأ له كتباً تخصه ، لا أدري متى سيتيسر لي اقتناءها ..
أقول هذا لأنني ـ مثلكم تماماً ـ مصاب بالأسى لأن مفكرين وفنانين وكتّاب سودانيين كثيرين ، مشتتين في أطلس العالم ، تنتظرهم أغلفة كثيرة موّقعة بأسمائهم ، وعبد الله بولا أبرزهم وأكثرهم سكوتاً .. ولا أريد أن أكرر ما شبّه به حيدر ابراهيم حال المثقفين السودانيين الذين اختصرهم في شخص بولا ، بأنهم مدمنون لثقافة المشافهة ، ويجتنبون الكتابة والتوثيق لأن ( قعدة الكتابة .. حارة ) .. هل ـ حقاً ـ الأمر بهذا الشكل التبسيطي يا دكتور بولا ،، ويا كل المثقفين والمبدعين ؟؟
ربما كان كذلك .. وهنا ، أضرب مثلاً وأقول بأنني ( فكّرت ُ ) مرةً في انجاز ملف عن المثقفين والمبدعين السودانيين في الخارج ، لجريدة الزمان اللندينة آنذاك ، وجريدة الخرطوم ، يدور محوره حول سؤال كبير يتقسّم إلى فروع ، ويقول : المبدع السوداني .. أين أنت وماذا تفعل ؟؟ واخترت عددا هائلاً من المبدعين السودانيين في السعودية ، وخاصة في جدة التي صارت مثل أم درمان في أذهان قاطنيها السودانيين ، كما يصفها بحق صديقنا بابكر حسن مكي .. وزعتُ المحور على كثيرين ، وعلى رأسهم الدكتور بشرى الفاضل لكن بلا رد ،، فطارت في ذهني مقولة دكتور حيدر ( قعدة الكتابة .. حارة ) وحاولت إيجاد صيغة للتبرير ، فما عرفت ..!! فإذا كان الأمر يتعلق بالإجابة عن بعض الأسئلة ،، ما بالك بكتابة ديوان شعر ، أو مجموعة قصصية ، أو دراسة جمالية ، أو بحث تاريخي ؟؟
لقد تيسر للمبدعين السودانيين أن يتفرقوا في عواصم الشتات ( على ما في ذلك من فجيعة ) واستطاعوا أن يراكموا تجارب وثقافات ممتازة كان من المفترض أن نرى نتاجها بالعين المجردة ، كتباً ودراسات ووثائق .. فما الذي يحدث ؟؟ لماذا يبدو انتاجنا الثقافي والإبداعي ضئيلاً إلى هذا الحد ، مقارنة بنتاج آخرين ربما كانوا أقلّ منّا وجعاً وغربة ، وحتى موهبة ؟؟
أعذرني ،، دكتور النور ،، على هذا الترحيب الغريب بالشاهق عبد الله بولا .. لكنها الحسرة يا سيدي .. أن يكون عبدالله بولا ( ومثله كثيرين ) معروف في الخارج ومحتفى به .. ونحن ( أهله وناسه ) بالكاد نعرفه !!!
أهلاً بك دكتور عبد الله .. أهلا بك كثيرا


ولم أتابع فكرتي في " جرجرة " بولا إلى بقية علامات استفهاماتي / استفهاماتنا السميكة ، ريثما يفرغ من التلويح بكل مناديله الجميلة إلى المرحبين به والمرحبات .. وحتى ينسجم أكثر في جو البورد ـ الذي حوّله البعض وبقدرٍ ما إلى جهة طاردة ـ وحتى يتعاطى مع أصدقائه وطلابه ومريديه بما يحب من ذكريات نفيدُ منها ولابد ، نحن المتيمون بالذكريات

والآن ، وقد ( فُتحَ باب النقاش ) .. فإنني استأذنك في العودة ، والتذكير بما كتبته في ترحيبي بـ بولا ،،، ولا أقصد من ذلك سوى ايصال ألمي الخاص من أننا لا نقدرعلى التباهي أمام الأمم سوى بالطيب صالح فقط ،، مع أن هناك كثيرين / كثيرات ، صاروا أعلى منه كعباً .. كما أرى ، وجديرون بإدهاش الناس شعراً وقصاً وروايةً وتشكيلاً .. وفنون أخر

محبتي / سمندل

Post: #139
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-15-2004, 01:05 PM
Parent: #1

عزيزي النور صباح الخير بتوقيت الساحل الشرقي الامريكي

حتى نستعدل النقاش اقول انك الى الان لم تفهم فكرتي عن مديح العصامية

ربما لان مقالتي لم تقرا بعد

وقد سبق لابكر ادم اسماعيل ان اورد شهادتي عن مشهد النسيان في بوست

الفيا عن البنيوية والذي غبت عن المشاركة فيه لاسباب ساوضحها لاحقا

واذا كان لك عزيزي النور طريقة ترجع لارشيف المنبر او تتحصل على

نسخة من كتابي "خطاب المشاء" فاننا يمكن ان نتناقش بشكل افضل

بولا ليس مسؤولا عن عدم النشر

ولكنه بطريقة لا شعورية من ضحايا العصامية التي ما زال يواصل مديحها

اما عن فكرة دكان حيدر فانني انطلق من فكرة النهايات وكنت اريد ان اقول المال لكنني لم اجد المدة او على ان اكتبها الماااااال حتى
اميزها من الفلوس

فقد بدا المركز بفكرة محاربة داء الانتليجينسيا العضال- كما يعتقد

الدكتور-الا وهو المشافهة

وانتهى الى كنتنين صغير يهتم بالربح والخسارة

لا نريد ان نجرح احدا لكن ذلك جزء من تاريخنا الثقافي ومن حقنا وحق

كل الاجيال الحاضر واللاحقة ان نتدبر ما يستفاد من درسه

وما ال اليه حال المركز يذكرني بالاتي:
ما اكبر الفكرة
ما اصغر الدولة

واخر الحشرجات التي تعبر عن فرفرة الكاتب السوداني المذبوح فكرة

بشرى الفاضل تحت شعار ياكتاب السودان ومفكريه انشروا

وساعود للحديث حولها

المهم ماشي الشغل
وساعود

المشاء

Post: #140
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-15-2004, 01:13 PM
Parent: #139

up

Post: #141
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-15-2004, 04:40 PM
Parent: #140

شكرا السمندل

مداخلتك التي أعدت نشرها، لفتت نظري لحظة أن قرأتها. وهاهي تعود إلى صدارة هموم هذا البوست الذي تجاوز مرحلة الترحيب وأخذ يزحف قليلا، فليلا، نحو هموم الثقافة. أشكر لك إثباتها مرة أخرى، وأحس أنها قد وقعت، حين اعدت نشرها، في موقعها تماما. وكل ما ذكرته فيها ياسمندل، هو عين ما نحس به. لا نريد أن نجعل من استاذنا عبد الله بولا، مشجبا نعلق عليه إخفاقات، كثيرة، وسمت معظم حقبة ما بعد الإستقلال. ولكننا، كسودانيين نتوق توقا شديدا، لأن نرى المشاريع الكتابية متجسدة بين أغلفة الكتب، كجزء من ذاكرتنا الثقافية. وعبد الله بولا، وآخرون غيره، يملكون ملامح المشروع المتماسك.

شكرا سمندل. وأرجو ألا تغيب عنا كثيرا.

أسامة

قرأت ماكتبه بولا، مما وصفته أنت بـ (مديح العصامية). وبما ان بولا هو صاحب ذلك الأمر، فإنني أترك التعقيب عليك فيه، من بولا نفسه. ولكني أحب أن اشير هنا، إلى أنني لم افهم مما كتبه بولا، في ذلك الصدد، أن بولا قصد إلى التقليل من شأن التدوين، والكتابة. وإنما فهمت أنه قصد أن يعطي، ما أطلق عليه د. حيدر، (ثقافة المشافهة) قيمة، وبعدا تاريخيا، ودورا ثقافيا، لعبته، ولا زالت تلعبه (المشافهة) في عمليات التثاقف. وما فهمته أيضا، أن عبد الله بولا يريد لنا ان نرى الأمور بمنظور، لا ينتمي كلية لمفاهيم المركزية الأوروبية. وأرى أن هذا الموضوع، شديد التركيب، ولا يجب أن يقارب مقاربات تبسيطية، من شاكلة (الكتابة، في موجهة المشافهة.

وفي تقديري الشخصي، ان ما اشار إليه بولا، يطرح إشكالية الهوة بين الصفوة، وعامة الناس. وهو إعادة لطرح السؤال الذي سبق أن طرحه كلود ليفي شتراوس: هل ما يعالجه الصفوة، بوسائلهم، يعني وقوعه بالضرورة في قلب هموم عامة الناس؟ وهل يجب أن تفرغ الثقافة الشعبية نفسها كليا، في discourse الصفوة؟ . وهل يجب، بناء على ذلك، ان تصب (المشافهة) كل طاقتها، وكل تاريخها، وتقاليدها، في قالب الكتابة، لتنمحي، وتصبح، من ثم، أثرا بعد عين؟ وهل مثل هذا التصور، تصور واقعي، فعلا. وأرجو ألا تنسى يا اسامة، ما طرحه بولا، منذ السبعينات، في (مصرع الإنسان الممتاز).
وسوف أعود إلى هذا حين تتاح الفرصة.
شكرا اسامة.

شكرا عشة بنت فاطمة على رفع البوست.

Post: #142
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-16-2004, 00:16 AM
Parent: #1


عزيزي شانتير

أشكر لك ترحيبك وحسن ظنك يا شانتير (بالمناسبة ما هي علاقتك بالمحامي والكاتب الراحل كمال شانتير. وقد كنت في شبابي على علاقة قربى به من بعيد. فقد كان ذو اهتمامٍ بالوجودية في تعبيرها السارتري والبير كاموي، وقد نشأتُ في باكر علاقتي بالفلسفة على قربى من كليهما. وهي قُربى ما تزال تتاورني نزعةً إليها من حينٍ إلى حين، وإلي Camus بالذات، مؤخراً، (وأكتبه بالفرنسية لأن اسمه يستعصي على العربية، بل على أي لغةٍ غير الفرنسية بسبب هذه ال u الفرنسية اللعينة في شدة خصوصيتها والتي قد أكون على نصيبٍ كبيرٍ من الحق إن زعمت أنه لا وجود لها في الأمم "الأجنبية"). مرحب بيك ياسيدي بعلاقة، ومن غير علاقة بأستاذنا الراحل. بخصوص مؤلفاتي أقول لك كلمة يازول : فلا مقولة الكسل الحيدرية. التي أصبحت مقولةً سائدة في تفسير "شح" النشر لدى المثقفين السودانيين كما يزعمون، والتي أضاف لها عصام جبر الله قبل أيام "المحركة"، ولا مقولة "الخجل" التي جاءت في كلمتك، وقبل كل ذلك وفوقه، ولا مقولة "امتداح العصامية" التي بهتني بها أسامة الخواض قبل يومين من عمري المديد على ملأ البورد. وأنا أتحدث هنا بالأصالة عن "نفسي" على الأقل. فالمعوق الأول لحركة النشر الواسعة عندي، زعزعة ثقتي في أن ما أكتبه يستحق النشر أصلاً. هذه أولى الأثافي لا ثالثتها. والثانية إنني أخاف من دور النشر العربية التجارية الحالية، خوف الذئب من دم بن يعقوب، أخاف من أخطائها المباحة القائمة على إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" وعندي إنه ليس في الكتابة أخطاءَ طفيفة وغير طفيفة. وعقيدتي بأن الخطأ الطباعي يُرزل العبارة. بل يرزل الخطاب كله. ومع ذلك فقد أرتكبت هنا، في هذا البوست أخطاء طباعية عديدة بفعل المساككة. مساككة القراء والمحاورين، ومساككة بنت امحُمَّد، ومساككة وقتي اللعين (فأنا أعمل ثمانية ساعات في اليوم بالإضافة إلى ثلاث ساعات مواصلات. وأصنقر مقابل الكمبيوتر ثمانيةَ ساعاتٍ حسوما. فتفتكر دا حال زولاً عندو فرصة للمحركة أو الكسل أو الخجل، في خصوص النشر؟ أو حتى الكتابة ذاتا؟ وثالثة الأثافي الحمول. وهذا قد يكون شأناً شخصياً لا يجوز الخوض فيه، وقصارى ما يمكنني قوله إنها حمولٌ تهد الجبال الرواسي الشامخات. وهي في الواقع ليست شخصية. بل هي في جانبٍ كبيرٍ منها هموم العمل العام الثقافي والإنساني والسياسي، المعارض للغول الإسلاموي، التي وقعت كلها على رأسي هنا، وتغلبت على كل أشكال المقاومة التي ظننتُ أنها يمكن أن تنجيني من هموم هذا الجانب. ولولا بنت امحُمَّد لهلكتُ رهقاً مما جميعو. (وسأعود إلى ذلك في سياق مماثل). ثم الحسرات وقلة القيمة: فأنا يا جماعة بكل بساطة أحد ضحايا الاسترقاق المعاصر، يستغل مخدمي اضطراري إلى قبول عملٍ مضنٍ في أرزل العمر، لولا "بنياتٍ كزغب القطا"، و"عجائز عددا"، لا حيلة لهم ولا ملاذ غيري، لما بقيت فيه قيد لحظةٍ. أنا يا سيدي ببساطة "مسترق" ومن أسف إننا نسمي المسترق عبداً. فنحمله وزر وعار من يسترقه الذي هو العبد الحقيقي عبد "الأنا" الغفل، وعبد الجهل، وعبد غلظة النفس والعقل. وأنا أسعى بسبلٍ شتى للمخارجة. إلا أن المخارجة ليست بالرغبة الذاتية كما تعلم وكما يعلم أكثر البورداب والبورديون. ومع ذلك فقد ذكرت في مكانٍ آخر إنني حريص على نشر أعمالي ولستُ بحاجة كبيرةٍ للدفع والتشجيع في هذا الأمر. وقد نشر لي مركز البحوث والدراسات الإفريقية بليبيا أربع كتب وترجمتين، وعدداً من الدراسات. رفضت توزيعاها لأن بها أخطاء طباعة وافرة. وافرة بالحد الذي يجعلني أمتنع وأمنع المركز من توزيعها. وسوف أنشرها يتوفر عندما لي الوقت لإعادة طباعتها بنفسي على جهاز الكمبيوتر. وأنا أطبع فيها الآن من وقتٍ لآخر. هل أجبت؟ شكراً شانتير.

بولا

Post: #143
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-16-2004, 00:19 AM
Parent: #1


عزيزي ياسر تحياتي الطيبات. أنا يا سيدي عطبراوي أيضاً. في جانبٍ كبيرٍ من تكويني الفعلي وذكرياتي. درست فيها الأولية ونيفٍ من الوسطى. ونحن نقول أتبرا وهو اسم بجاوي فيما يُقال، بل لعله مؤكد. (وسوف يُدهش هذا صديقي عبدالله على ابراهيم بلا شك. وعندي له من المشاهد والوقائع وصلات القربى العائلية اللتبراوية ما سيهشه أكثر من ذلك بما لا يتصور). (وبمناسبة ذكر المدن، إنت متين كنت في باريس؟). وقد عرفت العطبراوي عن قربٍ شديدٍ وفي وضع فريد. حسن خليفة الجزار في سوق اتبرا الكبير. وقد كان أبي زبوناً غير مداومٍ له عندما يَكمل اللحم عند عمنا "اب دقن" جزار الأسرة الرئيسي. أعلم صراخكم منذ زمانٍ قديم عندما كنت تستصرخون الضمير الأفندوي التكنوقراطي اليميني السوداني العربي الإسلاموي وهو سادرٌ في غيِّه. وقد عبر الصديق الشاعر المناضل المفكر المثقف، كمال الجزولي، عن ذلك تعبيراً لا مزيد عليه، حين جعل عنوان سلسلة مقالاتٍ نشرها أخيراً في وصف وتحليل بلايا انفجار وتعدد أشكال العنف كتعبير عن مناهضة الظلم في بلانا "لو كنا نسمع أو نعقل". و"المسكوت" عنه في العنوان، إنما هو ضربٌ من السكوت البلاغي عن تكملة العبارة/الآية "ما كنا من أصحاب السعير". السعير الذي أذاقته مؤسساتنا الحاكمة والمسيطرة وإيديولوجياتها البائدة وعلى رأسها إيديولوجية تبرير الاسترقاق. وها هو اليوم يرتد إلى نحرها "قطرة من السم الذي حقنت به شرايين تاريخ وطنٍ كان من الممكن أن يكون وطنناً للجميع ب عن رضىً وسترة حال، وتوفير دماءٍ وأرواح ومال. ويسعدني أنك تدرك بوضوحٍ أن "ما حل بأبناء السودان الثمرة المُرة لتحكم فئة ضالة جاهلة مغرورة متكبرة بأمور الحكم والثروة فيه". هذا هو جوهر الوعي الكبير المستنير بهذه القضية. إلا إنني لا أتردد، ولم أتردد، ولن، في أن أقول، ليس من دون أسفٍ مديد، إن بنياتنا الاجتماعية الشعبية والثقافيه، نحن "العرب" الاسلاميين لم تنج من تأثرٍ كبيرٍ من ثقافة الحلف الإقطاعي الكولونيالي ـ الرأسمالي ـ المتدثر بالإيديولوجية الدينية. وهذا مقالٌ يطول أكتفي منه بأن أدعوك، واشد من أزرك، لأن تمسك بهذا الجوهر العضوض لمسألة الظلم والاستبداد في بلادنا. وهو ظلمٌ طالنا جميعاً، للذي يحسن الرؤية. فإذا سمحت لي بأن أقدم بؤس حالي نموذجاً في هذا المقام البائس كله، فأنا لم أر أهلي، منذ ستة عشر عاماً، ولم أتنسم ريح آمنة بنت احمد، شقيقتي ومربيتي التي علمتني شتى الفنون، وعلى رأسها الحكي كما يقول جيلكم، والتشكيل والطبخ والخبيز، وفوق كل هذا التضامن الإنساني واحترام الآخر. ولو أن الحيز يسمح لحكيت ليك حكاوي بديعة عنها وعن صويحباتها معلماتي من الجيل الذي يلي جيل من أسماهن بشرى الفاضل ب"جيل حوض العاشِم"، جيل أمي فاطنة بت حبيب الله، أول من علمني إكرام الإنسان للإنسان في أعلى صوره قامةً، فاطنة فارقت الدنيا صامتةً مكلومة من فقد البنت والولد على أيام الدكتاتورية النميرية الكالحة (لم يقتلا مباشرة ولكنهما قتلا بصورةٍ ما، ليس هذا مكان الخوض في تفاصيلها). وقتلتها ملاحقتي ومصائبي التي لا تنتهي ففارقت عيناها النوم خلال عشرة أعوام. وأمثالي كثيرون فلا يحصون ممن خبروا نكال هذه المؤسسة الدكتاتورية، في صورها العسكرية والمدنية، من "أولاد العربسلاميين" يا صديقي. وأغلبهم عانى أضعاف ما عانيتُ أنا، ولا أجرؤ على أن أقول أنت "أيضاً". لأنني أعلم علم اليقين أن المواطن الذي يعيش مرارة الدرجة الثانية في وطنه أشقى من المطارد السجين والمشرد، المحسوب، (مع ذلك)، في عداد "أولاد البلد"، "السادة". (رغم إنني لستُ على يقينٍ تامٍ من ذلك فهوان الإنسان وإذلال تصعب المفاضلة فيه، أن لم تمتنع). شكراً لوعيك الشامل المستنير. ولعلك أن تسمح لي بدعوتك إلى مراجعةٍ لا تفسد للإخاء قضية : فالذين يعنيهم الشاعر الذي غنى له العطبراوي النشيد الشهير مفاخراً بكونهم قومٌ "تنسب إليهم الفطن هم "العرب زاتٌن"، وعلى وجه التحديد فئة أصحاب إيديولوجية الفخر بالأصل "العرقي" والثقافي والطبقي منهم، الذين هم أسُّ البلاوي في بلادنا يا صديقي. وإذا كنت تحملها على الوجه الآخر الذي يوحي به المطلع واللازمة المكرورة، "أنا سوداني أنا"، فهي فضلاً عن كونها من باب غربة الوعي وخداع النفس الذي يسكن بنية مبدأ التفاخر البدائي أصلاً، مما قد لا يدخل في باب الذنب المباشر، الذي يحمل صفة سبق الإصرار والترصد الإيديولوجية المؤسسية. إلا أنها فاسدة في بعدٍ آخر من أبعاد معانيها وإشاراتها العديدة هو بعد غياب معنى الإخاء الإنساني الشامل. لأن التفاخر، من أي وجهٍ أخذته ينطوي بالضرورة على إقصاء الآخر المختلف والزراية به.
هل أنا أحاكم الشاعر والمغني بأثرٍ رجعي؟ وهل أتعدى على خصوصية الشعر بمحاكمةٍ إيديولوجية؟ وهل يمتلك الشعر جوازاً لمرور عبر ساحات الإيديولوجيا دون أن يعلق به منها غبارٌ ما؟ مما احتج به بعض أصدقائي من محبي المجذوب (وأنا من أكثر محبيه أيضاً كإنسانٍ وكشاعر)، عندما انتقدتُ "زنوزجياته" في ندوةٍ أقيمت لتأبينه (بجامعة الخرطوم عام 1983) بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته"، وزعمتُ أن رؤيته للزنجي على أنه كائنٌ طليقٌ خالٍ من الجد ومن الحكمة، هي رؤية الثقافة العربية بكامل عدتها وعتادها، ولم يزد المجذوب عن قلب نظام أحكام القيمة التي تستند إليها هذه الثقافة في رؤيتها للزنجي وتبرير نظرتها الدونية له. وأحب أن أضيف على سبيل تدقيق المعاني، التي يؤدي عدم التدقيق فيها على ضوء قراءةٍ متعددة الزوايا لرؤية ورصد حقائق الواقع، إلي منهج الشجرة التي تحجب الغابة، إنني قارنتُ في تلك الندوة، أو نسبت بعبارةٍ أدق، رؤية المجذوب (التي قد لا أشك في حسن مقاصدها. بل لقد أكدتُ على ذلك حين ذكرتُ بالحرف الواحد أن المجذوب قد "أساء للزنوج من حيث أراد عن قلبٍ صادقٍ، أن يمدحهم")، أقول نسبت رؤية المجذوب تلك في جانبٍ منها إلى صدى رؤية سنغور إبن الزنوج المؤصل، الذي نفى عنها هو الآخر العقل والرصانة! وقد لخص ذلك في عبارةٍ له شهيرة "العقل هيليني والعاطفة زنجية" فتأمل! زبدة القول إن الأمر معقد وليس من سبيلٍ لمعالجةٍ راسخة وقويمةٍ له، إلا بمثل رؤيتك المستنيرة الشاملة. أبداً، ليس في هذا تجنٍ من جانبي على "طبيعة" الشعر ولا على حسن خليفة (ولا أذكر الآن وأنا أغلب فتوراً شديداً وهدَّت حيل، اسم شاعر نشيده آنف الذكر)، ولا على المجذوب، فيما أعتقد أوفي ما أتوهم، وإنما أحاول تفكيك عناصر تكوين وعينا بالوطن وبالإنسان، لو أنني اقدر على ذلك.

بولا

Post: #144
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-16-2004, 00:24 AM
Parent: #1

يا جماعة الخير أمانة الوقت ما زنقني زنقه! وقد عدت إلى "العمل" بعد إجازة قصيرة لولاها لواجه أمري مع البورد عسراً كبيرا. عاد كيف تسووا عليْ؟ أعذروني إن اختصرت من هنا ورايح. كما أرجو أن تعذروني إذا قفزت بالزانة لأُحادث ثلاثة أصدقاء إتنين منهم قدام وواحد جديد : هم القاص، الشاعر، الحكيم المثقف، الأستاذ خالد عويس، والصديق العزيز أسامة الخواض بخصوص هجيمتو التي أنزلها على أم رأسي من حيث لا أحرى ولا أدرى ( وده من كلام حوض العاشم يا بشرى. "لا أدرى" بالألف المقصورة). حين نسب إلىَّ صدوراً ودفاعاً عن مفهومٍ لا في عير ولا في نفير "عِدَّتي المفاهيمية". (كما سأوضح في تعقيبي فلا تعجل عليَّ يا أسامة). ثم النور عُتبى له على عتابه الحَييِّ الرقيق في خصوص ما وردت الإشارة إليه، والسؤال عنه، وتداخله مع أكثر من موضوع في أكثر من موقعٍ في هذا البوست مما سُمي ب "حوار" أو "سجال بولا مع حيدر". وهو عتابٌ جاء، على الرغم من رقته، وعلى الرغم من شروحي العديدة الموثقة، في غير محله. أعني أن العتاب قد وجِّه إلى المعتَدى عليه والمعتدى عليهم، بينما كان غفران النور، ودعوته لنا إلى الغفران، من نصيب "الجاني" من دون قرائن إثباتٍ كافية.
بولا

Post: #145
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-16-2004, 03:53 AM
Parent: #1

انا سعيد حقا بهذا الحوار بين الاجيال

يا صديقي النور اعتقد انك الى الان لم تفهم المصطلح الذي قمت انا بنحته عن "مديح العصامية"

ليس لهذا المصطلح علاقة بسجال بولا مع حيدر كما تعتقد انت

لكنه جزء من ردي على بولا عما قاله في مقدمته لمجموعة صلاح الزين

وفي ظن -بولا - وهذا تمظهر لما قلناه عن بنية النسيان , انني اخترعته مؤخرا

لكنني نشرت مقالي ذاك في جريدة الخرطوم عام 1999
ثم قام الفيا بالرد عليه في جريدة الخرطوم

وكنت اود الرد عليه لكنني رحلت الى الولايات المتحدات الامريكيات كما يقول حسن موسى

وحينما فتح النقاش عن البنيوية لم اشارك بالشكل المطلوب لاسباب ساذكرها لاحقا
ثم اعدت نشره في كتابي "خطاب المشاء" الذي صدر على نفقتي الخاصة من "كنتين" حيدر

مرت اكثر من اربع سنوات على نشري ذلك المقال ومع ذلك يعتقد بولا ان هذا امر جديد

هذا بالضبط ما اردت ان اقوله :

كل منا محصور في صدفته
واقدارنا في النشر خارجة عنا

ماذا يمكن ان نسمي كل ذلك؟؟؟

وساعود

Post: #146
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-16-2004, 10:23 AM
Parent: #145

أستاذي، عبد الله بولا

سعدت بإطلالتك بعد غيبة. وأرجو من كل قلبي، أن تجد، من عافية البدن، ومن بركة الوقت، ما يمكنك من الإطلال المستمر علينا. أجد في قراءة كتابتك، متعة ثرة، وأتعلم من طريقتك فيها، الكثير. فهي تجمع الإنضباط الشديد، والشاعرية الطليقة. ولا أجد مثل ذلك كثيرا، في غيرها. وقلما تجتمع هاتان السمتان للمرء، في صنعة الكتابة. ولا أريد أن أقودك إلى سجال، لكوني أعرف أن الوقت، لا يتوفر لك، مثلما يتوفر لي. فحياة باريس، ومواصلات باريس، ولهاث ايقاع حياة باريس، لا يتركان للمرء، بقية من (مُرُوَّه)، ينفقها، أمام شاشة الكمبيوتر. يُضاف إلى ذلك، أن ذلك الكمبيوتر، يتقاسم شراكته خمسة أفراد، كما جاءت إشارتك.

نعم أعترف، أنني لم أقل رأيي في الطريقة التي كتب بها حيدر في ذلك "الحوار الماراثوني" كما تفضل بوصفه، السمندل. والسبب أنني أردت لتلك الحادثة، أن تموت، ويطويها النسيان. وتمنيت، من كل قلبي، لو أنك لم تشر إليها، إطلاقا، في مستهل قدومك إلينا.

لم أمسك عن قول رأيي، في ما صدر عن دكتور حيدر، لكوني رأيت حيدراً، محقاً، من قريب أو بعيد، في المدى الذي ذهب إليه، في الإستهداف الشخصي، والعمد إلى التجريح، وإلإيغال فيما يسمى بـ (إغتيال الشخصية)، بل والسخرية المريرة، مما وصل بالأمر، إلى درك، نشر سخائم النفوس، والحرص على إشفاء الغليل، من الخصم الفكري! وإنما أمسكت لكوني، قد عرفتك، لمدة تجاوزت الثلاثين عاما. وأنت عندي بمثابة الأستاذ، والشقيق الأكبر. كما أنني، لا أعرف دكتور حيدر، بالقدر الذي أعرفك به. ولذلك لا أجدنيٍٍ، بحكم محدودية معرفتي الشخصية به، قادرا على إرهاق كاهله بمطلبٍ، ربما لا أجد، في المقابل، بأساً من صبه على رأسك أنت، دون كثير تردد، وربما دون قليل تردد، أيضا.ً ومطلبي منك هنا، هو "العفو". والعفو، أن تترك حقك للأخرين. ليس ضعفاً، كما يتبادر لصغار القامات العقلية، والخلقية، وإنما إحياءً، وإعلاءً، وترسيخاً، لقيم، وتقاليد النبل الإنساني، في النفس، وفي المحيط. كان الأستاذ محمود محمد طه يقول لنا: (أبذلوا للناس، من أعراضكم). وأحببت لو أنك بذلت لحيدر من عرضك. فإني أراك بذلك قمين. فإن رآيتني، أستاذي، إنما أجرك، إلى مشهد، مسيحي، لا يروق لك، فلك العتبى حتى ترضى. وأعف عن ذلتي، إن رأيتني ذللت، فأنت في ذلك مرجوٌّ، أيضاً.

وأعود لما خطر لي حول ما تفضلت بذكره، من شأن الإسترقاق، إذ يبدو أن على كل من رضي عيش شمال الكرة الأرضية، أن يرضى بتبعة الإسترقاق، المصاحبة لذلك النمط، من العيش. فهو سمة لا فكاك منها في ذلك الفضاء. وشكرا لشيخنا هنري جيرو، الأكاديمي الأمريكي، الذي فحص ببصيرة ثاقبة، مسارات إعادة انتاج المظالم التاريخية، فحصا شافيا. فقد قام الرجل، بتعرية تلك المسارات، وكشف عوراتها، وهو يفكك بنية التعليم الأمريكية، وعموم تقلبات الحياة الأمريكية، وهي تتفنن في إعادة إنتاج المظالم.

حين قال الأمريكيون السود المستعبَدون، لأسيادهم البيض، أنهم يريدون حريتهم، وقد وضح للبيض، أنه لم يعد أمامهم مناص، من الإستجابة لتلك المطالب، ردوا على السود قائلين: حسناً، سوف نعطيكم حريتكم. قالوا ذلك، واضمروا امرا آخر.

كان الزنوج حين كانوا مستعبدين، لا يتقاضون أجورا على أعمالهم. غير أن المالك كان يطعمهم ما يقيم أودهم، وما يجعلهم قادرين على العودة إلى العمل كل صبح جديد. وكان يعطيهم السكن مجانا، ويعالجهم، كما يعالج المرء بهائمه، التي يستخدمها في جر المحاريث، وفي سائر أعماله، بحكم حاجته إلى ما تؤديه له، تلك البهائم، من خدمات. وحين همَّ الرجل الأبيض بمنح العبيد حريتهم، فكر في أن يلتف حول حريتهم، من حيث لا يشعرون. فهو لا يريد أن يفقد أي امتياز اكتسبه في الماضي، لمجرد إصدار قرار مكتوب على ورقة يقضي بـ "منح الحرية". وهو قرار، لم يعد التسويف فيه ممكنا.

وبما أن الرجل الأبيض، هو المالك للأرض، والقادر على الإقتراض من النظام البنكي، بحكم ما يملك من مقدرات، وعقار، وخلافه، فقد بنى لهم الدور التي يسكنون فيها، مقابل دفع الإيجار. ووضع لتلك الدور أسعارها، وفق ما يهوى، هو. ووضع مع ذلك، القوانين، واللوائح، التي تجعل كل شيء يصب في مصلحته، في نهاية الأمر. أصبح العبيد "أحراراً" من الناحية الشكلية، والإجرائية، وأصبحوا يقبضون منه الشيكات نظير أعمالهم، في حقوله، وسائر مؤسساته التجارية، بعد أن ظلوا يعملون، سخرة، في السابق. ولكن حركة الإلتفاف على قرار التحرير، جعلت ما يتراوح بين ثلث مبلغ الشيك الشهري، ونصفه، يعود، مرة أخرى، لجيب المالك، في صورة تغطية لإيجار السكن.

ثم أقام لهم المالك، الدكان، أيضا، الذي منه يشترون سائر أغراضهم. فبما أنهم قد أصبحوا "أحرارا"، وخارجين عن ملكيته، ويتقاضون شيكات نظير عملهم، في حقوله، وغيرها من مؤسساته، فقد توجب عليهم شراء موادهم الغذائية منه، بعد أن كانوا يتلقون تلك المواد في السابق، بلا مقابل، على عهد السخرة. فحدد المالك أسعار الغذاء، والكساء، والدواء، بما يبقي عبيده المحررين، فقي حالة عوز تام. وكاننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا! ثم تطورت أحوال النحررين من العبيد، فجاءتهم خدمات الماء، والكهرباء، والغاز، والتلفون، وغير ذلك، ووصلت الفواتير الشهرية، إلى حزمة معتبرة.

وقفت حواجز العنصرية، والفقر، في مرحلة ما بعد التحرير، بين المحرَّرين، وبين التعليم. فبقوا نتيجة لذلك، أسرى الأعمال الشاقة، والأجور القليلة. وهكذا تواصل مسلسل إعادة انتاج الفقر، وسط هذه المجاميع، من البشر. فابن العامل لا يصبح، في الغالب الأعم، إلا عاملاً، وذلك بحكم انغلاق فرص الترقي الإجتماعي أمامه. وفرص الترقي الإجتماعي، تتيحها عادة، فرص التعليم، الذي يقتضي أن تملك الأسرة مالا تواجه به تكاليفه الباهظة! أيضا ينبغي أن تملك الأسرة، ما يسميه هنري جيرو وقبيله بـ (الرأسمال الثقافي) CULTURAL CAPITAL . وهذا الرأسمال الثقافي هو الذي يمكن الأسرة من كسر الحلقة المغلقة من إعادة أنتاج الفقر. ولكن لا يتكون ذلك الراسمال، إلا إذا تدخلت قوة خارجية (الدولة)، لتكسر تلك الحلقة الجهنمية، التي لا تفتأ تلف حول نفسها. ولكن الدولة ليست، في الحليل النهائي، سوى فئة المالكين الذي أرادوا، منذ البداية، لهذه الفئات، أن تظل في مستنقع الفقر، والجهل. فمعرفة قيمة التعليم، تجعل المهمشين يحرصون علي التعليم، لأنفسهم، ولأولادهم.

إضافة إلى ذلك، يرى جيرو وقومه، ضرورة ما يسمونه، EMPOWERMENT، وأحب أن أترجمها بـ (تصحيح رأي المرء في نفسه). ويعني ذلك، خروج المرء من مرحلة الإحساس بالدونية، التاريخية. ويحدث هذا التصيحيح، عن طريق تسليح المرء، بالوعي الذي يعيد إليه الإحساس بالعزة، وبالكرامة الإنسانية، وبحقه في المساواة. وكل ذلك إنما يعينه على مجالدة العقبات، ويعلمه الحرص على النضال، من أجل حقوقه الإنسانية المساوية. ولكن النظام السائد، لا ينفك يقيم العوائق، أمام كل هذه النقلات الوعيوية، وباستمرار.

وأخذ السود كنموذج لإعادة أنتاج المظالم، ليس سوى مجرد مثال، لرسم الصورة العامة، بتشخيص الحالة في طرفها الأقصى، والأكثر بشاعة. وإلا فكل الفئات التي تمثل ما يزيد على 90% من مجموع السكان، مسترقة، هي الأخرى، لقلة، لا تمثل، في أحسن الأحوال، أكثر من 5 إلى 10% من مجموع السكان. وكل هذه المذام التي يمكن الإشارة إليها في النظام الإجتماعي الأمريكي، لها مايماثلها، في بقية أرجاء العالم. بما في ذلك، أنظمة البلدان التي لا تزال في حقبة ما قبل التصنيع. إلا أن النموذج الأمريكي، يعد النموذج الأكثر إحكاما للسيطرة على مصائر الأفراد، والأقل قابلية للتغيير. فالحزبين الكبيرين، والإعلام، وغالبية الأقلام، قد تم شراؤها جميعا، بواسطة المؤسسات الإقتصادية العملاقة القابضة. كما أن النظام التعليمي، قد غدا، بسبب كثير من الإجراءات، التي امتدت منذ حقبة المكارثية، مكرسا لترسيخ قبول الأوضاع السائدة.

أما المتعلمون من أفراد الطبقة الوسطى، وسوادهم الأعظم، من البيض، ممن تمكنوا من ملكية البيوت، والسيارات، وظنوا أنهم قد حققوا ما يسمونه، (الحلم الأمريكي)، فقد تم إغراقهم في الديون، عن طريق القروض التي تمنح بسعر فائدة عال. وهو سعر تحدده الفئات القابضة على أعنة الأمور. وحين يفرغ المشتري، من دفع ثمن بيته، بعد ثلاثين عاما ـ وهذه تمثل مدة السداد، لغالبية جمهور المقترضين ـ، يكون قد دفع ثمن البيت ثلاثة أضعاف، على الأقل. وهناك قروض التعليم، العالي، التي يستغرق دفعها عشر سنوات في المتوسط. وقرض السيارة الذي يتراوح، بين ثلاث، وخمس سنوات. ويقترض الأمريكي في المتوسط، ما قد يصل إلى خمس أو ست مرات، في حياته، من أجل تغيير سيارته. وكل تلك الفوائد تصب في جيوب المُلاَّك، وهم قلة قليلة جدا، كما تقدم.

ثم جاءت بطاقات الإئتمان CREDIT CARDS لتتم الناقصة. فبعض أسعار الفائدة، في هذه البطاقات، يصل أحيانا، إلى 22%. وهكذا أصبح، السواد الأعظم، من الجمهور، خدماً لمؤسسة القلة القابضة، على مفاصل السلطة (التشريع) وعلى مفاصل الثروة. ويمكن القول، بلا مبالغة، إن المواطن في النظام الراسمالي، في نسخته الأمريكية، ليس سوى دافعٍ للفواتير الشهرية.

الشاهد أن الرق لم ينته، وإنما تحور، وأخذ شكلا جديداً. والصورة التي جرى رسمها عاليه، ليست سوى صورة مبسطة، جدا، لصور إعادة إنتاج الإسترقاق. ويبدو أن هذه النسخة الأمريكية، لكيفية عيش الكائن البشري، لحياته، وفهمه لمغزاها، ومعناها، في طريقها لتعم بقية الكوكب. وربما حدث ذلك، في العقود القليلة المقبلة. وعليه، فربما اختفت تبعا لذلك، بقايا سمات الحضارات الإنسانية، القديمة، المتمثلة في الحرية الشخصية النسبية، التي لا يزال الأفراد يتمتعون بها، في أنظمة ما قبل التصنيع، وما قبل الإحتكار. وربما اختفت أيضا، سمات التكاتف، والتراحم، والتعاضد، واقتسام اللقمة، والعائلة الممتدة، و(دفء العيش في العشيرة)، كما قال الطيب صالح، مما لا تزال بعض بقاياها تعيش، في مجتمعات ما قبل التصنيع، وقبل بسط يد الرأسمال على كل شيء.

ختاما، أظن أن غارودي، وهربرت ماركوز، ومحمود محمد طه، وجماعة لاهوت التحرر، يستحقون منا إعادة زيارة.

عزيزي أسامة:

أراك تكرر في كل مرة، أنني لم أفهم عبارتك (مديح العصامية)!! فلماذا لا تتكرم بشرحها لي، وأنت صاحبها، بدلا عن ترديد القول بأنني لم أفهم!! قال أحد المحدثين لإعرابي: يا إعرابي: لم لا تفهم ما يُقال؟ فرد عليه الإعرابي: ولكن لم لا تقول ما يُفهم؟!

فتكرم عزيزي أسامة، بإنفاق دقيقتين، إضافيتين، واشرح نفسك لي، بدلا عن تكرار أنني "لم أفهم"!!

مع خالص شكري مقدما.

النور

Post: #148
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 04-16-2004, 01:20 PM
Parent: #146

Quote: فالمعوق الأول لحركة النشر الواسعة عندي، زعزعة ثقتي في أن ما أكتبه يستحق النشر أصلاً. هذه أولى الأثافي لا ثالثتها. والثانية إنني أخاف من دور النشر العربية التجارية الحالية، خوف الذئب من دم بن يعقوب، أخاف من أخطائها المباحة القائمة على إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" وعندي إنه ليس في الكتابة أخطاءَ طفيفة وغير طفيفة. وعقيدتي بأن الخطأ الطباعي يُرزل العبارة. بل يرزل الخطاب كله.

الأستاذ الجليل عبد الله بولا .. شكراً على تكرمك بالرد على مداخلتي رغم توجيه تساؤلي إلى النور حمد .. فكلاكما كنز حالت صروف الدهر دون اكتشافنا له مبكراً.
في تعليلك لعدم الكتابة .. أوردتُ الأثافي "التعيسة" التي اقعدتك عن النشر. الا ترى أن أولى الأثافي التي ذكرت (زعزعة ثقتي في أن ما أكتبه يستحق النشر أصلاً) هي عين الخجل؟. الخجل يا أستاذ عبد الله هو، في نظري، كل الأثافي المانعة .. ويشترك في ذلك كل أو جل السودانيين بلا استثناء.
ملحوظة: المرحوم الأستاذ كمال شانتير (لم أكن على علمٍ برحيله) ليس من ذوي القربى .. والاسمان مختلفان اختلافاً بائناً. هو شانتير .. والعبدالفقير لله يدعى شنتير (بكسر الشين، تليها نون ساكنة، ثم تاء مكسورة، ثم ياء ساكنة سكوناً ميّتاً، ثم راء تتغير حركتها حسب موقعها في الجملة).

الأخ النور حمد .. اقترح فتح بوست منفصل .. ابتدره بأي موضوع ترى .. لنفتح المجال للاستاذ عبد الله لكي يعلمنا.

وشكراً.

Post: #147
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 04-16-2004, 12:48 PM
Parent: #1

عزيزي النور

صباح الخير

لم اقصد الا الحقيقة في اشارتي لعدم الفهم

وحاولت ان ادلك على مصدرين للتعرف على مصطلح "مديح العصامية"

لكنك ما زلت مصرا على الاشارة الى سجال بولا مع حيدر

مع انني ذكرت انني لم اكن من المتابعين له

وكما قلت قبل ذلك فان المصطلح ورد ضمن سياق اكبر ومن الصعوبة

تلخيصه خارج ذلك السياق

واتمنى ان اجد الوقت الكافي لانزال مقالي "مشهد النسيان" في

البوست

مع تقديري

المشاء

Post: #149
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-16-2004, 05:27 PM
Parent: #147

شكرا شنتير

في النية فتح بوستات مختلفة، وأرجو أن يجد أستاذنا عبد الله بولا، من الوقت ما يمكنه من المشاركة. وأنت ايضا مدعو لفتح بوستات، ولن نقصر في رفدها، بما يعن لنا. وقضايانا المعلقة، كما تعلم، تجل عن الحصر.

شكرا لك مرة أخرى، عزيزي شنتير.

الأخ أسامة

شكرا على التعقيب، ولسوف انتظر حتى تنزل المقالات التي أشرت إليها، والتي تشرح فيها ما تقصده بـ (مديح العصامية). وكما يقول أهلنا: (نحن ما لاحقين لينا سوق).

شكرا، مرة أخرى، وتحياتي عبرك لمجموعة فيلي، رجالا ونساء، وأطفالا.

Post: #150
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: degna
Date: 04-16-2004, 06:27 PM
Parent: #149

الاستاذ العزيز د.النور تحياتي

اولا انا متاسف جدا للترحيب المتاخر للاستاذ العملاق
عبد الله بولا
كم نحن محظوظون صفوة مثقفي السودان الاحرار بين ظهرانيين
التحية والتجلة للاستاذ عبد الله بولا

ali

Post: #151
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: شريف محمد ادوم
Date: 04-16-2004, 08:08 PM
Parent: #1

الاستاذ دكتور النور حامد

شكرا لك وانت تهدي البوارد الناقد والكاتب الكبير عبد الله بولا ننتظر منك ومنه الكثير فالثقافة

الاسلاموعربية اوردتنا موارد التهلكة في زمنكم كانت الجامعات والمدارس العليا مكان للعلم والبحث

الجاد اما في زمن الطفابيع فقد اراد لنا الجهل لذا كنا نقاتل في جبهات عديد فتارة كنا نقاتل

من اجل تامين مصاريف معاشنا لقد كنت اعمل كمساري في الباصات والدفارات والحافلات حتي استطيع

تامين مصروفاتي والمساعدة ايضا مع الاسرة بل ان السيد عثمان عبد القادر في عام 97 نشر اعلان في

الجرائد للوظائف االمتحصلين )الكماسرة) اذكر اننا كنا 9 كماسرة من جامعة الخرطوم نعمل في

شركته وايضا يوجد طلاب من جامعات اخري اما شركة حلال فانه لا يتم تعين المتحصل الا اذا كان لديه

واسطة من الكيزان او كان من منطقة حجر العسل وفي نفس الوقت كنا نواجه بمطاردات الجبهة الاسلامية

ومضايقاتها اما في الجانب الاخر فكنا نشاهد كيف انهم احرق امهات الكتب بدعوة انها مخالفة

للتوجه الاسلاموعروبي من قبل عدة ايام انزلة دراسة كتبها الاستاذ الباقر عفيفي وترجمها الاستاذ

الخاتم عدلان اتمني ان تدل بدلوكما فيها فهي علي حسب اعتقادي جديرة بي المناقشة خاصة من اناس

متخصيصين امثالكماسوف تجدونها في الوصلة التالية

ازمة الهوية في شمال السودان متاهة قوم سود .........ذوثقافة بيضاء

Post: #152
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-16-2004, 08:49 PM
Parent: #151

شكرا دقنة

ليست متأخرة أبدا. ومرحبا بك بيننا هنا.

شريف

شكرا للتنبيه

لقد أطلعت على ورقة د. ألباقر العفيف، قبل ما يفارب العامين تفريبا. وشكرا لك على إعادة نشرها، في البورد، فهي ورقة مهمة، جدا. زارني الباقر العفيف في جامعة إلينوي عام 1998، على ما أذكر، وكان حينها يعد للورقة فيما يبدو، وقد دار بيننا نقاش طريف حول مادتها، وخطوط بحثه التي سلكها لإنجاز تلك الورقة. وقد أعجبتني رؤيته، منذ البداية. وهاهي الورقة تلفت النظر، بشكل متفرد، إلى ضرورة إعادة النظر في كثير من المسلمات، التي قبلناها، في شأن هويتنا العربية، دون كثير فحص، أو مساءلة. وسوف أعلق عليها في البوست الذي تفضلت أنت بفتحه.


شكرا لك مرة أخرى.

النور

Post: #153
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: تراث
Date: 04-16-2004, 11:08 PM
Parent: #152

اشعر ان قامتي أقل من قامة الترحيب بعبدالله بولا . ومع ذلك اتجرأ فاقول مرحباً بمدعنا ومفكرنا الكبير . كم نحن سعيدين بلقائك هنا ، وفخورين بمشاركتك لنا منبر واحد.
عثمان تراث

Post: #154
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-16-2004, 11:31 PM
Parent: #1

عزيزي الأستاذ خالد عويس
قرأتُ نذراً وافراً من مداخلاتك وبوستاتك في البورد. وعلى وجه الخصوص "خطاب" وداعك للسعودية وأنت على وشك أن تغادرها لمقر عملك الجديد. وعَمَّرَ "نفسي" عطر وفائك وتمييزك في أمرٍ يصعب الحرص فيه على التمييز. أعني تمييزك بين "الإنسان النفطي"، "البترودلاري"، و"الإنسان الإنسان"، في ذلك البلد الذي شدَّما يصعب فيه مثل هذا التمييز. فقد علوتَ علواً شاهقاً على التعميم الذي يغري به (ليس من دون وجه حق) العنت والصلف والتعالي الجاهل الذي يواجهه العاملون الأجانب في المؤسسات الرسمية والخاصة تلك البلاد، والذي ينيخ بأثره بلا شك، بل أثره العميق، على "العقلية الشعبية النفطية" التي لا تدرك أن لا ناقة لها ولا جمل، ولا حتى عنزاً جرباء، في مؤسسات الخيلاء النفطية. فوقفتَ وقفةً حفيةً جليلةً في حضرة أصدقائك من السعوديين من ذوي النفوس الكبيرة التي طالت عن أن تغرقها بركة النفط الزائلة.
وقد ذكرتني بذلك بأيام وداعي لمدينة سبها، (وقد كانت في سالف الزمان قريةً "آمنةً" إلى أن جاءها النفط ليحيلها إلى"عاصمة" الجنوب الليبي، لا "إيدا لا كراعا"، فعرفت من صنوف الخيلاء ما لم تر ولم تسمع من قبل عيون وآذان شيخاتها وشيوخها، الذين عبر عمي "محمد الخبير" ـ فرَّاش مركز البحوث والدراسات الإفريقية، عن استنكارهم لهذا الخيلاء بالتزامه نوعاً من الصمت السيميولوجي البليغ، وبإكرامه الذي لا يُعلى عليه في التعامل مع "الأجانب". ومثل عم محمد نفرٌ قليلٌ في المدينة، زرفت لدى ودعي لهم دمعاً مدرارا. وبدت لي المدينة وأنا أودع مشاهدها وشوارعها، وحجارتها، التي صاحبتني في إقامتي التراجيدية بها، رموزاً لمحبة ذلك النفر الفريد. وسوف أحدثكم أنتم معشر القُصاص والشعراء والمحبين، لا حقاً عن كيف تصبح الحيطان والحجارة وخشاش الأرض رمزاً للحب حين يأتي دور مشهد حوض العاشم وعيسى أبو المك، عيسى ود المكي، سلطان العاشقين من غير منازع: فلا قيس ليلى ولا كثير عزة ولا روميو جولييت، تطولون قامات عشقهم قامة حب عيسى للحوض ثم سعدت سعادةً مضاعفة عندما عرفت إنك من شباب ومثقفي حزب الأمة. وكنت تعرفت قبل ذلك على الأستاذة رباح الصادق المهدي، حين التقيتُ أباها في القاهرة لإجراء حوارٍ طويلٍ، معه في وجوه المشكل السياسي الثقافي الفكري السوداني المختلفة. فأكرمت وفادتي، وأكرمتني بجمعٍ وترتيبٍ فريدٍين في غاية الدقة والإتقان لما طلبته من وثائق الحزب التي كنت وما أزال أنوي استخدامه في ما تبقى من قضايا ذلك الحوار. ولن أكون مستوزراً أو راغباً في الانضمام لحزب الأمة، "لشيء في نفس يعقوب"، إذا ما ذكرت هنا أن السيد الصادق المهدي قد أكرم وفادتي أيضاً، بروحٍ سمحٍ وصبرٍ على أسئلتي ومداخلاتي الحامضة الكزَّة أحياناً. فانقل لهما شكري. وقد طمأنني ذلك بعض الشيء، حتى لا أقول كثيراً، فأكذب، على مستقبل هذا الحزب واحتمالات استكمال تحوله إلى المؤسسية الحقة. أما رقم تلفوني وعنواني البريدي والإلكتروني، فيسعدني ياعزيزي أن تضمها نوتة العناوين والهواتف "ديالك" (ظريفة ديالك وديالو بتاعت المغاربة دي وقد علمتني إياها ابنتي عزة، التي تعلمت فصاحة اللهجة المغربية من صديقتها، وعزة بالمناسبة روائية وقارئة رواية ممتازة ومثابرة رغم تخصصها العلمي، (شوفوا علكُين الله الموضع دا انساط كيفن على إيديولوجية التكنوقراط التي هي أداتهم، غير المجدية، في ضبطنا وتصنيفنا، نحن بني الإنسان المساخيت الطلقاء، للحيلولة دون تعدد غواياتنا الإبداعية وحقنا في حرية التنقل في ساحاتها الوضيئة الباسقة؟). شكري لك ثانيةً قبل ما أخرم تاني مِتل شيخنا عبد الله الطيب. والواقع إنني تعلمت هذه التخريمات من "تقنية" صويحباتي السوامق في فن الحكي : زينب بت بشير، وحوض العاشم بت فضل الساتر، وعاشة بت عباس ودخلف الله السليني ( والسليناب بالمناسبة من ريَّافة بربر، بلد الريافة الأساسي في السودان، قبل "ما يتنشروا كما تقول عاشة بت عباس بت آمنة بت ود الفكي موسى. وهم على خلاف ما كنا نعتقد، ويعتقد نسابة المدينة، من أصلٍ ليبي، وليسوا صعايدة. وقد أصابني يقينٌ من ذلك، أو أصبته، من إقامتي بليبيا فعلمتُ أن سلين بلدة بالشمال الليبي. هاجر السليناب منها إلى صعيد مصر ثم إلى بربر. وفوق كل ذي علمٍ، لابد عليم. وذو العلم هنا محمد السليني الليبي، الذي أصَّلهم لي، لا أنا. شكري ثالثةً والمرة دي أخيرة وربك يسترنا ومع البورداب الآخرين من غواية التخريم. ولتسمح لي بتخريمةٍ أخيرة أساسية، فأنا أتشوق لقراءة أعمالك الروائية، فكيف الدبارة في حصولي عليها. بولا

Post: #155
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Adil Osman
Date: 04-17-2004, 08:27 PM
Parent: #154

Welcome Dr. Bola from one of your many students of Khartoum North secondary school. And later one of your many readers of your articles and essays about us, the sudanese, in relation to ourselves and in relation to the complex worlds around us. And of late, one of your many blood relatives if blood relation can stand the test of time and the test of truth seeking which transcends all distinctions and privileges

Khalil Farah immortalized Omdurman in his poems and songs. Khartoum north, our modern and sophisticated beloved city, is awaiting her poets with eagerness

Post: #156
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-18-2004, 02:03 AM
Parent: #1

عزيزي أسامة، الشوق والمحبة لك (بالآلاف لا يوم الوِقاف،
وأنا سعيد "بإنك لقيت ليك جمة" بعد ذلك العناء المديد.
يا سيدي نسبة "مديح العصامية" بتاعتك دي إلىَّ هجيمه. أي نعم. وأنا أتحدث بالأصالة عن شخصي فقط. أما العصاميون الآخرون فيشوفوا "شوفَتُنْ" معاك.
وقبل ما ندخل في الموضوع أرجو أن تسمح لي بأن نستعدل معاً قراءة عبارتي التي جاءت في معرض شكري لشنتير، التي أشرتُ فيها ل"هجيمتك" لي. وأوردها هنا في سياقها "الكامل"، بالقدر الذي يتيحه الحيز. فقد قلتُ لشنير: "بخصوص مؤلفاتي أقول لك كْلمَه يازول: فلا مقولة الكسل الحيدرية، التي أصبحت مقولةً شبه سائدة، بين قطاع كبيرٍ من شبان الحركة الثقافية في تفسير "شح" النشر لدى المثقفين السودانيين كما يزعمون، والتي أضاف لها عصام جبر الله قبل أيام "المَحْرَكة"، ولا مقولة "الخجل" التي جاءت في كلمتك، وقبل كل ذلك وفوقه أقول، ولا مقولة "امتداح العصامية" التي بهتني بها أسامة الخواض قبل يومين من عمري المديد على ملأ البورد."
وقد استفدتَ أنتَ من قولي هذا معنىً يدل على عدم قراءتي لكتابك الذي ورد فيه "مفهوم ومصطلح العصامية"، ضمن الموضوعات النقدية التي عالجتَها فيه. وهي معالجة سائغة أوافقك على معظمها. وإذا كان في قولي لشنتير، المشار إليه أعلاه، ما يوحي، أو يدل دلالةً مباشرة على أنني، في إطار، أو سياق "بنية النسيان"، لم أقرأ مقالك المعني، فسوف أتحمل مسئولية تقصيري في الإفصاح عن مقصدي الذي هو عاى خلاف] مستقيم على مابدا لك، أو مع ماقد أكون قد قصرت في توصيله من مقصدي. مع إنني لا أوافقك فيما ذهبتَ إليه من تأويل عبارتي. فقد قرأت مقالك في الواقع منذ عام 2000 (وربما 2001، اشتريته من مركز حيدر). وأعدت قراءته عدة مرات، ووضعت علامات كثيرة حول فقراتٍ منه تتعلق ب "مديح العصامية"، وموضوعاتٍ أخرى، على عشم أن يتوفر لي الوقت لمناقشتها أو توظيفها ضمن عناصر مناقشة موضوع "تقويم" أداء الكتاب والمثقفين السودانيين، الذي أفضي ويفضي بالكثيرين إلى لومهم، في أغلب الأحيان، وإلى "شتمهم" والزراية بهم، في حينٍ بعينه. إلا أنني لم أجد من الوقت ما يسعفني على المساهمة، بأداء ٍ مسئول، في مناقشة الموضوعات العديدة الهامة التي أثرتها فيه، وبصفةٍ خاصة ما يتصل منها بمفهوم " العصامية" وعلى وجه الخصوص نسبتها إلى مذهبي، خلافاً واتفاقا، فآثرت تأجيل عزمي على الخوض في هذا الموضوع. وإشارتي في ردي على ترحيب شنتير، يبدو لي، أو ربما يقوم في وهمي، أنني لم أطلق فيها أعنَّة عبارة "الهجيمة"، بل حددت فيها مسوغات اعتباري لها "هجيمةً" باستنادي على أربعةٍ من أكثر عناصر "الهجيمة" "أصالةً"، فضلاً عن عنصرها المكون الأساسي الذي انعدام قراينةٍ في نصي تسوغ حكمك، أي إدراجي في "قبيل مديح العصامية". والعناصر الأربعة الأخرى هي: الفجاءة، والاقتحام، وسرعة الانتشار، واختيار التوقيت. (وبعبارة أكثر وضوحاً، فيما يخصك، عدم التوفيق في اختيار الوقت). فمسوغ اعتباري لها "هجيمة" كونها جاءت في البورد على وجه التحديد، وعلى غير توقعٍ مني، إذ أنك فاجأتني بطرح موضوع سجال في أمرٍ معقدٍ، وأنا لم أفرغ بعد من واجب الرد على ترحيب أعضاء البورد الحار بشخصي المُبتَلَى بسلسةٍ من "الهجايم" في السنوات الأخيرة، وما أنفك أعتذر عن شُح نصيبي من الوقت في درئها. وربما، أكون قد سميتها "هجيمةً" أيضاً، لأن في مؤخرة ذهني اعتقادٌ قديم بكونها في الأصل هجيمةً، سواءً قرأتُ الكتاب أم لم اقرأْه. والمعلومة في البورد كما تعلم سريعة الانتشار بصورةٍ لا تتوفر للكتاب، بل ولا للمقالة الصحفية، وسرعة انتشارها تهجم الكاتب "البرئ" (في معنى الخلعة، الذي هو من عناصر الهجيمة)، وتُسقط في يده. لأنها تضطره إلى معافرة ومشقة تصحيح وتقديم قرائن براءةٍ من "جريرةٍ" لم يرتكبها أصلاً. وسوف أعرض في ما سيأتي لاحقاً من بقية هذا التعقيب (وهو طويل جداً)، وليست هذه سوى مقدمته، أصول براءتي مما نسبتَه لي من صدورٍ عن مفهوم "العصامية" الشامل، أو مديحها، الذي ربما افترضت أنه هفوة أو تناقض أو ما شئتَ أو ما وقع لك من نظرٍ أو ظنٍ لصلتي به. فإلى حين ذاك. و"تفسير" نشري لهذه المقدمة من دون سائر النص، أن عصيان وقتي واستبداده بي، وشعوري بالتقصير معك ومع النور والمتابعين لهذا البوست، وخشيتي من أن يعتقد أحدكما أو كلاكما، أنني حردان أو متحسس، فالموضوع ببساطة أن فقرة من المدخل الأساسي، وهي حوالي عشرين سطراً، اختفت، لأسبابٍ لا بد أنها ناجمة من العجلة، والعجلة، كما لا تعرفون، "في الندامة"، كما تقول خالتي ومعلمتي أيضاً، بخيتة بت حسن ود احمد ود امْحُمَّد ودالفكي حسن ود ختاري راعي الوَحَش، طلق النار في سنار، "وعجلة بخيته التي في الندامة" أبلغ عندي أن العجلة التي علمونا في المدرسة أن الندامة فيها. العجلة في بمفهوم بخيته هي التي أضاعت علىَّ مدخل موضوعي وجشمتني رهقا. فإلى حين أن أباصر كتابة المدخل مرةً ثانية، أو أجد أثراً له في كمبيوتر "مكتبي" يوم الاثنين المقبل، فسأطلب منكم كلكم معذرةً نجيضة غير منقوصة. ولا سيما إنني أكتب وسط ضجيجٍ وعراك، وغلاط، في شقتنا الضيقة، تثيره نوار بمناقرتها وزبلعتها التي لا تنتهي مع أمها وإخواتها، ورنين التلفون الذي لا ينقطع، والديسكو الدائم في الشقة، وتذمر فاطمة من ضجر محبسنا الفرنسي. أقول هذا كله خشيةً من أن يعيدعلىَّ أحدكم لازمة "الكسل"، و"حرَّ قعدة الكتابة" الحيدريةالمكرورة، أو الصدور عن مفهوم "العصامية"، أو"مديحها" الذي هجمني به أسامة. مع شكري ومودتي

بـولا




Post: #157
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tumadir
Date: 04-18-2004, 02:09 AM
Parent: #156


Post: #158
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-18-2004, 07:46 PM
Parent: #1


عزيزي النور، يا تاج رأسي عفوا وسلاما،
قرأت تعقيبك السلس العطوف الرقيق، على عُتباي، وأشكر لك ما عهدته فيك دائماً من دعوتي إلى العلو عن السخائم. وقد يجمُل بي أن أذَكِّركَ هنا بواحدةٍ من مناسبات دعواتك المقيمة لي إلى العلو. ولعلك تذكرها أصلاً. وهي قد جاءت في الواقع، بمناسبة أكثر زلاتي الكثيرة بؤساً، فما تزال مرارتها في حلقي على مدى السنين، ولن تزول. كان ذلك في السنة الثانية من إقامتي القصيرة المؤقتة الهامشية تلك، أستاذاً في الكلية، وكنتُ لم أفلح بعد في تمييز الحدود الفاصلة بيني وبين طلابي، ولا أنفكٌ على هذه الحال، إلى يوم الناس هذا، فيما يختص باعتبارات فوارق وفواصل السن، إلا فيما يأتي منهم من شطط شرخ الشباب وكرمه، ونزعته الدافقة الفائقة إلى ملامسة وجه شمس "المثل العليا"، تنزيلها إلى أرض الواقع الضروس، بضربةٍ واحدة. كان هاشم محمد صالح، وعلاء الدين الجزولي، وعمر الأمين (الذي كان لقبه الذائع حينها "شيطان مكة")، قد كونوا بعد قراءةٍ لسيرة رامبو (الشاعر الفرنسي الفذ الذي كتب أعظم أشعاره بين السادسة عشرة والثانية والعشرين)، فأنشأوا، استلهاماً لعنوان إحدى قصائدة، "مجموعةً" (من ثلاثة أنفار بس) سموها "أبناء الجحيم"، كما تذكر. (وهي في تقديري أم جهنم حسن موسى) وكانوا، وربما كنت أنا أيضاً، بما كان في نفسي من بقايا تلك الفورة الجميلة النبيلة، على اعتقادٍ بأننا سنغير العالم، في وقتٍ وجيزٍ جداً، بالشعر والخطاب الفلسفي المفحم. (ولم أزل على هذا الرأي، من إمكان تغيير العالم. إلا أنني اليوم بعد أن رجعتُ إلى سيرتي الأولى، التي وجدتَني عليها في أيامي الباكرة في حنتوب، من استغراقٍ وحيرةٍ وسؤال، بعد فورة النصف الأول من السبعينيات التي أعتبرُها أسوأ مراحل تكويني [وسأعود لا حقاً لأقول لماذا]، "أُدرك" بصورةٍ "أفضل" مدى تعقيد الإنسان والعالم، فأكتفي بالاعتقاد بأن التغيير ممكنٌ وحسب، وهو على قدرٍ من الاستعصاء والتعقيد تشيب من هولهما الولدان. وأن صعود مراقيه الوعرة المستشكلة لا يتوفر بالخطاب الذي يتحرى إفحام المخالف، وحتى الخصم، بالحرص على انتقاء ما فيه من عناصر الوعي ببؤس الواقع والمصير الإنساني المشتَرَكين، ما ينطوي عليه من رغبةٍ معلنةٍ أو مضمرةٍ في تجاوز هذا الواقع، إلى درجةٍ أعلى من احترام كرامة الإنسان وتوقير قدراته الخلاقة. أما أصحاب الخطاب الإقصائي الإستحوازي، التغريبي، المُحِطِّ المهين فلا سبيل معهم إلا الحزم الذي ربما زجرهم عن حظ النفس الغليظ. في واحدٍ من تلك الأيام الهادرة كتب "أبناء الجحيم" مقالةً حائطية في الرد على عمر عبد القادر، وكان عمر سلفياً عصيَّ المراس، لا يتورع من التنكيل بخصومه، من الطلاب، مما يقارب الدعوة إلى إباحة دمائهم، وكان مع ذلك أيضاً على قدرٍ من التهذيب مع أساتذته، وحتى معي أنا، وإن كان على مضضٍ من أمره. وكان عمر فوق كل ذلك وقبله، رساماً من الطراز الأول. إلا أنه ترك قسم الرسم والتلوين، بعد أن أفتى، أو أُفتِيَ له بأنهما مما يدخل في باب التحريم والكفر، وانتسب إلى قسم طباعة النسيج. في هذا السياق، فيما أذكر، جاءت سلسلةٌ من مقالاته الحارقة. فكان أن ردت عليه "مجموعة أبناء الجحيم"، بالمقال آنف الذكر. وقد كان مقالاً حامضاً مفحماً حقاً. أدخل عمر في زلزلةٍ شديدةٍ، ولعله جرَّه، فيما بعد، إلى شيءٍ من التراجع عن غُلوَّهِ، الذي تطور بعد ذلك بسنواتٍ عديدة إلى قطيعة أعلن عنها مع التيار السلفي المتشدد، وما أزال أتشوق إلى معرفة ما بلغته مسيرة تطور ذلك الشاب الموهوب (وهو اليوم كهلٌ بلا جدال. وأقول "بلا جدال" لأنني بالفعل أجادل نفسي في أنكم قد صرتم كهولاً، والكهل أقل من الشيخ، على غير ما يشيع من فهم لمراتب العمر في العربية، ولعلني أحرص على هذا التمييز و"التوضيح" من فرط هجيمتي من شيخوختي التي أصبحت واقعاً لا جدال فيه هي الأخرى، بعد مغالطة طويلة من جانبي). زبدة القول إنني أريد أن أعترف بأنهم استشاروني في ذلك المقال، وطلبوا مني تصحيحه وتعديله، وأعطوني إذناً بالإضافة إليه إن أردت. ففعلت شيئاً من كل هذا وذاك. ولما عُلَّق المقال على الحائط، وقرأته أنت فيمن قرأوه، لم تفُت عليك "لمساتي اللعينة" المؤسفة. فعاتبتني عتاباً رقيقاً حازماً. فلم أرتدع من أول وهلةٍ، ولعلني راوغتُك فيما راوغتُ نفسي. إلا أنني "أدركتُ" فداحة خطئي فيما بعد، وتذكرتُ ما كان من أمري مع طلابي من الإخوان المسلمين والسلفيين، المتشددين، ممن كنت أعتبرهم، وما أزال، من ضحايا مؤسسة الهوس الديني والغوغائية السياسية العامة في بلادنا، بما في ذلك غوغائيتنا نحن قبيل اليسار، أما غير المتشددين فقد كنت أعتبر انتماءهم إلى هذه التيارات الإسلامية، خياراً مخالفاً لا يتعدى على ولا يُنقِصُ واجب الاحترام والتعاطف والمودة في شيء. ولعلك تذكر ما كان من مودتي مع "أبو" راحل يوسف، وقرشي (الطيب؟) (وهو الآن طبيبٌ مرموق، وقد كان شديد التهذيب وافر العلم والأدب في تلك السن المبكرة)، وحسن مكي، على الرغم من سلاطة لسانه علىَّ وعلى غيري من مخالفيه في في الرأي والعقائد، في تلك الفترة الهادرة، فقد كنتُ أقدِّر فيه إطلاعه وبراعته في بناء الحُجَّة. وهذا مما يُمتدح في "الخصم" العالِم. وما يزال لعتابك ذاك نصيباً وافراً في زادي وعتادي من النقد الذاتي، ومقاتلة النفس الأمارة بالسوء. وفي هذا المعنى جاء عتابي لك، بمناسبة ما جاء، أو ما فرضه عليّ المقام من إلحاح المحاورين والوسطاء، في هذا البوست (وغيره من أوعية النشر) على ذِكْر ما أسموه "حوار بولا مع حيدر". وفي تصوري إنه لم يكن لديَّ من مجال لأن أترك هذا القول "مُلْقَىً فوق أثوابي" كما قال حلاج عبد الصبور، وفوق هامات وجباه رعيلٍ من النساء والرجال، ممن تثقل كاهلي أفضالهم المعرفية والخُلُقية.
وفقد قفزت إلى ذهني، بعد قراءتي تعقيبك الرقيق، كلمة المتنبي الشهيرة "قتلتني"، والتي قالها، كما تعلم، رداً على مرافقه وناصحه الذي زجره، وهو يهم بالهروب من الكمين الذي نصبه له ضبَّة الأسدي انتقاماً منه عن هجائه المقذع، الفاحش، الشهير، لأمه، "ألست القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟". فقال له أبو الطيب "قتلتني". ورجع ليقاتل فقُتل، كما تقول الرواية، وكما تعلم. أما أنا، فأقول "قتلتني"، في معنىً وسياقٍ آخرين، ودون أن أكون من أهل الخيل والسيف والبيداء بأي حال، وإن كان في لا وعيي شيءٌ منها، ورثته من روايات زينب بت بشير وأخيها أحمد، عن ثقافة أهلنا كواهلة البطانة، الذين استطاعوا البقاء في أرضها بالسيف أساساً، ثم بثمرات الحكمة والمودة ولين الجانب، من بستان قرطاس جدنا "ود اب زمام" شيخ صوفية البطانة"، وشيخ كواهلتها أيضاً، ومن فيوض وواردات حفيده أمحُمَّد الختَّار، الذي سماه ناس بربر ود خُتَّاري، والختَّار كناية عن خروجه المتواتر من ام شديدة، "حاضرة" القوم، متجولاً ومتعبداً في الصحراء حتى سموه راعي الوَحَش كما أسلفت. وسأعود إلى ذلك في سياقٍ آخر لمن يريد الاستزادة من حكاوي الزمن السالف. أقول قتلتني مجازاً والأصح إنك تُحْييني عندما تنصحني بالامتناع عن، وعلى، ما يمكن أن يودي بي إلى مزالق تردي فجور الخصومة، والزراية بالمخالف. فافعل ذلك متى شئت، وأنا ممنون. بَيْدَ أنني أحب أطمئنك بأن خشية الهبوط، كانت عنصراً عضوضاً في بنية تعقيبي على حيدر، وباباً واسعاً من أبوابه وقفت عنده طويلاً، لأشيدَ بالأصدقاء البواسل الذين ظلوا يخشون علىَّ من الزلل في وحشة تعقيبي على تلك الشتيمة المقذعة. ولقد ظللت أطمئنهم على أنْ ليس في نيتي أن أفعل، مؤكداً لحيدر في أكثر من موقع من مقالات تلك السلسلة، إنني إنما انتقده من موقع الخشية عليه من الانزلاق إلى طغيان حظ النفس. وهو النصح الذي رد عليه بشتمي.
و قد يكون من المناسب في سياق ما قلته في الفقرة السابقة، أن أوضح هنا أيضاً، في باب ما أسميته بتسليب المخالف، الذي اعتبرت مقالة حيدر المذكورة آنفاً نموذجا للشطط البعيد فيه، والذي كان مسعاي وغرضي الرئيسيين، من وراء تلك السلسلة من المقالات، تقديم منهجٍ، بديلٍ عنه ومعاكسٍ له تماماً، منهج لاستضافة المحاور المخالف ووجوب توقيره، والحرص على الوصول معه إلى نقطة التقاءٍ تشتمل على أفضل ما عند الطرفين المختلفين حول القضايا الجليلة. أقول لعله من المناسب أن أوضح أن تعقيبي على مقالات حيدر لم يصدر عن استفزازه لي، كما نما في أذهان بعض قرَّائي وقارئاتي، وصديقاتي وأصدقائي، وما ظلوا يتمسكون به من تفسيرهم لما زعموا أنه "عودةٌ مني إلى الكتابة بعد هجرانٍ طويل، (دون علمٍ منهم بأنني أشارك بالكتابة والحديث، في منابر عديدة عربية وإفريقية وفرنسية، وخلافها هنا في باريس، وفي غيرها من المنابر الأوروبية)، وعلى الرغم من توضيحاتي المتكررة، من أنني أنا الذي بدأتٌ النقاش في الموضوع الذي أدى إلي ما "شجر" بيني وبين حيدر من "خلاف". إلا أنني في كثير من الأحيان أفاجأُ بصنف من الصمم، من جانبهم، لم أفلح في استنكاه مصدره. (ولعلني أفلح : فهم في ظني يسعون إلى "مصالحةٍ" بلا ثمن ولا حتى إقرارٍ، على مضضٍ من جانب المعتدي، لا عليَّ شخصي ، بل على كل تراث المثقفين والمبدعين والعلماء، السودانيين). فالشاهد إنني أنا الذي بادرت بدعوةٍ على الحوار بانتقادي للدعاوى، ولوجهات النظر التي تحطُّ، في تقديري، من شأن إنجاز المثقفين السودانيين من الرواد الأوائل والمحدثين. ومن ضمنها وجهات نظر الصديق حيدر ابراهيم. وكان ذلك في ورقةٍ (لا في مشافهة) قدمتها في ندوةٍ نظمتها "المنظمة السودانية لحقوق الإنسان فرع هولندا"، حول موضوع "المثقف والسلطة". وفي أعقاب تلك الندوة أقامت مجموعة من الكتاب الشبان المنشغلين بهذا الموضوع، لقاءً صحفياً مطولاً (كان مخططاً له قبل الندوة أصلاً)، ونشروه في صحيفة الخرطوم. ولما قرأ حيدر هذا الحوار ثارت ثائرته، من جراء نقدي لمفهومه للمثقف، ولشعارات مركزه التي رأيت فيها تعبيراً عن الإجحاف بحق إنجاز المثقفين ومؤسسات، ودور النشر والبحث، في السودان. فشعارات المركز إذا ما قرأها المرء بإمعان، تقول، في القشرة التالية للسطح من دلالات عباراتها، بل ربما جاز لي القول بصيغة عباراتها المباشرة نفسها، يا دنيا ما عليك، في مضمار الجهود التي وبذلت ومازالت تبذل، في العمل على تطوير الأداء والأدوات المعرفية في السودان، إلا مركز الدراسات السودانية. وإلا فبماذا يمكننا أن نفسر على سبيل المثال شعار المركز القائل: " كتابة التاريخ والفكر السوداني عوضاً عن المشافهة". و"الشعار الآخر "توثيق الثقافة السودانية بكل تنوعاتها". وقد زعمت أن من حق من يقرأ هذه الشعارات أن يعتقد أن السودان لم يتم فيه أي تدوينٍ للتاريخ، ولم يجرِ فيه أي توثبقٍ للثقافة بكل تنوعاتها، عظيماً كان ذلك الأداء أنم متواضعاً، قبل إنشاء مركز الدراسات السودانية. واقترحت على حيدر، وقد في الأصل، أحد أعضاء الهيئة الاستشارية (التي لم تتم استشارتها في قليلٍ أكثير)، أن يلجم جماح الإطلاق في لغة هذه الشعارات، بإثبات اعتراف المركز بالجهود السابقة في هذا المضمار أياً كان رأينا فيها، ويستبدلها بشعاراتٍ يفهم منها بوضوحٍ تام أن جهود المركز، المقدَّرة، مساهمةٌ، ضمن مساهماتٍ جليلةٍ أخرى. وكان رد حيدر على نقدي واقتراحي هذين شتائم من أقذع ما سمعته في حياتي، أقلها "الاستهبال"و البلطجة الثقافية" و"النرجسية المفرطة"، ومنها (تلميحاتُ واضحة الدلالة) مما قد لا يليق ذكره في هذا المقام!!
ومع ذلك فقد غفرتُ لحيدر يا عزيزي النور ما مس شخصي من هذه الشتائم. فساهمتُ في الندوة التي نظمها المركز حول "الثقافة والتنمية" في عام 1998(على الرغم من أنه تلكأ كثيراً في دعوتي). وزرته في مكتبه بالمركز، أكثر من مرة، في زياراتي للقاهرة، واشتريتٌ عددا كبيرا من منشوراته. وكنت قبل هذا وذاك، حريصاً كل الحرص، في سلسلة مقالاتي المذكورة آنفا، على توقيره واحترامه بتأكيدي في أكثر من فقرةٍ في تعقيبي على اعتقادي بأنه مثقفٌ ديمقراطي حقيقي قدم مساهمة جليلةً بإقامته للمركز، واجتهد في مع المجتهدين في تفسير مشكلات المعرفة والكتابة والنشر في بلادنا، إلا أنه أخطأ أسباب هذا التفسير الحقيقية والموضوعية، عندما نسب هذه المشكلات والعوائق، والمآسي، للكسل والمشافهة". "فضلاً عن تفسيره لها بمقولة ثقافة الحبوبات الكامنة المقيمة، في سيكولوجية المثقف السوداني منذ الأزل وإلى الأبد، فيما يوحي به إطلاق عباراته المعفى عن دلالات تحديد الزمان والمكان، ولم أقل في مقاصده، وحين صدر، وما يزال، عن تعريفٍ "مزالفٍ" تماماً للمثقف، الذي هو عنده خريج الجامعة على إطلاقه في أحسن الأحوال، وأخبر عن أنه خالي الوفاض من أي مشروعٍ معرفي، بل ومن أية مشاغل معرفية: "زول سَكْرَه ونومَه وعرقي ومرارة وكشتينه. وكان أن سألتُه في باب تعريف المثقف في تعقيبي "زولك دا مثقف في شنو عاد بَعَد دا يا شيخ حيدر؟" وهذه ليست إساءةً وإنما هي مساءلةٌ منطقيةٌ ومنهجيةٌ تترتب ضرورةً على مثل هذا التعريف العجيب للمثقف، والحرص الغريب على جمع الحطب، لنار حرقه، من كل حدبٍ وصوب. وأتوقف هنا. على سبيل التعريف بواقع أن ما دار بيني وبين حيدر لا تجوز تسميته حواراً. كما أمه لم يكن شكلةً ولا تأديبا وسلخاً له من جانبي، كما زعم آخرون، من الشامتين به. بل هو واجبٌ إعادة الاعتبار لنفرٍ كريم من النساء والرجال الذي وصفتهم في مقالاتي بأنهم، على اختلاف مشاربهم الفكرية، "أفنوا زهرة شبابهم في نشر الوعي والاستنارة في بلادنا في ظروف في غاية الإجحاف". ومبرر الوقوف المطول عند هذا الأمر؛ هنا، وفي سلسلة مقالاتي المذكورة، إلى جانب واجب النصح لصديق أجلًّه وتنبيهه إلى مزالق "الطحين الدُراش" كما قلت له، في قضايا الفكر الجليلة و صنعة المفاهيم والكتابة المتقنة"، هو أيضا أن ضع حداً ل"حرية" الارتجال وإصدار الأحكام النهائية المتعالية في حق مبدعين ومثقفين ومؤسساتٍ، يستحق الوقوف على أبواب نقدها وجلاله ووجوبه، شعوراً بالمسئولية. حتى أمر إلى مزالق التشفي و الخيلاء وال
هذا، وأنا شديد الامتنان لأبنائي وبناتي (واسمح لي أن أقولها على الملأ لأول، وربما لآخر مرة)، وأصدقائي وقرائي، على خوفهم علىّ من الهبوط إلى مستوىً يخل بما يكنونه لي من احترام ومحبة أبادلهم، وأبادلهن، إياهما بعمق وإجلال. وكنتُ قد نلتُ، في سياق نصح الأحباب لي عن حظ نفسي وسخائمها، زجرة مماثلةً من هاشم محمد صالح، بعد فترةٍ، ليست بعيدةً عن تاريخ زجرتك لي على زلتي في حق عمر عبد القادر. كان ذلك، فيما أذكر في منتصف السبعينيات. وكنا حسن موسى وشخصي قد نلنا شهرة كبيرةً في أوساط، ومنابر ومجالس "المثقفين والمبدعين"، التي كانت مزدهرةً في تلك السنوات، حتى صرنا مثل نجوم السينما والكرة، على حد تعبير هاشم، وقد كان بَرِماً جداً بتلك الصورة. وكنا دعينا في نهاية أسبوعٍ ما، من نهاية شتاء عام 1976، لحفل زواج الصديق مأمون الباقر، فذهبتُ بصحبة هاشم، الذي كان لعيناً وسليطاً جداً في ذلك الزمان، على عكس ما هو الآن صموتٌ، مترددٌ، شديد الحذر، إلا أنه لم يكن ظالماً، أو مجحفاً أو مسيئاً قط. وعند دخولي ساحة الحفل، استقبلتُ بعاصفةٍ من الترحيب، وتسابق الجالسون على الموائد المنتشرة في ساحة الدار الواسعة في طلب انضمامي إليهم، وكنت للمفارقة قد نشرتُ قبل ذلك بقليل سلسلة "مصرع الإنسان الممتاز" التي هي في وجه من جوهها، أيضاً، بيانٌ مناهضٌ للنجومية والسعي إليها. ومع ذلك فقد نصبوني نجماً بين النجوم الكبيرة في سماء الخرطوم التي كان للنجوم فيها حظوةً وشأواً بعيدين في تلك الأيام. في ذروة ذلك الاحتفاء جاءني صوت هاشمٍ كأنه صوتي، "يا بولا أنت بقيت صنم". آه يا ويحي ويا ويلتي! وقعت علىَّ تلك الكلمة كوقوع السيف في موضع الندى. فانفلقت نفسي إلى شقين: شق الرجل السعيد باحتفاء أصدقائه وقرائه ومحبيه به، والرجل الآخر الواقف على تركةٍ حازمةٍ، مثقلةٍ عضوض، من تراث زواجر حظ النفس الأمارة بالسوء، والمعرفة المحكمة بصور مكرها وأحابيلها الخفية المستترة في مراوغة النقد الذاتي، وكانت معلماتي ومعلميَّ من والنساء الرجال البواسل يسمون النقد الذاتي "كِتال النَفِس" ويقولون للمسرف في حظ ذاته "كاتِل نفسك يا فلان". فوقفت جرعة البيبسي كولا التي تناولتها في تلك اللحظة في حلقي. وظللت طوال السهرة صامتاً أجيب على الأسئلة ومحاولات الجرجرة للنقاش حول كتاباتنا، والذي كان يطرب له السامعون، بلسانٍ رجلٍ شلَّته صدمة مواجهة صورته في مرآة واحد من أخلص رفاق دربه الوعر في محاولة الصدق مع الذات، وهيهات، بنصف قلبٍ كما يقول الفرنسيون، وبعقلٍ ذاهلٍ تماماً. بعد ذلك بما يقل عن العام، غادرت السودان إلى فرنسا، إلى أرضٍ لا يعرفني بها أحدٌ، ولم أكن فيها خلال سنواتي الثلاث الأولى سوى طالبٌ أجنبي "ملوَّن" يدرس على "نفقاته الخاصة"، وهي نفقاتٌ على درجةٍ من البؤس كان يضرب بها المثل في أوساط السودانيين في باريس. ومع ذلك، فقد كانت تلك السنوات الثلاث براحاً مناسباً من الوقت لمواجهةٍ حازمة مع نفسٍ بدأت تنبت فيها طحالب النجومية والإمتياز المعنوي، الثقافي.
أواصل مع شكري على صبركم واعتذاري لمن لم أرد على ترحيبهم حتى الآن لا إهمالا، بل لمزيدٍ من التعرف على ما سألتم عنه من أمر سيرتي الشخصية وكتاباتي، فهذه بعض نتفٍ منها. ــ بولا

Post: #159
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-18-2004, 08:53 PM
Parent: #158

شكرا بولا
كنت أقرا، وأنا خائف من أن ينتهي النص، إلى أن فجأني بنهايته.

شكرا لك على حديثك القلبي، الذاكر، والمُذَكِّر.

رأيت عمر عبد القادر قبل ما يقارب العام، في برنامج التلفزيون السوداني، المسمى ((المنتدى الفقهي)). وهو برنامج يعده، ويقدمه أمين حسن عمر. وهو من البرامج التي تدخل على نفسي غما لا حد له. رأيت عمر (متحكرا) وسط منظري الجبهة، وقد بدت عليه علامات الدعة، ورغد العيش.

نعم رايته مشاركا في ذلك (المنولوج) الجبهوي، عددا من المرات. صبرت عليه لأرى اي تقدم أحرز في كل تلك السنوات التي لم أره فيها. غير أنه خيب ظني، فهو الآن على ما كان عليه يوم أن فارقته في كلية الفنون قبل ثلاثين عاما. لقد ظل هناك، في تلك النقطة التي كان معجبا فيها بجعفر شيخ إدريس، ومتقمصا لحركات جعفر شيخ إدريس، حين يتكلم.

برنامج ((المنتدى الفقهي)) ـ والجواب يكفيك عنوانه ـ حوار يديره (منظراتية) الجبهة القومية الإسلامية، مع أنفسهم. وحين يريدون رأيا آخر، يكسرون به حدة (المنولوج)، فهم يأتون بوهابي!! ويا له من تنويع!! ويا له من حوار!!

Post: #160
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-19-2004, 11:58 AM
Parent: #159

واصلوا مستمتعين ويا ريت لو نعرف رايكم في الصفحات الاليكترونية بنشرها لكتابات المهمشين الذين لا تتيح لهم النظم القامعة ، بالحلم حتى في نشر ما يكتبون -السودان مثلا _ ؟
وبالمناسبة يا دتور النور ارشح هذا البوست بانه الاكثر تفردا في المنبر وموضوعية .

Post: #161
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 04-19-2004, 03:00 PM
Parent: #1

up

Post: #162
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: esam gabralla
Date: 04-19-2004, 10:23 PM
Parent: #1

up

Post: #163
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 04-20-2004, 00:36 AM
Parent: #162

الاستاذان بولا والنور وجميع الحضور
النبرة الجديدة وحرقة الروح وسط بعض المثقفين السودانيين هي اصلاً جرثومة موجودة في الصدام بين كل الثقافات وهي جرثومة ضاربة في الأداء الثقافي الديمقراطي السوداني ان جاز التعبير .وقد زادت هذه النبرة بفعل احباطاتنا السياسيةوبلغ العنف شأواً بعيداً للدرجة التي وصلت للقطيعة التامة بين ديمقراطيين يشتركون في نفس الاهداف ولكم أن تنظروا لبعض من التراشق في هذا البورد بين بعض الشباب الحي كمثال حي. وعندما يحدث هذا تجدني لا اقف موقف مناصرة الصديق أو المحق بل موقف المحتار الحزين . ذكر عبدالله رجب في مذكرات اغبش والعهدة على ما روى أن سروراً زارهم في سنجة وأدار احد اصحاب المقاهي هناك للترحيب به اسطوانة لخليل فرح فما كان من المحتفى به إلا ان نهض وحطم الأسطوانة التي انتزعها من الفونوغراف حطمها تحطيماً وقذف بها وسط ذهول الحاضرين فهل ترى منعنا ذلك ن الاستماع حالياً لكل من سرور وخليل فرح؟ في الذهن عبارة البروفيسور عبدالله الطيب في ذم وردي لم اسمع عنه كثير شيء وعبارة وردي في السخرية من عبدالله الطيب التي تناولتها المجالس شفاهة وربما لم يقلها وردي عن عبدالله الطيب وكونه إعرابي يركب جملاً في القرن العشرين. تحضرني سجالات محمد محمد على مع الاساتيذ المصريين النويهي وجماعته حول الادب القومي ويحضرني السجال بين صلاح أحمد إبراهيم وعمر مصطغى المكي الذي تحول من جانب صلاح الى هجاء ومقالاته عن عبدالخالق محجوب لونك السياسي يا ... . والاخيرة خير مثال على ضرورة الإستمتاع بالمادة المكتوبة لكونها تكشف ولو سلباً بما لا يحبذ زملاء وتلاميذ عبد الخالق عن جوانب ما خفية لكن مع الإحتفاظ بالمحبة لكلا الطرفين فلا يمكن ان ينفي جبل جبلاً لكن من الممكن أن ينفى الجبل سهلاً أو السهل جبلاً فعبد الخالق محجوب لم تنقص سيرته وأداؤه مقدار شعرة بسبب تلك المقالات . انا أتحدث كما أود أن أوضح هنا عن كون الطرفين المتحاورين كليهما في الممشى الديمقراطي فلا اشير إلى ضروب الحوار غير الممكن الذي لا يؤدي بين نقيضين في الفكر والتوجهات أي بين هادم لثقافتنا المستنيرة وبين بان لها. ولذا فكل كلمة مهما كانت حارقة مما قاله حيدر إبراهيم عن بولا أو القدال وكل ردحارق أيضاً ولا اعني الردود المنطقية العلمية التي تفند ما قال كل كلمة بهذا المعنى من هذين القطبين هو مما سيتبدد مع الأيام وتبقى إسهامات بولا والقدال وحيدر الاكيدة التي لا ينكرها أحد منهم في مخزون الثقافة السودانية للاجيال. كتب استاذي حقاً عثمان الحوري وقد درسني في مدرسة المدينة الوسطى مقالاً قبل أسبوعين في صحيفة الصحافة ينفي فيه صلتي بالقصة القصيرة ويقول ان ما اكتبه عبارة عن نكات فقط لا قصص وأنني انتحلت ذيل هاهينا من تشيخوف ولعله يقصد قوقل ورد عليه أحد الذين راعهم ماقال وجاءتني رسائل تطالب بالرد على ما يقول لكنني لم ار فيما كتب الكاتب المبدع حقاً شيئاً سيئاً يمسني فمهما قال سأجد منطلقات حفزته لذلك فإن كانت فعلاً في القصص قومتها بما يقنعني به وإن كانت في افكاره عنهانقاط ضعف قارعتهابما ارى ويرى غيري ممن لهم رؤى اعمق مني أما إن كانت فكرته من منطلقات أخرى تتصل بوجدانه فهذا الباب هو أدخل بأن نسلك تجاهه مرئيات النور التي سردها لبولا مع الإحتفاظ بكل المحبة وسأزيد عليها لانه حفزني للكتابة بتجويد اكثر .ولذا فإن كتابة حيدر قابلة للنقد مع المحبة وكتابة بولا قابلة للنقد ايضاً مع المحبة لانهما بسيران في نفس الممشى الذي يقودنا للخروج من النفق ويسير عليه كثيرون غيرهم من اساتذتنا الآنيين وقد سار عليه الافذاذ من ابناء شعبنا والإنسانية ممن رحلوا وولوا وبعضهم رحل رحيلاً فاجعاً. أخيراً فإنني ارى أن كل فكرة صحيحة على الخدود تنباس.

Post: #164
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-20-2004, 01:30 AM
Parent: #1

عزيزي أسامة،
نواصل ما انقطع.
ضاعت إذاً، كما أوضحت لك في كلمةٍ سابقة، فقرة مدخلي الرئيسي إلى الموضوع، من فرط مزانقة الوقت وصوت التلفزيون ورنين التلفون في شقتنا. فالكتابة باستعجال وفي مثل هذه الظروف كمان مثل المشي على الشوك.
لعلني قلت في المدخل الأساسي (الذي لا أعرف أين زاغ) من تعقيبي على هجيمتك لي بالصدور عن "مديح العصامية"، والتي كان موضوعها الرئيسي الإخبار عن أن مساهمتي الذي أشارك بها، بقدر ما عندي، في تحرير حركة الإبداع، ومنها الكتابة، من العوائق التي تحيط بها من كل جانبٍ، تقع ضمن مشروع تحريرٍ أوسع ، هو تحرير البنيات الاجتماعية والسياسية والثقافية الاقتصادية، في بلادنا، من سطوة مؤسسات الاغتراب الروحي والمادي. (مالك يا أسامة، يا أخي وخلِّي تجشمني مشقة تكرار هذه البديهيات ينبغي أن ندرك إننا متفقين عليها تماماً، وإن خلافاتنا، الثانوية في الغالب، تبدأ بعد فراعنا من التسليم بها). ودعني أقول (طالما أنني تورطت في البديهيات)، إن هذا المشروع التحرري الكبير، الذي لم أبتدعه أنا ولا أنت، بل ساهم فيه منذ بداية تحول المجتمع الإنساني إلى مجتمعٍ للاستحواذ والتمايز والإقصاء والتغريب، جملةً من المبدعين والمفكرين البواسل من النساء والرجال، طوال مسيرة النضال الإنسانية في مراقي "غاية" الحرية، كما أسلفت أكثر من ألف مرة، في كل كتاباتي وأحاديثي العامة، والذي يسميه بعضنا "الشيوعية" (وأنا منهم بطريقتي وبتعريفي الخاصين والمخالِفَين، قبل انهيار "الاشتراكية" المزعوم بزمانٍ بعيد، للتصورات التي كانت معتمدةً في المعسكر "الاشتراكي" (المزعوم برضو)، أو معسكر "الإشتراكية القائمة بالفعل" كما يسميها سمير أمين، ومخالِفَين حتى لرؤية سمير أمين نفسه، وغيره من دعاة "الماركسية كعقيدة صماء" وأصلٍ ناجزٍ وحيد للمشروع الشيوعي، على تفاوتٍ في هذا الاختلاف، وعلى احترامٍ وإجلالٍ كبير لذلك العالم الهَرَم عمدة نقاد الرأسمالية الذي لا تلين له قناة، كارل ماركس. (وسيأتي شيء من توضيح ذلك لاحقاً إذا سمح وقتي اللعين)، ويسميه آخرون "الاشتراكية الديمقراطية"، و"مجتمع حقوق الإنسان الكاملة"، و"العولمة الإنسانية البديلة" و"الفكرة الإسلامية الجديدة"، و"مجتمع المثال الأعلى المسيحي" ... إلخ إلخ.
والتحرر الذي أعنيه، يبدأ منذ الآن، ويفعل فعله في كل لحظة، بتحرير مؤسسات مشروع التحرير نفسها وتحرير نفوس وضمائر المنتمين إليها القائمين عليها من سخائمها، وتحرير بنياتها التنظيمية من تركة تاريخ القمع والاستعلاء والاستحواذ المثقلة، بالديمقراطية وبشحذ وصقل أدوات ولغة ممارسة النقد الذاتي الصميمة، و‘ادة النظر المستمرة فيها، (فالذي يدعي ويعلن على الملأ امتلاكه ل"ناصية نظريةٍ علمية" صَمَدة لا يداخلها الشك والقلق والشعور بالاستشكال، لا يملك في الواقع أداةٍ حقيقية للنقد الذاتي. ويمكنني ضرب أمثال أخرى من مشارب أخرى، إلا أنني فضلت أن يكون المثال من موقع اليسار العلماني الذي أنتمي إليه انتماءً عضوضاً وإشكالياً في ذات الوقت. أقول تحرير المؤسسات والبنيات الاجتماعية والسياسية الثقافية الدائم والمتواصل، لا من سخائم وأقذار، مؤسسات الاغتراب والاستغلال الإقصائية الإمتيازية السلطوية والقمعية التي تتسرب إليها من فحسب، بل من أقذار نفوسنا وضمائرنا نحن دعاة المشروع والمناضلين في سعينا إلى تنزيله إلى أرض الواقع. وأضيف فيما يتصل بحرية المواطن والمبدع والكاتب (وكل الناس مبدعين في الأصل، في تقديري، إلا أن اغتراب الوعي يهلك ملكة الإبداع ويبهم السبل إليها ويصل في ذلك أحياناً إلى ضلالٍ كبير). إنها ليست الحرية المحصورة في حق التعبير والخبز والدواء والتعليم إلخ فحسب، بل الحرية القائمة على رؤيةٍ أكثر عمقاً للإخاء الإنساني تحول دون إقصاء الآخر لأنها تقوم على وعيٍ وإدراك بأن الآخر فينا، لا إزاءنا فحسب. وكلا الحريتين، عندي، مطلوبٌ غاية الطلب. وتغذي إحداهما الأخرى وما غاية أولاهما إلا الثانية. فإن لم تتحر هذه تلك فَسَدَ أمرها وذهب إلى بوار كبير، وذهب معها المشروع كله. واستحال المجتمع إلى بنيةٍ للتغريب، والحديث عن الحرية إلى تشدُّق خاوٍ، ومكمنٍ مكين للأنانية، على النحو الذي نراه هنا، وسط قطاعاتٍ واسعة من الرأي العام، وهو عندكم في "الملايات المتحدة" على حد تعبير الممثل والفكاهي الفذ الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفي، وقد كان، كما ذكر النور، من أقطاب حركة الفكر والمسرح في حنتوب في تلك الأيام الزاهية، أشد وبالا. وقد أخذ طرفة "الملايات المتحدة" من عجايز الجزيرة. أما أنا فقد أخذتها عن زينب بت كَلَمون، من أقطاب الحكي والفكاهة في بربر، حينما سألتني في ونسةٍ توثيقيةٍ لي معها، جرت في الستينيات، عن ماهية "الملايات المنتحدة التي يتحدث عنها جَنُّون المدارس"، وعما إذا "كانت العراق دولة سعودية" في ذات السياق (بمناسبة الإنقلاب البعثي في تلك الأيام). وسأعود لذلك في سياقٍ آخر. فالأولوية هنا لهجيمتك مقطوعة الطاري. ومفهوم مديح العصامية في أصله "الموضوعي" لا في نحتك أنت ولا في نحتي أنا، هو اعتماد المباصرة الفردية منهجاً وبرنامجاً للخلاص من سطوة وهيمنة مؤسسات الاغتراب الاجتماعي ـ الثقافي، الحصينة المداخل، واقتراحها برنامجاً للخلاص. وهذا يا سيدي بعيدٌ، بُعد الذئب من دم بن يعقوب، عن منهجي القائم أساساً على اعتبار الاغتراب مؤسسةً إجتماعية، كما أوضح المفكر العالم الجليل، "مُر اللوك اب دبارة مِنْ القالا ما بضَّارى"، كارل ماركس، طابت ذكراه (التي عادت بقوة بالمناسبة هذه الأيام إلى المشهد الفكري العام والفلسفي والسياسي، على وجه الخصوص، في فرنسا وألمانيا وقيل في أوروبا كلها، في قراءةٍ جديدة لرجل لعل أول مَن "هزمه"، في تقديري، "أكثر أتباعه" زعماً لإخلاصهم لتراثه في ظاهر الأمر. أقول كارل ماركس ونفرٌ جليل آخر من محاوريه، ونقاده ("المحبين له العارفين فضله")، و"نقاد أتباعه"، من المفكرين والمفكرات الشوامخ ذوي المراس الشديد بملاواة الفكرة والعبارة في اتصالهما بتعقيد الواقع الإنساني وعصيانه على الإحاطة الشاملة والشمولية. (وبهذه المناسبة يا أخي عادل عبد العاطي، وآخرين ممن يقولون بموت الماركسية النهائي، أنا ممن يعتقدون أن "الماركسية، كعقيدةٍ دوغمائيةٍ صماء" لم تمت، بل لم توجد أصلاً. فقد ترك ماركس مساهمةً علميةً وفلسفية، لا عقيدة، سماها هو بنفسه "مساهمة". ولم يترك مذهباً للحفظ والتسميع ولا حتى "للتطبيق الخلاق". بل مساهمةً وحسب، مهما كان تقديرنا لجلالها.
فالإقصاء والتغريب، ومنه إقصاء وتغريب الكاتب والمبدع، يا عزيزي أسامة، ثمرة مؤسسة إجتماعية بعينها في مفهومي، ولا يتم تجاوزه إلا بمؤسساتٍ بديلةٍ للمؤسسة التي تنتجه وهي بفصيح العبارة، مؤسسة الرأسمال، وبالمفتشر الرأسمالية، وبالأكثر "افتشاراً"، صيغتها الحاضرة الUltra Liberalism ، وقيل "العولمة الأمريكية". (وما كل العولمة الأمريكية رأسمالية النزعة. ففي أمريكا نفسها، كما تعلم، بأفضل مني، ثمة مساعٍ دؤوبة، ونضالاتٍ لاهوادة، لإبداع مؤسسة عولمةٍ أخرى بديلة، حقيقية، يصبح كل العالم فيها وطناً للإنسان، تضطلع بالنضال في سبيلها قطاعاتٌ "واسعةٌ"، (على كل حال واسعة جداً عندنا هنا في أوروبا)، من مشارب ومذاهب وصور عديدة في إرادة الخير. وربما كان هذا حلماً بعيد المنال بعد، إلا أنه ممكنٌ. "أنا" يا سيدي، أسعى، وأعمل، بقدر ما أستطيع، مع الساعين إلى هدم هذه المؤسسة واستبدالها الجذري بوسائل ديمقراطية صميمة، بمؤسسةٍ بديلة، تكون فيها الكتابة والنشر وصنوف الإبداع مما جميعو، حقاً عضوضاً، لا هبةً ولا منحة ولا تَفضُلاً، ولا بطولة، ولا أي معنىً آخر من المعاني التي يوحي بها مفهوم العصامية الصفوي، البرجوازي كمان. نعم البرجوازي. فمفهوم العصامية في صيغته التاريخية المعتمدة حتى الآن، هو ، من وجهة، أو وجهات، نظر القوى الناشطة في مشروع تجاوز الرأسمالية على اختلاف مشاربها، يتأسس في واقعه "الموضوعي" الذي هو على على قاعدةٍ مؤصلةٍ في مذاهب التدبير الإديولوجي البرجوازي. فهو مفهومٌ يُمجَّد صعود الفرد من واقعٍ طبقي وثقافي "متواضع" في درجات "السلم الاجتماعي" كما يقول تكنوقراط صناعة الإيدولوجيات الرأسمالية، و"الأصح" في "مراقي" التراتب الطبقي، الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بمجهوده الذاتي. وهذا المفهوم لا فعالية له، ولا معنى خارج هذه المؤسسة، التي تقوم إيديولجيتها في صميمها على اعتبار حيازة السلطة والثروة والمعرفة ثمرةً للتميز والإمتياز والفلاحة و"الجهود" الفردية. وهي عين المؤسسة التي كرست عمري لمناهضتها، مناهضةً لا كلل فيها ولا مساومة. وسعيتُ بجدٍ، ومازلت أسعى، إلى المساهمة في فضح مفاهيمها المدغمسة المحتالة، التي غايتها أن تزرع في الأذهان أن الأوضاع المزرية للمبدعين ولكافة البشر، أوضاع التمايز الذريع بينهم، هي قوانينٌ تنبع من طبيعة النظام الكوني، ومن طبيعة الإنسان. وهي المفاهيم التي "رفعها" إلى مقولة عضوض، في صَمَدية النظام الرأسمالي وأزليته، "الفيلسوف" الأمريكي "الألترا ليبرالي" فرانسيس فوكوياما، وهي كما تعلم، مقولة "نهاية التاريخ". أقول نذرت عمري، في تقديري، أو في توهمي، لمناهضتها، والحفر في جذور مخابئ صناعتها الخفية الضاربة في تاريخ فن صناعة الحيل الإيديولوجية التغريبية. وما "مصرع الإنسان الممتاز"، التي طلبت مني إعادة نشرها هنا، سوى إحدى ثمار هذا الحفر المبكرة. ولذا فإنه ليس من الإنصاف أن يقال إنني غافلٌ عنها، ناهيك عن كوني أتبناها وأصدر عنها كمرجعيةٍ أساسيةٍ في موضوع تفسير مشكلات الكتابة والنشر في السودان الذي أحاول المساهمة فيه. وعندما امتدحت "النساء والرجال البواسل" الذين استطاعوا الإفلات من براثن هذه المؤسسة، شديدة المراس في صناعة البؤس عندنا بالذات، والشحيحة بصفةٍ خاصةٍ بفتاتها على جملة المبدعين (أي غالبيتهم الساحقة)، وذوي الوعي النقدي العتيد منهم على وجه أخص، لأنها تقوم أصلاً على الإمتياز وعلى الندرة وعلى الاستحواذ، والانفراد بخيرات الإنتاج الجماعي؛ أقول إنني عندما امتدحتُ " النساء والرجال البواسل الذين تمكنوا من ذلك في ظروفٍ شديدة القسوة في بلادنا، وفي غيرها، فإنما امتدحت فيهم، وما أزال، عظمة الوعي الإنساني الخلاق وقدرته على المقاومة، التي تنطوي بصورةٍ جنينية على إمكانية هزيمة مؤسسات صناعة الفقر والعجز والاغتراب. وليس لامتداح الوعي المقاوم الخلاق، في تصوري، من علاقةٍ ب"العصامية" القائمة على فكرة الخلاص الذاتي كبرنامجٍ للنجاة من قهر وهيمنة مؤسسات الاغتراب الاجتماعي. واسمح لي أن استشهد بالعبارة التي أوردتَها عني، في مقالك المذكور كدليلٍ على صدوري عن منهج ومفهوم "مديح العصامية"، وهي: "وللتدليل على أن عصاميتنا ليست فريدة نوعها، سنورد نصاً من مقدمة عبد الله بولا، يدعي (التشديد من عندي وليس في نص أسامة) فيه ـ أيضاً ـ أن أصدقاءه وطلابه القدامى كانوا يتمتعون بتلك "العصامية" ... يقول عنهم "كانوا مدقعين (مادياً) ومحاصرين من السلطة السياسية والسلطة الثقافية الرسمية في الأعوام النميرية الحالكة. ولكنهم استطاعوا أن ينسجوا من واقع هذا الفقر المادي والحصار السياسي والثقافي ـ من واقع مقاومتهما في الحقيقة ـ لغة ومفاهيم مذهلة الدقة" ( ص 53). وين "العصامية هنا ياسِِيْدي؟ وقد أدهشتني درجة انطباق الحدس على الواقع، من أنني حين كنت أقلب عبارات "هجيمتك" (البوردية) في ذهني، كنت أقول ل "نفسي": "أنا لم أتحدث في مقدمتي لمجموعة صلاح القصصية عن العصامية، بل عن المقاومة". وقلت ذلك لنجاة. وعندما استللت كتابك من صفوف مكتبتي، لأتأكد من أنني لم أرتكب هذا التفريط المخل في التعبير عن مقصدي (المفهومي)، وجدت العبارة التي استشهدتَ أنت بها، (في حُرِّ كتابك)، "دليلاً" على صدوري عن مفهوم، و"مديح العصامية" كبرنامجٍ للخلاص، تنص حرفاً ومعنىً ومبنىً على امتداح المقاومة لا "العصامية"! يا شيخ أسامة حرام عليك. ووجدت أنني أتحدث عن جماعةٍ متماسكةٍ ومنظمةٍ لا عن أفراد، وعن مقاومة جماعيةٍ مؤسسية، فعلها المقاوِم قائم في تاريخٍ طويلٍ من صنوف المقاومة (إضرابات، اعتصامات، مظاهرات، ندوات كتابات، تنظيمات سرية وعلنية إلخ إلخ ... و"إلى آخر السكباج"، (كما كان يقول أستاذنا العالم الممتع الجليل عبد الله الطيب). ومن وجوه تفسيري لهذه "الهجيمة" هو إنه، أو ربما كان الأنسب للتعبير عما بنفسي أن أقول، لعلك (لأنني أستبعد تماما أي نذرٍ من سوء نية، ولأن "لعلك" أقل وثوقاً من "إنه")، أردت إثبات مصدرٍ حداثيٍّ "صميمٍ" يعضد تبني مقولة العصامية وانتشارها بين الكتاب السودانيين، فاستشهدت بي ضمن من استشهدت بهم. وأنا أشكرك على ذلك. إلا أنك استشهدت بي كيفما اتفق. وصنفتني بين حَمَلَة مفهوم ليس بيني وبينهم نسب، إلا في "السودانوية"(خلاف معنى سودانوية أحمد الطيب)، والإنسانية. ولعل من المناسب أن أضيف هنا، إن أحد العوامل الرئيسية أيضاً، التي تساهم في شح وقتي المخصص للكتابة، (والتشكيل، والموسيقى، والفسحة، والزيارات، بل ضيقه أحياناً حتى عن الأكل والشُرب)، هو العمل السياسي والثقافي والإنساني العام. ولعله من الأوفق في هذا المقام أن أعترف بأن هذا كان خطأً كبيراً من جانبي كرستُ له وقتاً عزيزاً، بأكثر من وقته المستحق. لاسيما وأنني خضت تجربة العمل السياسي المعارض، والعمل الإنساني تلك، هنا في فرنسا، وفي باريس على وجه الخصوص، مع أشخاصٍ، يبدو لي أنهم كانوا في غالبيتهم على غير حرص "حقيقي"، أو على اهتمامٍ ضعيفٍ جداً بمقاومة وتفكيك بنية مؤسسة سلطة "الغول الإسلاموي" الجاثم على صدر بلادنا. وما أزال، حتى يوم الناس هذا، أو ("لي هذا يوم الليلة دا"، كما تعبر معلمتي الراوية والموثقة "الشفاهية" العارفة الدقيقة العتيدة الباسلة زينب بت بشير)، أحد العاملين القلائل بالمنظمة السودانية لحقوق الإنسان بفرنسا على الرغم مما سمعتم من شكواي من شُحِّ الوقت. ما في طريقة لعصامية مع الكلام دا يا شيخ أسامة دحين أخير لك تِتَاحَتْ منو. فإذا شئت أن تمضي في هذا الأمر فهذا لك. وأنا ما عندي بصارة وكت لي زيادة تاني. وإليك استشهادٌ آخرمن "حُر كتابك" أيضاً، حتى ترضى، ينفي صدوري عن منهج العصامية، ويثبِت دعائم مفهوم ومنهج المؤسسية، تثبيتاً مكيناً، فأنت الذي تقول: "لا بأس من الإشادة بالعصامية التي يتمتع بها الكاتب السوداني، لكننا يجب أن لا ننساق وراء الإطناب في مديح العصامية والتهوين من العامل "المادي" ـ فالعصامية وحدها لا تخلق من الكتابة فعلاً مؤثراً وخلاقاً وفاعلاً. وما يحدث على أرض الواقع مرير ومريع. فكثير من الكتاب يختفون من فضاء الكتابة، ويحتمون بكواليس المشافهة، وكثير من أولئك يترك المشافهة، ليلوذ بالصمت المطبق (...) إن الإنسياق وراء مديح العصامية وازدراء العامل المادي، لا يمكن إلا أن يخفي عنا الحقيقة، ويجعلنا نمعن في السقوط في دائرة النسيان ... ولكي ندرك أكثر فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية، سنورد نصاً من مقدمة بولا يوضح فيه المكانة المتميزة والمرموقة التي يتمتع بها المثقف الفرنسي. يقول بولا : "فمنذ فلسفة الأنوار، أو بعبارةٍ أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار والمثقفين (هكذا في الأصل) يلعبون في فرنسا دوراً قيادياً، وضعهم على الأقل على قدم المساواة مع القادة السياسيين والعسكريين والاقتصاديين، فأصبح المثقف بطلاً قومياً مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على الشوارع والميادين ومحطات المترو، فولتير روسو هوجو." (ص 54). وقد احترت كيف يورد عني أسامة في مسعاه لتوضيح "فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية" استشهاداً يؤسس للوضع الذي يتمتع به المثقف الفرنسي "منذ فلسفة الأنوار"، دون أن "ينتبه" إلى ما ينطوي عليه هذا التأسيس من إشارةٍ إلى قاعدة موضوعية ماديةٍ تاريخيةٍ عضوض في تفسير وضع المثقف في فرنسا، وهي القاعدة التي قام عليها وضع المثقف الفرنسي المشار إليه في هذا السياق التاريخي. فإلحاحي على "فلسفة الأنوار" هذه ( التي هي بنت "عصر الأنوار" ومسوغ تسميته بهذا الإسم أصلاً) هو عنصرٌ أساسيٌّ جداً في المنحى الدلالي لتحليلي ذاك. لأنه يشير ويكرِّس ويؤسس، لدى القراءة الحفرية الممسكة بمرجعيتها المعرفية والفلسفية والدلالية، للمكانة التي حظي بها المثقف في فرنسا، في تلك الفترة بالذات، التي هي فترة نهوض الرأسمالية كطبقةٍ ثائرة أنتجت مثقفيها العضويين، و"صرفت عليهم"، وبوأتهم المكانة التي يستحقونها في سياق المشروع النهضوي الرأسمالي، (نهضوي في ذلك الحين الذي كانت فيه البرجوازية طبقةً ثوريةً حقاً). فكيف يكون في تحليلي لوضع المثقف المجحف في السودان أو في سواه من بلدان "الدنيا الثالثة"، تهويناً من شأن "العامل المادي"، بل "ازدراءً له" يا شيخ أسامة؟ هذا فضلاً عن أنني أشكو لطوب الأرض من الوضع "المادي" اللعين الذي اضطرني إلى قبول العبودية، (وليس "الركض وراء لقمة العيش" يا عزيزي عصام جبر الله. وأنا جايي عليك، في خصوص هذه العبارة المزالفة مع كل ثقتي في محبتك وحسن ظنك اللذين أبادلك إياهما)، و"التضحية" بزَهاء ومتعة الإبداع، بل الزهد فيه حتى أحتاج إلى النصيحة؟! وفي هذا السياق يندرج أيضاً موضوع الواقع المرير الذي تتحدث عنه في كتابك مما استشهد به هنا. ولعلني أجرؤ على القول بأنه ليس من أحدٍ، إلا أقل القليل، ذاق من مرارة هذا الواقع ما ذقتُه "أنا" والعياذ بالله. فحتى بعد الانتفاضة، وإرجاع معظم المفصولين عن العمل إلى مؤسساتهم، ظللتُ عاطلاً محظوراً مقصياً. وقد بَذَلت معي كوكبةٌ من الأصدقاء الكرام، على رأسهم الشاعر الكبير والمفكر، كمال الجزولي، جهداً حميماً، لعلني أجد عملاً في صحيفة، أو أية مؤسسةٍ ثقافيةٍ كانت، فلم تسفر محاولاتهم عن شيء. ولا حتى عن مجرد الكلام "الحلو". فقد رفض المسئولون في مختلف المؤسسات الصحفية، التي لديها القدرة على دفع راتب موظف، أو مصحح إضافي، بصريح العبارة توظيف "يساري متطرف وبتاع نقد وفلسفة ومشاكل كمان". (لم يكن بين هذه الصحف الأيام ولا الميدان لأسبابٍ تتعلق بأوضاعهما المالية الصعبة في ذلك الزمان بعد توقفٍ وعناءٍ طويلين. ولذا فإنني لم أطلب توظيفي لطفا وتعاطفاً ومعرفةً وتقديراً مني لظروفهما). وربما اقتضى الإنصاف أيضاً، أن أشهد بأن الزميل المرحوم أحمد الطيب زين العابدين منحني " وظيفة" "أستاذ متعاون، مؤقت، في كلية الفنون "نظراً لعدم وجود وظائف"، (كما قيل لي)، بينما كانت هناك وظيفتان حينها، حسبما علمت من مصدرٍ موثوق. وقد "حصل لي الصديق الكريم الودود، الدكتور على عبد الله عباس، على "وظيفة" أستاذ متعاون لتدريس "التذوق الفني"، على حد تسمية كلية الآداب بجامعة الخرطوم للكورس في ذلك الزمان، (بينما كان في الواقع كورس في علم الجمال، وعلم الجمال ذاتا، في أصلها الدلالي، مي تسميةًَ بلحيل)، مفتوح لمختلف طلاب كلية الآداب، ويحضره بعض طلاب معهد الموسيقى والمسرح، ممن تعرفت بينهم على متعددي مواهب حقيقيين، مدفونين في أنقاض مناهجنا التعليمية (منهم المثقف الكاتب والمترجم المتميز بكري جابر). فما أزال شاكراً لعليٍ على تضامنه، وسعة أفقه التعليمي.
وأنا لا أنسب هذا العناء البغيض، من فرط التشرد والإملاق والعسر، الذي لا تستطيبه أي نفسٍ سوية، إلا إلى انعدام المؤسسية أصلاً يا شيخ أسامة. مديح عصامية شنو يا زول؟ اللهم لا تَمْحِنَّا ولا تبلينا. وأخيرأً يا سِيدي، إن كان ثمة آخر لهذا الموضوع الشائك، فأنت أعلم الناس بمرارة هذا البؤس المركب، الناجم عن الضنك المادي والإقصاء، والوحشة المعنوية. فلا ينبغي أن تغفل عن احتمال أن يعتقد أو يتصور قراؤك أنني فخورٌ بهذا السيرة المضنية المعذِّبة. بينما أنا أكرهها في الواقع أشد الكراهية. وكم أتوق إلى يومٍ أستطيع فيه أن أجلس لأكتب، وأعزف، وأقرأ وأُشكل، وأحكي، من دون مساككة أو تفكير في عذابات الغد. وقد جفت عيني النوم، أو جفاها، قبل خمسة أيام من انتهاء إجازتي، مع بداية الأسبوع الماضي، من فرط وحشة مكان عملي ومرارة شعوري بالاغتراب فيه. وبصفةٍ خاصةٍ لأنه يحرمني من ممارسة غواياتي الإبداعية المتعددة. وما من أحدٍ يوجعه هذا الوضع أكثر مني وقيل "أحنَّ من الوالد فاجر"، (وأعتذر عن جفاء العبارة). فهذه الغوايات مني بمثابة جنا الحشا.

هذا، وأنا أنسب هوان المثقف والمبدع في بلادنا إلى كون مؤسسة السلطة "عندنا" لم تكن منذ "الاستقلال"، وبحكم عناصر تكوين بنيتها التاريخية الأساسية، وإلى أن هجم عليها الغول الإسلاموي الذي نشأ في أحشائها، وترعرع في أحضانها، بحاجةٍ حقيقيةٍ، "عضويةٍ"، لكتاب ومثقفين. كفاها التكنوقراط، لأنها كانت تملك إيدولوجيا دينية ناجزة، قطعية، لا مجال فيها ل"الفلسفة" والأسئلة وفلقة الراس. وأتمنى أن تكون قد وعت الآن الدرس حقيقة لا خطاباً. ولا أريد أن أقول "لا مجازاً"، لأن تقديم سوء الظن لا يساعد في نفاذ النقد إلى الأفئدة والعقول".
ولتسمح لي في خاتمة هذا التعقيب المقتضب، أن ألومك على ما سأسميه هنا هفوةً، وقعت منك في ما أوردته من استشهادٍ بمقدمتي لصلاح الزين. فقد جاء في الفقرة الأخيرة من الفقرتين اللتين، أثبَتُّهما هنا، أخذاً عن كتابك ("خطاب المشاء") : "فمنذ فلسفة الأنوار، أو بعبارةٍ أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار والمثقفين (هكذا في الأصل) يلعبون في فرنسا دوراً قيادياً..." إلخ. (التشديد هنا من عندي وليس في نصك). وفي تقديري أنك بنسبتك وضع إعراب كلمة "المثقفين" الواردة في الجملة إلى "الأصل" لكونها قد وردت في هذا "الأصل" منصوبةً، بينما هي فاعلٌ تم "نصبُه" "من غير عنوةٍٍ ولا اقتدار"، وأنت محقٌ في تبرئة نفسك منها. إلا أنك لست محقاً في إبهام "أصل" نصب الفاعل هذا. ولقارئك، غير الملم ب"عمايل" دور النشر التجارية عندنا، وفي مصر أيضاً في العقود الأخيرة، بالتالي الحق في أن يعتقد أن بولا، بعد كل هذه العنطظة والتبجح، ينصب الفاعل. وعلى الرغم من أنني أقدر تماماً حقك في هذا التبرؤ، ومن ثقتي الكبيرة في حسن مقاصدك، إلا أنني ألومك على النجاة بنفسك دون أن تمد لي يد العون فتخبر قارئك بأن نصب الفاعل هذا، "ربما"، (وربما على الأقل)، لا يكون من نصيبي، و"ربما" كنت ضحيته لا "جزاره". فقد كنت طلبتُ من صلاح إطلاعي على بروفات المقدمة قبل الطباعة. وقد أطلعني مشكوراً على ثلاثٍ منها، على التوالي، فوجدت أخطاء مريعة في البروفة الأولى وأفظع منها في الثانية، وأشد وبالاً في الثالثة. وغادرت القاهرة، بعد انقضاء إجازتي فيها حيث كتبت تلك المقدمة، مقطوعة الطاري، وفي نفسي حسرةٌ وخوفٌ على مصيرها وهي تتقلب بين أصابع الطابعين وأقلام "المصححين" يتيمةً كسيرة الخاطر. وأوصيتُ عليها صلاحاً وصيةً لحوح. وكنت أُرك أن مؤسسة الأخطاء الطباعية العتيد قد تستعصي على متابعة صلاح. لكنني لم أتصور أن تبلغ زراية إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة"، بمقدمتي درك نصب الفاعل، الذي هو عمدة أخطاء الإعراب كما أسلفت في مكانٍ آخر من هذا البوست مستشهداً بصديقي البروفيسور محمد الواثق. وهذا ما جعلني يا سيدي أتهيب من أن أعهد بجملةٍ من نصوص كتبي المنجزة بالفعل، إلى مركز الدراسات السودانية، مخلاً بوعدٍ سابقٍ قطعته للصديق حيدر إبراهيم، أو لأي دار نشرٍ تجاريةٍ عربيةٍ أخرى، "تهيب الذئب من دم ابن يعقوب". وأن أعكف على طباعتها بنفسي على الكمبيوتر إلى أن أجد دبارةً لنشرها بصورةٍ لا تُرزل الفكرة والعبارة بالأخطاء، وإن تكن "طفيفة". ولعل هذه مناسبةٌ أوضح لك وللبورداب والقراء فيها مبلغ إرزال إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" لفكرتي وعبارتي في إحدى المرات النادرة التي تساهلت فيها في شروط النشر، منذ حزمت أمري على الامتناع عن ذلك بتاتاً في السنوات الأخيرة: ففي مقالتي التي نشرتها في مجلة رواق عربي، (مجلة مركز القاهرة لحقوق الإنسان)، عن دور الأستاذ محمود محمد طه في حركة التجديد الديني [الإسلامية]، التي أشار لها النور، وهي مجلةٌ رصينةٌ تصدر عن مؤسسة رصينة، تحدثتُ في سياق امتداح شجاعة الأستاذة النادرة النظير، بما فحواه أن نفراً من المثقفين الأشداء الذين تصدوا لنقد الفكر الديني، تلجلجوا عن الإفصاح التام "أمام موضوع الدين المخيف". فقام المصحح، "غير مشكور"، بتعديلها لتصبح "موضوع الدين الحنيف". فهلكت العبارة، وسُحقت الفكرة، وأصبح استنكاه مقاصد الكاتب ومنهجه، بفعل هذا الصنيع، في "أمراً ضيق"، بل في أمرٍ ليس أمام القارئ من سبيلٍ إلى معرفة كنهِهِ أصلاً. هذا، على الرغم من أن طباعة المقالة، فيما عدا ذلك "الخطأ الطفيف"، خلت من أي خطأٍّ آخر. فتأمل.
وأؤكد لك خلو مقاصدي الظاهرة المدركة، وخواطري الباطنة الخفية، من أي رغبة في "مناقرتك". وعندي لك، ولرفاقك، من المحبة والتوقير ما يعصمني عن ذلك. وإنما أردت منك ومن غيرك من المحاورين والناقدين أن يناقشوني بما أعتقده، وما أقوله، وما تقوله عبارتي، وبنية مفاهيمي وليس ما لم أقله وما لا تسمح بنية عبارتي، ومفاهيمي، وممارستي العملية، لي بقوله ولا تسمح بقوله على لساني. وقد أقول لا تسمح حتى بالظن.
مع خالص مودتي بولا

وسوف أعود غداً إلى الرد على ترحيب الأصدقاء، وأرجو أن لا يداخلهم شكٌ بأنني أهملتهم.

Post: #165
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Saifeldin Gibreel
Date: 04-20-2004, 03:12 AM
Parent: #164

Up

Post: #166
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: هاشم الحسن
Date: 04-20-2004, 03:46 AM
Parent: #164


دكتور بولا
السلام مرة ثانية
و حبابك دون حد...
و بعد..
فما رأيت كمثل إشراقك في اللغة والحكي و بهاء الإشارة
(أنا و من مثلي ، الذين جاؤوا في اللفة و بعد أي إنعطافة ممكنة في تآريخ الكلام و الأفعال)
وأما
في أن تنشر علينا ما فاتنا أو ما لم ينشر و هو معّد مصفوف..
ورغماً عن كل ما حيّثت به ضنَّك علينا، بما بشائره مزنٌ،( لا و لن ترضى صحارينا بعده حرمانا)
و لو؟؟
كان هذا البوست او غيره يبقى في الواجهة، دون حول و أرشفة، أو غياب محتوم بحركة المتحاورين،
أو ضمن ضامنٌ، في اليقين، ألآ ينقطع عنه عديلك و الزين!!
فلقد تصابرنا عنك إذن!! أو تكلفنا الإصطبار!!!
و لكن
نحن الجيل الإنتقالي (لا نزال نراوح ما بين لوح الخلوة و شاشة الكمبيوتر)
من لنا بالورق
و رائحتة
والحميمية
في سحبه من الرف
المسح عليه باليد العجلى
والإشارة
لهذه
أو تلك
من إجتراحاته
أو إفتراعاته
أو بصائره
و مبصراته
أو..أو..أو..و..و..و بسالاته..
وفقط (مع صلاح) ..نهمس عالياً في الضجيج!!

ومع ذلك
ومع ذلك
ومع ذلك

لا شيْ
يسوِّغ حرماننا المجيد من الكلام العالي و سمح!!
و لا حتى
هجاء العصامية أو إنعدام المؤسسية أو مشاغبات النُوَّار!!!
وسؤال..أعذرني عليه في سفحٍ من كرمك الباذخ
ألا نجد في (محافض) السيَّر الباسقة، بعضاً من دَبَارة الباسلات فنتوسلها إلينا بعض نشرٍ و فوح علم عميم.

و أما نحنا، فمن هِنا، لا نبرح..

و إمتناني ..

Post: #167
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 04-20-2004, 01:49 PM
Parent: #1

up

Post: #168
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: منعمشوف
Date: 04-20-2004, 09:19 PM
Parent: #167

الأعزاء جداُ د. النور حمد ود.عبدالله بولا
لقد تأخرت كثيراُ بالترحيب بدكتور بولا، حيث كنت لا استطيع الدخول لحسابى لفترة طويلة ولا أدرى حتى الآن سبباً لذلك.
مرحباً مجدداً بالاستاذ بولا والذى يعد إضافة حقيقية للخشبة السايبر، وظنى أن الجميع ينتظر منك الكثير أستاذ بولا وحتماً لن تبخل.
ولك جزيل الشكر د. النور على التقديم الأنيق، وهى فرصة أيضاً أن أحييك على بوستاتك المجيدة .

Post: #169
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-21-2004, 00:11 AM
Parent: #1


أعذروني أعزائي على القطع المؤقت لحبل الترحيب المديد، وها أنذا أعود لرتق ما انقطع منه.

جزيل شكري لك يا قرجة، إلا أن عملقتي هذه فيها قولٌ ممكنٌ واحدٌ فقط هو الطول (1,90، وحتي هذا انكمش مع تقدم السن فأصبح 88، 1), ومع ذلك فحتى صفة العملاق الفيزيائية عندي مجهجهة لأنها تقتصر على الطول وحده. كما كانت تقول لي خالتي بخيتة بت حسن طابت ذكراها، وهي تحثني على الأكل، وقد كنت ضنيناً على نفسي فيه (لا به) : "الطول، والبطول والحشا المَحَشور والسَدْر البَلا شْطور"(والبطول النحافة). وهذه لا تصنع عملاقاً كما ترى. وكانت عمتي زينب بت بشير "عمدة الرواة وعلماء الأنساب، وأهل الحل والعقد ببربر، تسميني "غوج أبو العَنَاق" (وهو الإسم المقابل لاسم عوج بن عنق بن النبي نوح)، الوارد في أساطير الشرق الأوسط. وكان مفرط الطول : "حلفوا قالوا كان يشيل السمكة من البحر يشويها في عين الشمش". ول ميكن الشك يسار زينب بت بشير قط في صحة هذه "الواقعة". وكنت عندمنا أعود في منتصف الليل من الذاكرة أو المؤانسة مع أصدقاء تصحو من نومها وتسألني "جيت ياغوج؟"، ثم تعاود نومها بعد أن تطمئن على وصولي.
هل "قرجة" إسمك الحقيقي؟ وإذا لم يكن إسمك الحقيقي، أو إذا كنت لا تريد إشهار إسمك، فعليك الرسول أزغمو لي بي تِحِت بالإيميل "ديالي" (سبق شرحها في مداخلتي الثالثة في هذا البوست)، أو بالأحرى نَصِي الثالث في بوست النور (ياجماعة الخير مالكُن علَي تجرجروني إلى علم مصطلحٍ جديد في أرزل العمر ـ61 سنة). وبهذا فلا يبقى من أمر عملقتي هذه، التي تزعمون، من شيءٍ واقعيٌّ سوى كونها من لطفك. أما موضوع شرح علاقة الصداقة مع طلابي فهو إنهم كانوا أصدقائي بالفعل. ويسعدني أن كل واحدٍ منهم كان يعتقد إنني قريبٌ منه بصفةٍ خاصة. فقد كان الأمر بالفعل على هذا النحو، من جانبي، ولِمَ لا أقول من جانبهم أيضاً. وهذه الغلوتية لا يمكن شرحها ولا تحتاج لشرحٍ في دار أهل المحبة الواحدة. ولتعذرني في موضوع الإسم (زولك ياقرجة بقى حبوب أب مخاً روب).

بولا

Post: #170
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-21-2004, 00:14 AM
Parent: #1

عزيزيَّ طه وإلهام
(وقد أخذتها على محمل المنادى المضاف الذي حذفت ياء النداء فيه لضرورة "الشعر"، أو هكذا أتوهم أو أتعسف أو أعتسف أو، أو ... وعلى أية حالٍ فهناك أمر في نفسي في هذه اللحظة يزجرني عن كتابتها وفق أي مذهبٍ آخر من مذاهب أهل النحو وهي كثيرة.
شكري الشديد لكما. وعلى وجه الخصوص على بعثكما لتلك الذكري المهيبة. أذكرها كأنها وقعت بالأمس. كما أذكر كيف فوجئت بحجم محمد عبد الخالق الذي كنت أتصوره ود ريفاً جِهامة. فإذا هو دقيقٌ نحيلٌ الهيئة، مثل هاشم صالح، ومثله أيضاً لسانه فلقة. محمد آفة "ذهنه مثل مديةٍ حادة" كما يقول الطيب صالح. بل ربما هو أقرب إلى القاطعة الكمبيوترية، يقطع ليعيد الترتيب والتنظيم مثل نحلةٍ مهندسة، إعادة الترتيب غريزةٌ فيها واجتهاد معاً. وفكرة القطع وإعادة التركيب والترتيب لسديم العالم المعرفي، التي يقوم بها الذهن المعرفي الفلسفي والإبداعي والعلمي، من بنات أفكار صديقي، وصديق ونصير بؤساء العالم وأشقيائه من أمثالي وأمثالكم، في مضمار مشروع التحرر الإنساني الكبير، هو عالم النفس، والطبيب النفسي، والفيلسوف الهَرَم العماد والعُمدة، والإنسان الكريم المفضال، فيليكس غاتاري، (توفي في بداية التسعينيات). وهو، عندي، لا فوكو ولا غيره، هَرَم المعرفة الناقدة العتيد في الفكر الفرنسي المعاصر. ومحمد عبد الخالق آفة، خطابه نافذٌ وواضحٌ وساطعٌ كاشف. تحياتي له إن هاتًفتموه أوهاتَفَكم. وأتمنى أن تنقلا، إلهام وأنت، هذا الحديث لمحمد، فأنا أسعى في أثره منذ ذلك اللقاء ولا أجد منه أية علامةٍ دالةٍ مرشدة.
ولعلكما أن تعذراني إن خرمت لأقول لحنين (رداً مؤقتا على جزئيةٍ من ترحيبه بي، ولي معه وقفة طويلة لاحقاً): "أها هاك ده واحد من بربر" أفضل مني بمسافة. فإن أنت فاخرتَ بي فماذا ستفعل به؟ مصيبة معلقة بالسبيبة محمد عبد الخالق. وأدعو حنيناً لأن نسعى معاً لكي نجعل من بربر بقعةً إنسانية لا ملكية حكرٍ نباهي بها العالمين، وأعلم إن هذا ليس منهج حنين. وعندي سؤال ليك يحصحص لي، ياحنين، ما ني قادر أصبر عليه إلى حين ردي على ترحيبك، وهو هل أنت من ناس حِنين ود كًلًمون الواحد دا ولا حنيناً آخر؟.
أما أنتما ياعزيزيَّ إلهام وطه، فأتمنى أن يتيح لي الزمان الشحيح مزيداً من التعرف عليكما، لقضاء وقت ممتعٍ مضيءٍ باستنارتكما، وإبداعاتكما التي شدََما أمتعتني في ذلك اللقاء المثمر الخلاق.

Post: #171
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-21-2004, 00:57 AM
Parent: #1

مرحباً بالأستاذة بت قوته، يمنى،
شقائي وحده هو الذي سيجعل ردي على ترحيبك وما سيليه من ردودي على ترحيب أعضاء المنبر الكرام الذين شرفوني بتوقعاتهم العالية، وألبسوني ثوباً من صفاتٍ جليلة أسبقوها علىَّ ونسبوا إلىَّ دوراً لا أملك حيلاً يقدِّرني على شيلو. وعلى كل حال أنا أعتبر هذا الثوب "توب عارِيَّة"، وكان اتعوَّجت معاكم فانشرط أو اتبقٌّع، فليس بيدي بل بيد عمرو، هذه المرة، الذي ألبسني توباً مو قدري، وشعراً ما عندي ليه راس. وبمناسبة إضفاء أو إهداء التوب الذي يكون أكبر من مقاس المُهدى إليه، دعيني أحكيلك كلمةً ظريفة، نافذة، قالها شيخ العارفين الأفارقة، شيخ الرجال والنساء الحفّاظ، البواسل الذين عندما يموت أحدهم "تحترق مكتبةٌ بأكملها"، على حد تعبير، شيخ أحمدو أمباتي با. وكان قد قال هذا الكلمة في مناسبة علمية ثقافية تتصل بجمع التراث الشفاهي الإفريقي. فشوفي، وخلي البورداب يشوفوا، هذه العينة من مواقف الكتَّاب المبدعين والمبدعات الأماجد من المشافهة. التي لا يكف الكثير من "مثقفينا" (من متعلمينا التكنوقراط الأفندية في الواقع وهؤلاء لا مثقفين ولا الله قال. ولا قال مفهوم المثقف "الحقيقي"، الذي سأناقشه لا حقاً في هذا البوست). قال شيخ أحمدو أمباتي با، (شوفي الإسم دا مقعَّد كيفن و"با" دي فيها نبرة قوية صاعدة في الألف وقد ورثناها نحن من لغات "العنصر" الزنجي في تكوين الكثير من لهجاتنا العربية السودانية بوضعنا النبر الصاعد في نهاية الكلمة أو الجملة)، وسامحيني على هذه التخريمات اللعينة، فأنا مسكون منذ سنوات بمشروع كتابةٍ أدبية، لا أعرف ماذا أسميه، وأظنه من جنس الرواية، كله تخريم وخروج "غير منتظم" من سياق إلى آخر (وهو في الواقع منتظم بطريقته الخاصة في سياقٍ لا أريد، ولا أستطيع أن أسيطر عليه، كما لا أريد أن أسميه على أي جنسٍ من الأجناس الأدبية بصورةٍ قاطعة). قال شيخ أمباتي با، عن اشتراكية الزعيم المالي، موديبو كيتا، طابت ذكراه، الذي كان في تقديري من أصدق دعاة الاشتراكية الإفريقية ضميراً وعزماً وسيرةً، وأطهرهم ثوباً، "الإشتراكية التي دعانا إليها موديبو، حُلةٌ جميلةٌ جداً، إلا أنها للأسف لم تكن مفصلة على مقاسنا". وهذا في معنى أن "الترزي السياسي" حين اعتزم تفصيلها لنا لم يستشرنا. وأنا لا أعني هنا صواب، النقد الذي كان يوجهه أعداء الإشتراكية في إفريقيا (وليس منهم أمباتي با) والعالم العربي، بادعائهم بأن النماذج التي كان يتبناها، رموز الإشتراكية الإفريقية الأشاوس (أعني المخلصين. من دون أن يكونوا على صوابٍ هم أيضاً، بالضرورة)، كانت "مستوردة". ولا ينبع نقدي لهذه النماذج من كونها، تحمل أولا تحمل ملامح التراث الإفريقي الكوميوني، بل لأنها لم تقم على اقتناع الشعب أو إقناعه. ولذا فقد وصفها شيخ أحمدو أمباتي با، مصيباً، بأنها تشبه "جبةً زاهيةً لكنها ليست مفصلةً على مقاسنا". وهكذا، كما ترين، فإنني لم أفِ بوعدي بالإختصار. الذي سيصبح من هنا ولا حقاً أمراً لا فرار منه مع وقتي اللعين. مرحب بت قوته وإلى مداخلةٍ أخرى.
بولا

Post: #172
Title: رحبوا معى
Author: mohmmed said ahmed
Date: 04-21-2004, 05:23 AM
Parent: #1

الدكتور النور
اعجبتنى حكاية الكسرة بتاعت ناس الثقيل امين حسن عمر لكن فيها فكاهة ممتزجة بالمرارة يعنى ممكن نقول تراجيكوميدى
قادتنى الفكرة لكسرات اخطر
خد عندك الانظمة العربية المتخلفة والدكتاتورية بتجهز لينا بكسرات حريفة بديل اسوا منها يعنى بعد عمر طويل بديلم يكون قوى دينية رجعية يتم مغازلتها ومساعدتها فى السيطرة على الاقتصاد والاعلام لاحظ تجربة السادات فى دعم الجماعات الاسلامية وسط الطلاب وفى دعم سىء الذكر نميرى للبنوك الاسلامية وامثلة فى اماكن مختلفة

حاشية
الكسرات المشهورة يعقبها شى مفرح مثل كسرةغنا الحقيبة تقود للحن خفيف سريع وكسرة حسن عطية ابوعلى تتوج بهدف لكن كسرات الزمن دا تمحن

Post: #173
Title: Re: رحبوا معى
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-21-2004, 07:57 AM
Parent: #172

عشة بنت فاطمة
شكرا على الإطراء على البوست.
هذا من لطفك، وفضلك. ودمت أيتها العزيزة.

عثمان تراث
كيف حالك والجندرية، والعيال، وكل من حولكم؟
فاتني أن أشرك على ترحيبك ببولا. وأعتذر عن تأخيري في تقديم واجب الشكر المستحق.

بشرى الفاضل
لم أجد في نفسي ما أعلق به بعد أن فرغت من قراءة مداخلتك، سوى عبارة، (كلام تمام!!).
شكرا على المداخلة الممتلئة بالحكمة.يقول شيخنا "باركر بالمر"، وهو كاتب، ومعلم متفرغ يجول على الجامعات، الأمريكة، ويحاضر ويكتب بانتظام، في نقد نظام التعليم الأمريكي، وهو رجل جدوله ممتليء، ومحجوز من قبل الجامعات، على مدار العام. وهو بالمناسبة (لا أدري أي مناسبة)، من طائفة الكويكرز. غير أنه لا ينفك يؤكد على فصل الدين والدولة. يقول هذا الرجل في واحدة من عباراته، في نقد نظام التعليم الأمريكي.:
The Americsan educational system dispenses facts at the expense of wisdom.
وما من شك أن المعلومة، في أي حقل كانت، لا نفع منها، أن لم تقد إلى الحكمة.

شكرا مستدام
وشكرا سعد الدين جبريل
على رفع البوست

شكرا منعمشوف، وأرجو أن يساعدك الكمبيوتر، فلا يحرن لك حين تحتاجه.
ودخولك يضيء البوست، في أي زمان كان، ولا يعني البكور، أو عدمه شيئا.

شكرا محمد سيد أحمد
نعم هذا زمن الفكاهة السوداء، على شاكلة "شر البلية ما يضحك".

Post: #174
Title: Re: رحبوا معى
Author: Bushra Elfadil
Date: 04-21-2004, 09:47 AM
Parent: #173

عزيزي النور عبر بولا ونجاة أعرائي حضور هذا البوست الوسيم عبر المودة
مما لا شك فيه أن السودانيين ازدادوا نضجاً رغم ما يبدو من عنف وقد ساهمت الطامة الكبرى التي حلت بالبلد في انضاجهم من حيث لم تحتسب فالذين ظلوا بالداخل من القابضين على الجمر صاروا براجماتيك يصلون للهدف السياسي المباشردون مواربة في حربهم على النظام حتى حشروه الآن في ركن قصي والذين شتتتهم (هل هي ثلاث تاءات) الدياسبورا تعلموا حكمة الشعوب وسيعودون حتماً بثمار العالم لبناء الوطن . أحلم بأن يتم البناء بأجندة قليلة منتهية فاينايت . وضمن هذه الاجندة يجب افساح المجال لما يسمى بال Think Tank .فشيوخ الحكمة ممن روى عنهم بولا كثر ويمكن تقديم نوع من البيئة الصالحة لهم كي يجودوا بهذه الحكمة.إعاشة اهلهم وقطع الهرجلة عنهم ومدهم بمساكن مريحة وسيارات وسكرتيرين سخصيين ..المكتبة الفسيحة الواصلة لهمهمات عقول الإنسانية كلها الضاربة في تراثها كله التكنولوجيا التي توصل المعلومة بلمسة السكرتارية العارفة المتعاطفة التي تحول ثمار العقول إلى واقع مكتوب ومرضي عنه من قبل مبدعه من حيث التنفيذ. خذ عندك أشعار نجلاء التوم ومقالاتها الفكرية وأشعار ليلى بنت الدامر وميرفيت ورتل المبدعين الجددالمدهشين من الشباب الم يدهشك تقدم المرأة السودانية الجيدة الشاعرة والمفكرة؟ فضلا عن إبداعات وعطاء الكهول والشيوخ والراحلين الأفذاذ . هل يرضيك تبعثر انتاج خليل فرح والتجاني ومحمد محمد على والمجذوب بل هل يرضيك تنفيذ ما انتجه السودانيون من كتب منذ بدأت صناعة الكتاب في السودان بل هل هناك صناعة كتاب أصلاً في السودان؟أحلم بمؤسسات جديدة دقيقة ومنصفة.والكتابات كمثال فقط مما ذكرت هل هو بعيد تحويلها بمؤسسة كتلك التي أحلم بها وبثلاث لغات إلى عمل رصين. قلت فاينايت أدفع الملايين لخمسمائةمتفرغ .أمنحهم اعلى رواتب في الدولة .ولن يبخلوا عليك كل في تخصصه بكيفية بناء الوطن كله بتسريع فالوطن يحتاج لمدارس مجودة مما جميعه إنشاء ونوعا للمدارس وأستاذا وكتابا مدرسيا ومنهجا وتربية ومواصلات وداخليات ومدرسة لليوم الممتد وأنشطةوفي اسبوع واحد يمكن للمجموعة المختصة بالتربية والتعليم من القسم المذكور من قدامى تربويي بخت الرضا وحكماء السودان والمطلعين على خبرات الشعوب والمفكرين والعارفين أن يصوغوا مرشداً يجعل تنفيذ مؤسسات التعليم واعادة بنائها الأعلى في العالم. اندهش بعض متعلمي اكسفورد الذين جاءوا embeded ضمن رتل المستعمر من أن السودانيين يفهمون النكتة تماماً بمستوى فهم البريطانيين لها. بلى نحن مثلهم تماماً في كل شىء واكثر لكن ساساتنا خلال عقود سطا عليها من تعلمون. ما اريد ان اؤكده هنا هو أنه يمكنك ان تذفع للآلاف بسخاء من أجل تسريع البناء المجود والدقيق في أن ولو انحبست فكرة صحيحةلعقود في راس مفكر واحد بقامة كبار عارفينا الذين ولوا فما الذي يمنع من تحقيقها بواسطة احد تلاميذه. اناوكثيرون من معارفي واقفون على تجربة الاتحاد السوفيتي في جوانبها السلبية ولدينا حكايات تشيب لها الظلمة السوداء . لكننا واقفون على الكثير من الجوانب المضيئة فيهاأيضاً وأنت يانور وكل المهتمين الافذاذمن السودانيين في امريكاوفرنسا وانجلترا وقفون بعيون سودانيةقديمة جديدةعلى تراث الغرب والشرق وأنا واثق من ان هذه الغيون إن اعطيت سلطة تنفيذية فستقوم ببناء الوطن بحقانية وتجويد ورصانة مع التسريع. مالذي يحتاجه الوطن في عقدين اثنين : مدارس ومستشفيات وتجميع قرى وبناء وحدات سكنية ومياه صحية وكهرباء وتجميع حكمة شعوبه وانصاف مظلوميه وسجن جلاديه . وعمل وزارة الثقافة بالمثال الذي أوردته أي ان تقوم المجاميع السودانية الختلفة بالعمل بما أسميه التناغم synergy أي البناء في آن دون إبطاء والشىء الوحيد المقدم في هذا البرنامج هو عمل وحدات درء الكوارث اي تلك الوحدات التي تبني صوامع الغلال كي لا يكون هناك جوع في ستة اشهر وتبني ارصفة الانهر كي لا يكون هناك غرق في ستة أشهر وتنهي الملاريا من خارطة الأمراض السوداينة ورصيفاتها مرض النوم وغيره في ستة اشهر . التسريع هو حلمي الممكن ودور المثقفين الجديد يجب ان يكون فاعلاً لا ناقدافحسب عن طريق ما اسميه بالكتلة وقد ناقشت ذلك في بوست الاخ الخاتم عدلان. وللياس كانيتي الكاتب الحائز على جائزة نوبل كتاب بديع عن الكتلة هو Crowd And Power تخدته منطلقاً لفكرتي عن الكتلة التي ستغير تاريخ بلدنا في حلمي أيضاً وهي كتلة ضغط لاجبار الأحزاب السودانية الغالبة في واقع حالنا على تنفيذ برنامج المثقفين المؤمنين حقاً بالديمقراطية.وسأكتب بتفصيل اكثر. ولبولا الشكر على الامتاع.

Post: #175
Title: Re: رحبوا معى
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-21-2004, 08:11 PM
Parent: #174

اواصل قراءة هذا البوست وبشغف ، ابحث عنه حتى الصفحة التانية ، اتخيل اني افرد لكل مقال فيه ،بوست بذاته ، ما يكتبه بولا يجعلك تغوص في عمق الاشياء ياخذك من الماضي الى المستقبل في امتاع وقبض على الجمر في ان ، مصرع الانسان الممتاز والذي وللاسف لم اطلع عليه ولكن اطمح ان امتلكه ولو من خلال المنبر ، علاقات حقيقية في سرد قيم لنقد الذات الذي يمارسه استاذ الكل ، كلنا صار يطمح لو التقى الاستاذ الانسان عبد الله بولا قطعا لتغير تاريخ الكثيرين منا والى الاحسن ويقفز الى الذهن الدور التربوي المهم والدعم الروحي والنفسي الذي يجده الطالب اذا كان المعلم في اخلاص وانسانية وثقافة بولا ... ولن اضع نقطة ولتكن دعوة لتثمين هذا البوست الفلتة .
بشرى الفاضل جميل ان تبعث فينا الحلم ، وهكذا انت دائما تشحذ الخيال وتجمل الواقع ، ما زلت اذكر نظريتك او ظاهرة التلبك اتذكرها ،والصبي الذي تدحرج من اعلى القيف على موس حادة ، ايام كانت ، ما عارفه كانت شنو بس جميلة ،
وفعلا ما ذا يريد الوطن اكثر مما ذكرت ؟

Quote: مدارس ومستشفيات وتجميع قرى وبناء وحدات سكنية ومياه صحية وكهرباء وتجميع حكمة شعوبه وانصاف مظلوميه وسجن جلاديه . وعمل وزارة الثقافة بالمثال الذي أوردته أي ان تقوم المجاميع السودانية
الختلفة
تعرف حديثك عن الحلم والثقافة ذكرني ذاك المجتال الذي سرقنا يوما من خلال الحلم ، حلم الفنانين فادعى انه يبيع لهم ارضا مخططة من اجل الكتاب والمثقفين والمسرحيين فتسارعنا لهذه الفكرة ولهذه الجمهورية الخيالية التى فاقت مدينة افلاطون ومن ضمن المحفزات كنت انت يا بشرى مما جعلنا ننشط للموضوع ، ام الخير كمبال ومريم محمد الطيب وتماضر ويحي فضل الله ومعظم ناس كلية الفنون وهاشم بولا كلنا جرينا وراء هذا الحلم قرية من الفنانين والمبدعين ومسرح في الوسط ، ومكتبة ، يا له من حلم جميل وكلنا طبعا دفعنا كم ما بتذكر واعطانا ايصالات والمفارقة ان الحرامي سرق محفظتى وفيها اول راتب قبضتو من الثقافة ولكم حزنت لان وصل الارض خاصتي كان في المحفظة ، وطبعا في ناس عملو لا فتات ،-في سوبا طبعا - تعرف لمن عرفت انو المسالة كانت كلها احتيال اضحكنى هذا المحتال الذي كشف احلامنا حتى ولو سرقها ، ويا ريت تضيف هذه القرية الثقافية لمشروعك .
وهل نطمح في ان تفرد بوست تحدثنا فيه عن هذه الكتلة .

Post: #176
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: ahmed haneen
Date: 04-21-2004, 09:17 PM
Parent: #1

استاذي بولا
مازلت اقول انك فخر مدينتي التي اصابها ما اصاب الوطن من دمار
ولك جزيل الشكر لذكرك حبوبتي زينب بت كلمون فهي كانت مرجعا
في الحكاوي وله طريقة سرد عجيبة
الأخ بولا ،، اتذكرك وانا صغيرا قبل دخول الأبتدائي واتذكر اخوك
علي كان قدامي في الجنوبية
ردا علي تساؤلك انا ياني ود ناس حنين وكلمون وعمي علي جعفر
صاحب ابو حديد بتاع السينما،، هذة محاولات مني لجرجرتك في الحكي
عن شخصيات بربر وزملاء دراستك هناك ،، هاشم حماد كلمون ،، وهاشم خضر
وعلي بابكر،، وحسن نوراي وبقية ذلك العقد الفريد
واسمحي لي اخي بولا ان تزهو قليلا بك وبمدينتي التي انجبت امثالك
ففي هذا الزمن الردئ يقل مثل هكذا اشخاص ،، ولك محبتي

Post: #177
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-21-2004, 10:17 PM
Parent: #1

شكرا ود قاسم،
على هذه التَذكرة الرشيدة، والذكرى تنفع العصاة أيضاً. بل ينبغي أن تنفع العصاة في المقام الأول. وأعني بالعصاة هنا "الثوريين"، اللذين رفعني صديقي الصدوق الأستاذ خلف الله عبود إلى مراقيهم الصعبة، فليتني أكون عند حسن ظنه. لاسيما ونحن في زمانٍ كسدت فيه قيمة "الثوريين" أو "أُكسِدت"، إن جاز هذا الصرف، وأصبحت كأنها من العيوب التي ينبغي على المرء أن يتبرأ منها، في سياق سطوة الإيديولوجية الليبرالية الجديدة عبر آلتها الإعلامية الفاتكة، وسطوة عدتها وعتادها من مفاهيم الغش الإيديولوجي المتقن، ولغته المزركشة الأخاذة "السرَّاية" التي "غلَّبت الداواي" على حد تعبير الحردلو، فجعلت دعاة التغيير يستحون من إعلان قيمٍ وصفاتٍ كانوا يباهون بها العالمين. والحق إننا لا نستطيع أن نعفي أنفسنا، نحن دعاة التغيير الاشتراكي، (وأنا ياجماعة الخير اشتراكي علناً كان الناس دي كلها خلت الاشتراكية ما بخليها)، من مسئوليتنا في ما حاق بهذه القيم والصفات، من إضرارٍ وابتذالٍ وقبح، لأن نفراً من "أقطاب" التيار الغالب في أوساطنا، كان على درجة من الخيلاء، ومن غرور النفس الأمارة بالسوء والتقصير في زجرها، بل الامتناع عن زجرها، استحالت معه معاني هذا القيم والصفات إلى موضوعات للفخر والتباهي، لا للمحبة والتآخي والتعاطف مع الآخرين الذين قد نظن أنهم لم يفلوا في اللحاق بقطار "الثورة"، وعن توقير إنسانية آخرين ألقت بهم صروف دروب الرؤيا ودروب الخيار الوعرة المشتَكلِة، في بطن الغول فأصبحوا عنصراً في خلاياه، وعصارات هضمه السامة من غير وعيٍ صميمٍ منهم. (ولست أعمم فلم تعدم ساحتنا ولا تزال لا تعدم قادةً ومفكرين شواهق، من مختلف مواقع دعاوى التغيير الاجتماعي اليسارية لا أريد أن اسميهم هنا خشية العصبية، ودعوني أكني عنهم بالشهيد الرحل على الماحي السخي، السخي بكل ما تحمله كلمة السخاء من معانٍ. ولأنني على "يقين من أنه ليس ممن يكن أن يختلف حول ذلك اثنان منا حول سخائه). هذا وأنا استثني هنا من التعاطف، والتسامح صناع إيديولوجية الغول، ومنفذي برامجها، وحماتها، و"حلفائهم المأجورين والمتطوعين"، على حد تعبير جورج لوكاس، الشهير، الذي هو مع ذلك تعبيرٌ غير موفق في السياق الذي قاله به فيه، فقد صدرت عنه هذه العبارة في حق مفكرٍ هَرَمٍ ومثقفٍ مناضلٍ باسل هو جان ـ بول سارتر (الذي وصفه لوكاتس بأنه من خدام البرجوازية المتطوعين، بينما كان ساتر يقود المظاهرات ليلاً ونهاراً ضد كل صنوف العدوان الإمبريالية الأمريكية والأوروبية. وهذه عينةٌ من صلف "الثوريين" في ذلك الزمان، الذي كان الكثيرون منا فيه على قناعةٍ تامةٍ من انتصار "الثورة الإشتراكية النهــــــائي"). ولست أعني أن خدام الليبرالية الجديدة المأجورين والمتطوعين لا وجود لهم في الواقع، بل لهم من وجودٍ مكين، ومكينٍ جداً في أوساط من يسميهم غيري "مثقفي اليمين الليبرالي الجديد"، وأسميهم أنا "تكنوقراط" صناعة الإيديولجية، أو الإيديولوجيات، لدى الدقة، الليبرالية الجديدة. ومنهم تكنوقراط متخصصين في الفلسفة وعلى درجة عظيمة من فن صناعة المفاهيم "الملولوه". ومنهم تكنوقراط متخصصين في الفلسفة وعلى تمكُّنٍ عظيم من فن صناعة، المفاهيم "الملولوه". على رأسهم في فرنسا، برنار هنري ليفي، وألان فينكيلكرو، وأندريه غلوكسمان. وعمدتهم في أمريكا، كما أسلفت، فرانسيس فوكوياما. (لا أعني أنه عمدة هؤلاء الفرنسيين الثلاثة الأشداء. فهم أقوى وأمكر وأمهر منه بكثير. بل هو عمدة الإيديولوجية الألترا ليبرالية في صيغتها الأمريكية). وهو عمدة بما كونه ليس بحاجةٍ إلى لولواتٍ كثيرة، من مثل تلك التي يضطر إليها إيديولوجيو الليبرالية الجديدة في البلدان ذات التراث الإنسانوي الإشتراكي التليد مثل فرنسا).
وأواصل بعد قليل

Post: #178
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-22-2004, 00:09 AM
Parent: #1



فهل لتخريماتي التي ارتكبتها هنا، ياود قاسم، صلةٌ مرئية ب"خيط أبادماك"، الذي تحدث النور باستفاضةٍ سلِسَةٍ عن صلته بتجربة طلائع الهدهد، وذكرتنا أنت في خصوصه، بنفرٍ من شوامخ تجربة حنتوب، منهم الراحل المقيم، محمد بشير المر، ومنهم أيضا تلك الكوكبة المضيئة من الأساتذة الملهِمين الأفاضل، محمد عبد العال مراد، والسر مكي أبوزيد، وعبد العظيم خلف الله. وأضيف أنا هنا إليهم عمر رفاي وعمر مودي، في نفس السياق الذي تفضلت أنت بالإشارة إليه. ذلك أنهم كسروا الحواجز "التقليدية" (ما ها تقليدية ياخوانا بل أفندوية)، بين المعلم والتلميذ. وفي نيتي الكتابة عن كل واحد واحدٍ من هؤلاء المعلمين العظام. أما في موضوع سبق المرحوم محمد البشير المر لي في كسر حاجز العلاقة بين الأستاذ والطالب، فإنني أقرُّكَ عليه، في المعنى النوعي لا التاريخي، فكل الأساتذة الأفاضل الذين ذكرتهم تخرجوا قبله، (بمن فيهم شخصي)، وجاءوا إلى حنتوب قبله، ووضعوا اللبنات الأساسية قبلي وقبله. إلا أن المر كان نسيجَ وحده في البساطة، والتبسُّط، والإنبساط والتلقائية والقدرة الفائقة على صناعة الفرح، وعلى التضامن في أعلى قممه. فيا لفداحة رحيله المبكر. ولعله يجمُل بي أن أضيف أن مجيء المر إلى كلية الفنون كان أيضاً من العلامات الفاصلة في تلك المؤسسة، التي كانت على شحٍ كبيرٍ في طاقة الفرح والطلاقة. فهبط عليها المر ليعلمها كيف تكون طاقة الفرح نبيلةً ومنتجةً، على حد تعبير إيريك فروم. وعلى حد عبارة حوض العاشم وهي تزجر أبي عن "تشدده" الديني أحياناً ، (رغم سماحته البهيَّة الواسعة)، في تحجيم طلاقة طقوس الفرح المصاحبة لمناسبات الزواج وخلافها من المناسبات السعيدة، قالت له "أوعى بالك يا ولد الفرح كلُّو مو زَبْلعَه". (وقد ظل بنظرها ولداً حتى تُوفي فب عام 1963 عن ثلاثٍ ةستين عاماً). ولم يكن فرح المر "زبلعةً" بأي حال، بل كان طاقةً خلاقةً محرِّرة. (هذا مع يقيني من أن الزبلعة المحضة ذاتها، تكون أحياناً طاقةً خلاقةً مُحرِّرة).
وشكراً لك على تَذكِرَتي بهذا النفر العزيز من طلابي الحنتوبيين، على الرغم من أنني لستُ ناسياً، وإنما قطعت علي حبل الحديث، مداخلاتٌ، قد تكونُ أجلَّ شأناً من ذكرياتي، لا من وقائع قفزة حنتوب الثقافية في ذلك الزمان الجميل، ولا من سِيَر هذا النفر الحنتوبي الكريم، بالأحرى. واسمح لي بأن أقول لك أيضاً " قتلتني" بمعنىً قريب من المعنى الذي قلتُها فيه للنور، ويزيد على هذا المعنى إنك، تدفعني، محقَّاً، إلى التراجع عن وعدي، بالاختصار وتجشُّم حصار الوقت الذي بلغ درجةً بعيدةً جداً عن الواقع والمعقول، ومع ذلك فلا مفر لي. ففضلاً عن تشريفك لي بأنك كنتَ "أحد تلاميذي"، وهذا تواضعٌ كبيرٌ منك، فقد وضعتني وجهاً لوجه أمام أعمق جراح ذكريات حنتوب غوراً في قلبي، وبعبارة أدق أعمق الجراح التي ترتبت على المبادئ التربوية والإنسانية الجليلة التي قامت عليها نهضة حنتوب الثقافية تلك، وعلى "منهجي" فيها في التعامل مع طلابي، وعلى وجه الخصوص بعض من ذكرتَ منهما. وقد أذهلني وزلزلني وأثلج من صدري، في ذات الوقت، ذكرك لهذه الكوكبة الفريدة من جواهر ذلك العقد النضيد. دفع الله حامد، وعبد العظيم جمال الدين، وصديق الماحي، (الحلاج سيد اللِّسم، قبل صديقنا العزيز، ود الأُبيض، حلاج معهد الموسيقى والمسرح)، ومحمد علي إبراهيم (نوح)، ومضوي الطيب بانقا، وبابكر بلَّه. والفاضل المبارك، وأحمد إدريس خليفة وعوض محمود. هلا هلا، (وشدِّد اللام عشان كلمتى البربراوية ما تبقى خليجية) أمانة ماك ضو. أما بشرى الفاضل وود يوسف وهاشم وأحمد البشير الماحي (الذي فجعني خبر موته وهد حيلي المهدود أصلاً)، فقد سلف ذكرهم، (قبل مداخلتك العزيزة بدقائق)، وأما بخصوص الآخرين فقد أصبتَ، وإن لم أكن ناسياً كما أسلفت. ولكنه يحلو لي هنا أن أذكرك أيضاً بمحمد أحمد المباك (الشهير "بود المبارك") وهو "جوهرٌ فردي" سأعود للحديث عنه في سياق آخر، سياق المنسيين، البواسل أيضاً. وقد كانت مساهمته أكبر بما لا يقاس من أخيه الفاضل. ود المبارك عبقري الرياضيات، المنهدس الفذ، والشاعر والناقد والمفكر الخصب الخيال، كان في السادسة عشر من عمره أيضاً عندما كان يلاوينا، السر مكي وشخصي ومجموعتنا من عُصاة طلائع الهدهد، في مفاهيم ومذاهب الفلسفة و"علم الجمال", (وأنا أسميه "فلسفة الفن"، حتى فبل أن يستقر الرأي على هذه التسمية مؤخراً في فرنسا). وأعني ب"عصاة طلائع الهدهد"، عصاة العُصاة في ذلك تجمع العصاة ذاك نفسه. (ولكل عُصاةٍ عُصاة أشد منهم مثل حالي مع ابنتي نوار التي تعتبرني رجعياً محتملاً. الاتتنين الباقيات برضهن زيها في دي).
قلتَ "المرحوم" دفع الله حامد؟ آه لهذا الجرح المغوِّر. فمن أين لي بكلمةٍ تحيط بعمق فجيعتي فيه ومحبتي له؟ ربما إلا كلمة ابن الرومي الشهيرة في فجيعته بموت ابنه الأوسط، وقد كان اسمه محمداً : "توخي حمام الموت أوسط صبيتي ــ فلله كيف اختار واسطة العقد". على خلاف أنهم لم يكونوا "صبيتي" بل معلميَّ إن أردت قولة حقٍ صميمة. جئتهم فقيراً من كل شيء مستوحشاً معزولاً ومعتزلاً فأعادوني إلى السوية، إلى الحياة والاجتماع؛ ومتوحداً فغزَّروني، وكان أكثرهم فضلاً على في ذلك بالإضافة إلى النور، أو بعبارةٍ أدق مع النور في وحدةٍ لا تنفصم، دفع الله حامد والسر مكي (الطالب، لا الأستاذ الكريم)، ثم الحلاج وحسن فحل. كان دفع الله حامد قديساً حقيقياً. رشحتُه أنا، ليلعب دور السجين الأول في مسرحية مأساة الحلاج، الذي كان إخراجها وأداء ممثليها في حنتوب، من أرفع صور الإخراج والأداء المسرحي، التي شهدتها في السودان وغيره من "صبيةٍ" في مثل هذه السن الباكرة، وهذا هو المقام الوحيد الذي أسمح فيه لنفسي بتسميتهم صبيةً، كنايةً عن مواهبهم الفذة ووعيهم الإبداعي والوجودي المبكر، وتمجيداً لمبادرتهم السامقة! فأفرغ دفع الله في أداء هذا الدور "مرارة أيامه القاسية" (كما قال حلاج عبد الصبور في مقطعٍ مؤثرٍ بهي من حديثه في المحكمة) وبعبارةٍ أقل شاعرية، أفرغ فيه شحنة مواجِدهِ وأشواقه، وأحزانه وغضبه واستيحاشه من بؤس العالم القائم بالفعل، وبؤس الإنسان وشقائه فيه. وهي مواجدَ كنت أدرك أنها تمور في صدره وذهنه ووجدانه، منذ نشأته في قرى الجزيرة المكلومة الكظيمة. وقد كان صديق الماحي سليمان ، الذي لعب دور الحلاج، يطوي في قلبه نفس المرارات والغباين، التي وقفت على أسبابها وقفةً شاملةً مؤكدة، عندما زرته، وأسرته، في قريتهم "التّكَلَه جْبَارَة". مما جعلني أقترح على السر مكي، مخرج المسرحية الرئيسي، الذي كنا محمد عبد العال مراد، وعبد العظيم خلف الله، وعمر رفاي وشخصي، مساعدين له، بأن يسند الدور الرئيسي له ودور الشبلي لصَديقِهِ ورفيقه الحميم حسن فحل. وكان صدِّيق وحسن قد اشتهرا في حنتوب، بالإقامة الطويلة، بعد انتهاء الدروس، في حي التَكَلة الآخر (الحنتوبي)، الذي يقع على مسافةٍ من المدرسة ومن قرية حنتوب، التي يسكنها "الناس أولاد الناس". بعبارة أخرى كان حي التكلة الحنتوبي، حي أهل الشربة، وحي المنفيين والمبعدين، وأصحاب المواجع مما جميعو، الذين دفع بهم بؤس الحال، بؤس الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الواقع، (وربما مذاهب الفرح والطلاقة) إلى احتراف صناعة الشربة. وأرجو أن يعذرني صدِّيق على كشف الحال هذا، فقد كان حالاً مسبباً ومبرراً، في ميعة الصبا وغرارة الشباب تلك، تحت كَلكل ذلك الشقاء المتطاول، (وليس لي من اعتراضٍ متعسفٍ عليه في أي سنٍ يقع في حدود الحرية الشخصية المسئولة). اندهش السر مكي فيما أذكر في بداية الأمر من اقتراحي. ثم استطاب فكرتي. ثم امتدحها وأجازها. ثم : في آخر عرض حضرته للمسرحية (التي عرضناها في مسارحَ عدة)، وكان بمسرح الجزيرة المرموق، آنذاك، بمدينة ود مدني، حملنا الصِدِّيق مغمىً عليه من خشبة المسرح مع نهاية العرض!
صديق الماحي الحلاج هو الذي أخبرني بوفاة "ود حامد"، (دفع الله)، حسيراً، محصوراً، مخفوراً في سجن مدني، على أثر موجة من كآبةٍ كانت تغشاه في منتصف السبعينيات، وتطورت في بداية الثمانينيات، وفي فترة شريعة نميري بالذات، إلى أزمة وجودٍ شاملة. وكنا قد عكفنا، هاشم شخصي، في منتصف السبعينيات، على زيارته بصورةٍ منتظمةٍ، في قريته الولي، وفي منزل أخيه الأوسط ببري. (وكان دفع الله صغير إخوانة وإخواته، والوحيد المشاتر، المشغول بقضايا العدالة الاجتماعية والتضامن الإنساني، ومعضلات الوجود الفلسفية، في أسرة من "برجوازية" (برجوازية قال!!)، قرى الجزيرة "ميسورة الحال" نسبياً. وفي عام 1976 أودع هاشم السجن لمدةٍ تقارب العامين، في إطار هجمةٍ أمنيةٍ على مجموعة العصاة المتفلسفين من أهل الغوايات الإبداعية المتعددة المجتمعة في الشخص الواحد، مما كان، وما يزال، مستنكراً في إيديولجية التكنوقراط التخصصية ذات البعد الواحد، الذين لم يكونوا يكفون عن سؤالنا "إنتوا شنوا بالضبط كدا؟". مع إن تعدد القدرات الإبداعية هو الأصل، لولا بؤس حال وضلال مفاهيم، وفقر خيال، مؤسسات تقسيم العمل (وأوعوا بالكم كمان : تقسيم الثروة)، الإمتيازية اللئيمة. وقضى هاشم في السجن قرابة العامين، ونجونا حسن موسى وأنا بفعل خلو وفاض مسئولي الأمن النميري، وأذكر منهم المرحوم معاوية حمو وآخر كان شهيراً في "الحوار" مع "المثقفين" في داخل الزنازين ومكاتب الأمن، لا يحضرني إسمه الآن... آه، "الرشيد"، لكن الرشيد مَن؟ لا أذكر. أقول "نجونا" حسن وأنا "بفضل" خلو وفاض هؤلاء من معرفةٍ حقيقيةٍ بالحقل الثقافي، وبأدوات الخطاب الثقافي الحداثي "ديالنا". فانتهى التحقيق ("وربما من قائلٍ "الحوار"! شِنْ عرّفنا في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الأمور وبارت بضاعة تمييز المصطلحات والمفاهيم بضاعةً آسفة)، معي شخصياً، بعد حبسٍ انفرادي في زنزانة بمكاتب الأمن طال مدة شهر، إلى أن اقتنع "المحاور"، المرحوم معاوية حمو، بأنني "وجودي" "أي لست شيوعياً أو يسارياً". والواقع إنه أصدر إلى أمراً بأنني "وجودي"، عندما انتهرني قائلاً، وقد ضجِرَ وضاق بعصيان لغة إجاباتي واستطراداتي، "على الفهم" (فَهَم منو ما تعرف!): "أنت وجودي". فلم أجب فقال "إذن فاذهب فأنت حر". فيا لبؤسها من "حرية"!! فقد كان معظم الأصدقاء والأحباب ورفاق "دروب الحرية" الوعرة في السجون من دون تهمٍ محددة. (ولم أكن بالفعل عضواً في الحزب الشيوعي في ذلك الوقت)، ولا أعرف أين موقعي منه الآن، بعد تجربةٍ أقول لأصدقائي وأحبابي من "الشيوعيين الحقيقيين" في الحزب، على حد تعبير صديقتي الباسقة الباسلة، الأستاذة سعاد إبراهيم احمد، إنها كانت مريرةً جداً، مع فرع الحزب بباريس، وبعد أن عاودني وابل الأفكار العنيدة "المزالْفة"، "المعتزلية الحداثية الإشكالية"، التي كانت، وما تزال، تغشى مكامن الدعة والإطمئنان في وعيي وفي خاطري، منذ أيام "سهومي" وحيرتي اللتين شهد عليهما النور على أيام حنتوب الباكرة، من أن أمر مشروع التحرر الإنساني الكبير الصعب الجبار، الذي نسميه (اصطلاحاً في اعتقادي) ب"الشيوعية"، أنما هو على قدرٍ من التعقيد والاستعصاء والبعد والوعورة، لا يقاس بالمفاهيم التبسيطية التي تبنيناها وتمنيناها، في ريعان شبابنا وفي ريعان شباب الحركات والمذاهب "الشيوعية" المختلفة من لينينية، وستالينية، وماوية، وجيفارية، وكاستروية، وساندنستية إلخ. أقول لم يبق من عقيدةٍ يقينية من كل ذلك، سوى احترامي الجليل لمن فيه من النساء والرجال الذين أفنوا زهرة شبابهم في مناهضة مؤسسات صناعة الفقر والتغريب في بلادنا، إلى جانب نفر جليلٍ آخر من قادة الحركة الديمقراطية السودانية يساراً، وقد لا أتردد طويلاً في أن أقول "وسطاً" ويميناً أحياناً، ولعلني أعني على وجه الخصوص "وسط" ويمين الليلة اللذان "تعلما"، أو تبنيا، مبادئ احترام الآخر المخالف بعد أن ناء عليهما الغول الإسلاموي بكلكلٍ ثقيل الوطء. ولو أنهم فعلوا هذا قبل ذلك، كما فعلت طلائع منهم من الرجال والنساء الميامين الأشداء أذكر منهم هنا الشيخ الجليل عبد الله نقد الله، والمرحوم حين بابكر، لوفروا علينا وعلى أنفسهم رهقاً، ونالو مجداً وسنرة حال. وأتمنى أن نكون نحن في اليسار، قد وعينا هذا الدرس الباهظ المرير بحق. ولا أعفي من هذا النقد، شخصي، ولا صحاب الدرب الآخرين من فصائل اليسار المتعددة، الذين أتمنى أن يكونوا قد تعلموا هم أيضاً، حقاً، لا طق حنك، مبادئَ توقير الآخر المختلف الحقيقية (والمختلف، غير الشاتم، والقامع القاتل)، بعد أن ذاقوا مرارة ثمرات "مبادئ" ومفاهيم "الديمقراطية المجوبكة" (الديمقراطية الجديدة، والثورية، والمرشَّدة، والموجهة... إلخ)، مع تجربة تأييد انقلاب مايو، حتى وإن كان تأييداً مشروطاً ومتحفظاً، كما كان بالفعل، واحتمال " تأييد" انقلاب يوليو ما لو قُدِّرَ له النجاح. وأنا لا أعفي نفسي من كل هذه المغبات والعترات الكبيرة، مع إنني كنت محتاراً ومتحفظاً وخجلاً ومرتبكاً في موقفي من ذلك الانقلاب "التقدمي"، مما جعل النور ينسى أنني كنت برفقتهم في جولات قوافل طلائع الهدهد الثقافية، (التي نشأت وترعرعت، على خلاف أبادماك، في مطلع العهد المايوي، وماتت بموت "فترة مايو" اليسارية بعد عام 1971). كنت معهم من جولة الجزيرة "المرْوية"، إلى جولة كوستي، والجزيرة أبا، وتندلتي إلخ. ولم أتخلف عنهم إلا في منتصف عام 1970، حين نُقلت إلى القضارف لأساهم في تكوين طلائع القندول. وحتى أفرغ ما في نفسي من حيل حظها البارعة في تبرير "تأييدي" الملتبس لمايو اليسارية، أقول ليس "على الرغم من أنني كنت محتاراً ومتحفظاً وخجلاً ومرتبكاً في موقفي من ذلك الانقلاب "التقدمي"، بل لأنني كنت محتاراً ومتحفظاً وخجلاً ومرتبكاً في موقفي من ذلك الانقلاب "التقدمي" على وجه التحديد، بينما كان ينبغي على داعيةٍ من دعاة حرية وكرامة الإنسان مثلي أن لا يتردد لحظةً في إدانة ورفض المنهج الانقلابي. لكن ياجماعة الخير إذا كان لي من عذرٍ ممكن، فهو إنني كنت حَدَثاّ يافعاً (26 سنة) ليس في جُعبتي من عدة وعتاد ومعاني مشروع التحرر الإنساني المهول الذي نسميه الحقوق الديمقراطية الشاملة: حق الترشيح الحر، والانتخاب الحر، والتعبير الحر والأكل والشراب والعلاج والمدرسة الحرة، إلخ إلخ. لا "الديمقراطية التي تقف عند باب المصنع" كما كان غارودي يقول، وما يزال). ولم يكن من شيءٍ يُعتَدُّ في كل هذا عاطفة تضامنٍ وتعاطف صميمةٍ، مع "الضعفاء" البؤساء والأشقياء موروثةٍ من تربيتي، وليس عندي من نصيبٍ في تنميتها غير، نتفٍ من هنا وهناك من أجنةٍ من مفاهيمٍ غائمةٍ لحرية وكرامة الإنسان، وخمائر وعيٍ بضرورة وإمكانية التغيير الاجتماعي في اتجاه العدل والمساواة، وادعاءاتٍ للتفلسف ضعيفة التأسيس، وحيرةٍ وتساؤلاتٍ. عملاق شنوا؟ الله يدينا خيركم ياجماعة!
مات دفع الله في السجن. وحكى لي الصدِّيق كيف كانت حاله عندما زاره في محبسه ذاك اللئيم، "قال كان شعث اللحية، في ملابس قذرة، وكان يهذي، ويبكي، ويتذكر نتفاً من هنا وهناك من تجربة حنتوب. وكان يردد إسمك كثيراً".
آه "ياويحي تمنيتُ له موتاً جريئاً وبأيدٍ غير أيدينا، وسقفٍ غير هذا" (مع اعتذري لود المكي). وأذكر إنني أختنقتُ بالعبرات وتشاجرت مع الحلاج. وقلتُ له كيف يحدث هذا ونحن أحياء، وأنت بالبلد (وكنت أنا قد غادرت (في عام 1977) السودان للدراسة في فرنسا. وقد وقع موت دفع الله الفاجع بعد ذلك بأربع أو خمس سنوات. (لا أتذكر التاريخ بالضبط، لأن ذاكرتي تعمل في هذه اللحظة بعشر طاقتها من فرط الإرهاق : "وهادي اللي كنت خايف منها" على حد تعبير صديقي العزيز الأستاذ حامد مشمور أمين كلية اللغات بجامعة سبها(ليبيا)، الذي قضينا في صحبته نجاة وأنا، فترةً من أجمل أيام حياتنا، في وفرةٍ من المحبة تمتعنا فيها برفقة نفرٍ من الرجال والنساء "البُلْقِ الجلاعيدِ". وهي قصةٌ طريفة أحكيها لكم لا حقاً، تتعلق بأنني "زنقته" وهو يسجل زيارةً للمرابطة ("المُعراقية" بلهجة الوسط السوداني العربية)، برفقة زوجته. آسف للإطالة ولعدم الوفاء بوعدي بالاختصار.
هذا وأنا أهدي هذه الدفقة، من الذكريات التوثيقية، للقديس دفع الله حامد الذي وصفه هاشم محمد صالح بأنه ظل مخلصاً لانشغاله الحق بقضايا الإنسانية وأسئلة الوجود الأساسية، حتى الموت. وهو موتُ لم يكن يتمناه، ولا يشتهيه ولا يسارع إليه. فقد كان في نفس دفع الله من طاقة التعاطف والتضامن الحب والإجلال مع ولأصدقائه وزملائه وللناس كافةً. ومن الحزم والجَلَد مع اللئام والطغاة، ما يحثه على أن يحيا، ويعطي ويُمتع ويتضامن ويناضل. إلا أن المؤسسات القائمة في حياتنا السياسية والثقافية والتربوية لم يكن في قلبها، وعقلها وذات نفسها، براحٌ، وكرم نفسٍ، وصدق مقصدٍ، ونبل مواجد ، وصفاء طويةٍ، مثل تلك التي كانت تعمَّ قلب دفع الله وتضيء عقله الثاقب المتقد أصلاً. وعلينا نحن أيضاً، أصدقاءه المقربين، وعلىَّ أنا على وجه الخصوص، تقع مسئولية ضياعه الأساسية. فما أشقاني. كما أهديها لرفيقه وصنوه ونظيره عبد العظيم جمال الدين، الذي سأعود إليه في مداخلةٍ أخرى، ولرفاقه الذين تفضلتَ بذكرهم يا ود قاسم. وشكراً، شكراً لك، مع كل مودتي. وأواصل
بولا

Post: #179
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: kh_abboud
Date: 04-23-2004, 08:30 AM
Parent: #178

up

Post: #180
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 04-23-2004, 11:19 AM
Parent: #1

up

Post: #181
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 04-23-2004, 10:44 PM
Parent: #180

أستاذنا الجليل الدكتور عبد الله بولا،
أشهد بأنني مستمتع بك، وبحياتك الخصيبة، الباعثة على آيات المسرة والحزن في مزيج فريد، ثم الحزن، ثم المسرة، ثم المزيج. هذا في ميدان تقلبات الشعور. أما في ميدان تقلبات الفكر فإن عقلي يترواح بين الشك واليقين، وأنا أقرأ حياتك بكلماتك -الصارخة في صدقها في غالب الأحوال- في قدرتنا كمثقفين على تأسيس مشروع جديد لحالة سودانية مختلفة. كل هذا رغم "هجيمتي" لك في موضع آخر من هذا المنبر، أيها الشيخ-الشاب البارع. وما زلت أشعر بأني كنت محقاً في تلك الهجيمة. وقد تأكد لي ذلك بتكرار "هجيمتك" على نفسك، وهي في الكثير من تجلياتها، رغم اختلاف التجارب، تمثل ماأصرفه على نفسي حين "ألعن أبو خاشا." هذا النقد للذات، دون تبكيت مسرفه، في تقديري، هو ما يجب أن نشغل أنفسنا به.
توقفت كثيراً عند إعلانك الشجاع لمسؤليتك عن "ضياع" هاشم، عليه رحمة الله، على الرغم من أن المسؤلية لم تكن مباشرة، إلا بالمعني الذي به يصبح التمازج الفكري فعلاً حسياً. وقد توقفت ههنا لأن حكاية هاشم متكررة في الكثير من حيوات نضرة ذبلت، بعد أن كان للكثيرين منا معها تماس عميق. حكاية هاشم، رغم تراجيديتها، ليست حالة نادرة. بل إني أذهب لأبعد من ذلك حين أقول بأن بعضنا لم يفلت، إلا في المقدار ومدى الفجيعة، مما حاق بهاشم!!
ولم يكن ذلك، ولن يكن -إن أستمرءنا إدمان الفشل- إلا بفعل أيادينا. أن يصمت وطن بأكمله -باستثناء أصوات هنا وهناك، في فترات أوآماكن آمنة من قوات "الأمن"- على جريمة قتل الرأي الحر، لا يمكن أن يكون إلا نتيجة لصمت المثقف، المفترض فيه أن يكون طليعة الرأي الحر! مات هاشم ولم يمت الرأي الحر. ثم أشهدنا الأستاذ محمود محمد طه على أنفسنا، بأننا لسنا أحرار بالقدر الكافي، مادما صامتون، فلم يمت الرأي الحر!!
وسينتظر مصير هاشم الكثيرين منا، إن لم نقلع عن عاداتنا القديمة في التثاقف المنبت عن أرضنا الخصيبة المحزونة!

قد يبدو لك، ولبعض القراء الكرام، بأنني مهووس بالأستاذ محمود محمد طه وبفكرته وتجربته المتكاملة -في نظري!

مع ذلك سأظل أجلك، وأقدرك، راجيا أن تقبلني على علاتي الفكرية والشعورية! وليس لي إلا شرط واحد هو ألا تألو جهداً في تبيان هذه العلات، التي أعرف الكثير منها، وإن كان بعضها يتحايل علي!

Post: #182
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-24-2004, 00:53 AM
Parent: #1

العزيز الأستاذ سيف الدين جبريل ،
شكراً وألف كتر خيرك على ترحيبك الحميم. أما موضع سَبْق العصر دا كان عفيتني منه يكون كويس (وتعتقد نوّار إننا، نجاة وأنا، ننتمي إلى عصرٍ ولَّى). أنا يا سيدي أفكر كثيراً، صحيح. هذا شغلي الشاغل. أفكر غصباً عني لأنني شقي بهذا العالم، وبعجزي عن الفرح به إلا في أندر ما ندر. وقد صدق النور. فقد جئتُ إلى حنتوب حزيناً ساهماً، وتذوقت فيها نوعاً من الفرح اليافع لبعض الوقت. ولعلني عرفته فيما بعد أيضاً، بين طلابي في كلية الفنون الذين وصفتهم ب"العصاة"، وبين طلابي وأصدقائي في جامعة الخرطوم أيضاً وربما بين نفرٍ من أصدقائي وأحبابي وطلابي في مدينة سبها (ليبيا) عندما كنت أعمل باحثاً بـ "مركز البحوث والدراسات الإفريقية"، وأستاذاً بالجامعة، وما أزال أتذوقه أحياناً قليلةً هنا من وقتٍ لآخر، وعلى وجه الخصوص لدى زياراتي لهولندا وإنجلترا، حيث "يعيش" نفرٌ من الأصدقاء الذين لا أعرف كيف أصفهم من فرط ثقل فضلهم عليّْ. إلا أن صفة السهوم والشجن من ثقل وطء العالم، عادت بعد سنواتٍ من الغياب الوهمي عن شجن العالم وشقاء الإنسان فيه، وجوره أيضاً، لتتبوأ مكانها من حركة نفسي، حركة فكري، إذا جاز لي التعبير، مُكرهاً لا بطل. ولا يعنيني كثيراً أن أسمىَّ "مفكرا"ً أم لا، خليك من عملاق كمان. أفكر لأنني شقيٌ محتارٌ "يضنيني الوجدُ ويقعِدُني ضيقُ الخطو" في عالمٍ بلغ درجةً من سوء الحال وسوء الطوية، وسوء المِراس، ما يجعلني أتشكك أصلاً في ما إذا كان إصلاح اعوجاجه، وإصلاح اعوجاجنا نحن بني الإنسان (من صناع بؤس العالم، ودعاة إصلاحه)، ممكناً أصلاً. ويزداد شقائي وحزني ضغثاً على إباله في كل مرةٍ أرى أو أسمع فيها نفراً مرموقاً من دعاة الحق الأصلاء وهم يعاظلون حقائق الوقائع الأولية وهي "صادحةً في الشوارع مرفوعةً في صياصي الجبل". إلا أنني أسعى بكل ما أملك من طاقة أن لا استجيب لنوازع اليأس والإعتزال، لأساهم بقدر ما أستطيع في رفع كَلْكَلِ مؤسسة الاغتراب الاجتماعي الثقافي والمادي عن صدور المقهورين والبؤساء، وأنا منهم، لا فوقهم ولا أمامهم. (فالاغتراب الثقافي، اغتراب الإنسان المطلق بالأحرى، يبدأ من اللحظة التي يعتقد فيها المر ء بأنه وصيٌّ على الآخرين أو متميزٌ عليهم). وهذا هو لب سلسلة مقالاتي التي حملت عنوان "مصرع الإنسان الممتاز" كما أسلفت. وهي السلسلة التي أتردد في إعادة نشرها لأنني أعتقد اليوم أنها لا ترقى إلى مستوى النشر فقد كانت رؤية كاتبٍ يافعٍ لم يُدرك بعد مدى عمق الاغتراب وتمكُّن الشر من ذات الإنسان الشخصية والاجتماعية. وقد كنتُ انصرفتُ، حتى قُبيل أيامٍ من قرار مساهمتي في البورد، أعني قبلها بسنوات، وقبيلها بأيامَ قليلةٍ، إلى وقفةٍ طويلةٍ أمام نفسي أقاضيها حساباً عسيراً على ما فرطتُ فيه من أمرها، ومن أمر وقوفها، إلى جانب آخرين أشد مني مراساً، في وجه الباطل الطليق، باطل مؤسسات التغريب التي على رأسها مؤسسة الليبرالية الجديدة كما أسلفت، ومؤسسات مناهضيها أيضا، وباطل النفوس وفيها نفسي. ولذا فقد ترددتُ كثيراً في قرار دخول البورد، خشية كلمةٍ مسرفةٍ قد تصدر عني، أو قد أضطر إلى قولها في حق إنسانٍ أو جماعةٍ ما، فيما عدا الجماعة الظالمة، المستعلية، الموحشة، المتوحشة، التي تجثم على صدر حقوقنا وإنسانيتنا، بدعوى إنقاذنا، وأي جماعةٍ أخرى تصدر عن نفس الجذر المبدئي، وإن اختلفت الصورة، مدعيةً أنها تمسك بأعنة الحقيقة الوحيدة الخالدة. ولابد لي من أن أضيف، إن كان "الحق" و"الحقيقة" هما بغيتي وضالتي بالفعل، إن شيئاً من وهم امتلاك الحقيقة المطلقة والمعرفة المطلقة بالمسالك والدروب القويمة موجودٌ في نفوسنا وفي خفايا خواطرنا نحن أيضاً. نحن ضحايا الغول، ومعارضيه، وصانعيه وحَمَلَته. وهذا هو استشكال الأمور الذي يضنيني يا عزيزي سيف الدين، و"يخرج" بي عن سياق الموضوع الرئيسي في كل مرةٍ، ويدفعني إلى تفكير شقيٍ معذبٍ طوال عمري. ولا غرض لي، من وراء هذا الضنى، في "العملقة" وما يتبعها من امتيازاتٍ وألقاب فيما أتوهم. أما موضوع هويتنا فقد يطول الوقوف عنه لو أنني تمكنت من الصمود في البورد. ويبدو أنني سأستمر فيه لفترةٍ طويلةٍ إذا لم تهزمني غوائل الوقت. اللعين ولعلك تجد شذرات تدخل في موضوع الهوية في ردي على ترحيب فاطنة بت الذي سيأتي.
شكراً لك على حسن ظنك وإن كنتَ قد أعطيتني ما هو أعلى من قدري بكثير جداً. وهذا مما يجعلني أفزع من احتمال خذلانك كما حدث لغيرك. بولا

Post: #183
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-24-2004, 01:06 AM
Parent: #1


العزيزة عالية عوض الكريم،
ألف مرحب، و"حبابك الف". أرجو أن أكون عند حسن ظنك. وينبغي علىَّ أن أقول، للأسف، إنني لست على يقينٍ من ذلك بأية حال. وربما أطلب عفوك إن استخدمتُ بعض ما عبرت به عن حسن ظنك بي لأنفي عن"نفسي" استحقاق حسن الظن الكبير هذا، وما شرفتِني به من صفاتٍ ونعوت عالية، لا أشبهها. أما إحناء القامات فأقولك من هسع سلامة قامتك.


عزيزي أيمن،
شكراً لك، أرجو أن أكون في مستوى حرارة ترحيبك بي. وأشكرك أيضاً على ثنائك المستحق على مقدمة النور البهيَّة، مع علمي السابق، الشامل، بأن الرصانة من طبعه ومن طبيعة أسلوبه. وتقديمه لي بهذه الصورة البهيَّة واللغة الباهية، هي بالنسبة لي ورطة حقيقية. وذلك من فرط يقيني بأنها أعلى مما أستحق بكثير، وأوعَرَ مسالك وأعلى قمماً من أن تسعفني ساقاى المذنبتان على تسلقها وعلى الصمود فيها. شكرا شكراً وإلى لقاءٍ آخر.
بولا

Post: #184
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-24-2004, 01:18 AM
Parent: #1

مرحب تاني عزيز أسامة
وهو ترحيب يأتي في مكانه من ترتيب نصوص الترحيب المشكوك في أمر استحقاقي لها شكاً حقيقياً من جانبي لا تواضعاً، إن لم أكن أتصنعن في مكانٍ ما من مخابئ النفس الأمارة، أو أتوهم. فشكراً لك على ترحيبك بي هنا، وشكراً لك أيضاً "تراحيبك" السابقة، وعلى مساهمتك في خلق المناسبات والأوقات الجميلة العذبة، أوقات الفرح القليلة، كما أسلفت، التي، عرفتها، وأعرفها، من حينٍ لآخر في عمري الشقي الذي قضيته حتى الآن في معافرة الكتابة والفكرة، فأخفقتُ فيها أكثرً مما "أصبت" بمراحل عَدَدا.
يا سيدي (يا سِيْدي وليس ياسَيِّدي فالأولى من لغة المحبة والثانية من لغة الهنكرة والاستفزاز وحاشاي أن أستفزك أو اتهنكر عليك)، "مانْ انا" (وهذه من لغة ضواحي بربر وفيها إدغام بين نون الكلمة الأولى وألف الثانية)، "مانْ انا" الذي أسميتُكم الأولاد ابان خرتايات وليس "خراتي"، بل كمال الجزولي والمرحوم الدكتور خالد الكد (وقد كان إنساناً ودوداً وشيقاً بحق). وقد أطلقا عليكما هذه التسمية من فرط حيرتهما في أمر "لماضتكم" ولغتكم "المستغربية" في تلك الفترة (كنايةً عما لحقها من أثر تراجم المغاربة للبنيوية، كما أسلفت في مقدمتي لمجموعة صلاح القصصية). وبالذات لغة أمفريب السليط مقطوع الطاري (وقد كان وما يزال ذهنه مثل مديةٍ حادة). ويا سِيْدي تاني لا تؤاخذني فأنا أقول ذلك على صيغة مدحٍ من عندياتي، لا تقع في "قالب الذم" بل في قالب المودة الطليقة والزبلعة المنتجة. ضاق كمال وخالد من "تلكما" اللغة واللماضة". فأوصياني بالحديث إليكم اعتباراً بصلة قربي من تراث العصاة المشترك بيني وبينكم، وبالتالي القبول الذي قد أجده بين صفوفكم. وقد وجدتُّه بالفعل. فاعتذرتُ، مسبباً اعتذاري بأنني قد ظللتُ طوال عمري حريصاً ومتوخياً مراقبة نفسي وزجرها عن الوقوف في وجه الجديد، و(لا حتى القديم من الإبداع الجليل). وكمال أيضاً على عكس ما قد يتصور الكثيرون الذين أكتفوا من حسم أمرهم من الحكم عليه بسورات غضبه الفاتكة أحياناً، إنسانٌ على قدرٍ ذريعٍ من المحبة والتوقير ولين الجانب وحرارة العاطفة وصدقها. وقد شهدت ذلك منه في مواقف عديدةٍ ورأيته مرأى اليقين. وسوف أحكي شيئاً من ذلك عن كليهما فيما بعد.
أشكرك أيضاً على وضوحك في خصوص مآل مركز الدراسات السودانية، إلى مادون ما كنا نصبو إليه (علماً بأنني كنت حسبما كان مفترضاً، ومتوقعاً، ومعلناً عنه في صفحات مجلة المركز، أحد أعضاء هيئته الاستشارية التي لم تُستَشر قط). إلا أنني قد لا أوافقك على وصفه ب"الدكيكين". فهو مساهمةٌ مشرقةٌ في حياتنا الثقافية، كما ظللت أقول رغم الخلاف، تستحق الإشادة فعلا، لا تسامحاً ولا مجاملة، ولا فضلاً مني ولا من أحدٍ غيري. إلا أن الإشادة والتقدير لا يعفيان ولا يغنيان عن النقد. وقد يكون النقد، إذا النفوس اتطايبت، عنصراً في بنية الإشادة نفسها. فالمركز مساهمة فارعة لا ينكرها إلا ظالم. وما أنت بظالم، وألف حاشاك. وأتمنى أن لا أكون أنا ظالماً أيضاً. إلا أن أمر إدارته، وأدائه الطباعي، وشعاراته التأسيسية (التي سُحبت الآن من ظهور أغلفة مطبوعاته، كانت بحاجةٍ إلى إعادة نظر حازمةٍ وطويلة. وقد سميت أنا من جانبي، منهج الصديق حيدر في إدارته ب "One man show". وعشمي كبيرٌ في أن ينصلح أمره مما يلي هذه الوجوه بالتحديد، لا على إطلاق العبارة. وهذا نقدٌ رؤوفٌ ومتعاطفٌ ورقيقٌ وحازمٌ معاً، إذا لم أتوهم. غير أن أصدقائي وأصدقاءك، ربما أصدقاء الصديق العزيز حيدر ابراهيم ومحبية ومعجبيه أيضاً، لا يرغبون في سماعه. وقد وصمني واحدٌ منهم يوم أمس بالإسفاف وتصفية الحسابات، إن أتى ذلك في تعميمٍ وإبهامٍ معممين. ولا حيلة في أمر الله، كما كان يعبر الشيخ أحمد بشير حين يقع في حقه مثل هذا القول من غير تحرٍ. أشكر لك شجاعتك النقدية. إلا أنني ك "شيخٍ" خبِر مزالق التفريط في مقتضى العبارة، إذا سمحتَ لي بهذا الإدعاء الأول والأخير، أدعوك إلى تخفيف الحكم لتثبت للمركز ولحيدر مأثرةً يستحقها، وهو ليس بحاجةٍ في مضمار الدفاع عنها، إلى الإعتداء على حق نقاده في التوقير، وحسن الظن بنواياهم، وإلى جَبِّ أفضال أصحاب المآثر من قبله. هذا نقد مستحق وواجب لأننا على حد عقائد أصدقائنا وأحبابنا في النهضة السياسية والثقافية والإبداعية المبتغاة، نسعى، وليس لنا بدٌ من أن نسعى، إلى تأسيس نقد سديدٍ محكمٍ منصفٍ نافذٍ في لبنياتنا ومؤسساتنا الفكرية والثقافية والسياسية. نقدٌ لا يصوب رماحه إلى الخصم ويعفي الصديق والحليف والذات. (ويا بشرى الفاضل كلامك مجوبك ولي عندك وقفة جرد، أتمنى أن لا تهزمها المحبة الفائضة والشوق المديد).
ولهذا يا شيخ أسامة وأنت رجل معانٍ دقيقةٍ وإنسانيةٍ عامرة، وتجربة فريدة المثال في مرارة مهانة وتقليل قيمة وكرامة الإنسان. دحين، تسمح لي أطلب منك يا صديقي أن تعيد النظر في موضوع المناقرة مع الأخت بيان، وارتكاب تبادل جارح القول فيها، وبالأحرى ارتكاب القول المذل للطرفين. وسأقول نفس الشيء للدكتورة بيان عندما يأتي دورها في ترتيب الرد على الترحيب الذي هدَّ كاهلي من جهة شكِّي في استحقاقي أياه. وأنتهز هذه السانحة لأدعو بيان إلى العودة بعد غيابٍ إلى البورد من دون مَوْجَدَةٍ على أسامة، فكلاكما لا يستحق ذلك.
شكراً سيدي. وأعذرني أن فرطتُ في ما تستحقه من توقير الرواد من أمثالك.
بولا

Post: #185
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: b_bakkar
Date: 04-24-2004, 03:09 AM
Parent: #184

شكرا أخي د. النور على إتيانك بأخينا وأستاذنا المبدع (مما جميعه) عبد الله بولا إلى هذا البورد. فمن المؤكد أن ذلك يمثل نقلة نوعية هائلة في مستوى العمق الفكري ومستوى الحوار في البورد.. نقلة أكاد أشبهها بالقفزة الكبرى من الـ Great Apes إلى الـ Homosapiens إذا ما نظرنا إلى كثير من المداخلات وأساليب الحوار، مع الاعتذار لكثير من المبدعين والجادين والمهذبين والموضوعيين الآخرين أيضا..
ومعذرة أستاذ بولا على تأخير ترحيبي بك، فما كان ذلك إلا لنفس العبودية العصرية التي شكوت أنت منها.. والأنكى أن العبودية هنا لمنظمة عالمية أوكلت إليها مهمة العدل وحماية حقوق الإنسان في الأرض..ولكن غلبت عليها إرادة وفلسفة "الإنسان الأخير".."الأخ الأكبر الجديد".."THE NEW BIG BROTHER"...وهذا وصف ورد ذات مرة في صحيفة واشنطن بوست مؤسسا، وليس من عندي..فيا ويلنا..حاميها في كل مكان حراميها...
كنت أنتظر ساعة صفاء أطلع فيها "برواقة" على جميع كلماتك العميقة الرصينة التي تنقل الإنسان من عالم إلى عالم آخر، وعلى جميع المداخلات الرصينة التي أنتجت مع تعقيباتك حتى الآن كتابا قيما يستحق النشر إلى جانب إسهاماتك الأخرى.
ولكن ساعة الصفاء تلك لم تأت، ولا أظنها ستأتي في وقت قريب..
ومن أجمل ما في هذا "البوست" بالنسبة لي أن جمع بينك وبين النور وبشرى في "جلسة" إلكترونية واحدة..
أذكر أيام حنتوب مثل البارحة..صداقتي لبشرى، وتعرفي على النور عند "عم شاحوتة" مع صديقنا محمد على نوح.. وتجربتي الشعرية البائسة التي وجدت منك ومجموعة من الشباب "الديمقراطيين" حفاوة وتقديرا كبيرين..ثم كادت توردني موارد الهلاك..
وأذكر لقاءنا في باريس في صيف سنة 1981، وحينها كنت تنفق معي الساعات الطوال في مكابدتي لإعداد مقدمة بالفرنسية عن الفكرة الجمهورية..وأخونا يونس الأمين يضيق ذرعا في انتظار فراغك من تلك "الشغلانية"..ما زالت تلك المقدمة مخطوطة، بعد أن وضع عليها صديقنا الأب هنري كودريه بعض لمساته. ولكني ما زلت أعتقد أنها في حاجة إلى أن أبعثها إليك مرة أخرى عسى أن تخرج منها مادة ذات فائدة..إذا سمحت لك ظروف العبودية الباريسية..
وأتمنى أن تجد مقالتك التي أشار إليها الأخ النور، المنشورة في مجلة رواق عن فكر الأستاذ محمود، طريقها إلى النشر في هذا البورد.. أو أحصل عليها بأي وسيلة أخرى..
مع استمتاعي بهذا الحوار الرائع وتعلمي منه كثيرا..أراك تجهد نفسك وأنت على ديدنك القديم من الاهتمام والتوقير والتقدير والخدمة لكل قاصديك..وأنت الآن، إلى جانب عبودية العمل، في حالة "قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير".. ونحن الذين وراءك قد شخنا يا شيخنا.. فهون عليك أستاذ بولا..إني أشفق عليك من هذه الملاحقات لجميع ما يرد من الأخوة الكرام.. لعل معظمهم ينعم بقدر من الوقت والطاقة والصحة، مما لا تنعم به ، وقطعا لا أنعم به..
وأرجو أن تكتفي، إذا اتفق لك التعقيب على كلماتي هذه، بعبارة واحدة.. فإنك في عذر مني مديد..
وآمل أن يتحقق ما تطرقنا إليه في آخر مرة التقينا فيها في باريس.. بأن تزور أنت ونجاة والبنيات نيويورك، ويومها ستجد لنا الوقت الكافي..
طبت وطابت أيامك ونجاة والبنيات..

Post: #186
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-24-2004, 04:12 AM
Parent: #185

شكرا الأخ بشير بكار
وأرجو أن تجد فسحة من الوقت تطل فيها علينا، كل فينة، واخرى.
النور

Post: #187
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: haneena
Date: 04-24-2004, 06:31 AM
Parent: #186

مرحبآ دائمآ بالدكتور عبدالله بولا
إستمتعت بالحوار الأنيق والذكريات الشيقة

لاحظت غياب إسم الفنان البروفيسور أحمد شبرين في شريط الذكريات
وكما هو معلوم ..هو من أبناء بربر أيضآ

أرجوأن تلقي قليلآ من الضوء عن أي ذكريات لك معه
مع شكري وتقديري

Post: #188
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-24-2004, 01:00 PM
Parent: #1


أوووووك بت المبارك حِته واحدة؟!!!! عشة بت فاطنة؟!!!
يا لبوار مشروعي للإقتصاد في الردود الذي ظل مؤجلاً حتى الآن! ويا لسعادتي! وياكسر ضَهَري أمام الكمبيوتر. كيف إنتِ وكيف بيرق، أحبابي "النايرين الما بماسحوا الكيل" وهذا من كلام شغبة المرغُمابية، بت عُليب، جدتي، التي هي استثناءٌ في "التاريخ الذي يعبر عن قصة الرجل" على حد استشهادك الصائب. فقد كانت شَغَبَة "زعيمة كواهلة البطانة الأدبية"، والفعلية. فهي شاعرتهم، ولسان حالهم، وناقدتهم، ومربيتهم في ذلك الزمان الشاق صعب الابتلاع من تاريخنا، بما يستشكل المستشكل فيه من جدل توقير الآخر المختلف استشكالاً يتأبى ويستعصي على التمييز استعصاءً يلامي الاستحالة. وهو الزمان الذي كانت التكوينات القبلية والثقافية تفرض فيه وجودها بالسيف أساساً وبالحكمة، والمسايسة، والمسالمة في أحيان قليلةٍ جداً. ومع ذلك فهذه الأحيان هي التي ينبغي أن يُعتدَّ بها بالفعل، فهي التي تمكث في الأرض. وقد قالت شغبة كلمتها التي أوردتها أعلاه في المعنيين معاً. قالتها في أعقاب حرب "مُشْرَعْ قَد القوة" كما أسميها (أو أولاد ام مُرغِم كما يقول نسَّابة هذا الفرع من قبيلة الكواهلة الكبيرة المنتشرة) التي قامت بين قومها وبين البطاحين. ولا مجال للتفصيل فيها هنا، (وعلى أية حال منعول أبو الحرب، حيثما قامت وحتى إن اضطر الإنسان لها). قالت ذلك حين رأت شبان قومها يتقاعسون عن "رد الكيد بالسيف، بعد أن أبلى "الجيل" الأول "بلاءً حسناً"، بمعايير ذلك الزمان، دون أن "يكسب" الحرب أو يخسرها؛ قالت تخاطب "عِدْ نوّيل" (عِدَّهُم الأساسي الذي كانوا يستقون منه أيام المَحَلْ) :

"قبِّل لي خرابك ياعديد نويل
راحوا النايرين فَضَلو البماسْحو الكيل
ود دِقلش يكافت لي هوايد الليل
وود نوَّاي كِتِل فارس التقيله ام حيل
وين شغبه بْتَقبِّل بي كبيرةْ الضيل

"كبيرة الضيل"، ناقتها. و"مماسَحةْ الكيل"، في لغة أولئك البدو على أيام نهايات دولة الفونج، تعني أن يرد المرء/ أو "المرءة" (وأنا أخشى الجندريات خشية الذئب من دم ابن يعقوب)، هم الذين يؤدون دَين العيش بمثله. وفي عرف القوم كانت أعلى سمات وقيم الكرم والإيثار، أن ترد المرأة والمرء مثل هذا الدَيْن بأكثر منه : فإذا اديتِك ربع عيش، كيل نضيف (مَمَاسح أو ممسوح)، ترجعه لي ربع مدفِّق. وكذلك الأمر إذا بعتُ لك أو بعتِ لي. فعُرْفَهم هنا لا يكتفي بالإمتناع عن تطفيف الكيل، بل يدعو إلى فيضه ويمجِّده. وهذا ما شهدتُ عليه بأم عيني في داركم العامرة بالأصدقاء والأحباب، حتى في تلك الظروف الاستثنائية من بين ظروف العنت والضنى الدائمة في حياة أمثالنا من العصاة في السودان (وفي كل العالم بالطبع). أعني هنا، بالذات، سنة الأمطار والفيضانات، عام 1988، لما كان الحصول على الرغيف و"الفول" (الذي أصبح اسمه مرادفا للأكل على إطلاقه كما قال لي بيرق إبان زيارته الحفيَّة الممتعة لنا في باريس ـ 1985)، ضرباً من المشقة يفوق كل تصور. كنتم تستقبلوننا جميعاً بترحيب وطلاقةٍ ليس فيهما ظل نأمةٍ من ضيق أو شُحٍ حتى في الخواطر الدفينة. أنا زي دا لا أظنني أقدر عليه، ولا يقدر عليه إلا فاطنة بت حبيب الله وبُرَّه بت خالد ود أحمد ـ وبت رابحة بت النويري ود بان النقا ـ (والدة نجاة)، وعشة بت فاطنه وبت المبارك أيضا، وبيرق، وآخرون لا أعرفهم في هذا العالم الواسع التليد. عملاق شنو يا جماعة الخير مع مثل هؤلاء؟!
وشغبة هي، يا بت فاطنة الغراء، صاحبة القولة المشهورة، التي في الغالب لا يعرف الشبان والشابات الذين يرددونها، لمن هي في قبيل المنسيين المنتهكة حقوقهم في الملكية الأدبية والإبداعية مما جميعو، بمقولة الاستلهام الإيديولوجية الماكرة (إنتو قايلين الإيديولوجية سياسة بس؟): "حسين أنا ماني أمك وانت ماك ولدي". وقد يعتقد بعض محبي شاعر العامية الشاهق "القدال" (وأنا من محبيه الأشداء) أنها من شعره (ولم يدع القدال ذلك بالطبع) :
وأصل الحكاية إن حسيناً، أصغر أبنائها، كان قد قضى فترة إقامةٍ جبريةٍ في سنار عاصمة الفونج، أظنها كانت فصلاً في عقوبةٍ أُوقعها ملك الفونج بأمه نفسها حين هجتهم واستعلت على سلطانهم وعمارتهم بمدح "حرية" قومها البدوية الطليقة و"بيوتهم" التي يُمكن طيها في أية لحظة و"النشوغ" بها من مرعىً إلى مرعى، في براح الصحراء المكين (في معنى إيديولوجية "الرحول عزَّ العرب")، في مقابل بيوت وقصور المدينة وأسِرَّتِها، وإثرتها وفرشهاورياشها، من أدوات ورموز الدعة و"الاستقرار" في معانيه البغيضة. قالت شغبة:

"تُبَّ علِي بيوتاً فيهن ام كَرَّاب (العنقريب والسقف)
رُوسِن قش، قعورِن في الوِطَيْ رُتَّاب
أهلي يا وليد سكنوا مزارق الطاب

والبيت الأخير لا يليق بالمقام هنا، وأظنه مما جرّ عليها العقوبة، وسوف أستشهد به في سياقٍ آخر ضد جدتي وأهلي ونفسي. (أقول "أظنها"، من باب الحذر، وهو واجبٌ إزاء رواية أهلنا المُرغُماب. وهم إيديولوجيون أيضاً، مثل غيرهم، في الرواية أحياناً. وأقول أحياناً فقط، فعندهم كذلك، مثل "جميع" الناس، من صنوف الحرص على صدق الرواية وجودة توثيقها، وإن جاءت على غير مُراد حظوظ "نفسهم القبلية"، من أدوات نقد الذات وتوقير الآخر المخالف، وحتى المعادي، وإكرامه وتمجيده، جواهر فريدة لمَّاعة). وقد قضى حسين فترة إقامته الإجبارية تلك في تدريب خيل الملك فيما يقول رواتهم (وهم يقولون سياسة الخيل، والفاعل "سايِسْ"). وعلى وجه الخصوص "سياسة" مهرتين منهما كانتا أثيرتين عند السلطان، هما "العَنَزَة" و"ام رهيط". وكان حسيناً قد أصبح، بفعل العشرة وسُنَّة الفروسية، محباً شديد التقدير والولع بهاتين المهرتين، عارفاً بمواهبهما وبسالتهما في الإغارة والطِراد، والصيد ومظاهر الأبهة الجمالية. وكان يتصيد الفرصة التي يغفل فيها حُرَّاسُه عن جمله الجبِّار (نسيت اسمه في هذه اللحظة) الذي كان محبوساً هو الآخر في "حوشاً جَمْ حوش الخيل". فلما واتته هذه الفرصة من غفلة الحراس، "قال كَدي نطَّ الحيطة وقلب سرجه فوق جملو وهَبَر فوقه ودفر باب الحوش، وعيك، تاني من يلحقو؟" (هذه رواية زينب بت بشير). فلما استيقظ الحرّاس، سارعوا إلى طراده على ظهري "العَنَزة" و"ام رهيط". فقال حسين يمجد جمله ويحثه على السير ويحذره من الاستهانة بشأن العنزة وام رهيط :

يابْ ضَهَراً مِتِل فَرَنيبة الشرَّاك
يا عَصَّار سبيب ضيلك علي الورَّاك
العَنَزه بْتَحوشَك وام رهيط تبراك
وْرَبْداة النعام فيها العَجَزْ مالاك.

(لا حظوا هذه الصناعة الشعرية الممتنعة المبتعدة عن التشبيه والمباشرة امتناعاً وبُعدا "فطرييين"، والقائمة على التلميح والكناية: فهو لا يقول لجمله جريك مثل جري النعامةً الربداء، أو أسرع منه، وإنما يقول إن النعامة الربداء أعجز منك في الجري).
وقد أبلى جملُ حسين وأفلت بصاحبه من طراد ام رِهيط والعَنَزه. وأود هنا أن "ألفت" نظرِكِ، الشامل، إلى هذا الإعتداد بالآخر الذي أبداه حسين ولد ود دِِقلش ود امحُمَّد ود اب زمام، متمثلاً في تحذيره لجمله من الاستهانة بقدرات وبراعة العَنَزة وام رهيط، الذي ينطوي بالإحالة على اعتداد بقدرات الفونج القتالية ورباط خيلهم، في زمانٍ كانت فيه عدَّة الحرب ورباط الخيل، نظام قيم يُلام فيه المرء أو يُشكر. وللمزيد من بيان تعقيد الواقع الإنساني الذي نعتزم المساهمة في تغييره، "نحو الأفضل" كما نزعم، ولم أضعها بين مزدوجتين استهانةً بما نزعم، ولا لقفل الباب أمام إمكانية "الأفضل" في شأن التغيير، بل من باب الحذر في تثمين قدراتنا ومزاعمنا. لا سيما وأن دوننا نتائج واقعيةٍ مؤسفة في تاريخ الحركات الوطنية والقومية والإشتراكية والشيوعية، قامت على هذا الزعم. أقول من أجل مزيد من توضيح تعقيد واستشكال جدل البنيات الثقافية والذهنية والقيمية التي تصطرع في داخل الإنسان، إن حسيناً عاد إلى أهله وهو يحمل آثار عميقة من فعل مؤسسة التصوف التعليمية التي "أُجبر" على حضور حلقاتها في سنار: فاعتزل واختلى "وقَنَّبْ يصلي ويكتب ويمحي". فلما اشتعلت الحرب، التي سلف ذكرها، بين الكواهلة والبطاحين، بقي حسين رهين محبسه الصوفي. فلما افتقدته أمه الجبارة في ساحة الوغى، اتجهت إلى خيمته، فأطلت عليه من مدخلها مناديةً بصوتٍ فيه إيحاءات التبكيت والشجار: "حســين"! فأجابها "أي يَمَّه" فقالت كلمتها تلك في هذا السياق :

حسين انا ماني أمك وانت ماك ولدي
دقنك حمَّسَت غَي البنات ناسي
وكرشك عَمْبَبَت جِلدَكْ خدِش موفي

لاك مطعون كِتال، جرحاً نكمِّد في! (أي فيه)
ولاك محسور غرام، قلباً نهمِّد في!

دوايتك عامره ولوحك معلَّق
ولا حسيناً كِتِلْ لا حسينْ مَفَلَّقْ
مَقَنِّب للزكا ولقط المحلَّق؟

قالت بت بشير تحدثني : "أوعى بالك يا غوج ولدَا مو أهَوَنْ منَّها في الغُنا ـ (أي الشعر)". وأمَّن على روايتها هذه شيخ الحسن ود الشوش، وامْحُمَّد ود علي سليمان وعبد الله ود شوراني، وثلاتهم من عتاة شعراء بادية البطانة، وكان ذهنها مثل مديةٍ حادة (مكتبة إلكترونية من الزمن السالف). قالت إن حسيناً، نهض على قدميه ورد على أمه قائلاً:

كَسَرْتَ اللوح ودفقت الدوايه
لِهيج القِِر ولا لهيج القِرَايه
أقِلْبَ الشَّد علي اللَّفَض التنايا
مَقَالْبْة البُكار كبد السَحايا

ودخل الحلقة فأبلى وقُتِل. والسحايا نبتة طيبة الطعم "تنمو وسط أشجار الشوك الشديدة" (والشرح من عند زينب بت بشير لا من عندي)، وهي أثيرةٌ لدى الإبل، مما يضطرها إلى "ملاواةً شديدة" مع الأغصان الشائكة في سبيل الوصول إليها. والتلميح، لا التشبيه، هنا كناية ـ وأغلب شعر "الفحول" (اللعنة على اللغة الذكورية)، في البادية السودانية، كنايةٌ وتلميحٌ بالمعاني، وتندر المباشرة فيه ولا تخرج عن أغراض الشعر ـ أقول كنايةً عن شدَّة جمله وصعوبه تحميله، وإلى شِدَّتِهِ هو بالإحالة.
وقالت أمه في مقتله ومقتل أبيه ود دِقلِش شعراً شديد الديباجة. وقد أتردد في أن أسميه "جميلاً". فهذا منطق في القوة الغاشمة، ومدح إحكام وأحكام الشكيمة والتدابير الحربية، ليس عندي منه نصيب ولا له منِّي نصير، فيما قد أتوهم، إلا في جوانبه المتصلة باحترام الآخر حتى في موقفٍ شديد الحرج على الاحترام مثل موقف "الكِتَال". أستمر ولا أقيف ياجماعة؟ في حكاوي الزمن السالف مما يلي صلتها بموضوعنا الأساسي : إحترام الخلاف (وإشكالات الهوية). وأنا أسهب هكذا بسبيل "إنجاض" الكلام في المفهوم، حتى "لا يبقى" الكلام في احترام الخلاف طقُّ حَنَكٍ محض.
أتوقف لأعود فأواصل حديثي معك، وعبر ساحتك الرحيبة، مع ناس البورد.
بولا

Post: #189
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 04-24-2004, 02:45 PM
Parent: #188

Quote: أستمر ولا أقيف ياجماعة؟

يا أستاذ تقيف كيفِن عاد؟ أنا يادوب في الحَجْرة وكان ما وصلْت التِنّيرة ماني راجع. باقي أنا بريد الحكاوي دي بالحيل يا شيخنا.

Post: #190
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: haneena
Date: 04-24-2004, 09:45 PM
Parent: #189

لمزيد من الجمال وانتظار الاجابات

Post: #191
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-24-2004, 10:37 PM
Parent: #190

فاتنى الكتير
لكنى اقلب الصفحات واقرأها بشغف وليت ساعات اليوم يمكن مطها لهذا الانهمار المختلف

مرحب بدكتور بولا
رجل فى قامة العلماء
تواضع ينبغى ان يتعلم منه بعض كتابنا
فى مؤتمر الثقافة والتنمية التقيته، وكنت مشاركة بورقه فى هذا المؤتمر كان دوما مايحكينى ايوب عنه باندهاش، تمنيت ان التقيه وها قد حدث، فى شقتنا التى استأجرنها فى رابعة العدوية تجمع بعض الشباب المهموميين بالثقافة، والتفوا حول د. بولا، كنت اتمنى ان اجالسهم جتى نهاية الحوار الذى استمر قرابة الصبح لولا ان واصل كان صغيرا لم يتجاوز نصف العام

رأيته يستمع لهم بخشوع، يناقشهم ند بند ودون ان يتكبر عليهم ولعمرى هذه احدى صفات العلماء
فى غمرة النقاشات لم ينسى ان يحرضنى باخاء بان اجلس وبانهم سيجهزون عشاءهم، كان الوحيد من مجموعة قاربت العشرة من المبدعين دخل المطبخ وكأنما اراد بقولته وسلوكه هذا ان ينفى حالات التناقض التى يعيشها مثقفينا وتيقنت ان المثقف الحقيقى هو الذى يهتم بابسط التفاصيل الانسانية، ربما لايزكر د. بولا هذه التفاصيل ولكنى احفظها كحالة نادرة احكيها كلما تحان الفرصه وكنت قد حكيت عنه لفنان تشكيلى نمساوى وتمنيت ان يأتينا فى النمسا لتفاخر به جاليتنا الافريقيه بفيينا وليت تتحقق هذه الامنية

شكرا لدكتور النور لهذا التمييز
وليستمر الحوار، فهو نشيد الحرية الهادر


اشراقه

Post: #192
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-24-2004, 11:12 PM
Parent: #1

وها أنذا أعود يا بت فاطنة من لأواصل من نقطةٍ عجيبة. فالجملة الأولى في الفقرة أدناه، كان من المفترض أن تكون خاتمة الخطاب. إلا أن أسلوب الاحتشاد "الحكوي" غلبني فاستطردت بعد "الخاتمة" المفترضة, رأيت أن أترك الأمر على ما هو على منوال الاستطراد والفلاش باك الروائيين كما ترين. فإلى ذاك.

شكراً وشوقا لكِ بت فاطنة وبت المبارك. وتحياتي لبيرق "وَلْ عمي" البجاوي الأمرأري. وأنا لا استند في ذلك على الرواية التي تقول بأن الكواهله بجا صُرُف لا عرب ولا ألله قال (ولهذا القول دلالات عميقة في "لاوعي الاستعلاء" كما سنرى لاحقاً). وممن قال به المؤرخ الدكتور حاج حمد محمد خير، لاغياً بجرة قلمٍ واحدةٍ حاسمة اجتهادات نسَّابة الكواهلة، من موقع الاستهانة الأفندوية، وعدم اعتبارها المطلق لحقيقةٍ ممكنةٍ تأتي من مؤسسة "المشافهة"، وهي في أصلها "مؤسسة التوثيق الشفاهي"، وتسميتها ب"المشافهة" (حافَّة كدي)، إنما هي من صنوف زراية الأفندية بها أيضاً! وقد انتقده عبدالله على ابرهيم ولامه ونهاه عن هذه الزراية بالنسَّابة القبليين "الشفاهيين"، والقول بأن اجتهاداتهم في تحقيق أشجار النسب تخلو من أية صفةٍ توثيقيةٍ تستحق الاحترام والوقوف عندها بوقار وتوقير. بل قال جهرةً إنها لا تخلو من حقيقيةٍ، بل وحقائق. ولام المؤرخين والأنثروبولوجيين الأفندويين، على اتباعهم الأعمى لبعض مناهج الزراية "الغربية" ب "أعمال"، نعم أعمال، النسابة والمؤرخين "الشفاهيين" (ومنهج الاستهانة هذا ليس "مناهج غربية"، على إطلاق العبارة، بل هو عنصرٌ من عناصر بنيةٍ إيديولوجية كولونيالية قديمة وجديدة. وأمر الفرز والتمييز فيها شديد التعقيد). فأوصيك يابت عشة تقولي لي عجب الفيا، لغاية ما يجي دوره في ردود الترحيب "من يالي"، (أي "من جانبي" وهذه من تصريفاتي، بناءً على نهج المغاربة في صرف النسبة، ونحن ناس بربر نقول من تالاي)، تقولي ليه قال ليك بولا يا خي ليتك تكف عن الخوض العجول، أعني عن الأحكام العجولة، والقاطعة، في سيرة هذا العالِم الفذ الجبار الشديع، عبدالله ودعلى ود ابراهيم ود جمال بت احمد، العالِمة "الوتِيقَة" (الوتيق من البناء هو الراسخ الشديد بلغة بربر)، من غير علمٍ أكيدٍ بسيرته السامقة المشتكلة، المستعصية، على كل صنوف التسرع، والإرتجال والتبسيط، مهما استعان المرء عليها بمظاهر اعتبار لتعقيدها وجلالها، لا أصل لها في واقع تحرَّيه ونصه). وعبد المنعم كما عرفته أهلٌ لتراجعٍ جليلٍ عن هذه المنهجية.
نسَّابة الكواهلة، وهم على تنوُّعٍ كبيرٍ واختلاف في وجهات النظر، يتفقون على أصل جدودهم العربي القح. ولا سبيل (وربما لا معنى) للإطالة في ذلك هنا. وفي تقديري أن "قحاحتهم" هذه موضع نظر، من كلا زاويتي قيمتها الإنسانية، والواقعية التاريخية. فكون المرء عربياً أم لا، لا يزيد ولا يُنقص من قيمته شيئاً في نظري (وفي نظر كثيرين غيري، حتى من "أقحاح العرب الحقيقيين"). هذه واحدة. وهي الأساس. والثانية أن "القحاحة" أي "صفاء" الأصل العرقي لا وجود له في نظري، وفي نظر العديد من علماء الأنثروبولوجيا، والبيولوجيا والفلسفة والثقافة، إلخ... لا وجود له، إلا و"ربما"، في جيوبٍ معزولةٍ، (لا بيدها بل بيد عمرو الكولونيالي)، عن بقية سكان "البسيطة" (وما هي ببسيطة). وحتى "قحاحة" هؤلاء هذه فيها اليوم ألف قول وألف نظر. وعلى افتراض أن مقولة النقاء العرقي، التي نُعنى منها هنا بقحاحة العرب، وبالتالي قحاحة أهلنا الكواهلة وغيرهم من عرب بادية السودان، وقحاحة عرب العالم أجمع، حتى، في جزيرتهم، صحيحةً كل الصحة، فما قيمتها، على المستوى النظري الفكري الإنساني، وما قيمتها على المستوى العملي في مضمار التفاخر بالأنساب بالذات، إن جاز أصلاً؟ ما الذي يمكن للمرء أن يفخر به اليوم من وقائع الواقع الاجتماعي والثقافي، وحتى الإقتصادي إن شئنا، للعرب ال"أقحاح"؟ ماذا سوى "عار الدكاكين الأرائك والفرندات المضاءة/ ومجالس الفَحش الذليل وجثة الأنثى وأسعار البذاءة"؟ هذا على استثناءٍ كبيرٍ ومستحق وواجبٍ، لمقاومة الفلسطينيين الباسقة ولمقاومة نفرٍ عزيزٍ من المثقفين والمبدعين العرب العصاة الأشداء، وقطاعٍ لا تنبغي الاستهانة به من المناضلين العرب في مختلف مؤسسات المجتمع المدني المناهضة لواقع البؤس والفحش السياسي و"الثقافي" المزري، واقع بؤس وفحش "التنمية" البشرية التي وضع تقرير الأمم المتحدة، في خصوصها، "الوطن العربي"، في ذيل قائمة بلدان العالم. وهو الواقع الذي علقت عليه الدكتورة مها (نسيت باقي الاسم وستجدونه في التعديل لا حقا، أو العارفو يقول)، نائبة الأمين العام للشرق الأوسط، ورئيسة مكتب التنمية البشرية في العالم العربي، بأنه "وضعٌ" يأتي في مؤخرة الركب الدولي، وتتجاوزه "حتى" (وتشديد حتى هذا من عندي وهو من الأهمية الدلالية بمكانٍ مكين في "طبائع الإستعلاء")، بلدان إفريقيا السوداء!! وقد قالت ذلك في تبيان "مهانة العرب" ومستوى "التردي الذي انحدروا إليه". وقد ظل الحاضرون من "العرب" يكررون هذه اللازمة في وصف المهانة التي لحقت بجنسهم "القُح". وقد كانت الدكتورة مها، فيما عدا ذلك منصفةً وحازمةً في نقد أوضاع التنمية البشرية في العالم العربي، وفي تحميل "أنظمته" المناهضة للديمقراطية، مسئولية ذلك التردي "الكاملة"! ولم تقصِّر الدكتورة في شيء من واجب النقد المستحق لهذه الأنظمة، "فيما عدا"، لمرةٍ أخرى، "نسيانها" لِكونها كانت، لزمن غير قصير، نائبة رئيس الوزراء الأردني! ولم تجرؤْ، وهي في هذا المنصب "المسئول"، على قول كلمةٍ واحدةٍ عن زراية أوضاع التنمية البشرية الناجمة عن غياب الديمقراطية الحقيقية في بلادها، خليك من الوطن العربي! ولو أنها فعلت لما كان لها أن تعشم في ذلك "المنصب" ولا حتى في "منصبها" الجديد بالمنظمة الدولية "الكريمة" [مع التكنوقراط الذين "يجرؤون" على هذا الصنف وحده من النقد المجوبك [يقروا سطر ويفطُّوا سطر!].
من فوق هذه المبادئ، أتحدث عن نسَّابة الكواهلة ضمن مبحثٍ قديمٍ في جملة مناهج النسَّابة "المشافهين" في بلادنا وزراية "الباحثين" الأفندويين بهم، وضمن مبحثٍ أقدم وأكبر منه في مشكلات التوثيق، ومشكلات الهوية (بدءً من مفهومها نفسه)، ومشكلات المعرفة بمصادر تكويننا الثقافي والعرقي والإنساني، ومصادرِ مصادِرِه،. إذاً يا بت عشة، بيرق "ولْ عماً لَي" : "من حيث إنو"، الكواهلة، مما يلينا نحن كواهلة البطانة، لا على إطلاق أنسابهم، و"تلاقحاتهم" (ودي مهمة جداً في استشكال مبحث الهوية يا بت عشه، ويا صديقي الجديد سيف الدين جبريل)، حتى في مستواه "العرقي" "البسيط". وهذا الإطلاق التبسيطي، هو الذي جرت به عادة نفر كبير من المتحدثين "الأفندويين"، في أمر الهوية، الذين حصروا تعقيداته في مستواه المتعلق بالتلاقح العرقي في "عرب وأفارقة". وحصروا صفة "أفارقة" في "الزنوج"، دون انتباهٍ أو مبالاةٍ بحقيقةٍ بديهية وأولوية في التعريف هي أن اسمَ العَلَم "إفريقيا" اسم قارة وليس اسم أمة، وهو اسم نوعٌ وليس اسم جنسٍ بلغة المناطقة. ونسوا وتناسوا إن هذه القارة تشمل البربر والأمازيق والقبط والمور، و أجناس ما أنزل الله بها من نسبةٍ في الزنوجية، وإن أنزل بأقليات منها نسبةً هي نتيجة تلاقحٍ مركب ومعقد "ما هو بربر وزنوج بس مثلاً). ثم هي تشمل البجا والنوبيين والأثيوبيين والصوماليين ممن (يسميهم علماء الأنثروبولوجيا أحفاد إنسان ال Oldway، "الحاميين" إلخ. وفي كل هذا نظرٌ متواصل. ومن طرائف التصنيفات الإيديولوجية لأحفاد إنسان الOldway الإفريقي، الذين لا يميزهم أحياناً عن "الهندو ـ أوروبيين" سوى اللون (وفيهم من لا يميزه حتى اللون والشعر عن الهنود)، أقول من طرائف الإيديولوجيا حين تخالط التصنيف العلمي، أن نفراً من الأنثروبولوجيين سموا هؤلاء القوم من أجناس شرق إفريقيا، ب "البيض ذوي البشرة السوداء"! وقد نسي "باحثونا" الأفندويون، في غمرة "بحثهم" العجول عن مخرجٍ من استشكالات الهوية بضربةٍ قاضيةٍ واحدة، أو غفلوا، عن أن الزنوج خشوم بيوت، في التكوين العرقي، و"خشوم مذاهب" في الثقافة والأديان والبنيات والخيارات الإجتماعية والحضارية. يا شيخ عبد المنعم خاف الله فينا، فلم يضيعنا غير تبسيط ناس عبد الحي وود المكي في ريعان شبابهم المعرفي.
ففي خصوص تفسير "وَلْ عمي الأمرأري" بيرق، وهو بيرقاً "على رأسِهِ نارُ" من فرط سماحة نفسه في ظاهرها وسريرتها، يزعم نسابتنا، وعمدتهم خالي ابراهيم ود حبيب الله، أن الأمرأر، والكميلاب، قَبيلٌ من الكواهلة، ناسبوا البجا وفضلوا البقاء بينهم، واتخذوا التبداوي لساناً لهم (وقد لا يرضى الأمرأر بهذه النسبة). إلا أن ابراهيم نفسه، هو نسابةٌ وموثِّقٌ، يحصحص له الحق "زَغَمْ لَي معلومة تحتانية يؤكد فيها أن الكواهلة على إطلاقهم أحفاد بجاويات". وبعضٌ منهم بجا صُرف انضموا إلى هذا الفرع أو ذاك من أبناء خؤولتهم في لجة الحزازات البين الفروع والبيوت القبلية. وقد وجدت نفسي وجها لوجه مع حقيقة هذا لنفر من الكوهلة البجا، عندما، كنت في انتظار قدوم يعقوب ابن أخته شمس الدين، فلما وصلا محطة البص القادم من المطار، وهي تقع في وسط باريس، إذا بي أما بجاويين لا سبيل لعَينِPortraitiste مدرَّبٍ مثلي، لأن تخطئهما، ولعل ذلك من مفاجآت الدورات الوراثية التي جعلت بكري ود حماد(الأخضر الغامق) وأخته سعاد بت حماد ود كَلَمون ، ذات اللون الخُمري (الجنن المرحوم التاج مصطف) صديقة شقيقتي آمنة بت احمد ود الحَرَم (يا حْنين)، ينجبان "قبيلةً" من الأطفال الشُقر الإسكندنافيين. (وهذه قصةٌ مدهشة، بل مذهلة جداً، من بدائع التكوين العرقي لسكان (باب الريف) بربر العتيقة (حتشرتك معاي في روايتها ياحُنين)، وحنين من جناح ناس كلمون "الخضرِ الجلاعيدِ". والعبارة من شعر حسان بن ثابت في بني "جهم". هذا على خلاف أن في مكونات "الهوية" (وأنا أفضل عبارة "الهويات السودانية" وبعد دا عني كلام كتير في المفهوم نفسه)، فيها تُرُك، وسركس، ويونان وشوام و"صين" (بربر فيها "صين" من سكان البلد "الأصليين" منذ بداية العشرينيات)، ممن لا يدخلون في صفة الأفارقة والعرب، وممن قدموا مساهماتٍ كبيرة وأساسية أحيانا في بناء الإطار الثقافي الشامل في السودان بكل تنوعاته. (فهناك نتائج مبحثٍ في التطريز قامت به الأخت الأستاذة التشكيلية "بقيع"، عن التطريز في السودان، ونصحتُها حين استشارتني في أمره بزيارة بربر، قبل أن نُبتلى بفقد المكتبات الإلكترونية "الشفاهية"، فتوصلت إلى أن الحاجتين كومنان وسندغان، وهما أول امرأتين تدخلان السودان، الحديث على الأقل، ضمن أسرةٍ صينية كبيرة، هما في أصل جنس فن التطريز الذي يُسمى "القُطبة" في السودان. والقُطبة بالفعل فن من فنون التطريز للصينيين فيه بدائع ومهارات تذهل العقل. قد هُيئ لي أن أشاهد عواضه بت سندغان وهي تطرز "القُطبة"، في زيارةٍ لدارها مع أمي، فسحرتني تراكيبها ومهارتها أيما سحر. وقد كُنت في حوالي السابعة أو الثامنة من عمري. ولعل ذلك ترك أثره في منهج أدائي التشكيلي المبكر من جانبه المتعلق بالدقة والحرفية اللتان تحدث عنهما النور، قبل أن تصرفني غواية الكتابة والفلسفة عن التشكيل، انصرافاً لم يعد يسمح لي بادعاء الانتماء إلى هذا القبيل من المبدعين، بصورةٍ كُلِّية.
وتروي زينب بت بشير، ومؤيدوها من "نسابة المرغماب"، من خشم بيت "اولاد اب زمام البركبوا اللشقَرْ"، على حد قول شغبة فيهم، إنه، عندما وقعت العركة بين المرغماب والبطاحين، وكان جيش البطاحين بقيادة ابن أختها "برير" (ابوه بطحاني ودي شربكة تاني في الهوية واحترام الآخر)، إلى جانب أبناء عمومته من فرسان العركشاب "الغُرْ"، الذين مدحت شغبة نفسها خصالهم القتالية (بي شكراً ما فيه زيادة موية يا ولدي ـ وهذه عبارة حوش العاشم بت فضل الساتر عن شغبة)، حين قالت :
تبَ العركشاب وكتين يلوكوا المُر
يرتبوا لَلكتال متْل الكِبَاش الغر
لونُنْ لصفو زي دهب الجُمار الحُر
ويدَّعكو على الصف الدِِمِيهُ تخُرْ

شوفي يابت فاطنة هذه الشاكلة من الاعتداد بالمخالف، بالخصم، في سياق ذلك الزمان الذي كانت شرعة الاستيلاء على السلطة والثروة فيه "قَلِع عديل"، من غير "بيانٍ أول"، أو إيديولجيةٍِ تغالي في الغش وفي الإستهانة بحقوق الغير، حتى تسمي نفسها "الإنقاذ"!! ومن غير حاجةٍ لشرائع ودساتير لتبرير وتسويق، الإستيلاء، واللغف، والتعالي وقلة الحياء المتمثلَين في ادعاء معرفة مصلحة المواطنين بأفضل منهم، وإنقاذهم غصباً عنهم وغصباً عن خياراتهم، أعني الديمقراطية، التي عبر مواطنونا عن سعادتهم بها وحرصهم عليها، بدرجةٍ كانت مثار إعجاب العالم بأسره، بتسجيلهم نسبة مشاركة في التصويت بلغت في انتخابات عام 1986، التي ألغاها انقلاب الترابي ـ البشير بجرة بندقية، 86% (إذا لم تخُني الذاكرة)، باستثناء قطاعٍ كبير من الجنوب لم تُجر فيه الانتخابات للأسباب المعروفة.
وهذا يا بت المبارك ما كان من أمر زعمي وسلبطتي في البجا عبر بيرق. فقد أردت أن أبين منه وجوهاً من تعقيدات سؤال الهوية في بلدٍ بلغ فيه استعصاؤها شأواً شديد البعد. وأنا أتعشم أن تساهم هذه الملاحظات المرتجلة، في رسم بعض ملامح إشكالية (بالمعنى الفلسفي والمصطلح المنهجي للكلمة)، هذا المبحث الوعر، الذي طالما ابتذله الأفندويون، والمتسيدون من كل صنفٍ، في مساعيهم قصيرة النظر والنفس والخطو، إلى الاستيلاء السلطة بمعانيها الثقافية والسياسية والمعرفية إلخ. ويا ستي بيرق خلِّي وأخي وتاج رأسي أيضاً، وهي رأسٌ تيجانها كثيرةٌ رأسٌ تقصرُ عن مقام البهاء هذا. وربما عدتُ مرةً أخرى لاستكمال سيرة النساء البواسل في مشهد التاريخ الذكوري لا من باب العصامية، بل من باب الجدارة الواسع البهِي، ومن باب احترام الخلاف والاختلاف. وأحصنَ أبوابه في التاريخ، وأحكمها إغلاقاً باب الخلاف والاختلاف بين المرأة والرجل : باب جور مؤسسة الرجال على إنسانية النساء "المي دايرالا رفع ضو"، يا عشة بت فاطنة ام ضواً باين. محبتي كلها. بـولا

Post: #193
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-24-2004, 11:22 PM
Parent: #1

عزيزتي الجندرية،
مرحب بيك انتي، و"القَامة ليك"،
عاد تشبهي بنات الهادي ود بت اب كيف جنس شبه!! وأمهن فاطنة بت "اُمحَدْ احمد" ود عمر ود القريش. و"اُمحَدْ احمد هي الطريقة التي كانت تنطق بها صويحباتي الراحالات من نساء التماسيح، وهم بيتُ المعارضة في مملكة الميرفاب، اسم "محمد احمد"، الذائع والرمزي في السودان. واسم التماسيح من جدهم على ود تمساح رمز المقاومة "الشهير المنسي" ببربر للإحتلال التركي وحلفائه المحليين في المدينة، وقد قُتل صلباً وتعذيباً. (والتماسيح أنصار لا يسمعون في المهدي لومة لائم يا عويس عبر مداخلة الجندرية). ولا تقف شجاعتهم عند العنصر الذكوري يا جندرية، بل فيهم من قديم الزمان جندريات شديدات المراس. منهن جدتي لأبي، الحرم بت طلحة التي حرَّمت شرعة الرق في بيتها، كما ذكرتُ في مكانٍ آخر، قبل تحريم الإنجليز الإيديولوجي المغرض لها. وقد لفت نظري فيما بعد إن تحرر وبسالة سليلات على ود تمساح وتفتح أذهان أحفاده في شأن "الجَنَدره"، لم يكن أمراً عادياً كما كنت أتصور في صباي، بل كان سبقاً تاريخيٌ فريداً. وبنات الهادي ود "بت اب كيف" البشبهنك، ولا سيما كبراهن "إيمان" ربما أستطيع أن أقول إنهن سليلات جندرية من الطراز الأول في مراقي الحرية والإبداع مما جميعو، الشاعرة فاطنة بت اب كيف، بت أحمد ود طلحة ود على ود امْحُمَد ود اب سِويكت ود القريش، الذي قالت فيه جدتها، بت سويكت، تصف بسالته في مقاومة الترك "الخيل روَّقن مرق اب سويكت راسن"... الخ. جزيل شكري لك. وتسلم قامتك. وربما عدت إذا أسعفني الوقت والمروَّه. بـولا

Post: #194
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 04-25-2004, 05:36 AM
Parent: #193

الأخت الكريمة إشراقة
شكرا لك
أسعدتنا طلتك بعد طول غياب.
لم أكن أعرف أن بولا مر بدارك المؤقتة في القاهرة!!
أرجو ان تجدي وقتا اكبر، فنسمع منك أكثر، كما كان العهد بك.
شكرا لك مرة أخرى.
النور حمد

Post: #195
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elmamoun khider
Date: 04-25-2004, 09:49 AM
Parent: #1

مرحب حبابك سلامات شايل سحابك
فاهطل لينا علماومعرفه
***
واهلي في الصعيد يقولون
ابا موسي متين جيتا من الغربة سلام عليك
جيتن جيت
افيكوما
واخيرا يا الله الاستاذ/ عبدالله بولا بيننا ننهل منه انها لعمري الفرصة التي بحثنا عنها بين المكتبات و فراشة الكتب بحثا مضني عن انتاج هذا العالم الهميم عبدالله بولا الذي حرمنا منه الوضع السياسي الخانق ... لقد كانت معرفتنا به كجيل من خلال مقاله الشهير (شجرة نسب الغول ) الذي حفظناه من شدة اعجابنا به و بما كتب و اصبح مرجعيتنا في نقاش الهوية والثقافات في السودان , وما زلنا ننتظر منك الكثير ...
لقد سمعنا عن جهنم ولكننا لم نتحصل عليها , ونريد ان نسمع الكثير منك فهل لنا بذلك
ليت الاستاذ ابحر لنا قليلا في سودانوية الاستاذ احمد الطيب زين العابدين و مدرسة الواحد و ابادماك و الكثير من القضايا التي ننتظر و جهت نظر استاذنا الجليل بولا فيها لا ن استاذي الترحيب بجلال مقدمك لن يقف والكل يحمل لك حبا بقدر سوداننا الحبيب
فحيا علي البداية..
وعزرا ان اجلسناك طويلا امام الكيبورد .. لكنه قدرك ان تكون عبد الله بولا الاستاذ و نحن التلاميذ ونحن كراساتنا جاهزة و مجلده يا ستاذ.

لك الود والاحترام

Post: #196
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-25-2004, 07:33 PM
Parent: #1

عزيزي وليد،
صدقت، فقد كان أول و آخر لقاء لنا كان في باريس 1997. لكنه لم يكن لقاء الفندق ذاك الذي تَحدثت عنه. فقد كان لقائي بك في مسرح معهد العالم العربي بباريس، تلك الليلة الممتعة التي قضيناها مع "مجموعة عقد الجلاد". وأجد عبارتك هذه موفقة جداً فالمجموعة أكبر وأعمق معنىً من "الفرقة". وقد كان أداؤكم، وأداؤك أنت وأداء حنان، يأتي في تلك الليلة من أغوارٍ بعيدة. كان أداءً مشحوناً بشجنٍ ليس ابن يومه. وقد فهمت أنا ذلك في ما بعد من حديثنا القلبي معاً، والذي أشرتَ له في مداخلتك. لم أكن في الواقع أبحث عن شخص يوصل لي وصيةً، بل عن شاهدٍ على واقع ممارسةٍ إدارية تربوية مزرية في واحدةٍ من مؤسساتنا التعليمية الإبداعية، هي المعهد العالي للموسيقى والمسرح، كما اعتدنا أن نسميه في الزمن السالف. وقد وجدت ضالتي من هذه الشهادة فيك. وما أزال أذكر حديثك الشيق الدقيق المنصف عن الأوضاع في معهد الموسيقى والمسرح تحت إدارة زميلٍ لي معروف، ذهب في التولِّي عن واجب "المعلم المربي" مذهباً بعيداً في الغلو. وكان قبل ذلك بزمنٍ بعيدٍ ومتواصل، قد ذهب في نفس دروب الغلو في "الخصومة" المرتكز لديه على واقع استسلام لحظ النفس قليل النظير. وكنتُما أنتِ وحنان أكثر ضحاياه عناءً. ومع ذلك فقد أنزلتني دواعي الإنصاف لهذا "الزميل" ( "زميل" بمصطلح الدراسة والمرافقة في دوائر العمل الإبداعي، والعمل الرسمي الثقافي و"الأكاديمي)، ودواعي مراعاة دقة الملاحظة المفضية إلى ضبط الأحكام، في مسعاي لبناء مفاهيم لا تناطح حقائق الواقع ومعطياته المعقدة العنيدة، لأن اقر بيني وبين نفسي أولاً، ثم علا الملأ، كما أفعل هنا ثانياً، بأنه واحدٌ من تشكيليينا البارعين، ربما قلت أداءً ورؤيةً، أما على المستويين الفكري، والإنساني، الكبيرين، فلا. وهذا أحد الأمور التي تستعصي على الفهم في أمر الفن. كيف يكون الشخص مبدعاً كبيراً على مستوى الأداء الفني والجمالي، وكائناً فظاً غليظاً على المستويين الفكري والعاطفي الإنساني؟ وكنت قد لاحظت شيئاً من ذلك لدى دراستي لسيرة بيكاسو : فقد كان الرجل أنانياً غليظ حظ النفس، ولم يكن، مع ذلك، فناناً متواضع الموهبة والأداء على ذلك النحو من الغلو الذي وصفته أنا به في "ريعان شبابي المتأخر" في (حوالي عام (1974). بل كان بيكاسو في بعض أعماله رؤيوياً وتركيبياً من الطراز الأول، إلا أنه كان يَعمَدُ في كثيرٍ من أعماله إلى خراقةٍ، كانت يومها محببةً في أوساط حركة الحداثة التشكيلية. وهو على كل حال ما يزال يُحظى، في نظري، بتقديرٍ أكبر مما يستحق. فهو ليس التشكيلي "المعجزة المطلق" كما يزعم محبوه وأصدقاؤه، وعلى رأسهم ميشيل ليريس عالم الإثنولوجيا وعالم الجمال الرؤيوي المتميز. وقد لاحظتُ أن علاقات القربى والصداقة في الأوساط الثقافية الفرنسية بالذات تصيب العين بالرضى والكلال عن كل عيب في المحبوب، والصديق والموصى به من الأوربيين، ويصيبها الكلال أيضاً عندما يتعلق الأمر بمبدعي العالم الثالث من باب الشفقة والإحسان. فيكفي أن يجد المرء مفتاحاً للدخول من أحد أبواب هذه الدائرة اللعينة المحروسة، وسوف يصبح في غمضة عينٍ فناناً أو كاتباً أو مسرحياً أو موسيقياً "عالمياً".("نَسعل الله السلامة"). كان لقائي بكما باباً في أبواب السعادة المؤكدة. وكان صوتك يأتيني من مغاور بعيدة، وكأن صوت حنان وهي تؤدي أغنيةً لفيروز من على خشبة مسرح معهد العالم العربي، كأنه رفرفة أجنحة قبيلٍ من الملائكة فشكراً لك وشكراً لها ولي عودة إذا أسعفني الوقت. وقد أقول هيهات. بولا

Post: #197
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-25-2004, 08:55 PM
Parent: #1


عووووك عثمان حامد؟ كان كدي عاد امانة ريكة الاختصار ما اتشنقلت! يا شيخ عثمان الرحمة. داير تصيبني باحتفاء أكتر من دا كمان؟ هل تريد لي، يا خِدْنَ روحي، أن أظل أمام الكمبيوتر بقية عمري القليلة، أرد على أفضالَ لا أستحقها؟ مثل هذا الاحتفاء الذي تستحقه أنت يا "ود حامد" نظير دفع الله حامد في تناهي الفضل، والرقة، والتضامن الإنساني "المفزع" لأمثالي من المقصرين. وسمِيُهٌ، أو لنقُل نصف سَمِيِهِ: في "الودحامدية". انتبهت فجأةً لأوجه الشبه بينكما. سوى أن دفع الله لم تسعفه أيامه القصيرة بنيل سعادة الدنيا التي نلتها أنت برفقة "البنت الحديقة" العامرة في الظاهر والباطن. لعلني لم أخرج على مقتضيات الوقار يا جماعة الخير؟ بيد أنني لا أقول إلا ما أعتقد وهذا عزائي عن فَوَتان الحد في مقتضيات الأصول أحياناً.
كان أبي أحمد ود بشير (وما هو "البشير" بألف ولام العهد ياخوانَّا. جدي بشير وبس)، بشير ود أحمد ود الفكي حسن ود أحمد ود حسن ود أمحُمد ود احمد ود امحُمد ود خُتاري، وخشم بيتنا حَسناب، وقد فاز باسم الختاتير دوننا أولاد عمنا في قرية السدر، من أعمال مديرية بربر، كانت ولا تزال. واسمُها الكامل "سدِر ود حسن". وهو أحمد ود الفكي حسن ود امحُمَّد ودختاري وقد كان على سُنَة (ولا أقول عقيدة) جدِّه ود خُتاري في التصوف (والتصوف ليس عقيدة صماء، بل ساحة واسعة للمشاهدة في الحضرة الربانية)، (وأنا لستُ من المتصوفة ولا أنوي أن أتصوف ولا أتصور ذلك رغم كل احترامي لرؤية القوم الباسقة للإنسان)، وقد اتبع أحمد ود الفكي حسن قدراً من سيرة جده، ود ختاري راعي الوَحَش، في سعة النفس وهضم حظها وأخذها بالشِدَّةِ بقدر ما استطاع، حتى قالت غنايته فاطنة، بنت اخته آمنه بت الفكي حسن إلخ، في مدح سماحة خصاله، وقد كان رأس القوم وشيخهم، من البُطانة لغاية السِدر: "ما جَلَس يسِيسْ وْيعيق ـ للعدامى باقي رفيق". فتأمل هذا النظر النقدي، الشامل، النافذ، الفذ، للسياسة في مفهومها، التكنوقراطي "الرسمي"، مفهوم "سياسة السياسيين"، (la politique politicienne) كما يعبر الفرنسيون، وهي في ترجمتها "الصحيحة" السياسة المحترفة (يعني بالمفتشر، السياسة لما تبقى "أكل" عيش وأكل سُلْطة وأكل عقول وأكل حقوق). فقد برَّأت فاطنة بنت امحُمَد خالها من ممارسة السياسة كباب من أبواب الحظوة والجاه والتعالي، وبالتالي من أبواب الإعاقة لنهج التحرر والتضامن الإنسانيين؛ قُلت كان أحمد ود بشير الذي شهدتُ وجوهاً من سيرته شهود عيانٍ مكين، تجسيداً شاهقاً لهذا النمط من ممارسة السياسة الرشيدة العالية على سُنة جده أحمد ود الفكي حسن، رفيق "العدامى" والمحرومين الآخر، أحمد ود بشير، ابن رفيقة "العدامى" (وما هم بالعدامى بمعاييرٍ أخرى)، الحرم بت طلحة التي أبطلت كما أسلفت شرعة الرق في بيتها وأسرتها. وقد كان أحمد متديناً قوي العقيدة في العدل، شديد المراس إن رأى انتهاكاً للحق. ومن ذلك، بل من أعلى قمم ذلك، تلك الواقعة الفريدة في زمانها التي شهدتها منه في عام 1952. كان أحد أخوالي من جانب أهل جدتي أم أمي، وهم أهل أبيه أيضاً من جانب أبيه، "ولداً مطلوق وبطران" كما تسميه جداتنا وعماتنا. فقد نشأ يتيم الأب، وأبَى قلب عمه (...) افندي (وليس كل الأفندية أفندويين بالضرورة. ولم يكن (...) أفندوياً قط في حقيقة أمره. وإنما كان نسيج وحده في كل شييء : في صمته العتيد، وعبارته الوافية النافدة إذا تحدث، ولونه الأسود الفاحم، وعينيه الزرقاوين وملامحه الأنجلو ساكسونية مما جميعو، باختصار كان في لونه ومظهره العام دينكاوياً أصيلاً، وفي ملامحه ولون عينيه ساكسونياً، أو اسكندنافياً أو جيرمانياً قاطعاً، وكان في طبعه وسلوكه من عالمٍ آخر!!)، أقول أبىَ إلا أن يُفُرِط في الرفق به خشية غبن اليُتم. فنشأ خالي وهو يُخل أحياناً بتقاليد الأسرة المرعية. وكان في ذلك العام، جاء من رحلة عملٍ قضاها بالجنوب (...) بيافعٍ دينكاوي، أقدِّرُ أنه كان في العاشرة من عمره، بغرض أن يعمل خادماً عنده. وكان أحمد ود بشير قد عاد لتوِّهِ من رحلةٍ شاقة إلى أرض البطانة. وفي اليوم الثاني سمع خبر الوليد "الدينكاوي" الذي جاء به خالي. فناداني مع بداية الشروق، وقال لَي امشي نادي خالك". فذهبت إلى حوش جدي (بيت الأسرة الكبير في بربر ويقال إنه أول بيتٍ بُني على طراز بربر المعماري الفريد). وعدت بصحبة خالي. سلم خالي على أبي، الذي هو عمه أيضاً، بأدبٍ جم. لكن من غير حرارةٍ حقيقية. فما أن جلس حتى خاطبه أبي قائلاً :"أسمع يا فلان شنو حكاية الولد دي؟" رد خالي الولد ياتو؟" فقال أبي "الولد ياتو كيفن، مو الولد الجبتو معاك من رمبيك؟ داير اعرف جبته ليه؟" أجاب خالي بأنه أتى به "لمساعدة المَرَه والبنيات في شغل البيت". فقال أبي "خدام يعني؟ فصمت خالي وقد حَدَس ما يدور في نفس أبي (لا في ذهنه فحسب) من استنكارٍ وغضب. فاستطرد أبي قائلاً "إنت متين شفت في البيت دا زول مسترق؟" وهو يعني منذ أن حرَّمت أمُهُ الحرم بت طلحة شرعة الرق. وواصل "أسمع بطِّل الطرطشة والكلام الفاضي. تمشي هسِّع دي تسوق الولد تشتري له جلابيتين، وجزمة وخريتة كُتُب (وكذا كراس وكذا قلم واستيكة إلخ) وتجيبو لَي في المدرسة". لم يبدُ على وجه خالي، فيما أذكر، أنه كان راضياً عن ذلك. إلا أنه أُسقط في يده. فقد كان على الرغم من "بوجانو" (أي اِطلاقتو وإخلاله بأعراف الأسرة، والأعراف مما جميعو أحياناً، شديد التقدير لأبي، حتى لمبادئهِ (شوف عليك الله ابن آدم كيف دخيلته ممكن تكون مجوبكة!!). وفي اليوم التالي عاد خالي، وفي إحدى يديه الكسوة وأدوات المدرسة، وقد أمسك بيده الثانية يد "الوليد" كأنه ابنه. وهكذا أصبح (...) أخاً لنا وأصبح الشيخ أحمد بشير أباً ثانياً له وأصبحت فاطنة بت حبيب الله له أماً ثانيةً. أقول أباً ثانياً وأما ثانيةً لأن شيخ العرب أحمد ود بشير لم يرغب ولو للحظةٍ واحدةٍ، ولا حتى في خواطره الدفينة، في أن ينسخ نسب ابنه الدينكاوي، على الرغم أن أباه الحقيقي كان متوفياً. ولم ترغب شيخة العرب فاطمة بت حبيب الله، قط، أقول "قط" مغلَّظةً مكتفيةً عن أي نعوت أخرى، في أن تكون أما بديلةً أو منافسةً لأمه الحقيقية. وها هو أخي الدينكاوي الأصيل، اليوم أحد المناضلين الشواهق في سبيل الخيار النبيل العالي لوحدة السودان، وطناً لنا جميعاً بلا مواربة وبلا غش وبلا لجاج. وأنا أعني بهذا أن الخيار الثاني، خيار الإنفصال الممكن، يبدو في نظري وفي نظر أخي الأكبر من سلالة الدينكا المقاتلين والحُكماء الأشداء، (وفي نظر قطاع يعتدُّ به من أبناء السودان شمالاً وجنوباً، هو خيار الهزيمة لنا جميعاً، لأنه خيارٌ للدروب السهلة، وخيار الإقرارٌ ب "أننا" أقصر قامةً من خيار العيش سوياً، خيار العيش السوي، في موطنٍ للمحبة والإخاء والتضامن والاحترام المتبادل. خيارُ من لم يعرفوا بعد من هو "العدو الحقيقي". وأنا أقر مع ذلك، بأن هذا الخيار البائس لو وقع، فلن يكون خياراً بلا قرائن إثباتٍ وقرائن استحقاقٍ، تقوم على واقع ووقائع ظلمٍ مديد من "جانب حملة الثقافة المركزية المستعلية". للأسف. وأنا بالطبع لا أقترح نموذج سلوك الشيخ أحمد بشير والشيخة فاطنة بت حبيب الله نموذجاً للخلاص. ولم أمتدح سِيَّر ذلك النفرِ من النساء والرجال الذين أتيتُ على ذكرهم إلا لبيان أن السمو الإنساني ممكنٌ. وإن هذه السمو إذا كان ممكناً في مستوى المجاهدة وكتال النفس الفردي، فهو بلا ريب يكون أمكَنُ، وأنفذُ، وأقوى فعلاً ومفعولاً، إذا قيض له أن يقوم على مستوىً مؤسسي. وأنا أنشط وأساهم، بقدر ما أستطيع، في تأسيس الرؤية القائلة بأن الخلاص إنما هو في المؤسسية الدستورية كما أسلفت، وكما أوضحتُ مراراً. وقد رأيتُ مرأى العيان الأكيد عند عثمان ود حامد، مع، وضمن، نفرٍ جليلٍ من النساء والرجال المناضلين والمناضلات، الشوامخ السوامق البواسل، من مختلف المشارب والعقائد السياسية الدينية والمدنية، سعةً وسعياً أكيدين ومخلصَين، عززا ثقتي في إمكانية الخروج وشفياني من الحزن واليأس. إلا أنني لم أر، إلا نادراً، مثل تلك السعة العجيبة التي يدير بها عثمان حامد خلافاته حتى مع أشد "خصومه" قسوةً، وعنفاً، واجتراءً على واجب احترام المخالف. ولم أشهدْ كثيراً مثل المودة الشاهقة التي يعضد ويصون بها علاقاته مع أصدقائه ومعارفه (وصروح المودة يا أحبابي بحاجةٍ لصيانةٍ متصلة وإلا انهدمت وذهب ريحها الطيب). وقد قالت فاطنة بت آمنة بت احمد أيضاً، في امتداح خصال خالها أحمد، "جودْتهْ وافره مي شوية ـ وْبِرشُهْ بايضه في اْلحيَّة. كنايةً عن أن بِرْش ضيفانه من "العدامى" لا يُرفع قط، حتى أن الحية اطمأنت من أن يلحقها الأذى من رفعه فباضت تحته. ومع ذلك فإنني أيضاً لا أقترح "برش" أحمد ود الفكي حسن برنامجاً للخلاص. ولم أورده من باب الفخر بأسلافي. وإنما أوردته في باب الاعتراف بالفضل القديم وتمجيده. وتمجيد مساهمة أهله في إضاءة دروب التضامن، كعنصر في مشروع التحرر الإنساني الكبير من الإثرة والأنانية وحظوظ النفس، ومن مؤسسات حظوظ النفس التي هي أساس المجتمعات الطبقية المكين، مما لم يقف عنده رواد دعاوى ومبادئ الإشتراكية والشيوعية الأوروبيين "المُعتَمَدين"، والقِطاع الغالب من اتباعهم في كل أنحاء الدنيا، الوقفة المستحقة حتى الآن في زعمي. وهذا عندي مما يفسر "هجيمة" الأنظمة الدكتاتورية والدول البوليسية لأنصار المشروع الصادقين (على غفلتهم)، ومَحْقَها لهذا الحُلم الجليل باسمه، وباسم وحدانية امتلاك الحقيقة من أمره.
يا شيخ عثمان أنا "سَرَح" دحين أرجوك تُلجمني إن رأيت أنني استطرد في غير طائل، و"من غير ما موضوع"، مسموح لك بذلك، وحبابك عشرة في أي لحظة. لكن خليني أزعم أن استطراداتي هذه حيلةٌ في التوحيد بين واجب الرد المستحق على ترحيب البورداب غير المستحق بشخصي غير المستحِق، وبين موضوعات الترحيب والحوار الأساسية وخط السرد الرئيسي. وليس من حقي أن أدعي لنفسي توفيقاً في ذلك، وإنما أحاول لا أكثر. ولذا فلتسمح لي بهذا الاستطراد : قالت فاطنة بنت آمنة بنت احمد ود الفكي حسن، أيضاً في "مديح" خالها أحمد:
من نهارةْ اتغرَّب لي رَزالة ما اتْقرَّب
وكم أن تقارنوا ذلك بحالنا مآلاتنا في الغربة. وقالت :
"جُوْدْتُه وافُرَهْ مَعَروفَهْ
وُكَيْتُهْ مابْيَقوم صوفَهْ
وهذه الأخيرة هي التي سأقف عندها، في خصوص شاكلة مدحي لأهل السماحة والفضل في إرساء شٍرعة توقير المخالف وزجر مَنْ نحب ومَنْ نوقر، عن اجتراح الصغائر، وأنتَ عندي أكثر الناس اجتهاداً وبراعةً في ذلك. ولذا فإنني أجد في التعقيب على مداخلتك سانحةً طيبة في "إنِجاض" القول في المعنى الذي أشارت إليه فاطنة بت آمنة بت الفكي حسن بقولها "كَيْتُهْ ما بْيَقوم صوفَهْ" والتي هي في معنى "آخر العلاج الكي"، للذي لا يرتدع بالنصيحة السخية، عن الغي والظلم، فمثل هذا وهذه علاجهما "الكَيّة" التي لا تُنبت نفس الظالم المجحف الحقَّار المستبد، "صوفاً بعدها". وهذا أيضاً، في معنى أن "المسامح الكريم"، "مو اللضينه التَدُقو وتتعضر لُو". وهو في معنى أن هناك مقامٌ للندى ومقام للحزم، كما في قول المتنبي في التمييز بين موضع السيف وموضع الندى، والذي حرفتُه عامداً لحذري من حديث السيف "حذر الذئب من دم ابن يعقوب". فصيَّرته "ووضع الندى في موضع الحزم بالعُلا ـ مضرٌّ كوضع الحزم في موضع الندى". وقد رأيتك في موضع الحزم لا تلين لك قناة. بورك فيك يا ود حامد وفي منال ومازن وإلى لقاءٍ أتمنى أن يكون قريباً في دارنا أو داركم، أو على الهاتف (ثلاثة أرباع المشاهدة والمشافهة) أو في البورد (نصف المشاهدة الحقيقي كما سبق لي أن وصفته. وربنا يجعل البركة في بكري ود ابوبكر الذي وهبنا هذه النعمة الكبيرة الممتعة، هذا المنبر، الذي لولا وجع الضهر وسُلطان الكُبُر، لما خطر ببالي التفكير في اختصار ردودي المقبلة على من رحبوا بي من أعضائه. وبهذه المناسبة أنا لستُ من أنصار المنع، لأن المنع مما "ينبُتُ تحت عباءته الشر". بل من أنصار المراجعة الحازمة، و"المُرة" إذا اقتضى الأمر، للذين يفرِطون أو يفرِّطون في واجب احترام المحاور المخالف وفي مفهوم الحوار نفسه. أما مخاطبة المخالف، المهينة المُحِطة، فلا. وأما التسامح و"المداداة" للظالم المنتهك البيَّن الظلم والإنتهاك فلا، ثم لا ثم لا.
ويا سِيدي السماح والعفو منك ومن النور، إن قلتُ لك "إنو النور كان طالبي في حنتوب"، فلا بد أن قولتي هذه كانت في لحظةٍ من لحظات الغفلة المفضية إلى التفريط في المعاني الكبيرة. فقد كان النور ولا يزال رفيق الدروب الموحشة الوعرة كما أسلفت في المقام والمعنى اللذين قال فيهما الإمام على ابن أبي طالب. وأنا شيعي في حضرة هذا "البطل التراجيدي" في التاريخ الإسلامي، الذي أنتصر فيه الظلمة على المظلومين جهاراً نهارا! (مِن الذي يملك مفاتيح اليقين بأن "الخير سينتصر في النهاية"؟ وياتو نهاية؟)، وفي التاريخ الإنساني على إطلاقه، وفي دروب مشروع التحرر الإنساني، المشتكلة الوعرة الذي أتمنى أن أكون قد "أفصحتُ" عن بعض وجوه رؤيتي لها في المقدمات المختصرة التي نثرتها هنا في مختلف مداخلاتي في سياق رد فضل المرحبين بي، وهيهات، وهل من إضاءةٍ تامةٍ لمثل هذه القضايا العصيَّة؟ قلت قال ابن أبي طالب، مما ظللت أمهد له فأستطرد، "آه من طول السفر وقلةِ الزاد ووحشة الطريق". وقد كان النور أحد رفقة و"حشة الطريق" الحقيقيين "القلائل الكُثْر" في تجربتي الحنتوبية، وفيما بعدها من تجارب. وقد صاروا اليومَ قبيلاً مؤزراً، ليس بدون فضلك. وقد أتاح لي فضل بكري والنور أن أكتشف الآن أنهم أمةٌ "من النيس" (وتقرأ بإمالة الياء) كما تُعبر حِليةِ معلماتي المجيدات وزينة مجالسهن، "التايه بت جاد الرب" (والنيس في هذا الموقع من لغتها تعني الجمع الكبير)، ("يا لتلك المرأة" يا بشرى، ويا حلاج : ولعلك يا صدِّيق تذكر تلك الليلة الأشدَّ وحشةً في أيامي وفي أيامك، التي قضيناها بدارها العامرة، بيت الطين الحَفِي التليد ذاك، بود مدني). لم تكن التاية تملك قوت يومها إلا بالكاد. ومع ذلك فقد شهد الحلاج وهاشم كيف احتفت بنا. وقد كنتُ لمحاسن الحظ، ولعله من محاسن التدبير التوثيقي، أحمل مسجلاً، وثقتُ فيه حديثاً طويلاً للتاية، قبيل تلك الليلة، حكت لي فيه نذرا من تاريخ ود مدني، وسيرة توَطُّن أولاد الريف بها (وهي منهم)، وتوطُّن إبداعاتهم العتيدة فيها، وعلى وجه الخصوص سيرة "أبراهيم ود الكاشف" كما تسميه. وجاءت في ذلك السياق عبارتها الطريفة "أمَّه من النيس"، واستطرادها البديع في وصف رحلات بنطون حنتوب التي لا تُراعى فيها ضمانات السلامة ومع ذلك، سلم ركاب البنطون من أية حادثة طوال ما يقارب الخمسين عاماً، (ولعلني سمعتُ بآخرةٍ، للأسف، عن حادثٍ ألمَّ به وبركابه، بعد أن أصبح عدم مراعاة السلامة شرعةً ومذهباً وثمرة للاعتداد المصحوب بقلة الدَبارة والحيلة) : قالت التاية في وصف زحمة البنطون "عاد يا ولدي ما بيجي شايل الناس ديل مشنكتين مشنكتين فيهُ كدي، زي الحِدَي، شُفت الرَخم؟، بس الجراد". عفواً يا عزيزي فقد حمَّلتك معي وزر هذه الاستطرادات اللعينة، التي لستُ على يقينٍ من حظها من السداد في التعبير عن المعاني التي أسعي إلى المساهمة في الكشف عن وجوهها المهملة، والمنسية، في تأسيس مفهوم احترام الآخر المختلف والمؤتلف، وفي إضاءة أوجهٍ مدغمسة من روافد مجرى التحرر الإنساني العام (على حد عبارة ماركس، لدهشة وعجب من قد يقول لكم، كما قيل لي، "هذه تهويمات لا علاقة لها بمشروع التغيير الاجتماعي العلمي "الماركسي"، وتدابيره الواقعية العلمية". وهي من عبارات ماركس الكثيرة التي غفل عنها أكثر "أتباعه" ادعاءاً للملكية المطلقة لتراثه!
عذراً للإطالة في الاستشهاد بتجارب ذاتية وأسرية إلخ. ففي ظني إنني إنما استشهدت بها من واقع معرفتي المؤكدة بها. وهذا مذهبٌ في التوثيق ليس من أبتداعي وهو مستساغٌ مقبول عند أهل الإختصاص. وربما أكون واهماً في هذه أيضاً. وإن مللتم أو ضجرتُم فقوَّموني. فهذا أنفع لي ولكم بــــولا

Post: #198
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-25-2004, 08:58 PM
Parent: #1

يا جماعة الخير الكلام دخل حوش حقائق الواقع العنيدة التي لا سبيل إلى مراوغتها بحيل الرغبات والرغائب الذاتية. كم كان بودي أن أقف مطولاً أؤدي واجب التوقير والمحبة لكل واحدة وواحد منكم، شرفتني وشرفني، بهذا الترحيب السخي. إلا أن الكُبُر سلطان. وأنا قلما أدرك حقيقة أنني صرت شيخاً بالفعل. وفضلاً عن ذلك، فإن موسم عملي قد بدأ حقيقةً، بعد إجازةٍ دامت نصف شهر، وتلكؤ ما بعد الإجازة الذي دام مدة أسبوع تقريباً. وفي يوم غدٍ الاثنين يبدأ عملي الذي يتمثل في تغطية وتلخيص ندوات في مختلف ضروب الثقافة والسياسة للجهة التي أعمل بها. وبذلك ينتهي رغم أنفي، ورغم رغبتي ومتعتي، موسم الردود الطويلة والاستطرادات. ومن هنا ورايح لا مفر من اللجوء إلى اختصار ردودي بيد عمروٍ لا بيدي. بـــولا

Post: #199
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Giwey
Date: 04-25-2004, 09:29 PM
Parent: #198

عبد الله بولا..

كنا نستمتع باستطرادك او (تخريماتك)
وهأنتذا تبشرنا بالردود المختصرة والفطام
من هذا الألق ..وأنا فى ذلك محزون ...

عبد الله ..

هكذا بلا القاب ..حميمة كسلام (الكرفة)..
سعدنا حقا برفقتك ..نتمنى ان ينساب حكيك المريح
فينا بلا أنقطاع ..فنحن على ظمأ اليك ..ونعرف أن
ماعونك وسيع وماهل ...


لك الود من قبل ومن بعد...



عبد الرحمن قوى...

Post: #200
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-25-2004, 11:05 PM
Parent: #199

العزيز عبدالله ودناس حوض العاشم ، وما اجمل هذا الاسم واوصله بالكرم ، بقول ناس الخليج كفيت ووفيت وزدت الطاق طاقين ، طبعت وثيقتك المهمة عن اهلنا البجا واديته لمحمد بيرق ودحسين وما حاسميهو بامو لان هؤلاء القوم يعزون امهاتهم لدرجة البخل ونحن نعزهن لدرجة الذكر ما علينا ، كل فكي وليه طريقتو ، فرحنى ردك وافادني كثيرا وحاقراه اقراه تاني وتان ي ، افرحنى حديثك عن شغبة المروغمابية خاصة وانا اهتم هذه الايام بتاريخ النساء المغمورات عن قصد ارجو ان تواصل معنا في هذه الاضاءات المفيدة رغم مشغولياتك ومعاكسات نوار وبالمناسبة تشبهك شبه ما عادي وما خليتو لنجاة حبة ، وتصبحوا على امل .

Post: #201
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: خالد الحاج
Date: 04-25-2004, 11:17 PM
Parent: #200


الأستاذ عبد الله بولا

العام 1996 مدينة أمستردام
أقام المبدع عبد الله بولا ندوة عن الهوية
إستمعت لمتحدث يصوغ الكلمات كالدرر
يبتسم ويخاطبك بتودد ويستمع إليك بإنتباه
كأن لا أحد غيرك في المكان. كانت لي تحفظاتي علي موضوع العروبة
خاصة بعد تجاربي مع بعض الجاليات العربية ونظرتهم المتعالية تجاهنا
فأبديت تحفظي علي بعض الملاحظات فسألني أستاذ بولا بفراسته إنت من شايقية وين
ألف مرحب أستاذنا بولا .وسعيدين بمقدمك الميمون.

Post: #202
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 04-27-2004, 09:02 AM
Parent: #1

up up up up up up

Post: #203
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-27-2004, 10:57 PM
Parent: #202

اديس ابابا
حديث ابابا

Post: #204
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 04-28-2004, 10:53 AM
Parent: #1

up

Post: #205
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: ahmed haneen
Date: 04-28-2004, 11:21 PM
Parent: #1

اخوي بولا
جنا احمد بشير
ود ناس حوض العاشم
واخو ناس حسن ديش
وينك
غيابك طال
عساك طيب

Post: #206
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 04-29-2004, 12:28 PM
Parent: #205

Quote: ثرة، وأتعلم من طريقتك فيها، الكثير. فهي تجمع الإنضباط الشديد، والشاعرية الطليقة. ولا أجد مثل ذلك كثيرا، في غيرها. وقلما تجتمع هاتان السمتان للمرء، في صنعة الكتابة. ولا أريد أن أقودك إلى سجال، لكوني[/QUOTE

كلنا نتعلم يا دكتور النور فهذا الاسلوب داير وقفة فهو اسلوب متفرد وممتع .

Post: #207
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-30-2004, 08:37 PM
Parent: #1


Almohndis عزيزي،
مرحب في سياق "جدل البلد والأم" هذا، على حد تعبيرك. أعني أن حوارنا في هذا البوست الذي تكرم به علىَّ النور، والأخ بكري، والأصدقاء والأحباب القدامى والجدد من البورداب. وأتمنى أن يكون حوارنا من صنف "الشدر" الذي "إن مال بتّكي في اخيّو". في معنى أن يكف بعض النفر من البورداب من تحويل البورد إلى ساحةٍ للشجار وتنمية أنماطٍ متجددة دوماً من سوء التفاهم، وتحويلها إلى ساحة للشجر "البتّكي في اخيّو". أقول "سوء التفاهم" من باب تغليب حسن الظن. فبعض المداخلات في بوستات عديدة اطلعتُ عليها في البورد (وليس في بوستنا هذا)، تذهب إلى أبعد من سوء التفاهم بكثير. ويبدو لي إن بعضاً منا، نحن مناهضي الغول، لم يتعلموا بعد جدل التمييز بين التناقضات في سياق الصراع السياسي (وقد أقول الطبقي) والخلاف الفكري. وفقاً لهذا الجدل فإن "العدو" الرئيسي هو "الغول الإسلاموي" (و"الإسلاموي" غير الإسلامي بالطبع). هذا التمييز ضروري لكي نؤسس مشهد "الشدر" الذي "ان مال بتّكي في اخيّو". شكراً "لشوفك الشامل" بــولا

Post: #208
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 04-30-2004, 08:39 PM
Parent: #1

عزيزي عصام،
شكراً ليك إنتَ، وشكراً "عبرك" لكل أفضال أولاد جبر الله علي. وبعد توقيعي على ميثاق المحبة العامرة هذا، جاك. أولاً يا عزيزي، وعزيزي بحق واستحقاق، محركة في عينك (وهادي اللنت خايف منها)، على حد تعبير صديقي الليبي النحرير الأستاذ حامد مشمور، وقد سبق تعريفه وتعريف سياق هذه العبارة الليبية الطريفة باللهجة السبهاوية. "أتمنى أن لا يكون أصابك دائي المحركة و الكسل كما اسماهما بشرى ..."! محركة وكسل في عينك وفي عين بشرى معاك كمان. ومع أن عبارتك جاءت في باب التمني، من أن لا يكون داء "المحركه والكسل" وراء "غيابي عن مشهد الكتابة وغوايات الإبداع مما جميعو"، فهي مع ذلك تحمل ظلالاً من مذهب التفسير الحيدري الماحق لما زعم أنه يقعد ب"المثقفين" والمبدعين السودانيين عن الإنتاج الكبير المتصل محكم التوثيق. (وكنتُ، من جانبي، أتمنى أن لا يعود بي أحدٌ لسيرة البحر "الحيدرية" هذه). ولعلك أن تسمح لي بأن أضيف إنك "زدت الطين بله" بإضافتك "أو الركض خلف لقمة العيش"! فيا سِيْدي هُوَ أنا، (ومثلي كثيرون، ديش، وأمة من النيس)، عندي فرصة للمحركة والكسل؟ وركض كمان وراء لُقمة العيش؟ وأود أن تكون التوضيحات التي أوردها هنا عن واقع الحال، الذي، يُثري ويقوِّم واقع النص، على عكس ما يعتقد الصديق عبد المنعم عجب الفيا في ما زعم من أنني وحسن موسى ننطلق من نزعةٍ إفريقية ترفض نسب "ثقافة شمال السودان" العربي جملةً وتفصيلاً، متحججاً بأنه يملك نصوصاً تغنيه عن معرفة وقائع حالٍ كثيرةٍ في أمرنا نبّه إليها مراراً الصديق أسامة الخواض. فمن واقع الحال المضيء للنص والمقوَّم لملكة الحكم، أو "ملكة الظن والتمني" إن جاز التعبير، أنني قضيتُ سبع سنواتٍ حسوما أعاظل فيها محاولةً للمساهة في إقامة العمل العام السياسي والإنساني بين الجماعات (السودانية) المعارضة للغول الإسلاموي في فرنسا، سبع سنواتٍ حسوما، كنا نترك نجاة وشخصي طفلاتنا من دون "لقمة عيش"، أياماً وليالٍ طويلة، لنعود في آخر الليل بسندوتشات أو أطعمة معلبة ومجمدة إلخ. وقد جنينا من تلك التجربة، فيما جنينا منها من حَسَنٍ وقبيح، وظنون وتأويلات لا أصل لها في وقائع الحال، فيما أستطيع أن أزعم من غير كثير تردد. ولما حزمتُ أمري على هجر هذا النوع من العمل الذي يُهلك الكُتاب والمبدعين مما جميعو، "لأتفرغ" لمبحثي الفكري و"الجمالي" (وآهٍ من هذه "الجمالي"، تقصر قصوراً كبيراً عن مفهومي للإبداع الفني)، وجدتُ نفسي لمرةٍ ثانية وثالثة ورابعة إلخ، وجها لوجه أمام تأثير "بَعَر الغول الإسلاموي وفضلاته السامة المخزية" وعمايله التي لا سبيل إلى اللامبالاة بها. كل هذه التركة من عمايل الغول وقعت على رأسي وعلى رأس بت امحُمَّد المسئولية الأساسية في القيام على أمرها في فرنسا بعد أن رفع غالبية المعارضين أيديهم عنها بحججٍ مختلفات، ليس فيها حجةً واحدةً تبرر الوقوف في صفوف المتفرجين اللوَّامين. محركة شنو وكسل شنو وركض شنو ورا لقمة العيش ياشيخ عصام؟ هو نحن عندنا حق في محركة وكسل؟ وأضيف استطراداً من باب بيان ال absurdity بتاعت "مقولة الكسل الحيدرية" كما أسميها في "تفسير" أمر المثقفين والمبدعين، إن جاز اعتباري من قبيلهم، إن أحد أصدقائي الحميمين الخوّافين عليّ من نوائب البؤس النفسي والمادي (أظنه عثمان حامد) هاتفني بعد أن علم من نجاة أنني في حالٍ من الشقاء النفسي تلامس الرغبة في الانتحار، فقلت أطمئنه "أسمع يا فلان، ما تخاف علي من مثل هذا فأنا لا أملك الحق في الانتحار أصلاً، وذلك على افتراض أنني أرغب فيه. ما عندي لا وقت ولاحق عشان أفكر حتى في مغادرة دار الدنيا من فرط ثقل "الشيلة". كسل شنو ياعصام يا خي، ما في طريقه ليه لا من باب افتراض واقع أن امتياز الكسل ممكن في واقع حالنا، ولا من باب تمني أن لا يكون هو السبب في "الغياب" عن ساحة الفعل الإبداعي. أما لقمة العيش وأسباب الحصول على لقمة العيش على النحو الذي يقعد ب "المثقف والمبدع السوداني" عن الحضور الدائم في ساحات ومشاهد الحركة الثقافية، والحوار الثقافي، فإنني أهرب منها "هروب الذئب من دم ابن يعقوب". ركض شنو يازول؟ دحين شُفْ لك زولاً ركض وراء العبودية؟ فيا شيخي أنا "عبد"، على الرغم من فراري من هذه الكلمة "فرار الذئب من دم ابن يعقوب". أريتا لقمة عيش عدوك : شغل من الساعة 9 صباحاً إلى السعة الرابعة بعد الظهر، ومن الخامسة بعد الظهر إلى التاسعة مساءً في أغلب الأحيان وما فيه حساب لساعات العمل والوقت الإضافي. فالمرتب وهو فيما يبدو هبة سلطانية، لا يزيد ولا ينقص. وهو لا ينقص لأنه لا يمكن أن ينقص أكثر من ذلك أصلاً. ياجماعة الخير شوفو لنا تفسيراً غير هذا لبؤسنا المديد. وأنا بهذه المناسبة أفكر في في أن اقترح على الأجيال الشابة، من خلال البورد، في إقامة حوارٍ لإيجاد مخرجٍ كريم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أمر مثقفينا وكتابنا ومبدعينا مما جميعو من واقع البؤس والضنى الذي قعد بهم دون حضورٍ وضيءٍ متصل في المشهد الثقافي، ودون موتٍ مزرٍ شحيح الرماد.
بولا

Post: #209
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: khider
Date: 04-30-2004, 09:07 PM
Parent: #208

صديقي / عمي / استاذي / ... الخ
انا مازلت انزف في الصفحة 3/4/5 ماني متاكد

هنا قلبي رئيس اتحاد الفاشلين عاطفيا 2 من 73

ياخرني عنك الحنين لي ود عمك هذة الايام بعد ان فارقني
غافلا نحو البلد و مشاغل اخري لكني قاعد اتابع واتشرف
(بلغه بربر) كل شويه في البوست التاريخي دة اها انا راجيك في بوست منفصل عن اتفاقاتنا السابقه بس اعمل حساب الضهر كلامنا كتير و القعده حاره .. طمني عليكم نوار اخبارها شنو !! تحياتي ليها

Post: #210
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: بارعة
Date: 04-30-2004, 09:35 PM
Parent: #209

اشمعني انت يا خدر .. ولا عشان قريبك
اها يا استاذ بولا عليك الله سلم علي عزه و فاطمه و سلام كبيييييييير لي استاذه نجاه الاصيله ست الناس

اسمهان

Post: #211
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-01-2004, 00:14 AM
Parent: #1


Khider عزيزي ود ابوعبيدة ود على ابرهيم، شكرا ليك ونص وتمانية وزيادة،
وواشقاي انا وا وحيح قلبي
من صيدة القنيص الفترت كلبي
و"صيدة القنيص" يا عزيزي طارق هي في هذا المقام، الأمل في إنزال عزمي على الاختصار إلى أرض الواقع. وها أنت ذا تفتح لي باباً آخر للاستطراد. كيفن عاد أترك سيرة الشيخ علي ابراهيم وأولاده، وهم من أوتاد سيرتي وسير الرجال والنساء الأماجد في أتبره (وِانتو "جيل القرن العشرين" في مصطلح صديقتي وخالتي وفنانتي، وفنانة أمي المفضلة عاشه الفلاتية، تقولون "عطبرة" وهذا مذهب في "القلِع" التعريبي، لا أعتقد بحظه من الصواب). أيام!!! كنتُ في السادسة من عمري الشقي أساساً، والسعيد أحياناً، بفضل الأصدقاء والأحباب، عندما شققتُ طريقي لأول مرةٍ إلى دكان عمنا الشيخ على ابراهيم برفقة أبي الذي كان قد وصِلَ إلى "عطبرة" قبيل أسابيع معدوداتٍ منقولاً من الشريك، في دار الرباطاب، ناظراً لمدرسة "عطبرة" الجنوبية. وقد كنت حزيناً لأنني تركت في بلدة الشريك، صديقاتي مدينة بت نَخَل، وخجيجة بت عبد الله، فراشات داخلية مدرسة الشريك الأولية وصديقات أمي الحميمات. فما أزال ذاكراً لهن ولفضلهن ما حييت. وقد زرت بلدة الشريك بعد ذلك بنحو عشرين عاماً ونيف، ووجدتها مدينة على ما هي عليه من البهاء، والمرح، وحدة الذاكرة "الإلكترونية الشفاهية" وسلامتها من مزالق الهوى. وكان الطريق إلى دكان الشيخ على ابراهيم طريقاً مباشراً إلى العُلا والعلو، علو النفوس الكبيرة. كم خفف ترحيبه المتميز من وطء الحزن على قلبي الطفل. كان ترحيباً متميزاً لأنه خلا مما يعلق بصنوف الترحيب بالطفل التي جرت عليها العادة في غالب ثقافاتنا، وغالب ثقافات العالم، من نبرة استخفافٍ بالطفولة واعتبارها حالةً مطلقةً من فراغ العقل، وظل هذا شأنه معنا حين دخلنا شرخ الشباب وريعانه، متى ما جئنا إلى دكانه بغرضٍ التزود من "حاجات الشهر"، كما كنا نسميها في ذلك الزمان. وكان هذا شأنه أيضاً في التعامل مع كل زبائنه بأدبٍ وتوقيرٍ حقيقيين، لا بمكرٍ تجاري من النوع الذي لا تلبس أن تكتشف زيفه، وزيف صنعته وصانعيه، في أسواق العواصم الرأسمالية الكبرى هنا، وفي محلات من كنا نسميهم ب "الرأسمالية الطفيلية" عندنا، وهي الآن الرأسمالية التي تتجهز وتحضر نفسها للإنضمام لرأسمالية السوق "الحر"، "العَوْلَميَّة" الليبرالية "الجديدة". هذه السوق التي لا صلة لها بتراث أمثال الشيخ على ابراهيم، والشيخ أحمد الشيخ والطاهر اليماني، وعم فخري إلخ (أتبره)، واللمين ود حاجاب، وخضر الحبَّالي وأحمد يوسف، وجَحَرُود، ومحجوب كَلَمون، ومستورة بت مامون، وود الشافعي (من أعلام بربر، سوق الدكة، ويسمى أيضا سوق الرحمة يا حْنين). وهذا على سبيل المثال لا الحصر. وهم قومٌ من التجار يكرمونك حين تشتري وحين لا تشتري، وحين لا تكون لديك القدرة على الشراء أصلاً. ولم يكن ذلك من دون عقيدتهم الإسلامية، بين عقائد أخرى في كبر النفوس. وقد وضعوا ركائز قوية في تقاليد التجارة والأعمال تركت أثراً قوياً بلا شك في أخلاقيات وعقائد قطاعٍ من أصحاب رؤوس الأموال ومؤسسات التنمية، الذين سلبهم الغول الإسلاموي كل شيء لأنهم ببساطة يرفضون الثراء الحرام وقِلَّة المروه. وليت الصديق عبد المنعم عجب الفيا تحرى ذلك قبل أن يبهتني برفض الثقافة العربية الإسلامية على إطلاقها وتبني الدعوة للإفريقانية، على إطلاقها، هويةً واحدةً صَمَدةً للوطن وأهله، وسأستطرد في ذلك في موضعه. وهكذا عَلَّمني الشيخ على ابراهيم توقير الطفولة وزهاء الشباب، من دون تقتيرٍ وشُحٍ في الطلاقة الواجبة في التعامل معهما. وهكذا كان أحد مصادر "منهجي" في معاملة طلابي مما استطرد فيه النور. والشيخ على ابراهيم من العَبيدية، من أعمال بربر، وهي أقرب إلى المدينة منها إلى القرية أو البلدة بمعايير السودان. وبها قبة جدي امحُمَّد ود ختاري "راعي الوَحَش". وأصل تسميته ود ختاري مما ذكرتُ نذراً منه آنفاً. وسأعود إليه في مشاهد سيرته الروائية المذهلة، وإلى شغبه بغرض تبيان وجوه أخرى من جدل التوقير والتنكيل في قيادتها الشعرية الحربية والخلقية لقومها المرغوماب والكمالاب من كواهلة البطانة، ففي كلاهما (شغبه وود ختاري) ضربٌ بديع من الدراما والتراجيديا مما لم نلتفت إليه بعد التفاتةً يستحقها في عناصر تأسيس الدراما والتراجيديا في مشهدنا الروائي والمسرحي الشعري، والسياسي. وإن كان الطيب صالح قد التفت إليه نوعاً ما في "عرس الزين"، وأكثر من ذلك "في بندرشاه بجزئيها، ضو البيت ومريود" شكراً طارق، ونوار بخيرٍ وصامدة لا تلين لها قناة في نقد ما أسميه بالمدرسة التكنوقراطية. وقد بدأت اليوم أول دروس السولفيج والبيانو في "كونسيرفاتوار باريس". فتأمل إصرار وغواية هذه الشقية والتلتلة اللي حتدخلنا فيها طالعين نازلين، على العلينا. بـولا

Post: #212
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-01-2004, 00:48 AM
Parent: #1


الموصلي؟
أها عاد، شوفولكُنْ جنس ورطة لي زولاً يستعجل الاختصار، ولا سبيل له سوى الاختصار، لا زهداً في متعة الحديث مع الأحباب، بل بفعل قهر الوقت اللئيم.
شكراً، شكراً، عزيزي الموصلي على ترحيبك العالي، وأفضالك السابلة الكاسية، وقد كان التعرف عليك عن قربٍ، متعةً وتحريراً معرفياً. أما الصديق، الشهيد، مصطفى سيد احمد فقد عرفته قبل ذلك بسنوات عديدة. لم يكن قد اشتهر بعد. وقد كان ذلك في مدينة الحصاحيصا، في حفل زواج ابنتي وأختي، ابنة أخي السيدة نجوى محمد محمد صالح، شقيقة فيصل وهاشم. فقد غنى مصطفي في حفل زواجها من ابن خالتها المهندس محجوب، وكلاهما، محجوب ونجوى من قبيلة الملائكة أيضاً. وقد كان مصطفى في تلك الليلة، في أعلى درجات أَلَقِهِ، كان مغنياً مشهوراً في الحصاحيصا، ليس إلا. وقد أذهلني أداؤه وصوته القويين. إلا أن ما أذهلني وأثار إعجابي أكثر من ذلك، هو حبه الدافق للغناء مما لم يخطئه حدسي، ولم يخذلني هو فيه حتى آخر ساعة من رحيله الفاجع. وأذكر أن سعد، عازف الأكورديون الذي هو الآن من أشهر أساطين العزف على هذه الآلة البديعة، التي كانت من أول الآلات التي تعلقت بها في طفولتي، يصاحبه بعزفٍ مجودٍ متميز بين من كانوا يصاحبونه. وقد زلزلني عزفه وشككني في جدوى تعلقي بالأكورديون. واعتقدت يومها جازماً بأن بما سيكون لمصطفى وسعد من شأنٍ في عالم النغم والمَغْنى. ولا أزال أذكر شريط الكاسيت الأزرق ماركة Basf الذي سجلت عليه غناء مصطفى، وعزف سعد في تلك الليلة الباهرة. (وأظن الشريط موجود بين تركتي من الكتب وشرائط الكاسيت في منزل أسرتي، ومنزل أسرة نجاة، في السودان. ثم كان لقاء القاهرة الذي تشرفت واستمتعتُ فيه بالتعرف على شخصك الكريم عن قرب، وكنت قبلها على معرفة ومتابعةٍ جادتين لتجربتك الغنائية والموسيقية وهي في تقديري تجربةٌ جريئةٌ ورائدة. ما عليك إلا أن تصبر على ما يلحق بها مما يلحق بالتجارب الرائدة دوماً من بعض الرشاش. وليس عندي من شكٍ في أنك أنت أيضاً تملك القدرة على إعادة النظر الدائمة في تجاربك، منذ بداية تجربة ريعان الشباب، تلك، مع الرق، التي قرأتُ لك كلمة شجاعةً باسقةً عنها، وحتى ريادة حركة إعادة التوزيع الموسيقي الكبير، والهارموني. وما أزال أذكر أيضاً إكرامك لنا في القاهرة إلى جانب تلك السهرة التي قضيناها معكما أنت ومصطفى. وهو إكرامٌ لا أريد أن أدخل في تفاصيله هنا خشية جرح تواضعك الذي عرفته وأعرفه. أما تلك الإشارة البارعة التي تكرمت بذكرها، من أنني لَفَتُّ انتباه المتداخلين في تلك الندوة التي تحدثتما فيها أنت ومصطفى، في (دار الكتَّاب؟) في القاهرة، الذين انصبت مناقشتهم على جانب الشعر و"الكلمات" من تجربة مصطفى الموسيقية والغنائية، إلى كون مصطفى موسيقياً ومغنياً قبل كل شيءٍ آخر، فهي ملاحظةٌ أساسيةٌ في رؤيتي للتأليف والأداء الموسيقي والتشكيلي والمسرحي والروائي إلخ من منظور الفلسفة وعلم الجمال. ومن منظور الجوانب المشتركة بين التشكيل والموسيقى والشعر والرواية إلخ، على مستوى مشكلات النقد و"التلقي". ذلك أن قطاعاً كبيراً من جمهور الغوايات الإبداعية ونقادها قد دأبوا، ومازال نفرٌ غير قليل منهم على هذا النهج، على تقييم العمل الفني من جوانبه المتعلقة بالمضمون وإهمال أو ترك الطبيعة الفنية، الخاصة و"الخالصة"، التي هي الأساس في كون الفن فنَّاً أصلاً. وأنا بالطبع لا أستطيع الإطالة في هذا الموضوع خشية أن يجرني إلى مناقشةٍ لا تنتهي مع البورداب الأشاوس من "ناس القرن العشرين"، كما قالت صديقتي وخالتي وأستاذتي عاشة الفلاتية في وصف "الحداثيين". وقد كنت على علاقة حميمةٍ معها، وعلى برٍ شديدٍ بها في سنواتها العشر، أو الخمس الأخيرة على وجه التحديد. أما ما أريد أن أحفظه عندك أو عبرك، وعبر ملاحظتك النيرة تلك، فهو في الواقع، حفظ حقي فيما أزعم لنفسي من قُربَى حقيقية، وشديدة، مع أهل المغنى والموسيقي. لأن التكنوقراط حراس الحدود، بين الغوايات الإبداعية ظلوا ينهوننا، نحن قبيل متعددي الغوايات الأشقياء، عن ارتكاب تلك "الخطيئة" بلا انقطاع، نهياً لا يخلو من غلظةٍ شديدةٍ أحياناً، وبالذات في المدرسة وفي الحقل الثقافي. فقد تعلقتُ بالموسيقى والغناء منذ يفاعتي البكر، وكان أول "من علقني "وشَدِّ في راسي في حْكَايْةِ"الموسيقى والمَغنى" دي، كما عبر الأبنودي (في جوابات حراجي القط)، مستورة بت ود صالح، أشهر مغنيات بربر في الأربعينيات والخمسينيات، إلى جانب الثنائي البديع، دُخرينا وأختها مَحَفوضة. وكانت مستورة صداحة الصوت، تسمع صوتها بلا مكرفون من أول المدينة إلى آخرها، ولم تكن بربر مدينةً صغيرة حتى في ذلك الزمان البعيد. وكانت مستورة أيضاً مدرسة في العرض والأداء المسرحيين، وهي متخصصة في غناء الأعراس الطقوسي، البنينة (ودي في ظني في منطقة بربر بس. وربما تاخمت حدود شندي أو دخلتها) وهي عندنا في بربر المدينة، على غير ضواحيها، نوعان: بنينة العريس للحنة، وبنينة العروس قبل أن يرفع العريس فركة القرمصيص عن رأسها وجزءٍ مما تغطيه من جسدها. ويختلف لحن كلا البنينتين واحدتهما عن الأخرى. وبنينة العروس أكثر تطريباً، ولميلوديتها أعقد تركيباً أيضاً. ودعني أهدي لك منها هذا المقطع من بنية زينب بت تِلْبيَّة، روتها لي عمتي ومعلمتي حوض العاشم :
قافك جِبتو ليك في مْحِلُه
يام رهناً تقيل مِنُه العجازَى بْضلو
رحل العاج ابوك المافي مين بي ِقلُّه
في حوشه ان نهر يكوي الخصيم ويعلُّه
وحين سألتها متصنعاً الاستنكار عن معنى العجازى في مقام ثقل المهر أجابتني "أول يا ولدي المهر كلُّ مال؟" وزينب بت تلبية من شهيرات بربر في جيلها، من بنات الريف القويات، "هركولة فنق درم مرافقها"، شديدة الشكيمة، بارعة في الفكاهة والنوادر والسيرة، صلبة العود في مواقع الحزم والجود والتضامن. وتِلبيَّة أمها، فاطنة بت حمد ود التِلِب، من سراة تجار البلد، وهو عميد عائلة الريَّافة، وقد كان مشهد خروجه للحج، كما ترويه حوض العاشم، مشهداً يحير الطيب صالح وماركيز كليهما.
ثم كانت أولى تجاربي مع الآلات الموسيقية "الحديثة"، في عطبرة، على يد صديقي وأستاذي الموسيقي المطبوع، الشرعي ود آمنة بت وهَب الله، الشاعرة، الكاهلية النحريرة حفيدة شغبه ووريثتها بحق، في موهبتي الشغب والشعر معاً، وكانت من المتعصبين الأشداء لعروبة الكواهلة الصرفة، وصديقةً حميمةً لأبي، ولأمي أيضاً، مع إن أمي لم يكن يعنيها أن يكون "الإنسان" كاهلياً أم لا يكون. وكان الشرعي إبنها الأوسط واسمه الحقيقي "إبراهيم مصطفى عباس". وقد كان أول لقائي به عقب أيام من استقرارنا في بيت الحكومة، بيت ناظر المدرسة الواقع بين حلة العِشش، وحلة الدوانيب. كان الشرعي جالساً تحت عمود الكهرباء، الذي شهدته لأول مرة في حياتي في أتبره، (فلم يكن في بربر حينها كهرباء). في وقتٍ متأخرٍ من الليل كان الشرعي يعزف ألحاناً عذبة على الصفارة، فخرجت من المنزل أمشي على مدرجات اللحن الساحرة، إلى أن وقفت أمامه مذهولاً مأخوذاً عن نفسي. ومن ديك وعيك. باختصار تعلقت بالصفارة، ثم فيما بعد بالأكورديون، ثم الجيتار، إلى أن استقر أمري منذ منتصف السبعينيات على العود. وما يزال يتاورني حنينٌ قاتل للجيتار، أساساً، وللأكورديون أحياناً. وقد كان معلمي للعزف على الجيتار إبني، إبن أخي، العازف المطبوع الراحل عبد الرزاق الطيب مختار، ابن معلمتي وخالتي المرحومة بخيتة بت حسن ود احمد ود الفكي حسن ود خُتاري صاحبة المقولة الشهيرة "العجلةُ في الندامة". وقد أعود إلى سيرتها في سياقٍ آخر. وكان عبد الرزاق يشتهر باسم أبو رِزقَه، وهو من مؤسسي فرقة "البلوستارز" التي ذاع صيتها في الستينيات والسبعينيات. فهو من أدخل في نفسي غواية الجيتار مما جعلني حتى اليوم أقاوم رغبة عنيدة في شراء جيتار ولا أنجح في مقاومة إغراء دخول محلات بيع الآلات الموسيقية "أدْنَع" في الجيتارات المعروضة. وأدنع دي يكلمكم بيها حْنين أو عبدالله على ابراهيم، فهي ليست من كلام "ناس القرن العشرين" وناس صعيد بربر فيما أظن، وكثيرٌ من الظن إثم. ومع ذلك يا عزيزي الموصلي كان وما زال حماة الحدود بين الغوايات الإبداعية ينهوننا ويزجروننا عن التعدد. وهي الحدود التي رسمتها، في الواقع، "قوانين" تقسيم العمل في مجتمعات الاغتراب الطبقي، ولم تفرضها ولن تفرضها "الطبيعة الإنسانية". وكان أشد من نهاني عن التعدد ثقةً برأيه، واعتداداً به، صديقي الدكتور حيدر ابراهيم الذي قذف في وجهي بهذا الأمر القاطع "أيها الرسام أرسم ولا تتحدث"، رافعاً ضدي كقرينةٍ مفحمةٍ تلك الكلمة التي دفع بها مايكل أنجلو في وجه ليوناردو دافينشي أو غيره فيما يُعتقد. دفع في وجهي بهذا النهي الحاسم من غير علمٍ بسيرتي وبسِيَر العصاة المتعددين طوال التاريخ الخارجين على قوانين تقسيم العمل الطبقية، وهم غير العصاميين، (الله يكفيني شر أسامة. وعرَّضتُه "الكِفوف المابقوم فيهن الصوف" من أقوال المَلكه بت أحمد ود طلحة ود القريش ود على ود تمساح). وقد قدمت له وللقراء المؤيدين لمبدأ النهي عن التعدد، في تعقيبي عليه، قائمةً طويلةً من الأسماء، تضم فيمن تضم مايكل انجلو نفسه الذي استشهَدَ به في تأسيس مشروعية نهيه لي عن تعدد الغوايات الإبداعية. وقد وقفت في هذا الأمر المقعد المستشكل، في الفترة الأخيرة على صنوفٍ من أمة المتعددين لم أطمع كثيراً في الحصول على مثلها لدعم مشروعية تعددي وتعدد قومي من عصاة الأوامر المانعة لتعدد بالغوايات الإبداعية. فقد عَلمتُ أن الكاتب والسياسي الأديب الفلسطيني إدوارد سعيد عازف بيانو بارع. وللدقة فإنني كنت أعرف ذلك عنه. إلا أن التحري في المكتوب من سيرته من أقرب الناس منه، صعد بمعرفتي بمدى غوايته الموسيقية وشأوه فيها: فهو لم يكن عازفاً بارعاً فحسب بل من ابرع عازفي البيانو، ربما في العالم، وقائد أوركسترا عظيم، ومؤلف موسيقي. وقد أدهشني أكثر من ذلك وشد من أزر تعدد غواياتي معرفتي اليقينية، كشاهدٍ مباشر، بأن السيد جاك أتالي، مستشار الرئيس فرانسوا ميتيران السابق، والإقتصادي العالمي المعروف، والصحفي المحلل و"العمودي" العَلَم، هو في ذات الوقت موسيقي بارع وقائد أوركسترا أيضاً ومؤلف. قاد عدة عروض سيمفونية كلاسيكية وأخرى من تأليفه(في الشهرين الفاتو بس مارس وأبريل). ثم عرفت بعد ذلك أن وزير الدفاع الاشتراكي السابق، ألان ريشار، الذي هو في الأصل عالمٌ متخصص في الإحصاء، هو أيضاً عازف بيانو بارع جداً (يا جماعة الخير التعدد مو حق مشروع في الثقافات السودانية والإنسانية الجماعية بس، بل في الفرد الواحد في تعدد حقيقي ومشروع، أعني أنه ليس تشتتاً كما يزعم التكنوقراط، بل تعدد، وأكرر طبيعي ومشروع). وبهذه المناسبة فإن تكنوقراط المؤسسات الحكومية كانوا، قبل أن تروج مقولة مشروعية التعدد الثقافي تحت دوي المدافع والبنادق، وعلى صدى أحذية الجنود الأمريكان مؤخراً، يقولون إن التعدد اللغوي والثقافي والديني "تشتيت" لوحدة الوطن! عجبي كيف يأفكون وكيف يتراجعون بلا خجلة. فأرجوك يا شيخي الموسيقي العارف أن تفتي فتنجينا من تسلط التكنوقراط حسيري النظر في تصاريف الحياة وطبائع الغوايات. ولا أدري أن كان من حسن حظي أو من شقائي أن ترث بنياتي الثلاث، وعلى وجه الخصوص صغيرتهن نوّار تعدد الغوايات، بأكثر مما عندي بدرجات. وهو تعددٌ لا مكان له في المدرسة التكنوقراطية الرسمية في العالم الليبرالي البراغماتي المعاصر، مما يجر على الطفل المتعدد فيها أوجها كثيرةً من الشقاء والملاواه. سوى أنها قادرةٌ على ذلك بشكيمةٍ صلدة. شكرا موصلي مع كل محبتي بـــولا

Post: #213
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 05-01-2004, 07:39 AM
Parent: #212

أستاذنا العزيز عبد الله،
أحببت أن أسجل بأنني ما زلت، ولن أنفك، أستمتع بهذا الألق، رغم تجاسري على صاحبه!
تحياتي للأخت نجاة وللبنيات. ولها أقول ربما كنت قاسياً بعض الشئ علي نصفك الحلو، من باب قسوتي على نفسي، وقبيلها الشقي الذي أنتمي إليه. فلك، ولها، العتبى حتى ترضيان!
حيدر

Post: #214
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: khider
Date: 05-01-2004, 07:21 PM
Parent: #213

الشنابي قال
كتر خيرك اتجرحتي
رديتي السلام صرحتي
ياست ريدي لو افصحت
بي اعدامي كان صرحتي

Post: #215
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: يحي ابن عوف
Date: 05-01-2004, 07:36 PM
Parent: #214

الف مرحبتين بالناقد والفنان
الاستاذ عبدالله بولا الشكر لك دكتور النور
مرحب بصديقك د. بولا ونتمنى له اقامة طيبة فى هذا
الحوش .

Post: #216
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-02-2004, 11:17 AM
Parent: #1


عزيزي خالد العبيد،
لك جزيل شكري على ترحيبك، وعلى تذكيرك لي بتلك الزيارة العزيزة بصحبة "صديقك العجوز" وصديقي "الشاب" محمد مصطفى. وصفة الشباب التي ألصقتُها هنا بمحمد مصطفى لا إيدو لا كراعُو، مرَدُّها إليّ أنه فاجأني لدى لقائنا الشجي الممتع في القاهرة، في عام 1998 بمناسبة مؤتمر "الثقافة والتنمية" الذي أقامه مركز الدراسات السودانية بجهد باسلٍ ومقدر من الصديق الدكتور حيدر إبراهيم علي، أقول فاجأني محمد بتماسكٍ وحِفاظٍ جسدي وذهني ونفسي في تمام كماله كما عهدته فيه من حِفاظٍ في الزمن السالف، زمن ريعان الشباب وبسالته وكرمه (صفتي البسالة والكرم هنا لريعان الشباب ولمحمد أيضاً في كل مراحل عمره. فالشباب ليس سن "التهور والطيش" التي نندم عليها في شيخوختنا ونتوب عن حميتها وجسارتها فحسب، مما جرت عليه عادة نفرٍ يعتَدًّ بمساهمته وجرأته من شيوخ الحركة والفكرية والسياسية والإبداعية مما جميعو في بلادنا، وبلاد الدنيا الأخرى، حين ينهد الحيل ويلوح شبح الموت وأشباح أخرى، في الأفق. وهذا أتركه لسياقٍ آتٍ). محمد من جيل المؤسسين الأشداء لحركة الحداثة السينمائية في بلادنا، المغلوبة على كل أمرها الحداثي، والسينمائي بالذات. وهو على المستوى الإنساني ممن وصفتُهم بقبيل الملائكة. ولولا شبح الوقت وكثرة المهام، التي صحوتُ اليوم على شعورٍ من فزعٍ مزلزلٍ إزاء تأجيلي المتصل لها، لوقفتُ عنده فأطلتُ الوقوف في حضرته الباهية ومقامه العالي. كم فرحتُ بلقائه ذاك، وكم كنتُ ممتنَّاً وشاكراً حامداً للصديق دكتور حيدر لإتاحته لنا هذا اللقاء الممتع، ولإكرامه لنفرٍ من المثقفين المبدعين البواسل الذين، بينهم محمد مصطفى، لتشريف المؤتمر والمشاركة في وقائعه.
بولا

Post: #217
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-02-2004, 11:20 AM
Parent: #1


Unixo عزيزي ،
شكراً على ترحيبك الكريم. وأتمنى أن تمتد إقامتك معنا في هذا البوست وأن تمتعنا بمساهمتك في الحوار.


أربعْتَالاف مرحب ياعزيزي زمراوي،
شكراً على ترحيبك الألفي، وعندي ليك سؤلاً يحصحص لي مما شفت صورتك في البورد قبل سنة سنتين، وهو سؤالً طرحت مثله على حْنين: هل أنت من ناس زمراي "الواحدين" ديل، زمراي بربر ولا زمراوي خرطوم؟ فلعلك تفاجئني بأني عماً ليك.

أهلاً وسهلاً سجيمان،
وحاشاك السجم فمداخلاتك مليحة ولماحة. جزيل شكرى على ترحيبك وعسانا أن نلتقي في المداخلات.

عززي صديق الموج،
شكراً على ترحيبك السخي،
يا سْيدي المنبر أصلو عالى وشاهق بفضل بكري وقبيل المشاركين الذين استضافتهم داره الرحيبة هذي. وعفواً فأنا الذي أخشى أن لا أبلغ علوَّه. بيد أنني أتمنى أن يحرص بعض المشاركين على الحفاظ على هذا العلو المبدئي للبورد، أعني كونه ساحة للتعبير الديمقراطي الناقد بطبعه، بأن لا يخلطوا بين الحزم والزراية بالمخالف والمخالفين، من أشخاصٍ أو مؤسسات.
بولا

Post: #218
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فتحي الصديق
Date: 05-02-2004, 12:03 PM
Parent: #217

دكتور عبدالله
لك التحايا
واصل الكتابة وسنواصل القراءة....باستمتاع.
شكرا يا دكتور....

Post: #219
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-02-2004, 09:09 PM
Parent: #1

عزيزي ملاسي،
شكراً على ترحيبك وعلى حسن ظنك. ولو أن "حسن الظن ورطة" كما قال خطيب العرب القديم الرؤيوي المذهل أكثم بن صيفي، في حضرة كسرى. بَيْدَ أنني أقول ذلك في غير المعنى الذي أرده ابن صيفي في ذلك السياق فحسن الظن عنده ورطة في مبدئه نفسه، أي على إطلاقه. أما مرماي أن فيتعلق بحسن الظن كورطةٍ منسوباً إلى من قد يقصُر عنه أو يقصِّر فيه. ولذا فقد تمنيتُ أن أكون عند حسن ظنك وحسن ظن البورداب. يا سِيْدي أولا أبدأ بسؤالك كما جرى بعض عادتي هنا عند تشابه قرائن الأسماء. وهو سؤالٌ من باب الفضول لا التمييز: إنت دحين شنو صلتك بناس ملاسي الليلين بحري، شوقي ومصطفى الطبيب النفساني ومصطفي التشكيلي وبطل السودان في تنس الطاولة، والأخيرين من عِِتْرَة أصدقائي القريبين جداً، أما شوقي فلم أسعد بمعرفته عن قرب. وقد سمعتُ في عطبرة حديثاً جليلاً عن والدك المعلم العظيم. وكان ذلك في زمنٍ سلف (أربعين أو خمسين سنة يمكن) لم نكن نعى فيه بالتوثيق. بل لم نسمع بالتوثيق أصلاً في غرارة الصبا تلك، مع حضور أجنَّة التوثيق في ذاكرتي بالفطرة في ذلك الزمان. ولما تكرم الصديق عبد الله على إبراهيم بنذرٍ من سيرته العطرة بدأ وميض الذكرى ينشط في ذهني. وهذا أيضاً من أسباب سؤالي.
لاحظت تغيبك من البورد. لعل المانع خير. أعني ان شا الله ما يبقى فيروساً ضرب كمبيوترك "نعلة الله على الهَكرز". مداخلاتك ظريفة جداً و في مزيجٍ طريفٍ ممتع بين الحكمة والموعظة الحسنة (للنفر المشتط من البورداب)، وزبلعة منعشة ومنتِجة وبديعة. (ونحن في بربر القديمة نقول فلان بُدَعِي أي ماهر في فن الدعابة المحببة).
"بولا" يا سيدي "إسِمْ زمبعوب" في "لغة" بربر، وبعضهم يقول "إسِم دمبهوب". وهي مما يعادل nick nameفي الإنجليزية. وقصته طويلة. وأول من أطلقه علىَّ صديقي وزميل دراستي عبد الله عبد الحفيظ، من "أولاد مدني". وكان ذلك في السنة الأولى 1963. على أثر روايات حكيتا ليهو عن طفولتي وتعلقي ب"بولا" الهندي الأحمر الشهير في سلسلة مصورة، كانت تنشرها مجلة الصبيان في أوئل الخمسينيات، وكان هو من الجانب الآخر معجباً بلاعب التحرير "حسن بولا"، لأنه كان محباً لكرة القدم وشديد الحماس لمنهج اللياقة والعنف، الذي مالت إليه مدارس الكرة في ذلك الزمان لأول مرة. ثم أصبح شريعةً فيما بعد. وقد كان حسن بولا حريفاً وقوياً وعنيفاً في ذات الوقت. أما أنا فقد جاء إسمي من بولا الهندي الأحمر. وقد كان هو الآخر قوياً نافر العضلات. بينما كنت أنا نحيلاً دقيقاً، ومع ذلك كنت أتصور نفسي "بولا" وأتقمص شخصيته وأمثل أدواره في خلوتي. وقد كنتُ طفلاً كثير الخلوة أعيش في عالمٍ من الخيال المحض، حافلٍ بأُناسٍ وبمخلوقاتٍ وأصدقاء ومعارف وأماكن من تأليفي.
وإسم "بولا" ديالي يُنطق باللام الروسية المفخمة. ولذا فإن أفضل من ينطقه بشرى الفاضل عن معرفة مؤكدة بهذه اللام، وينطقه النور وحسن موسى وهاشم محمد صالح، صحيحاً، بحسن السمع والتمييز والحفاظ والنأي عن الخلط بين اللامين. ولعلك أدركت المعنى الخفي وأنت لماحٌ للمعاني الخفية. وبولا باللام الروسية يا جماعة الخير. وإلا اختلط الأمر بما لا تُحمد عقباه.
شكراً ملاسي على أسئلتك الشجية وتقبل سلام بت امحُمَّد والبنيات. بــولا

Post: #220
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: د. بشار صقر
Date: 05-02-2004, 11:47 PM
Parent: #1

مرحبا بالمفكر الدكتور عبدالله بولا

اسم مدوي في عالم المعرفة السودانية وانسان مشحون بالحيوية

والتواصل مع الاجيال وعقل مدرك ومستوعب للحداثة , وما وجوده في

فرنسا معقل الحداثة المعرفية والثورة البنيوية الا دليلا على ذلك.


مرحبا بك في دنيا المنبر الحر حيث الاجيال اليافعة التوّاقون الي

المعرفة والمتحمسون للنقد الي حد التهور.


وبعد

من وجهة نظري يمثل د. بولا قمة الجهاز المعرفي السوداني الشغّال في

الاوساط النخبوية , أي كل المتخيّل المنتوج من الثقافة الموثقة في

الفترة مع بعد الاستقلال , هذا المنتوج المتمركز حول العقل العربي

ولا اقول عروبي , تم اسقاطه علي مجمل الشخصية السودانية , ولما كان

المساحة الجغرافية التي انتجت هذه الثقافة لا يتعد الي الغرب ديار

الكبابيش والي الجنوب حدود السنار ولا يمثل ارث الثقافي الكامن في


الشرق فهي اذن (ثقافة الجماعة العربية المسلمة علي النيل

والبوادي حسب وصف د. عبدالله علي ابراهيم). هذا العقل المعرفي

الاقصائي للثقافات الاخري والتي تبث وسائطيا الي كل السودان استخدمت

اللغة( العربية) كما هي مجسدا في مقولة رولان بارت "اللغة ليست

ليبرالية ولا ديمقراطية انها ببساطة فاشية".





انكم جيل ابدع في عالم المعرفة الثقافية , لا شك في ذلك , وقد


توشحت سماء السودان بالوان قوس قزح من منتوجكم الابداعي شعرا ونثرا

وفنا ونغما ولكن كانت انتاجكم نخبويا وصفويا ونيليا شماليا, فلم

يجد الجنوبي والشرقي والغرباوي شخصيته الثقافية , فكانت غربة

الهامش او ذوبانها في ثقافة المركز واعتقاد المركز بان ما تنتجه

هو الافضل بحكم التكرار واعادة الانتاج وبحكم الجودة لما وجدها من

الرعاية والخصوصية اعطتها الاولوية علي عكس الثقافات الاخرى التي

اصبحت نسيا منسيا.

ان تفكيك هذا المنتوج الثقافي المهيمن الشغّال بالتقادم وارجاعه

الي اصوله النيلية الشمالية والكشف على انه جزء من الكلية


الثقافية السودانية هو المدخل السليم لكسر حاجز الاحتكار الثقافي

وبالتالي المعرفي , لكي نتمكن من اطلاق المكنونات الابداعية

للثقافات الاخرى من غربتها كمحاولة لكسر طوق الازمة الثقافية

الخانقة التي تعيشها السودان .

كما ان تفكيك تلك العقلية المعرفية الغير مستقلة يحرر الثقافة


السودانية من امراض النخبوية والشللية (القعداتية) نحو عوالم

انتاج المعرفة لذاتها وتؤدي الي تدشين لفكر نقدي متعالي علي

الكانتونات الجهوية والاحزاب العائلية والتنظيمات اللاهوتية , الي


فكر نقدي لا يعمل علي انتاج واعادة انتاج ثقافة موجهة وانما يقوم

بتنشيط الافكار وتحريك السكون وتقليب البيئات الثقافية المتعددة

التي من حولها املا في التاسيس لذروة السيادة الفكرية لتكون

مرجعية للهوية السياسية .

ارشح د. بولا ابا روحيا للجهاز الفكري الحداثي النقدي المتعالي علي

المنطلقات الحزبية والجهوية والذي ينظر من علي على مكامن العوج

لمسيرة المعرفة والثقافة في السودان لاصلاح ما يجب اصلاحه لان المعرفة

والثقافة تمثلان ثيرمومتر الشعوب وفي حالة السودان فان ارتفاع درجات

الحرارة في الهامش دليل مرض كامن جذوره في المشكلة الثقافية وان

تجلت في اشكال اخري.

Post: #221
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Giwey
Date: 05-04-2004, 09:01 PM
Parent: #220

Up

Post: #222
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 05-05-2004, 00:41 AM
Parent: #221

Up hills

Post: #223
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-08-2004, 09:50 PM
Parent: #1


Kamalabas
شكراً كمال، ومرحب بيك، وأتمنى أن نلتقي مرةً أخرى في المداخلات لما "اللعب يحِر". والعبارة ليست من مجاز الشجار بل من مجاز الفرح المنتج، وهي تقال في "لغة" بربر على أيام شبابنا عن "حِرَّة الدَلَّوكة" في ليالي الأفراح. وأتمنى أن يحِر اللعب في هذا البوست في معنى أن يدخل بمساهماتنا جميعاً في عمق الموضوعات المنتجة والممتعة بعد تلك المقدمات التي سُقتُ الحوار في وُجهتها أو ساقني الحوار إليها، والتي أتمنى أن لا أكون قد أضجرتُ بها البورداب. بــــولا

Post: #224
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-08-2004, 09:51 PM
Parent: #1


Abdel Aati
عزيزي عادل، كثير شكري على ترحيبك وحسن ظنك : "الحقيقة قبل العقيدة والعدل قبل الإحسان". هذه العبارة كبيرة وأساسية. ولو أنني أتمنى أن نعتبر الإحسان وجهاً من وجوه العدل. أتابع كتاباتك. وفي نيتي أن أعود لمناقشتك في بعض وجوه نقدك المتصل بتجارب اليسار في بلادنا وفي غيرها وهي بلا شك تجارب ليست فوق النقد. بل هي بحاجةٍ إلى نقدٍ حازم. والحزم غير الغضب. لكنني قبل ذلك أود الآن "استعدال النقاش"، على حد تعبير الصديق أسامة الخواض، على "جادةِ" مناهج ومبادئ ما أسميه "مشروع، أو مجرى التحرر الإنساني الكبير". وهو مشروع تشيب لهوله الولدان من فرط "تأصل" الاغتراب في نفوس البشر، في نفوسنا جميعاً. وقد أخذناه بخفةٍ وسذاجةٍ لا تليقان بجلاله. وسيكون مدخلي إلى حوارنا المحتمل، هو سؤالك عن ما تسميه أنت، وربما كان هذا ما فهمته أنا من بعض نصوصك المنشورة التي دَعوتَ فيها لتأسيس مشروع "ليبرالي"، أو إلى تأسيس حزبٍ "ليبرالي". ولم أفهم على وجه الدقة ما تعنيه بصفة "ليبرالي" هذه وبمفهوم "ليبرالي"؟ فالمفهوم كما استقر في الأذهان وفي المرجعيات الفلسفية والسياسية الاقتصادية الحديثة، هو قرين ما أسميه بمفهوم "الرأسمالية العايرة" الطليقة من كل قيدٍ ومن كل وازع. وهي ما يسميها إيديولوجيوها، تظرُّفاً أو مكراً، بنظام "السوق الحر"، أو "السوق الحرة": الحرة من التزامات وواجبات وأخلاقيات وقيم العدل الاجتماعي، التي تعتبرها "الرأسمالية العايرة" قيوداً. وأنا أعجزُ عن أن أفهم "مالَكَ في الليبرالية، ومالك ومالْها"، بعد تاريخك النضالي المعرفي في سبيل العدل وشعارك العالي "العدل ... قبل الإحسان". وفي انتظار توضيحك أتمنى أن تتقبل مودتي وحسن ظني ورجائي. بـــولا

Post: #225
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-08-2004, 09:53 PM
Parent: #1

Tanash عزيزي طناش،
شكراً على ترحيبك،
وأرجو أن تتقبل اعتذاري عن ما جشمك إياه الحصول على كتاباتي من رهق ومشقة. وكنتُ أتمنى أن يكون أمر الحصول عليها أهون من ذلك، إن كانت تستحق أصلاً. وسيسعدني كثيراً أن أجد ظروفاً ملائمة لإعدادها للنشر، بصورةٍ ترضيني وعلى نطاقٍ يلبي رغبات من قد يعتقدون، مثلك، أن مساهماتي يمكن أن تكون مفيدةً للحقل المعرفي. إلا أن الأمور لا تسير في الطريق التي أتمنى. ويبدو أنها سوف تسير على هذا المنوال المؤسف لزمنٍ طويلٍ آتٍ. خُذ مثلاً: خلال الأيام الأربعة أو الخمسة التي تغيبتُ فيها عن البورد كنتُ أعمل من التاسعة صباحاً إلى السابعة مساءً. ثم أعود بعد ذلك إلى البيت لأرد على تلفونات مطالب المشردين السودانيين (بالعشرات). وأراجع مع فاطمة، كبرى بنياتي كورسات القانون والعلوم السياسية، وأشارك في إعداد الطعام وتنظيف البيت، وهكذا حالي أغلب أيام الأسبوع. فكيف دبارة الكتابة مع هذا؟ وأنا أكتب الآن هذه الردود بعد أن عملت لمدة 12 ساعة في ترجمة وتلخيص مؤتمر باليونسكو، ل"مخدمي" الذي لا يدفع الساعات الإضافية. وهذا ما أسميته في مكانٍ آخر من هذا البوست بـ "العبودية الحديثة" كما يٌقال هنا في وصف هذا النوع من علاقات العمل. وهي ان جينا للجد لا حديثة ولا حاجة : عبودية عديلة بي خشم الباب. أشكرك ثانيةً على حسن ظنك، وعلى ما بذلته من جهدٍ لمتابعة سلسلة مقالاتي إياها، لكنني أود أن تسمح لي بالقول بأنها تكن في "الرد" علي د. حيدر، بل في التعقيب على مقالةٍ له في الخصوص الذي أو ضحته آنفاً في هذا البوست. أقول كانت تعقيباً وليس رداً. لأن الرد كما أو ضحت في التقديم لتلك المقالات نفسها، "ينطوي على إيحاءات الشجار". وأنا لم أكتب تلك المقالات مشاجراً لصديقي حيدر، بل ناصحاً وموضحاً، في ظني. وكنت قد نبهت الصديق أحمد عبد المكرم، الذي كان يشرف على الملف الثقافي لصحيفة الخرطوم، وحرصت على تنبيهه، بأن لا يسمي تعقيبي رداً. ومع ذلك جاء في صدارة، في كيلشيه ثابت على طول السلسلة، تحت العنوان الرئيسي، ، وبالخط العريض، "دكتور بولا يرد على دكتور حيدر: ردٌ على رد" فتأمل. صحافتنا لا تتصور التعقيب إلا "رداً". و"الرد" عندي مصطلحٌ سائغ في مقام الشكر والترحيب. أما في مقام الخلاف فإنني أفضل مصطلح "تعقيب". لك خالص مودتي وإلى فرصة أخرى للحوار الشيق معك. بـــولا.

Post: #226
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-08-2004, 09:54 PM
Parent: #1

عزيزي فجراوى شكراً على ترحيبك الكريم،
وأتمنى حقيقةً أن أكون على قدر حسن ظنك. ويا ليتني أستطيع أن أساهم في أن تأخذ الكلمة "موقعها بالضبط" في وبوستات وحوارات ومدخلات المنبر، كما تمنيت أنت. وهيهات. القومة ليك أنت والانحناءة أيضاً لك، ولأبناء جيلك الذين ينحتون في صخر الزراية والعنت والعسف مجرىً للحياة والأمل. شكراً وإلى لقاءٍ في المداخلات. بـــولا

Post: #227
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-08-2004, 09:55 PM
Parent: #1

عزيزي قصي،
تحياتي وشكري على ترحيبك،
أنا أيضاً لن أنسى أبداً ذلك اللقاء الباهر في دار جمعية الثقافات السودانية بالقاهرة. ذلك الوليد ابن السبعة عشر الفصيح "القليص". كم أدهشتني مداخلتك في تلك الليلة وطمأنتني على أن للملكات الإبداعية والعقل النقدي قدرةً على التجدد وعلى شق طريقه الوضيء على الرغم آلة القمع ومؤسساته مهما استطالت وأتقنت صنعة تزوير تغريب الوعي. ثم أكدت لي اللقاءات بعد ذلك أن حدسي كان مصيباً بالفعل. أنا أيضاً سعيد جداً بهذا التواصل، على الرغم قلة المروة والعمل المرهق والوقت المزري.
شكراً مع كل مودتي. وإلى اللقاء في المداخلات. بـولا

Post: #228
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-08-2004, 09:59 PM
Parent: #1


ahmed haneen
عزيزي حنين،
مرةً أخرى شكراً على ترحيبك، وسيكون لنا لقاءٌ طويل في المداخلات، فعيلة كلمون وحنين إحدى دعائم عالم بربر الأسطوري، بتكوينه البشري العجيب الذي لا يصدقه إلا من عاشه بالفعل. فمِن من البورداب يمكنه أن يتصور بنات وأبناء عمك بكري ود حمَّاد ود كلمون وعمتك سعاد بت حماد، شقر وشقراوات كأنما جئنَ وجاؤوا (أوعك من الجندريات) "هذا يوم الليله دا" من اسكندنافيا؟! وأن حسين ود محجوب كلمون أزرق ومشلخ وعيونه خُضر، وأن وأن وأن....إلخ فإلى لقاءٍ قريب.


Adil Ali
شكراً عادل وحبابك الِف،
وأتمنى أن نلتقي في المداخلات المقبلة. مع كامل ودي.

بـــولا

Post: #229
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-08-2004, 10:02 PM
Parent: #1


Imad El amin
عزيزي عماد لك جزيل شكري على ترحيبك العالي. وأقول لك "صدقتَ فيما قُتَّ"، وينبغي أن تقرأها بلغة زينب بت بشير حكيمة بربر الشعبية ومكتبتها العامرة. نعم فهي فجيعةٌ حقيقية تلك التي وقعت على "أجيالنا" المتعاقبة من التكبيل والزراية. وقعت على أجيال "العصاة" منَّا الذين رؤوا ملامح الغول وهي تتشكل في أرحام مؤسساتنا السياسية والثقافية والحقوقية والإيديولوجية الرسمية المهيمنة، فنبهوا إليها تنبيها حازماً، فكان نصيبهم ما ترون من عناء التشرد والهوان والمذلة والعوز. فُجعنا نحن بانقطاع وجودنا الممتع الجميل بين "أجيالكم" من "العصاة الجدد"، ثمرة أحشائنا على نحوٍ ما، إذا جاز لي هذا الادعاء الغليظ. وفجعتم أنتم في وطنٍ وقع بأكمله تحت خُفِّ الغول. الغول الذي حرمكم من حق رعاية الوطن وإشباعه لنوازع الشغف والريعان الإبداعية الطبيعية والمشروعة. فقد جعل الغول الإسلاموي، والذين ألقَحوه، وربوه، و"رعرعوه، ودللوه، حتى استطال واستعرض وأزرى واستفحل وقتل"، من معنى الوطن معنىً مطابقاً للتوحش والوحشة والإهانة والطِراد والانتهاك. شكراً على حسن ظنك، وعلى احتفائك العالي، وإن كنتُ على يقينٍ بأنني لا أستحق ما تكرمتَ به علىَّ، وما تكرم به نفرٌ جليلٌ من البورداب من تحميلي شرف وعبء "رد الجميل لـ "أجيال" من الأساتذة الأجلاء من المقاومين الشوامخ الذين لستُ أنا سوى ثمرةٍ من ثمار أفضالهم السابلة العميمة. لك وافر مودتي، وإلى لقاءٍ قريبٍ في المداخلات. بـــولا

Post: #230
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-08-2004, 10:07 PM
Parent: #1


Giwey
عزيزي قوي،
شكراً على ترحيبك، ومرحب حبابك أنت أيضاً، وحباب الجزيرة وأيامنا البهية بها، التي أحييها في شخصك جملةً وتفصيلا، ولو أنك سألتني من معنى هذه العبارة الأخيرة لما عرفتُ لها تفسيراً، سوى أنني أعربد من فرط الشوق والذكرى لمراتع الألق الإنساني والأنس والأنسنة، تلك التي عشتها بين أهلنا في قرى الجزيرة الذين علموني من السخاء والفطنة ما لولاه لانبهم أمري وباخ وفسد وضلَّ في متاهة التكنوقراط الأفندوية العقور...أعذرني، يا قوي ينالك ثواب، فإن عبرةً حرَّى تأخذ بخناقي، وأنا أستعرض شريط ذكراهم البهي: فعلى الرغم من وطء كلكل "الفقر" والعوز والإرهاق الذي كان ينيخ على قاماتهم وقلوبهم المنهكة، كانوا يأتون في كل يومٍ من أيام إقاماتي المتكررة بينهم، وكل واحدٍ منهم يحمل صينيته، مع صنوفٍ بديعةٍ من الحكاوي والطرائف والخبرات الذكية، ترحيباً بمقدمي وتأكيداً لتقديرهم لواحدٍ من "العصاة الطلقاء" (وقيل المطاليق)، الذين ضاقت بهم فطردتهم وطاردتهم مؤسسات التكنوقراط الأفندوية. لم تكن ملابسي الملونة، النادرة ندرة الكبريت الأحمر في ذلك الزمان البعيد، تستفزهم أو تثير استغرابهم حتى، ولا شعري الطويل الكثيف. بينما كانت هي عينها مصدر ازدراء المؤسسة الأفندوية لنا، وإحدى قرائنها ضدنا نحن العصاة "العالة رعاة غنم أبليس" في نظر الأفندويين.
البهاء ياسِيْدي من فضلكم وفضل أهلكم يا سِيْدي وليس مني. هو بعض بضاعتكم ردت إليكم. وهيهات.
لك كافة مودتي وإلى لقاءٍ في المداخلات المقبلة. بــولا

Post: #231
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 05-09-2004, 00:57 AM
Parent: #230


اسفة للغياب لكن راجعت كل الدروس .. وفوووووووووووووووووووووووووووق ..ز

Post: #232
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 05-10-2004, 03:09 PM
Parent: #1

يا بولا عليك الله ما لاقيت محمد ولد أبّاه الشهير بعروة الزمان الباهي كما أسماه منيف , أثناء تجواله المستعصي على التعريف قبل أن يرحل ؟
السؤال مصدره بسيط للغاية وهو إن وقع في عينك ما بتختاه! وأتوقع أن تكون قد رأيت ما لايراه الكثيرون من هذا العاصي الكوني!
سلام للجميع!و من الجميع
مصطفى آدم

Post: #233
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elwaid Osman
Date: 05-12-2004, 06:38 PM
Parent: #1

استاذي الجليل عبد الله بولا......سلام

لم اتمكن حقيقة من متابعة هذا البوست الترحيبي الاحتفالي الالتقاطي الذي يتخذ من الترحيب العادي ذريعه لاستطراد فكري تاريخي يحفر في الكهوف البلوريه للذاكره ليعيدها كسلطه وثائقيه نادره قل ما يجود بها الزمان.حقيقه انا مندهش من هذه الذاكره الثاقبه التي تتمتع بها.حيث انك قمت باعادة انتاج مشهد ذلك اللقاء الباريسي وكانه يحدث الآن.هي فعلا ذاكرة التشكيلي الفيلسوف.لك تحايا الفنانه (هناء عبيدي) وتشكرك كثيرا علي الاطراء والمدح الجميل.

وليد يوسف

Post: #234
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-12-2004, 08:38 PM
Parent: #1

Bayan
عزيزتي بيان،
كل تحياتي ومودتي، لكِ وللصديق دكتور إبراهيم صاحب النظر الثاقب المنير.
يا ستِّي بل لقاؤكم "هو الذي تشريفٌ لي" وهذه من لغة عمنا عيسى ود المكي، سلطان العاشقين، وهو من أساطير بربر التليدة. وقد كان يمليني خطابات لابنه نافع، الذي لم يكن فيما يبدو نشطاً في الرد على الجوابات، فيستهل "عمي عيسى" رسائله إليه بقوله "إبننا نافع، أرسلنا لكم جواب ولم حصل رد" إلخ. يسعدني التعرف بك عن هذا القرب المجازي الذي هو البورد، هذا المركِب البديع الذي أكرمنا واتحفنا به الأخ بكري. وأسعدني أيضاً أن يكون أحد أعمدة وعُمَد تخصصك هو الصديق الشاعر الجليل الفارع محمد عبد الحي. وقد كنت أتابع مداخلاتك من قبل بانتظامٍ غير مكتمل بسبب وقتي اللعين. ولمستُ فيها رغم ذلك همةً واهتماماً معرفيين حقيقيين.
وأشكر لك ترحيبك السخي واحتفائك الشاهق، اللذين أتمنى أن أكون مؤهلاً لهما. أما أن تعتبريني مثلاً أعلى فهذا مما لا أقدر على حمله لأنني أُدرك تماماً ما يسكن نفسي ويحيط بها من مزالق الجهل والحمق والزلل.
عاد يا بيان أنا أمرق بي وين من "كتابة الأشياء السودانية" مع حوشي المحروس بشغبة بت عُليب، وبنونة بت المك، وستنا المادحة، والحرم بت طلحة، وزينب بت بشير، وحوض العاشم بت فضل الساتر، وفاطنة بت بابكر ود القريش، وفاطنة بت الروضة، وزينب بت كلمون وفاطنة بت حبيب الله، والتاية بت جاد الرب، وعاشة بت آمنة بت عباس ود خلف الله ود السليني، وخجيجة بت المك، بت مك الشلك، تلك المرأة القوية العالية (وقد تزوجت من أحد أحفاد الشيخ مضوي ود المصري المعروف الوارد ذِكْرُه مطولاً في الطبقات، وأصبَحَتْ من أعلام القيادات النسائية الشعبية في المدينة)، وعييييييييك ديش من النساء البواسل؟ ما في طريقة مرْقة يابيان. وإن كان في حوشي أيضاً ديشاً آخر من النساء والرجال البواسل في فرنسا أيضاً وفي جملةٍ من بلدان العالم مما لا يسعه الحيز وأنا أجتهد وأحرص على أن تسعه نفسي. ومع ذلك يا عزيزتي بيان فأنا لست من دعاة الهوية الناجزة، المغلقة، الأزلية. كما أنني لست من دعاة "الأصالة والتأصيل" بمعني الإستمرارية الصماء كما عند الصديق الراحل أحمد الطيب زين العابدين وآخرين كثرٌ، ولا بالمعنى الذي يجعل المثل الأعلى في ماضٍ مبرأٍ ومقدَّسٍ. كما إنني لستُ ممن يعتبر الحداثة حالةً دائمةً من الحاضر "المحض" والمستقبل "المحض" والتجاوز "المحض" للماضي "المحض". وفي تقديري أن جدل الحداثة في حقل الثقافة ليس مرادفا أو موازياً لجدل المعارف والعلوم الطبيعية. وسوف أناقش ذلك معك ومع آخرين في مداخلاتٍ مقبلة. ويبدو لي إنني قد ناقشته مع إبراهيم في نادي أساتذة جامعة الخرطوم في حوالي منتصف عالم 1986.
وفي ختام مداخلتي أود أن أخوض معك في موضوع المناقرة والتحرش بينك وبين أسامة أو بين أسامة وبينك، إن شئت وسمحتِ لي بالتدخل، كصديق لا ك"مثلٍ أعلى" (دا شعراً ما عندي ليه راس). ومسوغ تدخلي هذا إذا قبلتما به هو يقيني بأنْ ما من أحدٍ منكما يستحق التعريض والتشنيع فقد لمستُ عندك اهتماماً معرفياً حقيقياً. وأنا أعرف منذ ما يقارب ربع القرن مدى صدق مشروع أسامة المعرفي. وقد رأيتُ مرأى العيان ولمِستُ "لمس العَيَان" أيضاً، الثمن الباهظ الذي دفعه أسامة في سبيل تأسيس مشروعه كمثقفٍ وككاتب. وهذه الخبرة والمعرفة بأسامة هي التي دفعتني وسوغت لي لومي له في خصوصك، بل وتقريعي له إن شئتِ. وقد يمكنني القول بأنني لم أشهد في حركتنا الثقافية إلا القائل جداً ممن تجشموا في سبيل تأسيس مشروعهم الإبداعي مثل المشقة التي تجشمها أسامة. وهذا بالطبع ليس شفيعاً له في هذه المناقرة، بل قرينةً للومه وزجره عن الخوض فيما لا يليق به ولا يشبه تجربته. وهذا على وجه التحديد فحوى ما قلته له. وأتمنى أن يهيئ كل واحدٍ (وواحدةٍ، خشية الجندرية) منكما، لنفسه معرفةً أفضل وسوء ظنٍ أقل بالآخر. مع كل مودتي وإلى لقاءاتٍ أخرى في المداخلات. وأرجو أن تنقلي تحياتي الحارة لإبراهيم بـــولا

Post: #235
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-12-2004, 08:42 PM
Parent: #1


Abu Mariam
أوووووه الصادق ود شيخ الدين، مرحب بيك، وين انت ياخي؟
طبعاً أنا حكيت ليك قصة شيخي، شيخ الدين في حياتي، ولا معنى لأن أعيدها عليك هنا. وبوضوح أكثر ومكرٍ أقل فأنا مخلي سيرة شيخي شيخ الدين دي بهاراً لردي على تماضر، التي من فرط حماقتها قد تظن أنني تجاهلت الرد عليها أو أهملته بينما المسألة مسألة ترتيب و"إتوكيت" (وهي في أصلها الفرنسي إيتيكيت) لا مسألة مفاضلة. يا سِيُدي أنت أستاذي ومرشدي في المعرفة العلمية بالعود وليس "تطوير العزف". ولزوم هذا التوضيح أن أحدد مطلبي. العزف تعلمته بالعين والأذن من "زمناً مو الليله"، وقد أظن إنني بعت فيه. وهذا من سوء توضيحي لمطلبي ومن سوء ظني في معرفتي لأية صنعة معرفية إبداعية، مما جعلني أُحجم عن العزف قدامك وقدام طارق. لكنني وجدتُ مؤخراً تشجيعاً شديداً من أحد أساطين العود، أشاد بعزفي إشادة أدهشتني وشدت من أزري. لما تجي المرة الجاية لن تجدني خجِلاً من العزف في حضرتك.
يا سيدي أنا أيضاً هزتني وأسعدتني وأحزنتني أيضاً صورة "اب سَفَّه". هذا التشكيلي الخطِرْ والفيلسوف الذي دفن قدراته الفلسفية الكبيرة في عمرٍ مبكر. وربما ألهَاهُ عنها الولع بالتشكيل. ليت التشكيليين ومحبي التشكيل في السودان ينتبهوا لهذا الرسام العظيم قبل أن ترمي به الوحشة إلى شيخوخةٍ بائسةٍِ مثل شيخوختي. أقول ذلك مع إن اب سفه لا زال "شاباً" بمعاييري أنا، ومعايير نظرتي إلى "أبنائي" (على الرغم من أنني وعدتُهم بأن لا أكرر مقولة بنُوَّتهم هذه مرة أخرى لكنها غلبتني هنا). وسوف أعود لسيرته ضمن سيرة "طلائع القندول" التي قدم فيها مساهمةً جليلة.
وسلام

Post: #236
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tumadir
Date: 05-12-2004, 08:53 PM
Parent: #235

ل فأنا مخلي سيرة شيخي شيخ الدين دي بهاراً لردي على تماضر، التي من فرط حماقتها قد تظن أنني تجاهلت الرد عليها

لقد اصبت يا اخا الطرب..فانا حمقاء ...واحمق للدقيق من ابيه......هاهاهاها...

لكنى ساكون على اهبة الانبهار...وسخن الانتظار حتى ياتى ...العفار ...بالبهار....

والمعذره ...لضمر الزعل ...والانسحاب من المشهد..ولكن صدقنى .. لم اكف عن قراءة اشاجينك التى لا تمـــــــــــــــــــل

Post: #237
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-12-2004, 11:47 PM
Parent: #1

Yahya Fadlalla عزيزي يحي،
تحياتي ومحبتي،
مالك ياخي متسلَّط علي، فبعد أن عشمتُ وأملتُ، في أن آخد لي شويه جمّّة من الردود الطويلة، يطلع لي يحي فضل الله!!
ولتكن هذه مناسبةً أنتهزها لأوضح للنفر الذين رحبوا بي من البورداب أن الردود القصيرة، التي لم أوفق حتى الآن إلا في إحراز نذرٍ قليلٍ منها، لا علاقة لها بأية معايير تفاضلية من جانبي، بل يمليها علىَّ، إلى جانب الوقت اللعين الذي يحاصرني بعزيمة لا تكل من الطِراد (باكر مثلاً شغال من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة العاشرة والنصف مساءً، ولولا أن هذه الندوة، (والندوات)، التي يلزمني عقد عملي بحضورها وتلخيص وقائعها، تحظى بكل اهتمامي وتمتعني لاستقلتُ أو انتحرت. إنتو قايلين كلامي عن الوقت اللعين زَبْلَعَه؟)، أقول طول الرد أو قصره لا تمليه معايير تفاضل، بل تمليه إلى جانب وحشة الوقت، طبيعة ملحقات الترحيب من مداخلاتٍ تثير الشجى والشجن، وقد أقول الذكريات السعيدة المفرحة، أو المثيرة لما يستدعي واجب العرفان والفضل. واكِنَّك يا يحي من أصحاب الفضل، ومن رفاق الذكريات التي تثير الشجي والشجن. ياحليلك، وياحليل تلك الأيام "المتيعة" في صيف القاهرة ذاك في رحاب مؤتمر الثقافة والتنمية الذي أتحفنا به مركز الدراسات السودانية، وهو من أفضال الصديق حيدر ابراهيم علينا كما ذكرت في مناسبةٍ سابقة، وفي أعقابه في ضيافتكم بمركز الثقافات السودانية الباهي. لعلك تذكر قولي لك بأنك "خذلتني"، إذ كنتُ أتصورك زولاً جهامه من جراء صورتك الخادعة في صفحات الجرائد، إذ لم نكن قد التقينا وجهاً لوجه حتى ذلك الحين. فإذا بي أجدك مثلي أَغَبَش و"كملان من لحم الدنيا"! وفي لحظات انمحت الصورة "الفخيمة" التي كانت قد سكنت ذهني لعدة سنوات وحلت محلها صورة يحي فضل الله "الواقعي"، البسيط الحبوب التلقائي، النافذ الحدس والبصيرة. أذكر في تلك الندوة، التي شرفتموني أنت وزملاؤك البواسل بمركز الثقافات بالدعوة للحديث فيها، إنك لَفتَّ انتباه الحاضرين إلى جانب "الحكَّاي" في "طبيعتي"، وهاأنتذا تنبِّه البورداب إلى غوايتي المحببة هذه إلا أنك سميتها و"نَّاس" و كمان "متميز" هذه المرة. ولعلك لا تدري إنك بذلك تنصفني وترد إلي حقاً عضوضاً انتُزع مني في صفة "التشكيلي" الغاشمة، ضمن ما انتزع من حقوقي في غواياتٍ أخرى، رد بعضاً منها إلىَّ النور "بارك الله في". إلا أنني كنت أتمنى أن يعفيني من لقب الناقد هذا، فأنا لستُ ناقداً بل مشتغلٌ بعلوم الثقافة والفلسفة، باحث أكثر من كوني ناقداً، وحكَّاي أو حاكي، نعم رضعت غواية الحكاية والسيرة وسحرتني وشكلت عجينة غواياتي منذ طفولتي الغضة الباكرة. فكيف كان يمكنني أن أقاوم سطوة حكي زينب بت بشير وحوض العاشم بت فضل الساتر، وعاشة بت عباس ود السيني، ورفيقاتهن اللاتي ذكرتُ آنفا؟! وقد أصابت الزلزلة الآن، في خصوص "الموهبة" و"طبائع الغواية، عقيدةً كانت لي في سالف ريعان الشباب وريعان الحمية "اليساروية" (و"اليساروي" غير "اليساري" كما ذكرتُ في مكان آخر)، عقيدةٌ تُنكر الموهبة جملةً وتعتبرها من "كيد البرجوازية". أصابتها الزلزلة حتى أنني أكاد أتقبَّل، جزئياً، مقولات علم الوراثة الحديث في تفسير الغوايات الإبداعية. ومع ذلك فإن مصطلح "الموهبة" لا يزال عندي محفوفاً باستشكالٍ عصيِّ في تجلياته على أرض الواقع والسياقات التاريخية، ومحاطاً بغلالةٍ كثيفة من ظلال معانٍ قدرية دينية سلفية لستُ من أهل الأخذ بها. زبدة القول إنك أصبت وأنصفتَني وشددت من أزري ومن أزر جماعتي وقبيلي من "العصاة" المارقين على مؤسسات تقسيم العمل الاجتماعي الاستغلالية المسيطرة وإيديولوجياتها الاختزالية التغريبية لطاقة الإبداع الإنساني التي تدفنها هذه المؤسسات في المهد من، آلياتها وأدواتها المتعددة الحاذقة للتكييف والترويض، بدءً بالمدرسة و مروراً بتقنيات وقنوات نشر الأفكار الاتفاقية السائدة المبتذلة الإختزالية، إلى أن تجهز عليها سلطة إيديولوجية التكنوقراط و"أرباب العمل"، التي تنهينا عن تعدد الغوايات وتزجرنا عنه بالمكيدة، بـ"شراك الإقناع" على حد تعبير عبد الله على ابراهيم، أو بزنازين "التخصص".
وقَبُلْ ما يطلع علينا تكنوقراطي، يدخلنا في حِجَّة "مشافهة" ولوم وشُكُر، فإنني أحب أضيف لعلمك، وعلم المتابعين، أن أغلب عناصر تركتي وميراثي من حكي وسير ومأثورات معلماتي "البواسل"، كما اعتدتُ أن أصفهن، مُسجل ومحفوظ في حرزٍ أمين. أما صيغتي ومساهمتي الخاصتين في التوليف، وإعادة التركيب، فقد ضمنتها مخطوطةً لا أزال أعالج وجوه صنعتها الفنية التركيبية و"الجمالية" منذ عشر سنوات. ولا أعرف في أي صنف أو جنس من أجناس الكتابة تقع، ولا أحفل بتصنيفها. ولن أنشرها إلا في اللحظة التي أحس فيها بأنها تمتعني وترتفع بي قراءتها بدرجاتٍ من الواقع العادي البائس، وتحلق في فضاءات الشجى والشجن. وحتى يحدث ذلك فلا فائدة تُرجى من نصحي. وأنا شديد الحذر من الوقوع في تجربة فرانسيس دينق، في "طائر الشؤم"، التي طغت فيها خبرته كأنثروبولجي، على التقنية والفن الروائيين. بصورةٍ هبطت بالعمل إلى تقريرية مضجرة، ورمزيةٍ مكشوفة الدلالات، إلى درجةٍ أذهلني شخصياً صدورها عن كاتبٍ وأنثروبولوجي خبيرٍ بما ينطوي عليه تراث الدينكا الثقافي والأسطوري و"الحكوي"، وتراث السودان القديم والمعاصر، ووقائع تاريخه، من تقنيةٍ ومتعةٍ روائيةٍ عظيمتين.
شكراً عزيزي يحيى على ترحيبك، وعلى هذه المساهمة الموفقة في رد الحق الضائع. بـولا

Post: #238
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: esam gabralla
Date: 05-13-2004, 00:06 AM
Parent: #1

بولا
ما كنت عاوز اكسر تسلسل المتعه بال"حجى" الممتع ده..... كان مفروض او ممكن اكتب حكى بدلا عن حجى،لكن بعد الاكتشاف المدهش لسنك الحقيقيه تبقى حجاى.....و تخيل عثمان حامد وطارق ابوعبيده وكمال قسم الله كمان طالعين ونازلين "ماشين لى عم بولا و جايين من عم بولا " و انحنا كنا قايلين الكتوف قريبه .....
المهم يا سيدي، اديتنى محيطات كويسه فى كلامك لى او رد التحيه والترحاب غايتو لو رد التحيه كده الشكل يكون كيف، ما بيناتنا و مافى مانع نكون الحيطه القصيره، و مافى مانع نسمع تجربة جيل صارع ظروف و جابد دنيا و ساهم كده او كده، بس حيجى دورنا انحنا فى الكلام الجيل اليتيم الاتجربت فيه حقيقة ما انتجه جيلكم .... اسمعونا لانو عندنا مغايس و مظالم..... والهدف ما رميا فوقكم،لكن تشوفوامعانا و مننا و منكم حل ...اجوبه و قطعا اسئله زياده وجديده
لك الود واتمنى سطورى ديل ما يخربوا صف الردود شايف فى ناس حاجزه

Post: #239
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-14-2004, 06:35 PM
Parent: #1


Tomader Habiballa

عزيزتي تماضر،
تحياتي الحارة لك وللصغيرة الظريفة ماريل (وماريل أخت تماضر الصغرى للمعلومية وهي تصطحبها في "طوافها" الإجباري في أركان العالم الأربعة وسمواته السبع). أنا أيضاً لا أزال أحمل، في ذاكرتي وفي خاطري، تلك الليلة البديعة التي جمعتني بالكوكبة المشرقة من الشابات والشبان الذين ذكرتِ. ومع ذلك فما تزال ذكراها تبعث في نفسي خشيةً وزلزلةً من كلمةٍ قالها أسامة عرمان نصَّبني بها "رمزاً لصمود جيلٍ فريد من المثقفين وقنطرةً بين الأجيال"! "لا حولةً ولا قولةً عِلا بي الله" (وهذه من أدعية حبوبتي اللالَّه بت عبد الرحمن). أنا شن قدَّرني على دا. "وأيضاً لإنُّو" مسألة الأجيال دي عندي فيها نظر طويل ألخصها هنا في سؤالٍ واحد "متى يكون الإنسان جيلاً؟ في أي مرحلةٍ من عمره الإبداعي؟" (وأجي راجع مرَّةًً تانية للموضوع المستعصي هذا). تعبير "أيضاً لإنُّو" من إبداع عمي عيسى ود المكي، سلطان العاشقين الذي لا يشق له غبار في كل أنحاء العالم وعلى مدى التاريخ فيما أزعم، عشقَ حوض العاشم بت فضل الساتر فأبدع فيها سيرةً لا نظير لها في العالمين.
كانت صحبتكن في القاهرة أنتِ وماريل وبثينة وعاشة بت آمنة بت عوض الكريم (وآمنة مؤسسة سأعود لمديح ظلها العالي في فقرةٍ مستقلة)، أقول كانت صحبتكن زاداً وسنداً مما لا أزال استنجد به وأتكئ عليه حين "تهجمني" غوائل الدهر. رمز شنو ياجماعة الخير وقنطرة شنو مع مثل بسالة قبيل النساء والبنيات الشواهق؟ تحياتي لأسامة وقبلاتي لماريل. وقولي لُهْ إذا اتصل قالك بولا أعفيني من هذه الرمزية الماعندي ليها حيل والتي أعلم علم اليقين إنني مرشحٌ لتقصيرٍ كبيرٍ في واجباتها حقاً لا تواضعاً.
بولا

Post: #240
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-14-2004, 06:36 PM
Parent: #1

إيمان أحمد

عزيزتي إيمان،
أشكر لك هذا الترحيب اللطيف الودود، وأتمنى أن استحقه. وقد أسعدني أن أعلم أن إنسانةً مستنيرةً مثلك وجدت في سلسلة مقالاتي تلك ما يمكن التعلم منه. واسمحي، بمناسبة صفة "حوار" هذه التي أصبحت صفةً لازمة يصرُّ عليها كل الأصدقاء، والقراء، للإشارة إلى تلك السلسلة، وملابساتها السابقة واللاحقة، والتي وردت في ترحيبك الكريم بي، أن أوسطك لإيصال مقصدي من الاعتراض والاحتجاج المتواصلين من جانبي، على تسمية ملابسات ووقائع ما دار بيني وبيني الصديق العزيز حيدر "حواراً". لأننا إذا سمينا مثل تلك المعطيات التي سبق لي أن أوضحتها أكثر من مرةٍ في هذا المنبر وفي منابر أخرى، فسوف نكون قد ساهمنا في تأسيس مفهومٍ غريبٍ جداً للحوار وغريبٍ عنه أيضاً. وقد حضرتُ بالأمس (بحكم عملي) ندوةً عنوانها "الحوار بين اليهود والمسلمين"، أقيمت بجامعة السوربون ومعهد العالم العربي (من الصباح للمُغرِب في السوربون ومن المغرب للمسا في المعهد)، توقف المتحاورون فيها ساعاتٍ طويلةٍ أمام تعريف مفهوم الحوار. وتصدت منظمتها ومنسقة جلساتها "اليهودية الملحدة العربية" (كما تقدم نفسها) الكاتبة والأستاذة الجامعية إيستير بنبسا، بحزمٍ شديدٍ لكل من خرج على أصول الحوار كما تم الاتفاق عليها في الندوة، وكما هي في أصلها المفهومي الفلسفي. ومع ذلك لم تخلُ وقائع الندوة من هيصة "تخريمات" عديدة تعارض مفاهيم الحوار ومعطياته. وأنا، فيما أتصور، لا "أُلاحِحْ" أو أعاظل في الأمر ولا عندي وقت "للملاححة" إلا أن تسمية وقائع تلك السلسلة حواراً من جانب الصديق حيدر، تهدم جوهر حِجاجي ومراميه والمشقة التي تجشمتها في تلك السلسلة في المساهمة في تأسيس مفهوم الحوار وتوقير المخالف. وأنا على يقينٍ من أن صفة حوار التي جاءت في نص ترحيبك العالي، أنما هي من باب حسن الظن، وفأل الخير. إلا أن غيرك من المشاركين في الترحيب والنقاش ابتدع لها نظرية وقرائن. ومن هؤلاء، بشرى الفاضل، وربما قلت إن منهم، عن بُعد، الصديق الحُجة العمدة في مفهوم الحوار، الدكتور عبد الله على إبراهيم!
عظيم شكري لك ومودتي وإلى لقاءاتٍ أخرى في المداخلات، علماً بأنني لم أدخل بعد في موضوعات الحوار الأساسية، إلا من باب "المسارَقة"، من خلال الردود على أفضال المرحبين. بولا

Post: #241
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-14-2004, 06:38 PM
Parent: #1


mutwakil toum

عزيزي متوكل،
شكراً جزيلا، يا سِيْدِي، على ترحيبك، و على حسن ظنك العالي. كما أشكرك على توقعك وتمنيك بأن أساهم في "وضع الأمور الفكرية(...) في نصابها في البورد". سوى أنني أتمنى من جانبي، أن تسمح لي بأن "أتخرَّت واتَّاحَتَّ" من مثل هذه المهمة الكبيرة. ربما أحاول أن أساهم مع مساهمين، أشد مني بأساً وشكيمةً، في تقويم مفهوم الحوار وضبط تعريفه ووقائعه. أقول "أساهم" وأقول "ربما"، وأنا أعني ما أقول بالفعل وليس تظرُّفاً أو "تواضعاً" وأنا سيئ الظن بمظاهر التواضع (وحسن موسى أسوأ مني ظناً بها "نعلة اللهُ عليه"). أما "مفكر" و"رصين" كمان، و"يعملولُهْ" ملف خاص في البورد كمرجعية علميه"، فهذا مما لا قِبل لي به. فقد يدخلني في "زَرْبَقْةً"، مع أخطائي ونواقصي الكثيرة، ما عندي ليها حيل. وأفضل أن أكون مساهماً ضمن المساهمين الكثر في ترسيخ وتوقير مرجعياتنا الفكرية التاريخية والحاضرة، من مساهمات النساء والرجال البواسل، وفي تأسيس مرجعياتٍ أخرى تكون بنتاً وفيةً لآمالنا وأحلامنا وأشواقنا، ومبصرة لمواجعنا وآلامنا وكوارثنا الحاضرة، ودرعاً واقيةً من البؤس والزراية في مستقبلنا القريب ومستقبل أجيالنا اللاحقة.

Post: #242
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-14-2004, 06:40 PM
Parent: #1

Agab Alfaya

عزيزي منعم،
أرجو المعذرة على شطب المداخلة للتعديل. فقد أرسلتها نجاة مع مداخلات أخرى قبل أن تكتمل ظانةً إنها اكتملت. وهذا يرجع لعدم معرفتي بتقنيات البورد.

سأرسلها بعد تكميلها بعد ساعةٍ تقريباً.

بولا

Post: #243
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Mohamed Abdulhamid
Date: 05-14-2004, 09:19 PM
Parent: #242

الاعزاء بولا ونجاة
التحيات الطيبات الزاكيات ....
مرحبا، وشكرا على هذه المتعة الراقية
لماذا لم تعد تطل على امستردام؟
والي لقاء قريب
وكتابة اكثر تفصيلا
محمد عبد الحميد

Post: #244
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 05-14-2004, 10:43 PM
Parent: #243

up
مام حتاج لدفرة ولكن اعلان لمواصلة الحضور

Post: #245
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Kostawi
Date: 05-15-2004, 08:26 AM
Parent: #244

Quote: ولم أفهم على وجه الدقة ما تعنيه بصفة "ليبرالي" هذه وبمفهوم "ليبرالي"؟ فالمفهوم كما استقر في الأذهان وفي المرجعيات الفلسفية والسياسية الاقتصادية الحديثة، هو قرين ما أسميه بمفهوم "الرأسمالية العايرة" الطليقة من كل قيدٍ ومن كل وازع. وهي ما يسميها إيديولوجيوها، تظرُّفاً أو مكراً، بنظام "السوق الحر"، أو "السوق الحرة": الحرة من التزامات وواجبات وأخلاقيات وقيم العدل الاجتماعي، التي تعتبرها "الرأسمالية العايرة" قيوداً



I am really confused on your response to Mr. Ati about LIBERAL and LIBERALISM. We all know traditionally as well as scientifically it means “Freethinking, Noninterventionist, Tolerant, Moderate and the opposite is “narrow minded”…..would you explain.
Yours,
Nasr

Post: #246
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-17-2004, 08:32 AM
Parent: #1

عزيزي منعم والأعزاء القراء، أتمنى أن تتقبلوا اعتذاري وأسفي عن هذه التلتلة والجلجلة التي أدخلتُكم فيها بالتعديلات المتواصلة. فأنا أكتب في ظروفٍ قريبةٍ جداً من المستحيل، فضلاً عن تشددي وحساسيتي المفرطة التي تلامس الهوس إزاء الأخطاء المطبعية والتعبيرات التي تقصر عن أداء المعنى الدقيق. وهذه من سابع المستحيلات في الظروف التي أكتب فيها. وقد أفلتت من مراجعاتي في مداخلاتي السابقة أخطاء مطبعية استوجبت شطب النصوص وإعادتهاأكثر من مرة إلى أن استسلمتُ أخيراً والغصة في حلقي. وقد واليتُ هذا النص في خصوص الرد على ترحيب الأخ عبد المنعم عجب الفيا، بالمراجعة أكثر من ثلاث مرات إلى أن استقر رأيي أخيراً على شطبه وإعادة نشرة في صفحة جديدة تجدونها تحت هذا التوضيح مباشرةً مع شكري على صبركم. بولا

Post: #250
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-17-2004, 09:46 PM
Parent: #246


Agab Alfaya

عزيزي منعم،
تحياتي ومحبتي،
لك أجزل الشكر أولاً على ترحيبك الكبير العالي، والذي هو ليس بالجديد على أفضالك الوافية التي لا أنفك أحفظها لك. وشكراً ثانياً على فضلك الذي أسبقته علىَّ من "نعمة حب الناس". وهي بلا شك أعظم النعم كما ذكرت. سوى أنني لا أدعي كمالها عندي، فهذا من فضل النور، وإنما أتمناه.
وأرجو أن تعذرني على عدم المشاركة في بوستك، أو بالأحرى بوستاتك، التي تناولت فيها "مفهوم الآفروعربية" ونقده الذي جاء في ورقة الصديق الدكتور عبد الله على ابراهيم الشهيرة، وفي ورقتي "شجرة نسب الغول في مشهد الهوية وحقوق الإنسان في السودان: أطروحة في كون الغول الإسلاموي لم يهبط علينا من السماء". وهذا هو عنوانها الذي أزعم إنه لم يُكتب أبداً بصورةٍ صحيحة، حتى في الصحف والمجلات التي نشرتها، بعلمي وبغير علمي، وفي الإستشهادات بها والإشارات "المرجعية" إليها، من دون قراءتها في أغلب الأحيان، وعلى رأسها "استشهادات"، الصحفي الشاب المرموق، ضياء الدين بلال، التي وصلت من الزراية بها وعدم العناية بضوابط التوثيق في أمرها، حداً عجيباً، قولني فيه كيفما شاء، وصنفني كيفما شاء، من دون علمٍ أكيدٍ بسيرتي ونصوصي، على عكس ما زعمه له الأخ الأستاذ عادل عبد العاطي من جودة التوثيق. وكنتُ أتمنى طوال الأسابيع الماضية أن يتوفر لي براحٌ من الوقت حين يأتي دورك في صف الردود الطويل على "الترحيبات"، لأقف وقفةً مناسبة، أمام جملة القضايا التي أثِرتَها بخصوص تعقيباتي على ورقة عبد الله، وموقفي من مفهوم "الآفروعروبية"، عند "مدرسة الغابة والصحراء ورصيفاتها (اللاتي لم تشملهن عنايتك، من مدرسة الخرطوم إلى سودانوية أحمد الطيب ـ وهي ليست السودانوية الوحيدة بالمناسبة ـ وصولاً إلى مدرسة الواحد التي وحدتهن جميعهن "في الله"، بفضل "صراحة" أحمد عبد العال وجرأته الإيديولوجية السلطوية الفريدة.
وأرجو أن تعذرني على أن وقتي لا يسمح لي بالخوض في كل وجوه هذا الموضوع الآن. فهو موضوعٌ شائكٌ جداً لا تنفع فيه العجلة والوقت المزانق. ولعلك رأيت بأم عينيك كيف أوردت مزانقة الوقت نصوصي التي نشرتها في هذا البوست مواردَ مؤسفة، في خصوص ضبط وتصحيح الأخطاء المطبعية. فرغم الجهد المعجز الذي بذلتُه في سبيل ذلك، فقد جاء في إحدى المداخلات فاعلٌ مجرورٌ ومنونٌ بالكسر كمان!! ولذا فسأكتفي هنا فقط ببيان استشكال الموضوع في خاصتي، وبأن ما نسبته لي من رفضٍ ل"العروبة"، وانحيازٌ ل"لإفريقية" ليس له نصيبٌ كبيرٌ من الصواب. وأهم قرائن ذلك أنه لم يرد في نصي، أعني في ورقتي التي تستشهد بها، ولا في أي نصٍ آخر من نصوصي ما يؤيد هذا الزعم. ومن ثم فإنني أستميحك عذراً في أن تتقبل مني هذه الهدية البسيطة، هذه الحقيقة الأولية من حقائق البحث في أمري، والتي هي، من شواهد معطيات وسياقات الواقع التي لا يستقيم الأمر لفهم النص من دونها، كوني يا سِيْدِي "شيخ عرب". "شيخ عرب" زي منصور العجب ذاتو، الذي رفع في وجهي ذات مرةٍ (في ندوة قدمتها في العيد الخمسين للحزب الشيوعي، زعمت فيها غلبة النزعة العروبية عند رواده الأوائل بصورةٍ صريحةٍ وكبيرة، على الإفريقية)، حجة العداء للعروبة هذه، وحذرني من مغبات التعصب الإفريقاني. فذكَّرتُ منصوراً بأنني شيخ عرب مثله تماماً، ولا سبيل لي إلى معاداة "العروبة". إلا أن خياراتي في الحياة، ومنهجي ورؤيتي لواقع "الصراع الثقافي" في بلادنا، لا يسمحان لي بتغليب، (أو تفضيل)، أي مكوِّنٍ من مكونات واقعنا الثقافي على الآخر. ولا يسمحان لي قبل كل شيء أن أرى أن للعرب، "أقحاحا"ً كانوا أو هجيناً، فضلاً أو ميزةً على الآخرين. كما لا أرى "للأفارقة" أيضاً أية ميزةٍ على أحد، ولا أية نقيصةٍ عن أحدٍ أيضاً. فالأصل هو الإنسان الواحد الجبار المنعول "الغلَّب الهدَّاي" كما يروي حسن موسى عن شاعرةٍ من شوامخ شاعرات غرب السودان. والهدَّاي الغنَّاي، أي الشاعر.
وفي خصوص زعمك أنت القائل بنزوعي إلى "الإفريقية" ورفضي للعروبة، فإنني أدفع أليك بمزيدٍ من التفصيل في هذه المعلومة: فأنا شيخ عربي يا سيدي "أماً واباياً": فأبي الشيخ أحمد ود بشير ود احمد ود الفكي حسن ود أمحُمّد ود ختاري ود أب زُمام، شيخ كواهلة البطانة وناظرهم كمان. وهم الذين قالت فيهم شغبة:
"ماتلوموا امَّ نايل في كلامْها الحر
طارياهم قناديل البحر والبر
أولاد اب زمام البركبوا اللشقَر
والناس من هَلاكِيتْهُم بعيد تِنْصر"

و"الهلاكيت" أطراف الثوب. وعلى القاف الحجازية هذه‘ في "اللَّشْقَرْ" نبرة صاعدة لعل خبرتك باللهجة الليبية تعينك على نطقها، وعلى استنكاه ما تستبطنه من اعتدادٍ كبيرٍ وإعلاءٍ من شأن الذات، واستعلاءٍ بها. وغنيٌ عن القول أنه استعلاء لا مسوغ ولا أصل له إلا في الأوهام الذاتية وحدها، وفي معايير حيازة القوة والسلطة. وهي معايير بائسة جداً في موازين القيم الإنسانية الكبرى: قيم العقل الراجح، والمنطق الرصين، والمعرفة الباسقة، والفكر الجليل، قيم الثقافة النقدية المحرِرة التي نناقش هنا أساسً سببل الوصول إليها وترسيخعها في بلادنا وفي بلادِ الناس طُرَّا. وقد قالت للفونج حين حبسوها في أعقاب هجاءٍ مريرٍ أقذعتهم به فيما يقال، فلما استعصى عليهم إرهابها، لجأوا إلى الترغيب، فيما يُروى أيضاً، (ولعله غير صحيحٍ كله)، وعرضوا عليها البقاء بينهم لتكون شاعرة ل"البلاط"، على أن يبروها بخِلَعٍ سَنِيَّة وببيتٍ فخيم، من بيوت الحاشية، عرضوه عليها أيضاً، فقالت فيه:

تُبَّ على بيوتاً فيهن ام كراب
رُوسِن قش، قعورن في الوِطيْ رُتَّاب
أهلي يا وليد سكنوا مزارق الطاب
عزَّ الناس اهلنا واللاخرين بُتاب
فتأمل هذه الزراية بالآخر، غير العربي البدوي، بمسكنه وبرموزه، وحتى ب"خياره الجغرافي": فالذي لا يسكن البادية البعيدة، لا بوادي المدن ذات القطوف الدانية، ليس له من نصيبٌ من رفعةِ شأن أو مقامٍ عند أهلنا. وهاك دي كمان في هذا المعنى الأخير، قالت شغبة في الاعتزاز بالبادية البعيدة الجرداء القاسية:
"حليل الهُوْج قبيل وقت اللَّعادي
حليل البركبو الحافْرَالبقادي
حليل البضبحو الخِلْفْ المُرادي
وحليل النزلتُن في الكاهلي غادي"
وهو من جانب أمه الحرم بت طلحة بت فاطنة بت الشريفية، ميرفابي/ مغربي/شريفي. والميرفاب من الهجين الذي نخوض في أمر تعقيده. فالحرم من جانب أمها، مغربية شريفية جدها النبي "من غير جدالٍ أو تأويل". أها عاد ياشيخ منعم كيف الدبارة؟
وأنا من جانب أمي شيخ عرب أيضاً "أماً واباياً". فهي فاطنة بت حبيب الله ود احمد ود عبد الرحمن "بن عابد الأصغر بن عابد الأكبر، بن كاهل، الذي يُرجع خالي ابراهيم ود حبيب الله "اللورد" ـ كما أسماه صديقي العزيز الأستاذ الماحي على الماحي، ("الماحي ود علي، كما أسميه "الفادني الدينكاوي اللشقر"). وقد أسماه "اللورد" لفرط ملامحه الجيرمانية الساكسونية، وحدربة رقبته [اعتدالها] و"بوبحتها" [ارتفاعها]، ومشيته المستقيمة الفخيمة ـ شجرة نسبهم إلى نوفل بن قصي ابن كلاب. وهم من عبابدة الصحراء الشرقية المصرية البدو الأقحاح، لا من عبابدة النيل والقرى. وهم الذين قال شاعرهم في النفر الذي استقر منهم في حي "الفوقانية" المتاخم للصحراء، ببربر، وفي ضواحيها (القدواب ونقزو ودار مالي إلخ)

سمونا العرب مانا العريبي طْريف
عرباً تركب الهايج ليالي الصيف
نحن الموت نخوضو ومنو ما بنْقيف
ونحن الفي السنه المَحَلَه بنعشي الضيف
ونحن العندنا مَحَمود هناك في الريف

دحين يا شيخ عبد المنعم ديل ناساً في طريقة معاهم لإنكار "عروبتهم"؟ ومن جانب أحد أبناء زعمائهم كمان؟ أما رفضها فليس من منهجي ورؤيتي لمشروعية الانتماء والتعايش الثقافيين في بلادنا في شيء. لأن ذلك غير ممكنٍ عملياً، في مواثيق عالم اليوم بالذات، (ما عدا في إسرائيل)، وغير ممكنٍ بصفةٍ خاصةٍ من منظور حقوق الإنسان الذي أصدر عنه أيضاً، وغير ممكنٍ من منظور مقولة قبول التعدد الثقافي كمصدرٍ للغني الإبداعي والسخاء الإنساني التي أصبحت مقولة "مقبولةً نظرياً"، وربما قلت "إجبارياً"، حتى من غلاة المتطرفين الإسلامويين والإفريقانيين، والتي أستطيع أن أزعم أنني كنتُ من بين أول القائلين بها، وفي طليعتنا عبد الله على ابراهيم الذي تتهمه من غير وجه حقٍ، في تقديري الكبير، (مو تقديراً ساكت)، بأنه من منكري الإفريقية ومن دعاة الاستعلاء العربي المحض، علماً بأن أول من استخدم مصطلح "الاستعلاء العربي"، قبل أن يصبح موضة، هو عبد الله نفسه، ونقده نقداً "ما فيه زيادة مويه". وربما كنتُ سأوافقك لو أنك شكوت مثلي ومثل آخرين كثرٌٌ من أن نصوص عبدالله أصبحت مربكةً وإنها بحاجة إلى إبانةٍ دقيقةٍ من جانبه، مثل تلك الإبانة العالية التي جاءت في حواره مع السموأل، وإبانة لأسس منهجه الجديد المتجدد دوماً، قبل ذلك. وأنا أدعوك لوقفةٍ أكثر تأنياً وتوقيراً في حوش نصوص هذا المفكر والكاتب والمبدع الكبير مما هو أهل له وأكثر. ثم إن عداء "العروبة" أو إنكارها، أو "نفيها تقريبا"، غير ممكن أصلاً من جانبِ من له مثل تورطي وتراثي الشخصيين في "شياخة العرب". ففاطنة بت حبيب الله، فضلاً عن أصل جدها لأبيها العربي البدوي "القح"، جدتها لأبيها هي أيضاً الشريفية بت فاطنة بت الشريفية، حفيدة النبي محمد عليه الصلاة والسلام لَزَم. وأمها زينب بت أحمد ود امحُمَّد إلخ ود اب زمام جد "البركبوا اللشْقَر، والناس من هلاكيتْهُم بعيد تِنْصَرْ"
دحين يا شيخ عبد المنعم شوف لك حجةً غير دي. أنا أناهض نظرة الاستعلاء وإيديولوجية الاستعلاء، من حيث أتت، وأناهضها عند أهلي مناهضة خبيرٍ عارفٍ بها، وبدروب غوايتها العديدة وتناقضاتها، "المُشْتَكِلة"، معرفةً مؤكدةً. فأعرِفُ، على سبيل المثال، من بَرجَلَة ولجاج، وعدم تمام منطق احترام الآخر المختلف لديهم، والذي ذكرتُ في مكانٍ آخر بعض فضائلهم فيه، ما تشيب من هوله الولدان! احترامهم للآخر يقف عند باب حوش "العروبة" يا سِيْدِي، فبمجرد خروجهم منه حدِّث ولا حرج (وهم بالطبع لا يشكلون في ذلك استثناءً على شرعة البنيات العرقية والاجتماعية المغلقة. بما فيها مجتمعات الغرب في كثيرٍ من وجوهها). ومن ذلك قول جماعةٍ من شعراء المرغماب، كواهلة البطانة الأشداء، في الزراية بزنجيةٍ من مُسترقي إحدى القبائل المساكنة لهم في المرعي أو المُستَقَر:

قَصَبةْ مَنْفَح الوادي اب شراباً عَضمَه
زراعة ناس بَدِير اللي زمان في الهضمه
ست القُرْقُد الواقف مسامير جزمه
كل ماطْراها تتلخبت علىَّ الخِدمة

والرباعية مجاراةٌ ساخرة لرباعية الحردلو الشهيرة من قوله في الحَمَدية، في ما أتصور:
قصبة منفح الوادي اب شراباً غَرْ
ما بِتْمَجِّدَكْ تَقطع قَراك بالمَرْ
إن جادت عليك تديك مويخراً دَرْ
وعُقبان تَرْبِعَك لا من تضوق الشرْ

ومجاز الوادي "أب شراباً عضمه"، هو على عكس مجاز الوادي "اب شراباً غَرْ"، كنايةٌ عن شح أمطاره وارتفاع هضابه الذي يحول دون احتفاظه بماء المطر على قلته، و"الهضمة" الهضبة. و"ناس بدير الزبيدية"، كناية عن كونهم بدواً لا معرفة لهم بالزراعة وأماكنها. والباقي واضح المعنى كما كان يقول أستاذنا عبد الله الطيب، طابت ذكراه، في شرح شوارده. وهذه زراية بالزنوج، والبدو "الأقحاح" من القادمين الجدد إلى بادية البطانة في ذلك الحين، في آنٍ معاً. وهذا أيضاً من عناصر معاني واعتبارات عروبة سكان الشمال "على النيل والبوادي" التي قال بها الصديق عبد الله على ابراهيم. وأنا أوافقه على وجوهٍ كثيرةٍ منها، وبالذات في الوجه المتعلق بعقيدتهم الصمدة الصماء في عروبتهم، حتى أنهم يسخرون من عربٍ "أقحاح" مثل الزبيدية والرشايدة"، وغيرهم، ويستعلون عليهم في "العروبة" ذاتها، مع بعض التحفظات التي يقتضيها تعقيد أمر هذه "العروبة"، مما ربما زعمتُ لنفسي معرفةً به أكثر من معرفة أولاد "عرب" المدن العمالية الأرحب صدراً، مثل عبد الله. وتسري تحفظاتي على أمر الإفريقانية أيضاً وأمر الهجنة كذلك، إزاء نصوصك ونصوص عبد الله ونصوص آخري. ومما يزيد الأمر تعقيداً وضُغثاً، في خصوص قراءة نصوصي ومحاولات تصنيفي وتصنيف التيار والنموذج الذين "أمثلهما"، إنَّ آخرين غيرك، اعتبروني داعيةً عروبياً متعصباً من غير تحرٍ من واقع نصوصي أو معرفةٍ بواقع حالي، وواقع رأيي في التعقيد الرهيب الذي تتسم به هجنة الشمال والوسط. وهي تعقيداتٌ عصيةٌ جداً في رأيي. وأزعم أنك اقتحمتها من أدنى أبوابها إلى التبسيط: باب "مدرسة الغابة والصحراء"، ورفيقاتها، ومنهن "مدرسة الطيب صالح" إذا جاز لي هذا الاختراع، من رواد إيديولوجية التكنوقراط الأفندوية العضويين والمتطوعين، أو المبدعين الشوامخ، الذين ضلوا طريقهم إلى حوش الأفندويين، مثل عبد الحي وود المكي والنور عثمان أبكر، في غرارة الشباب، وغرارة زينة الوظيفة والامتيازات الأفندوية، مما استحقوا عليه في تقديري لعنة حسن موسى التي ساندتُه فيها، على شيءٍ من التحفظ، لأوضح به أن في مساندتي تلك إنما هي في معنى الذم في مقام المدح، الذي أهمل الحسن ود آمنه شقي الحال، عاصي القيد، المنعول الذي لا يتورع، بيانه. وذلك في معنى إنهم كتيرين على تكنوقراط السلطة الأفندوية، وكثيرين جداً على صعلوكٍ مثل نميري. (كما أن عبدالله كثير جداً، وجداً، وجداً على مهادنة ومجاملة جهلاءٍ مستبدين غُشماء وطغاة مثل البشير وزمرته). وربما سميت هذه الفئة السلطوية صاحبة إيديولوجية الهجنة السعيدة، "صفوة" البرجوازية الصغيرة "القُحة"، التي يقوم مشروعها السلطوي على مناهج التبسيط والترتيب والتبويب الأفندوية لثقافاتنا، وخلافاتنا، واختلافاتنا ونتوءاتها وتضاريسها العصية والوعرة، التي أرادوا تسويتها بجرة قلمٍ مكتبيةٍ واحدةٍ من هجنة سهلةٍ سعيدةٍ تسُر الناظرين إليها من السطح فقط. هذا في خصوص النميرية. أما "البشيرية الترابوية" (وإن أعلنت الأخيرة توبتها التي أشك في أن تكون نصوحا)، فإن قبولها المتأخر للهجنة، وللتعايش مع الآخر المختلف، إنما هو عندي، حتى إشعار آخر، نوعٌ من مكر إديولوجيي الرأسمالية الليبرالية الطفيلية العايرة التي تصلي بلسان وتتاجر بلسان، وتغش بلسان.
خلاصة قولي يا شيخي إن هجنتنا مستشكلةٌ عصيَّة التعقيد بصورةٍ قليلة النظير. كما أن إفريقيتنا "القحة" لا تقل استشكالاً. وأراك تميل إلى حل هذا الاستشكال في خصوص هجنة الشمال والوسط، بمفهوم الأغلبية والأقلية، وهو حلٌ أفندوي مكتبي، بيروقراطي في عمقه الحقيقي، ولا يشبهك فيما أعرف من سعة أمرك وصدقك وحسن سريرتك. (وقد يخطئ الإنسان دون سوء نية، ودون مؤامرة، بل أحياناً بكل حسن نيةٍ، وبراءة ونبل. وسوف تدوس بمثل هذا المعيار الإجرائي المكتبي الأفندوي، (إذا ما أصررتَ عليه)، على حساسياتٍ كثيرةٍ، وتقفز فوق حقائقَ جليلةٍ وتزري بنفرٍ مقدرٍ من النساء والرجال المبدعين الأشاوس في بلادنا، وأخشى أن يكون منهم عبد الحي نفسه، الذي أكدتً أنت أنه يخلو من أي قطرة دمٍ هجين. مع إن له جدةٌ كاهليةً، حسب ما أكده لنجاة من باب الحقائق القطعية. وقد تكون من الكواهلة الذين صاهروا البجا، أو من الكواهلة الذين اختاروا البجاوية لغةً وثقافةً لهم، أو من البجا الذين "تكهولوا"، إلخ. وهو في بحث الدكتورة بيان ينتمي، في سائِرِهِ، أي في جملة نسبة، فيما عدا الحبوبة الكاهلية، "إلى أسرة (...) ذات أصول تركية". فإذا كان ذلك صحيحاً، وهو عندي كبير احتمال الصحة، فإنك باقتراحك لغلبة العنصرين العربي والإفريقي، معياراً صَمَداً لتعريف هوية هجين الشمال والوسط، بذريعة أن ما عداهما أقليات يمكن تجاوزها في التعريف الرصين المبرَّأ من الإيديولوجيا، لهوية هذا الهجين، تكون قد هدمت بنفسك ركناً ركيناً من أركان مسعاك لإثبات الصواب المطلق، ومطابقة الواقع المطلقة، اللذين زعمتَهما لمدرسة الغابة والصحراء، في وصف، وتصنيف، ورصد وإثبات، واقع ووقائع العناصر المكونة للهجنة، ومن ثَمَّ لأحد شقي الهوية الثقافية الأساسيين. وهو هدم لحجتك الرئيسية أكثر وجوهه تورطاً في مجافاة منطق حقائق الواقع "القائمة هنا والآن"، إن أحد أهم شواهده يتمثل في أن "عمدة" مؤسسي المدرسة، التي اعتبرتَ مناط صواب رؤيتها لمشكل هوية الهجين اعتمادها معيار الأغلبية، وصرف النظر عن الأقليات بقرينة هامشية تأثيرها أو ضعفه، ينتمي إلى نفس هذه الأقلية التي يجوز إهمالها في عناصر التصنيف والتعريف الأساسية للهوية في زعمك! وسيكون هذا مآلاً سيئاً جداً وزلزلةً شديدةً لقرائن إثباتك، التي زعمت لها مطلق الصواب! فأما أن عبد الحي، وأمثاله من أبناء الأقليات، المبدعين الشواهق لا اعتبار لهم في تعريف الهجنة، على الرغم من مساهماتهم الثقافية العالية، أو أن معيار الأغلبية والأقلية في تعريف الهجنة الثقافية(و"المواطنة الثقافية") غير مناسب. (وربما جئتُك راجعاً، لو أسعفني الوقت، لأعرض عليك، وعلى البورداب من غير أهل التخصص، مشاهد وشواهد من تعقيد هذه الهجنة الثقافية و"العرقية"، تفلق الراس. وربما عدت إليك أيضاً لمناقشةٍ أكثر تعقيداً وتركيباً لمشروعية مفهوم عبد الله في خيار الانتماء الثقافي، وأصله في "نظرية الخيار الثقافي" ومشروعيته. أي في كونه صادرٌ عن نظريةٍ مشروعة هي الأخرى، لا يستقيم الحوار مع حَمَلَتِها بالتبخيس، والاستخفاف، والاتهام بالصدور عن محض إيديولوجيا لا قيمة لها في معايير العلم ومباحث الحقيقة). وسوف تجد في خيار أهلنا في مدن وقرى النيل ـ قبل أن تهجم الأسئلة على أجيالهم الجديدة في عقر دارهم، وفي عقر دور المهاجر العربية التي أوردهم إياها بؤس إدارة حَمَلة الثقافة العربية الإسلامية السلطويين للوطن، الذي أوردوه بدورهم موارد الهلاك المبين، من فرط استعلائهم بالأصل والعقيدة ـ جلَداً شديداً لا مجال معه لمناقشتهم على مسند استراتيجيةٍ وتاكتيكٍ، يعشمان في إقناعهم بالتراجع عن هذا الخيار الأصم "بي هينة"، وبتبسيطيةٍ مثل تبسيطية "الآفروعروبية" الغاشمة. وقد كفاني عبد الله مشقة الخوض في مواطن جَلَد الجنوبيين في الامتناع على مشروع الانتماء العروبي وموقفهم من خطة الهجنة. وخطة الهجنة يا سيدي كمشروعٍ للخلاص من فلقة التعدد موجودة في دوائر التخطيط الثقافي والسياسي في أوساط إيديولوجيي الثقافة العربية الإسلامية (الحاكمة منذ "الإستقلال") المعتدلين منذ زمنٍ طويل، طويلٌ طول تاريخ بداية الوعي بالمظالم والغباين، وبداية دوي المنابر والمدافع، في مسعى إزالة الغبائن التراجيدي. وفي ظني إن "إيديولوجيي" مدرسة الغابة والصحراء، (ونظرائهم في التشكيل، والموسيقى والرواية)، أكثرهم اعتدالاً و"لطفاً" إزاء المكون الإفريقي، فالغلاة يقترحون الإبادة، ولم يقصروا في السعي إليها وإن لم يوفقوا. والأقل غلواً يقترحون شتى صنوف الحيل لمحو الثقافات والهويات المزعجة، وأدوات ترميزها وتوقها وتعبيرها المستقل في إطار الوطن الواحد. وقد أوردتُ في ذلك شواهد عديدة في ورقتي "شجرة نسب الغول"، التي من فروعها رؤية الغابة والصحراء السعيدة "الحالمة"، في خصوص السياسية اللغوية والإبداع الأدبي التشكيلي والموسيقي والديني والفلسفي. إلا أنك لم تحفل بها.
وأرجو أن تعتبر هذه المداخلة من باب إعادة تأسيس الإشكالية واستعدال النقاش كما عبرتُ من قبل، في مداخلاتٍ أخرى، وكما عبر الصديق أسامة الخواض باستماتةٍ أشدُّ مما أقدر عليه بفعل وقتي اللئيم، في مداخلاته ببوستك. وأرجو أن تتأملها ملياً، وأن يتسع لها صدرك، حتى أجد "مَهَلةً لحوار مدققٍ فيها" معك، ومع مناصريك، ومخالفيك، من البورداب. وأختتم هذه المداخلة في مسعاي لتبيان تعقيدات الهوية والهجنة الثقافية والعرقية بالسودان، وموقفي منها، بوعدٍ بمحاولةٍ للمساهمة في تحديدٍ وجوه الإشكالية التي نعالجها، إشكالية التعدد، والتمازج، والاستقلال والفرادة، في تكويناتنا الثقافية والعرقية، وفي أسئلة وقضايا الهوية الثقافية في السودان، العديدة والشاقة، أزعم أنه قد يكونُ أكثر سعةً وتعميقاً، أو أتمنى أن يكون كذلك. وفي انتظار ذلك، أتمنى أن تضع اعتباراً لدعوتي لك إلى إعادة النظر في نموذجك الإرشادي أو مقارباتك الحوارية بحيث يكون فيها احتمالٌ لصوابٍ يمكن أن يأتي من الطرف المخالف. ذلك أنك زعمتَ من "قولة تيت" أن قراءة من تدافع عن صواب وجهات نظرهم من رواد الغابة والصحراء " تنطلق في الإجابة على السؤال من الهنا والآن، من اللحظة التاريخية المتشكلة والتي هي في حالة تشكل، من المكون الثقافي والعرقي الموضوعي المعطى على أرض الواقع بكل تجلياته وتعيناته المتعددة والمتشابكة(...) يمكن وصفها بالقراءة المعرفية". وإن قراءتنا نحن، عبد الله على ابراهيم، وحسن موسى وشخصي، تقع في دائرة "القراءات التي تنطلق في توصيف الهوية لا مما هو كائن فعلاً، بل مما يجب أن يكون. لا من الواقع المتشكل على الأرض، بل من الرغبة في إعادة تشكل هذا الواقع. لذلك فهي تعمد في مقاربتها لسؤال الهوية إلى الانتقاء والنفي والغربلة لمكونات الواقع الثقافية والعرقية حتى يتلاءم مع رغبتها الأحادية في تشكل هذا الواقع. ويمكن وصف هذا النوع من القراءات بالقراءة الأيديولوجية". وأوضحت، حتى لا تترك لنا منفذاً للنجاة، أنك لا تقصد بالإيديولوجيا في مداخلاتك تلك " المعنى السياسي والعقائدي وحسب بل (...) منظومة التصورات والمفاهيم التي لا تقوم على أسس موضوعية في الواقع" وأكدتَ هذا الزعم مرةً أخرى بقولك "فالأفروعربية عند جماعة الغابة والصحراء ليست تصوراً نظرياً لما يجب أن تكون عليه الهوية السودانية بقدر ما هي توصيف لما هو واقع فعلا. وأي توصيف بديل للآفروعربية لا يعدو أن يكون ذو بعد واحد يقوم على نفى الآخر. فإذا قلنا مثلا أن السودان بلد عربي خالص العروبة فلا يستقيم ذلك إلا بنفي العناصر الأفريقية، وإذا قلنا أنه بلد أفريقي خالص الأفريقانية لا يستقيم ذلك إلا بنفي العناصر العربية الإسلامية. ولا مخرج إلا بالإقرار بالبعدين العربي والأفريقي في بنية الهوية السودانية".
ومثل هذه العقيدة الصماء في صواب مقولات الغابة والصحراء، وفي نجاتها التامة من الاختزال والتبسيط الإيديولوجيين، يجعل الحوار معك غايةً في الصعوبة، إن لم أقل يجعله مستحيلاً أصلاً. ففضلاً عن أنك تبرئ نفسك، كما تبرئ الجماعة التي تعتقد بصواب أطروحاتها المطلق من مزالق الإيديولوجيا مُقَدَّماً، ومع سبق الإصرار، ورفع راية الإصرار في كل مرة يحاول فيها نفرٌ من المحاورين الصادقين المهتمين والمتابعين مثلك (أسامة وهاشم الحسن والنور)، بنصوصٍ صمدةٍ، مراجعتك في أمر هذه العصبية الباسلة، من دون قرائن أخرى، سوى الزعم بأن رؤيتهم مطابقة للواقع لأنها تقوم على اعتبار الهجنة العربية الإفريقية، بلا زيادةٍ ولا نقصان. مع أن في الأمر كثير من وجوه الزياداتٍ والنقصانٌ، حاول محاوروك إجلاءها والتعريف بها، لعلها تكون شفعاء عندك لمجرد اعتبار احتمال وجود حقيقةٍ لدى الأطراف الأخرى. وقد باءت مساعيهم بفشل مجلجلٍ، ومزلزلٍ، ومحيِّرٍ، حتى الآن. كما أنك لم تبذل طويل نظرٍ وكثير عناية بما يحيط بمفهوم براءة نصٍ ما، في ساحة العلوم الإنسانية، وقيل حتى الطبيعية أحياناً، والخطاب الثقافي بالذات، والشعري بصورةٍ أخص، من الإيديولوجيا! ففي حوارٍ جرى مع الفيلسوف الألماني الشهير يورغان هابرماس، ترجمتُه في العام الماضي إلى العربية، للجهة التي أعمل بها، سمىَّ فيه مفكر الحداثة وما بعد الحداثة الكبير، هذا النوع من الزعم بالتنزه عن الإيدويولوجيا، الذي يستند على مقولة "نهاية الإيديولوجيا"، التي يروج لها "مفكرو الليبرالية الجديدة، ب "إيديولجية دعاة نهاية الإيديولوجيا". هذا وأنا أدعوك أيضاً، استناداً على معطيات "الواقع المتشكل على الأرض"، التي أوافقك على اعتبارها من أهم مراجع ومحكات اختبار صدق المقولات والمفاهيم، إلى تأمُّل كون عبد الحي ومحمد المكي ابراهيم كانا كلاهما مثقفين عضويين، في لحظةٍ عظيمة الدلالة على التلبس بالإيديولوجية، ضمن "الانتلجنسيا النميرية"، وضمن زوار حوش الاتحاد الاشتراكي في أسوأ أطوار النميرية الاستبدادية، بصورةٍ مباشرةٍ أو من وراء ستار. وإلى تأمل واقعة احتفاء مكي المجلجل العالي بسنغور، لدي زيارته للسودان (في مستهل الثمانينيات إذا لم تخني الذاكرة)، بمناسبة إقامة مؤتمر الأحزاب الاشتراكية الدولية"، أو شيء من هذا القبيل بالخرطوم! وليس في العالمين إيديولوجي أكثر "قحاحةً" من سنغور. وليس فيه إيديولوجية أكثر "صفاءً" و"نقاء" ونموذجيةً من "اشتراكيته الإفريقية" المزعومة، وليس فيه من أزرى مثله بالزنجي ورماه بكل صنوف الدونية من قبيل العجز التقني والعلمي الفطريين، والغرارة، والفرح البهيم، والبعد عن الحكمة والرزانة، وعن روح العلم والصناعة، وأزلية غريزة الزراعة فيه، وانصرافه عن منازلة الشدائد المعرفية الذي يقيمه سنغور ورهطه من دعاة الزنوجية السعيدة وأساتذته الكواونياليين على مقولة "البراءة الأولى". وإن جاء ذلك في قالبٍ من المدح الزائف الماكر، والمقارنة الكاذبة التي تنتصف في مظهرها الخارجي وفي مزاعمها، للزنجي من الأوروبي. فسنغور هو القائل في مضمار هذه المقارنة البائسة المستميتة، بأن "العاطفة زنجية بينما العقل هيليني". وهذا كما قال صديقنا الكاتب البنيني المفَوَّه، استانيسلاس أدوتفي في كتابه "زنوجية وزنوجيون"، "أنصع صورةٍ لإيديولوجية تقسيم العمل العالمي الكولونيالية، والكولنيالية الجديدة". فالذي احتفى بهذا العَلَم العمدة لجماعة الإيديولوجيين الكولونياليين "الأصالويين"، في إفريقيا، هو ود المكي، شاعرنا وصديقنا العظيم نفسه، الذي لا سبيل إلى التقليل من شأن مساهمته الشعرية الرؤيوية العاليةother wise. كما أن لمقولة "البراءة الأولى" مكان معتبر في قاموس عبد الحي الشعري. وهذه يا سيدي قاعدةٌ "قائمة" ووقائع "قائمة"، في التاريخ القريب، وفي "الهنا والآن"، تستدعي النظر في شأن الإيديولوجيا في مشروع "مدرسة الغابة والصحراء (ورفيقاتها)، لم تتحرَّ أصولها في واقع أوضاع وممارسات، "رموزك" التي لا يأتيها باطل الإيديولوجيا من خلفها ولا من بين أقلامها فيما زعمتَ!!
وعبد الحي، من بعد، هو الذي حرر كتاب "الثقافة السياسية" للدولة النميرية الذي يمثل مفهوم "أصالة الهوية السودانية الآفرعروبية" السعيدة، لُحمته وسداته. وكان مساعده في إخراج الكتاب، وتزيينه بالرسومات، زميلنا الأستاذ حسين جمعان، أحد أحب تلاميذ شبرين وأقربهم إليه. وشبرين فيما تعلم أحد أركان مدرسة الخرطوم، وهو ركنها الإسلاموي على وجه الخصوص. والذي أصبح في النصف الأول من السبعينيات، وحتى انتفاضة مارس/أبريل، فنان النظام الرسم. ولعله من عظيم عناصر الدلالة المباشرة على الصلات العضوية بين النظام وكتيبته الإيديولوجية، في مجال التخطيط الثقافي ("الإيديولوجيا "الثقافية")، مما لا أظنه يفلت على عبد الحي، تلك التهديدات الغاشمة التي وجهها شبرين لمخالفيه ومعارضيه في الحقل التشكيلي ومؤسسة التشكيليين الرئيسية (إتحاد الفنانين التشكيليين السودانيين) في مجلة الثقافة السودانية، مجلة مصلحة الثقافة الرسمية، (العدد الرابع أغسطس، 1977، ص ص. 85ـ95). وقد جاء ذلك في حوار أجراه معه جمعان، "سَوَّالُو فيه المديدة حرقتني"، في مسعىً شديد الوضوح لتحريض السلطة على جماعة التشكيليين "العصاة"، المعارضين لمايو، ولرؤية مدرسة الخرطوم في خصوص "هوية" التشكيل السوداني "العربيةالإسلامية/الإفريقية/". وقد حاز جمعان وشبرين ومدرسة الخرطوم "الأصالوية الهَوِيوية" على نصيبٍ وافرٍ من ثناء عبد الحي في كتابه المذكور. وهو من منشورات اليونسكو. هذه المؤسسة الراعية للهويات الظريفة المنمقة المؤدبة الملساء، الخالية من النتوءات، التي لا تعكنن مزاج "العالم" بالمطالبة بفتح أبواب الإبداع، والاختراع، والبحث، والحداثة الطليقة، والعالمية الطليقة القائمة على الندية للجميع. مؤسسة "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم"، الحريصة على إلزام "كل قرداً جبله" في إطار قانون تقسيم العمل الثقافي "العالمي". فمن أين لمثل هذه الأفعال والوقائع بالبراءة من الإيديولوجيا يا سِيْدِي؟ وما الذي يمكن أن يحول، دون أن نتصور، أو نتحرى، أو نفحص، في أضابير ومنحنيات العمل الإبداعي والنظري لمن يفعل مثل هذا، وجود ظلالٍ من الإيديولوجيا؟ (حتى لا أقول عناصر إيديولوجية صمدة). ومن أين لك الزعم بأن الخطاب النظري والشعري يمكن أن يكونا بريئين من الإيديولوجيا على ذلك النحو من الصفاء الذي ذكرتْ، حتى وإن كانا في حِذق، ولنقل أيضاً جدِّية وحسن مقاصد، خطاب دعاة الغابة والصحراء، وفي سموق وعذوبة أشعار عبد الحي وود المكي والنور عثمان؟
أما أنا فلا أزعم لخطابي الفلسفي والثقافي، في وجوهه الوصفية أو المفاهيمية، براءةً من الإيديولوجيا، وقصارى ما أسمح لنفسي به، من الاعتقاد أو الظن، في أمر قيمة مساهماتي هو إنها محاولات لمقاربة الواقع، والممكن، واستشراف المستقبل بقدر ما أستطيع، ليس إلا.
هذا ولك كامل محبتي وتقديري لاجتهاداتك الصادقة، وشكري لك على حسن ظنك، وعلى مراجعاتك الأخيرة لملاحظاتي على ورقة عبد الله.
بــولا

Post: #247
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-17-2004, 08:35 AM
Parent: #1

مراويد
جزيل شكري يا عزيزي مراويد على ترحيبك وحسن ظنك،
واحَرَاك ماك هيِّن،(أعني من ناحية السن)، أنت الذي تتذكر كتابتي في "الأيام" في النصف الأول من السبعينيات، وفي مجلة "الثقافة السودانية" في النصف الثاني السبعينيات وبداية الثمانينيات. يا ربي تكون منو؟ أنا قلبي محدثني.
لكين يا مراويد مالك علي مرجعني تاني لي قصة "حواره مع"... إلخ؟ أفتكر من أجل أن "أوفق" في تحقيق نذرٍ ما رشحتني له، مشكوراً، من الإسهام "في تغيير الحوار و"حق الاختلاف" شكلاً و محتوىً في المنبر"، فلنبدأ بتسميةٍ صحيحةٍ لوقائع وسياق وصنف سلسة المقالات التي نشرَتها لي صحيفة الخرطوم، مشكورةً، (بين يناير وأبريل 199 من أنها لم تكن حواراً بأي حالٍ من جانب الطرف الآخر. فإذا سميناها حواراً فسد المفهوم وضاع الرجاء الذي شرفتني به.
أما من ناحية نوعية المساهمات المعرفية والنقدية فأنت قطع شك ماك هين، وأشهد أنك تساهم بالفعل في تحسين "نوعية الحوار شكلاً ومضموناً". وأنا أتمنى أن أوفق إلى مساهمةٍ مثل سائر المساهمات في هذا الخصوص، ليس إلا.
لك خالص مودتي وإلى لقاءٍ آخر في المداخلات القادمة. بــولا

Post: #248
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-17-2004, 08:44 AM
Parent: #1


farda
عزيزي حافظ،
شكراً للنور بالفعل، كما تكرمت، لأنه عرفني بهذه الكوكبة المشرقة من الشابات والشبان، ثم شكراً على ترحيبك السخي "اللجواد"، على الرغم من أنك بجودك الطائل قد ألبستني "توباً مو قدري"، وعلى كلٍ فلا حيلة لي. أما هذه الآمال والتوقعات العالية، مثل أملَك في أن : أساهم في"لم الشتات الثقافي السوداني وفي الإرتفاع بقيم ومستوى الحوار". هذه سأسعى في الالتزام بها بقدر ما أستطيع. أن "يسمح [لي] الوقت – أو بالأحرى، [أن أسمح أنا] رغماً عنه". فهذه مما يقارب المستحيلات في الأفق القريب، إلا إذا تيسرت لي دبارةً أتحرر بها من وضع الاسترقاق الراهن الذي أرزح تحت نيره. وأما أن "[أثري] هذه المساحات بمساهمات متواصلة فنحن في أمس الحاجة لهكذا تواصل" كما جاء في ترحيبك الكريم فهذا مما أتمناه وأشتاقه ويُقعدني عنه الاسترقاق اللعين (شغل حداشر ساعة في اليوم، وين تاني عاد مساهمات متواصلة يا حافظ؟ ومع ذلك فأنا أكتب وأساهم في مناسبات عديدة هنا: فكرية وأدبية وتشكيلية وسياسية و"حقوق إنسانية" مما جميعو، (وطبيخ وقراصة للبنيات أحياناً)، ومشي سوق وغسيل عدة إلخ إلخ إلى آخر السكباج ـ وهذه من طرائف أستاذنا العالم الممتع عبد الله الطيب. ولولا ما ورثته من شدة مروه واستعصاءٍ على الكُبُر من فاطنة بت حبيب الله للحقت امات طه زمان مع هذه المعافرة). ولعلك أن تسمح لي من باب المساهمة التي شملني بها رجاءك الكريم أن ألفت نظر النفر الذي أنت منه بلاشك من كتابنا الشبان الأشداء من أنهم ليسوا بحاجة إلى هذه ال "هكذا" التي تدخل على الاسم، والتي هي في تقديري من آثار غزو لغة الصحافة والنزعة الغالبة في الترجمات اللبنانية، (لا كلها). والناجمة عن أن غالبية الكتاب والمترجمين اللبنانيين، مثل غالبية رصفائهم المغاربة، العربية "الفصحى" ليست لغة الدراسة الأولى عندهم، بل الفرنسية هي اللغة المهيمنة، وتركيب الجملة عندهم شديد التأثر بتركيب الجملة الفرنسية، إن لم أقل مطابقٌ له. وقد أدهشن وهزني بالفعل إن أداء الكتاب الحقيقيين من "جيلكم" وسيم الديباجة، ولستم بحاجةٍ لهذه ال "هكذا" اللبنانية وإخواتها. والكلام دا مو ليك براك لكل واحدٍ وواحدةٍ من أبناء وبنات "جيلكم" قد يظن أن عربية اللبنانيين المتفرنسة أكثر مدعاة للحداثة وأدخل فيها من عربيتنا. وأرجو أن تلاحظ وأن تلاحظوا أنني لا أعمم، فلغة الكتاب والمترجمين والشعراء إلخ اللبنانيين من أمثال إيليا أبو ماضي، ومي زيادة، وحسين مروة، جلال العظم، وأدونيس، ونفر متميز آخر من الكتاب الشبان والشابات الجدد فلا تحفظ عندي إزاءها، وقد تعلمتُ أنا، كما تعلَّم كل أبناء جيلي منها الكثير من غير شك. وأما قولك "فلتتأمل معنا (أمسك في معنا دي قوي) – من هُـنا – إحتمالات الممكن وآفـاقــه..."، فهو عين الصواب، وعين الدقة، فأنا لم أدخل المنبر لأعلِّم بل لأتعلم أيضاً.
مع عامر محبتي وجزيل شكري. بــولا

Post: #249
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Abu Mariam
Date: 05-17-2004, 06:03 PM
Parent: #1

up

Post: #251
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tanash
Date: 05-18-2004, 04:39 PM
Parent: #249

الأستاذ عبد الله بولا

لقد كنت سعيداً بتلك المشقة فى متابعة مقالاتك, و معذرة لإستخدامى عبارة " رَدْ" عوضاً عن "تعقيب". صحيح رغم ظهور عبارة " تعقيب" فى العناوين الجانبية لبعض الحلقات كما يبدو أدناه :

فإن الثابت فى كل الحلقات كانت عبارة " رَد" فى العنوان المصاحب دائماً لصورتك:

و قد يكون هذا التكرار لعبارة " رَد" هو ما جعلنا لا شعورياً نرددها و نكتبها دون أن نتذكر ما نبهت له مراراً و تكراراً بعدم ملاءمتها, و أنت فى ذلك محق, فأقبل إعتذارى مرة أخرى.

و أسمح لى أن أُضيف لما ذكرته حول جزم عجب الفيَّا خلو عبد الحىّ من أى " قطرة دمٍ زنجى", فقد دُهشت حين وصلت الى جملتك التى وضعت تحتها خط أدناه :

Quote: وسوف تدوس بمثل هذا المعيار الإجرائي المكتبي الأفندوي، (إذا ما أصررتَ عليه)، على حساسياتٍ كثيرةٍ، وتقفز فوق حقائقَ جليلةٍ وتزري بنفرٍ مقدرٍ من النساء والرجال المبدعين الأشاوس في بلادنا، وأخشى أن يكون منهم عبد الحي نفسه، الذي أكدتً أنت أنه يخلو من أي قطرة دمٍ هجين. مع إن له جدةٌ كاهليةً، حسب ما أكده لنجاة من باب الحقائق القطعية. وقد تكون من الكواهلة الذين صاهروا البجا، أو من الكواهلة الذين اختاروا البجاوية لغةً وثقافةً لهم، أو من البجا الذين "تكهولوا"، إلخ.

ذلك أن جملة عجب الفيَّا التالية كانت السبب فى رغبتى للمساهمة فى "بوسته" [الآفروعربية] :
Quote: ولعل أكبر دليل على ذلك أن محمد عبد الحي نفسه ينتمي إلى أرومة لا تخالطها قطرة دم زنجي واحدة ومع ذلك يتحدث عن نفسه كسوداني يجمع بين خصائص الزنوجية والعروبة.

و مصدر دهشتى هو أن ما ذكرته أنت هو نفس ما كنت أود قوله و لكن من موقع المركزية الأفريقية, و التى تؤيدها نظريةالأصل الواحد للإنسان من خلال نشوئه فى أفريقيا ثم إنتشاره فى بقاع الأرض, و ما الإختلافات اللاحقة فى ملامح و ألوان الإنسان سوى Adaptations من جراء ظروف المناخ و النشاط الإقتصادى و الغذاء .. الخ, عبر آلاف السنين. فهى – المركزية الأفريقية - لا تُبرِّىء أى جنس من أجناس الأرض من أعراق "الزنوجة المعاندة".
و بعيداً عن نظرية الأصل الأفريقى للإنسان و نظرية الإنتشار من وادى النيل أو "الصدع الأفريقى", فإن الأعراق "الزنجية المعاندة" لا يمكن إنكارها لمجرد ما يبدو لنا من بشرةٍ "أكثر بياضاً!" و ملامح "مليحة!" و شعر " ناعم", ذلك أنه إذا إعتبرنا أن عبد الحىّ لا يخلو من أعراقٍ بجاوية فهذا فقط ما نما إلى علمنا مما توفر له من معلومات قريبة تاريخياً عن نسبه, و قد نشكُ فى أن "زنوجته" أعمق من ذلك إذا علمنا أن من قد لا يخطر على بالنا " بمخالطته قطرة من دمٍ زنجى", تجرى فى دمائه أعراق زنجية أصيلة. " فبيكاسو" – الأكثر بياضاً !- جَدَّته زنجية من جزر الكاريبيان, و قد جاء أهل الجَدَّة قبل بضعة سنوات يحتفون مع بنت أو حفيدة " بيكاسو" بنسبه الزنجى "الشريف!". و هل يخطر على بالنا أن الشاعر الروسى " بوشكين" أثيوبى "عديل كده !" بدون أعراق معاندة ؟! و قد قُدِّم صبياً صغيراً كهدِّية من البلاط الأثيوبى للبلاط الروسى.
فإذا جاز لنا القول: أن "عِناد" الأعراق الزنجية الكاريبية التى كانت تسرى فى دماء و جينات "بيكاسو" هى التى وقفت وراء إبتداعه مدرسة التشكيل التكعيبي المستوحاة من التشكيل الأفريقى, كم كان سيكون أقوى حجة و أكثر وجاهة فيما لو قال عجب الفيِّا, عوضاً عن جملته التى برأت عبد الحىّ من الدماء الزنجية " براءة الذئب من دم إبن يعقوب" على حد قولك: أن ما يجرى فيه من أعراقٍ زنجيةٍ خفيةٍ و معاندة هو ما حرك فيه رغبة البحث عن إنسان سنار فى تكوينه العرقى الثقافى و فتَّق ذهنه عن فكرة الهُجنة الآفروعروبية.
هذا, و إن قَبلنا أن ما إعتقدناه عند عبد الله على إبراهيم فى أمر "الجماعة الشمالية العربية المسلمة" هو تبرُّؤ من الزنوجة "براءة الذئب من دم إبن يعقوب بحياءٍ سديد", إنما يعود الى إلتباس عبارته علينا, فنحن المنطلقين من مواقع المركزية الأفريقية و بناء على ما جاء عاليه فى أمر الأعراق الزنجية الخفية المعاندة و المفاجئة فى آن, ما زلنا فى إنتظار إفصاحه عن ما شاب " أولاد جَعل" من أعراقٍ نوبيةٍ لا تخطئها عين, بل و دينكاوية عصيَّة, نسبةً الى دينكا علياب !.
و ل Frank Snowden فى أمر الأعراق الزنجية المعاندة التى تسرى فى الدماء الأوروبية قصص يشيب لها الوِلدان, مما يحمل المرء الى الإستسلام و التسليم بأن لا مفر ! .. و أن العرق – زنجياً كان أم آرياً – " دَسَّـاس" .. حمانا خالق الأعراق و أهل السودان من مغبَّة التبرؤ منه, إذ كما يبدو No use ! .


خالص الود و التحايا ..

Post: #252
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-19-2004, 01:49 AM
Parent: #1


Nadus 200
عزيزي نادوس،
ألف تحية وفيض مراحبٍ لا ينقطع ولا ينفذ،
عاد أمانة ما ورطَّتني جنس ورطة! أولا يا سيدي شكراً على ترحيبك الكبير وإن شاء الله أكون قدرُه. وشكراً لك على حسن ظنك، وإن كنتُ على يقينٍ من أنني أقصر منه بكثير. عاد شن قدرني أنا على التأثير على بنات و"أولاد القرن العشرين"؟ أما "بنات" فمن عندي. وأما "أولاد القرن العشرين" فمن عند صديقتي المرحومة عاشه الفلاتيه. وقد سبق شرحها في أحد ردودي الأولى على ترحيبات البورداب. وقد جاء عن "عشوش"، كما كنا نسميها، في نفس الحلقة التلفزيونية التي ذكرتها آنفاً، والتي جمعتها بطيب الذكر الأستاذ إسماعيل عبد المعين، مع المذيع الأستاذ محمد سليمان، وكان إسماعيل لا ينفك، طوال الحلقة، عن الثناء على خصائص صوتها الفريدة بحق، وتصنيفه وفقاً لمصطلحات علم الصوت. فقالت له عاشه من باب رد الفضل على مدحه لها : "والله ياسماعيل ياخوي إنت زاتك كان عندك صوت كُنتَ بدّعتَ". واسماعيل مغني شديد الاعتداد بأدائه الصوتي! وأنا يا سيدي عندي صوت كبير جداً حين أتكلم لكن ما عندي مروةً تقدرني التأثير في الآخرين بأي حال من الأحوال. فهذا من فضل مصطفى. لكن حسن ظنك على راسي وأكتافي وربنا يوفق. عاد يا نادوس ما
مسكتني من إيدي البتوجعني، وأنا أسعى بلا فائدةٍ تُذكر إلى اختصار ردودي، لا لأي سببٍ آخر غير الوقت والكُبُر. إلا أنك دخلت من البوابة الذهبية بوابة مصطفى ود عثمان فضل، تاج رأسي وجوهرة أصدقائي وأحبابي. وها هي الكلمات اللعينة تخونني جهرة وتجفل من مشهدي، في حضرة سيرته البهيَّة. التقيته لأول مرةٍ في قطر، في بيت الصديق العزيز محمد عبد العال مراد أحد أعمدة تجربة طلائع الهدهد بحنتوب التي حكى عنها النور باستفاضةٍ عذبة. كنتُ قد جئتُ إلى قطر أستاذاً زائراً بالجامعة. ونزيلاً بفندق الشيراتون الفخيم، وعندي سواق وعربية من الجامعة كمان. شوف محن الزمن؟ وشوف ليك جِنِس مَجَدَه وقعت على غير أهلها؟ وذلك بعد تجربةٍ مريرةٍ من الفقر المدقع في باريس طوال إقامتي الدراسية التي مولتها بكل صنوف المشقة التي يمكن ولا يمكن تصورها. وفي اليوم الثاني كنَّا مصطفى وأنا صديقين كأن رباطا من ضياء المحبة المقدس قد قام بيننا منذ الأزل. ولم أطق البقاء بالفندق. فكان مصطفى يأتيني يومياً بصحبة الصديق الممتع الظريف الفَكِهِ السخي السامق عمر كَبَلُّو. ويأخُذَانني إلى بيت عمر حيث يتحفني مضيفي الظريف بوجبة من الفول الساخن مع صنوف طعام أخرى سودانية وبحرينية (فشريكة عمر بحرينية شامخة مثقفة كريمةٌ مضيافة). وكان عمر يتندر من نفوري من طعام الفندق وبهارجه فيقول لي "ال... ما تعرف الدخان تحرق، إنت شن عرَّفك بي أكل الفنادق!". كم كانت تلك الصحبة ممتعةً! شي يفوق التصور! ومن يومها وأنا غارقٌ في أفضال مصطفى السابلة. وفي شوق لا ينتهي ولا يرتوي لعُمر ولطفه المديد. ومن طرائف ومحاسن الصدف إنني التقيتُ فيما بعد بصديق عذبٍ شهم حميم الإنسانية، هو القيادي النقابي والاجتماعي الفذ الأستاذ حسن النور سليمان. وهو الآن في سدني عاصمة أستراليا البعيدة ست اللِسِم. وقد كان زعيماً شعبياً لا يبارى في حب الناس له واجتماعهم حوله في كل الجنوب الليبي. وقد حدسْتُ في حسن شبها غميساً من عمر كَبَلُّو، إلى أن عرفت فيما بعد، من مصطفى إن عمر كبلو صديقٌ مقربٌ جداً لحسن النور، وإن عمراً يستشهد به وينسب إليه كل الطرائف والروايات الممتعة التي لا يجد لها مصدراً أو لا يتذكر مصدرها. وحسن في واقع الأمر مستودعٌ عتيدٌ ومنبعٌ للطرائف والقفشات الذكية لا نظير له. أذكر أنني كنت بايت معه يوماً في داره السخية العامرة بسبها، وكان حسن "أَخَدْلُو" كاسيناً سمحات في تلك الليلة. وفي الصبح خَفَسْ على السوق جاب لُو كبدة إبل، وقعد قبالتنا أنا وعبود، وهو صديق عظيم نبيل أيضاً، وقال كدي برك للكبدة يظبِّط ويهَنْدِز فيها، وهو يتأملها ويرقبها باشتهاء واهتمامٍ شديدين يضاهيان تعبير وجهه عنهما صنوف أداء وجه عادل أمام براعةً ويفوقه. وقال كدي أخد لو منها حباتاً جَدَعِن في فمه المفتوح على سعته، ومضغهن بمتعةٍ فائقةٍ، ثم قال بلهجته البديعة الفريدة، بصوته الذي يخرج من عمق بطنه وقرار حنجرته "كبدة الإبل؟ يا سلام على كبدة الإبل! فانظر إلى الإبل كيف خٌلِقت". إلا أن حجَّات مصطفى إلى باريس انقطعت منذ زمنٍ طويل. وأنا أفهم أسباب ذلك وأقدِّرُها سوى أنني في شوقٍ مزلزلٍ لرؤيته فأرجو أن تبلغه ذلك. أما بشرى الفاضل صنو روحي و"رمانة فؤادي"، كما قال الطيب صالح فسوف يكون لي معه، في ردي على ترحيبه، مشهد فريد من مشاهد الحرية والتحرر والطلاقة مع الصديق الذي لا أخشى كِتَالُه ولومه ومدحه. وهذه من أمتع متع الصداقة الحقَّة. وأتمنى أن تكون هذه فاتحةٌ لصداقةٍ فسيحةٍ بيننا. مع جزيل شكري ووافر امتناني لك على هذا الترحيب البديع الذي يجشمني مشقة السعي إلى الارتفاع عن مزالق الهوى، ويلزمني بالمزيد من كِتال النفس الأمارة. وأتمنى أنا أيضاً أن أزوركم في الدوحة لو لقيتوا لَي بصارة زيارْةً أروي فيها غليلي من الشوق لنفرٍ من أعز أصدقاء العمر وأتعرف فيها عن قربٍ على أصدقاء منيرين مثلك. بـولا

Post: #253
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 05-19-2004, 05:03 AM
Parent: #1

الاستاذ بولا تحياتي

معليش لو كلامي هنا خارج عن سياق الاحتفاء والتبجيل والاعزاز لشخصكم. صراحة من الاول ابدا لم يخالجني الشك انك لاتختلف كثيرا عن النقروفوبك د.عبدالله علي ابراهيم، فيما يتصل بنكتة العروبة، لكني فضلت الانتظار للاضطلاع علي رايك المكتوب عن تخرصات متوهم العروبة صديقك دكتور عبدالله.

معذرة لو اسلوبنا كان مباشر وخالي من اي مجاملة، لانو لايخفي علي اي سوداني كيف الدم وصل الركب، بسبب جبال الظلم الافضت اليها ذي عقلية دكتور عبدالله الذي تدافع عنه وتبرر علي نحو مخجل تعاليه واحتقاره لكل ماهو افريقي، وكانه انجلو ساكسون، ابيض، اشقر الشعر، ازرق العينيين.

كلام دكتور عبدالله مكتوب باللغة العربية، لايحتاج فهمه، كل هذه الهالة من التعقيد الذي تضفيه عليه، بغرض حمايته بدافع العصبية والحمية، حزبية كانت ام اهولية.

لماذا التبشيع بمحمد المكي ومحمد عبدالحي وكل رموز الغابة والصحراء، انطلاقا من انتماءك السياسي، ولا تفعل نفس الشئ مع صديقك ورفيقك دكتور عبدالله، حيث تكتفي بالدعاء له وهو المؤيد لنظام الانقاذ، شبل التركية السابقة، وذبدة السودان المصري الانجليزي، القديم.

للاسف كلامك عن الهجنة المتوهمة لاهل اقصي الشمال، لايخرج عن كونو نوع من اللف والدوران الاكروباتي العهود، بغرض الوصول الي تصور مسبق عن عروبة لاوجود لها الا في خيال الفارين من جحيم زنوجتهم، ملتمسين النجاة في جنة الغير.

بالعدم، اتمني ان تجد الوقت الكافي، لتشرح لنا هذا التعقيد المحيط بموضوع الهجنة هذه، كما ذكرت.

ختاما انا ماعندي اي مشكلة شخصية معاك استاذ بولا، بقدر ما عندي مشكلة مع مجاملتك لي صديقك دكتور عبدالله، وبصقه محتقرا لهويتي وقيمي كافريقي.

الملاييين من الابرياء دفعوا حياتهم ثمنا لمثل هذا التعالي الاجوف ولازالوا في دارفور.

بل الفور الي هذا التاريخ مستعبدين في اقصي الشمال، لامثال دكتور عبدالله.

Post: #254
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-20-2004, 10:15 PM
Parent: #1

عزيزي مصطفى مدثر،
تحياتي الحارة لك ومنى والوليدات والبنيات (كان في بنيات)،
سائل عن أخباركم كثير صدقني، دين ناس مدثر وناس الجزولي علي كتيراً ما بنشال. ولعلك تعرف إن الشاعر المُجيد والمجيد صديق مدثر في مقام أستاذي وأكثر. في زماننا بالمعهد الفني كان هو المسجل العام. وكان واحداً من الرموز ذات الثقل الكبير في الحياة الثقافية اليومية في أوساط الطلاب(كما في كل البلد بالطبع). وقد كان إدارياً نادراً، بقدر ما كان شاعراً عظيماً. فعلى مقامه العالي في السلم الوظيفي الإداري الأفندوي للمعهد الفني، فقد كان يعاملنا كأنه واحدٌ منا. وكانت بيني وبينه مودةٌ فريدة في تلك الأيام الموحشة التي كنتُ فيها أحد حملة راية العصيان على المؤسسة الأكاديمية الأفندوية. وكان أيضاً براً بالفاتح عبد الله رجب، وصديقاً حميماً لسالم موسى.
ثم كانت هناك تلك الليالي المنيرة السخية بشتى صنوف الإبداع في حيشان الهاشماب، وفي داركم على وجه الخصوص، التي كانت ملاذا لنا في عز أيام استبداد النميرية الممض.
ثم كانت هناك دار آل الجزولي. فيا لها من ملاذ. دار الجد ذات البرندة العالية تلك. أذكر منها حتى الآن مشهداً لم يبرح مخيلتي قط،وأنا مستلقٍ على ظهري في "عنقريباً مو مسخرة"، وعلى العنقريب الآخر يستلقي صديق روحي العالي الشاعر والمفكر المثقف الحق كمال الجزولي. ولعلني أستطيع أن أزعم أن لا أحد يعرف العمق الإنساني لهذا الشاعر المفكر الفذ كما أعرفه أنا (وسوف أستطرد في ذلك لاحقاً). ثم دار الجزولي الأخرى في بداية شارع "الثورة". وحفاوة الحاج والحاجة. فقد كانا أباً وأماً حقيقيين لنا جميعاً. وحفاوة أميرة ومنى ومها وحسن ومنعم ومحمد بنا. عجيبة ومدهشة جداً أسرة المبدعين هذه. وتلك التي بالهاشماب.
شكراً لك ياعزيزي مصطفي ففضلك، وفضلكم، عليَّ سابلٌ قديم.
بولا

Post: #255
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-21-2004, 01:59 AM
Parent: #1



عزيزي أحمدالمرضي،
تحياتي ومحبتي،
شكراً بترحيبك وهو فاصلٌ في ترحيبٍ قديمٍ قدم معرفتي السعيدة بك في تلك الأيام البورسودانية البهيجة. وأنا من جانبي أيضاً أشكر النور على تيسير لمَّتي فيك بعد التغييرات العديدة التي لحقت بهاتفك. وأرجو أن تسمح لي بأن أقف هنا لأعود إليك في مداخلتك الشيقة التي تَلَت مداخلة فيصل نظراً لوحدة سياق المداخلتين, وهو سياق عزيزٌ على جداً من عناصر معزَّته كونني التقيتك فيه.

جزيل شكري ومحبتي وإلى حينذاك. بولا

Post: #256
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-21-2004, 02:00 AM
Parent: #1


بكرى أبوبكر
شكراً بكري مرةً ثانيةً، شكرَ عاجزٍ عن الإيفاء بفضلك،
أما وضعك للبوست في أول الصفحة فهو تشريفٌ لي أتمنى أن تسعفني أيامي الشحيحة الباقية في دار الدنيا، أن أرتفع لمستوى علُّوِه الشاهق. وأما إهداؤك لي أغنية الصديق العزيز المرحوم أحمد ربشة، و"شاقي روحك ليه" بالذات كمان، فهو توفيقٌ من مقام "القلوب شواهد". فقد ظللتُ متشوقاً لسماعها طوال الأشهر الماضية بعد أن اختفى شريط كاست عزيز له كنت شديد الحرص عليه. (لكن الفي بيتُه نوار، صغيرة بنياتي الفنانة منذ أول يوم أطلت فيه على الدنيا، عليه ألا يعشم في ترتيب شرائط الكاسيت والاسطوانات والسي دي. غير فلقة الراس التانيه). كان أحمد فناناً مطبوعاً عظيم الموهبة، وكان إنساناً سمحاً سخياً سهل الديباجة، أعني ديباجة الروح وديباجة الفطرة. فلم أر في حياتي، إلا في القليل النادر جداً، نظيراً له في سلاسة المعشر والبعد عن الغرور، هو الذي كان يملك كل الأسباب والأوصاف التي يمكن تدفع الإنسان إلى الغرور. كنا نلتقيه في الشارع العام تحت أي ظرفٍ كان، فندعوه إلى اصطحابنا لكي يضفي على أيامنا الشقية القاحلة، في عز الدكتاتورية النميرية، ونحن منفيون ملاحقون "طرداء"، فما كان يتردد لحظة في الاستجابة لطلباتنا، فيصطحبنا، ويمكث معنا الساعات الطويلة، يشجينا ويغسل عن نفوسنا وحشتها وشجنها بصوته الشجي، وعوده الناطق. كان ربشة عازفاً لا يجارى على آلة العود الصعبة، كان أيسراً يعزف على العود مقلوباً من وجهات نظرنا نحن "اليمينيين" الذين نشكل الغالبية الغالبة من البشر. وكان هو يستغرب جداً، كما ما كان يقول لي، مِنْ أن يستطيع "الإنسان" أن يمسك بالعود مقلوباً، الريشة باليمين والرقبة باليسار (وهذه من وجوه مسائل التعدد والاختلاف التي لا ننتبه لها ويترتب عليها ظلمٌ وقهرٌ كثير في مبادئنا وممارساتنا التربوية نحن حَملة الثقافة العربية الإسلامية بالذات) .
وفي تقنية عزفه، وفي تركيب وأداء "لازماته" بالعود، شيءٌ أقرب إلى الإعجاز. أخذته يوماً في إحدى تلك اللقاءات العشوائية إلى غرفتي الضيقة في حي الأملاك ببحري. وكانت الدنيا "صيفاً يقلي الحبَّه". وطلبت منه أن يسجل لي مجموعةً من أغنياته التي كنت مغرماً بها أيّما غرام، فلم يعترض، وكان عندي مسجل أيوا "سنين وجديد" بشرائط "ريل"، وعندي "عوداً مو قدُر كدي" لكنه تحول تحت ريشة أحمد ولمسات أصابعه، ساحرة البراعة، إلى شيءٍ آخر تماماً، فأذهلني أن عودي المسكين يقدر على شيتاً متِل دا!! قادر الله في ملكو" (وكانت أمي وصويحباتها وبنات جيلها في بربر يقلن "قادر الله في مُورْكُو"). وكان ربشة يتمتع أيضاً بتعددٍ فريدٍ في قدرته على الأداء الصوتي بالسلالم الشرقية "الثُمانِيَّة في تقديري" والمتعددة في خصوص أوضاع أنصاف وأرباع "التون" في بنياتها: شي مصري، وشي مغربي وشي عراقي وشي يمني، وشي بقاري كمان. يؤديها كما يؤديها أهلها حين يشاء ويؤديها كما يريد أن يؤديها حين يشاء على طريقته التي هي مزيجٌ من اليمني والصومالي، إلى جانب بنية اللحن الأصلية، دون شتارة، أو طراقه (كما نقول في بربر) أوخراقة. وقد أحزنني خبر رحيله المبكر وظللتُ طوال ليلتي غير مصدقٍ متمنياً أن أنهض في كل لحظةٍ من حلمٍ مزعج. وما تزال في حلقي مضاضةٌ مقيمة. وأتمنى أن تكون عندك مجموعة وافرة من أغانية، وأن تكون بينها "تعلق قلبي طفلةً عربيةً" (وربنا يستر علينا من "الزنوجيين" المتشددين الذين لا براح لديهم لأفريقية غير زنوجية). يا جماعة الخير أنا لا يعنيني من أمر هذه الطفلة العربية ال"حجازية العينين نجدية الحشا" سوى أداء أحمد ربشه لها، الذي فاق فيه، بمسافة بعيدة، في تقديري ملحن الأغنية الأصلي اللبناني ومؤديتها اللبنانية "الذي والتي" نسيت اسميهما. ويعنيني أداء عوده فيها على وجه الخصوص. و"عسى إنو ربنا يلطف بينا" من هذه الزربقه الإثنية والجندرية التي دخلونا فيها الشبان والشابات في أرذل العمر. أما زربقة الجندريات فمرحباً بها فهي من طبائع العدل، ومن مقتضيات منطق العدل الشامل الطليق. وأما الزربقة الإثنية فمرحباً بها أيضاً متى ما التزمت منطق العدل، ومتى ما نجت من رؤية الشجرة التي تحجب الغابة، ومتى ما نجت من أن تكون مجرد قلبٍ أعمى لنظرة ومواقع التعصب العرقي والاستعلاء الثقافي، ومتى ما نجت من منطق الإقصاء والاستبعاد والطرد من المشهد الإبداعي المحلي و"العالمي". جزيل شكري ثانيةً يابكري والتالته جايه.
بــــولا

Post: #257
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-21-2004, 02:28 AM
Parent: #1


mohammed said ahmed

عزيزي محمد سيد أحمد،
تحياتي الحارة وشكري الكتير بالمرَّه،
ولا حول ولا قولة إلا بي الله، عاد أنا شن اسَوْ؟ على سفوري، ومحمد عبد الحميد وعلى بابكر وبابكر كنديو مرةً واحْدةً؟ (ووضع السكون على الحاء من عند عمي عيسي ود المكي مو من عندي). ياحليل على سفوري وياحليل على بابكر فهؤلاء أصدقاء من نعم الدنيا النادرة علي. محمد عبد الحميد جنبي بي جاي وقد زرته حوالي ثلاث مرات واستمتعتُ استمتاعاً شجياً برؤيته ومؤانسته. ودوره في رد الفضل في هذا البوست قرب. كما أنني سعيدٌ جداً بأن إنساناً مستنيراً مثل تراث ممن يهتمون بسيرتي، وقد يكون من ضمن الشبان الذي سعدتُ بصحبتهم في فترةٍ ما إلا أن "تراث دي" غّبت اسمه العائلي الحقيقي. وعلى فأنا متابع لمداخلاته الذكية البهية وحأشوف بصارةً لباقي التعرف عليه في ردي على ترحيبه عما قريب. أما العليين فإن اشيتاقي إليهما ساكن كالغصة في القلب. وأرجو المعذرة، والمعذرة الشديدة، من جانبك ومن جانب الصديقين أحمد عمر وعلى الهادي، إن قلت لك إنني لم أستطع التمييز في أمرهما فعندي أكثر من أحمد عمر وعلى الهادي. الموضوع موضوع تشابه و"اشتكال" أسامي، ما عندو علاقة بالسَّألَه وعدم السَّألَه نَعَلُّو مو أحمد عمر الواحد الاقتصادي رفيق مجلس الأنس الإبداعي المعرفي المديد في نادي الأساتذة؟ عاد اِن بقى هو أمانة ماك ضو!! فأنا أسألُ عَنْهُ سؤال الضهبان. أما على الهادي فالإسم sounding عندي، لكن ما قدرت أفُرْزو من عليين هاديين آخرين كثر بين أصدقائي. أما صلاح وكمال محمد ادريس وعباس محمود، الذين ذكرتَ أنهم يشيرون "لمصرع الانسان الممتاز كمانفستو ثقافى"، فليت تزودني بتفاصيل أكثر عنهم. ولهم شكري على حسن ظنهم العالي هذا بكتابات ريعان الشباب تلك التي ساء ظني بها فيما بعد حتى أنني رفضتُ مقترحاتٍ كثيرةً بنشرها في بعد قراءاتٍ لاحقةٍ عديدةٍ لها. وربما أتراجع عن ذلك لو كان مثل هؤلاء الشبان المستنيرين يرون فيها هذا الرأي. والنص كما تعلم ليس ملكاً لصاحبه بعد أن ينشر. سوى أنني شديد سوء الظن بنصوصي. وقد يعتريني شعورٌ بأن نصٍ ما لم يكن يستحق وأندم على نشري له بعد يومٍ أو يومين من ظهوره. وقد يحدث العكس في أحيانٍ نادرةٍ، فأستغرب كيف تسنى لي كتابة نصٍ أو مجموعةٍ أو سلسلةٍ ما من النصوص وأنا على ما أنا عليه من بؤس الفكرة والعبارة. الكتابة عندي عبءٌ لعينٌ بقدر ما هو ممتعٌ، وحالٌ مقيمة من الشك وقليل من اليقين. جزيل شكري وعلى فضلك العميم بحق يا عزيزي محمد. وأتمنى لو أنك تستطيع أن تلمّني في هذه الجماعة من الأصدقاء الذين يشقيني انقطاع دروب الاتصال بيني وبينهم. وتسعدني كثيراً صداقتك إضافةً جديدة لهذه الكوكبة المنيرة. بـــولا

Post: #258
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Khatim
Date: 05-22-2004, 09:15 AM
Parent: #1

أيها الفنانون- التشكيليون- الفلاسفة:
ماذا تظنون أنفسكم؟
إجتمعتم من كل تشكيلة ولون،
أقمتم على أمتداد هذا الفضاء الطويل العريض،
دارا كبيرة، حميمة، عامرة ،
" رحبة المثوى مطيبة الجناب"،
زينتموها بمواد مسروقة من السماء،
ولوحات أخفاها المستقبل في حرز أمين،
أخذتموها دون إستئذان من أحد،
وشرعتم دون إبطاء وبغير مقدمات،
تعرضون جمالكم الباهر المتجاوز،
في سفور مشع وفاقع،
علينا جميعا،
غير عابئين بعشى عيوننا، ولا مبالين بطاقاتنا على التحمل،
والإستيعاب والمسلك الرزين،
في لحظات الهوى والطيش!
تخجلون البعض مما كتبوا،
تدفعون الأقلام،
إلى إبتلاع ما سطرت من كلام،
ترفعون الحدود المعلومة " بالضرورة"،
والقائمة حتى مقدمكم،
بين الطالب والأستاذ،
بين الصفوة والدهماء،
بين البروفسور وصانع العناقريب.
ماذا تظنون أنفسكم.؟

تعرضون علينا النسخ الاصلية،
من الوفاء، والإخاء،
والحب والصدق،
وتتظاهرون بخبث عجيب،
بأنكم لا تتميزون عنا بشيئ..

تمدون أياديكم عبر الأيديولوجيات و المذاهب،
مشهرين علوية الإنسان،
على منتجاته،
الجديرة بالإعزاز والإكرام والصون،
والعبش من أجلها والموت في سبيلها،
والمفتوحة مع كل ذلك و قبله، على التجاوز والفوت.

إنني أتهمكم دون مواربة:
بنفس التهمة التي وجهتها الجمعية الأثينية إلى سقراط،
وهي إغواء الشباب،
وعقوبتها معروفة لديكم،
فأنتم تحاولون الإيحاء أن الفتى والفتاة،
بمحض الموهبة والعزيمة والخرتاية،
يمكنهما أن يتجاوزا كزازة الظروف ولؤم المؤسسات،
وأن يسجلا حضورهما المضمخ بالعطر واللون،
في سجلات الزمان المقدسة.
أتهمكم بتضليل الشعب،
لإيحاءاتكم المكشوفة، بأن الفن ليس جوهرا مفارقا،
بل هو ممارسته اليومية، المرفعة والمهذبة، والمصعدة،
وأن زعيطا ومعيط يهجع داخلهما فنان مرهف،
ينتظر من يربت على كتفه ويوقظه.

أتهم كبيركم الذي علمكم السحر،
عبد الله أحمد البشير،
المدعو بولا،
الهارب من عدالة المشروع الحضاري،
المتخفي وراء الأسماء المستعارة،
والذي حوّل جراحه إلى وشم،
وصهر قيوده جاعلا منها أجنحة،
غزيرة الرياش،
لا تميزها من أجنحة الطيور الحقيقية،
إلا العين البصيرة الساهرة.
مستعينا بسحره القديم في خلق الطبائع الثانية،
وصناعة التصاوير.

لكم يوم أيها العصاة،
لكم موعد أيها المارقون،
لكم عودة أيها الغرباء،
لكم جلسة حاشدة،
لكم قبة جامعة،
لكم افق واسع ومديد،
لكم زمن... يكفي
وزمن يفيض.

خاتم

Post: #261
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: farda
Date: 05-22-2004, 09:34 PM
Parent: #258

Quote:
المدعو بولا،
الهارب من عدالة المشروع الحضاري،
المتخفي وراء الأسماء المستعارة،
والذي حوّل جراحه إلى وشم،
وصهر قيوده جاعلا منها أجنحة،
غزيرة الرياش،
لا تميزها من أجنحة الطيور الحقيقية،
إلا العين البصيرة الساهرة.
مستعينا بسحره القديم في خلق الطبائع الثانية،
وصناعة التصاوير.

إسمحوا لي أن أحتفي -أيضاً- باحتفاء الشــاعر الخاتم عدلان بالفنان عبدالله ببولا...
يا لبهاء هذا الفضاء ، ويا للعافية...

Post: #259
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-22-2004, 04:54 PM
Parent: #1


الأخ الكريم بشاشة،
تحياتي الحارة وشكري الجزيل على ترحيبك السابق، وعلى نقدك اللاحق أيضاً، وإن كنت أظنه من غير وجه حق جلي، أو من غير وجه حقٍ على إطلاق العبارة.
وها أنت تراني أقفز بالزانة على ترتيب الردود لأصل إليك. خشية أن يشوش "اتهامك"، على قارئةٍ أو قارئٍ ما، بِنْيَة الحجاج الذي أرتبه في نفي "فريات" "التعصب العروبي" أو "التعصب الإفريقاني" التي تنتاشني بها جماعةٌ من الكتاب، والقراء، من مواقع العروبيين أو الزنوجيين والإفريقانيين، على غير معرفةٍ ومتابعةٍ دقيقتين لسيرتي ونصوصي وواقع حالي. فقد صنفني من قبل الصحفي ضياء الدين بلال بين المعادين للثقافة الإسلامية، وألحقني بمناصري الحركة الشعبية، المندفعين في غير رؤيةٍ ولا رويَّة، الذين تنبأ لهم بأن يجدوا أنفسهم في مأزقٍ في خصوص الهوية والانتماء إذا ما انفصل الجنوب. ورأى الصديق عبد المنعم الفيا إنني أنكر أو أكاد أنفي وجود العروبة، هجينةً كانت أو قحة، في تكوين أهل الشمال والوسط، "وأنني أصدر في ذلك من الحمية والأماني الإيديولوجية المحضة". والعبارة بين المزدوجتين من عندي وليست لمنعم. وهي من باب الشرح والتأويل لنصه. الذي هو، على كل حالٍ، ليس بحاجةٍ إلى كثير تأويل في نسبة "التمني الإيديولوجي وغياب صفة طلب العلم" عن نصي المأسوف على مآله. وها أنت ذا تكمل الناقصة، فتدخلني في زمرة "النقروفوبيين" مع الصديق عبد الله على ابراهيم، بقراءةٍ هي غاية في العجلة، وباعتمادٍ على نصٍ واحدٍ. وهو على وحدانيته لا يسند استنتاجاتك الجافية. ولعل مربط جفاء استنتاجاتك يتمثل أساساً ويُفصح عن نفسه بصورةٍ تستحق الأسف في معايير مفاهيم وتقاليد الحوار التي نَصْبوا إلى إعادة تأسيسها وبيان شروط تحققها وعناصره المكونة. فقد أعلنت "بعضمة لسانك" إن "الشك لم يكن يخالجك" في أنني لا أختلف كثيراً عن "النقروفوبك د.عبد الله على ابراهيم". يعني نقروفوبك بدرجة قد تقل بعض الشيء عن نقروفوبيا عبد الله المزعومة "الخالصة لوجه الله" فيما يبدو. وهذا ما يسمى ب"سبق الإصرار والترصد، وسوء الظن المبيَّت". وأنا معنيُّ هنا بالترصد فحسب أما الإصرار وسوء الظن فهذا من شأنك، وهو، قبل ذلك، من شأن حرية العقيدة التي لا اعتراض لي عليها، ولا حيلة لي معها أيضاً. ولتسمح لي بأن آخذك في جولةٍ قصيرةٍ إلى وقائع النصوص ووقائع الأحوال. فقد قلتُ في تعقيبي على ما زعمه منعم من أنني ممن يسعون إلى "التقليل من وربما نفى المكون العربي الإسلامي"، بعد أن أوردتُ شواهد من واقع حالي ومن واقع نصوصي في الدلالة على بطلان هذا الزعم : "دحين يا شيخ عبد المنعم شوف لك حجة غير دي. أنا أناهض نظرة الاستعلاء وإيديولوجية الاستعلاء، من حيث أتت، وأناهضها عند أهلي مناهضة خبيرٍ عارفٍ بها، وبدروب غوايتها العديدة وتناقضاتها، "المُشْتَكِلة"، معرفةً مؤكدةً. فأعرِفُ، على سبيل المثال، من بَرجَلَة ولجاج، وعدم تمام منطق احترام الآخر المختلف لديهم (والذي ذكرتُ في مكانٍ آخر بعض فضائلهم فيه)، ما تشيب من هوله الولدان! احترامهم للآخر يقف عند باب حوش "العروبة" يا سِيْدِي، فبمجرد خروجهم منه حدِّث ولا حرج (وهم بالطبع لا يشكلون في ذلك استثناءً على شرعة البنيات العرقية والاجتماعية المغلقة. بما فيها مجتمعات الغرب في كثيرٍ من وجوهها)". وأضيف إلى ذلك هنا، لعلمك، المجتمعات الزنجية أيضاً ودونك نموذج التوتسي والهوتو "الساطع". ودونك، مما هو أقرب من ذلك، ما دار قبيل أيام بين النوير والشلك، إلخ إلخ!! وأعتقد أن منهج نظرك هذا لقضايا الصراعات الإثنية ومشاحنات الهويات في بلادنا (وفي سواها)، هو عين منهج رؤية الشجرة التي تحجب الغابة. وهاك هذه ثانيةً لعلك تنقرع بها عن اجتراح الأحكام العجولة المسبقة، هكذا من غير تحرزٍ وحسابٍ أو خشيةٍ من الزلل ومزالق حظ النفس، أو توقيرٍ للمخالف. فقد جاء في تعقيبي على رمي الصديق عبد المنعم الفيا لي بالصدور عن إيديولوجيةٍ، ترفض العروبة أو تكاد تنفيها في توصيف هجنة شمال ووسط السودان ما هو دونك، فيما يلي، من نصٍ عضوض، وأرجو أن تبين لي ما ينطوي عليه هذا النص جهرةً أو سراً من "نقروفوبيا"، فلتقرأ نصي بجدٍ هذه المرة. فقد قلت لمنعم:
"ولذا فسأكتفي هنا فقط ببيان استشكال الموضوع في خاصتي، وبأن ما نسبته لي من رفضٍ ل"العروبة"، وانحيازٌ ل"لإفريقية" ليس له نصيبٌ كبيرٌ من الصواب. وأهم قرائن ذلك أنه لم يَرِد في نصي، أعني في ورقتي التي تستشهد بها، ولا في أي نصٍ آخر من نصوصي ما يؤيد هذا الزعم. ومن ثم فإنني أستميحك عذراً في أن تتقبل مني هذه الهدية البسيطة، هذه الحقيقة الأولية من حقائق البحث في أمري، والتي هي، من شواهد معطيات وسياقات الواقع التي لا يستقيم الأمر لفهم النص من دونها، كوني يا سِيْدِي "شيخ عرب"."شيخ عرب" زي منصور العجب ذاتو، الذي رفع في وجهي ذات مرةٍ (في ندوة قدمتها في العيد الخمسين للحزب الشيوعي زعمتُ فيها غلبة النزعة العروبية عند رواده الأوائل بصورةٍ صريحةٍ وكبيرة، على الإفريقية)، حجة العداء للعروبة وحذرني من مغبات التعصب الإفريقاني. فذكَّرتُ منصوراً بأنني شيخ عرب مثله تماماً، ولا سبيل لي إلى معاداة "العروبة". إلا أن خياراتي في الحياة، ومنهجي ورؤيتي لواقع "الصراع الثقافي" في بلادنا، لا يسمحان لي بتغليب، (أو تفضيل)، أي مكوِّنٍ من مكونات واقعنا الثقافي على الآخر. ولا يسمحان لي قبل كل شيء أن أرى أن للعرب، "أقحاحا"ً كانوا أو هجيناً، فضلاً أو ميزةً على الآخرين. كما ليس "للأفارقة" أيضاً أية ميزةٍ على أحد، ولا أية نقيصةٍ عن أحدٍ أيضاً. فالأصل هو الإنسان الواحد الجبار المنعول "الغلَّب الهدَّاي" كما يروي حسن موسى عن شاعرةٍ من شوامخ شاعرات غرب السودان. والهدَّاي الغنَّاي، أي الشاعر".
وين "النقروفوبيا" هنا يا شيخ بشاشا؟ حتى إذا اقتصرنا على هذا النص وحده الذي هو واحدٌ من عشرات النصوص كتبتها في هذا الموضوع، وكرستُ لها زهرة عمري، وثمار كهولتي وشيخوختي، وخصصت له ثلاث شهادات جامعية، منها شهادة الدكتوراه، وتكبدت فيها مشقةً وكدَّاً، يعلمه الذين درَّسوني، والذين درسوا معي في باريس، تمام العلم، وقد انجزتها على "حسابي" الخاص (أريتو مو حساب التريدو)، وذقتُ في سبيلها الأمرين. وهي نصوصٌ صرحت أنت "بعضمة لسانك" إنك لم تقرأها، بل لم تسمع بها أصلاً!!!
أما على مستوى حقائق الواقع الصادحة فإن استنتاجاتك هذه، التي توصلت إليها كيف ما اتفق، هي إساءةٌ مجانية. جرَّحتَني بها على المستوى الشخصي، واعتديت بها عليَّ في نفرٍ من أعزِّ أصدقائي، وطلابي، من الزنوج "الأقحاح" السودانيين، وغير السودانيين، إذ جردتني من محبتي العالية الغالية، من غير معرفة ولا تحرٍ في أمري وأمرهم. وجرَّحتَ وأدميت بها علاقتي بمبدعين شواهق من الزنوج الأفارقة وغير الأفارقة، هم من بين أعز مراجعي الفكرية والإبداعية الأساسية: استانيسلاس أدوتفي، وبولان هونتونجي، وإيبوسي بولاقا وفرانز فانون، وشيخ أنتا ديوب وثيوفيل أوبنغا، وإيمي سيزير، ودانييل أتونغا مانغويل، وسيغوندو مونغوجي، وبيتر شيريز، وعيسى شيفجي، وعثمان سامبين، ومحمد هوندو، ومحمد سيسي، عبد الله اندياي، وسليمان ديالو إلخ إلخ. ولعل هذه سانحةٌ عظيمة لرد الفضل لهؤلاء المفكرين والكتاب والسينمائيين والرسامين، الأجلاء الذين صحبوني بأشخاصهم، أو صحبتني أسفارهم العتيدة، وأضاءت عتمة نفسي من الجهل بإنجازات مبدعين زنوجٍ أفارقة، وغير أفارقة، وقفوا وقفة أندادٍ أشداء لأعظم مفكري ومبدعي عصرنا من الغرب أو من خلافه، ومثلوا سدوداً عتيدةً منيعة في وجه سيل سخافات الإفريقانيين الكولونياليين، ومقولاتهم البائسة عن خفة العقل الزنجي التي طالما شاعت وتوطدت في ثقافتنا العربية الإسلامية الأم وحفيدتها السودانية، في كلا مستوييها الرسمي والشعبي، من حر أحشائها، ومن "حُرِّ" نقلها واغترافها من أسفار و"أصفار" حَمَلَة هذه المقولات ومروجيها "العرب" و"الغربيين". و"فوق وقبل" كل هؤلاء المفكرين والمبدعين الزنوج، وأنا على يقين من أنه ما من أحدٍ منهم يمكن أن يحتج على هذه "الفوقية والقَبْلِيَّة": نيلسون مانديلا، أعلى قامات الإنسانية في القرن العشرين وكل القرون التي سبقته، في تقديري، ومن غير منازع. "نقروفوبيا" يا بشاشة؟
وهاك أيضاً شيئاً من نصوص عبد الله على ابراهيم الذي شنَّع الصديق عبد المنعم ب"استعلائه العروبي" المزعوم أيما تشنيع، على الرغم من عبارات الاحترام التي لا أصل لها في واقع التحليل. إلا أنه لم يصل إلى الحد الذي وصلت إليه أنت في الإزراء بالمخالف، وفي حق رجل كان أول رواد نكث ونقض ونقد المسكوت عنه في النسخة السودانية للثقافة العربية الإسلامية. رجلٌ سعى بقدر ما يملك من جهدٍ في إنصاف المكون الزنجي في هويتنا الوطنية. وذلك من مثل قولك: "سنواصل بعد قليل بايراد ساقط قول عبد الله، مع تعليقنا، سطرا بسطر". ولتسمح لي بأن أقول لك قبل إيراد عينةٍ مما أسميتَه "بساقط قول عبد الله"، أن عباراتك هذه تخرج على حدود اللياقة وآداب الحوار والخلاف خروجاً بعيداً. وهاك هذه العينات المقتطفة من بعض نصوص عبد الله: فهو يجيب في حواره الذي تم إثباته لاحقاً في بوست منعم، بفضل حدب وعناية الأستاذ هاشم الحسن، على سؤال محاوره السموأل أبو سن، (على الرغم من أن النص نُشر في صحيفةٍ خليجية منذ عام 2001 ولم يُعن به منعم للأسف طوال هذه المدة مع إنه نصٌ عمدةٌ في فهم مقولات عبد الله وفهم منهجه في نقد إيديولوجية الهجنة السعيدة) مع لفت النظر أن نص الحوار ليس من صياغة عبد الله :

س: ولكن رغم وصفك لهذا الاتجاه بأنه ميثاق شمالي أو فرح شمالي بمعني أنه يمثل حالة احتفالية وسط تيار الثقافة العربية الإسلامية، فانك اتهمته في نفس السياق بالتآمر علي العروبة و الإسلام، كيف؟؟"
ج: "[الخطأ] الأول هو إن إفريقيا حينما تدخلها الأشياء تسوء و تخرج عن قواعدها، يعني إذا كان هناك فقه، فإن الأفارقة ليسوا قادرين علي موضوع الفقه هذا فيضفون عليه صفة الإفريقية و يصير الأمر كلعبة. فما الخطر في أن نتعامل مع ثقافة جادة؟؟ والخطأ الثاني هو أن إفريقيا حينما تدخلها الأشياء تتوحش و تصبح وحشية و تتنازل عن قواعدها الفلسفية و تصبح، يعني، فولكلورية".
ويستطرد عبد الله في بيان دلالات وجود آثارٍ مكينةٍ مقولة خفة وغرارة العقل الإفريقي عند دعاة مدرسة الغابة والصحراء، ومن لف لفهم من مناصري فكرة الهجنة السعيدة، في معنى نقل الدم الإفريقي "الحار الخفيف" (من غير سوء مقاصد)، إلى الثقافة العربية الإسلامية الجامدة المتشددة لحملها على السماحة والطلاقة:
"هم يقولون إن الإسلام حينما جاءنا جاء صوفيا و أخذنا عنه و كأنما الذهن الإفريقي لا يحتمل القضايا الفقهية و هذا أمر غير صحيح تركنا الفقه و الشريعة و أصبح لدينا فقط الإسلام الصوفي لأنه يتناسب مع الإيقاع الإفريقي".

س ـ أشرتَ إلي ضرورة أن يوطن" أهل الشمال المسلم " حسب تعبيرك في ثقافتهم قيم الحرية و أن يكفوا عن خلع ثقافتهم بدعوى الهجنة، كيف تري ذلك وأنت ترفض فكرة التمازج كما طرحتها مدرسة الغابة و الصحراء؟

ج - أعتقد أن لدينا مكونات ثقافية كثيرة ستسعد بأطروحات التمازج هذه فالتمازج سيستمر و ستزيد وتيرته، لظروف الاضطراب السياسي لأنه حدث اقتلاع مفاجئ دفع الناس دفعاً للتمازج و النزوح الكبير إلى القرى الطرفية في الخرطوم وحول المدن، لم يكن واضحاً الطريق الذي يستمر فيه التمازج، سرعته ومعدلاته، في الماضي كنا نتحدث عن ظروف طبيعية بمعني أن الكيان الإفريقي موجود في الجنوب و الكيان العربي في الشمال فحدثت خلطة وامتزاجات طرحت تحديها و [ضرورة] النظر الثقافي المتجدد إليها. وهذا البحث الذي أعكف عليه الآن هو لمعرفة هذه الوتائر المتسارعة في الفترة الأخيرة بحيث نمنح مسألة الهجنة والاختلاط براحات أوسع. لكن الافتراضات السابقة كانت تتحدث عن أن الهجنه حدثت أصلا و ستحدث لكن كان هناك اعتراض حول وجود قوامات ثقافية، و هي تطرح أهمية أن تكون الدولة محايدة تجاه الثقافات، بمعني أن يكون هناك برنامج لديمقراطية الثقافة. فمسألة كيف يكون التعليم علي سبيل المثال و بأي لغة، هذا ليس من شأن الدولة أن تصدر فيه قراراً و كذلك بالنسبة للعادات وشرائع الناس و قوانينهم. نريد أن نستل من الدولة كل هذا العنف ونجعلها محايدة تجاه العملية الثقافية بقدر ما يمكن أن يكون الحياد. هذه أهم عناصر برنامج ديمقراطية الثقافة وهو بالطبع ما لم يكن حاصلاً أبداً، لأن الدولة كانت مستخدمة باستمرار لأغراض إيديولوجية و سياسية مباشرة في أن تقرر ما الثقافة. مثال الآن الشرعية يصب في اتجاه عدم حياد الدولة تجاه القوامات الثقافية، فلذلك أنا أطالب الجماعة العربية أن تحرر نفسها بنفسها و أن تقرر بنفسها تجاه مسألة الشريعة ما تريده و ما لا تريده و ألا تذهب في اتجاه تأكيد أن ثقافتنا هجينة وممتزجة وغير ذلك مما أسميه الغش الثقافي الذي يجد من ورائه من هم من غير العرب والمسلمين حقهم مبخوساً في الدولة من جراء هذه الاتجاهات.
ويختلف خطابا غلاة الإسلاميين والأفروعربيين في منتوج التمازج. فالتمازج القومي في نظر الغلاة سينتهى بشكل مؤكد إلى تبنى الجماعة الجنوبية الإسلام والعروبة لأنهما مميزان علويان مقابلة بملل الوثنية ورطانات العجم. فالتمازج في أفق الغلاة هو معسكر دعوة كبير لتغيير الملل واللسان ". (الخطوط تحت السطور من عندي وليست في الأصل ـبولا).

أين موالاة جماعة "الإنقاذ" هنا يا بشاشة؟
ويستشهد عبد الله على فكرة خفة العقل الإفريقي "الطروب الغشوم" كما هو عند المجذوب بالأصالة، وعند مكي بالإحالة "الآفروعربية، "الغابوصحراوية"، إذا جاز لي التعبير، استشهاد وثَّق مصادره توثيقاً عضوضاً، مو طق حنك ساكت، وقد صرفتما عنه، أنت ومنعم ومناصروكما، النظر تماماً. علماً بأن محمد المكي ابراهيم هو الذي يقول هذا لا عبدالله ولا شخصي :
"والانسان السوداني العربى الثقافة إنسان جاد. وهو بالفعل إنسان مفتوح القلب لكنه يرفض أنواعا شتى من الهزل؛ يرفض أن تشتمه مداعباً ويرفض النكتة العملية، بعكس الانسان العربى في مصر والشام ... ومن الجانب الآخر نجد الدم الأفريقى خاليا (أى من الجد والوقار ) تماماً، بل بصورة مستحبة. الأفريقى ملئ بالحركة بحيث لا يهمه أن عبر الشارع قفزاً أو ركضا أو يرقص فيه، وهو في ضحكه معتمد على النكتة العملية على الأقل بصفتها أكثر بدائية من النكتة المحكية. وهذا الإنسان الضاحك الخفيف خليق بأن يؤثر على المزاج العربى غير المتلائم ومتطلبات الحياة الحديثة، بحيث يتخلى عن هذا الوقار الجاد في تصرفاته المتزمتة، وبحيث تكتسب الخفة الأفريقية اتزاناً يعصمها من الفوضى" (الرأي العام، 15/12/1963).
وأتمنى أن تقف أنت ومنعم أمام نص مكي هذا وقفة تفلح في تبرئته عن حق من القول بحرارة وخفة دم الإفريقي التي هي في معناها العميق "خفة عقله". لقد سبق لي أن زرت عواصم إفريقيةٍ كثيرة، في فترة قريبة من الفترة التي كتب فيها مكي نصه هذا. فلم أقع فيها قط على مثل هذا النموذج الذي يتحدث عنه مكي من "خفة الدم الإفريقي" في التعامل مع قواعد حركة المرور على الأقل. بل أثار إعجابي تنظيم حركة المرور فيها ونظافة شوارعها، ورصانة أهلها وأدبهم الجم. وعايشت الزنوج الأفارقة في بلدان شتى من بلدان العالم الأخرى فعرفت فيهم صنوفاً جليلةً من الحكمة والتعقل. كما عرفت منهم قلةً من ضعيفي النفوس والعقول مثل سائر خلق الله. بلا زيادةٍ ولا نقصان.
وأنا لا أدافع هنا بالطبع عن عبد الله وليس هو بحاجةٍ إلى دفاعي بأي حال. إلا أنني اتعشم في أن تقرآ، منعم وأنت نصوص الرجل المركبة المعقدة، مثل كل النصوص الكبيرة، بشيءٍ من التوقير هي أهلٌ له. من دون أن ننزهها عن النقد. وللنقد الحقيقي شروطٌ صعبةٌ جداً لا أراكما تحرصان عليها في منهج قراءتكما التي تقفز فوق كثير من عناصر النص التي قد تنكث عليها نسيجها العجول، على الرغم من أنني لا أطابق تماماً بين منهجك هذا وبين منهج منعم الأكثر احتراساً وخلواً من العصبية العرقية. يؤسفني أن أضيف أن منهج الشجرة التي تحجب الغابة يعميك ومناصريك من رؤيةٍ قد تكون أكثر سداداً لمشكلات الهوية وغبائن "الهوامش" في السودان، هذه الرؤية السامقة التي وُفق إليها نفرٌ مبصرٍ من أعضاء الحركة الشعبية ومقاتلوها حين شاهدوا قرى شرق السودان، قيل وسط السودان، لأول مرة فهالهم أن كثيراً منها أكثر بؤساً وفقراً من الجنوب. وجعلوا من هذه الحقيقة بعض أجندتهم للسودان الجديد. و"حركة قرنق" يا سيدي أسمها الأصلي "حركة تحرير شعوب السودان"، زنوجاً وعرباً وهجيناً وخلافهم. وهذا هو المقام الذي قال فيه صديقي المفكر البنيني العتيد، استانسلاس أدوتفي، في نقد قراءة مدرسة سنغور وأتباعه الزنوجيين للهوية والقضية، إن خطأهم الاستراتيجي الأساسي يكمن في أنهم: "كانوا يفكرون كزنوج حينما كان ينبغي أن يفكروا كبشر". أي كمناضلين شركاء في حربٍ شاملةٍ ضد الظلم وضد انتهاك كرامة الإنسان حيثما وجد وأياً كان انتماؤه العرقي، أو الثقافي، أو الديني. فلم يروا من غابة المظالم الكثيفة إلا "الشجرة الزنجية".
مع مودتي. بـولا

Post: #260
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 05-22-2004, 06:51 PM
Parent: #259

وصلتني الرسالة التالية من الأخ إيهاب خيري، وهذا نصها:

تحية طيبة

شكراً على دعوتك للباحث عبد الله بولا، وهو الأمر الذي ساهم في إثراء النقاش في سودانيزأونلاين، التي أتابع بعض المناقشات فيها، ومرفق عمود دفعتني لكتابته مداخلة من أحد البورداب، ورد بولا عليه، وإن رأيته مفيداً في النقاش، يمكن نشره في الزاوية، ولك الشكر.

إيهاب خيري
محرر صحافي، الاتحاد الإماراتية
أبوظبي
_____________________________________________________________________________

لمن لا يهمه الأمر/بولا .. ومصرع "الصبيان"!

في رده على سؤال أحد "البورداب"، عن سر لقبه، قال الباحث والناقد السوداني عبد الله بولا، إن اللقب "بولا" يرجع إلى شخصية من شخصيات مجلة "الصبيان" في خمسينيات القرن العشرين.
بولا، وأصدقاؤه، الذين أحالوا "ونسات الشات" ساحة ثرة للنقاش موضوع لكتابة أخرى. وظني – الحسن هذه المرة، وبولا يدرك أفضل مني أن سوء الظن النقدي محمدة- أن الباحث، الذي كتب عن مصرع الإنسان المعاصر، يتمزق وهو يتذكر هذه القصة، إذ أن "الصبيان"، إحدى أوائل مجلات الطفل في العالم العربي وأفريقيا، التي ألهمته لقباً صار أشهر من اسمه العائلي، لقت مصرعها قبيل سنوات في صمت نجيد التواطوء على تأبيده.

لا شك أن بولا، ومعظم قراء المجلة الرائدة، يتذكرون شخصياتها المختلفة، ورسوماتها البارعة، والقصص الممتعة العميقة، التي كانت تنشرها، ويبكون على وأدها ليس ليلاً، بل نهاراً جهاراً، وعلى رؤوس الأشهاد.

من مكتب صغير تعلوه لافتة كتب عليها "مكتب النشر التربوي"، كانت "الصبيان" تهدي وتلهم البنات والصبيان في بلد المليون ميل مربع منذ أربعينيات وحتى سبيعينيات وثمانينيات القرن الفائت. كانوا يدمنون قراءة المجلة، رغم المنافسة الشرسة، التي شكلتها مجلات أخرى لاحقاً مثل "ماجد" و"سمير" على الصعيد العربي، و"تان تان" الفرنسية، و"الوطواط" و"ميكي" الأميركية بترجمتها العربية- وما أدراك ما "ميكي"، وقيم ومفاهيم والت ديزني!

بعيداً عن أي سوء فهم يمكن أن تجره عليّ كلمة "خصوصية"، أقول: هل يعقل أن توقف دولة إصدار مجلة وطنية متخصصة في صحافة الطفل؟ هل تعتمد دولة في تربية أطفالها، وغرس القيم الثقافية والمفاهيم "الخاصة" بالبلد، على مجلات "مستوردة" مهما كان مستواها أو تناولها؟
الإجابة المنطقية هي: لا، فكل دولة، مهما كانت توجهاتها أو رؤاها تسعى إلى غرس قيمها في النشء. قد تختلف الرؤية التي يريد تيار ما – في السلطة أو المعارضة- تكريسها، فالمجال الإعلامي- وصحافة الطفل جزء منه- ساحة من ساحات الصراع الإيديولوجي، وإن كان بوسائل مختلفة.
ومع تعدد الرؤى فهناك قيم ومفاهيم عامة، تخص دولة بعينها، ولا يمكن أن توفرها وسيلة إعلامية أخرى. وفي السودان، شهدنا صحافة طفل، أصدرها القطاع الخاص، وأقصد بها المجلة المتميزة، التي أصدرها نزار عوض عبد المجيد بعد انتفاضة أبريل، وللأسف لا أذكر اسمها الآن، وقد وئدت هي أيضاً لأسباب لا أعرفها.

إذا كان ذلك كذلك- كما يقال- تُرى ما الذي أدى إلى إيقاف "الصبيان" وقتل "عمك تنقو" وغيره من شخصياتها؟ هل السبب مالي؟ أم لهدف مقصود؟ أم أنها غفلة من غفلاتنا، التي يتسرب من شقوقها "بلاوي" لا تحصى ولا تعد؟!

أليس من المخجل أن يحدث هذا في دولة كانت رائدة في إصدار مجلة أطفال متخصصة، ويفوز أكثر من فنان من أبنائها بجوائز رسوم أطفال عالمية مثل "نوما"، وأكثر من كاتب بجوائز أخرى لقصص الأطفال؟!
...
مجلة أطفال ليست "لعب عيال"، والتخلي عنها، أو الصمت على إيقاف إصدارها هو العبث بعينه، وكالعادة، فهو "عبث كبار"..!


إيهـاب خيـري
[email protected]

Post: #262
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 05-22-2004, 10:55 PM
Parent: #1

هل يمكن ان نعدم الفنان العظيم شرحبيل أحمد بتهمة إغواء الصبية؟ فقد أغواني منذ الصبا الباكر في العام 1963 في مدينة كوستي , في حفل في السينما الوحيدة المتاحة و كان أول حفل عام اسمح لنفسي بحضوره رغم انف اساتذة المشروع الحضاري العام آنذاك!ومن بينهم مولانا شيخ آدم ,والدى , رحمة الله عليه فقد كان من أبكار المعلمين. ولم يكن اطلاقا من مروجى البدعة الأثينية: اعدام السقراطيين؟؟؟؟ الديمقراطيين, المطلوقين!فرض على فرضا رقيق القيد , عظيم الفائدة: قراءة الغزالي وغيره من متون المعرفة السلفية دون اكراه و بدعوى ضعف البصر وليس البصيرة.فكان عونا على التخلص من اسرها جملة وتفصيلا بقراءة بصيرة!!!!
لم ينكر حقي وآخرين في التعرض لأغواء الصبيان وتنقو وشرحبيل ومن بعده , لاحقا, طبطب , قدس الله فضائه الممتلىء بحب الآخرين ,ولكم جميعا الحب , وبغيره, اسودت سماء الوطن الذي يمكن أن يتسع للجميع!
مصطفى آدم

Post: #263
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-22-2004, 11:46 PM
Parent: #1

عزيز فضيلي جماع،
كثير شكري على هذه الحفاوة السامقة، ولو أنني كنت أتمنى أن ترأفوا بي ولا تجشموني حمل هذا الفضل الذي لا أقدر عليه، أو الوقوف في حضرة مسئوليته المزلزلة. ولا علم لي إن كان النور قد أشعل ثقاباً باستضافتي في المنبر، أم أنه ألقى بي في لجة بحرٍ لا قبل لي بمواجهة أمواجه العالية. أمواج الفضل والتوقع شديدة العلو على بائسٍ مثلي ترهقه الأسئلة وتضنيه تضاريس أرض المعرفة العصية، وتنتاشه الشكوك من كل حدبٍ وصوب. فمن أين لي عاد يا فضيلي ب"أسحار مملكة الإبداع"؟
كم أمتعني الالتقاء بك في القاهرة في ندوة "الثقافة والتنمية" التي نوَّر أيامنا بها الصديق حيدر إبراهيم، فجمع شملنا في تلك المناسبة البهية، والتي كانت مشاركتك في إدارتها باباً واسعاً في الظرف، وسعة البال التي هي أكسير إدارة الحوار.
جزيل شكري ثانيةً يا صديقي العزيز وأتمنى أن لتقلي في المداخلات التي أعتقد أن مساهمتك فيها كواحدٍ من أبناء موطئ الجمر ستكون غايةً في الضرورة.
مع كل مودتي بولا

Post: #264
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 05-23-2004, 08:21 AM
Parent: #1

الاستاذ الجليل عبدالله بولا.

اولا اشكرك جزيل الشكر، للتفضل بالرد علي مداخلتي الساخنة جدا. ثانيا تقبل خالص اعتذاري واسفي الشديد، لما سببته لك من الم، بغض النظر عن نواياي، او حججي اي كانت ومهما كانت، لاننا ينبغي ان نستصحب قيم الخصومة في ثقافتنا السودانية.

اقول هذا وفي الذاكرة مشاهد للخصومة الشريفة، والنبيلة، اقرب للخيال منها للحقيقة، في دنقلا العجوز حيث نشأت.

من ذلك كيف ان الشاكي والمشتكي، يترافقان بعد ان صليا الصبح حاضر، في منزل واحد، وشربا الشاي با "السق"، علي ظهور الحمير، ليصلا المحكمة، بعد قرابة نصف يوم سفر، يقضيانه في السمر والضحك بعفوية.

داخل المحكمة فقط، يقفان كخصمين شرسين، والنزاع في العادة يدور حول قطعة ارض، لاتغني ولاتسمن من جوع.

بعد نهاية الجلسة، يذهبان مغا كأن ما كان بينهم من خصومة لم يكن - لاقرب مطعم، ليبدأو صراع من نوع اخر، حول من سيدفع حق الوجبة!

سردت كل هذا، لاصل بك الي ان خلافي معاك وان كان عنيف، فهو بحسن نية خالصة من كل شائبة، ولوجه ما اعتبره قولة حق في وجه انسان يتوفر علي قدر كبير جدا من السطوة الاخلاقية، في منبر يتصدر الان مواقع السطوة الفكرية لبلد علي اعتاب مرحلة جديدة وخطيرة جدا، جدا، بلغها سيرا علي طريق مرصوف بجماجم الملاييين، من منبوذيه ومعذبيه.

اتو للوجود كعبيد بالميلاد، بينما امثال دكتور عبد الله علي ابراهيم، ودكتور بولا، وكمال بشاشا، يأتون للوجود كاصحاب حظوة بالميلاد، اكرر بالميلاد، لانهم اولاد عرب، اولاد بلد، احرار!

حتي لا تشتبه الامور علي القارئ، احب انوه الي ان نموذج التسامح المشار اليه اعلاه، خاص بالاعضاء فقط!

اما هابرزو، السكات، عزقديم، فالاسيد، سعيد كووم كووم، وكل، فليسوا ببشر اصلا!

لانهم مملوكين لال بشاشا، وعلي ابراهيم، وبولا- كما الجروف، زريبة البهائم، البقار، الغنم، الحمير.

فاذا كان هذا واقع الحال اليوم، واذا كان نمط تفكير عبدالله، والذي لاتزال تدافع عنه ولو سلبيا، وتبرر له، هو البديل او في صدارة البديل القادم، هذا ما لا يعقل علي الاطلاق، علي الاطلاق!

هذا باختصار شديد، وايجاز شديد، حالتي النفسية والذهنية، اللتي انطلق منها، بفعل كتابات دكتور عبدالله!

فكما هو واضح من مداخلتي الاولي هنا فقد فرحت ايما فرح بقدومك، وبنفس الاندفاع صدمت بعد اضطلاعي علي ورقة الاخ عجب، بدل مرة مرتين، متتاليتين. الاولي بسبب ذهنية دكتور عبد الله، والثانية بسبب اطراءك لهذه الذهنية، كما معبر عنها في ورقة الهاربين، حسب ما اورد الاخ عجب.

انا لم اتهمك بلنقروفوبك تحديدا، علي الاطلاق، كما اتهمت دكتور عبد الله بصريح العبارة. وهذا ما قلته في حقك بالنص:

Quote: لم يخالجني الشك انك لاتختلف كثيرا عن النقروفوبك د.عبدالله علي ابراهيم، فيما يتصل بنكتة العروبة.


فقد استنتجت من اطراءك لورقة دكتور عبد الله المليئة بالاحتقار والبصق علي كل ماهو افريقي، انك لاتختلف عنه اختلاف جذري في موضوع العروبة، ورغم ذلك انتظرت حتي اضطلع علي ردك علي عجب، وقد فعلت في هذا البوست، حيث قلت بصريح العبارة:

Quote: فأنا شيخ عربي يا سيدي "أماً واباياً": فأبي الشيخ أحمد ود بشير ود احمد ود الفكي حسن ود أمحُمّد ود ختاري ود أب زُمام.


هذا كافي جدا بالنسبة لي كافريقي، ابا عن جد.

امارأيك في بقية الشمال، ومدي اختلافه النسبي من حيث استعلاء دكتور عبدالله، وبكل ادب واحترام لشخكم، لايعنيني في اي شئ!

ومن باب الامانة مع نفسي، ومواقفي المعلنة هنا في هذا المنبر، وكقاعدة، في رأي كل من يدعي العروبة فهو استعلائي بالضرورة، لان عروبة الشمالي في اعتقادي مجرد وهم، يقوم علي تصورات مسبقة، لا وجود لها اطلاقا علي ارض الواقع.

بالنظر الي صورتك المنشورة اعلاه، بواسطة الاخ طناش، وبكل احترام استاذي الجليل، لا اري اي فرق بينكم وبين اي من سكان القرن الافريقي، من صومالييين، لي اثيوبيين، لي ارتريين. انه ظني ان هذا لا يغصبك.

كافريقي فخور بذاته، لا اقبل نظرة العطف وموقع اليد الدنيا، تتناول في انكسار ما جادت به اليد العليا، للشمالي اللبرالي، ذو النوايا الحسنة، و الحظوة بالميلاد!

علي مستوي الوطن، نواياك الحسنة يا استاذي بولا، ابدا، لن توحد او تساوي مابين الجعلي والنوباوي بل علي العكس تغبش الرؤيا لمثاليتها المفرطة.

كلامك عن الهجنة وبكل احترام، لا اساس له البتة، ولا جديد فيه، ولا يختلف عن الغابة والصحراء، او شمال جنوب، او عرب ذنوج، في شئ.

بل بهذا انت تعيد انتاج المشكلة اللتي برع في حبكها الاحتلال الثنائي، حيث تمثل ذهنية دكتور عبدالله، اعلي مراحل تجلياتها!

بالنسبة لي دفاعك عن دكتور عبدالله ورفضك ادانته، فدلالته تبدو عميقة!

بالذات ان النموذج الذي اوردته اسوأ بتفصيل اكثر مما اورده الاخ عجب، مما يبعث في نفسي حيرة، اشبه بحيرتي من مواقف عبدالعاطي من الحركة الشعبية!

من ذلك قوله:
1
Quote: "[الخطأ] الأول هو إن إفريقيا حينما تدخلها الأشياء تسوء و تخرج عن قواعدها.


ماهذا استاذي بولا؟

لماذا تســــــــوء الاشياء، عندما تدخل افريقا؟

مع احترامي الشديد، فوق للعنتظة، فهذا جهل صريح وكلام امي!

انا افهم دخول شئ محدد في منطقة محددة يسوء، لاسباب موضوعية محددة، وظروف بعينها!ولكن لا افهم، مثل هذا التعميم الانشائي والغير مسنود!

2
Quote: يعني إذا كان هناك فقه، فإن الأفارقة ليسوا قادرين علي موضوع الفقه هذا


وما الذي يجعل الافارقة غير قادرين وغير الافارقة قادرين؟

اذا لم يكن هذا اذدراء وسفه وساقط قول، فما هو؟

هذا الرجل جاهل بالفعل!

لا يمكن اطلاق احكام تتعلق بالمعرفة علي مجموعة بشرية بحالها علي هذا النحو!

اهو ده ذاتو "الاستيروتايبنق"! البقولوه!

انا افهم ان لا وجود لي مفاهيم فقه وتفاسير الخ المفاهيم النصوصية التقريرية للدين في الثقافة الافريقية، حيث مجرد التوثيق ممنوع بل محرم في الطرح الافريقي الصوفي للدين!

لكن لا افهم محاكمة الثقافة الافريقية بمعطيات ومفاهيم الثقافة العربية!

ليس من العلم في شئ، الحكم علي ثقافة بمعايير اخري!

3
Quote: فيضفون عليه صفة الإفريقية و يصير الأمر كلعبة.


مجرد ان ننظر للاشياء بعيوننا، ومن غير عدسات عربية لاصقة، يحيل المنظور اليه للعبة!

يا لصغر عقل عبدالله هذا!

هذه عودة لفكرة الصرامة المتوهمة للثقافة العربية، وهو لايدري ان هذا تعبير عن الاصل البدوي الجلف والرعوي لهذه الثقافة، في مقابل التسامح الحضري والدافئ للثقافة الافريقية، واصلها الزراعي.

هنا تعاليم منظر النازية قوبيني، تطل برأسها، من داخل رأس هذا الزنجي الخال، كما سنشرح في البوست المخصص لعبدالله.



اتمني استذنا الجليل، انك تتفهم، كيف نحن نفتقد اي ارضية مشتركة هنا، لنصل لاستنتاج مشترك!

ولاستحالة الارضية المشتركة فلن اجاملك استاذنا علي حساب مشاعري القومية وهي تداس علي هذا النحو بنعال دكتور عبدالله. عدم احساسك بما احس به، يعبر عن موقف قومي علي وزن طبقي، بحكم انتماءكم المشترك، في مقابل انتمائي المغاير كلية!

فانا افرق تماما بينك وبين عبدالله هذا، اتمني تضع نفسك موضعي وتغبر رجلك ساعة، لتحس ما يحس به معذبي السودان وهم يكابدون، نظام اجتماعي سياسي اقتصادي، يقوم علي نمط تفكير عبدالله هذا، بجيشه، وعلمه، ونشيده، وليس مجرد مفردات كلام جزافي معزول من فرد موتور، لا ابدا.

وتقبل خالص شكري، واكد تماما اني صدقتك القول، من القلب والي القلب، بلا مداهنة او مجاملة. انا احترم اسهامك ولكني اختلف بشدة، هلا سمحت لي.

عشان ما اكبرك، اخوك كمال بشاشا!!

Post: #265
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Hussein Mallasi
Date: 05-23-2004, 04:01 PM
Parent: #264

عمنا الحبيب بولا
باللام الروسية المفخمة؛ تلك التي يجيدها جارنا - الفاضل- بشري؛
حيث لا يفصلنا الا شارع الصحافة ...

تحياتي و احترامي

سررت كثيرا بردكم الودود علىّ و الذي من كثرة قراءتي له كدت ان احفظه .

بخصوص ناس ملاسي بتاعين بحري فهؤلاء نحن و من ذكرتهم اعمامي لزم؛
و بالمناسبة لم اسمع باسم ملاسي في السودان في غير اسرتنا .. سمعت بملاس
- هكذا بدون الياء - في رفاعة او بعض اعمالها ... و لذا فان أي ملاسي منا و نحن منه؛
و هو بالمناسبة جد والدي مباشرة؛ اي ليس جداً بعيدا ؛ و له من الابناء 4 فقط و لم يزرق
بالبنات يعني الاسرة ليست كبيرة جدا ....

لعلك تقصد بالطبيب النفساني "طه" - و ليس مصطفى - و هو ايضا من هواة التشكيل
ايامذاك.

طه كان في الكويت حتى صيف العام 90 و لم يعد اليها من اجازته الصيفية؛ اذ ان
صدام كان قد سبقهم اليها؛ فاضطر للبقاء بانجلترا - التي تجنس بجنسيتها - حتى اليوم.

اما شوقي فبعد ان اعتقل في اعقاب يوليو 71؛ خرج من السودان لانجلترا ايضا و لم يعد
الا بعد الانتفاضة لفترة قصيرة ثم مرتين خلال السنوات الماضية و الاخيرة كانت الشهر الفات.

اما مصطفى "التشكيلي" فهو في جدة بالسعودية و هو كان قد تخرج في قانون الفرع في
السبعينات – بعد كلية الفنون الجميلة - و حضر للسعودية في العام 76 او نحو ذلك؛
و منذ ذلك الحين يعمل كمستشار قانوني؛ و ترك التشكيل الا من بعض ذكريات و تذوق؛
و كذلك تنس الطاولة.

و هو بالمناسبة ابن علي ملاسي قائد ثورة اللواء الابيض في بورسودان و الذي امضى
بكوبر ستة سنوات ( 1924 – 1930) و منع من العمل بوظيفة حكومية حتى العام
1956 – و قد كانت واحدة من اقسى الاحكام التي صدرت و نُفذت بحق المشاركين
بالثورة ...

و لان تاريخ السودان الحديث يكتبه الامدرمانيون للامدرمانيين؛ تجد ان معظم من ارخ
للواء الابيض لم يأت سوى على ذكر من كان بالعاصمة؛ و الادهى ان بعضهم
قد مُجّد دون وجه حق ... و هذا حديث يطول و ربما اتينا على ذكره في يوم ما ....

حدثته بلقائنا السايبري هذا – مصطفي – فسعد جدا و حدثني بفيض من ذكريات تلك
الايام الجميلة التي جمعتكم يوم كان السودان يسع الجميع.

اما بخصوص الوالد فيبدو انكم قد "تعاقبتم" في القضارف الثانوية؛ فقد عمل بها في
العام 1968 – تقريبا – على ايام نظارة الاستاذ عبدالجبار ان لم تخني الذاكرة ...
و اذكر ان احداث الفكي ابو نافورة كانت حديث المدينة ايامها.





اما بخصوص الهكر فقد اصابني انا شخصيا و لم يصب جهازي ... حمانا الله و اياكم
و عموم البورد من الهكر و سفيه فعلهم و سخيف قولهم.




و تحياتي لاختنا الفاضلة بت امحُمَّد و البنيات و فقهم الله و رعاهم.

Post: #266
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 05-23-2004, 05:16 PM
Parent: #1

اخي وصديقي بولا

سلام

احسست بالمرارة في حديثك عن الهجوم غير المبرر الذي يتعرض له الدكتور

عبدالله على ابراهيم

وقد احسست تلك المرارة حين قلت :

"وأنا لا أدافع هنا بالطبع عن عبد الله وليس هو بحاجةٍ إلى دفاعي بأي حال. إلا أنني اتعشم في أن تقرآ، منعم وأنت نصوص الرجل المركبة المعقدة، مثل كل النصوص الكبيرة، بشيءٍ من التوقير هي أهلٌ له. من دون أن ننزهها عن النقد."

وقد اشرت انت الى بعض من خلل النقد العجول حين قلت:

"وللنقد الحقيقي شروطٌ صعبةٌ جداً لا أراكما تحرصان عليها في منهج قراءتكما التي تقفز فوق كثير من عناصر النص التي قد تنكث عليها نسيجها العجول،"

وانا اسمي ذلك القراءة الخاطئة ,

والتي كما قلت انت " تقفز فوق كثير من عناصر النص التي قد تنكث عليها نسيجها العجول،"

وانا اسمي ذلك بانها اساءت تفسير شفرات النص

وتلك القراءة الخاطئة –والتي كنت ايضا اخي بولا ضحية من ضحاياها كما

تفضلت انت ,

وكما قلت انا ذلك في مقام اخر _,

وكنت اقوم بالدفاع بالوكالة عنكما ,

ولكنك لم تشر الى ذلك ,

ولا ادري هل السبب هو الغفلة ؟

ام انك تعتقد انني اخطات في الرد ,
والذي كان –فقط – لاسباب تتعلق بجهل البعض ببولا وحسن موسى ,

فتلك القراءة الخاطئة تنطلق مما اسميته "التفسير القاموسي للمصطلحات"

فبينما ان عبدالله على ابراهيم واع جدا بالمصطلحات التي ينطلق منها,

نرى ان ناقديه لا يتوفرون على فهم مصطلحات مثل :

البدائي النبيل, البوتقة الثقافية , التحديد الذاتي للهوية ,

وفهمه العميق في ان التحديد الذاتي للهوية حق طبيعي ولا يتوقف فقط

على التاريخ والبيولوجيا

فنقاده يخلطون بين البيولوجيا والهوية الثقافية

ولذلك ينكرون على ما سماها عبدالله على ابراهيم ب "الجماعة العربية

المسلمة" تحديدها الذاتي لهويتها الثقافية بانها عربية اسلامية

وهم يستندون على البيولوجيا ,

واحيانا على التاريخ ,
او الاثنين معا

والبعض اصبح ينكر عليهم ذلك الحق الانساني ,

واصبح يطلق على تلك الهوية صفة " الهوية المزيفة",
وذلك انطلاقا من ان ملامح تلك الجماعة تميل الى الملامح الافريقية حسب زعمهم ,

واشار اخر-وعتقد انه نطاسي - الى ان اثبات هجنة تلك الجماعة االتي

تزعم انها عربية مسلمة يمكن ببساطةان يتم بواسطة الدي ان اي ؟؟؟؟؟؟؟

ومن هذا المنطلق فان كلامك الاتي يا بولا سيفهم بطريقة اخرى حين قلت:
" فذكَّرتُ منصوراً بأنني شيخ عرب مثله تماماً، ولا سبيل لي إلى معاداة "العروبة".

فالذين يربطون الهوية الثقافية بالبيولوجيا سيقولون لك :
يا بولا انت ملامحك زنجية ,
فكيف تدعي انك مش عربي وبس ,
وانما "شيخ عرب؟؟؟"

وقد حز في نفسي ما قاله حسن موسى عن الطيب صالح ,
والذي يرى انه من الركابية الذين اتوا من اليمن
ورد عليه حسن موسى قائلا:
"نحن عرب ؟عرب شنو يا زول؟انت عبد شايقية ساكت،مالك ومال العرب؟!
ينقطع دابرهم او يندبر قاطعهم؟ العرب يطيروا ؟ ""
- راجع جهنم - عددمايو 1998- حسن موسي- رسالة الي عثمان عامر.-نقلا عن بوست الفيا " الافروعروبية"

من حق اي انسان ان يقرر هويته الثقافية كما يراها ,
وليس من حق اي كان ان ينكر عليه ما راه استنادا على البيولوجيا او التاريخ ,
او الاثنين معا

ولنات الى مثال واضح حول التحديد الذاتي للهوية الثقافية
ففي فترة ما احس بعض الافارقة الذين جلب اجدادهم كعبيد الى امريكا انهم لا يشعرون بانهم امريكان,
ولذلك دعوا الى العودة الى افريقيا
وبالفعل ذهبوا الى الدولة التي تسمى الان " ليبريا"

ولكن الغالبية احست بانها تننمي الى امريكا برغم المعاناة التي يعيشونها ,
ولذلك قرروا البقاء في امريكا والدفاع عن حقوقهم
من هنا نرى ان الانسان هو الذي يحدد هويته الثقافية انطلاقا من شعوره بنفسه ,

وهذا ايضا ينطبق على الهوية الثقافية التي تقررها المجموعة الثقافية المحددة
دعونا نضرب مثلا اخر اكثر وضوحا عن علاقة البيولوجيا بالثقافة
كثير من الذين يرون انهم عرب وخاصة في الخليج ,
لهم ملامح زنجية واضحة
واصدق مثال لذلك ولي العهد الكويتي

هل يمكن ان نعترض على تحديده الثقافي لنفسه كعربي لانه ذو ملامح زنجية؟؟؟؟؟

لا يجوز ذلك ,
فليس من حق اي كان ان يسلب منه تلك الهوية استنادا على البيولوجيا او التاريخ
والذين يستندون الى البيولوجيا مثل الاخ " بشاشة" ,
يغيب عنهم انهم بطريقة غير مباشرة يتوافقون مع هتلر في تحديده لهوية البشر
ولذلك تم وضع لائحة بالصفات البيولوجية التي تحدد الهوية
وتتعلق باللون , وحجم الشفتين , والراس والجمجمة ........الخ من الصفات ,
وكان على اي انسان ان يخضع لتلك الفحوصات البيولوجية لتحديد هويته ,
وبالتالي موقعه في المجتمع
بعد ذلك دعونا ناتي الى التاريخ وعلاقته بالهوية الثقافية


التاريخ من العوامل المهمة في تحديد الهوية الثقافية ,
ولكنه ليس العامل الوحيد
واحيانا كثيرة يتم القفز على مراحله ,
حينما تحدد المجموعة المعينة هويتها الثقافية
فالتاريخ به انقطاعات كثيرة ,
واهمها في رايي عامل الدين

فمثلا مر تاريخ الشعب اليمني مر بمراحل كثيرة,

تعاقبت فيها اديان عديدة مثل اليهودية والنصرانية والاسلام
وفي اخر الامر اختارت المجموعة الثقافية العروبة و الاسلام كخيار ثقافي نفى كل المراحل التاريخية الدينية السابقة له
ولذلك ليس من حقنا ان نقول لليمني المعاصر انك ايضا يهودي ومسيحي ومسلم في ان ,
استنادا على التاريخ فقط
وليس من حقنا ان نقول له ان هويته زائفة استنادا على التاريخ او لان ملامحه غير عربية
المسالة تتعلق بوعي الانساني بذاته في اللحظة التاريخية المحددة ,
وليس استنادا على التاريخ كما يرى البعض

وساضرب مثلا اخيرا عن المجموعة الثقافية التي نشات فيها
لقد نشات في كبوشية شمال الخرطوم
وهي تاريخيا كانت جزء مهما من مملكة مروي القديمة
وكانت العاصمة في البجراوية
ثم بعد انهيار مملكة مروي بواسطة " عيزانا" ملك اكسوم,
صارت من المراكز المهمة للمسيحية في افريقيا
وبعد ذلك جاء العرب
ولكن اهلي يشعرون انهم عرب مسلمون ,
ولهم شجرة نسبهم التي تربطهم ليس فقط بالعرب ,
وانما بالنبي ادم
فهم لا يحسون باي انتماء لمملكة مروي او للمسيحية
ولا يمكن ان نقنعهم بذلك استنادا الى ورود بعض الكلمات المروية في لغتهم, او بعض الطقوس,
كما حاولت خطا ان تفعل " ابادماك ",
ولا يمكن ان نقنعنهم بهوية اخرى استنادا على التاريخ

هنالك ملاحظة اخيرة :
علينا ان نفرق بين حق اية مجموعة في ان تنتمي للثقافة العربية الاسلامية,
وبين ان هذا الانتماء يعطيها الحق في قمع الجماعات الثقافية السودانية الاخري التي لا تنتمي للثقافة العربية الاسلامية

ودمت عزيزي بولا

المشاء

فيلاديلفيا في يوم السبت 22 من مايو 2004

Post: #267
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Mohamed Abdulhamid
Date: 05-23-2004, 06:09 PM
Parent: #266

الاخ بشاشة
الشفقة تطير !!!
جئت محشوا بانحيازاتك المسبقة فقرأت ما كنت تريد أن تقرأ وليس ما كتب بولا وعبد الله على ابراهيم ....
عد الي المواقع التي اشرت اليها واقرأها بإمعان
واعتذر عن عجلتك بتأن ...
والسلام

محمد عبد الحميد

Post: #268
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-23-2004, 08:56 PM
Parent: #1

الأخ بشاشا،
تحياتي،
يا أخي العزيز، كنت أتمنى منك أولاً أن تحترم سياق وترتيب الحديث الجاري في هذا البوست. فالموضوع هو، في هذه اللحظة من سيرورة وقائع هذا البوست، ردي على أفضال أصدقاء وقراء رحبوا بي. أعني أن تعقيباتي وردودي هنا لم تدخل بعد حيز الحوار في جملة موضوعات أتوقع إثارتها من جانب القراء والأصدقاء تتعلق بمجالات تخصصي ومبحثي "الفلسفي" إذا جاز التعبير. وأنت بهذا تتقحم عليّ حُرمة رد الفضل وتفرض على موضوعاتٍ للنقاش خارج ترتيبي للوقت وللسياق. وأنت فضلاً عن ذلك تطرحها بقراءةٍ عجولة دافعك فيها كما أوضحت انتصافك لشعورك القومي الإفريقي الذي زعمت أنه جُرح من قِبل الدكتور عبد الله على ابراهيم وربما من جانبي. الله يسامحك. وتورد في ذلك استشهادات غايةً في الجفاء لأغراض عبد الله ولأغراضي. ولا تراجع نفسك لحظةً واحدةً في أمر قراءةٍ واضحة الخطل لو أنك صبرت عليها قليلاً. وأعتقد أن مثل هذه القراءة وهذه المفاهيم القومية العصية والمتعصبة، هي أنكى وأشد وبالاً في الإساءة للإفريقية التي تدافع عنها بمقولاتٍ مفارقةٍ لأفق حركة إبداع أبناء القارة الشاملة، كعنصرٍ أساسيٍ في حركة تحررٍ كبرى، تسعى لأن تجد مكانها السامق المُسْتَحَق بين حركات التحرر الإنسانية الأكثر شمولاً. وقد جسَّد مانديلا هذا المنحى كما لم يجسده أحد. آسف، كما جسده رجالٌ ونساءٌ بواسل كثيرون، كان مانديلا تتويجاً باهراً لمساهماتهم قرب نهاية القرن الماضي، وهو يقف الآن بين رموز الصدارة في حركة التحرر الإفريقية والعالمية هذه التي يعميك أنت عنها تشبثك بشجرة المقولاتٍ الإثنية، والأصل القومي، وتحديقك اللحوح في لحائها وحده.
يا أخي ما بالك كيف تقرأ؟ وهاك نماذج من خطل قراءتك الفذ، لعلك ترحمنا من هذا العناء في وقتٍ ومكانٍ غير مناسبين من سيرورة الحوارات المنتظرة. فالمقدمات الهادفة إلى تحديد الإشكاليات ليست أمكنة مناسبة لإثارة قضايا الحوارات المرتقبة الأساسية. عندك يا أخي بشاشا، في تصوري، مشكلة منهج أولية. عالجها قبل أن تقتحم على الناس بمثل هذه الأحكام المسبقة العجولة ضعيفة التأسيس. وهاك هذه، فأنت تقول، عن عبد الله في منحى تأسيسك لحِجاجك :
"من ذلك قوله:" (أي قول عبد الله على ابراهيم والأقواس من عندي أنا بولا والاستشهادات من عند بشاشا)
Quote: "[الخطأ] الأول هو إن إفريقيا حينما تدخلها الأشياء تسوء و تخرج عن قواعدها.

ماهذا استاذي بولا؟" وأنت توجه إليّ هذا السؤال وقد استقر عندك بما لا يدع مجالاً للشك أنك على فهمٍ سديدٍ لنص عبدالله واستشهاداته. (وهذ اليقين القطع هو في تقديري بعضٌ من مشاكلك المنهجية ومشاكل عبد المنعم في صدد الموضوع المتصل بورقة عبد الله المعنية التي تساهمان في النقاشات الدائرة حولها، عبد المنعم كمبادرٍ ومناقشٍ رئيسي وأنت كمشارك. وها أنذا أجيبك على تساؤلك، الذي تكاد روح الوثوق التي يتسم بها من أنك قد أفحمتني بنصٍ عضوضٍ لا معقب عليه في خصوص "نقروفوبيا" عبدالله، تقول خذوني، بينما هي من بنات زعمك المحض.
فهذا يا سيدي من ثمر القراءة العجول، قراية الزول الداخل في الموضوع بدون home work. فالذين يرون "أن الأشياء عندما تدخل إفريقيا تسوء وتخرج عن قواعدها"، ليس عبد الله كما تبدَّى لك، بل هم، عين إيديولوجيي الحملة الاستعمارية "التمدينية"، الاستشراقيين و"الإفريقانويين"، الذين ينتقدهم عبد الله، ويقول بأن رواد مدرسة الغابة والصحراء تأثروا بمقولاتهم وأحكامهم. هم عين ناس الأنثروبولوجيا الاستعمارية الذين أورد عبدالله شواهد من أقوال ممثليهم من الإداريين الأنثروبولوجيين والمبشرين في السودان مثل مكمايكل ترمنغهام. وكلاهما ممن لم تقرأ يا بشاشا، في ظني، قبل أن تحكم وتفتي، وقبل أن تتساءل "لماذا تسوء الاشياء، عندما تدخل افريقا؟"، ثم تجيب على تساؤلك بنفسك، بهذه اللجهة التقريرية الواثقة: "مع احترامي الشديد، فوق للعنتظة، فهذا جهل صريح وكلام أمي". الأمي عبد الله يابشاشة؟ "أم هذه القراية "المقلوبة" خاف الله ياخي ينالك ثواب. وأسمح لي بهذه القسوة لأن "وضع الندى في موضع الحزم بالعلا مضرٌ كوضع الحزم في موضع الندى". وأيضاً لأنك "قرأت" أطروحات عبد الله من مقتطفات عجب الفيا الذي في منهج اقتطافه، واستشهاداته، وتأويله، الكثير الذي يمكن أن يقال. وقد سلمتَ أنت به تسليماً ليس فيه من أسباب وأساسيات التحري المعرفي شيئاً يذكر. وينطبق هذا أيضاً على استشهادك الثاني:
Quote: يعني إذا كان هناك فقه، فإن الأفارقة ليسوا قادرين علي موضوع الفقه هذا
فالذي يرى أن "الأفارقة ليسوا قادرين على الفقه" ليس عبد الله، بل القائلون ب"غرارة العقل الإفريقي، وطفولته، وميله الفطري إلى البساطة والهزل، والضحك، والفوضى، والرقيص في شارع الزلط". أرجع لمداخلتي السابقة وأقرا بجد، تعرف القال الكلام التحتو خط دا منو. هذا وأراك تقفز بصورةٍ غير منتظمة فوق الاستشهادات التي لا توافق قرائن "اتهامك"، أو تؤولها كيفما تشاء من غير التفات إلى عناصر السياق وضوابط التحقيقق والتحقق. فقد قفزت فوق استشهاد عبدالله بنص ود المكي قفزةً غير نصوحٍ. وإني لأنصَحُك بمراجعتها أولاً وبعدين نتفاهم.
ومن شواهد ذلك أيضاً قراءتك لهذه الفقرة المقتطفة من حديثي إلى منعم في مكانه من ترتيب الردود على الترحيب :
Quote: فأنا عربي يا سيدي "أماً واباياً": فأبي الشيخ أحمد ود بشير ود احمد ود الفكي حسن ود أمحُمّد ود ختاري ود أب زُمام.
والتي تعلق عليها بقولك:
"هذا كافي جدا بالنسبة لي كافريقي، أبا عن جد". أولاً منو القالك الدناقلة أفارقة "أباً عن جد" بمعيار الأعراق؟ وما هي ضماناتك؟ ومنو القال لك الدناقلة بيحترموا الزنوج الأفارقة وبعتزوا بأصلهم الأفريقي؟
لقد صرفتك العجلة الناجمة عن مسعى إثبات الاتهام، لا المعرفة بمقولات ومفاهيم المخالف، وقرائن "دفوعات" "المتهم"، عن أن ترى مذهب السخرية البلاغي في قولي هذا الذي تستشهد به من غير روية. فقد دفعتُ بهذا القول في وجه "محاورين" ظلوا يدبجون نصوصاً عصماء لإسناد اتهامٍ على نقيض "اتهامك"، ومنهم عبد المنعم، بأنني معادٍ شديد العارِضَة للثقافة العربية الإسلامية. وربما أكون من الساعين إلى طردها في زعمهم. فتأمل! ولو أنك تقرأ بمهلة وتتحرى المعرفة بنصوص وواقع حال "خصمك" المزعوم، لما جشمتني هذا الرهق في إعادة "وقائع تحرٍ" هي أصلاً على درجةٍ كافيةٍ من الوضوح، في تقديري، لمن توفر على بسائط علوم وأدوات تحليل النص الموضوعية القديمة والحديثة. فأنا في قولي الذي انتزعتَه أنت من سياقٍ طويلٍ معقدٍ، "أسخر" يا سيدي من مزاعم أهلي، وأمزح مع عبد المنعم في شأن زعمه، في آنٍ معاً. والمزاح أيضاً بابٌ في البلاغة. بلاغة المفارقة من أن يُنسب العداء للعروبة، وربما العزم على نفيها من أرض السودان وأرض إفريقيا، إلى إنسانٍ "له مثل تورطي" كما قلت في ذات النص في شياخة العرب". وكنتُ قد سرَبْتُ جملةً من هذه العبارات والصور الساخرة المازحة في المعنى البلاغي، عن وقائع إيديولوجية، أو أسطورة الأصل، عند أهلي، ربما كانت تهديك إلى تأويلٍ آخر لمقولاتي، على الأقل، مثل التأويل السمح الندِي الذي ذهب إليه الأخ بكري الجاك في مداخلةٍ له في بوست الصديق منعم الذي يحمل عنوان "الأفروعربية بين الواقع ووهم الإيديولوجيا"، (شوف ليك عليك الله جنس عنواناً طَرَدَ به منعم من قولة تيت مخالفيه من مملكة "الواقع" وألقي بهم في مزبلة الأوهام الإيديولوجية)!! فقد قال بكري إن "الشيء المتعارف عليه فى منهج الدعاة والمتأملين سواء كانوا مفكرين او دعاة مناهج فى الفلسفة أو الدين هو ان يتاكدوا من سلامة وصول فكرتهم الى المتلقى دون شوائب وحاولت جل جهدي فى ان افهم الى ماذا يسعى الدكتور عبد الله على ابراهيم؟ قرات الكثير و كل يوم يزداد يقينى ان الرجل يقولها صريحة فى مستبطن كلامه الذى بدا يتكشف دون اعمال اي مناهج حفرية لقراءة لا شعور الرجل وغيرها من المناهج الابستمولوجية, قبل لحظات قرات المرافعة الفائقة الاناقة التى قدمها الدكتور عبد الله بولا فى بوست الترحيب به فى رده على الاخ الصديق بشاشة المنطلق من ارضية المركزية الافريقية وورد فى اتون الدفاع عن الدكتور عبد الله ان اورد الدكتور بولا احد ردود الدكتور على سؤال احد الصحفيين:
س ـ أشرتَ إلي ضرورة أن يوطن" أهل الشمال المسلم " حسب تعبيرك في ثقافتهم قيم الحرية و أن يكفوا عن خلع ثقافتهم بدعوى الهجنة، كيف تري ذلك وأنت ترفض فكرة التمازج كما طرحتها مدرسة الغابة والصحراء؟

ج - أعتقد أن لدينا مكونات ثقافية كثيرة ستسعد بأطروحات التمازج هذه فالتمازج سيستمر و ستزيد وتيرته، لظروف الاضطراب السياسي لأنه حدث اقتلاع مفاجئ دفع الناس دفعاً للتمازج و النزوح الكبير إلى القرى الطرفية في الخرطوم وحول المدن، لم يكن واضحاً الطريق الذي يستمر فيه التمازج، سرعته ومعدلاته، في الماضي كنا نتحدث عن ظروف طبيعية بمعني أن الكيان الإفريقي موجود في الجنوب و الكيان العربي في الشمال فحدثت خلطة وامتزاجات طرحت تحديها و [ضرورة] النظر الثقافي المتجدد إليها. وهذا البحث الذي أعكف عليه الآن هو لمعرفة هذه الوتائر المتسارعة في الفترة الأخيرة بحيث نمنح مسألة الهجنة والاختلاط براحات أوسع. لكن الافتراضات السابقة كانت تتحدث عن أن الهجنه حدثت أصلا و ستحدث لكن كان هناك اعتراض حول وجود قوامات ثقافية، و هي تطرح أهمية أن تكون الدولة محايدة تجاه الثقافات، بمعني أن يكون هناك برنامج لديمقراطية الثقافة. فمسألة كيف يكون التعليم علي سبيل المثال و بأي لغة، هذا ليس من شأن الدولة أن تصدر فيه قراراً و كذلك بالنسبة للعادات وشرائع الناس و قوانينهم. نريد أن نستل من الدولة كل هذا العنف ونجعلها محايدة تجاه العملية الثقافية بقدر ما يمكن أن يكون الحياد. هذه أهم عناصر برنامج ديمقراطية الثقافة وهو بالطبع ما لم يكن حاصلاً أبداً، لأن الدولة كانت مستخدمة باستمرار لأغراض إيديولوجية و سياسية مباشرة في أن تقرر ما الثقافة. مثال الشرعية الآن يصب في اتجاه عدم حياد الدولة تجاه القوامات الثقافية، فلذلك أنا أطالب الجماعة العربية أن تحرر نفسها بنفسها و أن تقرر بنفسها تجاه مسألة الشريعة ما تريده و ما لا تريده و ألا تذهب في اتجاه تأكيد أن ثقافتنا هجينة وممتزجة وغير ذلك مما أسميه الغش الثقافي الذي يجد من ورائه من هم من غير العرب والمسلمين حقهم مبخوساً في الدولة من جراء هذه الاتجاهات.
ويختلف خطابا غلاة الإسلاميين والأفروعربيين في منتوج التمازج. فالتمازج القومي في نظر الغلاة سينتهى بشكل مؤكد إلى تبنى الجماعة الجنوبية الإسلام والعروبة لأنهما مميزان علويان مقابلة بملل الوثنية ورطانات العجم. فالتمازج في أفق الغلاة هو معسكر دعوة كبير لتغيير الملل واللسان". (الخطوط تحت السطور من عندي وليست في الأصل. بولا)"
ويواصل بكري: "وللامانة ترددت بعد قراءتى لرد الدكتور على الصحفى فى وصفه للمشهد الثقافى للبلاد و شعرت بوخزة ضمير فى اننى ربما اكون تسرعت فى الحكم على الرجل لغبائى فى فهم مكنونات فكره المستعصى على الفهم وذلك اذا كان رد الدكتور اعلاه يعبر عن الاطار النظري لجل اجتهاداته ومشروعه الفكري المشفر الذى لم يفهمه إلا نفر كريم بقامة عقل ودراية الدكتور بولا فانى اري ان الرجل على مصوبة من امره فى قراءة واقع الحال و احتمالات المآل فى شاننا الهويوي بل بالكاد ان اقول انه حر فى ادعاء ما يشاء من هويات طالما انه من دعاة الديمقراطية الثقافية التى فيها يتم التعامل مع التنوع حتى وان كان يمثل واحد فى المائة و لا يتم التعامل مع الاغلبية كما فى المفهوم الميكانيكى لعملية الديمقراطية التعددية. ثانيا هو من دعاة حيادية الدولة حسب رده اعلاه. ولكن استدركت ان ما ورد هو قول وحيد و يتيم للدكتور و تذكرت ايضا للدكتور بولا فى عرض دفوعاته عن فكره ضد اتهامات الاخ بشاشة قوله:
الذي هو، على كل حالٍ، ليس بحاجةٍ إلى كثير تأويل في نسبة "التمني الإيديولوجي وغياب صفة طلب العلم" عن نصي المأسوف على مآله. وها أنت ذا تكمل الناقصة، فتدخلني في زمرة "النقروفوبيين" مع الصديق عبد الله على ابراهيم، بقراءةٍ هي غاية في العجلة، وباعتمادٍ على نصٍ واحدٍ. وهو على وحدانيته لا يسند استنتاجاتك الجافية
الان انا فى حيرة من امري, فاذا اخذت بدفوعات دكتور بولا وهو العارف بالرجل مقام علمه بنفسه حسب ما ورد فى عرض ردوده عن صداقتهم العضوض وانا من الذين يرون فى كتابات بولا موضوعية وصرامة منهجية قل ما توجد فى باحثينا المعاصرين, فهذا يعنى اننى ساقول اننى ظلمت الرجل بالاكتفاء فقط بدفوعات بولا, و لكن كما ورد على لسان بولا اعلاه فى انه من الخطا العلمى الحكم على اي كاتب من نص واحد, فماذا قال دكتور عبد الله فى مواقع اخري غير هذا اللقاء الصحفى, فهو رفض فكرة الاعتذار التاريخى عما بدر من جماعة الشريط النيلى عن ما حل بالبلاد وهوامشها ابان علوها و توليها امر السلطة فى كافة الانظمة التى مرت على البلاد حسب ما ورد فى شهادة عجب الفيا التى لاشك عندي فى امرها, و كما قرانا بحوث اخري للدكتور عبد الله فوجدنا ان ما قال به الدكتور فى رده على الصحفى اعلاه لا يتماشى و روح بحوثه الاكاديمية و مقالاته اليومية التى لخصنا فهمنا لها فى مداخلة لنا اعلاه, اذن يمكننى ان اضيف الى ما فهمته من بحوث الدكتور العصية الفهم على امثالى انها متناقضة ما بين الحال والمال فالحال عند الدكتور هو اللقاؤ الصحفى الذى فيه دشن الخطوط الاساسية لفهمه للمشهد الثقافى فى السودان, والمآل ( بوضع المد على الالف) عند عبد الله هو بحوثه و كتاباته الصحفية, وعليه فان اسوا ما يمكن ان يوصف به كاتب او باحث اكاديمى فى نظره هو عدم الامانة العلمية خصوصا اذا كان مجال الدراسة هو العلوم الانسانية الرحبة التى ما زالت فى اولى عتبات ضبطها المنهجى, فانى اري فى الدكتور احد اثنين اماانه غير امين اكاديميا فى التناقض الظاهر ما بين حاله وماله او انه ما زال يتقلب بين مواقف ايدولوجية تصطرع فى مخيلته و لم يخلص بعد الى رؤية جلية حول امر الصراع الهويوي فى بلد اسمه السودان, ولا غبار عندي فى ان يغير الكاتب مواطيء قدمه الفكرية من حين لاخر فى رحلة بحثه عن الحقيقة متى ما تبين له خطا قراءته السابقة, و لكن كتابات الدكتور عبد الله التى لم يمضى عليها سوي ايام تؤكد انه ماضى فى مشروع عربنة السودان بل وربما لا يتورع فى اقصاء من هم ليسوا من مناصري مشروع التوسع فى العروبة التى لا اري فرقا شاسعا بينها و اعادة الانتاج عبر بوتقة الانصهار التى هى ماحدي ميكانيزمات السودان القديم فى اسلمة و عربنة الهوام".
عفارم عليك يابكري. لا لأنك وصفتني بتميزٍ في "الرصانة والموضوعية العلمية نادرٌ في أوساط الأكاديميين السودانيين". لأن هذا في تقديري مما لا أستحقه ولا أدعيه. بل شكراً لنداك وحسك العالي لضرورة الإنصاف ودقة التحري و الشك والاستشكال المعرفيين، وشعورك بالمسئولية الإنسانية، المهيبة، المخيفة، من التعدي على النصوص على والمحاورين المخالفين بالاتهامات العجولة الجافية. وبصفةٍ خاصة عندما يتعلق الأمر برائدٍ من رواد فكر ومفاهيم احترام التعددية الثقافية الإثنية في بلادنا مثل عبد الله. عفارم عليك على هذه الرؤية الكبيرة. والتي هي كبيرةٌ لأنها لا تجامل، ولا تتخفى، ولا تظلم ولا تطغي ولا تغتر بالعقيدة الصماء إثنيةً كانت أو دينية أو ثقافية أو سياسية. فمن حقنا بالفعل أن نتساءل أمام نصوص عبدالله : ما ذا دهى هذا الرجل المنار؟ وكيف لنا أن نقرأ نصوصه وهي تصطرع فيما بينهما اصطراعاً عصياً بين علمانيته ويساريته الديمقراطية المعلنة، وبين التلطف لزمنٍ يعتدُّ به وفي لحظةٍ يعتدُّ بها بجماعةٍ بائسةٍ ظالمةٍ، جائرةٍ مستعليةٍ، منتهكةٍ لحرمات الوطن وحرمات الإنسان، مثل الإنقاذ، وما يوحي تزيين "أحكام الشريعة" التي هي أساس إيديولجيتهم في هذه اللحظة الخطرة من لحظات عناء الوطن المديد وشقائه "بحملة الثقافة العربية" الإسلامية السلطويين؟! (عبارة "شقائنا بحملة الثقافة" العربية الإسلامية من عند عبدالله نفسه بالمناسبة، مع تصرفٍ طفيفٍ من جانبي لمناسبة سياق الجملة التركيبي). وقد تراجع عبدالله الآن تراجعاً واضحاً عن هذه الزلة الكبيرة. وهي كبيرةٌ بمعيار كِبر مساهمته الرائدة في تأسيس مفاهيم الديمقراطية وإدارة أمر التعدد الثقافي والديني في بلادنا. وبين هذا وذاك قضايا فرعية كثيرة ينبغي أن ننقاش فيها عبد الله لأنها من حقنا عليه نحن الذين قرأناه، بشغفٍ وصدقٍ، وأضاءت عقولنا ونفوسنا مقولاته وتحليلاته النافدة المزلزلة. ومن حقنا أن نطالبه ببيان عتيدٍ عن نصيبه في الأسباب التي دعت لكل هذا الإلتباس والإرباك حول نصوصه ومواقفه. لماذا سافر عبد الله في طائرةٍ بصحبة البشير؟ ولماذا قال عن عساكر الإنقاذ في صحيفة الإنقاذ، (في عام 1991 فيما أظن) إنه "وجد لديهم قابليةً للحكم"؟ (أو شيء في صميم هذا المعنى؟ على الرغم من أنه حذرهم في نفس هذا المقال، فيما أذكر جيداً، من اللجوء والإطمئنان إلى الإجراءات الإستثناية من قبيل حالات الطوارئ والاعتقالات "التحفظية" إلخ إلخ)، ولماذا تردد في دخول المجلس الوطني أو عدمه؟ ولماذا أحسن الظن بمثل هؤلاء أصلاً وهو من يعرف من كيدهم ما لا يعرفه إلا القلائل. لماذا؟ وهو "عاشق الديمقراطية" التي لا يلتفت فيها إلى لومة لائم، كما عرَّف نفسه، محقاً، في بابه في صحيفة الخرطوم، قبيل الانقلاب المشئوم بوقتٍ غير طويل؟ كل هذا سائغٌ ومهمٌ، وضروري. إلا أن من حقه علينا أن لا نسيءَ به الظن إلى حد وصفه ب"المخاتلة" وماشاكلها من نعوتٍ لا تليق، مما جاء عند الفيا، وب"النقروفوبيا" كما جاء عندك. وأن نطالبه مطالبة أهل حقٍ في العودة إلى مكانه الريادي بين قوى مجتمعنا الديمقراطية الشاملة، قوى المشروع الوطني والإنساني الفعلية والممكنة، بخطابٍ لا مجال فيه للإلتباس. وأضيف أيضاً، أن نطالبه بالعودة إلى مكانه العتيد المتميز "المستقل"، شديد المراس، في حركة نقد وتقويم مسار هذه القوى نفسها. وفي ظني أن عبد الله لم يفارقنا حقيقةً. "فهو منا على جفاء العبارة"، كما قال هو نفسه عن عبدالله الطيب. إلا أنه في اعتقادي، سعى مساعٍ غير موفقة، حتى لا أقول جافية، وهي مساعٍ قديمةٌ لديه، إلى لمِّ شعث قوى الوطن المتشاكسة، على كلمةٍ سواء تقضي بضربةٍ واحدةٍ على الغوغائية والخراقة في حقولنا السياسية والثقافية والحقوقية. وقد أخطأ عبد الله في مسعاه التوفيقي هذا، خطأً جهيراً حين أحسن الظن بالإنقاذيين، الذين يُدرك هو أكثر من أي أحدٍ سواه عمق جفاء مشروعهم الحضاري "المو ود الليله" (سليل مشروع الدستور الإسلامي الذي كان هو في صدارة قادة جماعة أبا دماك التي أخبرنا في بوستٍ سابق أن أحد أسباب تأسيسها الرئيسية كان هو مناهضة "مكيدة الدستور الإسلامي" المزعوم)، لتطلعات شعبنا إلى الأخاء والخبز والحرية! وعبد الله أقدر منى على إجلاء هذا "الغموض" الذي يشكوا منه قراؤه ومحبوه لطوب الأرض. إلا أنه يلزمنا أيضاً نحن قراء الكُتَّاب والمفكرين الرواد البواسل، من أمثال عبدالله، ألا نتعجل إلى الإلقاء بهم في سلة "أوهام الإيديولوجيا من أول زلةٍ قد نتوهمها، وقد تقع بالفعل، في مشواراهم الإبداعي ذي الدروب الضَرِسَةِ والمسالك الوعرة.
نعلة الله عليك يابشاشة، وعلى زنوجيتك الإفريقانية المستعجلة، التي جشمتني كل هذا العناء والملاواه مع وقتي الضنين ومهامي وواجباتي الأخرى المهلكة. ياخي عبد الله بعيدٌ جداً وجداً وجداً عن "نقروفوبيتك" المطرطشة دي. وان رأيت في نصه ما لم تستسيغه فتأكد أن ليس له من علاقةٍ من أي صنفٍ بباعث "النقروفوبيه" وهاجسها المهيمن على رؤيتك هذا. وأتمنى أن تحاورنا، إن شئت بما نعتقده نصاً ومضوناً وسياقاً. وهذ لن يتم لك ولا لغيرك، وهم كثر، إذا لم تتحروا في علاقة نص الكاتب بجملة نصوصه ومواقفه السابقة والراهنة. وبأفقٍ مفتوح على احتمال أن تكون المشلكة في قراءتكم أو في نص الكاتب المخالف معاً.
ونعلة الله فوق كل ذلك على "مركزيتك الإفريقية" التي تدعو إليها و"تستعلي" بها في زمان تحتشد وتنهض فيه قوى إنسانية عظيمةٌ، لمناهضة مفاهيم المركزية البائسة، وتسعى لتأسيس مفهومٍ للإنسان وللعولمة، بديلاً لمفاهيم "العولمة" الرأسمالية الليبرالية "الغربية" القائمة على نعرة المركزية الأوروبية البغيضة المتخلفة الذي هو الآخر بمثابة رؤية الشجرة التي تحجب عن أقسامٍ كبيرةٍ من قطاعات الرأي العام الغربي المناصرة للنزعات العنصرية البليدة الغبية حسيرة النظر، غابة الإنسانية الحبلى بيانع الثمر. فإذا أنت أصررت على هذ النهج من القراءة فأنا استعفي من التعقيب على ما قد تقول من هنا لي قدام. وإذا أنت لم تفهم "نعلتي" هذه بمعني الدعابة والمزاح البلاغي وخلتها طاحونة العداء للإفريقية ام غربالاً مقدود هذه فإنني سأنام ليلتي هذه على أسفٍ شديدٍ من مناعة حصون "مركزيتك الإفريقية". ياشيخ بشاشة منو القال لك العرب ما هم أفارقة:عرب السودان، ومصر، والمغرب الكبير؟ ومنو القال لك في عرب "خلص" أو "أقحاح"، حتى في السعودية ودول الخليج، كما جرى القول، وتم التسليم به من غير سؤال. ومنو القال العرب جِنِس، وجِنِس واحد كمان؟ "سيد الرسُل براه مو عربي عارب"، وعلى حد قول اليُمام على بن أبي طالب في قريش "نحن نبطٌ من العراق". وحتى قريش ذاتا في ألف قول في أنها تشكل أصلاً عرقياً واحداً. ومنو القال ليك الأفارقة الزنوج جِنِس ِواحد؟ ومنو القال ليك إنهم ما بتعالوا على بعض؟ ومنو القال ليك إنهم أقدم سكان إفريقيا؟ الموضوع مشربك ياشيخ بشاشا. وكل هذه الأسئلة عناصر إشكالية عصية أتمنى أن نقف عندها، في ما سيأتي من مداخلات وحوارات، وقفةً تستحقها. وسأضطر أنا من جانبي أن أتوقف مؤقتاً هنا لأواصل ردودي على ترحيبات الأصدقاء والقراء. دون أن يمنعك ذلك بالطبع من التعقيب. على أن لا تتوقع مني تعقيباً فورياً.
مع خالص شكري ومودتي بـــولا

Post: #269
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-23-2004, 10:18 PM
Parent: #1


Bushra Elfadil
عزيزي بشرى،
"العيد والبشرى وأمجاد القطاف وموسم الخصب الوريف"، هكذا كان ذلك اليوم السعيدالذي دخلت فيه غرفتي في داخلية دقنه. دخلتها حيياً حذراً إلا أن الشيطنة الشَكِسة في عينيك لم تخفَ عليَّ خلف النظارات السميكة. جلست في كرسي الخيزران الرمادي الحكومي البائس، تلم على جسدك الفارع ساقيك المديدتين، تنظر باستحياءٍ يخفي ابتسامةً تغالب الفضول وتلقي عليَّ أسئلةً ذكيةً متلاحقةً في صوتٍ خفيض، إلا أنه سلسلٌ شديد الوثوق. دخلت قلبي منذ تلك اللحظة دون ما حاجةٍ إلى استئذان واتخذت مقعدك فيه بين أصدقاء العمر أصدقاء الروح أصدقاء الشدائد المِلاح. ولما أهديتني فيما بعد "حكاية البنت التي طارت عصافيرُها"، ممثلاً لهم جميعاً كما ذكرتَ، أحسستُ بثقل هذا العبء الذي لا يزال ينيخ عليَّ بكَلْكَلٍ عتيد، ولا يقوِّيني على حمله إلا محبةٌ ترجح به وتمسح عن كاهلي فداحة مسئولية ذلك الإهداء. وحين صحبتك في زيارتك لأهلك بعد عودتك الأولى من روسيا، أدركتُ أن الحاجة نفيسة بت عبيد كانت بحق المنبع لهذه القدرة على المحبة.
ولدى عودتك الثانية، بعد أن فرغت من تحضير الدكتوراه، وفي أعقاب تلك الضيافة غير الحميمة في سجن كوبر، حين حللت نزيلاً بغرفتي البائسة في المربع الحكومي من حي الأملاك ببحري، اتسعت الغرفة وزالت عنها العتمة والكآبة. ولقد شرفتني وجللت راسي بتاج غار ذلك الخيار. وانطلقت تحكي وتروي لي مشروعاتك القصصية. أذكر أنني كنت أول "قارئٍ/مستمع" لحملة عبد القيوم الانتقامية وهي تتشكل في خاطرك، ولحكاية البنت التي..." أيضا، ولشيءٍ "من ذيل هاهينا". كنت شاهداً على تشكل ثلاثتها. فما كان أسعدني وأنا أشهد تمامها وتنزلها "على صفحات الكتب"، كما قال حلاج عبد الصبور في سياقٍ آخر. يا سِيْدي الله لا حضَّرْني يوم شكرك. فقد عرفتُ فيك كيف يتحرر الإنسان في حضرة الصديق الحق. ولذا فلتسمح لى بأن أعربد وأنت في حضرتك.
كنت قد قلت لعصام جبرالله في ردي على ترحيبه "محركة وكسل في عينك وفي عين بشرى معاك". وهذه عينةٌ هي غاية المتعة في التحرر في حضرة الصديق الحق. وعصام جبر الله أيضاً صديقٌ له في نفسي مقعدَ صدق منير. وسأقول لك هنا "رداً على قولك: "ولعل الدكتور النور وهاشم محمد صالح في قمة هرم هؤلاء الذين تعانقت همهماتهم الأولى بتشجيعه لحسهم الداخلي الساعي نحو تحقيق الشخصية مما جميعه". قمة الهرم في عينك برضو. منو القال لك في هرم ذاتو؟ بل هي باحة واسعة ياسِيْدي بشرى فيها حضرةٌ لك لا يسد مسدُّها أحدٌ غيرك. نعلة الله عليك.
ثم إنك تقول "وزرته فيما بعد عام ثمانين بباريس وسكنت معه لمدة شهر وإلى الآن لا أدري لِمَ صبر الأستاذ عبد الله بولا عليَّ هكذا". أستاذ في عينك وصبر في عينك برضو! فهل كان في حياتي في باريس، بل في حياتي على إطلاقها أمتع من تلك الأيام التي قضيتها معي؟ وسأحكي في مداخلة لاحقة عن قفشاتك في مباصرة التفاهم بالفرنسية مع ست الرغيف وصاحب الدكان.
وقلت "أؤكد هنا إن عبد الله بولا من أعز أصدقائي" أؤكد في عينك فأنا اسمح لنفسي بالزعم بأنه ليس في كل أصدقائك من يحمل لك ما أحمله لك من محبة بلا قياس. ثم قلت "وإن أخلص صفاته وأكبرها غير ما ذكرت هي المحبة". وقد تكون صدقت في هذه في خصوص أصدقائي. وفي خصوص كل النساء والرجال ذوي العقول والقلوب النبيلة في هذا العالم. وقد هزني قبل سويعات استقبال القناة الثقافية الفرنسية المتخصصة للمخرج السينمائي الأمريكي، مايكل مور، وجه فيه نقداً علنياً "ما فيهو زيادة موية" ل"سياسة" جورج بوش ومشروعه ولمؤسسة الرأسمالية الليبرالية الجديدة، من كل وجوهها وما خلَّى لها جنباً ترقد عليه"، فطفرت دمعتي من فرط ما هزني هذا النبل الإنساني. وقلتَ "وتتجلى تلك في محبته الأسطورية لعمته أو خالته أو أمه الروحية حوض العاشم وقد حكاها لي متسلسلة طوال عقدين وما شبعت من روايتها. وكانت أمه فاطمة بت حبيب الله إمرأة رهيفة رقيقة صموتة وقد رأيتها في منتصف السبعينات. ماتت فجأة وهي فيما أحرز من نقلت إليه جينات هذه المحبة وهذا التواضع". فإنك لعلى "صوبٍ" عظيم. و"الصوب" في لغة بربر هو الرؤية المبدعة الثاقبة فقد كانت محبتي لحوض العاشم مما لا يحط به وصفٌ ولاقياس. كانت أمي الروحية بحق. فما أبدع عبارتك فيها وأصوبها. أما فاطنة بت حبيب الله فإن جيناتها بعضٌ من ما ورثته عنها من ثمر المحبة. إلا أنه لم تورثني سموها الإنساني الذي لا يطال. قالت خالتي زينبية بت المختار تعزيني فيها وتذكر خصالها "ياولدي فاطنة ديك عاد وين المِتِلا، بُتَّابا يتركب بليله" (والبُتاب في لغة بربر، وأظنه في أنحاء أخرى كثيرة من البلد، قشر القمح والذُرة). فردت عليها فاطنة بت بابكر ود القريش، وقد كانت مرجعا فيما أسميه ب "العبارة الوافية" التي لا تبقي على ظلٍ من نَقِيِصْةٍ في المَعَنَى، قائلةً "هي فاطنة يالبُدَلِيَه عندها بُتاب؟" (والبُدَلِيَه البلهاء). وحاشى لزينبيه بت المختار أن تكون بلهاء بل كانت منارةً في الفضل، إلا أنها قصدت بذلك معنى الظاهر والباطن من أمر فاطنة. وهذا ما لا أجرؤ على الزعم بأنني ورثته منها. فهيهات وشتان.
كل مودتي يا صنو روحي. وسأعود لاحقاً إلى مداخلتك في موضوع "الحوار" إياه. بــولا

Post: #270
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-24-2004, 00:04 AM
Parent: #1


abdelrahim abayazid

عزيزي عبد الرحيم،
شكراً جزيلا على ترحيبك. وأنا ذاتي في انتظار مساهماتك أيضاً. فإلى حينذاك، لك عظيم مودتي وامتناني بأفضالك السابقة السابلة.
بولا

Post: #271
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-24-2004, 00:05 AM
Parent: #1


Mandela

عزيرزي مانديلا،
عاد شن اسوي مع "حبابك مليون دي"؟ ناس بربر القُدام بقولوا "حبابك الِف" (وفيها إدغام شديد لكاف حبابك في ألِفِ "ألِفْ".
ف "حبابك الِفْ" وابقى عشرة على هذا الإدغام في قراءتك لها. وقد كانت "الَّلِِف" أكبر وحدة حسابيه يتصورونها. ويكاد بلوغها أن يكون مستحيلاً في حيازة المال. فيقولون من يرون أنه "تَغْيَان ومشَّقْدِِم"
"انت يا فلان مالك متنفَّج كَدِي، عندك نص الَّلف؟"
شكراً وإلى لقاء في المداخلات إن ربنا هَوَّن.
بــولا

Post: #272
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-24-2004, 00:07 AM
Parent: #1


Nada Amin

جزيل شكري لك يا عزيزتي ندى. ولعلك لا حظت المكانة التي تحظى بها الحبوبات، والنساء السوامق جملةً، في ردود الفضل هذه.
مع كل مودتي لك ولهن. وأتمنى أن نستطرد أكثر في سيرتهن في المداخلات القادمة. فمن دونهن، ومن دون التزود من سيرتهن لا يكون تحرر ولا تكون إنسانية.
بــولا

Post: #273
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-24-2004, 00:09 AM
Parent: #1

عزيزتي بارعة
تحياتي ومحبتي،
حاشاك اللوم ولستِ بحاجةٍ للاعتذار. أسعدتنا كثيراً الليلة التي قضيتماها معنا أنت وخضر المنعول الزُبُلعي، ومناكفاته التي لا تنتهي مع نوار. أمانه عاد هي ما بتريد الزبلعة والمكاواه. "ما" هذه ليست نافية في لهجتنا البربراوية بل تأكيدية.
كثير شكري على ترحيبك وإلى لقاءٍ آخر في المداخلات.
بولا



Post: #274
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-24-2004, 01:01 AM
Parent: #1

عزيزي أسامة،
شكرا على عتابك الجميل، وهو مما قال فيه شوقي "أما العتابُ فبالأحبة أخلقُ" إلا أنني أحب أن أؤكد لك على أنني لم أهمل الإشارة إلى مداخلاتك التي بذلتَ فيها جهداً مقدراً لدفع عبد المنعم إلى رؤيةٍ أكثر دقةً وإنصافاً في قراءة نصوصنا حين موسى وأنا. لقد وردت الإشارة إلى ذلك بالفعل في مداخلتي في الرد على ترحيب منعم وهاهي الفقرات التي وردت فيها هذه الإشارة:
فالأولى، هي التي قلتُ فيها "وأرجو أن تعتبر هذه المداخلة من باب إعادة تأسيس الإشكالية واستعدال النقاش كما عبرتُ من قبل، في مداخلاتٍ أخرى، وكما عبر الصديق أسامة الخواض باستماتةٍ أشدُّ مما أقدر عليه بفعل وقتي اللئيم، في مداخلاته ببوستك. وأرجو أن تتأملها ملياً، وأن يتسع لها صدرك، حتى أجد "مَهَلةً لحوار مدققٍ فيها" معك، ومع مناصريك، ومخالفيك، من البورداب".

والثانية "ومثل هذه العقيدة الصماء في صواب مقولات الغابة والصحراء، وفي نجاتها التامة من الاختزال والتبسيط الإيديولوجيين، تجعل الحوار معك غايةً في الصعوبة، إن لم أقل تجعله مستحيلاً أصلاً. ففضلاً عن أنك تبرئ نفسك، كما تبرئ الجماعة التي تعتقد بصواب أطروحاتها المطلق من مزالق الإيديولوجيا مُقَدَّماً، ومع سبق الإصرار، ورفع راية الإصرار في كل مرة يحاول فيها نفرٌ من المحاورين الصادقين المهتمين والمتابعين مثلك (أسامة وهاشم الحسن والنور)، بنصوصٍ صمدةٍ، مراجعتك في أمر هذه العصبية الباسلة، من دون قرائن أخرى، سوى الزعم بأن رؤيتهم (أي ناس الغابة والصحراء) مطابقة للواقع لأنها تقوم على اعتبار الهجنة العربية الإفريقية، بلا زيادةٍ ولا نقصان. مع أن في الأمر كثير من وجوه الزياداتٍ والنقصانٌ، حاول محاوروك إجلاءها والتعريف بها، لعلها تكون شفعاء عندك لمجرد اعتبار احتمال وجود حقيقةٍ لدى الأطراف الأخرى. وقد باءت مساعيهم بفشل مجلجلٍ، ومزلزلٍ، ومحيِّرٍ، حتى الآن".
صحيح إنني لم أشرْ بصورةٍ مباشرةٍ إلى أنك دافعت عن أطروحاتنا حسن وأنا. فقد رأيتُ أنه غير مناسبٍ أن نتكأكأ كلنا على منعم، وكأننا عصبةٌ أو فريق، أو قبيلة يسارية، وأنت تعلم أن هذا الاعتقاد موجودٌ أصلاً. هذا في باب الملابسات التي قد تؤدي إلى انجرافات تعرقل مسيرة وسياق التوضيح للقضايا والمقولات الرئيسية. وثانياً، فإنني كنت أنوي بالفعل التعقيب على جهودك الباسلة في تبرئة مقولاتنا من التبسيط الذي أغرقها فيه منعم وبعض مناصريه. فإلى حين ذاك. فضلاً عن أنني أكتب في ظروف الكتابة فيها ضربٌ عتيدٌ من ضروب الإعجاز.
مع كامل محبتي.
بــولا

Post: #275
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 05-24-2004, 01:22 AM
Parent: #1

الاستاذ بولا
نزولا عند رغبتكم، اقيف هنا، وانشاء الله لمان تخلص، قطعا حنتلاقي. لحدي الزمن داك العفو والعافية، وقطعا حأواصل متابعتي.



الاخ اسامة،
مافي طريقة نخرم بالبوست، وانشاء الله في انتظارك تفتح بوست كارب عن الهوية، لانو موضوع الساعة، بل والسنين القادمة، كاضخم مشروع فكري، يمهد للثورة الثقافية القادمة، باذن الله.

Post: #276
Title: افخاخ القراءة الخاطئة
Author: osama elkhawad
Date: 05-24-2004, 11:41 PM
Parent: #1

شكرا اخي بولا على توضيحك
والحقيقة انني لم اقرا تعقيبك على الفيا والذي انصفتني فيه
فاعذرني , اذ ان الانترنت هو غابة وكثيرا ما تفوت علينا رؤية بعض اشجارها
كذلك اعجبني حديثك عن "حقوق النشر" في المنبر السايبر اسبيسي
وقد سيق لي قبل دخولك للمنبر ان اعترضت على فتح بوست بناء على بوست سابق لي,
بدون اعطائي " كريديت" على ذلك ,
وكان ان قامت صاحبة البوست بالاعتذار عن ذلك وتبتت لي حقي الادبي
وقد يساء فهم ذلك ضمن مقولة " الحالة واحدة"
لكننا ينبغي الا نرضخ لتلك المقولات
وان لنا ان نؤسس تقاليد فكرية تحفظ للكتاب حقوفهم كاملة غير منقوصة
اما اشارتك للقراءة الخاطئة مما سيق لي ايضا ان تحدثت عنه ,
ففي زعمي انه ينشا احيانا من عدم التربية الفكرية وسط معمعة الصراع الثقافي ,
والذي بدرجات مختلفة خاضه عبدالله على ابراهيم ,
وخاضه جيلكم ,
كما اننا خضناه في سياق اخر,
لكن المشترك في ذلك تعلم دروس مثل احترام الاخر, وعدم الاستعجال في اطلاق الاحكام , وايضا تهذيب النفس حتى تكون قادرة ايضا على ان تنتقد نفسها كما حدث لك , اخي بولا , عندما عدت من فرنسا في ما يتعلق بارائكم السابقة حول "مدرسة الخرطوم "
تراني اشبه الصراع الثقافي بالحروب
فالفرسان يعرفون بعضهم ويحترمون بعضهم رغم ما بينهم من اختلاف لسبب واحد انهم يعرفون تقاليد الصراع,
ولا يقللون من امكانيه خصمهم بل يعرفون جيدا ويبجلونها
وكذلك الحال للكتاب والباحثين الذين تربوا في اوار الصراع الفكري والثقافي
وعندما تحدثنا انت وحسن موسىو شخصي الضعيف عن القيمة المعرفية لورقة عبداالله على ابراهيم حول تحالف الهاربين ,
لم يجد البعض لنا اية حجة معرفية لاعلائنا من شان تلك الورقة سوى " المجاملة", فتامل صديقي بولا
فافخاخ القراءة الخاطئة كما اسميها كثيرة وليس من عاصم منها الا ما قاله حافظ محمد خير, والذي تاسفت جدا انني لم التقه قبل ذلك , الا التروي والتقيد الصارم بتقاليد البحث العلمي
ولقد جاء دخولك فاتحة خير للفت النظر لذلك
وخير دليل على ذلك الخير الوفير الذي اتيت به ان هذا البوست دخل تاريخ المنبر باعتباره اطول بوست حتى الان
المهم كل يوم تتضح الرؤية اكثر في مسائل الاستقوال واساءة القراءة والقراءة الخاطئة
ودمت

المشاء

Post: #277
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 05-24-2004, 11:46 PM
Parent: #1



Kostawi

كل الشكر لك يا عزيزي كوستاوي،
سيكون البوست أقيم بمساهماتك المتوقعة. لكن يا سِيْدِي نحن لا عمالقة ولا الله قال. مجرد ناس كسائر الناس توفرت لهم شروط معقدة لتطوير بعض القدرات والمهارات التي لولا هذه الشروط لظلت دفينة مثل مواهب ملايين الناس. وللأسف فإن مؤسسات التربية، وإيديولوجيات التربية عندنا، وفي كل بلاد الله التي يتحكم فيها عامل الاستغلال الطبقي، تساعد، إن لم أقل تعمل، على تحجيم هذه القدرات والمواهب في حدود حاجتها لتقسيم العمل، وتعمل على دفن ما ليس لها حاجةً به منها. وأعتقد أن للمؤسسات التربوية الثقافية والسياسية والفكرية المناهضة لغول التغريب في بلادنا وسائر بلاد الإنسان، فضل كبيرٌ علينا. كما أن للأفراد المبدعين الأشداء "الأفراد/المؤسسات"، ممن أسميتُهم بالنساء والرجال البواسل دورٌ مرموقٌ في ذلك.
لك وافر مودتي. وبهذه المناسبة الترحيبية الكريمة خَلَّني اللقول لَكْ اسم "هجَّام" دا قوي جداً. ويذكرني برباعية دوبيت أظنها من شعر طه الضرير "إنْ ما اخاف الكضب" قال فيها لى جملو
"فَرْقَك بيِّنُ
وصَدْرَك نِيلْ وقارحاً في النجيع ماك هَيِّنْ
يا هجَّامُ فِريقاتْ خط ضرايب اللين
أرْدَحْ وسو شَتَك ضُهْرِي السما المِتْحَيِّنْ

وقال طه أيضاً في سياق آخر:

طه الضرير الليله ناوي الخترة
كرَّبْ سرجو ما بين الضراع والنترة
باردات اللهيج أمات جمالاً فطرة
أنا يا خالي ما خلن لِيْ قلباً بِطرا

والأبيات الأخيرة دي ليكن أنتو وليهن هِن أولاد القرن العشرين وبناته. أنا ما عندي بيها شَغَله.
وكان طه أحد رموز الهمبته العالية. وكان "عمياناً لِيسَه" بالميلاد. ومع ذلك فقد كان يجوب صحارى طولاً وعرضاً في "سُوَاقْ اَلْبِل"، وكان مرجعاً في دروب الصحراء وعلى معرفةٍ عظيمة بقراءة السماء، تَوَصِفْ لُه مواقع النجوم يوريك إنت وين، بدقةٍ لا مثيل لها. وقيل إنه حين تشتكل الدروب على القوم، يشيل لُه هِينْ تراب يشمُّو فيحدد لأصحابه المكان والمسافة الباقية على وجه الدقة.

عووووك يا نصر أنا قايل نفسي انتهيت، تجيني بي هجيمةً قدر دي؟ (هجيمة هنا في معنى الشيله التقيله). طيب ياسيدي على الرحب والسعة. أولا أنا راجعت الأخ عادل عبد العاطي في موضوع "ليبرالي" دا لأنني استكثر عادل على الليبرالية اللعينة. عادل فيما قرأت من مداخلاته التي لا يكون مزاجه فيها عَكراً لوَّاماً "مستشرساً"، وهو كثيرٍ من الأحيان محقٌ في مبدأ نقده لليسار وغيره، إلا أن التوفيق لا يحالفه في أحيان كثيرة أيضاً في نفس ونبرة حديثه. وعادل، في تقديري، يساري ديمقراطي "أماً وابايا"ً. ولذا فإن الدعوة لتأسيس حزب ليبرالي لا تشبهه، كما أن الغضب الذي يصل حد الإزراء بالخصم لا يشبهه.
مبدأ الليبرالية المُؤَسِس يا سيدي هو، في تقديري، مقولة "دعه يفعل دعه يمُر" وهو في الفرنسية "laissez passer laissez faire ". وهو بعبارةٍ أكثر اتصالاً بالمعنى لا بالحرف: "دعه يفعل ما يشاء". وفي تقديري إن هذا هو المبدأ المُؤَسِس لمفهوم الحرية الرأسمالي، الذي قام من قولة تيت على اقتلاع معنى الحرية الإنساني الشامل الكبير من جذوره، ليضعه في يد فئةٍ قليلةٍ جداً من الناس، هم "الأحرار" بالفعل فيما يفعلون لأنهم يملكون أمر الثروة والسلطة وحدهم في حقيقة الأمر. (إلا عندما ننجح في منازعتهم فيهما). وأعتقد إن هذا لا يخفى على شوفك الشامل. والأمر يطول. إلا أن الشواهد أمامك. وهي ملء السمع والبصر لمن "شاء" أن يسمع ويرى. فيها شواهد الواقع القريب المباشر ماتشيب له الولدان. وفيها شواهد التاريخ العضوض ما يشيب منه الشجر والمدر. ففي فرنسا، التي لعلها أكثر مواطن دعاوى الليبرالية الرأسمالية، المزعومة "حرةً وعادلة"، بجاحةً في أوروبا، كان العمال والموظفون "الأحرار" يعملون ما بين 14 و15 ساعة في اليوم. والعمال ما عندهم إجازة، ولا حتى يوم الأحد، بل ولا حتى فَرَقْةً صغيرة يمشوا فيها للكنيسة إلخ إلخ. وفي خصوص الرأسمالية الليبرالية الإنجليزية أحيلك إلى كتاب إنجلز الشهير عن "أوضاع الطبقة العاملة الإنجليزية. وفي خصوص عمايل الليبرالية العايرة جد جد في أمريكا اليوم، شوف شومسكي وآخرين. وفي الواقع الآني المباشر، غير عمايل الاستعمار الحديث والعولمة في ناس العالم الثالث، شوف عمايل الرأسمالية الليبرالية حين صفا لها الجو فباضت وأفرخت في أوروبا ذاتها. خذ مثال فرنسا ذات النظام الليبرالي المظنون أنها الأكثر "اعتدالاً": فعندما استقام الأمر لليمين الليبرالي، بفوز شيراك الأول في انتخابات رئاسة الجمهورية عام 1995، طرح علناً برنامجه للإصلاح الاقتصادي. أولاً يا سيدي قام، عبر رئيس وزرائه ألان جوبيه، بتخفيض المساعدات التي تقدمها الدولة لذوي الدخول الضعيفة، في مقابل تخفيضٍ هائل في الضرائب على كبار "رجال المال والأعمال" (شوف لك عليك الله جنس اسم كإنُه ربنا خلقُن رجال مال وأعمال من يومُنْ)؛ وتمليكهم الحق في أن يفصلوا العاملين والعاملات كما يشاءون، وتخفيض المساعدات للآباء والأمهات ضعاف الدخول لتعليم أبنائهم بنسبة 50%، إلخ إلخ من مصادرة مكاسب الشعب التي دفع في سبيلها ثمناً باهظاً واقتلعها من بين فكي الغول الرأسمالي الطليق بي معافرةً مي هينة. ما تفتكر، ولا أظنك تفتكر، إن هذه المكتسبات،التي تقول أنتَ عنها:
"We all know traditionally as well as scientifically it means" “Freethinking, Non interventionist, Tolerant, Moderate

أي بالعربي"كلنا نعلم تقليدياً وعلمياً أنها تعني حرية الفكر، وعدم التدخل، والتسامح، والإعتدال". فهل تفتكر فعلاً يل كوستاوي أن هذا تحقق بي أخوي وأخوك؟ أمانة الناس ما جابدوها فيها مجابدة يا كوستاوي ياخوي. الطبقة العاملة الفرنسية، على المثال، فقدت في يوم واحدٍ عشرة آلاف نقابي في إحدى مظاهرات المطالبة بهذه الحقوق التي منها حق الإضراب. والنساء لم يكن لديهن الحق يا سيدي حتى في إجازة ولادة، في زمان الرأسمالية الليبرالية "الطلقيت"! خلينا من المشاركة في التصويت وحقوق ديمقراطية وكلام زي دا. دا جا بعد داك بزمنٍ طويل وبعد نضالاتٍ قاسية ومريرة. لن تصدق عينيك إذا قرأت عنها. إلى أن جات الكينزية "العاقلة" نوعاً لتنقذ الرأسمالية وقيل الإنسانية من فناءٍ محقق. لتنقذها من "غباها" ووحشيتها المدمرة لها في روحها. فكان مشروع "دولة الرفاهية" المزعومة الذي روَّق اللعب وخفف المظالم بعض الشيء. ولعل أهم ما في الكينزية مفهوم تدخل الدولة لكبح غلو هذه الليبرالية العايرة. وبالطبع كان هناك تأثير "الإشتراكية" الوليدة وإضاءات ماركس الباهرة التي ما خلَّت للرأسمالية جنباً ترقُد عليه (وأنا يا سيدي أقول هذا من دون أن أسمي نفسي ماركسياً فماركس عندي عالمٌ فذ ومثقفٌ إنساني مسئول قدم مساهمةً جليلة عاليةً لا أكثر. ولم يدّع هو نفسه أكثر من ذلك)، والتي ساهم بها، إلى جانب مساهمات مفكرين بواسل آخرين، في رفع وعي الطبقات المستّغَلة في أوربا وفي العالم أجمع، ورفع قدراتها على مواجهة الغول الرأسمالي الليبرالي (أكبر غيلان العصر). وقد كان من الممكن لإضاءات ماركس ووجود نموذجٍ للإشتراكية أن تكون ملهمةً وفاعلة، لولا أن نموذج الاشتراكية المذكور لم يهتد إلى أن الاشتراكية هي أيضاً وقبل كل شيء المشاركة في اتخاذ القرار، والحق في تعدد الخيارات، واحترام سيادة الشعب من خلال إجراءاتٍ ديمقراطية، على رأسها محاسبة الحكام ومراقبتهم، والتعددية لا تقصي أحداً بما في ذلك خصوم المشروع الاشتراكي أنفسهم. باختصارٍ شديدٍ أيضاً، ولعله مخلٌ، ربما أمكن القول أن الكينزية نفسها كانت وليدة سياق حصار الرأسمالية هذا وليس العكس. والآن يا سيدي والرأسمالية طليقةٌ من نموذجٌ "إشتراكي" يخوِّفها بعد سقوط "الإشتراكية البوليسية"، ونجاحها النسبي في تغبيش إشعاعٍ "وعيوي"، يعكر عليها "صوف ظلام" حيلها الإيديولوجية، فأنكَ سوف ترى إذا دققت النظر إن حليمة الليبرالية ترجع بخطى متسارعة وواثقة "لي قديمها". أي إلى طبيعتها الأصلية التي قال عنها الشاعر الرؤيوي والمفكر المارتنيكي الفذ إيمي سيزير في كتابه "خطابٌ حول الاستعمار"، إنها وحشٌ يفرز الدمار فيما يمارس وظائفه الطبيعة". ورب قائلٍ إن هذا غير صحيح فالرأسمالية هي التي حققت كل هذا التقدم التقني والعلمي. وهذا صحيح جزئياً، ففي الرأسمالية جانبٌ ثوريٌ تقدمي كما لاحظ أشد نقادها مراساً: كارل ماركس نفسه الذي أبان عن دورها الثوري في التاريخ، إبانةً ساطعة. إلا أنها قد توقفت كما قال سارتر عن إنتاج أي قيمةٍ إنسانيةٍ منذ أن كفت عن أن تكون طبقةً ثورية. وقال أيضاً إنها "لم تعد تعبأ بإنتاج الثقافة والقيم" وأضيف أنا من جانبي، "فيما عدا قيمة الربح وتجويد أدوات الإنتاج، من أجل الربح وحده". لا شك في أنها ما تزال قادرة على إنتاج القيم المادية بكفاءةٍ عاليةٍ لكن بأي ثمن؟ لقد سبق للشاعر الروسي العظيم إيفتوشينكو أن قال بخصوص الحجة التي كانت ترفع في وجه أعداء الستالينية، من أن ستالين هو الذي بنى الصناعة الثقيلة في الاتحاد السوفييتي، ورفع روسيا من بلدٍ فقيرٍ إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى: "من قال إن الشعب الروسي كان بحاجة إلى ملايين الجماجم لكي يبني الصناعة الثقيلة؟" وهناك اليوم من يحتج بأن الرأسمالية هي التي بنت التكنولوجيا الحديثة؟ وهذا حق. إلا أنه حقٌ مستشكلٌ معقد. أولاً لأن الذي بنى التكنولوجيا الحديثة هو العلم والعلماء لا الرأسمال. وصحيح أن الرأسمال هو الذي دفع تكلفة الاكتشافات العلمية والإبداع التكنولوجي، وهيأ لهما بنيات البحث "وحريته". وقد دفع تكلفته لأسباب عضوية قائمة في البنية الأساسية لطبيعة الرأسمالية: تجويد وتجديد ورفع فعالية أدوات الإنتاج. إلا أنها فعلت ذلك على كومةٍ من الجماجم والقاذورات كما صورها سيزير أيضاً في كتابه المذكور، الذي فرغتُ من ترجمته وأسعى لأن يتوفر لي الوقت لطباعته (بنفسي)، ثم نشره.
وهي تسعى اليوم، بعد أن ظنت أنها قد قتلت ماركس، واستغنت عن كينز إلى نقض عهودها تلك التي "أبرمتها" مع مستَغَليها بي أيداً ملوية من قبيل ما أسميته أنت “Freethinking, Noninterventionist, Tolerant, Moderate
ووصفته بأن نقيضه هو “narrow minded”
شفت ليك زولا “narrow minded” أكتر من جورج دبليو بوش ياكوستاوي؟ دا الممثل النموذجي لليبرالية العايرة الطليقة من كل قيدٍ.
وما تغشك علاقة الجناس بين liberal و liberty فهذه العلاقة الجناسية هي أصلاً المقصود منها الغش. وللموضوع "بقيةً كتيره" في المداخلات القادمة
مع كل مودتي
بــــولا

Post: #278
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 05-26-2004, 08:07 PM
Parent: #1

استاذي الدكتور عبدالله بولا

اسمح لي اولا ان اعبر عن اعتذري عن عدم تمكني من متابعة ردودك علي محبيك المحتفين بقدومك الي هذا الوطن حيث انني لم اقرا ردك علي كلمة ترحيبي بك الا قبل قليل بعد ن نبهني بعض الاصدقاء ،وذلك بسبب ظروف العمل القاهرة التي لا تترك لنا مساحة للتواصل ،فنحن نعمل كالحمير حيث تمتص كل طاقاتنا ثم نقذف كالنواة مقابل دراهم معدودات ،
لعلك لاحظت ولاحظ كل الاصدقاء الاعزاء انني احيان كثيرة لم اتمكن من الرد علي مداخلات المساهمين في بوست الافروعربية ،بسبب ضيق الوقت مما حدا بالاخ العزيز هاشم ان يعبر عن زعله متهما اياي بتجاهل الرد علي مداخلاته الثرة ،

ثانيا،احب ان اؤكد ان نزول بوست الافروعربية متزامنا مع بوست الترحيب بك لم يكن مقصودا وانما كان الدافع له بوست ابادماك الذي انزله الاستاذ صلاح يوسف .كما لم يكن القصد استدراجك الي الدخول في مساجلة معي اكسب منها بعض حظ نفس .فانا اعلم قدر نفسي واعلم من انت.ولا زلت احفظ لك حقوق الاستاذية والشياخة وحق الملح والملاح .ويكفي انك انت الذي نبهتني الي اهمية ورقة :تحالف الهاربين.

ولو سمحت لي ان اعلق علي بعض ما جاء في ردك علي كلمتي ،اقول :

- ان حديثك عن دكتور عبدالله ابراهيم بانه اتغش في ناس الانقاذ وان الشريعة التي يدعو الي تطبيقهاافضل من افاعيل ناس الانقاذ ،هو قول يكشف عن مبلغ الحب الذي تكنه لهذا الرجل ،ويعطي الانطباع انه مهما قال ويقول سوف لن يلقي منك سوي الرضا والمنافحة والمدافعة.وبالتالي يصعب جدا ادارة اي حوار نقدي حول افكار ومواقف الرجل .

- اقرارك بالهجنة وانه لا يوجد نقاء عربي وان اهلك الكواهلة ذاتهم هجين، ينسف كل مشروع عبدالله ابراهيم الذي يقوم علي دعامتين اساسيتين لا غني لاحدهما عن الاخري ، هما : العروبة الحقة النقية والاسلام الحق النقي.وسنفصل ذلك في فيما بعد.

- الحديث بهذه الطريقة عن تعقيد وصرامة المنهج الذي يتبعه عبدالله ابراهيم ، يعطي الانطباع بانه، ما هو الا ارهاب فكري لتحصين افكار الدكتور المفكر من اي نقد او مجادلة.

- لقد اذهلني ردك علي اتهامي لك في ورقة شجرة نسب الغول ،بانك تنفي او تقلل من المكون العربي الاسلامي،حيث تقول ردا علي ذلك انك عربي ود شيوخ عرب.
لانني اعلم هذه الحقيقة تمام العلم واعرف اصلك وفصلك ،وراء وقدام كما يقول اهلنا واهلك من نافعاب وكواهلة.لكنني لا احكم علي افكار ومواقف منظري الهوية من انتماءاتهم القبلية والعرقية.
لقد ظن اسامة الخواض انني ادافع عن الآفروعربية لاسباب شخصية .وهذه نفس النظرة التي قوبل بها محمد المكي وصحبه في الستينات عندما قالوا عنهم : الواحد يكون عنده حبوبة نوباوية ولا فوراوية يجي يقول لينا تمازج وما ادراك!

اكتفي بهذه الملاحظات وبعد قليل سوف انزل مداخلة مطولة ارجو ان تسهم في تقريب وجهات النظر حول افكار الدكتور عبدالله ابراهيم

ولك محبتي وعميق احترامي

Post: #279
Title: Re: في سيررة فكر الدكتور عبدالله علي ابراهيم
Author: Agab Alfaya
Date: 05-26-2004, 09:41 PM
Parent: #1

في سيرورة فكر عبد الله على ابراهيم


كان اليسار الماركسى السوداني بحكم نزعته العلمانية والأممية يقف ضد الهيمنة المركزية للثقافة العربية الاسلامية وتهميشها لباقي الثقافات الأفريقية الأخرى وضد كافة النزعات العرقية والجهوية. وكان الانطباع السائد أن الحزب الشيوعى السوداني وأصدقائه في اليسار الديمقراطي أنهم دائما المناصريين لحرية الثقافة وحقوق الاقليات .وربما شكل ذلك مصدر جذب للعديد من أبناء الثقافات المهمشة للانخراط في عضوية الحزب ومنظماته الصديقــــــة . ولا أظن أن موقف الحزب كان انتهازيا بقصد التخفي وراء تظلمات الجماعات الأفريقية هربا من محرمات الثقافة العربية الاسلامية كما ذهب إلى ذلك الدكتور عــبد الله على ابراهيم في ورقــته : تحالف الهاربين (1988م) في وصفه - دون تمييز - الذين يدافعون عن حقوق الاقليات .

وقد بلغ موقف الحزب الشيوعي ذروته في الدفاع عن التنوع الثقافي بصدور كتاب " الماركسية ومسألة اللغة في السودان " حيث رفض فيه فكرة أن تكون هنالك لغة رسمية للبلاد وذلك منعا للتغول على بقية اللغات . ويقول دكتور عبد الله ابراهيم أنه أصدر هذا الكتاب خلال عمله " كمتفرغ بالحزب الشيوعي السوداني من سنة 1970م إلى سنة 1978م . وان الكتاب صدر بالرونيو سنة 1976م . ويقول " انتقد الكتاب نمط ود العرب الذي تسوقه عزته بلغته إلى انتهاك حقوق اللغات الأخرى التي يسميها رطانات في معنى الطنين والعجز عن الابلاغ " . وأظن أن الكتاب وضع في الستينات بتوجيه من زعيم الحزب عبد الخالق محجوب ويبدو لي أننى سمعت هذه المعلومة من د. عبد الله ابراهيم شخصيا لكن في شك منها . وفي تلك الفترة نشر عبد الله ابراهيم مقاله في الرد على اسحاق ابراهيم اسحاق والذي يدافع فيه عن اللغات المحلية الأخرى ضد تغول اللغة العربية التي يطالب اسحاق بأن تكون اللغة القومية . ويكرر المقال نفس الأفكار الواردة في كتاب " الماركسية وقضايا اللغة في السودان " .

هذا كان موقف الحزب الشيوعي في الستينات وبداية السبعينات وهكذا كان موقف عبد الله ابراهيم المعلن والمنسجم مع خط الحزب . لذلك عندما طرحت فكرة الغابة والصحراء في بداية الستينات كتوصيف لحال الثقافة السودانية لم يتحمس الحزب الشيوعي لهذه الفكرة ظنا منه أنها تكريس آخر لهيمنة الثقافة العربية الاسلامية لا سيما وأنها تجعل من سنار – أول مملكة عربية اسلامية في السودان – مرتكزا في توصيف هذا الواقع المتنوع المتشابك . لذلك عمد مثقفو الحزب واصدقائه في النصف الثاني من الستينات إلى تكوين تجمع مناوئ للغابة والصحراء اختاروا له اسم آبادماك الاله النوبى القديم – كأقوى اشارة على انحياز اليسار الماركسي إلى المكون الثقافي الافريقي المحلي ، وكأشارة إلى أن ماضي هذه الأمة ابعد من سنار ومن دخول العرب السودان . وذلك على الرغم من أن الأمر لم يخلو من المكايدات والمكر السياسي أيضا . وكان لعبد الله ابراهيم الباع الطويل في قيام هذا التجمع بحكم تفرغه للعمل الثقافي بالحزب وعلاقته اللصيقة بعــــبد الخالق محجوب .

هذه هي الخلفية التي لا يزال تنطلق منها الغالبية العظمى من اليسار الماركسى في النظر إلى الدكتور عبد الله على ابراهيم وتقديمه كمفكر المعى وخير من يمثل هذه الطائفة التقدمية في قضايا الفكر والثقافة . ولكن هنالك مياه كثيرة عبرت من تحت الجسر كما يقولون منذ أن استعفى د. عبد الله ابراهيم من عضويته بالحزب الشيوعى سنة (197 ومنذ وضعه لكتاب " الماركسية ومسألة اللغة في السودان " . فقد تحولت افكار واهتمامات الرجل تحولا تاما الي النقيض .اذا لم يعد همه السودان ككل والدفاع عن حقوق الاقليات ضد تغول الثقافة العربية الاسلامية . وإنما صار همه كله تكريس سلطة وسيادة " الجماعة العربية المسلمة - على النيل والبوادى " إلى درجة نفى الآخرالأفريقي ،والمطالبة بانفرادها وحدها بهذا السودان .

وقد أشار عبد الله بولا إلى إلى بواكير هذا التحول في خطاب عبد الله على ابراهيم في ورقة شجرة نسب الغول بقوله : " هنالك مساحة من السديم ، في وعى كثير من مثقفي اليسار الديمقراطي في السودان معفاة من النظر النقدى ، تستقر فيها احكام الثقافة العربية الاسلامية المستعلية في أمن وآمان 00 وفي ظني أن من مساحة السديم هذه ، قد صدرت عن صلاح وعبد الله مواقف من سلطة الغول الاسلامـــوى لا تزال مبعث حيرة وأسف جمهرة قرائهما " .
يقصد صلاح أحمد ابراهيم وعبد الله على ابراهيم وذلك في سياق حديثه عن مقولة صلاح " نحن عرب العرب " التي نشرها في الستينات ردا على كلمة للنور عثمان أبكر بعنوان : " لست عربيا ولكن ! " ويقول بولا أن عبد الله ابراهيم ناصر ، صلاح ،على النور عثمان أبكر في هذا الموقف وهذا هو مبعث للحيرة والاسف من جانب بولا.

إلا أن بولا يقول أن صلاح قد اجتاز مساحة السديم التي ترقد فيها أحكام الثقافة العربية الاسلامية المستعلية في أمن وآمان ، وأعلنها صريحة : " أنا الهجين عنترة " وذلك في حوار صحفى بالشرق الأوسط نشر في أوائل التسعينات . ولكن المفارقة أن بولا يصف ورقة عبد الله ابراهيم ( تحالف الهاربين ) بالجلال والفرادة ، بالرغم من أنها رفضت صراحة القول بهجنة سكان شمال السودان . تلك الهجنة التي أعطى بولا مقابلها ، لصلاح شهادة اجتياز مساحة الســــــــديم ،! ولا أدرى كيف افلتت مقولات عبد الله ابراهيم في تحالف الهاربين ، التي لا ترقد بل تلعلع فيها أحكام الثقافة العربية الاسلامية المستعلية في أمن وآمان ، من قبضة بولا النقدية الصارمة ؟ كيف لم يعبر بولا عن أسفه وحيرته ، وذلك أضعف الايمان ، عن الاحكام التي اصدرها عبد الله ابراهيم انطلاقا من مساحة السديم بحق الواقع الافريقي المحلى في الثقافة السودانية حيث وصفه بأنه واقع مطموس ولا وجود له في الوجدان السوداني وأن الدفاع عنه أو رد الاعتبار له ما هو إلا محاولة يائسة " لتحجيم انتماء السودان للثقافة العربية الاسلامية " وأنه " خلع للحضارة العربية و " غش ثقافي " . ومؤامرة علمانية " لتفكيك محرمات الثقافة العربية الاسلامية " .

المسألة ليست مسألة الوقوف على نص واحد أو تصيد لزلات لسان . أنه مشروع متكامل صاحبه على بصيرة من أمره ، ولا سديم ! وقد وصف محمد جلال هاشم في ورقته الهامة : " السودانو عربية أو تحالف الهاربين " – رغم اختلافنا معها – وصف هذا المشروع بأنه اسلاموعروبي يهدف إلى تأسيس " عروبة خاصة بالسودان واسلام خاص به دونما ادعاء للأفريقية " . وقد قال محمد جلال أن عبد الله ابراهيم قد استعان في تمرير مشروعه بالكثير من " الحيل والمناورات " !

وقد أصاب محمد جلال في وضع يده على جوهر الحل الذي يقدمه عبد الله ابراهيم من خلال مشروعه الاسلاموعروبى ، حيث قال :

" الحل الذي يقدمه عبد الله ابراهيم أن يكف ابناء الشمال العربي المسلم عن البحث عن هوية أفريقية لهم .. مشروعه يقوم على بناء حدود ثقافية بين ابناء الشمال العربي المسلم وابناء الجنوب الافريقي فهذان هما القوامان . والقرصنة متاحه لاقوام أخرى . متاحة للفور والنوبة والبجا كي ينفضوا عن هذا الحلف السنارى ويكونوا أقوام خاصة بكل . وهكذا يتــفرق السودانيـــون آباديد فـي الجهــات الأربعـــة 00 ولا عاصم لهم من هذا الشتات إلا الوسط الاسلاموعربى – أي السودانو عربية . ولكن اليس ذلك هو العروبة ذاتها ؟ 00 أنها العروبة ولكنها عروبة لا تستمد مشروعيتها من اعتراف العرب بها .. أنها عروبة خاصة ومفصلة على أهل السودان الذين لا يعرفون غير الاسلام دينا وكفى الله المسلمين شر الهجنة . "
وهكذا كأنك يا أب زيد ما غزيت ، أن البديل الذي يقدمه عبد الله ابراهيم ليس افضل من الافروعربية التي آباها ووجه اليها اقذع أنواع النقد . فهو بديل يقود في احسن الاحول الي هيمنة وتسيد الوسط الاسلاموعربي ،اذا لم يؤدي الي الانفصال. وبذلك أن المشروع الذي يقدمه دكتور عبد الله أقل بكثير من رؤية الآفروعربية . فمشروعه موجه فقط لعناية " الجماعة العربية المسلمة على النيل والبوادى " الي حد توجيه الدعوة صراحة إلى هذه الجماعة للانفصال عن باقي الأقوام والانفراد بالسودان . يقول في المحاضرة التي قدمها بالمجمع الثقافي بابوظبي في أمسية الابعاء 11/7/2001 :

" أنا معنى بالجماعة العربية المسلمة في شمال السودان00 أن هذه الجماعة عندما أرادت أن تبنى وطنا بنت وطنا أكبر في رقعته من رقعتها 00 أن من متاعبنا ، ومثار النزاع الحالي هذا الخليط من الهويات 00 "

هذه هي الدعامة الاولي التي يستند اليها مشروع عبدالله ابراهيم ،عروبية اصولية خاصة بالجماعة العربية المسلة بشمال السودن .اما الدعامة الثانية ،فاسلام اصولي مبرأ من كل تبعات الاسلام الصوفي والشعبي.
أن الاسلام الذي يدعونا إليه عبد الله هو الاسلام السلفى – الارثودكسى الـــذي لا يختلف اسلام الحركات السلفية الأصولية وليس الاسلام الشعبى الصوفى كما يقول محمد جلال . وقد توج هذه الدعوة بسلسلة مقالاته التي كرسها للدفاع عن الاتجاه السلفى للشريعة الاسلامية ، تحت مظلة الدفاع عن القضاة الشرعيين ، والتي نشرت متفرقة في صحيفة الرأي العام ابتداء من شهر مايو 2003 يقول الدكتور عبد الله في مستهل الحلقة الأولى :

" أريد في هذه المقالات 00 أن أرد إلى الشريعة مطلبها الحق في أن تكون مصدرا للقوانين في بلد المسلمين . ولست أرى في مطلبها هذا باسا أو ظلما لغير المسلمين 00 ولست ادعى علما فيما يجد غير أننى أتفاءل بما سلف من خصوبة الشريعة وحسن تدريب ذوق الشرعيين بها من قضاة المحاكم الشرعية على عهد الاستعمار وما تلاه في ترتيب قوانين التزمت خير الاسرة المسلمة وانتصفت للمرأة ما وسعها " .

أن دكتور عبد الله لا يطالب هنا بتطبيق شريعة الأحوال الشخصية – الانكحة والمواريث – فهذا ما هو مطبق منذ أول عهد الاستعمار الانجليزي وحتى الآن . بالمنطق البسيط أن الانسان يطالب بما ليس موجود وقائم وليس بما هو قائم . لذلك د. عبد الله يطالب بأن تكون الشريعة الاسلامية مصدرا لتشريع جميع القوانين ، المدنية والجنائية ، وليس فقط مصدرا لقانون الأحوال الشخصية للمسلمين المطبق منذ الاستعمار الانجليزي .

في حوار اجراه معه صديقي/ السمؤل ابو سن ، ونشر بجريدة اخبار العرب الاماراتية بتاريخ 11/7/2001 ، ويؤكد دعوته إلى اسلام اصولي مبرا من كل الشوائب ، حيث يقول ردا على سؤال حول سبب هجومه على الآفروعروبيين وجماعة الغابة والصحراء :
" هم يقولون أن الاسلام حينما جاءنا جاء صوفيا واخذنا عنه وكأنما الذهن الأفريقي لا يحتمل القضايا الفقهية وهذا أمر غير صحيح ، تركنا الفقه والشريعة واصبح لدينا فقط الاسلام الصوفي لأنه يتناسب مع الايقاع الأفريقي " ويقول في ذات الحوار .. أنا اتهمهم بأنهم 00 قالوا ، أن اسلامنا ليس هو الاسلامي الاصلي ، وكأنما ارادوا أن يقولو أن اسلامنا خرج عن جادة الاسلام وعربيتنا كذلك ، وأنا أرى أن في ذلك تبخيس لنا فنحن مسلمون حقيقة ، ونحن عرب حقيقة . "

أن مأخذ عبد الله ابراهيم على الاستعمار الانجليزي ، اقتصاره تطبيق الشريعة على قضايا الأحوال الشخصية ، وهو يرى في ذلك زراية بالشريعة واتهام لها بالقصور ، لذلك فهو يطالب بأن تطبق أحكام الشريعة في جميع التشريعات والقوانين وبواسطة القضاة الشرعيين الذين يرى أنهم اكفأ من غيرهم . ويدلل على ذلك بنجاح القضاة الشرعيين في تطبيق قانون الأحوال الشخصية منذ عهد الاستعمار وإلى اليوم . وبالتالى فهم قادرون على تطبيق قوانين الشريعة الأخرى ؛ المدنية والجنائية بنفس الكفاءة . ويتخذ من نجاح القضاة الشرعيين في تطبيق قانون الأحوال الشخصية ، سببا للتفؤل بنجاحهم بتطبيق التجربة في كافة القوانين .

يقول "ولست ادعى علما فيما يجد ، غير أنني اتفاءل بما سلف من خصوبة الشريعة وحسن تدريب ذوق 00 القضاة الشرعيين من قضاة المحاكم الشرعية وما تلاه من ترتيب قوانين التزمت خير الاسرة وانتصفت للمرأة ما وسعها " .أنه يقدم نموذج تطبيق القضاة الشرعيين لقضايا الأحوال الشخصية كنمــوذج علـــى نجــاح ما سيؤول إليه تطبيق الشريعة الاسلامية في بلد المسلمين .


كما انه لا يقتنع بالتقسيم التقليدي للقضاء على شرعي ومدني ويرى أن هذا التقسيم اقامه الانجليز لعدم ثقتهم في صلاحية الشريعة الاسلامية وللزراية بالقضاة الشرعيين وجعلهم تحت تبعية القضاء المدني المستمد من القانون الانجلــيزي .

في حوار اجراه معه صديقي/ محمد الربيع محمد صالح ، ونشر بجريدة الاتحاد الظبيانية في 28/9/2000 يقول : هل كنا بحاجة إلى هذا التصنيف ، قضاء شرعي وقضاء مدني ؟ 00 القانون المدني والقانون 00 الجنائي ، قائم على تفويض القاضي بما يمليه الحق والعدل والمساواة والوجدان السليم ، فهل تخرج الشريعة من هذه الاقانـــيم ؟ وقادني هذا السؤال إلى سؤال آخر ؛ لماذا عملنا تقليد وحداثة عندما عمل الانجليز قضاء مدنيا وقضاء شرعيا – تقليد حداثة – هذا يعنى أن هناك قرار آخر يأتي من سلطة ما 00 فالقاضي الانجليزي لا يثق في الشريعة ، ويثق في القانون العام البريطاني الذي ورثناه ، فاصبح القاضي المدني هو السلطة والقاضي الشرعي هو الضحية ، ونحن استسلمنا لما يحدث إلى أن حدث 00 الاضطراب العام بين ذاتيتنا وحداثتنا ".اذن سبب الاضطراب في حياتنا القانونية هو سيادة القانون المدني الذي ورثناه عن الانجليز .والمخرج هو أن نرد للشريعة مطلبها في أن تكون لها السيادة في جميع القوانين وليس فقط قانون الأحوال الشخصية ، لتكون السيادة كاملة غير منقوصة ، للقاضي الشرعي . هذا هو الهدف الذي دفع دكتور عبد الله إلى كتابة مقالاته المشار اليها .
في حواره مع محمد الربيع بجريدة الاتحاد ، لم يجد دكتور عبد الله غير الترابي كنموذج للمفكر الذي حاول أن يحل الاشكال الذي أدى إلى الاضطراب في حياتنا بسبب التنازع بين التقليد والحداثة ، ويقول : " د. حسن الترابي حاول رفع الخصومة هذه بعمل هجين من المثقف الحديث والمثقف التقليدي ، بأن " يتأدب الافندي وأن ينفتح الفقيه على الحداثة ، بحيث يصبح القاضي الشرعي ، مثلا عالما في الاحصاء أو الاقتصاد " . وهكذا يكتمل مشروع عبــد الله ابراهيم بأصوليته العربية واصوليته الاسلامية .

وبعد اقول ،ليس منطلقي لنقد افكار الدكتور عبدالله ابراهيم ،الدفاع عن الافروعربية بقدر ما هو نقد البديل الذي يطرحه ، ويذهل عنه الكثيرون ، اما محاباة ، واما بسبب الحيل والمناورات ،التي يتبعها في طرح هذا المشروع ،علي حد تعبير محمد جلال هاشم .
سبب اخر هو ان دكتور عبدالله نشر كتاباته التي تمثل مختلف مراحل تطوره في كتابه :الثقافة والديمقراطية في السودان ،فتجد مثلا ، تحالف الهاربين في اول الكتاب، ثم ما تلبث ان تجد ،مستقبل اللغات المحلية المنقح عن رده علي ابراهيم اسحق والذي هو تكرار لافكار :الماركسية ومسالة اللغة في السودان ".وقد ادي ذلك الي شي من اللبس والحيرة عند البعض .

Post: #280
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 05-27-2004, 09:21 AM
Parent: #1

كعادته نقل الفيا الحديث الى موضوع اخر يتعلق باراء عبدالله على ابراهيم في قضايا اخرى ليست باية حال موضوع

نقاشنا حول الغابة والصحراء ,

والذي كشف جليا عدم معرفة الفيا بالبدائي النبيل والبوتقة الثقافية وكذلك مواقف كل من عبدالله وحسن موسى تجاه

تيار الغابة والصحراء, وكنت اتمنى من الدكتور النور حمد ان ينور الفيا حول ما سماه الدكتور بالتحفظات الوجيهة

لكل من حسن موسى وعبدالله بولا حتى يكتشف الفيا ما هو الخطا الذي وقع في شراكه

وليثبت –لا شعوريا قراءته الخاطئة والتي اشار اليها هاشم الحسن وحافظ محمد خير- تحت مسميات مختلفة مثل الاستقوال واساءة القراءة –
تحدث الفيا في بوسته عن انني قلت ان الفيا يدافع عن الافروعروبية لاسباب شخصية,

واتحدى الفيا ان ياتي بما يثبت ذلك ,

واذا تعذر عليه ذلك فعليه القضاء والكفارة معا ,
اي الاعتذار , والصوم عن المساهمة في البورد لبعض الزمن , ان شا الله ولو يوم واحد

والاصح انني تحدثت عن ان الفيا- ضمنيا –وصم تقديرنا انا وحسن موسى وبولا لورقة عبدالله على ابراهميم عن "تحالف الهاربين " بانه من قبيل " المجاملة " لا غير!!!!!!
فتامل عزيزي القارئ !!!!!!!11

Post: #281
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: بكرى ابوبكر
Date: 05-31-2004, 04:08 AM
Parent: #280

الاستاذ عبدالله بولا و الدكتور النور حمد والجميع
البوست ده مهم و يجب علينا الخفاظ عليه للاجيال القادمة ارجو منكم اعلامى عند اكتماله حتى انقله الى الصفحة التوثيقية
ولكم حبى

Post: #282
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: abdelrahim abayazid
Date: 05-31-2004, 09:56 AM
Parent: #281

د عبدالله بولا
سلامات تاني سعيدا جدا بوجودكم هنا ومتحسرا ايضا
علي الزمن الذي ضاع في السنين الماضية ولم تتهياء مثل
هذه الفرصة لنسمع ولنقراء بتمهل واستعجال واتمني ان يستمر النقاش الذي في اعتقادي قد تطرق لقضايا كثيرة
وفتح ابوابا توقف صكيكها ورفوف تحجر غبارها ولك الف تحية ولنجاة وعرائس السودان.

Post: #283
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tumadir
Date: 05-31-2004, 10:15 AM
Parent: #280

Quote: كان العمال والموظفون "الأحرار" يعملون ما بين 14 و15 ساعة في اليوم. والعمال ما عندهم إجازة، ولا حتى يوم الأحد، بل ولا حتى فَرَقْةً صغيرة يمشوا فيها للكنيسة




اخخخخخخخخ ...كان كدى انا عمال!!!!

Post: #284
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 05-31-2004, 09:18 PM
Parent: #283

شكرا الأخ بكري على احتفائك بهذا البوست.
سنخطرك حالما يفرغ أستاذنا عبد الله بولا من الرد على مستقبليه.
ولك الشكر، مرة أخرى، على إسهامك المتميز، ومجهودك الخارق، اللذين سوف يحفظهما لك تاريخ الثقافة في السودان، دون أدنى ريب.

Post: #285
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Sidgi Kaballo
Date: 06-02-2004, 01:31 AM
Parent: #284

Up

Post: #286
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 06-02-2004, 06:30 AM
Parent: #285

هي يا جماعة الواحد ما يغيب القاكم سرحتو لصفحة5-كان كدي الليلة انا عندي مذاكرة شديدة خلاس ، بسكم يا جماعة شوية شوية ..

Post: #287
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 06-06-2004, 02:57 PM
Parent: #1

أعزائي البودرداب والقراء المتابعين لهذا البوست،
تحياتي المخلصة،
هذا التماسٌ بأن تقبلوا اعتذاري عن طول الغياب.
ففي الأسبوعين الماضيين طقَّانا فيروس كَلَس دمر الكمبيوتر مرةً واحدة. وقضى على أعمال فنية رهيبة للمغنية والرسامة والمصممة والفيلسوفة اللميضه نُوَّار، وعلى نص روائي بديع (بديع فعلاً مو زبلعه)، لابنتي عزة (الوسطانية، وهي لبعضٍ من حسن الحظ تحتفظ بمودة له مكتوبة باليد)، ووثائق للقانونية ست الحجة والرَجَّة فاطمه (كبراهن)، وعلى كل وثائقنا وكتاباتنا نجاة بت امحُمَّد وأنا !! وقد زعمتُ في مداخلةٍ لي في بوست الأخ Ash، أننا شفينا من الزعله، إلا أنني أدركتُ من فوري أنها زعْلِتاً ما في شفاياً منها بى هينة.
ومن جانبٍ آخر فأنا مزحوم بجملةٍ من الأوراق البحثية التي أشارك بها في عددٍ من الندوات والمؤتمرات. ولعلكم تعرفون الآن عن ظهر قلب أن عملى الخاص بأكل العيش، هو من قبيل الأعمال الشاقة والسخرة وسخرية القدر. وفي هذه الشروط أرجو أن تفهموا حركة حضوري وغيابي في البورد.
مع كل مودتي.
بــولا

Post: #288
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 06-06-2004, 03:10 PM
Parent: #1


Haydar Badawi Sadig

عزيزي الدكتور حيدر بدوي،
أخلص تحياتي ووافر تقديري،
أشكرك على ترحيبك الحار. وإن كنت كما أوضحتُ أكثر من مرة، وفي أكثر من مكانٍ في هذا البوست خشيتي من حسن الظن الكبير بي. وقد وقع المحظور بالفعل. فها أنت بعد ذلك الترحيب العالي، الأعلى كثيراً من مقامي الذي أعرفه، تكتب لائماً، وناقداً، ضمن نقدك لبعض صنوف القول والسلوك التي تفتقر لما أسميه بتوقير المخالف: " في هذه الأثناء نجد بعض الجيوب المستثناة من هذا الوحل، مثل خيط الترحيب بالأخ الكريم "الشيخ" الدكتور عبد الله بولا. ولكن هذا الخيط الفريد نفسه انحدر إلى وحل من نوع آخر. فقد زج فيه أستاذنا عبد الله ببعض مراراته الماضية، بصورة سيطرت على الكثير من مجريات الحوار، مباعدة بينه وبين "الهموم الراهنة" للإنسان السوداني البسيط الذي يسعى عبد الله نفسه للانتصاف له. انحدار الحوار إلى ذلك الدرك، درك الانتصاف للذات في غير معترك، يمثل عندي أزمة المثقف السوداني الحقيقية، وإدمانه للفشل، على حد قول أستاذنا منصور خالد. وأرجو أن أجد الوقت لأبين مقصدي ههنا بصورة أوفي في الخيط المعني".
وأنا أؤيدك في نقدك لأنماط القول والسلوك المخالفة لتوقير المحاور المخالف هذه. لكنني للأسف أعتقد أنك لم تُعمل النظر بصورةٍ كافية فيما كتبتُه أنا بخصوص تسمية بعض المتابعين لهذا البوست، والمشاركين في الحوار الدائر فيه، لِما جرى بيني وبين صديقي العزيز الدكتور حيدر ابراهيم في صحيفة الخرطوم، عام 1998، ب"الحوار". وأخذتَ قولي بدون تحرٍّ وبدون قراءةٍ منتبهةٍ دقيقة، على محمل "الانتصاف للذات" و "في غير معترك"(!!)، وعلى الخوض في "وحلٍ" و[الهبوط] إلى "دركٍٍ" فيه ومنه كمان يا شيخ حيدر. واعتبرتَه نموذجاً وشهوداً على ما أسميتَه ب "أزمة المثقف السوداني الحقيقية"، وعلى "إدمانه للفشل، على حد قول أستاذنا منصور خالد"، كما جاء في بوستك المستقل.
ولو أنك تأملت قولي ملياً لظهر لك أننا، أنا وأنت، لسنا على خلافٍ من ضرورةٍ توقير المحاور المخالف، والكف عن الإزراء به، ومن الحرص على وجود شروطٍ منهجية وأخلاقيةٍ، وقد أقول حقوقيةٍ، محددة تسم الخطاب بصفة الحوار أو تنزعها عنه، وعلى الابتعاد عن اجترار المرارات. ولهذه الأسباب على وجه التحديد، اعترضتُ على تسمية ما جاء من جانب الصديق حيدر في تعقيب على ما صدر عني، ضمن وقائع تلك مقابلةٍ صحفية أجريت معي في هولندا ونشرتها صحيفة الخرطوم (199 ب"الحوار". أكرر: لهذه الأسباب بالذات وليس لغيرها: رفضتُ، ومازلت أرفض، تسمية مسلك صديقي، الذي أوردت وقائعه في مكانٍ آخر من هذا البوست، "حواراً". فما قولك أنت فيه؟. ودونك الوقائع! والواقع إن سؤالي قد يكون في غير محله فقد عبرتَ أنت عن رأيك بالفعل حين اعتبرت الوقائع التي قدمتُها أنا لأصدقائي وقرائي بغرض إقناعهم بالكف عن تسمية هذا "الحدث" حواراً، موضحاً رأيي من أن تسميتهم تلك لا تتحرى شروط تعريف الحوار، وتخل بمفهومه إخلالاً كبيراً وتزلزله من أساسه. وقد كان بياني هذا صرخةً في وادْ. فلم يحفل به أحدٌ من الأصدقاء والقراء البورداب وراح بعضٌ منهم، وعلى رأسهم صديقي الشيِّق العزيز الدكتور بشرى الفاضل، ينتحلون الأسباب لتفادي تسمية القطة قطةً كما يقول الفرنسيون. وذهبتَ أنت إلى أبعد من ذلك لتجعل من اعتراضي على تسمية هذا الأمر بالحوار، مع ما أوضحته من أنني لا أستهدف بذلك شخص صديقي الذي أعزه كثيراً، وإنما آخذ موقف الأصدقاء والقراء من مسلكه في تلك المناسبة، على وجه التحديد، مثالاً إيضاحياً للَّجاجةٍ وغياب الضبط في تحديد مفهوم الحوار. فإذا أنت تزيد الطين "بلاتٍِ كثيرةً"، فتجعل من جهدي الملح في تحديد شروط الحوار "إنتصافاً للذات" واسترجاعاً "لمرارات الماضي". وفي ظني إننا إذا ظللنا نعاظل في تحديد شروط الحوار وتعريفه، مثل هذه المعاظلة، عندما يتعلق الأمر ب "من نحبُّ ومن نهوى"، فلن يكون هناك حوارٌ ولن يكون وعيٌ نقدي.
هذا وأنا إذ أشكرك على استدراكك اللاحق من قولك "ومع ذلك سأظل أجلك، وأقدرك". أما التقدير فهذا واجبنا جميعاً إزاء بعضنا البعض نحن أصحاب الوجعة الواحدة. وأما أن "تجلَّني" فهذا مما لا أقوى على حمله. كفاني التقدير العادي الواجب لكل إنسان ٍيحترم كرامة الإنسان. وهو تقديرٌ أبادلك اياه من غير شك. وأما قولك " راجيا أن تقبلني على علاتي الفكرية والشعورية! وليس لي إلا شرط واحد هو ألا تألو جهداً في تبيان هذه العلات، التي أعرف الكثير منها، وإن كان بعضها يتحايل علي". فهو قولٌ تستحق عليه عظيم الثناء. وأنا أطلب منك نفس الشيء. على أن تحاسبني بما أقوله حقاً، أي بما تقوله عبارتي وفكرتي بالفعل، لا بالظن الناجم عن القراءة المستعجلة، والأحكام المسبقة، على من تسميهم ويسميهم الدكتور حيدر إبراهيم والدكتور منصور خالد ب"المثقفين" والنخبة من غير وجه حقٍ، وتحقيقٍ، وتمييزٍ، في مفهوم المثقف والنخبة. أو على الأقل أن لا تتعجل تأويل عباراتي قبل أن تذهب في سوء الظن بها إلى وصفها ب"الدرك". وأنا أقصِّر وأخطئ بلا شك. إلا أنني أتوقع من أمثالك من المستنيرين، دعاة الحوار والحرية للذات وللآخر، أن يلتزموا بالضوابط التي لا تخرج بالقول عن النطاق الذي يستحق فيه أن يسمى حواراً". وأتمنى أن أكون قد وُفقتُ في توضيح رأيي في هذا الأمر "الذي هو أساساً تعريف وتحديد شروط الحوار" وأن لا أحتاج إلى العودة إليه مرةً أخرى. ولن أعود إليه في نفس السياق المتصل بالشهود والمثل أبداً، وتحت أي ظرفٍ من الظروف.
ملحوظة: جاء في مداخلتك، في سياق القراءة المستعجلة، نعيٌ حميم صادق للصديق الأستاذ هاشم محمد صالح، أطال الله عمره، فهو حيٌّ يرزق من عينة "رزقنا القوي" في مهاجر العالم. هاشم في "الملايات المنتحدة" (توقيع زينب بت كلمون)، منذ أوائل التسعينيات. وهو مرجع عتيد في حركة "العصاة" كان وما يزال. الشخص الصديق الذي تحدثت عنه في بداية مداخلاتي والذي توفي في عمرٌ مبكرٍ جداً (27 سنة) هو الرسام الكاتب المفكر سالم موسى، طابت ذكراه وسوف أكتب نذرا من سيرته السامقة في هذا البوست لا حقاً.
مع وافر محبتي وتقديري. بــولا

Post: #289
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 06-06-2004, 03:11 PM
Parent: #1


Omer Abdalla
الأخ العزيز عمر عبدالله،
شكري الجزيل لك على ترحيبك، وخوفي الشديد من توقعاتك العالية،
لقد ظللتُ أتابع مداخلاتك في البورد في مختلف البوستات وأعجبتُ كثيراً برحابة صدرك وتوقيرك لمن تحاورهم. ويشرفني أن أتعرف عليك أكثر من خلال إسهاماتك النيرة. وقد تشجعني رحابة صدرك أن أدخل من خلال الحوار معك على قضايا خلافية مسكوتٌ عنها بيني وبين أصدقائي الجمهوريين. وهي قضايا فكرية أولاً، وتتصل بتفاصيل يجوز فيها الخلاف والإختلاف، ويلزم الإعلان عنهما، من دون أن يقلل ذلك من اعتباري الكبير للفكرة الجمهورية ولمساهمة الأستاذ محمود المتفردة. وقد عبرتُ عن بعض هذه القضايا في مقالتي حول مساهمة الأستاذ التي تكثر الإشارة إليها، والثناء، من جانب الإخوة الجمهوريين. على الرغم من أنها تنطوي على ملاحظات نقدية أساسية. وهذا من فضل تعاليم الأستاذ وتربيته الجليلة. وـمنى أن تجد ملاحظاتي النقدية التي قد ترد لاحقاً في هذا البوست نفس القدر من رحابة الصدر وحفظ وشائج المودة، والحزم من جانبكم أيضاً. فأنا لستُ ممن يدعون الصواب المطلق في حركَتَي الفكر والحوار. فلا تتلطفوا بي إلا في حدود الاحترام المتبادل. وهذا بيانٌ ألقيه على كاهلك. مع كل مودتي.
بولا

Post: #290
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 06-09-2004, 02:55 PM
Parent: #289

up

Post: #291
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: مراويد
Date: 06-16-2004, 10:34 PM
Parent: #1

up

Post: #292
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Roada
Date: 06-17-2004, 01:38 AM
Parent: #1

الأستاذ النور،
تحيه طيبه،

و شكرا لتقديم الأستاذ عبد الله و الذى يتحدث من الكلام ال(كبار كبار)مالاطاقه لشخصى الضعيف به.

فى أحدى البوستات نبهنى الأستاذ عبد اللة بشوية (لوم) عن عدم زيارة هذا البوست و الترحيب، و كما تقول تفذلك (أمى) أمر اللوم مابين الكرعين و (الوش) . فقبل أن ينتقل اللوم الى (وشى) مرحب بالأستاذ عبد الله بولا ، و انا فى أنتظار الكلام (الحار) الذى وعد به.

وشكرا لك يادكتور النور على هذا البوست.

Post: #293
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 06-17-2004, 05:28 AM
Parent: #292

أستاذي الدكتور عبد الله،
شكراً على ردك الرفيق، الرشيق، على ما به من شئ من "مكابرة،" كثيراً مأ أعيبها على بعض مثقفينا من الأفذاذ مثلك. أقول ذلك، وأنا على يقين بأن وقع هذه الكلمة، "مكابرة،" لن يكون علي مثلك من الأذكياء، أصحاب الفضل، علينا، وعلى الناس، هيناً.

أنت ياسيدي أستاذي، بمعني أنك درست بعض أساتذتي، والنور حمد واحد منهم، ولهذا الرجل، الأمة، فضل علي كبير. وحيدر إبراهيم علي أيضاً أستاذي، فقد أشرف، كممتحن خارجي، على رسالة الماجستير التي قدمتها لجامعة الخرطوم عن الحركة الجمهورية منذ 1945، تاريخ نشأتها، وحتى 1985، تاريخ توقف النشاط، بسبب تقاعس وإنكسار وتخاذل الجمهوريين بعد استشهاد الأستاذ محمود محمود طه. ومنذ ذلك الوقت صرنا، حيدر وأنا، أصدقاء، نعز ونقدر بعضنا البعض، وإن لم نتفق في الكثير المثير من القضايا العامة، والخاصة. وربما كان أسلوب تعاطيه معك واحداً من تلك الأمور!

رغم ما تقدم فإني، والله على ما أقول شهيد، لم أفصل بالرأي الفطير أو المتعجل كما تظن، في أمر مفاصلاتكماالفكرية وغير الفكرية، فيما أسماه البعض حواراً، حين لم تقبل أنت أن تسميه كذلك. فقد شرفني الله بنعمتي العافية والوقت فتابعت ما دار بينكما. وقد كان "حواركما المزعوم" بالفعل معنىً لللاحوار. وقد كنت أنت شريكاً، قوياً، لا يعرف التهاون، في هذا الللاحوار! صحيح أنني أسفت لكليكما وقتها، لما لكما من مكانة عندي، لم تكن تلك المفاصلات تعبر عن فحواها. وصحيح أنني تفهمت الظرف الأليم الذي كانت تمر به بلادنا، وكنا نمر به كلنا، بدرجات متفاوتة من الوجع، في ذلك الزمان المظلم. وقد وحاولت أن أجد لكما بعض العذر في كل ذلك.

ما فاجأني، بل أذهلني، وبكل صدق، هوأنني كنت أحسب بأنكما تجاوزتما تلك المرارات، ولكن بهت ظني. (لن أحيد عن تسمية تلك المشاعر السالبة بغير "المرارات،" إلى أن يتبين لي غير ذلك.)

وأشهد أنه قد آذاني أن حيدر إبراهيم، على حد قولك، وعلمي قبله، لم يضطغن، أو يتمادي في خصومة فاجرة، إذ دعاك بعد تلك المرارات إلى المشاركة في صنع واقع فكري جديد من خلال مركز الدراسات السودانية. مثلك بالطبع أيضاً لا يفجر، ولم يفجر، في خصومة!

لكن أن تأتي بعد كل ذلك على ما بدأ يتجدد بينكما من ود، بقصد أو بغير قصد منك، هو ما آذاني. ولأقلها واضحة صريحة ههنا، أنني أتاسف، شديد الأسف، حين أشعر بأن عقول كبارنا، تعطلها صغائر النفوس! هذا ينطبق على كل السياقات التي أتحرك فيها، جمهورية وغير جمهورية، سودانية وغير سودانية، دينية وغير دينية، أمريكية وغير أمريكية، ذكورية وغير ذكورية، وهلم جرا!

لا أذكر أنني ترددت يوماً في تنبيه الكبار في كل السياقات التي أتعامل معها، على أن يستمروا أن يكون كباراً. فإنه يسؤني غاية السوء أن أشعر بأني أستصغر كبيراً. وهذا ما يحدث حين ينغمس الكبار في الصغائر.

ربما يكون هذا هو الداعي لشدتي في لغتي في مخاطبتك. هكذا أنا، ولي علاتي، بالطبع. ولكني لم أشعر بعد بأنني لم أكن منصفاً لك كما تظن. وستجدني سريع التوبة إن شعرت بذلك! فأرجو ألا تتردد في تنبيهي متى شعرت بأنني أستحق التنبيه. أما كلماتك الرفيقة الرشيقة عن شخصي الضعيف فإني أرجو لها أن تتحقق في لحمي، و"شحمي،" وعظمي، ودمي، بعد أن وجدت سبيلها إلى قلمك المضيئ بحق!

سأظل محباً لك، رغم شدتي عليك، وشدتك علي، وسأظل مجلاً لك لأنك صاحب هامة يتقاصر قصوراً مريعاً من لا يجلها. فلك حبي ولك إجلالي ما حييت، أيها الأستاذ الحبيب، المجيب، النجيب!

Post: #294
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: altahir_2
Date: 06-21-2004, 00:25 AM
Parent: #293

الاستاذ والاخ العزيز عبدالله بولا
أقدم العذر اولا لترحيبى المتأخر ولذلك سيكون ترحيبى بك خاصا على بوست آخر . كم يسعدنى كما اسعد كل المهمومين بالثقافة والإبداع أن تثرى هذا المنبر بكل ضروب الفن والأدب ولذلك التطرق لمجالات أخري .
تحياتى لك ولنجاة والبنات ولكل أهل باريس من السودانين
ضياء الدين ميرغنى الطاهر

Post: #296
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 06-21-2004, 03:09 PM
Parent: #294

شكرا Roada على الترحيب ببولا وعلى شكرك لي على البوست. وشكرا أبضا للطاهر على الترحيب.
وشكرا مراويد وعثمان عووضة على رفع البوست. ويا بولا (حركتك تقلت شوية) إن شاء الله خير؟

Post: #536
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-01-2004, 05:15 AM
Parent: #292

عزيزتي رودا،
أخلص تحياتي ومودتي،
وأنا في غاية السعادة بإطلالتك في هذا البوست،
يا ستي أطلعي من دورك ياتو كلام "(كبار كبار)ما لاطاقه لشخصي[ك] الضعيف به". أمانة ماك فصيحة وسليطة لسان وكِت تدوري تقعِّدي النضم وتقعدي ليه.
نحن على اتفاقٍ مبدئي في نقدنا للإيديولوجية العربسلامية "المركزية" المسيطرة. إلا إننا لسنا على اتفاقٍ بخصوص صفتها ونعتها وأصلها. فهي تكاد تكون عندك، فيما قرأته من مداخلاتك، إيديولوجية "أولاد العربسلاميين" طُرَّاً، بينما هي عندي إيديولوجية التكنوقراط والرأسماليين الطفيليين، والبنى الطائفية الأرستقراطية" الزراعية والرعوية، من "العرب/اسلاميين الكَذَبَة". ولست أعني "الكذبة" إن "العربسلاميين" "الآخرين"، من غير هذه الطبقات والفئات ليسوا إيديولوجيين ولا يكذبون ولا يستعلون. ولا أقول إنه ليس في مصادر توقهم ومرجعياتهم الأساسية مشكلاتٌ عصية الحل والمباصرة في التواصل مع الآخرين المختلفين في العقائد والقيم. ولكنني أميز بين الاستعلاء، و"الكذب" "التلقائي" على الذات وعلى الآخرين، والعقائد "الإيديولوجية التلقائية"، أي "الوعي الزائف"، الذي تصدر عنه جماعةٌ، وجماعاتٌ ما، في صورٍ خرقاء غير محكمة الصنع. وهذا ما أعنيه ب"تلقائية"، أي نَجِر قَدُّوم. فالأخيرة سمة كل المجتمعات والفئات المنغلقة التي لم تزلزلها بعد ملامسة فضاءات وتجارب معرفية وقيمية أخرى، ونماذج من جماعات وخبرات أخرى، وثقافات أخرى، تزلزها وترشدها إلى، أو تجبرها على، الخروج من انغلاق ذاتها والنظر إليها في مرآة تجارب الغير، في مرآة الواقع الموضوعي الخارجي طوعاً أو كرهاً. أما الثانية فهي الإيديولوجية بمعناها المعاصر، وقيل "الماركسي"، و"العُصاتي"، الحديث، وما بعد الحداثي". الإيديولجية الواعية محكمة الصنع التي تكذب على الذات وعلى الآخر، مع سبق الإصرار والترصد. وتقوم على أمرها مؤسساتٌ محكمةٌ خبيرةٌ بصناعة الغواية والغش. وهذه نناقشها بتفصيلٍ لا حقاً. وأعتقد أنك تخلطين في كثيرٍ من أجزاء ومكونات خطابك بين الاثنين، فيتداخل عندك حابل ونابل حملة إيديولجية الاستعلاء "العربسلامي"، من صنف أهلنا البدو الأجلاف العراة الحفاة العالة رعاء الشاء، وفلاحينا البؤساء، وحتى قطاعات من طبقتنا العاملة المطحونة، بل ومن فائض العطالة المقنعة "الرثة" المسحوقة، التي لا تجد قوت يومها، مع حملة إيدولوجية، " الوطنية، والصحوة والإشتراكية التي من واقعنا ما من أكثر، والأصالة والإنقاذ وهلمجرا من صنوف الإيديولوجيا المحكمة المتقنة، التي ورتنا نحن حملة الثقافة العربية الإسلامية نجوم ظهر "أصالة" و"أصولية" "الإسلام" و"العروبة". مع إن صفوف كادحينا الذين صنفتُ فئاتهم في القرة السابقة، تشهد منذ منتصف الخمسينيات موجات عالية من الصحو والعصيان والاصطفاف، والتنظيم ، والتضامن مع وكادحي ومضطهدي بلادنا الآخرين، والهجوم، عبرت عنها بسطوعٍ مشهود في ثورتين من أعتى ثورات "العالم الثالث"، وقد أقول العالم طُرَّاً، خلال ما لا يزيد عن خمسةٍ وعشرين عاماً.
هذه مجرد مقدمة للنقاش يا عزيزتي رودا. وهي ليست مما يخفى عليك.
فإلى اللقاء في مداخلاتٍ مقبلة.

مع خالص مودتي.
بـــولا

Post: #297
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 06-21-2004, 04:24 PM
Parent: #1

العزيز النور
كيف حالك،

انقطع بولا عن البورد بسبب إنشغاله بحضور عدة ندوات ومحاضرات وتلخيصهاللجهة التي يعمل بها.
ثم انشغل لإعداد ورقة بحث أعدها يشارك بها الآن في مؤتمر في ليبيا، عن الثقافة والعولمة، وهو الآن هناك في قلب الصحراء الكبرى، في مدينة سبها.
وله بضعة مداخلات جاهزة للإرسال شغله عنها إعداد ورقة بحثه في هذا المؤتمر.

لك ولأسماء والأولاد تحياتي ومودتي
نجاة

Post: #298
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 06-21-2004, 05:28 PM
Parent: #297

تحياتي الخاصة، حرفياً، لأستاذنا عبد الله، يا نجاة، وهو يقوم بما هو أهل له، في أرض بدأت تدق بقوة في عوالم "العولمة،" بعد أن غابت، ثم غيبت، عنها لسنوات طوال!!

ولك عميق شكري لتوصيل تحياتي لأستاذناالجليل. ثم لك أجر المناولة من العزيز، الكريم، الوهاب!!!

Post: #299
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 06-21-2004, 11:33 PM
Parent: #298

شكرا نجاة على التوضيح، ونتمنى أن يعود بولا بالسلامة ليواصل رد التحايا لمن رحبوا به.

Post: #300
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 06-30-2004, 08:24 PM
Parent: #1


يا جماعة الخير أرجوكم المعذرة على تغيبي الطويل. فقد انهالت على المصايب. أولا حكاية الفيروس التي أخبرتكم عنها واعتذرتُ لكم بصددها. وثانياً ضغط العمل. وثالثاً الفيروس برضو الذي دمر ورقة بحث عملت في إعدادها حوالي شهرين لأشارك بها في مؤتمر حول "العولمة والثقافة" بليبيا بمدينة سبها. فاضطررت لكتابتها من جديد على ضوء شبح مسودة. مما ألقى بي إلى شقاء لا مثيل له. ثم سافرتُ إلى ليبيا بالفعل وقضيتُ فيها عشرة أيامٍ بتلك المدينة المرتجلة، التي أحبها مع ذلك حباً هو محط استغراب كل من "رآها" و"عاش" فيها من غير أهلها. نعم هي رمزٌ لمحبتي لنفرٍ من أعز أصدقاء العمر، إلا أن هناك أُلفةٌ واشتباكٌ بيني وبين المدينة نفسها، المدينة المكان، لا يفلح في تفسيره مفهوم الرمز. قضيتُ فيها عشرة أيامٍ خرجت فيها عن الواقع تماماً، أخذتني مشاهد المدينة وذكرياتها عن حال نفسي "المألوفة"، إلى نوعٍ من "الواقع/الحلم" الروائي. وعدتُ منها كأنني خارج من بين ضفتي روايةٍ، بل من "وقائع" أسطورة. فأرجو المعذرة. مع كامل مودتي.
بـــولا

Post: #301
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 06-30-2004, 08:25 PM
Parent: #1

معتصم دفع الله
جزيل شكري يا عزيزي معتصم على ترحيبك، وسأحاول أن أكون في مستوى حسن ظنك وتوقعاتك بخصوص المساهمات. وأنا بدوري في انتظار مساهمتك.
كل مودتي.
بــــولا

Post: #302
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 06-30-2004, 08:27 PM
Parent: #1


Ahmed Elmardi
ها أنذا أعود إليك كما وعدت. لكنني للأسف أعود في ظروف أصعب من سابقتها التي اعتذرت بها عن الخوض تلك الذكريات والتجارب البورسودانية الشيقة. نعم أذكر تلك الزيارة وبورتريه فيصل. وجمعية الفنون ببورتسودان الثانوية مشرفها جناح. وجناح بالمناسبة من أوائل العصاة في كلية الفنون وفي الحقل التشكيلي في السودان على إطلاقه. فشكراً لك على تذكيري به. وليت التشكلييين، أو غيرهم من البورداب يساعدوننا في البحث عن رفيقٍ آخر لجناح، كان من شيوخ العصاة الرواد هو الأستاذ النجاشي رفيق سالم موسى الحميم وحافظ جميع نصوصه. وقد كان سالم يراسله كثير وأعتقد إنه يملك كنوزاً من رسائل سالم. ياخي ماتعمل ليك إعلان بحث عن النجاشي. والنجاشي من ناس شندي أو ضواحيها. وقد عمل لفترةٍ طويلة بمعهد المعلمين في شندي ثم بالمدرسة الثانوية للبنين ولا للبنات لا أذكر جيداً.
أما أحمد المرضي ذاتو فصورته البورتسودانية ما تزال قائمةً بذهني ووجداني وأعتقد أنك عبرت عنها تعبيراً مشوقاً وطريفاً بقولك "حينذاك زارتنى المجموعة بولا وهاشم وربما باردوس واسامة عبدالرحيم بمعرضى بكازينو الزيبق ببوتسودان وكان ‏للزيارة وقعها الكبير عندي، وما زلت شابا صغيرا انظر الى هؤلاء النفر باعجاب شديد، لم ينقطع، واحسب كل كلمة ‏وحركة تصدر منهم..". أما المشوق منها فهو مشاهد أيام بوهيمية غرارة الشباب الصافية الطليقة من قيود وحسابات العمر المتأخرة. ففي الشباب (بصفةٍ عامةٍ) كرم وسخاء وطلاقة تقلُّ مع تقدم العمر (بصفةٍ عامةٍ أيضاً فمن الناس مَن يحتفظ بالطلاقة والسخاء بصورةٍ دائمة). وأما الطريف فقولك " وكان ‏للزيارة وقعها الكبير عندي، وما زلت شابا صغيرا انظر الى هؤلاء النفر باعجاب شديد". فالطريف أن نكون على بؤسنا وتشردنا وعصياننا في ذلك الزمان موضوعاً للإعجاب! فلم يكن ذلك مما يخط على بالنا مجرد الخاطر. كنا سعداء بتلك الطلاقة. لا أكثر.
أذكرها ذِكر العيان تلك الأيام البورتسودانية. كنتُ قد سمعتُ شيئاً عنك من هاشم. وقد كان يكن إعجاباً وتقديراً كثيرين لموهبتك. ومن فيصل أيضاً. وقد كنتَ بالفعل صغيراً، أظنك كنت في الرابعة عشر أو الخامسة عشر على أكثر تقدير. لكن ما لفت نظري في تلك المشاهدة الأولى عزمك الحديد وثقتك السابلة وحزمك أمرك على المُضي إلى آخر الشوط في موضوع التشكيل. ولم يكن هذا الحزم متوفراً دائماً، حتى لدى الموهوبين في المدارس الثانوية. فقد كان الخيار الأول لديهم، ولعل الأمر على هذه الحال حتى الآن، هو التخصصات "المفيدة". ولا أزال أذكر ما كانت تشي به حركتك وتعابير وجهك من هذا العزم الأكيد وأنت تشرف على إعداد معرضك وتستقبل زائريه بكازينو الزيبق. ولم تخيب حدسي فيما بعد. ولم أكن أتصور سوى ذلك.
لك وافر محبتي، وأرجو أن تنقل عظيم تقديري ومودتي لإيمان.

بــــولا

Post: #310
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ahmed Elmardi
Date: 07-02-2004, 09:09 PM
Parent: #302

شكرا لك عزيزى بولا

لقد ذكرتنى بايام خوال فى تلك المدينة الجميلة بورتسودان
الغريبة لم اجد لمن ارخوا لمصطفى سيد احمد ذكرا لجناح، فهو ناشط مجد فى تشكيل ورعاية جمعيات الفنون والموسيقى ببوتسودان الثانوية، غناء ورسما وموسيقى.
لاطلالة منزلنا على بورتسودان الثانوية، اذكر مشهد مصطفى نحيلا فارعا بزيه الابيض يغنى "السمحة قالو مرحلة" ويعج المكان اغبرا برقصات طلاب الداخلية بعصيهم و"سراويلهم الفضفاضة الفكهة"
مشهد يورث الغبطة من فرط تحررهم وطلاقتهم وفرحهم. وكان يغنى شاب اخر اسمه باسل او باسم، لا اعرف اين هو الان.

وانا طالب بالكلية حضر الاستاذ جناح الى مبانى الكلية بلحيته الطويلة "الفضية" وعينيه المتقدتين، وامسك بيدى وطاف بى على الاساتذة شبرين وعربى والمرحوم رباح وكل الجماعة ديل، وبمجرد دخوله عليهم كان يوجه لهم مزاحا خشنا باعتباره "زميل لهم". بعضهم لم تكن روحه " رياضية" فى تحمل ممازحات جناح ومناكفاته خاصة بحضورى وانا رئيس لاتحاد الطلاب حينذاك.

لقد سمعت على ما اظن اسم النجاشى، سوف نبحث عنه عن طريق القاليرى.

صديقنا هاشم، تزاملنا وتزامنا لفترة وجيزة بجامعة بنسلفانيا قبل ان يتمرد عليها ويشد الرحال الى جامعة اخرى بكاليفورنيا،
وكان لى معه جولات كموديل لكورس التصوير الفوتوغرافى الذى حضرته.

اما حديثك " فالطريف أن نكون على بؤسنا وتشردنا وعصياننا في ذلك الزمان موضوعاً للإعجاب!"
نعم ياعزيزى، كان موضوعا للاعجاب.
وشكل بالنسبة لى كونا ومرجعية تعضد من تمردى وتململى الخاص وقتئذ، ولا تنسى اننى من " جيل ". يقول عنه الاسلاميين " جيل علمانى مستغرب".
وما زلنا مستغربين من عمايلهم الشينة يا بولا. ونناطحهم كلما اوتينا لذلك سبيلا
وعندما نتحدث عن بورتسودان اذكر عبد الواحد وراق، كيف لا وعبدالواحد شخص نادر كريم الخصال، متقد الذكاء، تصادقنا لسنوات وما زلنا.
.
لا اود ان ادفع اليك بقضايا واسئلة شائكة فى هذا الظروف والمقام. وانا اعلم الظروف التى تنتج فيها هذه النصوص، الى ان تفرغ مما بين يديك.
لك منى التقدير والمودة
تحياتى لنجاة والشابات الفنانات

Post: #304
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-01-2004, 11:36 PM
Parent: #1


Mamoun Zain
عزيزي مأمون،
أحر التحايا وخالص المودة،
أشكرك على هذا الترحيب الكبير الذي طالما أعلنت خوفي الشديد منه في جميع ردودي على ترحيب المرحبين الذين أرى أن ترحيبهم وتوقعاتهم أعلى كثيراً من قامتي. يا سيْدِي أنا أيضاً يشرفني جداً التعرف عليك والوجود معك في هذا المكان العامر. وأتمنى أن تكون هذه بدايةُ صداقةٍ مثمرة.
بخصوص نشر كتاباتي في البورد، وخلافه من أدوات النشر ومجالاته، فهذه مشكلةٌ مقيمة لم أجد لها علاجاً مناسباً حتى يوم الناس هذا. أول عناصرها إنني شديد الحساسية إزاء الأخطاء المطبعية، وهي رائجةٌ جداً بين مؤسسات النشر عندنا. وثانيها عامل الوقت اللعين الذي لا يمكنني من نشرها بمراجعةٍ مدققة مركزة. فعلى الرغم من المراجعات العديدة التي أخذتُ بها مداخلاتي وتعقيباتي، في هذا البوست، على سبيل المثال، أعثر على أخطاءَ فادحة في كل مرة أعيد فيها قراءة النص بعد ظهوره على الشاشة. وثالثها سوء ظني الكبير بما أكتب، حتى أنني أعتزم التوقف عن الكتابة في كل مرةٍ أعيد فيها قراءة نصٍ لي مضت عليه مدةٌ لا تتجاوز الأسبوعين أحياناً. وأخاف من الكلمة، أو العبارة الأولى، في كل نصٍ أكتبه خوفاً مزلزلاً، من أن أشغل وقت الناس بالترهات والجهالات. صدقني. وثمة عناصر أخرى تتصل بنشر نصوصي سأكشف عنها للقراء والكتاب النابهين من أمثالك لاحقاً. على أية حالٍ تُسعدني معرفتك وتشرفني. وأنتظر مساهماتك من جانبي أيضاً.
مع كل محبتي
بـــولا

Post: #305
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-01-2004, 11:41 PM
Parent: #1


Sidgi Kaballo
عزيزي صدقي،
تحياتي ومحبتي، لك ولبت الخليفة وبنيتنا النيِّرة ندى، "بالآلاف لا يوم الوِقاف"،
" أخونا بولا
مرحبا بك ولعلنا نتشرف بعد قليل بإستضافة حسن موسى حتى ننعم في هذا البورد بفن ونقد وثقافة ظللتما منذ السبعينات تنشران ألويتها وتفتحان للجميع ما أغلق من أبوابها وسيكون البورد نافذتكم لكي تطلوا على أجيال جديدة عطشى للمعرفة والبحث والإكتشاف."
يا شيخ صدقي مالك علي ياخي أنا شن قدرني على "شي قبيل زي دا"، وهذه من حاجة آمنه بت حاج احمد والدة حسن موسى. يمكن الحسن ود آمنة، شقي الحال، عاصي القيد، يقدر، بل لا شك أنه يقدر. أما أنا فأرجو أن تعفيني. فكل ما أتمناه هو القدرة على القيام بواجب المساهمة. المروة كملت يا شيخ صدقي ونيّر عبودية العمل "المأجور مجازاً" في أرزل العمر يستكمل إحكامه حول عنقي. ولا أمل في الانعتاق منه في الأفق القريب.
خلينا من دا أريتو مو حال التريدو. ودعني أحتفل هنا بذكرى الإقامة السعيدة التي قضيناها بصحبتكم ببيرمنغهام، في مثل هذه الأيام من العام الماضي، بمناسبة زواج محمد محمود، وهي مناسبةٌ لا أجد كلمةً تناسبها. كما لا أجد كلمةً تناسب احتفاءكما بنا، بنت الخليفة وأنت، وندى. كل شكري لك ولهما، وإلى لقائنا القريب في الحادي والعشرين من أغسطس المقبل.

بـــولا

Post: #306
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-01-2004, 11:43 PM
Parent: #1


Hala Guta
العزيزة هالة قوته،
جزيل شكري على ترحيبك، وأتمنى أن نلتقي في المداخلات.
بولا

Post: #307
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 07-02-2004, 06:15 AM
Parent: #1

QUOTE]My Quote[/QUOTE
عزيزي بولا

مرحبا بعودتك استاذا وصديقا

كنت اود ان ادخل معك في نقاش حول مقالك عن الاستاذ محمود

لكن شايف الجو ملغم

بس عندي ملاحظة واحدة معليش,

انك قيمت مساهمة الاستاذ محمود استنادا الى كتابين فقط من كتبه ,

وهما الرسالة الثانية في الاسلام,

ورسالة الصلاة

واشرت في الفقرة الثالثة اشارة عابرة الى كتاب اخر

هل تعتقد ان هذين الكتابين يمكن ان يكونا كافيين لمثل العنوان الاتي:

"محاولة للتعريف بمساهمة الأستاذ محمود محمد طه
في حركة التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر؟؟؟"

ارجو ان اسمع منك

المشاء

Post: #308
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bakry Eljack
Date: 07-02-2004, 11:23 AM
Parent: #307

Dear Dr. Elnor,
Thanks alot for bringing such a great man to our world,

In the begining I decided to be the last one to welcome Ustaz Bolla, even though I read this post and I am still following each word written here and to be honest I should say I learnt alot in this place, my policy is not to give Ustaz Bolla chance to summarize his responses to the welcomings and disappear due to the difficulties that he mentioned early in this post, so I said let me keep my welcoming to the last moment when Ustaz Bolla start to stop, but I have waited two months and yet Ustaz Bolla is strugling with the time, any how I am not gonna say we will benefit from having Ustaz Bolla with us because that was already happened, we hope this to continue and we hope to see Ustaz Hassen Musa here too.

Welcome Bolla

Bakry Eljack

Post: #309
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: KANDAKE
Date: 07-02-2004, 02:11 PM
Parent: #308

Dear God:
Tnank you so much for making me trip over this post, which apparently has been here for a while, this is page 7 of it!!!! I am thankful becasue I have so many bruises walking through the hostilities of this board and now i find this oasis. I am not a frequent writer on this board but i have a few days off and i am frequenting it now looking for something good. Any way a belated welcome ya ustadh Bola and i will be crashing this post to read a peaceful exchange. .
ya Dr. ElNour add some more of your artist friends perhaps Hassan Musa and his Gahanem.

Post: #311
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-04-2004, 04:11 PM
Parent: #1

السمندل
عزيزي السمندل، شكراً على ترحيبك، وسأكرر لمرةٍ أخرى مقولتي "الأثيرة" في الخوف من التوقعات العالية. أولاً يا سيْدي أنا لم أعد فناناً أصلاً، خليك من "شامل" كمان. فالعبودية اللعينة لا تترك لي مجالاً لممارسة مثل هذه الغوايات الشيقة، التشكيل والموسيقى. وهذه مناسبةٌ جيدة لأوضح أيضاً فيها أني لا أعتبر نفسي تشكيلياً إلا بمعنىً جزئي وخصوصي وخاص جداً. وأكثر خصوصيةً من ذلك ممارستي للموسيقى؛ ولأن أوضح أيضاً أنني لستُ ناقداً سواءً كانت تلك الصفة محمولةً على مجال النقد التشكيلي أو الموسيقي أو المسرحي، أو الأدبي، أوالمعماري، وهي مجالات التعبير الفني الأساسية التي حازت على اهتمامي في شبابي الباكر، وما تزال تستحوذ على جانبٍ منه إلى يوم الناس هذا. ولأوضح أيضاً أن "طبيعة" ميلي الأساسي الذي هو الفلسفة وعلم الاجتماع الثقافي والحكي الروائي كتابةً وشفاهة، قد غلبت على بقية ميولي المتعددة. وبعبارةٍ أدق، كان مركز اهتمامي الرئيسي بكل هذه استطيقياً، وفلسفياً، واجتماعياً ثقافياً في آن واحدٍ، وبقدر ما تتداخل الاستطيقا والفلسفة وعلم الاجتماع. وكان أول من فطن لهذا، أستاذي الجليل إبراهيم الصلحي بصورةٍ شاملة، في منتصف الستينيات، وكنت يومها طالباً في السنة الثالثة بكلية الفنون الجميلة. وانتبه لها بعده بصورةٍ أكثر نفاذاً ومنهجية، الصديق الأستاذ محمد عبد الرحمن حسن "بوب"، حيث نبَّه في أحد أعداد مجلة الخرطوم في الثمانينيات، إلى أن كتابتنا، حسن موسى وشخصي، تقع في دائرة الإستطيقا، (التي تمت ترجمتها إلى العربية ب"علم الجمال"، وهي عندي ترجمةٌ غير دقيقة. إلا أنني لا أستطيع الخوض في ذلك في هذه العجالة). وربما قلت مع ذلك أن ملاحظة صلحي كانت أكثر شمولاً. فقد انتبه إلى غلبة بذور التفكير الفلسفي على جملة مشاغلي في تلك السن المبكرة (23 سنة). واعتبره النواة المحركة لحركة فعلي، وسلوكي، ومحاولاتي الإبداعية المبكرة. وهذا اختصارٌ شديد أتمنى ألا يكون مخلاً، ولا أجد له دفعاً بفعل وقتي اللعين. أريد أن أقول باختصارٍ أكثر، أرجو أن يكون موفقاً، إنني قد حملتُ منذ صباي الباكر وعياً تعصف به الأسئلة وتستشكل عليه قضايا الوجود الكبرى وتزلزله عن كل يقينٍ صمدٍ مغلق، في المستوى الفلسفي، ويضنيه شقاء الإنسان واغترابه في مملكة الإنسان على المستويين الاجتماعي والسياسي. وفي داخل دائرة هذه الزلزلة، حاولت ومازلت أحاول، أن أساهم، في تأسيس وعيٍ يساعد على تخفيف هذا الشقاء والبؤس والاغتراب على الأقل. ولا أعني بالبؤس والاغتراب، وجوههما المادية وحدها. أقول هذا لعله يسهم في وضع قاعدةٍ مناسبة، حتى لا أقول "سليمة" (فمن أين لي بمطلب السلامة العصيّ)، للحوار مع المساهمين في هذا المنبر، وفي منابر أخرى، ظلوا يحاورونني ويلوموني ويشكروني على افتراض أنني تشكيلي. أريد أن أقول بوضوحٍ أكبر إنني حين أتحدث وأكتب فإنني لا أفعل ذلك بوصفي تشكيلياً، أو ناقداً، أو فناناً، بل بوصفي كاتباً ومشتغلاً بالفلسفة وعلم اجتماع الثقافة، والأنثروبولوجيا الثقافية. هذه قاعدةٌ منهجيةٌ أساسية. أتمنى أن ينطلق منها حواري مع المتداخلين من هنا فصاعداً.
ليس بمستطاعي هنا بالطبع التعقيب على كل ما جاء في مداخلتك الهامة. وسأختار منها ما يبدو لي أكثر اتصالاً بقضايا صياغة، وتركيب، وتحديد المفاهيم التي أتصور أنها تشغل محاوريَّ الذين ساهموا بمداخلاتٍ سابقة في هذا البوست تتصل بمساهماتي الكتابية (ولا أقول الفكرية، فمن حق أيٍ من المحاورين والقراء أن لا يقروا لها بهذه الصفة)، اتفاقاً أو خلافاً.
أنت تقول فيما تقوله عن معرفتك بي وبنصوصي: "عبد الله بولا، الذي لم أعرفه إلا من خلال ما كتبه وقدّم به مجموعة صلاح الزين القصصية (عنهما والأكليل والانتظار) ثم في بعض الكتابات المتفرقة في الصحافة العربية كتبها هو أو كُتبت عنه (القدس العربي + الحياة) وكذلك خلال السجال النقدي/الفكري الماراثوني بينه وحيدر ابراهيم في جريدة الخرطوم .. وتيقنتُ ـ مذّاك ـ أن سيرته ستكون منقوصة في ذهني، ما لم أقرأ له كتباً تخصه، لا أدري متى سيتيسر لي اقتناؤها". وهذه نقطةٌ منهجيةٌ أصيلة، لا فيما يخصني فقط، وإنما فيما يتعلق بأصول الحوار المحكم المدقق مع أي كاتبٍ نسعى إلى التعرف به وتقييم مساهمته والحكم عليها. ونحن نقع في هذا البورد وفي أغلب صحفنا ومجلاتنا، ومنتدياتنا أحياناً، على "كُتَّابٍ" و"نُقادٍ" يخوضون في أمر هذا الكاتب أو ذاك، ويصدرون عليه أحكاماً ومحاكماتٍ صمدةٍ، سلباً أو إيجاباً من دون أن يتوفروا حتى على الحد الأدنى "الضروري" من المعرفة بنصوصه، وسيرته في العالمين، قبل المحاكمات وإصدار الأحكام .
والنقطة المنهجية الثانية التي لفتت نظري في مداخلتك تسميتك ما دار بيني وبين الصديق حيدر ابراهيم ب "السجال". وهي تسميةٌ أدق من تسمية "الحوار" التي ذهبت إليها جملة القراء والمتداخلين الذي أشاروا إلى هذه الواقعة. وعلى الرغم من أنني لم أعد أرغب في المزيد من الخوض في هذا الموضوع إلا أنك أثرته في اتصالٍ بمواضيع مداخلاتك الأساسية بصورةٍ لا تترك لي مجالاً لتفاديه. فأنت تردف في الفقرة التي تليها، والمتعلقة بالصعوبة التي ذكرتَ أنك تلاقيها ويلاقيها قراءٌ كثيرون ممن يرغبون في قراءة نصوصي "فلا يجدونها": "أقول هذا لأنني ـ مثلكم تماماً ـ مصاب بالأسى لأن مفكرين وفنانين وكتّاب سودانيين كثيرين ، مشتتين في أطلس العالم ، تنتظرهم أغلفة كثيرة موّقعة بأسمائهم ، وعبد الله بولا أبرزهم وأكثرهم سكوتاً .. ولا أريد أن أكرر ما شبّه به حيدر ابراهيم حال المثقفين السودانيين الذين اختصرهم في شخص بولا ، بأنهم مدمنون لثقافة المشافهة ، ويجتنبون الكتابة والتوثيق لأن ( قعدة الكتابة .. حارة ) .. هل ـ حقاً ـ الأمر بهذا الشكل التبسيطي يا دكتور بولا ،، ويا كل المثقفين والمبدعين ؟؟" وعلى الرغم من اعتقادي بأن تساؤلك هو في الواقع نصف إجابة، فإنني سأجيبك: بلى، فهذا تبسيطٌ، وتبسيطٌ مخلٌ جداً. وهو فضلاً عن ذلك مسيءٌ للكتابة وللتراث الشفاهي معاً. ف"قعدة الكتابة" ليست حارة بالنسبة للكاتب الحقيقي "الموهوب". "الموهبة" ملكةٌ حياتيةٌ أساسها الشغف الذي لا تكون "قعدة الإبداع" فيه حارة إلا لمن لا يعرف معنى "الموهبة" ونواتها الأساسية: الشغف. فالكتابة في هذا المقام الجليل متعةٌ وليست عبءً. والعبء الحار والشقاء الممض هو ما يحرم الكاتب من متعتها. وليس من الممكن لأحدٍ أن يصفها ب"الحارة" إن كان في نفسه أيِّ قدرٍ من المعرفة بمتعتها وشغفها الأخاذَيْن. وكذلك الإبداع مما جميعو. وأعتقد أن لوم المبدعين الحقيقيين على "قلة" إنتاجهم وعدم توفرهم على نشره وتوثيقه، إنما هو مما يقع في إطار مثلنا الشعبي "أحنَّ من الوالد فاجر". وفي ما يتصل بتجربتي الشخصية فإن لحظات المتعة الحقيقية التي تخرجني بالفعل من وطأة مرارة الواقع وتحلق بي حيث لا "أمنيات تخيب ولا كائنات تمر"، هي لحظة الكتابة (ممارسةً أو قراءة)، ولحظة التشكيل (ممارسة أو فرجة)، والعزف (أداءً أو سماعاً) إلخ.
والمبدعون السودانيون الحقيقيون، هم كسائر المبدعين الحقيقيين، يدفعهم شغف الإبداع الذي لا سبيل لمقاومته، وليسوا بحاجة لنصيحةٍ ولمواعظ من أي أحدٍ، تحثهم على الحرص على نشر إنتاجهم وتوثيقه. وشغفهم الإبداعي هو الذي يفسر كونهم قد استطاعوا أن يقدموا مساهماتٍ جليلةٍ في ظروف حياتيةٍ، سياسيةٍ واجتماعيةٍ ومعيشية، لا يحيط بها الوصف.
ولتسمح لي بأن أقدم لك وللمتابعين عينةً من الشقاء الذي كنا نتحمله في سبيل نشر إنتاجنا الكتابي، وتوثيقه، نساهر الليل نكتب بعد وقت العمل المضني، وفي ظل مشكلات العلاقات الاجتماعية "السودانية" الكثيرة، ونودي كتاباتنا لمطابع الأيام، وغيرها، بالبص (المكعكع) أو بالكرعين في حرايةً تقلي الحبة. ونقعد ننتظر إلى نصاصي الليل خروج بروفاتها من المطبعة، لنصححها، ونراجعها، ونصممها أحياناً. وكل هذا تطوعاً، لا ننتظر عليه شكراً ولا جميلة. وبعد كل هذا يطلع علينا ناس يشتموننا وينسبوا إلى "الكسل وشهوة المشافهة" "عجزنا" وقلَّة حيلتنا وحولنا، عن نشرٍ بهيٍّ طالما تمنيناه ورغبنا فيه وبذلنا في سبيل تأسيسه زهرة أعمارنا، ضمن ما بذلناه من نضالٍ ضارٍ في سبيل تأسيس مفاهيمٍ لنهضةٍ فكريةٍ وثقافيةٍ وسياسيةٍ إلخ، تقوم على المؤسسية الدستورية. وهذا ليس تبسيطاً بل انتهاكٌ، وإجحافٌ، وظلمٌ، وإساءةٌ، واستبداد. كما أوضحت في "سجالي" الماراثوني الذي أشرتَ إليه في مداخلتك.
أما بخصوص الجزء الثاني من مداخلتك الذي استشهدتَ فيه بتجربةٍ عمليةٍ لك مع نفرٍ من "المثقفين" المقيمين بجدة، على احتمال صحة "تفسيرات" الصديق دكتور حيدر ابراهيم لما اعتبره "انصرافاً وعزوفاً" من جانب "المثقفين" السودانيين عن الكتابة والنشر والتوثيق، والذي تقولُ فيه: "وهنا، أضرب مثلاً وأقول بأنني ( فكّرت) مرةً في انجاز ملف عن المثقفين والمبدعين السودانيين في الخارج، لجريدة الزمان اللندينة آنذاك ، وجريدة الخرطوم ، يدور محوره حول سؤال كبير يتقسّم إلى فروع ، ويقول : المبدع السوداني .. أين أنت وماذا تفعل ؟؟ واخترت عددا هائلاً من المبدعين السودانيين في السعودية ، وخاصة في جدة التي صارت مثل أم درمان في أذهان قاطنيها السودانيين ، كما يصفها بحق صديقنا بابكر حسن مكي .. وزعتُ المحور على كثيرين ، وعلى رأسهم الدكتور بشرى الفاضل لكن بلا رد ،، فطارت في ذهني مقولة دكتور حيدر ( قعدة الكتابة .. حارة ) وحاولت إيجاد صيغة للتبرير، فما عرفت ..!! فإذا كان الأمر يتعلق بالإجابة عن بعض الأسئلة،، ما بالك بكتابة ديوان شعر ، أو مجموعة قصصية ، أو دراسة جمالية، أو بحث تاريخي؟؟" من الممكن بالطبع للإنسان المستغني عن التحري في الأسباب العميقة لهذا "العجز"، والذي يضمر أحكاماً مسبقة صمدة، أن يقفز في يُسرٍ إلى مثل الاستنتاج السهل، المجحف. وهو على كل حال استنتاجٌ لا نسب له مع علم اجتماع الثقافة، ولا مع العلم على إطلاقه. وهو أبعد ما يكون عن علم المفاهيم، وعلم النظر الإشكالي، أي الفلسفة. وبهذا فهو نوع من "التفكير" كيفما اتفق، وضربٌ من الاستنتاج والخطاب المجانيين في خصوص فهم الظاهرة التي نحن بصددها، بل وفي خصوص فهم أي ظاهرةٍ إنسانيةٍ واجتماعيةٍ كانت. ونقطة الضعف والخلل المنهجي الرئيسية لهذا الخطاب الذي سبق لي أن وصفته بأنه خطابٌ وعظيٌ مضجر، وهو للأسف خطابٌ واسع الانتشار، هي أنه لا ينظر لجذور المشكل القائم في بنيات الواقع الاقتصادي الاجتماعي والسياسي والحقوقي القائم، ويحاول التأسيس للمشكل في هذه البنيات التي تنتج البؤس الشامل، وإنما يكتفي بالوعظ واللوم والتبكيت. وهذا منهجٌ في تفسير وفهم الظاهرة يسيء إلى المبدعين، إساءةً "مجانية"، ويشوش منافذ الوعي بها. ولا أعتقد أنك تتصور أن أقدم هنا تحليلاً مفصلاً لما أسميته ب"جذور المشكل القائمة في بنيات الواقع الاقتصادي الاجتماعي والحقوقي إلخ". وهو ما أنوي القيام به في مداخلات آتية بعد الفراغ من "ردود" الترحيب. إلا أنني سأكتفي هنا بشهادة الطيب صالح الكاتب المبدع العارف بشغف الكتابة ب"قعدة الكتابة الجد جد". فقد رد الطيب مشكلات الكتابة الحقيقية والنشر المتقن عندنا إلى بؤس الحال العام: الفقر وضعف التنمية المريعين، والأمية، وزهد الدولة و"مؤسساتها" في الإبداع الفني والمعرفي وزرايتها بالمبدعين. وأضيف أنا من جانبي، زهد دولة الرأسمالية التابعة، في المعرفة والإبداع النقديين، وخلو وفاضها من مشروعٍ نهضوي تُشكل المعرفة النقدية والإبداع النقدي، بكل صنوفه ومعانيه السامقة المركبة، عنصراً مكوناً أساسياً من عناصر بنيته. ولذا فإن الكاتب والمفكر والفنان النقديين ملقىً بهم في قارعة الطريق، وعليهم أن يتدبروا أمر بقائهم وبقاء واستمرار مشاريعهم الإبداعية، ومشاكلهم الحياتية بأنفسهم "أباطُنْ والنَجِمْ" كما نقول في بربر كنايةً عن معنى الغياب الكلي لأي سندٍ أو ملجأ. في مثل هذه الظروف استطاع المبدعون السودانيون النقديون الحقيقيون أن يقدموا إنتاجاً رفيعاً مشهوداً به. والقدرة على الإنتاج، والإنتاج الرفيع، في مثل هذه الظروف الصعبة القاسية ضربٌ من الإعجاز و"البطولة". وفي كلمةٍ لبريشت "بئس الأمة التي تحتاج إلى الأبطال". وفي كلمةٍ لي "ما أشقى المبدع الذي يحيل العوز والمعاناة دونه ودون شغف الإبداع وقعدته البهيَّة". وقد كان الصديق العزيز المبدع المثقف طيب الذِكْر والذكرى صلاح أحمد ابراهيم يقول لي، وكنا كلانا نعيش حالاً قصوى من الشقاء المادي والنفسي في النصف الأخير من السبعينيات في باريس: "يا بولا النضال سخيف والمعاناة معوقة للمبدع، لكن نعمل شنو ما عندنا خيار آخر، أما نناضل ونبدع في الشقاوة دي أو أن نستسلم ونبطل". فأي حالٍ أشقى من هذه الحال التي يكون فيها الإبداع خياراً بين الشقاء والاستسلام؟
يا عزيزي السمندل المبدعون والمثقفون الحقيقيون الذين لم يردوا على استطلاعك، كانوا وما زالوا في غالب الظن، يرزحون تحت نير عبودية العمل، "المأجور مجازاً"، في بلدان الخليج وغيرها من مهاجر العالم، من أجل توفير الحد الأدنى الضروري لبقائهم وبقاء أسرهم على قيد الحياة. واسمح لي أن أمجدَّهم، وأن أدعوك إلى أن تمجدَّهم معي، على كونهم ما يزالون قادرين على حمل مشعل الإبداع الفكري والفني والأخلاقي، على الرغم من كل ذلك. وسوف يكون لومهم على أنهم لم يلبوا هذا الرجاء المأمول أو ذاك، وهذا التوقع أو ذاك، والمسارعة إلى إصدار الأحكام المسبقة الجائرة الجاهزة في حقهم، نوعاً من الإجحاف الذي يجاور اللؤم. وحاشاك وألف حاشاك من ذلك. وسيكون لي عودٌ طويلٌ إلى هذا الموضوع، أتمنى أن يكون عوداً حميداً. وشكراً لك على هذه المداخلة النيّرة. ومرحباً بعلامات استفهامك المضيئة متى شئت طرحها. وليتني أكون في مستوى حسن ظنك وتوقعاتك.
مع كل مودتي
بــولا

Post: #312
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-04-2004, 04:19 PM
Parent: #1

Ibrahim Algrefwi
عزيزي إبراهيم الجريفاوي،
تحياتي ومودتي وجزيل شكري على ترحيبك،
يا سيْدي عفوك إن رددتُ إليك هذا الصفات التي أسبقتها عليَّ مشكوراً، مما أعلم علم اليقين أنني لستُ أهلاً كامل الأهلية له. وين أنا من أن أكون "مصباحاً للدجى أو دجىً للمصابيح" كما جاء في ترحيبك؟! ولقد أخذتُ من عبارتك "بل أنت دجى المصابيح" على محمل الخير في معنى دجى الوجود الأول "البهيم" المحيط الأبْدَى والأعمق من الضوء. الوجود الذي لم يتشكل بعد إن جاز التعبير، أو قل إن جاز الخيال الفلسفي أصلاً. وهو عندي قريبٌ من معنى تساؤل الطيب صالح المزلزل في "عرس الزين": "أين يبدأ الضوء وأين ينتهي الظلام؟" وأنا أقصر كثيراً عن هذه المعاني الكبيرة. وأخشى أن أكون قد حمَّلتُ عبارتك أكثر مما تحتمل. أنا يا عزيزي إنسان في غاية الضنى والشقاء كما أسلفت إزاء بؤس وصغر الإنسان في العالم القائم المتجسد تاريخاً وحاضراً، وشديد الاعتداد، والامتنان أيضاً برفقةٍ من النساء والرجال الذين أسميهم "البواسل"، من كلِّ شاكلةٍ ومن كل مشربٍ ممن كرسوا حياتهم لدرء هذا البؤس والصغر، وأحاول أن أساهم معهم وبفضل ما غرسوه في نفسي من قيمٍ ومن مآثر أتوكأ عليها في هذه اللحظة وسواها، من لحظات تاريخ مسيرة أنسنة الإنسان الوعرة المسالك، بقدر ما أستطيع. وأتمنى أن لا تعطوني أكثر مما أستحق.
ولك كامل مودتي وتقديري وشكري. وإلى مداخلةٍ أخرى.
بولا

Post: #313
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-04-2004, 04:21 PM
Parent: #1

رقية وراق
عزيزتي رقية،
شكرا على ترحيبك الذي أتمنى أن استحقه، ويسعدني جداً أن يكون في مداخلاتي هنا ما يعود بشيءٍ من النفع على "على المنشغلات والمنشغلين بشأن الابداع والفكر من بنات وأبناء جيلك". واعذروني على التدخل في صياغة عبارتك الأصلية فقد وجدت أنها ستدخلني في مشكلات صرفٍ قد تغضب الجندريات، وأنا شديدُ الحرص على مودتهن، ومساندٌ شديد البأس لقضيتنا المشتركة: المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة التي أعتبرها من بديهيات الأمور.
أما أن تعتبري مجيئي إلى المنبر و"هذه الحوارات عن قرب هدية هبطت من السماء"، فهذا من لطفك الشامل. وأخاف أن تلقيني أقصر منه. أما الغول يا ستي فماه متخيل. بل هو حقيقةٌ داهمةٌ قائمةٌ في صحن الدار. إنت قايله الغول الحجونا بيه حاجة غير كده؟ وأتمنى أن أكون قد "أمسكت به من قرونه" بالفعل و"أعملتُ في تشريحه مبضعاً دقيقاً" كما جاء في عبارتك. أنا سعيد جداً بمعرفتك أيضاً. وأرجو أن تسمحي لي بهذه المناسبة أن أسألك من أي الوراقين أنت؟ وأعرف أن الشايقية يقولون "الوراريق". هل من ناس علي الوراق، ولا عبد الواحد الوراق، ولا الحاج وراق؟
شكراً أستاذة رقية وإلى لقاءٍ في المداخلات المقبلة. مع عامر مودتي.
بـولا

Post: #314
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-04-2004, 05:49 PM
Parent: #1

الأستاذ بولا
تحية طيبة

هذا البوست صار مثل قطار الشحن الألماني، لطوله.. وهو أكثر بوست أخاف من الدخول إليه، لأنه يأكل الوقت كما تأكل النار الحسك. وأحسب نفسي من المحظوظين بالاستمتاع به.. الله يديك العافية والنعمة الوافية، وهي دعوة أمنا آمنة لطفي لنا كلما دخلت علينا بالصوت في صالون الجمهوريين الصوتي في البالتوك، وهذه نعمة أخرى نحمد عليها اللا نام ولا أكل الطعام..
اكتشفت بالصدفة اليوم أنك قد رددت على ترحيبي بك بمداخلة طويلة، قبل أكثر من شهرين، أشكرك عليها أجزل الشكر.. لقد كانت لي مداخلتين أيضا في بوست النور الذي أورد فيه ورقتك حول الفكر الجمهوري أرجو أن تجد الوقت لهما من بين فكاك الأسدات، لهن التحايا آلاف ـ يا قولك ـ لا يوم الوقاف..
قولك:

Quote: عزيزي ياسر تحياتي الطيبات. أنا يا سيدي عطبراوي أيضاً. في جانبٍ كبيرٍ من تكويني الفعلي وذكرياتي. درست فيها الأولية ونيفٍ من الوسطى. ونحن نقول أتبرا وهو اسم بجاوي فيما يُقال، بل لعله مؤكد. (وسوف يُدهش هذا صديقي عبدالله على ابراهيم بلا شك. وعندي له من المشاهد والوقائع وصلات القربى العائلية اللتبراوية ما سيهشه أكثر من ذلك بما لا يتصور). (وبمناسبة ذكر المدن، إنت متين كنت في باريس؟).

مع أنني أعيش في ألمانيا المجاورة لفرنسا، طيلة العقد والنصف الماضيين، إلا أنني لم أتمكن من زيارة باريس، وأعشم أن أزورها.. ولكننا التقينا في هولندا قبل 6 سنوات تقريبا، وبالتحديد في مدينة نايميخن مع أخينا عماد آدم.. لك تحية إلهام والأبناء الذين كانوا معنا وقتها..
وشكرا
ياسر

Post: #315
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-08-2004, 02:55 PM
Parent: #1

الكيك
عزيزي الكيك،
أخلص تحياتي ومودتي،
شكراًَ على حسن ظنك. وأرجو أن تنقل شكري وخالص تحياتي للإخوة أحمد وحسن محيسي فهما أهلٌ للخير ولذكر الناس بالخير. وأتمنى أن لا أخذلكم : ففي اللحظة التي كنتم تتحدثون فيها عن ثقافةٍ غزيرةٍ تتوقعون مني أن أُثري بها البورد، كان الشعور بأنني أمي يكاد يقهرني. وكثيراً ما فكرتُ في الأيام الأخيرة في الانسحاب من البورد. أما طلب الإعادة للثمانينيات، وإلى كتاباتي السابقة لها في الصحف والمجلات السودانية، وسواها، فإنما مرجعه علاقتي السيئة بكتاباتي وفقداني الثقة في استحقاقها للنشر، بعد أن يمضي عليها قليلٌ من الوقت. إلا أن طلب إعادة نشرها في كتبٍ أو كتيبات، يبدو لي واجباً أحياناً حين يأتي من قراء وكتابٍ نابهين مثلك ومثل أحمد وحسن. وعلى كل حال فإن ظروف عملي العبودي تحول دون ذلك الآن، وأنا أبحث عن مخارج أخرى للكتاب المستعبدين من أمثالي سأقدم بصددها مقترحات في نهاية هذا البوست.
لك خالص محبتي ولأحمد وحسن.
بــولاً

Post: #316
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-08-2004, 03:01 PM
Parent: #1


mohamed Elshiekh
عزيزي محمد،
جزيل شكري على ترحيبك العامر،
أتمنى بحق لو كان لي بالفعل حرفاً ندياً أمتع به الاصدقاء والقراء المحاورين. وهذه الأوصاف والتوقعات العالية من لطفك، وأتمنى أن تسعفني طاقاتي الجسدية والذهنية والنفسية الشحيحة بالإرتفاع إلى مستوى القليل منها. تسعدني جداً الإقامة بين شباب مشرقٍ من أمثالك. لكن يا محمد المروة قليلة. العبودية تستحكم أكثر فأكثر يوماً بعد يوم.
مع خالص مودتي
بــولا

Post: #317
Title: Re: ردي علي د.عبدالله ابراهيم بجريدة اخبار العرب
Author: Agab Alfaya
Date: 07-09-2004, 01:33 AM
Parent: #1


الانتماء للعروبة لا يلغي الخصوصبة الثقافية

خصوصية السودان في هذا المزيج الفريد للثقافتين العربية والافريقية


قيمة اي كاتب تاتي من تعبيره عن افكاره وارائه بشجاعة وضوح ومن تحمله المسؤلية الكاملة في الدفاع عن هذه الافكار وهذه الاراء .واذا ما تبين له في اي وقت ان رايه في هذه المسالة او تلك لم يكن صحيحا فعليه ان يواجه نفسه بكل شجاعة ويعترف انه كان يري كذا والان تبين له ان الصحيح هو كذا .
اضطررت لهذه المقدمة لتكون مدخلا لمناقشة ما جاء في محاضرة د.عبدالله علي ابراهيم التي قدمها بالمجمع الثقافي عن مازق الثقافة السودانية والتي اوردت اخبار العرب تغطية موجزة لها في عدد سابق .

ومصدر خلافنا مع الدكتور عبدالله علي ابراهيم هي، انه يحمل افكارا وخواطر لا يريد التعبير عنها بصراحة ووضوح لاسباب يعلمها هو قبل غيره .لذلك فهو يلجا الي طرح هذه الافكار ،بالمدارة خلف الاساليب اللغوية الفضفاضة .واسلوبه هنا يشبه الي حد كبير اسلوب الدكتور حسن الترابي الذي افتتن به اخيرا بعد ان انفض حيرانه من حوله ،ليقدمه كنموذج للمفكر الاسلامي الذي نجح في الجمع بين الحداثة والتقليد.
وكثيرا ما يعتمد الدكتور عبدالله علي سمعته التي خلقها له اليسار الماركسي ،في تمرير الكثير من الاراء التي تفوت حقيقتها حتي علي اكثر المعجبين به فطنة وكياسة.ومن عجب ان اليسار الماركسي السوداني لا يزال يراهن علي الدكتور باعتباره فارسه الوحيد في حوبة الفكر السوداني ،بالرغم من انسلاخه عنه منذ اكثر من ربع قرن .

ولكن الدكتور قد كشف اخيرا، عن افكاره الحقيقية التي ظل يداريها ولا يبوح بها طيلة ،سنوات مشواره في الكتابة ،في شان الثقافة السودانية .ففي المحاضرة التي القاها بالمجمع الثقافي بابوظبي امسية الاربعاء 11/7/2001 ، قطع الشك باليقين ،ووضع النقاط فوق الحروف كما يقولون ،وقال بصريح العبارة ،انه معني بشان الجماعة العربية المسلمة في شمال السودان وان شفرة الثقافية لهذه الجماعة ،هي القومية العربية الاسلامية ،.وقال ان ان اس البلاء ، ومثار النزاع الحالي في السودان ،هو ان هذه الجماعة عندما ارادت " ان تبني وطن ،بنت وطنا اكبر في رقعته ، من رقعتها ".وقال ،ان من بعض متاعب السودان ، هو" هذا الخليط من الهويات ".

وهكذا لم يعد يجدي الحديث الموارب ،عن التنوع الثقافي والدفاع عن حقوق الاقليات وافتعال المعارك مع جماعة الغابة والصحراء وغيرهم من الافروعروبيين .فالدكتور يوجه الدعوة بهذا الحديث ،الي الجماعة العربية المسلمة ،لتفكيك السوان ، واقامة وطن يخص هذه الجماعة العربية المسلمة وحدها .انها دعوة للجماعة العربية المسلمة في شمال السودان ،ان تقول للجماعات الاخري :يلا بلاش لمة !فليفتش كل عن وطن !فليفتش اهل الجنوب وناس جبال النوبة ونوبة الشمال واهل دارفور من غير العرب ،والبجة والانفسنا ،عن اوطان لهم !فهذا الوطن يخصنا وحدنا ،نحن الجماعة العربية المسلمة!!

وعلي ضوء هذه الدعوة يمكن قراءة كل الاراء التي وردت في المحاضرة .مثل موقفه من نظام الانقاذ ،واعتراضه علي فكرة الاعتذار للجماعات الافريقية عن الانتهاكات التي وقعت في حقها ،وتنديده بمناسبة وبدون مناسبة بكتاب بلدو وعشاري ،عن مذبحة الضعين التي وقعت احداثها في سنة 1987 والتي قتل وحرق فيها عشرات الجنوبيين .

فقد استهل الدكتور حديثه في المحاضرة بالتعليق علي النداء الذي وجهه الصادق المهدي - لم يحدد اين وجه المهدي هذا النداء- الي الجماعة العربية المسلمة في الشمال ،الاعتذار الي الجماعات الافرقية الوثنية علي حد تعبيره ،عما ارتكب في حقها من ممارسات وذلك لاثبات حسن النوايا .وقال ردا علي ذلك ،انه لا يري ضرورة لهذا الاعتذار ،لان هذا الاعتذار لا يعدو ان يكون نوعا من "عقدة الذنب الليبرالية التي ينبغي التخلص منها .فالمهم عنده ،هو "ان كل انسان يشوف امتيازاته ،مش يشوف تظلمات الاخر ".
ان موقف الدكتور من فكرة الاعتذار ،ينسجم تماما مع تنديده بكتاب مذبحة الضعين .فالكتاب يكشف المزيد من الممارسات والانتهاكات التي يابي مجرد فكرة الاعتذار عنها .وفي الوقت الذي يرفض فيه الحديث عن مذبحة الضعين ،نجده من ناحية اخري ، في مقاله تحالف الهاربين ،يتخذ من احداث التمرد الاول بالجنوب والتي راح ضحيتها اعدادا من الشماليين ،مثالا يسوقه للتدليل علي عدم رغبة الجنوبيين ،في التعايش السلمي مع الشماليين في وطن واحد ،وليدحض به صورة الجنوبي المسالم البري ،التي وردت في اشعار المجذوب التي عرفت بالجنوبيات .

ولنفترض ان الجماعة العربية في الشمال اقامت دولتها الخاصة بها علي اساس شفرة الثقافة العربية الاسلامية القومية،فهل هذا سيجردهم من انتماءهم للثقافة الافريقية ؟
اليسوا هم اصلا مزيجا للثقافتين العربية والافريقية؟
ان الانتماء للثقافة العربية لا يلغي بالضرورة خصوصية كل بلد عربي ،وخصوصية السودان هي في هذا المزيج الفريد للثقافتين العربية والافريقية .ولكن الدكتور يرفض رفضا باتا اي كلام من هذا القبيل ويعتبره غش ثقافي ، ودسيسة استعمارية روج لها المستشرقون، بقصد تحجيم انتماء السودان للعروبة والاسلام!

ولما كان الدكتور ،قد اشار ، في بداية حديثه ، الي ان الشفرة الثقافية للسودان الشمالي هي ،القومية العربية الاسلامية ،ياتي ليقول ،ان نظام الانقاذ الحاكم في السودان ،"مستل من هذه الشفرة ". كانما يريد ان يقول ،ان الشعارات التي يرفعها نظام الانقاذ ،كافية لاعطائه المشروعية طالما ان هذه الشعارات ،جزء، لا يتجزأ من الثقافة العربية الاسلامية! لذلك فهو يوجه الدعوة للجميع، للانخراط في هذا النظام، عندما يصف هذا النظام ببرج ايفل .حيث يقول :ان هنالك كاتبا فرنسيا كان يكره برج ايفل جدا ولكنه كان يذهب احيانا الي البرج لتناول وجباته فيه .وعندما سئل عن سر هذا التناقض .اجاب ،ان اللحظة الوحيدة التي لا يري فيها البرج هي لحظة دخوله فيه !!!

عبد المنعم عجب الفيا
جريدة اخبار العرب(ابوظبي ) - 19/7/2001
* حذفت بعض الفقرات الصغيرة التي رايت ان فيها تكرارا

Post: #318
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Mohamed Ragi
Date: 07-09-2004, 02:41 AM
Parent: #1

فائق الشكر للدكتور النور الذي قدم دكتور عبد الله بولا بكلمات جزلة يستحقها عن جدارة
كنت أنا أيضا أحد تلاميذه في زمان غير ذلك الزمان وفي مكان غير ذلك المكان، وإن أحدث فيّ وفي كثير من زملائي أثراً مازلنا نستمتع برجعه وصداه حتى اليوم.
إن بولا هو المعلم بكل معنى الكلمة
دخل إلى مدرسة بحري الثانوية في النصف الثاني من سبعينات القرن المنصرم ليعلمنا اساسيات الرسم والتشكيل والتلوين، فاكتشفنا أنفسنا وازددنا ثقة بقدراتنا، وأملاً بمستقبلاً وعشقا لوطننا، واحتفاءً برموزه
عبره ومن خلاله تعرفنا على خليل فرح، ومعاوية نور، والشفيع أحمد الشيخ، ومعه أو بتحريض منه عبرنا النهر إلى الخرطوم لنحضر معارض كتاب وتشكيل، ونتابع الفعليات المصاحبة لتخريج دفعات جديدة من كلية الفنون ومعهد المسرح
تعرفنا على عوالم ما كان لنا أن ندركها أو نفهمها لولا ارشاده
وتشجعنا من خلال ندوة الثلاثاء على نظم الشعر وكتابة القصة القصيرة ونقد الأعمال التشكيلية لبعضنا البعض.
ما فعله الاستاذ بولا نحونا أكبر من أن يحكي
الشكر للنور والدعوة لوجدي كامل لمواصلة الكتابة فحتماً لديه ما يكتب

Post: #319
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: shiry
Date: 07-09-2004, 03:41 AM
Parent: #318

ٍسلام مربع

اعتذر لدخولي المتاخر في الترحيب بمعلم الاجيال عبد الله بولا
لغيابي عن البورد زمانا

في هذا الزمن المتعاجل ، لم يكن لي ان التقي عبد الله بولا الا من خلال كتاباته في جريدة الخرطوم في اواخر التسعينات
كنت شغوفة جدا بثقافة الخرطوم
التي كان يشرف عليها احمد عبد المكرم
وقرات الكثير من مساجلات
الاساتذة عجب الفيا ، والخواض وكثيرين
لذلك انا سعيدة جدا كوني التقي بهؤلاء العباقرة وربما كثيرين مثلي يحمدون هذه النعمة العظيمة
انه بلمسة كي بورد تكون على مقربة من رواد فكر
تعتبرهم معلمين لاجيال كثيرة
شكرا لبكري ابوبكر كونه اتاح لامثالي
لقيتكم ..
وسافترش ما استطعت الارض اذانا متصاغية جمعيها تستشرف
حديث هذه الكوكبة النادرة .
حفظكم الله جميعاً استاذتنا

Post: #320
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: AnwarKing
Date: 07-09-2004, 04:10 AM
Parent: #1

آسف جداً على عدم الترحيب فى الفترة الماضية...
الف مرحباً بالدكتور عبد الله بولا....(أسمح لى ان اناديك بالعم عبد الله)
والتحية للدكتورة نجاة (ايضاً أسمحي لى بالخالة)... غمامتان فى منتهى الجمال والروعة...


Quote: ففي الأسبوعين الماضيين طقَّانا فيروس كَلَس دمر الكمبيوتر مرةً واحدة. وقضى على أعمال فنية رهيبة للمغنية والرسامة والمصممة والفيلسوفة اللميضه نُوَّار، وعلى نص روائي بديع (بديع فعلاً مو زبلعه)، لابنتي عزة (الوسطانية، وهي لبعضٍ من حسن الحظ تحتفظ بمودة له مكتوبة باليد)، ووثائق للقانونية ست الحجة والرَجَّة فاطمه (كبراهن)، وعلى كل وثائقنا وكتاباتنا نجاة بت امحُمَّد وأنا !! وقد زعمتُ في مداخلةٍ لي في بوست الأخ Ash، أننا شفينا من الزعله، إلا أنني أدركتُ من فوري أنها زعْلِتاً ما في شفاياً منها بى هينة.



عزيزي العم عبد الله ... مهما كان تأثير الفيروس...يمكن إرجاع الملفات مرة أخري.. والله أعلم...
الرجاء المراسلة على البريد [email protected]

ومرحباً مرة أخرى...

أبنكم أنور

Post: #321
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 07-09-2004, 04:22 AM
Parent: #1

إبننا العزيز أنور
شكراً لك على حسن اهتمامك وعلى هذا الأمل الذي تبعثه فينا من جديد.
وفي الحقيقة إننا استعنا في البداية بعدد من خبراء الكومبيوتر الذين فشلوا فشلاً تاماً في استخراج أي وثيقة من الكومبيوتر. ونصحونا بنسيان الموضوع نهائياً. ثم استنجدنا بشابٍ من جيلكم، فنجح في استخراج الأغاني والصور، ولم يتمكن من العثور على الوثائق الأخرى.
ولا زالت عزة تصر على إمكانية استخراج كل الوثائق التي يقال إنها تدمرت، ولا تريد ان تستسلم.
ستصلك منا رسالة على هذا العنوان وتقبل كل شكرنا

نجاة

Post: #322
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: AnwarKing
Date: 07-09-2004, 04:45 AM
Parent: #1


Quote:
Ahmed Elmardi
لقد ذكرتنى بايام خوال فى تلك المدينة الجميلة بورتسودان
الغريبة لم اجد لمن ارخوا لمصطفى سيد احمد ذكرا لجناح، فهو ناشط مجد فى تشكيل ورعاية جمعيات الفنون والموسيقى ببوتسودان الثانوية، غناء ورسما وموسيقى.
لاطلالة منزلنا على بورتسودان الثانوية، اذكر مشهد مصطفى نحيلا فارعا بزيه الابيض يغنى "السمحة قالو مرحلة" ويعج المكان اغبرا برقصات طلاب الداخلية بعصيهم و"سراويلهم الفضفاضة الفكهة"



حليلك يا فنانا الجميل أحمد المرضي... فلا اللسان ولا الزمان ولا المكان كما كان يا سيّدى... كتبت فى معرض بوست هنا من قبل عن التغيرات الديموغرافية للمدينة الجميلة بورتسودان...
الحكومية...أصبحت بجرة قلم ( جامعة البحر الأحمر)... وحلت الحكومية محل الأهلية المتوسطة ...


النادي الانجليزي أصبح رئاسة اللجان الشعبية!!!....

مدرسة مبارك زروق بديم سواكن... أصبحت مرتعاً لتنسيق الدفاع الشعبي...

المستشفى العسكري أصبح الأكاديمية البحرية السودانية!!!

و...و....و..............

فى زيارة له لمدينة بورتسودان... وزير الداخلية الحالي يشير لإقامة مستشفى للشرطة فى دوران صينية جوفر (بعد الكوبرى)...!!!!!

البيوت المواجهة للميناء (بيوت الانجليز) والقريبة من قصر الضيافة (أجمل إماكن فى ذلك الشاطئ) موزعة ما بين رئاسة الشرطة أشياء ما انزل الله بها من سلطان...

كنت مشاركاً فى مؤتمر تأسيسى لمنظمة بورتسودان مدينتى( يديرها الدكتور سيد بيومي)- التى كنت أعقد عليها آمالاً عراض لوقف هذا الهزل-, بعد ان أنفض الحفل... تذكرت بيت الشعر

قد آن يا كيخوت للقلب الجريح ان يستريح...
فاحفر هنا قبرا و نم...


والله يهون...
مازلت أحلم ان تتم مبادرة لإبناء المدينة...خصوصاً من عاشوا فيها أيام الجوز كان تلاتة.... (لإنقاذ) ما يمكن (أنقاذه)...

أنور دفع الله.... ديم الشاطئ

Post: #323
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 07-09-2004, 06:49 AM
Parent: #322

شكرا محمد
شكرا شيري
شرفتما الدار

Post: #325
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: AnwarKing
Date: 07-09-2004, 08:47 AM
Parent: #323

تحياتي د.النور حمد...
آسف على عدم القاء التحية وشكرك على البوست...
أبنك أنور

Post: #324
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Khalid Eltayeb
Date: 07-09-2004, 08:08 AM
Parent: #1

الدكتور النور

تعرفنا علي كتابات الاستاذ بولا ايام مجلة الثقافة السودانية في اواخر السبعينات و اوائل الثمانينات و نحن طلاب نسعي لتكوين وبناء شخصياتنا في زمن بدأت فيه حركة التقافة في الانحدار الي الاسفل مفسحة المجال لسيادة الثقافة السلطوية المعبرة عن طبيعة النظم التي تعاقبت علي حكمنا منذ ذلك الوقت .

نشركك علي التقديم لكاتب و ناقد في قامة غبدالله بولا و ترحيبي الحار بمقدمه في هذا البورد ومما لاشك فيه ان البورد سيشهد نقلة حقيقية بهذه الاضافة وما بوستك عن مقال بولا عن فكر الاستاذ محمود محمد طه الا بداية لهذه النهضة المرتقبة .

شكرا مرة اخري و مرحبا ببولا .

Post: #326
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-09-2004, 12:55 PM
Parent: #1


gessan
شكراً جزيلاً على ترحيبك ياعزيزي قيسان
هل هي قيسان الانقسنا ولا قيساناً آخَرَه؟
يا سيْدي أعفيني من تشكيلي دي فقد أصبحت من قبيل الشعر الما عندي ليه راس. فأنا قليل العمل بالتشكيل جداً. فالتشكيل بحاجةٍ إلى قدرٍ من الفرح والوقت والإمتاع لم أعد أملكه. أنا يا زول مسترق بي الله واحد. تشكيل شنو؟ وقد أوضحت عن أمر علاقتي بالتشكيل في مداخلة الوصل بعد عودتي من ليبيا. فارجع لها، وليرجع لها معك البورداب المتابعون فهي ضرورية لمنهجية هذا الحوار كما أوضحت.
وضح لي من توقيعك ببيت شعرٍ لجدتي شغبة: ("يا حِليلُن يا جهاد في قَهَبُون سَموم والله سماهُن جاد ؟؟؟؟".) إنك على معرفةٍ جيدة بها. وهي شاعرةٌ تعاني مثل الكثيرين من شعرائنا من "سوء" الرواية، ومن تعددها أيضاً، ففي رواية ثقاة عجايز الرواة من أهلنا بالبطانة وسِدِر ود حسن، وبربر، وعلى رأسهم زينب بت بشير والحسن ود الشوش، وامحُمَّد ود على سليمان، وعبدالله ود شوراني، وأبي الشيخ احمد بشير، ود الحرم بت طلحة ود امحُمَّد ود القريش ود على ود تمساح:
"كيف حالَهُمْ يا جْهَادْ؟
في تِلْقَاةْ سموم ولا سماهم جادْ؟ (وتشدد "ولا" وتجرها شوية)
كربوا غُرْدَة السافل على الشرَّادْ
ونزلوا البابَنُوُته وريَّحو الوراد؟
وفي رواية أخرى "في قهبون سموم إلخ" كما جاء عندك. إلا ياحليلن دي ما في. وهي لا تناسب الوزن ولا السياق الذي أحكيه لك مرةً أخرى.
ولك شكري الجزيل على هديتك الجميلة، الحروف/العصافير، التي تُفصح عن موهبةٍ ثرّة وقدرات تقنية عالية.
وإلى لقاء في مداخلة قريبة نتوسع فيها في موضوع شغبة وفي التشكيل وخلافه.
مع كامل مودتي
بــولا

Post: #327
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-09-2004, 12:57 PM
Parent: #1

عزيزي تراث،
أسمح لي قبل الدخول في الرد على ترحيبك بإيراد هذا المقتطف من كلمتك في الترحيب بشخصي البائس المحتار: "اشعر أن قامتي أقل من قامة الترحيب بعبد الله بولا. ومع ذلك اتجرأ فاقول مرحباً بمبدعنا ومفكرنا الكبير. كم نحن سعيدين بلقائك هنا، وفخورين بمشاركتك لنا منبر واحد." يا سيْدي ألف مرحب بيك وسلامة قامتك. يا زول ما تسمع الهيلمة دي. عمك "عربي" قُلعي ساكت (ما يسمعني بشاشا اللهم نجنا من شر أعمالنا). وربما كنتُ الآن شايل سيفي وحايم في خلا البطانة لولا "مساحة الصُّدف التي تأتي وتذهب في الفصول" التي هجاها محمود درويش، والتي "أتاحت" لي، ولأمثالي "الصُدَفيين"، ما حَرَمَت منه آلاف، بل ملايين، "المبدعين الكامنين"، القاعدين في الخلا والغابات والمنافي والمعازل، صيداً مباحاً للفاقة والعوز والانتهاك.
سمعتُ عنك كثيراً من نفرٍ من الأصدقاء، وتابعت بعض مداخلاتك القليلة في البورد، وتمنيتُ قبل دخولي المنبر، بفضل النور وبكري، لو أنني أحظي بحوارٍ معك، ومع الجندرية، والشابات والشبان المستنيرات/ين (عاد دا كلام ياجندريات)، والممسكات والممسكين بجمر المعرفة الشديد الوَقْد في بلادنا على وجه الخصوص. وها هي أمنيتي تتحقق نسبياً. أقول "نسبياً" لأنني كنت أتمنى أيضاً أن يتم لي الحوار معكم وأنا أتمتع بنصيبٍ أوفر قليلاً من الحرية. وها أنذا أحاوركم وقد أحكمت العبودية نيرها حول عنقي أكثر من أي وقتٍ مضى.
فمرحباً بيك تاني وتالت ورابع. ول"تتجرأ" على كيفك. ليه ما "تتجرأ" مادمت أنا من عجايز القرن العشرين قد تجرأتُ على الكلام في حضرة شبان وشابات "الحداثة الجديدة"؟ وهذا مصطلحٌ تقترحه جماعةٌ من "المفكرين العصاة"، الأصدقاء، هنا، بديلاً لمصطلح "ما بعد الحداثة" المجوبك.
لك كل محبتي وأخلص تحياتي، وللجندرية أيضاً.
بـــولا

Post: #328
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-09-2004, 12:59 PM
Parent: #1


Adil Osman
عزيزي عادل،
أخلص تحياتي ووافر محبتي،
بحري الثانوية قلتَ؟ آه عادل ود الحَرَم بت فاطنة بت الروضه!! تعرف Adil Osmanدي غبَّت على اللَّسم، (وهذه من لغة فاطنة بت الروضه وفاطنه بت بابكر ود القريش ود علي ود تمساح سيد اللَّسِم). من هنا ورايح يا سيْدي عادل ود الحَرَم بِنَيَّة بت الروضه كما نسميها في أوساط العائلة. مع إن والدك محمد عثمان كان صاحب مكانة أثيرة عندنا. وبالمناسبة أبوي، أحمد ود بشير شيخ العرب ذاتو كان اسمه عند أهلنا التماسيح "أحمد ود الحرم"، والتماسيح لا هم سائلين في قريش ولا في تميم، عدم سأْلَه، مي عدم سألة المجذوب المجوبكة، المدخولة بشعورٍ خفي بأن "أحساب الكرام" أفضل من أحساب بقية الناس. في خصوصي أنا لا أتبرأ من أنساب العرب لأنني لا أرى فيها ميزةً تتطلب التبرؤ لتستقيم المساواة مع الآخرين. ولذا فإنني أرى زعم المجذوب التحرر من قيود أنساب الكرام مدخولة. وناس بربر الكبار يقولوا "متلوته"، و"مسلوسه"، وهي في معنى ما يداخله الشك والتشوُّش. ولجدتك بت بابكر أقوال طريفة في عدم الاشتغال بادعاء العرب لنبل الأصل وتميزه. لا أستطيع أن أوردها هنا وقد أؤجلها، إذا أسعفني الوقت اللئيم. ومنها مما جاء في أحد حواراتي الكثيرة معها "أسمع يا ود احمد الغرض أنا ميرفابية، ما خصتني في العربي والمو عربي، دحين كان عندك شغلةً آخرا أمشْْ شوفا، ان شالله ربنا يعَدل خَتِوْتَكْ". وعندما يكون الإنسان ميرفابياً فلا معنى للحديث عن نبل أصله عند بت بابكر لأن هذا من باب المعلوم بالضرورة. مع ذلك كانت في مواقف التضامن من أكثر الناس سخاءً مع غير الميرفاب، وأكثرهم حزماً قسوةً مع الميرفاب عند عندما ترى تقصيرهم في واجبات المروءة.
ولم يكن يباريها في حب بت الروضه إلا أبي وعمتي زينب بت بشير. فإذا قالا "بت الروضه خالتي" انتهى الكلام. والحقيقة إنني لم أر لجدتك من النظراء في الفضل والإنسانية، إلا أقل القلائل. والواقع إنني مازلتُ في حيرةٍ شديدةٍ من سبر غور هذا السموق الإنساني الشاهق، عند هذا النفر من النساء والرجال. هذا العلو الذي لا ينتظرون عليه جزاءً ولا شكورا. وكيف يتأتى له أن يجاور في أمن وأمان أحكام الثقافة السائدة الجائرة، ثقافة المفاخرة بالأنساب؟
بالطبع لا أعتقد أن صلة "الدم" تستطيع صموداً كبيراً أمام اختبار الزمن واختبار "الحقيقة" (شوف بالطبع دي عليك الله!...إفْتِرا)، فيما يتصل بقيمة العلاقات الإنسانية، إلا في حدودٍ ضيقةٍ جداًَ بل نادرة: عندما تكون صلة الدم رمزاً وإفصاحاً عن تقاليد مرعيةً في ثقافة العائلة، والمجموعة، والقرية، والمدينة والبلد. وهيهات. ولذا يظل الأمر ملتبساً ومستشكلاً في معنى "الحقيقة تبدو ولكنها لا تكون". وليتنا نستطيع أن نحلم بأن تكون صلة الدم الأوسع، الدم الإنساني هي الرابط الحقيقي بيننا، هي حقيقتنا.

مع خالص محبتي. وأرجو أن تنقل مودتي وتحياتي لمحمد وملكة، واعتذاري عن تقصيري الكبير في حقهما.
بــولا

Post: #329
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-12-2004, 01:02 PM
Parent: #1


Mohamed Adam
عزيزي محمد آدم،
أخلص تحياتي، وكثير مودتي،
لك جزيل شكري على ترحيبك العالي،
وأنا فخور من جانبي بتعرفي على "باحثٍ عن الحقيقة" مثلك (وهذا مما قرأته في البروفايل ديالك). الحقيقة الغالية، الممتنعة، المتحولة، التي "تبدو ولكنها لاتكون". يا ليتني يا سيدي أكون كما تمنيت لي "في الغرب والشرق والجنوب وفي كل بقعه من وطننا." فذلك غاية مرادي لو فضلت فوقي مُرُوَّه. مع إنني أعرِّف نفسي كمواطنٍ عالمي أيضاً. لي نصيبي في العالم الكبير مثل كافة بني الإنسان. نصيباً ماني شاحدو من زول وماني ساعل في سلطات الحدود ومؤسسات الدول وأعرافها في حيازة الأرض. وذلك في معنى أن تكون البسيطة وطنناً لنا جميعاً. وهذا في مقام الحلم. أما في مقام الواقع فإن الواجب المباشر الآن هو العناية بوطننا المحدد والمحدود الذي لنا فيه حقوق من الطبيعي والبديهي أن تكون متساوية. وهي حقوقٌ "تعترف" بها المواثيق والمؤسسات الدولية، على المستوى النظري "حقيقةً" ونفاقاً. ولا تعترف لنا بها دولة الرأسمالية الكولونيالية إلا بالمجابده ودوي المدافع، والتدخل "الأجنبي" إلخ. أتمنى ما تمنيته لي بتشوقٍ فريد. إلا أنني لا أتمنى ولا أتوهم أن أعود "عملاقاً"، ولستُ عملاقاً يا عزيزي بأي حال. ولا أؤمن لا بالعمالقة ولا بالأبطال. وأعتقد أن المبدعين الشواهق الذين نحيطهم بهالاتٍ من التمجيد كأنما هم مخلوقاتٍ استثنائية، هم أُناسٌ طبيعيون، توفرت لهم ظروف ما قيضت لطاقاتهم الإبداعية التفتح والازدهار. وأنا لستُ منهم كما قد تعتقد. فقد قَبَرَ الشقاء وضيق ذات اليد وقِصَرِها، أغلب مشاريعي الإبداعية، بل قَبَر بعضها في المهد. وفي كلٍ إنسانٍ سويٍّ، في تقديري مبدعٌ كامنٍ كمون ماردٍ في قمقم. وأتمنى أن أعود إلى البلاد مواطناً بين مواطنين مبدعين أنداد وإخوة، لا "عملاقاً" كما جاء في ترحيبك. فبئس الأمة التي تحتاج إلى الأبطال والعمالقة. وهذا تصرف من جانبي في كلمة بريشت التي استشهدتُ بها في موقع آخر من هذا البوست.
لك خالص مودتي وأحر تحياتي.
بــولا

Post: #330
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-12-2004, 01:59 PM
Parent: #1


Maysoon Nigoumi
عزيزتي ميسون،

أخلص تحياتي ومودتي،
جزيل شكري على ترحيبك الظريف الأنيق بالفعل. أما كونه معبر عن شهقة اندهاش فهذا من لطفك بعمك العجوز. قرأت معظم مداخلاتك. وهي تنبئ عن موهبة أكيدة. إلا أنني أدعوك لشيء من التريث والأناة والتدقيق الشديد الصبور والرغبة في الإنصاف، قبل الخلوص إلى حكمٍ قاطع. وفي تصوري أن الحكم القاطع آفةٌ كبيرة للفكر والحوار في أغلب الأحيان. وسوف أعود إليك لتفصيل ذلك في مداخلةٍ أخرى.
لك عامر مودتي وأطيب أمنياتي.

بــولا

Post: #331
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: هاشم نوريت
Date: 07-12-2004, 02:30 PM
Parent: #330

السيد عبدالله بـــولا
سلامات
حضرت لك حديث طيب عن من هو المثقف وكان ذلك فى القاهرة.
و اذكر اننى سالتك عن الصادق
المهدى وقلت بانه تنغراط ولا يسمى مثقف ياريت تحدثنا عن تعريف
المثقف حتى تعم الفائدة ولك تقديرى.

Post: #332
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ash
Date: 07-12-2004, 03:07 PM
Parent: #330

سلام ...
الأخ النور؛
ألف شكر علي "البوست" ، الفند " كسل " بولا ، تلقائيآ .

الأخ بولا ؛
ليست عفوآ. ولكن تفاديت ـ ودائمآ ما أتفادي ـ الترحيب الفضفاض ، كصفة سياسية أمقتها . ولكن أقرأك وكل المشاركين ، بأنتظام وفي .
قد جرك السمندل ـ تانـي ـ لسجالك مع د.حيدر ، ورغم " لواقة " الموضوع ، أسمح لي بتعليقة بسيطة ....
كسكرتير ثقافي لأتحاد طلاب المغرب ، كنت أعد المجلة الفصلية للأتحاد " عزة " . وكنت أظن ـ حينها ـ أن المعوق الأساسي هو " القروش أو الدراهم " ، وبعكس الظن " المتفائل جدآ " ، لم أستلم الا مساهمة واحدة كانت عبارة عن نص قصصي لأسامة قطبي . وبدأت أتصل بشكل مباشر مع الطلاب ، عل وعسي !! ولم أفلح كما هو متوقع " ما تصدق ( الجعجعة ) الحاصلة في بوست المغرب ، دي !!!" المهم قمت باصدار مجلة " عزة " مبوبة بكل العناوين الأخاذة :
قضايا سياسية ، قضايا وطنية ... الخ .
ولكن بلا محتوي ، سوي مقدمة مستفزة و نص قصصي . لم يمر ذلك ، غير ملحوظ !! فقد نلت من التوبيخ السياسي ، مايكفي لردم الهوة البينك ود. حيدر !! وكان ردي أو تبريري الوحيد هو :
الأستفزاز ! ولا أعني شخصهم بقدر ماأعني أستفزاز مقدرتهم وقدرتهم علي الأتيان بما يتناسب ـ علي الأقل ـ و المجلة .. وبالرغم من أستلام عدد كبير من المشاركات بعدها ، ألا أن عمر فترة الأتحاد كانت أقصر ......
ماأود ، طرحه عليك هو كالاتي ؛
لا أظن د. حيدر ، يجهل ملكتك الأبداعية ، فهل أبدآ قرأت نقده ، كأستفزاز ؟؟
سؤال بسيط ، بمقدمة " قدر الدنيا " .....

Post: #333
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: تراث
Date: 07-12-2004, 04:31 PM
Parent: #332

شكراً استاذنا بولاء على كلماتك المشجعات ، وتواضعك الجميل
شكراً لوجودك بيننا .

Post: #334
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-13-2004, 11:59 AM
Parent: #1

شريف محمد أدوم

عزيزي شريف،
تحياتي ومحبتي، واحتفائي أيضاً،
أوافقك تماماً على أن الزراية بالإنسان، وبمؤسسات الثقافة والمعرفة، وبالثقافة والمعرفة أصلاً، قد وصلت حداً لا نظير له تحت سلطة الغول الإسلاموي. إلا أنني قد لا أوافقك على نسبة هذا الإزراء للثقافة "الإسلاموعربية" بإطلاق. صحيح أن الثقافة "الإسلاموعربية"، مثلها مثل أي ثقافةٍ أخرى "مقدسة" تنطوي على عناصر من حُرِّ أحشائها، أعني من صميم عناصرها التكوينية، تمتنع وتتمَنَّع على التغيير، أعني على كل تغييرٍ جذريٍ حقيقي، بفعل منطلقها نسف، ومنطقها الداخلي المؤسِس. وتحتاج إلى معافرة شديدة وتجارب مريرة لكي "تتزحزح" قليلاً عن اعتقادها بأفضليتها. إلا أنها ليست الوحيدة التي تتصف بهذه الصفة. فثمة أنواعٌ عديدةٌ ومعقدة من العقائدية الجامدة التي تذهب هذا المذهب البغيض. والعقائد المقدسة لا تكون دينيةً بالضرورة. وتدخل في نطاقها كل "عقيدةٍ" بامتلاك الصواب المطلق. فلم يكن نيرون عربياً إسلاميا ولم يكن ستالين عربياً إسلامياً، ولم يكن فرانكو، ولا أمين دادا، ولا موبوتو، ولا هوفيه بونيه، ولا باتستا، ولا مكارثي، على سبيل المثال، عرباً ولا مسلمين، ولا جورج دبليو بوش بالطبع، على سبيل المثال لا الحصر. وبهذه المناسبة فأنا ألاحظ أن رؤية الشجرة التي تحجب الغابة هي الرؤية السائدة في البورد، وبصفة خاصة من جانب أبناء المناطق "المهمشة" في بلدنا المهمش.
مفرخة البؤس الفكري والأخلاقي الإستعلائي الأساسية في بلادنا هي دولة الرأسمالية التابعة، الرأسمالية الكولونيالية الجديدة. وعلى وجه الخصوص طورها الأعلى: رأسمالية التبعية "العولمية"، إن شئت تعبيراً أدق. وأعني بذلك "الرأسمالية الكوبرادورية"، كما يعبر سمير أمين، التي أصبحت تبعيتها اليوم للأوامر والرغائب الإمبريالية الأمريكية ب"المفتشر". بعد أن كانت مؤسسات الاستعمار الحديث، الذي ليست العولمة الإمبريالية" كما أسميها، طوراً جديداً من أطواره، تواريه خلف ستار الدبلوماسية و"المؤسسية الدولية" والخطاب المعسول. العولمة الإمبريالية يا سِيْدي هي طور الإلحاق المعلن والتدخل المعلن، والاحتقار المعلن لمفاهيم وقوانين السيادة الدولية، سعياً إلى إزالتها التامة. وسوف ترينا هذه أكثر من ذلك إذا لم نتدبر أمر مواجهتنا لها بفكرٍ دقيقٍ سديد، ونكف عن رؤية الشجرة التي تحجب الغابة. والغابة الجاية "غابْةً مي لعب". وأنا لا شك أتعاطف كل التعاطف مع أجيالكم، وقد زلزلتني مشاهد ووقائع البؤس التي أخبرت عنها في مداخلتك. لكنني لا أوافقكم، أعني لا أوفق التيار الغالب في أوساطكم الذي يُسارع ويتعجل في التوصل إلى أحكامٍ صمديةٍ في نسب أصل الخراب. فالثقافة العربية الإسلامية الحالية هي أيضاً ثقافةٌ تابعةٌ "مغلوبةٌ" على أمرها في مستوى حماتها من الناس البسطاء. ومسلِّمةً أمرها، وأمر حماية طغيانها وطواغيتها "لسادة العالم" القدامى و"الجدد" كما يسميهم شومسكي. علينا أن تدبر في مواجهتها أمر وحدتنا في وجه الغول الأكبر، وأتباعه من الغيلان الصغيرة التي تتغذى على فضلاته ولا تفلح إلا في العنطظة و"الفراسة" علينا نحن. ولعلك تشاهد بطحة الإنقاذ "المي خمج"، بعد استئسادها اللئيم على ضعفاء الناس. و"آخر" مشاهده مآسي دارفور.
وأول السداد أن نعلم أن الثقافة العربية الإسلامية حقيقةٌ تاريخية قائمة في بلادنا لا سبيل إلى طردها أو خلعها. وإن حملتها خشوم بيوت لا يجوز الإلقاء بهم في سلةٍ واحدة. فالإلقاء بهم في سلةٍ واحدة خطةٌ بائسةٌ جداً وعمياء تماماً في علم الاستراتيجية والتاكتيك، وهو أدنى مراتب علم التغيير السياسي والاجتماعي: أن لا يعرف المرء من هو عدوه الرئيسي، في لحظةٍ معينة من لحظات نضاله في سبيل التحرر واستعادة الحقوق الأساسية. وهي أبأس من ذلك في مستويات الديمقراطية الأعلى: مستويات المساواة في حقوق المواطنة، والمساواة بين الثقافات والعقائد الدينية، وبين الجنسين. والأعلى من ذلك تأسيس فضاءات فسيحةٍ للكرامة الإنسانية (احترام حقوق الإنسان)، والإخاء والسلام والمحبة إلخ، إذا كان لذلك من آخر. أبحثوا في الثقافة العربية الإسلامية، وفي كل ثقافةٍ تستحق اسمها، عن نماذج عالية، بدون أحكامٍ مسبقة، وسوف تجدونها. وابحثوا في "ثقافاتنا" وفي "ثقافات" العالم المختلفة عن النماذج المظلمة وسف تجدونها ب"الكوم" أيضاً.
والغول الأكبر من كل هذه الغيلان يا سيدي هو في اعتقادي اغتراب الوعي، أو بعبارةٍ أدق ضآلة نصيب الوعي المبصر الخلاق في مسيرة التاريخ الإنساني إلى يوم الناس هذا. واستهانة دعاوى وحركات التحرر به. مما حول نماذجها الكبرى إلى مسوخٍ موحشة. ولي عودة إلى هذا في المداخلات المقبلة بعد فراغي من ردود الترحيب التي طالت دهراً.
لك عامر مودتي وشكري
بولا

Post: #335
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Amjad ibrahim
Date: 07-13-2004, 01:24 PM
Parent: #1

سلام جميعا

ارحب معكم ايضا بالفنان و الناقد عبدالله بولا

وددت ان اوجه نظر الاستاذ عبدالله بولا انه على الرغم من ردوده على كل من كتب اليه مرحبا لم اجد ردا على مداخلة الاستاذ الخاتم عدلان
و التي اتبعها الاخ فردة بتعليق اضافي عن المداخلة...

هل هي بقاياايديولوجية لمثقف كوني كنت اعتقد انه تخلص من قيودها اتمنى ان اكون مخطئا.

تحياتي
امجد

Post: #336
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 07-13-2004, 04:18 PM
Parent: #1

الأستاذ أمجد
مؤكد إنك أخطأت، وتسرعت. ولو أنك قرأت البوست بالفعل لتنبهت لهذه الملاحظة البسيطة، وهي أن بولا يرد على المداخلات وفق ترتيبها، ولكنت لاحظت أيضاً إنه للآن لم يكمل كل الردود، كما أشار في عدة مواضع من هذا البوست، وقد عقّب للآن على ما يزيد قليلاً عن الثمانين رداً وتبقى له ما يزيد على العشرين بكثير.
ولكنها الأحكام المتعجلة التي هي سمة لعدد كبير من القراءات في هذا البورد.
وإذا كنت تود بإشارتك لمداخلة حافظ خير (فردة) التي أعقبت مداخلة الخاتم، لتقول بأن بولا ردّ على حافظ وأهمل الرد على مداخلة الخاتم، فإنني أطلب منك أيضاً أن تلاحظ أن هذه هي مداخلة حافظ خير الثانية، بل أن تعقيب بولا على مداخلة حافظ خير (الأولى) قد جاء قبل مداخلة الخاتم. شُفت إنك متسرع كيف؟
سمحت لنفسي بالرد عليك، لأن مثل هذه الأحكام غير المتروية تترك حسرة في النفوس. في نفسي وفي نفس بولا الذي لم يقرأ سطورك هذه بعد، فالوقت متأخر، وهو نائم، وربما في نفس قراء عجولين آخرين مثلك يا عزيزي. ولعل العجلة لم تدعك تنتبه إلى حرص بولا الشديد على الرد على كل المرحبين به واحداً، واحداً. فلماذا لا يرد على الخاتم وله في قلبينا مكانةٌ يعلمها؟
حرام عليك يا شيخ. أنا نفسي أتشوق لقراءة رد بولا على الخاتم، وأنتظره.

ولك شكري
نجاة

Post: #337
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 07-14-2004, 05:01 AM
Parent: #1

Me too , dear Nagat, because Khatim , in an elegant poetic text has posed some very intruging aspects of the problematic nature of the transhistoric quest for knowledge. Salam to all of you and Khatim by proxy!

Post: #338
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Amjad ibrahim
Date: 07-14-2004, 12:24 PM
Parent: #1


سلام جميعا
الاستاذة نجاة محمد علي
الحقيقة انا لم اتسرع و لا حاجة و قد ترددت كثيرا قبل كتابتي ملاحظتي هذه، و الدليل على عدم تسرعي انني لم اعدل البوست الذي ارسلته بل كتبته بامعان و تأني و هذا ما افعله في مثل هذه المشاركات اذ من الاهمية بمكان ان لا تعدّل فيها حتى لا تنقص مصداقيتها و هذا ما تعلمته قرابة الاربعة اعوام هي عمر عضويتي في هذا المنبر المتميز.

و لاعد لك الكرة الى ملعبك فتساؤلي كان للدكتور عبد الله و يبدو انك انت المتسرعة بالاجابة نيابة عنه و هو حي يرزق، و بالمناسبة لقد تابعت و راجعت المساهمات مرة اخرى و تأكد لي ان الدكتور عبد الله بولا تخطى مساهمة الاستاذ الخاتم تخطيا واضحا برده على مساهمة للاستاذ اسامة الخواض التي اتت بعد مساهمة الاستاذ الخاتم، ايضا كنت مهذبا و دقيقا في اختيار الالفاظ و لم استعمل كلمات مثل مخطيء و متسرع و احكام متعجلة... الخ حتى لا اجرح مشاعر الاستاذ عبد الله الذي اكن له كل احترام و تقدير و اعقبت كلماتي بعبارة " ... اتمنى أن اكون مخطئا" امعانا في تأكيد هذا المنحى..

على كل حال لا اعتقد ان رد الاستاذ عبد الله على الأستاذ الخاتم يمكن ان يضيف او يقلل من قيمة الرجلين في شيء، بالنسبة لي على الاقل،
لكنها الايديولوجية تأبى الا ان تجعلك ترى الناس عبر عدساتها، و عبّر المثل السوداني " التريدو تزيدو و التابا تتغابا" عن ذلك ابلغ تعبير.

تحياتي

Post: #339
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 07-14-2004, 02:54 PM
Parent: #338

الأستاذ أمجد
بعد التحية

ياخ انت استعجلت. أنا لم ارد نيابةً عن بولا، وإنما كقارئة مثل كل قراء هذه المنبر أولاً، ثم كشخص قريب من بولا، ثم لمعرفتي القديمة بالخاتم.
وقد سبق للصديق محمد عبد الحميد أن ردّ على بشاشافي هذا البوست، وطلب منه أن يعترف باستعجاله، وبولا حيٌ يرزق، ولم أر ولم ير أحد في ذلك تدخلاً نيابة عن بولا، فنحن في منبر عام للنقاش.
وأرى أنك للآن مصرَّاً على استنتاجك المستعجل، كما أن المثل الذي استشهدت به في نهاية مداخلتك الثانية فيه ظلمٌ شديد لبولا، ولعلاقة بولا والخاتم.

ولك شكري
نجاة

Post: #340
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-14-2004, 03:04 PM
Parent: #1

عزيزي أمجد،
تحياتي ومودتي،
يا سيدي ما تزعِّل نفسك من دون أسباب قوية تستدعي الزعل بحق. الخاتم صديق عزيز جداً ومعَزَّتي له مي بنت الليلة ولا أمس. صديق عمر وثمرة معرفة زينت أجمل سنيَّ العمر، مو داير لُهْ وصية ولا تنبيه. ولا يوجد أي سبب يجعلني أقفز فوقه. إيديولوجية شنو يا زول أنا مالي ومال الإيديولوجية؟ يا شيخي أنا كلامي البقول فيه دا حقي براي، وماني سائل في الإيديولوجية والمي إيديولوجية. وآخذ المعرفة والعلم والرأي السديد، أو بعبارةٍ أدق ما يبدو لي سديداً، من حيث ما أتت. وليس في العلاقة بيني وبين الأصدقاء من عيار الخاتم إيديولوجيات، اللهم لا تمْحِنَّا ولا تبلينا كمان جانا دا يا أمجد؟ وفي أرزل العمر؟
في اعتقادي فعلاً كما قالت نجاة إنو دور الخاتم ما جا. أنا يا سِيْدي حريص على أن لا أقدم أحداً على أحد. وعلى وجه الخصوص أن لا أقدم أصدقائي القدامى على أصدقائي الجدد، وعلى ضيوفي من المرحبين. ولا أعرف أي ردودي على أسامة هو الذي استشهدت به على "إهمالي" للخاتم (والعياذ بالله). لكنني أتصور أنه الرد الذي طيبت فيه خاطره معتذراً له عن اعتقاده بأنني أهملت إحدى مداخلاته اللاحقة وهي ليست مداخلة ترحيب. فمداخلة أسامة في الترحيب من المداخلات الأولى. ردودي يا سيد عمَّك تنقسم إلى صنفين: الردود على الترحيب، وهذه منتظمة لا أقدم فيها أحداً على آخر، وردود على مداخلات ذات طبيعة خاصة، (لوم أو سوء فهم أو زعل، وما إلى ذلك، مثل ما فعلت الآن مع مداخلتك المعاتِبة هذه). ودور الخاتم في ردودي على الترحيب لا مجال فيه للظن بأنني فطيته. وهو نفسه مو ترحيباً هين عشان أهمله: "ترحيب بمعنى" كما تقول عمتي فاطنة بت بابكر ودأمحُمَّد ود القِريش ود بابكر اب دَبَارَه "قادر الله". وإذا حدث ذلك، ولا أعتقد أنه قد حدث، فمن باب بَرْجَلَة عمك وخَرَفه وجهله المريع بتقنيات البورد. وقد حدث يا سيدي أن فطيت الإبن عادل عثمان وهو بن أختي (بنت عمتي، وأمه مسميّهْ على حبوتي أم ابوي، الحرم بت طلحة ود امحُمّّد ود القريش ود على ود تمساح رضي الله عنه في المذاهْبَ اللربعة). هذا وأرجو إنك تشيل من راسك الفكره دي خالص. وتتقبل زعلة بنت امْحُمَّد. لأنها في تقديري محقة. فضلاً عن أن قبيلة المستعجلين جننتني وجننته. وأعتقد إنك بالفعل استعجلتَ على الاطمئنان إلى فكرتك واستنتاجك. وهو استنتاج إنسانٍ لا يعرفني ولا يعرف علاقتي بالخاتم معرفةً مدققةً ومتمهِّلَة.
تحياتي لك وللخاتم ولعبد الوهاب (وقول لوهاب إنت وين ياخي ووين بت أخوي الهادي ود بت اب كيف، مالكم ما طليتوا علينا في هذا البوست؟) وعلى عماد وعلى شقيقك الظريف عارف اسمه كويس لكن راح علي في اللحظة دي عشان يلوِّمني معاه، شوف ليك جنس شقاوة. وقد نسيت مرةً اسم بنت أختي في مثل هذه الظروف، وأنا أهاتفها لأبارك لها زواجها.
مع أخلص أمنياتي
بـولا

Post: #341
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-18-2004, 03:22 PM
Parent: #1

عزيزي هاشم الحسن والإخوة المتابعين،
وجدتُ في النص أخاطء مطبيعية، وكلمات وجمل وفقرات سقطت، وصياغات لا تفي بالمعني، فحذفتُه للتصحيح. وسوف أعيده "مصححاً" بقدر الإمكان.

مع تحياتي
بولا

Post: #342
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-18-2004, 08:29 PM
Parent: #341

انا غايتو رجعت و لبست الرداء بتاع حنتوب و فاتح خشمي عشان اكمل تعليمي من دكتور بولا--طبعا عدم اكمال تعليمي كان تقصيرا مني و ليس منه
ياااااااااااااااه
حليلنا نحنا و حليل الدنياام بنايا كوم

Post: #343
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 07-18-2004, 08:56 PM
Parent: #1

الدكتور والفنان والمعلم والمفكر عبد الله بولا

اولا ابدى اسفى الشديد عن تأخرى عن ركب المرحبين

اقول مثلما قال عووضه نلبس الرداء والقميص ونفتح رؤؤسنا لنتعلم.

الاخ عووضه هل انت نفس الشاب النحيل دفعتنا فى حنتوب وجامعة الخرطوم؟

هل كنت تقيم بالصحافه ايام ما يسمى غزو المرتزقه عام 76؟

Post: #344
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-18-2004, 09:35 PM
Parent: #343

يا طلحة
كيفك
ياخي كتلت لي الدش في يدي -- انا متابعك من ما دخلت و عرفتك بمجرد وقوع نظري على صورتك -- لكين قلت هسع طلحة الجن دا اذكره بي نفسي كيف و اقول ليهو شنو ولا شنو؟؟
غايتو جاييك راجع كتير
و ين انت هسع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #345
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 07-18-2004, 10:01 PM
Parent: #1

العزيز عووضه

نبدا من وين مش عارف

احسن من حكاية المرتزقه

جايين من عرس مامون المبارك فى حلة مصطفى ، قبل سوبا بتاع البص وقف وقال الخرطوم مولعه نار وهو لم يكن يحتاج الى قوله هزا لان اصوات طلقات الدبابات كانت تصل لاسماعنا

كنا خمسه على ما ازكر عبد الرحمن سالنتوت ، مهدى الامين ، الوليد عثمان عبد الرحيم اضافة الى شخصي الضعيف واحد اقراءنا

كان الوليد العاتى يلبس لبس فنانين زلك الزمان ويحمل فى يده مثل الشنطه التى زكرها بولا

دخلنا الى داخليات طلبة الغابات ، الجميع تحاشانا بسبب مظهر الوليد

قررنا بعدها الزهاب الى الخرطوم كدارى وهو ما كان

اقرب مكان نعرفه لنحتمى به من وابل الرصاص كان منزل عووضه فى الصحافه التى نالت اكبر قسط من قصف الدبابات . وصلنا منزل عووضه عطاشآ جائعين ومنهكين وكان علئ مضيفنا العزيز تدبير المأكل والمشرب تحت دوئ الرصاص وقبل ان يحين حظر التجول فمازا فعل ؟

عزيزي عثمان انا وقبل وقت ليس بالقصير اعمل واقيم فى الدوحه

اليك نفس السؤال اين انت وكيف عامل

اسف حرف الزين لا يعمل فى لحة مفاتيحى


اخوك طلحه

Post: #346
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-18-2004, 10:13 PM
Parent: #345

ياخي انت فقري جدا
يالله
لكين ما قلت لي ماذا فعل -- انا ما متذكر
الجماعة ناس بولا و النور مافيشين يلا تعال ناخد راحتنا في البوست دا-- و الاثنين ما حيزعلوا لانو انا و انت اهل بيت-- بس قليلين ادب

Post: #347
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-18-2004, 10:16 PM
Parent: #345

انا على بعد 45 دقيقة منك -- و قاعد هنا لي ستة و عشرين سنة لمن الرطوبة نشفتني نشاف

Post: #348
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 07-18-2004, 10:34 PM
Parent: #1

العزيز عثمان

لقد قمت بالواجبب واحضرت اللحمه والبصل والزيت وما لزم وكربنا القطر قام وبعد ما غابت الشمس مشينا ركبنا المواصلات متجهين الى ام در لكن حظر التجول ادركنا فى الديم ولحسن الحظ مهدى عندو قريبو فى اليم هاشم عبدون مشينا نزلنا فى بيته وما قصر مهدى جاب لينا الفول ومستزمات العشاء رغم الحظر

45 دقيقه هل يعنى زلك انك فى الخبر او الدمام ؟

ان كنت هناك سلامى لمهند على مالك وخالد الزين

Post: #349
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-18-2004, 10:43 PM
Parent: #348

لا ياخي انا في ابو ظبي
لكين ما قلت لي الزيت كان في قزازة ولا كيس !!!!!!!!!!!

Post: #350
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 07-18-2004, 10:56 PM
Parent: #1

عووضه
برضو ابو ظبى حنسألك من اسامه المجمر وعباس الامين ولغاية ما نتزكر اخوانا الزين تفرقوا ايدى سبأانشاء الله اجيك صادى

Post: #351
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-18-2004, 11:38 PM
Parent: #350

حاضر -- بس انشاء الله دكتور بولا و دكتور النور ما يجوا يطردونا من هنا

Post: #352
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 07-19-2004, 00:27 AM
Parent: #1

Talha , the twin friend of Mahdi el-Amin who used to work for Al-madih co in Khartoum ? if so hello from an old pal of the olden golden days of defiance and personal freedom
Awouda , see you this week end.
Mustafa adam

Post: #353
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 07-19-2004, 00:45 AM
Parent: #1

ود ابن ادم

نعم هو طلحه صاحب مهدى وعضو شلة نادى الاساتزه ناس صلاح الجرق وعمر سعيد وعثمان محمد سعيد

أين هؤلاء الرائعين واين انت الان هل ما زلت فى جامعة الجزيره

والله صحيح البورد دا بقالينا نادى لمقاومة ايام الشتات الكالحه

لك شكرى وتقديرى

Post: #354
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 07-19-2004, 00:55 AM
Parent: #1

دكتور النور

شفت جنس الغبا ال على ده

فى غمرة الترحيب ببولا والاحتفاء بمقابلة عووضه ومصطفى ادم راح على ان أحيى رفيق الصبا فى حنتوب الجميله الفنان الدكتور النور محمد حمد

لك الاعتزار والعتبى

Post: #355
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-19-2004, 02:19 AM
Parent: #354

طلحة ياخي انا ماقلت ليك دكتور النور اهسي بيكون نايم في امريكا -- عشان كدة احسن نضرب الجرَس و نقوم جارين -- وكمان جابت ليها مصطفى ادم -- شوف بالله
ياطلحة جامعة جزيرة شنو ياخي-- مصطفى ادم زمان الجماعة شاتوه للصالح العام و هسي في جامعة الامارات -العين

مستنيك يا مصطفى

Post: #356
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-20-2004, 03:32 PM
Parent: #1


Hashim Elhassan

عزيزي هاشم،
أحر تحياتي وخالص مودتي،
ودا برضو شوية عليك. أنا يا سيدي ممنون جداً بمعرفتك، وقد كانت مفاجأةٌ عظيمةٌ وبديعة لي أن أحظى بقراءة مداخلاتك الشجية البارعة في هذا البوست وفي بوست "حول الآفروعروبية" على وجه الخصوص. وأرجو أن لا يكون مناط سعادتي بقراءة مداخلاتك هنا أو هناك ثناءك على شخصي ومساهماتي "المزعومة" في تأسيس حركة الحداثة الطليقة في السودان. فهذا يخيفني أكثر مما يسعدني، لأنه يلقي على بمسئوليةٍ ما عندي ليها حيل. فأنا والحق يقال لستُ من مؤسسي حركة الحداثة الأوائل ولا الشوامخ. فقد أسس هذه الحركة في اعتقادي من قبلنا ووضع لبناتها المتينة نساءٌ ورجال في مختلف البنيات الثقافية الاجتماعية السياسية في تاريخنا القديم والحديث مما يطول الكلام فيه. وأقول بصفةٍ عامة إن تاريخ الإبداع، مما جميعو، في بلادنا حافل بنفرٍ من العصاة والعاصيات الذين واللاتي زلزلوا وزلزلن بنيات الجمود والانغلاق زلزلةً تركت لنا هذا الإرث التليد في إتقان منازلة مؤسسات الطغيان، "ابتداءً" من الكنداكات البواسل وصولاً (ولا أقول نهايةً) إلى جندريات اليوم البواسل أيضاً، من مختلف الأجيال والأعمار. أما جندريات المراحل المتوسطة بين تاريخنا القديم والحديث فقد أنِبْتُ عنهن معلماتي الشوامخ من شغبة إلى التاية بت جاد الرب وخجيجة بت المك الشلكاوية الجبارة. ولا شك أن في أصل بنياتنا الثقافية المتعددة الأخرى، التي لم أقدم نماذج وافيه منها، بسبب افتقاري إلى معرفةٍ متخصصةٍ دقيقةٍ بها، جندريات وجندريون، ومبدعاتٌ ومبدعون آخرون من غير جندرة، أرسوا لبناتٍ صلبة في جدار الحداثة.
ولوعي الحداثة، لا في معناها الزماني وحده، بل في معناها الأكثر عمقاً: معنى الأصالة المُجددة المتجددة، الذي يطابق معنى الفرادة لا معنى الرجوع إلى أصلٍ ماضويٍّ مقدس، رائداتٌ وروادٌ أشاوس فيما أسميتُه ب"المراحل المتوسطة، بين القديم والمعاصر، من تاريخنا الثقافي". هاك هذه الرباعية من شاعر بربر العاصي نافع ود المكي، وقد قالها في الإعتداد بفرادة قدراته الشعرية رداً على قول قرينه الصالحابي :
"أكانْ لي صبينه ودواس
أنا راجل كبير في هادا مالي خلاص
إن كان المغاني بْيَفهموها الناس
أفوق الأصمعي وأيضاً أبو نواس"
فردَّ عليه نافعٌ بقوله:
"أبو نواس لعيب وشيت اللعب شن فيها
والنار كان صغيره بتحرق الواطيها
إن كان المغاني بتنفع الفاشيها
أفتح ليَّ سكه وغيري ما يمشيها".
وهذا موقفٌ صَمَدٌ من التقليد والسير في السكك المطروقة. وانظر كيف مثَّلَ نافع لجمرة الإبداع المفرد بالنار "كان صغيرة بتحرق الواطيها". ففي الإبداع لا ينوب عنك نائب ولا ينفعك التأسي بمثلٌ أعلى أياً كان. هذا على الرغم من رأي نافع غير المنصف في أبي نواس.
و"للحداثة الجديدة" في تشكُّل طورها النوعي في بلادنا، القائم على مفاهيم حقوق الإنسان الثقافية (وغيرها)، التي لا تكف عن التطور، ولا ينبغي لحَمَلَتها ومناصريها أن يعتقدوا بأنهم قد بلغوا الغاية من تطويرها، رائداتٌ وروادٌ أشداء منذ العشرينيات، من مختلف التكوينات الثقافية الاجتماعية (ولا أريد أن أقول العرقية ففي الفضاء التاريخي والاجتماعي الإنساني في رأي ابنتي نوار وشقيقاتها اللاتي أصبحن من بين معلماتي لحداثة القرن الحادي والعشرين: "عرقٌ واحدٌ بألوانٍ وملامح متعددة". وهن ينتقدننا أنا وبت امحُمَّد، انتقاداً بارداً ومتلطفاً على اعتبار أننا متخلفين مساكين ومغلوبين على أمرنا عندما نستخدم مصطلحات من قبيل "التكوينات العرقية" وخلافه، بفعل إرثٍ معرفي ثقافي لم ينجَ منه حتى حداثيو نهايات القرن العشرين من أمثالنا. وقد اقترح صديقنا جان ميشيل لودان، ذات مرةٍ على نوار، وكانت في السابعة من عمرها، عندما تعرضت لأول "إساءة عرقية" حين شتمتها زميلة لها في المدرسة بقولها "sale noire"، أي "أيتها السوداء القذرة"، أن ترد عليها في المرة القادمة بقولها "أيتها البيضاء القذرة". فردت عليه نوار: "لكن أنا ما عنصرية وما شايفة مشكلة في لونا". وفي اعتقادي أنه ليس هناك اليوم شيءٌ أسخف من الحديث بلغة ومصطلحات ومفاهيم اللون والعرق والنوع إلخ). وقد كان رواد أحد أطوار حركة الحداثة العالية (حملة مفاهيم الإشتراكية والمساواة واحترام التعدد الثقافي والديني إلخ)، هم تلك الكوكبة التي كانت طليعة جيلٍ عظيمٍ من الأدباء والشعراء والمفكرين الأفذاذ في جامعة الخرطوم وغيرها والذين كونوا فيما بعد جماعة أبادماك. أما نحنُ فقد جاء دورنا لاحقاً. وهو لا يقاس بدورهم ن في معنى الريادة، والحق يقال. ربما أجرؤ على أن أدعي أن جماعتنا التي أشرتُ إليها سابقاً باسم "العصاة" كانت أكثرَ جذريةً في نقدها، وأكثر طلاقةً وجرأةً على التجريب والتجوال في فضاءات التجديد الفكري والإبداعي، وقد أكون واهماً في هذه أيضاً. سوى أن الريادة الكبرى كانت لذلك النفر الذي ذكرت من غير جدال. فَهُم الذين "رموا ساس" "الحداثة الجديدة" في الشعر والمسرح والنقد إلخ. إلا أن الريادة لا تبقى بالطبع ملكاً عضوضاً وحصرياً إلى أبد الآبدين. فقد اتسعت حركة الحداثة فيما بعد منذ نهايات السبعينيات، وشهدت تنوعاً كبيراً في تياراتها في مطلع الثمانينيات. وقد أشرتُ إلى ذلك في مقدمتي لمجموعة صلاح الزين القصصية "عنهما والإكليل والإنتظار". وربما قلتُ إنها شهدت تحولاً جذرياً. ولا بد لي من التحفظ على "جذرياً" هذه، لأن في حركة التجديد عندنا، الكثير من النقل والتقليد والإتِّباع. ومن يومها والدائرة تتسع، مما وقع لي أن أسميه "حركة الحداثة الطليقة" لا "الجديدة" فحسب. وهو معنى "حداثةٌ بلا ضفاف" الذي كانت مجموعتنا تدعو إليه وتؤسس عليه ممارساتها الإبداعية. وبإمكاني أن أزعم أننا لم نستلف ذلك المعنى من غارودي. فعندما أصدر غارودي كتابه الشهير "واقعيةٌ بلا ضفاف"، كانت مجموعتنا من التشكيليين (بالذات)، والشعراء، والقصاصين، والنقاد، والإستطيقيين/الفلاسفة، قد تجاوزت بمسافةٍ كبيرةٍ مفهوم الضفاف، بل وخلخلت مفهوم الواقعية السائد بين الجمهور والنقاد من جذوره، رغم الفقر والتشرد وشح الإمكانات، ورب قائلٍ بسببٍ من ذلك أيضاًَ: بما أننا كنا طلقاء من الخوف ومن الحسابات. أقول "ربما"، لا أكثر. ويا ويلتي من الاضطرار إلى طرق هذه القضايا الصعبة المعقدة في شروط وجودي "الحالية" القاسية، وفي هذه اللحظة على وجه التحديد. فهذه مسائل لا تنفع فيها مجابدة الوقت، والكتابة من غير تفرغٍ ولو نسبي. وهذا ما ليس لي منه ذرةً من نصيب.
فأنا أكتب يا عزيزي هاشم بينما أغالب شعوراً مريراً بالقصور وعدم الإيفاء بالمعاني، ونزاعاً ممضاً بين الرغبة في الاستمرار والتوقف.
بخصوص إعادة نشر سلسلة "مصرع الإنسان الممتاز"، لم أحسم رأيي فيها بعد. مشكلتي يا هاشم إن كتاباتي إذا مر عليها يوم، يومين، أسبوع، شهر إلخ، تبدو لي ماسخة عديمة المعنى. فكيف مع تلك السلسلة التي مضى عليها ما يقارب الثلاثين عاماً؟ وأنا في زلزلةٍ حقيقيةٍ من أمر نشرها، الذي يبدو لي أحيانا أنه من واجب التوثيق. وقد أفعل ولكن ليس الآن، لأسبابٍ تتعلق بالوقت والطاقة الجسدية والنفسية.
يا زول العفو أنت وأقرانك الحداثيين الطلقاء الجدد، "لم تجيئوا في اللفة"، كما قلت، بل في قلب مُوَلِّد طلاقة الحداثة نفسه في تقديري. وقد أمتعتني أيما إمتاع مداخلاتك الباسلة في بوست "الآفروعربية"، لا لِأنه يوافق رؤيتي ومذهبي في مطلب إنصاف المخالف عموماً، والمخالف المتمثل في تلك الحالة المحددة في عبد الله على ابراهيم، وإلى حدٍ ما في حسن موسى، وأقل من ذلك في شخصي، فيما أتصور، أو أتمنى، بل لأنك ذهبت مذهباً صبوراً وموفقاً وأصيلاً في منهج قراءة النصوص، وإيراد النصوص في مقام الشهود والمحاجَّة، أمام عقيدة عجب الفيا الصمدة، التي تسعى إلى جِلْدِ عبد الله وجلودنا، حسن، و(أنا بدرجةٍ أقل)، بأي ثمن. كان أداؤك في اعتقادي بارعاً وباسلاً وصادقاً، إلا أن عبد المنعم كان قد أصدر حكمه منذ البداية، من "قولة تيت" كما قلتُ في مكانٍ آخر، وهو ليس مشغولاً بالإنصاف المعرفي، الذي هو مبدأٌ عضوضٌ في النقد، بل بالإدانة. فعبد الله في نظره ليس مخطئاً، ولا متناقضاً، ولا مزَلزَلاً، ولا شاطحاً فحسب، مما يمكن أن يلحق بنا جميعاً من صروف حظوظ النفس وتقلباتها المفضية إلى مجانبة الصواب والإبانة والاستقامة، في هذه اللحظة أو تلك، وفي هذا الموقف أو ذاك، (وحتى هذا ليس مما أوافق عليه منعم بإطلاق)، بل هو في نظره "مخاتلٌ"، و"مراوغٌ"، و"صاحب مشروع إسلاموي مدسوس متخفٍ وراء اللغة" و" الحيل الاسلوبية"، ومحَقِّر وطارد لثقافات الوطن الأخرى، بل و"داعية إلى الإنفصال وإلى استقلال الجماعة العربية الإسلامية بوطنٍ خاصٍ بها"، حتى أنه من الممكن مقارنة دعوته بدعوة الطيب مصطفى الشهيرة، وليس أقل من ذلك. بينما يقول نص عبد الله الأساسي الذي ينطلق منه عبد المنعم في "نقده" له، أي مقال "الآفروعربية أو تحالف الهاربين"، في خصوص التأسيس للتعايش الثقافي المعافى: " فأهدى السبل إلى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الإقرار بقوامين (أو أكثر) للثقافة السودانية. قد تمتزج هذه القوامات، وقد تتبادل التأثير والتأثر، مع احتفاظ كل منها باستقلال الدينامية من حيث المصادر والترميز والتوق." وليست هذه خطة إنسان يدعو إلى انفصال الشمال "الكامل"، على أقل تقدير. بل هذه هي خطة الحكم الذاتي الإقليمي التي يوافق عليها جميع الديمقراطيين التعدديين الحقيقيين ويطالب بها الديمقراطيون الوحدويون الجنوبيون، ويقاتلون من أجلها. وهو يقول في المحاضرة التي أفرغ نصها عبد المنعم نفسه " أنا سبيلى إلى ذلك، أن أحرر نفسى وأحرر جماعتى من امتيازها، إسقاط الامتياز والاندغام في وطن متساوٍ متكافئ متآخٍ". وكما يقول الفرنسيون "إن على المرء أن يصحو مبكراً جداً" ليجد في هذا النص بالذات، في نص المحاضرة كله، ما يدعو إلى انفصال الشمال واستقلاله عن بقية الوطن! ويمكن للمرء أن يجد في نصوص عبد الله في السنوات الأخيرة الكثير من الصواب والكثير من الزلل، والجوباك، والشطح، والتعبير الملتبس أو غير الموفق. إلا أن عبد المنعم لا يريد أن يرى صوابه، ويقرأه كيفما اتفق، يقرا سَطُر ويفُطْ سَطُر كما قلت في مكانٍ آخر من هذا البوست. ويقوِّل النص أكثر مما يقوله، وما لا يقوله أصلاً أحياناً. ولذا فإنني لم أشارك في المناقشات التي دارت في بوست عبد المنعم الأول ولا الثاني. لا تجاهلاً أو تقليلاً من قيمة المداخلات الباسلة التي قصد أصحابها إلى حث عبد المنعم على قدرٍ من التراجع عن عقيدته الصمدة، وإلى قدرٍ مستحقٍ من اعتبارٍ للآراء والقراءات المخالفة، بل لأن مناقشة منعم في هذا الأمر تبدو لي حفراً في البحر، فهولا يحفل إلا بالثناء، ولا يقيم أي وزنٍ للرأي المخالف. بل دائماً ما يسفهه ويرجعه إلى أسبابٍ شخصية. فانظر ماذا قال عن محاولاتي أنا في صده عن الغلو: " ان حديثك عن دكتور عبدالله ابراهيم بانه اتغش في ناس الانقاذ وان الشريعة التي يدعو الي تطبيقها افضل من افاعيل ناس الانقاذ ،هو قول يكشف عن مبلغ الحب الذي تكنه لهذا الرجل، ويعطي الانطباع انه مهما قال ويقول سوف لن يلقي منك سوي الرضا والمنافحة والمدافعة. وبالتالي يصعب جدا ادارة اي حوار نقدي حول افكار ومواقف الرجل". يعني موضوعي طلع كله حب وكده. مع إنني كنت قد قلت بصريح العبارة إن موقف عبد الله من الإنقاذ، في سنواتها الأولى بالذات، حين كانت، طليقة اليد تضرب وتفتك وتنتهك، بلا رادعٍ ولا وازع، موقفٌ يستحق التقريع والحزم، ومن واجبه علينا أن يوضح لنا ذلك بخطابٍ مبين ومن واجبنا عليه أن نزجره عن ذلك بنقدٍ حازم. وقلت إن هذا الموقف لا يشبهه، وإن عبد الله كتير وكتير جداً على الإنقاذ، وعلى مهادنة الإنقاذيين ومجاملتهم لأي سببٍ من الأسباب. وقلت إن خطاب عبد الله أصبح مربكاً، ومتناقضاً. ولم أقل أصلاً إن عبدالله "اتغش في ناس الانقاذ وان الشريعة التي يدعو الي تطبيقها افضل من افاعيل ناس الانقاذ." ولا أعرف من أين أتى عبد المنعم بهذا المنهج في التأويل!! إلا أن عبد المنعم لا يحسب حساباً لضرورة تأمل دقائق خطاب المخالف والوقوف عندها. وأكرر مرةً أخرى أن شديد الاحتفاء بالثناء. وهو قبل ذلك قد حسم الأمر بوضع نفسه ومثله الأعلى في الصواب، "رواد مدرسة الغابة والصحراء"، في خانة القراءة المعرفية ووضع مخالفيه في خانة "الأوهام الإيديولوجية"، ومثل هذا التصنيف للمخالف، من قولة تيت: من العنوان نفسه، لا يصلح قاعدةً لأي حوار. كما لا يصلح قاعدة لأي بحثٍ معرفيٍ حقيقي لأن البحث المعرفي لا يزعم لنفسه ولمصادره الصواب المطلق، ولا يضع الأحكام والنتائج قبل التحليل، وفي العنوان كمان! لم يكن بإمكاني أن أشارك في حوارٍ يبدأ من مثل هذه النقطة وبمثل هذه المنهجية التي تنفي عن المخالف أي احتمالٍ للصواب، وتضعه جملةً وتفصيلاً في خانة "الأوهام" المحضة، وتؤوِّل قوله كما تريد. ولتتأمل على سبيل المثال هذا القدر الاطمئنان الذي تشيعه وتخبر عنه هذه العبارة التي صدرت عن منعم في تقرير الصواب لرؤية رواد مدرسة الغابة والصحراء في توصيف "الهوية الثقافية السودانيه"، فمنعم يقول: "والحقيقة لا توجد قراءة في توصيف الهوية السودانية، أصدق من قراءة جماعة الغابة والصحراء ذلك لأنها تنطلق من الواقع العياني الملموس وتتطابق معه". تَمَّتْ خَتَمَتْ كسِّر قَلَمَكْ. بل يذهب منعم في الزراية بالمخالف، الذي هو هنا عبد الله نموذجاً لا غير، إلى حد اعتبار مجمل مساهماته في الحركة الثقافة مشروعاً مخبوءاً كشفت عنه قراءته هو "المعرفية المحضة العضوض"، فهو يقول في مقالته التي يرد فيها على محاضرة عبد الله "ولكن الدكتور قد كشف اخيرا، عن افكاره الحقيقية التي ظل يداريها ولا يبوح بها طيلة ،سنوات مشواره في الكتابة ،في شان الثقافة السودانية". وهذه العبارة تشمل بالطبع سِفر عبد الله الرائد "الماركسية ومسألة اللغة في السودان". وهو الكتاب الذي كرسه عبد الله لنقدٍ حازمٍ وشافٍ، هو الأول من نوعه في نقد تنصيب اللغة العربية لغةً رسمية بمنطوق الدستور في بلدٍ متعدد اللغات، الأمر الذي رأى فيه تتويجاً ل"خيلاء ود العرب الضارة" (العبارة من الكتيب المذكور)، وتعبيراً أعلى عنها. وقد أعلن عبد الله عزمه نشر هذا الكتيب مؤخراً، ولعله الآن قد طُبع أو هو قيد الطباعة. مما يعني أنه مازال على آرائه التي عبر عنها فيه. وهي آراءٌ بعيدةٌ جدا عن مشروعٍ إسلاموي مخبوء، وعن إعلان الدعوة إلى الانفصال. ولعل من أطرف شطحات منعم وتأويلاته العجيبة أنه نصَّب عبد الله مؤخراً ممثلاً ل"وجهة نظر كل اليسار الماركسي"، وهاك العبارة التي تحمل هذا التأويل المذهل: "والاراء التي يعبر عنها هنا الدكتور عبد الله لا تمثله هو شخصيا بل تمثل اليسار الماركسي العريض الذي يقدم الدكتور كواجهة فكرية له، طالما لم يصدر من اليسار حتي الان ما ينتقد او يتعارض مع هذه الافكار". اللهم إني أتبرأ إليك من "طلاقة" تأويل عبد المنعم. وهذا يعني أن "اليسار الماركسي العريض" أيضاً عنده، فيما وراء "الستار الماركسي العريض" نفسه، مشروعٌ إسلامويٌّ مخبوء ويسعى إلى استقلال الجماعة العربية ـ الإسلامية عن الوطن، واستقلالها بوطن على قدر مقاسها!! هذا ما يقوله منطق العبارة ومحمولاتها من غير كبير حاجةٍ إلى تأويل، بل من غير حاجةٍ إلى تأويلٍ أصلاً. عاد النقاش كيفن مع الحالة دي يا هاشم؟
بهذا أعتذر لك (ولأسامة والنور) عن عدم مشاركتي لكم في كفاحكم الباسل لكفكفة غلواء منعم التي لا يضبطها أي ضابطٍ من ضوابط التأويل وشروطه، ولا مجال فيها لصوابٍ ممكنٍ يأتي من جانب المخالف.
وأرجو أن تعذرني أيضاً في موضوع الاعتراض على نقل مداخلاتي من بوست النور إلى، بوست منعم، (وهو في الواقع اعتراض تناقل نصوصي (ونصوص غيري) أصلاً من غير استشارةٍ وقبول)، فأنا يا سِيْدي لم أكن قد قرأت اقتراحك، عندما عبرتُ لمنعم عن اعتراضي، بل كنتُ قد قرأت اقتراح فردة واستجابة منعم له فحسب. فمعذرةً، مع إنني كنتُ سأعترض في كل الأحوال. وليس في الموضوع، من جانبي تمييز أيٍ منكم على الآخر. وليس لرفضي علاقة بالتفاضل والتمييز أصلاً. بل له صلةٌ بحقوق المؤلف أصلاً. وبفوضي نقل النصوص التي تجتاح وسائل إعلامنا المقروءة بصورةٍ مزرية.
لك عامر مودتي وجزيل شكري، وإلى اللقاء في مداخلاتٍ أخرى لو أنني استطعتُ الصمود.
بــولا

Post: #357
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 07-20-2004, 04:32 PM
Parent: #356

عثمان عووضة! والله ليك وحشة، وشايفك آخر عمم ونظارات!!
هل تذكر قصة مضوي الطيب، وعم شاهوته، وكميل القبطي؟

طلحة! ما أسعدني بلقائك بعد هذا الزمن الطويل. وكيف أهلنا ناس الشرق؟ لا أزال أذكر داخلية جماع، وصداقاتي فيها، التي هي صداقات اليسار، وطلائع الهدد: مضوي الطيب بانقا، وعباس الوسيلة، والفاضل المبارك، والطيب الزبير، إلى آخر القائمة. أما أصدقاؤك، صلاح الجرق، وعمر سعيد فقد جمعتني بهم الظروف لاحقا، خارج السودان، إذ لم أحظ بمعرفتهم في السودان. إلتقيت بعمر سعيد في مسقط في الأعوام 1988-1992، وتوطدت العلاقة بيننا. وهو الآن في هولندا، ونتحدث بالتلفون من حين لآخر. أما صلاح الجرق فقد التقيته في المؤتمرات الأكاديمية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الآن رئيس قسم تاريخ الفنون بجامعة كورنيل بولاية نيويورك. وقد أصبح صلاح مرجعا كبيرا في الفنون التشكيلية الإفريقية، وقد نشر عددا من الكتب باللغة الإنجليزية تُعد هي الأخرى مراجع هامة في هذا التخصص.

مرة أخرى، لقد زاد هذا البورد من حيلتنا، وطوَّل أيدينا، فأوصلنا إلى أعزاء فقدناهم في شعاب الحياة، ما كان لنا أن نلتقي بهم مرة ثانية، لولاه.
دمتم أيها الأعزاء.

Post: #358
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-20-2004, 06:08 PM
Parent: #357

دكتور النور سلام
ياخي حاجة عجيبة-- اقسم بالله الواحد ما مصدق و دعواتنا للمهندس بكري الذي جعل مثل هذه اللقاءات ممكنة
هسى شوف زي طلحة دا متذكر ليهو حلة -بفتح الحاء -- ليها فوق ثلاثين سنة !!!!!!!!!!
بعدين كيف ما متذكر ياخي -- وبالذات عم شاهوتة --عندنا ادس -- فول و --- دي ما بقولها هنا
عارف يادكتور انا بتذكر تماما انه دكتور بشرى الفاضل دا كان متكيف شديد لاسم عمك شاهوتة و اتذكر انا كنت مستغل الحتة دي و كل ما اتلايق عليه و يزعل طوالي اجيب ليهو سيرة عمك شاهوتة و ينتهي الموضوع
و عايز اقول ليك حاجة غريبة عن اسم شاهوتة -- قبل كم طاشر سنة كدة التقيت صدفة مع احد اقربائه الدناقلة بتوعنا و جات سيرة عمك شاهوتةو قال لي انه اسمه اصلا الشيخ ود طه -- ولكن لانه اللسان اعوج اصبح النطق الصحيح صعب بلحيل
يعني شاهوتة عندنا = الشيخ ود طه
شفت كيف!!!!!!!

Post: #359
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-21-2004, 00:22 AM
Parent: #1

أعزائي طلحة وعثمان عووضه، وأخيراً النور،
تحياتي العامرة ومحبتي التي لا تنضب،
ويا سيدي طلحة، "طلحة الفخيم" كما كنت أسميك سراً في حنتوب، لأنك كنت فخيماً في مشيتك وقومتك وقعدتك وبتقعد الكلام وتجيِّهو جيهةً مي مسخرة. وأتمنى أن لا تكون الفخامة قد بارحتك مع الكُبُر النسبي (الكُبر المطلق دا حقي أنا ال"بقيت عجوزاً جَقْ ونايبي اتلولب" كما يقول أحد شعراء البطانة، وقد كان غزِلاً، في صروف الدهر وأسوأهاالكُبُر نعلة الله عليه).
أتلومت معاك يا خي أشد اللوم، إذ كان يجمُل بي تهنئتك على نجاح ابنك، على الرغم من أنك صيرتني جداً أحفاده داخلين الجامعة. لكنني كنت في أمراً ضيق وأستعد للسفر للمشاركة في مؤتمر بليبيا، بمدينتي المحبوبة سبها، مدينة بعض "أسيادي" من أصدقاء العمر "الجميل"، وبالأحرى الجميلين هم مو عمري الشقي، (بكوا حين حللتُ بينهم وهم يصافحوني بأحضانٍ سخيَّةٍ عامرة). هذا ما كان من أمر تقصيري في الأصول من تالاك، وبجيك راجع لوقفة طويلة، بعدين مو هَسِّع.
ومتلَوِّم معاك يا عثمان برضو لكن أقل من طلحة. فقد بعثت إليك بتحيةٍ عاجلةٍ ووعد، إلا أنني لم أفِ بوعدي ولم أوفِِك ما تستحقه من التحية. بجيك راجع برضو، لاحقاً.
أما النور فالوصل قائمٌ كان وما يزال.
يا جماعَه البساط احمدي وانتوا ماكُن غربا دحين داير اقول لكم وصاةً بالمهلة: فقد سعدتُ بيني وبين نفسي أيما سعادة بدخولكم المقتحم، واقتحام الدار من اعتبارات وتقاليد الحالة الواحدة. إلا أنني أخشى أن يشتتني ويبرجل على "حبل السرد" كما يقول الإخوة النقاد الروائيين عندنا في هذه السنوات الأخيرة. دحين خلوني أخلص ردود الترحيب بعدين أسويلكم قعدةً مي خمج.
مع خالص مودتي. وأوصيكم بألا تعتذروا البيت بيتكم لكنه الآن مضيوف.

مع كل محبتي بـــولا

Post: #360
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-21-2004, 00:36 AM
Parent: #359

طيب -- حاضر

Post: #361
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-22-2004, 05:07 AM
Parent: #1

عزيزي مصطفي،
تحياتي ومحبتي،
ثم ماذا أقول؟ هذا دورك الرسمي في الردود على الترحيب. وقد فقدتُ لتوي النص الذي دبجته في رد فضلك عليَّ في هذا البوست، كنايةً ورمزاً عن أفضالك السابقة الجمة الباسقة.
إلا أن سوء حظي وطالعي شاءا أن يختفي الجزء الأكبر منه لأسبابٍ لم أفهم مصدرها التقني المباشر، وإن كنت أفهم تماماً مصدرها العميق: اكتئابي المقيم وامتناع آليات اللاوعي عندي عن الفرح. والكتابة إليك موطنٌ في الفرح العظيم. وفي اللحظة التي يستحكم فيها هذا الامتناع يقع هذا الصنف من الكوارث.
أملي في أن يكون النص الكامل في فلوبي سجلته فيها بالأمس في مكان العمل وأخذتها معي ل"لبيت" (بالأحرى الجحر) لإكماله، ولم أتذكرها وأنا خارجٌ إلى "العمل".
فلتسح لي، أن أرد على بعض الترحيبات، التي ليس فيها مداخلات طويلة وعصية، إلى أن أستوثق من أمر ضياع النص الكامل أو أن أجده. أقول ذلك لأني لست على يقين من أنه موجود بكامله أيضاً في الفلوبي المذكورة.
مودتي وتحياتي لنجوى وعزوزة "الصغيرة" والوليد.

بــولا

Post: #362
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-22-2004, 05:21 AM
Parent: #1

الحسن بكري
عزيزي الحسن، أخلص تحياتي ومحبتي،
بعد نشر الصورة تذكرتك تماماً. وتذكرتُ لقاءًًاتٍ تمت بينناومناقشةً ربما لم تكن طويلة بما يكفي. إلا أنه من الواضح تماما متابعتك اللصيقة لحركتنا في تلك السنوات "العذبة"، في كل المعاني النابعة من مصدر الاشتقاق المشترك بين العذوبة والعذاب. وهذا موضوع يحتاج مني لشوية روقه، واستعداد نفسي، لا أملكهما الآن مع حسرتي على ضياع نصٍ الرد على ترحيب مصطفى آدم الذي قضيتُ في كتابته أياماً بلياليها، كما أوضحت له أعلاه. وسينطبق ذلك عليك أنت أيضاً، على أن أعود إليك بعد زوال الكزازة عن خاطري. وأسألك السماح.
مع وافر مودتي. بـــولا

Post: #363
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-22-2004, 05:24 AM
Parent: #1

عزيزتي رجاء
لك أحر تحياتي ومودتي،
أرجو أن تكوني قد تفهَّمتِ موضوع التقديم والتأخير الاستثنائي هذا في ردود الترحيب كما أوضحته في الرسالتين أعلاه لمصطفى آدم والحسن بكري. وكمان أتعشَّم في وساطتك للأصدقاء المتداخلين ممن قدمت ردودي عليهم لنفس الأسباب التي ذكرتها لمصطفى والحسن، من أن ترحيب الذين قدمتهم لم ينطوِ على مداخلات عصيَّة، تستدعي استعداداً نفسياً كبيراً للكتابة. وهذا لا يعني بالطبع إنهم عاجزون عن المداخلات العصية، بل إنهم اختاروا أن تكون صيغة الترحيب "بسيطةً" لسببٍ من الأسباب، وبيني وبينك صيغة الترحيب البسيط مريحة لي أنا شخصياً، وللمتابعين الذين لا شك قد أرهقتهم ماراثون ردود الترحيب الطويلة هذا. وأتوقع بالطبع من المرحبين الذين جاءت رودي إليهم مختصرةً أن يساهموا فيما بعد بمداخلات عصية، لكن مخسمين بالنبي ما تكتروا من "عصيان المداخلات في المستقبل شفقةً بشيخٍ تجاوز الستين ويتطلب عمله الرسمي "الزفت" أن يقعد مقابل الكي بورد عشر ساعات في اليوم.
نجي لموضوعك أنا شاكر يا ستي ترحيبك العالي. وسلامتك من الندم كما جاء في ترحيبك، عن: "عدم التواجد لحظة مقدم شخص أقدره وأحترمه كزميل لوالدي عبدالحميد العباسي رحمه الله". وأشكرك على تشريفك لي بزمالة المرحوم والدك، الذي لم أتشرف في الواقع بزمالته كما كنتُ أتصور وكما تتصورين، فقد اتضح مما جاء في مداخلتك إنني غادرت حنتوب قبل وصوله إليها. غادرتها في نهاية عام 1969، إلى القضارف الثانوية، ثم إلى مكتب النشر، ثم إلى كلية المعمار بجامعة الخرطوم، ثم إلى كلية الفنون الجميلة، ثم إلى بحري الثانوية، ثم إلى التشريد المطلق من الخدمة في السودان، ثم إلى فرنسا طالباً ولاجئاً سياسياً في عهد النميري. وهو التشريد الذي لم ينته إلى يوم الناس هذا. وأنا لستُ سعيداً ولا فخوراً به. وقد انتهي بي التشريد إلى عبوديةٍ جرداء، جافة، مترامية الأطرف. فسِيْدي مو سيداً فيه "رحمة" نعلة الله عليه.
ظريف جداً، ومناسب جداً أيضاً، سؤالك لي عن سنة تخرجي من حنتوب. وقد جاءت في مداخلتك كما يلي: " وبالمناسبة ما هي سنة تخرجك من حنتوب.. فقد اتاها والدي عام 71..
ولكما الحب..". وهذا قريبٌ من ما يسمى في الفرنسية بال "lapsus révélateur"، وهو الالتباس الناجم عن سبق التعبير للمقصد الظاهر، والذي يوحي بشيءٍ من مقصدٍ خفي. (فربما خدعك مظهري في الخاطر الخفي عن أن أكون زميلاً لوالدك بالفعل ونما في خاطرك الخفي أيضا، إنني ربما كنت تلميذه بحنتوب، مع إنك وفِّقتِ في بداية في تسميتي زميلاً له). فأنا لم أتخرج من حنتوب من وجهة النظر الرسمية والإدارية بل كنت بها مدرساً لمدة عامين بعد تخرجي من الكلية (67ـ69). إلا أنني تخرجتُ منها بالفعل في معنى أعمق لاكتساب الخبرة والمعرفة. فقد تتلمذتُ فيها على أي أساتذة أجلاء ممن سبقوني إلى سوح الحداثة: السر مكي، وعمر رفاي، وعبد العظيم خلف الله ومحمد عبدالعال وآخرين، وكوكبة مضيئة من تلاميذي الموهوبين الحفارين وقد ذكرتُ فضل نفرٍ منهم علىَّ في مداخلاتٍ سابقة.
شوفي جنس الكلام دا! حالتي قلتَ حأختصر شوية.
مع خالص محبتي وتقديري بــولا

Post: #487
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Raja
Date: 09-18-2004, 08:48 AM
Parent: #363

أستاذي الجليل عبدالله بولا..

تحية ومودة..

ألف شكر على ردك الذي تفهمته منذ زمن..

مسألة زمالة والدي رحمه الله، لم أعن بها في العمر او الخبرة.. لا.. فقد عرفت انك تخرجت من المدرسة ثم عدت اليها استاذا.. وهذا كان يحدثا كثيرا في المدارس الثانوية.. وعليه يمكنك ان تكون قد زاملت والدي لظني انك تخرجت مع د. النور وزملائه في عام 70.. وسنتين الكلية، يعني 72 تكون في حنتوب..

شفت الحسبة بسيطة كيف..؟

عموما.. تشرفني معرفتك.. زميلا لوالدي ام لا.. يكفي انك من خريجي حنتوب..

ودام ودنا..

Post: #364
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-22-2004, 06:43 AM
Parent: #1

عزيزتي راوية،
أخلص تحياتي وجزيل مودتي،
للأسف الشديد سبقتك رجاء إلى طرفٍ من السيرة الحنتوبية. وهو على كل حال طِريفاً صغيروني ولو إنه كان عامراً بلمحةٍ من سيرة والدك العطرة. وقد أسترسل في المشاهد الحنتوبية لا حقاً.
يا ستي، ما أزال ذاكراً لاستقبالكن الحار، الودود، الكريم، في كل المناسبات التي زرت فيها القاهرة. إلا أن حظي التعس لم يمهلني لزياتكم في البيت، ولعل ذلك يتم في مناسبةٍ سعيدةٍ أخرى قادمة. وربما في أمريكا، مين عارف؟
نقلتُ تحياتك لحسن موسي وهو سعيدٌ بها. وقد أوصاني بنقل تحياته الحارة لك.
مع خالص مودتي، وتحياتي للأسرة. وإلى اللقاء في مداخلةٍ قادمة.
بـــولا

Post: #365
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فرح
Date: 07-22-2004, 06:50 AM
Parent: #364


Post: #366
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-22-2004, 06:56 AM
Parent: #1

nada ali
عزيزتي ندى، أخلص تحياتي،
شكراً على ترحيبك، ولو إنه أعلى مني بكثيرٍ جداً. عاد "رجل" مؤسسة بي وين وانا ماني قادر أكون زول عادي بدون أي امتيازات. بينما حالتي في اللحظة "الراهنة"، وهي "راهنة" منذ عشر سنوات، تحت الحد الأدنى "لشروط حياة الإنسان العادي" بكثير، وأنا لا أعرف من هو الإنسان "العادي" هذا على وجه التحديد؟ في عالمٍ يعيش ثلاثة أرباع سكانه تحت مستوى الفقر، بل أعتقد أن نصف هذه الثلاثة أرباع تحت خط الحد الأدنى من الحد الأدنى لمستوى الفقر. في عالمناالراهن هذا(والتاريخي أيضاً)، لا يوجد أي شيءٍ عادي، عالم مجوبك ومحط ومسيء غاية الإساءة للإنسان. هو عالم الغول الرأسمالي الذي خلا له الجو فباض وأصفر. وقد أوردتُ في مكانٍ آخر من هذا البوست "نبوءة" الشاعر والمفكر المارتنيكي الرؤيوي العظيم، إيمي سيزير بما ستكون عليه حال العالم مع هذا الغول، وما سيفعله بالعالمين حين "يصفو" له الجو. وقد كان!
يا ستي "رجل مؤسسة" بي وين؟ وأنا لا تساوي جهود البائسة، ظفر أي واحدةٍ أوأي واحدٍ من الرجال والنساء، والشابات والشبان، البواسل الذين يخضون في هذا للحظة معارك ضارية ضد غول جميع غيلان التاريخ والحاضر هذا. وعلى أية حال شكراًً لك على حسن ظنك،فلعله يكون لبِنَةَفي جدار التصدي الذي يكفيني أن أكون واحدأً من المناولين لبناته الأماجد من النساء والرجال المؤسسات. وإلى اللقاء في مداخلةٍ مقبلة أكون فيها أقل "حظاً" من الوهن والإكتئاب.
بــولا

Post: #367
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-23-2004, 01:01 AM
Parent: #1

بدر الدين شنا
عزيزي بدر الدين، أخلص تحياتي ومودتي،
وجزيل شكري على هذا الترحيب الطليق. فكرة المطار الإلكتروني والمستقبلين فيه ظريفة وطريفة وخصبة جداً. لكن كل المشكلة في المستقبلين بتاعينك المتوقعين على حد قولك: "إنو القادم سيتحفنا ويملأنا فناً وأدبا". وأرجو أن لا أكون قد خذلتهم. فأنا لم أقدم حتى الآن سوى خواطر وعناصر لتأسيس جملةٍ من الإشكاليات التي تشغل "الرأي العام الثقافي والسياسي إلخ"، بغرض تحديدها ومناقشتها لاحقاً. ولستُ على يقينٍ من أن المُروَّة ستكون حليفتي في إنجاز هذا المشروع.

لك محبتي وتقديري.
بــولا

Post: #368
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-23-2004, 02:57 AM
Parent: #1

Degna
عزيزي دقنة،
أخلص تحياتي ومودتي،
يا سِيْدي لا دام الأسف. وما تأخرتَ في الترحيب وما قصَّرتَ. قصّر عمك واتلوَّم. وأرجو أن تقبل اعتذاري فقد نطيتك بدون إذن. إلا أن هذا كان بفعل السهو. وهو كثيرٌ عندي في هذه الأيام. وقيل إنه من مقدمات الخرف. وشكراً أيضاً على حسن ظنك العالي الذي جاء كما يلي في ترحيبك" كم نحن محظوظون صفوة مثقفي السودان الاحرار بين ظهرانينا". وهذا فألٌ حسن من جانبك، أن تضعني في خانة "صفوة مثقفي السودان الأحرار". لكن كان جيت للجد أنا لا "صفوه" ولا "أحرار". عاد حريةً بي وين يا دقنه مع اللنا فيه دا. أما "صفوة" فما في ليها طريقة كُلُّو كُلُّو. وفيما عدا ذلك فأنا المحظوظ، على الرغم من كل بؤسي، بالتعرف على "أجيال" مستنيرة من الشبان والشابات من أمثالك. ومن أمثال الجندرية والجندريات. (وفي الجملة الأخيرة دي توددٌ وشكاية للجندرية والجندريات، وخشيةً من زربقتهن في خصوص فلتات ألسنتنا وخواطرنا المغموسة في اللغة الذكورية).
أرر شكري ومودتي

بــولا

Post: #369
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-23-2004, 06:15 AM
Parent: #1

Tumadir

تَماضُر بت شيخ الدين؟ أمانة عاد ما اتلومتي: "هل تذكرنى يا استاذ يا عظيم"!!
عظيم دي خليها على جنبه كده فهي ليست ذات موضوع أصلا. وخلينا في المهم. إنت يا بت نَعَلِّك ماك بُدَلِيَّه؟ و"بُدَلِيَّه" دي ما ظِنِّك، تتذكريها على الرغم من إنِّك عشتِ نذراً من فترة طفولتك في بربر. "البَدَالَه" العواره في لهجة بربر. وحاشاك منها. لكن بالغت في "سؤالك لي" عما إذا كنتُ أتذكرك. أولاً يا ستي إنتِ تَماضُر (وما عندي شغله بالعرب، بدوان الجزيزة، كانوا بنطقوا اللَّسِم دا كيفن). ولا شك أن أستاذي شيخ الدين كان ينطقه كما تكتبينه، ب"اللهجة العربية الفصحى" على حد تعبير الصديق عشاري أحمد محمود. وتماضُر صديقة من أصدقاء العمر "العذب" الطليق. (عذب في معاني الاشتقاق التي ذكرتًها في اعتذاري أعلاه للأستاذ حسن بكري، عن تخطيَّ له في ترتيب الردود، نظراً لوعورة القضايا والذكريات والمَواجِد التي تثيرها مداخلة ترحيبه السخية، مما ليس لي مُرُوَّةً تسعفني على الوفاء به في هذه اللحظة، التي تغشاني فيها غواشٍ من الكآبة وكزازة النفس عظيمة. وقد نسيت أن أعتذر لك عن ما وقع في حقك أنت من تخطٍ أيضاً. وهو يرجع لنفس الأسباب التي ذكرتها أعلاه بدرجةٍ أقل. وثانياً إنتِ بت شيخ الدين. ولعلكِ قرأتِ ما جاء في شأنه في ردي على ترحيب الصادق. وعلى كل حال لا بد من إعادة نشره هنا لأغراض اتصال السياق ورتقه. فقد قلت للصادق: "طبعاً أنا حكيت ليك عن دور شيخي، شيخ الدين جبريل في حياتي، ولا معنى لأن أعيدها عليك هنا. وبوضوح أكثر ومكرٍ أقل فأنا مخلي سيرة شَيْخي شيخ الدين جبريل دي بهاراً لردي على تماضر، التي من فرط حماقتها قد تظن أنني تجاهلت الرد عليها أو أهملته بينما المسألة مسألة ترتيب لقائمة الردود (وهو ترتيبٌ) يحكمه ويمليه ال"إتوكيت" كما نقول في العامية الأفندوية (وهي في أصلها الفرنسي "إيتيكيت"étiquette )، في معنى الأصول واللياقة، وليست مسألة مفاضلة".
أحكي لك بَقَى بعد دا.
درَّسني المربي الكبير شيخ الدين جبريل في مدرسة بربر الأهلية الوسطى. وكنت قد التحقتُ بها في عام 1957، تلميذاً في نهاية السنة الثانية. وكنت قد درستُ السنتين الأولى ومعظم الثانية في مدرسة عطبرة الأهلية الوسطى (كان اسمها "الإبتدائية" الزمن داك. "الوسطى" دي جديدة. من كلام ناس القرن العشرين" على حد تعبير الخالة عاشه الفلاتية)، حيث حظيتُ بتدليلٍ شديد من جانب أستاذيَّ عمر أبوسبيب مدرس اللغة العربية، وعمر الطيب عبد الماجد مدرس اللغة الإنجليزية ("عمر ود شيخ الطيب" كما كنا نسميه في نطاق الأسرة. وكان والدُه صديقاً حميماً لأبي).
جئتُ إلى مدرسة بربر الأهلية كظيماً كسير الخاطر لفقدي حظوتي ومحبة أساتذتي في مادتين أساسيتين أحرز فيهما درجاتٍ كبيرة جداً من غير مذاكرةٍ ذات بال، واعتماداً على قدرة مذهلةٍ على الحفظ والقياس، أظنها تشهد اليوم فتوراً وضعضعةً وإنهاكاً.
كانت أول حصة حضرتها لشيخي هي حصة الرياضة البدنية. وقد كانت بائسة جداً في مدرستي التي أتيت منها. فإذا بي أواجه بمشهدٍ رهيب: تلاميذ المدرسة عن بكرة أبيهم، وربما عن بكرة أمهم أيضاً، (وهذه جندرة معقولة جداً أتمنى أن تساهمي في ترويجها عني)، في صفوفٍ منتظمة. وكان الأستاذ شيخ الدين يخاطبهم بلغةٍ لم أفلح في فك رموزها "وشفراتها" على الرغم من براعتي في القياس والاستنتاج اللغويين في تلك السن. فقد كان في الواقع يقسم مجموع طلاب المدرسة، وكان بها نهران "شرق وغرب"، حسب هذا التقسيم "النهري"، ووفق ترتيب الفصول في مستوى أوليِّ عام، ثم حسب المهارات والتخصصات الرياضية في مستوى الأبطال والواعدين. وقد تُهتُ في الحصص الثلاثة الأولى حتى وأصابني ذهول وتشتت، حتى أصبحت حصة الرياضة هماً ثقيلاً كاد أن يودي بي إلى ترك المدرسة أصلاً. إلا أن صبر أبيك وعطفه علىَّ كان بلسما سحرياً شافياً. في الحصة الخامسة فهمت النظام واستسغته لاسيما وإنني كنت عداءً ماهراً. وفي الحصة السادسة ضمَّني إلى الفرق الممتازة، ضمن فرقة عدائي المدرسة الواعدين. وقد كان أبطال العَدْو الكبار، وأغلبهم من "أولاد رابعة"، في مرتبةٍ من الحظوة قريبة من مرتبة آلهة الأولمب. وكانت الفرق المختلفة في الفترة التي قدِمتُ فيها تستعد لمسابقات نهاية العام. كم سعدتُ بمشاهدة الترتيب البارع والنظام الدقيق، والأداء الرفيع، الذي كان يعده ويشرف عليه، تدريباً ومتابعة، المربي الكبير شيخ الدين جبريل بنفسه. وأستطيع أن أزعم أنه نظام لم أشهد له مثيلاً في كل المؤسسات التعليمية التي درسْتُ أو درَّستُ بها (ربماقلتُ فيما عدا حنتوب، وحتى هي كان مستوى أدائها أقل كثيراً من مستوى إحكام أستاذنا شيخ الدين جبريل), ومع ذلك لم يكن أستاذنا شيخ الدين معلماً متخصصاً في الرياضة البدنية، بل كان أستاذاً للغة العربية أساساً، والرياضيات أحياناً!! وما أزال أذكر مشيته الفخيمة وهو يمر عبر الصفوف الطويلة، يُّعدِّل من استقامتها، ومن طرائق الأداء الجسدي السليمة" في الوقوفٍ والجلوس والتنفس،اللائقة بالرياضي، والمفضية إلى المعرفة بالجسد واستخداماته الحركية "المُحكمة" جمالياً وصحياً. كان يمشي مرفوع الرأس مستقيم الجسم، رقبته "محدربة" (أي مستقيمةً مصبوبةٌ فاخرة)، وخطواته ثابتةٌ متقنةٌ واثقة. وكان مع ذلك مدرِّباً رحيماً شديد الصبر على "الطُرُق" (أي "الشُتُر") والمتراخين منا. دا شيتن بتنسي يا "تُماضِر".
شكراً على ترحيبك الظريف مع خالص مودتي وتحياتي لك و لبنياتك المشرقات. وقد أعود إلى سيرة شيخي مرةً أخرى بمزاجٍ أطيب.
بـــولا

Post: #370
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-28-2004, 05:57 AM
Parent: #1


منعمشوف

عزيزي منعم،
تحياتي ومحبتي،
العفو يازول، ما اتأخرتَ ولا شي المركب ملحوقه. وانت ود رباطاب تعرف هذه اللغة. المشكلة ميها في المركب ولحوقا. بل في عمك المخرف البقى مو عارف الدفة من المقداف في هذا البوست الدهري، ومع هذه "الردود" العرمرم.
كمان انت جيتني في لَفه صعبة يا منعم أنا كايس لَيْ لي مزاج كتابة رايق يخارجني من "الرد" (يا جماعة ما في كلمة غير "الرد" دي؟) على الترحيب العالي الذي ابتلاني به مصطفى آدم، ثم بكري الحسن تجيني إنت كمان بي "كلام قَبِيل زي دا" (ودا من المخزن البلاغي للحاجة آمنه بت احمد أم حسن موسى؟ عاد شن اسوي؟ مما ممكن أأجلك وما عندي مْرُوةً أكتب بيها تعقيب طويل. وعلى كل حال عشمي في حلمك، وفي كونك أصغر (سناً لا مقاماً) من مصطفي وبكري.
يا سيْدي ألف مرحب بيك، لكنني لا أعتقد بأنني سأكون في مستوى حسن ظنك وحسن ظن "الجميع" الذين "ينتظرون مني الكثير" على حد ما جاء في ترحيبك. والمصيبة إنك أضفت: " وحتماً لن تبخل". والموضوع مو موضوع بخل وكرم يا منعم، موضوع مرُوَّه ووكِِتْ. وهذا ليس لي منه مخرجٌ في "المستقبل" القريب فيما يبدو. وبمناسبة المستقبل هذه كان أحد طلابي في جامعة سبها في مطلع التسعينيات يسخر من أمه، وكانت في منتصف العقد الخامس من عمرها، حين أوشك على التخرج، فقالت له: "بعد هادي تروح تدوِّر لك شغل باهي تخلينا أنا والعَزوز نِِشْحو مستقبلنا". و"نِِشْحو" نشوف (وأصلها "نشبحو"، من شبح يشبحُ أي يرى. وهم "يأكلون" باءها في الليبية العتيقة) و"العَزُوز" العجوز. وأكثر ما يشقي الليبي والليبية تتابع الجيم والزين (وقيل الزاي) في كلمةٍ واحدة، فينطقون الجيم زايا في مثل هذه الحال ويكفون أنفسهم شر ملاواتها. ويشقيهم أكثر من ذلك تتابع التاء والثاء. وقد حظيتُ من ذلك بمشهدٍ فريدٍ حين كنت أعمل باحثاً في مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة سبها. فقد دخل مديره الحاج أبو القاسم قديح (والياء في اسمه على إمالةٍ ظاهرة)، وهو أستاذ لغة عربية ضليع، في ملاواة مع تتابع التاء والثاء وهو يصوغ نص إعلان مؤتمرٍ عن تلوث البيئة، يقيمه المركز. وانتهت ملاواة المرحوم أبو القاسم إلى هزيمة منكرة، أوقعها الطبع بالتطبع. وهذه طريفة جداً سأحكيها لك في "ردي" على داخلتك المقبلة.
دحين يا عبد المنعم أنت قلت لي أهلك وين في الرباطاب؟ أريتك تكون من ناس الشريك.
مع خالص مودتي وجزيل شكري. وتحياتي لابنة أستاذي الجليل أحمد الزين صغيرون.
بــولا

Post: #371
Title: رحبوا معى
Author: mohmmed said ahmed
Date: 07-28-2004, 11:24 PM
Parent: #1

ذكرتنا استاذ بولا
لهجة الليبين الطريفة
نوع زوز تمشى عمانا وقعمز لوطا
فى ما مرة طالبة قلت ليها انت مزعجة قالت انى مجعزة يابت مجعزة شنو داير تودينا فى داهية
الكلام دا خرمجاساى ما بنزعل من عدم الرد

Post: #372
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-29-2004, 05:01 AM
Parent: #1

mohmmed said ahmed

عزيزي محمد،
التحية والود،
أفتكر دي تسخينه واستراحة ظريفة جداً وأنا داخل على "الرد" على ترحيب مصطفى آدم والحسن بكري. مصطفى كان في ليبيا ويعرف مثل هذه الورطة التي يواجهها السوداني الناطق بلهجة الشمال والوسط العربية في التعبيرات والمواقف المتصلة بالجذر "أزعَجَ" ومشتقاته في اللهجة الليبية. وانا طبعاً ما بقدر أقول الكلمة (فتراث موانع و"تابوات" الشيخ أحمد بشير مازالت تلجمني عن مثل هذه الطلاقة). المرة الأولى التي سمعتُ فيها لفظة "إزعاج" ومشتقاتها معكوسةً على الطريقة الليبية. فهمتُ مقصد محدثي، إلا أنني اعتقدتُ أنه قد وقع له نوعٌ من زلة استبدالٍ لسانية. وحمدتُ الله على أنه لا يعرف مدلول اللفظة في اللهجة السودانية (التي حددتُ حقلها نفاذها اللغوي آنفاً) والشارحة بين القوسين مما تمليه ضرورة تفادي زربقة التعدد الثقافي يا محمد. ثم تكرر المشهد مع محدِّثٍ ثانٍ، فأدركتُ أن الأمر لا علاقة له بزلة اللسان، وإنو المسألة فيها ورطةٌ ودواعٍ للحرج أكبر من ذلك. ثم وقعتُ بعدها على محدِّثين آخرين من كبار السن، الذين لم تلخبط عليهم المدارس عادة استبدال الجيم والزين في موضوع "الإزعاج" ومشتقاته: فهم ينطقونها "إزعاز" والإنسان والإنسانة، (شوف ليك كمان جنس زربقة جندرة)، المزعج والمزعجة، هما عندهم "مُزعِز" و"مُزعِزه". هذا في خصوص الزبلعة المنتجة.
و"على صعيدٍ متصلٍ"، كما يقال في صحافتنا هذه الأيام، وفي سياقٍ متصلٍ أيضاً، راق لي أن أسألك متى كنتَ في ليبيا؟ لأنو صورتك ميها غريبة على. وربما أكون قد التقيتُك في أمكنة وأزمنةٍ أخرى، فوجهك مألوفٌ جداً بالنسبة لي.
وعلى صعيدٍ آخر، متصلٍ وغير متصل، أحب أن أعدك بتوضيح موقفي، أو بعبارةٍ أدق رؤيتي لمسألة عبدالله على ابراهيم المستشكلة بعد أن قرأتُ تساؤلك المشروع اللطيف في بوست الخاتم الذي أبديت فيه استغرابك من "دفاع مثقف مستنير مثل بولا عن عبد الله رجاء متابعة بوست الافروعروبية". هي إذاً رؤيةٌ، في تقديري، وليست دفاعاً. هذه نقطةٌ أولى وأساسية. وهي رؤيةٌ نقديةٌ تتوخى إنصاف مثقفٍ قدم مساهمةً كبيرةً في الحركة الإبداعية في مجالات الثقافة والسياسة والأنثروبولوجيا وعلم اللغة الاجتماعي والمسرح والشعر والقصة والنقد والعمل العام المستهدف للتغيير في كل هذه المجالات إلخ. وقد زلت قدمه في لحظةٍ ذات خطرٍ من مسيرته الطويلة الوعرة في دروب هذه الحركة. وقد كانت زلةٌ كبيرةٌ بلا شك. فليس مما يليق بمثل عبد الله التردد لحظةً أمام باب "المجلس الوطني" وأمام غول "الإنقاذ" الإسلاموي الماحق. إلا أنه فعلها. كما أنه، بالإضافة إلى ذلك، كتب سلسلةً من المقالات لا مكان لها من الإعراب في جملة نصوص "عاشق للديمقراطية" مثله. وهي الصفة التي وصف بها نفسه في واحدةٍ من أخريات مقالاته في صحيفة الخرطوم، قبيل الإنقلاب المشئوم ببضع أشهر. وهذا رأيٌ أوضحتُ عنه في أكثر من موقع. إلا أن نقدنا الحازم لمثقفٍ بهذا الحجم على زلة قدمٍ كبرى شيء، والطراد المحموم، الذي يمارسه عبد المنعم الفيا، مستهدفاً جلد عبد الله كما قلت في مداخلةٍ سابقة، وتقويله ما لم يقله، وتأويل كلما يصدر عنه على محمل "الاحتيال" والمراوغة" و"التآمر" و"الدسائس"، شيءٌ آخر. وهو تأويلٌ لا سند له من الصواب في ظاهر نصوص عبد الله في أغلب الأحيان، ولا نصيب له من تحري الإنصاف. (وقد أصاب تأويل منعم نصوصي أنا أيضاً، في خصوص عبدالله وغيره، إصاباتٍ هائلة العدد، مما قد أنفق عمري في تصحيحه، فينفذ العمر ولا ينفذ. فتأويلاتُ منعم المجافية تتوالد دون توقف ولا ضوابط).
ولبريشت كلمةٌ صبوحة في معنى موقفي من زلة عبد الله تلك، من مجموعة أشعاره التي ترجمها الصديق البروفيسور محمد سليمان. أذكر منها في المعنى لا في النص مقاطعَ ينبِّهُ فيها "الثوريين" (الجدد) أن لا يدوسوا بأقدامهم على من تصيبه عثرةٌ في مسيرة "ثورة التغيير الاجتماعي"، التي كانت عارمةً في السنوات التي كتب فيها بريخت تلك القصيدة. يعطينا أحد المبدعين (وعبدالله مجرد مثال) أغلى سنوات عمره وزهرة شبابه، ثم لا نتردد في أن ندوس عليه مع أول "سقطة". ولستُ أقول بأن عبد الله قد سقط. حاشاه. إلا أنه عِتِر عترة ً كبيرة. وفي تقديري أنه يتراجع عنها منذ فترةٍ ليست قصيرة. وفي اعتقادي أيضاً أن المحاضرة التي، حضرتها أنتَ، ونقلها منعم، فصلٌ في هذا التراجع لو توفرت لها قراءةً أكثر إنصافاً. دون أن أقول أنها غايةٌ في الكمال والفرادة كما قد يقولني منعم. وعبد الله على أية حال ليس متحدثاً بارعاً. بل إنني لمستُ فيما بعد فرقاً شاسعاً، أدهشني أيما دهشةٍ، بين أدائه الكتابي والشفاهي. ومع ذلك فالمحاضرة على علات أداء عبد الله الشفاهي لا تبرر استنتاجات منعم على إطلاقها. كما لا تبرر بعض استنتاجتك واستنتاجات الخاتم، وتبرر في المقابل بعض تحفظاتكما المحمودة. وأتمنى لو أن عبد الله يفصحُ عن تراجعه الذي زعمت، بنقدٍ ذاتيٍّ جسور، مثل جسارة نقده التي اعتدناها منه، والتي تَسِمُ الكثير من كتاباته حتى الآن. بقيت لي كلمةٌ أشيد بها بملاحظةٍ صدرت عنك في خصوص ما أسميه أنا بالولزلة والإرباك في بعض نصوص عبد الله ومواقفه، وهي قولك بأنه يصدر في جملة ما يصدر عنه في كتاباته المربكة عصية الفهم عن "النكاية". وهذا في تقديري احتمالٌ يستحق الوقوف عنده بالفعل في قراءة بعض نصوص عبد الله.
إنني أعرف من طوايا منهج عبد الله في الإصلاح الاجتماعي والسياسي والثقافي، ما يدفعني لأن أتباعد عن الأحكام التي تطعن في مصداقية مقاصده الديمقراطية النقدية. فأنا قد شهدتُ شهود عيانٍ مباشر، على سبيل المثال، تخلُّق فكرة المساومة التاريخية و"الوفاق العام" عنده. وهي الفكرة التي كان ولا يزال التي ينادي بها بدرجاتٍ متفاوتةٍ من الإبانة والتوفيق والإخفاق والشطح، اعتقاداً في أنها تكبح من جماح الغوغائية، والفجور في الخصومة الفكرية والسياسية. فهي لم تولد عنده عنده مع الإنقاذ. فقد دعانا أنا وحسن موسى إلى مناقشةٍ طويلةٍ في هذا الخصوص في المجال الثقافي. ولامست مناقشتنا معه جوانب من مضار فجور الخصومة في الحقل السياسي، والفكري والاجتماعي إلخ. ولم نتفق معه في أغلب ما قال. وكنا يومها (وما نزال) "عصاةً شدادا". وقد قال عبد الله نفسه عن كثير من المقالات التي نشرها في الصحف السيارة في تلك الفترة: "كتبتُها مساوماً". أي باحثاً عن خطوط التقاءٍ أساسية مع الآخرين: المخالفين الأصدقاء، والخصوم. وهذا لا يبرر بالطبع زلته الإنقاذية الماحقة. إلا أنه قد يمكن اعتباره عنصراً من العناصر التي شكَّلت تلك "العتره" الكبيرة. وهي العناصر التي منها في تقديري الشعور بالغبن وسايكلوجية "النكاية". وهي عندي عناصر للفهم وليست للتبرير فيما قد يزعم متسرعٌ ما. و
وأحب أن أقول أيضاً إنني لستُ من أصدقاء عبد الله المقربين. بل لعلني لستُ من أصدقائه على الإطلاق. بل من "معارفه الفكريين" وحسب إذا جاز التعبير. ولم يحدث أن دخلت دار عبدالله في حياتي. ولذا فإن تفسير موقفي منه بمحض "الحب" لا أساس له من الصحة ولا من خلافها.
وسأعود إليك لشعوري بأن تساؤلك صادقٌ وحميم. شوف عليك الله مشتقات "الإزعاج" في اللهجة الليبية شن جابت. وأتمنى أن لا يكون تعقيبي هذا "مزعزاً"، أما الاشتقاق الآخر فلا أجرؤ عليه.
شكراً محمد وإلى لقاءٍ قريب.
بــولا






Post: #373
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-29-2004, 05:47 AM
Parent: #1

أعزائي مصطفى آدم والحسن بكري،
أرجو كما المزيد من المعذرة، فقد سرحت نصوصي في "الرد" على ترحيبكما. والذنب ذنبكما، لأنكما فتحتما طاقة "الحنين النوستالجية"، وهذا "التركيب المترادف" من عندي. وقد فرض نفسه هكذا من فرط مشقة الوفاء بالمعاني التي أشعلتما نارها. والتي زاد من لهيبها في خصوص مصطفى زيارتي لسبها ووقوفي على الطلل الذي كان داره ودار نجوى وعزة "الصغيرة".
وهكذا قفزت من فوقكما مرةً ثالثة، وربما تكون رابعة.
مع كل محبتي
بــولا

Post: #374
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-29-2004, 06:12 AM
Parent: #1

بشير بكار حته واحدة؟ ورطة كبيرة! ما في جمَّة يعني، إلا كان اتحزم و...، ولا أقول لك يا زول ده كلام عاوز WEEK END بالحروف الكبيرة. فأنتَ أيضاً تفتح باباً للذكرى والحنين، والتوقعات الكبيرة، في ساعة تستبد بي فيها النوستالجيا، وتستحكم بي فيها الوحشة المقيمة أصلاً.

لك أحر تحياتي وأخلص مودتي،
ولتسمح لي بقفزةٍ أعود إليك بعدها في عطلة نهاية الأسبوع.

مع جزيل شكري على هذا الترحيب العالي الذي سجلتَ به رقماً قياسياً، في هذا البوست، الذي أثقل فيه الأحباب كاهلي بتقديرٍ وتوقعات تتجاوز مقامي البائس بمراحل ضوئية. والمسألة ميها تواضع ياجماعة. فأنا أخاف بالفعل من أن يكون الشخص الذي تجودون عليه بهذه الصفات شخصٌ آخر غير شخصي الذي أعرفه.
بــولا

Post: #375
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الحسن بكري
Date: 07-29-2004, 01:49 PM
Parent: #374

في سنة 1977، يا بولا، أقمنا معرضاً للرسم في واحدة من "رواكيب" النشاط بجامعة الخرطوم، شاركت فيه أنت وحسن موسى وفتح الرحمن باردوس وعبد الله محمد الطيب والنور حمد وربما هاشم محمد صالح وربما آخرون أيضا لا أذكرهم. الصالة "أو الراكوبة" فاتحة على مصراعيها أو بالإحرى لم يكن بها مصراعان أساساً، لذا كان علينا نحن ناس لجنة جمعية الثقافة الإنجليزية أن نرابط من الصباح حتى المساء لحراسة اللوحات. في المساء نفك اللوحات ونحفظها بمكتب دكتورة ماريا بول، أستاذة الأدب الإنجليزي، التي كان انتحارها فيما بعد واحدة من اتعس تجارب سنوات الشباب والتلمذة. مصطفى آدم وقتها كان حبيس كوبر، لم نلتق بعد، فقد كنا نسمع بها سمعاً. كانت النسخة الوحيدة من دستور الجمعية لديه، حسب ما ذكرت اللجنة التي سبقتنا، لذا كان علينا أن ندير الجمعية دون دستور! البلاد كلها يديرها جعفر نميري بالعضلات فقط إذن ما المانع أن تمارس جمعية صغيرة مسكينة نشاطاها بلا دستور أو حتى عضلات؟؟

شاركت على ما أذكر بلوحاتك فقط يا بولا ولم تطل علينا. كنا نتوقع أن تفعل ولكنك آثرت أن تبقى بعيدا، ربما كنت مشغولا بمناسبات أهم. حسن موسى جاء وكان بحرفيته العالية يصر على تعليق اللوحات على إيزلس حقيقية والجهة الوحيدة التي تمتلكها هي على ما أذكر المجلس القومي للآداب والفنون. كانت اللجنة تقوم بكل شئ: كتابة خطاب استعطاف للمجلس وعتالة الإيزيلس الثقيلة الوزن وتدبير شاحنة لنقلها. حسن أشرف وشارك في مل ما جرى وتحمل معي تعنت سائق بص الجامعة الذي لم يكن يجد مبررا كافيا للقيام برحلة الذهاب والإياب للمجلس من أجل كيمان "من الحطب عديم الفائدة! ". بعدها بأيام التقيت بحسن موسى في "برينسة" قادمة من بحري وشعرت بامتنان كبير له حين تحمل عني شلن البرينسة الذي كان ثروة أيامها.

طبعهاً استمعت إليك تلقى بوجهات نظر مسهبة وجذابة في أكثر من مناسبة. مرة فيما أظن في حضرة محمود درويش الذي كان لا يبخل على الخرطوم بإطلالات بهية. الخرطوم الفقيرة الكالحة صوتها عال وقتها، تقرأ كتب قادمة من أركان الدنيا الأربعة. الحركة الثقافية ضاجة وتكتظ حيوية ولعلعة. كان حمزة الدين يأتي والطيب صالح لا يتغيب كثيرا ومعارض التشكيل تقام على طول الخرطوم وعرضها والناس تحمل هم المعرفة والتحرر على محمل الجد.

ثم التقينا في نادي الكتاب السودانيين أظن سنة 87 . قدم صديقي وصديقك أيضاً الماحي علي الماحي محاضرة عن نظرية ابتدعها ولم يستطع أن يكرس لها وقتاً أطول للتأمل والتدقيق والتفصيل فقد أخذته الغربة أخذ عزيز مقتدر. صديقنا سيد أحمد بلال قال عن الماحي أنه، أي الماحي، يحاول المساهمة في تطوير ميكنيزمات التعبير الشفهي على ابتداع النصوص (أو شئ على هذا النحو!). كلمنا عن الماحي يا بولا. لتتذكر مقابلتنا تلك سأذكر لك أنني أخذتك بسيارتي إلى موقف البصات. عرضت عليك جادا أن تتكرم علي وتدعني آخذك إلى بحري فأبيت بإصرار لا راد له.

سعيد جدا بهذا البوست الشيق ونرجو أن لا تكون هذه الردود المطولة قد شكلت عبئاً على وقتك وراحتك. ونرحب بك أستاذنا مرة أخرى.

Post: #376
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: abdelgafar.saeed
Date: 07-29-2004, 02:05 PM
Parent: #1

مرحبا بالدكتور عبدالله بولا
اهلا وسهلا بك هنا
اتمنى ان تكون الاسرة بخير

Post: #377
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-30-2004, 01:17 PM
Parent: #1

الحسن بكري

عزيزي الحسن،
شكراً على مداخلتك الثانية وهي غنية وظريفة وتزيد الورطة لكنها لا تزعجني، فهي ورطة مفيدة جداً فيها مساحة واسعة لإعادة النظر النقدي في مشاهدنا، أو مشاهيدنا لدي الدقة، السبعينية. وناس بربر وضواحيها يقولوا "المُشهاد"، بمعنى الحال المخصوص المشهود. وعندما يخطئ الإنسان و[الإنسانة] (وقد أصبحتُ مولعاً بالخوف من الجندريات: وبممازحتهن) في أمرٍ ما خطاً ناتجاً من الشتارة، (ونحن نقول الشَتَرة الشتارة دي كلام ناس صعيد، وهم عندنا أعاجم)، أو سوء التقدير، أو قلة الاحتراس يقولون له يا فلان "مُشهادك اَعَوج" (ولها يا فلانه مُشهادِك اعوج تاني في كلام؟). ولابد من أنه كان في مُشهادنا السبعيني عَوَجةً مي شويه).
دحين دايرك تنورني موضوع المعرض دا كان متين؟ لعلني أتذكر ما الذي شغلني عنه؟ وهل هو المعرض الذي أقيم في الساحة القِدَّام كلية المعمار ولا شيتاً تاني؟ وشهر كم في سنة سبعة وسبعين؟ لأنها سنة مهمة جداً "حياتي"، فهي السنة التي قررتُ فيها السفر إلى فرنسا ونفذته على الرغم من ضيق نفسي به وأنا في زلزلة من أمر وأمره، وليس في جيبي سوى سبعه وستين جنيه شريفيه لزَم إلخ.
أما الماحي ود علي الفادني الدينكاوي اللشقر، بحر التساب العوم، سيد القول وشيخ العول وراس القوم، فدا دايرلو بوست بَرَا. لكين بنضم لك فوقه نضماً مو خمج. أمانة ما ورطتني يالحسن. الماحي ود علي ذاتو؟ ولعل هذه تكون شفاعةً لي عندك وتملقاً مشروعاً ونافعاً يدفعك إلى أن تغفر لي التأخير. الماحي؟ عاد دا حملاً بنْقَدِرْ؟

مع خالص مودتي. بــولا

Post: #378
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: b_bakkar
Date: 07-30-2004, 04:03 PM
Parent: #377

يا"شيخنا"،
أراك ترهق نفسك في ملاحقة الردود على المرحبين والمعقبين..إنت حا تكمل عمرك قبل ما تخلص من الردودعلى المرحبين يا "شيخنا"lol... بقول ليك نحن عفينا ليك..أرحم نفسك ..وادينا فاتحة جماعية واحدة..واستغل هذا الوقت وهذه الطاقة في تحرير كتبك وإعدادها للطباعة..وقول لينا عوك إذا كنت مستعدا..حتما سنجد طريقة لنشرها حيثما أردت..
أو أكتب عن أوضاع السودان الحالية..ومسقبله..
هذا مع تفهمي وتقديري الشديدين لأثر التوادد بين الأحباب والمعارف والقراء، والقيمة الكبيرة لما تكتبه في سياق هذه المجاملات.

مع خالص مودتي لك وللأسرة العزيزة


---------
بكري، شكرا على تحميل الصورة..لكن يا خي دي صورة كبيرة جدا..أرجوك صغرها..وسأكتب لك في موضع آخر..

Post: #379
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: b_bakkar
Date: 07-30-2004, 04:20 PM
Parent: #378

عثمان عووضة، أحر تحياتي
و الله ما عرفتك في صورة هذا الرجل "أبو عمامة"... يا أخي كان تخلينا في أيام حنتوب أو قريب ليها..
وتحياتي الحارة أيضا في هذه العجالة إلى طلحة "ود حمد السيد" بلدينا..
وإلى لقاء آخر قريب
بشير عيسي البشير بكار

Post: #380
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 07-30-2004, 07:37 PM
Parent: #379

استاذي و اخي و صديقي بشير بكار
انا متابعك من زمان ولابد
الكلام كتير لكن احسن نخليه للقعدة الكاربة الموعودة من دكتور بولا حسب طلبه علشان يواصل امتاعنا بكلامه السمح دا -=- اصلو براهو متسبب بالعبودية وضيق الوقت و ذات اليد
فتك بي عافية-- بس مش العافية بتاعة المغاربة

Post: #381
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: ابن النخيل
Date: 07-30-2004, 09:51 PM
Parent: #380

الاستاذ د. بولا

مرحبتين حبابك واليوم السعيد اللينا جابك

ذى ما قال النعام ادم

Post: #382
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 07-30-2004, 09:52 PM
Parent: #1

ياللسعادة ، يكفيني يا بولا أن جمعت بيني وبين الحسن البكري(الصديق منذ بدايات المنازلة الفكرية مع الغول الذي سكن الدار) الروائي البارع صاحب سمر الفتنة التي فتنت بها أيما إفتتان، وقرأتها كثيرا حتى أعيتني الحيلة في العودة لأدوات القراءة الناقدة ( لعدم توفري على مصطلح آخر بفي بالغرض حتى الآن) من تعقيد الطرح الثقافي المعني أساسا بمشكل الهوية، أو الهويات على الأصح , السودانية. وأيضا لأن الإفتتان يحجب الرؤية الموضوعية كثيرا. الرواية نشرتها عام 2000 ، الشركة العالمية للنشر، القاهرة. معي نسخة على ملف وورد , لاتختلف كثيرا عن النسخة المنشورة، يمكن إرسالها لك ، ولاأعتقد أن البكرى يمانع في ذلك.
أما نسخة دستور جمعية اللغة الإنجليزية ، يا بكري ، أعتقد أنها كانت مع الصديق المرحوم كمال النقر , الذي تمر ذكرى رحيله ، الذي تركني يتيما تماما ولفترة طالت ، من الصديق الحميم الذى يحس بوجعك قبل أن يبدأ , يوم 26 أغسطس القادم.
سلام لأسرتيكما وللجميع!
مصطفى آدم

Post: #383
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الحسن بكري
Date: 07-31-2004, 03:41 AM
Parent: #382

والله يا بولا لا أذكر تماماً تأريخ إقامة المعرض. لكنه قطعاً ليس الذي تتحدث عنه لأنه أقيم بمقهى النشاط، ومعلوم أن "النشاط" يواجه كليتي الأداب والقانون، أو أنهما "تظاهرانه"، إذ يطل عليهما من الظهر. أختتم المعرض بمحاضرة قدمها باردوس، وهو عضو بهذا البورد فلعله يفيدنا في هذا الأمر. على كل أنا الآن بدأت أشك في السنة نفسها هل هي 77 أم قبلها أو بعدها بسنة. ربما تكون مشاركتك تمت بأعمال أتى بها حسن موسى. كان من المشاركين أيضاً الباقر.

يا مصطفى، رحيل كمال النقر كان ولا يزال موجعا. ظل الإحساس بغيابه قائما على الدوام.

فيما يتعلق ب"سمر الفتنة" فإنني بالتأكيد لا أمانع في إرسالها لبولا إن كنت تحتفظ بالنسخة المنقحة منها وسأبعث له "أحوال المحارب القديم" من السودان خلال أسبوعين إذا حصلت على عنوانه البريدي.

Post: #384
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 07-31-2004, 02:45 PM
Parent: #1

mustadam
الجزء الأول

عزيزي مصطفى،
من أي المناسبتين أبدأ؟ أمن أول رسالة على الملأ لمصطفى آدم؟ أم من سفري الأسطوري إلى سبها؟ ("سفر النجيبة بنت امحمَّد": وهي أقصوصة طويلة نسبياً عن سفر النجيبة بنت امحُمَّد الفعلي. النجيبة التي غادرت على ظهر لوري مسقط رأسها بربر وقيل ام درمان، وقيل معينيفه. غادرته وهي تلعنه وتلعن أهله من صميم فؤادها. وكانت مع ذلك تكذب على نفسها من صميم فؤادها أيضاً. وقد خلطتُ فيها خلطاً ذريعاً بين الواقعة التاريخية و"الواقع الأسطوري"، وقيل "الروائي". وهي أقصوصةٌ ظللتُ أكتبها في خيالي وعلى الورق منذ خمسة عشر عاماً، ضمن أقاصيص وحكاوي كثيرة، لم أقتنع بنشرها بعد).
أكتب والشوق إلى رفقتكما البديعة، نجوى وأنت، يزري بي ويستبد. وصحبة عزوز "الصغيرة"، التي كانت على طلاقتها وانطلاقتها ولماضتها، وسلاطة لسانها المحببة، تخصني باعتبارٍ وقد أزكت نار هذه المواجد كلها سفرتي إلى سبها، مما سأتلو عليك، عليهما، نذرٌ منه هنا ولن أوفيه وإن أطلتْ. أما الوليد فلا غرض له في هذا الموضوع، وله محبتي وإعزازي كلهما.

احكي لك عاد يا سيدي. الموضوع مو المؤتمر: "مؤتمر الثقافة والعولمة" الذي دُعيتُ إلى المشاركة فيه بورقةٍ ربما أنشر خطوطها العريضة هنا إذا أشفق بي وقتي اللعين. الموضوع سبها وأطيافها. ومن بقي بها من العول. والعول الجماعة من الرفقة الأحباب. وله من المعانى ما قال فيه الحردلو قولته الشهيرة:
في سوق القضارف كم قَدَلْ بي عولي
وكم برَّكْ ركاب لي امات حِجيلاً لُولي
دَرْدَرني الفَقُرْ شيَّلْنِي صنقوري
ركبني الحمار حتو الحمار مو هولي
فكأنه يصف حالي في الزمان القديم أيام العول والصحبة، وما آل إليه في السنوات العشر الأخيرة من الوحشة الجرداء. إلا أن في "عول" الحردلو شبهة علاقة الريس و"الأحباب التُبَّع". وقد عَبَّر الحردلو عن هذا المعنى في رباعيةٍ أخرى في الحنين الكظيم إلى ماضٍ بهيِّ ولَّى إلى غير رجعة، بقوله:
"وكتاً فيّْ نفس ريسة وشوية فاقه"
وهذه ليست من حالي فقد كانوا دائماً هم "الأسياد" الآمرين وأنا التابع. وإلا شن بوديني لي سبها في "شهر الصيف" (اسم شهر يونيو في تقويم القدافي)، ودرجة الحرارة فيها ثمانيةً وأربعين، على الأقل، وقد تركتها في باريس فوق العشرين بقليل.
أولاً من يوم ما أصبح موضوع السفر جد جد، أي من يوم ما استلمت التذاكر والتأشيرة، بدأت حالة الخروج من "واقعي" الزنيم، الزنجير. ومع دخولي إلى الطائرة استحكم الحلم (عشرة سنين ما ركبت الطيارة يا مصطفى، وعشرة سنين لم أرَ سبها ولم ألتقِ بتلك الكوكبة من أصدقاء العمر). جلستُ على مقعدي (كان رقم 15) وفاطنة الصغيرة إلى جانبي تتفرج على كتابٍ للتصاوير. كانت في حوالي الخامسة عندما أخذنا الطائرة من مطار مدريد إلى باريس في عام 1988، في طريقنا إلى الخرطوم، لآخر مرة قبل الانقلاب المشئوم). وقد تركتها في باريس وهي في الحادية والعشرين تدمع عيناها لسفري، خوفاً من أن تسقط بي الطائرة. وفي الصف المقابل ثلاثي المقاعد (في وسط الطائرة) عزة ثم نجاة ونوار. عزة في الثالثة بتعبير وجهها المتفرد البديع الذي يجمع بين الهدوء والبراءة والمسالمة والمكر. ونوار قليصه ومتفلهمه وغاضبة وواثقة، مع غلالة من ملامح طفولية فائضة عن "الحد"، وهي تطالب بصوتٍ جهير بالرضاعة، في قلب الطائرة الأفرنجية، مع إنها تجاوزت العام والنصف. وفاطمة إلى جانبي طفلةٌ فائقة الوداعة والمسالمة، ورثت تعابير وجهها من سلالة من الملائكة عاشوا في الزمان القديم. وكانت نوار في حالة شجارٍ مستمر معي قبل السفر. إلا أنها بكت بحرقةٍ شديدة عندما علمت بأنني أسافر غداً. وسألتني "بالطيارة؟"
بذلتُ جهوداً للخروج من أسر "واقع الحلم" بجدوى وبدون جدوى. ما أشقاني. كنت في منتصف العمر أو في منتصف الحلم أو في منتصف الطريق إلى الموت. أو.
في مطار طرابلس قابلتُ نفراً من المشاركين في المؤتمر قادمين من عدة بلدان إفريقية (تونس تشاد السنغال المغرب). تقدمتُ نحوهم فور خروجي من تفتيش "الجوازات" (وأنا أحمل بطاقة لاجئ) وكانوا جلوساً في مقهى المطار. تقدمت نحوهم وتحدثتُ إليهم من دون حواجز كأنني أعرفهم منذ بداية الخليقة (هذا لا يمكنك أن تفعله في باريس، وفي أغلب مدن "العالم" الكبرى، حيث يضرب الناس حول "ذواتهم" سياجاتٍ شديدة الحصانة و"الإحكام" "ضد" دخول الآخر إلى "عالمهم الخاص". وكان السنغالي (وهو "إفريقي (بجدالٍ ومن غير جدال) مسلمٌ(بجدالٍ ومن غير جدال أيضاً) وشديد التدين (بجدالٍ إلخ ...) أكثرهم ثقافةًَ ورزانةً وسعة نفس. ومثله كثيرٌ بين مثقفي غرب أفريقيا و" العامة" منهم. (وأنا لا أعرف على وجه التحديد من هم "العامة" و"الناس العاديين" و"البسطاء". ويستشكل عندي مفهوم "المثقف"، حتى أكاد أقلع عن استخدام المصطلح أصلاً). النساء "الإفريقيات" (كما نقول في شمال السودان "العربي"، "العربي الإفريقي"، "الإفريقي العربي"، "الآفروعربي" "الآفروعروبي" إلى آخر السكباج من إطلاق القول على عواهنه)، وهو موضوعٌ وقفنا عنده في المؤتمر ساعاتٍ طويلة وأبلى فيه صديقي الدكتور أسامة عبد الرحمن النور بلاءً منقطع النظير، و"انتهينا" فيه إلى أن عرب إفريقيا أفارقةٌ أيضاً، وظللنا هو وأنا نذكِّر غلاة العروبيين الاستعرابيين والإفريقانيين، بأن إفريقيا قارةٌ وليست دالةً عرقية)، يمشين بأنفةٍ وثقةٍ وطلاقةٍ تسر الناظرين: الراس مصنقع والقامة مرفوعة، وتتجدَّع وتتبختر واحدتهن مي ساءله في "البنا ولا البعَجْن الطين". والعجب كمان يا مصطفي وِكِت تبقى ماكْنَه. مثل هؤلاء النساء ذهبنا إلى المؤتمر لنتباحث في أمر هويَتَهن و"حمايتها" في "ظل العولمة" (تقول العولمة الرأسمالية المتوحشة العايره عندها "ظل"!)، ضمن ما تباحثنا فيه من مشكلات و"رطات" ثقافا(تنا) و"ضرورة حمايتها"، في هواجس التكنوقراط السلطويين، من "العولمة". وقد قلتُ لهم فيما قلت بهذا الخصوص إن أول ما ينبغي التمييز فيه في مؤتمرنا ذاك، هو أن غول الرأسمالية الليبرالية المطلوق الزاحف "الذي يفرز الدمار فيما يمارس وظائفه الطبيعية" على حد تعبير سيزير، ليس عولمةً ولاشي، إلا في معنى خصخصة العالم وتحويله إلى ملكيةٍ فرديةٍ لعددٍ محدودٍ جداً من المُلاك من وراء ستارٍ الدولوي والحكومي و"الأممي المتحدي". من وراء شرعية من لا يملك حق القرار في الشرعية، وغير الشرعي في المعنى الإنساني الديمقراطي الكبير. مثل هؤلاء النساء ينتزعن حقوقهن في العالم وملكية الشراكة فيه بمثل هذه القدله والقامة المرفوعة في شوارع المدن "العالمية" الكبرى. أو بعبارة أدق، فهذه القدلة في شوارع المدن "العالمية" "والعولمية" الكبرى، هي إعلانٌ رمزيٌ مسبق لشراكتهن في ملكية العالم. إعلانٌ مسبق عن معاركٍ فائقة الضراوة. ولا تتمثل ضراوتها بالضرورة في السلاح. بل لعل هذا أضعف "أسلحتها". وأنا ابن امرأةٍ نحيفةٌ طويلةٌ منتصبة القامة، صموتةٌ حيية المشية، سريعة الخطو، لم تعرف القدله ولم تُعنَ بها. إلا أنها أسست مفهومها وفعلها الخاص في الشراكة والتضامن، مما ذكرته آنفاً، بمنهجٍ آخر. ولشراكة العالم ألف وجهٌ ومدخل.
قضيتُ فيها عشرة أيام اللربعة أيام الأولانية يا مصطفى وأنا أشاهد المدينة من خلال غلالةٍ كثيفةٍ، منسوجةٍ من خيوط الحلم والحنين. فأنا ياشيخي نوستالجك ولا سبيل لي إلى إنكار ذلك. والنوستالجيا في فرنسا ما بعد الحداثة صفةٌ مذمومةٌ جداً. ولكنها في تقديري ملكةٌ من ملكات الحياة، ومصدراً تليداً من مصادر الإلهام الروائي. كنت أرى مشاهد المدينة الواقعية ولا أبصرها إلا من خلال غلالة الحلم والشجى والشجن. تجسدت أمامي في تلك اللحظة مقولة سالم موسى "الحقيقة تبدو ولكنها لا تكون".
في مطار سبها أقيم لنا حفل استقبال رمزي. لا أتذكر من ملامحه شيئاً. ثم أقلنا البص إلى الفندق. وفي الطريق إليه لم أفهم صرفاً ولا عدلاً من ملامح المدينة التي أصابها شيءٌ من "مكياج الانفتاح": دكاكين جديدة ومقاهي عديدة وهيلمه.
وبعد نزولنا الفعلي بأرض الفندق تكشف لي بصعوبةٍ من وراء سحب دخان الأحلام أن "الفندق" ليس سوى ذلك الهيكل الخرصاني القديم الموحش المجاور لمبنى مركز الدراسات والبحوث الإفريقية "السابق"، الذي كان قد تحول إلى مدرسةٍ ثانوية للبنات قبل مغادرتي ليبيا. لكنني لا أزال أعتقد أن المركز هو الأصل والمدرسة مُحتل زائل (رغم أن مبنى المركز "الأصل" كان في الأصل مدرسة إبتدائية "درس فيها العقيد معمر القدافي "الأصلي"، فانظر كيف تَشْتَكِلُ دروبُ النوستالجيا والشجن، مع دروبٍ لا أصل لها في ذلك!!)، وقد أُكمل بناؤه وتشطيبه وأصبح فندقاً تهفو إليه الأنظار والقلوب. ويُعتبر نزلاؤه من أهل الجاه. شوف لك جنس هملتاً وقعت على "الجاه"!
في الفندق وجدتُ الريح أولاً. أخذته بالأحضان، ورحتُ اقبله على خديه عشرات القبلات، لمدةٍ قاربت العشر دقائق وهو يضحك من جنوني. وبعد الريح تدفق سيل الزوار حتى الثالثة صباحاً في استغرابٍ شديدٍ من جانب أسامة النور، وحيرةٍ مفزعة مما يلي إدارة الفندق وحراسه، وهيئة الاستقبال، مما أحدثناه من فوضى وإرباكٍ للبرنامج. واستمر الأمر على هذا المنوال خلال أيام المؤتمر كلها: بمجرد أن تنتهي الجلسات، يبدأ برنامج الشجى والمحبة. في اليوم الثاني كان مشهد حَمُّور. مصطفى حمور هللا هللا. وكان أخشى ما أخشاه لقاء مصطفى. تَعَرْفْهُ عاد. أمانه مو جِرسه. ومصطفى، لمن لا يعرفونه، (وأنا أجد صعوبةً جمةً في تصور وجود إنسانٍ لا يعرف مصطفى حمور. وكان خالي امحُمد ود مختار على هذه العقيدة في خصوص صديقه اللمين ود فرح الشِكيتيابي (وياء الشكيتيابي الأولى ممالةٌ. والشكيتياب خشم بيت في الميرفاب. ومنهم شيخ العبيد ود سِويكت (وياءه ممالة أيضاً) المعروف في بربر وفي سواها. وهو معلم لغة عربية ضليع، ومتدين جداً وطالق قيد، وصاحب نوادر وحكاوي ساحرة وسحرية لا تنتهي. وهو يأخذها مأخذ الجد. وإذا حَدَس أنك تتشكك في صحتها قيامتك قامت).
طلب منا امحُمَّد يوم وليمة زواج ابنته الكبرى خجيجة من ابن عمها مَحَمود ود الطيب، أن نذهب لبيت اللمين ود فرح ونقولُّه قالَّك امحُمَّد ادينا الحمارة الكبيرة (المعرَّفة بألف ولام العهد) لنستعين بها في المراسيل ونقل اللغراض. فأفدناه (ونحن أولاد مدن أفرنجيين) بأننا لا نعرف اللمين ود فرح ولا بيته. فاستشاط امحمد غضباً وراح يلعن سلسفيل هذه الذرية التي لا تعرف اللمين ود فرح. ومن ذلك جاء قوله الذي أصبح مثالاً في التندر: "دي ولادة شنو دي المابتعرف اللمين ود فرح؟ هو في زولاً ما بيعرف اللمين ود فرح؟" وقد أطلق عليََّّ الصديق الدكتور حسن على عيسى، بعد أن قصصتُ عليه هذه الحكاية، إسم "ود فرح" فلا زال يناديني به. ومن قبيل هذه العقيد قول أحمد ود سَعَران لصديقي مبارك المعتصم بعد أن سأله عن "نفره"، فأجابه مبارك "سوداني": "ماني عارفك سوداني، أول في زولاً مو سوداني؟". وهكذا فمصطفى حمور راجلاً أخدر، من حموراب الخندق المعروفين أسياد اللَّسِم، وأمه من جبال النوبة اسياد اللسم أيضاً، وهو يختلف عن أبناء عمومته من الحموراب بخضرته الدًقاقه، وملامح وجهه فريدة لا تشبه أحداً، لا في الحموراب ولا في النوبه. طويل القامة، عريض المنكبين بصورةٍ ملفتة. واسع الصدر. وقد كانت هيئته وهو في منتصف الخمسين "هيعة"اسداً مَرَبْعِنْ. تسكو وجهه مسحةٌ من الصرامة والقسوة اتضح لي فيما بعد أنهافشنك. قابلته لأول مرة في مأتم أحد الأخوة من أبناء الزغاوة، وكنت قد وصلتُ لتوي إلى مدينة سبها لا أعرف فيها إلا القليلين. وعندما دخل مصطفى بهرني حضور ملامحه القوية وبنيته العتيدة. وصرامة تعبير وجهه وحِرَّتُه وشعاتته. إلا نه فاجأني بانخراطة في فورةٍ من البكاء الحار الحميم لا تناسب هيئته الأسدية في شيء. ومن يومها أدركت أن حِرةْ وجه مصطفى وشعاتته، هي مثل شعاتْة الشيخ أحمد بشير طبقة من الصخر تحجب نبعاً شديد الصفاء من الثراء العاطفي والوجداني. وعندما نزلتُ من الغرفة إلى قاعة الاستقبال، هبَّ مصطفى، وفي جسده الذي ضمر نسبياً بقيةً ما من هيئة "الأسد المربعن القديم". واحتضنني وأمطر وجهي بقبلاته ودموعه. ثم جلس يبكي لما يقارب نصف الساعة. ووجم بقية الأصدقاء إجلالاً لهذه الطاقة العاطفية الجبارة، التي تنازع جبروت بنيته الجسدية وتقهرها.
في اليوم الخامس بدأت الغلالة تنزاح شيئاً فشيئاً. فخرجت أتجول وحدي بعد عودتي من دورة الزيارات اليومية مع الريَّح، الذي كان يغادرني عادة في الواحدة صباحاً عائداً إلى منزله. قطعتُ الشارع الكبير (ماني داير اقول اسمه، اسمه طاير يبرجل على انسياب الحكي وطلاوة وقعه على نفسي)، وهو الشارع الذي يفصل بين فندق القلعة وعمارات الضمان. وقادتني قدماي كجناحين من الشوق إلى شارع سوق القُرضَة، إلى بيت الحاج الزروق، كانت هناك مجموعةٌ من الشبان يسمرون، لا بد أن صورة الرجل السائر في الحلم قد أثارت فضولهم، بل لعلها أذهلتهم عن موضوعات سمرهم "العادية" وأخرجتهم من "الواقع" برهةً ما. توجهتُ نحوهم وألقيت التحية. ثم فجأة طفر الصوت إلى لساني حاولت مقاومته، وهيهات. قلتُ لهم أنا فلان بن فلان كنت أسكن هنا قبل عشر سنوات. وتلك الصبية ذات الابتسامة العذبة الفرحة الطليقة، التي تطل من الشُرفة، هي ابنتي عزة. وهي الآن في، في باريس، في التاسعة عشرة من عمرها (وبهذه المناسبة يا مصطفى ونجوى وعزة الصغيرة، عزة "الكبيرة" نجحت نجاحاً باهراً في امتحان البكالوريا ـ علوم أحياء. كانت كل الظروف ضدها. وقد كتبت لنا إدارة المدرسة ناصحةً بأن لا نضيع وقتنا ووقتها في الآمال والتمني، ف"مستوى أدائها في السنتين الأخيرتين لا يؤهلها للنجاح في هذا التخصص، ومن الأفضل أن تختار تخصصاً آخر (أقل حاجةً لقدرات ذكاءٍ عالية فيما يبدو من وجهة نظر تكنوفراط التربية والتعليم، وهم متشابهون في كل مكان). وعندما كنت على وشك السفر سألتها رأيها في ذلك (وإنتَ ونجوى عارفين عزة ماركيزية (دعت لنا في أحد الأيام 40 من زملائها وزميلاتها وصديقاتها وأصدقائها في شقتنا التي لا تزيد مساحتها عن 78 متراً. وكنا في حيرةٍ وضيقٍ من أمرنا مع هذا الغزو. ومع ذلك، استطاعت بقدراتها المذهلة على التواصل وابتكار صنوف الفرح، أن تستخرج من عناصر المشقة، والحيرة، والضيق، حفلاً ناجحاً وممتعاً على العكس تماما مما كنا نتصور نجاة وأنا! وهي تأتي بمثل هذه المفاجآت بلا انقطاع)، فأجابتني بنبرة أقرب إلى الاستهانة واللامبالاة منها إلى الثقة: "سوف أحصل على البكالوريا". وكانت هذه الإجابة هي ذات إجابتها في العام الماضي عندما سألتها عما تظنه من أمر احتمالات نجاحها أو عدمه في امتحان اللغة الفرنسية للبكالوريا، وهم يمتحنونه هنا في السنة قبل النهائية تخفيفاً للضغط على التلاميذ في السنة النهائية (وهذا من بنات أفكار ووجدان وزير التعليم الاشتراكي السابق كلود أليغر). وكانت مدرِّسة اللغة الفرنسية قد جزمت بأن عزة "لن تنجح حتى لو وقعت معجزة". ونجحت عزة بدون معجزة سوى معرفتها العتيدة بقدراتها، وآلة الحفظ الرهيبة في دماغها: بدأت في مراجعة النصوص قبل ثلاثة أو أربعة أيام من امتحان الفرنساوي الشفهي، ويومٍ واحدٍ من الامتحان التحريري، وأحرزت مع ذلك ثاني درجة في المنطقة كلها". وكررت نفس "المعجزة" في الامتحان النهائي لبقية المواد. اللعنة على "مناهج" التكنوقراط التي لا مجال فيها لمفهومٍ آخر للتعليم والتعلُّم سوى مفهوم القسر والإكراه و"الكب". فعزة لم تتوقف يوماً عن القراءة، وينبني منهجها على طلبٍ نهمٍ للمعرفة وشغفٍ عارمٍ بها، في مختلف المجالات، بما فيها المجالات التي اختارت أن تتخصص فيها، لكنها قليلة المطالعة في كتب المدرسة والحق يقال، وتختار كتبها بنفسها. ودونك النتيجة. وللإنصاف، كان هناك قليلٌ من المدرسين في مدرسة حينا، وهو من معاقل الفئات "العليا" من البرجوازية المتوسطة، وشرائح من "الكبيرة"، ذات الأصول "المَلَكية"، وفئات التكنوقراط "العليا أيضاً". وقد أسكنتنا فيه (بإيجار كحيان)مصادفات توازنات الصراع السياسي والاجتماعي المنفلتة أحياناً من قبضة نظام التمايز الطبقي "الصارمة" هنا (وهذه الصدفة أشرحها لك ولهن ولهم في الجزء الثاني إن شئت وشئن وشاؤوا).

أواصل باكر.
مع عاطر مودتي. بــولا

Post: #385
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-01-2004, 05:40 AM
Parent: #1

عزيزي الدكتور عبدالله بولا ،
تقول في ردك علي تسآؤل محمد سيد احمد عن الذي يجعل مثقف مستنبير مثل الدكتور بولا يدافع عن عبدالله ابراهيم :
Quote: إلا أن نقدنا الحازم لمثقفٍ بهذا الحجم على زلة قدمٍ كبرى شيء، والطراد المحموم، الذي يمارسه عبد المنعم الفيا، مستهدفاً جلد عبد الله كما قلت في مداخلةٍ سابقة، وتقويله ما لم يقله، وتأويل كلما يصدر عنه على محمل "الاحتيال" والمراوغة" و"التآمر" و"الدسائس"، شيءٌ آخر.

اذا صح وصفك للنقد الي وجهته للدكتور عبدالله ابراهيم بانه مطاردة محمومة ،فهذه المطاردة المحمومة ،هي رد فعل طبيعي جدا للاعجاب المحموم الذي ساهمتم انتم فيه بنصيب وافر ،
واحيانا يبدو لي ان دفاعكم هنا ،ليس عن عبدالله ابراهيم وانما عن هذا الاعجاب المحموم الذي قدمتم به عبدالله ابراهيم الي الاخرين ،
لا زلت اذكر الحماس الذي حدثتني به اول مرة عن مقالة: " تحالف الهاربين" .
ولعلك تذكر الندوة التي اقامها علي شرفك مركز الثقافات السودانية بالقاهرة سنة 1999والتي حضرنا اليها متاخرين انت وانا ومحمد خلف الله ،حيث تصدي لك الاخ بكري جابر بكلام قاس وقال لك :انت يا بولا شغال تسويق :تسويق عبدالله علي ابراهيم وحسن موسي ،
وقال لك انك انت كنت تدرسنا في الجامعة وتقول لنا ان عبدالله ابراهيم هو المفكر الوحيد في السودان وعندما قرآنا ه لم نجده بالمستوي الذي وصفته به !
ان مانقله قاله بكري جابر عنك عن عبدالله ابراهيم ،لا يزال يقال لطلبة الجامعات حتي الان !
ولذلك اذا جاء نقدنا صارما غير مجامل فانما لكل فعل رد فعل ،

ومهما يكن من امر وطالما ان الدكتور عبدالله يطرح نفسه ككتاب وباحث في قضايا عامة ،فاي انسان له الحق في نقد ما يطرح من اراء وافكار ،فهو ليس مؤسسة ثقافية خاصة بشخص بعينه او جماعة بعينها .
ولحسن التوفيق ها انت تقرر ان هنالك نصوص لعبدالله ابراهيم فيها خروج علي الخط الذي عرف به ،حيث تقول :
Quote: بالإضافة إلى ذلك، كتب سلسلةً من المقالات لا مكان لها من الإعراب في جملة نصوص "عاشق للديمقراطية" مثله. وهي الصفة التي وصف بها نفسه في واحدةٍ من أخريات مقالاته في صحيفة الخرطوم، قبيل الإنقلاب المشئوم ببضع أشهر. وهذا رأيٌ أوضحتُ عنه في أكثر من موقع.

بنفس القدر الذي قلت فيه رايك في النصوص التي تري ان لا محل لها من الاعراب في مواقف عبدالله ابراهيم ،فعلت انا الشي ذاته عندما تناولت بالدراسة والنقد النصوص التي رايت ان عبدالله قد فارق فيها خطه اليساري الذي اوصله الي هذه المكانة وهذه السمعة .لكنني لم اقوله ما لم يقله ولم افسر نصوصه بما لا تحتمل ،ودونك كتاباتي مازال حبرها لم يجف بعد ،
الا انني لم اجامل كما اردت انت ذلك بقولك :ندي فرصة يراجع نفسه "!
فهذا كلام اجاويد وترضيات يا بولا ولا محل له من الاعراب علي بساط النقد المنهجي الصارم وانت ادري مني بذلك وقد اوصلك ذلك الي حد الحاق اللعنة بشعراء الغابة والصحراء ! فلماذا هذه الحنية الزايدة علي ، الدكتور عبدالله ابراهيم ؟
اما قولك :
Quote: وتقويله ما لم يقله، وتأويل كلما يصدر عنه على محمل "الاحتيال" والمراوغة" و"التآمر" و"الدسائس"، شيءٌ آخر.

ان الغش والاحتيال والتامر والدسائس :هي الكلمات التي استعملها حرفيا الدكتور عبدالله ابراهيم في نقده لناس الغابة الصحراء والافروعروبيين ،وهي لسيت كلماتي علي اية حال ، وقد اوردتها في سياق مؤاخذة عبدالله عليها .
واليك الدليل ، عن الدسائس يقول عبدالله في تحالف الهاربين :
Quote: لقد أرادت الأفروعربية ، باستردادها المكون الأفريقى في العربى السودانى المسلم ، أن تضرب عصفورين بحجر واحد ، أن تدس خلال ذلك مشروعا خاصا بها في تفكيك محرمات الحضارة العربية الاسلامية التى سدت على يفاعتهم منافذ الاشباع .

قوله :ان تدس " من دس يدس دسيسة !
اي القول بان هنالك مكون افريقي في انسان شمال السودان العربي المسلم، دسيسة ، قصد بها الافروعروبيون تفكيك الحضارة العربية الاسلامية !
ام ان هذا تاويل لا يحتمله النص ؟
وعن الغش والاحتيال في ذات المقالة ، يقول :
Quote: وعندى إجمالا أن خلع أو تحجيم الهوية أو الثقافة العربية هو إما غش ثقافى أو يأس .

ام ان هذا تاويل لا يحتمله النص ؟
وعن التامر ،يقول الدكتور عبدالله ابراهيم :
Quote: وتقف دعوة الأفروعربية بيولوجيا على ما روجه المؤرخون والاثنوغرافيون خلال هذا القرن من أن سكان شمال السودان هجين عربي أفريقـي

اي ان ماروج له هولاء المؤرخون ليس صحيحا ،والترويج لغير الحقيقة تامر ،
Quote:
وقد ساءهم إسقاط النسابة لاختلاط الدماء العربية والأفريقية في من عدوهم عربا أقحاحا .

لذلك فالافروعربية هي مؤامرة لتحجيم انتماء شمال السودان للعروبة والاسلام :
Quote: وقد قصدت هذه الاستعادة للدم الأفريقى أن تحجم بوعى انتماء السودان الشمالى إلى العروبة حتى تستقيم الأفروعربية .

ام هذا ايضا تاويل لا يحتمله النص ؟؟!
اذن ان مفردات الغش والاحتيال والتامر والبوهيميا والاندفاع وراء الغرائز والشهوات ، هي كلمات الدكتور عبدالله ابراهيم ، يا بولا .وليست كلماتي .انا استعملت كلمتي :" حيل ومناورات بلاغية"
والفرق كبير بين كلماتي وكلماته ،
وقد وصف محمد جلال هاشم الذي يفوق اعجابه بعبدالله اعجابك يا بولا ، وصف عبدالله بانه استعان في تمرير مشروعه العروبي الاسلاموي، بالعديد من المناورات والحيل !!!!!

ولكن الذي اثار استغرابي اكثر هو حديثك عن محاضرة ابوظبي حيث تقول عني :
Quote: دون أن أقول أنها غايةٌ في الكمال والفرادة كما قد يقولني منعم

كانما تريد ان توحي بذلك الي ان ما نقلته عنك بانك وصفت مقالة تحالف الهاربين: بالجلال والفرادة هو استقول مني !والا فما الداعي للافتراض باني ساستقولك ذلك ايضا عن محاضرة ابوظبي ؟؟؟؟
وتقول :
Quote: (وقد أصاب تأويل منعم نصوصي أنا أيضاً، في خصوص عبدالله وغيره، إصاباتٍ هائلة العدد، مما قد أنفق عمري في تصحيحه، فينفذ العمر ولا ينفذ. فتأويلاتُ منعم المجافية تتوالد دون توقف ولا ضوابط).

هل لك ان تدلني علي مواضع تلك التاويلات المجافية التي ستنفق كل العمر في اصلاحها ، فربما وفرت عليك كل هذا الجهد ،واعتذرت لك اعتذارا جميلا وساعدتك في اصلاح التلف الذي الحقته بتلك النصوص !!!

من السهل جدا يا دكتور بولا ان نرسل الكلام المعمم، والكلام كما بقولوا اهلنا ما بشتروه بقروش ،

كملة اخير ة : بنفس القدر الذي تطلب مني فيه ان اتحري الانصاف في قراءة نصوص عبدالله ابراهيم اسمح لي ان اطلب منك ان تتحري الانصاف قبل اصدار الاحكام المجافية علي قراءاتي ،

ولك مودتي
عبدالمنعم عجب الفيا

ونواصل

Post: #386
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 08-01-2004, 07:33 AM
Parent: #385

أتمنى يا بولا أن تطول نفسك شوية وترد على بوست عجب الفيا في نقاطه التي اثارها هنا ومن ثم تنطلقان الى سؤال الهوية الشائك بما يفيدنا جميعاً أنا مقتنع بانكما لم تفهما بعضكما في هذه القضية وبالطبع لا تجدني أوافق على قطعيات . وقد رأيت ان أفصل بين كتابات عبدالله عن الهوية وموقفه من الانقاذ اما الكتابات عن الهوية فهي شائكة لدى الكل وتبغي تنظيما وفي رايي ان التنظيم يقودنا في النهاية لفورمولات كل فريق يطرح فورمولته أفرو عروبية آفروسودانية قوامان سودانوية إلخ وهذا السؤال بالنسبة لى لا زال زائدا عن جاجة بناء الوطن ويمكنني ان التف حوله بالقوانين الدقيقة التي تصوعها عقولكم النابهة بحيث نوفر الجهد الضائع في مسالة الهوية وادعو لقصرها على مقاعد الدرس الاكاديمي التي تقوم به فرق الباحثين واعتراضي ينصب في الإلقاء بها عنواناً سياسياً للامور الملحة لبناء الوطن وهي ليست كذلك . وضع الهوية في الاجندة الملحة هو ما أقول بعدم جدواه لا بعدم جدوى البحث فيها من اساسه. أما الشق الثاني الذي وجدتني أدين فيه عبدالله والا اقول فقط بانها مجرد سقطة فهو موقفه من الإنقاذ.فإذ كانت كل إسهامات مفكر ستقودنا نحو الظلام بوحي من انسياقه هو كرمز نحو الظلام فما جدوى مثل هكذا كما يقول الشوام إستنارة؟

هامش لا علاقة له بالموضوع
تحياتي يا بولا لاسرتك الكريمة ولبناتك الرائعاتوتهاني بما يحرزن من نتائج باهرة رغم
هذه الاجواء العاصفة ذهب ولدي الصغير يونس مع شقيقه باهر لمسكر فضربوه وخربشوا وجهه وهو الآن حزين في شقة والدته بموسكو اهاتفه ونضحك والسبب عنصرية الهيد سكينز اما شقيقه فلم يضربوه لان لونه افتح وقر رأي والدته نهائياً بأن يذهبوا بدءاً من الشهر القادم للدراسة بالسودان.

Post: #387
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-01-2004, 07:40 PM
Parent: #1

عزيزي الدكتور بشري الفاضل
لك التحية

عزيزي الدكتور بولا
في ردك علي هشام الحسن بتاريخ 20/7/2004
تقول عن سبب عدم مشاركتك بالنقاش في بوستاتي عن عبد الله ابراهيم :
Quote: ومثل هذا التصنيف للمخالف، من قولة تيت: من العنوان نفسه، لا يصلح قاعدةً لأي حوار. كما لا يصلح قاعدة لأي بحثٍ معرفيٍ حقيقي لأن البحث المعرفي لا يزعم لنفسه ولمصادره الصواب المطلق، ولا يضع الأحكام والنتائج قبل التحليل، وفي العنوان كمان!

وتقصد بذلك عنوان مقالتي : الافروعربية بين الواقع ووهم الايديلوجيا
وتجعل من هذا العنوان سببا لعدم مشاركتك في اي حوار في بوستاتي ،
لانني وضعت الاحكام قبل النتائج والتحليل وهذا مخالف في رايك لاصول البحث العلمي ولا يصلح قاعدة للحوار ،
وهذا السبب غير مقنع وذلك للاتي :
اولا: ان اي بحث علمي معرفي ينطلق من فرضية ثم يعمل علي اثبات هذه الفرضية بالادلة والبراهين والشواهد، الي ان تتحول هذه الفرضية الي حقيقة معرفية ، والحكم علي البحث يكون علي هل استطاع من خلال الادلة والشواهد ان يثبت هذه الفرضية كحقيقة معرفية ام لا ؟
وبالتالي ان منطلقك في النقاش المفروض يكون انني فشلت في اثبات الوهم الايديلوجي في قراءتك انت وحسن موسي وعبدالله علي ابراهيم ،لا ان يكون منطلقك الاعتراض علي الفرضية الواردة في العنوان !
والا لماذا لم تعترض علي عنوان ورقة الدكتور عبدالله :الافروعربية او تحالف الهاربين ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اليس في هذا العنوان ادانة للافروعروبيين بانهم مجرد ناس هاربين، من قولت تيت يا بولا ؟
ام عين الرضا عن كل عيب كليلة
؟

لقد كتب ماركس : بؤس الفلسفة ،هو وصف للفلسفة بالبؤس من قولة تيت
ولكن لا احد رفض مناقشة ماركس بحجة هذا العنوان .وكتب لنين :الامبريالية اقصي مراحل الراسمالية، وهو بذلك وضع النتائج قبل التحليل ولم يقل له احد ان بحثك هذا غير علمي وغير عرفي . وكتب غارودي واقعية بلا ضفاف ، وكتب : البنيوية او فلسفة موت الانسان ،اي انه حكم علي البنيوية بانها تلغي دور الانسان في صناعة التاريخ من قولة تيت . وكتب الاستاذ محمود الذي تحترمه : الرسالة الثانية من الاسلام ، وهذا لم يمنع الذين يؤمنون برسالة واحدة من مناقشته . وكتب فوكاياما : نهاية التاريخ والانسان الاخير ،جاعلا من الراسمالية اللبيرالية نهاية التطور البشري ، وقد حظي هذا المؤلف بدراسات لا مثيل ولا يزال يحظي بالمزيد وقد رد عليه جاك دريدا في spectres of Marx يقول له ان الراسمالية الليبرالية لم تنتصر للابد وان شبح ماركس لا يزال ماثلا !

ثانيا : لقد كنت انت اول انسان تناقشني في ورقة ، الافروعربية ، يا بولا! لقد طلبت مني بعد الفراغ من تقديم الورقة في ندوة الثقافة والتنمية التي اقامها مركز الدراسات السودانية بالقاهرة سنة 1999 ، طلبت مني نسخة من الورقة ،اخذتها وقراءتها ثم بعد حوالي ثلاثة ايام عدت وناقشتني فيها ، والنقطة الوحيدة التي تحفظت انت عليها في الورقة هي فكرة البدائي النبيل في قصائد المجذوب والتي نسبها عبدالله ابراهيم الي محمد عبد الحي ولكنك قلت لي انك انت اول من اشار الي تصوير المجذوب للجنوبي في صورة بدائي نبيل ، وليس عبدالحي !
وبخلاف ذلك لم تعترض او تتحفظ علي اي مسالة ، رغم ان العنوان هو نفس العنوان ولم تتغير في الورقة كلمة واحدة .فما الذي جد ؟

ثالثا:ان الدكتور عبدالله ابراهيم نفسه يقر بان تقرير الهوية مسالة ايديلوجية وليست اكاديمية !!
وذلك في بحثه :
Breaking the Pen of Harold MacMicheal:The Jaaliyyin Identity Revisited" : " كسر قلم ماكمايكل او رد الاعتبار لهوية الجعليين "
شفت كسر الاقلام دا كيف من قولة تيت يا بولا ؟!
ويلخص محمد جلال هاشم في ورقته الهامة :السودانوعربية او تحالف الهاربين "،افكار الدكتور عبدالله حول مشروعية القراءة الايديلوجية للهوية قائلا :

(وتقوم مرافعته علي انه من حق الجعليين ان ينسبوا انفسهم الي العباس او من شاءوا دون ان يكون ذلك مدخلا اكاديميا يلج منه الباحثون لدحض هذا الزعم بالنظر اليه كفرية " ان اختراع هوية دينية او اثنية ممارسة عامة ، بل هي ايضا مشروعة " .. ان الاثنية لا تبني هوتها الا علي الحقائق التي تخدم اغراضها الايديلوجية. فهي تستمد ذلك من الاستقراء الثقافي للسلالة والنسب ، وليس من
التحري "الوقائعي،فان انتساب النفس لما تهوي اساس لقيام الهوية "
وبهذا يمنح عبدالله علي ابراهيم بطون الجعليين بركته صكوك المشروعية في ان ينتسبوا الي العباس دون ان يكون لكل الاخطاء والتناقضات التاريخية الواردة في شجرة نسبهم ادني اعتبار او ان تكون مدخلا للتعرض بهم او الهزء .فالنسبة ايديلوجيا "تخدم الحاضر موظفة في ذلك الماضي ".
وبعد فاننا في نقدنا له سننطلق من ان النسب ما هو الا سلاح ايديلوجي يستخدم في عملية ممارسة السلطة..فعبدالله علي ابراهيم يؤسس اكاديميا وعلميا لمشروعية النسب العباسي للجعليين ، ومن ثم اجتماعيا، ما يستتبع ذلك من امتيازات.. وهنا تتهتك المسوح الاكاديمية لعبدالله علي ابراهيم لتكشف عن موقفه الايديلوجي من عملية الصراع الثقافي في السودان .اذ ان بالنسب هذا ،وبادوات اخري يمارس القهر الثقافي في السودان )
* الاقتباس ما بين الاقواس الصغيرة وتحتها خط ، من عبدالله ابراهيم ، وما بين الاقواس الكبيرة كلام محمد جلال .

وقد طبق عبدالله هذه النظرة الايديلوجية في النسبة والانتساب الهيوي في ورقة تحالف الهاربين، في دحض اراء المؤرخين والانثربولوجيين الذين قالوا بافروعروبة شمال السودان ،
اي ان الدكتور عبدالله تنازل عن المسوح الاكاديمية وامتشق السلاح الايديلوجي علي حد تعبير محمد جلال - في الرد علي هؤلاء المؤرخين والانثربولوجيين وسائر الافروعروبيين وجماعة الغابة والصحراء ، ولذلك ان وصفنا لقراءته بالقراءة الايدلوجية ،هو وصف مستمد من رؤيته هو نفسه للهوية !

بعد دا ما اظن في سبب يا دكتور بولا يخليك تمتنع عن الدخول في النقاش بناء علي ما سبق ان ذكرته من اسباب الا اذا كنت تريد ان يجري النقاش بالوكالة عنك ، وهذا يستشف من اشادتك المتكررة لمداخلات اسامة والنور حيث تقول :
Quote: بهذا أعتذر لك (ولأسامة والنور) عن عدم مشاركتي لكم في كفاحكم الباسل لكفكفة غلواء منعم التي لا يضبطها أي ضابطٍ من ضوابط التأويل وشروطه، ولا مجال فيها لصوابٍ ممكنٍ يأتي من جانب المخالف.

ونواصل

Post: #388
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-02-2004, 04:54 AM
Parent: #1

عزيزي منعم،
أخلص تحياتي،

يا سِيْدي سأعود إلى تعقيبٍ مطولٍ على مداخلتيك في وقتٍ يناسب ما أعتزمه من تعقيب ضافٍ وما يستلزمه من توثيقٍ دقيق. وبعبارةٍ أكثر وضوحاً عندما أفرغ من إعداد قائمة الاستشهادات التي تدعم زعمي بأنك قد أوَّلتَ الكثير من نصوص عبدالله التي استشهدت بها تأويلا يعاكس تماماً منطوق النص. واستشهادات أخرى أعتقد أنك تغاضيتَ فيها عن مقولاتٍ شديدة الإعوجاج صدرت من بعض مؤيديك، ولم "تصوبهم". وقد يستغرق ذلك وقتاً طويلاً، وصفحاتٍ عديدة أتوقع أن تتجاوز العشرين صفحةً.
هذه واحة والثانية هي إنني يا صديقي لا أرغب في أن أمضي بقية عمري في موضوع ملاحقتك لعبد الله على ابراهيم. فعندي أولويات أهم من ذلك بكثير، كانت هي أصلاً السبب في قبولي اقتراح النور بدخول البورد. وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب. وسوف أدلك على التأويلات المجافيه التي قد أنفق عمري في "إصلاحها". وأنا قليل العشم في أن "تقر" لي باحتمالٍ للصواب في قراءتي واحتمال سلامتها من "وهم الإيديولوجيا". فقد أوردت مسبقاً بعضاً من عينات تأويلاتك المجافية إلا أنك لم تحفل بذلك ولم تعلق عليه، وتفاديته إلى توليد تأويلاتٍ مجافيةٍ جديدة، وهكذا إلى آخر السُكباج. إذا كان لهذا "السُكباج" من آخرٍ أصلاً.
أنا مشغول جداً في هذه اللحظة في كتابة ردود ترحيبات مصطفى آدم والحسن بكري وبشير بكار. وهي ترحيباتٌ أثارت فيما يخصني، قضايا وعرة على مستويي وجودي "الفكري" والوجداني، العام والخاص، ومساهماتي. وأنا أجد صعوبةً شديدةً في إنجازها بصورةٍ مناسبةٍ مع وقتي اللعين. ولذا فإنني أرجو وأتمنى أن لا يقاطعني المتداخلون بمن فيهم أنت حتى أفرغ من هذه "الردود" الثلاث الوعرة والمستحقة.
مع كل مودتي.
بـــولا

*لاحظتُ أن مداخلتيك خلتا هذه المرة من التحية:
وقد جاء استهلال المداخلة الأولى كما يلي:
"عزيزي الدكتور عبدالله بولا ،
"تقول في ردك علي تسآؤل محمد سيد احمد... إلخ".

وجاء استهلال المداخلة الثانية: ""عزيزي الدكتور بشري الفاضل،
لك التحية".
ثم:"عزيزي الدكتور بولا"
في ردك علي هشام الحسن بتاريخ 20/7/... إلخ".

Post: #389
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-02-2004, 12:52 PM
Parent: #1

أعزائي مصطفى آدم والحسن بكري وبشير بكار،
أحر تحياتي واعتذاري عن وصل ما انقطع بعد الجزء الأول من الرد على فضل شيخ مصطفى، وتتبيله بذكريات سبها ومشاهدها ومشاهيدها السحرية. (أوعوا تكونوا نسيتوا مصطلح "المُشهاد" البربراوي). إنقطع الوصل، وحصلت ربكة في والوقت وفي مزاج "الحكي السحَّاري، ربما، مش السحري). ولذا فقد رأيتُ أن أقطع لي مسافة شويه في ردود الترحيب المي عاوزه حكي مشربك.
وسأعاود غداً إن ما اخاف الكضب.
مع خالص مودتي
بــــــولا

Post: #390
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-02-2004, 12:55 PM
Parent: #1

Elmamoun khider

عزيزي المامون،
أحر تحياتي، وجزيل شكري على ترحيبك،
ياخوي أنا خايف من خذلانك في موضع "العلم" دا. العلم ساكت حق الله والرسول. بل أنا على يقين من أنني لا أملك منه إلا القليل جداً، بعد مجابة عُمُر. وأحس أحياناً بفعل ضيق وقت القراءة الخاصة (خارج إطار العمل) بأنني قد عُدتُ أمياً من تالا المعارف المعاصرة الجد جد. وانت ماك متوقع لك علماً هين، داير لك كمان علماً "يهطل"، هللا هللا على الجد دا اجيبو ليك من وين؟

يؤسفني جداً ويتعسني أن الوضع السياسي الخانق" كما عبرتَ، قد حرمني أنا أيضاً ضمن آخرين كثر من أبناء "جيلي"، من ثمرات بلادنا اليانعة البديعة من أجيالكم الباسلة، جيلك، وجيل بكري الجاك. ولتسمح لي بالزج ببكري في مداخلة ترحيبك هذا. وليسمح لي بكري أيضاً بهذا التجاوز. فثمة حدسٌ ما في داخلي يري فيه تجسيداً صادقا وساطعاً لهذه الثمرات، ثمرات مقاومة الغبن والمرارات والمظالم، التي أفلتت عصاراتها مما تنميه سموم الغبن والظلم من خمائر "العنصرية المعكوسة".
حبابُن عشرة أهلك في الصعيد. فقد كانت لي بينهم منذ صغري صداقاتٍ فريدة، توجَتْها في ليبيا عشرة ثمانِ سنوات مع كوكبةٍ مضيئةٍ من قادتهم ومثقفيهم الشعبيين في مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبي، في بيت أولاد الفاشر، أحمد دقدق وعبد الرحمن أبو أمو، وبيت عامر آدم إلخ. وقد زرتُ سبها قبل شهرٍ من الآن والتقيتُ نفراً عزيزاً منهم وأسعدني ذلك كثيراً. فهم أناس عندهم تقدير كبير لصدق المودة والاحترام.
يسعدني أيضاً اطلاعك على "شجرة نسب الغول"، وأن تكون قد وجدتَ فيها ما يستحق الوقوف عنده. إلا أنني أتمنى أن لا يكون مرجعيتكم الوحيدة في نقاش الهوية، وأن تتوفر لكم في الأيام المقبلة بعد انفكاك قبضة الغول التعرف على مساهماتٍ أخرى، أفضل وأجَلَ منها.
بخصوص الزميل والصديق المرحوم أحمد الطيب زين العابدين لن يكون بمقدوري أن أقول الكثير في سودانويته هنا، لأن الوقت لا يسمح لي بالاستفاضة في ذلك. لاسيما وأنا وهو على خلافٍ كبيرٍ في مفاهيمنا المتصلة ب"الهوية".
أما مجلة "جهنم" فهي من ابتداع "الحسن ود آمنة عاصي القيد الشهير بحسن موسى وبإمكاني عقد صلةٍ بينك وبينه لإرساهلها لك إن لم تكن في السودان، لأن دخولها السودان من الأمر العسيرة جداً حتى الآن وحتى إشعارٍ آخر.
يشرفني حبكم وثق تماماً بأنه متبادل. وجبراً لي خاترك الغالي سأحاول الاستجابة لبعض ما طلبت بقدر ما يسمح وقتي الشحيح.
لك عامر مودتي،
وإلى اللقاء في مداخلات ما بعد الترحيب إذ لم تخذلني المُروَّه.
بـــولا

Post: #391
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-02-2004, 04:06 PM
Parent: #1

عزيزي الدكتور عبدالله بولا
اخلص تحياتي وعميق احترامي

ليس هنالك اخلص من كلمة "عزيزي "بين الاصدقاء وهي اكثر من التحية

تقول في ردك علي مداخلتي الاخيرة :
Quote: إنني يا صديقي لا أرغب في أن أمضي بقية عمري في موضوع ملاحقتك لعبد الله على ابراهيم. فعندي أولويات أهم من ذلك بكثير، كانت هي أصلاً السبب في قبولي اقتراح النور بدخول البورد. وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب

اقول انني منذ البداية قد تعاملت مع هذا البوست باعتبار انه بوست ترحيب مثله مثل سائر بوستات الترحيب ،
لذلك قلت كلمة ترحيبي وانسحبت ولم ازد عليها بكلمة واحدة ،
ولم اطلب منك ان تعلق علي موضوع ملاحقاتي لعبدالله لا في هذا البوست ولا في البوستات المخصصة لهذه الملاحقات ،وتركت لك الحرية في ذلك ،
الا ان هذا البوست قد تحول من مساره الطبيعي ربما بسبب الحاح من البعض ودخل في منعرجات كثيرة فاخذ منك كل هذا الجهد وصار من الصعب كفكفت اطرافه ،ومن هذه المنعرجات هي اقحامك في الرد علي ملاحقاتي ولم اكن ارغب في ذلك لاني رايت هذا البوست غير مناسب لها ولذلك تماسكت في البداية ولم ابادر علي التعقيب ،ولما رايت ان الموضوح "جر " قررت ان اذود عن نفسي وعن ملاحقاتي التي تعرضت منك الي ما لم يقله مالك في الخمر ،
وتقول :
Quote: ولذا فإنني أرجو وأتمنى أن لا يقاطعني المتداخلون بمن فيهم أنت حتى أفرغ من هذه "الردود" الثلاث الوعرة والمستحقة

طبعا انا لم افرغ من التعليق علي كل ما قلته انت هنا عن قراءاتي لعبدالله ابراهيم ،وسوف استمر في الرد ،وليس في هذا مقاطعة يا بولا
لانك انت قلت وانتهيت ،ثم ان كل المداخلات كانت عبارة عن مقاطعات وكنت تعقب عليها بالترتيب ،
وانا ما مستعجل لتعقيبك علي ردودي خد راحتك بالكامل ،وعندها لكل حادثة حديث ،

وتفضل بقبول وافر الاحترام

Post: #392
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-03-2004, 04:37 AM
Parent: #1

عزيزي منعم،
أخلص تحياتي ووافر تقديري،
شايف نَفَسَك حرَّ شويه. ياخي أولاً الموضوع مو حرابه عشان تذود عنك نفسك. وثانياً أنا فترت من المقاطعات. ولعلك لاحظت أنني طلبت من نفرٍ من أعز أصدقائي وطلابي (طلحة وعثمان عووضه) السابقين ومنهم مضيفي (النور) أن يؤجلوا ما بدأوه من تسامر حنتوبي، إلى ما بعد الفراغ من ردود الترحيب. وفعلتُ ذلك مع آخرين قبلهم. وقد لا يكون ردي على تساؤل محمد سيد احمد موفقاً في ترتيب السياق. جلَّ من "لا يخطئ". لكن ذلك لا ينبغي أن يكون سبباً لمواصلة إرباك السياق. بلغ عدد مداخلاتك حتى الآن خمساً (مداخلة الترحيب غير محسوبة فيها بالطبع)، ولم أحتج. إلا أن المسألة ممكن تتحول إلى سجال ثنائي قبل الفراغ من الترحيب مما يمكن أن يتسبب في إنهاك قدرتي على التركيز المنهكة أصلاً، ويضجر المشاركين والمتابعين.
وقد أوضحت فضلاً عن ذلك إنني أكتب في ظروفٍ في غاية الصعوبة. بل أنا في الواقع أكتب بما يشبه المعجزة. ويأتي ذلك على حساب التزامات قاسية وملحة ومستعجلة تتعلق بأمورٍ حيوية، أعني أمور حياة أو موت، لا أرغب في عرضها هنا على الملأ.
ومع ذلك فقد التزمتُ بأن أخصص للحوار معك وقتاً يُعتَدُّ به في ظروفي المضنية هذه بعد الفراغ من ردود الترحيب. على أن لا يكون ذلك على حساب القضايا الرئيسية التي أريد أن أطرحها وأناقشها مع المحاورين، والمتداخلين، والأصدقاء المعرفيين القدامى والجدد. فهم يرغبون في التعرف على مشروعي أنا ومساهماتي، لا على مشروع عبدالله وآرائي أو آرائك فيه.
فأرجو أن تتفهم هذا وتقدره
مع مودتي بــولا

Post: #393
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bakry Eljack
Date: 08-04-2004, 05:28 AM
Parent: #392

يؤسفني جداً ويتعسني أن الوضع السياسي الخانق" كما عبرتَ، قد حرمني أنا أيضاً ضمن آخرين كثر من أبناء "جيلي"، من ثمرات بلادنا اليانعة البديعة من أجيالكم الباسلة، جيلك، وجيل بكري الجاك. ولتسمح لي بالزج ببكري في مداخلة ترحيبك هذا. وليسمح لي بكري أيضاً بهذا التجاوز. فثمة حدسٌ ما في داخلي يري فيه تجسيداً صادقا وساطعاً لهذه الثمرات، ثمرات مقاومة الغبن والمرارات والمظالم، التي أفلتت عصاراتها مما تنميه سموم الغبن والظلم من خمائر "العنصرية المعكوسة".

شكرا العلامة دكتور بولا, لا ادري ان كنت فعلا بامكانى لان اكون نموذجا ساطعا لجيلى ام لا فهذه شهادة يصعب على حملها ولكن المؤكد ان صوتى سيظل من بين الاصوات التى تعلو ما اوتيت من قوة من حين لاخر مطالبة باعادة وضع طاولة الدولة السودانية المقلوبة من اساس الميراث, تلك الدولة الكولونياليةالموروثة من الانجليز و رفاقهم من الشمال.


وبالمرة قلنا نرفع هذا الكتاب المعرفى حقيقة بلا تجميل الى ان يعود الاخ دكتور النور حمد من طشته سالما.

بكري الجاك

Post: #394
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-04-2004, 06:17 AM
Parent: #1

عزيزي بكري،
أخلص تحياتي ومودتي،
شكراً على مداخلتك. وثِقْ، (وأعتقد أنك تثق بالفعل)، من أنني قلتُ ما قلتُه عنك، في ردي على ترحيب المامون خضر، من صميم قلبي، ومن صميم عقلي أيضاً. كان الأمر حدساً في بداية الأمر، بعد أن قرأتُ لك عدداً من المداخلات في بوستات مختلفة. وكان ذلك قبل دخولي للمنبر بأشهر عديدة. وقد تأكدت من "سلامة" حدسي، (أضعها بين مزدوجتين تفادياً للتقريرية الوثوقية لا استكثاراً أو تشككاً في استحقاقك لسلامة حدس وفأل الخير مني ومن غيري)، بعد أن قرأت لك قبل وقتٍ ليس بالبعيد مداخلةً، أعتقد أنا شخصياً دون أن الزم أو أسعى لإغراء أحدٍ غيري بما أعتقده، بأنها كانت لبنةٌ عتيدة في منهج الحوار في قضايا قراءة النصوص والسيَر، المستشكلة المعقدة. ثم تأكد لي ذلك مرةً ومرتين وثلاث، وأنا أقرأ نصوصك في قضايا الصراع الثقافي و"الإثني" والسياسي في بلادنا التي تنشط فيها في السنوات الأخيرة، والأخيرة جداً بالذات، رؤية الشجرة التي تحجب الغابة. وأسعدني أنك قادرٌ على أن ترى الشجرة والغابة في آنٍ معاً. وهذا ليس بالشيء القليل.

جزيل شكري. وسوف تكون لنا حواراتٌ شيقةٌ بعد فراغي من ردود الترحيب. والحوار الشيق عندي ليس الذي يقوم على التوافق والتراضي والرضا بالضرورة. وتأكد من أنني سأكون سعيداً أيضاً بملاحظاتك النقدية.
بـــولا

Post: #395
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-04-2004, 06:21 AM
Parent: #1

عزيزي مصطفى، فواصلت سيري في ذات الطريق المؤدي إلى دار "عزة الأخرى". مررتُ بعمارة ناس عبد الحميد بلَّه. وكان فيما يبدو نائماً في ظل صحوة الزمان القديم. تعرفتُ على العمارة بصعوبة بين المنازل والمباني الأفرنجية الجديدة الشامخة "التغيانة". ثم اختلط على أمر الطريق إلى دار عزة الصغيرة، بالجواءِ، برهةً، فدلفت إلى دكانٍ لبيع المشروبات والجاتوه والألبان و"البستي كوليا" كما تقول جدتي "اللَلَّه بت الشريفية بت سّيَدَّي الحُسين". و"البستي كوليا" اسمٌ جامع عندها لكافة المشروبات الغازية. وإذا شاءت لك الأقدار أن يرتفع شأنك عندها إلى عنان السماء، وأن تُصبح قريناً للكوكب الدواره ("قادر الله في مُلكه عاد ياولدي تحلق في السما كدي ساكت") فسيُكتبُ لك أن تجيئها بقزازة "بستي كوليا": "أمانه مي حلوه. عاد في أحَلَى منها؟" وسينبغي عليك أن لا تنخدع بصيغة التساؤل في حديثها عن "حلاة البستي كوليا" المنقطعة النظير، فهو بابٌ في تمام التأكيد.
سلمتُ على الشاب الذي يعمل مساعداً لصاحب الدكان، والغريبة إنني لم أرَ ملامح وجهه، كان إنساناً وحسب، وكان إنساناً بالفعل. حييتُه فرد على تحيتي بحرارةٍ أذهلتني. كأنه أدرك في تلك اللحظة الخاطفة إنه إزاء رجلٍ عائدٍ لتوِّه من مدائن الذكرى. سألته عن عمارةٍ يقيم فيها أستاذ سوداني في الجامعة اسمه مصطفى آدم... أستاذ لغة إنجليزية بارع "بُكُّل". "كان هنا قبل ثماني أو تسع سنوات". رد على سؤالي بأدبٍ شديدٍ، معبراً عن أسفه، وقال لي "قبل تسع سنوات كنت في العاشرة من عمري ولا أعرف أساتذة الجامعة، ربما كان من الأصوب أن تسأل صاحب الدكان". فانظر كيف أولج الماضي في الحاضر "قال "لا أعرف أساتذة الجامعة" ولم يقل "لم أكن أعرفهم". وقد أكد لي بعبارته تلك إنك كنتَ لا تزال موجوداً بسبها. توجهتُ إلى صاحب الدكان فنظر إلى نظرةً موضوعيةً بعينين من الفضة. نظر إلىَّ نظرةً كلبيةً لدى الدقة. خالية من التضامن. تسألك ماذا تريد أن تشتري في زمن الانفتاح.
(هذا مع إنني قد استعدتُ مؤخراً ثقتي بالكلاب وتعاطفي القديم معها، ضد مذمة "الإنسان"، غير المبررة لها، بفضل نجاحي في كسب وُدَّ وصداقة "بينو" كلب صديقينا جان ميشيل وسوزي. بعد أن واظب على نبيحنا وإرهابنا لمدة ما يقارب العشر سنوات في كل مرةٍ نزورهم فيها. رشوته في أول الأمر بحلوى. ثم دَعمتُ رشوتي في الأسبوع الماضي بقطعتين شهيتين من الكفتة وشرائح الدجاج المقلية المغموسة في الدقيق والبيض. شاركنا بها في الاحتفال بسلامة صديقةٍ هزمت السرطان للمرة الخامسة خلال عشرين عاماً. أكلهما بنهمٍ ومتعةٍ وعِرفان حتى أنه وثب فرَقَدَ ونام على حِجري تعبيراً عن منتهى الإمتنان. وطلبتُ وده أيضاً وفاء لذكرى "أرسين" الرهيب. كلب علي. أخي الأصغر الذي كان مدللاً في الأيام الخوالي، ينام إلى جانب أمه حتى الرابعة عشر من عمره، أي قبيل وفاتها بسنواتٍ قليلة. وقد دخلتُ يوم وفاتها نفسه سينما حلفايا برفقة هاشم، الذي كان شديد الإعزاز لها، لأشاهد فيلم "من أجل أبنائي" الهندي الشهير. وهي ترجمةٌ مناسبة جداً لمشهدنا، وقعت للمترجم العربي لاسم الفيلم الأصلي (Mother India) بطولة نرجس. وهي كثيرة الشبه بفاطنه "ام بتاباً يتركب بليله" على حد تعبير صديقتها وشبيهتها في خُلُقها الفريد، زينبية بت المختار.
كان "أرسين" جرواً لقيطاً، وجده علي ملقىً في قارعة الطريق. ولم يكن قد "فَتَّق" بعد كما نقول في بربر (و"الفتق" عندنا هو "الفِتيح" في كلام ناس الصعيد)، الذي يمكن للجرو بعده أن يتدبر أمره بصورةٍ ما.( والصعيد عندنا من الخرطوم ولي غادي. وجملة أهله أعاجم في إيديولوجية بربر اللغوية). أخذه عليٌّ إلى البيت ورباه، واعتنت به فاطنة بت حبيب الله عنايةً فائقةً كأنه ابنها. وعندما عدتُ في إجازتي السنوية في عام 1967 من حنتوب. وجدته قد استوى عملاقاً. عضلاته بارزةٌ مفتولة وقامته منتصبةٌ معتدة كأنه جواد سباقٍ "أصيل" و"أسداً مربعن". وأصبح أحد أعلام البلد ونجومها وأعيانها، يقف في صفٍ واحدٍ مع مشاهير المغنين والهمباته، وناس الكارَا، والعصاة الخارجين على العرف مما جميعو والذين يكن لهم أهل البلد في طوايا نفوسهم إعجاباً عميقاً يدارونه خلف أستار السخرية والممازحة، والعرَّاضين ناس السوط والبُطان الذين لا يشق لهم غبار في لَمة البوش. وقال الصادق ود ضحوية، أو لعله ادريس ود جريو(فيما أتصور)، يمدح جمله على مجاز فخامة العرضة عند مبدعيها المجودين، كأنه يمدح أرسين:
ياهجلوب سواكليب الجُمال الحَرَّنْ
وصدرك نيل ودَنَاي للحِدُوبو اتعَرَّن
عَرَّاض لمة البوش القزازو مْقَرَّن
وفارس قُود واقرع ليل بعد مِن درَّنْ

أتوقف هنا، فسيرة أرسين عصيةٌ مضنية تُرهق القلب. وأواصل غداً في الغالب
مع عظيم مودتي
بــــولا

وربما لا أتوقف.
وسوف تدرك فخامة وبهاء وعلو مشهد "عرَّاض لمَّة البوش القزازو مَقَرن" إذا شهدتَ ميدوب ودعطيه، وعزََّّام ود الطاهر، ود بت أم سُر، وابليس ود الريسين(واسمه الحقيقي عبد الله ودعوض الكريم)،ومحمود ودعبدالله حمَّده (ومحمود ود ريفااشقر ضُمَّتُه) وهم يتبارون في ساحة العرضه، في البوش القزازو مقرَّن)، وود العطية يتهَبَّع ويتجدع ويلاعب في الشَتَم وهو يغني "يا غزلية تعود الرايقه فنانية"، على إيقاع على هنجير(البربراوي البجاوي اب عيوناً خدًر) وهو يهَبِّك ويخنِّق في الدكلوكة حتى تكاد أن تنطق. (وهي من كلمات الطاهر ود عيسى، ود "الشُرَّام" رئيس شعراء الدلوكة ومغنيها في ذلك الزمانٍ(عقد الخمسينات ونيفٍ من الستينيات). وود عيسى رفيق دربٍ حميم لبابكُر ود السافل، مو بابكر بابكُر. ما سمعت ود السافل وكت يقول لك "قال ود عيسى راويها كهارب المينا عينيها"؟ وهذا عند بابكُر ورفاقه الميامين من مغني الدلوكة في بربر وضواحييها شهادةٌ في تناهي الجمال مابعدها شهادة."قال ود عيس" تاني شنو عاد؟ والشٌّرام حي التُرُك في بربر القديمة بعد أن غالته غوائل الدهر، فآل إلى "خرائب": وهي التسمية المحقرة التي "ابتدعناها" للآثار. وهذا مما يطول الحديث فيه على "مسند" "الهوية" كما يُعبر الحسن ود آمنه، ود موسى ود الخير، عاصي القيد نعلة الله عليه).
سماه الناس "حجر الدرب". إذ لم يكن في البلد من يجرؤ على عبور شارعنا والشوارع المجاورة له قط، إلا بإذنٍ منه. فقد كان أرسين إلى جانب شراسته وضخامة هيكله، عداءً رهيباً، يفوز بجميع مسابقات العدو الأولمبية التي تنظمها كلاب المدينة، بلا منازع. وكان فوق ذلك بطلاً مطلقاً في القفز العالي لا يوجد حائطٌ أو سياجٌ في البلد يستعصي على قدرته الرهيبة على القفز. وفي هذا كان يكمن هلاكه. وقد كان مع ذلك خلوقاً (في معنى أعراف الفروسية) يقبل الشفاعة. وشروطها أن تسير في الشارع بثقةٍ واطمئنان وأن لا ينطوي قلبك على بلبلةٍ واضطراب من أنه قد يهاجمك. أو أن تكون طفلاً أو عجوزاً. وأن لا تكون سارق ليل. ألا تبدي استهتاراً واستهانةً به. وكان إذا لا قى عجوزاً أو طفلاً في وقتٍ متأخرٍ من الليل، رافقه وحماه من كلاب الليل البربراوية المريعة، وأوصله حتى باب داره ومع ذلك لم يكن أرسين ينجو من حماقةٍ وسوء تقديرٍ في بعض الأحيان. والخطأ رفيق الصواب في جدل المعرفة. وفي هذا كان يكمن هلاكه التراجيدي.
وقد انقسم سكان الحي، وربما قلتُ البلد، إلى مؤيدين متعصبين لهذا "المستبد العادل"، وأعداء كارهين له أشد الكراهية يتمنون موته وهم صادقون. لكنهم كثيراً ما كانوا يتملقونه عندما تضطرهم الظروف للمرور عبر شارعنا، أو أحد شوارع الحي الأساسية المحروسة في وقتٍ متأخرٍ من الليل.
كان كلباً شديد الذكاء والتمييز. ذهنه كأنه مديةٌ حادة. وحدْسُهُ شديد المراس. أذكر عندما جئتٌ في إجازتي التي أشرتُ إليها آنفاً، وكان أهلي على علمٍ غير دقيق بموعد مجيئي، وكانوا لذلك قلقين جداً من أن أجئ على حين غرةٍ وأنا على غير علم بسياسات أرسين وأعرافه وقوانينه، فأدخل البيت غير مبالٍ به، فتكون كارثةٌ. وقد شاءت الظروف أن أصل على حين غرةٍ بالفعل. فتحتُ الباب. كان أرسين راقداً أمام البرنده الوسطانية، في الحوش الكبير. لم يكن قد رآني من قبل، إلا أنني كنتُ شديد الشبه بأخي عمر (توفي في عام 1975 عن ثلاثة وعشرين عاماً، وقد كان هو الكاتب الناقد المبدع الموهوب بالفعل، لا أنا). وكان عمر هو الذي أشرف على تدريب أرسين وثقافته. رفع رأسه وزمجر زمجرةً أذابت عصب ساقي. ثم أخذت الزمجرة الرهيبة تتلاشى رويداً رويدا. ثم صمت واستمر في نومته. في صباح اليوم التالي صحوت من نومي. فوجدته واقفاً عند رأسي. جاء يزورني. وكان تعبير عينيه يفصح عن دهشةٍ شديدةٍ من شبهي لعمر، ومن اختلافي عنه أيضاً، وربما كان ذلك أول درسٍ في التشابه والاختلاف، وفي التواصل والقطع، يتلقاه أرسين. وظل على دهشته لمدة يومين في ما أذكر. إلى أن استقر رأيه على أنني لست عمراً ممسوخاً. فقد كان عمر وسيماً رغم تشابهنا الشديد، وكان أقصر مني قليلاً. (وقد قالت زينب بت دار السلام بت فاطنة بيت الشريفية بت سَيَّدي الحسين يوماً، في شرح مفارقات الشبه، وكانت زينب من كوكبة بنات ونساء جيلها اللاتي غنى فيهن امحُمَّد ودكلمون، غناي البلد وشاعرها "ذو الشِرَّة الغّزِلُ"، أعذب قصائده. قالت زينب في بيان تعقيد إشكالية التشابه والاختلاف: "حسِّع أنا ماني سمحة كدي، لكين برضي بشبه حسن أخوي شَبَه الخِلاف"، والخلاف التوائم في لهجة بربر وضواحيها. وقد كانت زينب بالفعل جميله "جمالاً فَرْضَهْ"، بالمعايير العربية الهندو/أوروبية السائدة، و مع ذلك كانت تشبه أخيه حسن، خشم العجول، "شبه الخِلاف". وقد كان حسن في مطلع شبابه ونيفٍ من كهولته، فارساً همباتاً، يقطع الطريق "الضحا اعلى"، ويرصد للقوافل من خلا بربر لي خلا سواكن، إلا أنه "أصيب" في بداية العقد السادس من عمره بمرضٍ غريبٍ أنهكه حتى "جلس". "مرضاً غلب الطيب والطبيب يا ولدي"، هكذا قالت لي زوجته سكينة خِدِر. فقد استقر عنده اعتقادٌ بأنه فقد مصارينه وكبده، وأن بطنه أصبحت جوفاء تماماً. وقد شكى لي ذات مرةٍ من ظاهر "هذا المرض الغريب" قائلا: "الشي اللنا محتار فيهُ اللكل الباكلو دَه بيروح وين؟". وظل على هذه العقيدة إلى أن توفي بعد عشر سنواتٍ من فقدانه لمصارينه وكبده. وكان حسن، الذي لُقِّب ب"خشم العجول" كناية عن "غلظة" ملامحه، وضخامة جسده، وكبُر قوايْمُه، شديد الشبه بزينب. وربما كان هذا أحد مصادر دهشة أرسين من شبهي لعمر.
وفي أحد الأيام عبرت من خلال شارعنا سعيده بت مَحَمود. وكانت تغيانه ومِتْشَقْدِمَه، على مقربةٍ من نهاية الشباب. فبرز لها أرسين وكان راقداً على أحدى دعامتي الباب الكبير. ولم يكن يحبها. إلا أنها كانت من سكان أطراف الحي. الذين ربما كان يعتبرهم من رعاياه فلا يمسهم إلا بعد إنذاره لهم بأنهم قد تجاوزوا الحدود المرعية، وربما كان يعلن بذلك عن حضوره، وعن ضرورة احترام أعراف العبور، التي منها إسال إشارة دعابة وتحية له. زمجر منذراً. إلا أن سعيده ما سألت فيه ولم تُعنَ باحترام شفرة المرور الأرسينية. ثم أطلقت عليه وابلٍاً من اللعنات. معتبرةً زمجرته فيها إساءةً و"فوتان حد". ودنقرت فرفعت حجراً وقذفته به في وجهه. وقد شاء سوء حظها أن يصادف الحجر أنف أرسين الذي لم يكن يتوقع منها ذلك التصرفـ ودميه. فقفز عليها من شاهق ركيزة الباب الكبير وألقاها أرضاً وعضها في عجيزتها إمعاناً في الإزراء والنكاية. ثم تركها وعاد إلى موقعه فوق ركيزة البوابة الكبيرة.
وقامت القيامة. أشتكى أهل سعيده في مركز البوليس. وفشلت كل المساعي والاستراتيجيات في الوصول إلى تسويةٍ عادلة. علماً بأن سعيده هي المعتدية. إلا أن أرسين، على الرغم من شهرته وكثرة أنصاره لم يكن يملك من حقوق المواطنة شيئاً في "الجمهورية الظالم أهلها". فصدر الحكم بإعدامه، من دون محاكمة، مع التنفيذ الفوري.
في صباح اليوم التالي جاء ثلاثة عساكر مزودين ب"بنادق رش" فتاكة. كان أرسين يرقد في أحد مواقع رصده الأثيرة: سقف الديوان الشاهق. ودواوين بربر شاهقة جداً. فديوان حبيب الله ود الشريفية بت فاطنة، في ضاحية القدواب، يعادل ارتفاعه عمارةً ذات أربع طوابق من عمارات اليوم. وهو تحفةٌ أثرية نادرة من القرن التاسع عشر. إلا أنه ظل يعاني سكرات الموت منذ ما يتجاوز الثلاثين عاماً في "أرض الشعر والممكن" و"لا أحدَ يُغني". نظر أسين من علوه العتيد فاستشعر شراً مستطيراً. ولم يكن مخطئاً. ففضل بغريزة المقاتل أن يبدأ بالهجوم. فقز من ذلك الشاهق على أحد العساكر الثلاثة فألقاه أرضاً. وهرب الإثنان الآخران فزعاً من ذلك "الوحش" الذي غطت شهرته الآفاق. ثم استدار بخفةٍ وقوةٍ يطارد الهاربَين. وبينما هو يهاجمهما في براعةٍ استراتيجيةٍ وتاكتيكيةٍ منقطعة، كان ثالثهما قد استفاق من ذهوله وعمر "بُندِقو"، كما تروي حوض العاشم، وأطلق مجموعةً من القذائف الرصاصية أصابت إحداها أرسين "في وركو" إصابة عميقة. "لكين هو عاد يا ولدي بي يِنْقَدِر؟ بي حالته ديك نط حيطة الحوش، ومرقا في ديوان ناس هلال". وكان العساكر يحسبونه قد هرب هروب هراطٍ جبُن أمام الألأم والموت. ويعتقدون أن أمره قد انتهى. وما هي إلا دقائق ويكون في جهنم. علماً بأن الكلاب من سلالةٍ بشرية نالها غضب الله من سوء فعلها وولوغها في المنكرات، فسختها في هيئة أزل خلقه: الكلاب. وليس لحسين ود بهانا، وهو من أعداء الكلاب على وجه العموم، ورئيس معسكر أعداء أرسين المتطرفين على صفة الخصوص، مجال للشكٌ في صحة هذه الواقعة التاريخية. قالت حوض العاشم "عاد الجماعة اطامنوا وقلعوا برانيطُن، وجابولُن مويه، وقعدوا في الضل يضحكوا ويتفَشَّروا. بس أكان لا يحروا لا يدروا جاهن ناطي بي حيطة المدرسة (التي كانوا يجلسون في ظلها)، برقاً عبادي".

أتوقف هنا، بجد هذه المرة، ثم أواصل خاتمة مصرع أرسين. "الشهيد أرسين" في عرف كلاب البلد التي كانت تعتبره مثلها الأعلى في الفروسية والكرم والشهامة ومعرفة الأصول.

مع كل محبتي. بــولا

Post: #396
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 08-04-2004, 06:47 AM
Parent: #395

عزيزي بولا
تحايت زاكيات
استمتعت بهذا السرد ز استطيع ان أؤكد انك دخلت السينما في يوم وفاة والدتك نفسه لكن الشىء الذي استطيع ان اؤكده ايضاً أن السينما ما كانت سينما حلفايا بل البلو نايل ولم يكن يرافقك هاشم خيث انه كان في المعتقل وقتها لكن مرافقك كان يراقبك والفلم لم يكن من اجل ابنائي دخولك للفلم الهندي مع هاشم كان في تاريخ اسبقز والشخص الذي دخل معك سينما النيل الازرق له خاصية المراقبة خلسة فكان قد قضى نصف الوقت يشاهد شاشة وجهك منزاوية البروفايل ليشهد كيف ينهد الوجه الطلق ويصبح مكدودا بصورة وجودية مأساوية نتيجة لفقد الوالدة . كنت يا بولة في تلك الصالة ويذكر مراقبك أنكما كنتما تجلسان في صف الكراشي الايمن في المنتصف كنت كمن يجلس في صيوان مأتم وهكذا فالامر سيان طالما ان وجدانك كله كان في تلك الليلة منسرب نحو هول الفقد أما عينيك فتستمتعان غن كان هناك غستمتاع بصور بصرية ما لها من قرار هي في لا ترابطها أدعى للبرهان القوي بخطل فكرة السينما او المسرح البصري . ولولا خشية المرافق لك من ان يتهم بانه يدعي في السايكلوجيا العملية لقال ان صورة فاطنة بت حبيب الله كانت تمر ضمن بطلات الفلم في تلك الليلة كثيراً حتى أنها جعلت من بطللة الفيلم الرئيسية كومبارساً
تحياتي للاهل

Post: #397
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-05-2004, 05:15 AM
Parent: #1

عزيزي بشرى،
البلو نايل في عينك. أنا لما نجاة قالت لي بشرى صحح وقائع دخولك السينما يوم وفاة بت حبيب الله، فرحتُ لأنني كنتُ أصلاً أعتقد أن أزقة مدائن الذكرى قد اختلطت علىَّ في هذا الأمر. فضلاً عن أنني مدركٌ لكوني مُنقاد ومُستسلم لرغبةٍ خفيةٍ لمزج الوقائع والأزمنة وخلطها. وأذكر أن لك في ذلك مقولةً طريفة هي أن الروائيين والحكَّايين "كضابين". في المعنى الإبداعي بالطبع. ولا أزال أذكر تلك الجلسة الشيقة التي أعلنتَ أنت فيها على الملأ "المبدعي"، الذي كان "يلتمُّ" في نجيلة نادي الأساتذه، وأنا أروي عليهم نذراً من وقائع حدثت في مدائن الذكرى في أزمنةٍ متعددة بعيدة وقريبة، وأخرى لم تأتِ بعد، بأن "بولا كضاب" مثل جميع الحكايين، وإن أكثر الحكائين سحرا أشدهم كذباً، وكان أشدُّ من ضحك الماحي ود على ومحمد عثمان عمر. قلتَ ذلك وأنت تطلق ضحكتك العذبة الماكرة تلك، وهي تقرقر في حلقك بموسيقى من المحبة الصِرف. ولم يكن ذلك أول اتهامٍ لي بالكضب. فقد اتهمني قبلك رفاقٌ من طفولتي المتاخمة لريعان الشباب، اتهاماً مسنوداً بقرائن قوية، وخالٍ من الصحة في ذات الوقت، بأن الحكاوىَ التي أرويها لهم "مزغولة"، أي مخلوطة بشيء من البدعة والاختراع. وكانوا على حق. فقد كنتُ في ذلك الزمان أعيش في عالمٍ من صنعي الخاص، وبعبارةٍ أدق من صنع معلماتي وستَّاتي ممن أتيتُ على ذكر فضلهن مراتٍ عديدةٍ في هذا البوست، مع امتزاج واشتباكٍ قليلين بالعالم "الموضوعي" المحيط. وكنتُ بيني وبين نفسي أشعر بنوع من تبكيت الضمير بعد انتهاء كل جلسةٍ من جلسات السمر اليومية تحت عمود الكهرباء، التي كان رفقتي من الصبية يستمعون فيها إلى حكاويَّ بانتباهٍ ومتعةٍ عظيمين، على الرغم من اعتقادهم بأنني "أزغل" الوقائع. وكنا مابين الثامنة والحادية عشر. وكانوا على باطلٍ أيضاً، لأنهم لم يكونوا يدركون، أنني كُنتُ أتلو عليهم تلك الحكاوي "المزغوله" بدافع أقوى من إرادتي، لا قِبل لي بمقاومته ولا أملك له منصرفاً. كنتُ حين أبدأ في الحكي أتحول إلى شخصٍ آخر قادم من عوالم أخرى، من واقعٍ بلا ضفاف. ثم أدركتُ في سنٍ متأخرةٍ جداً إن ذلك لم يكن سوى ملكةٍ روائية لم تجد فطنةً مؤسسيةً ترعاها في ذلك الزمان البهيم. وقد ضلت وذهب ريعانها ونسغها بين اتهام رفاقي ب"الزغله" وأهلي بالسرحان والدروشه، واتهام بعض الأقارب والجيران لي "بطائفٍ من مس الجنون" (لأنني كنت كثيراً ما أتحدث وحدي بصوتٍ مرتفعٍ أحيانا في حوارٍ متصلٍ مع صُحبةٍ وكائناتٍ وقومٍ "لا وجود لهم". (وقد كانت هذه العادة عند عمر أقوى مما هي عندي). ولم تجد من المؤسسة التربوية سعةً لتنمو إلى جانب قدراتٍ أخرى تم اعتمادها وفقاً لجدول تقسيم العمل الاجتماعي والتربوي الأفندوي التكنوقراطي. فقد صنفوني رساماً يتمتع ببعض الملكات الثانوية: الإنشاء والموسيقى. مع إنها لم تكن ملكات "ثانوية"، كانت ملكاتُ وحسب مثل ملكة الرسم تماماً وربما أقوى منها (وأتردد في صيغة التفضيل هذه، وقد أعتمدها). أما ملكة التأمل والسؤال وملاواة معانِ الوجود، بذرة الفلسفة، فقد اعتُبرت من قبيل مخائل الجنون أو مقدماته أو أعراضه بالفعل لا بالظن!! وسأكون ناكراً للجميل إن لم أذكر، مع ذلك، فضل تلك الكوكبة المشرقة من الأساتذة والمعارف والأهل، الذين مهدوا لي الطريق ل"التعرف" على هذه الملكات وتنميتها على نحوٍ ما، بقدر ما استطاعوا. وسوف أذكرهم واحداً واحدةً في مكانٍ آخر، غير هذا البوست. فقد بدأ يساروني شعور بأن هذه النتف من سيرتي الذاتية قد أصبحت مضجرةً للمتابعين.
دخلت سينما حلفايا يا سيدي بالفعل كما ذكرت. برفقة هاشم. وكان الفيلم، (بالفعل أيضاً)، "من أجل أبنائي". إلا أن ذلك لم يقع يوم وفاة فاطنة بت حبيب الله كما ذكرتُ أنا، وكما أكدته أنت، بل ثاني أيام وفاة زينب. كانت وفاة عمر قد سبقتها بما يزيد قليلاً على السنة (توفي في 1974). ولم تذرف عليه فاطمة دمعةً واحدة في العلن. كانت صامتةً مثلٍ تمثالٍ من حجر الفجيعة الصلد. وهكذا دخلتُ السينما. إلا أن نرجس لم تكن كمبارساً. فقد كان عند فاطمة دائماً مجالاً للآخر في مقام الند. وأعتقد أنني استمتعتُ حتى ذلك المقام بأدائها العالي لدور الأم الحقيقية: كل أمٍ حقيقية. والأم غير الحقيقية أمر نادرٌ جداً في تقديري. وهو نموذجٌ يتكاثر للأسف في عالم غول "الليبرالية الجديدة" ذو القلب الإلكتروني. وهي في الواقع لا جديدة ولا الله قال، وإنما كانت في حالة كمون، إلى أن صفا لها الجو فألقَحَت، فباضت، فعربدت، فأفرخت صنوفاً من الأنانية الذاهلة، تجعل الأم تُقدم "مصلحتها" و "استمتاعها" ب"الحياة" على بنيها!!
هاشم "دخل" السجن قبلي بأسبوعين تلاته، على أثر بلاغ قيل أن أحد "أساتذتنا" قد شارك في تدبيره بعد أن ضاقت بنا منابر "الحوار" حول التشكيل، والشعر والكتابة ومفهوم الإبداع إلخ. وهوامش الصحافة المايوية. وكان ذلك في صيف عام 1976. ومن الطريف أن ضابط الأمن بادرني بالقول، قبل بداية التحقيق بأن هاشم قد أدلى بمعلوماتٍ كاملة عني كشف فيها عن كل شيء. فلم أتمالك نفسي من أن أقول له: "يازول شوف لك كلاماً غير دا". وكان القبض على هاشم قد تم بمنزلنا. وكنتُ أنا اقضي جزءً من إجازتي السنوية م أهله، ومع الماحي ببوتسودان. ومما أطال مدة سجنه، في يقيني، رفضه المطلق لإنكار صلته بالمنشورات التي تم العثور عليها في غرفتي. ذلك رجلٌ من طينة النور التي خلقت منها صفوة الملائكة.
وقد أشاع هاشم بين الأصدقاء خبر دخولي السينما، في ذلك الوضع. وكان معجباً بذلك التصرف فخوراً به. وحكى الواقعة لنجاة أيضاً، وكانت يومها حديثة التعرف عليه، شديدة الفرح بمعرفته. وقد شاءت صروف طبائع تناقل الأحدوثة، أن يلحق بها الكثير من الإضافات والتعديلات إلى أن انتهت عندي أنا نفسي إلى صيغةٍ معدَّلة، عن الأصل، هي الصيغة التي نشرتها بها بالأمس، في ردي على بعض فضل مصطفى آدم. وسوف يتواصل تناقل الرواية إلى أن تستقر، في صيغتها الأكثر تعديلاً وبعداً عن "أصل التجربة الشخصية"، في كتابي المقبل "مدائن الذكرى" الذي ليست هذه الأحدوثة والسياق الذي جاءت فيه، والسياق الذي جاء فيه السياق الذي جاءت فيه، إلى آخر السكباج، سوى مادة الوقائع "الخام" للكتاب. وهو نمطٌ من الحكي أعتقد، وقد أقول أنوي، وأتمنى، وأعمل، على أن يكون فالتاً من كل الأنماط الروائية مما جميعو. وأنا أسميه كما تري كتابي لا روايتي. وأعلن هنا أنني أسمح لكل المولعين بالحكي "المنفلت" أن يضيفوا ما شاءوا إلى هذه النصوص "الخام"، لمدائن الذكرى التي أريد لها، وأعتقد أنها كذلك بالفعل، أن تكون واقعيةً جداً وعديمة الصلة مطلقاً ب"الواقع" في ذات الوقت. وهذا ممكنٌ إذا اتسعت الرؤيا واتسعت العبارة.

وهكذا ياعزيزي بشرى قالت جدتك حوض العاشم: "عاد الجماعة اطامنوا وقلعوا برانيطُن، وجابولُن مويه، وقعدوا في الضل يضحكوا ويتفَشَّروا. بس أكان لا يحروا لا يدروا جاهن ناطي بي حيطة المدرسة (التي كانوا يجلسون في ظلها)، برقاً عبَّادي".

Post: #398
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-05-2004, 05:39 AM
Parent: #1

أرجو المعذرة
مكرر

بولا

Post: #399
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-05-2004, 05:57 AM
Parent: #1

عفواً
مكرر ايضاً

بولا

Post: #400
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-05-2004, 06:01 AM
Parent: #1

"عزيزي مصطفى، "بس عاد الجماعة اطامنوا وقلعوا برانيطُن، وجابولُن مويه، وقعدوا في الضل يضحكوا ويتفَشَّروا. بس أكان لا يحروا لا يدروا جاهن ناطي بي حيطة المدرسة" (وقال عمي عبد الله ود شوراني يمدح جمله اللصهب في سايقٍ مشابه، وقيل هو أحمد وعوض الكريم ود اب سن، وهذا أقرب إلى الصواب، بينما هو في "الوقع" ود شوراني، ولا مانع من أن يكون أحمد ود عوض الكريم، وفي كلٍ خير:
"تريزات الكموقه وحلة السراف
جاهن داوي دنَّاي المسافات راف "
يا الضيب العلي راس القلوع هرَّاف
هاريك حر شَيوم لو فراد ولا هو قراف).
"وقال لك كدي قمز في العسكري الكبير، الصادو بي البُندِق قَِبيل، غرز سنونه في إيدو اليمين ودفرو رما في الواطه وقنجر فوقه، وعفسو عفساً شديد ودَردَرو. عاد خلاه حيَّ كَزَا ميت. وقََّبل على الاثنين التانيين. وهُنْْ قلبك قايلك رِجوا؟ ما رقدوا سَتيَّهْ بالجري. عاد أريتا فضيحة العَدَا. قال كدي جرى فوقُن، جرَّ السمين فيهن من ردا قطّعه خلا هريدة، نامن جعباته مرقن في السهله وقال كدي قمزُهْ مثل قمزة سعيدة بت محَمود القبيل جابت الكلام دا كلُّو. ونتر على التاني مسكو من عرقوبو وجرَّا شنقله على قفا وعفسو". ولم يدرك أحدٌ من العساكر أن تلك الطاقة التي تفجرت في أرسين كانت في الواقع دفعة الطاقة الأخيرة من حياةٍ كلها طاقة. أو قل كانت كل طاقة حياة ذلك العملاق الرهيب وقد اجتمعت واستعدت لمغادرة الجسد مرةً واحدةً وإلى الأبدلتطهره من خوف الموت وقبول الإهانة (وقد كان فوت الموتِ سهلاً ـ فقاده إليه الحفاظ المرُّ والخُلُقُ الوعرُ". بل هي، في وجهٍ من وجوهها، طاقة إباء "الميته ام رماداً شح" التي لا تشبهه. فكأنه أراد عن وعيٍ وعن عمدٍ صميمين أن يختتم سيرته الباهرة بهذا الأداء الملحمي. فولى العساكر الأدبار وكبيرهم يردد "دا مو كلب دا جان". انتهت المعركة بهذا الانتصار المجلجل. وانفض مشهد الصراع الجبار عن أرسين وهو يلهث متكبراً وسط "سهلة الفوقانية" الكبيرة، التي كانت أمام منزلنا، وعمر إلى يمينه وعلى إلى يساره. وشب يقَبِّل عمراً ثم استدار فرفع مقدمتيه على كتفي على. ثم ما لبث أن تهالك أرضاً، ولهث بشدةٍ ثم انتفض انتفاضةً مزلزلةً مفزعة، همد بعدها إلى الأبد.
وكان عمر وعلي يجلسان عند رأسه عندما بدأت حشود الأنصار والشامتين تتوافد على الساحة. لم يصدق الأعداء في بداية الأمر أن أرسين قد مات بالفعل. واطمأنوا إلى ذلك بعد لأيٍ وحذرٍ شديدين. ثم تقدموا. فشكلوا حوله نصف دائرةٍ في مقابل المريدين الذي شكلوا نصفها الآخر بقيادة حوض العاشم، وكانت في حوالي السبعين من عمرها المديد (تُوُفيت عن سبعٍ وتسعين سنةً). وكان حشدا عظيماً. لمدة ساعةٍ تقريباً تحولت الساحة إلى منبرٍ لملاسنة حادة بين المعسكرين. إلى أن ابتدرت حوض العاشم طقوس الدفن، وصدحت تغني مناحة أرسين الشهيرة، التي مطلعها:
زايلة الدنيا يادا الكلب
يالفارْس الوَلابْتِنْغلب
وقد أتلو عليكم نصها الكامل إن شئتم في يوم من الأيام.
ولما انتهت منها نهض الأنصار والأعداء وتسابقوا جميعاً ليحفروا قبره معاً. في وسط "ساحة الفوقانية" الكبرى. وظل ظاهراً يزار إلى أبد الدهر.
ثم امتزجت في نظرة صاحب الدكان السبهاوي القسوة بمسحةٍ من شفقةٍ ذاهلة جاءته من حيث لا يحتسب. وقال لي "آسف توا نبُّو نْسَكِّر". قلتُ له إنك محق فأنا عجوزٌ ممسوس ومضجر في هذه اللحظة (وأخشى يا مصطفى أن أكون مجنوناً ومضجراً في هذه اللحظة أيضاً). والواقع أن الرجل لم يفهم من سؤالي إن كان مصطفى آدم لا يزال أستاذاً بجامعة سبها، ويسكن العمارة التي أسأل عنها أم لا. والحق إن سؤالي لم يكن واضحاً. فهو يحمل في نبرته معنى الحاضر والماضي معاًفي تواطؤٍ عجيب. وأظنه اعتبرني ممسوساً فعلاً، فأعرض عني في بادئ الأمر ثم انتهى "فجأةً" إلى ذلك المزيج الغريب من القسوة والضجر والشفقة. الذي أعرف ولا أعرف من أين جاءه. وودعته وانصرفت. وعندي مذهبٌ قد يجوز في تفسير ذلك، أسِرُّ به إليك عندما أعود لأواصل غداً.

مودتي لكما أنت وبشرى وآسف لهذا الاستراق الذي مزجتكما به في برنامج واحد: عمداً، وصدفةً، في "مدائن الذكرى". العنوان دا أنا دحين قريته وين قَبُل كَدي يا مصطفى، ويا بشرى؟
بــولا

Post: #401
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-05-2004, 06:03 AM
Parent: #1

آسف حصل تكرار برضو
بـولا

Post: #402
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bakry Eljack
Date: 08-05-2004, 12:01 PM
Parent: #401

الاستاذالدكتور بولا

لو ان لى من الحياة ما يسعدنى كونى موجودا فى زمان ما فانا اسعد ما يكون اننى عشت فى زمن عاش فيه ماركيز وقرات له وهو لم يسمى بالراحل بعد, اما شرفى الثانى فهو اننى جكعتنى صدفة القدر السايبيري بؤجل فى قامتك و راوائى بلا جدال اضاعته فلسفة تقسيم القدرات والمواهب فبالفعل ان المس الشيطانى الذى كان بمثابة المؤكد هو القدرة على تفيء ظل الخيال و التمادي فى تصور الممكنات التى هى من صنع الحياة العادية , لا ادري كيف استطاعت قدرتك على جعلى تصور ارسين هذا الكلب الذى كان ممكنا ان يكون عاديا لو قدرتك على التصور و الشوف من على بعد الحافة وعلى مقربة من مؤانسة الذات, وانا اقرا حكاية ارسين تذكرت كلابا عده فى ذاكرتى اذكر منها كلبا مميزا لجدتى لابى كان على بعد من ان يقارب حكاية ارسين لولا ان كلب جدتى مات فى ريعان شبابه اثر حادث حركة مروع قل ما تشهد مثله قري جنوب الجزيرة ليس لقدرة الناس الفائقة على القيادة ولكن لقلة السيارات فى حد ذاتها, حيث كان موعد وصول البص هو بثمابة التوقيت المحلى لمعظم قري منطقة جنوب الحاج عبد الله.
اقترح ان تسمى كتابك ولكم اعجبتنى كتابى هذي بحكاية ارسين بدلا من المدن هذى,

اعتذر ايضا لقماطعتى الغير مقصودة والتى دفعتنى اليها دفعا لشدة طربى و استمتاعى و تواصلى مع ارسين وكانه ماثلا امامى يهز ذيله فى خيلاء المتفوقين.

ولك منى كثير التقدير فى هزيمتك غير الكاملة لدولة الصيارفة و تكنوقراط تقسيم العمل فى اكتشافك لهذه القدرة على الحكى و الروي فى هذا الزمان .

بكري الجاك

Post: #403
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-05-2004, 01:06 PM
Parent: #1

عزيزي بكري،
أخلص مودتي،
شكراً على تشجيعك. سيرة أرسين في واقعها التاريخي "الموضوعي أكثر تعقيدأً وتركيباً مما كتبته. وهي في "واقعها" "الروائي"، ملولوة متراكبة، متعددة الأزمنة، بما لا يقاس بالنذر الذي كتبته منها هنا. أولاً لأنني لا أريد أن أكشف أوراقي وحيلي في الحكي كلها. كما أنني كنتُ خائفاً ومتوجساً من أن تكون كتابتي مضجرة. وسيرة أرسين بالذات. وماكتبته منها هنا، هو كما ذكرت عنصرٌ من عناصر البناء الكلي والأشمل للمادة الخام ل"مدائن الذكرى. ومدائن الذكرى، هي فضاءاتٌ من الماضي والمستقبل والحاضر و"اللازمان". و"العنوان" الحالي عنوانٌ إجرائي قابلٌ لتعديلاتٍ كثيرةٍ بعد "الفراغ" من النص.
وقد أنشر الجزء الأول منها بعد ثلاث سنوات أو أكثر قليلاً. وأنا في الواقع أكتبها منذ عشر سنوات. وقد طمأنني، كما قلتُ في مكانٍ آخر، علمي بأن ماركيز كتب "مائة عامٍ من العزلة" في سبعة عشر عاماً.
وقد سرني نفاذ بصيرتك إلى جوانب شاملة في سيرة أرسين تحتفي بالوقائع، وتتجاوزها في ذات الوقت إلى رؤىً واخيلةً ومعانٍ وإشاراتٍ وآفاقٍ أعمق.
ربما لم أعبر عن ما أردتُ قوله بصورةٍ دقيقة. فإلى مداخلةٍ أخرى، ربما في الجزء الأخير من هذه النتف من مدائن الذكرى "مشهد سبها". وهو مادة خام أيضاً لمشهدٍ جزئي قصيرٌ نسبياًً ضمن جملة مشاهد وسير متراكبة. وانت ماسمعت لسع حكاية عيشة بت النجار، وزينب بت الكامل، وحسن ود عمشوق، وعيسى أبو المك "سلطان العاشقين". وكلها على كل حال عناصر من المادة الأولية، المادة الخام، من مرحلة ماقبل الصياغة"الروائية" وأنا شديد التحفظ على صفة "الروائية" هذه إذ أنني أطمح إلى كتابة شيءٍ لا في الحِرى لافي الطرى.
أشكرك مرةً أخرى على تشجيعك. وعليك الرسول كان لقيت لك شيتاً مضجر أومشاتر فلا تترد في تنبيهي بشأنه.
بـولا

Post: #404
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: AnwarKing
Date: 08-05-2004, 10:25 PM
Parent: #403

سلامات عمى بولا...


ابنك أنور...


Post: #405
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-05-2004, 11:55 PM
Parent: #1

AnwarKing

عزيزي أنور أهلاً ومرحبا. ود اخوي وودي اختي ما في كلام، أما قولك "إبنك" فتشريفٌ كبير جداً لعمك العجوز، وتاجٌ على رأسي الله يقدرني جزاك عنُّو.
ود اخوي وودي اختي وابني قطع شك، لكن يبدو أنني في الأسبوع المقبل، بعد انتهاء ردود الترحيب، سأكون تلميذك في خصوص "أصحار" الكمبيوتر، وهي "أسحار" العربية نفسها إلا أن عجايز بربر في الزمان القديم يبدلن سينها صادا لإفادة منتهى معاني الرهبة والعجب والإجلال.
مرحب وإلى اللقاء في "الحصة" الجايه في فصلك العامر. وسأروي لك ولهن ولهم شيئاً من حكاوي صويحباتي أولئك مع التكنولوجيا الحديثة التي كانت في ذلك الزمان هي الراديو اب بطارية.
عظيم مودتي بـــولا

Post: #406
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 08-06-2004, 00:33 AM
Parent: #405

صباح الجمعة
إسمح لي بهذه المقاطعة يا بولا لزوم التأكيد . أنا ذكرت لك أن هاشم ربما دخل معك سينما حلفايا في ظرف آخر وعدت أنت لتؤكد ذلك . والدتك الراحلة توفيت بعد عودتي من روسيا وقد عدت في يوليو عام 76 ووجدت هاشم بالمعتقل وعندما توفيت والدتك دخلت أنت سينما البلو نايل في نفس يوم وفاتها وكنت أنا بصحبتك وبالطبع فأنا كما تعلم أكثر محافظة من هاشم والآخرين فلم ابلع هذا التصرف وكنت أتفرج في صفحة وجهك اكثر من النظر إلى الشاشة ولم افهم من الفيلم شيئاً هل كان ذلك الفيلم الذي اسمه سبريندر اون ذا قراس الذي سال فيه ضابط الحدود الجمركية الكندية الشابة بطلة الفيلم المدمنة التي عاشت حياة من الجحيم مكرراً السؤال:
_ الإسم نيم ...ثم ضرب الطاولة لطناشها وسال مرة أخرى بنفاد صبر
_ نيم ؟
فردت الشابة بهدوء
_ كريستين آدمز
فصرخ فيها
العمر .. ايج ... ايج وكررها كذلك
فقالت بلا اكتراث
توينتي تو
ثم ساحت الكاميرا في لقطة عامة في وجهها باحثة عبثا عن ذرة تؤكد أنها في الثانية والعشرين وأقنعتنا الكاميرا بانها لم تجد . لقد ذهب بشباب تلك الشابة رهق الحياة التي عاشتها. ذكرت لك هذه التفاصيل لانه ربما يكون هو الفيلم فنحن قد دخلناسوياً البلو نايل مرات قليلة ومن ذلك مثلاً دخولنا فيلم بيكيت. وبذا فإنني لم أقل كضاب . هذه الكلمة غليظة في حقك وكل ما حكيته صحيح لكن حدث اوفر لابينج فيما يخص دخولك السينما أيام وفاة زينب ويوم وفاة والدتك. واصدق تماماً واقعة دخولك مع هاشم. ويا سيدى لو قرأت بوستي المقاطع السابق لأدركت ت أنني كنت اشير لنفسي في معيتك بتلك الليلة الحزينة. أعتقد ان الروائي فيك ضخم وبائن ويحتاج لمعونة الأسرة لحلب عصاراته الشائقة وتقديمها حليباً للناس في كل مكان. عل نجاة تفعل ذلك فونسة بولا تكون دائماً من حليب الروح. لكن بولا يتذرع دائماً بما يسميه الفرنجة بري آمبيلز او لعلها المقدمات . وهذا الذي يشكو منه بولا من تعب الحياة قد كفانا برهنته حكيم المعرة قبل ألف عام.

Post: #407
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-06-2004, 03:10 PM
Parent: #1

عزيزي بشرى،
محبتي وهي ليست بحاجةٍ إلى أوصاف مضافة،
يا سيْدي، هذا المقام ليس مقام تدقيق، بل مقام حكاوي وبِدع ومناقب "الحقائق" والأقوال لا تصادم فيه بعضها بعضاً، بل تتساوق وتتآلف. وهو مقامٌ يقبل أكثر من رواية. أوريك: الماحي ود علي لم يكن موجوداً في تلك الجلسة الشيقة بنادي الأساتذة. إلا أنه راق لي في نشوة سطوة البدعة الحكايوية، التي تعتريني منذ أن عدتُ من سبها أن أجعله هو لا غيره أكثر من ضحك من زبلعتك علىَّ بخصوص منهجي القديم في رواية الوقائع "الموضوعية" المدخولة بعناصر من التي تُسقطها على لساني سيكولوجية الحكَّاي البُدَعي التي قُبرت في ميعة صبا. وكانت عمتي فاطنة بت بابكر كثيراً ما تقول عني "عاد بابكر ود احمد مو بُدعي". (وبابكر هو اسمي في أوساط العائلة. واسمي الكامل عبدالله أبوبكر الصديق. وكان أبي يناديني ب عبدالله، وأبوبكر، وبابكر، والصديق، وأبو قحافة. وقد سأل أحد الجيران يوماً، في الأسابيع الأولى من حلولنا ببيت ناظر مدرسة عطبرة الجنوبية "إنتو أولاد الناظر ديل كم؟" فقد كان لكل واحدٍ منا أسماء عديدة مركبة من أسماء الصحابة وألقابهم ينادينا بها جميعها في مختلف الأوقات. أما إخواتنا فقد التزم في ندائه لهن بأسمائهن المفردة فيما عدا زينب التي كان يكثر من مناداتها ب"شغبه" و"أمَ نايل"). والجملة بين القوسين لا تخضع لقواعد الإعراب لسببٍ خفي في نفسي أو في نفس يعقوب.
أنا لا أوثق هنا بل أتَبَدَّع وهي عندنا في معنى إطلاق سيجة الرويِّ إلى آخر سكباجها. لكن الموضوع الذي رويته هنا عن في خصوص قولك بكضب الروائيين في المعنى المحبب، لا المزري حقيقية. ومن حقك أن تكون قد نسيتها لأنها لم تصدر عنك في موضع الزم بل في موضع المحبة الطليقة. وأنتَ من أكثر الناس جرأةً عليَّ في المكاواه، لسببٍ بسيطٍ وواضح هو اطمئنانك الكامل إلى أنني لا أحمل دعاباتك الساخرة إلا على محمل المحبة وحده. يا زول مالك تجشمني هذه "الفضائح" قدام الناس من إعلان أسرار المحبة الكبرى، مما هو أمرٌ بين "العبد" و"ربه".
أها أنا يا سيْدي ما دخلت Splender on the Grass، يوم موت بت حبيب الله. وما كان عندي حيلاً أمشي بيه لغاية البلو نايل لأنني لم آكل ولم أنَمْ خلال أيام احتضارها الثلاثة، وكان الماحي إلى جانبي في مشهد الاحتضار لا في مشهد السينما، لا هاشم كما قلتَ ذكرتَ أنتَ بالفعل. ولكنني الآن أرى مرأى العيان إنني دخلت فيلم Mother India يوم وفاتها "هي" مع إنني متأكدٌ من مشاهدتي له يوم وفاة زينب. وربما تكون فاطنة قد توفيت بالفعل يوم ماتت زينب. وكان عُمَر قد سبقها بعامٍ كما ذكرتُ في شرخ الشباب. وعندما فتح الملكان قلبها وجدا في مكانه عصفورةً محترقة. وقالت فاطنة بت بابكر في ذلك اليوم معقبةً على قول امرأةٍ لا أذكرها "فاطنة الآن في حضرة المَلكين"، قالت بت بابكر "عليك الرسول فاطنة الملكين يسألوها من شنو؟ شن بي يسألوها منه فاطنة؟"
انتهى. وهيهات!!
مودتي بـــولا

Post: #408
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-06-2004, 03:55 PM
Parent: #1

عزيزي مصطفي،
محبتي،
أعددتُ الجزء الأخير من مدائن ذكرى الماضي والحاضر والمستقبل وأزمنة أخرى لن تأتي أبداًً، مما جرى بها لساني تعقيباً على فضلك العميم. إلا أنني نسيت النص في Flobby ب"المكتب". وقد يكون مما ليس منه بد، أن أمضي إلى ردود ترحيبٍ أخرى. ثم أعود إليك يوم الإثنين. وقد أقفز مرةً أخرى فوق الحسن وبكار.
وقد يكون هذا الاضطراب والخلخلة في السياق عنصراً في تركيب سياق الحكي الفالت نفسه. وهو فالت بقدرته الذاتية أكثر من انفلاته "تعمداً" مني. وأتصور أنك أول من لاحظ ذلك.

بـــولا

Post: #409
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-07-2004, 02:15 PM
Parent: #1

عزيزتي حنينة
تحياتي ومودتي وجزيل شكري على ترحيبك،
أرجو تقبلي مني في البداية توضيح هذه القاعدة المبدئية والمنهجية، وهي أنني لا اصدر في "انتمائي" لبربر، ومحبتي لها كمكان، وما أكنه لها وللكثيرين من أهلها من تعلقٍ وودٍ ليس من قبيل التعصب الشوفيني والتقديس الأسطوري الأناني لمسقط الرأس ومراتع الصبا (وبربر ليست مرتع صباي الوحيد على اية حال). بربر مدينةٌ مثل كل المدن، أو بالأحرى فضاءٌ تاريخي جغرافي لكياناتٍ وتركيباتٍ اجتماعية. وهي مثل كل الفضاءات التاريخية الإنسانية، فيها الحسن والقبيح، وقد شدتني إليها نماذج إنسانية باهرة في صباي ومطلع شبابي، على مستويي السلوك، والقيم والعلاقات الإنسانية، والقدرات الإبداعية، عايشتها وعشتها و"لَمستُها مرأى العيان". ورأيتُ أنه ربما كان من "واجبي" الإبداعي والتوثيقي والفلسفي، نقلها للآخرين لعلها تسهم في تدعيم وترسيخ وتجديد بناء صرح المُثُلٍ والمرجعياتٍ العُليا لوطن مُجَرَّحٍ مكلوم.
وستجديني في أشد الحرج إذ أقول لك أن أستاذي شبرين على الرغم من تقديري له، وعرفاني لما تعلمته منه في سنوات الطلب الأولى، ليس من "طبقة" مرجعياتي ومُثلي العليا الأولى من المعلمين والمبدعين. أحترمه، نعم. وقد كنتُ ولا أزال على استعدادٍ للوقوف إلى جانبه بكل ما أملك من طاقةٍ ومن قدرةٍ إذا ما تعرضت حقوقه كمبدع وكإنسان للإنتهاك والإساءة. أقول كنتُ ولا أزال، لأنني واحدٌ من الذين وقفوا وقفةً ضَروساً في الدفاع عنه عندما تعرضت حقوقه للعدوان والانتهاك من قِبَلِ نظام مايو. أعني حين شملته حملة "التطهير" مقطوع الطاري. وقد خضنا معركةً باسلة لإعادته لموقعه. ونجحنا في ذلك. وقد كان نصيبنا من جانبه في المقابل، التعريض، والنكاية، والتهديد والتشريد، عندما قلب نظام مايو ظهر المجن لليسار وأصبح أستاذنا شبرين عميداً للكلية. وأنا شديد الأسف لاضطراري للتصريح بمثل هذا القول في منبرٍ عام. فليس أمامي من سبيل آخر إزاء تساؤلك الصادق الحميم.
على المستوى الإبداعي، سبق لي أن وصفتُ أستاذنا شبرين في حوار أجرته معي صحيفة الحياة، بأن "مصممٌ بارع". وسأضيف هنا إنه رائدٌ مهم من رواد حركة التشكيل السودانية يستحق التقدير والتكريم. إلا أنني لا أستطيع قبول مقارنته، وربط اسمه المتصل بصلحي باعتبارهما أميز تشكيليين بين جيل رواد "الحداثة التشكيلية" (وفي هذا المصطلح قولان وأكثر) في السودان. فالفرق بين قدرات الاثنين التقنية والرؤيوية شاسعٌ جداً في تقديري. من الممكن، فيما أعتقد، مقارنة صلحي بتاج السر أحمد، وبمحمد عمر خليل، على مستويي التقنية والرؤية، وبمامون حسين شريف في مستوى الرؤية والطلاقة التجريبية. (حسين نفسه يقول إنه ليس رساماً عالي التقنية مثل صلحي. بينما أعتقد أنا أن حسين عالي التقنية جداً بمعنىً آخر للتقنية ليس هذا مجال الخوض فيه)، لا بشبرين. فصلحي في تقديري واحدٌ من أعظم رسامي عصرنا وكذلك الثلاثة الآخرين الذي ذكرتهم. بينما شبرين، وأقول دائماً "في تقديري"، مصممٌ وتشكيلي بارع وحسب، مثل كثيرين.
وبخصوص ذكرياتي معه، فقد كنتٌ معجباً جداً بهدوئه، وبما بدا لي من لطفه ورزانته، وتسامحه، وربما لكونه من بربر، وكونه أخاً للحاج شبرين (والحاج اسمه الأول. أول من أنشأ مكتبةً في سوق المدينة. وهو شخصٌ شديد اللطف حاضر النكتة، عَذْب الدعابة). إلا أن التجربة والتفكر علماني أن الهدوء والتسامح الظاهريين لا يكفيان). وفيما عدا ذلك فأنا أحترمه كأحد معلميَّ، من باب الواجب والمبدأ، والحرص على النأي عن فجور الخصومة.
لك عظيم مودتي وامتناني
بــولا

Post: #410
Title: تقصير الؤسسة الاكاديمية السودانية: دكتور بشرى الفاضل نموذجا
Author: osama elkhawad
Date: 08-07-2004, 06:56 PM
Parent: #1


لم اجد اي سبب مقنع كي يراهن اكاديمي مثل الدكتور بشرى الفاضل على كتابات الفيا
وملاحقته الواضحة لعبدالله على ابراهيم,
بسبب من ان مقال الفيا عن تحالف الهاربين ,
كشف عن فشله الذريع في اثبات ما قاله ,
وعن قصور واضح في فهمه للنصوص ,
وايضا فهمه للمصطلحات مثل البدائي النبيل والMelting Pot

ولعل تلك "المراهنة" تكشف عن مشهد من قصور وبؤس المؤسسة الاكاديمية السودانية


المشاء

Post: #412
Title: Re: تقصير الؤسسة الاكاديمية السودانية: دكتور بشرى الفاضل نموذجا
Author: Bushra Elfadil
Date: 08-08-2004, 04:17 AM
Parent: #410

الاخ اسامة
تحيات زاكيات
هذه الملاحظات التي ذكرتها هنا في غير موقعها من البوست المذكور غير صحيحة إلا إن كانت من باب شكوى لمولاي في زمن المحنة. لم أتحدث قط في ذلك البوست الذي كان عن محاضرة عبدالله أو هنا في هذا البوست الترحيبي ببولا عن مسالة الهوية بل هي في نظري ولا زالت سؤالا زائداً وأطالب بقصرها على حقل الدرس الاكاديمي شانها شان بعض علوم المستقبليات وأصدر فيما يخص نقدي للاستاذ عبدالله فقط من موقفه من قضيتين هما 1)الموقف من الإنقاذ و2) الموقف من البيض الذين ساندوا المؤتمر الوطني الافريقي في نضاله ضد الفصل العنصري . رأيت ان عبدالله حاول كمستنير أن يقودنا لظلام الانقاذ فهل ترى انت في سعيه الذي وصفه بولا بالعثرات والكبوات شيئاً غير ذلك؟ شخصي طبعا يرى فيه ما هو أكبر من كبوة . وفيما يخص البيض في جنوب أفريقيا لا حاجة لى لغيراد شواهد منذ Cry The Beloved Country التي ابلت أرديتنا على مقاعد الدرس لكن حسبي في الأدب ان أشير إلى Nadine Gordimer هذه الكاتبة البيضاء من جنوب أفريقيا التي حازت على جائزة نوبل وقد كرست كل ابداعها للكشف عن بشاعة الأبارثايد . هي الآن في الثمانين من عمرها وإن طالعت الجارديان في عدد اليوم 7 أغسطس تجد أن بني جنسها في بريطانيا وامريكا لا زالوا يلاحقونها كي لا تنشر مذكراتها حتى لا تكشف عن المزيد من ممارسات حكومة جنوب افريقيا المخزية التي تسىء إلى اوساط بحسبانهم هي المين ستريم في المركزية الأوربية. حسبي هذا فحسب للتدليل على أن ما ذهب اليه الاستاذ عبدالله في حق المناضلين البيض مع رصفائهم السود في حنوب افريقيا كان به تبسيط شديد في قضية معقدة .
وفي غير هذين الموقفين لم اتحدث قط فيما يتعلق بطروحات عبدالله عن الهوية هذه الزائدة الدودية في أحشاء السياسة السودانية الشوهاء أصلاً. بقي شىء أود ان اشير إليه وهو أنني ومنذ أكثر من عشر سنوات لا أعمل في الحقل الاكاديمي ومهتم فقط بتحقيق شىء واحد هو الكتابة الابداعية حيث اعمل على إنهاء رواية إسميها سيمفونية الجراد وغيرها من الكتابات النثريةوقد لا حظت انني وعدت لكن لم استجب للدخول في بوستك الذي طالبتني فيه بالكتابة عن باختين . يمكنني ان اشير في جملة مقتضبة انني أقرأ باختين حالياً وأجد انه يختلف بمقدار مائة وثمانين درجة عن النقد البنيوي وكل صرعات النقد الحداثوي ولا زلت عند رايي في أن هذا النقد الجديد لا يفعل شيئاً اكثر من وضع طبقة من الشمع السميك غير الشفاف على الأعمال الابداعية ويعمل على تعتيمها بدلا من إضاءة شمعة في الطريق إليها.
دمت يا سيدى وأجدك شاعراً بارعاً في انقلابات عاطفية لكنني لا أجدك في الاشتباكات مع الدكتورة نجاة أو مع عجب الفيا . فهذا الطريق كما قال معاوية محمد نور لا يؤدي.وإسميه منذ اشتباك الأخ الياس فتح الرحمن مع سامي سالم وسلمى الشيخ سلامةأو اشتباكهما معه من على صحيفة الاتحادي بالقاهرة منتصف التسعينات بالعنف الثقافي.

Post: #411
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-08-2004, 04:17 AM
Parent: #1

عزيزي أسامة، تحياتي ومحبتي، برضو بالآلاف لا يوم الوِقاف،
أما أنا فأجد سبباً غير مقنع في موقف بشرى من عبد الله ومن ملاحقة عبد المنعم له. كما أجد أسباباً مقنعة جداً، لا للملاحقة بل للنقد الحازم. إلا أنني لا أستطيع أن أخوض في ذلك الآن. نظراً لتعقيده ومشقته أولاً، ولأحوالي الفيزيائية النفسية في هذه الأيام أيضاً. فأنا أعاني من آلام ظهرٍ فظيعة وفتور ووهن. أظنه الكُبُر وإرهاق العمل، والكوارث التي تعاني منها أسرتي في السودان، التي يحدق بعددٍ من أفرادها الموت ويتربص بهم في كل زاوية. مما يلزمني بوقت عملٍ إضافيٍّ فوق ساعاتي العشر اليومية المهلكة أصلاً. وقد حاولتُ قصارى جهدي أن لا أعلن عن ذلك على الملأ. إلا أن مطالب الأصدقاء الكثيرة الغالية لي بمواصلة الكتابة الآن في قضايا عصية يحكمها منطق التحقيق والتوثيق والتحليل النصي الدقيق، تُجبرني على مثل هذا الإعلان المر. ولعله من حسن حظي أن صادف هذا الإعلان مداخلة واحدٍ من خاصة الخاصة مثلك. هذه واحدة.
والثانية هي حرصي على الإنصاف فيما أتصور، أو أتوهم، أو أدَّعي، فقد طلبتُ قبل أيام من منعم أن يعفيني من الخوض في موضوع ما أسميته بملاحقته لعبد الله، إلى أن أجد متسعاً من الوقت، واستعداداً أفضل لضبط التوثيق، وإلى أن أفرغ من ردود الترحيب. وقد التزم مشكوراً بذلك.
أوافقك في أغلب ما قلت، فيما عدا أن المؤسسة الأكاديمية السودانية تعاني من البؤس. ففي تقديري أن المؤسسة الأكاديمية في السودان ليست موجودةً أصلاً. عندنا أكاديميون أشداء، موزعون هنا وهناك في جامعاتنا ومعاهدنا. إلا أن البنية المؤسسية الأكاديمية بكل شروطها، الحقيقية الجبَّارة، ليست ذات وجودٍ فعلي في مؤسساتنا التعليمية وفي غياهب "الإنقاذ" على وجه الخصوص. ويكفي أن تنظر في الصيغة التي يتم على أساسها اختيار المعيدين، أساتذة المستقبل. الأكاديميون الحقيقيون في هذه المؤسسات فلتات، "يجود" بها منطق "مساحة الصدف التي تأتي وتذهب في الفصول" من حينٍ لآخر، ولا تحكمُها خطةٌ تُلجم سخائم النفوس عن التدخل في اختيار المناهج والموضوعات المعرفية والمعيدين إلخ. وحتى هذه الفلتات كثيراً ما تضحي بها الجامعة في أول وعكةٍ سياسية. وهذا ما حدث لبشرى ومحمد محمود، وعلى عبد الله عباس ومحمد الأمين التوم، وعشاري، على سبيل المثال لا الحصر. وأمثالهم يعيشون في جامعاتنا ومعاهدنا غرباء، ويغادرونها غرباء.
وسأعود لهذا الموضوع المعقد لاحقاً إذا توفر لي الوقت والمروة. إلا أن بشرى ليس دليلاً على بؤس المؤسسة الأكاديمية بأي حالٍ من الأحوال. وهو ليس أكاديمياً في المقام الأول، المقام الأعلى، بل مبدعاً أصيلاً، ومعربداً، و"مطلوقًا"، وشاطحاً أحياناً، وكل ذلك على صفاء سريرةٍ نادر المثال. واصبُر لي ساكت عندي ليه زَرَّه شديدة. لا تفسدها محبتي له ولا تُفسد هي محبتي له أيضاً. بل وتُلزمني بها محبتي له. كما ألزمتني محبتي لك أنتَ، وعلو رجائي فيك، ب"زجرك" عن غليظ القول في مواقع الحوار الجليلة. وقد كنتُ أنوي أصلاً أن أشكرك على اعتذارك الجميل في بوست النور الآخر، حول "مقالتي"، أو "محاولتي"، أو "مقدمتي"، لدي الدقة عن "مساهمة الأستاذ محمود محمد طه في تجديد الفكر الديني [الإسلامي]". إلا أن الوقت والجسد المضنىَ، لما يسعفاني. وأنا أعني اعتذارك لا عن مآخذك النقدية وحزمك ومِنْعَتك فيها، فهذا ما لا يملك أحدٌ أن يؤاخذ عليه أحدا، بل عن بعض الغلظة في مخاطبة المحاور (والمحاور عندي خلاف المُسَاجِل). ودي المَحريَّة فيك.
لك خالص تقديري وشكري وإلى لقاءٍ آخر بعد الفراغ من مداخلات الترحيب (التي ما فضل فيها شيتاً كثير. وأتمنى أن لا تكون هناك مداخلات ترحيب جديدة من هنا ورايح).

بــولا

Post: #413
Title: عن بشرى والفيا والخسران الكبير
Author: osama elkhawad
Date: 08-08-2004, 11:10 PM
Parent: #1

اخي بولا

اعجبني في كلامك ذلك الهدوء الجميل واحترام الاخر,
وانا الذي تعلمت بعضا من "كلامي السخن" منك ومن حسن موسى
واكاد احفظ عن ظهر قلب ما تصفان به محاوركما

واحفظ عن ظهر قلب بعضا من نقدك للشاعر السنغالي سنغور

لكنك للاسف لم تشر الى هذه التجربة, وكيف تخلصت منها

وانت وحسن موسى كنتما سليطي اللسان,
لكن يبدو انك تراجعت عن ذلك,
وهذه محمدة

اما عن كلامي عن بشرى الفاضل فمرده ان بشرى لا يريد ان يحافظ على كون انه مبدع ولا علاقة له بالنقد كما يزعم دائما عندما "تزنقه",
وانما يدلي بارائه حول النقد
وفي ذلك كلامه عن البنيوية في السودان
والذي للاسف لم اشارك فيه
لكنني شاركت فيه بعد اعوام من خلال بوستي عن التناص

فبشرى الذي هو سليل الشكلانيين الروس مثل بروب في كلامه عن القص,
والشكلانيين الروس وابرزهم ياكوبسون,
وايضا باختين ملهم ما بعد البنيوية,
وايضا مدرسة تارت السيموطيقية,

هو نفسه الذي في بوست "البنيوية" يلتمس الى الفيا ان يعرف الشباب بالمدارس النقدية الحديثةّّّّ!!!!!!!!!

فماذا يمكن ان يقال بعد ذلك ؟؟؟؟؟؟؟

ولم يحقق الفيا توسله ,
وانما قام بعد نقدنا حول تاخرنا في التعرف على البنيوية,
وهي افكار سرقها من كاتب مصري خامل الذكر ,
ولم يشر اليها,
قام بعد ذلك بكتابة مقالته عن تحالف الهاربين لعبدالله على ابراهيم,
والتي حاول ان يعتمد فيها على المنهج البنيوي الذي انكره علينا,
ولكن كان مقاله نموذجا مثاليا للتطبيق الخاطئ لذلك المنهج

وذلك ما اشار اليه حافظ محمد خير ,
والذي كان يعتقد ان حوارنا انا والفيا كان فاشلا
واذا به يفاجا ان الفيا هو الذي يساهم في ذلك ,
من خلال تفسيره الخاطئ للنصوص
وهذه مدرسة لم يفلح في تاسيسها حتى متناقدين,
من امثال عوض الله بشارة

لكن الفيا اثبت انه المؤسس لتلك المدرسة
وهو لا يستمع الى الاخرين ,
وانما يرحب فقط -حسب ما قاله بولا بحق-,
يرحب فقط بالثناء الذي يقال عن كلامه
وهذا خسران كبير

المشاء

Post: #414
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-08-2004, 11:35 PM
Parent: #1

عزيزي اسامة،

أخلص تحياتي،
شكراً على المداخلة، ومرحباً بكل مداخلاتك. وأنا أعتقد بحق إن مداخلاتك مهمة جداً ، على وجه الخصوص في القضايا المتعلقة بالمنهجية في الحوار الدائر في مختلف البوستات المعنية بقضايا معرفية ونقدية. إلا أنني لا أستطيع المواصلة الآن، ولا أملك الحق في ذلك، بما أنني قد طلبتُ من أصدقاء ومحاورين أعزاء مثلك أن يمهلوني حتى أفرغ من ردود الترحيب والمداخلات المرتبطة بها. وسأعود إليك قريباًإذ أن مداخلات الترحيب مافضل فيهاشيئاً كتير. ولأنه ليس من الجائز أن نخوض في موضوع قراءة منعم بعد أن طلبتُ أنا منه تأجيل الحوار حولها والتزم. وأعتقد أنك تُقدِّّر ذلك وتتفهمه.
مع شكري مرةً أخرى. بــولا

Post: #416
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 08-09-2004, 00:20 AM
Parent: #414

الأخ اسمامة
تحياتي زاكيات
وبعد ليس هذا البوست هو الاصلح لكل ما ذكرته هنا من أنني سليل الشكلانيين الروس إلخ ومنهم كما ذكرت انت فلاديمير بروب الذي اعتقد انه ليس شكلانياً بحال بدليل كلامه هو نفسه في كتابه مورفولوجيا الحكاية الخرافية التي أخطأ الناشر في عنوانه فجاء الحكاية الشعبية وكلام فلاديمير بروب تجده في الحوار مع ليفي شتراوس في الكتاب المذكور . واذا كان بروب نفسه قد نفى عن نفسه الشكلانية فكيف تثبتها له يا أسامة؟ومع ذلك سأدلل لك على عدم شكلانية بروب عن نأتي لنقاش افكاره حول الوطيفة في الحكاية الخرافية التي اعتمدها علم الفلكلور الحديث واعتبر بروب ابا لهذا العلم . واين تجدني طلبت من الفيا ان يعلم الناس البنوية كل ما فعلته هو أنني إشتركت معه في نقدي لها في ذلك البوست فحسب. ولا أعتقد ان باختين ملهم ما بعد البنوية بل هو مفكر في الفيلولوجيا متفرد خصوصاً في كتاباته عن الكلمة في الرواية التي بين من خلالها طرحاً جديداً في مفهوم الاسلوبية. وتحدث عن تعددية الأصوات في رواية ديستوفيسكي والنقلة النوعية التي احدثها هذا الكاتب في الرواية التي ظلت آحادية الصوت عند تلستوي وغيره. وميز باختين نفسه عن الشكلانيين بما لا يدع مجالاً للشك. يمكنك أن تقول أن هذين المفكرين الروسيين هما استاذاي لا الشكلانيين الروس . وتجدني على قطيعة تامة مع البنيوية وكل ما قدم منها في الكتابات العربية منذ مجلة فصول وما قدمتموه انتم في السودان . قطيعة تامة قبل أن اطلع على كتابات الفيا في هذا البورد ولا زلت عند رايي في ان هذه الإتحاهات الشكلانية عدمية ولم تقدم للكتابة الإبداعية شيئاً يذكر إلا في حدود الفائدة التي يقدمها علم التشريح للنبات في المعمل اي الحد البنائي اللغوي لكن النباتات موجودة في الحياة لا المعامل وأستطيع ان اكتب عن ذلك في غير هذا البوست.

الاخ بولا أقلقتني في حديثك عن أسرتك أرجو ان تكتب لي رسالة ببريدي الذي تجده في البروفايل الخاص بي . أنا طبعاً في إنتظار ما ستقوله مما اشرت له بالزرة لكن طبعا سأنجو منها نجاة تابط شراً من بجيلة. فلدي أيضاً (حيثإنياتي).

Post: #415
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 08-08-2004, 11:44 PM
Parent: #1

اخي بولا خد راحتك
بس كلامي اساسا هو عن بشرى الفاضل

ومتاسف للمقاطعة

المشاء

Post: #417
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-09-2004, 05:02 AM
Parent: #1

عزيزتي إشراقة،
أخلص مودتي وامتناني لك، ولأيوب أيضاً،
يا ستي جللتِ هامتي بما لا أستحق وكاهلي بما لا أقدر على حمله أنا البائسُ الخطّاء. فشكراً لكِ على حسن ظنك وسيبقى من واجبي أن أحاول الصعود إلى مستواه. وهيهات. (ولعلك لا حظت غياب الفعل في الجملة المضافة "وكاهلي إلخ". ذلك إنني كرِهتُ أن أوقل "أثقلتِ كاهلي بما لا... إلخ" حاشاك من ذلك).
كيف ياستي "ربما لا [أذكر] تلك التفاصيل". بل أذكرها مثلما أذكر الوقائع والحكاوي "المُنتِعه"(حسينه بت عبدالله)، الساحرة في مجرى حياتي الطويل. وليس ذلك فضلاً مني، بل لأن عنايتكما بالعجوز المتوحد لم تترك له فرصةً لخيارٍ آخر. كان أيوب طوال أيام المؤتمر يشيل ويصوَّر في عمه. كأنَّه كان يدرك أن ما كان لا يزال يعلَق بوجهي من "طلاوة" بقايا الشباب إلى زوالٍ قريب.
وقد كانت تلك الليلة في شقتكم من أعذب جرعات الأنس والتعارف التي حظيتُ بها في عمري الشقي. التعرف بك وبأيوب عن قربٍ وفي "داركما" أولاً، وعلى كوكبة من الشباب المبدعين "بقيادة" يحي فضل الله، الذي أدار جلسة الأنس والحوار "عنوةً" واقتدارا بأداءٍ هميمٍ وممتع. ولا بُد لي من أن أشرح "العنوة" هنا بقدرة يحي على محاصرتي بأسئلةٍ صعبة وإجباري على الخوض في قضايا معقدةٍ ومستشكلة، وأنا على ما كنتُ عليه من عناء القاهرة التي كانت تضم في تلكم الأيام نفراً من أعز أصدقاء وصديقات العمر الذين لا أستطيع أن أرفض لهم ولهن مطلباً. قطعت طاريهُن بي الله والرسول فقد كانوا يساهرون بي حتى ساعات الصباح الأولى وأنا في بداية الشيخوخة. وهنا لا بد من تخريمةٍِ أتمنى أن لا تكون مضجرةً يا عزيزتي إشراقة. ففي ثالث زيارةٍ لي للقاهرة في صيف عام 1992 كنا، نجاة والبنيات وشخصي نسكن في شقة في مدينة نصر، (أظنها في رابعة العدوية ذاتها). في اليوم الأول جينا فترانين ونمنا نوم العوافي، ولم يكن أغلب الأصدقاء فيما عدا كمال قسم الله والمجموعة، علاء عبد الرحمن، نبيل الحضري، وعادل الحلبي، يعلمون بحضورنا. وفي اليوم الثاني كانوا معانا ناس كمال حتى الثانية صباحاً، ثم خرجوا. وفي الثالثة صباحاً ضرب جرس التلفون. أخذت السماعة بين النوم والصحيان "أهلاً وسهلاً، منو معاي" فإذا به صوت الباقر موسى الما يغباني رغم الأعوام الثلاثة التي لم أسمع منه فيها. "أهلا الباقر إلخ". وسكتُّ سكوتاً متسائلا انتظر استنكاه نواياه ما بعد تبادل التحايا. أمانة عاد ما كان مطلوق!! فقال لي نحن جايين عليكم. (بسم الله الرحمن الرحيم جايين علينا تلاته صباحا؟) ثم قلت لنفسي على كل حال ما في مفر يكونوا متشوقين يشوفونا ويسلموا علينا. قلت له "أوكي". بعد نصف ساعة ضرب جرس الباب ففتحته. فإذا بالباقر ومعاه عول كبير ومعهم أكياس محملة بسندوتشات مما جميعو وبعددٍ لا يحصي من زجاجات البيرة. قلت للباقر ده شنو يا مقطوع الطاري قال لي "دي القاهرة يازول انت قايل روحك وين؟" وبقوا معنا حتى العاشرة صباحاً ومن ديك وعيك. وهكذا تبخرت آمالنا في إجازةٍ كان أحد أغراضها الاستجمام من رهق تقاليد مشروعية اقتحام الخصوصية في أوساط المجموعة السودانية في ليبيا. ومن يومها وإجازاتنا في القاهرة عرضةً لاستباحةٍ لا حدود لها من جانب الأصدقاء والأحباب. ومن ذلك تلك الليله التي قضيناها في شقتكما، العامرة بكما، بقيادة يحي فضل الله ومساعده أيوب، وابراهيم سلُّوم البقاري مقطوع الطاري.
وكان أطرف ما في تلك الليلة المصالحة التلقائية الفورية البديعة التي تمت بيني وبين ابراهيم سلَّوم البقاري الحلبي المسخوت. كان سلوم قد كتب مقالةً قصيرةً في صحيفة الخرطوم علق فيها على ما جاء في تعقيباتي على مقال الصديق حيدر ابراهيم في "الحوار" الشهير، عن المرحوم الصديق والزميل أحمد الطيب زين العابدين، طابت ودامت ذكراه، زعمتُ فيها أن أحمد كان باحثاً مقتدراً، إلا أنه كان إيديولوجياً رسمياً أكثر اقتداراً. وقد أهدرت الصنعة الإيديولوجية الرسمية قدراً كبيراً من طاقته الخلاقة وأفرغتها من نصر النقد. ولم يُسعد ذلك سَلَّوم فعقب على قولي ناقداً ولائماً وغاضباً، معتبراً إياي من الصفوة الحداثية المغتربة التي لا شأن لها بهموم الشعب وثقافة الشعب، بينما أحمد على خلاف ذلك تماماً في عقيدة سلوم في ذلك الزمان. وقد كان لقاؤنا بداركم مناسبةً ممتازة لتعرُّفٍ على بعضنا وعلى عقائدنا المختلفات المؤتلفات، عن قربٍ سرعان ما أصبح قاعدةً لصداقة حميمةٍ دامت طوال إقامتي تلك في القاهرة، واستمرت إلى يوم الناس هذا. وكم أنا متشوقٌ لمعرفة ومتابعة أخباره فهل عندك منها نذرٌ ما؟
أما بخصوص قولك: " رأيته يستمع لهم بخشوع، يناقشهم ند بند ودون ان يتكبر عليهم ولعمرى هذه احدى صفات العلماء فى غمرة النقاشات لم ينس ان يحرضنى باخاء بان اجلس وبانهم سيجهزون عشاءهم، كان الوحيد من مجموعة قاربت العشرة من المبدعين دخل المطبخ وكأنما اراد بقولته وسلوكه هذا ان ينفى حالات التناقض التى يعيشها مثقفونا وتيقنت ان المثقف الحقيقى هو الذى يهتم بابسط التفاصيل الانسانية".
فهو أكثر مما أستحق. فقد استمعتُ إليهم باهتمام وناقشتهم مناقشة الند لا فضلاً مني ولا تواضعاً بل لأنهم أندادي بالفعل، كبشرٍ أولاً وثانياً، ثم كمبدعين. وهذه الملاحظة من فضل نظرك الشامل الناقد المقتدر. أما أنهم لم يدخلوا المطبخ وتركوك قائمةً فيه وحدك فعليهم في ذلك نعلة الله. فقد لاحظتُه أنا أيضاً. وألاحظه كثيراً وهو يحدث في أغلب الأحيان من أكثر مبدعينا ومفكرينا، مناصرةً لقضايا المرأة ولمقولة المساواة الطبيعية بين الجنسين. ومع ذلك فسيكون من الظلم أن نعمم. ولا أقول أنك تعممين. حاشاك. وإنما أقوله لأنفي عن نفسي ادعاء الفرادة في الحرص على العمل المتساوي في شئون المنزل، وفي المشاركة في أعمال الطبخ والنظافة عندما أكون في زيارة لصديقةٍ وصديق. ومع ذلك فأنا لم أصل في هذا إلى مستوىً يستحق الإشادة وبقى لي الكثير من مجاهدات النفس في هذا الخصوص الذي أعتبر مثلي الأعلى فيه الصديق الدكتور محمد سليمان. فهو الرائد المتفرد بلا منازع ويليه في ذلك، في حدود تجربتي ومشاهداتي، هاشم محمد صالح.
وهذه ميها صفات العلماء يا إشراقة بل صفات كل نفسٍ بشريةٍ عندما تتعافى سريرتها وطويتها فتصبح عامرةً بالمحبة والتضامن والغيرية وحب الحق والخير والجمال. وهذه لا يستحق حظي منها الإشادة بعد. بل وأعتقد أن مثل هذا السلوك ليس مما يستحق الإشادة أصلاً لأنه السلوك الطبيعي. وهذه الإشادة الرفيعة من لطفك وإرادتك الخيرة في دفع عمك إلى الأفعال العالية. وهيهات.
مع خالص مودتي
بــــولا

Post: #418
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-09-2004, 07:41 AM
Parent: #1


خالد الحاج

عزيزي خالد،
أحر تحياتي ومودتي،
ياخوي أمان عاد ما اتلَوَمْ فيك،
نطيتك نطِّةً كبيرة خلاص، ونطيت محمد عبد الحميد نطه أكبر منها بكثير. لابد إنها بداية الخرف، رغم إنني احرص على أن أنسب الأمر إلى الإرهاق وكثرة الهموم والعمل.
بارك الله في سمعك، فمن أين لي بصياغة الكلمات "كالدرر"؟ وأحلف لك صادق إنني من كثرة خوفي وعنائي من شعوري الدائم بأن كتابتي مضجرة، أكاد أتوقف في كل لحظةٍ. إلا أن محبة ولطف وود الأصدقاء والقراء والأحباب يعيد لي قليلاً من الثقة ويحثني على المواصلة.
أما الفراسة في التعرف على الأصول "العرقية" والثقافية للسودانيين فهذه ورثتها ربما من الجينات البدوية (على الرغم من اعتقادي، خوفاً من أهل العلم المادي التجريبي، قطعنا طاريهن بي الله والرسول، بأن المَلَكات السيكولوجية والتجارب الثقافية لا تورث، وعندي شك كبير في ذلك، لأن الملاحظات على الواقع التجريبي نفسه كثيراً ما تكذب هذه العلموية الجبارة المتنطعة. وعندي شكٌ في شكي، لأن معرفة العالم بدون الضوابط العلمية يمكن أن تصبح ضرباً من الرجم الغليظ. عاد شن نسوي؟) في أحد الأيام قابلت واحد من أولادكم الشايقية، مشيت سلمت عليه قُت لُهْ (ودي لغة أهلنا ناس السِدِر، سِدِر احمد ود الفكي حسن ود احمد ود امحُمَّد ود ختاري ود امحمد واب زُمام، ود طلق النار في سنار قلَّاب العيش حصا في سوق الخلا. تاني في كلام؟) قت لُْهْ "انتَ شايقي". قال لي "أيَّه" قت لُهْ "من اتبره"، قال لي "أيَّه". قُت لُهْ من حلة "ام بكول" قمز لاورا، وقال لي "شايقي ومن عطبره عرفناها من حلة أم بكول دي عرفتها كيفن". قُت لُه "واحدي في اتنين أما "اصحار ولا صلاح". ومره ماشين أنا وبت امحمد في المترو في باريس. كنا الزمن دا طلبه ومتزوجين جُداد. وفايقين. عاينت للزول قلت ليها دا سوداني. فاستغفرت وقالت لي كمان جاك دا؟ الراجل ياخالد كان أحَمراً أشقر رقبتُه، في الخواجات نَضَرُهْ قليل. المَهِمُ يا سيد عمَّك مشينا دخلنا القطر. هو قاعد بعيد ومعاه وليداً من نيجريا. ونجاة تضحك مني (وقد حسبتهما أمريكيين)، اعتقاداً بأنني قد وصلت حداً بعيداً من الشطح والجنون والخيالات. الزول شاف ضحكنا كتِر رسل لينا النيجيري قال لو اسعلن قولهن شن بي ضحكن. فأجبته بأنني حدَسْتُ أن الرجل سوداني، بل أنا على يقينٍ من ذلك. فعاد إليه فحدثه. فكشفت تعابير وجه الرجل عن دهشةٍ وسعادة. قام من مِحِلُّهْ جا علينا، قُبَّال ما يسلم سعلني "عرفتني سوداني كيف؟" قتُ لُهْ عرفتك عاد "إنتَ شن قولك؟". قال بالله عليك كيف عرفتني؟ أنا في أوروبا دي عشرين سنه مافي زول شك فوقي "بأدنى ضَرَجة" (و"بأدنى ضَرَجه" دي حقوق المؤلف فيها محفوظه لي فاطنة بت بابكر ود امحُمَّد ود القريش قادر الله"). قُت لُه مخسم بي النبي، في زول في الدنيا دي بيمشي متشوتح في ممرات المترو مِتِل مشيك دا إلا سوداني؟. وأنقلب الاستعداد للشجار (من جانبه) إلى ضحك وونسه وزبلعة. والواقع إنني عرفته من مشيته ومن ملامح وجهه أيضاً على الرغم من شقرته وزرقة عينيه. ومثل هذا كثير. إلا أنني لا أستطيع أن أزعم بأنني أصيب مائة في المائة. قول 80% أو أكثر قليلاً.
موضوع العرب والتحفظات تجاه العروبة نشوفه بعدين. وعلى كل حال نسَّابتنا البدو يحسبون الشايقية والجعليين أدخل في النوبة من العرب. وقال لي خالي ابراهيم ود حبيب الله، نسابة كواهلة بربر وجنوب مصر، "أجدادنا يسموهن النوبة". أها ما حلاك من ثقالة العروبة وملاواتا؟ ياجماعة انتوا أهلنا البدو مسوين لهن قيمه من ما في. ناس زي ما قال الراجل (ودي أحكيها ليك وليهم مرة تانيه) مطاليق ساكت شايلين سيوفن وماشين في الخلا. وزي ما قالت لهن فاطنة بت بابكر "ربنا نزَّل فيكن نبي من كفركن وعدم فهمكُن وقلة مروَّتكن، قلُبْكُن قايل لَكُن النبي نزولوه فيكن بي هينة؟". والكلام دا يا خالد نصه زبلعة ونصه جد نجي نجييهو بَعَدين.

جزيل شكري ومحبتي وللحديث بقية في مداخلات ما بعد الترحيب.
بــــولا

Post: #419
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-09-2004, 12:34 PM
Parent: #1

يحي ابن عوف،

عزيزي يحي،
تحياتي ومحبتي،
جزيل شكري على ترحيبك،
وشكرا بالنور العرَّفني بيكم. أعني "أبناء وبنات القرن الحادي والعشرين" (والعبارة مقتبسة بتصرُّف من صديقتي الأستاذة عاشه الفلاتيه، وقد ورد التفصيل فيها في إحدى مداخلاتي الآنفة). هل تعرف الأستاذ عبد السلام حسن، المحامي البارع، والناشط المرجع في مجال حقوق الإنسان، والقاص والمتحدث الممتع المفوه، والزُبُلغي والبُدَعي الذي لا يجاري. ومناسبة السؤال هذا الشبه الشديد لعبد السلام في شبابه. وما تخاف، فقد كان عبد السلام وسيما قوي الحضور، قبل عمايل "الشيخوخة" والدردره.

لك عامر المودة وإلى اللقاء في مداخلةٍ مقبلة
بـــولا

Post: #420
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-09-2004, 02:36 PM
Parent: #1

فتحي الصديق
عزيزي فتحي،
لك مني خالص التحايا والمودة،
ووافر شكري على ترحيبك،
لكن قسمتك ضيزى: "واصل الكتابة وسنواصل القراءة....باستمتاع". كيفن عاد الكلام ده؟ وقد تأملت صورتك فأوحت لي "أيضاً بي إنك زولاً ماك هين" (والعبارة بين المزدوجتين مقتبسة بتصرف من عيسى المكي سلطان العاشقين). وهو صاحب العبارة الشهيرة "أرسلنا لَكُنْ جواب ولم حصل رد". فهو بجبروته الإبداعي قادرٌ على إدخال حرف الجزم "لم" على الفعل الماضي دون مشاتره. وهو أخو شاعر بربر العنتيل نافع المكي. وعندما وقع أبو المك في عشق حوض العاشم المفاجئ الساحق المزلزل، وكان عيسى زول لِعب ومَجَدَهْ. له في كل يومٍ عشقٍ ضارٍ لا يلبث أن يشفى منه إلى عشقٍ آخر. وناس بربر من ذلك الجيل يقولون "زولاً لَعِيبْ" (من غير شدةٍ على العين). وكان قوى البنية والدنيا مِزَّهْزِهالو وضَحاكالو. يتاجر بالجمال وبالحرير والذهب والجواهر بين مَصٌرْ وبربر، وكانوا في ذلك الزمان يعتقدون أن لا وجود لبقعةٍ يعتدُّ بها على ظهر البسيطة إلا مَصُر وبربر. وكان له في الطريق بين البقعتين مواقع عديدة من جنان اللهو الطليق. إلى أن كانت تلك اللحظة التي هوى فيها في قاع شراك الغرام. وقد رويتُ نذراً من سيرته في عشق حوض العاشم في مداخلةٍ سابقة. ولم يكن أبو المك شاعراً مثل أخيه وإن كان حافظاً مجيدا لشعره، ولشعر الصالحابي، وابراهيم ود الفراش وابنه ماجد، وامحُمَّد ود حسَنوك. إلا أنه "أشعَرَ" في تلك اللحظة شعراً صار فاكهةً لمجالس العشق إلى أبد الآبدين فقال مخاطباً خليلاته القدامى، وقد كُنَّ كُثْراًً:
"جَكيت جَكيكاً
مِتِل ضكر النعام أجري واجيكن
غُورن يا سجم لا خير فيكن
بعد بَعَنيب كُِتُِر رَخَماً بجيكن
والبعنيب الصقر الضخم الأصلع، وهو أشد الصقور قوة وتيهاً وزهواً، واعتداداً بالنفس (وياء بعنيب على إمالةٍ ظاهرة). وقال أيضاً:
بت رفَّاي، أمينه، وثم تاني عطانا
حوض عاشمنا تركياً كلامه رْطانَه
عاد النايرة من شفناها مي مفارقنا
إلا الموت يهد الجته من اركانا

والنايره لقبها الذي كان يناديها به إلى أن مات عن خمس وتسعين عاماً. وتوفيت هي بعده بعشر سنوات عن خمس وتسعين عاماً أيضاً. وبت رفاي وأمينة وعطانا من مغنيات البلد الصوادح اللائي شدون فأبدعن في مدح جمالها وعشقه إياها حقيقةً ورمزاً لمذاهب العشق مما جميعو. وحوض العاشم تركية من جانب الأب فوراوية وقيل مسلاتية من جانب الأم، وأبو المك جعلي من ناحية الأب وتركي ومغربي من ناحية الأم. ملامحه تركيةٌ قاطعة ولونه أخضر فاتح ممزوج بحمرةٍ طاغية. والحوض صفراء فاقعة اللون، هيكلها تركيٌّ صميم: "هركولةٌ فنُقٌ درم مرافقها". وكانت طقوس زواجهما نسيجاً فريداً من خيوط ضياء فجر الأساطير.
قد أحكيها لك، ولهن، ولهم، مرة أخرى. والمرة الجاية تكتب أنت ويكتبن هن ويكتبون هم، أولاد القرن العشرين وبناته، وأستمتع أنا ابن القرون الغابرة.

كل مودتي
بـــولا

Post: #421
Title: بشرى الفاضل وكيف يرى الفيا كبديل له كاكديمي
Author: osama elkhawad
Date: 08-09-2004, 08:33 PM
Parent: #1

لقد انكر الدكتور بشرى الفاضل ما قلناه عن دعوته للفيا لتعريف السودنيين بالمناهج النقدية الحديثة وقد انكر ذلك حين قال:
Quote: واين تجدني طلبت من الفيا ان يعلم الناس البنوية كل ما فعلته هو أنني إشتركت معه في نقدي لها في ذلك البوست

ورمى المسالة التنويرية كلها على عجب الفيا وكانه اي الدكتور لم يكن سليلا للمناهج النقدية الحديثة الروسية , وهذا عين الفشل :
فها هو يقول اي الدكتور بشرى الفاضل حين يخاطب الفيا مقترحا بالانابة عنه ما يمكن ان يعمله الفيا :

Quote: أتابع باهتمام بالغ أتجاهاتك لتنوير شباب البورد بمختلف الافكار والتيارات ولم استسغ الرد العنيف من الأستاذاسامة الخواض لبعض بوستاتك وأرجو بهذا ان تفتح حواراً لمجمل تيارات النقد البنيوي ومابعده واقترح أن تقدم مختصرات لافكار اهم رواده العالميين وأن تقدم نموذجاً لقصة كان قد نشرها الأستاذ صلاح الزين في الخرطوم في منتصف الثمانينات في رأيي كانت مثالاً على اثر هذه التيارات على الكتابة الإبداعية في السودان .كتب صلاح الزين تلك القصة مستخدماً عبارات من أكثر من لغة ولا أذكر إسم القصة لكنها كانت في المرحلة بعد سفره لماليزيا وقد نشرت بملحق الاستاذعبدالمكرم كنت حاولت في آخر اسبوع للديمقراطية الدخول في حوار مع أتجاهات النقد الحداثي البنيوية نموذجاً بدأ الحوار بجريدة السياسة ثم توقف إثر الإنقلاب



ولماذا دفع دافع الضرائب السوداني لبشرى كي يوكل الامر للفيا؟؟؟؟؟؟

المشاء

Post: #423
Title: Re: بشرى الفاضل وكيف يرى الفيا كبديل له كاكديمي
Author: Bushra Elfadil
Date: 08-09-2004, 11:37 PM
Parent: #421

الأخ اسامة
تحياتي
نعم طلبت من الاخ عبدالمنعم تنوير شباب البورد وأكرر شباب البورد بمختلف التيارات والافكار ولم اقل تعليم السودانيين أو الناس على غطلاق هذه العبارة . وعندما طلبت منه تلخيص مختلف التيارات فذلك لضرورات سياقة الحوار لمراميه بطريقة صائبة وباقصر الطرق ز لم تورد مقتبساً من ذلك االبوست لعباراتك العنيفةالقاسية في حق عبدالمنعم وأعتقد ان عبدالمنعم قدم مادة غنية في ذلك البوست قابلة للفحص والاتفاق والاختلاف معها.فيما يخص دافع الضرائب فهذا موضوع مختلف تماماً فقد ظللت اعمل بكلية الىداب ادرس طلاب السنة الرابعة اوالخامسة اللسانيات بالروسية كما أدرس الترجمة وقد أنجز طلاب السنة الخامسة بمساعدتي ترجمات لقصائد المضاهيات لبوشكين ومن ضمنها قصيدة بروروك النبي . لقد تلقيت تدريباً محدداً لعمل محدد وأعتقد أنني اوفيته وظللت بالسودان لحين غحالتي للصالح العام عام 92 وخرجت عام 93 ولعلمك أعدت للخدمة عام 94 وتلقيت رسالة بذلك لكنني رفضت العودة. وبذا فما دخل دافع الضرائب إذن؟ هل طلب مني دافع الضرائب أن اكون عدمياً بنيوياً؟ تلك مسألة أخرى يا أسامة. أعتقد أنه من المفيد ان تفتح بوستاً مختلفاً عن هذا البوست وأن تقول لنا آخر آرائك عن مدارس الحداثة وما بعدها وما بعد الذي بعدها . أما انا فاعتقد إنها يا أخ اسامة وباختصار شديد ليست اكثر من مجرد بيد دونها بيد.

Post: #422
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elmamoun khider
Date: 08-09-2004, 11:20 PM
Parent: #1

أستاذي عبدا لله بولا
كثيف التحايا و الاحترام
لقد وقفت في الصف طويلا في انتظار العافية و الانتظار في حضرة أهل العلم علم
شكراً
علي الرد الدافئ ولكن (التي لاتفتح عمل الشيطان) لم تشفي غليلي المعرفي بشأن سودانوية الأستاذ احمد الطيب زين العابدين و الذي كنت انتظره لحاجة علمية ولازلت ..

أحج يوميا وكل ما وجدت وقتاً إلي مقامكم الكريم هذا لأنهل من معين الذكريات و سيرة العلماء و الأدباء و أهل الفكر الواردة في مداخلات الترحيب بكم و الردود الأنيقة ذات المحتوي كامل الدسم المعرفي..
أراك قد أصبحت زاهدا في الجدال الفكري الذي يطرحه عليك عجب ألفيا لماذا؟؟

جميلاً إن تذكر الزميل بكري كنموذج لجيل في الرد علي ترحيبي وانه لشرف عظيم لي من جانبكم.. هذا البكري أتابع ما يكتب باستمتاع له مني التحية و التقدير...
سوف أظل انتظر مساهمتك في سودانوية الأستاذ الراحل احمد الطيب ورغم الاختلاف إلا إني أحس بسودانوية شديدة الخصوصية في كتاباتك ..
والرجاء إمدادي بعنوان حسن ود آمنه عاصي القيد كما يحلو لك حتى يتثنى لي الحصول علي جهنم ...

وعلي وعد في مداخلات ما بعد الترحيب سوف نلتقي ...
كل الود و الاحترام

Post: #424
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-11-2004, 03:54 PM
Parent: #1

Elmamoun khider عزيزي المامون،
أخلص تحياتي،
شكراً على مداخلتك الودودة.
كنت أتمنى لو أنني أستطيع أن أشفي بعض غليلك في خصوص سودانوية الصديق والزميل المرحوم أحمد الطيب زين العابدين. وقد أحاول لاحقاً. المشكلة الآن هي، فضلاً عن أن وقتي تجاوز حدود الضيق إلى ملامسة الأزمة، فأنا مسكونٌ بمزاجٍ "حكائي" يفرض نفسه علىَّ بقوةٍ مزلزلة.
وقصارى ما أستطيع أن أقوله في موضوع " سودانوية أحمد الطيب"، في مثل هذه الحال، أن مفهوم "السودانوية" كهويةٍ جامعة، أو بعبارةٍ أدق كإطارٍ للهوية الجامعة، هو من بنات أفكار الصديق العزيز، الشاعر والمفكر والمحامي البارز، كمال الجزولي في برنامجٍ واحدٍ مؤتلفٍ ومختلف مع الدكتور نور الدين ساتي. وقد ناقشني كمال في الفكرة، قرب نهاية النصف الثاني من السبعينيات، ودعاني إلى المشاركة في نقاشٍ حولها يضم، إلى جانب شخصه، نور الدين وأحمد. وقال لي إنهم على اتصال أيضاً بالنور عثمان ابكر ليساهم في ذلك النقاش قبل نشره الذي كانوا يعتزمونه في صحيفة الأيام ومجلة الثقافة السودانية وخلافها. وأعتقد أن كمال ونور الدين نشرا، كل منهما على انفراد بعض مقالاتٍ في هذا الخصوص، لا أذكر كم كانت. ونشر النور مقالةً أيضاً أو نُشر حوارٌ معه، لا أتذكر على وجه الدقة. وسوف أسعى إلى التحقق من هذه "الوقائع" إذا ما أسعفني الوقت والطاقة الحيوية التي أصابها وهنٌ شديد هذه الأيام.
إلا أن الفكرة والمصطلح ارتبطا، فيما بعد بأحمد الطيب. وفي حدود متابعاتي لكتابات أحمد في هذا الخصوص، وهي متابعاتٌ منتظمة، لم أعثر فيها على إشارةٍ لدور كمال ونور الدين، إلا في حوارٍ أُجريَ معه قُبيل رحيله المؤسف. سأحاول أيضاً مدَّك به. والفكرة مما يلي أحمد في تقديري امتدادٌ وتطويرٌ لمساهمته في التأسيس النظري لمدرسة الخرطوم، التي كان أحمد أميز منظريها المدافعين عنها في وجه النقد الضَروس الذي تعرضت له أطروحاتها من جانب الجماعة التي أسميها "بالعصاة"، من مؤسسي ما اسميه أيضاً بحركة "الحداثة الطليقة". ومجاز الطلاقة كونها تصدر من مفهومٍ للحداثة يصدر عن الشعور، والوعي، والاعتقاد، بالندية في صناعة الحداثة. مفهومٌ صادر عن جماعةٍ من المبدعين السودانيين لا تخشى أحداً ولا تنتظر، أو تستجدي، الاعتراف بحقها في صنع الحداثة من أحد. أعني لا تنتظر اعتراف النقاد وعلماء الجمال "الغربيين"، على وجه التحديد والخصوص، بحقها وبجدارتها في المشاركة في صنع الحداثة. وكان أحمد في تقديري عُمدة الجماعة المناهضة لهذا المفهوم. و في اعتقادي، وهو اعتقادٌ أعلنتُ عنه مراراً، إن أحمد idéologue، وهي تعني في الفرنسية صانع الإيديولوجيا المتخصص. وهو صانع إيديولوجيا من الطراز الأول. صانع إيديولوجيا على حسب طلب المؤسسة الثقافية الرسمية السائدة. قبل أن يكون باحثاً ومؤرخاً وناقداً، وهو إيديولوغ ماهر جداً. وهو من بعد هذا، لا قبله، كاتب ماهر وباحثٌ ماهر، ومتحدث ساحرٌ وممتع. وبيني وبينه مع ذلك مساحاتٌ شاسعةٌ من الخلاف.
وفي اعتقادي أن ابتداع أحمد النظري الأساسي في مجال التنظير الثقافي في السودان هو مفهوم "الاستمرارية" لا مفهوم "السودانوية" الذي سبقه إليه كمال ونور الدين. فالثقافة السودانية في مفهوم أحمد المذكور، هي فضلاً عن كونها مما يجوز الحديث عنه بصيغة المفرد، فهي أيضاً عنده كيانٌ تحكم حركته استمراريةٌ لا تعرف التوترات والقطائع والتحولات الجذرية. وقد "يمكن" أن نناقش هذا بعد الفراغ من مداخلات الترحيب.
هذا كل ما أستطيع أن أقوله الآن من خطوطٍ عريضة. وأنا متخصص في أحمد. فقد كان أحد النقاد والكتاب الرئيسيين في مجال علم الجمال ومفهوم الهوية الثقافية في السودان، الذين ناقشتُ أعمالهم ومفاهيمهم في أطروحتي لنيل الدكتوراه.
ولكنك لم تقل لي بالتحديد في أي مجالٍ علمي تهتم بمساهمات أحمد؟ وبمفهوم السودانوية عنده؟ فسوف يساعدني ذلك في تحديدٍ أفضل لموضوع المناقشة ومدَّك بما عندي من وثائق ومعلومات تناسب مبحثك.
أما بخصوص الحسن ود آمنة عاصي القيد، المطلوق مقطوع الطاري، وجهنمه ذائعة الصيت التي أصبحت هناك عقيدةٌ سائدةٌ بأنني وكيلها العمومي، فالأمر أكثر سهولةً. وسوف أصلك به.

مع خالص مودتي
بـــولا

Post: #426
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Adil Isaac
Date: 08-17-2004, 04:03 AM
Parent: #424

up were it belongs

Post: #427
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-17-2004, 04:42 AM
Parent: #1

واصلت سيري في الضوء الخافت، على هدى غريزةٍ بدوية في معرفة الأماكن من دون استرشادٍ بأية علامات. وهي غريزةٌ يبطل فعلها إذا ما أصررتُ على الارسترشاد بالأدلة والعلامات المرئية. ووصلتُ. ووقفتُ. ورأيتُ. وخاطبتُ حارس مدائن الذكرى في وحشة الليل الأبدي البهيم. كان مصطفى هناك، وكنت نجوى هناك، وكانت عزة الصغيرة هناك بتعبير وجهها المُعتدِّ، الحازم، الزُبُلْعي مع ذلك، في كامل براءته وأَلَقه الطفل.
وفي حوالى الثانية والنصف صباحاً عدتُ إلى بيت أسامة. طرقتُ الباب ففتحه. حدق في وجهي كأنه لم يرني من قبل. ولم يعلق. وأعتقد أنه حدَسَ إنني جئتُه من عالمٍ لم يتشكل بعد. أو من مدينة تشكلت في عالمٍ لم يوجد أصلاً.
"انتهى" (وهيهات!!)!!

وأجيك راجع يا سيدي
في اليوم الخامس بدا لي أن الغلالة التي تفصل بيني وبين المدينة قد تلاشت إلى حدٍ كبير وإنني قد استعدتُ صفاء ذاكرتي ورؤيتي. جاءني الريَّح وذهبنا معاً إلى السوق المحلي. دخلنا منطقة السوق فبُهِتَ من ادعى. فسرعان ما تشكلت الغلالة من جديدٍ وعادت وهي أشد كثافة وسحرا ورهبةً. أول لعلها غلالةٌ أخرى، من نسيج واقعٍ آخر. لعلها حاجز "حقيقي" بيني وبين المدينة التي أحببتها حباً، لم أجد له تفسيراً في مراجع العشق المعتمدة حتى الآن.
أول ما لفت انتباهي تضاؤل مطعم فكري. تطراهُ؟ (وليست "تطراه" هنا في موضع الاستفهام بل في موقع التأكيد، و"إن كانَ لا تأكيد")، فقد كان في صدارة الشارع الكبير على الضفة اليمني من المدخل الجنوبي الغربي لحوش السوق (وأنا ان جيت للجد من ما أمرق من السودان لا بعرف شرق ولا غرب، قعدت في سبها ثمان سنوات وأنا لا أعرف في اتجاهاتها صرفاً ولا عدلاً. ولكنني كنت أعرف طريقي جيداً بهذه الغريزة التي أسميها، في روايةٍ أخرى، "غريزة الماعز". وقَعَدتَ في باريس ما يقارب العشرين عاماً وأستغرب جداً عندما تتحدث النجيَّه بنت امحُمَّد عن وجود هذا الحي أو ذاك في غرب باريس أو شرقها!! وأعترف لها بالبراعة). انتقل فكري، وهو سوداني من أصل سوري، ومسلم، يعتقد الناس (سودانيون على ليبيين) أنه قبطي على ديانة بن مريم "المحرَّفة" عن أصلها. ولا يبالي فكري بهذه العقيدة. ويطلق ضحكته المجلجلة الرقيقة الطليقة الفكهة (فيها شيءٌ من ضحكة بشرى الفاضل وِكِِت يتزبلع)، إلى جخنون في الجانب الشمالي من السوق. وهذه من ثمار الانفتاح العولمي الكولونيالي، الإمبريالي اليانعة، يا سيدي الذي لا مكان فيه لأمثال فكري في وسط السوق "المحلي". "محلي" بي وين عاد تاني؟ وهو موحشٌ مثل جميع الأسواق مما يلي المواطنين الذين تَقصُرُ دخولُهم عن مستوى الكفاف(عليك الله شوف ليك جنس فاعل؟ مقصِّر! وعن مستوى الكفاف كمان! وين الفاعلية عاد بعد كدي؟ فاعل في شنو؟ وبهذه المناسبة فإنني افكر منذ وقتٍ غير قليل في اقتراح إعادة النظر في بعض حالات الفاعل ومواقعها من الإعراب. وأرجو منك أن صياغة طلبي في هذا الخصوص لمجمع اللغة العربية. وأن تشرح للمتداخلين والقراء و"الأصدقاءات"، طلبي منك صياغة اقتراحي هذا. عشان ما في واحد وواحدة فيهم "يطلب/نَ/ون" مني كتابة طلب لأي سببٍ كان. وكفي الله الكاتبين والكاتبات شر زربقة الجندره. وزربقة السفارة البريطانية التي أجبرتني اليوم على ملء Form لطلب فيزا. والله وحده ومصطفى آدم يعلمان مدى كراهيتي لملْ الفورمات وكتابة الطلبات والجوابات الرسمية. عشرين ألف مقال، أو دراسة، أو كتاب، ولا سطرين جواب رسمي أو طلب أو مَلي فورم. ولم تكن بنت امحُمَّد معي لتملأ لي فورم الجن. (نعلة الله على السفارات وعلى السفر الفيهُ ملي فورمات). ومع ذلك، فمازال شكري يطلق ضحكاته العذبة المجلجلة التي تفرِح السامعين وإن كانت في قلوبهم أحزان الجبال. (وقيل إن الجبال أتعس الخلق, وما أتعس منها إلا نفس الإنسان الذي يملأ فورم السفارة البريطانية في باريس). إلا أن هناك سبباً واحداً أساسيا للسعادة لدى زيارة "المرء" (والمرء هنا ضميرٌ مستتر تقديره عبد الله بولا ولا سبيل فيه للجندرة مع وحاشة شيخ العرب)، وهو رَخَصَة سعر البطيخ. فاكهة عزة المحببة المعبودة. أول ما جيت راجع وأنا أحكي وأردد مشاهد سبها سألتني و"لسع فيها بطيخ كتير؟". قلت نعم، والبطيخة الكبيرة بأقل من يورو" فصفقت وصاحت أووولالا. وعزة تستطيب دخول الجنة. إلا أنها تتمنى أن يكون في الجنة بطيخ. ولا تتصور اكتمال السعادة المطلقة من غيره. وكنتُ في أول عودة لي إلى السودان بعد غياب خمس سنوات في "طلب العلم" في "دار الجنة الباريسية"، هدفاً لوابلٍ من الأسئلة التي تنبت وتتكاثر في مُشْتَجِرِ الصورة التي رسمها لتلك المدينة المخيال العربي على صفة العموم والسوداني الشمالي على وجه التخصيص. وكان "جون"، وهو صديقٌ من أبناء النوير كان يسكن مع الأسرة "بالقوه"، (وهذه حكايةٌ أخرى طويلةٌ وطريفةٌ جداً تستحق فصلاً مستقلاً)، يتابع باهتمامٍ إجاباتي التي لم تُفلح في إقناع أحدٍ من المستمعين بأن "باريسي أنا" كانت لولا وجود نفرٍ غزير عزيز من "المناضلاتين، الإنسانياتين" البواسل (وقد قدمت النساء في صيغة الجندرة لأنهن لعبنَّ بالفعل الدور الرئيس في إنقاذي من الموت جوعاً وزمهريرا)، من أكثر المدن التي عشتُ فيها وحشةً وصلفاً، وهي مع ذلك من أكثر المدن التي شهدتها "جمالاً". وهذا في تقديري مطعنُ واستشكالٌ في الشعور بالجمال وفي مفاهيمه السائدة المسَلَّم بهاعلى الأقل. ولما نَضُبت الأسئلة ورانت حالةٌ من الصمت دفع إليَّ جون بسؤالٍ لم يكن في حسبان أحد: قال جون "أسما باريس دا عندك بقر؟" قلتُ "لا" فصاح جون صيحةً مرفقةً بضحكته الساخرة الممزوجة بشخشخةٍ محببة "وَاه".
وامتلأت المدينة بالمقاهي والمطاعم الانفتاحية. وأصبح إدريس منصور، "ولدنا" داك الما يغباك مديراً لواحدٍ من أكبر البنوك في المدينة. وقامت في مكان بيت عمر التجاني عمارةٌ شاهقة. عاد تغيانة جنس تغا يا مصطفى!! قامت في مكان مسكن أكثر أهل رضىً وتواضعاً وتضامناً: عمر ود شيخ التجاني ود عبد الماجد ود عبد الله اللغَبش ود عبد الله اللزرق ود تور الله اللبرق. وقد كان شيخ التجاني مؤسسةً قائمةً بذاتها في تاريخ التعليم في مديرية بربر. كان معلماً للغة العربية والدين (الإسلامي ولم يكن أهل بربر، وغالبية حملة الثقافة الإسلامية في السودان بحاجةٍ إلى إضافة هذه الصفة إلى الدين في سالف الزمان، وحتى عهدٍ قريب. وقد قرأت كتيباً فكرياً إرشادياً يسارياً قبل سنواتٍ ليست بالكثيرة، يناقش المسألة الدينية فيقترن عند مؤلفيه، وفيهم نفرٌ من المثقفين النقديين شديدي المراس، معنى الدين بالإسلام وحده!! ولم تنعم عليهم عقولهم النقدية، النقدية حقيقةً لا سخرية، بكلمةٍ واحدةٍ عن تُنبئُ عن وجود أديان أخرى في بلادنا)، وكان متديناً شديد التمسك ب"الأصول النصية" والفروض والنوافل. وكان طريفاً فكهاً ومتفكهاً، ورحيماً لطيفاً بتلاميذه، وشديد القسوة عليهم فيما يعتقد أنه من لوازم التربية "القويمة". وكان منصفاً جداً، ومتحيزاً لصفوته المتميزة المختارة من تلاميذه المجودين الذي تدربوا على يديه في علم التجويد. وكانت أول تجربةٍ لي معه في عهدي الأول بالانتقال لمدرسة بربر الأهلية الوسطى، في حصة التسميع، طريفةٌ جداً. سألني لما أتى دوري: "إنت ود مولانا احمد بشير؟" (حَدَس شبهي الشديد لأبي، على الرغم من أنني كنت شديد الشبه لأخوالي). قلتُ "نعم". فقال لي "نان مالك مسكين كَدي وكملان من لحم الدنيا. ابوك ياكل ناقة النبي. اقعد". فجلستُ قبالته على كرسي التسميع. "أقرا سورة ياسين (من كذا لكذا. ويبدأ هو القراءة بترتيل محكم وقورٍ جميل، إلا أن وقاره وصرامته لا تفلحان في تخليص تعابير وجهه من ما بها من الفكاهة والطلاقة وحب الزبلعة". توقف ليتركني أواصل. فواصلت من دون أي خطأٍ وكان صوتي جميلا في تلك السن (وقد ظل جميلا حتى أصبتُ بعلةٍ في الحبال الصوتية من أثر التهاب اللوزتين المتواصل). فلما انتهيت انطلق شيخ التيجاني يمدح أدائي. "يا سلام الله الله عليك يا ود شيخ احمد صوتك جميل وترتيلك جميل ولغتك سليمة ومخارجك جيدة. هذا الشبل من ذاك الأسد". وتوقعتُ وتوقع جميع الفصل أن يمنحني الدرجة الكاملة وكانت عشرين. "يا سلام وبراوه عليك وعلى العترة الصالحة. سطــااااشر من عشرين". ثم أعقبني، أحمد على قنيف (وزير الزراعة السابق في حكومة الإنقاذ الأولى وعبد الباسط الأحمدي (من أبنا طائفة الأحمدية الصوفية الشهيرة ببربر)، فنال كل واحدٍ منهما عشرين من عشرين. وعلمتُ فيما بعد أن شيخ التجاني استشعر في أدائي نبرةً من أداء أهل المدن الأفرنجية، لم يستسيغها. وقد ظلت بربر والغبش بالذات تناهض، الأفرنج "الدخلاء" إلى يوم الناس هذا. ولذا ففي اعتقادي أن شيخ التجاني قد كان موضوعياً بقدر ما استطاع في تقييمه لأدائي. فأنصفني في النحو والمخارج والترنيم والترتيل، إلا أن اللهجة المدينية الأفندوية أوصدت دوني باباً من أبواب الشفاعة عنده كلفني أرعب درجات. وقد فهمتُ ذلك بصورةٍ أفضل عندما التقيت بابنه عمر في سبها في عام 1986. فقد قضى في ليبيا حوالي خمسة عشر عاماً، وعاش فترةً مماثلة في أنحاء أخرى من السودان، وسبع سنواتٍ في باريس، إلا أنه يحدثك كأنه لم يغادر قرية الغبش لحظةً واحدةً.
وأما هاشم فإن إضافة "بولا" هذه لإسمه يمكن أن تُدخلك، وتدخل عاشة المبارك، ومن لف لفكما في قبيل المغضوب عليهم. "دبيتكم بي دبيه متل مادَبَت فاطنة عريبية" واسم عريبيه ينطق بترقيقٍ شديدٍ للراء وإلا فقد عتقه ورونقه الأسطوري البربراوي. و"عريبيه" هي زوجة اليُمام على بن طالب لحاق المشارق والمغارب. وهي ضرة فاطنه بت النبي، جدة جدتي الشريفة بت فاطنة بت الشريفيه. و"الدبيه" بابٌ في اللعنة. أي أن فاطمة دعت علي عريبيه وسألت ربها أن ينزل بها دبيةً تدبيها، أي لعنة تحيق بها. "والأصح نعله" فلفظ "لعنة" عند عاشه بت عباس راوية السيرة النبوية، وسيرة فاطنه بت النبي على وجه الخصوص، وبعبارةٍ أدق على وجه التخصص، (فتخصص عاشه بت عباس بت آمنه بت ود الفكي موسى، الدقيق هو سيرة فاطنه بت رسول الله)، تصحيفٌ وعجمة عن العربية القويمة. بينما تخصصت زينب بت بشير في مجمل السيرة النبوية وسير الصحابة وأبنائهم، وعلى وجه الخصوص، أيضاً، سيرة سيَّدي الحسين، وحفيدته "ستي سُكينه بت سيدي زين العابدين". وقالت زينب: "عاد وكت اليزيد كتَل سيَّدي الحُسين، جا واحداً من قايدين ديشُه، لي سُكَينه، وكانت واقفةً في واجهة صفوف الأسرى والسبي. فأراد أن يجرها من يدها ليتخذها جارية سبية. قالت زينت "عاد قالت كدي اتلفتت علي عمَّتا قالت لها "يا عمتي بنات الأنبيا والمُرصلين فيهن جواري؟ (واعملوا حسابكم ما تقروها قراية افندية ولاد بندر زي بت امحُمَّد. في stress قوية جداً في الياء الأخيرة دي ونبرة صاعدة). قالت لها "حاشا وكلا يابنتي" (وحاشا وكلا برضها فيها stress ونبرة صاعدة شديدة في الآخر). إلتفتت عليه قالت لُه "فوتْ ما أقل حياك تنقطع رجلك معا يداك". حلفوا قالوا كراعو وايدو اليمين نزلن في ساعتن". ولا تهتم زينب بأن دعوة ستي سُكَيْنَه كانت على كلتا يديه.
محبتي، وأواصل الحلقه الجاية: "نوار، طفلةً متعددة المواهب في مواجهة المؤسسة التعليمية الرأسمالية التكنوقراطية العولمية". "الهوس الديني دا بجي من شنو يا جبريل؟". وقصص أخرى.
بــولا

Post: #428
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-17-2004, 08:12 AM
Parent: #1

الاعزاء

الدكتور بولا

الدكتور بشري الفاضل

الاعزاء الاصدقاء والقراء المتابعون ،

كنت في اجازة خارج الامارت بعيدا عن متناول كمبيوتري

لذلك لم اتمكن من متابعة المداخلات الاخيرة

وارجو ان اجد الوقت الذي يمكنني للتعليق علي ما ورد فيها

Post: #429
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Faisal Salih
Date: 08-17-2004, 11:25 AM
Parent: #1

عفوا على هذا الدخول بالعرض
من بعد الاستمتاع بالحوار
هل لك أن تكاتبني يا بولا لامر ضروري على عنواني
[email protected]

فيصل

Post: #430
Title: حول تقصير الدكتور بشرى الفاضل
Author: osama elkhawad
Date: 08-18-2004, 01:10 AM
Parent: #1

عزيزي بولا,
عذرا,
سيكون هذا ردي الاخير على الدكتور بشرى الفاضل,

واذا ارتاى الدكتور بشرى الفاضل ان ننقل هذا السجال الى بوست منفصل فانا ارحب بذلك ,
وهذه رسالتي الاخيرة له في هذا البوست:
الدكتور بشرى الفاضل:
حقيقة حين اشير اليك بهذا اللقب,
فقصدي ليس تشريفك,
ولا الانتقاص منك
ولكنها حالتك في زمن من الازمان,
وسبق في شهادتي عن البنيوية وما بعدها ان اشرت الى ازمة المؤسسة الاكاديمية السودانية,
وانت بالتاكيد بعض من بؤسها
لا ادري لماذا توجه الشباب لتلخيص التيارات الحديثة ,
وانت سليل التراث الروسي تكتفي فقط بالحض,
ولا تمارس حتى دور الموجه؟؟
ومشكلة الدكتور بشرى انه يعتقد الا صلة له بما يحدث في الساحة الثقافية,
ولذلك لا يعتقد ان هنالك صلة ولو بعيدة جدا بين المؤسسة الاكاديمية والمناهج النقدية الحديثة,

وهو موقف غريب جدا اذ لم يدر ببال الدكتور بشرى ان عليه قبل ان يوجه الاتهامات للاخرين ان يجيب على اسئلة القارئ العادي:
ما هي مساهماتك في تعريف القارئ والمثقف السوداني بالتجربة الثقافية الروسية؟
ما الذي ساهمت به ثقافيا كي تضخ دماء جديدة في شريان الحركة النقدية السودانية باعتبارك سليل الحركة الثقافية الروسية والتي ساهمت في تاسيس المقاربات النقدية الحديثة؟؟؟
ام انك اكتفيت بان تفعل مثل ما يفعل الاكاديميون الذين ياتون" بشهادة" يكررون مضمونها على مدى سنوات لطلابهم المغلوبين على امرهم,
باعتبار انهم حسب ما ذكرت تلقوا" تدريبا محددا" ,
وليس في الامكان احسن مما اكان اي" التدريب"
و في المقابل ,
اي هؤلاء الاكاديميون ياتون "بعفش" اكثر من " الشهادة " بكثير ؟؟؟؟؟؟؟

المحرية فيك كما يقول بولا, بحسبان الفوارق الحضارية بين السودان وفرنسا,
ان تكون ولو نصف " البلغاري " تزفيتان تودورف" والذي كان مدرسا للغة الفرنسية في المدارس البلغارية ثم تحصل على منحة لدراسة اللغة الفرنسية
وقام بترجمة "نصوص الشكلانيين الروس عام 1958
ولنقل واحد على ماية
او واحد على الف
ولكنه العمى ,
فلم تبصر,
الى ان اكتشفت ان زوجتك السابقة تعمل في مركز ابحاث عن "باختين"

وما اريد ان اختتم به هذا المقال الموجز هو,
تعليقي على ما قلته يا" دكتور"مقترحا كالاتي:
Quote: "أعتقد أنه من المفيد ان تفتح بوستاً مختلفاً عن هذا البوست وأن تقول لنا آخر آرائك عن مدارس الحداثة وما بعدها وما بعد الذي بعدها

"
مشتمة بوضوح رائحة "السخرية"
ولن اجاريك في ذلك ,
ولكنني اوجه سؤالا بسيطا جدا
وانت الذي تسخر من الحداثة:
ماذا تكون مساهمتك الرفيعة في القص السوداني خارج مظلة الحداثة التي تسخر منها؟؟؟
ام انك اخترت ان تمد يدك لليمين البوردابي في حملته وسخريته من الحداثة؟؟؟

وكلمة شبه اخيرة :
انت تحدثت عن العنف الثقافي ,
واشكاله كثيرة ,
ومن ضمن ذلك سخريتك التي اشرنا اليها ,
وهي شكل لطيف منها,
فما هو رايك في هذا التعبير:
"ملعون ابو المنهجية وابو اليوم الدخلها اللغة العربية يا شيخ !!
ملعون ابو المنهجية وابو اليوم الدخلها اللغة العربية يا شيخ !!"
وقبل ان اختم تعليقي هذا:

دعني بولا اقول شهادة للتاريخ تتعلق بالمؤسسة الاكاديمية السودانية:
فلقد التقينا بك بعد عودتك من جامعة قطر بعد الانتفاضة

وكنت يا بولا تامل في ان توظف طاقاتك في خدمة الفنون الجميلة
وقدمت طلبا رفض مع انك في ذلك الوقت تعتبر مهنيا واكاديميا اكثر انسان مؤهل في كلية الفنون الجميلة,
اقول ذلك لانبه الى ان المؤسسة الاكاديمية السودانية مؤسسة في الغالب الاعم مليئة بالبيروقراطيين والعاطلين عن الموهبة
واشارتي للدكتور بشرى-رغم انه مبدع ويساري-,
هي مجرد مثال لما يدور في تلك المؤسسة

ورغم ذلك ارى ان هنالك امكانية ان يكفر الدكتور بشرى عن تقصيره تجاه الحركة النقدية السودانية بان يساهم بما يقدر عليه من مد جسور ثقافية روسية ,
بدلا من ان يحصب الاخرين من نافذة بيته الزجاجي بحصى توهمه انه غير ملتزم تجاه الحركة الثقافية السودانية ورفدها بابداع الحركة النقدية الروسية الباذخة

وارقدوا عافية

المشاء










:

Post: #431
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elmamoun khider
Date: 08-19-2004, 00:39 AM
Parent: #1

الأستاذ عبد الله بولا
سلام كتتير

شكرا للمساهمات الثرة في موضوع السودانوية ..اهتمامي بمبحث السودانوية مشروع دراسة لنيل الماجستير كهوية مقترحة للسودان الجديد .. طرحت كما ذكرت من قبل مفكرين كما عند الأستاذ كمال الجزولي و الأستاذ الراحل احمد الطيب زين العابدين و في بعض الدراسات المتفرقة لدكتور منصور خالد و الكثير من المفكرين كما طرحت في منفستو الحركة الشعبية كهوية للسودان الجديد .. ونجدها تتخلل بعض الكتابات الادبية لبعض الكتاب السودانيين يعني عموما أنا بفتكر لو تم بناء نظري جديد للسودانوية يمكن ان تكون هي الهوية السودانية المفقودة .. لانها اصلا موجوده في داخل كل سوداني علي حسب عطاءه و ايضا تجدها في ملامح ثقافتنا الشعبية السائده بمستوي كبير .. لذلك تراني قد قلت لك أني أري بعض الملامح السودانوية في كتاباتك.. افتقد بعض المراجع للمواصلة في دراسة موضوع الهويه الشائك ... اعتمد علي قصاصات الجرائد و بعض الكتابات المتفرقة ..
لقد مررت علي كل المشاريع التي طرحت ثقافيا -ابادماك- الغابة و الصحراء....الخ في دراستك (شجرة نسب الغول ) ولم تذكر الأستاذ احمد الطيب في ذلك المقال المشهور و في المساهمة السابقة ذكرت لي انه فكريا كان يدعم مدرسة الخرطوم (دي كانت معلومة جديده بالنسبه لي ) عموما اري ان المكان لايحتمل أكثر من كده لكن لو فتحت لينا بوست عن موضوع الهوية يكون شئ جيد ... أنا قراءة في مكان ما في المنبر الحر انك سوف تشارك في ندوة عن الهوية ومعك الأستاذ الصلحي يمكن ان تكون دي بداية بوست جيد جدا ... ونحن منتظرين منك الكثير رغم ان بندري حجم المشغوليات لكن (كان عصرت اعصر علي ضراعك) ...
وبالمناسبة بحتث علي مشروع الدكتوره بتاعك سماء ارض لم اجد له اثر الرجاء ان تدلنا عليه أو انزال بعض ملامح الرساله (الواحد بالطلبات الكثيرة شكله بقي مزعج لكن نعمل شنو) و عنوان الأستاذ حسن موسي عشان جهنم لو في أي مساهمة عن السودانوية) للتواصل خارج المنبر الرجاء ارسال بريدك الالكتروني علي – [email protected]

لك الود و الاحترام

Post: #432
Title: Re: رحبوا معي بالناقد ، الفنان ، والكاتب ، عبدالله بولا
Author: محمد أبوجودة
Date: 08-19-2004, 04:47 AM
Parent: #1

ألف مرحب بالدكتور عبدالله أحمد البشير ، الذي اشتهر ب(عبدالله بولا)، ومرحبا بالدكتور النور حمد الترابي ، ويا مراحب بكم جميعا أيها الاصلاء الساعين بعزم علي دروب تعرّجت مساراتها كثيرا، لأجل أن نحيا جميعا حياة تســرّ الصديق وتكيد العدا ، لتستقيم بنا الحال إن كان لها أن تستقيم :
( والعيش ، لا عيش إلآ ما تقرّ به عين {} ولا حال إلأ سوف تنتقل ) ..

لكتابات عبدالله بولا ، طلاوة ورونق ، ولحكاياه حلاوة ، ولأفكاره جدّة متوثبة مع كثرة اغترافه من ماض معتـّق، وتهيامه بالزمان واللاّزمان "ولا أقول زبلعته-المحبّّبة - البادية للعيان!) .. وعبدالله بولا ،، الكاتب ، الناقد والفنان مرجوّ فينا، منذ ان شاءت الصدف بأن قرأنا له " شجرة نسب الغول " وهاهو الآن ينداح عبر هذا الخيط المتين ، فكرا سامقا ،تاريخا ، وأدبا يمشي بين الناس ويجدطريقه لأفئدتهم دون لأي ..فالرجل تشهد لها المنابر بصولات وجولات ، وتشهد له أقلام الخلق وكذلك ألسنتهم ، وما وصول هذا الخيط للصفحة السابعة إلآ قرينة إثبات لذيّاك " العشم الكبير" في التعرف علي إلهامات بولا وابحاث بولا .. بدءا من مصرع الانسان الممتاز ومرورا بصحائف نقد المدارس الفكرية والبحثية في مختلف الشئون السودانية ، ووصولا ل" مدائن الذكري " .. والرجل ، من بعد ، ليس من الباخلين بفضل يحتقبه-بحق - باعتراف الجميع ؛ وهو ما انفكّ ينوّه بإجلال ، بين حين وآخر بفضل معلماته ومعلميــه من ناس ود تمساح وحوض العاشم وزينب وفاطمة وآخرين من أربات الثقافة الشفاهية والمكتوبة ..
فلأستاذنا/ عبدالله بولا ، وافر التحية والمودة والاحترام ، ونرجو أن يجد من سعة الوقت وتمام العافية ، ما يمكّـنه من مواصلة مشواره الفكري من خلال هذا المنبر ، الذي سعدنا بالإنضمام إليه مؤخّرا .. ونرجو ألآ نكون قد أثقلنا عليك كثيرا بهذه المداخلةالترحيبية وأنت قد شارفت علي الخلوص من مبادلة ترحاب القوم لتدلف إلي أبواب عليها أقفالها منذ امد طويل في حوائط تاريخنا .. فلك العتبي،وهذه الابيات لأبي الطيب:
سقي الله ابن منجبة ســقاني ْ{} بدرّ ما لراضعه فطـــام
تلذّ له المروءة ، وهي تؤذي ْْْ{} ومن يعشق يلذّ له الغرام
لقد حسنت بك الاوقات حتــي {} كأنّك في فم الزمن ابتسام
وأعطيت الذي لم يعط خلـق {} عليك صلاة ربّك والســـلام

فهي تعبّر عن لسان حالنا ، بأفضل ممّا يعجز عنه لسان المقال..


وياعزيزي د. النور ،، ألف مرحب بيك يارجل ، فقد سعدت كثيرا ، وما أزال ، بقراءة مساهماتكم بدءا من مداخلاتكم في خيط " الآفروعربية" للأستاذ/ عبدالمنعم الفيا ، حيث كان للشواهد التي أتيت بها ، كبير الاثر في إعانتي علي التوفّرعلي بعض إجابات حول أسئلة مزمنة عن: نزوع النفس دوما نحو البراح والحرية ، وضيق هاتي النفس بالقيود الاجتماعية الافندوية التي أورثنا إيّاها الفهم العثماني لإسلام المدن ..وأيضا قد وجدت مواصلة لنفس الاعانة في أسهاماتكم في خيط :دراسة د. عبدالله بولا حول مساهمة الاستاذ الشهيد/ محمود محمد طه في التجديد الاسلامي ..وأيضا ،، مقدمتكم الخلدونية في تقديم د. بولا لأهل هذا المنبر المحظوظين .. ومساهماتك في خيط : أبادماك للأستاذ/ صلاح يوسف .. فانعم صباحا ، بلدياتي ، د. النور ، فقد لاعب أبناء فريق مدرسة حلّتنا فريق مدرسة حلة حمد الابتدائية أيام السداسي أعوام 71أو 72 ، وشاركونا في احتفالاتنا المدرسية بيوم عيد العلم ، وحيث أنّي حينها في الثالث أو الرابع الابتدائي ، فلم أكن ضمن فريق المدرسة الرياضي ولقد استمعت لأول مرة : لاغنية : أنا راسم في نفسي صورة الباسم من جماعة حلة حمد الرائعين ، ولا ادري من أي الحلّتين أنت ؟ علي الزلط والآ علي الترعة " المين كانال"؟ ..التي بها طلمبة مياه بالطاقة الشمسية ؟ حينها ، اي مستهل السبعينات ، كانت تقام الاحتفالات بأكتوبر وأعياد وطنية وانقلابية كتيرة ، وقد درج الناس علي التجمع في المعيلق ، باعتبارها مدينة الريفي ، ومحل المدارس الستة التي تحظي باصطفافات التلاميذ"جمباز" قبل المباريات النهائية ، وكانت ال " بستي كوليا" - حقوق التصرف محفوظة لبولا - ب 3 قروش فقط ، ومشوار العربية ب شلنق ! كانت أيــــّام ..لن ننس أياما مضت بالآمس عشناها ..
ولكم فائق الود والإحترام ..

Post: #433
Title: Re: رحبوا معي بالناقد ، الفنان ، والكاتب ، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 08-19-2004, 06:05 AM
Parent: #432

شكرا ابو جودة
لقد أسعدتني مداخلتك، وحملتني إلى سوح حلة حمد، وذكريات المعيلق، وتُرَع مشروع الجزيرة، وتلك عوالم لا تفتأ تزور مخيلتي، وكأني بها نداءات غائرة تصدر من عالم آخر. أرجو ان اتمكن من الكتابة عنها يوما ما.

نعم هي حلة حمد الترابي، القريبة من ترعة الجزيرة الرئيسية، والتي كانت طلمبة مياهها تعمل بالطاقة الشمسية، في حقبة السبعينات. وهي واحدة من طلمبتين تبرع بهما الفرنسيون، وكانت أحداهما تلك التي رايتها بحلة حمد، والثانية بأحد معاهد الأبحاث بسوبا جنوب الخرطوم. هذه الطلمبة لم تليث أن أصبحت اثرا بعد عين، بعد أن عهد بها الفرنسيون للإدارة السودانية، واصبح شانها في مآلات الفناء، شان المنشأات في السودان. وعاد، من ثم، أهل حلة حمد لطلمبات الديزل التي تدار منذ نهاية السبعينات بالعون الذاتي، بعد انتهى عهد الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين.
شكرا لك مرة أخرى.

Post: #434
Title: Re: الي اسامة الخواض
Author: Agab Alfaya
Date: 08-19-2004, 10:27 PM
Parent: #1

الاخ الاستاذ اسامة الخواض

غبت عن المنبر الحر فترة وعدت وقد وجدتك قد نهشت لحمي نهشا،

ولكن لا املك الان الا ان اردد مع الشاعر:


واصبر علي كيد الحسود فان صبرك قاتله

النار تاكل بعضها ان لم تجد ما تاكله !

Post: #435
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-20-2004, 01:38 AM
Parent: #1

الدكتور عبدالله بولا

تحية واحتراما

كنت قد وعدت القراء بمواصلة تعقيبي علي ردودك التي وردت في ثنايا مداخلاتك علي المرحبين بك ،
وها انا اواصل التعقيب علي ما ورد في ردك علي الاخ هشام الحسن بتاريخ 20/7/2004
تقول :
Quote: ويمكن للمرء أن يجد في نصوص عبد الله في السنوات الأخيرة الكثير من الصواب والكثير من الزلل، والجوباك، والشطح، والتعبير الملتبس أو غير الموفق.

وتقول في ذات السياق :
Quote: مع إنني كنت قد قلت بصريح العبارة إن موقف عبد الله من الإنقاذ، في سنواتها الأولى بالذات، حين كانت، طليقة اليد تضرب وتفتك وتنتهك، بلا رادعٍ ولا وازع، موقفٌ يستحق التقريع والحزم، ومن واجبه علينا أن يوضح لنا ذلك بخطابٍ مبين ومن واجبنا عليه أن نزجره عن ذلك بنقدٍ حازم. وقلت إن هذا الموقف لا يشبهه، وإن عبد الله كتير وكتير جداً على الإنقاذ، وعلى مهادنة الإنقاذيين ومجاملتهم لأي سببٍ من الأسباب. وقلت إن خطاب عبد الله أصبح مربكاً، ومتناقضاً.

اذا كنت تري ان خطاب الدكتور عبدالله قد اصبح بهذا القدر من التنافض والارباك والجوباك والشطح ، فلماذا كل هذا الضيق والتقريع ، من قراءاتي النقدية التي كشفت فيها عن اسباب هذا التناقض والارتباك والزلل ؟؟؟؟؟!!!!
واذا كنت تري ان موقف الدكتور عبدالله هذا يحتاج منا الي النقد الحازم ، فماذا فعلت انا غير النقد الحازم الصارم الذي لا يعرف المجاملة والمساومة لما ظننته مواطن الزلل والارباك في خطاب عبدالله ابراهيم؟؟؟
ام ان نقد الدكتور عبدالله ابراهيم، هو حق مكفول فقط للدكتور بولا؟

في ورقتك " شجرة نسب الغول "، والذي تقصد به نظام الانقاذ والجبهة الاسلامية ، حملت المسئولية للخطاب الاسلاموي العروبي ، والقيت بالمسئولة في ترسيخ هذا الخطاب علي جماعة الغابة والصحراء ورموز ثقافية اخري من امثال محمد احمد المحجوب ومدرسة الفجر والطيب صالح ، ولكنك تجاهلت نزعة عبدالله ابراهيم العروبية الاسلاموية واكتفيت فقط بالتعبير عن الحيرة والاسف لهذه النزعة ،وغضضت الطرف عن مواقف عبدالله العملية من استقبال ولادة الغول الاسلاموي ،بل ذهب بك التبجيل لعبدالله الي حد وصف ورقة تحالف الهاربين التي يتبرا فيها من الثقافة الافريقية والعرق الافريقي ، كما الجرب ، وصفتها" بالجلال والفرادة !
تقول في شجرة نسب الغول :
Quote: " هنالك مساحة من السديم .. في وعى كثير من مثقفي اليسار الديمقراطي في السودان معافاة من النظر النقـدي ، تستقر فيها أحكام الثقافة العربية الإسلامية المستعلية في أمن وأمان .. وفي ظني أن من مساحة السديم هذه ، قد صدرت عن صلاح وعبد الله مواقف من سلطة الغول الاسلاموي لا تزال مبعث حيرة وأسف جمهور قرائهما

هذا ما قلته انت يا دكتور بولا بالحرف الواحد، في شجرة نسب الغول ، عن مواقف وافكار وتحولات الدكتور عبدالله الاخيرة ،
واذا كنت انت وجمهور من قراء ومعجبي الدكتور عبدالله ابراهيم قد اكتفيت ، بالحيرة والاسف ، لهذه المواقف وهذه الافكار وتركتها ترقد في امان ، معفاة من النظر النقدي ، فقد اخذت انا بنصيحتك ، وعملت علي نقد هذه الافكار والمواقف كاشفا عن اسبابها الحقيقة ولم اتركها تنام في امن وامان في مساحة السديم علي حد تعبيرك . وابنت ان الدكتور يبني في مشروع اسلاموي عروبي يختلف كل الاختلاف عن الخطاب الذي كان يتبناه عندما كان عضوا بالحزب الشيوعي ، وانه استعان علي تمرير هذا المشروع بكثير من الحيل الاسلوبية والمناورات الاكاديمية .وان هذه الحقيقة ، لم يفطن اليها الكثيرون ، حتي انت، بالرغم من اشارتك الخجولة الي هذه النزعة الاسلاموية العروبية المبكرة ،

اذن انا لم ات بشي من عندي وما خلصت اليه ، كنت قد اشرت اليه انت في استحياء ، من هنا يات مصدر الغرابة والعجب من ضيقك وتقريعك لقراءاتي النقدية للدكتور عبدالله ابراهيم ، وقد وصل بك الضيق من انتقاداتي الي المدي الذي وصفت به هذه القراءات النقدية بالملاحقات ، وهي كلمة غريبة في هذا السياق ، وتذكرني ، بالمفردات التي كانت تقال لنا ايام الطفولة ، عندما كنا نلاحق بعضنا البعض بلا سبب !!
وللاسف قد تلقف البعض كلمة، ملاحقات هذه، مثل اسامة الخواض واخذ يرددها كالببغاء! ولم ينتبه الي ما تنطوي عليه من اسقاطات !!

ونواصل

Post: #436
Title: عن الفيا والقراءة الخاطئة :دعوة لبوست مشترك جديد
Author: osama elkhawad
Date: 08-20-2004, 09:33 AM
Parent: #1

الاخ الفيا
سلام ,
وعودا حميدا مستطابا,
اما بعد,

لك يا الفيا مقولة مشهورة في هذا المنبر ,
وهي انك تسمى المنبر "كلام في الهوا"!!!

وليس من انسان يمكن ان يصدق ذلك
فانا لم اغتبك على الهواء
وانما قلت رايي في وضح النهار,
وايضا في هذا الهواء!!
واذا كان من حقك ان تتكلم عن الاخرين ,
فللاخرين نفس الحق
وكلامي الذي قلته ليس جديدا
وقد سبق لي في بوست الافروعروبية ان قلت جزء من هذا الكلام
وهو انك لاخطاء بنيوية متعلقة بغياب المنهج عندك,
وانعدام الجهاز المفاهيمي الذي في غيابه لا يمكن للنقد ايا كان ان يسمى نقدا,
لكل ذلك كانت قراءتك مثلثة الخطا
فلا انت قدرت ان تفهم ما قاله بولا وحسن موسى,
ولا ما قاله عبد الحي عن البدائي النبيل
ولا ما قاله هو اي عبد الحي عن المصهر الروحي ,
وكلام عبدالله على ابراهيم عن نظرية البوتقة التي تدافع انت عنها,
لانك لا تدري حدود المصطلح
وتتعامل مع المصطلحات بفهمك الخاص اللغوي مجردا اياها من تاريخها,
وذلك ما يوقعك في شراك القراءة الخاطئة
ولذلك عزيزي الفيا صارت لديك اعراض "المصطلح فوبيا" ,
فصرت تشتم في المنهجية واليوم الذي جابا
وفي هذا تقهقر شديد لمفهوم النقد ,
اذا افترضنا ان ما تكتبه هو ليس عرضا للكتب,
وانما ينتمي الى النقد المعاصر!!!
خاصة ونحن في مرحلة تبدو فيها بوادر تاسيس ثقافة معولمة,
وواضحة هذه المسالة جدا في المقاربات النقدية المعاصرة

اما عن الملاحقات فانني على استعداد ان اثبت لك ذلك
وايضا عدم امانتك العلمية
وعدم اتساقك مع النقد الذي انتحلته ووجهته لنا,
فاذا بك في الاخر تقع في شراك البنيوية التي عيرتنا بها,
ويا ريتك انسترت معاها واديتا حقها,
ولكنك اسات اليها,
ووقعت في افخاخ القراءة الخاطئة,
ولك ان تفخر بتاسيس هذا التيار في النقد السوداني

كما انك تريد ان تعيدنا الى مرحلة المعادل الموضوعي في اوائل القرن الماضي!!
فتامل هذا النكوص والارتداد!

واذا اردت ان نفتح بوستا بهذا الصدد,
فانا على استعداد

واتمنى ان اسمع منك قريبا بخصوص اقتراحي
وكيفية تحديد محاور الحوار
وبعد ان تعلن موافقتك يمكنك ان تراسلني على ايميلي التالي :
[email protected]
لكي نحدد محاور الحوار,
والتي ستضاف الى ما اقترحته انا عن كلامي حول:
1- ملاحقتك لعبدالله على ابراهيم
2- عن انعدام الامانة العلمية لديك ,
3-ازمة المنهج والمصطلح عندك يا الفيا,
4 القراءة الخاطئة للنصوص عند الفيا
واتوقع ان يكون حوارا رائعا سيساهم فيه نخبة من النقاد والمبدعين من شعراء وقصاصين وغيرهم في البورد,
وكذلك المهتمين من القراء ,
مما يفتح افقا اكبر للكلام حول النقد السوداني في سياق العولمة ,
وامكانيات خلق ثقافة معولمة

اتمنى ان اسمع منك قريبا بخصوص الاقتراح

وارقد عافية

المشاء

Post: #437
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-20-2004, 10:03 AM
Parent: #1

الدكتور عبدالله بولا

تحية واحتراما ،

تقول في ردك علي هشام الحسن الذي اوردنا منه مقتطفات اعلاه ،
ان خطاب الدكتور عبد الله ابراهيم :
Quote: أصبح مربكاً، ومتناقضاً.

ولعل مستوي التناقض والارتباك والجوباك ، علي حد تعبيرك ، في خطاب الدكتور ،قد وصل الي مداه في محاضرة ابوظبي ،

سوف اسوق للتدليل علي ذلك مثالين ، الاول : حديثه عن الاعتذار ، والثاني حديثه ، عن الامتياز .

* بدا الدكتور عبدالله ابراهيم ، حديثه عن موضوع المحاضرة " مازق السوداني الشمالي الثقافي " باعتراضه علي دعوة الصادق المهدي الي اعتذار الجماعة العربية المسلمة الشمالية ، للجماعات الاخري ، او الوثنية علي حد تعبيره . ولما احس اثناء سياق الكلام بخطورة موقفه الرافض ، حاول التملص، بسرعة عن الاعتراض الذي بدا به كلامه ، ليترك الامر مائعا ، حتي لا يؤخذ عليه هذا الاعتراض . ثم ما لبس وعاد في اخر المحاضرة ، وقال ،انه لا اعتذار عن الثقافة العربية الاسلامية ، ليظهر دعوة الصادق المهدي وكانها دعوة الي الاعتذار عن الثقافة العربية الاسلامية وليس عن ممارسسات معينة ارتكبها منتسبو هذه الثقافة ، كما يفهم من دعوة الصادق المهدي !
يقول الدكتور عبدالله في المحاضرة ، عن الاعتذار :
Quote: أنا بعتقد انو لو نظرنا إلى كلمة قالها السيد الصادق المهدى عن قريب دعا فيها إلى انو الجماعة السودانية الشمالية وقد نتطرق إلى تعريف هذه الجماعـــة
الشمالية تعريفا فضفاضا . قال أن هذه الجماعة الشمالية ملزمة بتقديم اعتذار إلى الجماعة الجنوبية ، بين قوسين وثنية على طريقة الديانات التقليدية في النزاع السوداني ، يعنى . أنا أخذت دا على ، مع انى مسألة الاعتذار لم نتدارسها بعد وقد تحتاج إلى نظر . على أن العالم كله واقع اعتذار في بعضه البعض يعنى كما ترون ، يعنى ( ضحكة ) البابا يعتذر لكذا و 00 يعنى في سياسات الاعتذار وتأنيب الضمير سائدة ومهمة .

لاحظ قوله " انا اخذت دا علي ، "
اي يريد ان يقول انه اخذ علي الصادق المهدي هذه الدعوة للاعتذار،
لكنه ما يلبس ان يستدرك قائلا : " مع ان مسالة الاعتذار لم نتدارسها بعد وقد تحتاج الي نظر"!

ثم يعود مرة اخري في نهاية المحاضرة ويؤكد رفضه للاعتذار ، ويخلط بينه وبين الاعتذار عن الثقافة ، حتي تبدو الدعوة للاعتذار عن الممارسات التي يقصدها الصادق المهدي وكانها دعوة لخلع الثقافة العربية الاسلامية ، الي الحد الذي يصف فيه دعاة انصاف الجماعات الاخري غير العربية، بالخلعاء !!!
Quote: إذا كان نحن السودانيين الشماليين شفرتنا عربية واسلامية وكذا يجب أن نتخلص منها ونخلعها أنا بسميها في بعض الكتب في كتابى الثقافة والديمقراطية سميت ديل الخلعاء انتو عايزين تخلعوا ليه ايــه الخلــع دا زى ما قـال 00 ( ضحكـه ) ما بنخلع نحن نحن نجدد هذه المعانى ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار عنها لأن عملية الثقافة أنت لا تعتذر عن الثقافة كمعطى

فاي حديث عن الثقافات الاخري والجماعات الاخري غير العربية ، واي دعوة لرد الاعتبار لها وانصافها ، لا يري فيه الدكتور عبدالله الا دعوة لخلع الثقافة العربية الاسلامية !! وهنا يلتقي الدكتور عبدالله ابراهيم ، بغلاة الاسلاميين العروبين من امثال محمد عبد القادر سبيل واسحاق احمد فضل الله والطيب مصطفي . وليس مصادفة ان يقدم محمد سبيل الدكتور في المحاضرة ،بانه المفكر الوحيد في السودان .كما ليست مصادفة ان يدبج اسحاق احمد فضل الله المقالات الصحفية في تمجيد مواقف وافكار الدكتور عبدالله ابراهيم وتحولاته الاخيرة !

*ولعل المثال الذي يبين اكثر تلجلج خطاب الدكتور ويظهر مدي معاناته في التعبير عن افكاره الحقيقة تارة، ومحاولات اخفائها تارات اخري ، حديثه عن الامتياز .
فموقف الدكتور الحقيقي هو التمسك بالامتياز والدفاع عنه وعدم التنازل عنه ارضاء للاخرين ،ولكن لتمرير هذا الموقف بسلام ، يعمد الي المزج بينه وبين الحديث عن التحرر من الامتياز ، يقول :
Quote: فالشماليين أيضا يمرون بالوجه لما تحصل كشه في الخرطوم مافى زول فينا بيتعرض لهذه الكشة عشارى ولا بلدو ولا ( ضحكة ) على انو عاطفتهم في الأقليم الآخر . أنت امتيازك دا ، ولذلك حركة استيف بيكو والجماعة ديل اللى هم السود في الحركة كانوا يقولوا للليبراليين البيض اول حاجة تحرروا من امتيازاتكم دا شرطنا لقبولكم في وسطنا ،

لاحظ قوله : "انت امتيازك دا " فهو يريد ان يقول انت امتيازك دا لا تتنازل عنه ! لكنه يبتر الكلام ويحول السياق فجاة للحديث عن حركة اسيف بيكو في جنوب افريقيا والدعوة للتحرر من الامتياز !
ثم يواصل قائلا :
Quote: أنتم تحرروا معركتكم مش معانا نحن خلونا نقع ونقوم انكم معركتكم أن تحرروا من امتيازاتكم ودا التحدى الذي ينطرح الآن في العلائق الثقافية بين الشمال والجنوب انو كل انسان يشوف امتيازاته مش يشوف ظلامات الآخر. كلنا بنتمى إلى ظلامات من الفلبين إلى الأكسيمو. لكن كيف انك تتحرر من امتيازاتك كيف تقول أنا كشمالى أنا اتحرر اذا في كشة أنا أقع في الكشة ليه افرز من الكشة أشكال كثيرة ودا التحرر الحقيقى مش تحرر اللسان مش تحرر المقال مش تحرر الحملات العالمية مش تحرر التوقيعات تحرر حقيقى بتاع أنا انتمى إلى الطبقة المميز أنا انتمى إلى القسم المميز. أنا سبيلى إلى ذلك ، أن احرر نفسى واحرر جماعتى من امتيازها اسقاط الامتياز والاندغام في وطن متساوى متكافئ متأخى .

انه يدعو كل انسان ان يتمسك بامتيازاته ، والا ينشغل بمناصرة تظلمات الاخرين ،ومن هنا ياتي تعريضه بموقف عشاري وبلدو المتعاطف مع الجنوبيين ، ثم يطالب في نفس الوقت بالتحرر من الامتياز واسقاطه فهل يوجد تناقض اكثر من ذلك يا بولا ؟

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا في العلاقة بين الشمال والجنوب : من ان يستمد الشمالي امتيازه علي الجنوبي ؟
من الانتماء الي الثقافة العربية الاسلامية ام شي اخر ؟؟
اذا كان ذلك كذلك فما هو موقف الدكتور عبدالله من الدعوات الي انصاف الثقافات غير العربية ورد الاعتبار لها ؟
كما سبقت الاشارة ان الدكتور عبدالله لا يري في مثل هذه الدعوات سوي مؤامرة لخلع الانتماء للثقافة العربية الاسلامية ،
Quote: إذا كان نحن السودانيين الشماليين شفرتنا عربية واسلامية وكذا يجب أن نتخلص منها ونخلعها أنا بسميها في بعض الكتب في كتابى الثقافة والديمقراطية سميت ديل الخلعاء انتو عايزين تخلعوا ليه ايــه الخلــع دا زى ما قـال 00 ( ضحكـه ) ما بنخلع نحن نحن نجدد هذه المعانى ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار عنها لأن عملية الثقافة أنت لا تعتذر عن الثقافة كمعطى

وهذه الرؤية تنسجم تماما مع موقفه من التمسك بالامتياز وعدم الانشغال بتظلمات الاخرين ،وهنا يكشف عن سبب رفضه للاعتذار،لان الاعتذار فيه تنازل عن الامتياز . و ما الحديث عن اسقاط الامتياز والاندغام في وطن متاكفي متاخي الا محاولة لصرف الانظار عن الموقف الحقيقي . وكيف يدعو الي بناء وطن متكافي متاخي من يدعو الي تطبيق الشريعة الاسلامية ،في بلد المسلمين ، علي حد تعبير الدكتور عبدالله في سلسلة مقالاته في الدفاع عن تطبيق الشريعة الاسلامية ، والانتصار لها في مواجهة القوانيين المدنية ؟!

وليس ابلغ من قول الاستاذ الخاتم عدلان ، في وصف تلجلج خطاب الدكتور عبدالله ومعاناته في التعبير عن واخفاء ارائه الحقيقة، حيث يقول :
Quote: وهو يستعين على دعوته هذه، بالأمثلة، ويعاني في طرحها حرجا عظيما تنوء به الجبال، تظهره الضحكات العصبية المستوحشة، وتظهره العبارة المتهالكة، المستعصية على الفهم، ويظهره تداخل الكلام بعضه في بعض، و الزوغان في نهاية العبارة من معناها الواضح الصريح.


ونواصل


Post: #438
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-21-2004, 00:02 AM
Parent: #1

الدكتور عبدالله بولا

تحية واحتراما

تقول في ردك علي محمد سيد احمد بتاريخ 29/7/200
Quote: (وقد أصاب تأويل منعم نصوصي أنا أيضاً، في خصوص عبدالله وغيره، إصاباتٍ هائلة العدد، مما قد أنفق عمري في تصحيحه، فينفذ العمر ولا ينفذ. فتأويلاتُ منعم المجافية تتوالد دون توقف ولا ضوابط).

لم اتناول من نصوصك سوي نص واحد هو مقال " شجرة نسب الغول " الذي تحدثت فيه عن ان الجبهة الاسلامية لم تهبط الينا من السماء .وحتي هذا النص لم اتعرض له الا فيما له علاقة بنقد ورقة الدكتور عبدالله ابراهيم تحالف الهاربين ، التي وصفتها، انت ، فيه بالجلال والفرادة.والنص موجود ومتداول ومتاح للجميع ونقدي له لم يغيره .واذا كانت قراء تي له بهذا التاثير الذي وصفت ، فان ذلك مدعاة لك بان تعيد النظر فيها ، فربما اصابت بعض الحق !

وحيث انك ذكرت في هذا البوست ، غير مرة ، ان خطاب الدكتور عبدالله ابراهيم قد اصبح متناقضا ومرتبكا وبه الكثير من الشطح والجوباك ، فان مقالة تحالف الهاربين ، كانت بداية هذا التناقض وهذا الجوباك . وبالرغم من ان موضوع مقالك : شجرة نسب الغول ، مكرس لنقد الخطاب الذي ساهم في ولادة هذا الغول الاسلاموي ، الا انك غضضت الطرف عن خطاب الدكتور عبدالله الذي صار منذ تحالف الهاربين مكرس كله لترسيخ هذا الخطاب الاسلاموي الذي تصديت انت لنقده ، ولم تشر له الا اشارة خجولة ، في حين اعملت كل المضابع والمراويد الكاوية في نقد وتشريح الخطابات الاخري .

لذلك قلت انا في ورقة الافروعربية ، ان الدكتور عبدالله بولا وحسن موسي :
" قد انجرفا وراء الإشادة المتحمسة بالورقة والتي لا تخلو من ( مجاملة ) وغضا الطرف عن كشف التناقضات الصارخة للورقة فوقعا ضحية التناقض . لأن التواطؤ مع التناقض لا يولد إلا المزيد من التناقضات فتحولت أقوالهم ضد جماعة الغابة والصحراء إلى دفاع في مواجهة اتهامات د0 عبد الله . فمأخذ حسن موسى على الأفروعربية هو طرحهم لخيار مشروع ثقافي واحد هو خيار الثقافة الإسلامية ، يقول : " أن مشكلة مشروع الهوية في مساهمة الغابة والصحراء هي أنه مشروع يقوم على الرجوع " ، ولكنه " رجوع ملغم بخيار ثقافي مسبق هو خيار الثقافة الإسلامية " (33) أما دكتور بولا فأنه لا يرى غبارا على أطروحة الغابة والصحراء سوى الإبقاء على الثقافة الإسلامية بكامل عدتها وعتادها ، يقول : " أن مشروع جماعة الغابة والصحراء لدى الوهلة الأولى يبدو متماسكا معافى من أدواء المركزية الذاتية للثقافة العربية ، بيد أن النظر الفاحص يكشف رؤى الثقافة العربية بكامل عدتها وعتادها في أجندة هؤلاء الشعراء وفي تعبيرهم . " (34)

إذن بينما حسن موسى وبولا ينعيان على جماعة الغابة والصحراء تمسكها بخيار الثقافة العربية والإسلامية بكامل عدتها وعتادها ، ويريان فيها تكريسا لهيمنة الثقافة العربية الإسلامية وتمركزها ، يرى د0 عبد الله على إبراهيم النقيض من ذلك تماما ويقول أن جماعة الغابة والصحراء تعمل على دس مشروعها العلماني في تفكيك محرمات الحضارة الاسلامية وإنها ما هي إلا محاولة يائسة وغش ثقافي يهدف إلى خلع السودان عن الانتماء لثقافته العربية ومحيطه الإسلامي . فمن اليائس إذن ؟ ومن الذي يمـارس غشـا ثقافيـا حسب تعبيـر د0 عبـد الله ؟ لقد وقع حسن موسى وبولا في المصيدة التي نصبها د0 عبد الله ، مصيدة التآمر على العروبة والإسلام ، ليس من قلة كياسة ولكن من فرط حبهما للدكتور عبد الله وثقتهم المفرطة في كل ما يكتب .. ولكن من الحب ما قتل !!

وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدى المساويا ! "

وقلت :
" فحسن موسى ، يحمل المسئولية الكاملة لجماعة الغابة والصحراء في التمهيد لظهور سلطة الجبهة الاسلاموية ، ويقول في هذا السياق : " … لمحمد عبد الحي وشركائه نصيب الأسد في المسئولية الأخلاقية بقدر ما عبدوا الطريق لسلطة الصيارفة الاسلاموية وسوغوا مقولاتهم الغوغائية على مراجع العروبة والإسلام … " (36) ثم يطلق للسانه العنان للافتئات عليهم قائلا : " فهم قوم لم يرعوا حرمة الإبداع ولم يعوا دور المبدع كمعارض وكخارج ، وانساقوا وراء إرضاء الدولة المخدمة بغشامة لا تليق برجال في ذكائهم ، وهم يستحقون اللعنة بقدر ما تتسع الشقة بين رهافة حسهم الجمالي وغلظة تواطئهم الاجتماعي .

ولا يملك د0 بولا رغم حصافته إلا أن يشايع حسن موسى في قذف جماعة الغابة والصحراء بمزيد من اللعنات بعد أن يحملهم المسئولية هو الآخر في التمهيد لولادة الغول ( الاسلاموي ) ويقول : " عليهم اللعنة بقدر ما بددوا شاعريتهم العظيمة في مراوغة حقائق الواقع الصادمة ، عندما آثروا المسكنات الغنائية الرقيقة على مراويد ومباضع النقد الكاوية الشافية . " (37) وهل يملك الشاعر الحقيقي يا دكتور بولا في أي زمان ومكان ، سوى المسكنات الغنائية الرقيقة ؛ أما المباضع والمراويد الكاوية فلا أظن أن للشاعر والفنان فيها نصيب . ولكن من ذا الذي يراوغ حقائق الواقع الصادمة حسب تعبير بولا ؟ شعراء الغابة والصحراء أم الدكتور عبد الله على إبراهيم ؟!

وهنا أحمد للدكتور بولا أنه أشار في استحياء إلى مراوغة د0 عبد الله على إبراهيم " لحقائق الواقع الأولية الصادمة ، في قوله : " هنالك مساحة من السديم .. في وعى كثير من مثقفي اليسار الديمقراطي في السودان معافاة من النظر النقـدي ، تستقر فيها أحكام الثقافة العربية الإسلامية المستعلية في أمن وأمان .. وفي ظني أن من مساحة السديم هذه ، قد صدرت عن صلاح وعبد الله مواقف من سلطة الغول الاسلاموي لا تزال مبعث حيرة وأسف جمهور قرائهما " (3 وذلك في معرض تعليقه على مقولة صلاح أحمد إبراهيم " نحن عرب العرب " والتي يقول أن عبد الله على إبراهيم قد ناصره فيها . ولكن أقول لدكتور بولا ، لماذا هذا الحياء في التعبير عن الحيرة والأسف أزاء مثل هذه المواقف ولديك ما يكفي من المباضع والمراود الكاوية الشافية لتفجير هذه المواقف المتناقضة بدلا من تركها تنوم في أمن وأمان في مساحة السديم تلك لتغبش وعى الكثيرين من قراء د0 عبد الله على إبراهيم ؟

فإذا كان المرحوم صلاح أحمد إبراهيم قد اجتاز مساحة السديم التي أشار إليها د0 بولا في الوعي بسؤال الهوية وأعلنها صراحة على الملا : " أنا الهجين عنترة " فأن الدكتور عبد الله على إبراهيم لا يزال يصر بأن القول بالهجنة أو بآفروعربية شمال السودان ما هو إلا مؤامرة لتحجيم انتماء السودان للعروبة والإسلام ، ويختتم مقالته بعبارة حاسمة وقاطعة لا لبس فيها ولا غموض قائلا : " أن أفضل الطرق عندي أن يكف أبناء الشمال العربي المسلم عن خلع حضارتهم بدعوى الهجنة . " (39) فلا يوجد هنا سديم ولا يحزنون ، بل موقف واضح يكشف عن نعرة عروبية اسلاموية ، كل هدفها مراوغة حقائق الواقع الصادمة للحفاظ على خلوص ونقاء الدم العربي بأي ثمن . فالاحتجاج كما يقول : " بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو ممن يزعم الأفروعربيين أن دمهم كأسلاف قد استقر فينا خطة سلبية جدا . " فمن الذي مهد الطريق لسلطة " الصيارفة خطة الاسلاموية " وهيأ المهاد لولادة " الغول الاسلاموي " ؟ خاصة وأن للدكتور عبد الله على إبراهيم مواقف عملية ساهمت في تكريس وترسيخ سلطة الإسلام السياسي .

وقلت :
" لذلك ما رضيت للدكتور عبد الله بـولا أن ينسـاق وراء افتراضــات د0 عبـد الله الخاطئة حينما أصدر حكمه القاطع على رؤية جماعة الغابة والصحراء بأنها " لا مجال فيها لمشروعية الاختلاف ثم البقاء ضمن الوطن الواحـد . " (29) ويقول " سأتفق مع عبد الله على إبراهيم في أن اضطراب منطق هذه المدرسة وفساد حجهها يلتمسان أصلا فـي أطروحـة الهجنـة التـي ( اقترحوها ) اجندة لتصالح الدغل والغابة فهذه الأطروحة تجرد المشروع المقترح من كل مجال لوجود ثقافات خارج الهجنة وليس فيها مجال حتى لخيار هوية زنجية مستقلة " .

إن الانتماء للوطن الكبير لا يلغي بالضرورة الانتماء للقبيلة والعشيرة ، ففي ظل هذا الوطن البوتقة يظل الانتماء للقبيلة موجودا وتظل الخصوصية موجودة . إن الحرص على الاحتفاظ بدم بعض القبائل العربية نقيا من مخالطة الدم الزنجي يجب ألا يحجب عنا الرؤية الموضوعية للأشياء فالقول بالآفروعربية للسودان لا ينفي خصوصية القبائل العربية التي تدعى لنفسها نسبا عربيا قحا كما لا ينفي خصوصية القبائل الزنجية الكاملة الزنوجة ، ولو أخذنا بمنطق د0 عبد الله في رفض الأفروعربية بحجة أن هنالك قبائل عربية صرفة وليست هجين لوجدنا أنفسنا نشكك حتى في اسم السودان كأسم علم على السودان المعروف الآن . لأنه ليس كل سكان السودان سود ، فهنالك البيض أيضا . وربما حاجج هؤلاء البيض في تغيير اسم السودان إلى " البيضان " .

هذا ما جري به قلمي فيما يتعلق ببعض ما ورد بمقالك ، شجرة نسب الغول . فهل هذا يحتاج منك العمر كله لتصحيحه ؟

ونواصل
"
"

Post: #439
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-22-2004, 07:49 PM
Parent: #1

لي عودة

Post: #440
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Sidgi Kaballo
Date: 08-23-2004, 03:55 AM
Parent: #1

عزيزي فيصل،
تحياتي ومحبتي،

أرسلت لك إيميل أود أن أطمئن هناعلى وصوله.
أناالآن في بيرمنغهام وسأكون في باريس يوم الجمعة القادم 27/8/2004
تحياتي الحارة للأسرتين الصغيرة والكبيرة.

بــولا

Post: #441
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 08-23-2004, 04:46 AM
Parent: #1

العزيز صدقي
تحياتي لك وللدرة النادرة بنت الخليفة. وأحسد بولا لوجوده معكم، ومع محمد محمود وكوروني وإسماعيل حامد، وكل أهل بيرمنغهام، الذين غمرونابترحابهم ومودتهم.
وصل إيميل من فيصل رداً على الإيميل الذي بعث به بولا إليه.

للجميع تحياتي ومودتي
نجاة

Post: #442
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 08-27-2004, 00:31 AM
Parent: #1

الدكتور عبدالله بولا

تحية واحتراما

تقول بتاريخ 2/8/2004 في سياق الرد علي مداخلة لي :
Quote: هذه واحة والثانية هي إنني يا صديقي لا أرغب في أن أمضي بقية عمري في موضوع ملاحقتك لعبد الله على ابراهيم. فعندي أولويات أهم من ذلك بكثير، كانت هي أصلاً السبب في قبولي اقتراح النور بدخول البورد. وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب[

لقد سبق لك ان دعوت في هذا البوست ، الجميع الي نقد الدكتور عبدالله ابراهيم ،نقدا حازما ،حيث جاء في رك علي هشام الحسن بتاريخ 19/7/2004 :
Quote: مع إنني كنت قد قلت بصريح العبارة إن موقف عبد الله من الإنقاذ، في سنواتها الأولى بالذات، حين كانت، طليقة اليد تضرب وتفتك وتنتهك، بلا رادعٍ ولا وازع، موقفٌ يستحق التقريع والحزم، ومن واجبه علينا أن يوضح لنا ذلك بخطابٍ مبين ومن واجبنا عليه أن نزجره عن ذلك بنقدٍ حازم
ولكن ها انت تعود وتصف نقدي له بالملاحقات وبالطراد المحموم والجلد الي غير ذلك من الاوصاف التي لا تعبر الا عن الضيق بالراي الاخر !!
اما قولك : انك لا تريد ان تمضي عمرك كله في الرد علي ملاحقاتي لعبدالله ابراهيم،
اولا اقول ان الدكتور عبدالله يطرح نفسه كمفكر ،بل قدمتوه انتم باعتباره المفكر الفذ الفرد في ساحة الفكر السوداني ،وبالتالي في هو يتحدث في قضايا عامة تخص كل سوداني ، وان التعرض لنقد هذه الافكار التي يطرحها ، ليس شانا خاصا يخصه هو كفرد بحيث يكون التعرص لها تعرضا شخصيا يمكن وصفه بالملاحقة والجلد والطراد !!
وعلي اية حال انت ليس مطالبا بالرد نيابة علي الدكتور عبدالله ، فالدكتور موجود وهو يتمتع بعضوية هذا المنبر ، ويساهم بنشاط لا يفتر بالكتابة بعدد من الصحف بالداخل وله عمود يومي معروف وباختصار هو اولي من غيره بالرد علي ما يوجه اليه من نقد .
ومهما يكن من امر ، ان الرد علي نقدي له ،ان شئت الرد، لا ياخذ منك العمر كله ، فهو لم يتجاوز مقالتين الاولي نقدي لمقالته :تحالف الهاربين . والثانية نقدي لمحاضرتة بابو ظبي !!
اما قولك:
Quote: وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب

فهو قول يدل علي انك اصلا ليس راغبا في حوار يقوم علي الاخذ والرد ،
ويكشف عن نظرتك الصمدية لنصوصك التي سبق ان رميتني بها ، فانت تريد ان تقول راي واحد نهائي غير قابل للنقاش وتغلق الباب الي الابد حول هذا الموضوع واي حديث بعد ذلك لا تنظر اليه، الا باعتباره ملاحقة ومطاردة لك ولعبدالله ابراهيم !
وهذا ان دل انما يدل علي ان النعوت التي وصفتني بها، مثل انني لا اسمع الا لمن يمدحني ويثني علي ، وانني صمدي في النظر الي قراءاتئ ، تنطبق عليك اكثر من انطباقها علي ،

ونواصل

Post: #443
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 08-27-2004, 01:22 AM
Parent: #442

الأخت الاستاذة نجاة
أرغب في ان نتراسل .وقد ارسلت في السابق كم رسالة لبولا وما تلقيت رداً.
وربما يكون قد عاد بولا منهكا من رحلته لبيرمنجهام لكن بي شوق شديد لمعرفة ما جرى من تبادل افكار وقفشات وأرجو أن تفيديني شخصيا عبر ايميلي بثمرات هذه الرحلة وبلقائه بصدقي وما تبادلتموه من أفكار لان ايميلكم لا يرد دونكم ايميلي في البروفايل او الآخر
[email protected]
وتحياتي لاسرتكم الكريمة.

Post: #444
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-27-2004, 03:04 PM
Parent: #1

عزيزي بشرى،
تحياتي ومحبتي،
عدتُ لتوي من بيرمنغهام مروراًً بلندن، وقضيتُ في كلتهيهما وقتاً ممتعا جداً مع الأصدقاء. وسأفصل في ذلك لا حقاً، في إطار الحكي إياه. بخصوص رسائلك الإيميلية لم يصلني منها شيء. وقد يكون السبب في ذلك إيميلي أنا لأن المهندس يالنا، ناتان، وهو صديق من الكاميرون بارع جداً، عمل لنا نظام حماية بعد ضربة الفيروس إياها، أصبح نظام الاستقبال في إيميلنا بعدها يقضي على الأخضر واليابس. وبعبارةٍ أدق ، اصبح يعدم أي رسالةٍ يشك مجرد شك في أن بها فيروس. كما يقوم بإعدام أي َمرفقات سواءً شك فيها أم لم يشك. وقد طلبنا من ناتان مراجعة ذلك. ووعدنا بأن يفعل قريباً.
على كل حال ياعزيزي، أعلم أن المشاكل الصحية بأسرتنا تشغلك، فهي اسرتك ايضاً، وهم يعتبرونك واحداً منهم من دون شك. سأبعث لك برسالة بإيميلك غداً. فأنا الآن في حالٍ من الإرهاق لا تمكنني من ذلك.

لك كل مودتي، وتحياتي لأسرتيك، الصغيرة والممتدة، ولميلا والولدين.
بـــولا

Post: #445
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 08-27-2004, 09:27 PM
Parent: #444

دكتور بولا
حمدا لله على السلامة
حاولت الاتصال بدكتور بشرى للاطمئنان تلفونه في المكتب لا يرد ووجدت زوجته الكريمة بالمنزل -كشاهد اثبات- وبعدها زهجت من ضرب التلفونات
ارجو ان يكون كل شيئ على ما يرام وارجو ان ان اكون مفيدا لرد قطرة من بحر جمائلكم وفضائلكم - وارجو بكرمك الاكيد ان تمنحني هذه الفرصة اذا كنت ترى ان شخصي الضعيف قد يكون مفيدا
على كل حال ارجو ان نطمئن على احوالك و احوال من حولك
استمتع بشدة بسردك الممتع وطبعا اوقفت الماخلات بناء على طلبك الى حين الانتهاء من ردود الترحيب وخصوصا انك عشمتنا بقعدة مي خمج
تحياتي لدكتورة نجاة و البنيات و اسف اذا طغت الامور الخاصة والشخصية على هذه المداخلة لمعرفتي التامة بانك راجل حقاني ولا تحب المسخرة ؛ لكن والى حين وضع اليد على وسيلة اتصال اخرى ارجو المعذرة


Post: #446
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 08-27-2004, 09:27 PM
Parent: #444

ناسف
مكرر


Post: #447
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 08-27-2004, 09:45 PM
Parent: #1

أستاذنا بولا نحاول قدر استطاعتنا أن لانزيد ما عليك من أحمال لكننى وقد كان معى منذ ساعات صديقنا مصطفى عثمان أصابنا الهم من ما يمكن ان تمر به انت او عائلتك الصغيره او الممتده

ابنك طلحه

Post: #448
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 08-28-2004, 11:26 AM
Parent: #1

هذا البوست لا يجب ان يغادر الصفحه الاولى

Post: #449
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 08-29-2004, 08:41 AM
Parent: #448

طلحة
نعم ---- لا يجب

Post: #450
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 08-30-2004, 05:27 AM
Parent: #1

عزيزيَّ طلحة وعثمان،
تحياتي ومحبتي بالآلاف لا يوم الوقاف، (وأنتم في الجزيره والشماليه قد تقولون "لي يوم الوقاف وكلاهما مشتقٌ من "إلى" على أية حالٍ فلا تثريب. على الرغم من أننا في بربر قد نعتبر أن أهل جميع المناطق التي تقع شمالنا أو صعيدنا لا يعرفون الكلام "الصحيح").

أسعدتني كثيراً مداخلاتكما اللطيفة، وطمأنتني الأخيرة منها على أنني لا أقف وحدي في مواجهة وحشة العبودية وإزراء "الدهر". وبما أن الدهر برئٌ من تهمة الإزراء بأيٍ منا كما تعلمان، ويعلَمنَ ويعلمون، فلننسب التهمة إلى غول "دهر العولمة الليبرالية المتوحشة"، وسليلِهِ غول النزعة الإسلاموية "الليبرالية المتوحشة (أيضاً)". وسأعود إلى "ليبرالية الحركة الإسلاموية المتوحشة" هذه التي قد تبدو غريبةً جداً كمفهوم ومصطلح.
شكراً على هذا التضامن. وهو ليس جديداً علىَّ من جانبكما منذ عهدي بكما في حنتوب وسواها.
أحوال الأسرة الصحية بالسودان تحسنت قليلاً وما أزال قادراً عليها. وكنتُ قد اضطررتُ للحديث عن ذلك في سياق المطالبات والتوقعات العالية التي يتعشم البورداب والقراء المتابعين لهذا البوست أن أفي بها، والتي يقعد بي بؤس الحال مما جميعو عن تلبيتها بصورة تناسب علو التوقعات. وأغلبهم تخدعهم ألقاب "دكتور" و"صفوة" و"نُخبة" عن واقع الحال البائس للنفر الموصوف بهذه الألقاب الجافية. صفوة شنو يا شباب الله يدينا خيركم!
أما في خصوص الأسرة الصغيرة فقد أبدعت صغرى البنيات الثلاث، نوار، إنفراجةً كبرى باجتيازها بصورةٍ باهرةٍ جداً امتحانات كورس "إعادة التأهيل" واللحاق بدفعتها بالمدرسة. وكانت قد بلغت درجةً بعيدة من كراهية نمط المدرسة السائد خلال السنوات الثلاث الماضية. واستقر يقينها بأن هذا النمط مؤسسةٌ قسرية غايةً في الجفاء والإعوجاج عن معاني التربية الكبيرة كما تتصورها هي (وكما أتصورها أنا أيضاً). وكانت على نصيبٍ كبيرٍ من الحق. فامتنعت عن عمل الواجبات وعن الحضور المنتظم للحصص. بل الغياب المطلق أيام وأسابيع وشهور عددا. وبعد مفاوضاتٍ ومداولاتٍ ومحاولاتٍ للإقناع عصيةٍ ومستشكلة، بينها وبيننا، وبين إدارة مدرستها، وهي مدرسةٌ متخصصة في تعليم الأطفال الموهوبين العُصاة، انتهى بنا الأمر إلى اشتراط المدرسة أن تجتاز نوار امتحانات كورس إعادة التأهيل، وهو كورس صيفي تقيمه وزارة التربية والتعليم للتلاميذ الذين تواجههم مشكلات في أثناء السنة الدراسية تحول دون إكمالهم للمقرر الدراسي. والواقع أن نوار لم تشتغل إطلاقاً بالمقرر الدراسي للسنة الأولى الثانوية. فقبلنا بذلك الشرط. (وليس بين هذه المشاكل نقد المدرسة في تصور وزارة التربية بالطبع). وبقينا نعمل على إقناعها بضرورة عمل الكورس ومدته ثلاثة أشهر. إلا أنها لم تقتنع بذلك إلا في الشهر الأخير. وكنتُ أنا يائساً تماماً من أن تستطيع في شهرٍ واحدٍ اجتياز امتحانات مقررٍ دراسي يستغرق سبعة أشهر في السياق الدراسي العادي (مع خصم الإجازات المدرسية وهي كثيرة)، وثلاثة أشهر مركزة في سياق كورسات إعادة التأهيل. إلا أن بنت امحُمَّد القوية الشديده اللضيضه، أصرت على خوض التجربة. وكانت النتيجة هزيمةً منكرةً لوجهة نظري اليائسة البائسة. فقد حققت، المنعولة مقطوعة الطاري أم لساناً فلقة، المعجزة وحصلت على درجاتٍ عاليةٍ جداً منها على سبيل المثال 19 من عشرين في امتحان اللغة الإنجليزية، و18 من عشرين في اللغة الأسبانية، و17 من عشرين في اللغة الفرنسية (وهم يتشددون في تصحيحها غاية التشدد باعتبارها "اللغة" بألف ولام العهد وما عداها "رطانات عجم")، و15 من عشرين في الرياضيات، التي كانت درجاتها فيها لا تتجاوز الخمسة من عشرين، والصفر في كثيرٍِ من الأحيان، في السنوات الثلاث الأخيرة. وسجلت بذلك اًrecord حقيقياً في تاريخ كورسات التأهيل. وهذا رأي القائمين على أمر الكورسات وليس رأيي أنا. وما أزال في ذهولٍ مزلزل من هذه الواقعة. ومع ذلك فستظل تربية الأطفال العصاة "النقَّادين" وهذا اقتراحٌ مني لصيغة المبالغة في النقد)، متعددي المواهب نوعاً من المشقة والعذاب لا أتمناه لأحد من أصدقائي وصديقاتي وأحبابي (ونقد نوار يصيبني برشاشٍ كثير فأنا عندها لا أتجاوز مستوى المتخلف الذي قديمكن احتماله. أما بنت امحُمَّد فميئوسٌ منها لأنه تصر على ضرورة المدرسة بينما اعتبرها أنا شراً "لابد منه") وسوف أحكي لكما، وللأصدقاء والصديقات، والقارئين والقارئات، والبوردابين والبوردابات، والمتابعين/ات، وكل ما هو آتٍ آتْ، فواصل من سيرة هذه "الطفلة" الشاقة العاصية الباهرة (التي تناهز مطلع الشباب الآن). وفيها جوانب طريفة جداً، وجوانب أخرى تُخبر عن مفهوم "الموهبة" المستعصي، الذي أخرجته جماعة "العصاة" في الحركة الثقافية السودانية، والتشكيلية منها على وجه الخصوص، من حالة التسليم القانع المستكفي إلى حالة الأسئلة المشتجرة. إلا أنها عالجته معالجةٍ فيها وجوهٍ كثيرةٍ من "الخراقة". أتحمل أنا النصيب الأكبر منها في كلا حالتي الخروج والخراقة، في تلك الفترة التي كان فيها الجهد الفكري النظري نحتاً محضاً، من دون زادٍ أو صلةٍ بما يجري في عالم البحث والمعرفة إلا من باب الصدف المحضة. وقد كان هذا النحت الناجم عن الشغف والعصيان والريعان التي فرضتها علينا الصُدف والظروف، "التي تأتي وتذهبُ في الفصول" على حد تعبير دروش الشافي، هي أميز ثمرات تلك المرحلة.
شكراً لكما على تضامنكما السخي.
وسوف أحتاج إلى مساندكما في مقترحٍ يتعلق بالتضامن مع شيوخ المبدعين الذين تتوقع منهم الأجيال الشابة مساهماتٍ كبيرةً من دون سندٍ مؤسسي طوعي. وهو مقترحٌ يتجاوز شخصي بالطبع ليساهم في تقويم اعوجاج أوضاع حقوق المبدعين في مختلف ساحات الإبداع الفني والفكري.

بخصوص مصطفى يا طلحة بلغه تحياتي وأشواقي التي لا تحيط بها العبارة، وامتناني المديد. مصطفي عثمان فضل، رفيق الضيق الذي ما تردد قط في اقتسام المُرَّه والحارة معي، ويعُف عند المغنم، إن كان ثمة مغنمٍ من صداقتي الباهظة. واخبره إنني مدركٌ للمشاق والأعباء التي يتحملها. وعلى رأسها تحضير الدكتوراه في ظروف العمل الوظيفي والعام المتواصل المضني.

شكراً مرةً أخرى وإلى اللقاء في المداخلات الحنتوبية و" الجامعو ـ خرطومية"، وسواها، المقبلة.

بـــولا

Post: #451
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 08-30-2004, 07:33 AM
Parent: #450

دكتور بولا
تحياتي
لقد اطمأن قلبي قليلا وان كنت لا ازال اشم رائحة قلق دفين على شيئ ما ونفس نبرة الحزن النبيل في كلامك - ربنا يقويك على كل المصائب -او النصائب اذا شئت- وبالتاكيد نوار ليست احدها فهي احدى الاشياء الجميلة في حياتك اقر الله بها عينك و عين والدتها= على الاقل عشان توريك المكشن بلا بصل -عفارم عليها
على كل اؤكد و اجدد تضامني التام في كل ما تامر به ولاي الجهات شئت
ودمت رجلا اصيلا ونبيلا كما عرفتك دائما يا سيدي وقدوة لنا

Post: #452
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبو ساندرا
Date: 09-01-2004, 02:16 AM
Parent: #1

الدكتور النور حمد:
شكرآ جزيلآ وأنت تجلب لنا من بلاد الله البعيدة ،بل تنتقي لنا من النجوم المعها وتأسرنا تسجنا في هذا البوست الرائع ، الذي تفاديت الخول فيه حتى الصفحة الرابعة حينها قلت : نعم الرجل يستحق ، لكن مش لهذه الدرجة ، ظننته مجرد ترحيب يضاهي الواجبات الإجتماعية ، فدخلت وإنشدهت!

بولا:

قلت تفاديت الدخول هنا ، مثلما تفاديتك على الدوام ، جريآ على عادتي منذ بواكير الصبا في تجنب { الأصنام } على زعمات هاشم محمد صالح دقيق العبارة ، في موقف مبكر جعلني أدرك أن العلاقة الإنسانية مع المشاهير وبخاصة الفنانين مستحيلة ، والإقتراب منهم فادح الخسارة ، يعتقدون إنك مجرد معجب ، غاوي يتبعهم ، كنا حينها في ميعة الصبا ، نحلم بوطن مغاير ، ذهبنا إلى فنان ليس بغرض الإستماع ، وفي داخلنا كنا نرغب، ولكن موضوعنا الرئيسي كان التحاور معه عن الفن والنضال وأهمية الإلتزام السياسي والإنتماء في تطوير ملكات الفنان ، ورفع حساسيته تجاه الوطن وقضاياه وتجاه الإبداع ، كان الفنان طاؤوس مختال ، تعامل معنا من عل ، لم يقدر شبابنا وحماسنا ، من حينها بنيت حاجزآ بيني وبينهم على مستوى التعاطي الإنساني وإكتفيت بالإستماع من على البعد محتفظآ بمسافة مناسبة بيني وبينهم .
في سبها ليلة حفل مصطفى سيد أحمد ، شهقت التي تجاورني مشيرة بأصبع خضب :
عبدالله بولا ،،،!
بدأت لي كالطفل الذي أشار إلى فرعون ، رديت : وطيب! فرحانة كده مالك !؟ كانت موزعة طوال الحفل بينك ومصطفى وأظنها غافلتني وذهبت للسلام عليك ، لم أفعل ، لكن نكاية بك وبها ذهبت وسلمت على نجاة ، وياليتني ما فعلت ، عندما تأملت وجهها الجميل الذي ضاعف من جماله إبتسامتها المضيئة المرحبة ، التي أخذتني من يدي وعادت بي إلى العام 76 وأنا ممتحن الشهادة السودانية ، نفس العام الذي شهد قصةحب {مجوسية} مع زميلة لنا كانت تتأخر عني بسنة أكاديمية ، أيام كان بنات الثانوي فارهات ويرتدين الكحلي ومعظمهن يرتدينه تحت ثوب أبيض ، في ذاك اليوم رأيت نجاة بثوب أبيض أو هكذا توهمت ، فقد تشابه على الجمال ! نكايتي لم تدم طويلآ ، فقد عدت أنت إلى مقعدك ومددت يدك نحوي بالسلام.
وفي القاهرة أخبرني { عصاة } من نوع جديد ، مثل حزب من نوع جديد ، انهم في طريقهم لزيارة عبدالله بولا ، أظن الذي أخبرني كان كمال قسم الله أو علاء الدين عبدالرحمن السيد ، قلت لهم : بعافيتكم .
إستمر التفادي المجحف حتى الصفحة الرابعة ، فدخلت ومازال أتسكع في فضاءات البوست الرحيبة ، ذكريات ، فن ، حوارات ، تاريخ ،وفلسفة كمان ، وتخريمات صحاب .
هل ندمت ، لا أظن ! لأن الندم الذي حاق بي عندما عصيت طريقتي في تجنب الفنانين ، وإقتربت من فنان ضخم ، كان مآل الإقتراب فادح تمامآ ، زلزل يقيني في ما ظننته مختلفآ وما أملته من الإرتباط الوثيق بين القيم التي تغنى بها وبين الإنسان الكامن في الفنان ، ذاك الندم حماني من أي ندم تالي .
حذرت بناتي ساندرا وماهيتاب وهذه عضو في هذا البورد من فرط إعجابهن بالبوست وبك ، وقلت لهن لابد من وضع حدود بينكم والفنانين لكيما تهتز قناعاتكم بالفن والجمال.
ما أحذق هاشم محمد صالح في ليلة نادي الضباط ، وأنت تتيه خيلاء ، { صنم} لكنه من عجوة ، حلو .
فمرحبآ بك ، من على البعد. والتحايا لنجاة والبنات

Post: #453
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-01-2004, 03:05 AM
Parent: #452


أبو ساندرا المجوسي
غبت عن هذا البوست شهورا عددا بقصد التركيم والتخمير فآتي عليه ارتشفه بمزاج بطريقة مصطفى سعيد ديك، وقلت اليوم أدخل أتاوق واخترت مداخلتك، واكتفيت بها بعد أن شهقت، شأني عندما قرأت بوستك، خاص يتحرش بالعام.
اضغط هنا وتابع الاشارات
انت عارف؟ أنا لا أخاف الأصنام، وعندي منها كثير، وأنا سعيد بها لأني أرى فيها وجه الله. شفتا الهندوسية دي كيف؟
والبركة في بولا والنور، وفي بكري طبعا لتمكيننا من الأصنام. وليسلم الجميع

Post: #454
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبو ساندرا
Date: 09-01-2004, 08:07 AM
Parent: #1

الحبيب /ياسر الشريف ، جدآ

أهلآ ، طولت ما بنتا ! غايتو ما عارفك قلصدة ولا صدفة خير من موعد ، تصدق إنو عيد ميلادها بكرة 2/9 وشايلها معاي كل اليوم ، أفكر في طريقة لتهنئتها ، طريقة غير تقليدية ، مثلها، وه أنت تقنطر لي الكرة في ملعب جميل وراقي بوجود النور حمد وضيفه الفاره والزوار الرائعين .
تطوقني دائمآ بإحتفائك ببوست { رسالة خاصة إلى زوجتي تتحرش بالعام } الذي بجلته بنقله في موقعكم المطروق ، فألف شكر ، وياريت تكمل جميلك وترفع لي البوست هنا في الساعات الأولى من يوم مقدمها الميمون ، ليس فقط لمعاودة الكتابة عنها والإحتفاء بها ، وكمان عشان عندي حاجات كتيرة عايز أقوله ،{ وعندي كلمة عيز أقوله فيها من عمق إبتساماك فيها من عمر الطفولة} ، عارفه يا ابوالياء.
شوف أي طريقة وأرفعوا لي هنا .

بعدين يا دكتور إنت ناقص ! تاني عايز تدخلنا في إستتابة مقيتة ، كمان جابت ليها أصنام ومجوس ، الله يستر

النور و بولا ، عذرآ لكن أريحيتكم مع أولاد حنتوب أغرتنا بالتخريم ، ولن نجد أفضل من تعريشتكم هذه ، تعريشة حنان

Post: #455
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 09-01-2004, 07:30 PM
Parent: #454

شكرا أبو ساندرا على الدم الجديد الذي قمت بضخه في البوست. "قعدة" حنتوب "المدنكلة" التي نادى بها عثمان عووضة، واستجاب لها بولا، تقترب، وقد أصبحنا نشم عرف أريجها المسكر. نحن الآن نشمر سواعد الأقلام ونفرد أشرعتها في انتظار الريح التي سوف تحملنا إلى تلك البقاع التي فلتت من قنص الحس، وبقيت هناك "رغم الأوبئة والمجاعات وفساد الحكام" وردة ريانة الطلعة تزهو جمالا، ورواء، وبهاء، وفتنة، في بساتين المعنى. إليها سوف نرحل قريبا مستنشقين في عرفها روائح تلكم الأزمنة البهية التي لحقت في مخيلاتنا بأجواء الراوايات العظيمة. هناك، وفي حقبة الستينات العظيمة، كانت البداية، مع كل هذا الرهط العجيب الذين دارت بهم عجلات الزمان، فتشتتوا في بقاع الأرض، ثم ما لبثوا أن تجمعوا هنا على غير موعد!

Post: #456
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: إيمان أحمد
Date: 09-01-2004, 07:39 PM
Parent: #455

!And I keep crawling like kids in this post

شكرا لكم/ن للإمتاع والحكي
إيمان

Post: #457
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبو ساندرا
Date: 09-01-2004, 10:04 PM
Parent: #1

]دكتور النور:
عباراتك رائعة ومعبرة وهي أيضآ تنقل لأجواء الروايات خصوصآ الماركيزية.
أقترح { قعدتين } واحدة لأولاد حنتوب والثانية لأولاد جامعة الخرطوم ولهولاء علاقة غريبة مع الجامعة مازالت تتحكر حكاياتهم التي تستدر شجن جميل ، رأيت عيون الراحل العظيم علي عبدالقيوم تلمع بالشوق حين ترد ذكرى أيام الجامعة وحكايتها ، الرفقة والنضال والبركس والنشاط والإختلاءات المشروعة تحت أشجارها الباسقة. يللا أحكو وياريت في بوست منفصل تتولى قيادته كما فعلت هنا بحنكة.

ايمان أحمد:
وينك يا أخية وكيف الأحوال .
بعدين انت مش عمك بولا قال ليك سيبك من طريقة الجندريات في إعلان التمايز توطئة لإعلان الإستقلال أو فض الشراكة وبدل { لكم /ن } تكتبي لكم و لكن تخفيفآ علينا وياريت لو إكتفينا ب {لكم} تضمنا معآ ، أصلو نحن { روح واحدة وإتقسمت قسمين } أو { روحان حللنا بدن }

Post: #458
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Abu Mariam
Date: 09-02-2004, 01:41 AM
Parent: #1

استاذنا بولا
اعذرني في ترحيبي المتاخر بك ..لقد تمكنت اخيرا بعد زيارة الصديق الصادق شيخ الدين (ابومريم)
لمنزلنافي وسيلة للوصول الي ركب المرحبيين واكاد اجزم بان هناك الوف مالفة في انتظار او بحث وسيلة للترحيب بكم.واسف ان كنت اثقل عليك وانا على علم بانك على مشارف الانتهاء بالرد على مرحبيك .ولكنه ثقيل على قلبي استاذي ان فاتني شرف كهذا.فدمت لنا استاذنا وامد الله بدنك وقلمك وريشتك بالصحة والقوة والابداع.والتحية للاستاذة نجاة واخواتناالثلاث
وشكرا للفنان الدكتور/ النور حمد بفتحه هذا البورد المحترم الشبعان

شبيني ومي

الاستاذ الصديق بولا
هذه كلمات ترحيب من الصديق التشكيلي شبيني وزوجته التشكيلية مي فقد بحثا طويلا عن طريقة للاشتراك في البورد ولم يوفقا بعد وما زالا بدون رد من الاخ الاستاذ بكري..

فلك الود والتحاياوللاسرة



صادق

Post: #459
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-02-2004, 01:53 AM
Parent: #1

أبو ساندرا
مبروك عيد الشكر على ما مضى من عمر الأستاذة رشيدة.. البوست في الأرشيف ولا يستطيع إخراجه إلا أمين الموقع أو المودريتر.. ولكن يمكنني أن أرفق وصلة محفوظة في منبر الفكرة رفعتها من جهازي، وأرجو أن تنجح..

اضغط هنا لتقرأ خاص يتحرش بالعام

Post: #460
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-02-2004, 06:53 AM
Parent: #1

عزيزي أبوساندرا،
تحياتي،
أعذرني لا أأستطيع أن أكتب باي قدر من الفرح. والكتابة عندي إذا خلت من الفرح الخلاق فسدت وبارأمرها. فبعد حوالي ثلاث ساعات قضيتها في تعقيبٍ على مداخلاتك العذبة، وأعددتُ فيه تهنئة عيد ميلاد لساندرا، اعتصرتُ فيها شغغاف قلبي المتعاطف أصلاً مع الحندريات الجدد، ضاع النص في أزقة أضابير غلوتيات الكمبيوتر.
أنا في غاية الحنق والغَل والشعور بالغبائن والإهانات التي يصيبني بها هذا الجهاز اللعين، الناقص رغم براعة مخترعيه ومطوريه التي ليس لدي مفر من الاعتراف بها. نعلة الله عليه في المذاهب الأربعة وعشرين. وسوف أضرب عنه اليوم.
ونعلة الله عليه لأنه اضاع مني أيضاً نصاً من الحكاوي كنت أنوي إهداءه للحسن بكري وكتبته في أربعة أيام. وحردت بعد ضياعه واعتزمت ترك البوست والبورد وكل ما يتعلق بهذا الجهاز المستبد.إلا أنني عدتُ تحت إغراء التواصل مع الأصدقاء والأحباب/آت/آت، (مع إنني أحب صديقاتي بنفس القدر ولا أرضى لهن هذا الإلحاق/آت الذي لا أرضاه لاصدقائي أيضاً!!!)

يازول أنا زعلان ومتكفرن ولن ينصلح أمري بدون إضراب. تحياتي لساندرا وماهيتاب وأمهما وعيد ميلاد سعيد، مع إنني في غاية الشقاء والبعد عن السعادة.
بـولا

Post: #462
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: إيمان أحمد
Date: 09-02-2004, 09:06 PM
Parent: #460

سلامين مرة تانية
الأعزاء
أبو ساندرا ود/بولا
تحية وتقدير

أولا: الأمريكان ريحونا، وكتبوا كتب كاملة بلغة التأنيث فقط (ربما كنوع من التعويض، علي غرار التعويضات في قضايا الرق)، بدل الملحق/ات والآآآآآت. فما رأيكم داااااام فضلكممممم (بدون توابع)

وتانيا: إلي أبو ساندرا. لا مانع من شراكات علي الطريقة الرشيدوبركاتية (كل سنة وانتو طيبين). وبالمناسبة دي، أيام الجامعة والشقاوة، كان في واحد بيدندن لمصطفي سيد أحمد (كل الناس إتنين إتنين) فانبري أحد المتطرفين، وقال: ده الحب علي الطريقة الماركسية . وأصبحت نادرة نتذكرها كثيرا. وبعد فترة، كنت بلاحظ إنه أعضاء أحد التنظيمات السياسودينية المتزمتة لما يقعد شاب وبنت (والمشهد مرتبط في ذهني بكافيتيريا الصيدلة بالتحديد)، بيقعد كل واحد في جانب من الطاولة، وينظروا بانكسار للطاولة أمامهم، فتتلاقي (حسب قانون الحساب) نظراتهم في زاوية قائمة....... مع العلم أنهم لا يرفعون بصرهم أبدا، أبدا........ قمت علقت لي واحدة من صاحباتي، وقلت ليها الجماعة ديل
بيحبوا بي زاوية قائمة!

د/بولا: قلوبنا معكم في مداعبة الجهاز الغبي لكم!
وشكيته علي الخلقه.
(Maybe it would help if you write your text in a Word file, and then copy it to the body of your message here)
تحياتي الكثيرة للدكتورة نجاة

إيمان

Post: #461
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: omar_ragab
Date: 09-02-2004, 05:08 PM
Parent: #1

استاذي بولا...العلامة...
وبتنا بت ..ود علي...
لو شكرنا قللنا المقامة
ولوكتبنا البوست مابتملي
من هولندا نقريك السلامة
ياود تقابة...... الولي
انحني اجلالا وفخرا لكم...وناسف علي الرد المتاخر...
من مدينة تذكرني شوارعها بملامح المدن الفرنسية مدينة ماسترخت ...
اقف واتمعن في روعتكم....
1/اطرف موقف يمر بكم في فرنسا..
2/اين ملامح جبل مرة في لوحات بولا المستقبلية
3/ماذا تعلمت من الشعب الفرنسي
4/هل يوافقني بولا ...الفن في مدينة النور يتثائب تصنعا
وفننا اصيل ققط تنقصة مساحيق لتلميع جذوره
ملحوظة:المسحوق هل تلوث بمواد اليانكي

ابنكم عمر رجب
www.omerragab.com
هولندا

Post: #463
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-03-2004, 06:30 AM
Parent: #1

عزيزي أبو ساندرا، وعزيزتي أم ساندرا ايضاً، وعزيزيتيّض سانرا وماهيتاب،
تحياتي العامرة، (مع إن عماري اتضح بالأمس أنْ لا اصل له في الواقع)
آسف جداً لسواطة الأمور التي وقعت مني بالأمس. فقد بذلت جهداً كبيرا في تهنئة ساندرا بعيد ميلادٍ لم يكن له وجود. وانتهت الاستدراكات ومحاولات "إنقاذ" ما يمكن إنقاذه إلى حال لا نظير له من الفوضى المستحكمة، والخلط المزلزل في كل الأمور. لقد تآمرت على وتحالفت ضدي كل صنوف سوء الفهم والبرجلة لكي أنتهي إلى حالة مزرية جداً لتهنئة ساندرا بعيد ميلادٍ مفترضٍ كان في الاصل عيد ميلاد أمها. وهذه عينة ممتازة من سطوة حالة "الحكي المزالف" الذي أحاول عرض بعض وجوهها في هذا البوست، على ذهني وسيكلوجيتي. وهو نمط من الحكي تنتهي فيه كل الوقائع و"الحقائق"إلى نوع من البرجلة والتشويش بصورة تطابق تماماً بعض وجوه الوجود الإنساني التراجيد ية الملهاوية الكوميدية المريرة التي "تبدو فيها الحقيقة ولكنها لاتكون" في زمان الاغتراب الأكبر المديد. أتمنى أن تعذروني عن حالة الإرباك "الحكايوي المزالف"التي تضافرت عوامل عدة على الزج برغبتي البسيطة في تهنئة ساندرا بعيد ميلادها،المفترض، فيه. ومصطلح "الحكي المزالف" مصطلحٌ إجرائي أستعين به إلى حين أن أجد تعبيراً افضل لوصف فراري من التصنيفات والأنماط "الحكائية"، وتصنيف ونمط الرواية السحريةعلى وجه الخصوص. فالوقائع التي عشتها في حياتي، وعاشها آخرون كثرٌ من معارفي وغير معارفي، والتي تلهمني هذا الحكي المزالف، أكبر من السحر. وفي تقديري أن "الواقع" الإبداعي مما جميعو كان دائما أكبر طاقةً وقدرةً على إثارة شهية الدهشة ومتعتها من السحر. وأنا على كل حال لا أعرف ماهو "السحر"(إن لم يكن الإبداع ذاته مما جميعو!!؟). والحكاوي التي أرويها هنا هي كما ذكرت مراراً في مواقع أخرى من هذا البوست، ليست سو المادة الخام الأولية جداً، لمشرع ل"الحكي المزالف" مضت على شروعي فيه عدت سنوات، ولا أنوي نشره إلا في اللحظة التي اقف فيها أمامه مندهشاً. وقد لا يحدث ذلك بالطبع فيذهب في طي النسيان إلى ابدٍ لا نهاية له. (وعن الأستاذ محمود محمد طه "الأبد زمن").
هذا وأرجو أن تسمحوا لي بتضمين وقائع تهنئة ساندرا بعيد ميلادها في الوقائع الأولية الخام لمشروعي الحكائي.
عيد ميلاد سعيد يا أم مهيتاب وساندرا وإلى لقاءٍ آخر في المداخلات المقبلة.

بـــولا

Post: #464
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبو ساندرا
Date: 09-03-2004, 11:13 AM
Parent: #1

بولا

أوشك أن أدخل في طقس غير مواتي مع الكتابة ، طقس متواطيء مع { المعاقرة } ولا ندامى ولا ندامة ، خليك مجهجه بين ساندرا ور شيدة لغاية ما أرجع ليك متعتعآ من الصحو.
تعرف ياسر الشريف شهاني في الأصنام !
ويا أيمان سلام

Post: #465
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبو ساندرا
Date: 09-04-2004, 10:23 AM
Parent: #1

ايمان أحمد :
حاولت مجارة الجندرية في طريقتها التي تعبر عن إصرارها في التمايز ، وفشلت ، فشلآ متماهيآ مع ايماني بالشراكة والمساوة التامة ولا أعرف أيهما أعمق ، الشراكة أم المساوة ، أيماني هذا إستحقيت معه العضوية الشرفية في جمعية ربات البيوت التي أقامها الإتحاد النسائي في الديم لتخفيف العبءز
لأسباب موسيفية أطرح التعديل التالي لشراكتنا لتكون الشراكة ، البركاتورشيديه ، وهذا ماعنده أي علاقة بالأتكيت ووضع النساء أولآ ، وبالمناسبة ، كلما أرغب في الخول لحلبة الرقص في بوستك الرائع ، لا أجده ، وين بيغطس؟

بولا:

أوجعتني ، { ضاعت ثلاث ساعات قضيتها في تعقيب على مداخلاتك العذبة وأعددت فيها تهنئة عيد ميلاد ساندرا إعتصرت فيها شغاف قلبي المتعاطف...} هي خسارة فادحة ومضاعفة ، أبكت ساندرا و أوجعتني ، ولا عزاء إلى بإعادة كتابتها ثانية ، كية في الكمبيوتر ومؤامراته ، وعرف حالتك ومتعاطف معها تمامآ فقد فعلها الكمبيوتر معي مرارآ وتكرارآ وغيب مساهمات مكربة ، لكن ماأن أهدأ وأتجاوز إحباطات الفقد ، وأبدأ في إعادة الكتابة حتى تتدفق مرة أخرى وعلى وتيرة أسرع بعض الشيء ، حيث يكون الموضوع مخزنآ في الذاكرة ،وأبشرك ان كتابته مرة أخرى تنقيه من شوائب القطفة الأولى ويأتي نقيآكضمير طفل.

{ لا أعرف ماهو السحر ، إن لم يكن الإبداع ذاته مما جميعو!!!}
أيامي في { أوباري } في عمق فزان والتي سميت بلدية الحياة والوادي الأخضر بدلآ عن بلدية وادي الآجال وهي التسمية المتسقة مع الواقع ، جعلتني أعرف ماهو السحر ، فأوباري مدينة واقعة تحت طائلة سحر مسيطر ، يتبدى في كل شيء في كل التفاصيل ، في عيون بناتها ، في أنات موجعة تصدر من الجبل الذي يحاصرها من الجهة الأخرى ، ومن مناغاة تصدر من الرمال ، رمال الصحراء الكبرى التي تلي وادي أخضر ضيق وكلاهما يحاصران المدينة من الجهة الأخرى ، سحر يتبدى في عيون الطوارق ، عيون تلمع بالشوق والشهوة من وراء حجاب الرجال الملثمين والنساء السافرات وهي أروع حالة مساواة حيث ثأرت نساء الطوارق لبنات جلدهن ، السحر تشمه في عرق الشناقيط ونسائهم الشحيمات بثياب سودانية يلبسنها على الشمال وهن كذلك مثل السودانيات { صنتهن باهية } زي ما قال صديقي الليبي عمر الطيب مدير المدرسة والذي عبر عن رغبته في الزواج من سودانية ، سألته : لماذا والمدينة تعج بالمغربيات والجزائريات بيض وملاح ورشيقات ككرة اللستك مشيهن في الطريق تقافذ ، قال : لا ، السودانية صنتها باهية ، أي أن رائحتها حلوة وذكية ، وبيحرقن { شيتهن } بدخان معطر وجلدهن ناعم ، قلت له: إنت أول حاجة لمست جلدهن متين و وين ، وبعدين الليبية مالها؟ تجاوز سؤالي الأول وأجاب عن التاني ، الليبية تدس خلف سروالها الطويل فأر ميت!! ناقشته وقلت له وماهو دوركم ، وماذا يفعلن وأنتم تضهدونهن وتركبوا الغنم مع السائق والنساء خلف في ضهرية القيطون ، إهتموا بهن سوف يهتمن بنفسهن ، قال لي ، وينك نحن لو أقنعناهن بإستعمال المعجون بيكون هذا إنتصار كبير . ومع ذلك قابلت عدد منهن ، موظفات ونظيفات حكت لي أحداهن أن السودانيات ساهمن في ذلك ، النظافة والأناقة!! لكن ليبيات الساحل غير ، في مصراته وسرت وبنغازي ، والبيضاء والجبل الأخضر ، وآه من شتاء البيضاء ،ودفء نساء قدم أجدادهن من روما وقد تمظهر ذلك في عيونهن القططية!! وم أشهى الفاصوليا الساحرة في بيت صديق البوصيري ،شقيق دكتور محمد من جماعتكم ناس بربر ، وكانت السماء تجهش بأمطار ثلجية والخان يتصاعد من طبق الفاصوليا الساخن والسمك المدخن ، لم أشتهي شيئآ ذلك اليوم مثل كأس فودكا بغير ثلج !
وهناك في أوباري عرفت من وين يستمد إبراهيم الكوني السحر العابق في رواياته ، وربطتني بشقيقه { آله الكوني } علاقة قوية وهو مشروع راوئي ، يهدر أمكانيته في الحكي ، والليل المزالف!! وكذلك كان مصطفى سيدأحمد راوي من الدرجة الأولى ،وتشكيلي ماهر وشاعر ولكنه آثر أن يدمج كل ذلك في الغناء ونجح.

{ وقد لا يحدث ذلك بالطبع فيذهب في النسيان } هذه شيله من بالك ! يكفي أننا مشدوهين ومندهشين في الحكى الرائع ، وطيب الوصلو الصفحة السابعة شنو؟! غير الدهشة الكامنة فيه والماسكة بتلابيبه ، وتل أبيبه ، زي ما قال واحد صاحبنا عامل زي حمودة حلاقة الجامعة ، قال ماسكة بتل أبيبه ؟! تضحك ولا ما تضحك ، دي برضو عاملة زي الشاعر والمغني اللديح لما قال ليها ردي ولا ما تردي حا أكتب ليك يوماتي ، ثقيل ،مش؟!! المهم مافي ليك طريقة هذا الحكي سيك سيك معلق فيك. خاصة ولك موافقة من ساندرا ان { تضمن وقائع التهنئة بعيد ميلادها المفترض في وقائع الحكى المزالف }

Post: #466
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-05-2004, 11:44 AM
Parent: #1

عزيزي ياسر،
تحياتي ومحبتي بالآلاف لا يوم الوقاف،
ولولا خوفي كسر قافية زينب بت بشير الشاعرة، الساجعة، عُمدة جندريات زمانها، لقلت بالملايين لا يوم الوقاف. اضبط! وجدتها!وجدتها!! "بالملايين لا يوم الدين". سوى أن الرقم مليون وملايين لم يكن له وجود في مرجعية بت بشير وآل زمانها. فقد كان الألف وتضعيفاته (حتى المائة منها) نهاية الأرب عندهن وعندهم. وكان ناس بربر يقولون عن المفتري التغيان "متبوبر ومِنشتح فوقنا كدي مالو تقول عنده نص الألف". وكان "ودالمنشتِح" من علاة القوم من ميرفاب العبيدية (شمال بربر) واسمه يدل مباشرة على هذا "العلو" المفترض و"اللنشتاحة في الناس". وربما كان هذا من مجاز التفاخر بالألقاب، ولا أصل له في سيرة الرجل. وكانت الخمسمائة جنيه مبلغاً يدخل المرء مقامات الأثرياء الذين أعمتهم النعمة وذهبت بألبابهم.
كما أن "يوم الدين" عند الجمهوريين ليس "يوم القيامه" كما هو عند بت بشير وأهل زمانها، وعند نفرٍ عديدٌ من أهل زماننا التبسيطيين في أمر الدين ويومه.
أنا يا خي متلوم معاك لوما لا بنشال ولا بنخت. أول ذلك إجابتي المشاترة على مداخلتك الأولى التي خلطتُ فيها بينك وبين الأخوين بشار صقر وشريف محمد أدوم. ولعل مناط الخلط اهتمام ثلاثتكما الملحوظ المستحق بقضية دارفور. وهو اهتمامٌ أشارككم إياه لأسبابٍ مبدئية أساساً، ولأسبابٍ شخصيةٍ أيضاً فقد كان من بين أصدقاء ورفقة طفولتي وصباي الباكرين نفرٌ عزيزٌ من أبناء دارفور، على رأسهم عبد الله زايد الفوراي الذي أتيتُ على شيءٍ من سيرة الممتعة في النص الذي كنتُ أنوي إرساله لساندرا بغرض التهنئة في عيد ميلادها المفترض، الذي اتضح فيما بعد إنه كان عيد ميلاد أمها.
والثانية عندما لم استجب لدعوتك بالمشاركة بمداخلة حول رأي الصديق الدكتور نصر حامد أبو زيد في مسألة المكي والمدني في القرآن عند الأستاذ محمود، واعتبارها قاعدةً في موضوع الفروع والأصول. لم أناقش نصر في هذا الخصوص إلا بصورةٍ عابرة. وهو في الواقع ليس صديقاً لي إلا في المعنى العام الذي يجعلك تعتبر علاقة إنسانٍ ما بك صداقةً عقِب ثلاث أو أربع لقاءاتٍ، وحضور سيرتك وسيرته بين أصدقاءٍ حميمين مشتركين، وقد التقيت نصراً لقاءات عابرة، في الخرطوم والقاهرة، والأصدقاء المشتركين بيني وبينه هم محمود أمين العالم، أستاذنا وصديقنا الذي دامت علاقتنا به طوال ما يقارب العشر سنوات في باريس في السبعينيات والثمانينيات. وهو أقرب أصدقاء نصر. كما أنه أيضاً شديد الاهتمام بمساهمة الأستاذ محمود. وقد أهديتُ له عدداً من كتبه. وقد كتب عنه في مجلة قضايا فكرية فيما أذكر ضمن مجددين آخرين، وأستاذنا حلمي شعراوي، والأستاذ الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وآخرين كثرٌ عاصرتهم في منفي الهجمة الساداتية في باريس في السبعينيات. وقد تعرفتُ به عن قرب أكثر لدى زيارته لباريس في عام 1996، وأدهشني أنه لم ينس لقاءاتنا العابرة في القاهرة.
وأعتقد أن وجهة النظر التي طرحها في مجلة "ألواح"، كانت أكثر تفصيلاً وأفضل توثيقاً بالطبع من الأحاديث العابرة، التي لا أطمئن لحفظي لها وأخشى أن أقوِّل فيها الرجل.

جزيل شكري وسأعود إليك مطولاً بعد فراغي مما بقيَ من ردود الترحيب الدهرية.
كل مودتي.
بـــولا.

Post: #467
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 09-06-2004, 00:19 AM
Parent: #466

يا سلام يااهل هذا البوست العالي ..مدد ، وحشتوني -بكلام المصريين- بعد الغياب ولسفر اخذته معي وحين العودة لم اجد غيره ليطفيء الظمأ ، وطبعا لابد من المذاكرة حتى نلحق بالجماعة ، وتحياتي للجميع راعي البوست والمحتفى به طويل الباع ، والمتداخلين بلا فرز حتى المتنافسين منهم والمتشاكلين ولي عودة

بت فاطنة

Post: #468
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-06-2004, 02:19 AM
Parent: #1

عزيزتي إيمان،
عاطر تحياتي ومودتي،
شكرا على المداخلة اليقظة.
ذكرني وصفك لانكسار نظرات المحبين من شبان وشابات بلادنا الشقية بالإيديولوجيات "السياسودينية" على حد تعبيرك، على طرابيز اللقاءات العاشقة بقهوة النشاط، لتكوَّن زاويةٍ قائمة، من فرط الخجل والاستحياء وثقل الشعور، من وب،"عار الحب"، عند حملة هذه الإيديولوجيات والمتأثرين بها، والخائفين منها على وجه الخصوص، بكلمةٍ لعبدالله على ابراهيم في مسرحيته "الجرح والغرنوق"، وهي في تقديري رواية أكثر من كونها مسرحية: "في الزمان القديم كانت الكارثة وحشاً خلوي المفاجئة، عجمي المباغتة، قال الإنسان ياكارثة أجسادنا صلصال من أجمل الأراضي البور فكيف أزهرت عليها بثور الوباء؟ لم يتعرَّف أولادنا وبناتنا بعد على بلاغة الروعة واللذة التي ينطويان عليها فكيف أغريتهم بالترمل المبكر؟"
نشوف موضوع "عجمي" دي مرة تانية، إلا أن هذا المقطع ينطبق على زراية حال حقوق القلب والجسد في الإيديولوجيا "السياسودينية"، المهيمنة، حتى في بعض الأوساطٍ التي يفترض فيها الاستنارة، انطباق الشَنِّ على الشَن.
ولي عودة، بعد الفراغ من ردود الترحيب، إلى مباصرة موضوع "الإلحاق الجندري" المستشكلة مع ذكورية "لغة ـ "الأجداد" ـ هذي التي رفع الله لواها. ولم يمتُ شعباً تبارى في هواها واصطفاها". ومع ذلك يُسأل عبدالله عن معنى "الشفرة الثقافية العربية الإسلامية" السائدة التي قال إنها أصل السوء!!

Post: #469
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tarig Sidahmed
Date: 09-06-2004, 03:16 AM
Parent: #1

من المحافل التي كنت أمني نفسي بالدخول لهذا الدار من أجلها وهانذا على أول عتبه وأمد لساني متطاولا علي من هم خلفي ولم يمنحو فرصة المشاركة مكاويا لهم وفي نفس اللحظة معبرا عن مدى أعجاب المعجبين منهم.
فأتمني أن أعطى إلهاما خاصا لكي أعبر عن مدي الإعجاب الذي أحملة لهذا المنتدى الجم الذي يحمل من المعاني والعبر ما يجعلة أن يكون ذاد لكمين عام.

شكرا جميلا

طارق ع (الأحمدي)

Post: #470
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: esam gabralla
Date: 09-06-2004, 03:48 AM
Parent: #1

ابو ساندرا
ساضيفك لقائمة من احب من الصعاليك والمتمردين،اثق انك ستفهم صعاليك هذه بشكل صحيح وفى ارتباطها البهيج بمتمرد هذه، تابعتك وانت تكسر كثير من التابوهات الصغيره والمتوسطه المتناثره هنا و هناك فى ثقافة مجتمع الشمال/وسطى، بعاديه و تلقائيه مذهله دون ادعاء او تلك النظره ممن ينتظرون ت######## الجمهور و اعجاب الرفاق،
مثلك كانت لى حساسيه فى مرحلة ما كادت ان تصبح مرضيه من ذوى/ات الالقاب الطنانه و الاسماء الفاقعه، خاصة من يستلذون/ن بتحلق المريدين/ات حولهم/ن، هذه الحساسيه ذات صله،طبعآ، بتكوينى و تاريخى الشخصي.
فى زماننا ونحن نتلمس دربنا للمعرفه، العمل العام بكل مناحيه كان هناك محترفون/ات للحورنه حول هولاء الرنانين/ات كانهم يعملون بالمثل "ان فاتتك المعرفه والموهبه اتلصق فى العندو" و كرد فعل "عبيط" لنفى هذه التابعيه بت و معى عدد من جيلى نوسع فى المسافه بيننا وبينهم بوسائل عديده منها على سبيل المثال حرب الالقاب والتوصيفات الجاهزه، هم دعونا "الكائنات السياسيه" ونحن لقبناهم "المنظراتيه" وغيرها وكلها تدل على علاقه غير معافاه بالسياسه والتنظير والمعرفه والثقافه.
اول "اسم كبير" صفعنى و ابان لى ان اموص الاحكام المطلقه والمسبقه و ان افتح ذهنى اكثر هو محجوب شريف و لا حوجه للحكى عنه ... مع بولا ، و ما تحيط به من اساطير و صور ربما سببها مجال انتاجه و نشاطه والذى يعتقد البعض ان من مستلزمانه هذه المسافه من التعظيم و العلو، كان الامر مختلف
سمعت و قرأت لبولا وعنه من هذه المسافه، لم تتح الظروف ان نلتقى الا فى قاهرة اوائل التسعينات ولحسن الحظ عبر من اطلقت عليه "{ عصاة } من نوع جديد " صاحبنا كمال قسم الله، الما عندو كبير لا البحر و لا الجمل، بس كبار اصدقاءه و صديقاته، تلك كانت امسيه تصفع كل من ينزع عن الاخرين انسانيتهم ليحشرها فى توصايف ومقامات و القاب يحتاجها فى الحقيقه غالبآ مطلقى الالقاب والمقامات اكثر.كان فى بولا،كمال، بشرى، عبدالعظيم اصبح الصبح، شقرور بالعود والسر قدور .... اها ما بتندم!!!!!!

بجيك بعدين لباقى الونس

Post: #471
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-06-2004, 04:06 AM
Parent: #1

الحسن بكري،
عزيز الحسن أحر تحياتي، وهي حارة أصلاً إلا أن عثوري (بمعجزةٍ ما) على نص تعقيبي على مداخلتك الأولى، قد رفع درجة حرارتها "إلى الحد الأقصى"، على الرغم من جفاء العبارة. وسأبعث به فور انتهائي من مراجعته. وهي مراجعة لا فائدة منها مع الخََرََف. فبعد "الفراغ" المطمئن من كل مراجعة أجريها على نصوصي أجد بعد نشرها أخطاء جسيمة. فأرجو المعذرة إن وقع شيءٌ من ذلك هنا. فلم يعد عندي حيلاً ألاحق به كل الأخطاء التي وردت في مداخلاتي العديدة التي امتدت مثل "قطار البضاعة الألماني" على حد تعبير الصديق الدكتور ياسر الشريف، وفي ظروف المساككة التي بلغت أوجها هي الأخرى بعد عودتي من بيرمنغهام. فعلى سبيل المثال زار باريس وفدٌ من علماء الآثار والمؤرخين بينهم عددٌ من أصدقائي الحميمين على رأسهم "كبير العصاة" بروفيسور أسامة عبدالرحمن النور. وقد ظللتُ لمدة أربعة ايام أخرج من العمل في الرابعة مساءً لأحضر جزءً من الندوات ثم أقضي من ماتبقى هجعة الليل مع الأصدقاء في متعةٍ لاحدود لها بوجودهم ومساسقة لا حدود لها.

مع عامر مودتي.

بـــولا


Post: #472
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-06-2004, 05:04 AM
Parent: #1

الحسن بكري

عزيزي الحسن،
أصدق تحياتي وخالص مودتي،
مع إنك تعطيني أكثر من قدري بما لا يقاس، وهذا يخيفني جداً، ويضيِّق عليَّ مساحة حقي في الخطأ والحماقة. إلا أن شهادتك، وهي شهادة ملاحظٍ مدققٍِ ثاقب البصر، تعيد إلينا من جانبٍ آخر حقوقاً أساسية تمت وتتم مصادرتها عنَّا بمنهج الارتجال و"القطِع من الراس"، وشيوع تقاليد إطلاق الأحكام من غير "تجشم" الحد الأدنى من ال home work الضروري للمعرفة بالمحاور المخالف، الحقيقي أو المفترض، أو "الخصم"، أو "العدو" المفترض أيضاً أحياناً. ولتسمح لي ( وأنت تسمح بلا شك)، وليسمح لي القراء والمتداخلين (وأغلبهم سيسمح دون شكٍ أيضاً) بأن أورد مقاطع من شهادتك أعتقد أنها ضرورية للمعرفة بالمخالف مما يلي من يعتبرون أنفسهم خصوماً لي، وللجماعة التي كنت أعمل وأتحرك ضمنها، وهي الجماعة التي أسميتها ب"العصاة" و"رواد حركة الحداثة الطليقة" (الطليقة في المعنى الذي أوضحتُ عن بعض وجوهه في تعقيبي على مداخلة الصديق المامون خضر أعلاه)، لعلنا نكون على بصيرةٍ معقولةٍ بمن نخالف وبما نخلفه فيه:

" بينما كنا فرحين جداً بالمفردات التشكيلية التي أتى بها فنانو "الخرطوم"، ظانين أنها تعلي من شأن ثقافتنا وتكرس لقيمها الجمالية، طلع علينا بولا وحسن موسى (الخ) بخطاب نقدي جديد، لم يطح فقط بمقولات "مدرسة الخرطوم" ولكنه أطاح بشكل منهجي بمقولات كثيرة تخص تفسيرنا لثقافتنا السودانية ولوطننا السودان. كان ظهور ذلك الخطاب انقلاباً شاملاً يخص في رأيي السياسة والفن، الكتابة والقراءة، في وقت واحد.
(...) أتصور أن "مصرع الإنسان الممتاز" قد خطا بالحوار اليساري الذي كان سائداً وقتها في اتجاه جديد. فهو قد نفى احتكارية وامتيازية المعرفة (التشكيلية) لطبقات بعينها وفي الوقت نفسه قلل من شأن قيمة الموضوع الأدبي للعمل التشكيلي فذهب بذلك في اتجاه مخالف لنداءات اليسار الماركسي التقليدي".

في الفقرة الأولى تُخبر شهادتُك عن سيادة "مدرسة الخرطوم" على، واحتكارها لِ، تعريف الهوية، والتسليم المهيمن المطلق بمفهومها الذي أسميه مفهوم "الهوية الناجزة"، الهوية التي تشكلت وانتهت ولم يبق لنا من أمرها سوى "واجب" المراقبة الحريصة على تبديها وتجليها في أعمالنا الإبداعية. وقد عرفت هذه المدرسة هويتنا بأنها آفروعربية إسلامية، من دون كبير جهدٍ في التعريف بتعقيدات الإفريقانية ولا تعقيدات العروبة ولا تعقيدات الإسلام، ولا تعقيدات التاريخ الإثني والثقافي لبلاد السودان الشمالي، التي كانت كما يجمع كبار علماء الآثار والتاريخ القديم ملتقى طرقٍ للحضارات وساحة لاستقبال وهضم، وإعادة تشكيل، موجاتٍ متواصلةٍ من الهجرات من "كل أنحاء الدنيا".
وأطروحة مدرسة الخرطوم هذه هي في اعتقادي نفس أطروحة مدرسة الغابة والصحراء، على ما تتفوق به الأخيرة من مراسٍ نظري أشد ومعرفةٍ أفضل بمناهج الجِجاح وبصناعة وتركيب المفاهيم (قبل انضمام المرحوم أحمد الطيب لمُنَظري مدرسة الخرطوم، في منتصف السبعينيات وهي الفترة التي أسميها فيها ب"مدرسة الخرطوم الجديدة").
كانت أطروحة الآفروعربية (الإسلامية) الصماء، هي الأطروحة السائدة، بل المطلقة السيادة في أوساط الانتلجنسيا المشتغلة بالإبداع الفني إنتاجاً أو استهلاكاً أو كليهما معاً. حتى أن جماعة، ابادماك "ذاتا"، أبدت في النصف الثاني من عام 1969، في مسعاها ل"تأصيل" الإبداع السوداني احتفاءً ملحوظاً بمدرسة الخرطوم. ولا أزال أذكر جملةً من الكتابات والحوارات حررها وأجراها نفرٌ من جماعة أبادماك على رأسهم الصديق عبد الله جلاب، مع رواد مدرسة الخرطوم. وأنا بالطبع لا أملك هذه الوثائق تحت يدي الآن، ودوني ودونها أشدَّ من خرط القتاد.
ولم تتعرض مدرسة الخرطوم حتى السبعينيات لأي تساؤل حول صلاحية مفاهيمها الهويوية، قبل أن تشنقل عليها جماعتنا المذكورة آنفاً، في مطلع السبعينيات، ريكة مفاهيم الهوية والتشكيل وعلم الجمال وفلسفة الفن إلخ . والواقع أن نقدنا لمفهوم الهوية السائد، وأكاد أن أقول الرسمي الأفندوي، لم يكن يقتصر على مدرسة الخرطوم بل شمل كل إخواتها، في المسرح والقصة والشعر والفلسفة والكتابة والموسيقى إلخ. وقد فطِنَّا، على سبيل المثال، إلى أن مدرسة الغابة والصحراء كانت "مدرسة خرطوم مصلَّحه شوية"، وكذلك كل دعاوى "استلهام التراث" و"تأكيد الهوية" ("الناجزة المؤكدة أصلاً"). وهما التراث والهوية اللذان كان قد تم تعريفهما عربيين إفريقيين إسلاميين من دون فلقة راس (وقد أضافت إليهما مدرسة الخرطوم الجديدة، وربما قلت "مدرسة الغابة الصحراء الجديدة"، وخلافهما من الآفروعربيات، صفة "كريم المعتقدات"، التي كانت فيما مضى خرافات ووثنيات إلى أن أجبرها دوي المدافع، كما قلتُ في "شجرة نسب الغول"، على إضفاء صفة الكرامة والكرم على هذه "الوثنيات" مقطوعة الطاري.

هذا في تقديري عرضٌ مختصر لعناصر الإشكالية، وسأعود للتفصيل في المفهوم والمقولات الأساسية لمدرسة الخرطوم ونقدنا لها كنزعةٍ في الحقل التشكيلي، وكمكونٍ من مكونات مفهومٍ شامل للهوية تبدى في كل حقول الإبداع الفني الأخرى. وسوف أتناول الفقرة الثانية من مداخلتك المتصلة بكسر احتكار صناعة العمل الفني "سيد اللَسِم"، والقدرة على تذوقه ونقده، كما جاء عندي في سلسلة "مصرع الإنسان الممتاز"، وعند حسن موسى في "رجل الشارع العادي ليس عادياً"، كنموذجين لا أكثر)، والتقليل من شأن الموضوع الأدبي، أو إقصائه، من عناصر تذوق وتقييم ونقد العمل التشكيلي. على الرغم من أن عهدي بهذه المسائل قد طال دهراً، وشهدت وجهات نظري وعدتي المفاهيمية فيها تطورات جمة من جهة "الوعي" باستعصائها وتعقيد تركيبها وهوله، وربما قليلاً من التعديل و"التحسين"، والتدقيق، والسعة، في المبادئ الأساسية.
لك وافر مودتي.
بـــولا

Post: #473
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبو ساندرا
Date: 09-06-2004, 09:30 AM
Parent: #1

عصام جبرالله:

{الكائن السياسي الصغير }بداءآ أنا حفي بكل الصعاليك المطاليق ، فأطمئن ، فهو تقريظ لا أستحقه على وزن { شرف لا أدعيه وتهمة لا أنكرها }
{ المنظراتية } أسميهم { الطواويس } كنت أنتبذ ركنآ غير بعيد أقيف وأتأمل في تحلق بل تهافت البعض حول طاؤوس منتفخ الأوداج ومدجج بالعبارات الفخمة وتقطيبة لزوم الأهمية والفلهمة ينظر اليهم من عل ويوزع الدروس والتعليمات كجنرال وهم كزغب الحواصل ! كانت تصدمني هذه الصورة في الإحتفالات والندوات ، أصلو بعض الطووايس كانوا بدرجة مناضل!
محجوب شريف ، ملاك ضل طريقه الينا ، تبر تعفر معنا بالتراب ، و بولا يبدو من شاكلة محجوب هكذا تقول ردوده وحكاه المزالف وحكايات أصحابه عنه ، بل ذاكرته الحديدة تؤكد إحتفائه بالناس ، وبرغم هذا لست نادم على ليلة القاهرة 92 ، فالليالي الملاح قادمات.
كمال قسم الله شخص نادر المثال وممفعم بالإنسانية ، يعتني بالنس ويحب الأصدقاء والندامى والحزب الشيوعي! وله علي ديون وأفضال ، خاصة في ليلة الأشواق الطويلة للغالية رشيدة كانت قد مرت شهور منذ ان إفترقنا، نجر معي قصيدة لها وإبتدع لحن جميل أنشدناه معآ ولم يتركني إلا بعد أن أفرغت شحنة الأسى والشوق ، نشيد ونشيج وغشينا الأعمى ورجعنا آخر الليل ثملين خمرآ وصبابة.
رأيتك مرة واحدة في القاهرة ، أظن - وأن بعض الظن حق - كانت مع مختار فضل أو في بيت صلاح الزين لا أذكر.

Post: #474
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-08-2004, 04:53 AM
Parent: #1



عزيزي الحسن،
أخلص التحايا،
ياخوي يبدو أنني سأتراجع قليلاً عن وعودي بالتفصيل في موضوع "مدرسة الخرطوم". أولاً لأنني قلتُ فيها الكثير. وثانياً لأن مراجع النقاش الذي دار حولها في السبعينيات متوفرة لمن يريد استزادةً معرفية لحوحة، أعني استزادةً ذات طبيعة بحثية. وسوف أكتفي هنا بعرضٍ مختصر لعناصر السياق التاريخي الذي وُلدت فيه، ولأطروحاتها الأساسية، وتبيان مكانها في "مبحث الهوية"، وما استجد من رؤيتي لها. وثالثاً لأنني رأيتُ أنه ربما كان من الأفضل منهجيا أن أترك التفصيل إلى حين الفراغ من ردود الترحيب، على أن تعود مداخلاتي الملحقة بهذه الردود إلى "طبيعتها" طرحاً للإشكاليات والخطوط الرئيسية للقضايا التي تثيرها مداخلات الترحيب. ورابعاً لأنك لم تطلب مني أصلاً التفصيل في الحديث عن مدرسة الخرطوم، بل ربما طلبت مني الحديث عن أيامنا الزاهية تلك، وعن الماحي ود علي على وجه التحديد. "عاد امانة مو ضو". إلا أن حديثك عن مساهماتنا النظرية والدور الذي لعبته في "قلب" مفاهيم التشكيل، والهوية، و"امتيازية" المعرفة والإبداع مما جميعو، وهذا تلخيص بتصرف لبعض موضوعات مداخلتك الأولى، لا يترك لي بداً من غشوةٍ سريعةٍ لهذه الحركة الأساسية في تاريخ مبحث الهوية الثقافية"، والتي شغلت الناس، في وقتها، أكثر من سواها من رؤى، و"مدارس"، "الهوية الناجزة. وفي اعتقادي أن أطروحاتها كانت تتميز أكثر صراحة ومباشرة، وبالتالي كشفاً عن أجِنََّّة الغول الأولى من سواها، على الرغم من ضعفها المنهجي والمفهومي. وربما "بفضله".
في اعتقادي الآن أن مدرسة الخرطوم لم تكن بتلك الدرجة من القوة والقداسة والبراءة، التي أولاها إياها مؤسسوها. كما لم تكن لم تكن على الدرجة من المكر والدبارة والكلبية، كما ظن بها خصومها وأنا منهم. فقد كانت في تقديري بناءً إيديولوجياً "ملفقاً" ومرتجلاً، و"تلقائياً". وربما قلت بعبارةٍ تتحرى دقةً وشمولاً أكبر، إنها كانت لبنةً في بنيةٍ إيديولوجيةٍ "عفويةًً" و"خشنة"، ومرتجلةً و"تلقائية"، (أعني خرقاء غليظة الصنعة)، هي بنية إيديولوجية "الهوية"، لدي الجيل الثالث، الجيل الأفندوي"العربي الإسلامي" في حركة التحرر الوطني السودانية، في مسعاه لبناء دولةٍ حديثة زلزلت عليه حركة المطالب العنيفة في جنوب الوطن (إلى جانب تعقيدات كثيرة أخرى) الموروث والمركب من مفهوم "الهوية المزهوة السعيدة"، الهوية العربية الإسلامية "الصمدة الطليقة السيدة" التي كان عليهاالجيل الأول، جيل العباسي، ومفهوم "الهوية العربية الإسلامية "الصمدة/المعدَّلة" التي كان عليها الجيل الثاني، جيل المحجوب. والذي ربما شمل حتى ناقداً للنزعة العروبية القح مثل حمزة الملك طمبل، (اعتقاداً مني بأن اهتمام طمبل بالمشهد المحلي لم يتجاوز الجغرافيا كثيراً. بينما كان منحى المحجوب ورهطه في النظر إلى الثقافات السودانية غير العربية الإسلامية تبشيرياً محضاً كما ذكرتُ في شجرة نسب الغول ـ وقبلها في أطروحتي للدكتوراه). وقد داخلتها عناصر جديدة من ملابسات الصراع السياسي والاجتماعي والثقافي. لتنجب مفهوماً جديداً هي مفهوم "التمازج" الآفروعربي" السعيد أيضاً. وأحب أن أذكِّر القارئ مرةً أخرى بأنني أسجل هنا رؤوس المواضيع وعناصر إشكالياتها. من جانبٍ آخر، ولأن مدرسة الخرطوم مثلها مثل إخواتها من نزعات "الهوية الناجزة"، لم تنزل علينا من السماء، فقد كان السياق السياسي والثقافي لمجمل حركة التحرر الوطني العالمية، بما فيها حركتي التحرر الوطني الإفريقية والعربية، على تنوع مداخلها النظرية، يحتفي ويحتشد بصيغ مختلفات/مؤتلفاتٍ من مفهوم "الهوية الناجزة"، ويتخذ منها سلاحاً إيديولوجياً يبدو متماسكاً وباتراً وفعالاً شديد الحسم لدى النظرة الأولى. وفي موازاة ذلك، وربما قبله أيضاً كانت قد نمت في البلدان الاستعمارية تياراتٌ فكرية وسياسية واسعة و متنوعة مناصرة لحركة التحرر الوطني، وعلى وجه الخصوص التحرر الثقافي: "حماية وصيانة الهوية الثقافية" (من باب الرفق بالشعوب "البدائية" ونذرٍ قليل من تضامن الأنداد. وقد تسرب نفرٌ من المنتمين إلى هذه التيارات إلى بلدان "العالم الثالث"، وساهموا في رفد تيارات "الهوية" و"الأصالة" بشيء من خبراتهم النظرية والفنية. وكانت هناك بالطبع المساندة "الكبرى" لهذه الحركات المتمثلة في المعسكر "الاشتراكي"، على علاته، وفي تجاربه التي لا تخلو من فائدةٍ في معالجة قضايا "الهوية" القومية، والتعدد الثقافي، على علاتها الكثيرة أيضاً.
ولا بدَّ لي من أذكر، في خصوص إضاءة السياق "الموضوعي" أن هذا الاحتشاد والاحتفاء اللذين أحاطا بظاهرة مطلب "الهوية" في بعديه السياسي والثقافي، والرواج والتأييد العالميين اللذين حظي بهما قرب نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات، قد لقي استجابةً قوية من سدنة بورصة الفن العالمية (الخبيرة بأسباب غواية التسليع)، التي أحاطت إنتاج فناني العالم الثالث "الهويويين"، و"الأصالويين"الشبان(آت) في ذلك الزمان، بهالةٍ باهرة من النظر الإكزوتيكي ("الغرائبي"). وهي الهالة التي لم نتحرر، غربيين و"عالم ثالثيين"، في غالبيتنا، من أسرها المدمر حتى اليوم.
في هذا السياق المعقد المتراكب المتداخل، ومنه أيضاً، وُلدت مدرسة الخرطوم ورفيقاتها ـ وأعني على وجه الخصوص "مدرسة" "الغابة والصحراء".

أواصل
بـــولا

Post: #475
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-09-2004, 02:27 AM
Parent: #1

عزيزي الحسن،
تحياتي المخلصة،

"آه ياويحي تمنيتُ له موتاً جريئاً وبأيدٍ غير ايدينا وسقفٍ غير هذا" فقد ضاع مني نصٌ مرةً أخرى، يستعرض جانباً آخر مكملاً لما نشرته بالأمس في شأن سياق وملابسات نشأة مدرسة الخرطوم. إلا أنه ضاع هذه المرة بيدي "المُظْنبه" لا بيد الكمبيوتر الغاشمة.
وبالتالي فإنني أقترح أن أواصل كتابة نص "نوار" الذي وعدتُ به مصطفى آدم في "مدائن الذكرى". مع إنني أصبتُ، في الأيام الأخيرة بضيق وضجر من هذا التسمية للحكي المتعدد المتراكب الأزمنة. وسرعان ما أصابني الضيق أيضاً ب"مصطلح"، "الحكي المزالف"، الذي اقترحته في حديثي مع أبوساندرا. وهو لدي الدقة "حكي" طليق ومطلوق لا يحفل بالتصنيفات والقوالب و"الضوابط" الأدبية والبني الشكلية الجاهزة المتفق عليها، ويعطي القارئ مطلق الحرية في العلاقة بالنص. وبصورة أدق يقر اساساً بحرية القارئ الكاملة ولا يسعى حتى لنيل إعجابه فيما أتصور، أو فيما أتوهم.

اعتذاري، ومودتي. بـــولا

Post: #476
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الحسن بكري
Date: 09-09-2004, 12:34 PM
Parent: #475

عزيزي بولا،

لك الود الخالص.

حقق لنا "قطار البضاعة الإلماني" ولا زال يحقق متعة كبيرة جداَ كما أنه ذكرنا بقضايا كثيرة كدنا نناسها لطول العهد بها وربما لأن الذاكرة بدأت تهرم وتقدم.

هل لك يا بولا أن تفيدنا كيف نشأت حركة النقد النشطة التي أسستموها في السبعينات؟ وهل اعتمدت ركائزها الفكرية على أي مصادر أولية خارجها؟ وهل هناك ببلوغرافياعلمية يمكن توثيقها(كتابة قائمة بها) في محاولة دراسة هذه الحركة والتعرف على ينابيعها الفكرية؟

كتاب كثر سقطت الأسس النظرية التي قامت عليها أعمالهم. جان بول سارتر مثال جيد لهؤلاء. ت.س. إليوت قال: أنا في السياسة ملكي وفي الدين أورثودكسي وفي الشعر كلاسيكي. أستاذه إزرا باوند يستند على قاعدة فكرية فاشية. أعتقد أن الإبداع الفني يبقى عظيماًبصرف النظر عن منطلقات صاحبه الفكرية.

على مستوى الفكر النقدي، السياسي والسيسولجي أظن أن أسهاماتكم كانت بلا ريب ذات قيمة عالية جداً. لكن ألا تعتقد أنكم إلى حد كبير تجاوزنم المسالة الرئيسية المتعلقة بتقديم نماذج للنقد الفني العلمي للمنجز التشكيلى لمدرسة الخرطوم(أو الشعري في حالة الغابة والصحراء)؟ طبعاً حديثكم عن إلغاء قيمة الموضوع الأدبي وتناولكم للخامات والموتيفات التي أتي بها الخرطوميون، مثلا، تذهب في هذا الإتجاه. لكن يظل غالب نقدكم ذااتجاهات سياسة، إجتماعية في الأساس الأمر الذي أظنه صرف الأنظار غن القيمة الفنية الرفيعة لمنجزات تشكيليي الخرطوم وشعراء الغابة والصحراء.

لا ما نع لدي من الإنتظار حتى حلول "القطار الألماني" بمحطاته الأخيرة لتلقي تعليقكم.

ولك تقديرنا ومحبتنا.

Post: #477
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-10-2004, 04:58 AM
Parent: #1

عزيزي الحسن،
محبتي وتحياتي لك وللأسرة، المدام و"الوليدات"، و"الوليدات"، في تقديري وفي تراثي الشخصي،الكاهلي الميرفابي، لفظٌ جامع يفيد البنات والبنين، والله يستر على من الجندريات. وأنا على كل حال لا سبيل لي إلى تقديم الأولاد بقصد التفضيل، مع جندرياتي الثلاثة، المُحكمات، فلا يشق لهن غبار. وأمهن (ياااا رسول الله). وهن يستغربن أشد الاستغراب من تفضيل الأولاد على البنات حتى في هذا العالم المتمدن، وحتى في الصين التي يُطلب فيها العلم ولو، ويشككن في جدارة عالَمٍ لديه مثل هذه العقائد والظنون بصفة المدنية عن حق. وأنا من جانبي أشاطرهن هذا الاستغراب، وربما ذهبتُ إلى ابعد منهن فاتخذت من هذا التفضيل للذكور قرينةً على أن بني الإنسان، مما جميعُن، في حالٍ يرثى لها من التخلف عن مقام سلامة العقل والوجدان. إلا القليل القليل. والقليل ذاتو مشكوكٌ فيه عندي إلى قيام ساعة المؤسسات الذكورية." فللأستاذة تحيتي وأرجو أن تتوسط لي لديها لتعذرني عن كوني لا أعرف اسمها إلى "هذا يوم الليله دا".
أبشرك بأنني قد وجدتُ النص الضائع الثاني، وكنت قد سجلته بمحض الصدفة في floppy. وبعض الصُدف من تدابير الشيطان في فقه عاشه بت عباس ود خلف الله، وأمرها يستوجب الحذر. وقد يجد ذلك تفسيره في أنني سأعتذر لك عن مواصلة التعقيب على ما أثرته من قضايا كبيرة في مداخلاتك الثلاث. على أن أعود إليك وإلى مصطفى بعد الفراغ من ردود الترحيب بصورةٍ "نها ئية" هذه المرة. وقد بادرت أنت أصلاً، مشكوراً فأبحتَ لي ذلك. هذا وكانت وساوس وهواجس مقيمة توحي لي بأنه ليس من الجائز تأجيل الردود على ترحيبات من تبقى من مستضيفيَّ ، وفيهم شيخ في عمر الخاتم، أحد آباء الجيلين الصاعدين الفكريين البواسل. مع إنني لا أعرف كيف نحدد الأجيال بصورةٍ دقيقة، كما لا أعرف إلى أي جيلٍ أنتمي على وجه الدقة. وسوف أقدم الخاتم على من سبقوه لاعتبارات السن، لا اعتبارات المقام، فالمقامات، لا اعتبار لها في التقديم والتأخير عندي، وفي هذا البساط "الأحمدبشيري": برش أحمد ود الفكي حسن " اللبايضه تحتو العقرب" في مجاز كونه لا ينطوي أبداً. وربنا يستر على من "أبو ساندرا" بعد أن أحسن الظن بي وأخرجني من قبيل "الصفوة". وسأعود إليك وإلى بشير ومصطفي. بعد تحرر الجميع من مقتضيات الترحيب، لنقعد كلنا قعدةً مي خمجانة نتحدث فيها كيفما شئنا من ضروب الطلاقة ومذاهبها. على الرغم من أن الترحيب عقد ذهبيٌ نضديد طوق به الأصدقاء والقراء، والمتداخلين البورداب وغير البورداب، عنقي الأجردمن غير استحقاقٍ يُذكر.
قطوف مودتي لك وللأسرة مرةً ثانية.
بــولا

Post: #478
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 09-11-2004, 06:35 AM
Parent: #477

الأخ بولا
اسمح لي بالمقاطعة وقد ارسلت لك ولنجاة ولم يصلني رد . المقاطعة ليست بسبب هذا فسانتظر الرد دون ملل ولكن كي أفاجيئك برسالة من الماحي على الماحي من موقعه الكائن باحدى مدارس أرامكو في شمال السعودية فهو يتابع هذا البوست وطلبت منه ان يتقدم بطلب للانضمام للبورد لكن تلك قصة اخرى واليك رسالته...
بولا

تقول في أحد البوستات:-
"واصلت في الضوء الخافت على هدى غريزه بدويه في معرفة الأماكن من دون استرشاد بأية علامات ......."!!!

شوف يا بولا كل شي ممكن الا (غريزة معرفة الأماكن) دي. أخير ليك تتاحت منها والا سأتربص بك تربصاً يعجز عنه بشرى الفاضل.

وسأروي هنا لقارئ/ات البوست قصة تثبت انعدام غريزة معرفة الأماكن والاتجاهات عندك انعداماً شاملاً وكاملاً ونهائياً.(لم استخدم الكلمات الثلاث في الجملة الأخيرة في حق احد من قبل ولكن عندي أسبابي). فإلى القصة:-

في منتصف السبعينات سافرنا بولا وأنا من الخرطوم في طريقنا الى سنجه في مناسبة زواج الصديق محمد أحمد الشكري(أين هو الآن يا ترى؟). نزلنا عند سنار التقاطع ونحن نتضور جوعاً. للأسف كانت سوق المحطة (ويبدو) البلده كلها في حالة اضراب (في واحده من المجاهدات الشعبية الباسلة ضد حكم نميري) فلم نجد ما نأكله في المحطه.

ذهبنا في اتجاه البلده لعل وعسى. عند مشارف الحي المواجه للمحطه , لاحظنا وجود مناسبه في أحد الحيشان. دخلنا وأعلنا لأصحاب الفرح ( بلماضه ودراماتيكيه ليست غريبه علينا في تلك الأيام).
- يا أخوانا نحن ما معزومين. نحن مسافرين بالقطر داك وجعانين ولقينا السوق ......
- لم يتركونا نكمل حديثنا فقد تسابقوا الى دعوتنا والأهتمام بنا بأريحية أولاد بلد. المهم أكلنا حتى التخمة بسبب الجوع الشديد والفجعة التي اصابتنا عند رؤيتنا المطاعم المقفلة في المحطة. ونحن في طور التحلية اذا بنا نسمع فجأة صافرة القطار. بدأ أصحاب الفرح يطمئنونا أن الصافره للقطار المتحرك نحو الخرطوم ولكن بولا الذي رفض الأستماع انطلق يجري وأنا في أثره. عند خروجنا من الحوش ورؤيتنا للقطار المتحرك تأكد لي فعلاً أنه قطار الخرطوم وليس سنجه ولكن من سيقنع بولا الذي زادت سرعته مع زيادة سرعة القطار. صحت فيه أن هذا القطار متجه إلى الخرطوم ( شمالاً) وقطارنا متجه الى إلى سنجه (جنوباً). رد دون ان يلتفت ( الماحي ود علي انت شبعان وما قادر تجري).

حاولت أن الحق به و(أعكمه) لأمنعه من ركوب القطار الخطأ ولكن هيهات. هل رأيتم اعصاراً صيفياً منطلقاً, أو ابطال عدو المسافات القصيرة؟ ما رأيت أحداً يجري كما جرى بولا ذاك اليوم. كانت بواطن أقدامه( بدتا لي في تلك اللحظه أكثر من مجرد قدمين) تكاد تلامس ظهره في تتابع مذهل سريع.

سقطت على وجهي من الاعياء والضحك. ومن رقدتي تلك ومن خلال الدموع رأيت بولا وقد وصل إلى القطار يمد يديه‘ يقفز‘ فيتلقفه الواقفون على باب القطار ويساعدونه على الركوب ويفسحون له مكاناً بينهم. نظر إلي في مزيج من الأنتصار و الحسره والأشفاق وأنا على الأرض يكاد يقتلني الضحك والجهد في محاولة أن أشرح سبب ضحكي للناس الذين التفو حولي متسائلين ومشفقين.

الغريب في الأمر أن بولا رغم كل العلامات المرئيه والمسموعه لم يدرك أنه في المكان الخطأ والأتجاه الخاطئ الا في الحاج عبدالله عندما قابل شقيق العريس. وكان كما اخبرني لاحقاً يحكي لكل من قابله في القطار ممن عرف ومن لم يعرف عن صاحبه الذي (فوت) القطار بسبب التخمه وعدم القدره على الجري.عصر اليوم التالي ونحن بين اليأس والرجاء من رؤية بولا , جاءنا في معية شقيق العريس على قطار بضاعه تصادف قدومه ذلك اليوم.

أستمتعت كثيرا( رغم التخريمات والمداخلات الطويله من الأخوه المرحبيين الكرام) ً بزبلعة بولا في بوست الترحيب به الذي جادت علينا به اريحية دكتور النور وكرم الاخ بكري. و د. النور كما أعرفه سباق الى المكرمات فياض بالخير. وقد أتاح لي هذا البوست أن أعيد اللحمة بوجوه وأصوات رافقتها زمناً غير هذا وتشربت من صفو محبتها وخلت أنني لن التقيها ثانية بعد شتاءات المنافي وصيوفها الممعنات في الرهق. واكتسبت معارف بأخرين/ات بدا لي وكأنني أعرفهم/هن مند القدم.

واسعدني أن يذكرني العميق الشفيف محمد الحسن بكري والذي تفتق عن عبقريه روائيه فذه بعد أن فارقنا في نهاية الثمانينات من القرن العشرين. قرأت له روايتين من رواياته الثلاث المنشورات فأيقنت أن اقدامنا ستترسخ في مجال الرواية بعد الظهور المذهل والمفاجىء للطيب صالح.

Post: #479
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Osman Hamid
Date: 09-12-2004, 00:22 AM
Parent: #478

العزيز بشري,
سلامي لك ولبولا, وللماحي,
وقد أضحكتني رسالة الماحي, التي بعث بها لبولا, عن طريقك. وفي الحقيقة, فإني قد ضحكت, بعمق, وصدق, وفي الغالب فإن يوم الأحد بالنسبة لي, يمثل يوماً بائساً, وحامضاً.
السبب الآخر الذي أضحكني, تذكري لواقعة أقرب تماًماً في فكرتها لحادثة بولا, مع صديقه/صديقكم الماحي:
Quote: تقول في أحد البوستات:-
"واصلت في الضوء الخافت على هدى غريزه بدويه في معرفة الأماكن من دون استرشاد بأية علامات ......."!!!

كان بولا معنا, هنا بامستردام, للمشاركة في ندوة, نظمتها رابطة الديمقراطيين السودانيين, أو منظمة حقوق الإنسان, قبل أكثر من أربع سنوات, وبعد انتهاء الندوة بيوم, تجمع كثير من الأصدقاء, في جلسة حميمة مع بولا, أعتقد أنها في منزل مكي الدخري, دار نقاش طويل, وعذب, في قضايا عديدة, وبعد ان طالت الجلسة, قررنا جميعاً ان نذهب خارج(البيوت) الي فضاء المدينة, لنستكمل الونسة, ونواصلها بالخارج, أي في احد الكافيهات, كما فهم بولا, علي الأقل. ولكني وميسرة محمد صالح, كانت في نيتنا, أحتفالية جنونية أخري, فأتجهنا جميعاً الي وسط المدينة وصخبها, وموسيقاها, التي تنبعث من البارات, والكافيهات, وفعلاً وصلنا, الي أحد هذه النوادي, وبولا, منهمك في حوار, ونقاش ثر كان قد بدأه مع هؤلاء الأصدقاء, وأنا وميسرة وصلنا قبل المجموعة, وقطعنا التذاكر, ضحكة ماكرة كادت ان تسقط مني لجمتها. وفي الحقيقة فاني كدت ان أموت من الضحك لهذا الموقف, الذي سيحتج عليه بولا حتماً.
سلمنا- جميعنا- الجاكتات, اوقل الكوتات, للحارس بالباب, وبولا بالطبع فعل ذلك بكل سرور, وفي فمه بقايا نقاش لم يكتمل بعد, او ربما كان يستمع لأحدهم بهدوء, وهكذا هو بولا دائماً, عندما يستمع او يتحدث, يسلمك كل حواسه بصدق نادر.
دخلنا....
فإذا بنا, في ناد (كاريبيان) عظيم للديسكو, ولم يلحظ بولا ذلك حتي بعد ان ولجنا بالداخل, ولكنه وبعد أن سمع هدير الموسيقي, ألتفت الي بإحتجاج ودهشة وقال:
- عثمان دة شنو؟ ديسكو! الله يجننك ياعثمان.
ولم نتهني تلك الليلة, بثمن تزاكرنا. برغم من ان الديسكو ليس واحد من هموم ايّ من الأصدقاء الموجودين, في تلك الليلة, ولكنها(السربعة) أو(الزبلعة) علي قول بولا وبشري.
شكراً بشري, والماحي, وبولا, مجدداً, لهذا التداعي الوارف, الأنيق.
عثمان حامد


Post: #480
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-13-2004, 06:26 AM
Parent: #1

الماحي و د على!!؟ أمانة عاد البلد ما حصل فيها حصل!! والما هنا ليست نافية بالطبع ولكنها أيضاً ليست زائدة، بل هي للعجب والإمتاع وتفخيم و الحدث وفخامته الفعلية. عاد الماحي ود على هين؟
وسأعود إلى ذلك فيما سأعود إليه من أمر قواعد ونحو وتركيب اللغة العربية في مرحلة ما بعد الحداثة، التي كان زمام المبادرة فيها لحامد جو، طابت ذكراه إلى أبد الآبدين، وعاونه فيها حسن فحل (من أعيان حنتوب المدرسة) وشريف تميم، وهو من أعيان عصاة الحوش، وعمدة مجالسهم وجوهرها الفرضي. وثلاثتهما من أبدع البُدّعيين.
أقول ذلك يا بشرى بمناسبة دخول الماحي ود على ود الماحي للبورد وتزيينه لهذا البوست في لحظة أنا فيها فريسةٌ مستباحة للحزن والغضب و "أت أش ب د عتس ببب ععع تتتببب ششش". ولو شاطر اتذكر دي يا الماحي خَلُّو جريَّ انا، وطول لسانك فوقي. فلا أذكر أي مناسبة من مناسبات ضحكنا العذب الطليق في تلك الأيام أكثر من ضحكك من هذه البرجله الإستئنافيه، التي توسطت رواية ... الشفاهية. إلا تقول الروب حتين أكلمك بيها.
وكان الحنق والحسرة يعصفان برمانة فؤادي عندما نقلت إلى نجاة نبأ رسالتك الزُبُلعيه. فعدتُ إلى عالم الناس والحياة بعد لأىٍ شديد.
فقد ضاع مني نص الرد على ترحيب الخاتم بعد أن قضيتُ فيه نصف يومٍ ونيف. وقد استعنتُ على استعادة النص ببعض الحيل والأصحار الرقمية التي تعلمتها من عزة ومن فاروق ولد أسامة عبد الرحمن النور، لاستعادة النصوص. إلا أن النص عاد ونصفه عربيٌ فيُقرأ، ونصفه الآخر رموزٌ لا أصل لها في الواقع. وقد قضيت الويك اند غاضباً مضرباً عن الكمبيوتر وعن الكتابة إلى يوم الدين.
ولولا زبلعتك وزبلعة بشرى وعثمان حامد ربما كنت الآن في عدادا الأموات. وسوف أتركك هنا لأعيد كتابة اعتذارٍ للخاتم ريثما أتمكن من إعادة صياغة ذلك النص الصعب.
يا بشرى ياخي أنا أرد بى وين؟ أولاً يا سيدي أنا مازالت علاقتي بالإيميل مثل علاقتي بالتلفون في قديم الزمان. فهو عندي ضربٌ من أصحار المستقبل. فلم أعقل بعد إنه أداة أتصالٍ واقعيةٍ يعتمد عليها، وألجأ إليه بَعَد ملاواةً مي هينة. وأظل أماطل حتى لا يكون بُدْ. (وبُد الساكنة هذه هديه ليك. فأعرف أنها مما يسعدك. كما تسعدك فاء إسماعيل المالي التي ليست سببية ولا استئنافية ولا توكيدية، فاة الله والرسول مطلوقة زي تيس سيدي عبد المعروف.
عثمان حامد أجيك بعدين، أما مع الماحي أو براك، حسب درجة الغضب من الكَنْبَيوتر. وعند فاطنة بت بابكر ود أمحُمَّد ود القِريش "الكنبيوتر خيالات وأصحار وزبلعة وقلة حيا ودخول في علم الله". وهو لم يوجد قط.
تحياتي لمازن ومنال.

محبتي وعودتي المؤكدتين.
بـــولا

Post: #481
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-14-2004, 05:24 AM
Parent: #1

عزيزي خاتم،
هل يكفي أن أقول "تحياتي ومحبتي وامتناني" أمام كل هذا البهاء؟ أمام هذه العينة النوعية من سحر البيان الفياض الدافق؟ لقد ظللتُ أهربُ من مواجهة هذا القول الباهر المزلزل ما أمكنني الهَرَب. حتى إذا لم يعد الهروب ممكناً فما عساي أن أفعل؟ فلتسمح إذن لي أن أدلي في هذا المقام العالي بعباراتي الجرداء من الفطنة. فأسألُ هل كنا فعلاً كما ذكرت؟ وأقول ليتنا. وأسألك كيف استطعت أيها الساحر المكين، الخبير بأسباب الغواية الإبداعية، هذا النفاذ الصقيل إلى "الجوهر الفرضي" في مشروع تلك الثلة من العصاة المارقين، العالة، رعاء شاء الإبداع الطليق، الذين تطاولوا في البنيان المعرفي النقدي في هوامش مؤسسات المعرفة الرسمية الضيقة الضَرِسَة، ومتاريسها المشيدة التي لم تَمُد سقوفها يوماً إلى الضيف احتفاء، (متلصصاً وقف النهار على نوافذها وناح الطبل، بُحَّ تشنجاً وبكى نداء). فانظر كيف تقول:
"أيها الفنانون- التشكيليون- الفلاسفة: ماذا تظنون أنفسكم؟"
والحق إننا كنا قد جرؤنا بالفعل، وما يزال بعضنا يجرؤ، على الظن بأننا "تشكيليون وفلاسفة" أيضاً، وأكثر. وأننا نملك الحق في أن نكون وأن نتكوَّن وأن نُكوِّن كيفما شئنا، وكيف ما "شاءت لنا" غواياتنا الإبداعية الطليقة، "غير الشرعية"، في منظور مؤسسة الاغتراب الثقافي الحقيقي، التي هي في واقعها "النهائي" مؤسسة تقسيم "الهَمَل"، أي "العمل"، (وقد أصابت الطابعة ذات العين الإلكترونية من حيث أخطأت). وذهبت بنا طلاقة الغواية لأن نقتحم على الفلاسفة والمسرحيين والشعراء والموسيقيين والروائيين الأفندويين، من دون إذنٍ، ما "ظلوا" دهراً على عقيدةٍ صماء من أنه مضنونٌ به على غيرهم. وربما قلتُ إن هذا المنحى في طلاقة الغواية وتحريرها من كيد مؤسسة تقسيم العمل وتكريس اغترابه، المقدسة، وقرينتها مؤسسة تبرير وتسويغ وتسويق مفاهيم "تقسيم اغتراب العمل، المنتحلة لاسم وصفة "مؤسسة التربية" المطلقة التي لم تولد بعد، مؤسسة اغتراب العمل الصادرة من حظ النفس الصغيرة حسيرة النظر والهمة، هو مأثرة هذا النفر من المقاومين العصاة، لأكذوبة أكاذيب تاريخ اغتراب العمل الخلاق وتغريبه. لا سيما وأن مبدعين أشاوس، متعددي الغوايات، من رواد حركة الحداثة في بلادنا، وفي كافة بلاد الإنسان، قد صدروا عن هذا المفهوم الحظري نفسه، الذي تنفي ممارستهم وتحققهم الفعلي، عنه كل مصداقية، فقبلوا وساهموا في تكريس القول والاحتفاء بتعدد غواياتهم كحالاتٍ استثنائيةٍ، لا كمبدأٍ وحقٍ عضوضين في اقتحام أسوار الزور والإمتياز التي "حصَّنت" بها مؤسسات اغتراب الإنسان عن قدراته الخلاقة المتعددة، سوح الإبداع وحقوله السخية المزهرة المباحة ثمارها لكل ابن آدم وابن حواء أيضاًٍ.(حواء التي نالها النصيب الأكبر من كيد مؤسسات التغريب). وهذه صيغةٌ لرؤية الشجرة التي تحجب الغابة منقولةً إلى حقل الإبداع. وهي رؤية تقوم عليها مؤسساتٌ "أكاديمية" وإعلاميةٌ "جبارة" بكل معاني الكلمة(ومنها شُح النفس). نعم فإن "زعيطاً ومعيط، يهجع داخلهما فنان مرهف، وعالِمٌ مرهف، ومفكرٌ مرهف إلى آخر السكباج المعرفي الإبداعي، "ينتظر" من يربت على كتفه و"يوقظه"." هذا وقد كدتُّ في لحظةٍ من اللحظات، وما أزال، أكاد، "أتوجس" من هذه الرؤية المزلزلة لقدرات "زعيط ومعيط" الكامنة، الواقفة على حافة الإنفجار والتحقق في أية لحظة تتوفر لها فيها ظروف الإفلات من "سحر" الاغتراب، ومن دون أن تتوفر في أحيان كثيرة، إلا أن وقائع "الواقع" الأنفذ من السحر والأعذب من الخيال، تعيدني إلى تخوم الأمل في"الصواب" بعد كل مرةٍ تساوم فيها نفسي مقولات الكفر القراح برؤيتي هذه غير الواقعية ل"زعيط ومعيط".
وأما قولك:
"أتهم كبيركم الذي علمكم السحر،
عبد الله أحمد البشير، المدعو بولا،
الهارب من عدالة المشروع الحضاري،
المتخفي وراء الأسماء المستعارة،
والذي حوّل جراحه إلى وشم،
وصهر قيوده جاعلا منها أجنحة، غزيرة الرياش،
لا تميزها من أجنحة الطيور الحقيقية،
إلا العين البصيرة الساهرة
.مستعينا بسحره القديم في خلق الطبائع الثانية،
وصناعة التصاوير".
فهو لطفٌ منك وفضل من أفضالك العميمة. فقد توقف دوري في "صناعة السحر" وتعليمه، عند أكتشاف كنوز المواهب والقدرات الدفينة عند نفرٍ منهم، لا كلهم حتى، (فمنهم من جاء مجوداً صناعة السحر أصلاً)، تحت ركام عقائد ومقولات وتوجيهات المؤسسة التعليمية الأفندوية البرجوازية الكبيرة والصغيرة، الماهرة في صناعة إيديولوجيات تقسيم العمل الماحقة. إيديولوجيات تقسيم العمل الإمبريالية العالمية والعولمية وتوابعها واسلافها وأحلافها من الأنظمة و"السلطات" السياسية والاجتماعية "المحافظة" (على أوضاعها بزعم أنها طبيعية)، المتسلطة لا الحاكمة في بلادنا، وأمثالها في التاريخ القديم والحديث، والساهرة على حماية صروحها، من تطفل العصاة بشتى الحيل، ومنها الديمقراطية الكاذبة التي كانت تقف "عند باب المصنع" على حد تعبير غارودي، وهي تقف الآن عند علامات الحدود السياسية في أغلب الأحيان، إلا أن يضطرها العصاة في كل مكانٍ من ديار بنو آدم "الأسوياء"، إلى غير ذلك. وقد كان أكثر أصحاب المواهب المكنونة هاشم ود امحُمد صالح. كان أكثر الناس في حنتوب، إن لم أقل كلهم، يعتبرونه لَعِيْباً مستهتراً. حتى جاء اليوم الذي قال فيه عنه أحمد البشير الماحي هبار، وكان قد غاب عن رؤيته لمدة عامٍ واحدٍ فقط أو أقل، "الزول دا متين بقى كدا". وكان قد ذهل، كما ذهلتُ أنا، من أدائه في جلسة مناقشة جمعتنا أحمد وشخصي ونفرٌ من أصدقائنا الحنتوبيين من أبناء طيبة الشيخ عبد الباقي، (وما في طريقة لي آت هنا يا جندريات لأن مجالسنا في ريفي الحصاحيصا، وسواه من أرياف الوسط، و"الشمال على النيل والبوادي"، كانت ذكوريةً محضةً في ذلك الزمان اليساري الأفندوي شديد الخوف من المؤسسة الدينية، ومن قول قالوا، إلى درجةٍ يكون فيه أحيانا أكثر محافظةً من "الشعب". وأنا لا أعرف على وجه التحديد من هو الشعب الذي نتحدث عنه كما لو كان جوهراً مفارقاً). وأعتقد أن تطور أدائه في الرسم كان مدهشاً أيضاً، وأكثر مدعاة للذهول من ذلك تطور أدائه الإيقاعي. فقد تحول في ظرف ما يقل عن العام من "زولاً أطرق بي المَرَّة، وأنتم في الجزيرة تقولون أشتر"، إلى راقصٍ بارعٍ قلَّ من يجاريه. ولعله يغضب مني إذا قرأ هذا، إلا أن رد فضله إليه واجبٌ طالما أثقل كاهلي.
هاشم هو الذي صنع نفسه، مثلهم جميعاً، وكل ما فعلته أنا أنني أشرتُ بأصبعي إلى أقمارهم المتخفية خلف ضباب مؤسسة تقسيم العمل التربوية والمعرفية الكثيف. فلم يرَ الكثيرون غير أصبعي فنسبوا إلىَّ من أمرهم ما ليس لي، وحاشاك. وقد أتيتُ في موقعٍ آخر من هذا البوست، على سيرة تَكَشُّف الكنوز الباهرة الدفينة عند صديق الماحي (الحلاج)، ودفع الله حامد، وعبد العظيم جمال الدين، وغيرهم كثرٌ، من ديش العصاة الذين ساهموا في محاولة غزو السماء تلك. بصنيعهم لا بصنيعي.

لك حافل مودتي، وتحياتي لتيسير والوليدات.

بــــولا




Post: #482
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Abu Mariam
Date: 09-15-2004, 03:50 PM
Parent: #1

فوق.. اليلة تجري مننا وين يا استاذ بولا ؟ وراك وراك

Post: #483
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: omar_ragab
Date: 09-16-2004, 02:28 AM
Parent: #1

ana zaty wrak ya dr bola
abu mariam mushtageeeeeeeeeeeeeeeeeeeen
dr im waiting ur answers
love u

Post: #484
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-16-2004, 05:44 AM
Parent: #1

عزيز الحسن،
والمتابعين، آت، أيضاً،
آخ ثم آخ ثم آخ من هذا الجهاز اللعين الذي لم يعمل صانعوه ومطوروه حساباً لمرحلة مقدمات الخَرَف. وربما كان حسب رواية الماحي ود على خرفاً مقيماً لا مستجداً. فقد ضاع قبل ايام نص الرد على ترحيب الخاتم الباهي. واضطررتُ إلى كتابته مرةً أخرى، ففقد الكثير ممازودته به من بهارات ومقويات لعله يليق بنص الخاتم الذي أركبنا فيه "فوق جملاً اصهب"، أنا وأصدقائي ورفقتي من العصاة العراة العالة رعاء الشاء.
والآن ضاع معظم نص الاستجابة لطلبات الحسن الغالية من تاريخ سير التيار النقدي الذي كنا نمثله، ووجوه الإجادة والقصور في أدائ\ه النقدي (مع إن الحسن لم يتحدث عن قصور بل عن تجاوزٍ ل "المسالة الرئيسية المتعلقة بتقديم نماذج للنقد الفني العلمي للمنجز التشكيلى لمدرسة الخرطوم(أو الشعري في حالة الغابة والصحراء)"، وقد طرحه في صيغة سؤال لا في صيغةٍ تقريرية.
وعلى أية حالٍ فإنني قد نجحتُ في استعادة النص بفعل إتقاني صنعة الأصحار الكمبيوترية الآن بفعل التجارب المريرة أو بفضلها،لا بفعل الشطاره. إلا أنني فقدت أكثر أجزائه ومقاطعه تعقيدأ على قلتها.

فأرجو المعذرة
بــولا

Post: #485
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-17-2004, 07:02 AM
Parent: #1



عزيزي الحسن، مرحباً بإطلالتك الصبوحة،
طرحتَ مجموعة قضايا وأسئلة صعبة. أسئلة مبدعٍ عارفٍ، معرفة مجرب وطبيب، بتعقيدات الإبداع الفني المركبة. معرفة ود مصارين العملية الإبداعية، الخبير بأزقتها وأقبيتها وأضابيرها المشتبكة "المُشتَكِلة"، والنور يقول "المشتجرة"، وأنا أؤيده في ذلك.
ولعل أصعب القضايا التي طرحتها قولك "أعتقد أن الإبداع الفني يبقى عظيماً بصرف النظر عن منطلقات صاحبه الفكرية". وقد أتفق معك، بل أنا على اتفاقٍ صميمٍ معك، من غير "قد"، في الشطر الأول من رأيك هذا، لأنني على اعتقاد صميم بأن هذا الكائن المسمى بالإنسان تشيب من تعقيد تكوينه النفسي والفكري والرغبوي والإبداعي نواصي الولدان. وأعقد تعقيدات تكوينه تلك التي ينطوي عليها حقل الإبداع الفني. ففي حضرة "علم الجمال" (على علات المصطلح) يبرك أشد الفلاسفة مراساً، ويتلجلجون أيما لجاجة. إلا أنني قد لا أشاطرك قولك "بصرف النظر" عن منطلقات صاحبه الفكرية. ففي اعتقادي أمر الإبداع يظل، بعد هذه الملاحظة الأولية، مستشكلاً استشكالاً لا يفيد فيه ولا يحل عقدته "صرف النظر": لماذا يمكن لبعض المبدعين الكبار أن يحملوا في دواخلهم مثل هذا التجاور بين النقائض، أين فعل هذه النقائض وتبدياتها في عمله الإبداعي نفسه؟ وهل يعجز الفعل الإبداعي وطاقة الخلق اللتان ينطوي عليهما مبدعٌ كبير عن إحداث أي تعديل في فكره ومسلكه ومواقفه إلى الدرجة التي يمكن لشاعرٍ كبيرٍ مثل أزرا باوند أن يظل فاشياً مطمئناً لفاشيته، وأن يبدع في ذات الوقت شعراً يُعتبر رائداً وشاهداً على زمانه، علماً بأن الشعر جنس متميزٌ في أجناس الرؤية؟ وبإمكاني إيراد قائمةٍ طويلةٍ من مثل هذا الصنف من التناقض المحير بين تدني وأحياناً، انحطاط، فكر ومسلك ومواقف مبدعٍ ما، وعلو إبداعه الفني.
وفي المقابل هناك أمثلةٌ كثيرة لسمو السلوك والفكر عند نفر ممن اختاروا التعبير عن أنفسهم من خلال الفني فأخفقوا إخفاقاً كبيراً في تحقيق إبداعية عالية. وأزيد فأقول كم سمعتُ وشهدتُ مبدعين شواهق، وعلى "خلقٍ قويم"، في مجالاتٍ أخرى، يخرجون من الإيقاع الموسيقي خروجاً ذريعاً، وتذوقهم للتشكيل والأدب في غاية البؤس إلى آخر السُكباج.
وهذا موضوعٌ غاية في التعقيد لا مجال لطرح وجهة نظري فيه بصورةٍ مفصلةٍ هنا وقد اكتفي منه بالقول، من دون أن أطمح إلى استنفاذه، بأن ركائز التكوين النفسي والفكري والاجتماعي والسياسي للمبدع لا تنمو دائماً، وبالضرورة، بصورةٍ متوازية. وحالات المفارقة الشاسعة بين فكر المبدعين الكبار وسلوكهم ومواقفهم هي على أية حالٍ ليست الغالبة في تصوري. فالمبدعون المتميزون، في كافة مجالات المعرفة وفنونها سجلوا ويسجلون في غالبيتهم، انسجاماً ووضوحاً ووحدةً في الفكر والشعور والمواقف، وكانوا دائما في طليعة قوى التغيير. وسأعود إلى تأسيس هذا التصور لو توفر لي الوقت في مداخلةٍ أخرى. وقد ألوذ من فرط شعوري بالتقصير والزلزلة، خوفاً من أن أكونَ قد تورطتُ في الإفتاء في هذا الموضوع الشائك من دون أن أكون أهلاً لإيفائه حقه المستَحَق، بطرح جملة من الأسئلة والعناصر الإشكالية، ليست هي ذاتها سوى نذرٌ قليلٌ جداً من عناصر إشكاليةٍ الانفعال أو الأثر "الجمالي"، والفعل الإبداعي عندي، والتي تأخذ بجماع نفسي وتزلزلني في الليل والنهار. وأضع الجمالي بين مزدوجتين لأنني لم أعد أعتقد بأن الانفعالات والمشاعر والتأثيرات المزلزلة والمفرحة إلخ، التي يُحدِثها فينا العمل الفني من الممكن أن يحيط بها مصطلح "الجمال". وقد أقول إنه لا يناسبها أصلاً في كثيرٍ من وجوهها، ولا يُخبر عن خفاياها الغامضة المتراكبة المعقدة التكوين والمصادر في اللاوعي الجمعي والفردي. وفي تقديري أن مفهوم "الجمال" نفسه بحاجة إلى تعريف وإعادة نظر طويلة. وكذلك مصطلح "علم الجمال" الذي تم اعتماده بصورةٍ صمدةٍ في حقول الفلسفة والنقد الأدبي والفني في المؤسسات الأكاديمية والثقافية، والعربية منها على وجه الخصوص، أداةً لتفسير، بل ولسبر أغوار التأثيرات التي يُحدِثُها العمل الفني في نفوس متلقيه بكافة وسائل التلقي ودرجاته. كما لا يكفي عندي الآن القول بأن العمل الإبداعي الكبير يأسرنا ويشدنا ويأخذ بألبابنا وهذا كل ما في الأمر. فأنا أتساءل لماذا يفعل ذلك؟ وما هي مكونات وميكانيزمات ومصادر سيكولوجية الأسر "الجمالي" الإبداعي هذه؟ بل إنني لأتساءل اليوم ما الفن أصلاً؟ متى يكون هناك فنٌ ومتى لا يكون؟ وما هو الفن حتى عندما يكون؟ لقد طرحتُ بعضاً من هذه الأسئلة في الستينيات وطورتها نوعاً ما في السبعينيات؟ إلا أنني طرحتها وطورتها في ذلك الزمان نحتاً، أو قل قطعاً من الراس أو "من الجلود"، من دون توفرٍ على أدوات ومصادر بحثٍ حقيقية، ومن دون معرفةٍ ومتابعةٍ دقيقتين لما يجري في أنحاء العالم الأخرى بخصوصها.
وهذا يصل بي إلى قولك "على مستوى الفكر النقدي، السياسي والسوسيولوجي أظن أن إسهاماتكم كانت بلا ريب ذات قيمة عالية جداً. لكن ألا تعتقد أنكم إلى حد كبير تجاوزتم المسالة الرئيسية المتعلقة بتقديم نماذج للنقد الفني العلمي للمنجز التشكيلى لمدرسة الخرطوم (أو الشعري في حالة الغابة والصحراء)؟
طبعاً حديثكم عن إلغاء قيمة الموضوع الأدبي وتناولكم للخامات والموتيفات التي أتي بها" الخرطوميون، مثلا، تذهب في هذا الإتجاه. لكن يظل غالب نقدكم ذا اتجاهات سياسية، إجتماعية في الأساس الأمر الذي أظنه صرف الأنظار عن القيمة الفنية الرفيعة لمنجزات تشكيليي الخرطوم".
أقول إنني شخصياً كنت مشغولا بأطروحات الخرطوميين، وسواهم، النظرية المتصلة ببناء المفاهيم، أي بفلسفة الفن، وسوسيولوجيا الإبداع الفني، وسوسيولوجيا الثقافة، كعنصرٍ أساسي من عناصر اهتمامي بالفلسفة وسوسيولوجيا الثقافة، والتزامي الإنساني الاجتماعي السياسي أيضاً. ومن هنا كان تركيزي على قضايا مثل "الهوية الثقافية"، "وهوية" الإبداع الفني السوداني" (من تشكيلٍ وغيره)، هوية "الحظائر والمعتزلات" إذا جاز التعبير، كما جاءت في أطروحات مدرسة الخرطوم ورفيقاتها، في السودان ونظيراتها في شتى أنحاء العالم، وفي إفريقيا والعالم العربي على وجه الخصوص. وبالأحرى على وجه التخصص. كما تركز اهتمامي على تعريف التشكيل ضمن مبحثٍ أوسع في تعريف "الفن" وتعريف الأجناس الفنية، وتعريف "الإبداع". ولم أحفل كثيراً بالنقد بالمعني التقني المدرسي لهذا التيار ونظائره في حركة الإبداع الفني. وأعتقد أن حسن موسى كان ينحو هذا المنحى أيضاً، وكذلك باردوس وهاشم محمد صالح، وعلاء الدين الجزولي وصلاح حسن عبد الله. وذلك لأن ما سُمي ب "مدرسة الخرطوم" كان في حقيقته العميقة، في تقديري، بناءً نظرياً إيديولوجياً، كما ذكرتُ في مداخلتي السابقة، صادراً عن هموم بناء الدولة الوطنية في مرحلة ما بعد الاستقلال و"حاجتها" إلى إيديولوجيا ناجزة. كانت مدرسة عنصراً في إيديولوجية "السودنة"، التي حاز فيها الأفندية العربسلاميين، على النصيب الأكبر من الامتيازات. إيديولوجية القسمة الضيزى لرموز لوطن وحقوق المواطنة. وبمصطلح "أشمل وأدق"، كانت، تلك "المدرسة" عنصراً في إيديولوجية بناة "الدولة السودانية" الأفندوية الكولونيالية "الجديدة" العربسلاميين. إيديولجية القسمة الضيزي للدولة والسلطة والثروة والقداسة والتراث الثقافي الرمزي و"الجمالي"، العربية الإسلامية العضود، المتبلة ببهار الهجنة الإفريقانية الزنوجوية الكولونيالية الجديدة هي الأخرى. كانت عنصراً في "براءة الغش" و"غش البراءة" الأولى في حركة البناء الوطني: غش الذات وغش الآخر. وهو لعمرك أشد صنوف الغش تخفياً. وقد قامت قسمة مدرسة الخرطوم مثل غيرها من "القسمات" الضيزى على ثلاث مكونات: (أ) التراث العالمي (وتقرأ الأوروبي ثم الأمريكي). وكثيراً ما ترد حافةً بلا مرقه ولا توابل: "الفن الغربي الحديث"، وهو بمثابة الإطار العام(ب) الخط العربي وإيقاعاته، بمثابة الأساس الشامل للخصوصية (ج) والزخرف الإفريقي (مطلوق ساكت بلا مثابة). شوف عليك الله "الزخرف الإفريقي" دي!! التي تقال في حق قارةٍ تحتاز على تراث تشكيلي في "مَجَدَة" وبهاء التراث التشكيلي المصري القديم، والتراث التشكيلي النوبي، القديم والحديث، وتراث الممالك والمجتمعات الإفريقية جنوب الصحرء: إمبراطورية بنين، وإيفي، وإمبراطورية مالي وغانا، ومملكة زمبابوي، على سبيل المثال لا الحصر كمان، وتراث النحت والتلوين والعمارة والتزيين الجسدي الإفريقي "التقليدي" (شوف ليك جنس مصطلح!! بينما هو في الواقعفن معاصر دوماً لزمانه المتعدد ولفنون زمانه المتعدد والمتعددة)، الذي زلزل حركة الفن الحديث في العالم أجمع وزجرها عن خيلاء المركزية الأوروبية حسيرة النظر!!! كل هذا اختزلته "نظرية" مدرسة الخرطوم في مقولة "الزخرف الإفريقي". كان دا ما غش الغش شنو؟ وأنت والقراء والمتابعين من "حَمَلَة" الثقافة العربية الإسلامية النقديين، تعلمون مدى زراية كلمة "الزخرف" في لعتنا وفي ثقافتنا "الجامعة".
ولعل هذه القسمة الضيزى تجد تفسيرها في "كون إنو" لم يكن بوسع صناع إيديولوجية الأفندية العربسلاميين في الحقل التشكيلي، كما في الحقل الأدبي، والسياسي، والأكاديمي، صرف النظر المطلق عن "العنصر الإفريقي" والمدافع تلعلع (من عام 1955). وربما فعل نفرٌ عزيزٌ علينا منهم، (المجذوب مثلا)، ذلك عن حسن نية وطوع خاطر. إلا أنه لم يكن بوسعهم أيضاً أن يفتحوا الباب على مصراعيه، كما كان ينبغي بالفعل، لديمقراطية ثقافية تسمح لحركة الإبداع الثقافي الإفريقية التاريخية والمعاصرة، بولوج ساحة المشاركة في صياغة الوطن الثقافي، من موقع الندية، بإبداعاتها المحرمة شرعاً وبالنصوص القطعية وفق الإيديولوجية العربية الإسلامية الرسمية المسيطرة، التي ارتضوا، أو اضطروا إلى الرضا، بأن يكونوا وكلائها في مواقع السلطة السياسية والفكرية و"الجمالية"!!! و"أخيراً" الاقتصادية العضوض.
وقد كنا محاصرين وملاحقين بهذه الإيديولوجية (المتناقضة المرتجلة الممحونة) في قاعات الدرس وفي قاعات المعارض، وفي صفحات الملاحق الثقافية وفي منابر النقاش، إلى أن انتهى بنا الأمر إلى الفصل "التعسفي"، من مقاعد الدرس (علاء الدين الجزولي، وهاشم محمد صالح، والمحوم حامد على أبوالقاسم) ومن الخدمة (الباقر موسى وآخرين)، زنازين النميري (وهؤلاء كُثر لا يسعهم المجال)، بتهمة الخروج على "صحيح العقائد" "الهويوي"ة القومية والدينية والفكرية والأكاديمية والسياسية والجمالية إلخ. بعد تهديدٍ مجلجل صرح به شبرين في مجلة الصحافة السودانية، في حوارٍ "أجراه" معه الأستاذ حسين جمعان، "سوّاَلو فيهو كما قلت في مداخلةٍ سابقة، "المديدة حرقتني"!!(مجلة الصحافة السودانية، العدد الرابع، أغسطس 1977، ص ص 87ـ8. وأضيف استطراداً أن فصل الباقر موسى (من مصلحة الثقافة)، وفوكس (من المسرح القومي التابع حينها لمصلحة الثقافة) وآخرين، تم وعلى راس المصلحة، صديقنا المرحوم الشاعر الكبير محمد عبد الحي "المو إيديولوجي"!! وعندي الكثير مما سأقوله لاحقاً في هذا الخصوص.
فهل كان بإمكاننا في مثل هذه الشروط التركيز على "تقديم نماذج للنقد الفني العلمي للمنجز التشكيلى لمدرسة الخرطوم"؟
أدرك تماماً إن هذا ليس مقصدك. ولكنني أردتُ الارتكاز على أسئلتك وملاحظاتك النيرة لأبين جوانب من قضايا منحانا النقدي قد لا يلم بها الشبان والشابات من القراء والقارئات والمتداخلين والمتداخلات. كان هذا منحاي أنا بصورةٍ أساسية.
وقد كان هو أيضاً، على درجاتٍ متفاوته، في أعتقادي، منحى حسن موسى إلى حدٍ بعيد، وباردوس وهاشم محمد صالح، وعلاء الدين الجزولي وصلاح حسن عبد الله.
إلا أننا لم نهمل النقد المتصل بالجوانب البنيوية، والخصائص والخصوصيات الداخلية للعمل الفني، التي تجعل منه عملاً فنياً أصلاً. ومن هنا جاءت أطروحاتنا في تعريف التشكيل، والشعر، والموسيقى والمسرح، والممارسات الإبداعية الشعبية من تشكيلٍ وخلافه مما كان الخرطوميون يصنفونه في خانة "الحرف". ولعلك تذكر ذلك الحوار الطويل الذي دار بيني وبين حامد الباشا ومحمد حسين الفكي في تعريف الفنان والحرفي.
كما أن حسن وباردوس وعلاء وصلاح تناولوا في كثيرٍ من كتاباتهم أعمالاً محددة بالتحليل والتوصيف النقدي التقني والرؤيوي بدقةٍ وتفصيلٍ ونفاذ.
وقد حرصنا منذ البداية، وبعبارةٍ أدق، ميزنا منذ البداية، بين المبدعين الحقيقيين بين رواد مدرسة الخرطوم وأتباعهم، ممن كانت أطروحات "المدرسة" النظرية أقصر من قاماتهم الإبداعية بما لا يقاس، وعلى وجه الخصوص أستاذنا إبراهيم الصلحي، الذي هو في تقديري، وفي تقدير حسن أيضاً واحدٌ من أعظم رسامي عصرنا على إطلاقه، وعتيبي، وجمعان، وربما قلتُ أحمد عبد العال. إلا أن حصاد المدرسة الكلي كان كما قال حسن موسى "أصفاراً من المقلدين ممتدةً على مدى الأفق التشكيلي "الهويوي"، على يمين صلحي".
بـــولا

Post: #486
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-17-2004, 01:41 PM
Parent: #1

عزيزي الحسن، والأصدقاء والأحباب والبورداب والقراء المتابعين،
سوف أطلب من الحسن، ومنكم، العذر مرةً أخرى. لأنني سأبرجل عليكم ترتيب الأمور قليلاً. فقد وجدت النص الضائع المتصل بالسياق التاريخي التأسيسي لمدرسة الخرطوم. وهو سياق هام جداً في تاريخ مبحث "الهوية الثقافية السودانية" الناجزة المفترفض فيها الشمول والحصر والحسم ضد الريح والأنواء، ودوي المدافع والبنادق. وقد كنت بعد الإحباط الذي اصابني على أثر ضياعه، قد ٌِنعت منو ظاهراً باطناً وعجزتُ عن إعادة صياغته، واستبدلته بنصٍ آخر يتناول تساؤلات الحسن حول تركيز حركة نقدنا لهذا التيار ومجمل التيارات التي تولدت عنه (وكان معظمها تعديل واستدراكٌ على نواقصه النظرية) على الجوانب السوسيولوجية والسياسية والنظرية، و"إهمالنا" للنقد بمعناه المدرسي والتقني المحدد، وجملة قضايا أخرى، يمكن مراجعتها في مداخلة الحسن أعلاه، وهو النص الذي نشرت الجزء الأول منه عصر اليوم(الجمعة 17 سبتمبر 2004)، ووعدت بنشر الجزء الثاني فور عودتي إلى الدار. ولدى وصولي إلى البيت اكتشفت أنني قد نسيت الجزء الثاني في المكتب بفعل خدعة منعولة من كمبيوتري الماكر، في الواقع من جهلي الماكر بأصحاره وحيله. كنايةً عن أن جهلي يتنصل من المسئولة ويحيلها إلى الجهاز الدوغمائي الذي يفتقر إلى فضيلة التسامح مع الخطأ. فأصبحت في حيص بيص. فمن المفترض أصلاً أن أُنزل النص الضائع أو الذي كان ضائعاً، إلى أن "استطعت" استعادته قبل دقائقٍ "بمحض الصدفة"، قبل النص الذي نشرت عصر اليوم الجزء الأول منه ووعدت بإنزال الجزء الثاني منه في أول المساء. ومعنى هذه الغلوتيه إن خللاً كبيراً سيصيب السياق لو أنني أنزلتُ النص المعثور عليه بمحض الصدفة في مكانه الطبيعي، قبل النصين المذكورين. ولكي أتفادى برجلة السياق ينبغي على إحداث تعديلاتٍ في النص المعثور عليه، بمحض الصدفة، حتى يصبح إنزاله بعد هذين النصين اللاحقين له مستساغا ومعقولا من ناحية ترتيب السياق، بحيل الفلاش باك السياقية. وهي ممكنة في الفلسفة وعلم الجمال، وفي علم الحكي المزالف، فيما أزعم، وكما سترون، إذا شاء ربنا أن يسترني معاكُُنْ/كَنْ. إلا أن الجزء الثاني من النص الذي نشر، في المكتب وليس في الدار. عاد دي يحلوها كيف؟ إن الحل الذي أقترحه مكرها لا بطل، هو أن أتراجع عن طلبي بإيقاف المداخلات. فلتتداخلو إن شئم من دون أن تطرحوا على أسئلة صعبةً تستدعي تعقيباتٍ طويلة تخرجني من السياق إلأى الابد. وبين هذا وذاك سأواصل الرد على ترحيبات من تبقى من الأصدقاء والمتابعين. سوف أبدأ بالدكتور بشار صقر.
مع كل محبتي
بـــولا

Post: #488
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-18-2004, 11:38 AM
Parent: #486

الاستاذ عبدالله بولا

مرحبا بك في المنبر الحر اضافة ثرة لهذا البورد ،ان من اعظم انجاذات هذا المنبر ان اتاح الفرصة للاجيال المختلفة للتحاور والتثقاف وتقريب وجهات النظر ...

اسف انني دخلت بعد كل هذا العدد الهائل من المرحبين ، ولكن لم اكن ا ريد تحميلك عب اضافي ،خاصة انني متعاطف معاك جدا ....اكيد ارهقك هذا المجهود الضخم الذي بذلته في هذا البوست الوثيقة ، وبعد ان اقترب البوست الي الخواتيم، رايت ان ادخل لاوقع اسمي هنا مرحبا وسعيدا بوجودك بيننا ....


لك مني عميق الود ....

Post: #489
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bakry Eljack
Date: 09-20-2004, 02:59 AM
Parent: #488

القراء الكرام و الاستاذ بولا


يجب ان يبقى هذا البوست عاليا كمنارة لكل من يرغب فى التزود بمعرفة و بحكى من طراز فتح الاسئلة الكبري


بكري الجاك

Post: #490
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-20-2004, 03:22 AM
Parent: #1

الماحي ود علي، عووووك
ألحق زولك أمانة ما اتعوق،
فترت من الاعتذار عن لخبطة ترتيب إنزال النصوص وضياعها. ومن عدم الوفاء بالوعود. أول أمِسْ لقيت الجزء الضائع من نص الإجابة على طلبات الحس بكري وأسئلته المنيرة. وقلت بعد داخلاص مافي لخبطة تاني. وأمس فرغت من كتابة الرد على ترحيب الأخ بشار صقر، ونفلته في فلوبي عشان أراجعه وأنزله في البوست في "الفسحات" بين أوقات زحمة العمل، وختيته بي إيدي المظنبه، في جيب الجاكت الماشي بيه الشغل. وكت المرقة اتلخبطت علىَّ ألوان الجاكات (واحدة رمادية غامقة والتانيه زرقاء غماقه). قتَّ كدي لفحت الزرقاومرَقْ أها المرقه اللياها.
دحين ياخوي تتدخل تعتذر نيابةً عني للحسن وبشار والمتابعين والبورداب وغير البورداب.
وفي مايلي أواصل اللخبطه:
أولاً وجدت في الجزء الثاني من الإجابة على تساؤلاتك ياالحسن أخطاء مطبعية وجمل كثيرة سقطت من "الأصل". أو بالأحرى وبأمانة أكثر، اكتشفت أنني أنزلت المسودة بدلا من الاصل. أو بعبارةٍ أدق بدلاً من النسخة المزيَّدة والمنقحةالتي كانت في نفس الفايل. ودا كلام عاوز لُه شرح طويل ومصطلحات كهانة كمبيوترية ماعندي بيها معرفة تؤهلني للإفتاء. المهم هذا ماحصل. فشطبت المسودة وأنزلت النسخة "الأصلية" ولا أعرف أيهما الأصلية في الحقيقة. ومفهوم الأصالة هو "أصلاً" مفهوم إشكالي جداً عندي.
وأدعو الأصدقاء والمتابعين، وآت، "الذين/آت"، قرؤا وقرأن النسخة الماضية "غير الأصلية" أن يرجعوا إلى النسخة الجديدة، "الأصلية" وقلما تقترن عند "الأصالويين" صفتي "الأصالة" والجدة. فدبروا راسكم مع هذه الغلوتيه.

والخبر الثاني "المزالف" أيضاً، إنني سوف أُنزل الجزء الثالث و"الاخير" من التعقيب على ترحيب وأسئلة وطلبات الحسن بكري الغالية بعد ساعة تقريباً. إذا استعدتُ سلامة العقل والجسد.

مع حافل مودتي وامتناني على صبركم

بــــولا


Post: #491
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-20-2004, 03:44 AM
Parent: #1

عزيزي بكري،
تحياتي وشكري ياابن الأسئلة الكبرى.
ولي عودة إليك وقد أعلق في بوستك العالي في خصوص تقييمك النقدي الباسق لتجربتك مع قوات التحالف. وتجربة قوات التحالف نفسها من وجهة شوفك الشامل.

مودتي.
بــولا

Post: #492
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فتحي البحيري
Date: 09-20-2004, 03:49 AM
Parent: #491

يادكتور بولا
تحياتي لطولة هذا النفس
تابعت طبعا سجالاتك مع حيدر ابراهيم في جريدة الخرطوم ذلك الزمان
لا يوجد عندنا هذا النفس؟
لك التحية وودادها

Post: #493
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-20-2004, 03:56 AM
Parent: #1

الأخ (ولا الإبن؟ فصورتك في ريعان الشباب) محمد عبد الرحمن،
خالص تحياتي ومودتي،
وسأعود إلى الرد على ترحيبك العالي لا حقاً، وفق الترتيب.
مع جزيل شكري.
وهذه فقط لزوم التحفظ والخشية من أن تعتقد إني نطيتك مشيت لي بكري الجاك. فبكري سبق له "الإدلاء" بترحيب ومداخلات. وقد صادفت مداخلته التشجيعية الأخيرة التي ربما صادفت هوىً في نفسي. فقدكانت الخشيه من أن ما أكتبه سخيفٌ ومضجر، أقصى مداها عندي. وكُنت من جانبٍ آخر أخشى أن توصلني هذه الحال إلى انسحابٍ غير مشرف.

بـــولا

Post: #494
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-20-2004, 05:15 AM
Parent: #1

عزيزي الحسن،
مودتي،
ياخي الجزء الكان ضائع من "مسألة" "مدرسة الخرطوم، والمتصل بسياقها التاريخي، والتاسيسي منه على وجه الخصوص، كان المفترض أن يجد مكانه في المقدمات الأولى، في الجزء الأول. إلا أن "كان من المفترض" تفتح عمل الشيطان مثل أختها "لو" المغلوبة على أمرها في منطق اليقين. باصرت ليه حِتَّه هنا وهناك بعد فوات الأوان مانفع، ومن الطبيعي أن لا تنفع الأشياء بعد "فوات الأوان". وقد "اهتديت"، في أعقاب محاولاتي البائسة، إلى أن أجعل منه ملحقاًً. والملاحق غالبا ماتكون حيلة لإيجاد مكانٍ في النص، لما يضيق عنه المتن، أو ما ينسى الكاتب وضعه في المتن، أو ما ينقدح عنه ذهن الكاتب بعد كتابة المتن، أو مايستعصي على ترتيب السياق. وقد اقترفتُ أنا كل ذلك. فالمعذرة. وإليك الجز الرابع "الطبيعي". وبعده الملحلق شقي الحال.

بـــولا

Post: #495
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-20-2004, 06:02 AM
Parent: #1

وأقول استطراداً أن مجمل إنتاج الحركة التشكيلية من الأجيال الجديدة (لا كله بالطبع) الذي شهدتُه قلما يخرج من "تقليد" مدرسة الخرطوم من الاصطفاف على يمين صلحي وأتباعه المجودين. وأنا شديد الأسف على اضطراري إلى التصريح بذلك. وأتمنى أن يدرك الكثيرين من شبان وشابات الحركة التشكيلية المعاصرة في بلادنا، ما فرطوا فيه من أمرهم ومن حقهم في التجريب التشكيلي الطليق خارج سياج إيديولوجيات المعازل "الهويويوية" الكاذبة، التي قصيرة النظر على أقل تقدير. وإذا شئنا تحري الإنصاف، ولابد من أن نشاء تحري الإنصاف، فإن من الواجب علىَّ أن أضيف موضحاً إن إنتاج صلحي (الذي غادر محبس مقولات مدرسة الخرطوم بعد سنوات قليلةٍ من نشأتها) وعتيبي، وجمعان، وقد أقول عبد العال، "التشكيلي الرفيع" الذي أشرتَ إليه، كان في الجانب الأكبر منه خروجاً من مقولات وتعاليم "مدرسة الخرطوم": "الخط العربي والزخرف الإفريقي". أو بعد التعديلات الكثيرة التي أجراها عليها الجيل الثاني من روادها (موسى الخليفة أولاً، وهو نسيج وحده، على المستوى النظري والتجريبي، أقحم نفسه في هذه الورطة لأسبابٍ لا يسعها المجال هنا، وعبد العال، وعتيبي والمرحوم أحمد الطيب زين العابدين وآخرين. ظلوا يحورون في مقولاتها وتعاليمها إلى أن، انتهي الأمر بمعظمهم إلى لفظها، ومغادرتها واستبدالها بإيديولوجياتٍ أكثر صمديةٍ وأكثر حذقاً، وأكثر تناقضاً أيضاً: مدرسة الخرطوم الثانية العربية الإسلامية القحة المستغنية عن بهار "كريم المعتقدات" الإفريقية، ست الحروفية العربية المقدسة المي لعب: القائمة في أصل الوجود الإنساني كله ـكما أوضحت في شجرة نسب الغول، قبلها في رسالتي للدكتوراه (والتي ظهرت إلى الوجود "بمحض الصدفة" مع تحول نميري الإسلاموي)، وسودانوية أحمد الطيب الإفريقية الإسلامية ال، وأخيراً مدرسة الواحد الأحد، التي لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من بين يديها، والتي "تحترم" الاختلاف والتعدد مع ذلك. وليس غريباً عن هذا السياق عودة "معظم" رواد مدرسة الغابة والصحراء، من ضلال الهجنة الإفريقية، بين الإسلام وكريم المعتقدات الإفريقية" إلى طريق الإيمان الصوفي الغنوصي القويم:
مدينتك الحديقة يا رسول الله
كل حدائق الدنيا أقلَّ وسامةً وحضور
وهذه على سبيل المثال لا الحصر. وأسألهم: "نان من قبيل مالكُن؟" وأنا لا اعتراض لدي في أن يعتقد شاعرٌ عربي، وحتى إفريقي، مسلم مثل عقيدة مكي هذه. إلا أنه، مثله مثل جماعة الواحد، لا يجوز له أن يدَّعي الانتماء إلى "كريم معتقدات" "ثقافاتنا الإفريقية ويزعم أنه يحمل لها نفس التقدير، ويعطيها نفس القيمة الرمزية والجمالية والروحية، ويحترم التعدد والاختلاف. فالذي يحترم التعدد والاختلاف عن حق. سيتعقد أن خياره الثقافي والعقائدي خيار بين الخيارات الأخرى ليس إلا. أما خيار مَنْ يعتقد أن كل حدائق الدنيا الأخرى (ويمكن أن تُقرأ خيارات الدنيا الأخرى) أقل وسامةً وحضوراً من حديقة عقيدته فليس بإمكانه أصلاً أن يعتقد أن خياره خيار بين الخيارات الأخرى ليس إلا. وهذه عينة ممتازة من غش الذات وغش الآخر. وكنت سأقبل بأن يقولوا "نحن نعتقد أن خياراتنا، رموزنا وعقائدنا وقيمنا الجمالية والأخلاقية، أفضل من خيارات أصحاب العقائد الأخرى، ونحن نحترمهم بهذا الشرط). أما أننا سواسية وحديقتنا الرمزية أكثر وسامةً وحضوراً من كل حدائق الدنيا الأخرى، من كل حدائق الآخرين، فلا. ومع ذلك فإن مكي شاعرٌ مجيد، وأنا شديد المحبة لشخصه ولشعره. تزلزلني "جمالياته"وسبكته ولغته الفريدة. ويطربني ويزلزلني أيضاً شعر عبد الحي، إلا أنني سأظل أسائل هذا الطرب وهذه الزلزلة ما بقيت في نفسي بقيةٌ منها، عن مصادرهما. وسأظل أستل من هذا الجمال الباهر ما فيه من عناصر خيلاء الثقافة العربية الإسلامية "المركزية"، والمركزية الذات، وأعرِّضها، مع آخرين كُثر، لضوء النقد الكاشف. وأعري ما بدا لي سوءاتها: كونها غير قادرة، في بنيتها بالذات، على إقامة علاقة نديةٍ مع الآخر. على الرغم من أنها ليست الوحيدة في ذلك.
شكراً على إثارتك النيرة لهذه القضايا الصعبة والأساسية.

وفيما يتصل بمصادرنا التي استندت إليها مساهماتنا النظرية، ولا أقول النقدية لأنها كانت في تقديري أشمل من ذلك، فقد اعتمدنا فيها أولاً على تأملاتنا وتساؤلاتنا وحواراتنا وحفرياتنا وجهودنا الفكرية الشخصية، أعني من طاقة الملاحظة على الواقع المحلي والقدرة على النحت، ومن عذابات وَقْدِ لهيب شبابنا الإبداعي، والملاحظات والقراءات الجدالية، الحوارية، النقدية، للنذر القليل الذي كان يأتينا من الخارج. كنا طلاقاء، عصاة، خارجين على مؤسسات التدجين وتحريم الأسئلة مما جميعو. وبالأحرى هذه المؤسسات هي التي أخرجتنا من عنايتها وناصبتنا العداء لمجرد أننا كنا نتساءل ونرفض التسليم السهل الميسور. لا أعرف لماذا كنا نتساءل ؟ أي من أين أتتنا ملكة ومصيبة التساؤل هذه، إلا أننا كنا وما نزال لا نملك لها صرفاً.


Post: #496
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Hussein Mallasi
Date: 09-20-2004, 06:47 AM
Parent: #495

Quote: فقدكانت الخشيه من أن ما أكتبه سخيفٌ ومضجر، أقصى مداها عندي. وكُنت من جانبٍ آخر أخشى أن توصلني هذه الحال إلى انسحابٍ غير مشرف.
دا كلام دا يا دكتور !!
هو انت قايل شنو المخلينا مصاقرين البورد كدا
غير انتظارنا لكتاباتك.

تحياتي و احترامي

Post: #497
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: AnwarKing
Date: 09-20-2004, 07:42 AM
Parent: #1

الحبيب عم عبد الله...
تحيات ندية لك وللخالة نجاة والاسرة الكريمة...

كل ما اقراء "رد ضاع" أو هكذا... بحس بمسئولية شديدة تجاه الرد والله... لان ردودكم ماشاء الله مليانة...

أقترح باستخدام محرر النصوص ( الوورد) وحفظ الملف قبل ارساله الى هنا...

لكم الودّ الكثيف...

أبنك أنور

Post: #498
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-20-2004, 12:52 PM
Parent: #1

إبني وابن اخوي وابن اختي العزيز انور،
تحيات ندية وهدية ورضية،
طليت في وقتك تمام. عمك جننو ضياع النصوص. تسجيل النص في وندوز عملتو، وتسجيله في فلوبي عملتو وكله مانفع. لأنو أنا أولا بلخبط وبنسى من كثرة المشاغل والتكلفات. السودانيين قايلني من "الصفوة" جد جد. وبعضهم قد يعتقد أنني في فرنسا نائب رئيس الجمهورية لشئون الأجانب والمهاجرين وطلاب اللجؤ، وطلاب الجامعات والمعاهد العليا. ماعندي دقيقة واحدة فاضي من التلفونات والوصايا. وكتابتي في البورد دي بمجابدة لا يعلمها سواي. مرا ت كتيرة أكون قدام الكي بورد للصباح. أشيل الشنطة من الكي بورد وامشي الشغل. وقد منعني الطبيب في الأسبوع الماضي من السهر الفايت الحد. وكان ما شوية فرقات لا قيها في الشغل الأيام دي، لأنه كسل الإجازة لسع ما طلع من "كبار المسئولين" (بدون ما يحددوا مسئولين من شنو؟)الفرنسيين، ورصفائهم في المنظمات الدولية. وهذا هو مجال عملي: تلخيص كلامات "الحُكام" و"كبار رجلات الدولة ورجالات الثقافة" في فرنسا والمنظمات العالمية العاملة بها، التي لاتودي لا تجيب. لكن الحق لله المؤتمرات التي أترجمها وألخصها مرات بكونوا فيها عصاة يجوا يبرجلوا على الجماعة ديل كلامُن الحلو كله. يخلوهن أباطن والنجِم. وعلى كلٍ الوضع هادي اليومين ديل عشان كده عمك سارح يكتب ويضيِّع في النصوص كمان.
دحين إن بقى لقيت لي بصارة لا سترجاع النصوص كاملة وبغير الصدفة تكون عملت فوقي حسنة كبيرة. عندي CD لاسترجاع النصوص المزوغة لكن ما قدرت استعمله. وبعبارة أكثر صراحة ما فضيت ليه. فلو شرحت لي كيف أفعل ذلك ينالك ثواب كثير وأنا أشهد ليك يوم القيامة. ليك علي ما أبضِّع فيك وما أضيِّعك.

مع شكري ومحبتي
بــولا

Post: #499
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-21-2004, 06:47 AM
Parent: #1

بشار صقر
عزيزي بشار،
معذرةً
شطبت النص لإعادة إنزاله بالخط البارز
بــولا

Post: #500
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-21-2004, 06:54 AM
Parent: #1

عزيز ي بشار،
آسف شطبت النص مرة أخرى لتمييز الاستشهادات بالخط المائل
بــولا







Post: #501
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-21-2004, 07:30 AM
Parent: #1

بشار صقر

الأخ العزيز دكتور بشار صقر،
جزيل شكري على ترحيبك من ناحية المبدأ والأصول والروابط الأخوية. ويسعدني كثيرا التعرف على شابٍ متنير مثلك من أبناء دارفور، ينضاف إلى قائمة أصدقائي الدارفوريين القدامى، الذين على رأسهم صديق طفولتي ومرجعي عبد الله زايد.
إلا أنك تعطيني أكثر من قدري الواقعي بكثير، وبكثيرٍ جداً. فقولك: "من وجهة نظري يمثل د. بولا قمة الجهاز المعرفي السوداني الشغّال في الاوساط النخبوية، أي كل المتخيّل المنتوج من الثقافة الموثقة في الفترة ما بعد الاستقلال، هذا المنتوج المتمركز حول العقل العربي ولا اقول عروبي، تم اسقاطه علي مجمل الشخصية السودانية"، إذا أخذناه على محمل الانتماء العضوي إلى "النخبة" المسيطرة أو نقائضها، فإنه لا يناسب واقعي الحالي ولا التاريخي الموضوعيين، ولا فكرتي عن نفسي وعن دوري وموضعي وموقعي الاجتماعيين، إن كان لي موضعٌ وموقعٌ أصلاً في أوساطٍ اجتماعية نخبوية واقعيةٍ أو متخيلة. فأنا يا سيدي لا أوفق على مصطلح ومفهوم النخبة أصلاً. ورأيي فيها زي راي عادل امام "أكابر إيه" قال "دول مش أكابر ولا حاجة كلهم حرامية وأولاد كلب". إلا أنني لا أوافق عادل امام، ولا سواه، على مثل هذا المنحى في التعميم المطلق. ما في أكابر، وأصاغر في البني الإنسان، أي نعم، إلا أن كل من كانت تطلق عليهم صفة "الأكابر"، الخاطئة أصلاً، حراميه، فلا. وهذا موضوعٌ يطول الحديث فيه.
أوساط شنو ونخبوية شنو يا بشار ياخوي؟ أنا زول مطلوق ساكت، هامل، مثل ملايين مطاليق وهوامل هوامش المؤسسات القابضة في بلادنا الموبوءة بالهامشية المفروضة على معظم قطاعات الشعب. (وان جيت للجد كل ناس الدنيا هامشيين ومستعبدين في مجتمعات أكابر الرأسمالية الليبرالية العولمية السائدة، وأتباعها من "أكابر" "العالم الثالث"). تلاتين سنة تشريد من الخدمة وحرمان من حقوق المواطن الأولية. نخبة وين بعد دا يا شيخ بشار؟!! أما إذا حملنا عبارتك "الشغال في (إيديولوجيات) الاوساط النخبوية، أي كل المتخيّل المنتوج من الثقافة المتمركز حول العقل العربي ولا اقول عروبي، [الذي] تم اسقاطه علي مجمل الشخصية السودانية"، على محمل الاشتغال البحثي التخصصي النقدي، فأنتً على حق. فأنا "شغال" بالفعل، فيما أتصور، في نقد هذا المتخيل". بَيْدَ أنني لستُ "قمة" "الجهاز المعرفي" السوداني أو غير السوداني في هذا الخصوص. فقد سبقني إليه باحثون ومفكرون أجلاء لا أدعي، ولا يجوز لي أصلاً أن أدعي، علوَّاً عليهم.
إلا أن تفسيري الاحتمالي هذا، لقولك أعلاه، لا يستقيم مع بعض ما جاء في قولك في الفقرة التالية من حديثك: " ولما كانت المساحة الجغرافية التي انتجت هذه الثقافة لا تتعدى الي الغرب ديار الكبابيش والي الجنوب حدود سنار ولا تمثل الارث الثقافي الكامن في الشرق فهي اذن (ثقافة الجماعة العربية المسلمة علي النيل والبوادي حسب وصف د. عبدالله علي ابراهيم). هذا العقل المعرفي الاقصائي للثقافات الاخري والذي يبث وسائطيا الي كل السودان استخدم اللغة( العربية) كما هي مجسدة في مقولة رولان بارت "اللغة ليست ليبرالية ولا ديمقراطية انها ببساطة فاشية".
رولان بارت على كيفو يا زول. أما أنا فإنني لا أعتقد أن اللغة فاشية بهذه الصفة المطلقة. فاللغة حامل للثقافة والوعي والشعور والأيديولوجيا، كما هي وعاءٌ لها (وهي أداةٌ للتواصل والتعبير بالطبع). وكيفما تكون سعة وعي قومٍ ما وثقافتهم تكون سعة لغتهم وقدرتها على التوسع في معاني الحرية واحترام كرامة الإنسان وقابليتها للتحرر والتحرير. وأتمنى أن لا يكون في استشهادك بمقولة بارت عن فاشية اللغة تلميحاً لفاشية اللغة العربية، التي اتهمت، في بوستاتٍ أخرى حملتها بالاستبداد، وإلى كون اللغة بالتالي الأداة الطبيعية والسمة الطبيعية "للعقل الإقصائي العربي الاستبدادي وسأعود إلى ذلك. أقول أتمنى أن لا تكون على مثل هذه العقيدة.

أما قولك: "انكم جيل ابدع في عالم المعرفة الثقافية، لا شك في ذلك، وقد توشحت سماء السودان بالوان قوس قزح من منتوجكم الابداعي شعرا ونثرا وفنا ونغما ولكن كان انتاجكم نخبويا وصفويا ونيليا شماليا، فلم يجد الجنوبي والشرقي والغرباوي شخصيته الثقافية، فكانت غربة الهامش او ذوبانها في ثقافة المركز واعتقاد المركز بان ما ينتجه هو الافضل بحكم التكرار واعادة الانتاج وبحكم الجودة لما وجدته من الرعاية والخصوصية اعطتها الاولوية علي عكس الثقافات الاخرى التي اصبحت نسيا منسيا."، فإنني لم التقط بالتحديد بعض مراميه. فما الذي تعنيه بقولك "هذا العقل المعرفي الإقصائي للثقافات الأخرى"، فالعقل الإقصائي إقصائي فحسب وليس معرفياً. لأنه على العكس تماماً عقلٌ يرفض أن يعرف. ولكنني سأحمل قولك هنا على معنى عقل مؤسسة الثقافة العربية ـ الإسلامية الرسمية، عقل "نُخبها" الحاكمة منذ الاستقلال. وهذه أوافقك تماماً على نزعتها الاستعلائية، والإقصائية، وخطط تنميتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية القائمة على الغش لا على الشعور بالمسئولية والواجب. وأتمنى، وأعمل ضمن آخرين كثر، أنت منهم، على أن ترعوي هذه المؤسسة عن هذا المسلك الضال الضار، في هذه الجولة الحاسمة والأخيرة من جولات مساعي وحدة الوطن وعافيته.أو أن ننجح نحن معارضيها أن نجبرها على أن ترعوي، بوقوفنا وقفة واحدةً صمدةً في وجهها. وهذا ما لا اراه ولا أتفاءل به، لدى قطاع كبير من معارضين في هذا البود، حصروا همهم في المشاجرات والخصومات حول قضايا ثانوية، وفي خط مستقيمٍ معاكسٍٍ تماماً لعقائدهم الديمقراطية المعلنة.
وأرجو أن يستقيم في ذهنك وفي وجدانك أنني إنما أدفع في وجه مقولاتك بهذه القضايا الإشكالية، لتقديري الكبير لجديتك ولأولوية حقك كواحدٍ من أبناء مناطق الغبينة المستنيرين في مساءلة أيٍ كان من أبناء ثقافة الشمال والوسط، ممن يجوز الاشتباه في كونهم حَمَلةً لبثور وباء إيديولوجيا الخيلاء والتعالي "الثقافيين" (والخيلاء والتعالي لا يكونان ثقافيين أصلاً إلا من باب الاستخدام الغافل، أو الاضطرار الإجرائي. فهما بالأحرى من ثمار غياب الثقافة وسطوة الأنانية الهمجية الغاشمة).ولكي أعقب على فقرتك أعلاه بصورةٍ مسئولةٍ ومناسبة، أرجو أن تسمح لي أولاً بأن أتوقف عند عبارة ومفهوم "جيل" هذا الذي يتسبب غموضه وعموميته في تشويش كبير. ف"نحن"، إن كنت تعني بقولك "إنكم جيلٌ أبداع" إلخ، تيار من أسميهم ب"العصاة" من أعضاء التيار الفكري والفني، الذي ظهرت بوادر مساهماته، وثمارها الأولى، في الحركة الثقافية في أواخر الستينيات وفي السبعينيات، والذي جرت العادة على تسميته ب "جيل السبعينيات"، فأنا أعتقد إننا لا نمثل جيلاً بالمفهوم الزمني (؟) ولا الإجرائي بما أننا لم نكن من نفس "طبقة" العمر، ولأننا مازلنا أحياء نُنتج ونساهم وتتطور رؤانا وتتحول وتَثرَى، بفعل حضورنا ومشاركتنا في الإنتاج المعرفي والثقافي، وفي الصراع السياسي، والاجتماعي، والفكري في كل ما أعقب السبعينات من عقودٍ (وما سبقها في خصوص شخصي) إلى عقد الناس هذا. فما الذي يجعل منا جيل هذا العقد أو ذاك على وجه الحصر؟ ولا أعرف أي مرحلةٍ من مراحل تطور إنتاجنا هي التي تصلح قاعدةً لتعريفنا أو تعريف سوانا، وتحديد كينونتهم ك "جيلٍ" أو "أجيال". ففي مفهوم الجيل دلالاتٍ خفيه من معنى نفرٍ أعطى كل ما عنده، وقال كلمته الأخيرة ومضى، وانقضى نحبه المعرفي، واستحال إلى كائنٍ ومادةٍ أرشيفية ومتحفيه. وأصبح كلامهم اليوم هضربة وخَرَف عجايز اختلطت عليهم الأزمان والوقائع والمعايير. وهذا ليس مقصدك ولا شك، إلا أنه المفهوم السائد والدلالة المضِلّةَ السائدة، المسكوت عنها لمصطلح "جيل". نحن إن شئتَ، وشاء المتداخلون والقراء، تيارٌ في الحركة الثقافية، أو بعبارةٍ أدق "أعضاء" فاعلون في تياراتٍ نقدية متعددة، يجمعها رابط الإيمان بِ، والعمل على، احترام واقع التعدد الثقافي (و"العرقي") (والعياذ برابط الوطن والإخاء الإنساني من هذا المصطلح المُرزِل)، والإعلاء من شأن حق المواطنة. وقد شاءت مصادفات التطور التاريخي الاجتماعي أن نكون من أبناء الثقافة العربية الإسلامية، وشاءت هذه "الصدف التي تأتي وتذهب في فصول التاريخ" أن تتوفر ل"نُخبة" هذه "الجماعة" وسائل وسبل حيازة السلطة والامتيازات، وأن تصبح رقعتها الجغرافية وبنياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وربما قلت بعد ترددٍ كبيرٍ، وتحفظٍ شديد، "ثقافاتها المادية" "أعلى تنميةً" من غيرها من الجماعات المشاركة لها في الوطن. أما ثقافتها الروحية والقيمية الإبداعية، فلا. فهذه كما هو معروف، لا تنجم عن مستوى التطور المادي وتتبعه اتباعاً آلياً. (وحتى تفوق ثقافة الوسط المادية فيه قولان وأكثر. أقول ثقافته المادية لا تنميته الاقتصادية).
وقد كان من الممكن تاريخياً أن يحدث العكس. فالعرب والمسلمون يا أخي بشار ليسوا حكاماً مستبدين بالجينات، كما كدت تقول في بعض مداخلاتك. ولا هم تجار رقيق بالجينات، وليس بين العروبة والاستبداد "رابط قوي" بالجينات، ولا تركب العرب غريزة "تدمير الحضارات" بالجينات. وليس "لديهم مشكلة حقيقية في مفهوم التعايش مع الأخر" بالجينات. وإنما وُجدت الأنظمة الاستبدادية في " وحل الصحراء العربي المشبع بالاستبداد والتسلط." كما تقول، لأسباب ينبغي البحث عنها في "قوانين" التاريخ السياسي والاجتماعي والبيئي لا في الخصائص العرقية أو الثقافية الخالدة.
كما أن "الأفارقة" لا يحوزون على مزايا "مركزية" مركوزةً في تكوينهم الجيني أو في تكوين ثقافاتهم "الجيني"، تمنح مجتمعاتهم استعداداً طبيعياً لقبول واحترام الآخر، ب"الأصالة". ولا أعرف كيف جاز لإنسانٍ ذكي ومطلع مثلك أن يكتب هذه المقولة التقريرية الصماء المحصَّنة من النظر النقدي في واقع الحال، و في وقائع التاريخ البعيد والقريب، فأنت تقول: "فالمركزية الافريقية تستطيع ان تسع الجميع عربا كانوا او افريقيين كما في "مالي" وكما في "نيجر" وكما في "تشاد"!! وكيف ترى يا أخي بشار؟ ما حدث في الكونغو؟ وفي رواندا؟ وفي الكاميرون؟ وفي نيجيريا؟ وفي توغو؟ وساحل العاج؟، وحتى في تشاد ذاتها؟ على سبيل المثال لا الحصر، حيث لم تتسع المركزية الإفريقية لبعض أهل الدار الأصليين، أولاد إفريقيا من حُرِّ حشاها، الذين تذابحوا كما تذابح كافة خلق الله، في كل حقب التاريخ، حين ضاقت نفوسهم بفعل الطمع والأنانية الغاشمة، وضعف الوعي النقدي، وضعف العقلانية، وضيق سعة البني الاجتماعية والثقافية عن رؤية مشروعية حق الآخر الشريك في الأرض والحقوق والمطالب والمظالم، بسبب مركزيتها الذاتيه على وجه التحديد، التي هي صفة كل مجتمع مغلقٍ متمركزٍ حول نفسه، طاردٍ للآخر.
وأرجو أن تعذرني لو وجدت في قولي هذا ما قد يوحي بالمناجزة والرغبة في الحصار. وفي اعتقادي أن هذا بعيدٌ، شاسع البعد، عن مشاعري ومقاصدي. فأنا على العكس من ذلك، أري فيك إنسانا مستنيراً، شديد المراس الفكري. ولذا اخترتُ أن أواجهك بتسليط الضوء على عناصر في خطابك، بدا لي أنها، تضر بما ينطوي عليه أكثره من نفاذٍ وصوابٍ نقديين.
لا سيما وأنت تقول بأن: "تفكيك هذا المنتوج الثقافي المهيمن الشغّال بالتقادم"، "والكشف عن انه جزء من الكلية الثقافية السودانية، هو المدخل السليم لكسر حاجز الاحتكار الثقافي وبالتالي المعرفي، لكي نتمكن من اطلاق المكنونات الابداعية للثقافات الاخرى من غربتها كمحاولة لكسر طوق الازمة الثقافية الخانقة التي يعيشها السودان" .كما تقول بأن "تفكيك تلك العقلية غير المستقلة يحرر الثقافة السودانية من امراض النخبوية والشللية (القعداتية) نحو عوالم انتاج المعرفة لذاتها وتؤدي الي تدشين لفكر نقدي متعالي علي الكانتونات الجهوية والاحزاب العائلية والتنظيمات اللاهوتية". وأنا أشاطرك جوهر هذا الرأي إلا أنني أعتقد أن زوال، أو تحول، أو اضمحلال، أو ضعف شوكة، أو تجاوز، "الكانتونات الجهوية والأحزاب العائلية والتنظيمات اللاهوتية"، لا يتم بالموقف المتعالي عليها، بل بالحوار الصبور وبالنقد المؤسس، المبني على احترام القوانين والدستور والمؤسسات والحقوق الديمقراطية. وربما الثقة في أن الديمقراطية مؤهلةٌ هي بذاتها لتحرير هذه المؤسسات من "كانتونيتها"، و"عائليتها"، و"لاهوتيتها". ولا أعتقد أنك تعني خلاف ذلك. وأتمنى أن أسمع منك رأياً مفصلاً في هذا.
أما قولك: "انسان مشحون بالحيوية والتواصل مع الاجيال" يمكن أن يكون صحيحاً لو أنك استبدلت كلمة "الحيوية" ب"المحبة". أو لو أنك قلت "حيوية الرغبة في التواصل مع الأجيال. فهذه لا أتواضع فيها وهي أصلاً ليست موضعاً للتواضع، وأتشرف بها كثيراً.

ولهذا السبب فإنني، إذ أشكرك على حسن ظنك وثقتك بي، أسألك بأن تسمح لي أن أستعفي من ترشيحك لي "ابا روحيا للجهاز الفكري الحداثي النقدي المتعالي علي المنطلقات الحزبية والجهوية". أولاً لأنني لا أجد في نفسي ولا أي إنسانٍ أحداً فردا، الكفاية لأن يكون "ابا روحيا للجهاز الفكري الحداثي النقدي". ولأنني لا أتمنى أن يكون وعاء الفكر الحداثي النقدي "جهازاً" متعالياً ينظر من علٍ إلى مكامن العوج. ويقرر من علٍ كيفية "الإصلاح" و("الإنقاذ"). بل أتمناه فضاءً مفتوحاً للتآخي والتضامن، ولحرية الإبداع والاقتراح والفعل. الفعل الذي حبذا أن يكون مشتركاً.
ولهذا السبب أيضاً فإننا نحن جماعة العصاة "المارقين على دولة المشروع الحضاري"، الراهنة ورفيقاتها الماضيات، لا نرغب، ولا نعتقد أننا نملك الحق، ولا نأنس في أنفسنا الكفاءة في أن نمثل أو أن يمثل إنتاجنا كل ثقافات البلاد، وأن يجد كل إنسان نفسه فيه. بل أن يشارك كل مواطن ومواطنة بقدراتها وبقدراته هو، وأن تجد كل مواطنة وكل مواطنٍ نفسه ونفسها في عملها وعمله الإبداعي الشخصي وفي عمل الآخرين. ثم نتبادل جميعاً وجود أنفسنا ورقيها وسموها في أعمالنا المشتركة.

جزيل شكري يا أخي بشار على هذا الترحيب العالي، وهذه المساهمة المستنيرة

بـــولا










Post: #502
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-23-2004, 06:13 AM
Parent: #1

عزيزي ضياء،
تحياتي المخلصة،
يا سِيِدي الله لا جاب الأسف، (وفي بربر يٌقال "لا دام الأسف"، و"ما دام الأسف" والأخيرة صعبة الفهم خارج بربر والله أعلم) فلم تتأخر، وعهدي بك أنك لا تقصر مع عمك.
يسعدني أن كتاباتي يمكن أن تسعد فناناً مرهفا ومستنيراً مثلك.
نجاة والبنيات يسلمن عليك "أشد السلام" (وهذه بربراوية أيضاً). وأرجو أن تحمل تحياتي للأهل بهولندا. وأنت تعرف علاقتي بأولاد وبنات عباس، وعلى رأسهم/ات، ستَّنا وبشير.
جزيل شكري على ترحيبك وإلى اللقاء في المداخلات المقبلة.
بــولا

Post: #503
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-23-2004, 07:23 AM
Parent: #1


Shiry

العزيزة شيري،
أخلص تحياتي،
"لا دام الإعتذار" ياست عمك. لم تتأخري على قطار البضاعة الألماني كما عبر همك الدكتور ياسر الشريف، الشريف بكل معاني الكلمة. ياستي أنا السعيدة بأن ألتقي ب"بنات وأولاد القرن العشرين"، الذين قالت صديقتي وخالتي الجندرية الشموسة عاشه الفلانية "أنا عاد شن قدرني عليهم". وأولاد وبنات القرن العشرين دي من عنديات الحاجة عاشة. وهي بالمناسبة هوساوية وليست فلاتية، إلا أن الأمور تسير على هذا المنوال في السودان، حتى أن "أبو قحافة عبد الله أبو بكر الصديق، المسمى في نظر عمته فاطنة بت بابكر ود القريش على جدها، بابكر ود امحُمَّد ود القريش، أب دَبَارة، رضي الله عنه، أصلاً، ثم على "بابكر الصَديق" بالإحالة، أصبح إسمه في آخر الزمان الذي تتبدى فيه مظاهر القيامة، "عبد الله بولا" باللام الروسية المغلظة إلا أن أهل السودان العرب الفصاح العُجُماء، ينطقونها على خلاف الصواب، قطعت طاريهم وطاري فصاحتهم بي الله والرسول. فإنني أرجوكن/ات، يابنات وأولاد القرن العشرين أن تُقوِّموا نطق إسمي على جادة الصواب، حتى لا تصيبه صائبةٌ من "اللعنة" في بلاد المسلمين والعياذ بالله. وقالت لي فاطنة بت امحُمَّد ود كامْتور، وكانت قد شاهدت سهرةً تلفزيونية كُنتُ قد كلفتُ بإدارتها، وقد ضمت بشرى الفاضل، أفضل من ينطق إسمي غير الشرعي، والقاص صنع الله ابراهيم والرسام والكاريكاتيرست بهجت "المصريين الشقيقين"(دي فيها "آت" ولا ما فيها يا شيري؟) ومحجوب شريف وعبد المنعم خضر والشاعرة نجاة عثمان/آت، وأخرين/آت، ولما زرت ناس فطنة بت امحُمَّد، ود كامتور، في قرية السَِلَمَه، ريفي بربر، وكانت شديدة الزهو بأن ود خالاً ليها ظهر مع "الكبارات" على شاشة التلفزيون، بادرتني بالسؤال قبل أن تحييني "تعال يا بابكر (وهو اختصار لاسمي أبو بكر الصديق، المختصر أصلا في الاستعمال العام (بحذف "أبو قحافة عبد الله إلخ): مالن عليك الجًنُّون ديل بي قولولك بوضا أريته عاد يايمه اسم التاباني". فأجبتها "مساخْر آخر الزمن". ولو إنني "صححت" لهاما استفادته خطأً من نطق "الجَنُّون" للاسم لقامت قيامتها.
شكراً شيري وأنا سعيد جداً بمعرفتك وأرجو أن لا أكون قد أثقلتُ عليك بحكاوي الزمن السالف، وبالزبلعة التي لا تنتهي مع الجنديريات.
مع كامل مودتي وامتناني.

بــــولا

Post: #504
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-23-2004, 07:36 AM
Parent: #1

abdelgafar.saeed
عزيزي عبد الغفار،
جزيل شكر وأخلص تحياتي، وأهلاً وسهلا بك أنت هنا أيضاً.
شرَّفت وزدتَ.
اسمك مو جديد على، لكين ما قدرت أتكهن. وليس من الغريب أن نكون التقينا. قول لي وين؟
وهل تعرف حسن النور؟ وهو من كوستي وما سمعت لي بي زولاً ما بيعرفو.
تحياتي لأسرتك، وإلى اللقاء في المداخلات القادمة. وأنت صحفياً ماك هين.

مودتي.
بـــولا

Post: #505
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-23-2004, 07:56 AM
Parent: #1

ابن النخيل
عزيزي ابن النخيل،
تحياتي ومودتي،
نعلَّك ماك الحسن ود النخيل بت نور القبلة؟
ومن معلماتي أيضا من مشتقات النخيل "مدينة بت نخَل"، يا لتينك المرأتين!!
مثل هذه اللحظة التي تستدعي فيها الظروف إلى ذاكرتي مثل هؤلاء النساء الشوامخ (والرجال الشوامخ أيضاً) (وآت احتياطية)، هي التي أشعر فيها بأن الموت شيءٌ سخيفٌ جداً وغير مقبول. مرحبتين حبابك أنت أيضاً، واليوم السعيد الليَّ جابك، ومعك ذكرى "النخيل بت النور" ومدينة بت نَخَل". والنعام آدم. وهو في اعتقادي عَلَم من أعلام الموسيقى العالمية في العزف على الطنبور. وسيأتي اليوم الذي يُرد إليه وإلى أمثاله هذا الحق المهضوم علانيةً، في حوش "العالمية" المحتكرة.
شكرا ود النخيل وإلى اللقاء في المداخلات المقبلة

بــولا



Post: #506
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 09-23-2004, 01:10 PM
Parent: #1


Post: #507
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-23-2004, 06:09 PM
Parent: #1

Adil Isaac
عزيز عادل اسحق
تحياتي المخلصة، وشكري على رفعك للبوست، زاد الله قدرك الرفيع رفعةً. وفي انتظار مشاركتك في المداخلات المقبلة.

بــــولا

Post: #509
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Sinnary
Date: 09-24-2004, 03:00 PM
Parent: #507



الأخ الكريم/ عبدالله بولا
كم هو رائع أن توفر ثورة الإتصال هذه الفرص الفخمة للحوار بين الأجيال بكل المحتوي الثقافي_إجتماعي للتجارب، فحقيقة أن الجيل الثقافي السوداني الذي بلغ ثلاثينه في السبعينات ، هو الآن في خمسيناته أو ستيناته، قد رافق كل الإشكالات والإشكالات المضادة التي أفرزتها حركة السياسة والثقافة عبر مراحل التكوين ومراحل المراجعة و الفاعلية داخل مسيرة السودان خلال الثلث الأخير من القرن المنصرم ...يقابل جيلكم بنخبته (رغم تصريحك النافي لمفردة نخبة) جيلنا الذي بلغ الآن اربعينه ، وجيل آخر أعظم حظا وهو في عشريناته وبالتالي فمسئؤليتكم ضخمة(رغم عدم تفرغكم) إلا أن طبيعة إشتغالكم بالإنتاج الثقافي (إنتاج الوعي) عبر المقال واللوحة والرواية والقصيدة والبحث المضمر في شكله وموضوعه للرؤية (الممثلة لوعي فردي وربما وعي أو لاوعي جماعي) داخل اعماق التجربة والشعور...وعندما ننعتكم بالنخبة فنعني وراء ذلك وعي النخبة مقابل وعي العامة( والذي تعمل علي صياغته مجمل التراثات من عادات وتقاليد وطقوس وشعائر عبر مؤسسات سائدة كالمدرسة والمسجد والصحافة والاذاعة والتلفزيون والنادي وغيرها) لكن وعي النخبة هو وعيها حقا ، منتوج تفاعل تجاربها وعصبات فكرها خلال التفاعل بالحوار أو بالصراع بين المعرفة والسلطة المتغولة عليهاأوالمنتجة لها هذا التفاعل في مستوي العقل الجمعي للوطن ومستوي الانتماء للصفوة والتي تعدد في تفريعاتها الاجتماعية وإصولها الايديولوجية ، هذه النخبة من التحديات التي لا تفارقها هي إيصال رسالتهاللأجيال المماسة لها والمتطلعة نحوهاعبر هذه الوسائل الحديثة حيث لا عذر من مثل صعوبة أو منع النشر والتداول أو غلاء سعر المنشور ، لا سيما أن هنالك فرق بين إنتاج الثقافة وإنتاج الدعاية والتي تحددها مثل وإنتماءات النخبوي الاختيارية والاجبارية فما أكثر كتاب الدعاية وقلة منتجي الثقافة...مرحبا المفكر بولا وبكم تضئ تطلعاتناالفكرية..

Post: #533
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-01-2004, 00:47 AM
Parent: #509

عزيزي سناري،
تحياتي ومحبتي وعظيم فرحتي بإطلالتك في هذا البوست.
مداخلتك طرحت قضايا صعبة. ولذا فقد رأيتُ أن أحيلها إلى ساحة مداخلات ما بعد الترحيب. ولعل أصعب ما فيها موضوع "النخبة" الذي يتطلب حفراً نقدياً لتاريخ المفهوم والمصطلح في ذاتهما، ثم في صلاحيتهما ل"نخبتنا" البائسُ نصفها والمغلوب على أمره نصفها الآخر. والبائس سياقها قبل هذا وذاك. أعني أن الموضوع يتطلب حفراً في واقع وتاريخ فضاءاتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية، التي غادرت ساحة المبادرة التاريخية منذ دولة سنار. ولم تعد تملك من أمر نفسها شيئاً (على الرغم من وقفة المهدية الشموسة التي كانت هزيمتها قدراً مقضيا رغم البسالة والنطاح الشديد البأس، وعلى الرغم من بسالة الانتفاضات العديدة التي تلتها). ومن حينها أصبح إنتاج النخبة المؤسسية عندنا عرضةً لفعل الصُدف التي تأتي وتذهب في الفصول. وأصبحت الصفة تُطلق على كل من هب ودب. عليك الرسول هسع ناس عمر البشير ديل "نخبة" في شنو؟ هذا من جانب، ومن جانبٍ ثانٍ فإن المصطلح يحمل دلالاتٍ دينيةٍ وامتيازية والتباساتٍ كثيرةٍ بين هذه وتلك، تحتاج إلى فحص وحفرٍ أيضاً. ومن جانب ثالثٍ يمثل تعريف "الثقافة الشعبية" و"التقليدية" عندي ساحةً خصبةً للاستشكالات، والاستعصاءات، والعصيان، على الحصر والتعريفات والمسلمات والبداهة والحسم. دعنا نفكر في الأمر إلى أن أجد ما يكفيً من الوقت للخوض في هذا المعترك الصعب.

ولك جزيل شكري على ترحيبك الخصب، وعلى طرحك لهذا الموضوع الجليل المجلجل.

مع عامر مودتي.
بــــولا

Post: #508
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-24-2004, 01:57 PM
Parent: #1

إيهاب الطيب

عزيزي إيهاب،
أصفى مودتي وخالص تحياتي،
وجزيل شكري على ترحيبك الحميم.
لن يكون بإمكاني أن أجد عبارةً مناسبة أعبر لك بها عن عمق أسفي. فقد كان ينبغي أن أرد على ترحيبك بعد الأستاذ الخاتم، إلا أنني لم أفعل. ولم يكن لذلك أي سببٍ آخر غير حالة خداعٍ بصري، وخلطٍ ذهني معقدة، وخارجة عن إرادتي. فقد قدمتَ مداخلتك بواسطة النور، وبالتالي فإن صورة النور واسمه هما العلامتان البارزتان في الصفحة التي تضم مداخلتك. ولهذا السبب فإنني في بحثي بصدد ترتيب للردود كنت أنطّك في كل مرة معتبراً أنني إزاء مداخلة تخص النور. فعذراً.
شكراً لك على هذه الغيرة على "مجلتنا"، مجلة الصبيان وعلى رد الاعتبار الحميم الصادق هذا لها. فقد كانت بحق مؤسسة للمتعة والمعرفة على أيام طفولتنا العذبة، أو لعل المجلة كانت هي العذبة لا طفولتنا، أو لعلها كانت مصدر العذوبة الوحيد في طفولة "أجيالٍ" من أبناء الكادحين لم تكن تجد سبيلاً للعذوبة خلافها.
لقد اكتسبت منها "لقبي" وأنا سعيدٌ بذلك. سعيدٌ بأن يكون "لقبي" لبنة في صرح ذكرى "الصبيان" العتيد (ما في طريقة لي "آت" هنا يا إيهاب؟ ولعل ذلك كان أحد العناصر التاريخية التي "تنغِّص" علينا اعتدادنا "بالصبيان"، وتزجرنا عن "أسطرتها" المطلقة، وتنهينا عن خصوصيتها المطلقة أيضاً. نعلة الله على الحداثة التي لا تترك مكاناً لمطلق، وتمحق النوستالجيا السعيدة. وأنا رجلٌ نوستالجيك من الدرجة الأولى).
ويشرفني أنني قد عملت بها في مطلع شبابي إلى جانب كوكبةٍ من الرسامين والكتاب الموهوبين الممتعين؛ منهم، ولا أقول على رأسهم (فلم يكن في بساطنا الأحمدي بمكتب النشر راساً متعالياً على الكرعين): محمد "ود الشيخ"، وشرحبيل احمد، وعمر خيري، وعثمان محمود وصلاح أبو تركي، وعقيد، وخلف الله عبود، على سبيل المثال لا الحصر. والترتيب هنا بالسن. وقد قضيتُ بينهم عامين من أمتع سنيّ حياتي.

ومما يؤسفني ويحزنني أن تكون إجابتي ب "نــــعم".
نعم يا عزيزي إيهاب "يُعقل" أن توقف دولة إصدار مجلة وطنية متخصصة في صحافة الطفل. ويمكن أن "تعتمد دولة في تربية أطفالها، وغرس القيم الثقافية والمفاهيم "الخاصة" بالبلد، على مجلات "مستوردة" مهما كان مستواها أو تناوله"، إذا كانت هذه "الدولة"، أعني سلطة هذه الدولة، وبعبارةٍ أدق سلطة التسلط والسطو، على وفي، هذه الدولة، لا تحترم "القيم الثقافية والمفاهيم التي أبدعها ويبدعها أهل هذا البلد. وإذا كانت تعتمد برامج تربوية، وإيديولوجيات تربوية، ومثلٌ "عليا" "تربوية"، وتعليمية "مستوحاة" من "أزمنةٍ غير زماننا"، أو بعبارةٍ أدق لا يربطها بزماننا سوى "قابليتها" للتدجين لتناسب اقتصاد سوق السحت واللصوصية "الشرعية"، "الشريعية".
نعم يمكن ذلك في "دولةٍ" يستطيع رئيسها أن يصرح قائلاً، على رؤوس الأشهاد، "لقد سحقناهم"، وهو يشير بذلك إلى نفرٍ من مواطني "الدولة" الذين يفترض أنه المسئول الأول عن أمنهم وحمايتهم وحقوقهم.

لك كل محبتي وتقديري، وإلى اللقاء في المداخلات المقبلة
بــــولا

Post: #510
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-28-2004, 11:12 AM
Parent: #1

خـالد فضل،
عزيزي خالد،
أحر التحايا والمودة،
وأتمنى أن لا يكون لك مفرٌ من أن تقبل عذري عن قفزي بعمود الخَرَف، فوق نص ترحيبك الفاخر. فقد قيل في مثلٍ من عندياتي "إن جاتك في ولادك سامحتك". وهذا في معنى تخفيف وقع اللوم على النفس الأمارة ب"القفز فوق الحقائق". وبما إنك من "أولاد الحشا" الحنتوبي. و"اب سفه والباقر موسى من أولاد الحشا القضارفي". ولا أعرف لماذا تذكرتهما في هذا المقام؟ وقد كان عليهما نعلة الله، شقيان لميضان. وكانا مع ذلك، وما زالا من أحب طلابي وأصدقائي إلى نفسي. والعجيبة اللتنين بقوا عاقلين عَقُل يمحن. وإنت كنتَ شيطان فيما أذكر لكين ماك لميض. إلا أنك في ترحيبك العالي هذا "طففتَ" في كيلتي فأعطيتني أكثر مما أستحق بكثير وتوقعتَ مني ما لا أملك. شن قدرني أنا على قضايا الكوكب وعلى الإتيان بمفاجآت يا خالد؟ فهذا من لطفك وحسن ظنك.
وعلى أية حال ربك يسترنا مع مثل هذه التوقعات. وأنا في انتظار مساهمتك في "الشيله".
لك عظيم مودتي وامتناني.
بــولا

Post: #511
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-28-2004, 11:16 AM
Parent: #1

فــرح
عزيزي فرح،
أخلص تحياتي وأصدق مودتي،
أهلاً بك صديقا، وهلا بيك منبعاًً للفرح الخلاق المنتج، وبالفرح المطلق أيضاً، والفرح المطلق عندي أنا شخصياً هو لقائي بالأصدقاء والأحباب(آت).
آسف لهذا اللوم الكبير، ولا أعرف كيف أعتذر عنه؟ وعشمي في عفوك على هذه القفزة غير المقصودة من الصفحة الأولى إلى الصفحة الثامنة. علماً بأنك من أول المرحبين.
عاطر مودتي. وإلى اللقاء في المداخلات المقبلة
بــــولا

Post: #512
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-28-2004, 11:21 AM
Parent: #1

ismat.abdelrahman

عزيزي عصمت،
أخلص تحياتي وعامر مودتي،
بارك الله فيك اتمنيت لي عمك الخير. يا زول قمم شنو؟ وسامقات شنو؟ أريتو حال عمك حال الياباك (وهي في الأصل التاباك لكن بمراجعتي لملفك ـ ولا ما اسمه الملف؟ـ، وجدت إنك متزوج فأصبحت الدعوة على "التاباك" غير ذات موضوع). (وبخصوص "عمك" برضو الرجعة إلى ملفك لخبطت الأمور: فتاريخ ميلادك المعتمد في الملف من جهتك شخصياً هو: 27ـ8 ـ 1494. وهذه ما أنزل الله بها من سلطانٍ بعد. فإذا أخذتها على محمل عام 1949، فأنا أكبرك بستة أعوام، ولا أصلح لأن أكون عماً لك. أما إذا أخذناها على ظاهر النص 1494، فإنك سوف تولد بعد تسعة وستين عاماً. وفي هذه الحالة قد أكون جدك الثالث. والله أعلم.
إلا أنك طرقت علىَّ في نهاية مداخلتك احتمالات عمرك وما كان من الممكن يترتب عليها من عمومتي أو "جدودتي" السعيدتين بقولك: "و نحن نشكر الله العلى القد ير الذي جعلنا نقتسم مع الاستاذ بولا عمر زمان واحد". ففهمتُ من ذلك أن الاحتمال الأول (1949) هو الصحيح. فضاعت على فرصة عمومةٍ أفخر بها الآن، أو "جدودةٍ" أفخر بها بعد تسع وستين عاماً.
أسمع يا عصمت، نسيت أسألك، إنت من عالماب بربر ولا عالماب امدرمان (ناس صلاح العالم الله يكفينا شر لسانه. فهو من ظرفاء "العاصمة القومية" الماهرين في صناعة المتعة النقدية)؟ وعلى أية حالٍ نحن لا نعترف بي عالمباً غير عالمابنا. دحين شوفولكُ بصارتةً تانية مع "العالمابيه" إن ما بقيت من عالمب(نا) وربما (آت).
جزيل شكري على ترحيبك العالي، وإلى اللقاء في المداخلات الجايات.
بــولا

Post: #513
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-28-2004, 11:53 AM
Parent: #1

محمد حسن العمدة
عزيزي محمد،
أخلص تحياتي ومحبتي،
ياخي عاد شن اقول؟ اتلومت فيك "بالمرة غايه". وأتمنى أن تحمل ذلك على محمل البرجله وليس السهو. والجملة بين القوسين ليست لي، بل هي من شعر ابراهيم ود الفراش. وقد قالها في لوم عقرباً لدغت حبيبته الأسطورية "الدون". وود الفراش " سركسياً عيونه خُدُر كما قلت في مكانٍ آخر. ومع ذلك فهو صاحب مدرسة شعرية سودانية مؤصلة بديعة، فريدة من نوعها في زمانه. مزج فيها بين لهجة بدو البطانة ولهجة مدينته بربر على زمانه بالطبع، ولغات البجا ولهجاتهم. جاءته ال"دون" تشكو من لدغة العقرب "مغارباً عِشا"، فقال لها مخففاً عليها:

الليلة العِشَيْ جات الجدايَه
تِشَّكَي وتقول انا وادرايا
اتلومتِ فِيْ بالمره غايه
تَقُرْصِي حبيبتي ليه يالعقربايه
قال:
جات العقربايه اتعضرت لِيْ
قالت ما سعيت لها هِيْ السعَتْ لِيْ
جيتك يا اللبيب كان ترضى كَتْلِيْ
بدور الدون اكان اِشَّفَعتلي

أها النَضِم دا مو سمح؟ ما مسح اللوم؟

مع عامر مودتي،
وأتمنى أن نلتقي في المداخلات المقبلة.
بـــولا

Post: #514
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 09-28-2004, 12:22 PM
Parent: #513

الأخ بولا
مساء الخير
بعد أن يئست من الممايلة معك أخاطبك هنا رغم انشغالك بردود المرحبين بك في البوست الريكورد البديع.
ارجو يا بولا أن تعهد لمن هو اقل مشغولية منك بان يجمع خيط كلام وشعر منطقة بربر وكل الشعر السوداني الذي اوردته هنا وأعتقد أنك طورت رؤيتك ونفاذك فيه باكثر مما كنا مجتمعين معك حين كنت تحكي لنا شذرات منه ثم افترقنا كل لبلد . هذا الضرب من التامل والكتابة يستحق أن يصدر في كتاب ويمكنك ان تلزم به أحد الاشخاص ممن لديه طاقة وما في ذلك من غضاضة.وما ان تتوفر المادة بين دفتين يمكنك الحذف والإضافة على مهل في طبعات لاحقات منقحات. وليس صعبا على دهاقنة الكمبيوتر أن ياتوك بكل ما كتبته في البورد ومواقع اخرى في هذا الخيط في طرف ساعتين .أرسلت لنجاة النص منذ قرابة الشهر وارجو ان يكون قد وصلها. تحياتي لها ولاسرتكم الكريمة .انا لا استخدم لغة الجنادرة
.

Post: #515
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الكيك
Date: 09-28-2004, 09:13 PM
Parent: #514

الاخوان الاعزاء لقد استمتعنا بما فيه الكفاية من معلومات ومعارف من كل من يعرف اخونا بولا والمطلوب هو اطلاق سراحه ليبدع خارج هذا البوست المخصص للترحيب والذى وتحول الى ترحاب مبالغ فيه يستحقه الرجل ولكن المدة طالت ونحن فى شوق ليكتب لنا مواضيع مميزة بعناوين معروفة وبوستات منفصلة ..
واتمنى من الاخ بولا الخروج من هذا الحصار الاجتماعى الى بر البورد الواسع ..
ولكل الاخوان اتمنى ان يكون هذا الموضوع هو اخر موضوع فى هذا البوست لنخرج جميعا الى ما نشتاق اليه من ابداعات بولا التى نتوق اليها ... واشكر الاستاذ النور حمد الذى قدمه لنا وسوف يسجل له التاريخ هذا السبق
مع تحياتى للجميع

Post: #516
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-29-2004, 02:44 AM
Parent: #1

عزيزي Ash،
أخلص تحياتي ومودتي،
العفو يا سِيِدي، أُخُد راحتك، فأنا أيضاً لا أحب الاحتفاء بي، على الرغم من حبي للإحتفاء بأصدقائي وأحبابي، وبالمبدعين الشواهق الماهُن مفترين (وقد سبق لي أن اتفقت مع الحسن بكري على ملاحظاته الفطنة من أن الإبداع الكبير يمكن أن يصدر عن نفسٍ صدئةٍ على المستويين الفكري و"السلوكي" والقيمي). وعلى كل حال الذي يحدث هنا، في اعتقادي، ليس احتفاءً صفوياً أو "ترحيباً فضفاضاً، كما عبرتَ أنت، (وقد تكون على حق)، بل هو، في تقديري، فرحٌ طليقٌ وبهرج سعادة باللقاء بين أصدقاءٍ وأحبةٍ طال بهم العهد، وجدوا في الاحتفاء بعجوزهم ذريعةً للَّمة، والفرح، والزبلعة، والتفاكر في حصاد الغياب الطويل. ولعلني قد قصدتُ إلى الزبلعة والإكثار منها للوصول إلى ما أشرتَ إليه أنت من غاية كسر حاجز "الاحتفائية الصفوية".
ولنأتِ للموضوع الأصلي. فجماعتك يا سِيِدي من أعضاء اتحاد الطلاب السودانيين في المغرب، ربما لم يكتبوا لمجلة الاتحاد لأسباب عديدة. اخترت لها أنت فيما بدا لي التفسير "الحيدري" مقطوع الطاري: "التراث الشفاهي والكسل" من دون أن تسميه. وقد كنت، فيما يبدو، على استعداد للذهاب لمثل هذا التفسير أصلاًً، فيم يُستشف بدون مشقةٍ من قولك " وكنت أظن ـ حينها ـ أن المعوق الأساسي هو " القروش أو الدراهم "، وبعكس الظن " المتفائل جدآ " ، لم أستلم الا مساهمة واحدة كانت عبارة عن نص قصصي لأسامة قطبي . وبدأت أتصل بشكل مباشر مع الطلاب ، عل وعسي !! ولم أفلح كما هو متوقع " ما تصدق ( الجعجعة ) الحاصلة في بوست المغرب ، دي !!!"". مربط الإفصاح في هذا النص هو ،في تقديري، عبارتك "ولم أفلح كما هو متوقع " وسيكون تعقيبي التساؤلي الإشكالي على تعبيرك هذا هو: "إنت متوقع مالك؟" ما تخلي الناس يكتبوا، أو ما يكتبوا، على كيفُن. فالكتابة ليست واجباً بل هي اختيار ورغبة قبل كل شيءٍ آخر. وليس كل الناس كتَّاباً. كما أن الكاتب لا يكتب متى شاء الناشر أو المحرر. وأعتقد أن الشخص الذي قدم لك نَص قصةٍ قصيرةٍ لنشره في المجلة كان هو الشخص الوحيد المستعد للكتابة والراغب فيها في تلك اللحظة. وقرينة ذلك إن الكُتاب الآخرين كتبوا فيما بعد حين أرادوا. وهذا على وجه التحديد هو ما عبرت عنه بقولك "وبالرغم من استلام عدد كبير من المشاركات بعدها".
وقد خلُصتَ من هذه المقدمة إلى مرمى مداخلتك الرئيسي، كما أوضحت بقولك "ما أود، طرحه عليك هو كالاتي؛ لا أظن د. حيدر ، يجهل ملكتك الأبداعية ، فهل أبدآ قرأت نقده ، كأستفزاز ؟؟سؤال بسيط ، بمقدمة " قدر الدنيا ....."
وتلك التي اهتم منها وأنصبُ: أن يعيدني أحدٌ إلى هذا الموضوع الذي أبدى نفرٌ من الأصدقاء والمتابعين تبرُّمهم الشديد به. إلا أنك لم تترك لي مخرجاً من الإجابة.
أولا يا سِيْدْ عمك أنا أتصور أو أتوهم أنني لستُ معنياً بأن يقدِّر الناس "ملكتي" الإبداعية أو أن "يجهلوها". لأن هذا شأنهم أولاً، ولأنني لا أصدر في حركة فعلي، فيما أتصور أيضاً، من رغبةٍ في إثبات أو تأكيد ملكةٍ إبداعية ما. بل من شعورٍ بالمسئولية، ومن إيمانٍ بواجب المشاركة، بقدر ما عندي، في الجهود والمحاولات المبذولة من قِبل قوى وقطاعاتٍ شاسعة من البشر، تسعى إلى إعادة عالمنا الموبوء بالإثرة والأنانية والمظالم، إلى "كلمةٍ سواء" يجد الإنسان فيها نفسه في أخته وأخيه الإنسان، في كل زمانٍ ومكان. وأعتقد أنني لم أكن أتحرك في تلك السلسلة من المقالات التي عقبت بها على مقالة الصديق الدكتور حيد ابراهيم التي جرى ذكرها في مداخلاتٍ سابقةٍ من هذا البوست، من موقع الإحساس بعدم تقديره ل"ملكتي الابداعية" (المزعومة)، أو من الشعور ب"الاستفزاز". بل موقع واجب تأسيس ضوابط منهجية للحوار الديمقراطي ولتوقير المخالف، ومن الشعور بالمسئولية تجاه نفرٍ من روادنا الشواهق في مختلف حقول الإبداع اعتقدتُ أن "مقولات الإنكار"، (كما أسميها)، قد أزرت بهم أيما إزراء: إنكار إنهم قد خلفوا وراءهم أي تراثٍ يعتدُ به في مختلف حقول الحياة السايسة والفكرية والقابيثة والثقافية. وهي مقولاتُ تيارٍ عضوضِ في الحركة "الفكرية" في بلادنا، هو في تقديري، تيار تكنوقراط "البرجواية الصغيرة الأفندوية الممتازة"، "مافية ما في" على حد تعبير الصديق صلاح أحمد ابراهيم، التي جوزت لنفسها بمقولة "ما في شي اتْعَمَل"، اللعينة هذه، القفز فوق نضالات شعبنا، المريرة، العزيزة، العالية، الغالية، ومساهمات المبدعين من أبنائه، بالانقلابات العسكرية، التي اعتقد أننا شفنا من "البيها والعليها" ما يكفي لكي نتعظ من ترديد المقولات "الغشيمة"، التي تمهد لها سكة "التغوٌّل" على خبرات وتجارب نضالنا في سبيل تحقيق مطالبنا وتطلعاتنا وأشواقنا، التي اهتدت الغالبية العظمى من بنات وأبناء شعبنا اليوم إلى قناعةٍ راسخةٍ بأن الطريق الشرعي والمأمون الوحيد إلى تحقيقها هو الديمقراطية الحقَّة، ولا طريق سواها.
لا يا عزيزي Ash، لم أقرأ أبداً "نقد" صديقي العزيز الموقر "كأستفزاز". ولا أعرف ماذا تعني ب"نقده" فهو لم يكن نقداً بأي حالٍ من الأحوال. وقد أبنت عن تصنيف خطابه في مداخلات أخرى من هذا البوست مما يغني عن التكرار. بل قرأته كما يجب أن أقرأه: حديث كاتبٍ جادٍ في ما يقول. كاتبٌ يعني ما يقول. ولم تكن به حاجةٌ أصلاً للإستفزاز.
أرجو أن أكون قد أجبت.
بخصوص زملائك القائمين على "بوست المغرب"، لم أجد "جعجعة فارغة"، بل كتابةً ممتعة ومسئولة. ولستُ أوافقك على "الاستفزاز" كمنهجٍ للحث على الكتابة أو سواها من الفعل الإبداعي، وعلى استخراج أفضل ما عند المبدع القائل والكاتب إلخ. ففي مفهوم "الاستفزاز" وصايةٌ وتعالٍ لا يليقان بالعلاقة الإبداعية التي هي علاقة ديمقراطية قائمة على الحوار والندية أساساً. وأعتقد أنها لا تليق بالذات بصاحب قلمٍ مستنيرٍ ونفس عاليةٍ مثلك. وفي تقدري إنه من الأفضل أن تشوف لك "بصارةً غيرا" لتفسير فعل، ورد فعل، من قد ترغب أو تتمنى أن يساهموا معك في مشروعٍ إبداعيِّ ما، في المستقبل.
لك عاطر مودتي وأطيب أمنياتي.
وإلى اللقاء في مداخلاتٍ قادمة.
بــولا

Post: #517
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-29-2004, 04:15 AM
Parent: #1

Imad El amin

عزيزي عماد،

لك تحياتي حافلةً بالمودة،
وجزيل شكري على ترحيبك العاطر الفياض،
أظن أنه بإمكاني أن أتعشم في عفوك عن هفواتي التي استطالت وأرغت وأزبدت، وسأغتمد في ذلك على سداد رأيك رأيك، وسلامة سريرتك اللذان عبرت عن نفسيهما في مداخلتك بصورةٍ ساطعة.
عاد طلعتني فوق جملاً بُشاري، ولبَّستني "توباً عشاري". و"التوب العشاري"، عند اهلنا بدو البطانة، هو التوب البنغالي "أب عشره تَضْرُع". وليس من مزيدٍ بلاغيٍّ ممكنٍ في وصف ما حاق بنا من حرمان الحضور في مواقعنا الطبيعية من قولك: "
أيضا بهجمة الردة علي منابر الحوار والتثاقف وسعيها لعزل مثقفي بلادي من مواقعهم الطبيعية في عمق حركة الجماهير".
ثم قولك: "الشيء الذي اثبت هؤلاء المبدعون رفضه والسعي للفكاك منه بتأكيد انتمائهم لهذه الأرض وإنسانها......".
إلا أنني سوف أتحفظ، بعد أن أشكرك ملياً، على قولك "فمرحبا ببولا معلما وتربوبيا ومثقفا وسط جماهيره". فهؤلاء ليسوا جماهيري. بل هم أهلي وأحبابي وأصدقائي وأبنائي ومعارفي. "الجماهير" ل"الزعماء" و"النجوم"،"والصفوة" و"الكبارات"، إلخ، وهؤلاء أفر منهم فرار الذئب من دم ابن يعقوب.
أتمنى أن أكون في مستوى توقعاتك. وهيهات.
ومرحباً بك صديقاً "لا جمهوراً"، ولا بد أن نلتقي في المداخلات المقبلة.
محبتي.
بـــولا

Post: #518
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-29-2004, 04:42 AM
Parent: #1

هاشم نوريت

أووووووه شيخ العرب! "ولْ خالي". (والمزدوجتان هنا لا تفيدان التحفظ، بل لفت النظر للهجة الكاهليه البطانابية، المزغوله بالبتبداوية فيما أظن، أو فيما أزعم). لكن يا شيخ العرب "السيد" دي شنو؟ أنا ود خالاً ليك قَبلْ تقول لي "السيد عبد الله بولا"؟ مِنْ قالَّك انا سيد؟
تحياتي ومحبتي،
يسعدني أنك مازلتَ تذكر حديثي ذاك، في "المحاضرة" التي نظمها مركز الثقافات السودانيةبالقاهرة بعنوان "مفهوم المثقف"، وأنك شممت منه ريحاً طيباً.
يا سِيْدي إنت غالي والطلب رخيص. نتكلم عن المثقف، وعن استشكال تعريفه العاصي. "عِلاَّ مو هني". لإنو الموضوع طويل وشديد التعقيد. فأرجو أن تسمح لي بأن نخليه للمداخلات اللاحقة.
وتهمني أيضا وتسعدني مشاركتك في الموضوعات المقبلة الأخرى، الهوية، والتعدد الثقافي، والتعدد الديني، وحقوق المواطنة، (والعبارات والمقاطع التبداوية في شعر ابراهيم ود الفراش)، إلخ.
جزيل شكري على ترحيبك.
مع خالص مودتي.

بــــولا

Post: #519
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-29-2004, 06:39 AM
Parent: #1


omar_ragab
عزيزي عمر،
تحياتي المخلصة، وشكري الجزيل على ترحيبك الكريم،
تسلم يا سِيْدي من الانحناء فقد قال ود المكي : " قلبي لكم وعليكُمُ، وسواعدي ضد الشروط وضد إحناء الجباه الفارعة". وهذه من درره الغالية المفردة التي كنا نتغنى بها دون انقطاع في رواء الشباب. فما نزال.
عاد انا ماستريخت ماشفتها. وما انفك صديقي الحميم فرانسوا، أحمد عزيز، يغريني ويلح في دعوتي لزيارتها. ولا أستطيع أن ألبي دعوته الكريمة المغرية، من فرط زحمة وقتي اللَّصْبَحَت فيه الإجازة السنوية ذ1تا محجوزة للعمل العام (ندوات وسمنارات وخوْتَه). (ومع ذلك يقترح على الكيك فتح بوستات أخرى بعد الفراغ من هذا البوست الماراثوني. بوستات شنو تاني يا شيخ الكيك. ننتهي من الترحيب وبعده مداخلتين تلاتة وربنا يدينا خيركم. خلاس المروة كملت).
بخصوص أسئلتك الإجابة عليها صعبة جداً إلا أنني سأحاول أن أنال منها أجر المجتهد الأدنى:
1ـ لا اذكر موقفاً طريفاً بعينه مرَّ بي في فرنسا. إلا أن ما ألمَّ بي في الأسبوع الماضي على مدى سبعة أيام متتالية قد لا يخلو من طرافة:
أولاً بلعت ماكينة دخول المترو كرت المواصلات الشهري "يالي". ومع أن الماكينة هي الجائرة فقد ما طلتني هيئة المواصلات في أمر تعويض كرتي وسأقضي بقية الشهر أدفع من جيبي الهالك أصلاً. على أن يعوضوني متى ما وافق مزاجهم ذلك.
وفي اليوم الثاني تعثر شخص عَبَرَ ماكينة المترو أمامي فدفع بيدي إلى باب الماكينة فدهست أصبع يدي اليسري حتى كادت تخلع ظفري.
وفي اليوم الثالث بينما كنت ذاهباً لا ستلام كرت إقامتي، الذي يتجدد كل عشر سنوات. رأى أحد المواطنين إن أفضل سبيل للإحتجاج على البطالة والغلاء وسوء الحال مما جميعو، أن يلقي بنفسه في سكة قطار الأنفاق. وقد تم "إنقاذ" المواطن (من الموت لا من البؤس) إلا أننا بقينا محبوسين لمدة ساعتين في "الخلاء الطلق".
وفي اليوم الرابع بعد انتظار طويل، بسبب إضرابٍ جزئي، للبص الذي أستقله إلى المنزل من محطة المترو "مسافة نصف ساعة بال رجلين"، وبعد أن أصابنا فرحٌ عظيم لحظوتنا بوصول البص، فما أن تحرك حتى اصطدم اصطداماً خفيفاً، افتراضياً فيما يبدو، بسيارةٍ تقودها امرأةٌ ارستقراطية، من حي لوفيزينيه "الفاخر"، فأصرت المرأة على إيقاف البص لاتخاذ إجراءات عقوبة ضد السائق الجزائري الجديد الذي كان قد وجد لتوَّه عملا يحصل به على قوت يومه، وقوت يوم أطفاله الثمانية بالكاد.
وقد ظل نفرٌ منا، أو بالأحرى أنا منهم، يترجى المرأة، التي لم تُصب سيارتها بأي أذىً، وينصحها بالتزام العقل والتراحم الإنساني، من دون جدوى. ثم اطّلبنا الله ومشنا بي كرعينا.
هذا هو صنف المواقف الطريفة التي تمر بالمرء في فرنسا، الألترا ليبرالية، اليوم. فتأمل!!!
قد يقول قائل ما دخل الشخص الذي تعثر أمامك في المدخل المترو بالألترا ليبراليزم؟ وسأطلب ممن يطرح عليَّ مثل هذا السؤال أن يتأمل!! فقد كنت أنا طوال أسبوع الماضي أميل، في ميعة التبرم والزهج، إلى تفسير كل تلك "المصادفات" بسوء الحظ.
أما سؤالك: " هل يوافقني بولا [على أن]...الفن في مدينة النور يتثائب تصنعا وفننا أصيل ققط تنقصة مساحيق لتلميع جذوره". لا بالطبع. فأنا، يا سيد عمك، أيضاً مواطن "عالمي"، مواطن موطنه العالم أيضاً. قَلِع حق مو كلام باسبورتات وشرطة حدود. وعن حق لا عن أمميةٍ آتية (لاريب فيها) ولا يحزنون. فخارطة العالم الإبداعية والتضامنية لا تحفل ولا تعترف بالحدود التعسفية هذه افتراضاً وعملياً. هنا يوجد إبداعٌ أصيل أيضاً كما عندنا وعند غير/نا وغير/هم. فالبلاد التي أنجبت جان ـ كلود بولاك، وفيليكس غاتاري، ودانييل بن سعيد، هي بلادنا جميعاً أيضاً. والبلاد التي أنجبت ماركس، وبتهوفن، وأينشتاين وهابرماس، هي بلادنا جميعاً أيضاً، والبلاد التي أنجبت غيفارا، وماركيز، والليندي، وبيليه، هي بلانا جميعاً أيضاً. والبلاد التي أنجبت مانديلا، وأدوتفي، وبولاقا، وشيخ أنتا ديوب، هي بلانا جميعاً أيضاً. والبلاد التي أنجبت فرانز فانون وإيمي سيزير هي بلادنا جميعاً أيضاً. والبلاد التي أنجبت رامبرانت، وسبينوزا، وموندريان، هي بلانا جمعاً أيضاً. والبلاد التي أنجبت غاندي وطاغور ونرجس، وأرونداتي روي، هي بلادنا جميعاً أيضاً. والبلاد التي أنجبت مايكل أنجلو ليوناردو دافنشي، أمبرتو بيكو والبلاد التي أنجبت والبلاد التي أنجبت شومسكي، وأنجيلا ديفيز، ومايكل مور هي بلانا جمعاً أيضاً. والبلاد التي أنجبت على عبد اللطيف، محمود محمد طه، وجوزيف قرنق، وخليل فرح وحسن موسى، وعمر خيري، وعلى الماحي السخي، وسعاد ابراهيم احمد، ونور تاور، وخالدة زاهر وفاطمة بابكر، وربيكا قرنق، وأسماء محمودمحمد طه، ومحمد الأمين،وعاشه الفلاتية، واسمحوا لي أن اقول، وفاطنة بت حبيب الله، هي بلادنا جميعاً أيضاً. وذلك على سبيل المثال لا الحصر. كما أن البلاد التي أنجبت الغول الإسلاموي، هي، للأسف، بلادنا المزعومة، "أصيلة الأصلاء"، في نظر الشوفينيين منا. هي بلانا "نحن" أيضاً. وقد حيرتني "نحن" هذه. وقد أموت وفي نفسي شيءٌ منها.

لك مودتي وشكري ثانيةً.
بـــولا

Post: #520
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-29-2004, 08:09 AM
Parent: #1

Mohamed Ragi

عزيزي راجي،
أحر تحياتي وأزكى مودتي،
وينك ياخي؟ من 86 "لي هذا يوم الليله دا"، أسأل وانشد منك. كان آخر لقاء لنا أيان أسبوع الاحتفال بالذكرى الأولى لطيب الذكر، وخالد الذكر، الأستاذ محمود محمد طه. لعلك تذكر أنك أجريت معي حواراً في تلك المناسبة ضمن جملة حواراتٍ أجريتَها مع القائمين على أمر الاحتفال. وقد وقعَتْ عند إنزال الحوار في الصحيفة (هل كانت الخرطوم؟) بضع أخطاء طباعية وأخرى "إخراجية" مما هو من طبيعة العمل الصحفي. وقد احتججتُ أنا عليها بدعوى عدم الإلتزام بنص أقوالي. ولا أزال أذكر بكثيرٍ من الإعجاب والتقدير موقفك الديمقراطي الأصيل من زعلتي غير المنضبطة تلك. فقد قدَّرت وجهة نظري في الحرص "الزايد عن الحد" (في نظر الكثيرين من الأصدقاء الصحفيين) على التقيُّد بحرفية نص ما أقول. ونشرتَ في اليوم الثاني اعتذاراً جميلاً وتصحيحاً دقيقاً، على الرغم من أن الأخطاء والإضافات والتدخلات كانت "طفيفة" بحق. على عكس ما يحدث عادة عند الكثيرين من صحفيينا، والقليل من صحفياتنا، يذبحون نصك ويتكبرون عن الاعتذار والتصحيح بدعوى "طفافة" الأخطاء.
أما بحري الثانوية يا عزيزي محمد فقد كان وجودكم بها أنت، ووجدي كامل، وعثمان محمد سعيد، وأبو سمره ، وآخرين كُثر تتسع لهم ذكرتي وقلبي ولا يتسع المجال، "القشة" التي أنقذت الغريق. جئتكم "طريداً" من كلية الفنون الجميلة، مرفوضاً من جملة مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الثقافية ذات الصلة. فأنزلمتوني أهلاً وأحللتموني سهلا. أنزلتموني ديار قلوبكم وعقولكم المستنيرة، وأحللتموني سهول مواهبكم العامرة.
وكنتُ في عام 1974 قد احتججتُ على "حصول حسن موسى على مجرد درجة المرور في الرسم من قِبل لجنة تصحيح امتحانات التخرج بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية . وقد دخلتُ مع أ‘ضاء اللجنة في ملاواة قاسية لترتفع درجته إلى مجرد Credit حتى مش مجرد Top credit الشوية هي نفسها على حسن بما لا يقاس. وقد كان حسن أرسم من كل أعضاء لجنة التصحيح حتى قبل أن يدخل الكلية. مجرد credit لنفس "الولد المعجزة" و"مايكل أنجلو السوداني" على حد تعبير صديقي الأستاذ محمود محمد محمود عضو اللجنة. "الولد" الذي أقامت كلية الفنون الجميلة والتطبيقية معرضاً احتفائياً لأعماله وهو في السنة الثانية بمدرسة الأبيض الثانوية، وفي السابعة عشرة من عمره!!! حسن الذي "أثبت" خلال سنوات دراسته الثلاث الأولى بالكلية إنه لا يجارى في رسم الموديل. وحاز بصورةٍ متواصلة على درجة الامتياز في السنوات الأولى والثانية والثالثة. إلا أنه قدم في أعمال السنة، في السنة الرابعة مجموعة من الرسوم مكونة من خطوطٍ متموجةٍ ومتداخلةٍ "من غير موضوع". وكان قبلها قد بدأ يثير" شغباً" على المستوى النظري حول مناهج الكلية ودعاوى "الأصالة الهويوية"(العربية/الإسلامية/الإفريقية) التي يُنهض إلى التبشير بها النفر الغالب من أساتذتها. وباختصار رفضت لجنة التصحيح تلك الرسومات "غير ذات الموضوع" واعتبرتها "استفزازاً وقلة ادب". وكانت هذه مناسبة ممتازة لتأديب هذا "الولد" الذي لم تكن هناك من سبيل لتأديبه "أكاديمياً" سوى تلك "الفرصة" التي قدمها لهم "طائعاً مختارا". ولم يكن ذلك النوع من الرسوم يدخل في تعريف الرسم عند لجنة تصحيح امتحانتنا "الهويوية الأصالويةالعربية/الإسلامية/الإفريقية)، التي كان معيارها للرسم "الصحيح" هو معيار عصر النهضة الأوروبي!!!فتأمل؟؟؟!!!
فرفضت رسوم حسن لأعمال السنة. ونال في جملة امتحان الرسم درجة المرور على الحُرُكرُك. علماً بأن القسم الآخر من الامتحان كان رسم الموديل الذي لا يجارى فيه. وبإصراري استطاع الحصول على درجة credit. أكرر مجرد credit. فيما بعد قال لي صلحي عندما أخبرته بما حدث "ناسنا ديل عندهم سِلِّم لا زم تطلع بيهو إن بقيت بتقدر تطفِّر في راس البيت طوالي ما بخلوك. لازم تطلع بالسلم"! وهذا فيما يبدو حال معظم مؤسساتنا "الأكاديمية". وأنا لا أسخر هنا من الأكاديمية، بل من انتحال بعض مؤسساتنا والقائمين عليها لهذه الصفة جوراً وبهتاناً.
وفي نفس تلك السنة تم فصل علاء الدين الجزولي وهاشم محمد صالح وحامد على أوب القاسم لأسبابٍ مماثلة. ولست بحاجة لأن أقول إن ثلاثتهم كانو امن أميز من دخلوا كلية الفنون على الإطلاق. وتم "الاستغناء" عني مع طلابي الثلاثة (شوف عليك الله "الاستغناء" دي كأنه كانوا يرغبون في وجودي قبلها). فقضيتُ عامين من التشرد بصفة "أستاذ متعاون" في بعض مؤسسات التعليم "العالي" بفضل بعض الأصدقاء الأساتذة الأفاضل على رؤوس إدارات بعض أقسامها، إلى أن جئتكم في بحري الثانوية. وسوف أرجع لهذا الموضوع فيما بعد بأمثلةٍ تتجاوز تجربتي الشخصية.
جزيل شكري يا عزيزي راجي وجزيل سعادتي وفخري بك وبزملائك أيضاً. وإلي اللقاء في المداخلات المقبلة إن فَضَّلت فوقي مروَّه ليها.
بــولا

Post: #521
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Safa Fagiri
Date: 09-29-2004, 12:07 PM
Parent: #520

مرحبا بك عزيزنا
..الاستاذ بالناقد، الفنان، والكاتب
عبد الله..
ولو انها متأخرة شوية .غير ان هذا البوست
لم تلمحه عيناى الا التو..
هللت سهلا

دمت

Post: #522
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 00:58 AM
Parent: #1


KANDAKE
عزيزتي الكنداكة،
جزيل شكري على ترحيبك الرَّحْب،
ويسعدني أنك وجدتِ في بوستنا هذا واحةً من لهيب سَموم الشجار التي تجتاح أغلب البوستات. وبهذه المناسبة نحن ناس أواسط الشمالية "السَموم" عندنا مؤنث. وربما كان ذلك من كيد السلطة اللغوية الذكورية التي تنسب إلى النساء وحدهن إثارة "هبوب النِقَّة والشجار" في "الحياة الجوزية". وهذا المصطلح البديع من عينة ممتازة من صناعة المصطلح عند التاية بت جاد الرب. وهي من قبيلة أهلي أولاد الريف بمدني ود السنِّي.
وأنا أؤيدك وأشد من أزرك، لو سمحتِ لي بذلك، في إبدائك لنفورك، وشبه إدانتك، لل" hostilities of this board"، لأنها في أغلب الأحيان "غير ذات موضوع". وحتى عندما تكون "ذات موضوع" فإن مُصْدِروها يضعون الشجار والإساءة في موضع الحزم والشدة. وهذا خلط في ضوابط الحوار والسجال ذريع. يفسد "الحق" ويضعه في نفس كفة الميزان مع الباطل، وسوء القصد، والغرض.

لك عامر موتي، وإلى اللقاء في المداخلات المقبلة.
بـــولا

Post: #523
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبو ساندرا
Date: 09-30-2004, 01:30 AM
Parent: #1

الكيك:
لهفتك أتفهمها تمامآ ولكن هذا البوست خرج من إسر الترحيب والتواصل الإجتماعي إلى فضاءات ممتدة في الفن والسياسة والإجتماع والذكريات ، أي صار بوستآ شاملآ وردت فيه مداخلات رصينة ومعلومات قيمة ، وأتمنى أت يتسع الوقت وأن تتهيأ ظروف مواتية لبولا حتى يستمر هنا على ذات المنوال ، وكذلك يتسنى له فتح بوستات أخرى عن الموضوعات التي تشتهيها ، ونشتهيها.


Post: #524
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: لؤى
Date: 09-30-2004, 01:43 AM
Parent: #1

الأستاذ الجليل عبدالله بولا

مامنعنى من الدخول إلى هنا غير خلو معاجمى اللغويّة من مايناسب قامتك السامية من تعابير وألفاظ تماثل قدرك .. أهلاً بك بيننا وهنيئاً لنا بوجودنا فى حضرتك .

لك إحترامى وكل الحُب


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]

Post: #525
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 02:27 AM
Parent: #1

Khalid Eltayeb

عزيز خالد أخلص تحياتي ومحبتي،
أسعدتني كثيراً إطلالتك في هذا البوست. وكنا قد التقينا قبلها في البوست الذي خصصه النور ل"مقالي" عن مساهمة الأستاذ محمود محمد طه في التجديد في الفكر الديني". وهو اللقاء الذي هزني فيه اعتذارك النبيل عن نسخ نص المقال وتوزيعه على نفرٍ من الإخوة الجمهوريين. عرفت يومها إنني أمام إنسان من ذوي النفوس العالية والعقول المرتاضة. فما أزال ممتناً لك.
ويسعدني أيضاً أن تجد كتاباتي في السبعينيات والثمانينيات متسعاً في ذاكرة مثقفٍ مثلك من "القُطْعِ الكبير والطراز الأول". وليتني أكون عند حسن ظنك.

شكراً على ترحيبك الحار العالي. وإلى اللقاء في المداخلات المقبلة.
بــــولا

Post: #526
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 04:11 AM
Parent: #1

محمد أبوجودة
عزيزي محمد تحياتي الحارة ومودتي العامرة،
أمتعتني مداخلتك غاية الإمتاع بمتانة نثرها الشاعري النضديد، لا بما نسبته إلىَّ من صفاتٍ ومآثر تمنيتُ لو أنني كنت أهلاً لها بالفعل، وهيهات. ومع ذلك فيسعدني أن يجد كاتباً مقتدراً مثلك في حكاياتي، التي لا أنفك أسيء الظن بها وأندم على نشرها بين الفينة والفينة، "حلاوةً وطلاوة".
ومن باب التمني أيضاً، أقول في التعقيب على عبارتك الترحيبية الزاهية: " ويا مراحب بكم جميعا أيها الاصلاء الساعين بعزم علي دروب تعرّجت مساراتها كثيرا، لأجل أن نحيا جميعا حياة تســرّ الصديق وتكيد العدا ، لتستقيم بنا الحال إن كان لها أن تستقيم"، أقول ليتنا نحيا حياةً ليس فيها "عدا" أصلاً. قلت "ليتنا" وربما هيهات. فما أبعد هذا التمني عن واقع حال "أولاد ود ابنادم" وبناته. وهذه من المواضع التي يجوز فيها تأخير بناته، وإخراجهن من ما بين المزدوجتين "من غير ذات خشيةٍ" من الجندريات، ومن شِراك وصنائع النفس الذكورية الأمارة بالاستيلاء والإلحاق. فبنات ود ابنادم ليس لهن حتى الآن، إلا فيما ندر (تاتشر، رايس على سبيل المثال)، من نصيبٍ يُذكر في "إفساد حياتنا وتعرج مساراتها" "وضراستها" ومراراتها.

أيقظ ذِكْرك لحلة حمد، كنايةً عن قرى الجزيرة المروية برقة وسخاء معظم أهلها، أشواقي وأشجاني. كان أول لقاءٍ "حقيقيٍ" لي بقرى الجزيرة، في أول رحلةٍ ل"طلائع الهدهد" الحنتوبية، زرنا فيها، فيما زرناه من قرىً جزيريةً، ود سلفاب والتكلة وما يقع بينهما من "حلال" (الشدة على اللام أبت تجيني) و"تكيلات"، لا أذكر أسماءها. فقد كنت في الواقع مذهولاً من فرط البؤس الذي "أشاهده مرأى العيان". قرى "عمق الجزيرة المخبوء"، التي تبدو حلة حمد وقرى الجزيرة الكبيرة البائسة، الأخرى، أو القريبة من البنادر، أو التي تقع في طريقها، "بُربُوازيه" على حد تعبير عمك حسين الشايقي، "عامل فني" مطبعة كلية الفنون، طابت ذكراه العطرة الشيقة.
فدحين يا جماعة الإثنويات الصمدة، وسط شنو وهامش شنو الله يدينا خيركُن.
وهو نفس الذهول الموقظ الذي أصاب بعض كوادر "الحركة الشعبية لتحرير السوان" حين وقفوا أما مشاهد البؤس الفاقع في قرى الشمالية وقرى الشرق.
أعتقد أن ذلك القطاع الكبير من شباننا وشاباتنا من أبناء وبنات مناطق "الغبينة" غبينة دولة "النخبة العربسبلامية"، "الحاكمة" بإسمنا "بأمر الله"، والأحرى "بأمر الدولار، واليورو، وكافة عملات الكولونيالية الجديدة، أن يمعنوا النظر ملياً في "فلسفة الشجرة والغابة". بأن يطعموا رؤيتهم الإثنوثقافية للمظالم بشيءٍ من عناصر الرؤية الطبقية الإجتماعية التاريخية العضوض. وأن يكفوا عن إدمان تعاطي "فلسفة الجينات الوراثية" البائسة. ليروا مثل ما فعلت نور تاور، ويوسف كوة، وجون قرنق، على سبيل المثال، إن الظلم والتعالي والاستبعاد، والاستعباد، واللامبالاة بقيمة وكرامة الإنسان، مؤسسةٌ إجتماعيةٌ طبقية لا جنس لها، ولا بلد لها في الأصل، ولا قيمة عندها لغير الكسب المادي وإشباع شهوات القوة والسلطة، وشهوة الخلود الرخيص الواهم. وإننا "جميعا" ضحاياها على اختلافٍ في الدرجات ربما لابد من اعتباره. إلا أنه لا ينبغي أن يكون جلد الطبول ولا دويها.
وأتمنى أن نتفرغ في المداخلات المقبلة لمناقشة هذا. فقد بلغ السيل الزبى من فرط رؤية الشجرة الإثنية التي تحجب الأنظار عن قانون الغابة "الرأسمالي" الطفيلي، النيوكولونيالي، التابع ، المتحكم في مقدرات بلادنا، ومؤسساتها، ومصائر أهلها، منذ ما يقارب الخمسين عاماً.

شكراً أبو جودة على مداخلتك اليقظة وإلى اللقاء في الحوارات المقبلة.
بـــــولا

Post: #527
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 04:42 AM
Parent: #1


شبيني ومي

عزيزيَّ، شبيني ومي، عاطر تحياتي وخالص مودتي،
أبداً ما في تأخير ولا في لوم. "القطار احمدي".
عوووووك يا "شربيني" (وهذا هو الاسم المعتمد عندي منذ لقائنا الأول. وقد لخبطتني شبين هذه التي جاء بها الصادق. ولا علم لي إن كانت من تخريجات الصادق. وأولاد أستاذي شيخ الدين أهل زبلعة وفنون وإبداع "وافر"، مع إن الوافر لم يشرفنا في هذا البوست، وكذلك رشا و"الزول بن الزول")، أنا ياسِيْدي قايل الروب مما نالني من ترحيب من طرف الحلة تقول لي " هناك الوف مالفة في انتظار او بحث وسيلة للترحيب بكم"؟ كتر خيرِن وخيرُن. لكين مروه ما في تاني لي ترحيب. تثقل على كيف ياخي؟ أمانه ما اتلومت، أنا لاقي وين ترحيب فنانة وفنان من قبيل "العصاة العلاة" الجدد. نالني شرفٌ عظيم من أن تسمياني أستاذا لكما وهو شرفٌ، وإمتاع، حرمتني منهما كوارث الغيلان المتلاحقة المتبارية على خناق بلادنا المكلومة.
وأرجو أن تتقبلا تحيات نجاة والبنيات، وأن تتسهل الأمور فنسعد بلقائكما.
جزيل شكري ووافر مودتي وامتناني.
بـــولا

Post: #528
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 05:05 AM
Parent: #1

Tarig Sidahmed

عزيزي طارق،
شكر على هذا الترحيب الباهي،
على العين والراس يا سيدي تلقى "إلهاما خاصا" وأكثر. وقد شرَّفت طلتك البوست والمحفل وليس العكس. لكين قول لي "الأحمدي" دا احمدياً شن نفرو؟من احمديتنا الواحدين ديل ولا احمديةً آخرين؟ مع العلم بأننا ندعي الحداثة في هذا البوست، ونُعلن عن وأننا لا نقيم وزناً للأهولية، والقرابة، والجَوَر. فإذا كنتَ من احمديتنا اسياد اللَّسِم. "الجوَر" دي ما بتروح عليك. إما ان بقيت احمدي خرتوم وامدرمان زي ناس النجيبة بت امحُمَّد فالعوض على الله. أها شن قولك؟. تديني جواب ضروري من الضروري.
وإلى اللقاء في المداخلات القادمة.
جزيل شكري ومحبتي.
بـــولا

Post: #529
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 05:49 AM
Parent: #1

محمد عبدالرحمن

عزيزي محمد، تحياتي واحتفائي مرةً ثانية،
مرحب بيك إنت أيضاً إضافةً ثرة لهذا البوست.
لا دام الأسف يا سِيِدي دخولك شرف وعافية. جزيل شكري لك على تقديرك للمشقة التي تكبدتُها من هذا البوست الماراثوني. وقد كنت في مطلع صباي وشبابي "بطلاً" من "أبطال" عدو المسافات الطويلة والقصيرة. غزال ما يلحقني. ولو أن الماحي ود على أخذ الأمور على محمل العلم والتاريخ الرصينين، وبطَّل الزبلعة. لكان وجد تفسيراً آخر لجريتي السنجاوية إياها من بيت العرس ذاك بالحاج عبد الله إلى قطار الخرطوم الراجع. ود علي جرى نامن وقع ما لحقني. الله أكبر هو جري نصاح. أنا بلعب في دي كمان؟ وقد كان من المفروض أن أكون "بطلاً عالميا في الجري. إن لم أقل "بطل العالم". إلا أننا في ذلك الزمان (النصف الأخير من الخمسينيات) لم نكن نعرف ما هو "العالم" على وجه التحديد. وكنا نعتبر "العالمية" ومسابقاتها ومسمياتها مما جميعو (من آداب وفنون ورياضة وفلسفة وسياسة إلخ) أمور تحدث في عالمٍ آخر لا صلة لنا به ولا شليةَ لنا فيه. وهكذا "ضاع" أيضاً صديقي، ورفيق صباي، الأستاذ حسن عثمان حاج احمد. الذي كان في تقديري وتقدير الكثيرين، ومنهم، استاروستا، مدرب الهلال الشهير أحد أعظم لا عبي كرة القدم في العالم، وقد كان حاويا ساحراً أيضاً في تنس الطاولة والباسكت. فقضى عمره، بسبب فكرتنا البائسة عن "العالم" و"العالمية"، بين نوادي بربر وعطبرة وصراع الهلال والمريخ حول كسبه. ثم اعتزل في عز ذلك الصراع بصدمة موت أخيه الأكبر التجاني. فقد كان التجاني يريده أن يتسجل في الهلال بينما كان حسن مريخابياً. بكى حسن شقيقه بكاء الناقه على الفصيل. وترك الكرة إلى أبد الدهر إلا من تمارينَ لاحقةً كانت، ضرباً من المتعة المعتقة الصافية لمشاهديه.
وقد كانت مؤسسات إعلام احتكار "العالم" و"العالمية" تروج عنهما خطاباً كهنوتياً لاهوتياً "حداثياً"هو في أصل توجسنا من أمرهما واعتبارنا لهما من صنوف الأصحار، ومن عالمٍ غير عالمنا. وقد شاركت أجهزة إعلامنا، و"تعليمنا"، بنشاطٍ "مرموق" في ترويج هذا الخطاب "العالموي". وهي تشارك اليوم بنفس الحماس في ترويج خاطب "العولمة" "السحري"، بينما هو ليس، في جوهره، سوى خطاب الإمبريالية الكولونيالية الجديدة، بعد أن خلا لها الجو فباضت وأصفرت، ثمراً من صنوف الاحتكار والتجويع والحروب التأديبية والترويع، وصنوفٍ منالتهديد "الناعم الظريف" بخصخصة العالم، كأنه "رؤوس الشواطين" (برواية اللالا بت احمد ود عبد الرحمن، الشهير بأحمد كَرَارَات).
جزيل شكري يا محمد ونواصل اللقاءات والحوار في المداخلات المقبلة.
بــــولا

Post: #530
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 06:29 AM
Parent: #1

فتحي البحيري

عزيزي فتحي،
جزيل شكري على ترحيبك الظريف المحبب.
وجزيل شكري أيضاً، شكراً مربع، على نهج سلام الصعايده، على حديثك المنصف عن "طول النفس" الكتابي، وأظنه من تراث أهلي ومعلماتي ومعلميّ، الميرفاب، والطلوحة بالذات، وربما تراث أولاد اب زُمام البركبوا الَلشْقرْ. فقد كانوا هم أيضاً شعراء ومحدَّثين وراوةً محققين شديدي المراس. وكان شعارهم "النضم ان بدا لا بد ينجَض". أعني إنه أمرٌ لا فضل لي فيه ولا تميُّز.
السجال الذي أشرتَ إليه في جريدة الخرطوم كان من طرف واحدٍ ولذا لم يكن "مع". ف"مع" هنا زائدة عن الواقع والسياق. وهذا من صنوف "نجّيض" الكلام لا المماحكة كما يسميه بعض أصدقاء الطرفين. وكان المظنون، والمُفترض بل المُعتقد، في ذلك السجال، من الطرف الآخر، إنني لستُ أهلاً للكتابة أصلاً، وإنها ليست "شغلةً لَي"، وإنني متطفلٌ عليها. فتأمل!!

جزيل شكري على تعليقك المنصف.
وجزيل محبتي أيضاً.
وإلى اللقاء في المداخلات القادمة في المستقبل القريب.
ملحوظة: نسيت اسألك يا فتحي عما إذا كُنتَ أخاً لمصطفي وأسعد بحيري؟
بــــولا

Post: #531
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 06:42 AM
Parent: #1

ٍSafa Fagiri

عزيزتي صفاء
أخلص تحياتي وزاهر مودتي،
بالعكس ربما كانت إحدي ميزات مداخلتك كونها قبل الأخيرة. أكتبها وأنا أحس بسعادة الصمود في أدائي لواجبي نحو أصدقاء وقراء تابعوا باهتمامٍ ومودة وصبر "قطار ردود الترحيب الطويل" هذا، وشاركوا في شحنه ببضاعة زاهية من مداخلاتهم المستنيرة، على تقريبٍ من تشبيه الصديق الدكتور ياسر الشريف، اللطيف له.
حللتِ أنت أيضاً سهلاً يا عزيزتي ونزلت " سهلا "، لا قطاراً طويلاً ضيق الحجرات.
جزيل شكري على ترحيبك المُزهر وأتمنى أن لا تحرمينا من مشاركتك في المداخلات المقبلة.

بــــولا

Post: #532
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 09-30-2004, 07:05 AM
Parent: #1

لـــؤي

عزيزي لؤي، أخلص وأحر تحياتي على هذا الترحيب الجزيل،
يا سيدي أسعدتَ عمك بهذا الختام المسك لمداخلات الترحيب الماراثوني. ختام هذا الدفق العرمرم السلس من آيات التقدير والمحبة المتبادلة بين جميع من شاركوا، إلا من عتراتٍ صغيرةٍ هنا وهناك لا يمكن أن تخلو منها مناقشاتٍ نقدية حقيقية.
أما بحثك في معاجمك اللغوية عن كلمة تناسب "قامتي المفترضة" (اريتا قامة التاباك المكركبة) فقد حرمني وحرم المتابعين، من قلمٍ مشرق، وحضورٍ بهي مثل قلمك وحضورك. وعلى كلٍ فأنا، والمتابعون أيضاً، سعداء جداً بهذا الختام العاطر للترحيب ولردود الترحيب.

لك كل معزَّتي وكل احترامي.
وإلى اللقاء ابتداء من اليوم، بل ابتداءً من هذه اللحظة في المداخلات الطليقة من قيود سلسلة الترحيب وردود الترحيب، الذهبية.

بــــــولا

Post: #534
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-01-2004, 00:57 AM
Parent: #1

عزيزي سناري،
أخلص تحياتي،
تجد أعلاه (تحت مداخلتك مباشرةً)تعقيبي على هذه المداخلة النيرة.
كما أود أن ألفت انتباه المتابعين إلى هذه المداخلة التي أثارت قضايا ومسائل هامة وصعبة، وعلى وجه الخصوص موضوع "النخبة" مصطلحاً ومفهوماً. مما دفعني إلى التصرف في ترتيبهافي مداخلات ما بعد الترحيب وردود الترحيب. ألفت نظر المتداخلين إلى مراجعتها. وقراءة تعقيبي الإجرائي المؤقت عليها.

مع جزيل شكري

بــولا

Post: #535
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-01-2004, 03:43 AM
Parent: #1

عزيزتي رودا،
أخلص تحياتي،
بخصوص مداخلتك في مضمار الترحيب "شرحه أعلاه". (أعني أحلتُها، مثل مداخلة سناري، إلى مداخلات ما بعد الترحيب. فهي على قصرها تضمر، بي تحت تحت، كلاماً كثيراً يلزم الحوار فيه حفر كتير. وستجدين تعقيبي عليها تحت نصِّك مباشرة.
مع جزيل شكري ومودتي.

بــــولا

Post: #537
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-01-2004, 05:26 AM
Parent: #1



ملحوظة: ارجو من المتابعين أيضاً الرجوع إلى تعقيبي على مداخلة رودا الذي أنزلته اليوم تحت مداخلتها مباشرةً في أعلى الصفحة الخامسة من هذا البوست "الماراثوني" كما قيل


مع جزيل شكري.
بــولا

Post: #538
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-01-2004, 05:48 AM
Parent: #1

عزيزيَّ طلحة وعثمان عووضة،
تحياتي ومحبتي بالآلاف لا يوم الوقاف،
جزيل شكري لكما على استجابتكما السخية العالية لدعوتي لكما بالتزام الترتيب في مداخلات الترحيب وتأجيل مبادرتكما،أو في بعبارةٍ "أدق"، "مسارقتكما" الطريفة الظريفة العذبة تلك، لترتيب الترحيب. والوقع إن ذلك "الهجوم المباغت" كان بالنسبة لي من أجمل وأحلى لحظات مسار ماراثون الترحيب. تذوقت في تلك اللحظة طعم شيطنتكم الطليقة في ميعة الصباوريعان الشبان في ساحات "حنتوب الجميلة".وذكرتني أيضاً بهجمات ود يوسف وود المبارك والحلاج ودفع الله حامد وحسن فحل، وآخرين، على غرفتي في داخلية دقنة، إذ كانوا يحتاحونها ويستبيحونها من غير إذني ليلاً أو نهاراً، ويقضون فيها على الأخضر اليابس، من شاي وبسكويت وقهوة، وفاكهةً وأبا، ( والأخيرة في أحيان قليلة).
أها عاد الباب مفتوح الآن للمباغتات وغير المباغتات وكل صنوف الطلاقة الإبداعية الممتعة المنتجة الحرة المحررة. وهي بطبيعتها ليست بحاجةٍ لشروط وضوابط.

ملحوظة: ود يوسف المسخوت رسل لي أيميل قال لي "أوعي تكون صفيتني يا أستاذ أو أنك تجدني مضجراً؟" بالله رد عليه ياعثمان بواحدة من قفشاتك البارعة. شوفوا عليكُن الله مسخرة ود يوسف!
مع كل معزتي وامتناني،
بـــولا

Post: #539
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shao Dorsheed
Date: 10-01-2004, 08:09 PM
Parent: #1

up

Post: #540
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: lana mahdi
Date: 10-02-2004, 04:46 AM
Parent: #1

استاذنا الكبير
الف مرحبا بك و لو انها متاخرة و ما كافية
شكرا لقبولك ان تكون بيننالنتعلم منك
ايهاالكبير

Post: #541
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elawad Eltayeb
Date: 10-02-2004, 07:23 AM
Parent: #540

فوق

فوق

سودانا فوق.

معذرة لهذا الهتاف الجماهيري في هذا المقام، لكنني أحسب أن من تحشرجت حناجرهم به يتفقون معي أن رفعة من كتبوا بأقلامهم في هذا البوست، هي رفعة للوطن، وأن السواد الذي سود به السياسيون صفحات صحفنا وأيامنا كان حري به أن تمنح فضاءآته لعصافير الجنة لكي تلون صباحاتنا لنباهي بها الأمم بدل أن ندمن اللجوء إليها مكفكفين الدموع.

أرحب بشمس الإبداع التي أرسلت دفئها الثقافي على ساحات سودانيزأولاين.

أنا عضو جديد نسبيا، وكنت أدخل يوميا في متاهة سودانيزأولاين يحدوني أمل في أنني سأجد
أقلاما تقدس الحرف وتصلي بالكلمة. صبرت على أذية العابثين والعابثات ومماكرتهم في دس كل ماهو طيب وسط كومة من الرداءة يحسبون أن كل الوقت لنا ولا يدركون أن كل الوقت علينا وأننا نسرق من الزمن لحظة نتنسم فيها عطر الوطن. فنرجو أن نلقاك كل صباح.

مرحبا بك دكتور عبد الله بولا

وتحية لكل الأسماء الحلم التي أطلت حيث الإبداع.

العوض أحمد الطيب
الرياض، السعودية

Post: #542
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-02-2004, 08:43 AM
Parent: #1

Shao Dorsheed

عزيزي محجوب،
تحياتي العاطرة،
شكراً على رفعك للبوست ،
وأتمنى أن نسمع منك في مداخلة مقبلة
بـولا

Post: #543
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-02-2004, 08:58 AM
Parent: #1

عزيزتي لنا،
أخلص تحياتي،
جزيل شكري على ترحيبك السخي،
ما في تأخير يا ست عمك، "القطار احمدي".
ماني أنا الكبير، (ويجوز في السن). كبار حديثك ولطفك. ووجودي بينكم مما يسعدني ويكشف غمَّتي، ويرفع جهلي بإبداع الأجيال الجديدة، التي أتعلم منها، أنا بدوري، الكثير.
كل مودتي
بـــولا

Post: #544
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: bunbun
Date: 10-02-2004, 09:19 AM
Parent: #543

استاذ بولا ..
تحياتي الحارة والأكيدة لك .. لمشغوليات كتيرة لم استطع ان ارحب بك في هذه النافذة الا الان - اغفر لي ذلك - لك الفال
محمد صلاح

Post: #545
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-02-2004, 09:59 AM
Parent: #1

Elawad Eltayeb

عزيزي العوض مرحباً بإطلالتك الباهية،
وأنا أرحب معك من جانبي ب"شموس الإبداع" الكثيرة "التي أرسلت دفئها الثقافي على ساحات سودانيزأولاين" الرحبة قبل دخولي إليه بعدة سنوات.
إشارتك إلى العبث بقيمة الوقت وقيم الحوار من بعض "عضوية" البورد، ثاقبةٌ صقيلة الحد. وقولك " صبرت على أذية العابثين والعابثات ومماكرتهم في دس كل ما هو طيب وسط كومة من الرداءة يحسبون أن كل الوقت لنا ولا يدركون أن كل الوقت علينا وأننا نسرق من الزمن لحظة نتنسم فيها عطر الوطن." هو الدواء الشافي لأدواء العبث واللامبالاة وغياب الوعي النقدي، الذي يمثل نقد الذات والانتباه إلى فتنة "الأنا السفلى" الأمارة بالسوء، ركنها الركين وركيزتها الأساسية. الصبر، وزجر النفس النزوع إلى عن مجاراة الصغائر، والتزام ضوابط النقد الحازم، المنصف، الدقيق، المزلزل للخطاب العابث. النقد الذي ليس من أغراضه بالطبع الانتقام والإهانة والتصغير، بل التنبيه بقدر ما نملك جميعاً من بصيرةٍ خلاقة ومن مرجعيةٍ قيميةٍ تمسك بالمعاني والمفاهيم الكبرى لاكرامة والإخاء الإنسانيين.
شكراً العوض، وأنا جدُّ سعيد بانضمام قلمك المنير إلى هذا البوست، في هذه اللحظة التي ينفتح فيها الباب للمداخلات الطليقة.
مع خلص مودتي وإلى اللقاء في مداخلةٍ قادمة.
بــــولا

Post: #546
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 10-02-2004, 08:04 PM
Parent: #1

عزيزي الدكتور عبدالله بولا
تحية واحتراما

لقد عبرت اكثر من مرة عن حرصك علي سلامة نصوصك والعناية بتوقيت ومكان نشرها ومنع تداولها في غير سياقاتها،

فهل انت راضي عما يقوم به اسامة الخواض من استغلال لنصوص حورارتك الواردة في هذا الخيط ونشرها في سياقات ليس لها علاقة بسياق الحوار الذي وردت فيه ، للزج بك وباسمك في معارك انت لا ناقة لك فيها ولا جمل ، وذلك خدمة لاغراض شخصية ضيقة ابعد ما تكون عن ادبيات الحوار الموضوعي المبرأ من سخائم النفوس،

فالمعروف انك وجهت نقدك الي كتاباتي في الرد عليك وعلي حسن موسي والدكتور عبد الله ابراهيم في هذا البوست وقد عقبت عليك انا هنا ايضا
ولكن الخواض عندما اعيته الحيلة ، نقل ردودك علي الي بوست اخر ليس له علاقة بالموضوع ،كوسيلة للتشويش وافساد جو الحوار في ذلك البوست :

ارجو ان يسمح لك وقتك بمراجعة ذلك هنا:
http://بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمودhttp://بين الاستاذ محمود محمد طه والدكتور مصطفي محمود

Post: #547
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 10-03-2004, 07:09 PM
Parent: #546

up

Post: #548
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-04-2004, 03:08 AM
Parent: #1

عزيزي منعم،
أحر تحياتي وكامل مودتي،
أعبر أولاً عن أ سفي على عدم تمكني من الاستجابة الفورية لما طلبته مني من إيضاحات لوجهة نظري في التعامل مع نصوصي. فقد كان يلزمني لكي أجيب عليها بصورةٍ دقيقةٍ مسئولة أن أرجع إلى النص الذي أنزلتُه في بوست "الآفروعربية"، وقد تطلب مني البحث عن هذا البوست وقتاً غير قليل، بالإضافة إلى طوارئ أخرى مزعجة ألمت بنا وبكمبيوترنا قرب نهاية عصر الأمس وحتى الثانية صباحاً.
وأود أن أوضح أن النص الذي نشرته في ذلك البوست، والشكوى والاحتجاجات التي صدرت عني مراراً في هذا الخصوص تتعلق بنشر نصوصي من غير علمي، ومن غير موافقتي، أومن غير مراجعتي لها في حال الموافقة. أما الاستشهاد بمقتطفاتٍ من نصوصي فهذا مما لا أملك له صرفاً، كما أنه ليس من حقي منعه أصلاً. وقصارى ما أطلبه في هذه الحال هو التقيد بحرفية النص المستشهد به بالمعنى الدقيق للاستشهاد. أي النص الذي يضعه المستشهد به بين مزدوجتين على اعتبار أنه يطابق ما قلته أو ما كتبته. وهذا يعني فيما يعني أنني لا أملك الحق في منع الناس من تأويل نصوصي، وإن كنت أملك حق نقد التأويل.
وهذا هو نص ما قلته في ها الخصوص ببوست "الآفروعربية":

" عزيزي فردة، وعبد المنعم وجملة الأصدقاء الأعزاء،
تحياتي المخلصة ومودتي،
قرأت قبل قليل اقتراحات بنقل مداخلاتي من بوست النور في الترحيب بي.
وأرجو أن تتقبلوا اعتراضي على ذلك حرصاً على أن لا تختلط السياقات وحفاظاً على حقوق الكاتب، والموقع الرئيسي الذي يختاره لعلاقته بقرائه. يمكنكم بلا شك وعلى الرحب والسعة نقل استشهادات منها لا تتعدى حدود الاستشهادات المتعارف عليها في المجال الأكاديمي والأعراف المعمول بها في مجالات النشر مع جزيل شكري.
بــــولا".
وكما ترى فإن هذا النص لا يمنع الأخ أسامة الخواض ولا غيره من الاستشهاد بنصوصي (وليس نقلها كاملةً)، في أي سياقٍ يشاؤون. وقد قرأت الوصلة التي أوردتها، ثم راجعتُ موقعها في سياقها الأصلي، فلم أجد فيها، وفق منطوق النص أعلاه، ومنطوق كل تصريحاتي واحتجاجاتي حول الاستخدام غير المشروع لنصوصي، ما يبيح لي أن أعترض على استشهادات أسامة من الناحية الفنية، أوالأكاديمية، أو القانونية المتصلة بحقوق المؤلف.
أما بخصوص أغراض الاستخدام فأنا يا عزيزي منعم لا أملك منع الناس من استخدام مقتطفات من نصوصي لدعم حججٍهم في مناقشةٍ أو سجالٍ أو شجارٍ ما. ولا أملك أن أمنعهم حتى من استخدامها ضدي طالما تقيدوا بسلامة الاستشهاد.

أما في ما يتعلق بمشاعري (أي ما إذا كنت راضياً؟)، فإنني لستُ راضياً عن جملة ما صدر عن أسامة في حقك أو ما صدر عنك في حق أسامة، بالاستعانة بنصوصي أو بغيرها. لا أرضى لكما هذا النزول (ولا أريد أن أقول الهبوط لعدم لياقة الكلمة بمكانتكما عندي) إلى مستوى الشتائم والإهانات والغل و"فش الغبينه" والغيظ.
وفيما عدا ذلك، ففي اعتقادي أن أسامة استشهد بنصوصي في خصوص عجلة قراءتك وتمسكك الصمدي بصوابها المطلق استشهاداً صحيحاً (من الناحية الفنية والمنهجية)، ومشروعاً في حد ذاته. وقد سبق لك أنتَ أيضاً يا عزيزي منعم أن استشهدتَ بمقتطف من نصوصي لتصفني بأنني غير راغبٍ أصلاً في حوارٍ يقوم على الأخذ والرد على إطلاق العبارة، وبأنني أنظر إلى نصوصي "نظرةً صمدية". وهذه صفة إنسان هو غاية في الاستبداد بالرأي. وإليك نصك:

"اما قولك:
Quote: "وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب"

فهو قول يدل علي انك اصلا ليس راغبا في حوار يقوم علي الاخذ والرد ،
ويكشف عن نظرتك الصمدية لنصوصك التي سبق ان رميتني بها ، فانت تريد ان تقول راي واحد نهائي غير قابل للنقاش وتغلق الباب الي الابد حول هذا الموضوع واي حديث بعد ذلك لا تنظر اليه، الا باعتباره ملاحقة ومطاردة لك ولعبدالله ابراهيم !
وهذا ان دل انما يدل علي ان النعوت التي وصفتني بها، مثل انني لا اسمع الا لمن يمدحني ويثني علي ، وانني صمدي في النظر الي قراءاتئ ، تنطبق عليك اكثر من انطباقها علي".

ولم أغضب منك ولم أعلق وفوضتُ أمري لله رب العالمين. فقد يكون كلامك صحيحاً. مع إنني في هذا البوست نفسه انتقدتُ نصوصاً لي سابقة ووصفتُها بأنها لا تستحق النشر. وأوضحتُ أنني إذا ما نشرتُها فقد أفعل ذلك من باب التوثيق والتاريخ، ليس إلا. ومع إنني أيضاً ظللت ُ أكفكف من "غوائل" محبة واحتفاء أصدقائي وطلابي وقرائي بي، وأراجعهم في أمر وصفي بصفات عالية قلتُ بصريح العبارة إنني أعتقد جازماً بعدم استحقاقي لها. وما أزال على هذه العقيدة.
ولا بد لي أن أذكر وأُذكِّر أيضاً بأن أسامة، في تجربتي الشخصية معه في الحوار، لم يكابر ولم يتردد في الاعتراف بالخطأ في قراءته لبعض عباراتي، والاعتذار عنه.
أنت لم تفعل أبداً يا منعم.

هذا كل ما يسعني قوله في سياق هذا البوست الذي لا علاقة له بتاريخ ولا بموضوع "المساجلات" بينك وبين أسامة. وأتمنى أن نواصل الموضوع، إن شئت، في البوست ديالك، متى ما أسعفني الوقت.

مع عامر مودتي ووافر تقديري
بـــولا

Post: #549
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: elmahasy
Date: 10-04-2004, 08:08 AM
Parent: #1

up

Post: #550
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 10-04-2004, 06:38 PM
Parent: #549

عزيزي الدكتور عبدالله بولا

علم ( بالضم والكسر )

ولي عودة للتعليق

Post: #551
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-05-2004, 05:58 AM
Parent: #1

الحسن بكري،
عزيزي الحسن
تحياتي ومحبتي،
ياخي أنا آسف جداًً على عدم وفائي بوعدي الذي قطعتُه لك بخصوص إنزال ملحق السياق التأسيسي لمدرسة الخرطوم. لم أجد له بصارة بعد ملابسات ضيعة التي أخرجته من ترتيب السياق. كما أنني أعتقد أنه لا يتجاوز كونه يشكل جملةً من معلوماتٍ رائجةٍِ وميسورة عن نفرٍ من الأساتذة الأجانب الذين ساهموا في صياغة مفاهيم المدرسة الأساسية: "خصوصيتها"، و"هويتها"، و"أصالتها السودانية" إلخ.
هذا هو السبب الرئيسي.
وهناك سببٌ ثانٍ ظل ينمو في شعاب روحي وشغافها مع نمو حالة تدهور الحوار في المنبر، ويدفعني في طريق الإحجام بصورةٍ مضطردة. أقاومه. إلا أنه "شديد القُوَى"، والإغواء.

شكراً مع حافل موتي.

Post: #552
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Sinnary
Date: 10-05-2004, 02:58 PM
Parent: #551

الأخ المفكر/بولا

الحب والسلام والتحية

رغم توازي المرجعية التي اعتمدتها عني تجربتي مع مسارات تحدثت عن أنها أركان البنية الوعيوية التي تنطلق عنها (إيمان راسخ بالإشتراكية والعدالة الإجتماعية واللا مستبحث أو مستشكل عنه في فكر ماركس) علي الأقل لحدي اللحظة إلا أنني سألت نفسي مع الأخ شنتير أين كنتم وأين كنا ، لقد قرأت لماركس واريك فروم ولوكاتس وعدو الحداثة نيتشة ،ولسارتر ،ديبفوار، جرامشي ،غارودي وغيرهم.. ومن العرب قرأنا للجابري، مروة تيزيني ، غالي شكري ،طرابيشي ، العروي ،بن نبي ،اركون ،العالم ، عامل وغيرهم ، ولم نكن نظن أننا نملك من يبحث ويفكر بنفس العمق(لعله بقلة فضل مؤسسات الدكتاتورية المتسلطة ومتوسعة فينا) إلي أن تم الإكتشاف عبر تكنولجيا ليس لهم عليها كبير وسع) فهل تظن أننا يمكن أن نفرط بكم بسهولة ، ورغم توفر وسيلة التواصل إلا أن معظمهم إستمر يقبع في موقع السياسي عن المفكر (لا والله قد يكون مفكر في سلطة) من منهم ينزل من علو ذاتية متضخمة ليحاور الأجيال المحتاجة والملحاحة والكتاحة ، وبعضهالا يحاور بل يطقع بالحجارة التي تخلف الجروح العميقة وماأعمق جراح الشعور وجروح الروح ، كان نسيبي بعقليته المادية (وهو رجل نجح علميا وعمليا في حياته وكان عطوفا بأهله) ينصح ابنه بألا يصاحب إلا من هو أشطر منه أو علي الأقل في مستواه ، لأن هؤلاء سيشدونه دوما للإمام، فتتسخر طاقته في الإتجاه الموجب ، وهذاالنمط من التفكير اللا إجتماعي لا يخلو من وجاهة في بعض جوانبه، ومن هذه الجوانب نستخلص معني العض بالنواجز الما حواجز عليكم ، ومصر عطائكم مصرا (تقول لي إمكن تفكر بالتفرغ لما هو لسنا فيه وليس فينا...ويعني شنو لو أتفلقت ما أنت عمرك كلك وهبته لهذه الجماهير الفلاقة ، ودفعت منه بسبب الأسطوات والسلطات الفلاقة(شوف وصلو سالم موسي وين وودحامد دفع الله) وين يا دابك التقنية وفرت لينافرص للحوار واللقاء معكم في فرص مفتوحة لحوار بين الاجيال والافكار المتناقضة حد الفلقي ويندر أن يتجاسر من لهم اسم يخافون عليه علي توفير مرجعيتهم في مثله مناخ وانت تحمل الاسم وموصلي يحمل الاسم والنور يحمل الاسم ودكتور معز يحمل الاسم كلهم في ما برع فيه ووفروا وجودهم رغم الرغم فلهم الحب آلاف ومهما إنطلقت درابة من هنا أو هنا إلا أنكم لا تدرون كم جعلتم وجودنا طاعما وتطلعاتنا مبررة، وهنالك من الآثار التي يخلقها وجودكم هنا ما لن تتخيله إلا عندما تقابل فلان بعد خمسة سنوات وهو مفكر لا يشق له عجاج ويذكر لكم أنكم في الحقيقة كنتم الحافز لما وصل إليه ، أججتم الجمرة التي أججت بدورها كموح الابحار والحفر في صخر الافكار ، أن لوجودكم آثار من أدناها أن يتحفز مبدعون مثل الخواض والفيا وينحتون في عمق الرؤي حتي يقدموا مادة تعترف لهم بالتفرد، كسبهم يستمر علي خطاكم وإبداعهم هو صنو إبداعكم وانتم تسودون رؤية جديدة عن مصرع الإنسان الممتاز ،هم جيل يرنو لجيلكم ويحتاجكم فمجرد وجودكم هو حافز وشعور بالأمان...لكم حبي ووحاة نوار انت باقي.

Post: #553
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-06-2004, 05:56 AM
Parent: #1

عزيزي سناري،
التحية والمحبة، عامرات وسامرات وسمحات،
عاد تاني شن اقول؟ ما خليت لي صفحةً ترقد عليها أعذاري. فإذا كان وجودي هنا يجلب هذا القدر من السعادة والمنفعة لمبدعين مستنيرين ومبدعات مضيئات من أمثالك وأمثالهن. فيا لها من ورطة.
ندمتُ بالأمس على رسالتي للصديق الحسن بكري، ففي اعتقادي أن قاصاً ومثقفاً عالي الحساسية والرهافة مثل الحسن، "يملك" ما يكفي من الحزن والأسف والمضاضة، من بؤس هذه اللحظة الجارحة في سياقاتنا الوجودية "الثقافية" والسياسية إلخ، التي تضرب علينا فيها كل صنوف الأسباب المفضية للكآبة. فلا حاجة به لمزيد. ثقُلَ صدري فوجدتُ في الحسن ملجأً لا أعرف وأعرف لماذا. مع إن أحد أسباب ثقل صدري عدم وفائي بوعدي له. فشكراً لك على لمستك الشافية. فأكثر ما يشفيني عتابُ الأحباب. ويشفيني أكثر من ذلك تدخلهم المتقحم في "شأني الشخصي"، وزجري عن القعود عند مرابط الكآبة و"متعتها" الضارة. وهذا في قولك ال: "ويعني شنو لو أتفلقت ما أنت عمرك كله وهبته لهذه الجماهير الفلاقة، ودفعت منه بسبب الأسطوات والسلطات الفلاقة(شوف وصلو سالم موسي وين وود حامد دفع الله وين)". وهذا قولٌ لا مفر من التآلف مع قيده الجميل.
سوى أنني أود أن أضيف إليه الاعتراف بحق "الجماهير الفلاقة" عليَّ أيضاً، و كوني أعمل معه كعنصرٍ من عناصرها المكونة، وليس من أجلها فحسب". أعمل مع الجماهير فلاقة سلطات الاستبداد الثقافي والسياسي والديني و"الطبقي". والأخيرة أصبحت من الكلمات المحرمة في أفق "مذاهب" "ما بعد الحداثة الرأسمالية". (فما بعد الحداثة خشوم بيوت ياجماعتنا هوي النضم مو ساكت. ولفت النظر دا مو ليك انت ياسناري).
أما قولك: "على رغم توازي المرجعية التي اعتمدتها عني تجربتي مع مسارات تحدثت عن أنها أركان البنية الوعيوية التي تنطلق عنها (إيمان راسخ بالإشتراكية والعدالة الإجتماعية واللا مستَبحَث أو مستشكل عنه في فكر ماركس) علي الأقل لحدي اللحظة إلا أنني سألت نفسي مع الأخ شنتير أين كنتم وأين كنا، لقد قرأت لماركس واريك فروم ولوكاتس وعدو الحداثة نيتشة، ولسارتر ،ديبفوار، جرامشي ،غارودي وغيرهم.. ومن العرب قرأنا للجابري، مروة تيزيني، غالي شكري، طرابيشي، العروي، بن نبي، اركون، العالم، عامل وغيرهم، ولم نكن نظن أننا نملك من يبحث ويفكر بنفس العمق(لعله بقلة فضل مؤسسات الدكتاتورية المتسلطة ومتوسعة فينا) إلي أن تم الإكتشاف عبر تكنولجيا ليس لهم عليها كبير وسع) فهل تظن أننا يمكن أن نفرط بكم بسهولة [؟]"
فأجيبك: ولا نحنُ نستطيع التفريط بكم بسهولة، ولكن كيف؟ "كيف المزارُ وقد ترتع أهلها بعنّيزتين وأهلنُا بالديلم؟". هذه ال"كيف" سوف أجيئها لاحقاً في مداخلات "الكيفيات"، بعد الفراغ من مداخلات المفاكرات الكبرى". وأعتقد أن قولك هذا الذي هو ذات إعادة اكتشاف بسطام، هو في نفس الوقت مربط، أو "مَطلق" إن أردت الدقة، فرس التعرف على الذات الخلاقة. قال الأبنوي:
"إتعلِّمنا من الصغر يَفاطنه إنو ما فيش في الدنيا غير شغلانة الأنفار
نِفرح بالعشرين قِرْشْ، وفْ يومْةِ العيد نتباهى برطل اللحم، نفوت بيه قِدام الناس." (جوابات حراجي القط).
و"نحن" أيضاً تعلمنا من "الصُغر" أن تكون مرجعياتنا في الفكر والإبداع الكبير ("العالمي") في الخارج. كـ"نا" "نحن" أيضاً ياعزيزي سناري "أنفار" ورشة عمل واستهلاك الإبداع "العالمي" و"فٍ يومة العيد" نتباهى بإبداعات النفر الذي ذكرتً أعلاه من الكتاب والفلاسفة (والفنانين) الأوروبيين .......... والعرب إلخ، والطيب صالح، الذي لم تنتبه إليه مؤسساتنا التربوية والثقافية "الحاكمة" في مختلف مواقع السلطة الرسمية، إلا بعد أن جاءنا معلباً من "الخارج. مع أن بسطام حافلة بالمبدعين الشوامخ. ولعلك قرأتَ سيرة حسن موسى وعمر خيرى وغيرهم، من القليل الذي أتيتُ به هنا من قرائن بؤس "تقدير" مؤسساتنا الأكاديمية والثقافية الرسمية لعتاة مبدعينا. وقد نحمد الله على أن سلطا"تنا" السياسية والفكرية الأصالوية قد تكرمت علينا بعدم تنفيذ أحكام الإعدام والردة فينا. لا، فقد خذلت عبارتي الصواب "ولا كرامة"، فقد كان إعدام المفكر الشامخ الأستاذ محمود محمد طه الذي هو قمة هذه الإساءة لما في أعماق أرض بسطام من جواهر الإبداع النضيدة!!! إعداماً رمزياً لنا جميعاً، نحن نقاد مؤسسة احتكار "الأصالة" و"القيم" و"الدين" و"الصواب"، الذين لم يتوقفوا عند عدم الانتباه إلى قيمة هذا المفكر الجليل فحسب، بل هيأ لهم جهلهم بقيمة ما تنطوي عليه وتجود به أرض بسطام من معادن الإبداع والمعارف النفيسة أن يحاكموه ويغتالوه على رؤوس الأشهاد و"هم فرحون".
فأين نحن وأين كنا؟ نحن هنا يا عزيزي سناري، كنا هنا ولا نزال: في قاع الجب. جب نفي واستبعاد الإبداع الناقد المزلزل من "مملكة" حقوق المواطن والإنسان الإهانة المستطيلة المستعرضة لمبدعينا "المحليين" وملاحقتهم، وطردهم من ساحة المشاركة في مواقع قرار صياغة وبناء الوطن. وصياغة الرأي العام (إلا بالمجابدات القاسية من المنافي، وكوى السجون، والعمل السري). كلية الفنون الجميلة تُخرج واحداً من أنبغ وألمع التشكيليين والنقاد والكتاب، في القرن العشرين،حسن موسى، بتقدير Second class!!! قسم الفلسفة بجامعة الخرطوم يتلجلج في، بل يرفض مع سبق الإصرار والترصد، ضم واحدٍ من ألمع خريجيه، إن لم اقل ألمعهم على إطلاقهم حتى هذه اللحظة، وهو كذلك دون مراء، الخاتم عدلان، إلى هيئة التدريس!!! سلطاتنا السياسية والدينية: تصدر أحكام الردة، والتكفير، والإعدام، على صرح المعارف الدينية والأخلاقية الشاهق الأستاذ محمود محمد طه، ويوقع على هذا الحكم ليضفي عليه "المشروعية" باسم "الدولة السودانية" صعلوكٌ جاهلٌ صفيق مثل نميري!!! كان ذلك وما يزال قاع الجب الذي كنا فيه. وأقول "ما يزال" وفي ذهني ما يخوض فيه نفرٌ منا نتوسم فيهم معارضة الغول واقتلاع جذور شجرة نسبه "فينا" من جذورها، من عرضةٍ وبُطان "بَره الدلوكة" في هذا المنبر نفسه، كنايةً عما تحتضنه خلايا قوى "السودان الجديد" من جراثيم وبثور وباء الغيلان.!!!
وأين أنتم؟ أنتم أبناء الأجيال التي نشأت في محابس التقليد والنقل وإنتاج وإعادة إنتاج "وعي الدونية" والتقليد والنقل، سميكة الجدران، "الأكاديمية"زوراً وبهتاناً، بين دكتاتوريتين، و"ديمقراطية شُلت يوم وصودرت روحها وطاقتها الحيوية النقدية في يوم ميلادها"، جدران النقل والتقليدالتي لا يستطيع أن يفلت منها إلا المبدعين الشديدي المراس من أمثالك ومثيلاتهن. ويسعدني إن سلسلتكم، حتى في حدود هذا المنبر، أطول مما كنت أتصور، ومن أن أستطيع حصرها فأرجو أن تعفوني من الاستشهاد بأسماء اللاتي أفلتن والذين أفلتوا من جدران حوش الغول، من بنات وأبناء "جيلكم" و"الأجيال" التي جاءت في أثره، أن يعذروني على التقصير في حقهم. إلا أنه مما يؤسف له أن الغالبية الكبرى، إن لم تكن العظمى، لم تفلح بعد في النجاة من فتك أنفاس الغول الحارقة وسمومه الماحقة. وربما أصبح هناك من يستطيبونها ويطمئنون إليهاويدافعون عنها. وأنا لا أملك بالطبع منع الناس و"حمايتهم" من آثار وفعل التجارب والنوائب. إلا أني لا أستطيع إلا أن أتأسف وأن تُثقل صدري الصغائر والتعديات والانتهاكات الطليقة لكرامة المحاورين المخالفين الشركاء في الوطن وفي الإنسانية.

كما أحب أن أوضح أن من ضمن أسباب أسفي على رسالتي للحسن بالأمس خشيتى من أن يُحمل قولي على محمل الحساسية مما "أصابني" من رشاش مزاج الإساءات والانتهاكات الذي يحتل مساحةً معتبرةً في "المناقشات" بالمنبر. والواقع إنني أعتقد، على العكس من ذلك، أن الاحتفاء والكرم اللذين وجدتهما من الأصدقاء والقراء ومن الإدارة في هذا المنبرأكبر مما أستحق وما أتوقع بكثير. ولستُ أقول ذلك من باب التواضع المصطنع. وإذا كان للعترة الأخيرة التي ألمت "بي"، والتي لا تخفى عليك وعلى المتابعين مسمياتها، فهي لا تدخل عندي في حساب "الفلقات والجماهير الفلاقة"، صدقني إنها لم تمس حتى مجرد السطح من أدنى مناطق ومستويات "الحساسية" وردود الفعل في حركة خواطري. قرأتها فضحكت وانتهى الأمر.
إلا أن ضباب ضيق النفوس و"علو" "الأنا السفلى" على كل ما سواها، والقدرة الطليقة على الانتهاك والتجريح اللذان يحتلان حيزاً كبيراً نسبيا من قائمة العناوين التي أمر عليها في تجوالي المنبري بالماوس، والتي أتوقف عندها أحيانا حين تصدر من أصدقاء وصديقات ومعارف ومبدعين ومبدعات أعزهن وأعزهم، ولا أتوقع أن يصدر عنهم ذلك، فإن غيمة الكآبة ترين على قلبي فأشتهي أن يكون بمقدوري أن أبتعد فوراً، إلا أنني لا أفعل إكراماً لألفٍ وألف عين. ولا أعرف إلى متى أستطيع الصمود. وكنتُ قد تدخلتُ في مراتٍ عديدة. ويؤسفني أن أقول إن الوقت لن يسمح لي من هنا ولاحقاً أن أتابع المساجلات الشجارية وأن أتدخل فيها.
جزيل شكري يا سناري على هذه المداخلة الشافية. وربنا يهون القواسي.
بــولا

Post: #554
Title: Re: هذه كلماتك انت يا دكتور بولا ردت اليك !
Author: Agab Alfaya
Date: 10-06-2004, 08:17 AM
Parent: #1

عزيزي الدكتور عبدالله بولا

تحية واحتراما

كان قصدي من الاستفسار عن رضاك عما قام به اسامة الخواض من نقل لردودك ، علي ، ما ورد في بوست : الافروعربية " - الي بوست : بين الدكتور مصطفي محمود والاستاذ محمود محمد طه ، هو آلا ازج بك في معركة انت ليس طرفا فيها .
لقد اراد الخواض اقحامك مثلما اقحم اخرين ،بغرض صرف الانظارعن موضوع النقاش ،وللتستر بها بعد ان انكشفت كل تخرصاته واوهامه .ولم يجد قشة يتعلق بها سوي الاستنجاد بك وباقوالك في حقي والتي جاءت في سياق محدد وقد رددت عليها انا في سياقها .
لذلك اري انك لم تكن منصفا عندما ساويت باستشهادي بمقتطفات من اقوالك للرد عليها وفي نفس السياق والمكان الواردة فيه ، وبين استشهاد اسامة الخواض بها في موضوع ليس له علاقة البتة بالسياق والمكان الذي قيلت فيه .
حيث تقول :
Quote: وفيما عدا ذلك، ففي اعتقادي أن أسامة استشهد بنصوصي في خصوص عجلة قراءتك وتمسكك الصمدي بصوابها المطلق استشهاداً صحيحاً (من الناحية الفنية والمنهجية)، ومشروعاً في حد ذاته. وقد سبق لك أنتَ أيضاً يا عزيزي منعم أن استشهدتَ بمقتطف من نصوصي لتصفني بأنني غير راغبٍ أصلاً في حوارٍ يقوم على الأخذ والرد على إطلاق العبارة، وبأنني أنظر إلى نصوصي "نظرةً صمدية".

انه لامر يدعو للعجب والاسف حقا يا دكتور بولا ان تحتج علي ايرادي لنصوصك بغرض الرد عليها !!
فكيف ارد عليك اذا لم اورد كلماتك التي اريد الرد عليها ؟
اين الصحة المنهجية والفنية اذا انا لم افعل ذلك ؟
وهل ايرادي لنصوصك بغرض الرد عليها يتساوي مع ايراد الخواض لها في بوست لا علاقة له بالبوست والموضوع الواردة فيه حتي تصف استشهاده بها ، بانه صحيح من الناحية الفنية والمنهجية ؟

اما الاعجب والاغرب يا دكتور بولا هو استنكارك لوصفي لك بنفس الكلمات التي وصفتني بها ، حيث تقول :
Quote: وقد سبق لك أنتَ أيضاً يا عزيزي منعم أن استشهدتَ بمقتطف من نصوصي لتصفني بأنني غير راغبٍ أصلاً في حوارٍ يقوم على الأخذ والرد على إطلاق العبارة، وبأنني أنظر إلى نصوصي "نظرةً صمدية". وهذه صفة إنسان هو غاية في الاستبداد بالرأي

قولك بانني وصفتك بانك تنظر الي نصوصك نظرة صمدية ، فهذه كلماتك انت يا دكتور بولا ردت اليك !
هل نسيت انك وصفتني في هذا البوست بنفس الكلمات ، وقلت عني انني انظر الي قراءاتي نظرة صمدية احادية ولا اسمع الا لمن يثني علي ولا احفل بالراي الاخر ؟
هذه هي كلماتك :
Quote: ولذا فإنني لم أشارك في المناقشات التي دارت في بوست عبد المنعم الأول ولا الثاني. لا تجاهلاً أو تقليلاً من قيمة المداخلات الباسلة التي قصد أصحابها إلى حث عبد المنعم على قدرٍ من التراجع عن عقيدته الصمدة، وإلى قدرٍ مستحقٍ من اعتبارٍ للآراء والقراءات المخالفة، بل لأن مناقشة منعم في هذا الأمر تبدو لي حفراً في البحر، فهولا يحفل إلا بالثناء، ولا يقيم أي وزنٍ للرأي المخالف. بل دائماً ما يسفهه ويرجعه إلى أسبابٍ شخصية. إلا أن عبد المنعم لا يحسب حساباً لضرورة تأمل دقائق خطاب المخالف والوقوف عندها

هذه هي كلماتك يا دكتور بولا تقف شاهدة عليك ،
ولم افعل انا سوي انني رددت عليك كلماتك في تعقيبي عليك في هذا الخيط وهي الكلمات التي استشهدت بها انت هنا ، حيث قلت لك :
Quote: "اما قولك:
Quote: "وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب"

فهو قول يدل علي انك اصلا ليس راغبا في حوار يقوم علي الاخذ والرد ،
ويكشف عن نظرتك الصمدية لنصوصك التي سبق ان رميتني بها ، فانت تريد ان تقول راي واحد نهائي غير قابل للنقاش وتغلق الباب الي الابد حول هذا الموضوع واي حديث بعد ذلك لا تنظر اليه، الا باعتباره ملاحقة ومطاردة لك ولعبدالله ابراهيم !
وهذا ان دل انما يدل علي ان النعوت التي وصفتني بها، مثل انني لا اسمع الا لمن يمدحني ويثني علي ، وانني صمدي في النظر الي قراءاتئ ، تنطبق عليك اكثر من انطباقها
علي

وهكذا تري يا دكتور ، انني لم اتي بصفة واحدة من عندي ،
لذلك لماذا الغضب في قولك :
Quote: ولم أغضب منك ولم أعلق وفوضتُ أمري لله رب العالمين

قول لا مبرر له ويدعو للعجب حقا !
فلماذا حلال عليك وحرام علي ؟؟؟!!!
ولكن ما يثير الاستغراب اكثر الي حد حبس اللسان ، هو قولك :
Quote: ولا بد لي أن أذكر وأُذكِّر أيضاً بأن أسامة، في تجربتي الشخصية معه في الحوار، لم يكابر ولم يتردد في الاعتراف بالخطأ في قراءته لبعض عباراتي، والاعتذار عنه.
أنت لم تفعل أبداً يا منعم.

يعني اذا كان اسامة الخواض اخطا في حقك بمهاتراته ومشاتراته التي صارت من ابرز خصاله، وقال في وصف مقالك عن الفكر الجمهوري ،ما لم يقله مالك في الخمر ،ثم عاد واعتذر لك، فهل يعني ذلك بالضرورة ان اعتذر لك انا ايضا والا صرت مكابرا وصاحب عقيدة صمدية الخ .. ؟؟؟
يؤسفني ان اقول لك يا عزيزي بولا انك بهذا الكلام تؤكد انك تنطلق في التعامل معنا ، من منطلق ابوي، ولا تحفل الا بمن يمدحك ويثني عليك ، وانك لست علي استعداد ان تسمع منا رايا مخالفا ، والا اصبح هذا الراي المخالف في نظرك ، عقوق ابوي يستوجب من فاعله الاعتذار والتوبة !
ولذلك ان قولك :
Quote: ومع إنني أيضاً ظللت ُ أكفكف من "غوائل" محبة واحتفاء أصدقائي وطلابي وقرائي بي، وأراجعهم في أمر وصفي بصفات عالية قلتُ بصريح العبارة إنني أعتقد جازماً بعدم استحقاقي لها. وما أزال على هذه العقيدة.

هو قول لا يصمد امام مطالبتك لي بالاعتذار لمجرد انني رايت رايا مخالفا لما رايت انت !!

اما قولك :
Quote: وأتمنى أن نواصل الموضوع، إن شئت، في البوست ديالك، متى ما أسعفني الوقت.


اذا كنت تقصد بوست الافروعربية، فانا ليس لدي مانع ،وما كنت اريد ان اقحم ذاك الموضوع في هذا الخيط اصلا .ولكن لما رايت انك ستكتفي بالرد علي في هذا البوست قررت ان اعقب عليك هنا .

ولك صافي المودة وعظيم التقدير

عبد المنعم عجب الفيا







Post: #555
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 10-07-2004, 04:00 AM
Parent: #1

up

Post: #556
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: د. بشار صقر
Date: 10-07-2004, 07:11 AM
Parent: #1





استاذنا الجليل


عبدالله بولا


بعد التحية والتقدير





هامش المداخلة:


في البدء عليّ ان اثبّت وبخط عريض في الواجهة نصّك النقدي الجميل بيانا والواضح تبيانا :
", هنالك مساحة من السديم ، في وعى كثير من مثقفي اليسار الديمقراطي في السودان معفاة من النظر النقدى ، تستقر فيها احكام الثقافة العربية الاسلامية المستعلية في أمن وآمان 00 وفي ظني أن من مساحة السديم هذه ، قد صدرت عن صلاح وعبد الله مواقف من سلطة الغول الاسلامـــوى لا تزال مبعث حيرة وأسف جمهرة قرائهما " .

واوضح:


بانني ما اردت ان ادعوك الي متاهات الغابة ولا الصحراء لعلمي بانك "خارج المكان" لا من حيث الجغرافيا او الانتماء العضوي , وانما من حيث كونك مجال فكري يغرد في فضاءات انسانية اوسع منكفئ علي مباحث "الاشتغال البحثي التخصصي النقدي " النضيف , وهاهنا علي البوح بان هذا النصّ النقدي (علي الشكل الذي فهمته) قد حماني من "مبعث حيرة و اسف" واغناني من شر الوسواس ومن متاهة الإلتباس عما صدر منه " من مساحة السديم " تلك " من مواقف" غير اني ومن سوء حظي مازلت اراوح مكاني في "الغابة" امتشق ادواتها واعتد بقانونها من اجل "البقاء" وان كانت الكثير من تلك الغابات التي اراوح فيها قد حولت(بضم) الي "صحاري" بحرائق وتهت "انا" مابين قانون الغابة وشدة الصحراء ابحث عن :

حكاية او قصة


عن مصدر "الجين"
عن
"هجين" او "عجين" او "جين"
عن
سوبا التي خرّبتها عجوبة

و دولة سنار

التي تحللت
الي " صحراء"
واشجار الابنوس
فيها
تحولت الي النخيل
تحولت الي
صحراء من دون غابة
صحراء من
"جماعة عربية خالصة"




عن هؤلاء "الخلعاء"

و ملامح الغابة
والشلوخ

واشياء اخري

في "فيزيائهم"

عن خرافة الابنوس
وجنة النخيل
وقصص الهروب
عن
"افريقيا التي الخمر فيها بعض الماء او الغذاء او انخاب الطقوس(1) ؟

* * *


واسأل ؟


هل من جريرة ان يقول

شاعر في افريقيا :


" انا من افريقيا

صحرائها الكبري

وخط الاستواء "

ام الجريرة ان يقول العالم

ان الهجنة الثقافية

انما غش؟



و "الخلطة"
التي تسمي عربي جوبا

هجنة ثقافية ام غش؟


و وردي حينما يشدو:

جلابية وتوب
وسيف وسكين
هل يغش تراثه النوبي وهو يخلع علي نفسه ثقافة عربية؟
ام يكون غشّا عند التأفرق؟

ولا شي عند التعريب؟

هل حقا الحديث عن الهجنة الثقافية هو غش ثقافي؟

ماذا عن "الشاكيرا"
التي ترقص بلسان
وتغني بلسان
وعن وول سوينكا
الذي مزج تراث اليوربا
"بالانجليزية"
فصنع الخالدة ""AKE
هل كان ذلك غشا ثقافيا؟

بل السوال هو هل هنالك ثقافة "نقية" ؟
قواعد النحو العربية كتبه سيبويه الفارسي
وفلسفه ابن جنّي الرومي
وبخاري راوي الحديث




فهل "غشّوا" ثقافاتهم الاصلية لانهم تحولوا الي ثقافة عربية ؟
والشعوب الاسلامية غير العربية التي تحمل بعض ملامح الثقافة العربية

هل هي شعوب مغشوشة , وفي أي اتجاه كان الغش؟
"هجين" ام "عجين" ام "جين"؟
لقد اشكل علينا حابل الثقافي العربي "الجماعي"
بنابل "البيولوجي"!؟


ويسال
هارب من "برج ايفل"
او جحيم الانقاذ
مصنع الموت


الي الخيام المشرعة في الملاجي

من يقول:




ارحمونا من اوهام
عاصمة الثقافة العربية
ومن سلة الغذاء العربي
ومن العمق الاستراتيجي العربي
ومن الاشقاء العرب
دعونا سودانيين
" سودانيين فقط لا غير "
في تنوعنا "التاريخي و المعاصر"
وطن في افريقيا
جغرافيا وتاريخ

واخيرا :


هل يجوز قراءة الوقائع الاجتماعية وعادات الشعوب من خلال الشعر
وهل يمكن فهم واقع المرأة العربية من خلال صولات وجولات اشعار الملك الضليل , او نسائيات قباني اذا ما عرفنا ان هذه البيئة في الماضي تمنع تزويج المراة الي رجل ما لمجرد اعلان اعجابه بها ؟



المدخل:


اثمّن جهودك كمفكر مستنير ذو عقل نقدي لا غبار عليه واقدر اسهاماتك مع كتلة جماعة "العصاة" فيما حفرتم من ساس لاساس فكري مستنير .

اتفق معك بان اشكاليات النظم الاستبداية مطلقا وتلك العربية علي وجه الخصوص مربوطة بحبل الموروث المجتمعي من متخيّل في الذهن او ممارس في الواقع وليست في جينات البيولوجيا. واؤكد بانني لا اؤمن "بالجين " محددا للقيم المجتمعية من تراث او ثقافة او مفاهيم اخري , وانني ضد المعني الذي انتجته جملة "جيناته الافريقية" لدي شخصكم لكونه لا يمثل حقيقة منطلقاتي الفكرية , وانما "فلتت" منّي هذه المفردة في معمة "النقاء" الجماعية التي اطلقتها د. ع ابراهيم وهو "جو" اراه افرزت شكلا من اشكال "البيولوجية " وان تلبست بثياب الثقافة , ولكن مهما يكن فانني وجدت استخدامي تلك غير مبرر علي ضوء النتائج التي آلت اليها , وفي هذا اقدم اعتذاري الي كل من فهم علي هذا النحو . كما كشفت لي هذا الاستخدام عن ضرورة التدقيق في استخدام المفردة او "نحت المصطلح" مراعاة لمعانيها القاموسية او تجلّياتها المجتمعية وفي هذا السياق اذكر كيف تفادي المفكر الفرنسي د. اركون ترجمة كتاب له تحت عنوان " نقد العقل الاسلامي" الي "تاريخية الفكر الاسلامي" مراعاة لمدلولات سالبة قد تنتج من جراء هكذا عنوان في البيئات الاسلامية الفقيرة من حيث المفاهيم المصطلحية , واري ان هذا الامر ينطبق علي "الخلعاء" كما "الجينات" وغيرها من المفردات التي تعكس مفاهيم سالبة .

لا اري افريقيا فضاءا ورديا , بل علي عكس من ذلك اري فيها فضاءا تعج بالفوضي والعنف ومستودعا للكوارث وتحتل فيها دكتاتوريين فطاحلة مساحة معتبرة من وعيها السياسي , بعضهم ما زال " فوق رقاب الناس يجرد سيفه" مثل موبوتوا زيمبابوي وبشير الخرطوم الذي رقص بالامس القريب في الجنينة فوق مقابر الآلاف من ضحاياه دون ان يتكرم لهم حتي بكلمة تابين , و لكنني ساكون غير منصفا لو قلت لك بانه لا توجد تجارب ومحاولات حقيقية للتحول الي رحاب الديمقراطية في افريقيا ودونك التجربة السنغالية والنيجيرية المتذبذبة والجنوب افريقيا وتجارب دول غرب افريقيا وهي امثلة حيّة ومحاولات معتبرة في مسيرة فتح نوافذ من الحرية في هذه القارة السمراء . وعلي المستوي التاريخي هنالك تجارب ثرة عن قدرة الفضاء الافريقي في قبول الاخر والتعايش معه كما "هو هو" من حيث الهوية الثقافية دون "افرقتهم" قسريا كما يحصل في الفضاء العربي الذي سعي الي تعريب العاشوريين في العراق والامازيق في بلاد المغرب والافارقة في السودان , بل وطال التعريب حتي الاكراد ولم يشفي لهم صلاح الدين الايوبي فكانت المآسي مثل حلبجة .ان حالة الاقليات في البلاد العربية لا يمكن مقارنتها بحالة نظرائهم في افريقيا وهي حالة ذو علاقة وثيقة بالكيف الذي ننظر به الي "الآخر" في اعتقادي. كما ان تجارب الديمقراطية في العالم العربي ما زالت دونها بيد دونها بيد ذلك ان المتخيّل الشعبي في كثير من البلاد العربية لا تنسجم وشروط الممارسة الديمقراطية وان لهذا المتخيّل جذور ضارب في التاريخ ستجد بعض ملامحه في هذه الخطبة المشهورة ليزيد بن ابوسفيان حينما ولاه معاوية ولاية البصرة وخراسان وسجستان وهي الخطبة المسمّاة البتراء ومما ورد فيها:

" اني اقسم بالله لآخذن الولي بالمولي والمقيم بالظاعن والمقبل بالمدبر والمطيع بالعاصي والصحيح منكم في نفسه بالسقيم حتي يلقي رجل منكم اخاه فيقول انج سعد فقد هلك سعيد او تستقيم لي قناتكم ".
وحينما ختم خطبته قام عليه عبدالله بن الأهتم فقال : اشهد ايها الامير لقد اوتيت الحكمة وفصل الخطاب . فقال كذبت ذاك نبي الله داؤد
فقام اليه ابو بلال مرداس بن ادية وهو من الخوارج وقال أنبأ الله بغير ما قلت قال تعالي : (وابراهيم الّذي وفّي الاّ تزر وازرة وزر اخري وان ليس للانسان الاّ ما سعي ) * فاوعدنا الله خيرمما اوعدتنا يازياد , فقال زياد: انا لن نصل الحق فيك وفي اصحابك حتي نخوض في الباطل خوضا"(2).

وهكذا ما بين هذه الخطبة البتراء و حديث بلال مرداس الخارجي شيّدت تلال من الاستبداد كثير منها ذو علاقة باللامفكر فيه علي حد تعبير د.محمد اركون وهو مجال لا يسع هذه المساحة للتوسع فيه .

واما العربية فانا اعشقها واستخدمها في اليوم خمسة مرات في صلواتي كحد ادني , واستخدمها في كتاباتي وفي معاملاتي وهي تمثل جزءَ مهماَ من جزئيات تكويني ومن هذا المنظور فلا فكاك بيني وبينها وكذلك أي لغة اتقنها . ولكنني انتقدت الاستخدام "الفاشي " للّغة والجريرة هنا علي ذمة المستخدم" بكسر " وليست المستخدم "بفتح " . فالامر هنا تنطبق علي العربية كما الانجليزية او الفرنسية او أية لغة اخري او ثقافة حينما تستخدم استخداما فاشيا. فالثقافة اليابانية كانت "منبوذة" في العمق الاسيوي حينما كانت تمارس ممارسات استبدادية ولكن لننظر اليوم الي حال ثقافة الباناسونك والتويوتا والبلاي استيشن في ذات الدول الاسوية لنري مدي الاختلاف في الحالتين . فالفاشية التي عنيته في الاستخدام "المفروض"العمودي للغة واكراهاتها علي الاخر , وفي كل الاحوال لك منّا العتبي علي قساوة اللفظ "الفاشي" هذا فربما يعود الامر الي قساوة الظروف التي نمر بها وتجلّياتها لتطفي نوعا من "العنف" اللفظي علي خطابنا نرجو ان يكون ذلك سحابة سيف ترحل عنّا. واؤكد لك مرة اخري مدي تقديري لجميل اسلوبك في الكتابة فانت حينما كتبت " كما كدت تقول..." فهمت جيدا ما اردت قوله واعجبني جميل اسلوبك في التعبير فلك منّا جزيل الشكر ولك منّا العتبي علي استخدامنا لمصطلح "الجينات" ففي هذا الزمان اصبحت المفردات "الجيمية" (التي تبدا بالجيم) من جبهجية او جنجويد او غيرها يدخل المرء في حقل اشكاليات , وقّانا الله وايّاكم شر الجيميات .



اقدر تكلّفك للرد علينا بكل هذه المساحة الكبيرة وهي بالتاكيد خصما علي وقتكم ونعتذر علي "جرّنا" ايّاكم الي مدارات اخري خارج مسار البوست وان كان عشمنا في سعة صدركم . واوكد لك بانني اقدر واحترم النقاط التي كشفتها لي في ردّك القيّم وساخذها ماخذ الاعتبار والتامل. كما اقدر واحترم وجهة نظرك بخصوص "الجيل" وحتما انت مازلت في قمة الابداع لا جدال في ذلك وخير استفتاء علي ذلك هذا البوست الطافح بالرواد. واقدر واحترم رجاءك لي "بسحب" "ترشيحنا" ايّاكم ونسحبه "كرها" نزولاً عند رغبتكم.
و اما الجهاز المعرفي المتعالي فقد عنيت تعالي الذات عن الارتماء بالفكر في احضان الحزبوية والجهوية و الجماعية واللاهوتية المغلقة داخل سياجاتها , وليست تعالي الفكر عن التحاور , وفي هذا اري ان المفكر الحقيقي يجب ان يكون "خارج المكان" علي حد تعبير ادوراد سعيد . واما الحوار فاراه ضرورة و ممكن الوحيد للخروج باحياء من هذه المقبرة الكبيرة المسمّاة السودان .

اري مثلك تماما بان الديمقراطية هي المرشح الاوفر حظا لاستيعابنا جميعا ولكن بشروط جديدة وفي صياغات متجددة تستوعب التنوع التاريخي والمعاصر علي حد تعبير د. جون قرن "فعلا" لا "قولا".

يبدوا انني مثقل بديون من الاعتذارات في حق د. بولا علي "دفعها" من جراء "انحرافي" بمسار البوست الترحيبي الي مسارات اخري جابت لي "الهوا" منها الاعتذار عن وضعي ايّاه في سياق معمم:

" لا اوافق عادل امام , ولا سواه , علي مثل هذا التعميم المطلق"

وما لي من حل سوي الاعتراف بانني "اتخمّيت" مع "الزّفة الجماعية" وصدقت بانه "لا توجد فرقة ناجية" , "وتوهمت" "بانكم" "كلّّكم" داخلون بالضرورة الي " "برج ايفل" طالما انكم من "الجماعة" المستلّون من ذات الشفرة "المغلقة" بغض النظر عن جريمة مجرم لا زال " يقود البرج" او براءة برئ ظل يقاتل ربّان "البرج" وحينما عدت بعد نهاية "الزفّة" وبعد ما قرأت ردّك النيّر تلك اكتشفت الي أي حد ارتكبت "كبيرة" حينما ذهبت معهم مثل (هذا التعميم المطلق) المخل بالموضوعية ومعوّم للحقائق . هاهنا اعود واعترف بوجود فرق ناجية , كما اؤكد بخطل المذهب التعميمي الذي يجمع النّاس "كلّهم" داخل سلّة واحدة بدعاوي "الشفرة" .

فالصراع في السودان في اعتقادي صراع "مواقع " و"حقوق" استخدم فيه "الدين" و"الثقافة" والقانون" و"المليشيات" وغيرها استخدام "ادوات" اصابت بنية الدولة في المقتل وانتجت هذه الطاحونة البشرية , ولذلك اري ان الحل في "تفكيك" مفاصل "الهيمنة" وارجاع كل اداء من الادوات الي مكانه الطبيعي ليود وظيفته في حدود حجمه "الطبيعي" و اعطاء كل "ذي حق حقه" .
ولا اري ان الطريق الي الحل يتم بادخال "الكل" الي جحيم "برج ايفل" ليروا سوء اعمالهم لان الاعمال تحكي عن نفسها بنفسها وانما المطلوب ان نسعي معا لاطلاق سراح "الجماعات" من "ابراجها" الي فضاءات الاختلاف المؤد الي الوحدة حيث " يجد كل إنسان نفسه فيه. بل أن يشارك كل مواطن ومواطنة بقدراتها وبقدراته هو، وأن تجد كل مواطنة وكل مواطنٍ نفسه ونفسها في عملها وعمله الإبداعي الشخصي وفي عمل الآخرين. ثم نتبادل جميعاً وجود أنفسنا ورقيها وسموها في أعمالنا المشتركة".


د. صقر





1- من ورقة الافروعربية او تحالف الهاربين لدكتور ع.علي ابراهيم
2- من كتاب الدولة الاموية – تاليف محمد بك الخضري

Post: #557
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عثمان عووضة
Date: 10-07-2004, 09:58 AM
Parent: #556

استاذي واخي ابوبكر الصديق
مع تحياتي لود يوسف --معذرة فانا مازلت حزينا ومقهورا ومخنوقا ومجروحا مع اني احاول القفشات في بعض مداخلات وان كانت محزنة ايضاهي الاخرى --

Post: #558
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-08-2004, 05:44 AM
Parent: #1

عزيزي منعم،
تحياتي ومودتي،
يا خي أرجوك روق الموية، وأعْفِني من هذا النفس السجالي اللنا ما عندي ليه مروه.
بخصوص استشهادات أسامة بنصوصي يا سِيِدي لازلت لا أرى فيها زجاً بي ولا حق لي في منعها أو الاعتراض على استخدامها في حد ذاته. الموضوع ببساطة أنه ليس من حق الكاتب أن يمنع أي أحد بالاستشهاد بنصوصه في أي سياق، في أي سياق يا منعم ما لم يتجاوز الحدود التي يعتبر فيها الاستشهاد نقلاً واستيلاءً على نص الكاتب. أن تستشهد ليك بست أو سبعة عشرة صفحة مثلاًَ من مقال فيه عشرين صفحة (هذه الأعداد للتقريب، وضرب مثل بالطبع). ودي ذاتا أنا ما معترض عليها. كما أنني لم احتج على إيرادك لنصوصي ولا أملك الحق في الاحتجاج أصلاً. وعندما قلتُ إنني "لم أغضب" فلأنني من ناحية موضوعية لا أجد سببا للغضب، ومن الناحية الأخلاقية والمبدئية (أعني المتصلة بمبادئي في زجر النفس) فإنني لا أغضب حين أُنتقد أو حين يُساءُ إليَّ، بل أسأل نفسي عما فعلت لتستحق الإساءة وأسائلها إن لم تكن قد استحقتها لسببٍ ما قد يخفى على الرقيب الذهني والفكري على مزالق النفس. كانت تلك الفقرة مجرد ضرب مثل على أن الكاتب لا يملك الحق في منع الناس من الاستشهاد بنصوصه في أي سياقِ شاؤوا حتى وإن أرادوا تأليبها ضده. وإنما كان اعتراضي، ومايزال، على مبدأ نقل نصوصي كاملةً من غير إذني، وخارج السياق أو الوعاء الذي اخترته أنا لنشرها فيه، وتواصلي فيه مع قرائي، إلى سياقٍ مختلف، وأن تنشر من دون مراجعتي لها حتى في حال الموافقة. أما المقتطفات بغرض الاستشهاد فليس عندها شروط تتصل بحق المؤلف أياً كان السياق في حدود علمي. وإذا كانت الاستشهادات "مشاترة" أو أنها استخدمت للإساءة والتجريح، فهذا يؤخذ في إطار منهجية الكاتب المستشهد، في إطار مرعاته أو عدمه، لأخلاقية الحوار، لا في إطار حقوق المؤلف. وقد كان اعتراضي على نقل نصي من بوست الترحيب إلى بوست الآفرعربية اعتراضاً يقع في إطار حقوق المؤلف أساساً يا منعم. فضلا عن أنني لا أعتقد أن أسامة استخدم نصوصي في البوست الذي أشرت إليه استخداماً أخرقاً أو "مشاتر" من الناحية المنهجية كما ذكرت. إلا أنني ألومه بشدةٍ على تعريضه بك والإساءة إليك، كما ألومك أنت من نفس المنطلق المتعلق بآداب الحوار والسجال. هذا فيما يتعلق بموضوع استشهادات أسامة بنصوصي في بوستك المذكور.
أما بخصوص استشهادي بنصك المتصل بإظهار وإثبات "نظرتي الصمدية لنصوصي، والتي "سبق أن رميتك بها"، وهذا مما لا أنكره. بل لا أزال على اعتقادي به. فالبرجلة الواردة في نقلي للنص إنما هي من باب الخطأ المحض بالدرجة الأولى، ومن باب عدم المعرفة بتقنيات البورد بالدرجة الثانية، ومن باب العجلة والإرهاق بالدرجة الثالثة. فأنا أعلم علم اليقين إن الجملة الأولى في ذلك المقتطف هي لي أنا وليست لك. ولو أنك قدمتَ حسن النية لأدركت على جناح السرعة أن في الأمر ارتباكاً ما وبرجله. فأنا يا منعم، ربما أكون متعصباً لرأيي، و"أتعامل من منطلق أبوي" كما تكرمت، ولكنني لست على الدرجة من الغباء وقصر الذاكرة بحيث أنسب إليك أو إلى سواك عبارةً قلتُها بحُرِّ لساني. فالعبارة الأولى التي وردت في استشهادي على بنصك على النحو التالي:
"اما قولك:
Quote: "وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب."، وضعها في السياق مجوبك للأسباب التي ذكرتها آنفاً. فجملة "أما قولك" هي لك. والجملة التي تليها والتي نصها: "وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود" هي لي. والفقرة التي تليهما والتي نصها: "فهو قول يدل علي انك اصلا ليس راغبا في حوار يقوم علي الاخذ والرد ، ويكشف عن نظرتك الصمدية لنصوصك التي سبق ان رميتني بها ، فانت تريد ان تقول راي واحد نهائي غير قابل للنقاش وتغلق الباب الي الابد حول هذا الموضوع واي حديث بعد ذلك لا تنظر اليه، الا باعتباره ملاحقة ومطاردة لك ولعبدالله ابراهيم!
وهذا ان دل انما يدل علي ان النعوت التي وصفتني بها، مثل انني لا اسمع الا لمن يمدحني ويثني علي ، وانني صمدي في النظر الي قراءاتئ ، تنطبق عليك اكثر من انطباقها علي". فهي لك أيضاً. أما كلمة Quoteالتي وردت في مطلع الفقرة فلا مكان لها من إعراب الأخطاء غير جهلي المزري بتقنية الكتابة في البورد.
وقد جوبكتك أنا الفقرة في نقلي لها جوباكاً لم يعد يعرف منه Whitch is witch. ولابد أنني كلفتك وكلفت القراء رهقاً لا مجال لي إلا أن أعترف به وأتحمل مسئوليته، وأعتذرعنه. وسأحاول إعادة تركيب العبارة هنا لعل الله يقي المؤمنين شر الجدال: فالفقرة الصحيحة المقصودة إنما هي كما يلي:

"أما قولك عن عبارتي "وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب."، من أنها " قول يدل علي انك اصلا ليس راغبا في حوار يقوم علي الاخذ والرد ،ويكشف عن نظرتك الصمدية لنصوصك التي سبق ان رميتني بها ، فانت تريد ان تقول راي واحد نهائي غير قابل للنقاش وتغلق الباب الي الابد حول هذا الموضوع واي حديث بعد ذلك لا تنظر اليه، الا باعتباره ملاحقة ومطاردة لك ولعبدالله ابراهيم !
وهذا ان دل انما يدل علي ان النعوت التي وصفتني بها، مثل انني لا اسمع الا لمن يمدحني ويثني علي ، وانني صمدي في النظر الي قراءاتئ ، تنطبق عليك اكثر من انطباقها علي".

هذا هو تركيب فقرة الاستشهاد بنصك الذي أردتُه ولم أوفق في ترتيبه للأسباب التي أوضحتُها آنفاً. وأرجو أن تعذرني وأن يعذرني القراء عن جهلي وعدم بصارتي في تقنية ال Quote:هذه نعلة الله عليها. ولو أنك راجعت مجموع مداخلاتي فسوف تجد عدداً غير قليل (غير قليل في بمعيار هوسي وفرط حساسيتي من الأخطاء المطبعية، التي تنمسخ أحياناً إلى أخطاء نحوية وتركيبية مع الغفلة في حال إعادة تركيب جملةٍ أو فقرةٍ ما).
وقد أتيتَ في تعقيبك الأخير بتأكيدٍ جديد وإضافات جديدة لصفاتي غير الحميدة في آداب الحوار في قولك:
"يؤسفني ان اقول لك يا عزيزي بولا انك بهذا الكلام تؤكد انك تنطلق في التعامل معنا، من منطلق ابوي، ولا تحفل الا بمن يمدحك ويثني عليك، وانك لست علي استعداد ان تسمع منا رايا مخالفا ، والا اصبح هذا الراي المخالف في نظرك ، عقوق ابوي يستوجب من فاعله الاعتذار والتوبة !" وأردفت: "وهكذا تري يا دكتور ، انني لم اتي بصفة واحدة من عندي."
وبذلك يبدو أن هذه "الصفات" تقع مني موقع حقائق الواقع الوصفية التي لا تحتاج إلى برهان، مثلما لا تحتاج آفروعربية مدرسة الغابة والصحراء "المعرفية الصمدة" إلى برهان.
وأنا لا أملك أن أصرفك عن هذا الرأي. كما قد لا أستبعد أن يكون صحيحاً. وهو من حقك على أية حال. سوى أنني أريد أن أسألك عن السبب في حذفك، أو تجاهلك، أو عدم اهتمامك، بالفقرات المكملة لحديثي الذي استشهدتَ به في خصوص "نفيي" أو بالأحرى، محاولتي في تخفيف حكمك ب " صمدية نظرتي لنصوصي وعدم قابليتها للنقاش إلخ"، والتي أضفت إليها أخيراً النزعة الأبوية وعدم الاحتفال إلا بالمدح والثناء، وعدم استعدادي لسماع رأيٍ مخالف "منكم"؟ أقول إنك نسيت أو أسقطتَ الجملة المكملة التي هي قولي لك:" فقد يكون كلامك صحيحاً." كما أسقطت القرائن التي أوردتُها في سياق العشم في تخفيف الحكم، وهي الفقرة التي أقول فيها: "مع إنني في هذا البوست نفسه انتقدتُ نصوصاً لي سابقة ووصفتُها بأنها لا تستحق النشر. وأوضحتُ أنني إذا ما نشرتُها فقد أفعل ذلك من باب التوثيق والتاريخ، ليس إلا. ومع إنني أيضاً ظللت ُ أكفكف من "غوائل" محبة واحتفاء أصدقائي وطلابي وقرائي بي، وأراجعهم في أمر وصفي بصفاتٍ عاليةٍ قلتُ، بصريح العبارة ،إنني أعتقد جازماً بعدم استحقاقي لها. وما أزال على هذه العقيدة". هذه الجمل والفقرات الأساسية المكملة تغافلتها يا منعم حتى لا تترك لمساجلك فرصةً واحدةً للنجاة من أحكامك الصمدة.
ومع ذلك فأنت القائل في بوستك حول الأستاذ محمود محمد وطه ومصطفى محمود : "ارجو ان يستند الحوار الي حسن الظن بالاخر ، فاذا اشكل علي اي منا فهم الاخر فمن الافضل الاستيضاح قبل الشروع في الرد حتي لا يتولد سوء الظن الذي من شانه افساد جو الحوار."
وهذا مما يدعوني شخصياً لأشد العجب.

كما ظللت أسمي نصوصي محاولاتٍ ومقاربات إلخ من المسميات التي تتحرى الابتعاد عن ادعاء امتلاك الصواب المطلق. وسميت منهجي في النظر الفلسفي "منهج النظر الإشكالي" ولم أزعم "طوال مشواري الكتابي" أنني أصدر، أو أن الذين أتفق معهم في العقائد والمبادئ والمنهجية، يصدرون عن حقائق "معرفية مطابقة للواقع" وإنهم مبرؤون من "أوهام الإيديولوجيا". هذا قلته أنت يا منعم عمن تحب ومن تهوى مع إنهم من أهل صناعة الإيديولوجيا الحذَّقُ الشوامخ. وأحب أن أضيف هنا أيضاً يا عزيزي منعم إنني، بخلاف ما ذكرتَ، انتقدتُ نفراً من أعز أصدقائي وطلابي و"أقاربي" الذين احتفوا بي وأثنوا علىَّ عاطر الثناء في هذا البوست نفسه، ومنهم أنت. انتقدتهم، وعارضتهم، في بوستات عديدة نقداً لا مجاملة ولا مراءاة فيه (في تصوري). وما انفككتُ أكرر طوال بوست الترحيب أنه لا فضل لي فيما ينسبونه إلىَّ من صفاتٍ حتى إن كانت حقيقةً. وقد سبق لي أن رتبتُ في سياقٍ آخر قائمةً من أهل الفضل علىَّ ضاقت بها صفحات جريدة الخرطوم على سعتها. وأشدتُ بخصومي الفكريين وبفضلهم في تضييق المخارج على حجتي، وإغلاق الطرق السهلة في وجهها. ودعوتُ الكتاب والمفكرين من أبناء "جيلي" والأجيال اللاحقة إلى الاعتداد بالخصم الفكري العالي وتوقيره والإعتراف بفضله. ولم أستخدم طوال حياتي الكتابية الحافلة بالمساجلات، ولا مرةًَ واحدة عباراتٍ مثل "التهريج"، و"المخاتلة" و"تخانة الجلد"، و"الدجل" و"التضليل" و"الدوكنشوتية" في وصف المخالف، حتى وإن استخدمها هو في حقي (كما فعلتَ مع أسامة). وقد صرفتُ النظر عن جملةٍ من الشتائم والزرايات التي وقعت في حق"ي"، وأثارت ثائرة قطاعٍ عريض من القراء. وقد كانت من أشد الزرايات التي يشكو منها القطاع الأكبر من أعضاء هذا المنبر. والتي عادةً ما يردُّ فيها المُساءُ إليه، في أوساط المجموعات المشتجرة في هذا البورد، الصاع صاعين وأكثر. ولم يسمع مني المسيء كلمةً واحدةً في الدفاع عن الذات.
ومع ذلك، فإنني لا أستبعد، ولن أستبعد قط، أن يكون كل هذا من جانبي نوعٌ من غش النفس ومكرها وخداعها المستعصيين على السبر والاستكشاف مهما كان نصيب أدوات سبرنا من الدقة والقوة. ولعل هذا الشك في الذات، والضيق بها، هو أحد أسباب غلالة الحزن والشرود المقيمين اللذين لا حظهما النور، وآخرون، منذ تلك الفترة من شبابنا الباكر. ولعلها تفسر إلى جانبِ ذلك صمتي وإحجامي وترددي أمام نشر أعمالي أو توزيع المطبوع منها. كيف يتسنى لي أن أعلم علم يقينٍ إن كنت صادقاً مع نفسي ومع الآخرين أم كاذباً؟ فما أزال أتردد في هذا الأمر بين كثيرٍ من الشك وقليلٍ من "اليقين". ولا سبيل للخروج من هذا الوضع إلا بإدراج القلق والشك والاستشكال في بنية منهج النظر. وهذا هو ما أعنيه ب"منهج النظر الإشكالي".
هذا قولي يامنعم. وفي تصوري أنه ليس من سبيلٍ إلى الانتهاء إلى كلمة فاصلةٍ في هذا السجال سوى أن نرتضي حكم القراء والمحاورين يا عزيزي. فإذا اجتمع رأي نفرٍ منهم، دون اشتراطٍ لأغلبيةٍ ما، على أنني كما وصفت أنت في خصوص تعاملي مع المحاورين والمخالفين وحتى الخصوم. فسوف أعيد النظر في سيكولوجيتي ومكونات خطابي ومبادئي الأساسية. إلا أنني أتردد حالياً في قبول مثل هذه الملاحظات والنصيحة ممن أوغل في الإزراء بمحاوريه وخصومه مثلك.
الأبوي "أنا" (و"أعوذ بالله من قولة أنا" كما يقول أهلنا من كافة التكوينات الثقافية الشعبية في بلادنا)، يا منعم، وأنت من خاطب شاباً في استنارة ونبوغ قصي همرور وأزريت به كل هذا الإزراء كأنه تلميذ مبتدئ؟ مع أن ضياء موهبته الفكرية وقدرته على التحليل والحِجاج وترتيب السياق مما لا يمكن أن تخطئه عينٌ تحظى بأي قدرٍ موضوعية؟
هذا مع أنني لا أوأفق أسامة وقصي على ما لحق خطابك من أوصافٍ من جانبهما. فلا أنت سطحي ولا كذاب ولكنك مكابرٌ مشتط في التعصب لأحكامك. وفي اعتقادي أن تمسكك بأنك مصيبٌ في تفسير تعبير الأستاذ محمود "ولا كرامة" على أنه نفيٌ لنصيب مصطفى محمود من كرامات الصوفية، هو أوضح قرائن هذا التعصب، والتفسير المزالف، التي لفت النظر إليها محاوروك، فذهبت في تبرير تفسيرك مذاهب عجيبة في وبعدها "الصواب" بدلاً من أن تقر بالخطأ، الذي هو أقرب السبل وأهداها لطريق الإخلاص ل"الحقائق" وتخليص النفس من سوءات المكابرة. وهو مما أيئسني تماماً في أن الحوار معك يمكن أن يكون أخذاً وعطاء، وينطوي على الحد الأدنى من توقير حجج المحاور المخالف، أو الخصم الفكري.
ولا بد لي من أن أوضح أنني لا أعتقد بأن هذا طبعٌ فيك. بل هو قلة تدريب على قواسِ السجال الموضوعي وأصوله، التي لعل أهمها قراءة خطاب المساجل، والخصم، بدقةٍ وتحرٍ للإنصاف شديدين، والاستعصاء على شهوة الرد. فيك حماقة يا منعم واعتدادٌ بالنفس شديدٌ ما يزال. ولستَ أنتَ الوحيد بالطبع الذي من الأصدقاء والمعارف من المتداخلين المشاركين في هذا البورد الذين رأيتُ أن من واجبي كصديق، لا كأب، أن ألفت نظرهم إلى صفة الحماقة وسرعة الغضب والاستعجال "الرد"، وقد تقبل الكثير منهم ذلك. وأنا لا أعفي من مغبة المساهمة في دفعك إلى سرعة الغضب تجارب مريرة في تقاليد الحوار والسجال، والخصومة الفكرية في ساحتنا الثقافية، (مثل غيرها من الساحات الثقافية في كافة أنحاء العالم). وكلي عشمٌ في أن تراجع نفسك وتسائلها ليس إلا. شأن نصح الصديق، لا أن تقبل برأيي وتصدع له شأن الإبن مع الأب.
بقيت لي كلمة "أخيرة" لإجلاء هذا الأمر: فقد قدمتني أنت بنفسك لقرائك في مضمار الترحيب بهذه الكلمات التي أشكر لك منها حسن ظنك. وأتمنى أن أصل يوماً إلى مستواها. فقد قلتَ معقباً على واحدةٍ من مقدمات النور الترحيبية التي قال فيها : "كما زار معنا بولا، حلة حمد الترابي، وجلس مع أبي في الحوش، ساعات طويلة. وظل أبي يحدثه، في غير ملل، عن قصص أجداده الصالحين، إذ وجد أبي فيه، مستمعا نادرا. ولم يعهد أبي مستمعين يهتمون بجنس قصصه، من قبيلة الأفندية، لابسي البناطيل"، ما يلي:

"قلت فاوفيت اخي دكتور النور
حقا هذا هو الانسان عبد الله بولا
الذي حباه الله باعظم النعم - حب الناس (...) اظن ان هذه واحدة من الصفات التي حببت الناس فيه، فهو مستمع طويل البال".
وقد راحعتُك "أنا" من جانبي في ذلك بقولي:
" عزيزي منعم،
تحياتي ومحبتي،
لك أجزل الشكر أولاً على ترحيبك الكبير العالي، والذي هو ليس بالجديد على أفضالك الوافية التي لا أنفك أحفظها لك. وشكراً ثانياً على فضلك الذي أسبقته علىَّ من "نعمة حب الناس". وهي بلا شك أعظم النعم كما ذكرت. سوى أنني لا أدعي كمالها عندي، فهذا من فضل النور، وإنما أتمناه."
وقد ظللت طوال مداخلات الترحيب "أحذر" المرحبين المغالين في مدحي، من توقعاتهم لما يمكنني أن أساهم به، من أنني قد أخذلهم فلات حين مندم. وهاأنذا أخذلك. كما خذلتُ آخرين ظنوا بي الصفات "الملائكية" المطلقة.

أنا أعتقد يا عزيزي منعم أن المناقشة معك بخصوص عقائدك ونصوصك، بالغة الصعوبة إذا استمرت على منوالها هذا الذي هي عليه منذ وقتٍ يُعتَدُّ به كما لا حظ العديدون من محاوريك، فلن يكون لي قِبلٌ بها. وأعتقد أن التصرف "الوحيد" اللائق والمنسجم هو إيقاف المناقشة. لأنني لا أملك لها مروةً ولا وقتاً كما لا أعتقد أنها ذات نفعٍ كبيرٍ من الناحية المعرفية. وليس عندي أية رغبة في إقناع القراء برأيي هذا. أقول ذلك بصراحةٍ يا منعم. وأعتقد أنك قد توصلت لنفس هذا الرأي في خصوص الحوار معي. فما جدوى المواصلة إذاً؟
ولن يكون لديَّ أي اعتراضٍ من أن تذيع على قرائك ما لاحظته من شأن سوءاتي كمحاورٍ ذا "نظرةٍ صمديةٍ لنصوصه وذا نزعةٍ أبويةٍ إزاء"كم".
وفيما ما عدا ذلك يظل ودي وتقديري ورجائي فيك ولك قائماً.
بــــولا

Post: #559
Title: Re: ما هو الخطأ الذي تطالبني بالاعتذار عنه ؟!
Author: Agab Alfaya
Date: 10-08-2004, 09:59 AM
Parent: #1

عزيزي الدكتور عبدالله بولا
تحية واحتراما

اما ان نقبل ما تقوله عنا علي علاته دون تعقيب واما اذا عقبنا تضايقت من تعقيبنا عليك ووصفته بالنفس السجالي الحار وطالبتنا بالاعتذار !!
ثم اتخذت ذلك ذريعة في عدم مواصلة الحوار والنقاش معنا!
فانت تقول :
Quote: عزيزي منعم،
تحياتي ومودتي،
يا خي أرجوك روق الموية، وأعْفِني من هذا النفس السجالي اللنا ما عندي ليه مروه.

فمن بدا النفس السجالي في هذا البوست ،انا ام انت يا دكتور بولا ؟
يشهد الجميع انني تعاملت مع هذا البوست باعتباره بوست ترحيب وقلت كلمة ترحيبي ومشيت ،
ولكنك حولت مسار هذا البوست للرد علي نقدي لاطروحاتك حول الهوية ،في الوقت الذي لا يزال فيه النقاش بوست الافروعربية مستمرا،
فاضطررت مكرها للتعقيب عليك في هذا البوست ،وبعد ان قلت عني كل ما
اردت قوله .
ودعني اعيد عليك مرة ثانية حديثك الذي تقول انت قد ورد مجوبكا، وهذا غير صحيح فقد اوردت حديثك عني كما ورد علي قلمك ولم يكن في الامر اي التباس .كما اوردت ردي عليك كما جري به قلمي ،
لقد قلت عني يا دكتور بولا بالحرف الواحد في سياق ردك علي احد المرحبين دون ان اكون انا طرفا في النقاش :
Quote: ولذا فإنني لم أشارك في المناقشات التي دارت في بوست عبد المنعم الأول ولا الثاني. لا تجاهلاً أو تقليلاً من قيمة المداخلات الباسلة التي قصد أصحابها إلى حث عبد المنعم على قدرٍ من التراجع عن عقيدته الصمدة، وإلى قدرٍ مستحقٍ من اعتبارٍ للآراء والقراءات المخالفة، بل لأن مناقشة منعم في هذا الأمر تبدو لي حفراً في البحر، فهولا يحفل إلا بالثناء، ولا يقيم أي وزنٍ للرأي المخالف. بل دائماً ما يسفهه ويرجعه إلى أسبابٍ شخصية. إلا أن عبد المنعم لا يحسب حساباً لضرورة تأمل دقائق خطاب المخالف والوقوف عندها

ماذا يكون هذا اذا لم يكن نفس سجالي ، وهنالك امثلة عديدة علي شاكلة هذا المثال وكلها لم تقولها نتيجة لحوار بيني وبينك ولم اكن دخلت معك في اي جوار او سجال عندما وردت هذه الكلمات وغيرها علي لسانك ! .
وعندما رددت عليك، عبرت عن ضيقك ووصفت كتاباتي بالملاحقات وقلت بالحرف الواحد :
Quote: وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب"

وهو ما جعلني ارد عليك بالاتي:
Quote: اما قولك:
"وسأعقب مرةً واحدةً وإلى الأبد على هذا الموضوع بعد نهاية ردود الترحيب"

فهو قول يدل علي انك اصلا ليس راغبا في حوار يقوم علي الاخذ والرد ،
ويكشف عن نظرتك الصمدية لنصوصك التي سبق ان رميتني بها ، فانت تريد ان تقول راي واحد نهائي غير قابل للنقاش وتغلق الباب الي الابد حول هذا الموضوع واي حديث بعد ذلك لا تنظر اليه، الا باعتباره ملاحقة ومطاردة لك ولعبدالله ابراهيم !
وهذا ان دل انما يدل علي ان النعوت التي وصفتني بها، مثل انني لا اسمع الا لمن يمدحني ويثني علي ، وانني صمدي في النظر الي قراءاتئ ، تنطبق عليك اكثر من انطباقها علي

وصفتني بالصمدية فوصفتك بها وقلت عني انني لا اسمع الا لمن يثني علي، فقلت عنك نفس الشيء، فما المشكلة اذن ولماذا التعبير عن الضيق ،كان يمكن ان يكون اعتراضك وجيها لو كنت انا المبادر الي ذلك .

النقطة المهمة جدا والتي تجاهلت الرد عليها والتي جعلتني اصف موقفك بالابوية ، هي مطالبتك لي بالاعتذار ، في قولك :
Quote: ولا بد لي أن أذكر وأُذكِّر أيضاً بأن أسامة، في تجربتي الشخصية معه في الحوار، لم يكابر ولم يتردد في الاعتراف بالخطأ في قراءته لبعض عباراتي، والاعتذار عنه.
أنت لم تفعل أبداً يا منعم.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو الخطا الذي ارتكبته في حقك والذي تطالبني بالاعتذار عنه ؟
هل نقدي لكتاباتك عن الهوية - مقال شجرة نسب الغول في بوست الافروعربية خطا يتوجب علي الاعتذار عنه ؟
انت لم تثبت خطا قراءاتي لك ولحسن موسي و عبدالله علي ابراهيم حتي تطالبني بالاعتذار عن هذه القراءات .
وهل تقبل مني بنفس القدر ان اطالبك بالاعتذار عما اراه انا خطا في قراءتك لنقدي لمساهماتكم، ولما وصفتني به من اوصاف في سياق ردك علي قراءاتي ؟

ام ان هذه التساؤلات تدخل ايضا في باب النفس السجالي الحار؟؟؟!!


ولك مودتي


Post: #560
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 10-08-2004, 12:45 PM
Parent: #1

FONT FACE="Traditional" SIZE="40">
لقد انقطعت عن المنبر لايام نسبة لسفري
ان ما أوردته من اراء لبولا حول الاستاذ الفيا,
يصب في مجرى راي عام اكتمل تشكله حول ذائقة الاستاذ الفيا النقدية الخربة
وهي ذائقة-للاسف- لا يعتمد عليها ,بل انها مضللة للقارئ ,وتشوه النصوص التي تقاربها
واذا غضب الله على كاتب ,سلط عليها ذائقة الفيا الخربة
وساورد المزيد من الامثلة على قراءة الفيا الخاطئة ,وذلك من بوست عادل عبد العاطي عن ورقة محمد جلال هاشم
تحدث اولا الكاتب والناقد اسماعيل ادم أبكر عن قراءة الفيا الخاطئة للورقة قائلا:

Quote: الأخ الصديق منعم الفيا
أسمح لي أن أنبهك إلى أن هناك ألتباس عميق في قراءتك لورقة الأخ محمد جلال، مما أدى إلى أحكام وبالتالي منطلقات للنقاش أرى أنها غير معقولة قد تسوق إلى نتائج لن تنجو من الإيقاع في المغالطات


ثم بعد ذلك وافقه الدكتور بشرى الفاضل حول القراءة الخاطئة للاستاذ عجب الفيا لمقالة محمد جلال هاشم حين قال:
Quote: الأخ الأستاذ عبدالمنعم أعتقد ان الدكتور أبكر محق في أن موقف استاذ محمد جلال التبس عليك فهو لا يختلف مع راي عبدالله على إبراهيم فحسب بل يختلف مع الكافة وياتي براي جديد


وكما يلاحظ عزيزي القارئ ,فكل يوم تتراكم الاراء حول ذائقة الاستاذ الفيا الخربة ,والتي تتسبب في تشويه النصوص عبر ممارسته للقراءة الخاطئة
وكما قلت من قبل فليس من اهدافنا الاساءة للفيا,
ولكن الحق يجب ان يقال
واقولها صادقا:
لم اصادف في حياتي انسانا يقرا بمثل هذا السوء
ولم يشهد النقد السوداني طوال تاريخه مثل تلك القراءة الخاطئة
وكما قلت من قبل ,فحتى ناقد متواضع مثل مصطفى عوض الله بشارة لم تعرف عنه مثل تلك القراءة الخاطئة,
فالقراءة هي اساس النقد ,
واذا اتسمت بالخطأ,
فما على الناقد الا ان يراجع نفسه أو ان ينسحب في هدوء
فما على الفيا الا ان يراجع نفسه,
ويشوف ليهو حل لما يعاني منه

أما بالنسبة لما قاله بولا حول وصفي للفيا بالكذب,
فهذا الوصف لا يتعلق بما كتبه الفيا عن الاستاذ محمود,
ولكنه يتعلق بما كتبه عن مقالتي حول شهادتي عن البنيوية وما بعدها في السودان,
والتي فعل بها ما فعل من تشويه وتقطيع واساءة قراءة اضافة لسرقاته,
وساتعرض الى ذلك في مقال مفصل
مع تقديري
وأرقدوا عافية

المش-----------------------اء


Post: #561
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-08-2004, 01:08 PM
Parent: #1

عزيزي منعم،
تحياتي ومودتي،

ياسِيدي أنا("وأعوذ بالله من قولة أنا") لم أطالبك باعتذار ولا باعتراف بالخطأ. وإنما هي عبارةٌ "تقريرية" عبرتُ بها عن قناعةٍ توصلتُ إليها، منذ عدة أسابيع ولا أزل عليها حتى إشعارٍ آخر، هي أنك لا تقر بالخطأ ولا تعتذر عنه لا لي أنا ولا لغيري، في حدود ما قرأته لك من مداخلات وردود وهي كثيرةٌ جداً. ولا أزعم أنني قرأتُ كل ما كتبت. والمعنى أن أسامة "الكعب دا" بعرف يعتذر أكثر منك على الأقل حسب تجربتي الملموسة. وإن السجال معك والحوار أيضا، حفرٌ في البحر. وأقرُّ بأنني ارتكبت جريرة المبادرة، إن شئت، في مساجلتك (مع إنني في الواقع كنت أوجه حديثي لهاشم الحسن ولجملة محاوريك، الذين خرجوا من حوارهم وسجالهم معك دون حمُّصةٍ واحدة، وأعتذر لهم عن عدم مشاركتي وأوضح أسبابه). وقد أكدت في هذه المرة الأخيرة قناعتي إياها. فتركت قرائني في تعصبك لرأيك كلها جانباً ومحاولتي لتخفيف حكمك على شخصي الضعيف بالأبوية، (وفي قلبها إصرارك على تفسيرك العجيب إياه لعبارة الأستاذ محمود "لا ولاكرامة")، وفتحت موضوعاتٍ جديدة قفزاً فوق قرائني. ثم طالبتني بتقديم قرائن ومستمسكات. واختصرت الموضوع كله في حق الرد بالمثل بقولك: "وصفتني بالصمدية فوصفتك بها وقلت عني انني لا اسمع الا لمن يثني علي، فقلت عنك نفس الشيء، فما المشكلة اذن ولماذا التعبير عن الضيق، كان يمكن ان يكون اعتراضك وجيها لو كنت انا المبادر الي ذلك" .(هو الموضوع طق حنك يامنعم؟).
لم تحفل بقرائني. وهي القرائن التي أردتُ بها مساءلتك حول مصدر اعتقادك بأبويتي و" صمدية نظرتي لنصوصي"، كنموذجٍ دال على مدى إزرائك بحجج محاورك في نقد منهجيتك. وقد رأيتُ أن أعيدها عليك لتفندها فتصل إلى حكمك بال"الأبوية وصمدية نظرتي لنصوصي، وعدم قابليتي للنقاش" وأنت على بينةٍ من قرائن واضحة. (وأنا يامنعم ما قلت ماداير نقاش معاك. بل قلت أنني ما بقدر عليه لأنه مرهق جداً، من الناحية الذهنية، مناقشة هذا القفز غير المنتظم فوق القرائن. كما أنه متْلِفٌ للوقت. وهاهي العينة من القرائن التي أهملتها على سبيل المثال مما استندتُ إليه في قولي بأن "الحوار معك حفرٌ في البحر":

"وأنا لا أملك أن أصرفك عن هذا الرأي. كما قد لا أستبعد أن يكون صحيحاً. وهو من حقك على أية حال. سوى أنني أريد أن أسألك عن السبب في حذفك، أو تجاهلك، أو عدم اهتمامك، بالفقرات المكملة لحديثي الذي استشهدتَ به في خصوص "نفيي" أو بالأحرى، محاولتي في تخفيف حكمك ب "صمدية نظرتي لنصوصي وعدم قابليتها للنقاش إلخ"، والتي أضفت إليها أخيراً النزعة الأبوية وعدم الاحتفال إلا بالمدح والثناء، وعدم استعدادي لسماع رأيٍ مخالف "منكم"؟ أقول إنك نسيت أو أسقطتَ الجملة المكملة التي هي قولي لك:" فقد يكون كلامك صحيحاً." كما أسقطت القرائن التي أوردتُها في سياق العشم في تخفيف الحكم، وهي الفقرة التي أقول فيها: "مع إنني في هذا البوست نفسه انتقدتُ نصوصاً لي سابقة ووصفتُها بأنها لا تستحق النشر. وأوضحتُ أنني إذا ما نشرتُها فقد أفعل ذلك من باب التوثيق والتاريخ، ليس إلا. ومع إنني أيضاً ظللت ُ أكفكف من "غوائل" محبة واحتفاء أصدقائي وطلابي وقرائي بي، وأراجعهم في أمر وصفي بصفاتٍ عاليةٍ قلتُ، بصريح العبارة، إنني أعتقد جازماً بعدم استحقاقي لها. وما أزال على هذه العقيدة". هذه الجمل والفقرات الأساسية المكملة تغافلتها يا منعم حتى لا تترك لمساجلك فرصةً واحدةً للنجاة من أحكامك الصمدة.
ومع ذلك فأنت القائل في بوستك حول الأستاذ محمود محمد وطه ومصطفى محمود : "ارجو ان يستند الحوار الي حسن الظن بالاخر ، فاذا اشكل علي اي منا فهم الاخر فمن الافضل الاستيضاح قبل الشروع في الرد حتي لا يتولد سوء الظن الذي من شانه افساد جو الحوار."
وهذا مما يدعوني شخصياً لأشد العجب. (وأضيف هنا إن دعوتك هذه عينةٌ ممتازة من المصادرة على المطلوب).

كما ظللت أسمي نصوصي محاولاتٍ ومقاربات إلخ من المسميات التي تتحرى الابتعاد عن ادعاء امتلاك الصواب المطلق. وسميت منهجي في النظر الفلسفي "منهج النظر الإشكالي" ولم أزعم "طوال مشواري الكتابي" أنني أصدر، أو أن الذين أتفق معهم في العقائد والمبادئ والمنهجية، يصدرون عن حقائق "معرفية مطابقة للواقع" وإنهم مبرؤون من "أوهام الإيديولوجيا". هذا قلته أنت يا منعم عمن تحب ومن تهوى مع إنهم من أهل صناعة الإيديولوجيا الحذَّقُ الشوامخ. وأحب أن أضيف هنا أيضاً يا عزيزي منعم إنني، بخلاف ما ذكرتَ (من حبي للثناء)، انتقدتُ نفراً من أعز أصدقائي وطلابي و"أقاربي" الذين احتفوا بي وأثنوا علىَّ عاطر الثناء في هذا البوست نفسه، ومنهم أنت. انتقدتهم، وعارضتهم، في بوستات عديدة نقداً لا مجاملة ولا مراءاة فيه (في تصوري). وما انفككتُ أكرر طوال بوست الترحيب أنه لا فضل لي فيما ينسبونه إلىَّ من صفاتٍ حتى وإن كانت حقيقةً. وقد سبق لي أن رتبتُ في سياقٍ آخر قائمةً من أهل الفضل علىَّ ضاقت بها صفحات جريدة الخرطوم على سعتها. وأشدتُ بخصومي الفكريين وبفضلهم في تضييق المخارج على حجتي، وإغلاق الطرق السهلة في وجهها. ودعوتُ الكتاب والمفكرين من أبناء "جيلي" والأجيال اللاحقة إلى الاعتداد بالخصم الفكري العالي وتوقيره والإعتراف بفضله. ولم أستخدم طوال حياتي الكتابية الحافلة بالمساجلات، ولا مرةًَ واحدة عباراتٍ مثل "التهريج"، و"المخاتلة" و"تخانة الجلد"، و"الدجل" و"التضليل" و"الدوكنشوتية" في وصف المخالف، حتى وإن استخدمها هو في حقي (كما فعلتَ مع أسامة). وقد صرفتُ النظر عن جملةٍ من الشتائم والزرايات التي وقعت في حق"ي"، وأثارت ثائرة قطاعٍ عريض من القراء. وقد كانت من أشد الزرايات التي يشكو منها القطاع الأكبر من أعضاء هذا المنبر. والتي عادةً ما يردُّ فيها المُساءُ إليه، في أوساط المجموعات المشتجرة في هذا البورد، الصاع صاعين وأكثر. ولم يسمع مني المسيء كلمةً واحدةً في الدفاع عن الذات أو في رد الإساءة.
ومع ذلك، فإنني لا أستبعد، ولن أستبعد قط، أن يكون كل هذا من جانبي نوعٌ من غش النفس ومكرها وخداعها المستعصيين على السبر والاستكشاف مهما كان نصيب أدوات سبرنا من الدقة والقوة. ولعل هذا الشك في الذات، والضيق بها، هو أحد أسباب غلالة الحزن والشرود المقيمين اللذين لا حظهما النور، وآخرون، منذ تلك الفترة من شبابنا الباكر. ولعلها تفسر إلى جانبِ ذلك صمتي وإحجامي وترددي أمام نشر أعمالي أو توزيع المطبوع منها. كيف يتسنى لي أن أعلم علم يقينٍ إن كنت صادقاً مع نفسي ومع الآخرين أم كاذباً؟ فما أزال أتردد في هذا الأمر بين كثيرٍ من الشك وقليلٍ من "اليقين". ولا سبيل للخروج من هذا الوضع إلا بإدراج القلق والشك والاستشكال في بنية منهج النظر. وهذا هو ما أعنيه ب"منهج النظر الإشكالي".
هذا قولي يا منعم. وفي تصوري أنه ليس من سبيلٍ إلى الانتهاء إلى كلمة فاصلةٍ في هذا السجال سوى أن نرتضي كلانا حكم القراء والمحاورين يا عزيزي. فإذا اجتمع رأي نفرٍ منهم، دون اشتراطٍ لأغلبيةٍ ما، على أنني كما وصفت أنت في خصوص تعاملي مع المحاورين والمخالفين وحتى الخصوم. فسوف أعيد النظر في سيكولوجيتي ومكونات خطابي ومبادئي الأساسية. إلا أنني أتردد حالياً في قبول مثل هذه الملاحظات والنصيحة ممن أوغل في الإزراء بمحاوريه وخصومه مثلك.
بقيت لي كلمة "أخيرة" لإجلاء هذا الأمر: فقد قدمتني أنت بنفسك لقرائك في مضمار الترحيب بهذه الكلمات، التي أشكر لك منها حسن ظنك. وأتمنى أن أصل يوماً إلى مستواها. فقد قلتَ معقباً على واحدةٍ من مقدمات النور الترحيبية التي قال فيها: "كما زار معنا بولا، حلة حمد الترابي، وجلس مع أبي في الحوش، ساعات طويلة. وظل أبي يحدثه، في غير ملل، عن قصص أجداده الصالحين، إذ وجد أبي فيه، مستمعا نادرا. ولم يعهد أبي مستمعين يهتمون بجنس قصصه، من قبيلة الأفندية، لابسي البناطيل"، أنت الذي عقبت على ذلك بقولك:

"قلت فاوفيت اخي دكتور النور
حقا هذا هو الانسان عبد الله بولا
الذي حباه الله باعظم النعم - حب الناس (...) اظن ان هذه واحدة من الصفات التي حببت الناس فيه، فهو مستمع طويل البال".
وقد راجعتُك "أنا" من جانبي في ذلك بقولي:
" عزيزي منعم،
تحياتي ومحبتي،
لك أجزل الشكر أولاً على ترحيبك الكبير العالي، والذي هو ليس بالجديد على أفضالك الوافية التي لا أنفك أحفظها لك. وشكراً ثانياً على فضلك الذي أسبقته علىَّ من "نعمة حب الناس". وهي بلا شك أعظم النعم كما ذكرت. سوى أنني لا أدعي كمالها عندي، فهذا من فضل النور، وإنما أتمناه."
كل هذا تركته يامنعم جانباً، ولجأت إلى حجةٍ في غاية التبسيط هي حق الرد بالمثل. وكأن حق الرد بالمثل يصلح معياراً للخطأ والصواب في مثل هذا الأمر المستشكل.
وقد كان بإمكانك، ومن واجبك كمساجل أصدر مثل هذه الأحكام الصمدة على مساجله أن تفند هذه القرائن، وأن تثبت أنها لا أصل لها في واقع نصوصي ومعاملاتي وسلوكي، وإنها مجرد ادعاءات على سبيل المثال. وما كنتُ لألومك على ذلك، فأنا أيضاً في شكٍ من أمر نفسي. أما القفز فوقها فهو مما يعزز يأسي من جدوى الحوار معك.
لك عامر مودتي التي لن يفسدها هذا الخلاف.
فأنا لا أملك دائما القدرة على خوض حوارات مع أصدقائي وأحبابي ممن يتصفون، في تقديري، وفي تقديري وحسب، بتعصبٍ لآرائهم غير قابل لل"إختراق"، ومع غيرهم من الناس الذين أودهم وأحترمهم. ولا يمنعني ذلك من محبتهم وتقديرهم، مع ذلك. لأن الإنسان عندي لا يقاس بجانبٍ واحدٍ من جوانبه. وأنا على اعتقادٍ صميم بأن فيك جوانب أخرى عديدة تستحق مني المودة والتقدير.
لك جزيل شكري. ورجائي في أن تحترم رغبتي في الامتناع عن مواصلة هذا السجال بسبب عجزي الذهني والبدني عن الخوض فيه، وعن متابعة مزالفاته التي لا تفنى، في تقديري. والتي ليس بإمكاني موالاتها ورصدها. ولا يدخل ذلك في أولوياتي. ولا يصادر هذا، في تصوري، حقك في مواصلة نقدي، في هذا البوست أو في غيره.

بــــولا

Post: #562
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-08-2004, 04:24 PM
Parent: #1

عذراً بشار حدث خطأٌ فني، وسأعود فوراًً.
بولا

Post: #563
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-08-2004, 04:29 PM
Parent: #1

د. بشار صقر

عزيزي بشار،
تحياتي ومودتي،
هذه عجالة أردت أن أهنئك فيها على هذا الأداء الحواري الرفيع. فقد احتفظت بكامل قناعاتك الأساسية، ثم تراجعتَ عن ماوضح لك فيها من الشطط ومن ثمار الغضب. وهو غضبٌ الغبائن المستطيلة المستعرضة المشروع في بلادنا المكلومةُ أطرافها بفعل إيديولوجية حلف الفئات والطبقات المتسيدة المسيطرة، التي شاءت المصادفات التاريخية أن تكون في غالبيتها الساحقة من أبناء الشمال والوسط من حَمَلة "الثقافة" العربية الإسلامية. وأقول حملة "الثقافة" العربية الإسلامية بتحفظٍ واستشكالٍ شديدين. لأنهم في الواقع حَمَلة إيديولوجيا عضوض. وبين الثقافة الإيديولوجيا عندي فوارق كثيرة ليس هذا مجال التوسع في الحديث عنها. والواقع أن ما يحمله أركان هذا الحلف التاريخين الذي آل إلى تفكك مذلٍ مع استيلاء جنينه الشرعى الغول الإسلاموي علىسدة الحكم، هو إيدولوجيا محضة وليست ثقافة إن أردت الدقة. إلا أن هذا موضوع نتوسع فيه فيما بعد. فالذي أسعدني وأود الإشادة به هناهو هذا الاحتفاظ الأشم بقناعاتك الرئيسية، وتراجعك الجليل عما ليس هو بجوهريٍّ فيها: مما ليس عنصراً من عناصرالإبداعٍ الفكري في بنيتها بل ثمر الغضب والمرارة كما أسلفتُ.
لك جليل تقديري وسوف أعود لأناقش معك نقاط الخلاف والاتفاق التي تبقت، لا بغرض دفعك إلى تغيير وجهات نظرك، فهذا ليس من حقي ولا من مرادي، وإنما لنشترك في تطوير وإثراء وجهات نظرنا معاً. ولنبحث معاً أيضا في سوء تقديري أنا لحقائق الغبائن المعاشة. فقد اكتشفت في أكثر من مرة أن تقديراتي لها كانت تبسيطية وبحاجة إلى عارفٍ مدقق عاش واقع الغبائن. وأيضاً من أجل حتفاءٍ مفصل بمداخلتك العالية.

جزيل شكري وتقديري.
بــولا

Post: #564
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: ibrahim eldeen
Date: 10-09-2004, 03:27 AM
Parent: #563

Dr Abdella
Thank you for being here, rising up our discussion level which is leading to optimistic hope that we might be belong to what being known as human being after we show every one that we are (as nation) useless but skilful in, snapping killing destroying and blindly offensives. I used to discuss with my people here in South Africa usually about how kindly, solidarities and forgiveness people we are, but not any more! Because the whole international media has reflecting our reality and they considered what I used to say either imaginable values or even lies! Therefore, I think we need to start from the beginning who we are? And what is the philosophy behind our existing, trough both destruction and rebuilding what we called Sudanese mentality and ideology if any. Of course you will make a voluble contribution towards the coming Sudan
ansha allah.
Thank you again and just stay here and offer us more space in your time.

Post: #565
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-09-2004, 05:16 AM
Parent: #1


عثمان عووضة،

عزيزي عثمان،
تحياتي ومحبتي، "بي الآلاف لا يوم الوِقاف"،
يا زول تسلم من الحزن والجرح واللِنقهاره والخَنُقه. فمثل ذلك الكلام لا يستحق الإلتفات في أي معنىً من المعاني وبأية تقديراتٍ كانت. أنا من جانبي قرأته مرةً واحدة وضحكتُ، ونسيته تماماً. وأنا أحدثك بهذا في غاية الجدية، وفي تماما صحوي الذهني والنفسي. ولم أجد في خاطري ميلاً للتعقيب أو للاحتجاج أو الشكوى. فدحين يا خوي هون عليك دا مو شيتاً يستحق منك إجهاد نفسك وتعكير صفائها الباهر المشهود به من كل الذين أسعدهم الحظ بمعرفتك.
شكري الجزيل لك ولطلحة ولجملة الأصدقاء والمساهمين في حوارت البورد الذين أعلنوا عن غضبهم واحتجاجهم وتضامنهم. لكنني سأطلب منهم هنا ألا يشغولوا بالهم بمثل هذه الحادثة، التي ظللتُ أتفادى في مداخلاتي تلميحاتي إليها وصفها بأي صفةٍ كانت، سيئةٍ أو حسنة، لأنها لا تستحق حتى عناء الوصف. ولأنها لا تجد مني ولن تجد مني إذا ما تكررت في المستقبل، سوى صرف النظر الكامل.
فلتواصل قفشاتك الظريفة. ودخلاتك المفاجئة الممتعة. فأنت لا تستطيع أن تتصور لأي درجة أمتعني اقتحامكما الليلي ذاك، أنت وطلحة.
سأنقل تحياتك لود يوسف الزُبُلعي المبدع البديع المبَدِّع، في أول إيميل أبعث به إليه بعد غيابٍ طال. وهو إن جيت للجد محق. فقد بعث إلى بجملةٍ من الإيميلات وتَلْفَنْ تلات اربَعْ مرات ولم أرد عليه سوى مرةٍ واحدة. عاد في لوماً اكثر من كَدِي؟ إلا أن الممسوخ لم يتصور إلى إي درجةٍ أنا مشغول، وإلى أي درجةٍ أنا مشغولٌ به وبالرد على رسائله. ولا أعتقد أن بإمكان أي إنسان تصور مدى مشغوليتي وأصناف الصعوبات والنشاق التي تنتهك يومي. وكثيراً ما أحَمَّل في مثل هذه الظروف على أقرب الناس لي.
و"تانياً بي المَتَنَّىَ"، أنا يا"شيخ" (ومن عجائب الدنيا أن يصبح عثمان شيخ عوض وطلحة الفخيم شيوخاً وعيني تشوف)، فأنا ما أزال بدوياً قحاً أجد صعوبةً شديدةً في التعامل مع التلفون والإيميل والكَمبيوتِرْ. لا من الناحية التقنية وحدها (وهذه أحرزتُ فيها تقدماً لا بأس به، ها أنت تراه بعينك)، بل من الناحية النفسية أساساً. مع إنني لم أعشْ في البادية. إلا أن البادية كانت تعيشُ في دارنا. دار الشيخ أحمد بشير وليس "البشير"، للمرة الثانية، يا جماعة الخير. لا تملصاً من علاقتي ب"رئيس الجمهورية بالقوة"، فهو نسيبنا بالمناسبة (نسباً مو بعيد بل قريب جداً). بل سعياً لرد الفضل لجدنا أحمد ود الفكي حسن الذي سمى إبنه "بشيراً"، بين الكثيرين من حملة البشائر، وليس "البشير" الذي يحتكر البشارة بألف ولام العهد. فبالله يا عثمان تقول للناس دي تاني ما في زول يقول عبدالله أحمد "البشير" (وأذكرك بأن إسمي الأول الكامل هو"أبوقحافة عبد الله أبوبكر الصديق". وليس أبوبكر الصديق فحسب).
كانت البادية عندنا في الدار يوماتي. لأنها كانت مركز نظارة المُرْغُماب (أولاد أمْ مُرغم) والكمالاب كواهلة البطانة، في قلب مديني بربر، وعطبرة مدينة الحديد والنار. عليك الله شوف البلد دا مجوبك كيفن؟ ومع ذلك تجد من يريد أن يحسم أمر هوياته الثقافية والسياسية والإدارية إلخ إلخ بضربة قلمٍ واحدة، إن لم يكن بضربة مدفع. كانت الدار تستقبل ليل نهار شيوخ وكهول بادية أم شديدة (في قلب البطانة) و"علاة" شعرائهم ورواتهم وساستهم ومنهم على سبيل المثال: الحسن ود الشوش، وهو استراتيجي وتاكتيكي من طرازٍ فريد وحيلةٍ واسعة، وامحُمد ود علي سليمان الشاعر المُفلَّق، الذي له قرينٌ معروف من الجن يلهمه أشعاره، ويطارحه القريض في كثيرٍ من الأحيان. وقيل إن ود على سليمان كثيراً ما كان يتفوق على قرينهِ في المطارحة. ثم سر الختم وعبد الله ولدا أمحُمَّد ود شوراني. والأول "نصيبه معلقه بالسبيبه" في الدهاء السياسي، في خصوص صراعات الأرض والسلطة في البطانه وكان أبي كثير التقريع له على مكره بالناس. والثاني هو "الشاعر الفذُّ بين الناس سلطانُ"، عبد الله ود شوراني، وهو القائل:
البارُمْبَهْ والحَدَب القُصَار وحْليلنْ
جاهن طاير الضرعاتو جاير كيلنْ
قصدو مبيت مع العُقَل البِنَدي فَليلنُ
قُبَّال الدُمَاسات فوقْنا يَضْلِم ليلنْ
شوف عليك الله مجاز سرعة الجمل هذا. ما جاب سيرة تشبيه ومقارنات مع غيره من الحيوانات المعروفة بالسرعة. بل وصفه بأن "ضرعاتو" ظالمة في كيل الطريق واكتفى بهذا التلميح الشيِّق البعيد.
وهذه يا عثمان عينة ممتازة من تعقيدات مسألة الهوية الثقافية التي تختلط فيها عروق ذهب الإبداع الصقيل مع أوحال الاستعلاء والأحكام المسبقة في كل تكويناتنا الثقافية، لا في الثقافة العربية الإسلامية وحدها. على الرغم اعتقادي بأنها تتحمل مسئولية كونها ظلت هي ورشة إنتاج الفئات والأحلاف الطبقية المسيطرة منذ الاستقلال. وهو تعقيدٌ يستحق منا وقفةً مسئولةً أمام "جلاله"، ويلزمنا بالبحث الدائم، المتسائل، الدقيق، في بناء وإعادة بناء منهجياتٍ عتيدةٍ ترتفع إلى مستوى هذا التعقيد وتنجينا من أصناف "الطحين الدُراش العديدة السائدة". فلا تشغل بالك ولا تُحزن قلبك بمنتجات "الطحين الدُراش" يا سِيِدي. فالداخرنَّك ليه أكبر من ذلك بكثير.
كل مودتي وعرفاني لك ولطلحة.
بــــولا

Post: #566
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-09-2004, 06:32 AM
Parent: #1

عزيزي أسامة،
مرحب بعودتك،
يا عزيزي أنا أعلنتُ امتناعي عن التعليق على مداخلات الصديق منعم بالمرة، في هذا البوست أو في خلافه، للأسباب التي أوضحتُها آنفاً من أنني لا أستطيع ولا أقول لا أرغب.
ولذا فإنني لن أعلق على صواب أو عدم صواب ما جاء في مداخلتك بخصوصه. إلا أنني أتمنى أن تنظر بعين اعتبار احتمال الصواب في اعتراضي على بعض تعبيراتك التي أعتقد أنها جارحةٌ وغير لائقة في حقه وفي حق المحاور والمساجل على إطلاق المعنى. وفي اعتقادي أن ملاحظاتك النقدية عن أداء منعم ليست بحاجةٍ إليها بل ربما هي تقلل من احتمال مقاربتها للصواب وأخذها مأخذ الجد.
فأنتً لستَ بحاجة لوصف ذائقة منعم ب "ذائقة الاستاذ الفيا النقدية الخربة". وبإمكان كاتبٍ واسع الخيارات اللغوية، مثلك أن يجد تعبيراً أكثر دقةٍ وخالٍ من إيحاءات الشجار والتجريح.
أما قولك:
"بالنسبة لما قاله بولا حول وصفي للفيا بالكذب, فهذا الوصف لا يتعلق بما كتبه الفيا عن الاستاذ محمود, ولكنه يتعلق بما كتبه عن مقالتي حول شهادتي عن البنيوية وما بعدها في السودان, والتي فعل بها ما فعل من تشويه وتقطيع واساءة قراءة اضافة لسرقاته".
فإنني أشكر لك توضيحك وتصحيحك لي. إلا أنني بصرف النظر السياق الذي جاء فيه وصفك لمنعم ب"الكذب"، أتصور أن بإمكانك أن تجد عبارةً أنسب لأصول وقواعد السجال بين دعاة الحداثة وحقوق الإنسان واحترام التعدد الثقافي والفكري. عبارةٌ تؤدي معنى تعدي مساجلك على حُرمة نصوصك، من دون أن تجرِّحه وتسيء إليه إساءة شخصيةً. لا سيما ونحن نناقش قضايا تقع في نطاق أعقد العلوم الإنسانية، التي هي أصلاً قضايا معقدة، "الحقائق" فيها محمولةٌ على صفة المقاربة والاحتمال، وليس فيها حقيقةٌ عضوض. إلا أنني لا أعتقد بالطبع أنها هيصة يقرر فيها كل إنسان ما يشاء كما يشاء. (وأقول استطراداً إن هذه فكرةٌ شائعة في البورد تبتذل مفهوم الحرية عموماً ومفهوم حرية الرأي والفكر على وجه الخصوص، ابتذالاً "شديد المراس").
لاسيما أيضاً وإنك قد عرَّفت "مشكلة قراءة منعم" لنصوص مخالفيه، بأنها مشكلة "غياب المنهج". وهذا تعريفٌ مشروع لا يخل بأصول الحوار. (على الرغم من أنني امتنع هنا عن القول بصواب تعريفك هذا أو خطئه للأسبا التي أو ضحتها أعلاه). ولذا فربما كان من الأصوب أن تأخذ تصرفه الذي بدا لك غير صائبٍ في التعامل مع نصوصك، أو مختزلاً لها، أو مفرطاً ومفرِّطاً في استخدام نصوص غيرك على محمل "مشكلات المنهج"، وليس ال"كذب" و"السرقات".
أنا لا أتصور، (وقد أتوهم) أنني بهذا أسعى إلى "مطايبه" و "جودية"، بل إلى اقتصادٍ يبعد بلغة الحوار عن الإفراط والإسراف.
مع كل مودتي
بـــولا

Post: #567
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-09-2004, 09:20 AM
Parent: #1


عزيزي الأستاذ ابراهيم،
لك مني أخلص التحايا والمودة،
وجزيل شكري على كتابة هذه المداخلة النيرة وإرسالها من جنوب إفريقيا البعيدة "المي هني". وبعبارة ٍأدق جنوب إفريقيا التي صنعت مفارقات تاريخها من هول التردي المتثمل في عنصرية المعازل "الدستورية"، وسموق العلو الإنساني الذي تجسد في نضالات شعوبها الفذة، وفي شموخ قائد نضالاتها نيلسون مانديلا الذي يستعصي على كل وصف، ونضال رفاق ورفيقات دربه الوعر الضروس، الشواهق، صورةً أقرب إلى الأساطير منها إلى الواقع الموضوعي. حتى بدت لي،على الاقل، كأنها في كوكبٍ آخر. فلك جزيل شكري ثانية وثالثة.
إلا أنك تعطيني أعلى من قدري. فقد سبقني إلى"rising up" ل "Our discussion level" في هذا المنبر الكثيرون من المساهمين الذين ماانفكوا يدعون، ويلحون في الدعوة، إلى الارتفاع بمستوى، المناقشات في هذا المنبر قبل من دخولي إليه بسنينَ عددا. وما عدا ذلك فهذا من لطفك.
ولك جزيل شكري وفخري، على و ب، الدور الذي تلعبه في أوساط "أبناء بلادنا" في جنوب إفريقيا والذي أخبرت عنه مشكوراً بقولك:
"I used to discuss with my people here in South Africa usually about how kindly, solidarities and forgiveness people we are, but not any more!"
ومع ذلك فإنني استميحك عذراً في دعوتك ودعوة قطاعٍ كبيرٍ من أبناء بلادنا الخيرين إلى مراجعة هذه العقيدة الشائعة الراسخة من أننا كنا "شعباً متسامحاً ومتعاضداً وعطوفا ومتضامناً" بذلك القدر من العلو قبل أن يهجم علينا غول "الإنقاذ". وأنا لا أنكر أن لدى شعبنا بكل تكويناته الثقافية والاجتماعية الشعبية "التقليدية" والحديثة قدراً معتبَراً من هذه الخصائص. إلا أنها ليست بالعلو والصفاء اللذين نتصورهما ونمتدحهما، و نأسف على انحسارهما المتواصل المضطرد مع اضطراد تعاقب سلطات الغيلان علينا، وتدني أدائها المضطرد أيضا مع اعتلاء كل غول جديدٍ لسدة "الحكم" (سدة الاستبداد في الواقع) في بلادنا المكلومة الكظيمة منذ "استقلالها".
وأرجو أن تسمح لي بأن "أنتهز" هذه المناسبة لأحدث قرائي وأصدقائي من المهتمين بمتابعة هذا البوست، بما سبق أن وعدتهم به في شأن "عظمة" وسموق وصفاء إنسانية جدي أحمد ود الفكي حسن، كنموذجٍ على فساد صمدية تلك العقيدة، وهو الذي وصفتُ لهم خصائله في علو التضامن مع "الضعفاء" والبعد عن رزائل الإثرة والأنانية والشح والتعالي كما يرد في "أساطير" العائلة المؤسِّسة، وفي شهادات العارفين بفضله عن حق. فقد رويتُ في ذات هذا المنبر ما قالته عنه مادحات خصاله عرفانا ومعرفةً بجمائله، وتشجيعاً له ولأبنائه وبناته وورثته وأبناء بلاده لمواصلة السير في طريقه "القويم". فقد قالت فاطنة بنت آمنة بنت احمد ود الفكي حسن في "مديح" خالها أحمد:
النّمرْ اللَّصَمْ يعَطي ما بيَندم
خالي لي التقيل يلزم
وهذا هو المطلع، أو اللازمة المكررة، بعد كل مقطعٍ من مقاطع الأغنية المادحة. ثم قالت:
"جُوْدْتُه وافُرَهْ مَعَروفَهْ
وحيه نارُهْ موصوفة
وُكَيْتُهْ مابْيَقوم صوفَهْ
وقالت:
الزمام أبو ليه
جُوْدتُه وافره مي شويه
وبِرشُه بايضه في الحية
وقالت:
من نِهارةْ اتغرَّب
لي رَزالة ما اتْقرَّب
بِرْشُه بايضه في العقرب
وذلك كنايةٍ عن كثرة ضيوفه، وفيض كرمه، من أن برش ضيفانه لا يُرفع، حتى باضت تحته الحية والعقرب في اطمئنان.
ولعل أميز وأهم ما قالت في معنى التضامن وزجر النفس عن الاستبداد والتعالي هو المقطع التالي:
المسمى فرج الضيق
ما جَلَس يَسِيسْ ويعيقْ
للعدامَي باقي رفيقْ
قلت كل هذا في مداخلةٍ سابقة، في معنى أن في واقعنا التاريخي نماذج عالية لجملةٍ من القيم والأفكار التي ظللنا نبحث عن أمثلةٍ عاليةٍ منها في فضاءاتٍ أخرى بينما هي في بسطام مثلها مثل كافة بلاد بني الإنسان.
إلا أنني تعمدتُ الصمت في تلك اللحظة عن أجنة عقارب وحيات وغيلان كانت تبيض وتفرخ تحت برش جدي، كنايةً عن أن أنماط العلاقات الإنتاجية والاجتماعية و"السياسة"، التي تساهم في إنتاج ولا أقول التي تُنتج وحدها، القيم والقواعد الاجتماعية والثقافية العالية والخيرة، التي نتغنى بها في تاريخناوعنه، من مثل ما أفصحت عنه فاطنة بنت آمنة بنت احمد ود الفكي حسن في "مديح" خالها أحمد ود الفكي حسن جد كاتب هذه السطور، لم يكتمل لها السلامة والعلو الذي تدعيه لها عقيدتنا السائدة القائمة على حسن الظن والاطمئنان إلى تكوين "الذات" أو "الهوية"، قبل هجوم الغول الإسلاموي النهائي. أقول صمتُ عنها إلى حين حلول اللحظة الأكثر مناسبة التي أشكرك على تهيئتها لي. فقد قالت فاطمة أيضا في ذات "ملحمتها" المادحة لخصال خالها:
المسمي خاتي اللوم
عُمرُه ما ترك لي لْزُوم
خَدَمُه مِشتهيات النوم
فهدمت صرح خصال خالها هدماً ذريعاً، دون أن تهتز لها خاطرة ولو خبايا الوعي الدفينة. وقد كان ذلك "من خصائص حكم الوقت وليس له من علاقةٍ ب"طبيعة" ثقافةٍ ما من ثقافاتنا، أو "طبيعة" حَمَلتها و"ورثتها". فلم يكن في وعي تلك البُنى التاريخية كبير اعتبارٍ لإنسانية "العبيد" وعلى وجه الخصوص "الخدم". بل ربما لم يكونوا يدخلون في حيز تعريف البشرية أصلاً، خليك من الإخاء والاحترام من أي شاكلةٍ كانا. وهذا على سبيل المثال، لا الحصر يا عزيزي إبراهيم، من معنى أن بنياتنا الاجتماعية والثقافية التاريخية لم تكتمل لها سلامة مفاهيم التضامن والتعاطف والتعاضد على النحو الذي "قد" نظن ونتمنى نشتهي. ولولا ذلك لما تعاقبت علينا سلطات الغيلان، واحداً فواحداً إلى أن صحونا ذات يوم ونحن في عزِّ اطمئناننا إلى هذه العقيدة لنفاجأ بكبيرها، الغول الإسلاموي "الإنقاذي الأصالوي، وهو يحتل صحن الدار، و"يخفج" في بنياتنا وقيمنا العزيزة المفترضة كاملةً سامقةً، كما يشاء. "فأقبل بعضنا على بعض يتساءلون "من أين أتى هؤلاء الناس؟"، كما ذكرت في دراستي التي عنوانها "شجرة نسب الغول: أطروحة في كون الغول الإسلاموي لم يهبط علينا من السماء". وإنما جاء من حرِّ طمأنينتنا لاكتمال سلامة وصحة قيمنا ومفاهيمنا التاريخية والحاضرة، في التضامن والإخاء الإنسانيين. قيم التضامن والإخاء والتعاطف و المساواة، يا عزيزي إبراهيم مشروعٌ عزيزٌ، والتطلع إليه مطلوب ومعافى، والبحث في أصولٍ له في تاريخنا السياسي والاجتماعي والثقافي، مطلوبٌ وضروري. إلا أنه مشروعٌ صعب المنال، علينا أن نساهم في بنائه نحن بنات وأبناء عصر حقوق الإنسان وحقوق المواطن من دون تمنٍ وتشهيات في رؤيتنا لذاتنا، وأو بالأحرى لذواتنا جميعاً نحن أبناء وبنات تكوينات الجنايات والغبائن لنبنى وطناً معافىً بحق. أقول "حقوق"، وأقولها أولاً وثانيا وثالثاً. ولا أقول "التسامح" أصلاً. لأن إقرار أيٍ منا بحق الآخر في أن يكون مختلفاً وأن يتمتع بكامل حقوق الموطن والإنسان ليس تسامحاًُ بل إقرارٌ ببديهيةٍ من أكثر البديهيات بداهةً. أما التضامن والإخاء والتحابب، بعد إقرار الحقوق في الدساتير والمؤسسات، فمرحباً بهما وأهلاً وسهلا، لأن الدساتير من دونهما يمكن أن تكون حبراً على ورق. أو بالأحرى "كذباً على ورق".
لك عامر تحياتي وامتناني على إثارتك لهذه القضايا الصعبة النيرة وأتمنى أن تواصل مداخلاتك عن تجربتك مع جنوب إفريقيا وأهل جنوب إفريقيا، مع السودانيين في جنوب إفريقيا. عسى أن لا يكونوا في غالبيتهم العظمى ناس معايش لا يعنيهم من تجربة جنوب إفريقيا الشامخة الخصبة سوى آخر الشهر. وهذه للأسف الصفة الغالبة للمغتربين واللاجئين في أوروبا وأمريكا.

لك عامر مودتي وإلى اللقاء.
بــــولا

Post: #568
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-11-2004, 03:10 AM
Parent: #1

وين ياجماعة هاشم الحسن؟
لقد ظللتُ أردد هذا السؤال في دخيلة نفسي لفترةٍ طالت كثيراً ياعزيزي هاشم. ولم أجد الآن بداً من إعلانه على الملأ. وين انت ياخي، واين قلمك المنير؟ ونَعَلَّك عافيه؟ فإذا ما وقعت عينك على ندائي هذا فأرجو أن تقول "عووك".
مع عظيم مودتي.

بــــولا

Post: #570
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عشة بت فاطنة
Date: 10-11-2004, 10:03 PM
Parent: #568

فوق لكل العام وما يليه

بت فاطنة

Post: #571
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: farda
Date: 10-11-2004, 11:33 PM
Parent: #568


الأستاذ عبدالله بولا...

كنت أسأل نفس السؤال - سراً - فشكراً على الإنتباهة والجهر بها!


هشام الحسن:
إننا نفتقد صوتك الحكيم المتأني ...

حافظ خير

Post: #572
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-12-2004, 00:50 AM
Parent: #1

معليش ياحافظ شُطب. الخط طلع رقيق.
بولا

Post: #573
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-12-2004, 00:58 AM
Parent: #1

farda

عزيزي حافظ،
جرزيل شكري على هذا التضامن في مناداة هاشم الحسن و"البحث" عنه.
لكن إنت ذاتك نفتقد قلمك المدقق المميز الفاحص المضيء. لا سيما وأن اللعب على وشك أن "يَحِِر" ليدخل ساحة تفكيك البديهيات والمسلمات في أمورٍ ظل الشغل الفكري والنقدي عليها، في ساحتنا المعرفية، "لَفَحي" و"سليقه"، في تقديري، إلا فيما ندر، من قبيل ناس "الهوية"، و"الثقافة" و"المثقف" و"المواطَنَة" و"الآخر" و"الإنسان".

أتصور أن تكون مشغولاً جداً كحالي. إلا أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي عن الطمع الشديد في مشاركتك.
وقد لا تستطيع أن تتصور كم أسعدني التعرف على كاتب من طرازك. وأرجو أن تعذرني على هذه "المواجهة" ب"المديح" التي أدرك أنها تثير حساسية وتخدش حياء كل مبدعٍ أصيل. غلبني أمسك الكلام دا.
كل مودتي.
بـــولا

Post: #574
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bakry Eljack
Date: 10-12-2004, 02:09 AM
Parent: #573

Dear Dr. Bolla,

I add my voice to yours to call for the distinguished writer, brother Husham Alhasan,

But I also would like to call you for going ahead and give us something in the big and the complicated issues
Identity, citizenship, democracy and the culture and the ideaology,

I'm eager to see such discussion and I'm sure Husham will find his way to that treasure then,

Thank you Hafiz for being here.


Bakry Eljack

Post: #575
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-12-2004, 02:57 AM
Parent: #1

عزيزي بكري،
أخلص التحايا،
كنتُ اقرأ قبل قليل بوستك الذي يحمل عنوان "الجنرال فى متاهته الاخيرة _ اللااخلاقية فى مشروعية الاختلاف".
قلت بيني وبين نفسي (لأني براي في المكتب)، "هذه كتابةٌ عالية تصدر عن وضوح رؤيةٍ وعن حسٍ بالمسئولية نادر النظير (مع إنني أتمنى أن لا يكون أمثالك "ندرةً تُحصى"). بعدها بشويه جيت راجع لقيت مداخلتك.

ياسيد عمك أنا حأكون مزحوم شوية في الأيام المقبلة "لَإنو" موسم العمل "الفكري" و"الثقافي" في المنظمات الدولية بباريس، وفي المؤسسات الفرنسية بدأ الآن، وفترة "السماح" التي ترتبت أساسًاً على موسم الإجازات (من يوليو إلى سبتمبر وشوية حُتحات من أكتوبر)، قد انتهت مأسوفاً عليها أشد الاسف. وشغلي كما سبق أن أوضحت يتمثل في حضور وتلخيص السمنارات والندوات التي تقام "حول" موضوعات ثقافية وفكرية، و"علمية"(في إطار العلوم الإنسانية وحده لأنه عمك في العلوم "الغير كده"، على دنياه سلام مربع)، وسياسية أحياناً. (وأنا طبعاً ما شغال في منظمة دولية. شغال وين دي خليها مستوره. أريتو شغل الياباك. وما عاوز أقول "التاباك" أدخل في مشاكل جندرية).
إنتو تحرروا اللعب أولاً، بعدين أنا أشوف بصارتي كيف كمتداخل ضمن المتداخلين لا أكثر ( وأنا أصلاً لا أكثر)، في حدود وقتي الذي استعاد بؤسه القديم المقيم. وأقترح أن ندي المشاركين الآخرين مهلة شوية للإقتراحات.

شكراً للمداخلة المضيئة، والإقتراحات المنهجية، والتضامن في حركة البحث عن هاشم الحسن.
مع صادق مودتي.
بــــولا

Post: #576
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: kh_abboud
Date: 10-12-2004, 09:23 AM
Parent: #575

سلام سلام د. عبد الله بولا .... لينا زمن من هذا البوست الممتد والشغل فى عمان قاتل ... معاى أحمد الصديق البشير ويسلم عليك كثير جدا
وبرضو الأيام دى معنا الباقر موسى وقد جاء للعمل كمعلم لبرامج التصميم بالكمبيوتر .... مفاجأة سارة .... ِِ
من أحمد :ِِ
هذا السلام ليك وأنا لسع ما قريت أي حاجة في البوست لأنني زاير . وشوقي إليك ودائما موجود معنا في قلوبنا . سلامي لأهلك ومن معك من الأخوان
عنواني [email protected]ِ

Post: #577
Title: هل من لغة اخرى لوصف قراءة الفيا "الفطسطرية"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Author: osama elkhawad
Date: 10-12-2004, 07:36 PM
Parent: #1

عزيزي بولا
اشكرك على كلامك حول ضرورة بحثي عن لغة اخرى اعبر فيها عن رايي في ذائقة الفيا النقدية حين قلت لي:

Quote: فأنتً لستَ بحاجة لوصف ذائقة منعم ب "ذائقة الاستاذ الفيا النقدية الخربة". وبإمكان كاتبٍ واسع الخيارات اللغوية، مثلك أن يجد تعبيراً أكثر دقةٍ وخالٍ من إيحاءات الشجار والتجريح.


للاسف لم اعثر على لغة كتلك ,
نسبة لان الفيا لا يعطيك مجالا غير ان تصفه بذلك
وساضرب مثالا على ذلك

لقد قلت في الفيا يا بولا ما قلت حول قراءته الفطسطرية-وهذا مصطلح نحته من كلامك حول ان الفيا يقرا سطر ويفط سطر-,
وعلاقته بالمخالف,
واتيحت للفيا فرصة الرد عليك ,
فاهمل كل ما قلته عنه من مثالب,
وفي الحقيقة لم يفهمها,

وبدلا عن ان يرد على تلك الملاحظات الاساسية,
نقل كل ما كتبه عن الافروعروبية في بوستاته السابقة,
واصبح يجتر فيها لايام ,

وعندما اوردت اراءك حوله بعد شهرين ,
وبعد ان اتيحت له فرصة الرد على تلك الاراء,
بدا له انذاك,
وكانها المرة الاولى التي يفهم فيها ما قلته عنه قبل شهرين من ايرادي لارائك حوله
وبدلا عن ان يقرع نفسه على عدم فهمه لكلامك,
رماني باللوم ,
وسالك السؤال الخاطئ الاتي -والذي لا يمكن ان يساله كاتب لكاتب-
Quote: فهل انت راضي عما يقوم به اسامة الخواض من استغلال لنصوص حورارتك الواردة في هذا الخيط ونشرها في سياقات ليس لها علاقة بسياق الحوار الذي وردت فيه ، للزج بك وباسمك في معارك انت لا ناقة لك فيها ولا جمل ، وذلك خدمة لاغراض شخصية ضيقة ابعد ما تكون عن ادبيات الحوار الموضوعي المبرأ من سخائم النفوس،
الفيا قليل الخبرة والتجربة في علاقته بالكتاب والنقاش والحوار
وقد اصبت اخي بولا حين قلت عنه واصفا سبب ترديه في القراءة الخاطئة بانه:
Quote: قلة تدريب على قواسِ السجال الموضوعي وأصوله، التي لعل أهمها قراءة خطاب المساجل، والخصم، بدقةٍ وتحرٍ للإنصاف شديدين، والاستعصاء على شهوة الرد
.
واعتقد ان الفيا هو ظاهرة انترنتية
فقد كان من الاوائل الذين اسسوا في هذا المنبر ما يسمى بالبوستات الثقافية
فقد اعاد نشر مقالاته التي نشرها في الصحف
وكان الاقبال عليها ضعيفا
لكن يحمد له انه ساهم في تاسيس البوستات الثقافية
لكنه صدق تهليل البورداب له في زمن قل فيه حضور الكتاب في المنبر

ومن ذلك ما قالته عنه هالة قوتة في سياق سردها لاوصاف فتى احلامها في بوست رجاء عن فارس احلام البنات
فهي قد قالت الاتي:
Quote: ويكون-اي فارس الاحلام- فى طولة بال خالد الحاج ووضوح ود قاسم ورزانة ابو جهينة ورهافة تمبس وكتاب زى المطر وشتات والرحمابى وموسوعية الفيا وسعة صدر ياسر الشريف

وحين ازداد حضور الكتاب ,
انكشفت الظاهرة الانترنتية وعرف حجمها ومساهمتها بين الكتاب

وهو لقلة خبرته, وقراءاته الخاطئة وتصديقه للتهليل البوردابي,
كان يصف كلامنا حوله بانه من قبيل "الحسد"

عجبي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كيف يمكن ان تصف من لا يفهم ما يقال؟؟؟
كيف؟
كيف؟
كيف؟


وارقد عافية

المش=========================================اء

Post: #578
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-13-2004, 03:28 AM
Parent: #1

عزيزي أسامة،
تحياتي وخالص مودتي،

ياسِيْدي أنا ممتنع عن التعليق. للأسباب التي ذكرتها آنفاً، والتي اطلعتَ عليهاأنت مشكوراً.

اسعدني بوستك حول دريدا. وقد أشارك فيه بترجمةٍ أخرى لسيرته العامة والمعرفية، وبترجمةٍٍ لشرحٍ شفاهي له لمفهوم التفكيك، يوضح فيه أن مفهومه مختلفٌ جداً عن الفكرة الشائعة عنه. إلى جانب قضاياأخرى برجلها "النقاد" العرب الهواة أو "المَوضَويُّون"، وربما كان منها انتساب دريدا لتيار "ما بعد الحداثة" أصلاً. ومنها أيضاًً حديث بعضهم غير المُدَقِّق والمُمَيِّز عن عداء "الماركسيين"(؟) له "لمواقفه المناهضة لهم". ونتم الكلام في بوستك، إذا أسعفني الوقت بالطبع. وهذا بالطبع ليس مشروع مغالطة أو تغليطٍ لك بل لمن أسميتُهم ب""النقاد" العرب الهواة أو "المَوضَويُّون"، ناس اللَّفَحي.
مع كامل محبتي.

بــــولا

Post: #579
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-13-2004, 04:31 AM
Parent: #1

عصام عبد الحفيظ

عزيزي عصام،
أحر تحياتي وكل محبتي وأشواقي،

هذه إطلالة عزيزة جداً يا سِيْدي. فما أزال شديد الأسف لانقطاع سبل صلاتنا منذ مهاتفتنا القاهرية "الباريسية" تلك. ومنذ ذلك الحين وأنا أسعى إلى تأسيس صلةٍ منتظمة بالمقاتلين البواسل من المبدعين الذين اختاروا البقاء في الخرطوم، (أنا يا عصام ما كان عندي طريقة و"لا زال كذلكَ الأمُر" لأنني أطعن في مشروعية "الذات الرئاسية الجمهورية"، علناً من قولة تيت ولا أستطيع الامتناع عن ذلك في مفتتح كل الكلام)، ولم أوفق في مسعاي الإتصالي لأسباب عديدة.
وأعترف بأنني متلوم شديد الملامة معك ومع ذلك النفر من رؤوس العول التشكيلي (ونكون واضحين يا جماعة فأنا ربع تشكيلي، والباقي لغوايات أخرى، ربما كانت أشد تمكيناً ولا أجزم. وليس من داعٍ للجَزْم أصلاً). ولن يكفيني ماء البحر مداداً كما يقال لكتابة ألواح اعتذاري. الكلام دا تصوروا وتنقلوا ليهم يا عصام. كلهم واحد واحد وعلى رأسهم شيخهم موسى الخليفة. لكن بأخصَّ الخصوص صلاح حس عبد الله، وعلى الأمين، لأنهما سعيا وجدَّا في السعي في أثري المشؤوم، وفي سبل الاتصال بي، ولم يجدا مني مجيباً. (شوف عليك الله!! قالوا الحسنة في المنعول زي الشرا في القندول). لا لأن أذني لم تكن صاغية، بل أنا صاغٍ إليهم بشغاف قلبي، وإنما لقصر اليد وشح وقت العبودية الجائر، وتضرُّس دروب الاتصال اللعين (وصفة اللعنة لا ترجع للاتصال بل لتضَرُّس دروبه). والاعتماد على عينكم البصيرة. وهذا مما يجعل لمبادرتك هذا طعما مميزاً.

أرجو أن تقبل عذري عن هذه الاستجابة المتأخرة التي لعب إدراجك لمداخلتك في الصفحة الأولى من البوست دوراً أساسياً في صعوبة حصولي عليها. وربما أسعدني أن أجد شخصاً أقل مني معرفة بتقنيات البورد ف"أتأستذ" عليه. المرة الجاية تدرِج مداخلتك، بعد آخر مداخلة في آخر صفحة. شفت الفن دا كيف؟

مع خالص مودتي
بــــولا

Post: #580
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-13-2004, 05:55 AM
Parent: #1

kh_abboud

عزيزي خلف الله، (بيني وبينك قولة "خلف الله" دي حافة كدي أنا صعبة عَلي بقول فيها، فكأن قائلها شخص آخر. نحن يا زول اتعودنا على قولة عبود، أو خلف الله عبود. وقد اتضح لي أخيراً إن عبود هذا جدٌ مشترك بينك وبين النجيَّة بت امحُمَّد وإخوانها وأخواتها. وإنه ملك الشايقية أخو مهيرة ست اللَّسِم. إلا أن أميرة الميرفاب، وفي الميرفاب التماسيح، (أهل جدتي، أم أبي، الحرم بت طلحة)، فاطنة بت بابكر ود امحُمَّد ود القريش، لا تعترف بعبود ولا بأخته مهيرة في أنساب الأشراف، ولا تعترف بالجعليين ولا حتى بذرية الصالحين منهم ناس الشيخ ودبانقا وود النويري، أجداد النجيَّة من أمها برة بت خالد ود النويري (الصالحة بالفعل)، ولا بأهلي الكواهلة أولاد عم النبي، عليه الصلاة والسلام، نوفل ابن قصي بن كلاب، في رواية ابراهيم ود حبيب الله، نسَّابة كواهلة جنوب شرق مصر المحروسة، كما أنها لا تحفل بقريش ولا بيعرب بن يشجب، ولا حتى بيعرب بن قحطان المو بعيد. فأما أن يكون "الإنسان" ميرفابياً، وفي الميرفاب تمساحي، أو على الأقل لوبَيَّابي، ولا بلاش. وهكذا راح نسبي مع ملوك الشايقية والجعليين شمار في مرقة. وليس لإمارة بناتي، وصاحبة السمو الملكي، حاملة لواء الإمارة، "حرمي" الباسلة، النجيَّة بت امحُمَّد ست اللسم، ونسابتي وأصدقائي من أمراء الشايقية أحفاد الملك عبود، نفعاً يُرتجي في الإرتفاع بي إلى مراتب "الأشراف". ولكنني وجدتُ كل النفع في مَنْ عرفتهم وسعدتُ برفقتهم وصداقتهم من أولاد عبود، وأحفاده، شريف وخلف الله، ثم أحمد، واغترفت من بحر مواهبهم الثر، ولجأتُ في ساعات الشدةٍ والحاجة للصديق، إلى كنفهم الرحب. وليتك تملك من الوقت والطاقة ما تعينني به على دفع مفتريات عمتي بت بابكر ود امحُمَّد ود القريش في مناقشة قضايا "الهوية" المزعوم، بعجلةٍ وابتسار تكنوقراطيين، حسم أمرها في ذلك البلد الطالق، والمساهمة في تطعيمها ضد الإفتراء من حيث جاء.
سعدتُ كثيراً أيضاً بخبر أحمد الصديق البشير وبرسالته الحميمة المختصرة. سلم لي عليه أضعافاً مضاعفة، وسوف أبعث إليه ببريدي الإلكتروني، الذي ليس فيه كثير نفع مع كمبيوترنا الذي لا يكف عن الخراب، ويلومنا مع الناس. وسأبعث إليه برقم الهاتف والفاكس أيضاً.
كما أفرحني خبر وصول الباقر موسى بطرفكم، بقدر ما أحزنني أن لا يوجد في كندا متسعاً لإنسان موهوبٍ مثله، بينما جامعات "العالم الجديد" (؟!!)، ومدارسه، تفتح أبوابها على سعتها لمن هم دون مواهب الباقر، وهاشم صالح، وآخرين، بما لا يقاس. أرجو أن تنقل تحياتي الحارة له. وأتمنى أن يطل علينا بنفسه مادام قد أصبح خبيراً في "أصحار" الكمبيوتر.
بخصوص مشغوليتك فأنا أتصور ذلك وأقدره. إذ أن الحال من بعضه. فأنأ أيضاً أبتلي بالعمل مع أهلنا العربان.
وقد أذهلني، وما زال يذهلني، ويثير شديد استغرابي، قول عبد الحي، بأن القول بانتساب بعض السودانيين إلى العرب "ادعاءٌ أجوف". وهي عبارةٌ تضمرُ اعتقاداً "خفياً" برفعة النسب العربي!! مع إنه من بعض الوجوه، وفي شروطٍ تاريخية معينة، مصيبة، بل وطامةٍ كبرى. وهو في "الظروف العادية"، انتساب مثله مثل سائر أنسابٍ الناس لا أكثر ولا أقل. وهذا من فضول القول.

لك، ولأحمد والباقر، حافل مودتي، وإلى لقاء قريب.
بــــولا

Post: #581
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: osama elkhawad
Date: 10-13-2004, 08:33 AM
Parent: #1

افهم قرارك حول عدم جدوى الحوار مع الفيا ,
وسأصل لنفس القرار بعد ان اكتب مقالتي الاخيرة عنه بصدد عدم امانته وتشويهه لنصي

مرحبا بك صديقي بولا في بوست جاك دريدا
واعتقد انها ستكون مساهمة مهمة لمن له اضطلاع على دريدا في لغته الاصلية
وهذا هو الدور المطلوب في تجسير العلاقة بين الثقافات,
والذي قلته للدكتور بشرى الفاضل في ما يتعلق باللغة الروسية

ويا ريت لو نفحتنا الصديقة نجاة ببعض من ترجماتها الرشيقة حول دريدا

مرحبا بك هناك بين اهلك واحبابك الكثيرين

ارقد عافية
المش============================================اء

Post: #582
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 10-15-2004, 07:56 AM
Parent: #581


Deleted.o
With all respect to my friend Dr. Bola.o


Post: #583
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-15-2004, 05:16 PM
Parent: #1

أَزَيك يا شنتير،
وإليك أزكى التحايا وخالص المودة،
ومرحب بإطلالتك السَنِيَّة،
(أَزَيك دي حَقّةَ عثمان حامد)، وهو من كواهلة الجزيرة، ناس ام تريبات، وقد أخذوا لهجة أهل الجزيرة، اللطيف التي "في لين القطن" على حد عبارة مكي. فيُنظر في أمر كَوْهَلَتِهم البندرية هذه إلى يوم الدين.
تعال يا الممسوخ، أتاريك ماك هين! من وين جبت كلام ود شوراني دا؟
وهذه الرواية التي أوردتَها صحتها في الواقع أكبر من صحة الرواية التي أورتُها أنا. و"الأصح" منهما رواية سليمان ود نعيم، ورابحة بنت امحُمَّد ود سعيد، وفاطنة بت علي ود عامر:
المارِنبة والحَدَبْ القُصَار وجْبيلِن
جاهن قالع الضرعاتو جاير كيلنْ
قصدو مبيت مع العُقَل البِنَدي فَليلنُ
قُبَّال الدُمَاسات فوقْنا يَضْلِم ليلنْ
فالرواية التي أوردتها أنا في مداخلة سابقة هي "تحريف"، وبالأحرى "سهو وخلط" (عَرَضيين)، من جانبي لرواية "ولْ عمي"، عبد الله ود يوسف ود السندس بت الفكي حسن. وقيل كانت أجمل وأشْدَع، إمرأة خلقها الله. والعهدة على حوض العاشم: "عاد يا ولدي في جمالاُ غلب جمال عَمِّتي السندس؟ خلقة وطبِع (الطبع كناية عن شداعتها ورجاحة عقلها وسيماحة نفسها). أوَل قالو لَك سموهما السندس ساكت ياولدي؟ سمع أضانُنْ قالوا يوما الولدوها صاح ملك في السما. قال ياناس السِدر "جاتكم آيةً من جمال الله ولدوها في حوش ود حسن".
أما عبد الله فراوية ضليع. إلا أنه مصاب بغواية الشعر والهمبته. فروايته "متلوته" و"مزغولة"، يضيف فيها من عنده ما يعتقد إنه أفضل، ويستبدل كما يشاء، وهذا إلى حدٍ كبير شأن كل الرواة الغاوين. وقيل أن حماد الراوية، كان منهم، فهو يزغل أيضاَ. إلا أن تدخلات العلاة فيهم تزيد ولا تنقص من رونق "الأصل". ولذا فإن استبدال عبد الله لتعبير "القلع القصار" ب"الحَدَب القصار" ينبني، بالإضافة إلى استحسانه ما سمعه من هؤلاء الثلاثة، على حجةٍ أسلوبية وموسيقية سائغة، بقرينة وجود شبهة تكرارٍ غير مستحب في قول بعض الرواة:
المارمبة والقلع القصار وجبيلن
جاهن قالع الضرعاته جاير كيلن
وهو يحتج بأن التكرار مضجرٌ في حد ذاته، ودالٌ على عدم سعة خيارات الشاعر والكاتب اللغوية. وينفي ذلك عن شاعر مجيد مثل عبد الله ود شوراني. ولذا فهو يفضل مفردة "الحدب القصار" لمنع التكرار، وليحتفظ ب "قالع" بدلاً من "دافر" التي اخترتها أنت كاحتمالٍ ثانٍ ممكنٍ تماماً. وحجة عبد الله أن قالع أقوى من دافر (مع "ضرورة" تذكُّر إنو ناسنا ديل ناس قلع "الضحى اعلى" ياشنتير. وعبدالله زاتو زول قلع بالمرة).
أما "حليلن" وطاير فمن عدم توفيقي أنا في تذكر الاسم الصحيح لهذا المكان "البُطاني"، والمجاز الصحيح لوصف ود شوراني لاندفاع جمله ("قالع")
وقد كنتُ مرهقاً جداً حين كتبت أبيات ود شوراني هذه في المداخلة المذكورة، ورأسي فيه ألف عفريت من عفاريت الهموم والمشاغل التي لا تهدأ، إلا لتبدأ وهي أشد بأساً. فتأبَّت على الكلمتان الصحيحتان أيما تأبٍ. ووقفن في طرف لساني وابََنْ يَجَن. مع إنني كنت شديد الضيق ب "جاهن طاير" و"حليلن". فجزيل شكري على تصحيحك وتذكيرك لي.
الحكاية التانية يا خوي حكاية "نوح". بالله إنت من تلاميذ نوح الخالق الناطق؟ عاد ماك سعيد. واريتك كان شفتَ ابوهُ والعلاقة المدهشة بينهما. وقد كان نموذجاً فريداً للأب في ذلك الزمان البعيد الذي كنا نغشى فيه دارهم البديعة (1972ـ1973)، قبل أن تنتشر مبادئ "الحداثة" الأبوية المجوبكة في أوساط قطاعٍ معتبر من("مثقفينا")"، "التقدميين" "ومثقفاتنا" "التقدميات"، جعلوا من مفهوم "التربية الحديثة" قريناً لإيديولوجيةٍ لتعويضٍ مخل عن مضاضة مُصادَرَةِ طفولتهم بفعل قهر مؤسسات التربية الفروسية البطولية، و"أنثوية" الخضوع و"التشييئ" والاستلاب، في البيت، والحزب، والمدرسة.
لكن عاد يا شنتير كان انت تلميذ نوح تبقى من جيلي كيفن؟ إلا إذا اعتبرنا الجيل ثلاثين عاماً كما تقول بعض القواميس الفرنسية القديمة، والقديمة نسبياً.

"أما قولك أخوك في شان الدون لحق: شنتير ود قريب شغبة؛ رضي الله عنها والله يطراها بالخير. أمانة مي فارسة". فما في أخوتك شك. لكن طريقة جيل ما في. مالك ساكي الكُبر يا زول، أمانة مو سنيح.

ومع ذلك، وربما بسبب ذلك، فلن أردك قمحان. هاك اللبيات ديل من ود الفراش الشركسي اب عيونا خدُر، وهو مع ذلك يقول الشعر العالي بلهجةٍ عربية هي مزيج من كلام ناس بندر بربر وبادية البطانة، ولغة البداويت.
قال يتشوق للدون:
ود اللَّريل الضارب حَقَبْتُهْ
ضامر من وسط وبوبَح رقبته
غالبني الصبر أنا ما غلبته
بَتك دايبّو وانديتوك جنبْتُهْ

بقيِّل كل يوم تحت السروبه
بشوف الجاهلة لي سِهلَن دروبَهْ
عرب عتباي صحيح ناساً جِنُوبَهْ
يا رب أون أتيب بربر ستوبَهْ
وهذه نتعشم في خصوص مقاطعها البجاوية شرحاً من الأخ هاشم نوريت، لنقارنه بشروح الرواة من غير العارفين بلغات البجا.
وقال يمدح جمله البانَقير، ويفاخر به، في معنى قريب من المعنى الذي ذهب إليه ود شوراني في الأبيات أعلاه:

أسمع يا نديم بَوْريكَ فنُّهْ
الخيل والزِمِل ما بِلْحقنُّهْ
يَمْحَقْ في الدرِب حالاتُهْ جَنَّو
شيوم ناس حاجَّة في الحُمران كلَنُّهْ

فا نظر هذا المجاز "يَمَحق في الدرب". بينما قال الآخر "الضِرعاتو جَايِر كيلِنْ". والمحقة والجور بمعنى قريب. وفي كليهما مجازٌ بعيد عن التشبيه السهل المباشر، المبذول. ولا أريد أن اقول "المبتذل".

أها نوح عرفنا، "ود قريب شغبة دي شنو؟" نعلك ماك من تيرابا. قالوا يوم القيامة يقوموا مجَرَّحين "من كثرة ما أفنوا نعمة الله عليهمن في الكتال". صحيح إنها كانت "فارسة وشديعة"، إلا أنها لم تُنَمِّي، ولم تحتقب، شيئاً من ثمر الحكمة يجعل من قوة عارضة شعرها موطناً للندى، وعارضاً مكيناً في وجه السيف.

جزيل شكري يا عزيزي شنتير وإلى اللقاء.
بــــولا

Post: #584
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 10-16-2004, 02:59 PM
Parent: #583

برلموم جديد فى البورد كما قالها ابو ساندرا وصلحها مولانا خدر
ليست نوستالجيا
لكنه الشوق المستبد بنا
لبولا واخرين
عزيزى منذ فراقنا للعزيز جورج ادوارد ومسح تلك اللوحات الجميلة على جدران المجلس القومى لرعاية الاداب والفنون000 بحجة الصيانة0
انتابنى شعور بالغبن والضياع وحسرة متأكدة من ان لا هناك ارض للتشكييلين ولا فكرةولا حلم لدار تلمهم بعد دهر من الضياع
ولا اى وزير هميم اتانا منذ الاستقلال علاقة ولو بالشكل الاجتماعى البسيط داكا بابسط ا ب ت ث التشكيل والادهى والامر من ذلك علاقةاغلب المثقفين بالتشكيل هى مجاملة بيت العرس او البكا سيان عندى
هو واقع نعيشه
وهو الم خاص
لانعرف سكة الخلاص منه
وهل الخلاص فى الهجرة ولا0000 غربة الداخل
ولا اخير التايعش مع الاجاوبد
سلام

Post: #585
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-17-2004, 02:58 AM
Parent: #1

عزيزي عصام،
تحياتي ومحبتي،

قرأت لتوي مداخلتك الكظيمة. وعندما بلغتُ منها حديثك عن عمر خيرى (جورج أدوارد):

"عزيزى منذ فراقنا للعزيز جورج ادوارد ومسح تلك اللوحات الجميلة على جدران المجلس القومى لرعاية الاداب والفنون ... بحجة الصيانة..
انتابنى شعور بالغبن والضياع وحسرة متأكدة من ان لا هناك ارض للتشكييلين ولا فكرة ولا حلم لدار تلمهم بعد دهر من الضياع
ولا اى وزير هميم اتانا منذ الاستقلال علاقة ولو بالشكل الاجتماعى البسيط داكا بابسط ا ب ت ث التشكيل والادهى والامر من ذلك علاقةاغلب المثقفين بالتشكيل هى مجاملة بيت العرس او البكا سيان عندى"،
اتسعت في مركز وعيي بؤرة الدهشة والشعور بعِظَم مفارقة وسطوة اللامعقول في بنياتنا السلطوية السياسية والثقافية. وأذهلني أكثر من ذلك غياب الوعي والحساسية بين من أسميتهم ب"مثقفينا" بحجم المفارقة واللامعقول. ليس فيما يتصل باالإزراء بالتشكيل وحده، على الرغم من أنه أكثر "قطاعات" الحقل الثقافي زرايةًً في بلادنا المكلومة، بل كل "قطاعات الحقل الثقافي"، على درجاتٍ متفاوتة، في الظاهر، وغير متفاوته في الجوهر والعمق.

سأكتفي هنا بالقول بأن الذين شبَّهتَ علاقتهم بالتشكيل بعلاقة " مجاملة بيت العرس او البكا"، لاهُم مثقفون ولاشي. فالمرء لا يمكن أن يكون مثقفاً وهو على جهل وزراية بمثل هذا المجال المعرفي الجليل. خريج الجامعة ياعزيزي عصام تكنوقراط وهو لا يكون مثقفاً ما دام على قدرٍ كبيرٍ من الجهل واللاميالاة بالمفاهيم والقضايا الرئيسية لمجالاتٍ معرفيةٍ في جلال التشكيل والموسيقى والفلسفة والعلوم الإنسانية، وأساسيات العلوم الطبيعية أيضاً. فالذين سعوا وأجتهدوا في السعي إلى الخروج من هذه الوضعية الراضية المستكفية المتذرعة بال"التخصص"، هم وحدهم المثقفون.
وقد يجوز لي أن أتساءل: "هي "سلطاتنا" (وبالأحرى "تساليطنا")، مهتمة بي شنو في المجال الثقافي (خارج أطار الدعاية والتمكين "السياسيين") عشان تهتم بالتشكيل؟ وبعمر خيري؟ وليس "مسح" لوحاته العظيمة الأساسية في تأسيس، وإعادة تأسيس، الحداثة في بلادنا وفي العالم أجمع، من على جدران المجلس القومى لرعاية الاداب والفنون" سوى نموذجٍ صارخٍ مزلزل لاكتمال المسخرة وتمكُّنها.
وسأعود إلى هذا الموضوع الكبير بصورةٍ موسعة لاحقاً. فأنا الآن في حالٍ من البؤس النفسي لا تسمح لي بكتابة مطولةٍ مركزةٍ تليق بجلال الموضوع.

كل مودتي
بــولا



Post: #586
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 10-17-2004, 06:23 PM
Parent: #585

يا ربى ابعد حالة البؤس هذه عن العزيز بولا




التقاط000000000000000000000000000
هو كظيم
كما للظا فى فى اللغة العربية من دلالات هول ووجع والم(لانها فى ذاكرتى اساس كلمة ظلم التى نصحو عليها كل صباح)
على ما اذكر كنت فى دمشق اطبع ما يسد الرمق من مطبوعات تجاريةلشركات وافراد0
فقرات فىاحدى اعداد جنهم الصادرة آنذاك فى ما معناهو(وسط نفر قليل جدا تم دفن جثمان التشكبلىعمر خيرى بمقابر فارورق عصر هذا اليوم) 000الخبر من الاستاذ الامين محمد عثمان على ما اظن

باختصار مخل منى
وناس ومواطنى بلد الظلم والهلاك لاحيلة لهم غير الاختصار
عزيزى بولا
لم تكن لى رغبة فى المهابشة فى البورد ولكن من شهر 8 والغواية مستمرة من طلال وراشد واحباء كثر وتخيل منى كمان لان الوجع بقى ظاهر
لكن احسن00000 لان ما اكتبه الان كنت افضل الموت به بلا حراك
ولكن الان المعركة اكبر من ان نغمد سيوفنا
فناس يس وسهيل لهم الحق فى ان نقول الكلمة دى
حااواصل وصبرك على

سلام

Post: #587
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-18-2004, 03:00 AM
Parent: #1

عزيزي عصام،

تحياتي حارة طالعة من نار الدبرسة يادوب.
ياسِيِدي (لا أقول "ياسيدي" الأفندوية بل ياسِيِدي الحميمية)، لاتطلب مني "الصبر" عليك (صبرك عي قال). الموضوع في خصوص مدخلات الأحباب و"مشقة" الردود عليها في شروط وجودي الحالية وشروط وقتي اللعين، شروط العبودية المعاصرة، مو صبر بل سعادة فاتكة تراجع أمامها البؤس خطوات. أنا لاقيك وين عشان "اصبر عليك"؟ وياريتك تقدر تجر صلاح عبدالله وعلى الأمين وآخرين. وما تعشم لك في فكةً قريبة مني كون مداخلاتك أول خيط صلةٍ حية بالداخل، حفيت مساعيَّ في طَلابِهاخلال السنوات العشر الماضية، وأول "نقعة ضو" في دروب بحثي الوعرة المظلمة عن منفذٍ لرفقة الزمان "الجميل" (الجميل بهم لا بصفة الأوضاع الموضوعية). وأنا بالطبع شديد الإمتنان أيضاً لرفقة هذا البوست الذين لولا أنهم "تشالبوني" في اللحظة "المناسبة" لأهلكني البؤس، وأهلك بنت امحُمد "الكتف اللي تمَلِّي شايلني"، كما قال الأبنودي في خطابات "حراجي القط".

فأرجو المعذرة عن هذا التشكي غير اللائق.
مع جزيل شكري ومحبتي.

بــــولا

Post: #588
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 10-18-2004, 05:00 PM
Parent: #587

استاذي عبدالله بولا
رمضان كريم وكل عام وانتم بخير
اعذروا لي حضوري المتأخر في الترحيب بكم ولكن ان آتي متأخرا خير الف مرة من الا آتي ، وتجرفني حروفي المتعطشة شوقا لفنكم السامي ، وكلماتكم المتألقة المتصدرة لمائدة الادب الراقي في زمان ضجت به الموائد ببغاث الكلمات وتبوأها ادب السوق وعلته ثقافة ايراد اليوم ، انه الزمان الذي تقدمت وعوله لتقود اسده ، فاسمحوا لي برشفة تردني لصواب عقلي، ولأتفيأ معكم دوح المعاني في رحلة الي عالم مخملي بعيدا عن ملقيات الطريق الصدئة والتي ادمتني في رحلة بحثي عنكم، سأحط رحالي ضيفا عليكم طالما احتملتني حروفكم، وهل تسمحون لي بأن افتح خزائني لأملأها من درركم ؟

Post: #589
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 10-18-2004, 05:33 PM
Parent: #588

مرحبا نيابة عن استاذى وملاذى
بـــــــولا
والقى بدولك
فنحن مارقين لى ده
ولست متاخرا 000يادووب بدينا




سلام

Post: #596
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 10-22-2004, 01:06 PM
Parent: #589

عزيزي عصام
اشكرك علي حفاوة الاستقبال
و برغم اخبار الحزن التي تظلل مساحة الامل في غد يبدو انه لن يأتي قريبا ، طفقت ابحث في هذه الشبكة العنكبوتية عن دمعة طفل جففت او ابتسامة ردت او ضحكات بريئة تعالت من اسرة اجتمعت علي قدح من الحلال سكبت لأجله قطرات من العرق لتهنأ به نهاية يومها ،ولكنهم هناك لا يجففون الدموع ولا يردون الابتسام ويحلون الآهة مكان الضحكة ، انه وطني الذي نبذني حضنه وقذف بي لعالم لا يفرق بيني والآلة ،وجعل تواصلي مع قاماته بحروف اربكها الشوق والوجد انه عذاب الوله بالوطن .

Post: #590
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-21-2004, 09:11 AM
Parent: #1

عزيزي عصام الدين،
مرحبا بمجيئك متى كان، ولك من التحيات أوسمها وأنداها،
وإنْ ما شالتك حروفنا تشيلك رؤوسنا.
لكن حسن ظنك أكبر من واقع حالنا فيما يبدو: فعالمنا الذي بدا لك "مخملياً بعيدا عن ملقيات الطريق الصدئة" قد لا يكون كذلك تماماً. نحاول أن يكون بعيداً عن الصدأ. بعبارةٍ أقل تفاؤلاً "نحاول أن لا يكون صدئاً أصلاً". أو لعله يجوز لنا أن نتمنى ذلك. إلا أنه في كل الأحوال ليس مخملياً. أمانة ما فيه جنس شقاوة يا عصام الدين. ومهما يكن، مرحباً بك شريكاً لا ضيفاً وإلى اللقاء في المداخلات المقبلة.

مع عامر مودتي وسعادتي بإطلالتك.

بــــــولا

Post: #597
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 10-22-2004, 01:58 PM
Parent: #590

استاذي عبدالله بولا
يسلم راسك المسكون ألقا وابداعا
التفاؤل والتمني ، كأسان نجترع منهما اكسيرا لحظات رفضنا للحاضر الاليم والذي طالما هزم طاقات الصبر فينا ، انه الطنين المستمر لغربة الروح في عالم تسوده المادة ، عالم لا يدري سر العشق بيني وبين طعام علق علي المشلعيب ، تزقزق له عصافير بطني النائحة من سندوتشات ماكدونالدز ، مطحنة الحياة تأخذنا بعيدا عمن نحب ونعشق لتذرونا هشيما في عالم تصرصر ريحه ، ونحن زغب الحواصل من عالم تشع شمسه ثلثي اليوم ، فقلوبنا دافئة ومشاعرنا ملتهبة لا تعرف سماءنا اللون الرمادي ، انها ترسل اشعة عسجدية تشقشق لها عصافيرنا ونفتح لها نوافذنا وافئدتنا ، نكتئب لفراق حبيب او عزيز ذل ، وهاهو حزن الطبيعة يتعسنا ايضا ،
اعذزني استاذي ، انها خطرفات حنين للبلد

Post: #591
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-21-2004, 10:46 AM
Parent: #1

عصام عبدالحفيظ
شكراً عصام على المبادرة الكريمة في الترحيب بالقادمين الجدد نيابةً عني.
أسعدني ذلك كثيراً وليت الجميع في هذا البوست الأحمدي يحذون حذوك.

كل محبتي
بــولا

Post: #592
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الحسن بكري
Date: 10-21-2004, 10:56 AM
Parent: #591

الصديق العزيز بولا،

لعل البنات وأمهم، الأستاذة نجاة، بخير.

لا املك إلا التعبير عن دهشتي الممزوجة بالإعجاب للطاقة الإبداعية والفكرية الهائلة التي أبديتها خلال هذا "الخيط" السايبري المديد – وخيط مصطلح ذو نكهة سودانية واضحة حاول صديقنا مصطفى آدم تكريسه في "خيط" قيّم حول ترجمة الكتابات السودانية كان مصطفى قد ابتدره وتداعى قبل أن يصل إلى نهايات منطقية كان يجدر بالمشاركين السعي حثيثا للوصول إليها. لقد استطعت بجلد ومصابرة نادرتين الإبقاء على فرن القطار مشتعلا لأيام متصلة وعبر ردود طويلة وشائكة وفي غاية الإمتاع.

حال ضجر عميق مصحوب بأعراض تكلس عضلي مؤلم بيني وبين لوحة مفاتيح الحاسوب، فلم أستطع التعليق على الردود التي خصصتها لمداخلاتي وتساؤلاتي، ولم أستطع إزجاء التحيات لصديقي الماحي على الماحي، الرجال المثقف "النضام". وأعتقد أن وصف الماحي "بالنضم" يناسبه تماما، فالأصل في النضم هو في ظني "النظم" والنضام هو "النظام" وهي صيغة مبالغة أجد أن الماحي جدير بها أيما جدارة. فهو يسلسل الكلام سلسالا فيتوارد من فمه عذبا، حلوا، شهداً مصفى. ثم أنظر يا بولا مقدار تقدير العقل الشعبي السوداني للمشافهة والكلام، إذ هاهو يطابق تماماً بين المشافهة والنظم.

أيضاً لم أشكر صديقنا بشرى الفاضل على إنزاله خطاب الماحي الطريف بما يحمله من إشادة بروايتي التين قرأهما. إن شهادة تأتي من الماحي ود علي لباعثة على السرور! رغم أن بشرى لا يكبرني سناً إلا ببضع سنوات، إلا أنني قد تعلمت منه كثيرا من أسرار السرد. بشرى في ظني واحد من أوائل الكتاب العرب وربما غير العرب الذين ما زجوا بين الواقع و"الخيال السحري" في كتاباتهم القصصية، وهو دون شك أول من انتقل على نحو منهجي بالقصة السودانية إلى تخوم التعقيد الشكلي، أو البنيوي، والواقعية السحرية الأخاذة.

أرحب هنا، لو سمحت، بالأستاذ الفنان التشكيلي المبدع عصام عبد الحفيظ. يحمل الغلاف الأمامي لروايتي الأخيرة، أحوال المحارب القديم، لوحة لعصام، فله التحية ونرحب به كاتبا وتشكيليا ونبارك له افتتاح معرضه الأخير.

أظن أن ردودك على تساؤلاتي تكفي ولكنها لا تشفي. ربما نحصل على تفاصيل أكثر في الحوارات القادمة التي قد تسعى إلى تدشينها أو تلك التي ستشارك فيها.

لك خالص المحبة ويانع المودة.

Post: #595
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-21-2004, 12:40 PM
Parent: #592

عزيزي الحسن،
إليك تحياتٍ صافية و ومنقوعة في أنخاب المحبة،
إطلالتك موطنٌ للفرح مكينٌ عندي. ولذا فإن التعقيب على نصك البديع هذا بحاجةٍ لمهلة في الزمن، وروقة، لا تتوفران الآن مع استيلاء بت امحمَّد وبناتهاعلى الكمبيوتر المنزلي الذي يتعتبر حقي فيه حق مواطن من الدرجة الخامسة، بما إنهن أربعة. فأوجو المعذرة. وأجيك بكره ومعي شيءٌ من سيرة الماحي ود علي رضي الله عنه وبارك في ذريته الفادنية، الدنقلاوية، الدينكاوية الجرمانية.

كل محبتي وإعزازي.
بولا

Post: #593
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-21-2004, 12:17 PM
Parent: #1

أرجو المعذرة.
فقد دخلت عن طريق الخطأ، وعدم العرفة، باسم نجاة.
بولا

Post: #594
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-21-2004, 12:26 PM
Parent: #1

توضيح للأصدقاء والأحباب المساهمين في هذا البوست، الماراثوني بفضلكم،

تعرضت قبل قليل لنقدٍ حازم من بنت امحُمد بخصوص عبارتي التي عقبت على مبادرة الصديق عصام عبد الحفيظ بالرد على مرحبٍ جديدٍ نيابةً عني. ونقد بنت امحُمَّد موجهٌ لقولي لعصام:

"شكراً عصام على المبادرة الكريمة في الترحيب بالقادمين الجدد نيابةً عني.أسعدني ذلك كثيراً وليت الجميع في هذا البوست الأحمدي يحذون حذوك".
وقد رأتْ أنه من الممكن أن يفهم هذا على أنه تقليلٍ من شأن مساهمات الأصدقاء والأحباب الذين ظلوا يتشالبون عني حمل البوست إلى أن بلغ ما بلغ من الطول. فما أبعد حديثي لعصام عن هذا المقصد الذي هو مذهبٌ في اللؤم لا مكان له حتى في خواطري الخفية في حق كل من شارك في هذا البوست.
لقد شكرت عصام على رده نيابةً عني. ودعوت الجميع لأن يفعلوا ذلك في معنى أن البوست حقهم مو حقي براي، وهم أحرار في يتصرفوا فيه كما يشاؤون منذ أن انتهت الردود على المرحبين الملزمة لي وحدي.
إن شا الله الكلام كَدي يكون بقى واضح.

مع عامر مودتي لكم أجمعين
بــولا

Post: #598
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-22-2004, 02:52 PM
Parent: #1

عزيزي الحسن،
البنات وأمهن بخير بالقدر الممكن في عالم اليوم، الذي تعرفه. زد على ذلك حال السودان التي تعرفها وزيادة. فلا يكاد يمر علينا يومٌ واحدٌ بدون مشكلة تلامس احتمالات حلها، وما تقتضيه من الجهود، و"الشواليت"، حدود المستحيل. ومع ذلك فنحن نقاوم.
ماذا عسايَ أن أقول عن الأوصاف العالية التي أضفيتَها على هذا "الخيط السايبيري المديد" على حد تعبيرك. جاءتني كلماتك هذه وأنا على وشك أن الملم عفشي وأغادر العالم السايبيري كله والاكتفاء منه بدور القارئ المتابع الإنتقائي. لولا إن عصام عبد الحفيظ وعصام الدين شنكنلوا لي وأنا ماشي على الباب. وجات شنكلتك إنت شنقلت الريكة. فأنا يا "شيخي" قليل الإعتداد (لكي لا أقول قليل الثقة) بما أكتب. وممارسة الكتابة عندي على كثرتها، و"متعتها" أيضاً، عبءٌ ثقيل، ونوع من المشي على الرمال المتحركة تتنازعه الشكوك من كل "حدبٍ وشاكلة". ولا معين لي في هذا المشقة إلا "مشالبات" الأصدقاء، فإذا أبطَئوا وتعاجزوا دبَ الخور في همَّتي.
بخصوص وصف الماحي ود علي بالجودة والإبداع في صنعة "النضم"، الذي هو من دون شكٍ "النظم" في "اللهجة الفصحى"، كما يعبر اللغوي النحرير الجريء، الصديق، عشاري أحمد محمود،(ولو إنه عندي تحفظات كثيرة على حُكم القيمة الذي ينطوي عليه تخصيص صفة "الفصاحة" وقَصْرها على هذه "اللهجة"). ولفظ "النضام" في معناه المادح هو معادل "النظام" البارع في صنعة سبك الكلام وترتيبه وعقده. وهي كما ذكرتَ أنت، "صيغة مبالغة". وهي مبالغة تفيد المدح والتعظيم. وأنا أجد معك أن الماحي ود على ود الماحي، "جدير بها أيما جدارة". فهو يسلسل الكلام و"يُسْلسه" فكأنه في فمه بعضٌ من الشهد المصفى، كما عبرتَ. ومن محاسن "الصدف" التي تأتي "ولا تذهب في الفصول"، وأفضالها عليَّ إكرامها لي بصحبة الماحي ود على، والاستمتاع بنظمه، الشهد السلس المصفَّى، خلال ما قارب الثلاثة أعوامٍ بلا انقطاع. ثم أشقَتني، بسبعة وعشرين عاماً متقطعاتٍ من صحبته، وأغلبها كثير التقطع. وبعضها صحبةٌٌ في الخيال من فرط الغياب.
و"النضاَّم" عندنا نحن ناس بربر ناس البطانة، وأعتقد أنها كذلك عند كافة الناطقين بالعربية في بلاد السودان، ولا أتوقع أن تكون بخلاف ذلك في لغاتنا الأخرى، على معنيين كما تعلم، أدناهما الثرثار. وهذه بعيدةٌ من الماحي ود على بُعد "الأرض من السوامات العُلَّه" في رواية جدتي، اللالََّه، بت أحمد ود عبد الرحمن. فبمقدور الماحي أن يصمت أياما بلياليها على النضم إذا أحس بأنه لم ينضج في خاصة خواطره الخفية بعد. له لحظاتُ صمتٍ كأنها "صوامد الجبال". والمعنى الثاني معنى الإتقان وجودة الحبك وجلال الفكرة على صفة العموم. ثم هو في خصوص ود على، التمكن من إبداع صناعة الفكرة، بزجرها عن المخارج السهلة، وترويضها على السير في دروب الاستشكال الفلسفي ومسالكه الضَرِسة، إلى أن يُخرجها في سلاسةٍ من القول وسهولة تدفقه على ذهنه ولسانه، بعد أن يكون قد أتقن سبكه وتعتيقه في دخيلته، وصقله وصفاه من الفضول. وهذا مذهبٌ عصيُّ المنال في السهل الممتنع. الماحي ود علي هلا هلا أمانة مو ضو.
وفي المداخلة التالية أحدثك وأحدث أجيال البورداب الجديدة عن سيرة هذا الإنسان البديع، الركيزة الأساسية، التي سندت ظهورنا أنا وغيري من عصاة "العصاة" الحداثيين، و"صانت" نفوسنا من بعض شحها في القول والفعل، بما شهدناه من علو القول والفعل عند الماحي ود علي. وهيهات. ويكون الجزء الثالث لرد الاعتبار لتراث المشافهة الشعبية في بلادنا وغيرها بناءً على قولك:
" ثم أنظر يا بولا مقدار تقدير العقل الشعبي السوداني للمشافهة والكلام، إذ ها هو يطابق تماماً بين المشافهة والنظم".

جزيل شكري لك على هذه الدفعة القوية بسيرة الماحي ودعلي.

بــولا

Post: #599
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 10-24-2004, 02:10 PM
Parent: #598


Deleted.o
With all respect to my friend Dr. Bola.o


Post: #600
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-26-2004, 01:44 PM
Parent: #1

عزيزي شنتير،
تحياتي ومحبتي،
أمانة عاد ماك آفة. جالستَ عبدالله ود شوراني ذات نفسه؟ أمانة ماجيتك وقعَدْلك عاد. فمن الواضح إنك على إلمام كبير بإبداع شعراء البطانة، وحكمائها، إنتَ البتعرف ود علي سليمان بإسمه الأول "ابراهيم".
سأعود إليك بعد أن أفرغ من بعض التزاماتي في بوستات تتصل بسيرة وبفكر أستاذي جاك دريدا. وسأعود بصفةٍ خاصةٍ لكلمتك الكبيرة من أن "فداحة" فقد ود شوراني لا تقل عن "فداحة" موت دريدا. وأنت لا شك مصيب فالفقد واحد لو اتسعت الرؤياوهذه بالمناسبة رؤية دريدا نفسه. دحين ماك حافظ أبياتو البقول فيهن "فتحت عندي منطقة الغنا اللنسدت"؟ راحت علي وما أزال أجابد فيها فتستعصي. أمثال ود شوراني هم حملة بذرة الرؤية والوعي النقديين في ثقافاتنا. إلا أن الأفندية لا يفقهون. وهو ممن سماهم إبن عمتي محمد على موسى، ودفاطنة بت الروضة "الأنتي فايرس" الذي يعصمنا من السقوط في هاوية الرزالة
سأعود إليك بأسرع ما أستطيع.

مع كل مودتي وسعادتي بمعرفتك
بــــولا

Post: #601
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 10-26-2004, 02:05 PM
Parent: #600


Post: #602
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-26-2004, 03:41 PM
Parent: #1

شكراً بي الآلاف لا يوم الوقاف ياشانتير. إن شالله يو شكرك الله لا يجيبو.
روايتك صحيحة لكن نحن عندنا رواية تاني، وهي غالباً رباعيةً آخَرَا، بيقول فيها "فتحت عندي منطقة الغنا اللنسدت". وميها في "البنات". لكن ابت تجيني.

أها ان شا الله يكون عندك كلامه في النجم ومنازله، ومسدار البطانة.
وما قتَ لي علاقتك بي شغبة شن جيهتا؟ وبي المَناسبة أنا عندي شغبة صغيرة في البيت "نوار". تدفق في الشعر زي دفيق الموية عربي وفرنساوي وانجليزي. شوف لك جنس مِحن وقعن فوق جنا شغبة. وهي شديدة المراس متل حبوبتا، ما في زول يقدر يرفع عينو عليها. وكانت تأتي بالكلام منظوماً وعمرها لا يزيد على العامين إن لم يكن دون ذلك. عجيب ابن آدم والوراثة أعجب منه.
مودتي.
بـــولا.

Post: #603
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-26-2004, 03:54 PM
Parent: #1

الحسن بكري
عزيزي الحسن،
محبتي،
حالت نوازل ومشاغل دون مواصلة سيرة الماحي ود على. سيرته معي وليس سيرته المطلقة. فهذه مما لا يحيط به الوصف. والجزء الثاني بالذات عاوز روقه خاصة. ومهلة في الكمبيوتر. إلا أن "الجنجويدة بنت امحمد"، على حد تعبير الأخ تراث في "هجاء" احتكار الجندرية للكمبيوتر البيتي، لا تترك لي سوى فتاتٍ تجود على بها من حينٍ لآخر في ساعات(ها) الاحتكارية للكمبيوتر ديالنا . علماً بأنني في هذه الأيام قعيد المنزل في إجازة مرضية بسبب التواءٍ أصاب كعب قدمي اليسرى.
لكن باكر "أكان شاء اللهُ" أستغل خروجها مع نوار لإجراءات حكومية وأهيص. فأكتب لك وللمتابعين ماتبقى من جوانب من سيرة الماحي ود على الفادني، الدينكاوي، الجيرماني اللشقر رضى الله عنه.

بـــولا.

Post: #605
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tumadir
Date: 10-26-2004, 05:06 PM
Parent: #603

Quote: تَماضُر بت شيخ الدين؟ أمانة عاد ما اتلومتي: "هل تذكرنى يا استاذ يا عظيم"!!
عظيم دي خليها على جنبه كده فهي ليست ذات موضوع أصلا. وخلينا في المهم. إنت يا بت نَعَلِّك ماك بُدَلِيَّه؟ و"بُدَلِيَّه" دي ما ظِنِّك، تتذكريها على الرغم من إنِّك عشتِ نذراً من فترة طفولتك في بربر. "البَدَالَه" العواره في لهجة بربر. وحاشاك منها. لكن بالغت في "سؤالك لي" عما إذا كنتُ أتذكرك. أولاً يا ستي إنتِ تَماضُر (وما عندي شغله بالعرب، بدوان الجزيزة، كانوا بنطقوا اللَّسِم دا كيفن). ولا شك أن أستاذي شيخ الدين كان ينطقه كما تكتبينه، ب"اللهجة العربية الفصحى" على حد تعبير الصديق عشاري أحمد محمود. وتماضُر صديقة من أصدقاء العمر "العذب" الطليق. (عذب في معاني الاشتقاق التي ذكرتًها في اعتذاري أعلاه للأستاذ حسن بكري، عن تخطيَّ له في ترتيب الردود، نظراً لوعورة القضايا والذكريات والمَواجِد التي تثيرها مداخلة ترحيبه السخية، مما ليس لي مُرُوَّةً تسعفني على الوفاء به في هذه اللحظة، التي تغشاني فيها غواشٍ من الكآبة وكزازة النفس عظيمة. وقد نسيت أن أعتذر لك عن ما وقع في حقك أنت من تخطٍ أيضاً. وهو يرجع لنفس الأسباب التي ذكرتها أعلاه بدرجةٍ أقل. وثانياً إنتِ بت شيخ الدين. ولعلكِ قرأتِ ما جاء في شأنه في ردي على ترحيب الصادق. وعلى كل حال لا بد من إعادة نشره هنا لأغراض اتصال السياق ورتقه. فقد قلت للصادق: "طبعاً أنا حكيت ليك عن دور شيخي، شيخ الدين جبريل في حياتي، ولا معنى لأن أعيدها عليك هنا. وبوضوح أكثر ومكرٍ أقل فأنا مخلي سيرة شَيْخي شيخ الدين جبريل دي بهاراً لردي على تماضر، التي من فرط حماقتها قد تظن أنني تجاهلت الرد عليها أو أهملته بينما المسألة مسألة ترتيب لقائمة الردود (وهو ترتيبٌ) يحكمه ويمليه ال"إتوكيت" كما نقول في العامية الأفندوية (وهي في أصلها الفرنسي "إيتيكيت"étiquette )، في معنى الأصول واللياقة، وليست مسألة مفاضلة".
أحكي لك بَقَى بعد دا.
درَّسني المربي الكبير شيخ الدين جبريل في مدرسة بربر الأهلية الوسطى. وكنت قد التحقتُ بها في عام 1957، تلميذاً في نهاية السنة الثانية. وكنت قد درستُ السنتين الأولى ومعظم الثانية في مدرسة عطبرة الأهلية الوسطى (كان اسمها "الإبتدائية" الزمن داك. "الوسطى" دي جديدة. من كلام ناس القرن العشرين" على حد تعبير الخالة عاشه الفلاتية)، حيث حظيتُ بتدليلٍ شديد من جانب أستاذيَّ عمر أبوسبيب مدرس اللغة العربية، وعمر الطيب عبد الماجد مدرس اللغة الإنجليزية ("عمر ود شيخ الطيب" كما كنا نسميه في نطاق الأسرة. وكان والدُه صديقاً حميماً لأبي).
جئتُ إلى مدرسة بربر الأهلية كظيماً كسير الخاطر لفقدي حظوتي ومحبة أساتذتي في مادتين أساسيتين أحرز فيهما درجاتٍ كبيرة جداً من غير مذاكرةٍ ذات بال، واعتماداً على قدرة مذهلةٍ على الحفظ والقياس، أظنها تشهد اليوم فتوراً وضعضعةً وإنهاكاً.
كانت أول حصة حضرتها لشيخي هي حصة الرياضة البدنية. وقد كانت بائسة جداً في مدرستي التي أتيت منها. فإذا بي أواجه بمشهدٍ رهيب: تلاميذ المدرسة عن بكرة أبيهم، وربما عن بكرة أمهم أيضاً، (وهذه جندرة معقولة جداً أتمنى أن تساهمي في ترويجها عني)، في صفوفٍ منتظمة. وكان الأستاذ شيخ الدين يخاطبهم بلغةٍ لم أفلح في فك رموزها "وشفراتها" على الرغم من براعتي في القياس والاستنتاج اللغويين في تلك السن. فقد كان في الواقع يقسم مجموع طلاب المدرسة، وكان بها نهران "شرق وغرب"، حسب هذا التقسيم "النهري"، ووفق ترتيب الفصول في مستوى أوليِّ عام، ثم حسب المهارات والتخصصات الرياضية في مستوى الأبطال والواعدين. وقد تُهتُ في الحصص الثلاثة الأولى حتى وأصابني ذهول وتشتت، حتى أصبحت حصة الرياضة هماً ثقيلاً كاد أن يودي بي إلى ترك المدرسة أصلاً. إلا أن صبر أبيك وعطفه علىَّ كان بلسما سحرياً شافياً. في الحصة الخامسة فهمت النظام واستسغته لاسيما وإنني كنت عداءً ماهراً. وفي الحصة السادسة ضمَّني إلى الفرق الممتازة، ضمن فرقة عدائي المدرسة الواعدين. وقد كان أبطال العَدْو الكبار، وأغلبهم من "أولاد رابعة"، في مرتبةٍ من الحظوة قريبة من مرتبة آلهة الأولمب. وكانت الفرق المختلفة في الفترة التي قدِمتُ فيها تستعد لمسابقات نهاية العام. كم سعدتُ بمشاهدة الترتيب البارع والنظام الدقيق، والأداء الرفيع، الذي كان يعده ويشرف عليه، تدريباً ومتابعة، المربي الكبير شيخ الدين جبريل بنفسه. وأستطيع أن أزعم أنه نظام لم أشهد له مثيلاً في كل المؤسسات التعليمية التي درسْتُ أو درَّستُ بها (ربماقلتُ فيما عدا حنتوب، وحتى هي كان مستوى أدائها أقل كثيراً من مستوى إحكام أستاذنا شيخ الدين جبريل), ومع ذلك لم يكن أستاذنا شيخ الدين معلماً متخصصاً في الرياضة البدنية، بل كان أستاذاً للغة العربية أساساً، والرياضيات أحياناً!! وما أزال أذكر مشيته الفخيمة وهو يمر عبر الصفوف الطويلة، يُّعدِّل من استقامتها، ومن طرائق الأداء الجسدي السليمة" في الوقوفٍ والجلوس والتنفس،اللائقة بالرياضي، والمفضية إلى المعرفة بالجسد واستخداماته الحركية "المُحكمة" جمالياً وصحياً. كان يمشي مرفوع الرأس مستقيم الجسم، رقبته "محدربة" (أي مستقيمةً مصبوبةٌ فاخرة)، وخطواته ثابتةٌ متقنةٌ واثقة. وكان مع ذلك مدرِّباً رحيماً شديد الصبر على "الطُرُق" (أي "الشُتُر") والمتراخين منا. دا شيتن بتنسي يا "تُماضِر".
شكراً على ترحيبك الظريف مع خالص مودتي وتحياتي لك و لبنياتك المشرقات. وقد أعود إلى سيرة شيخي مرةً أخرى بمزاجٍ أطيب.
بـــولا





اعذرنى يا بولا

فقد رحت اتسقط سيرته عندك

بعد ان طال سفره ..وغاب عنا

اعذرنى يا بولا ....فشيخك هو شيخى الذى تعلمت منه الكثير وان بدا قليلا..

اعذرنى يابولا ...فقد كان سندى فى الدنيا التى تحجر على النساء السند...كنت اقول لمريم محمد الطيب ..اننى اتحرك على اتجاه بوصلته..كل الذى حاولت ان انجزه فى هذه الفانية "ام بنايا قش" لم يعدو كونه ...تفاخرا باننى ابنته..ولارضيه عنى..وان ان راضيا عنى فى كل ما افعل ...وعندما ارتكب حماقة ...كان يصر على انهم "مشتهينك بى جنك" او "اصلك بتتحبى يا بت الكلب!" ..تصور يابولا ان كل بنت بابيها معجبة ...فكيف يكون الحال عندما يتبادل معها الاعجاب...تصور اننى لم اكن اخاف شيئا...ومم تخاف البنت؟؟ مواجهة الرجال؟؟ كان ينادينى "للعالى والواطى" ويقدمنى لهم بكل اعتزاز ويعرفهم على...ويقول عنى كلاما ...طويلا وجميلا بسحر بيانه ولغته الناصعه.انجليزية كانت ام عربية ..منذ ان كنت بنتا وحتى صرت امراة وام ...اتزوج فيصادق زوجى ..اطلق فيسمينى "طليقة.وليس مطلقة" .ويظل صديقا لطليقى بمعزل من صداقته معى...ويصادق كل من اقدمه له...يقول كل من تاتى به تماضر ...حسن....فهى لا تاتينى الا باحسن الناس...يقول دائما: تماضر دى بس خلوها...تسوى الدايراه"...لم ار رجلا فى عمره يستخدم كلمة حب فى بيته ...مع اولاده غير شيخك يابولا...ولم ار رجلا متدينا كمثله ...يجد فى النقاش مع الشيوعيين والجمهوريين والملحدين والفنانين ..الخ...مثله ...كان احدث سنا من بعض من انجبهم او من فى عمرهم فى انفتاح العقل...وسعة الافق...كان متفائلا ...وواثقا من جمال العالم ...كصوفى ...عاشق...لا يهزه العوز ولا يغره "اللقا" كان يتعلم كل يوم شىء..ظل يتمنى ان يكون له كمبيوتر وايميل ...وهو يناهز الثمانين...ولم اقوى على تحقيق حلمه الذى حدثنى به...كان يريد ان يراسل ابناءه بالايميل...تصور جمال هذا الشخص...كان يحفل بالاكتشاف العلمى..وتقدم الانسانية...كان يحتج على ظلم الانسان السودانى وانشغال الساسة بالتشريع وحديث الذبابة بينما يجوع الناس فى بلد ينام على فراش من ذهب مكنوز...شيخك يا بولا هو شيخى وشيخ المثقفين وشيخ الفنانين وشيخ الفلاسفة ...لا يهدأ من التعلم ولا ينام عن التفكر فى الله او فى مخلوقاته...انت لا تعلم كمية الخلق الذين اتصلوا وقالوا انهم كانوا يتزودون من زاده ...من زمن سحيق...ويعيشون بتعاليمه...ويطبقونها على اسرهم واولادهم وطلاب علمهم..وعندما زار امريكا كل همه كان ان يزور مكتبة الكونقرس ...وظل يبحث عن كتب تمنى اقتنائها ...من سنين وطلبها...وعندما عاد الى السودان كانت كل "موازين عفشة " كتب...وعندما ذهب الى اسبانيا زار قصر الحمراء وحكى للسياح ...ما جعلهم يتحلقون حوله..كالنحل ...يعرف كتاب المسرح ...وابطال التاريخ وفقهاء الدين بنفس الحماس والروح...يحس معه محدثه بان الله ...يسكن فى فؤاده ...له ذاكرة حديدية ...ولسان طلق عف...ما الذى لم يقارب فيه الكمال ...فى شيخك ...يابولا ...
شيخك هو شيخى..
اعذرنى يابولا اذ اعيد عليك وعلى قرائك المتلهفين على علمك الذاخر ...بالحديث عن شيخك.شيخى..فالحديث عنه يلزمنى الصبر...ويلهمنى السلوان...

فكم احبه وافتقده

رحمه الله

Post: #604
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mohammed alfadla
Date: 10-26-2004, 05:03 PM
Parent: #1

أستاذي العارف بأسرار الرسم والكتابة عبدالله بولا
منعني من دخول هذا البوست لوقت طويل الحياء وهيبة العلم والعلماء، اذ كيف لمثلي أن يرحب بمن هو أحد من بنوا رصيدي المعرفي
عموما وتجاوزا مرحبا

ثم أن لي حاجة
و أعلم أنكم لا تردون محتاج
أنا أحب أستاذي المربك عمر خيري ،و أخبرني من أصدق أنك خير من يحكي لي عنه...

أعني على ظمأي ة هذا الرجل ،فكل ما وجدته مقالات حزينة ومشتته لم تشبع بداخلي نهمي

Post: #606
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 10-26-2004, 06:12 PM
Parent: #604

تماضر
لك حديث كلماما امتد ازداد حبا لك ولوالدناالعظيم
وياريت0000000000000


يامـــــــــحمــــــــــــــــــــــــــــــــد
عمر خيرى يملانا بالظما الكثيف 000وسابعث لك صورة
لوحة العازفين بمعهد جوتة فهى عمل سياخذ من روحك
مثل ما ياخذ منى كل صباح

فقط اتعلم كيفية بعث الصور
وهذا وعد000000



سلام

Post: #607
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-27-2004, 04:46 PM
Parent: #1

عزيزيتي تماضر،
خالص تحياتي ومودتي،
قلتِ فأوفيتِ، إن كان من الحديث ما يفي بمقام ومجد ذلك المعلم المهيب الجليل. ولم تتركي لي مجالاًً لمزيد في مدح خصاله العالية. وعلى جه الخصوص حديثك عن معاملته لبناته ممثلاتٍ في كبراهن، وأكثرهن "استعصاءً على تقاليد ترويض "الأنثى". كنت أفهم منذ لقاءاتنا الأولى أن تماضر المبدعة "الشكسة" "العاصية" هي ثمرة منهج أستاذنا شيخ الدين التربوي الخالق الناطق. وقد كان إيمانه بمنهجه التربوي من الأصالة والصدق بحيث لا يمكن له أصلاً أن يقع في التناقض الشائع في أوساطنا "الثقافية" بين القول والفعل. وكان من الطبيعي أن ينتج هذه الذرية المبدعة. صدقيني، خنقتني العبرة وأنا أقرأ كلماتك الحارة الصادقة، كلمات الحب والوفاء لأبٍ نادر النظير. نادر النظير للأسف.

لك ولأبناء أستاذي وأحفاده كل تضامني ومعزتي.
وإلى مداخلة أخرى قريبة في التبصير بنموذج الإنسان والمعلم
الذي عاشه وقدَّمه.
بـــولا

Post: #608
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-27-2004, 05:32 PM
Parent: #1

عزيزي الفاضلابي،
ما أجمل هذه الطلَّة، ولك أنضر التحايا وجزيل المودة،
شي عجيب القلوب شواهد. قبل يومين بالتمام والكمال، "أول امس دي"، بالعربي الفصيح، والعربي الفصيح في مفعوم حبوبتي الالََّّه بت أحمد ود عبد الرحمن هو عربي ناس بربر لا سواهم، كنت أبحث عن بوستك الفيه الأسئلة الصعبة ديك. تَحَراها. الليل أليل على وما لقيتا. وتاني يوم بت امحُمد، التي تحتكر كمبيوتر المنزل بحججٍ شتى، جميعها مردودٌ عليها، لم تدع لي اية فرصة للإقتراب من جهاز "الوَرَبيين" قرناء الشيطان قطعنا طريهم بي الله والرسول. فقضيت نهاري كيظيماً علماً بأنني في إجازة "مرضية" ولا سبيل لي لكمبيوتر المكتب. وما أدتني فيه فَرَقة إلا الساعة عشرة بالليل.
طيب ياسيدي أولاً موضوع ترددك من دخول هذا البوست " لوقت طويل" بفعل "الحياء وهيبة العلم والعلماء"، فدي أنا أفتكر تشيلا من برَّا.
أنا أكاد أعتقد إنه مافي "علماء" اصلاً. هذه الكلمة العربية مينية على صيغة مبالغة وقطعية فظيعة. وغرور. وهذه نعود إليها في وقتٍ لاحق، ضمن عملية طويلة يمارسها من اسميتهم بالعصاة، في نقد المسلمات والمفاهيم المغلقة النهائية. مفاهيم الكمال واليقين المطمئنة، الداجنة.
بخصوص طلبك المتصل بعمر خيري يسعدني أولاً أنك تحبه بهذا القدر. وأناأيضاً أحبه وأعتبره أستاذي من غير جدال. و أما ماأخبرك به من تُصدق بأنني "خير من يحكي لي عنه"، فهذا من لطف محدثك. وقد علمتُ أن من أخبرك بذلك هو صديق العمر الدكتور النور محمد حمد. وقد يمكنني أن أكتفي من ذلك بالزعم بانني أعرف طرفاً من سيرة عمر خيري، وتاريخه الشخصي أتمنى أن تكون فيه فائدةً لك. إلا أنه على التأكيد لن يروي ظمأك. بل سيثير شهيتك للبحث ويحفزك إلى تحقيق ما يخفى علينا جميعا من أطراف أخرى من سيرة هذا المبدع الفذ.
والحقيقة التي لا جدال فيها عندي إن عمر من أعظم رسامي عصرنا وكل عصور التاريخ الإنساني. وهو واحدٌ من الكنوز والثروات الإبداعية الهائلة التي أضاعها "المسئولون" عن الشأن السياسي والثقافي في بلادنا، من فرط بلاهتهم وجهالاتهم وصغر همومهم.

سأحدثك في مداخلة مقبلة عن عمر، بقدر ماعندي، وهذا كما تعلم أمر يحتاج لبراحٍ في الوقت وصفاءٍ في الذهن. فإلى حين ذاك. هذا وأتمنى أن تدلني على بوستك المذكور، بوست الأسئلة المحظورة إياها؟

مع أصدق تعبيري عن سعادتي بهذه الطلة البهية.


بــــولا

Post: #612
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mohammed alfadla
Date: 10-28-2004, 03:42 PM
Parent: #608

يا أستاذي أنا الآن في فرح غامر

وسعادة تشيه تلك التي تنتابني عند النظر الى أحدى رسومات أو ملونات شيخي قطب الرسم عمر خيري
يا سيدي
في أنتظارك متي ما شئت
وهذا بوست الأسئلة
أسئلة بما أنو طلباتكم أوامر
ثم أنني يا أستاذي سعيييييد جدا

Post: #609
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-28-2004, 05:25 AM
Parent: #1

عزيزي عصام،
محبتي،
ياخي ماقلتً لي علمت شنو في وصيتي لعلي الأمين وصلاح حسن عبدالله وموسى الخليفة، وبقية رعيل العصاة الذين هزموا ممثلي الغول الإنقاذي وممثلي أجداده من غيلان الدكتاتوريات (على رأسهم عبد العال وراشد دياب)، في رابعة النهار. وانتزعوا منهم اتحاد التشكيليين اقتداراًً بلا عنوةً. ديل ناساً موهن هينين ياخي. وأنت منهم بالطبع. كيف فعلتم ذلك؟ فهو عندي مما يقع في باب المعجزات. تحياتي الحارة أيضاً لعلاء الدين الجزولي هذا "المقاتل" الذي لا تعرف عزيمته الكلال. الناس ديل دحين ما عندهم siteً ندخل عليهن؟

بــــولا

Post: #610
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ahmed Elmardi
Date: 10-28-2004, 03:00 PM
Parent: #609



http://sudanartists.org/articles.htm

الاعزاء بولا وعصام الفاضلابى

على الرابط اعلاه بعض المقالات عن الراحل عمر خيرى

لكم الود

Post: #613
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mohammed alfadla
Date: 10-28-2004, 03:48 PM
Parent: #610

الأستاذ أحمد المرضي
شكرا على الlinks القيمة
تحياتي لأيمان شقاق
مرورك مشرف و مفرح

Post: #611
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-28-2004, 03:38 PM
Parent: #1

عزيزي أحمد تحياتي وكمان أحر أشواقي،
إطلالتك دائما جميلة ومبدعة. لك جزيل شكري هذه النصوص عن عمر خيري. وبيني وبينك أنا كنتَ في أمراً ضيق بخصوص الاستجابة لطلب الفاضلابي العزيز بأن أكتب له شيئاً من سيرة عمر خيري وأنا لا أملك من الوقت مايكفي لمثل هذه السيرة العطرة في هذه اللحظة. نصوصك هذه تديني سندة لغاية ما أتهيأ لتلبية طلب الفاضلابي.

لك عظيم مودتي.
وللأستاذة أيضاً. (عندكم وليدات ولا لسع أحرار؟)

Post: #614
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ahmed Elmardi
Date: 10-28-2004, 07:28 PM
Parent: #611


عزيزى بولا
لك شكرى بالالاف لا يوم الوقاف كما تقول يا صديقى،
بيننا الان منير ( 6 سنوات) يمزج بين العربية والامريكية على طريقته الخاصة بتوليفات عجيبة من صنعه وحده.
لك تحيات ايمان وتقديرها الفائق لكم.
ويا جماعة
لكم منا دعوة مفتوحة لزيارة فلادلفيا والافامة لاى وفى اى وقت يناسبكم
ولنتواصل بالاى ميل (( عنوانى لدى عزيزنا النور))





الفنان الفاضلابى
لك شكرى وتقديرى لمساهماتك
وقد نقلت تحياتك لايمان وهى تبادلك التحية،
ولنتهاتف، (معلوماتنا بالقاليرى)



Post: #615
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: nour tawir
Date: 10-28-2004, 09:20 PM
Parent: #614

المحترم الاْخ بولا

حضرت للتحية والمجاملة. كنت قد عقبت على الكلام الجميل الذى كتبته فى حقى وأشكر لك أدارة الحوار الراقى مع أحد المتداخلين وهو سنارى و حيث أنك أوضحت له بعض الاْمور فى ذاك البوست وكفيتنى شر القتال.

مرة أخرى هذا المرور لالقاء تحية المساء فقط وارجو أن اراك فى بوست البركان المعروض الان.

سلام

Post: #616
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: bayan
Date: 10-28-2004, 09:50 PM
Parent: #614

مازال هذا البوست يترى ابداعا وجمالا..
التحية لاستاذنا بولا العظيم
كما لا يفوتنى
ان احى صديقى شنتير
الذى لا يتوقف عن ادهاشى
نختلف فى اشياء كثيرة ونتفق فى كراهية الافندية و المسقفاتية..

واتمنى ان يتجاهل بولا طلب المراسلة الخاص من شنتير...
فنريدكما معا هنا فى السهلة دى.. ما تحرمونا من ابداعكما
واذا حدث سأقوم بعمل هاكنق (لايميلكما) ولا عذر لمن انذر..
وحتلقوا ايملاتكم فى السهلة.. ولذلك باخوى واخوك.. نوصى بولا بالتجاهل التام لهذا الطلب..

على سيرة شغبة احد مشاريعى ان اجمع كل اشعارها فى كتاب واحد
فهل اطمع فى المساعدة..

Post: #617
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 10-29-2004, 03:27 AM
Parent: #616


Deleted.o
With all respect to my friend Dr. Bola.o


Post: #618
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-29-2004, 04:53 PM
Parent: #1

عزيزتي نور،
أحر تحياتي وعظيم مودتي وتقديري،
قرأتُ "البوست البركان" قراءةً أولى. وأحزنني ماقرأته وقبض قلبي.

سأقرأه ثانيةً قبل أن أدلي فيه ـ هناك في البوست حقك ـ برأيٍ "مستفيض". وأكتفي هنا بالقول بأن مآلات "النكرومية" و"الناصرية"، "الثورة" الكوبية "الكاستروية"، (على سبيل المثال)، ومعظم حركات التحرير والتغيير الاجتماعي التي فضلت العنف وحده على النضال السياسي والفكري الديمقراطي الشاق الطويل الدؤوب، قد شابها قصورٍ في خصوص احترام حقوق الإنسان، انتهى بها إلى دولٍ بوليسية أو شبه بولسية. وهو قصورٌ لا تمكن ولا تجوز مغالطته ولاتفيد أهداف التحرير نفسها في شيء، ولا تنسجم مع مبادئة بالطبع. وهي تدعونا إلى عدم الإطمئنان إلى الحرص على أن لا تكون قناعاتنا التي دعتنا لمساندتها والتعويل عليها والرجاء فيهاقناعاتٍ مغلقة.

وأعتقد أن الأمر يحتاج منا جميعا في هذا المنبر الإلكتروني وخلافه من منابر ثقافية وسياسية وإعلامية مهتمة وراغبة وحادبة على أن تكون مبادئ الديمقراطية الحقة، وحقوق الإنسان، هي الأرضية التي يقف عليها بناء "السودان الجديد"، إلى قفة مساءلةٍ حازمة لقادة الحركة حول الوقائع والوثائق التي تم عرضها في بوست "هذا البركان قابل للانفجار مرة أخرى". وهي ليست الأولى من نوعها. وهذه المساءلة من حقنا عليها ومن واجبنا نحوها. قبل فوات الأوان.

بــــولا

Post: #619
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-29-2004, 05:53 PM
Parent: #1

عزيزي أحمد،
تحيات حارة جدا جداً ب"اللهجة العربية الأمريكية" للأخ منير.
وتحيات حارة أيضاً بلجهة عربي الوسط السوداني _شوف الزربقه دي!) ليك ولأم "مَنير".
"ومَنير" هذه من لهجة بربر العربية الفصحى من غير شك. وهي من عند السيدة عاشة بت عباس ود خلف الله. و"مََنير" عما ليها من حلة يونس. غرب بربر. وكان وكان شديد الوسامة وكانت زوجته الجودلية بت الحسن ود حامد أجمل خلق الله قاطبةً في رواية عاشه. فأنجبا ولدا سمياه "علياً" واشتهر باسم "على ود مَنير". فكانت تعشقه بنات "المََديرية" كلها. مَديرية بربر العظمى:
وقد كانت عاشه "رحْمِةْ الله عليها" مرجعاً في الرواية مما جميعو السيرة والغنا والزبلعة والعقائد والأحاديث النبوية الشريفة وتنافس في ذلك عمتي زينب بت بشير، أو هي زينب بت الحرم بت طلحة (حسب المعسكر الذي ينتمي إليه المتحدث). ومنها حفظتُ غنا بنات بربر في على ود مَنير. فإليك منه الكَلْمات التاليات:

قالت عاشة إن نورَة بت ودالتور كانت أكثر العاشقات هياماً بود مَنير. وكانت صبوحةً ذكية مهزارة. فبادلها عليٌ هياماً بهيام وطلبها للزواج. فابى أهلها متحججين بأن رجلاً بهذه الوسامة تعشقه نساء الجن، وخصوصاً "بنات البَحَر"، فيغطسن حجر من تتزوج به. وظلت نورة ترفض الخُطَّاب، إلى أن غلبها الهيام بعلىٍ على قواعد "الحياء" وتقاليده فأشعرت فقالت: "الليلْ والليلِ ليلي، وياليل ياليلي ليلي ليلي والليل والليل والليل يا ليلي ليلييييييي

اتلملموا المابِنُّه
وجوني وهدوني منُّه
العيش واللبن مافيش مَحادَه عنُّه

إتلملموا الهجَّاكة
النُصَّهن تَمْبَاكَه
على ود مَنير ريدي الكتير معاكا

اللَّخَدَر الدُفاري
وياتوم عش القماري
ليلة تروح ياخويَ كيف دَباري

ثم توكلت على الحي القيوم وقالت:

السُُرَّتي اب حباكَه
التِحتُه الناس تتباكا
على ود منير محل ماتروح برجاكا

وفي روايةٍ أخرى "يومي اللمُوت ما يكفنوني بلاكا"

فقيل إن أهلهاامتثلوا وزوجوها منه.

وهي تشرح عبارة السُرتي اب حباكة بقولها: "السُرَّتي اب حباكة توب الحرير اب غُرْزة عاد في هِدماًاسمح مِنُّه؟"

مع أطيب أمنياتي لمُنير

بـــولا










Post: #622
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ahmed Elmardi
Date: 11-01-2004, 08:24 PM
Parent: #619

"الليلْ والليلِ ليلي، وياليل ياليلي ليلي ليلي والليل والليل والليل يا ليلي ليلييييييي"


ياللبهاء والروعة يا بولا
لقد باتت "جودليتى" فى حال آخر
من هذا النظم الجميل الطريف..


ومنيرنا ده ما قاعد فى الواطة ..
ربما طالبنى بجوال قريبا ..
وربما تقدمت له احدى نوارات "اوفربروك" (فريقنا)
باوباريت عشق "صغنون"
يطيح به تماما



تسلم
ويسلموا المعاكا


Monier

Post: #620
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-30-2004, 05:02 PM
Parent: #1

الأخت العزيزة الدكتورة بيان،
أخلص تحياتي، وجزيل شكري على إشادتك بقدرة هذا البوست على الإستمرار بالصورة التي وصفتها به من الإبداع والجمال. وهذا في اعتقادي الصادق ليس بفضلي، بل بفضل الأصدقاء والصديقات المبدعين والمبدعات الذين واللاتي رفدوه ورفدنه بمساهماتٍ مبدعةٍ ومثقفةٍٍ وممتعة. ولا أعتقد ولا يجوز لي أن أعتقد بأي تميزٍ لمساهمتي على مساهماتهم.
أما "بولا العظيم" هذه فأرجو إعفائي منها لأنها ليست حقيقة. أنا إنسانٌ عادي ويسعدني أن أكون إنساناً عادياً جداً.
وأرجو منك أن تسمحي لي بأن أخالفك الرأي في كراهية من أسميتِهم ب "الأفندية والمسقفاتية". فالأفندية، أي صغار ومتوسطي فئات التكنوقراط، هم عندي خشوم بيوت لا يجوز التعميم في أمرهم ووضعهم في "قفِّةًً ويحيده". و قد كانوا في غالبيتهم العظمى ركيزةً أساسيةً من ركائز حركة التحرر الوطني السودانية، وظلوا خلال كل فترات نضال شعبنا ضد الأنظمة الدكتاتورية، الشمولية، بين فئات القوى الحديثة التي شكلت في كل انتفاضاتنا وهباتنا وثوراتنا رأس الرمح الحقيقي إلى جانب الطلاب والعمال والأطباء والمهنيين. فيما عدا أقساماً قليلةً منهم "هم من أسميهم "الأفندويين: " البؤساء الذين "اختاروا أرصفة التسول والوشاية من وراء ظهر الثورة" على حد تعبير الصديق عبد الله على ابراهيم في قصيدته "حبيبتي تفي بالموعد فتتعدى على موظف دولة أثناء تأديته لواجبه الرسمي" (1971). وأقول من باب الزبلعة والجد معاً إنني وددتُ لو أن عبد الله وجد لغضب حبيبته منفذاً آخر للتنفيس عن غبينتها المشروعة غير التعدي على موظف الدولة (الأفندي) المغلوب على أمره.
أما "المسقفاتية"، وهو مصطلحٌ شاع في منتصف السبعينيات، واستطال واستعرض في الثمانينيات مع تكاثر وراديكالية تيارات "الحداثة الجديدة" وعلى وجه الخصوص التيارين البنيوي ثم "التفكيكي"، على أيدي من أسميتُهم في مقدمتي لمجموعة لصلاح الزين القصصية المعروفة، ب"الأولاد أبان خرتايات". وقد كنتُ من أكثر أفراد القلة التي احتفت بهم من "جيلنا"، مساندةً وحماساً لمساهماتهم ودفاعاً عن مشروعيتها، وضرورتها للمزيد من خلخلة ما استقر من مفاهيم وعاداتٍ فكرية ومسلماتٍ دبقةٍ، ولزجةٍ، وموحلة في ساحتنا الثقافية وفي شتى حقول المعارف والعلوم الإنسانية. ومنها على سبيل المثال "مفهوم الهوية الثقافية التامة الناجزة التي مثلتها "مدرسة الخرطوم و"مدرسة الغابة والصحراء"، والتي تم اختزالها وتبويبها وتصنيف عناصرها، واعتمادها وتسويقها، في سوق السُلطات، تحت مسمى وتعريف "الآفروعربية".

والمثقفاتية هو من بعد مصطلحٌ في السخرية من المثقفين أسياد اللَّسِم والتقليل من شأنهم، والحلولة دونهم ودون فصائل الفوى الحديثة المحتشدة المتوثبة. ومن الحاجة لمساهماتهم الفكرية، ولدورهم المعرفي الاحتجاجي التنويري الموقظ لحركة الوعي النقدي، لمَلَكة الوعي النقدي، ونقلها من حالة الكمون إلى حالة الفعل اليقظ. وهو مصطلحٌ يستهدف بصفةٍ خاصة حركة النظر الفلسفي الحداثي التي نشطت في السبعينيات والثمانينيات وأعملت أدواتها حفرها ونقضها وضيائها في المناطق المغلقة، المظلمة، المتكلسة، الصدئة، في كافة حقولنا المعرفية في مجال العلوم الإنسانية على وجه الخصوص.
وعداء النظر الفلسفي والسخرية منه مذهبٌ مكين في خطاب التكنقراط صناع إيديوجيات وأدوات سيطرة الأنظمة الدكتاتورية وخلافها من الشموليات والدغمائيات السياسية والدينية و"الاقتصادية" في بلادنا وفي سواها. وقد كانت صفة الفيلسوف والمتفلسف من الصفات القادحة في الأوساط السلطوية في بلادنا (بمعاني السلطة المتعددة). لأن السلطة لا تحب التساؤل، ولا تحب المساءلة. بل لأن السلطة (بأشكالها المتنوعة يزلزها التساؤل أصلاً ويهدد وجودها وامتيازاتها التي تُضفي عليها إيديولوجياتها صفات القداسة و"الطبيعوية". والفلسفة في معانيها الحقة هي معمل الأسئلة والمفاهيم المزلزلة، المخلخلة، للمسلمات بالأصالة.

أتمنى أن لا أكون قد تجاوزتُ حدود أصول الضيافة وحسن الاستقبال.
وسأعود مرةً أخرى لمناقشة موضوع "المثقفاتية" والأفندية معك، ومع المتداخلين والمتابعين إن شئت وإن شاءوا ، بصورةٍ موسعة. وقد كان داعي هذه المداخلة المختصرة في هذا الموضوع الجليل، الذي لا يحتمل الاختصار، تفادي سوء الفهم واحتمال وقوع خلطٍِ فيه بين أحتفائي وإجلالي للمبدعين والمثقفين "التراثيين" من قبيل ود شوراني وشغبة، الذي ورد في كثيرٍ من مداخلاتي في هذا البوست، واتخذ منحىً نوعياً في حواري الممتع (الممتع لي) مع شنتير، وبين العداء ل"الأفندية" و"المثقفاتية". أنا حوشي بشيل ديل وديل.
(أما إذا كنتِ تعنين ب"المثقفاتية" مدعي الثقافة، فهذا أمرٌ آخر. وعلى كل حال، فليس من بين مؤسسي ورواد التيارات التي ذكرتُها أعلاه مدعي ثقافة، بل هم مثقفون حقيقيون.

مع أحر تحياتي لإبراهيم

بـــــولا .

Post: #621
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 10-30-2004, 06:38 PM
Parent: #1

عزيزي شنتير،
تصور الساعة الآن الرابعة صباحاً. وكمان عشرة دقايق زيادة. فرغت من توي من نصٍ دبجته لك بمتعة وتركيز. قضيت فيه حوالي أربعين دقيقة. ولما بدأتُ في عملية الإرسال يقوم اصبعي الشقي المهروس (هرسه باب مكنة المترو)، يشاتر يقع لُه في مكاناً غلط، ولا شنو مابعرفن، يازول النص اختفى. وقد زعلتَ إلى درجة قريبة من الموت. وناتلت نفسي في كتابته تاني. وهيهات أن يكون له نفس الرونق.
فأرجو المعذرة واجيك باكر نتناقش في الموضوع من جوانبة الصعبة. المتعلقة بالعلاقة بين مبدعينا "الشعبيين" ومحبتنا وتقديرنا لإبداعهم والاستمتاع به، والمبدعين الحداثيين أسياد اللسم (مو حداثة طق الحنك، ومحبتنا لهم أيضاً من الجانب الآخر، أو بعبارةٍ أدق من الجانبين معاًً. فإذا توفر النظر الشامل الدقيق سيد البراح، الحوش يشيل ود شوراني واللحوي والصادق ود آمنة وودقلبوس (دحين زولك دا ود فلبوس حقنا بتاع السلمة؟ ولا غيره)، وعنترة ولبيد وشكسبير ودرويش وسنغور وبودلير وسيزير ورامبو وطاغور وكيتس إلخ.

نشوف باكر. وارقد عافية. وصباحك لبن البِل.

بــــولا

Post: #623
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 11-01-2004, 10:33 PM
Parent: #621

Off

Post: #624
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-03-2004, 06:02 AM
Parent: #1

عزيزي شنتير التحية والمحبة بالآلاف لا يوم الوقاف:

"صدقتَ فيما قتَّ" (دي حقت زينب بت بشير، زينب بت الحرم بت طلحة، عمتي أخت أبي البيولوجية الوحيدة، وهو أخوهاالبيولوجي الوحيد الوحي. وفيما عدا ذلك فكم كانت معاني أخائهما واسعةً!):

"الافندية (أو الأفندوية) سلوك وأسلوب تفكير وحياة. الافندي "ضيّق الماعون"، قانعُ بأضابيره الحكومية، متطلع لحياة غير مرتبطة بواقع موارد البلاد، لا يحتفل "بهرطقات" التنمية وتطوير الموارد المحلية، يسخر من الموارد المحلية في كثير من الأحيان لأنها متخلفة وأربابها متخلفون".

وهذا هو على وجه التحديد ما كنا نسميه في دوائر اليسار ب"البرجوازية الصغيرة" صغيرة الهمة.
وقد اصبح الكثيرون منا اليوم يتخوفون من هذا المصطلح ويتفادونه بقدر الإمكان عشماً في قبولٍ تام من جانب البرجوازيتين الصغيرة والكبيرة. قولك بأنها"سلوك وأسلوب تفكير وحياة" كبير الصواب. أي أنها ليست طبيعةً لاصقة، ليست قانوناً في نظام الكون، والحتمية الإجتماعية. بل هي في جانبٍ أساسيٍّ منهاخيار وسلوك وأسلوب تفكير وحياة". عفارم عليك أمانة ماك ضو. وبعد ده عامل لي شيخ عرب قُلعي ساكت؟ قبيل انا ما قُتْ لك الماعون الماهل يشيل دا ودا يشيل. طمأنتني مداخلتك وزادت على مَهَلة ماعونك.

كل مودتي

بــــولا

Post: #625
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-04-2004, 07:17 AM
Parent: #1

زيز شنتير،
تحياتي ومعزتي،

قرأت كلمتك في بوست منعم. ووللأسف لم يعد بمقدوري أن أعقب عليها هناك. فقد انسحبت من ذلك البوست وفارقت مناقشة عبد المنعم فراق الطريفي لي جمله. خرجتُ قبل أن أُطرد، وقد كدتُُّ. فقد حصل منعم، ومن عددٍ قليل من مؤيديه في مذهبه في "هدم وتقويض دريدا"، حتى لا أرتكب جريرة التعميم في حق نفرٍ آخر من متابعي ذلك البوست.
سأعلق على كلمتك هنا. دون أن أستطيع إيرادها كاملةً التزاماً بمبدأٍ أؤمن به وأدعو إليه، وقد قاتلت في سبيله قتالا مريراً في هذا المنبر ومن قبله في منابر إعلامية أخرى، من الامتناع عن نقل النصوص من بوست لي بوست، أومن أي مصدرٍ لمصدرٍ آخر، من دون استشارة المؤلف أو مالك المصدر. وليس بإمكاني أن لا أطبقه على "نفسي". سآخذ منها المقتطفات التي تلزمني في حدود النشر المرعية (وهي ليست مرعية في السودان ومن قبل السودانيين في كل المنابر في الداخل والخارج. فحق المؤلف عنهم مباح، والمؤلف وَقِف لي الغاشي والماشي. وأترك لك ولمنعم خيار نقلها أو عدم نفلها إلى هذا البوست. وهي مداخلة مهمةٌ جداً وإن كنتُ لا أوافق على الكثير مما جاء فيها. وسأقول لك فيما بعد لماذا.

لك جزيل شكري وإلى اللقاء.

بـــــولا

Post: #626
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 11-04-2004, 08:31 AM
Parent: #625

Sorry

Post: #627
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فجراوى
Date: 11-04-2004, 10:54 AM
Parent: #1

العزيز

د. بولا


انا واحد من حراس هذا البوست,ومعاهد نفسى لو غابت القمره, والله اختفت الشمش, ولو أبت النجوم تطلع البوست ده لازم يكون فوق,طبعا لو سألتنى كيف؟ ما حيكون عندى رد غير انو الزول البلقى ضالتو ما بفكهما
,كانت لما تجى سيرتك يقول شهيد الوجع الممتد على الماحى السخى
ياخينا الزول ده كنز وحايجى يوم تتعرف قيمته, الكلام ده كان فى أسؤ اوقات الظلام فى بداية عهد الغول الاسلامى أوائل التسعينات. لاهواء, لاكتب,لاجرايد فما بالك بكتابات العصاه (حسب تعبيرك)من طلاب الحقيقه أمثالك.


اها جاء اليوم وتجسد كلامه فى هذا
السفر الأنسانى المعرفى الرفيع الذى تتحفنا به يوميا
الله يخليك ويديك العافيه
ويلهمك بقبول دعوة الأستاذ احمد المرضى بزيارتنا فى فلادلفيا

لك وللأسره خالص التحايا

Post: #628
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-04-2004, 01:02 PM
Parent: #1

عزيزي شنتير
أجمل تحياتي ومودتي،
وبعد داك هلا هلا على الجد يا شيخ العرب (وأهلنا ناس القدواب يرققن راء العرب والعربي).
نبدأ بنقاط الخلاف من قولك: " والله لا يسوءني جهلي بفكر دريدا بقدر ما يسوءني هذا العراك‍‍.. هذا شيء يدعو إلى الضحك".
أنا، يا سيد عمك، يسوؤني جهلي بأي شيءٍ كان. وأمانة مو موجعني جهلي بالرياضيات الحديثة، والفيزياء، وإلى درجة ما الاقتصاد في تقنياته الدقيقة.
العلوم الإنسانية ما عندي فيها عوجةً كبيرة. وينبغي أن يسوءك "جهلك" بفكر دريدا، (وحاشاك من الجهل)، وآخرون كثير من عتاة المفكرين الغربيين وغيرهم، تماما كما يسوءك جهل الأفندية بعبد الله ود شوراني وشغبة بت عُليب (واسم أبيها غير متفقٍ عليه وربما أقول غير معروف أصلاً من فرط قوة وشهرة إسمها المفرد الأول). فقد كان دريدا مثقفاً إنسانياً شاملاً من الطراز الأول وفيلسوفاً من الطراز الأول أيضاً. وبدون مساهمتة السامقة لن تستطيع الحفا على تراث شغبة وود شوراني لجيلين تاليين. فسبندث هذا التراث تحت أخفاف غول العولمة الرأسمالية الليبرالية المتوحشة الغليظة.
أن أكتب عن سيرته الذاتية جايز. لكن تقديم عرضٍ ملخصٍ ومبسط لأفكاره، عرضٍ مبسط وغير مخل، أمرٌ صعبٌ جداً في مثل ظروف وقتي يا شنتير يا خوي. فأنا (وأعوذ بالله من قولة أنا الشيء الما بقدر أنجِّضه ما ببداه أصلاً. ووقتي لا يسعفني على أداء مثل هذه المهمة الشاقة ب
وإيفائها قدرها وقدر دريدا المستحقَين. (إنتَ قايل في شيتاً في الكتابة أكثر مشقةً وصعوبةً من تلخيص أفكار الآخرين عموماً، وتلخيص أفكار الفلاسفة المفكرين والمبدعين العتاة في كل المعارف الإنسانية؟). في اعتقادي أن بوست أسامة ومساهماته ومساهمات عبد اللطيف وآخرين، أتوا أو سيأتون، فيه "تكفي"، وتعفيني من التصدي لما لا قبل لي به في ظروفي الحالية المجحفة القاتلة. وسوف أكتفي من ذلك ب"مناوشات إشكالية" كما قلت لأسامة.
فكر دريدا، مثله مثل فكر كثير من الفلاسفة، والعلماء، والحُكماء، والعارفين، من كل الأصقاع، والأجناس، والثقافات، ومذاهب التأمل الفكري و"الديني" والحِكَمي، التحريرية العميقة، المتنوعة، له دور كبير وأساسي في تنوير الإنسان بحاضره وماضيه، ومستقبله، ومصيره، ومعاني حياته الأساسية، لا يمكن أن لا يٌعني الإنسان بها إذا لم يشأ أن يعيش كالسوائم. وما أكثر الذين يعيشون كالسوائم في عالمنا الحاضر. ومنهم فرنسيينك الما بعرفوا دريدا، أي غير المعنيين بالفكر والمعارف الإشكالية، وقضاي التغيير والتطور الثقافي والاجتماعي، ناس اكِل وشراب ساكت؛ ويابانيينك الما بعرفوا حملة جائزة نوبل من أبناء بلادهم (عاد ما شكرتهن تب يا شيخ العرب). ولا بد لي من أن أضيف أن الخطأ ليس خطأهم: فالإنسانية في غالبيتها العظمى لا تزال تعيش وعياً بيولوجياً كما يعبر صديقنا العالم الفيزيائي الكبير، والفيلسوف الكبير، الشيخ محمد الشيخ (حاول أن تقرا كتابه حول "مفهوم الفاعلية" الذي لا يحضرني عنوانه الدقيق مع ما أنا فيه من إرهاق، وما عندي حيل للبحث عنه في المكتبة. وهو على كل حال من منشورات مركز الدراسات السودانية، بارك الله فيه. وقد قضيتُ نيفاً من أعز وأمتع سنوات العمر في حوارٍ معه وسماعٍ جليلٍ منه). ولا تزال تعيش في مجتمعات الاغتراب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الطبقية الظالمة الموحشة المتوحشة. المنتجة والمعيدة لإنتاج الوعي البيولوجي الاستهلاكي. وهذا من صنوف القول الكاشف المضئ الذي ساهم في التأسيس له، بين آخرين من الفلاسفة، والعلماء، والحكماء، والعارفين، من كل الأصقاع والأجناس والثقافات ومذاهب التأمل الفكري و"الديني" العميقة المتنوعة الأخرى، "في جميع البلدان" (كما يعبر ود ضيف الله قال بربر "هواؤها أفضل من جميع البلدان" أها شيخنا مو كَلَس؟)، أقول ساهم في التأسيس له الشيخ كارل ماركس يا شنتير، الذي قد لا يسوؤك عدم المعرفة به. وأحب أن أطمئنك بأنني لست ممن يعتبرونه إلهاً بل هو عندي إنسانٌ وعالمٌ فيلسوف ساهم فحسب، مساهمةً جليلةً عاليةً في إضاءة شمعةٍ ساطعةٍ في ليل الاغتراب الإنساني الحالك، المدلهم، الموحش، الطويل، تحت نير مجتمعات الاستغلال الطبقي، وتحت نير الرأسمالية بالذات، هذه السعلوَّة ذات السبع رؤس والسبع أرواح، على وجه التخصيص. وستكون معرفتك بعصر الرأسمالية الراهنة، الرأسمالية العولمية (ذات الألف رأس والألف روح)، التي تهدد بالموت أكثر فأكثر، مع كل صباحٍ جديد تراثك الشخصي جداً، العزيز عليك وعليَّ جداً، تراث بادية البطانة. وساهم في إضاءته والتنبيه إلى شروره كوكبة منيرةً مرموقة من مفكري ومبدعي ومناضلي بلادنا، في صدارتهم الشهيد الأستاذ محمود محمد طه، وساهمت في ذلك أيضاً، ببسالة وحزم، مؤسساتٌ سياسيةٌ وثقافية، ونقابية، قادها نفرٌ من النساء والرجال البواسل من دعاة العدالة الإجتماعية والاشتراكية والشيوعية والديمقراطية وحقوق الإنسان في حركتنا الفكرية والسياسية. وعبر عنه في دائرة حركتي الواسعة نسبياً، نفرٌ من المناضلين الأشداء ممن أسميتهم ب"العصاة"، ومنهم يا شنتير أسامة الخواض ورفاقة "ابان خرتايات". ونفرٌ من بنات وأولاد جيلكم البواسل الأشداء الذين أدخلوا أصابعهم في عيني الغول وألحقوا به الهرائم المتتالية في عقلر معاقله التي تحميها ترسانات عسكره ومخبريه. وساهم فيها من دائرة البحث الفلسفي المفاهيمي والثقافي الضيقة المباشرة التي أنتمي إليها الشيخ محمد الشيخ، والبروفيسور حسن موسى، والبروفيسور كمال الجزولي، والبروفيسور عبد الله على ابراهيم، والأستاذ فتح الرحمن باردوس، والأستاذهاشم محمد صالح، والأستاذالشاعر سيد احمد بلال، والأستاذ المحامي عبد السلام حسن، والبروفيسور بشرى الفاضل، والبروفيسور محمد محمود، والفيلسوف الأستاذ الخاتم عدلان، والبرفيسورة سعاد إبراهيم احمد والبروفيسورة فاطمة بابكر محمود، البروفيسور محمد سليمان. والأستاذ الماحي على الماحي والأستاذ مصطفى عثمان فضل، والدكتورالنور محمد حمد بالطبع. وهذا على سبيل المثال لا الحصر، فالحصر بعيدٌ جداً، بل هو غير ممكن. (و"ألقاب" "البروفيسورية" هذه، من عندي، لأنهم يستحقونها، في تقديري، يستحقونها استحقاقاً لا يقاس، ولا يقارن، ب"استحقاق" كثير من بروفيسورات السجم والرماد الذين منحهم الغول الإسلامي الجاثم على صدور مختلف مجالات حياتنا، بما فيها، أو على رأسها، المؤسسة الأكاديمية ألقاباً علمية لا يستحقونها، بينما حرموا أجيالنا الناشئة من حضور هؤلاء العلماء والمبدعين البهي. وأنا لا أعمم بالطبع في أمر عدم استحقاق النفر الذين ما يزالون يحتفظون بأماكنهم في مؤسساتنا الأكاديمية، لصفة "البروفيسورية". والمعنى واضح كما يقول أستاذنا طيب الذكر عبد الله الطيب. وعينك، وعيون المتابعين، بصيرة.
وساهم فيه كثيرون غيرنا في دوائر أخرى. وساهم عنه مما يليني ومما يلي سني، تعليمي الأولى الشيخان فاطمة بت حبيب الله، وحوض العاشم بت فضل الساتر، وآمنة بت المصطفى، وزينب وأحمد، بنت، وود، الحرم بت طلحة، وبشير ود أحمد ود أمحُمَّد ود ختاري (راعي الوَحَش قلاب العيش حصا في سوق الخلا). أبداً يا شنتير أعتقد أنه يسوؤك عدم معرفة دريدا وخلافه من المفكرين المناضلين الأشداء، من كل بقاع الأرض، في سبيل رفع نير الاغتراب والاستغلال عن كاهل الغالبية الساحقة من بني الإنسان، في كل بقاع الأرض، ومنهم دريدا. نير الاغتراب والاستغلال، المتمثل اليوم قبل كل شيء في الرأسمالية العولمية المتوحشة، وإيديولوجيتها "الليبرالية الجديدة". ال("Neoliralism")، وبعبارة أدق الليبرالية المتطرفة ("Ultraliralism")، اللتحكرت أمس بفوز بوش. فإذا كنت حريصاً على بقاء تراث ودشوراني، وشغبة، واللحوي، وود قلبوس، فما عندك طريقة غير أن تحارب الدعوة "الجهل" بإبداع "من ليسوا ومن لَسن منا". حاشاك رؤية الشجرة التي تحجب الغابة. وحاشاك من الجهل وإنما وصفك لنفسك ب"الجهل" بدريدا أو خلافه من عتاة المفكرين المبدعين المناضلين الأشداء هو من كرم معدنك وامتناعك عن الغرور تسلم يا سيدي.
وبعدين نجي لموضوع قولك: "يسوءني هذا العراك‍‍ .. هذا شيء يدعو إلى الضحك. إتـّـو شنو .."
وأقولك من حَسِّع إنني أعتقد بأنه لم يكن "عراكاً"، ومن باب أولى لم يكن عراكاً في غير معترك. ولست نادماً عليه بقدر ما أرهقني، واضاع على متعة حواراتٍ أخري ربما كانت أهم وأخصب وأجدى. وسوف أحاول إقناعك بذلك بقدر ما أستطيع وسوف أقبل بوجهة نظرك مهما كانت. وأؤكد لك أن اختلافها عن وجهة نظري في حدود الاحترام المتبادل، لن يفسد لودنا قضية. فأنت كنزٌ في شرخ الشباب لأحد الروافد العذبة لتراثنا الإبداعي "الشعبي".

لك خالص محبتي وإلى اللقاء في الحلقة الثانية
بــولا

Post: #629
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-04-2004, 03:21 PM
Parent: #1

عزيز فجراوي،
تحياتي ومعزتي،
على الماحي السخي مرة واحدة؟ يازول هذا نهر مديدٌ من عطر الذكرى الخالد النفيس. لايناسب الوقت الكتابة عنه. أجيك باكر بطاقةٍ استثنائية.
صباحك لبنٌ وعطرٌ وغابةُ زهر.

بـــولا

Post: #630
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-05-2004, 08:04 AM
Parent: #1

عزيزي فجراوي،
أخلص تحياتي ثانيةً،
يا زول عاد أمانة وَكيتني جِنِس وَكْيَه. فالكلام عمَّن لا يحيط بمقامه الكلام، مثل على الماحي السخي، من أشق المواقف عليَّ وأكثرها زلزلة من خوف قصوري عن الإيفاء الذي لا محالة واقعٌ.
قالَّك كَدي بالله؟ سمِح إن بقيت أنا شقي الحال وبائس الحال، "كَنِز" هو يبقى شنو؟
دي يا فجراوي ورطه كبيره. أن يظن بي كل هذا الخير إنسانٌ في علو عليٍ العليِّ السخي. فما سمعت أذني وما شهدت عينيَّ اسما يطابق المسمى مثله: علياً وسخياً. فهو العلو السخاء وقد تجسدا في إنسانٍ، ود ابنادم آدم "مثلنا" يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. وقد كان في الفترة الأخيرة من حياته، عندما كنتُ أزوره في لندن، في منزل الصديق العزيز عادل مانديلا، لا يكف لحظة عن المشي في الأسواق، ليعود في كل لحظة محملاً، على الرغم من مرضه وإعيائه القاتلين، بالتمر والفاكهة والهدايا لزواره الذين يأتونه من أصقاع بعيدة وقريبةٍ ومختلفة. وكم أخجلني وزلزلني احتفاؤه ذاك بي وهو في تلك الحال. وقد بقي عندي من رموز ذلك الاحتفاء ثلاثة أكواب سيراميك أهدانيها لأهديها بدوري لبنياتي، وقد كُنَّ شديدات التعلق به. وذلك لمجرد إننا كنا، بنت امحُمَّد والبنيات وشخصي، نتردد عليه، في الفندق المقر الذ كان يسكن فيه بجوار المستشفى، لنؤنس من وحشته ونسد دينه علينا وعلى بنات وأبناء شعبنا اللاتي والذين قدم حياته ثمناً "زهيداً" في سبيل صون كرامتهن وكرامتهم، وانتزاع حقوقهن وحقوقهم الطبيعية "البديهية" من بيك فكي غيلان الاستبداد المتلاحق، ولا سيما كبيرها الغول الإسلاموي الراهن على صدور كل مقدَّراتنا وقيمنا وحقوقنا وأحلامنا. حقوقنا الطبيعة "البديهية" بحقٍ في يقينه هو، وفي خطابه، وفي وقائع حياته وسيرته. وهي "بديهيةٌ" عنده لدرجة أنه قدم حياته ثمناً "زهيداً" للدفاع عنها. وأقول "زهيدا" بتعبير علىٍ نفسه، وبواقع رؤيته الشخصية لتاريخ نضاله الطويل الشاق. المو طق حنك.
فقد كان على علياً يجيبُني كلما توسلتُ إليه أن يمكث معنا قليلاً في هذه "المنافي" (اللعينة؟)، ليبل ريقه شويه وياخد له جمَّه من تلاتل السجون وملاحقات "الكلاب البوليسية التي تقتفي نتانة الصيف في حذائي (في حذائه)"، على حد تعبير الشاعر الفذ عبد الله علي ابراهيم، يرد عليَّ بقوله "يا عبد الله انت ما شفت النقابيين في السودان حاصل عليهن شنو. أنا أخدت كفايتي من الاستجمام شوفوا غيري. الحاصل لي علي ده ولا نقطة في بحر بالمقارنة مع معاناتهم". ولم يكن في حديث علىٍ هذا ذرةً من نأمةٍ يمكن أن تستشفَّ منها "صنعة التواضع". فما رأيتُ إنساناً يسخو بنفسه بمثل هذا القدر في مواجهة الظلم وانتهاك كرامة الإنسان، إلا علياً (والأستاذ محمود محمد طه، ونفراً قليلا نادراً (للأسف) آخراً من النساء والرجال في تاريخ مقاومة مؤسسات الظلم والانتهاك). فنحن، "بني آدم"، لم نتعلم بعد مثل هذا السخاء. ولذا فإنه لمن سخريات الأمور أن يسميني عليٌ "كنزاً" بينما هو لا أنا، بأي حالٍ من الأحوال، كنز السخاء المعطاء الذي لا ينضب. وعندما طلب مني علي يا فجراوي أن "أسمح له" (شوف "أسمح له" دي عليك الله)، بأن يضع على غلاف كتابه عن سيرة حياته وتجربته النضالية (وهو لا يسميها سيرة حياته هو بل يعتبرها صفحة من صفحات النضال النقابي في السودان، فسلوك عليٍ في السخاء لا يفي به تعبير "إنكار الذات" البائس الضيق بل انفتاح الذات المطلق على الآخر، على الآخرين، على كل بني الإنسان "الإخوة في الأصل"، اقول أن "أسمح" له بأن يضع إحدى لوحاتي (وأنا شحيح الإنتاج في الرسم لكنني لا أفطر في أعمالي، وهذا موضوع آخرٌ طويل) على غلاف كتابه الذي يروي سيرته النضالية في حركة الطبقة العاملة السودانية، خاطبني قائلاً "اللوحة دي تشبه حال المعذبين في بيوت الأشباح) لم يقل أنها تشبه حاله هو، أ تذكره بها. (كما أنه لم يتحث في كتابه إلا لماماً، ومن باب التوثيق فسحب، عن نضاله الشخصي، بل عن النضال النقابي، وعن رموزه، التي لا يستثني نفسه منها، "تواضعاً" بل عن تلقائيةٍ سلسةٍ هي أصلٌ في كينونته.
علي طوال مناقشاتنا معه عن مآل سدنة الإنقاذ بعد انهيار حكمهم الذي لا محادة عنه، وإن طالت مشقة السفر، الذي فَرُوا كبِده بالتعذيب، وأوهنوا بالضرب كل عضلةٍ في جسده الطاهر، العمرو ما عرف أكل السحت، ما قال "نعلقن في المشانق نقطعن حته حته. بل كان يرد على من يقول بذلك بقوله "وطيب حيكون فرقنا منهم شنو؟" ثم يردف "لا، بل ينبغي أن يكون لهم الحق في محاكماتٍ عادلة وفق مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان، إذا استطعنا تحقيق انتصار الديمقراطية الحقيقية، وأن توفر لهم كل شروط الدفاع عن النفس، وكل ما من شأنه أن يحفظ لهم كرامتهم الإنسانية التي يجهلونها". وكان علي في مناقشاتٍ كثيرةٍ لي معه، يحكي لي فيها تجربة التعذيب ووقائعه، يستبسل في نفي صفة الجرم عن عنصر "الأمن" الذي كان يباشر تعذيبه فيقول إنه ليس ذنبه، بل ذنب الذين حولوه إلى وحش وهم في تماما وعيهم ومع سبق الإصرار والترصد "ديل المجرمين الحقيقيين يا عبد الله مش الولد المسكين". وحكى كيف انتهت العلاقة بينه وبين معذبة إلى صداقةٍ حميمة. وكيف أن ذلك "الشاب"، كما كان يسميه عليٌ، بكى مرةً بين يديه وقرر الامتناع عن تعذيبه. فهل تتصور ماذا كانت نصيحة على له يا فجراوي؟ شيء لا يصدق! قال له "واصل عملك ونفذ الأوامر ماتعمل لنفسك مشكلة بسببي". وانتهى الأمر إلى مطالبة "الشاب له بقبول مساومة. أن يتظاهر بأنه يقوم بتعذيبه بالفعل. ونفذ "الشاب" تمثيليته بإتقان. إلى أن وجد سبيلاً للهروب، "ولا راح وين مابعرفه" فيما يروي علي.
وكان علياً شديد الاحتفاء بالناس الصادقين، رطبي الجانب، والذين يربطون بين القول بالعمل. وكم أتمنى أن يكون لي نصيبٌ من مثل هذه الخصال التي تحبب الناس لنفس عليٍ العالية، لكي يكون لحياتي شيءٌ من المعنى. و"أنا" في شكٍّ مقيمٍ من ذلك يا عزيزي فجراوي
"كنز" دي أعفيني منها، فمثلها يجلب عليَّ المصائب ويحملني ما لا طاقة لي به. ويدخلني في تناقضات وحساباتٍ عسيرة. أقولَّك بصراحة مابقدر عليها، حتى الآن على الأقل. ويكفيني أن أحقق ذرة ً من حسن ظن علي. وهيهات. أنا بعيد ومتوحِّل يا فجراوي. صدقني.
شكراً على إثارتك لهذه السيرة المضيئة، وتعطيرك لهذا البوست بشذاها النبيل.
وكم أتمنى أن يتحقق لي شرف زيارتكم أنت وأحمد وكثيرٌ من الأصدقاء في فيلاديلفيا وغيرها من "الملايات المنتحدة" (توقيع زينب بت كلمون. وكان علياً يحب سيرتها وسيرة رفيقاتها من صويحباتي البواسل). إلا أنني الآن منقبض وحزين من جراء فوز بوش: أربع سنوات أخري يتحكر فيها غول العولمة الليبرالية المتوحشة على صدور شعوب العالم المقهور. ويمحق أحلام المناضلات والمناضلين الأمريكيين العلاة السوامق!!! على الرغم من أنني لم أكن كثير الثقة بكيري.

أخلص تحياتي لك، وعظيم مودتي.
ولك أيضاً تحيات بت امحُمَّد، الكنز الجد في التضامن الإنساني، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فينسبون لي ما ينبغي أن ينسب لها. وهذا هو الخطا الذي أنجت على من الوقوع فيه بصيرته الثقبة، وحدسه النقي. وأنا شديد الأسف لإحراجها بهذا.
وتحيات بنياتها.
بــــولا

Post: #631
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: mustadam
Date: 11-05-2004, 11:44 AM
Parent: #1

Dear Mustafa,
This is incredible!!
If the members of Sudaneseonline made it too difficult for Dr.Polla, who apparently has no much time,by dragging him to write about memories and areas where his pen can never resist the temptation of telling,then you have almost killed me by advising me to go through this distinguished post.
For the people who never know Polla,having this opportunity to come closer to what he thinks and how he portrays his thoughts,how he plays with words, or better ,how he draws with his own words,they will surely be taken by this MAGIC.
Believe it or not,that night i stayed up to 5 am, eating up any word written by this Legend.And ever since it became something like addiction, that every day at least more than three hrs are to go for Polla.It is interesting to note that he is from Berber.And what makes sense in this regard is that when you are familiar with the social atmosphere that influenced,and continue to do so,of such a great writer like Polla,your interaction to his style and his magical narrating power will be something special.Many of the great women and men,he refereed to repeatedly are/were known figures in this old town called Berber.I firmly believe that Polla is an actual great novelist .
Thank you for this gift
Omer Abdulmagid

Post: #632
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-05-2004, 04:24 PM
Parent: #1

عزيزي شنتير، شيخي وأستاذي،
أخلص تحياتي وأعمق امتناني،

"شيخي وأستاذي" دي ميها مجاملة وَلِي زبلعة يا سيد عمك، فالصادق ود شيخ الدين قدرك تقريباً وهو أيضا أستاذي، في العود وفي علوم الموسيقي عموماً، وقد حرمتني مشاركتي في البورد، وكترت الحجج والتورطات، من متعة مواصلة دروسه والإهتداء بتوجيهاته القيمة. وطارق أبوعبيدة برضو أستاذي في العلوم الموسيقية وفي الجانب المتصل بعلم الصوت على وجه الخصوص. وأتمنى أن يلحق بهم الصديق والأستاذ يوسف الموصلي، أستاذنا التلاته، قريباً فيتحفني بمبادئ علم الهارموني عن بُعد.
وأنت يا شيخي، الذي في شرخ الشباب، من هنا ولي قدام أستاذي في علوم نمَّ البطانة الذي حرمتني من متعة متابعة ما استجد منه غيبتي القهرية القسرية، الطويلة المضنية، عن سوح الوطن الشجية. وقعتََ لي من السماياشنتير. تاني عاد ببضِّع فيك؟

الجزء الثاني والأهم، الذي وعدتك به، سيتأخر قليلاً، لأن مطلبك فيه، التعريف المختصر بدريدا، ليس هيناًً، وهو ليس هينا على وجه الدقة لصفة الأختصار المطلوبة لفكر فيلسوف صعب، ألَّفَ أكثر من خمسين كتابا وما يفوق ذلك أضعافاً مؤلَّفَةً من الأوراق البحثية، والمقالات، واللقاءات الصحفية، والسمنارات، والمحاضرات. دا كله في ثلاتين أربعين سطُر شيءٌ يلامس الاستحالة. ومع ذلك فسأحاول. هذا جانبٌ.
والجانب الآخر يتصل بقولك: " أنا والله من فترة الثانوي العالي .. قدمت شهادة تبرؤ من لغاويس المثقفين والمسغفاتية". منو المثقفاتية، ومنو المثقفين؟ واللغاويس عن منو فيهم؟ وهذه لا تحتاج مني إلى الرجوع لنصوص دريدا فعندي فيها من اجتهاداتي الفلسفية الشخصية ما يؤدي الغرض.
دا بالطبع ان بقيت ما قنعتَ مني بعد كلامي اللمِس.
مع عامر مودتي.
بـــــولا

Post: #633
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-07-2004, 01:27 AM
Parent: #1



الأخ الأستاذ بشــير بكَّار

عزيزي بشير،
أغلى تحياتي ومودتي،
هذا ليس رداً على مداخلتك الترحيبية الفارعة. وين عاد لَي بالقدرة على قمة توقعاتك الشاهقة التي صعدتَ بي فوقها وأنا على ما أنا عليه من بؤس الحال والمآل والمقال. وهي في تقدير من فرط حسن ظنكم بي في ذلك الزمان البهي التي كانت كل الاحتمالات فيه واردة. أما الآن بعد أن أكل الدهر عليَّ وشرب ملء شدقيه فلا سبيل لي إلى التطلع إلى القمم. وانطبقت عليَّ كلمة الحطئية التي اعتبرها نقاد زمانه أقذع ما قيل في الهجاء من شعر العرب، انطباق الشَن على الشَن:

"دع المعالي ولا تذهب لبغيتها *** واقعد فإنك أنتَ الطاعم الكاسي

والنصيبة يا بشير أنا "الطاعم الكاسي" ذاتا بقت لي في "حاو وتُرْ".
ولعل عزائي عن خلو وفاضي من زاد الدنيا الفانية، هو هذه المحبة الرافهة من مبدعينٍ طوال الباع، شديدي الشكائم مثلكم أنت والنور وطلحة وعووضه، وخلف الله عبود وآخرين تفيض قائمة ذكرهم، وذكر أفضالهم عَلَيَّ ، عن سعة هذا الحيز، بمراحل بعيدة، ممن تشرفتُ وسعدتُ بمصاحبتهم في مشوار تحصيلهم المعرفي والإبداعي الباكر.

وسوف أقفز فوراً، خشيةً من مشهد توقعاتك المزلزل إلى قولك :
"أذكر أيام حنتوب مثل البارحة..صداقتي لبشرى، وتعرفي على النور عند "عم شاحوتة" مع صديقنا محمد على نوح.. وتجربتي الشعرية البائسة التي وجدت منك ومجموعة من الشباب "الديمقراطيين" حفاوة وتقديرا كبيرين..ثم كادت توردني موارد الهلاك.."
حاشاها تجربتك الشعرية من "البؤس" ومن "موارد الهلاك". وأنا أحدِس ما ترمي إليه. فربما كانت هي إحدى المنارات التي حصنتكَ ضد "موارد الهلاك"، بل أكاد أقول هي كذلك على التحقيق.
أذكر أنا أيضاً صداقتك ورفقتك لبشرى، والنور، ومحمد على نوح. كانوا ثلاثتهم شديدي الفرح بحلولك بأرض حنتوب. حدثني النور أولاً عن "الولد الجديد الجايي من وادي سيدنا"، وحدثني بشري، ونوح، ومحمد زين، كلٌ منهم بسعادةٍ وإعجابٍ كبيرين، ومن زاويةٍ مختلفة. ثم جاء دوري. كان لقاؤنا الأول صاقعاً. صعقني هدوء الصوت الرامز المفضي إلى، هدوءٍ في أعماق الخواطر، وحياء نادر المثال في تلك السن الباكرة، والخشية من الثناء. قرأتُ مجموعة أشعارك التي أكرمتني بالاطلاع عليها. وحرصتُ على أن لا أكثر من امتداحها. لأنني قرأتُ في تعابير عينيك وقسمات وجهك أنه لا قدرة لك على مواجهة المديح. فحزمتُ أمري على أن لا أحرجك. على الرغم من أنني كنتُ شديد الانبهار بشاعريتك المبكرة.
ليس بمقدور المرء، (ولا فائدة من مقدور المرء في مثل هذه الأمور)، نصح مبدعٍ متفكرٍ، عميق التفكُّر، مثلك في خصوصيات قطيعته مع جنس إبداعي كان يمارسه بشغفٍ ويبرع فيه. ولستُ أجزم بأنك تركت الشعر. والشعر عندي على أية حال ليس القصيدة. وليس حصراً على نمطٍ أو أنماطٍ تعبيريةٍ معتمدةٍ ومعرَّفةٍ وناجزة. فقد تكتب الشعر وتقول الشعر ولا تسميه شعراً.
وقد كان في حديثك في أيام الأنس القليلة التي جمعتنا في باريس في أسابيع معدودة عام 1981، "رجعةً" مكثفة لأعز تجارب العمر. وأعز صحاب العمر.
ولتعذرني إن تطاولتُ فقلتُ إن من "بين" أعز "صحاب" العمر الذين كللوا هامتي البائسة بمحبة لا أزال أعتقد أنني لست أهلاً لها، الأستاذ محمود. وأعتذر مرةً أخرى عن هذا التطاول، فقد كان تاجهم في الحقيقة لا لمجرد "أحدهم" فيا لبؤس عبارتي. ولذا فإنه لمما يصعب تصوره في مذاهب السعادة في معانيها الكبرى، ذلك التشريف الذي كللتَ به أنت هامتي البائسة، هو استشارتك لي في ترجمة تلك المقدمة الفرنسية للتعريف بفكره المنير.
أما تجربة لقائنا الأخير الخاطف في باريس بالمدينة الجامعية المركزية، فقد كانت جرعةً عالية العذوبة من شعرٍ كثيف الحضور، في معاني الشعر الكبرى. وكانت الدقائق الأربعون التي قضيناها في أنفاق المترو، بالنسبة لي استرجاعاً لمشاهدٍ من حلمٍ فردوسيِّ الأصول، فيم هو حنتوبي الأصول أيضاً. على الرغم مما كانت تعتريها من حينٍ لآخر مرارة تبادلنا لمقتطفاتٍ من رواية وقائع إقامة كلانا، الاضطرارية، خارج نطاق القصيدة. أعني قصيدة زمان الإبداع الطليق. قصيدة صياغات الحلم الجليل بالخلاص من كوابيس العالم "الواقعي"، عالم طغيان النزعة المادية الغُفل الغافلة من وجهة رؤيتك، وعالم الرأسمالية العولمية المتوحشة الخارجة على كل قيم وأعراف كرامة الإنسان، مما يلي رؤيتي، أو بعبارة أدق، مما يلي الجانب المشترك في رؤيتينا، فما أنتَ بالغافل عن خصوصية الرأسمالية العولمية المتوحشة بين النزعات المادية، المادية بمعناها المبتذل لا الفلسفي المعروف، التي ألقت بنا، بل الغالبية العظمى من بني الإنسان، خارج قصيدة الحلم الملحمي، قصيدة مشروعية الحلم الملحمي، بعالمٍ للمحبة والإخاء والتضامن والمعنى.

لك جزيل شكري، وجزيل محبتي وإلى لقاءٍ قريبٍ في المداخلات المقبلة أو في باريس عسى ولعلَّ. ف"الطمع" ليس صفةً رزيلةً في كل الأحيان.

بــــولا

Post: #634
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-07-2004, 05:36 AM
Parent: #1

عمر عبد الماجد ومصطفى آدم،

عزيزيَّ عمر عبد الماجد ومصطفى آدم،
أنضر تحياتي وأصفاها منبعاً. وأصفى المنابع المحبة.
سعدتُ كثيراً بقراءة نصك الذي شرفتماني أنت ومصطفى، أولكما بكتابته أصلاً وثانيكما بإنزاله في البوست. وفضل مصطفي عليَّ ليس مما يحتاج إلى شهودٍ على أية حال.
أما فضلك الذي أسبلته عليَّ في نصك هذا يا أخي عمر فقد فاض عن سعة حياضي.
وليس منبع سعادتي ثناؤك الذي لا أستحقه بأي حالٍ من الأحوال، بل جواز مشروعية ممارسة الكتابة عموماً، والكتابة الروائية والفلسفية على جه الخصوص، الذي أهديتَه بكرم وسخاء ل"حتة رسام"، و"خريج فنون". فقد سبق أن زُجِرتُ عن الكتابة لكوني رساماً ينبغي أن ألزم جبلي فلا أتحدث. واستُنكرَ عليَّ مؤخراً "إدعاء المعرفة بالشئون الفلسفية العليا" بل وصودر عني نصيبي التاريخي الواقعي من دراسة الفلسفة والعلوم المتصلة بها أصلاً. وهذا الإزراء يتجاوز شخصي بالطبع إلى كل الحقل الإبداعي المعني. فقد لاحظتُ، ولاحظ معي كثيرون من العاملين في هذا الحقل، إن "مثقفينا الأفندويين"، وأقول "مثقفينا" من باب "إذا سلمنا جدلاً". فهم في الحقيقة لا هُمْ مثقفين ولا ألله قال" (وقد أدميتُ قلمي في نفي صفة المثقفين عنهم وسميتهم، الأفندويين والتكنوقراط، وما أزال قلقاً مستوحشاً حتى من نسب هاتين الصفتين إلى هذا النفر من "متعلمينا الأفندويين" بإطلاق. (وهذه الأخيرة ذاتها عندي عليها ألف تحفظ. فما العمل؟ نشوف فيما بعد)، لا يتحرجون من التصريح ب"جهلهم التام بالتشكيل (وبالموسيقى بدرجةٍ أقل)، وانصرافهم الكامل عنه. وليس من قبيل الصدفة "المحضة" أن مؤسستنا التربوية الرسمية، "وزارة المعارف"، شوف قولْة المعارف دي عليك الله!!)، التي تمت ترقيتها إلى "مرتبة" "وزارة التربية والتعليم"، تضع مادة "الفنون" (أنظر مدى إبهام هذا "المصطلح"!!)، في آخر قائمة "المواد التربوية والتعليمية في مدارسنا الثانوية! وقد أقلعت منذ ما يقارب الأربعين عاماً عن تدريسها في المدارس الإبتدائية. وهي لم تدرس أصلاً في المدارس الوسطى وإنما كانت تلحق بمجال "الهوايات". وبارك الله في مربي زماننا على هذه ذاتها. فهي الآن مستبعدةٌ حتى من هامش "الهوايات" الضيق البائس في كل سلمنا التعليمي، إلا بالكاد ومن باب الانتقاء والارتجال والشتاره.
وعلى مستوى الهرم القيمي الأفندوي في المجال الوظيفي التعليمي، يحتل مدرس الفنون (إلى جانب أستاذ الموسيقي والرياضة البدنية) حفرة الهرم التحتانية التي لا تبدو ولا تُرى!! ولها في اللاوعي الأفندوي الذي يأنسُ "في نفسه" ال"الثقافة" جخانين لا يلبس مخزونها أن يقفز إلى السطح بمجرد أن يتطاول "الرسام"، "خريج الفنون" على اقتحام حصون المعارف ومجالات الإبداع الرصينة العليا: "وااله إنتوا ياناس الفنون"...إلخ.
ومع ذلك فقد استطاع قبيل "العصاة المارقين" على الإديولوجية "الثقافية" الرسمية، هذه تخطي هذه الحواجز والمحابس، وأن يشقوا طريقهم إلى حقل التشكيل الرحب، ويؤسسوا معه ومهع المقيمين فيه، علاقة راسخةً وعذبةً وطليقة. فقد ابتدرت طلائع المثقفين "أسياد اللَّسم" في مختلف المجالات الطلابية بمؤسساتنا التعليمية المختلفة الاحتفاء بالتشكيل وبالتشكيليين، وعلى وجه التخصيص "جيل" الصديق الأستاذ (المو خمج) مصطفى آدم. فكم "نحن" (وهذه ال "نحن" راجعة إلى جانبي المتصل بالتشكيل والتشكيليين)، مدينين لهم ولحفاوتهم الباهرة التي طالما شدَّت من أزرنا، وآنست وحشتنا وغربتنا في صحراء هيمنة الإيديولوجية الأفندوية القاحلة. وشقَّت قطاعات شعبنا التي لم تجد "فرصتها" في "التعليم"، طريقها بجلاء رؤيةً وشغفٍ، منقطع النظير إلى حقل التشكيل وسوحه الضرسة منذ زمانٍ بعيد. ولا أزال أذكر سعادة صديقتي وأختي، زينب بت ابراهيم (واسمهما الحقيقي زينب بت الشيخ ود احمد طلحة. وقد جاءها لقبها "بت ابراهيم" كنايةً عن تسميتها على أم أبيها الطشقندية هويه عربية إفريقية قال!!)، وصويحباتها بمعرض تخرج دفعتنا في عام 1967. وانبهارها، وانبهارهن، بأعمال المعرض، وقدرتهن على تذوقها وتقييمها انطلاقاً من خبرتهن بمجالات إبداعٍ تشكيليٍّ أخرى استبعدتها المؤسسة الرسمية من حقل التشكيل اصلاً. قالت لي بت ابراهيم وهي تشاهد أعمال صديقي وزميلي النحات البارع والموسيقي والمغني البارع أيضاً)، محمد محمود عبد الرزاق، رد الله غربته، (فقد هجر النحت والرسم من جراء أزمةٍ نفسيةٍ المت به في منتصف السبعينيات، في تقديري، قولاً بأنهما يدخلان في باب الحرام)، قالت بت ابراهيم: "عاد الولد دا نجَّار خلاص". فانظر كيف استطاعت بصيرة بت ابراهيم الطليقة المعافاة من أحكام إيديولوجية تقسيم العمل القيمية المسبقة، أن تنفذ إلى ما بين النحت على الخشب والنجارة، كمجالين تشكيليين، من علاقةٍ جوهرية، فالفن فيهما هو القدرة الإبداعية العالية في كليهما، لا في النوع أو "الطبيعة": "الولد دا نجار خلاص". ومن الممكن أن توسع في ذلك إن شئتما وشاء المتابعون.
وهذه الشهادة تتجاوزني أيضاً يا أخي عمر لتطرح، على صعيد آخر، أشمل وأكثر عمقاً وتعقيداً، موضوع مشروعية التعدد الإبداعي، الذي ما انفك حراس وصناع "مفهوم" (هو غير مفهوم في الحقيقة)، تقسيم العمل الاجتماعي الطبقي الذي ظلوا يحرصون منذ بدايات تقسيم العمل الاجتماعي الطبقي، على تقطيع ساحة العمل الخلاق الرحيبة، إلى زارئب، ومعازل، وينهون "العصاة المارقين" عن "الخلط بين هذه وتلك"، عن الجمع في الواقع بين هذه وتلك. وهم يضيقون، في الواقع، بتجرؤ أصحاب "المهن الدنيا"، على اقتحام حيشان وحواكير أصحاب المعارف الإبداعية السامية العليا. وحقل التشكيل الرسمي، نفسه عنده بالطبع حراسه وتراتباته الهرمية الداخلية، المستمدة من إيديولوجية تقسيم العمل البائرة.
وما انفك العصاة المارقون، طوال التاريخ، على سلطة وهيمنة هذه الإيديولوجية، ويؤسسون على المستويين النظري والعملي مشروعية التعدد الإبداعي. بشرط استكفاء عناصرها بالطبع: "الشغف الحقيقي بأجناسٍ إبداعيةٍ ما، وعمل ال "home work" الذي يمكِّن المبدع منها، وربما قلتُ الموهبة بكثيرٍ من الحذر والتحفظ. وهما حذرٌ وتحفظ يعود تاريخهما، في سيرتنا نحن كهول "العصاة" إلى السبعينيات في الحركة الثقافية عموماً والفكرية النقدية بالذات. وأضيف إنني قلقٌ أيضاً من حذري وتحفظي.
أما موضوع بربر يا عمر وعلاقتها بشغفي الروائي الشخصي، وكونها موطناً مكيناً للواقع التحتي الروائي بإطلاقٍ، أعني بإطلاق يتجاوز شغفي الشخصي، فسوف أخصص له مدخلاً مختصراً في "واقع" المكان المحدد، بربر، و"واقع" الأمكنة الروائي على وجه العموم، لا حصراً على مدينتها رغم فرادتها، في المداخلة القادمة طمعاً في مساهمتك ومساهمة مصطفى، وآخرين في إضاءته. وقد أسعدني حضوره بهذه الكثافة والتركيز في ذهنك ووجدانك.
كل محبتي.
بـــولا

Post: #635
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-07-2004, 11:59 AM
Parent: #1

ياجماعة الخير،
وين طلحة وعثمان عووضة، (الحقني بي دفرة يافردة وبكري الجاك).
فقد ذكرنتنيهما مناسبة تعقيبي على مداخلة الأستاذ بشير بكار الشجية،والاستعداد للإختفال بالعيد الستين لمدرسة حنتوب وذكرى اغتيالها الإنقاذي الكم مش عارف. كما "ذكرتنيهما الخطوب التوالي*** ولقد تُُذْكِرُ الخطوبُُ وتُُنسي" )والمعذرة للبحتري عن التصرف في بيته الشجي هذا. ولو أنه لم يقل سواه لكفى. الكلام دا صُح ياوطلحة وعووضة والنور ؟ حنتوب صفوها وحولوها إلى جامعة، أو داخليو جامعية للبنات؟ جامعة البنات وداخليتِنْ على عيني وفوق راسي، لكن هل ضاقت أرض السوان الواسعة الماهلة عن بديلٍ للحفاظ على هذا الصرح التاريخي؟ "قال الإنسان ياكارثة آه من أنفسك العارية من الندى" .(عبدالله علي ابراهيم). والعٌري من الندى مذاهب، منها هذا الغياب الوقح بالحس التاريخي. وهذا يشبه لحدٍ كبير مسح أعمال عمر خيري من حيطان "المجلس" و"الأعلى" كمان "للفنون والآداب"!!! في عهد "الإنقاذ" بحجة "الصيانة"!!! جالسين في شنو صلينين شنو بعد دا ياسجم الرماد!!!

هذا مع العلم بأنني لم أقل "اين النور؟"، عارفك مشغول قدر شنو، بالتحضير للذكرى العشرين، العطرة الطاهرة، لا ستشهاد الأستاذ محمود.
لكن إن جيت للجد غيبتك طالت بالمرة. ولذا سيشملك السؤال بأثرٍ "رجعي".

مع شامل محبتي لثلاثتكم
بـــولا

Post: #636
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: gessan
Date: 11-07-2004, 12:47 PM
Parent: #1

استاذنا عبد الله بولا ..
تحية ود وإحترام ..

مثل غيري ..أحتفي كثيراً بإستمرار هذا البوست .. فالتحية مرة أخرى لك ولضيوفك جميعهم الذين اثروه بتعدد المداخل..

فمنذ ايام ارقب وبشغف شديد مداخلاتك مع شنتير الذي اراه "إنشبكَن تِعُولو نازلات هواهِن كاتم "..
والحمد لله اللما في زولاً (يفِش فيهو غبينة سحابتو المحيّنة) نم ودوبيت بطانة .. فلك وله التحية ..
كما استوقفتني ايضاً كتابتك في فيما يخص "رَبعنا" التشكيليين الذين احاول جاهداً تأكيد إنتمائي لهم ..
و تقديرك لنفسك بأنك "رُبع" تشكيلي في مداخلاتك مع العزيز عصام عبد الحفيظ:
وأعترف بأنني متلوم شديد الملامة معك ومع ذلك النفر من رؤوس العول التشكيلي (ونكون واضحين يا جماعةفأنا ربع تشكيلي، والباقي لغوايات أخرى، ربما كانت أشد تمكيناً ولا أجزم. وليس من داعٍ للجَزْم أصلاً). ولن يكفيني ماء البحر مداداً كما يقال لكتابة ألواح اعتذاري. الكلام دا تصوروا وتنقلوا ليهم يا عصام. كلهم واحد واحد وعلى رأسهم
شيخهم موسى الخليفة. لكن بأخصَّ الخصوص صلاح حسن عبد الله، وعلى الأمين،...الخ )
--- تلااااااتة ارباع للغوايات الأخرى يا د.بولا ؟؟؟؟؟؟؟؟
اتمنى ان يكون القصد "الرُبع" نص الكيلة .. كان (مماسَح) او (مكيول ) .. حسب المقاييس المتعارف عليها ..(وهذا مع تقديري لمشروعية التعدد الإبداعي..)
في كتابتك عن عمنا الجسور "علي الماحي السخي" عليه ألف رحمة ونور ..ذكرت بأن غلاف كتابه يحمل أحد اعمالك ..لعل في ذلك إشارة الى ان "الرُبع" الذي تقصده ..رُبعاً (بعشي تب) ..أو كما اتمنى..
قبل ايام كنت مع احد الأصدقاء شكى لي كثيراً ان جهاز الكمبيوتر والوظيفة لم يبقيا منه شي يلمه بالتشكيليين فهو يعمل في وكالة اعلان ولكنه تحول للإدارة والاشراف بعيداً عن التصميم ..حينما كنا في سيرة أولئك الذين أخذتهم الوظيفة بعيداً وفي مجالات أخرى او هجروه لظروف حكمت عليهم .. وما أكثرالأسماء التي أخذتها مجالات أخرى عن التشكيل والإنشغال به بجميع تخصصاتهم ..
وها انا اواصل احتفائي بإمتداد هذا البوست ..
ومتمنياً ان يوفق عصام في طلبك بجرجرة أولئك النفر من الذين يتمسكون بالنشاط التشكيلي في السودان عنوة وغصباً عن الظرف المعلوم وبعيداً (كالعادة) عن الإهتمام الرسمي بكل مستوياته ..(تارة يذكرونهم في نهاية نشرة ليل الجمعة الثقافية واكثر المرات ينسونهم ..كما نسوهم وعن قصد وبيات نية عندما كلفوا د. أحمد عبد العال (بصورة شخصية !!) بتصميم شعار الخرطوم عاصمة للثقافة .. اي مواصلتهم لمسلسل الإكتفاء بتشكيلي "واحد" ومسرحي واحد وموسيقي واحد .. حتى في فعالية كهذه)..
فالتحية للتشكيليين هناك ..شيباً وشباباً ..ممثلين في إتحادهم بلجنته وكل كياناتهم الأخرى وهم يواصلون فعلهم الإبداعي رغم الظروف المعلومة..

واقعد عافية وضيوفك في هذا البوست ..


قيسان


Post: #637
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-08-2004, 06:46 AM
Parent: #1

عزيزي قيسان،
أخلص تحياتي،
سعادتي غامرة بإطلالتك من جديد. وكَونَ إنَ القلوب شواهد حقيقة مافيها كلام. وِنْ قتَّ لي زينب بت بشير وعاشه بت عباس ودخلف الله "فيها كلامين" واتفلسفتً عليها بي فلهمة "ولاد المداس" عن وظائف القلب والمخ ومراكز والرؤية الشعور والإحساس، و"كلام قبيل زي دا"، وقِعتك الشديدة.
ومع ذلك "القلوب شواهد" فقد ظللتُ منذ حوالي أسبوع أغالب إحساساً بأنك قد تدخل علينا وتمنيت ذلك أيضاً، وقبل دخولك بلحظات كنت أتأمل صورتك وراسي مدور فيه موضع التعدد الإثني والثقافي في السودان وأسأل نفسي، ياربي مزيج الملامح الهندية والعربية الأثيوبية الخ الخ إلخ، دا تفسيره شنو، وبالذات الهندية. وقت أسألك. كان افتح البوست القى مداخلتك. وهي مداخلةٌ صعبةٌ، أعني حافلةٌ بمعاني دقيقة، لا يتيسر لي الوقت والاستعداد الذهني لمجابدتها الآن فاديني فرقة شويه انجمْ. وكوس لي شيخ العرب شنتير راح وين؟ طلب مني أصعب طلب في الدنيا وغَتَس. وسأحاول قبل التعقيب على مداخلتك أن أعقب على مداخلته هو السابقة بكثير، حول دريدا، وحول من رجعَ فأسماهم مرةً أخرى ب"المسغفاتية" وزاد عليها المرة دي "المثقفين" وإعلانه تبرأه منهم. فكأنما الكلمتين مترادفتان. وسيجشمني شيخ العرب، الله يسامحه، بالخوض في التمميز بينهماشقاءً كثيراً ومشقةً وافرة. أمل دريدا نشوف أمره مرِّةً آخرا. وعندي ليه "اختراخات" أخرى. وقد سألتني خاتلي المرحومة بخيته بت حسن أفندي في أوائل سنوات دخول التلفزيون بيون الميسورين، وقد كانت منهم، ومشاهدة الندوات، "الفكري: والسياسية: "إنتَ ياود فاطنة اختي، أخترخ وآتقد دا شنو؟" والمعنى واضح.

مع نضير مودتي
بـــولا

Post: #638
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 11-08-2004, 07:32 AM
Parent: #1

استاذنا الكبير بولا

اتابع وبشكل يومى سفر الترحيب الرائع هذا والابداعات التى فجرها فى جمهرة المشاركين وما تجود به عبقريتك وذاكرتك من روائع فى كل اجناس الابداع ، لكننى وللحق اقول اننى خشيت عليك من عناء الردود على جمع المحبين هذا والذى ربما يصرفك عن اسهامات موعوده منك فى خيوط تقوم بنصبها فى كل المجالات . اما بالنسبه لحنتوب والبوست الموعود فاننى قد فكرت مرارآ بابتداره ولكننى عدت عن هذا الرأى انتظارآ لفراغك ولو جزئيأ من رد تحايا تلاميذك واصدقائك فى هذا البوست كما اظن ايضآ ان النور سيكون مشغولآ فى مقبل الايام باحياء الذكرى العطره لشهيد الفكر والانسانيه.

اسمح لى استاذى ان اتساءل مثلك عن الصديق عووضه الذى اخشى ان يكون قد عزف عن اتحافنا بقفشاته وتخريماته المحببه للنفس بعد ما مر بهذا المنتدى قبل عزوف الصديق عووضه من احوال حفلت بغث القول

ولك اطيب الامنيات وللاسره

Post: #639
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: gessan
Date: 11-08-2004, 01:22 PM
Parent: #1

عمنا عبد الله بولا ..
سلام عليك ..
بالطبع في انتظار ردك ..ورد اخونا عصام والوصية..

اما بحثك عن شنتير (وين غتس) دي .. يحكى أن (والعهد على المشافهة والتناقل والسمع الجهاتو جايطة) أن الصادق اب آمنة ..بعد مو زول بطانة وصي بقي زول زراعة وحواشات و(ري منتظم )
بعد ما أدوهو حواشة في مشروع حلفا الجديدة ..اها نامن جا الخريف وشاف البراق بالو بقى كلو هناك ..اها قال:
إتخلفنلها البطحاني والعبادي
ونفضنو المِتل جِبب أب صريمة يدادي
نحنا للشابورة ترانا ديمة نحادي
عنز الشاي مراقبة من غرامة القاضي

دحين شنتير غنم شاييهو قطِع شك مراقبات من غرامة القاضي ..لاكين بخليهن وبجي مو زول صي ..

اقعد عافية
إنتا وضيوفك

قيسان

Post: #640
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-08-2004, 03:19 PM
Parent: #1

عزيزي طلحة،
تحياتي ومحبتي بالآلاف لا يوم الوقاف،
وبعد يوم الوقاف، ونحن في المعاش، في جنات الخلد.
يا لها من سعادة. ولن تستطيع أن تتصور كم كان مقدار فرحي بأول إطلالةٍ لك في هذا البوست، ووحشتي من غيبتك. وهي وحشةٌ تعود إلى عام 1984، يوم حضورك إلى الدوحة، في حين كنتُ أنا أهيئ نفسي لمغادرتها. أحسست يومها بتعاسةٍ كبيرة على فُقداني لما كان يمكن أن يكون نعيماًَ حقيقيا. كنتُ أصلاً متحسرا على انتهاء تلك الأيام المغموسة في شهد المحبة والتضامن، والشاربة من سلسبيل الصداقة الحقيقية العذب، مصطفى وعمر كبلو، ومحمد عبد العال وآخرين. ثم فجأةً حضرتَ أنت. فتصور لو أنني كنت قد بقيت لعدة سنوات أخرى بينكم؟! في حنتوب كان طلحة بالنسبة لي أحد وجوه تجليات الوعي والنضوج والاتزان والأصالة الفكرية المبكرة التي أهشتني وأثارت فضولي المعرفي والبحثي في معاني الموهبة والاستعداد والاكتساب المُشتكلة الوعرة، معليش خليني أحرجك شويه فلم تسمع عني ذلك من قبل. وهو ما ظل مكنوناً لك في قلبي طيلة سنوات. ومن هنا بدأت حركة بحثي في هذا المجال.
وكان من الطبيعي أن يختارك مصطفى وتختاره واسطةً لعقد أصدقائك وأحبابك النضيد بالدوحة وغيرها، كما علمتُ بعد مغادرتي لها بقليل. وقد كنتُ أتوقع هذا. وبذلك انضافت إلى أواصر القربى العديدة العتيدة التي نبتت بيننا في حنتوب ركيزة متينةً أخرى.
وحين قد طلبتُ منك ومن عثمان "إيقاف"، وبالأحرى تأجيل، "هجوم" مداخلاتكما المفاجئ العذب الشجي ذاك، حتى أفرغ من ردود الترحيب، فإنما فعلت ذلك من منطلق الإطمئنان المطلق إلى كونكما من أهل الدار الجوانية دار القلب المطلة القلب المتكئة على شجرة المحبة الوارفة، المطلة على نهرها الدافق الشجي. ولم تخيبا ظني بانضباطكما المنقطع النظير.
في تلك الليلة، عندما فتحت الكمبيوتر في وقتٍ مبكرٍ من الصبح عندنا هنا، ورأيت مشهد الهجوم الليلي، المباغت الفكه، وقد أضفي عليه عثمان الزُبُلعي الظريف، روح الدعابة الطليقة العذبة التي هي فطرةً فيه وموهبةً وسليقة، وأنت بدعابتك المعتقة، ظللتُ أضحك بمتعةٍ افتقدتها زماناً طويلا. افتقدتُ هنا طلاقة الصداقة الحميمة التي لا تعرف الحواجز، وطعمها الحلو الزلال زماناً طويلاً. فكان هجومكما الليلي المفاجئ على البوست نفحةً من شذاها العليل وجرعةً من رحيقها الطلْقِ السلسبيل .
قولك لي ياسيدي: "اما بالنسبه لحنتوب والبوست الموعود فاننى قد فكرت مراراً بابتداره ولكننى عدت عن هذا الرأى انتظاراً لفراغك ولو جزئياً من رد تحايا تلاميذك واصدقائك فى هذا البوست كما اظن ايضاً ان النور سيكون مشغولآ فى مقبل الايام باحياء الذكرى العطره لشهيد الفكر والانسانيه".
نزل برداً وسلاماً على نفسي المستوحشة من فرط افتقاد صديق حميم، قريب كما أوضحت أعلاه (حسن موى في لكين موقريب في سقط لقت ثمانية ساعات سفر زي سفر الخليج). النور والإحتفال بذكري الشهيد الجليل، بلى. لكن النور اختفى من بوسته هذا منذ زمن طال واستعرض فألقح فولَّد شعوراً بالوحشة والهلاويس. ومثل ثلاثتكم لا يُسأل عنه (وصيغة نائب الفاعل هنا تقديرها "أنا")، لشأن حنتوب والبوست الموعود فحسب. بل للحاجة البوست إلى أنس حضوركم البهي، وحضور خبراتكم الإبداعية العريقة المعتقة، لتعلَوا به وتتشالبوه كلما هبطتُ به "أنا" (ونعلة الله على اليوم الجاب الكلمة دي في كل اللغات. أليس من كلمةٍ غيرها؟).
تالتاً يا سيدي "أستاذي الكبير" دي بعدا خلاص قضت غردا في المجاملة ومراعاة الأصول. نرجع لي صُحبتنا. وأحكيلك حكاية طريفة وقعت لي مع واحدٍ من أعز أصدقائي الذين كانوا طلابي في يومٍ من الأيام، خلال سنواتٍ محدودةٍ، ثم أصبحوا من أصدقاء العمر الجميل بهم الباقية وحدها.
في أحد أيام مطالع هذا العام، أظِنُّه نُص شهر تلاته، استبد بي الشوق لفتح الرحمن باردوس، حتى فاض وعربد فصرت إذا خطرت ذكراه ببالي طفرت من مقلتيَّ دموعٌ حرَّى. فجلبت "من سوقاً بعيداً مو قريب"، جملةً من كروت تلفونات زمن الأصحار الإلكترونية. فهاتفتُه. اليوم الأول، جاءني صوته كأنه غارق في بئر أسطورية من آبار مدائن صالح، قالوا عمق الواحدة منها ألف فرسخ (واكتشف علم الآثار الحديث إنها اقل من ذلك بكثير على حقيقة عمقها فعلاً). وفتحة خشمه قال لي آوووه أهلاً يا أستاذ. سَكَتْ خليته (وسكتْ دي تقراها بلهجة ناس السافل الأدني، بربر وضواحيها). وكملتَ ونَستي معا سمِّح، كل ما يقول لي أستاذ ابلعا. المرة التانية كذلك الأمُر. إلا وَجَعتني. المرة التالته فتحة خشمُه بي قولة "يا أستاذ" قتًّ لُه اسمع يا فتح الرحمن، إنت جنيت ولا نصيح، خبارَكْ (وخبارَكْ اللَّت بربر دي صَعَبه على "الأجانب" نبر الفتح قوي جداً فوق الراء)، قتَّ لُه خبارَك مِتَلِّحني يا أستاذ يا أستاذ؟ فتح الرحمن أنا عبد الله بولا صاحبك يا خي، وان فتشوا "الكورة الأرضية" دي فتاشة اللبرة في الكدمبُس، ما يلقوا فيها زولأً واحد يحمل لك ما أحمله من المحبة (اللهم إلا أمه حاجة الرضيه طابت ذكراها العطرة. يا لتلك المرأة، ويا لتلك الأم، الرضية اسماً على مسمى في كل معاني الرضا العالية). فَفَكَّ باردوس إسار ضحكةٍ طليقةٍ حفية عهدتها منه في زمان الريعان الجميل. ايام كان جيبناً واحداً ونفسنا واحدة، وهمومنا ومطالبن قليلةً لا تتجاوز سد الرمق، نحن جماعة العصاة الطلقاء. من أين لنا الآن بمثل تلك الطلاقة في زمان العبودية "القانونية" "الحديثة" و"المعاصرة" و"العولمية"؟
دحين يا خوي من هنا ولي قدام انت وعثمان وباقي العول الحنتوبي والبوردابي تبطلوا كلمة أستاذ دي. لأنها تقف عائقاً دون طلاقة المودة والحوار اللذان هما مقصودي ومقصودك ومقصودنا جميعاً.
فأما ذلك الموقف مما أسميتَه أنت ب"احوال حفلت بغث القول". مما اثار غضبكما الذي وصلتني ذبذبات هديره عبر الأثير "الأسفيري" كما يعبر الصديق (الإسفيري حتي الآن)، حافظ خير "farda"، صاحب القلم الخصب، ومما قد يفسر غيبة عثمان، فقد ملأتني عرفاناً وأكدت لي إنني لست وحدي في زمان الإزراء والمهانة "الإستثنائي" هذا، كما أكدتما لي دائما إنني لستُ وحدي مادام أمثالكما في "قيد الحياة". (والكلمة للحردلو:
كان الليله في قيد الحياه ود دوقه
نماً مو ملتق كان بجدع فوقا).
ولتعذرني على نمي الملتق هذا وإلى اللقاء في مداخلات الحوار المقبلة، ونحن ماشين شويه شويه على موضوع "الهوية السودانية" الشائك المستشكل، وبحاجة لمشاركات ثلاثتكم.
لك ولعثمان والنور وكل الأصدقاء والصديقات ثمر المودة اليانع الحُلو.
بـــــولا

Post: #641
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-09-2004, 03:25 PM
Parent: #1

عزيزي قيسان،
تحياتي،
أعذرني مرة أخرى، فقد شرعتُ في كتابة مداخلة يبدو أنها سستكون طويلةً ووعرة عن التشكيل وعلاقتي به وتعريفه عندي. وهي مداخلة ستعود بي إلى نكث بلاوي مفاهيمنا النقدية "العاصية" في السبعينيات التي عرفتُ فيها التشكيل تعريفاً حرَّض على أصحاب الإمتيازات المسجلة، وهو إن شئتَ نوع من "تفكيك" الثوابت والمسلمات المطمئنة، "التفكيك" بمفهوم الحسن ود آمنة ود موسى ود الخير كسّّار القيد، وبمفهومي "أنا" أبوقحافة عبدالله أبوبكر الصديق، ود أحمد ود بشير ود الحرم بت طلحة، بمفهومنا نحن جماعة العصاة المؤسسين. ياجماعة الخير الحداثة والفلسفة مي إلا من دكان الخواجة. وأقول استطراداً، إدريدا ليس خواجة على كل حال. ومو فرنساوياً يقولوا عليه. فهو في اعتقادي "جزائري" وقعت فرنسته بالقوة الاستعمارية "الغاشمة والغشماء"، وبموازين القوة ومفاهيم القوة، و"منطق" القوة، ومنطق "الصُدف التي تأتي وتذهبُ في الفصول"، وقد لا تذهب فتصبح، "بي طول المدة"، كأنها الحقائق الأصل ويصبح الأصل "أسطورةًً". أهله ولدوا "أباياً من جد" في الجزائر، وكانوا يتحدثون العربية والأمازيغية، ويَنحون منحى العرب والبربر في المأكل والملبس والمسكن قبل أن "يتبرجزوا" كما قال دريدا نفسه. وقد جاء هو إلى فرنسا في السابعة عشرة من عمره. البتسوي فرنساوي وبس شنو؟ تجذرت أصوله كل هذا الزمن في الجزائر. ووكتين جات المسأله للفلسفة والشهرة و"العالمية" بقي فرنساوي وبس. وهو نفسه قال لما "أقول نحن الفرنسيين ـ وقال "نادراً ما أقولها" ـ "بتاخذني خزَّه". وقال إن الفرنسية هي اللغة التي كوَّنته، والتي يمسك بناصيتها بإحكامٍ فريد، والتي أسلست له قيادها حتى صار حمَلتها أباً عن جد، يتوارون استحياءً وحذراً أمام إحكامه المزلزل لها، وقدرته غير المحدودة على التصرف في تركيبها وتفكيكها وإعادة صياغتها، بعد كل هذا قال إنه لا يعتبرها لغته "الأصلية" حقيقةً. دريدا بعد كل هذا الإحكام للفرنسية، عنده "لكنة" جزائرية. أمانة مو جَنَب في الفلسفة وفي شوف الواقع والمشربك المتخفي المستتر على النظر العارض، المستعجل، المعتاد. ما يخليك تطمئن أبداً. وهذا ما أسميه "أنا" مما يايليني في الرؤية الفلسفية "منهج النظر الإشكالي". ودريدا على كيفه كان سماه "التفكييك" أو ما سمَّا غير كَدي. ونحن العصاة، لم نأخذ ما أسميته بنقاط الإلتقاء مع بعض ما ذكرته من جوانب مفهومنا للتفكيك منه. ولا كنا بنعرفه. جبنا مفاهيمنا من روسينا الشقية القوية وأمزجتنا المتمردة، "المستقلة"، العاصية، طالقة القيد، في ميعة الصبا وريعان الشباب. ومن ضيق المؤسسات بنا وحصارها لطلاقتنا وشغفنا المبكرين، على وجه الخصوص. ضيقها ب"أجندة الريعان والشغف المستعصية على كل قيد"(على حد نصف عبارة عبدالله على ابراهيم الشجية الصائبة، ونُصف عبارةٍ. يعنيالموضوع مو شطارة كما أوضحتُ من قبل في منابر عديدة، وإنما هو ثمرة معاناة واقعٍ مرير ونضالاتٍ مريرة من أجل الحياة (وبعدين نشو الحياة دي معناتا شنو عندنا). وقد استثار هذا "الزعم"،علينا، وعل"ىَّ" على وجه الخصوص، حراس مؤسساتنا التعليمية والثقافية والسياسية المطوَّعين القائمني على إنفاذ النهي عن "المنكر". فقد نسبوا "جريرة" العصيان كلها ل"ي" وحد"ي" وعتبروا الباقين صبيةً وصبيات أغراراً وضحايا اللإفساد!!! وأشبعوني مجالس تأديب وفصل من الخدمة. كان هذا في زمان العصيان الأول (بدايات السبعينيات وأواخر نصفها الأول). كما فسره أيضاً بعض "المتقفين"، (كما يقول الليبيون )، والمبدعين السودانيين من حماة "الهوية السودانية" الناجزة الصمدة، على المنوال نفسه، وعلى أنه أيضاً "تطاولٌ غير مقبول"، على أسياد الإبداع الفلسفي والفني الأصليين، هنالك فيما وراء البحار، فيما يبدو. وكنا نحن العصاة، حسن موسى وشخصي وباردوس وهاشم صالح وعلاء الدين الجزولي، على وجه الخصوص، سنوات السبعينيات الأولى (71،72)، قد "تطاولنا" عليهم وأشبعنا مسلماتهم، و(مسلمات سادة العالم وراء البحار)، التي كانت رائجةً حينها (وقد أقولُ لا تزال)، يخمون بها خلق الله، وينالون بها جوائز الدولة البوليسية السنيَّة، نقدٍأ ذريعا مزلزلاً. فلم يجدوا لذلك تفسيراً سوى الزعم بأننا إنما كنا نصدر عن فكرٍ مستوردٍ ليس لنا فيه ناقةً ولا قعود. ففكرة الهوية الناجزة الثابتة الأصيلة التي تشكل عصب إيديولوجية "الصفوة""الحاكمة "العربية الإسلامية الإفريقة" ينبغي أن يلزمها ويلزم حدودها مبدعو العالم غير الأوروبي فلا يغادرونها أبداً. وينبغي عليهم أن يقبلوا في ساح الإبداع العالمي مواق الهوامش، مواقع "الكائنات الإثنولوجية" كما أسميهم. وسأ‘ود لهذا إن غَمثضَ تعبيري على القارئ). وقد نسبونا نحن إلى التيارات الفكرية الحداثية "الخواجية"، بوصفنا نقلة لا أنداداً محاورين لروادها، وناقدين لها و"مُكملين ناقصَتا" كمان في ما نزعم. واستكثروا علينا "ادعاء الندية" بما نملكه من تراثٍ وحاضرٍ نقدي فكري وإبداعي ونضالي، لم يشغلو أنفسهم به في غمرة انكبابهم على صناعة الأناتيك الغرائبية المدرة للربح، المولدة لانبهار الخواجة وشهيته الغرائبية. (وقد كانت هذه بالطبع هي الحال في من منتصف الستينيات وقرب نهاية السبعينيات بالنسبة لنا وقد التقت خطانا وطرقنا بعدها بجيشٍ من المبدعين العصاة شنقل ريكة "الهوية الناجزة" وشتت كل قناديلها كما قلتُ في مكانٍ آخر أيضاً). وصفوا نقدنا، وصدورنا عن مواقع الندية، بأنه تطاولٌ، "غير مقبول"(تقول نحن قلنا ليهم اقلبوه). أي والله يا قيسان سموه "تطاولاً". وانتبذ أحدهم مناصريهم مؤخراً سبيلاً "أهدى" لتصريف ودحض "ادعائنا" بوجود نقاط لقاءٍ بين تفكيرنا النقدي "منذ مطلع السبعينيات وطوال نصفها الأول، ببعض أفكار دريدا، وخلافه من عصاة "الحداثة الجديدة" في الغرب وسواه (دون أن نسمع بهم أصلاً الوكت داك)، وهي نقاط المساءلة والخلخلة المتواصلتين ل"الثوابت"، بقزله بأنه لم يقع قط. وسمى عنايتي بدريدا ودفاعي عنه ضد الارتجال والتبسيط، وفاءً لتلك الصلة، (زلزلة الثوابت وخلخلتها)، "افتتاناً متأخر بدريدا". فكأنني أحاول أن أجد لنقاط الإلتقاء تلك، أصلاً في تجاربنا السبعينية بأثرٍ رجعي. فتأمل!! ويجمُلُ بي أن أقول بعبارة أدق إن "التقاءنا في بعض النقاط الأساسية مع دريدا وغيره من مبدعي الفكر النقدي، في الغرب وفي غيره أيضاً، و"ضدهم" كذلك، وإن كنتُ أرى كلمة "ضدهم" هذه مي سمحه في وصف الإختلاف والتنوع في الرأي والرؤية، ليس عتدادا بالذات ولا سعياً لتكريس غيريةٍ مطلقة إزاء "الآخر" الغربي أو سواه، وإنما هو حقٌ مستحق. لنا ولسوانا.

وهكذا ياقيسان، شوف كلمتي التي أردت لها أن تكون قصيرةً ومحصورة في مقصد طلب العُضُر منك، شن جابت.
وهي برضه هدية وعُضُر لشنتير كان يمرق من حردته دي. وهي هديةٌ لكافة الأصدقاء والمتداخلين والقراء المتابعين والمخالفين لهذا البوست، لعلهم يوافقوننا على الحد الأدنى من ضرورة تأسيس وعي الندية والإعلاء من شأنه، واعتباره مطلباً وممكناً أساسياً. لا "تطاولاً".
وهي قبل كل ذلك تمهيد ومقدمة من مقدمات الدخول على موضوع "الهوية السودانية الشائك الراعف".

مع عامر مودتي
بــولا

Post: #642
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-10-2004, 07:12 AM
Parent: #1

الحسن بكري

عزيزي الحسن،
هذه شوية تسخينة للإعلان عن "مديح الفادني العالي"، عن "سيرة الماحي ود علي" يلحقنا وينتعنا بي جاهو العظيم عند الله، العظيم عند كل أصدقائه ومعارفه. أمانة مو ضو. وأنا إنما اقدمه هنا ليس كصديقٍ حبيبٍ حميم لي ولك فحسب، بل أيضاً وفوق ذلك، كنموذجٍ فذٍ لل integrity الفكرية والأخلاقية، ولمعاني التضامن العالية الوعرة.

مع كل محبتي لكليكما.

بولا

Post: #643
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الحسن بكري
Date: 11-10-2004, 03:02 PM
Parent: #642

هذه إرهاصات سرد بديع لسيرة صديقنا الماحي. غالباً ستحفز لدي، يا بولا، ذكريات ممضة في كثير من تفاصيلها لست سنوات (1980 - 1986)قاسية قضيتها مدرساً بأرامكو بشرق السعودية. لقد كان للماحي مع ثلة أصدقاء رائعين آخرين الفضل في احتفاظي بعافيتي النفسية وتوازني العقلي رغم المشاق الفظة التي كانت تفوق طاقتي النفسيةالهشة وقتها.

خالص المحبة لك وللماحي وبقية ثلة أرامكو: معاوية عمران، النور رحمة، عبد الله اسماعيل، عبد الرحمن عبد الرحيم، علي أبو القاسم ومسعود محمد علي.

(لابد من إضافة إسم صديقي وصهري الحبيب الأستاذ عوض آدم موسى لقائمة ثلة أرامكو. يتحول الأصهار عادة إلى أشقاء فيحدث لهم ادماج تلقائي بأرواحنا، هذا في رأيي سبب وجيه لعدم ورود صديقي مستر خير هنا.)

تحيات لك وللوليدات وكل عام وأنتم بخير.

Post: #644
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-10-2004, 03:59 PM
Parent: #1

عزيزي الحسن
محبتي،
بالله كانت معاك كل هذه الأقمار، وبينها شمس ضحى الفضل، الماحي ود على؟ دي مي سعادة الدِنيا تاني شن داير؟ أنا اقول شنو عاد العايش لي عشَرْ سنين في بلدا ماعندي فيها صديق من أصدقاء العمر الجميل بي شقاوته وتلاتلُه، وقد انطبق على قول المتنبي في فقدان الصديق. (الصديقه عندي ياجندريات ماتحمرن لي، وكان مي هي ماكنت قاعد "لي هذا يوم الليلة ده". وفي اليوم الذي قررنا فيه أن نتزوج وذهبنا للسفارة للسؤال عن الإجراءات، اتعفرتت علينا القنصلة وطالبتني بورقة من شيخ الحلة (في السودان) الما سمع بي، تثبت أنني غير متزوج ولم أهجر زوجتي السابقة وأطفالي، شوفن ليكن جنس محن!!! ورجعنا إلى المدينة الجامعية محزونَين محبطَين، تدخل عمنا بشير البكري (الذي كان سفيراً لجمهورية السودان وعضوا دائما بمجلس اليونسكو)، ياله من رجلٍ سخيٍّ حميم، وقال لي، ضاحكاً، بالتلفون، خليك من الكلام الفارغ حق فلانة، يوم الجمعة العصر تجوا عندي إنتَ ونجاة، (وكان كثير المحبة لهاوشديد الإعجاب بشجاعتها وقة شكيمتها)، ونعزم الناس ونعمل العقد وننتهي من الموضوع ومبروك من هسع". وفي اليوم الذي تزوجنا فيه، والماذون وبيملا القسيمة، وناس عمنا وصديقنا الدكتور بشير البكري الذي تمت إجراءات الزاواج بمنزله كانو يساعدونه ويتبادلون فيه معه لغةً ومصطلحات كانت أقرب إلى الطلاسم بالنسبة لي. وكان معنا عبد المنعم محمد على، شقيق نجاة الأوسط وزوجته بدرية الجزلي، وابنته الكبيرة داليا، (التي أصبحت قبل أسابيع مذيعية تلفزيزنية تمكلك كا مؤهلات المذيعة اللامعة)، وكانت حينذاك في عامها الأول، وطيب الذكر والذكرى، الصديق الشاعر صلاح أحمد ابراهيم. وفجأةً سألني الماذون عن مقدار مقدم الصداق فأجبته "ماعندي" وكان فعلاً ما عندي، وكان عندي، ماعندي. فتدارك عمنا بشير البكري الموقف غير المتوقع قائلاً "ما اتُّفق عليه بينهما". ولم نكن قد اتفقنا على أي شيء سوى أن نتزوج. فقد كنا كلانا مفلسين تماماً. وغمغم صلاح بضحكةٍ مكتومةٍ "يمين ماعندو التكتح". وفيما بعد علق عبد المنعم على زبلعة العروسين. وأشبعنا صلاح سخريةً عذبة. مع إن كليهما من شيوخ الزُبُلعية. وانتهي الموضوع. فما نزال على صفة الأصدقاء هذه. كما علق محمد الأمين في حفل أقامه لنا بمنزله بمناسبة زيارتنا الأولى للسودان بعد الزواج، قال: "إنتو للّيله تتغالتوا وتتشاكلوا قايلين نفسكم لسع اصحاب؟" وأنفجرت من الحاضرين، من أعضاء فرقته وبعض الأصدقاء الحضور، ضحكةً مجلجلة. فكلهم يعرفون الفلم عندما زارونا بباريس ونظمنا لمحمد عدة حفلاتٍ محضورة، ومقابلا إذاعية).
ونرجع لبيت القصيد، بيت المتنبي الذي تركته ملقىً في قارعة الطريق الإسفيري (بارك الله فيك ومد في عمرك الإبداعي النضر يا فردة يا "حافظَ الخير أشباه عوادينا"). قال ابو الطيب الوعر:

شر البلاد بلادٌ لا صديق بها **** وشرُ مايفعلُ الإنسان ما يصِمُ

والشطرُ الأول هو وصف حالي الخالق الناطق. أما الشطر الثاني فغاية مناي أن يواصل أصدقائي، وفي صدارتهم الواسعة المتعددة، الماحي ود على، إلى جانب بنت امحُمَّد زجرهم لي عنه لعلني أنجو منه. وهيهات.
ما اصدق قولك: "لقد كان للماحي مع ثلة أصدقاء رائعين آخرين الفضل في احتفاظي بعافيتي النفسية وتوازني العقلي رغم المشاق الفظة التي كانت تفوق طاقتي النفسيةالهشة وقتها". فقد كان دائما واسطة عقد الأصدقاء الرائعين النضر.

محبتي.
وأجيك ليه إن مو "هذا يوم الليله" باكر قطع شك.

بــــــولا

Post: #645
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-10-2004, 06:29 PM
Parent: #1

عزيزي الحسن،
وافجيعتي، فقد توقعتَ مني سرداً " بديعاً لسيرة صديقنا الماحي". وهاأنذا آتيك بثمر أعجف، هيهات أن يرقى لسيرة هذا الإنسان "البديع هو" لا سردي.

فهكذا كان لقائي به. الماحي ود على ود الماحي الفادني الجيرماني الشكري الدينكاوي الأشقر. لا أعرف على جهة التحديد متى بدأ ذلك بالفعل، إلا أنه بمعايير الزمان "الموضوعي"، قد "تمَّ" في عام 1976؟
وكنتُ قد سمعت نذراً من سيرته من فتح الرحمن باردوس. وسيد أحمد بلال؟
فأسرتني وسحرتني. وأخافتني.
كان عددٌ من الأصدقاء في غياهب السجون النميرية. وكنا نحن جماعة "التشكيليين الفلاسفة" على حد تعبير الصديق الخاتم عدلان، "العصاة" حد تعبيري، سايطين الدنيا بي تحت (في دوائر العمل السري). إلا أن دوائر الأمن لم تكن تُعنى بنا وتعتبرنا "مجانين ولعبنجية" ليس لهم خطر، ولا يُخشى منهم شيئا.
وهكذا أخذت قطار بورتسودان من محطة الخرطوم بحري وبرفقتي ابن حالي عبد الرحمن ود امحُمَّد ود حبيب الله. بل لقد كنتُ أنا برفقته. (فيالمْحُمَّد من إنسانٍ ويا لابنه من إنسانٍ ويا له معلمٍ، ويا له من خبير عارفٍ ب"معادن" الناس النفيسة.
في تلك الليلة وجدتُ "نفسي" أجلس إليه في مطعمٍ/بارٍ شعبي مفتوحٍ على ساحةٍ مطلة على شاطئ البحر الأحمر، وممتدٍ فيها. الأحمر اللازورديُّ الهابط من السماء. وكان هو يتحدث ويسأل دائماً وأنا أستمع وأجيب أحياناً. ولما انتهى الأنس والعشاء والشراب، ألقيت على العالم المحيط نظرةً موضوعية بدا لي منها أن فيض وجوده وحديثه أوسع امتدادا من الأفق وأكثر عمقاً من البحر اللازوردي، المتصلان بالسماء. وأدركتُ يومها إنني قد وقعتُ في إسار صديقٍ سيزلزل علىَّ "متعة الحظوة النجومية، التي كانت قد بدأت تتسربُ إلى نفسي، رغم كل التحوُّط والحذر. أدركتُ أنني قد وقعتُ في إسار محبةٍ ليست ككل محبة. محبةٌ باهظة مريرةٌ الثمن على نفسيَّ المسكونة بالسوء.
في اليوم الثاني يا الحسن، نمتُ إلى ساعةٍ متأخرة، أو بعبارة أدق، فإنني لم أنم في الليلة السابقة من فرط الذهول والخوف من تلك الصداقة التي فتحت علىَّ أبواب جحيم الزلزلة والسؤال، إلى أن هجم عليَّ النوم وقت الضحى بعد ليلٍ سَجَى وتوحَش.
في حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر، عاد الماحي ود على ود الماحي الفدني الشكري الجيرماني الدينكاوي اللشقر، وقد بدت لي شقرته "الغميسةُ" طاغيةً في تلك اللحظة، من عمله بدرس العصر الإضافي الذي كان ينظمه اتحاد المعلمين، وقد كان الماحي أستاذا للغة الإنجليزية بمدرسة بورتسودان الثانوية. وقد وقفت في ما بعد شهود عيانٍ عتيٍّ على إمساكه بمفاصل وتفاصيل تفاصيل هذه اللغة وإتقانه فصاحتها بشكلٍ فريد. فقد شهدتُ أصدقاءنا في قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة الخرطوم (فيما عدا مصطفى آدم)، ومن بينهم أساتذة لغة إنجليزية في المدارس الثانوية العليا مثله، يحضرون دبلومات عليا، لم يحضرها هو، يلجأون إليه في ما يستعصي عليهم من مصطلحات فنيات المسرح الدقيقة مما جميعو، وأشياء كثيرةً أخرى لا يعرفها إلا اصحاب ثقافة وفصاحة اللغة الذين نشأوا في حضنها فيجيبهم بيسرٍ مذهل.
دخل الماحي وسلم عليَّ وسألني كيف نمت إلخ. وسوا لي شاياً ظريف. وقال كَدي دخل إيده في جيبُه. عشرين جنيه، ورقتين امات عشرة يا الحسن أطراهن لي هذا يوم الليلة دا. مداهن لي. بيدٍ مستقيمةٍ واثقة لليس فيها نأمةً من ترددٍ أو كشكره. عاد مدة ايد الماحي بالقروش مي عجيبه. وكان طيب الذكر الأستاذ محمود محمد طه يقول "لو داير تختبرالإنسان اختبره في مالو". (وكان نقصتها يا النور ويا عمر عبد الله صححوني). ودي عاد زولاً بيلحق فيها الماحي ود عيني ما "أرتُه". "قُتُ له يازول الكلام دا شنو؟" قال لَي "اسمع، بطِّل الكلام الفارغ انا عارفك مفلِّس". (واظنه كلمه مقطوع الطاري عبد الرحمن ود امحمد "خالي" (و"خالي" دي نجيها بعدين). وعبد الرحمن ذاتو كان مفلس فكان الماحي ود علي يفرج ضيقه بما زاد عن حاجته الحاضرة من قروش دروس اتحاد المعلمين. وكانت قلما تزيد، ولعلها لم تزد أصلاً، في ذلك الزمان، عن حاجة الماحي الحاضرة، لأن حاجته الحاضرة لم تكن أبدا حاجته في ذات "نفسه الحاضرة").
هلا هلا أمانة مو ضو. قالت حوض العاشم في خصال أخيها أحمد ود بشير:
الهِينْ والقِدين (وياء القدين ممالة. وهو من مكاييل العيش الكبيرة)،
نافع البيِّن ود العزتين
عيشُه ما بْكِنُهْ ومو كايس بو دين
الدقون فشَرَن بوازننك متين
يا جبل كسلا الفي ضلو المَقيل.
فكأنه الماحي ودعلي بي \اتو صفاته.
وألحَ عليَّ إلحاحاً شديداً، فأخذتُها. وكانت يدي لم تمس عشرين جنيها منذ أشهر عديدة في تلك الأيام القاسية. فعرفت ساعتها معرفة عين اليقين كيف يكون الصديق. وعرفتُ أمام أي شاكلةٍ من صديق باهظٍ "أنا". صديقٌ يجبرني على ارتقاء قمم فضلٍ لم أكن أهلاً لصعودها من قبل ولا من بعد.
تجولتُ بعدها طويلاً بصحبته، وبصحبة عبد الرحمن حبيب الله، (كما كانوا يسمونه، ويحذفون اسم امحُمَّد "خالي"، في زيارات للمعارف والأصدقاء ورفاق العمل النقابي والسياسي والفكري. وقد كان المنعول يسكُت على حذف اسم أبيه، على الرغم أن امحُمَّد ود حبيب الله، كان يفضلنا أنا هو بمراحل في موازين الدنيا والآخرة معاً. وكانوا غالباً ما يسمونه عبد الرحمن، أيربا، على اسم القرية البجاوية المعروفة، التي كان في السابق يعمل معلماً بها، فيا له من معلم. وكان المنعول يعلق على حائط حجرته قبالة الكراسي التي يجلس عليها الزوار لافتة كتب عليها: "هذا جناه أبي عليَّ وما جنيت على أحد". وهذا من غلو يساروية ريعان الشباب. وعبد الرحمن اليوم صوفيٌّ علمانيٌّ رقيق الحاشية. شديد البر بذكرى امحُمّد ود حبيب الله ورمزيته). لم يخفيا عليَّ أحداً ولم يخفياني عن أحد. عرفاني بمن يحبونهما ومن ومن لا يحبونها، ومن يكرهونهما، ومن"يعادونهما" من دون فرزٍ. إلا علياً.
وأقول لك في المرة الجاية منو "علياً" دا.
مع كل محبتي.
بـــولا

Post: #646
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الحسن بكري
Date: 11-11-2004, 04:51 AM
Parent: #645

يا للسيرة الاخوانية اليهيّة، يا بولا. نمتاز كسودانيين بوفاء نادر لصداقاتنا وأظن أن نصوص سيرة قيّمة يمكن كتابتها ونشرهاحول كثير من تلك الصداقات.

أنا قابلت الماحي مقابلة عابرة بمكتب أرامكو بالخرطوم ربما في يوليو 1980. ثم التقيته بصحبة صديقنا النور رحمة (ماو)، أخذنا الماحي بسيارته لزيارة صديقه مسعود محمد على بالظهران – حوالي 60 كيلومتر من رأس تنورة حيث نعمل. في الطريق تعرفت على مقدراته كمحادث دمث %E

Post: #647
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: الحسن بكري
Date: 11-11-2004, 04:51 AM
Parent: #645

يا للسيرة الاخوانية اليهيّة، يا بولا. نمتاز كسودانيين بوفاء نادر لصداقاتنا وأظن أن نصوص سيرة قيّمة يمكن كتابتها ونشرهاحول كثير من تلك الصداقات.

أنا قابلت الماحي مقابلة عابرة بمكتب أرامكو بالخرطوم ربما في يوليو 1980. ثم التقيته بصحبة صديقنا النور رحمة (ماو)، أخذنا الماحي بسيارته لزيارة صديقه مسعود محمد على بالظهران – حوالي 60 كيلومتر من رأس تنورة حيث نعمل. في الطريق تعرفت على مقدراته كمحادث دمث ومثقف من الدرجة الأولى. كنا جميعا يساريين آبقين. أنا تركت السودان يائساً من أي نتائج إيجابية تخص طلب انضمام للحزب الشيوعي تقدمت به منذ أكثر من سنة وظل صديقنا أبوبكر الأمين يلاحق أجهزة الحزب العاملة تحت الأرض حينئذ لقبولي دون جدوى. بصراحة، أحسست فيما بعد بارتياح بالغ لذلك التلكؤ، أو التردد، في قبول طلبي فقد ضمن لي التمتع باستقلاليتي إلى الأبد!! ربما كان ذلك الموقف ناتجا عن استقالة سابقة من الحزب في الثانوية، وكنت وقتها في طاشرات عمري، أو لعله واحد من مظاهر التراخي التي أصابت الشيوعي في السنوات التي تلت تصفية رموزه أوائل السبعينيات.

النور ماو كان حزبياً سابقاً ارتاد سجون نميري ولكنه خرج بأفكار جديدة تمزج بين التدين العميق والتفكير المنفتح الحر والماحي غدا مفكرا متحررا وعلمانيا إلى أقصى حد، أما مسعود فقد استسلم لأفكار متنوعة من الليبرالية والإيمان إضافة إلى قراءات مختلفة في التاريخ والأدب والسياسة.

حقق الماحي انجازات مهنية باهرة بأرامكو، فإلى جانب إمكانياته الجسدية الواضحة، التي أتاحتها جذوره الخلاسية المتعددة، فهو يتمتع بروح مثابرة وإرادة حديدية ومهارات مهنية ولغوية رفيعة. وهو كريم بشكل استثنائي ومتلاف كبير، وهي صفة يشاركه فيها صديقنا مسعود محمد علي، الذي تلقى هذا الوصف (وصف الإتلاف) منشورا بإحدى الصحف من الراحل المقيم خالد الكد.

أول ما التقيت الماحي راعتني الأعداد الهائلة من شرائط الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة التي يمتلكها. حقائب عديدة من الأشرطة. المدهش أن الماحي في فترة ما ظل يستمع إلى شريط واحد يخص المغنية الأثيوبية ذات الصوت الملائكي، أستر، لأسابيع عديدة. لقد ظل الشريط يدور دون توقف لأسابيع متصلة!! ربما تكون تلال الشرائط تلك واحدة من مظاهر الكرم الذي لا تحده حدود التي ميزت الماحي. فهو سرعان ما يحول نقوده إلي سلع من أي نوع دون أي تردد. كان الماحي يحضر إلي السودان سنوياً. تصور، يا بولا، يستأجر تاكسيا من المطار رأساً إلى القضارف من غير أن يساوم في الأجرة كثيراً؛ بوسع الماحي أن يتصرف بعنجهية ملك أو بتواضع شحاذ!!

Post: #648
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ash
Date: 11-11-2004, 06:20 PM
Parent: #647

سلام ...
أرحب بأنضمام بولا للبووووووووووورد !!!

بولا ؛

سالم
موسي
في
ذمتك
دي ،
كان
بتحس !!!

Post: #649
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-12-2004, 01:50 AM
Parent: #1

أزيك يا Ash،
محبتي وأحر تحياتي وأحتفائي بهذ الإطلالة الظريفة،
وشكراً على ترحيب خفيف الروح. لكنك دا مو التاني دحين؟

لكين سؤالك عن سالم مااااا فهمته. أنا ياسِيد عمك كلام ناس "القرن العشرين دا مابعرفه". ودا تحريف لعبارة خالتنا عاشة الفلاتيه، وقد أوضحتُ عن سياقه وعن مناسبته في أكثر من موقع. فلا أعيده إلا إذا طلبته مني. وفي كلام كثير في لغة البنات والأولاد الجُداد ما عندي "علمان" بيه. (وهذه من لغة بخيته بت حسن جليسة "المِتعلمين" الأفندية من أخوانها وأصحابهم في الزمن السالف. وهي كما ترى مزيج من كلمتي "علم" و"إلمام"، والنون من حُرِّ مساهمات الحاجة بخيت). وبتحديد أكثر قولة "بتحس" دي في سؤالك عن سالم ما عرفتها فاشرحهالي ينالك ثواب. والسؤال عن سالم يطربني ويسعدني. فشكراً لك وأنا في انتظار شرح المفردة الحديثة.

بـــولا



Post: #650
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bakry Eljack
Date: 11-12-2004, 11:07 AM
Parent: #649

الاستاذ بولا

برغم ضيق ظرفى وعدم توفر الوقت للكتابة فى الفترة الحالية والقادمة, الا اننى لم اجد بدا من المرور والقاء التحية على سلسلة الابدلع التى تتواصل منذ قدومك الينا سالما و هن الغانمين طبعا, اثارنى حديثك عن حنتوب ايما حزن و فجر فى تساؤلات الموت والحيرة وعبثية و سائية الوطن و من هم على راسه, بحكم اننى من خريجى حنتوب فى اواخر الثمانينات.

لك حبى و اسفى على حنتوب وعلى الوطن الذى ما هو الا فى وجداننافقط

بكري الجاك

Post: #651
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-12-2004, 11:56 AM
Parent: #1

عزيزي Ash،
تحياتي حارة بي بوخا،
أمانة عاد ما اتولمت معاك شناة لوم.
الكليمة الهينة دي "بتحس" أبت لي مررررة واحدة. ابت كيفما قلبتُها.
لأنني قرأتها منذ البداية بأحكام مسبقة من أنها من لغة الشباب، أولاد وبنات القرن العشرين، الما بعرفا. نامن رجعتَ البيت زجرتني بت امحمَّد وشرحتها لي. لكن إنت كمان اتلومتَ ماشكَّلتها لي. فقرأتُها "بِتْحَس". وقعدت أخمن. قتَّ يمكن تكون معناتا "بكتح"، وسالِم فعلاً كان "بكتح" مرة مرة، وشوية شوية. وبصوم رمضان صبي، لكنه لا يلتزم في صيامة بالإمتناع عن تناول الشاي وشراب التمباك (شراب التمباك دي بتعرفا؟). فأجو المعذرة وليك عشرة سطور زيادة، بلصه، في سيرة سالم.
وياسيدي (المرة دي ياسَيِّدي مو ياسِيدي)، أتنهز هذه الفرصة (وقال عبد الله وديوسف، "وَل عمي"، الشاعر الهمباتي اب عيوناً خُدُر وعسليات زي غالبية أهلمنا الختاتير (أولاد أمحُمَّد ود ختاري راعي الوحش،"وحلفوا ما ادعوا قالوا ينزِّل عين الشممش من السما تجيه طاعية وتبقالو زي المُنْضَرة يعاين لي وشه فيها ويرجعا، فيعلم بذلك قدر رضا الله عنه. يلحقنا وينتعنا بي جاهو العظيم عِن ربو. قالوا غَلَب الصالحين لا حَدَّهن".

داير أقولك يا سِيدي: كتبتَ كلاماً ممتازاً عن نقد أسامة الذاتي المشرق العالي، إلا انني وجدت في فك دلالات لغته عسراً بفعل شاعريتها المكثفة. وفي تصوري أن اللغة الشعرية العالية، اي المكثفة، لا تناسب مقام الخطاب الفلسفي النقدي. فليتك نثرت هذا اللؤلو الشعري. لا سيما وأن بعض شُناة أسامة توهموا فيها مادةً لهجائه وإرجاعه إلأى المربع الأول. فأضم صوتي إلى صوت عصام جبر الله. فنثار اللؤلؤ والتبر الذي بذلته للقراء فاتنٌ جميل، إلا أنه لم يبلغ عن قصدك بالسداد المُرتجى.

مع أنضر مودتي ياصاحب اللألي البهية.

بــولا


Post: #652
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-12-2004, 12:48 PM
Parent: #1

عزيزي بكري،
تحياتي العطرة وأشواقي،

عليك النبي انت من خريجين حنتوب لزم؟ كان كدي هاتْفي داك ماكان ساكت (والهاتف الحدس الحس القوي في قاموس أكاديمية بربر). أمانه ماشرفتنا عاد. هذه إضافةٌ جديدة مشرفة، وشهادة صدقٍ على أن زراعتنا المضنية تلك أتت أُكُلها ثمراً حلوا وزهرا نضيراً، وتخصيباً جديداً من إبداع جيلٍ أنت من رواده بلا جدال.
دا خبر طيب جداً جدا يا بكري عاوز احتفال خاص، وخيمة خاصة في المهرجان الحنتوبي المقبل في البورد. خيمة خريجي حنتوب من أبناء القرن الحادي العشرين. (وأبناء هنا مافيها طريقة إضافة إلحاق جندري طبعاً للأسباب الظاهرة), سأنادي على طلحة وعثمان عووضة والنور يطلعوا بيان لإبلاغ جميع الجهات. واعتمادك فوراً ممثلاً للأجيال اللاحقة التي كست قمة التراث الحنتوبي ألقاً جديداً.

جزيل شكري على هذه المعلومة المفرحة. ولازم تشوف ليك طريقةٍ ما للسمنارين الإسفيريين الأساسيين المقبلين في هذا البوست: "هوية الهوية السوانية" و"مهرجان حنتوب".
ولك خاص محبتي.
بــولا

Post: #653
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: معتز تروتسكى
Date: 11-13-2004, 00:04 AM
Parent: #1

صرخه00
جميعنا نقف على حنين وذكرى00
و
عندما نقف على الاطلال يشتعل فينا الحنين بلهب الذكرى 00
*المشوار والاختيار كثيرا مايبدو صدفه وحقيقه عندما يتسع الافق تضيق العبارة فالموقف اكبر من ان تحصره كلمات00
كل عام وانتم بخير والسنه دى قبل الجايه تتحق امانيكم00 Dr.Elnour Hamad 00 والناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا

Post: #654
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Sinnary
Date: 11-13-2004, 07:55 AM
Parent: #653

استاذنا بولا
كل سنة انت ونجاة وكريماتكم بخير

دعني أجددإعلان فرحتي بوجودكم بيننا

Post: #662
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-13-2004, 10:50 PM
Parent: #654

الأخ العزيز سناري
شكراً على التحايا والتهاني. وأقول لك بل نحن الذين سعدنا بمعرفتك، وبمعرفة الكثيرين في هذا الفضاء الرحب.

ألف شكر
نجاة

Post: #655
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-13-2004, 08:19 AM
Parent: #1

عزيزي معتز،
جزيل وتحياتي وعميق شكري وإعزازي على هذه العيدية الكريمة،
العيد اُمباك عليك وعلى ذويك وأصدقائك وأحبابك.
صدقت فيما قُتَّ (و"فيما" دي تقراها بلغة زينب بت بشير العربية الفصحى البربراوية. وهي اللغة الفصحى الحقيقية الوحيدة التي عثر عليها الباحثون حتى الآن في اعتقاد فطنة بت بابكر ود القريش. والنبر في ":فيما" شديدٌ على ألف الميم الطالعه، واليا فيها جرجرَّه ومطَّة شوية). إذا "صدقتَ فيما قُتَ": "إذا اتسعت الرؤيةُ ضاقت العبارة"، وإذا اتسع الأفق أيضاً. مع إنني أكثر ميلاً إلى القول "إذا اتسعت الرؤية اتسعت العبارة وشملت وأوفت". و"العبارة الوافية"، كما اسميها، هي تلك التي تحمل كل دقائق المعنى فلا تُبقي فيه بقيةً للإستدراكات المتراجعة المعتذرة عن العجز عن شمول المعاني، وعن تمييز المعنى عما هو، وعما ليس منه. مثل قول كثير من القائلين "وهذا لا يعني أن...إلخ". ومثل هذا كثير فيما يقع عليه القارئ المنتبه المدرب. وكثيراً ما أجدنفسي وأنا اقرأ هذا النمط من العبارات غير الوافيه، من قبيل "وهذا لا يعني: "أكان ما بيعني خلي ما يعني من الأول في قلب بنية العبارة لا في الاستدراكات، ومن غير حاجةٍ إلى الاستدراكات أصلاً. وهيهات. فهذا مرتقىً بعيد وإنما غاية المرء أن يسعى وراء اكتمال العبارة بالجهد والصبر حتى ينال منها غاية الممكن. وكثيراً يتعاجز الكاتبون (ولا أقول الكتاب)، في كثير من منابرنا، عن هذا السعي الصبور. وهو عجزٌ اصبح عادة راسخة تُكمل بطق الحنك.

جزيل شكري أغلى أمنياتي.

بـــولا

Post: #656
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-13-2004, 02:45 PM
Parent: #1

عزيزي سناري،
العيد اُمبارك عليك، وعلى المدام والويدات. والقابلة الكبير فيهُن يبقى "مَدير". و"المَدير" دي طبعا نهاية السلطة والعظموت في مديرية بربر العظمى، في الزمن السالف. إلا أن جدي بابكرود القريش، حسب رواية بنته فاطنة الشهيرة ب"بت بابكر" ما "كان سأعِل في المَدير ولا في المَفتش".
فقالت تمدح شداعته واعتداده:
اللسد الزام في سامُه و(السام الحوش)
ماهٌَقَّل عُشَّامُه
المَدير ينهر قدامُه
ما ليّنْ لُه كلامُه
تسعدني طلتك. ولا زم تسن قلمك في الأيام الجاية ونحن داخلين على "الهوية السودانية". ماهي؟ ولماذا؟ وكيف؟ وإلى متى؟ ولي عِن وين؟

لك عامر مودتي وللمدا والوليدات أغلى الأماني.

بـــولا

Post: #657
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Raja
Date: 11-13-2004, 02:54 PM
Parent: #656

الأستاذ الفاضل بولا والكريم د. النور وضيوفهم الميامين..



وعيد سعيد..

تحياتي لأسرتيكما..

Post: #658
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tanash
Date: 11-13-2004, 03:20 PM
Parent: #656

العزيز .. بـولا ..

كل سنة إنت و نجاة و أُسرتكم الكريمة بألف خير ..
أُمنياتى لكم بوافر الصحة و العافية ..

Post: #663
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-13-2004, 10:54 PM
Parent: #658

الأخ العزيز طناش
شكراً على لفتتك الطيبة.
ولك كل أمنياتي بالنجاح والتوفيق. ونحن في انتظار أن يكتمل مشروعك المتفرد عن سليم اغا.
وانتهز هذه الفرصة لأعبر عن كثير سعادتي بالتعرف عليك.
نجاة

Post: #659
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-13-2004, 03:20 PM
Parent: #1

عزيزتي رجاء،
والعيد اُمبارك عليك وكل سنة وانتِ طيبة القابلة من العايْدِينُّه،
أطيب الأماني لك وللأهل.
مع خالص مودتي

بـــولا

Post: #660
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ash
Date: 11-13-2004, 06:07 PM
Parent: #659

سلام ...
بولا ـ كدا حااااف .
أقول ليك حاجة ، والله لا بكتب الشعر و لا بفهم بقروهو كيف ، لكن بس كتبت ال في رأسي ، و دي أظنها الجهجهة
ال فيني دي ، بين القعاد في أمريكا و الرجوع للسودان !! و لقيت أسامة ده في وشي . و يللا ، عينك ما تشوف ألا النور ... النور القدمك لينا في البورد
ولغاية هسه ما عارف اليفكك شنو !!!
بخصوص أسامة ده ، أنا عندي مشكلة مع حاجتين :
العمل السري و النقد الذاتي !!
العمل السري ده كتبت فيهو " نص " و أرتحت !
النقد الذاتي ده ، " سكاتة " و بس ! جد " بس " ...
و " سكاتة " دي زي " شراب السعوط " ، دايره ليها ترجمة !!!
و بعدين أنت مالك و مال الخواض و سجيمان ، خلاص كملت
بحوثك و قعدت !!! لا والله ، لكن قصدي بسيط ، لمتين ح نقعد " نخاطب و نجادل " نفسنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والظاهر عليك ما سمعت قصة الولد الرباطابي الدقاهو أبوهو والبيبكي بره البيت ، لما سألو واحد وقال ليهو :
ياولد بتبكي مالك ؟
قاللو الولد :
في التحشر المتل تحشرك ده ....

أما الجماعة الناوية سرقة المعني ، فخليهم يخوموهو
معانا ، وبعدين اليسرقو !!!!!!!!!!!!!!!!

Post: #667
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: nour tawir
Date: 11-14-2004, 01:20 AM
Parent: #659

بولا

دخلت اقول عيد سعيد عليك وعلى كل السودانيين الجوة والمشتتين...

سلام

Post: #661
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: د. بشار صقر
Date: 11-13-2004, 09:21 PM
Parent: #1



د. عبدالله بولا

وضيوفك الكرام

كل عام وانتم بخير

اعاده الله علي الجميع بالخير والبركات

Post: #664
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-13-2004, 11:00 PM
Parent: #661

العزيزة رجاء
لك الشكر، ولأسرتكم تهنئتي بالعيد
مع خالص أمنياتي بالنجاح والتوفيق.


الأخ العزيز الدكتور بشار صقر
كل عام وأنت بخير،
ولك أمنياتي بالسعادة والأيام الطيبة
نجاة

Post: #665
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 11-14-2004, 00:16 AM
Parent: #664


الاعزاء بولا ونجاة والبنيات
أجمل التهاني بمناسبة العيد وأمنياتي بأوقات طيبة . وتحياتي. لا زلت آمل في رسائل وممايلة . لم يصل منك يا بولا حرف .أرسلت نجاة رسالة ورددت عليها برسالة مصحوبة بنص وما اتاني رد بعلم الوصول. الممايلة ضرورية للتعرف على الأحوال في هذه الايام أنا جد مشغول بما لا تتصورون . وصلت بي جاي الحاجة نفيسة .هي في شيخوختهاوتعرفك بالكاد يا بولا وتحتاج لرعاية دائمة وهذا ما افعله معها بسرور أي بصبر مع الفرحة بما يدهش زوجتي .صار باهر يسابقني في الخدمة ووقفت على سر ما يغرسه السودانيون في ابنائهم في هذا المنحى وهو ببساطة استنساخ صورة أفعال من يحبونهم أو قل عمل سكانينج لتلك الأفعال ونسبتها للذات هكذا يفخر باهر كل صباح بتكرار الافعال افعلها لانه يحس انني احب فعلها.هو تعبير عن الحب عبر تاكيد الذات . ولا باس .ياهر في الرابعة والنصف.سعدت بسردكم شذرات من سيرة فاطمة وعزة ونوار. وأرجو عبر الممايلة نقل المزيد من التفاصيل.
لست سعيدا بالمناقشات بهذه الكيفيةعلى الرغم مما تقدمونه من معارف لكنني اقرا كل صباح ما يجري . أقرأ ترجمات نجاة واسعد بما تقدم.

Post: #666
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبوالريش
Date: 11-14-2004, 00:53 AM
Parent: #665

الأستـاذ الفاضل د بولا،

عيــد مبارك وكل سنـة وانت طيب..
نقاشكــم حول جاك دريـدا أثار إهتمـامى بهـذا الفيلســوف، وســوف أبـدأ دراستـه إن شـاء الله..
فى مادة علـم الإجتمـاع، (التى أخذتهـا من ضمن الواد الإختياريـة فى الكليـة) فرض علينـا البروفيســور، أن نشتـرى كتاب نعـوم شـومسكى عن الميـديـا ووسـائل الإعلام فى الغرب، ونكتب ورقـة حولـه، .. وطلب منـا بالحـرف الواحـد أن ننتقـد السيـاســة الأمريكيــة!! كل الفصل نفـذ الوصيــة، ما عـدا العبـد لله.. فلقـد إنصب كل نقـدى على شـومسكـى.. ولا أعتقـد أن سعــر الكتاب (7 دولارات فقـط) كان لـه الأثـر فى ذلك..
ولكن وجدت أن شـومسكى وقـع هـو نفســه فيمـا أراد أن ينبهنـا ضـده، وهـو محاولـة الميـديـا تشكيل العقل الغـربى والسيطــرة عليـه.. والحديث هنا يطول وليس هـذا مجالـه طبعـا..
ما أردت أن أرمى إليـه، هـو الأسمـاء الكبيـرة، يجب أن ندرسهـا جيـدا، قبل أن نقبل أو نرفض ما تكتب. ولقـد هيأت نفسى الأن لدراسـة اللغـة الفرنسيــة لغـرض أسـاسى واحـد، هـو فهـم ما يرمى إليـه جاك دريـدا من عبارات مثل "تفكيك".

ملحوظــة:
عـرفت أنك لم تكن من مؤسـسى مدرسـة الكرستاليـة فى السبعينـات، أو من أنصـار التيـار.. فأرجـو أن تكون عاذرا لأخيك. غايتو أنا لى هسـى بتذكرهـا، خصـوصـا لمـا أشــوف ثلج يذوب.. لكن بينى وبينك، ما شفت لى هسـى زول شـايل جزمـاتـو فى جيبـو وماشـى حفيـان.

Post: #669
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 11-14-2004, 08:24 AM
Parent: #666

العزيز، معتز تروتسكي
العزيزة، رجاء العباسي
شكرا على العيدية وكل عام وأنتم بخير.
رجاء، أرجو أن تكون خطة سفرك إلى أمريكا، كما هي، ولم يطرأ عليها تغيير.

بولا، ونجاة، والبنيات، كل عام وأنتم بخير.
وأرجو المعذرة للغياب الطويل
و"البنيات" هذه، على شيوع استخدامها في اللهجة السودانية، أضحت محببة أكثر لدي، بعدما أضفى عليها المجذوب، طيب الله ثراه، عذوبة خاصة من روحه الشفيف.

البُنَيَّاتُ في ضِرامِِ الدلاليكِ، تسترن فتنةً، وانبهارا
من عيونٍ تَلَفَّتَ الكُحْلُ فيهِنَّ، وأصغى هُنَيْهَةً، ثم طارا
العذارى ألوانهن الرقيقاتُ، نباتُ الظلالِ، شفَّ، وحارا
رامته العيونُ، ينتظر الموسمَ، حتى يشعَّ، نوراً ونارا
ينبري الطبلُ، ينشرُ الهزجَ الفينانَ، طيراً، تفرُّقاً، واشتجارا
موكبٌ من مواكبِ الفرحِ المُختالِ، عصراً، في شاطئِ النيلِ، سارا
نحن جئنا إليكِ يا أمها، الليلةَ، بالزينِ، والعديلِ المُنَقَّى
نحن جئناكِ، حاملين جريدَ النخلِ، فألاً، على اخضرارٍ، ورزقا

كلمات المجذوب، هي عيديتي إليكم. قال الشاعر العربي:
لاخيلَ عندكَ تهديها، ولا مالُ، فليُسْعِدِ النطقُ، إن لم تُسْعِدِ الحالُ
كل عام والجميع بخير.

Post: #668
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: talha alsayed
Date: 11-14-2004, 04:54 AM
Parent: #1

بولا ونجاة والاسره الكريمه

كل عام وانتم بخير

تحيات الصديق مصطفى لكما وللاسره

Post: #670
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: omer almahi
Date: 11-14-2004, 11:48 AM
Parent: #668

الأستاذ بولا ودكتور النور وأستاذة نجاة وكل الاسرة كل عام وأنتم بألف خير

Post: #671
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 11-14-2004, 01:55 PM
Parent: #670

شكرا عمر الماحي
وكل عام وأنت بخير أيضا.

Post: #672
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: د. بشار صقر
Date: 11-14-2004, 10:21 PM
Parent: #1




د. النور حمد


كل سنة وانت بخير

اعاده الله علي الجميع بالخير والبركات

Post: #673
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-15-2004, 00:25 AM
Parent: #1

عزيزي بشرى الفاضل
شكراً على التهاني والسؤال عن فاطمة وعزة ونوّار.
تعرب يا بشرى عن "عدم سعادتك" بالمناقشات "بهذه الكيفية". بيد أن كيفية المشاركة لا يحددها طرفٌ واحد، وإنما تحددها الأطراف المشاركة، لذلك تتسم هذه الكيفية بأوجهٍ عديدة، حيث يختار كل مشارك النقطة التي ينطلق منها، والقصد الذي يرمي إليه، والمنهج الذي يتبعه.
من هذه الناحية، أعتقد إنني كنت راضية إلى حدٍ كبير (ولست سعيدة) عن "كيفية" مشاركتي. وهي مشاركة يمليها علي الواجب والضمير، منذ أن قبلت بدعوة النور الصادقة والطيبة، وبترحيب بكري أبو بكر. المشكلة الكبيرة في هذا المنبر أن الكثيرين يكتفون بالتعبير من بعيد عن "عدم سعادتهم"، أو عن "نفورهم"، أو "استنكارهم" حتى. مثل هذا التعامل مع ما يجري، لا يدفع بسير الحوار ولا الارتقاء به إلى ما نأمل. لذلك أطالبك بشدة أن تدلي بدلوك كلما كان ذلك ضرورياً (هل أقول "وواجبا"؟ ربما.)، وأن لا تكتفي بالتعبير عن عدم سعادتك. هذا هو الدور الذي أعشم فيه منك، ومن كل حادب على خلق أسس متينة للحوار تضمن توقير المخالف وتجنِّب الناس شرور ما يمنع السعادة.
لك خالص مودتي لباهر وأمه وللحاجة نفيسة عبيد، وأمنياتي لها بالصحة والعافية. ولا أنسى أن أشكرك على قراءة ترجماتي، وسيكون رأيك ـ متى ما تيسر لك الوقت ـ مفيداً ومسعداً .
نجاة


.

Post: #674
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-15-2004, 00:40 AM
Parent: #1

عزيز النور

شكراً للعيدية اللطيفة.
وهي من القصائد المحببة عندي.
تحياتي لأسماء ومحمود وآمنة، وأمنياتي لكم بالسعادة والأيام الطيبة.

كيف يسير الاستعداد للاحتفال بذكرى استشهاد الرجل العظيم؟
أتمنى لكل المشاركين في التحضير لهذه المناسبة التوفيق والنجاح.

لكم خالص ودي

نجاة

Post: #676
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 11-15-2004, 01:13 AM
Parent: #674

نجاة العزيزة
أنا لا اتحدث عن عدم المشاركة على إطلاقها . بل اعني المشاركات لكل من بولا ونجاة وعجب الفيا وأسامة ومشاركة عبداللطيف في الرد عن المترجمة المرة كما قال واخرين كلها مشاركات فيها الى جانب الافكار والرؤى مرارات وعنف ثقافي اما بوستات البعض التي تنضح بالعنصرية أو نحوها فلا اشارك فيها من اساسه واعجب لمن يدخلون فيها بتقديم نصائح لمؤسسي هذه البوستات ولم اقرا ما قاله سجيمان عن بولا لأنه كان واضحاً خطله من عنوانه . حقيقة لم أفتح اللينك وما كنت أرغب بان يدخل بولا في حوار بالنصح معه ولا الخاتم واستغربت لاستجابة اسامة الخواض للبوست الساخر ليس من دريدا فحسب بل من عمل المثقفين السودانيين الذي هو عمل جاد لا يقبل ان يسخر منه كتاب المقالات الساخرة الركيكة في مادة السخرية نفسها الذين رجعوا بالكتابات الساخرة السودانية الى ما قبل حساس محمد حساس على علات كتاباته.لم اشارك في التعليق على بعض البوستات لدواعي ذاتيةوكنت مشتركاً في بوست عجب الفيا عن البنيوية فالرجاء الرجوع لذلك البوست قبل عام.
لا زال سؤالي لكما دون رد لماذا لا يرسل بولا وترسلين ايميلات وهل وصلك نصي عن سيمفونية الجراد؟

Post: #677
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-15-2004, 01:46 AM
Parent: #676

عزيزي بشرى
فهمت منذ البداية إنك لا تتكلم عن المشاركات على إطلاقها، وإنماعن
"مشاركات بولا ونجاة وعجب الفيا وأسامة". ومن هنا كان حديثي.
وقد قرأت مشاركتك في بوست البنيوية، ربما قبل انضمامي للمنبر، ولا أخفي عليك ان رأيي، بخصوص مشاركتك فيه، لا يختلف كثيراً عن رأي أسامة الخواض.
وفي الوقت نفسه، اتفق معك في رأيك حول مشاركات اسامة في بوست سجيمان. وبالمناسبة بولا لم يتقدم بأي نصح لهذ الأخير (إن كنت تعني ذلك)، بل أنه لم يرد مطلقاً على بوسته المعني، ولم يتداخل أبداً في اي بوسته له.
وصلتنا سيمفونية الجراد. أما عن عدم رد بولا على إيميلاتك، فذلك لأنه ببساطة لم يتسلم منك رسالة على عنوانه، بينما اقوم أنا بالرد عليك لأن كل رسائلك وصلت على عنواني. وعلى كل حال، يضع بولا موضوع الكتابة إليك في صدر أولوياته.

خالص مودتي
نجاة

Post: #675
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-15-2004, 00:51 AM
Parent: #1

الأخ العزيز طلحة السيد
شكراً على التهنئة.
لك وللاسرة الكريمة أمنياتي بالصحة والعافية والأيام الهانئة.
وتقبل عاطر تحياتي لك وللصديق العزيز مصطفى وأسرته.

الأخ عمر الماحي
ألف شكر، وكل عام وأنت بخير
وتقبل أمنياتي لك بالتوفيق

نجاة

Post: #678
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 11-15-2004, 06:37 AM
Parent: #675

دكتور بشار صقر

كل عام وأنت بخير، وحقق الله الأماني العذاب، جميعها.
أرجو أن يكون هذا العيد مناسبة للتسامي على العداوات والضغائن، والصغائر، كما تفضلت بدعوة الجميع.

Post: #679
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 11-15-2004, 09:18 AM
Parent: #678

Read

Post: #680
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-15-2004, 02:33 PM
Parent: #1

أعزائي وعزيزاتي المتداخلين والمتداخلات،
أخلص تحياتي ومحبتي والعيد اُمبارك على الما عايدتهم والما عايدتهن،
يؤسفني إنني لا أستطيع في هذه اللحظة أن أعقب على مداخلاتكم . ومعايداتكم الكريمة. فالكمبيوتر واحد يستخدمه خمسة أشخاص(ات) منهم طالبتان بالجامعة وتلميذة بالثانوي. واستخداماته عديدة منها الدروس، والتسلية مما جميعو ـ وغالبا سماع الموسيقى بالنسبة (للبنيات) ـ والرسم أيضاً (إحدى غوايات صغيرتهن) المتعددة، والعمل والمنبر (لنجاة) والمنبر ولا غيره للأسف (لشخصي). فتصوروا!!
كنتُ في الأسابيع الماضية أعقب على أغلب المداخلات في المكتب. وأكتب بعضها في نهاية الأسبوع في وقتٍ متأخرٍ جداً بلغ في نهاية الأسبوع الماضي طوال مساء الجمعة وكل فجر السبت ونيفا من صباحه (حتى الثامنة والنصف). ولم أعد أستطيع ذلك. لا بسبب الإرهاق وحده وإنما خشية الاستيلاء على أنصبة الآخرينات بأكثر مما فعلت. فأرجو المعذرة وسأعود إن فضَّلن لي زمن في أول الفجر. وأول الفجر خيرٌ من ألف شهر.

جزيل شكري لكم جميعا على مداخلاتكم ومعايداتكم، وإلى حين يوفق الله القدم لتجد منفذاً إلى الكي بورد.

بــــــولا

Post: #681
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Ash
Date: 11-15-2004, 02:44 PM
Parent: #680

سلام ...
عبدالله بولا ؛
برغم قول " البعض " ـ تماشيآ مع روح البورد ـ بحبك للمختلفين أكثر من موافقيك ، دعني هنا أن أعتذر ربما " لقلة الأدب " الكتبت بيها عن " مديدتك الحارة " !!!
أنا كتبتها بالليل وبدت عادية ، ولكنه الصباح ، مغير الحال ، من حال لحال ...
فقط تقبل أعتذاري ، وحتي ألقاك علي عتبة مناكفة أخري ..... سلام .

Post: #682
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-15-2004, 03:18 PM
Parent: #1

عزيزي Ash
تحياتي، ومحبتي، كمان إن ما عجبك، وبالألاف لا يوم الوقاف،
إلا انني الآن مزانق جداً من الجندريات الأربع. وسأعود إليك عندما تحصل انفراجة ديمقراطية في استخدام الكمبيوتر من جميع الأطراف.
وقد طلبتُ منهن إذناً خاصا وبعرضحال طويل لكي يسمحن لي بأن أعقب على هذا البهاء الذي نتمنى أن يصبح تقليداًً راسخاً في البورد وفي سواه من المنابر وأنت أهلٌ للمساهمة في إرساء قواعد هذا الفضل.

بـــولا

Post: #683
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elmosley
Date: 11-16-2004, 00:37 AM
Parent: #682

الاعزاء د بولا ود النور حمد شكرا لكما لهذه الواحة
فمنذ مداخلتي الترحبية الاولي لم ادخل الا قارئا مواظبا
عتاب حنين الي العزيز شنتير
وهو عارف ليه
تحياتي للجميع

Post: #684
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 11-16-2004, 06:14 AM
Parent: #683

الموصلي!!
ليك وحشة
عرفت أنك شرفت أيوا في هذا العيد.
كل عام وأنت، وسكينة، والأولاد، والبنات، بألف خير.

Post: #695
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Elmosley
Date: 11-17-2004, 03:25 AM
Parent: #684

نعم يادكتور
شرفني الايواب بوجوههم الباسمة في العيد
وانسوني ولو الي حين
غرقي في النشاط الموسيقي الكبير هذه الايام بفرجينيا
الاولاد بخير
وربما اعود للاحتفال معكم بذكري الاستاذ اذا
سمحت الظروف بذلك
لك الود

Post: #685
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-16-2004, 06:28 AM
Parent: #1

عزيزي أبو الريش،
أخلص تحياتي، والعيد مَبارك عليك، وِان شا الله من العادينه أنت والأسرة الكريمة،
أسعدني "قولك نقاشكم حول جاك دريدا أثار إهتمامى بهذا الفيلسوف، وسوف أبـدأ دراستـه إن شـاء الله.. ". فقد كان ذلك غاية "المنتهى" من هذا النقاش أصلاً. وقد حرصنا واجتهدنا بقدر ما نستطيع في سبيل أن تصل القارئ المهتم، أو بعبارةٍ أدق، القارئ الذي أثار النقاش لديه اهتماماً بدريدا، هذا الفيلسوف الصعب، الوعر، غير المألوف، وغير الأليف، "صحيحةً" بقدر المستطاع.
ولتسمح لي بأن أهنئك على اعتزامك دراسة اللغة الفرنسية، لكي تتمكن من " فهم ما يرمى إليه جاك دريدا من عبارات مثل "تفكيك".. لكنني وددتُ لو أنك رغبتَ في تعلم اللغة الفرنسية أيضاً لأسبابٍ تتجاوز فهم دريدا "والتفكيك" (وأنا أضع هذه الكلمة بين دائماً بين مزدوجتين كناية عن طعني في "تمام" صوابها في ترجمة "مصطلح" ال "Déconstruction" عند دريداً، الذي لم يكف هو نفسه عن تعريفه وإعادة تعريفه وعن "الكفاح ضد التأويلات غير المناسبة له. وقد وعدتُ أن أقدم في بوست أسامة الخواض نذراً قليلاً من كفاح دريدا هذا، من باب أضعف الإيمان، فليس لدي من الوقت ما يمكنني من أن أعد، وأدعي أكثر من ذلك في هذا الخصوص.
أقول "وددتُ لو أنك رغبتَ في تعلم اللغة الفرنسية أيضاً لأسبابٍ تتجاوز فهم دريدا"، فدريدا ليس الفيلسوف والمفكر الوحيد في فرنسا، (ولا في العالم بالطبع) الجدير بهذا الاهتمام ـ (وأنا وإن كنت قد أبديت كل هذا العزم في الدفاع عنه، وعن مساهمته الفكرية والنضالية، في وجه ما بدا لي تبسيطاً واستهانة وزرايةً لا تليق بمقامه، فأنا أيضاً ضد تأليهه الذي أعتقد أنه سيكون وجهاً آخر من وجوه الزراية به. وقد احتج دريدا نفسه احتجاجاً شديداً على ذلك. وسوف تقع على وجهٍ من وجوه هذا الاحتجاج في ترجماتي التي سأنشرها ببوست أسامة) ـ ففي "بسطام" أيضاً(أعني "العالم الثالث" [ثالث في شنو ما عرفنا] ككل، بما فيه إفريقيا ( التي نهملها إهمالاً ذريعاً) مفكرون أشداء "يفلقون الشعرة ثم يميزون بين فلقتيها" كما يقول طيب الذكر والذكرى والثرى الأستاذ محمود. وكم وددتُ لو أن الزمان والمكان أسعفاني على "التعريف بهم". وما كل ما يتمنى المرء واجده.
ومن هؤلاء المفكرين والمناضلين، الذين لا يقلون أهمية عن دريدا، شومسكي، أيضاً، وربما قلت في "صفوف صدارتهم" الأولى. وكم وددتُ لو أنك صبرتَ عليه، وتوغلت في دراسة فكره الفلسفي والسياسي، ونضاله الضروس ضد العولمة الرأسمالية المتوحشة، أشر شرور الواقع العملي المباشر، والتي تمثل مكافحتها أوجب واجبات الفكر النقدي المباشرة، وضد كل أشكال التغريب والزراية بالإنسان.
وكم أتمنى لو أنك أطلعتني وأطلعت القراء والمتداخلين على كيفية وقوع " شومسكى (...) هو نفسه فيما أراد أن ينبهنا ضده، وهو محاولة الميديا تشكيل العقل الغربى والسيطرة عليه.. كما ذكرت. على الرغم من تنبيهك المستحق للقراء والمتداخلين بأن والحديث في هذا الأمر "يطول وليس هذا مجاله طبعا.. ". فأحصر مطمحي في في حدود ماتستطيعه من توضيحات مما يناسب المجال الإسفيري (والقت والبلاوي العديدة التي نعاني منها جميعاً.
فقد استمعتُ إلى شومسكي (في سمنارات عديدةٍ قدمها بجامعة فانسين (Vincennnes)، التي شارك في تأسيسها نفرٌ من المفكرين الفرنسيين العصاة الأشداء (سارتر، وجيل دولوز، وليوتار، وفوكو، وفيليكس غاتاري، ومارك فيبر، وآسيا ميلامِد، بين آخرين). وكانت و"مازلت" محطاً للمفكرين والمبدعين العصاة. وقرأتُه على أثر ذلك قراءات "متمهلة"، وأتابعه حتى هذه اللحظة. ووافقته في أشياء كثيرة وخالفته في الكثير غيرها. إلا أنني لم أقع على أية قرينةٍ تدعوني إلى الاعتقاد بأنه "وقع" مثل هذه "الوقعة الشينه". وليس من أغراض ملاحظتي هذه تخطئتك، ولا تبرئة شومسكي من احتمال الخطأ، بأي حالٍ من الأحوال، بل دعوتك إلى قفةٍ متأنية أمام عالم اللغة المفلَّق هذا والمفكر والمناضل شديد البأس. ولا أستبعد بأي حالٍ من الأحوال أيضاً، ولا يحق أن أستبعد أصلاً، أن تكون على حق.

جزيل شكري لك على هذه المداخلة النيرة، وإلى اللقاء.

بــــولا

Post: #686
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-16-2004, 07:41 AM
Parent: #1

عزيزي النور،
تحياتي ومحبتي،
وكل سنة وأنت والأستاذة أسماء والأبناء محمود وآمنة بخير،
وأتمنى أن يكون مسار الترتيب للاحتفال بالذكرى العشرين ليوم الفداء الكبير ميسراً سلساً.
جزيل شكري على المعايدة البهية، وعلى إطلالتك التي طال شوقنا لها.

بــــولا

Post: #687
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: أبوالريش
Date: 11-16-2004, 08:31 AM
Parent: #686

الأخ العـزيــز عبد الله بولا

الفرنسيــة لغـة جميلـة، ومنـذ وقت طويل أحاول أن أجـد الوقت لدراستهـا، فلقـد أقمت فى باريس مـدة أسبوعين، كانت أجمل أسبوعين قضيتهـا فى أوروبـا قبل أكثـر من 20 عامـا!
دخلتهـا عن طريق مطار ديجول، وغادرتهـا عن طريق مطار أورلى.. ولا زلت أذكــر قار د نورد، وبارى ويت، وكوارتى لاتى، وكونكورد وشـامبزاليزى.
أرجـو أن أتمكن سـريعـا من دراسـة هـذه اللغـة الجميلـة، والغـرض (الأسـاسـى) كما أسلفت سيكون دراسـة دريـدا، تمهيـدا لدراســة مقارنـة، خاصــة بالفلسفــة الصــوفيــة.. إذا مـد الله فى العمــر.
أما شــومسكى، فلم يكن لدى الوقت الكافى ( للصبــر عليـه)، وقراءة المزيــد من كتاباتـه، كما تمنيت لى، ذلك لأنى كنت فى إمتحانات نصف السمستـر، وقد كان (الواجب المنزلى) بالنسبـة لى هـو
قـراءة و مناقشــة كتاب واحــد من كتبـه (أو قل كتيب) عن إستعمال (النظــام) للميديـا كوسيلــة للسيطــرة على الطريقـة التى يفكـر بهـا المواطن الغـربى.. وقــد كان.
لا أملك نسخــة من الورقـة التى قـدمتهـا، ولكن عنـدى الكتاب، وسـأقوم بقراءتـه مرة أخـرى، والتعليق عليـه هنا قريبـا.. فأعطنى من فضلك، بعض الوقت.

Post: #688
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-16-2004, 09:10 AM
Parent: #1

عزيزي النور،
مع كل مودتي وحسن ثقتي. وهما في حرز مكينٍ من نوائب الدهر، وتقلبات النفس والرأي.
ومع ذلك، ونعلة الله على هذه ال"مع ذلك" المرهقة الما عندي ليها لا مروه ولا وقت ولا استعداد نفسي، فقد أوقفتني مداخلتك الأخيرة التي احتوت على دعوةٍ ورجاءٍ عامين ومعممين جداً، بأن "يكون هذا العيد مناسبة للتسامي على العداوات والضغائن، والصغائر، كما تفضلت بدعوة الجميع." وقد جاءت كلماتك المعبرة عن هذا الرجاء في مضمار الرد على معايدة الأخ الدكتور بشار صقر ل"الجميع"، التي ضمنها تمنيه بأن تكون مناسبة العيد "بدايتنا للتصافي من كل الخلافات الشخصية والشكلية (إمالة الخط من عندي) التي اضرّت الحوار في بيتنا السايبري هذا , ولتكن بداية التصافي مع ذواتنا , أن نروضه علي كبح جماح الغضب في ميادين الاختلاف" وأنا أشاركك (وأشارك الأخ الدكتور بشار) هذه الأمنية من شغاف قلبي. إلا أنني لا أشاركك ولا أشاركه، هذا التعميم المطلق.

سوى أنني أوجه حديثي هنا لك أنت. فاسمح لي أن أرى أن مثل هذا التعميم لا يفضي إلى أي سبيلٍ من سبل استقامة "الحوار"، أو بالأحرى، السجال، المرتجى منه تحقيق أي درجةٍ من درجات مقاربة الصواب. لأنه لا يضع من الأساس، أي في نواة بنيته، اعتباراً لدرجات مجافاة الصواب، ولا يميز بينها: أقصاها من أدناها. صحيح أن "السجال" وليس "الحوار" الذي دار بصورةٍ أساسيةٍ بين الأخ عبد المنعم عجب الفيا وشخصي، والأخ أسامة الخواص ونجاة محمد على، انطوي على ما يوحي بشبهة "العداوة" والضغائن"، و"الصغائر"، إلا أن أنصبة المساجلين من هذه لم تكن، على أقل تقديرٍ، متساويةً بصورةٍ تبيح مثل هذا التعميم، (لا من جانبك ولا من جانب الأخ بشار صقر". أعني بوضوحٍ أكثر إننا ثلاثتنا، أسامة ونجاة وشخصي، الذين صدرنا من وجهات نظرٍ فكرية ومنهجية متقاربة، إن لم أقل متجانسة، لم ندخل "السجال" بعقلية العداوات والضغائن، والصغائر، بل بعقلية وقيم المنهجية المنضبطة، وتوقير القارئ وموضوع النقاش معاًبقدر ما في وسعنا. واحترام أصول "الدراسة العلمية"، واحترام المتابعين والمتدخلين، وعلى وجه الخصوص عندما يصدر الكاتب من موقع المعلم المفسر الشارح لمن ليس لهم معرفةً بالموضوع أصلاً، ومن لهم معرفةٌ غير مؤكدةٍ يرغبون في زيادتها بالنهل من "أهل المعرفة" ومصادرها "الموثوقة".
وقد كانت هناك، على أقل تقديرٍ أيضاً، درجاتٌ بينة الوضوح في التعامل مع السجال النقدي وفهمه على أنه "عداوةٌ" وضغائن"، و"صغائر"، وفهم الدعوة إلى التقيد بأصول المنهجية العلمية" وضوابطها على أنه "شكلياتٌ"، و"تكبرٌ" و"افتراءٌ"، و"جهل" و"إسهال لفظي" و"حسد" و"حقد"، وبين فهم السجال على أنه درجةٌ من الحوار، وقد أقول الخلاف الساخن كمان، بين ذهنيتين بينهما هوةٌ شاسعةٌ إن شئنا مزيدا من الدقة، وليس عداوة على أية حال.
وقد كنتُ وما أزال، وسأظل ماحييت، أعتقد اعتقاداً راسخاً بأن "الصدق ينبئ عنك لا الوعيد"(وهو في سياق نص أكثم بن صيفي، الذي أتمثل به هنا الاجحاف). حاشاك "الوعيد"، فهو أبعد الأشياء عنك، وعن ميراثك من الفضل، وإنما أردتُ أن أتمم عبارة بن صيفي الباسقة، التي أنتَ أهلٌ وأيما أهلٍ، لشطرها الأول. إلا أن شدة أدبك وحرصك على السلام، قد أوحيا لك بتفضيل العبارة المعممة التي تسد أبواب الريح فيما أعتقد. وعندي أن أبواب الريح لا تنسد إلا بصخر النقد، الناجم المتوالد، عن ترسبات وتراكمات المنهجية النقدية "العلمية" الحازمة الرحبة.

أرجو أن لا أكون قد جرحتك، وما أشقاني عندئذِ، أو أجحفتك حقك ولا شفيع لي في مثل هذه الحال سوى عفوك وحلمك المديدين.
وكما سبقت أن قلت في مراجعةٍ لي سابقة "أما العتاب فبالأحبة أخلقُ"
وربما أكون قد أسأت التفسير وجافيت سياق ومرمى كلماتك، فأخذتها في حيزٍ ضيقٍ بينما قد تكون موجهةً ل"الجميع". إلا أن ورودها بحرفها في بوست الأخ الدكتور بشار، وفي هذا البوست، وفي سياق لا يحتاج إلى طول نظر لمعرفة أن المقصود الأول منه "سجالنا" إياه، قد يؤيد مأخذي لها على هذا المنحى.

كل محبتي وأطيب أمنياتي.

بــــولا

Post: #689
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-16-2004, 09:45 AM
Parent: #1

عزيزي طلحة،
تحياتي ومحبتي والعيد اُمبارك عليك وعلى المدام وبنياتكُن ووليداتكُن،
وعلي مصطفى وعواطف والوليدات، والوليدات. يا خي ما تشوف لي للزول دا طريقة مواصلة. وقولُّه قال لك بولا يا خي أنا من كثرة وحشة مشهدي الخالي من صديق قريب، (حسن موسى في آخر الدِنيا والدنيا في هذا السياق باريس أسهل تصل قطر مما تصلُه). ومن فرط اشتياقي له، أصبحتُ أتشكك فيما إذا كُنت قد غلَّطت عليه في شي (؟؟؟). على الرغم من أنني على علمٍ أكيد بمشاغله الأثقل من الجبال وأكثر منها طولاً.
وقول له عافي منك. وان بقيت غلتان في حقك، أمحاها فوق قفاي الهلك من المسح، من كترة تقصيري مع الأصدقاء.
وعندي وصية هامه لمحمد عبد العال: بعد ما تسلم عليه وعلى فاطنه وتبارك لهم العيد هُن والبنيات والوليدات، تقول لُّه قل لك عبد الله بولا وصيتك الخاصة بإسبيرات العربية ضاعت مع الضربة الرهيبة التي تعرض لها كمبيوترنا قبل ستة أشهر. فإن قدر يرسلها تاني أو يتصل بالتلفون يكون عمل فينا خير كبير لَإننا خايفين منه وميتين من الخجله.

مع نضير مودتي لثلاثتكم.
بــــولا

Post: #690
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-16-2004, 09:52 AM
Parent: #1

الأخ العزيز الأستاذ عمر الماحي،
لك التحيات المزهرة النواضر، والعيد يتبارك عليك وعلى المدام والبنيات والوليدات.
أسعدتنا الزيارة والمعايدة، ونتمنى أن تتواصل السعادة بمداخلاتٍ من جانبك.
مع أطيب أمنياتي ومعزَّتي.
بـــولا

Post: #691
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-16-2004, 12:55 PM
Parent: #1

عزيزي بشرى،
أحب تحياتي ومحبتي، (وافتكر إنت دي عارفا وميها مِحتاجة لتأكيد). وتحيتي هذه فضلا عن تأكيدها لبديهيةٍ دارجة، بَلْصَه لتمرير نقدٍ حار مو بارد.
يا سِيدي العيد مَبارك عليك وعلى المدام والوليدات، و"خصوصي من الخصوص"، على الحاجة نفيسة بت عبيد. تسلم لي عليها سلام طويل وحلو. "سلام معوكاب"، وهم، في مصطلحات "الصفوة" الأرستقراطية" والأفندوية البربراوية، أهل أرياف المدينة. وبالذات أهلنا ناس "سدر ود حسن". وقياساً على ذلك كل ناس "الضهاري" السودانية، بما أن السودان هو العالم في فلسفة عمنا أحمد ود سعران التي أتيتُ على ذكرها في إحدى مداخلاتي. وقد لا أرى بأساً من إعادتها هنا "لتعميم الفائدة" ومعرفة "الحقائق الأساسية". فقد سأل ود سَعَران كما كانوا ينادونه (وهذا اسم والده الحقيقي كنايةً عن شداعتُو. والسعران مو الكلب، بل الأسد)، صديقي مبارك المعتصم (تعرفه) قال لو "يا جَنَى انت شن نفرك، إنت من وين في البلاد؟" فأجابه مبارك "أنا من هنا، من داخل السودان". فعلق ود سعران على هذا الإجابة "الطليشه، المي مَعٌَقوله بالمرة" بقوله: "ما ني عارفك من داخل السودان أول في زولاً من خارج السودان؟!!!".
فيا سِيدي خلينا بالله من الجودية الطالقة. فما تزال تقول:

" لست سعيدا بالمناقشات بهذه الكيفية على الرغم مما تقدمونه من معارف لكنني اقرا كل صباح ما يجري . أقرأ ترجمات نجاة واسعد بما تقدم."
وتردف في مداخلتك الثانية " نجاة العزيزة
أنا لا اتحدث عن عدم المشاركة على إطلاقها . بل اعني المشاركات لكل من بولا ونجاة وعجب الفيا وأسامة ومشاركة عبداللطيف في الرد عن المترجمة المرة كما قال واخرين كلها مشاركات فيها الى جانب الافكار والرؤى مرارات وعنف ثقافي"

منو القال ليك نحن سعداء "بهذه الكيفية؟" لكن كيفية منو؟ وكيفية شنو؟ في كيفيتين للمناقشة (وربما أكثر): أن يقوم الموضوع المطروح للنقاش على تحضيرٍ جيد تراعى فيه أصول الدراسة والبحث وضوابطهما المنهجية، فينحصر الحوار ويجري ويتطور من اول جملة في إلى آخؤ نقطة، في صلب الموضوع، أو أن يتم طرح الموضوع من جانب صاحبه، بصورةٍ خارجةٍ على هذه الأصول من مدخله المؤسس، فيكون مستحقاً للنقد والمساءلة حتى يستعدل طرح الموضوع. وهذا ما يسمى بتحديد الإشكالية وله ضوابط "معلومة" ومرعية، وليدة تراكم علوم المنهج وتطورها، اللذين يحصناه من الارتجال والتقحم كما سبق أن قلتُ مراراً لناصحينا "الأجاويد" (ونحن نظلم الأجاويد فهم غالباً مايكونو أكثر وضوحاً وقوةً وتمييزاً وإنصافاً في قول النصيحة)، بالكف عن الشجار والعنف. وهي "نصيحةٌ" كنا سنقبلها بامتنانٍ لو أنها قامت على قراءةٍ دقيقة لوقائع السجال وأسبابه. أما النصيحة الطالقه، فلا مكان لها من الإعراب في علوم المنهج "العلمي" وضوابطه، التي تُتهم زوراً وبهتاناً بأنها "غربية". بينما هي ملء تقاليد ضبط واختبار صحة الفكر والفعل في تاريخ كل العلماء، والمبدعين، والعارفين، والحكماء، من كافة شعوب الأرض. ولا أعتقد أنني بحاجةٍ إلى أمثلةٍ ومستمسكات لإقناع مبدعٍ عارف مثلك. لكنك يا عزيزي تريد أن تتكافى البلا بالبليلة. بي بليلةً مي كثيره كمان. و"تتباطى" في تسمية القطة قطةً كما يقول الفرنسيون. أقرا حاجاتنا الكتبناها بتأنٍ وأدينا منها شواهد على أي "عنفٍ" مجاني، على الأقل، دا إذا ماطلبنا منك تورينا العنف وين في ديل: السخرية من واحدٍ من أنبل وأعظم المفكرين النقديين المناضلين الذي أخلوا الغرب الرأسمالي الاستعماري، والعولمة الرأسمالية المتوحشة، من داخل أراضيها، ومن داخل تاريخ صناعاتها الإيديولوجية "الأكاديمية"، في أشد زربقة تعرضت لها طوال عمرسيطرتها الراعف المديد. واحدٌ من أهم مفكري حركة العولمة البديلة، عولمة العدالة والإخاء والتضامن والهم الإنساني "المشترك"، والمصير الإنساني الواحد، في يوم موته. والإستناد في هذا المدخل الساخر على مجلةٍ يمينية استعمارية "حديثة" من أكثر المجلات تدنياً، في بريطانيا على الأقل. المجلة التي وصفها واحدٌ من أكثر مثقفينا، (البروفيسور محمد محمود)، معرفةً ببريطانيا، وصحافتها ومكتباتها ومصادرها وتياراتها الفكرية السياسية علماً، وأكثرهم حذراً وتحفظاً في إصدار الأحكام، بأنها مجلة تافهة. ووصف الأخ أحمد أمين في محاولة للخروج ب"النقاش" المعني من "الشخصنة"، رئيس تحريرها بأنه من أكثر الصحفيين تهريجاً في بريطانيا". نان نحنا قُنَّا شنو؟ ووصف صاحب البوست محل نقدنا الساخن، هذا المفكر المعروف بناضله الضروس في سبيل ترقية وتحسين، أستكمال مفاهيم العدالة، والعالمية والعولمة والأممية (وليس هدمها وتقويضها)، بأنه يصدر عن فلسفةٍ "تشكيكيةٍ" لا تفرق بين الموت والحياة، وبين النص والواقع التريخي والملموس الحي القائم، وتسعى إلى "هدم العقل والمنطق والقيم الإنسانية والإله". وهذا هو على وجه التحقيق رأي هذه المجلة المعلن يا بشرى، والمعلن عنه في المقال المستلهم في المدخل المذكور، في ماركس أيضاً، وفي كل مفكرٍ تحرري معني بفضح حقيقة الاستعمار قديمه وجديده وعولمته. أي تملك الرأسمالية للعالم بهذا الإسم الخادع "العولمة" للعالم، خصخصة العالم على حد تعبير شومسكي (يا ابو الريش) وتحويل هذا المصطلح الماكر، إلى كلمةٍ عادية مقبولةٍ سائغة، وتمرير الأحبولة الماحقة من خلال الإلتباس المقصود. وقد جاز ذلك بالفعل على الكثيرين. وربما جاز حتى في قطاعات من اليسار المعادي للإستعمار والإستعمار الجديد، فعميَ أو عَمِهَ عن أن العولمة ليست سوى توسيع وتقنينٍ لرقعة الاستعمار القديم/الجديد بالمفتشر وبشراك القانون، بدلا من المدافع وقاذفات القنابل، البنسمع في دويها ولعلعهتا في فلسطين والعراق إلخ، (والعولمة المتوحشة هي فوي وجه من وجوهها أيضاً مسعى لتعويدنا على "لغة" المافه والراجمات هذا أيضاً، وليست بديلاً لها)، ومن خلال قنوات المؤسسات الدولية. بشرى فتح عينك. السخرية من دريدا، ومن المفكرين المناهضين للرأسملية الليبرالية، و للعولمة المتوحشة، هي إحدى خمائر إيديولوجية دكتاتوريات الغد. وإني لأسألك، وين عنفنا من نعوت "التكبرٌ" و"الافتراءٌ"، و"الجهل" و"الإسهال اللفظي" و"الحسد"، والحقد والعداوة "والإنزعاج من النجاح" وضمناً "الخوف من خطف الأضواء" أو خطف القراء والمتداخلين والمتابعين، واخيراً "ناس الإنقاذ أفضل منكم، لأنهم تعلموا من أخطائهم في خصوص التعامل مع الخصوم وأنتم لم تتعلموا". أما نحن ثلاثتنا فقد نعينا على "مساجلنا عدم مراعاة الضوابط المنهجية للدراسة والتعريف، وقلة التدريب والمعرفة بأصول البحث والدراسة العلميين، والصدور من موقع المعلم دون امتلاك العدة والعتاد اللازمين. وقد حملتك يا عزيزي وصنو روحي في دار الدنيا وفي الأعالي، نصيباً من وزر صدور مساجلنا هذا عن موقع المعلم. أها شن قولك؟ وحتى لا أكون مطلق الإمتناع على النقد فقد وصفتُ أنا ما نسبه مساجلنا ل"مفهوم" "التفكيك" عند دريدا بأنه "الهدم والتقويض للعقل والمنطق" ("القيم الإنسانية" جاء هدم "دريد" لها في مرحلة لاحقة)، بقولي بأن "هذه نجارته هو لا مفهوم دريد. بل إن دريدا نفي نفياً قاطعا أي صلةٍ له بمفهوم الهدم والتقويض والإماتة" (وهذا النفي أول أمس القريب دا يا بشرى) ووصفه بأنه "سوء فهمٍ غير قابلٍ للتصحيح" أو لا أمل في تصحيح اعوجاجه (incorrigible بالفرنساوي). وصحيح أنا سميت مثل التعريف "نجارة قَدُّوم". ولازال في نفسي شيءٌُ يقاوم الأسف على هذه التسمية. وسماه أسامة "تلاقيط أنتر نيت". وسمته نجاة من جانبه المتصل بعلم الترجمة وعلم المصطلح (حرفية قاموسية). واعتبر عبد اللطيف عدم دقته في التعريف بمترجمة أحد مرجعي دريدا اللذين "استند" عليهما، وزعم ملكيته لهما (وقد لا أجادله أنا في ذلك)، وإيراده على محمل المذكر، ظلماً لامرأةٍ عالمةٍ وإنكارا لجهدها. وظللنا أربعتنا نكرر طرح الأسئلة المنهجية التقنية عليه مما شبهه بالتحقيق البوليسي". فهل أنت على هذا الرأي. وِان بِقَى عندك طالب دراسات عليا بتخليه يعمل حاجات زي دي ويتحجج بحججٍ مثل هذه؟ حتى وإن لم يصدر عن موقع المعلم؟ يا بشرى خاف الله . أدرك تماماً أن كل هذا ليس مما يخفى عليك. إلا ماك داير تغلت على زول. وهذه لا تساعد على تطوير الحوار ومعافاته من "العنف" المزعوم. ونجاة الحوار وعافيته وسداده، ليس في إنقاذه من العنف بقدر ما هي في تحصينه من الارتجال والتقحُّم والرجم، والأستاذية من غير عدةٍ "كافية".

ولك كامل محبتي بعد دا كله كان عجبك وكان ما عجبك.
وأحر تحياتي مرةً أخرى للحاجة نفيسة والمدام وباهر وإخوانه. (ظريفة قصة خدمته لجدته). أما بخصوص الإيميلات. فأنت يا بشرى متفائل جداً وفكرتك عن وقتي عظيمةٌ جداً، ليتها تتحول إلى واقع. ولا فائدة فلن تستطيع أنت ولا غيرك أن تتصوروا الظروف التي أكتب فيه هذه المداخلات. وكم اشتهي اليوم الذي أستطيع أن اصل فيه إلى مخرجٍ مشرف من هذا البوست الذي أضاني. ومن البورد، لا حرداً، ولا زعلاً، ولا ندامة، بل لأن استمراري أصبح عملياً غير ممكن وقد عطلت مشاركتي هذه في البورد، جوانب أساسية من "حياتي"، من كل وجوهها، ووالتزاماتي ومسئولياتي المختلفة، تعطيلاً كاملاً.

بــــولا

Post: #692
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-16-2004, 04:19 PM
Parent: #1

عزيزيتي نور تاور،
أخلص تحياتي،
العيد مَبارك عليك القابلة هناك في ميدان المعركة الحقيقي إن قدَّرنا لأمرنا أن يجتمع ويلتم على كلمةٍ سواء: كلمةٌ جهيرةٌ لا لبس فيها لمعني الحرية الكاملة الاتحاي. كلمة تجمع كل معاني المواطنة والأخوة والتضامن. نتمنى ذلك وإن كًنت ارى في كل يوم صعوبة منالها قريباً.
لم أ/ر على "بوستك البركان" لأنني لم أجد الوقت لمتابعةٍ دقيقةٍ للوثائق وللإطلاع على آراء، الأطراف الأخرى، ومتابعة الأحداث التي يمكن أن تضيء رؤيتي. انقطعتُ من المتابعة منذ دخولي المنبر تصوري!!! وسأحاول أن أؤسس مدخلي إلى موضوعك عقب عودتي من هولندا التي أسافر إلأيها بعد غدٍ الخميس، للمشاركة في مؤتمر عن "مشكلة دارفور"، فيه جانب يتصل بموضوع الهوية المستشكل. فإلى ذلك الحين لك أصدق مودتي.

بـــولا

Post: #693
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-16-2004, 04:35 PM
Parent: #1

عزيزي بشار،
أخلص التحايا وأحر التهاني بالعيد يتباخت عليك ويسعَدَنْ ايامك.
آسف لعدم التمكن من دخول بوستك. شايف بي عينك الشربكة اللَنا فيها.
علمتُ قبل ساعات، من إحدى ماخلات أسامة معك في حواركما في بوسته إنك طبيب ولست متخصصاً في علم الاجتماع الثقافي، أو الأنثروبولوجي، كما كُنت أظن، وكما أوحت إلىَّ مناقشاتك ومداخلاتك الحاذقة. الكلام دا صحيح ولا أسامة ملخبِطك مع زول تاني؟ أو أكون أنا لخبِطت كلام أسامة.
أسعدني أنك أنت وأسامة تتحاوران بصورةٍ منضبطةٍ رفيعة.
وسأجتهد في أن أمر عليك ببوستك بمداخلة دافيه شوية ميها حاره.


لك كل مودتي، وشديد أسفي للنطة غير المقصودة، الناجمة عن الإرهاق المفرط.
بــولا

Post: #701
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: د. بشار صقر
Date: 11-18-2004, 01:28 PM
Parent: #693




عزيزي د.بولا

بعد التحية والتقدير

ارحب بسؤالك عن تخصصي الذي رايته من باب التمكين لصداقتنا بمعرفة اكثر عن شخوصنا مما اراه حقا اصيلا لك ولاسامة ولجميع الاحبة علي فضاء هذا العالم الاسفيري الجميل

انا صيدلاني "سليقة" وليس متخصصا في اي علوم علي الاطلاق اللهم

صيدلاني ووين من "صيدلة" الاخ اسامة الخوّاض المشبع برقائق الشعر

والمعرفة الواسعة.


ولكم وافر التحية




Post: #694
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-17-2004, 03:09 AM
Parent: #1

عزيزي طناش،
خالص تحياتي وعظيم مودتي،
والعيد يتبارك عليك والقابلة ان شاالله تجود علينا بي كتاباً كبير ومليح يضم ثمار بحثك الوريقة في مختلف وجوه ريادة إفريقيا في مضمار الحضارة الإنسانية، ووجوه مآسيها اللاحقة.
وقد ظللتُ أنتظر لحظةً مناسبة أوضخ لك فيها إنني لا أخلط بي رؤيتك لهذه الريادة وتسميتك لها ب"المركزية الإفريقية" وبين رؤية بشاشاوصدوره عن نفس المسمى. ففي رؤيتك تأنٍ وتوثيقٍ دقيقٍ، وبابك مفتوح على الحوار والمراجعة، ومخاطبتك لمحاوريك آية في التوقير للمخالف ونموذج لأدب الحوار الحق. وهذا شأن الباحث المدقق، بينما بشاشة‘ على الرغم من صدقه وذكائه، شديد العجلة، مستغن عن التوثيق الدقيق، وشديد الزراية بمخالفيه،(مع إنه كان ظريف جداً معاي أنا شخصياً).
بعدين نشوف موضوع "المركزية" هذا. وأكتفي هنا بالقول بأن "أم العالم" ليست بحاجةٍ إلى صفة "المركزية" هذه ففي الأم رحابة معروفة. وقد نناقشها في سياق مفهوم "الهوية" الذي سيكون مقدمة عامة لمفهومٍ فرعي هو "مفهوم الهوية السودانية". وأنا أقول هذا من باب الأمل في قدرتي على الاستمرار في الكتابة في البورد التي أصبحت "واجباً" عسيراً ومكلفاً جدابالنسبة لي، بمعايير الوقت، والواجبات والالتزامات الأخرى، كما أو ضحت في "معايدتي الحامية" لبشرى، وهو من أحب الناس إلى روحي كلها وليس إلى قلبي وحده.

لك باقات الود النضرة وإلى اللقاء في مداخلاتٍ قادمة.

بــــولا

Post: #696
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-17-2004, 05:39 AM
Parent: #1


عزيزي الموصلي،
فما أحلى هذه الإطلالة، (و"الفاء الاستهلالية" هذه، من مساهمات صديقي حيدرا إسماعيلا، في توسيع مواعين اللغة العربية وقبولها للأسلوبيات المليحة. والصديق الأستاذ حيدرا إسماعيلا، من أعيان مملكة مالي القديمة، كما يشير اسم العائلة "حيدرا"، وفق أصول النظام الطبقي في الثقافة المالية، التي ليست الأسماء فيها "طلقيت" زي ما "عندنا"(؟؟؟!!!). فلا يجوز لأحدٍ أن يطلق على ابنه إسم "حيدرا"، إذا لم يكن من الأسرة المالكة، أو التي كانت مالكةً إلخ. وهذا لكي يكف الكثير من شبانناً وشاباتنا، ممن ينسبون إلى إفريقيا ثقافة بريئةً، في معنى غشيمة، مبرأةً من الفرز والصراع الطبقيين. عن هذه الإساءة التي تزين بثياب وحلي المدح والإعتزاز والإعزاز لقارتنا أم الدنيا).
ياصديقي وأستاذي العزيز،
فأهديك باقةً نضرةً من ورود التحايا وأزهار المودة، وثمارهما اليانعة.
والعيد اُمبارك عليك، وان شا الله القابلة تغني وتقود أوركسترا
الاحتفال الكبير باستعادة الحريات الديمقراطية الغالية، العالية، البهيجة.
أسعدني كثير إنك غنيت في بربر. فقد كان ماينقص هذه المدينة العتيقة، التي تغالب الفناء بما يشبه المعجزة، أن يغني فيها، و"يغني ليها" الموصلي، موصليها الميمون. فهي في كثيرٍ من وجوهها صنو بغداد، بتراثها من نَبْتِ القريض والغناء المحكم الطلق، والحكاوي الباهرة، والمعمار الفريد (الذي لابد أن معظمه ق انهار وانمحى قبل زيارتك لها).
وشكرا لك على عتابك الرقيق للأخ العزيز شنتير. فقد إلتقطتُ أنا الإشارة من أول وهلة. شنتير الذي هيأتُ له في قلبي مثوىً رافهاً فسيحاً، رحباً مطيب الجناب. فخرج منه على تلك الصورة مخلفاً وراءه جرحاً راعفاً في شغاف القلب. وكم أتمنى لو أنه يُعمِل النظر ملياً في لفت نظرك الرقيق. ويُدرك أنني شديد الأسف والحزن على رحيله المفاجئ المرير النازف.

جزيل شكري، وأطيب أمنياتي، وإلى لقاءٍ قريب في حوار الهوية الذي سيكون لك فيه نصيبٌ مرموق، في خصوص جدل "الحداثة المعاصرة" و"الحداثات التراثية" الذي يجد أحد تجسداته الكبيرة في حقلنا الثقافي، في مساهماتك الإبداعية العالية.

بــــولا


Post: #697
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-17-2004, 12:35 PM
Parent: #1

عزيزي أبو الريش،
لك مني حزمة تحيات حارة تذوب تلج القطب الشمالي ذاتو،
مو تلج شداد صاحبي الممسوخ براه.
يازول انت ماك فرنساوي مرَّه واحده! (والميم في "ماك" للتأكيد لا للنفي)، زولاً عرف "الشانزليزيه" و"القار دو نور"، و"باري ويت"، و"الكونكورد" و"أورلي"، وشافِن بي عينو، تاني شنو عاد؟ شن فضَّلتَ في عِرفة الفرنساوي وعِرفة باريس؟
تَعَرِف، شوفة البلد وإحساس "الإنسان" (الإنسان دي طبعاً معناها في اللَّول، إنت وأنا، بعد داك حتين يجوا السودانيين، وباقي الناس، الشافوا "معالم باريز والذهب الإبريز"). فاللغة ليست وسيلة اتصال فحسب، بل هي في كثيرٍ من "المقامات الأولى"، وسيلة مكر واستيلاء. قتْ لَك، الإنسان وكِت يشوف البلد وتعَجْبُو، ويشعر بأنه عَرِفها وألِفها، يكون، على المستوى السيكولوجي، قطع مسافة كبيرة في تعلم لغة أهلها. فقد كنتُ مولعاً بفرنسا قبل مجيئي إليها، بين الأشياء الكثيرة التي كنت مولعاً بها، وبالذات باريس، وتراثها التشكيلي والأدبي، والمسرحي والفلسفي، الذي علمتنا وسائل الإعلام العربية، والمدرسة، وهي في وجه من وجوهها من وسائل الإعلام أيضاً، أنها عاصمة العالم وأم المعارف: "مدينة النور"، عاد تاني شنو؟ وعندما بدأتُ تعلم اللغة اندهش أساتذتي (في معهد تعليم اللغة، أي الفرنسية ـ وكثيرٌ من الناس هنا يعتقدون أن لفظ "اللغة" بألف ولام العهد، مرادف للفرنسية. يعني مو ناس فاطنة بت بابكر براهن) ولم يصدقوا أنني مبتدئ، خاصةً في ما يتعلق بالحفظ والنطق (الإملا كنتَ فيها نص نص، ولم أتقنها إلا بعد سنواتٍ من الجهد المضني). وأذكر أنني حينما قابلتُ أستاذي مارك فيبر، أستاذ علم الجمال وفلسفة الفن، للمرة الثانية، أبدى الرجل ذهولاً شديداً على اثر مخاطبتي بفرنسيةٍ لا أتعتقد أنها كنت تستحق كل ذلك الذهول، لك الحق لله كثيرة على سنة وشويه. وكان عند مقابلتي الأولى له، التي عبرت له فيها عن رغبتي في تحضير الماجستير يائساً تمام اليأس من أن أتمكن في عامٍ وبضعة أشهر من أن أكتب رسالة ماجستير بالفرنسية. وقبلَ بالإشراف على رسالتي، ووقع على طلبي، بمضضٍ ظاهر. وعندما أتيته في تلك المرة (الثانية) أحمل مسودة رسالتي، لأعرضها عليه وأناقش معه مشكلات الطباعة وعدد النسخ مما لم أكن أملك المال اللازم لتغطيته، سألني مداعبا "هل أنت فعلاً مسيو بشير؟"
شيءٌ واحد لم يدركه أساتذتي الأجلاء، وقد أجرؤ على القول "ولم يدركه الكثيرون من ذوي الاهتمام بتعليم اللغة والبحث في سبله هو: علاقة سيكولوجيا الألفة والمعرفة والتعلق بالمكان، والسياق الثقافي المتصلين باللغة التي نرغب في تعلمها، إلى جانب عوامل أخرى كثيرة بالطبع لا يتسع لها الحيز، بالقدرة على تعلمها. فدحين تسمع كلامي دا وتخت الرحمن في قلبك، علَيَّ اليمين قطعتَ نص المسافة. ووسف تسهل عليك النفس السالكة قطع باقيها في يسرٍ إن شاء الله. عاد يا ابو الريش كان مي النفس السالكة، شُفْ لك كم زول، وكم زولة في البورد دا قال الواحد والواحدة منهم، بالمفتشر، وبي سهولة مثل سهولتك هذه، "أنا ما قريت للكاتب الفلاني قرايةً تؤهلني للحكم عليه". واسمح لي أن أورد عباراتك المنيرات المنارات في هذا الخصوص:
"أما شومسكى، فلم يكن لدى الوقت الكافى ( للصبر عليه)، وقراءة المزيد من كتاباته، كما تمنيتَ لى، ذلك لأنى كنت فى إمتحانات نصف السمستر، وقد كان (الواجب المنزلى) بالنسبة لى هو قراءة و مناقشة كتاب واحد من كتبه (أو قل كتيب) عن إستعمال (النظام) للميديا كوسيلة للسيطرة على الطريقة التى يفكر بها المواطن الغربى".
عفارم عليك. فهذا من نهج العارفين، ومن قول العارفين، الذين يحفظون للمعرفة حرمتها، وينأَوْنَ بها من حظوظ النفس. فشكراً لك على هذا العلو.
أعتقد أن شومسكي يستحق بالفعل عنايتك. فهو بحرٌ في علوم اللغة والفلسفة، وقمةٌ عاليةً في مناهضة العولمة الرأسمالية المتوحشة الكاذبة، والسم القدُر عشا جميع أنبيائها الكذبة.
وسوف تجد أنه لم يترك لآلة إنتاج الأكاذيب، آلة إعلام اليمين الاستعماري العولمي المتوحش الرسمي، لا كل الإعلام، ولا حتى كل "اليمين"، جنباً فيه ضلعةً واحده سالمه ترقد عليها. أمانة مو ضو.
وُخُد راحتك بالكامل في قرايته وتقييمك لمساهمته. أنا ماني مستعجل. كما أنني لا أزعم إلمامي بكل ما كتب، على الرغم من معرفتي المبكرة به ومتابعتي الطويلة. كون الإنسان يقرا كل شي "لا يَمْكِن" (بت بابكر ود القريش)، إلا أن الباحث المحقق يجد في السعى إلى الوصل إلى أقصى ما يمكنه في السياق المعين، والظرف المعين. وعنده موقع كويس في النت عندكم هناك، في "المَلايات المِنْتَحْدَه" (زينب بت كلمون).

عامر مودتي وجزيل شكري مرةً أخرى.

بــــولا

Post: #698
Title: مدى مسؤولية الدكتو"ر بشرى الفاضل "عن أخطاء "الفيا"
Author: osama elkhawad
Date: 11-17-2004, 09:44 PM
Parent: #1

عزيزي بولا
كما تعلم فاننا لا نرسى على حال واحدة.
فعندما قرأت كلامك لبشار حول تخصصه ,رجعت لبروفايله,
واكتشفت ان ما قلته ,غير موجود في بروفايله.
عموما أرجو من أصحاب الدال أن يوضحوا تخصصهم ,لأننا في العالم الثالث,
وللدال سطوة ما بعدها سطوة مما يؤثر على عقل القارئ العادي.
اما في ما يتعلق بالدكتور بشرى الفاضل,
فهو –كما نرى, يتحمل جزء كبيرا مما وصل اليه الفيا-,
وقد سبق لك أن نبهت الى ذلك –يا بولا-,
نكرر أن الدكتور بشرى الفاضل يتحمل قسطا مما ال اليه "الفيا" و"مشايعيه", وذلك لسببين :
الأول أنه أول من تحدث عن "العنف الثقافي" في المنبر هنا, وقام الفيا تلقائيا وبالاستناد ربما على "أكاديمية " بشرى,
بتصديقه , وأصبح يسميه "العنف اللفطي".
مما أدخل المشاركين والمتابعين لبوست الفيا عن الاستاذ محمود محمد طه ومصطفى محمود-في متاهة دائرية ,
انتهت الى لا شيئ سوى أن ضرورة تعريف المفهوم الذي أستند اليه الفيا كباحث مفترض, عالية الأهمية ,
خاصة اذا كان هذا المفهوم "منجورا" كما في حالة "العنف الثقافي" ,
الذي أطلقه الأكاديمي بشرى الفاضل بدون تعريف,
ولا تمليك للمصطلح وحدوده ونشأته ,
وفهمه له اذا ما كان قد قام "بنجره",
كما فعلت أنا في كلامي عن الذهنيتين "التلقيطية " و"الطلقيتية".
أما الثاني فيتعلق بدعوته للفيا الى تعريف البورداب بالمناهج الحديثة,
مع أنه أي بشرى ,نظريا- وفي ذلك الوقت ,
كان أكفأنا جميعا ,بحكم معرفته الدقيقة باللغة الروسية,
وتوسمنا بأنه سيقوم بتعريف القراء- في المنبر- بالمناهج الحديثة في الثقافة الروسية,
والتي ساهمت بقدر كبير في المقاربات النقدية الغربية الحديثة,
ومن ذلك "الشكليون الروس", و"ميخائيل باختين" ومدرسة "تارتو "السيموطيقية أو الشرقية في قول اخر ,
لتمييزها عن السيميوطيقيا التي تأسست في ما كان يسمى بالجزء الغربي للثقافة الغربية .
وأتمى لك يا بولا اقامة سعيدة وموفقة في هولندا.
وأتمنى أن تأتي الى بوستنا عن دريدا
-والذي شغلتك عنه كما شغلتنا محاور النقاش المسخن في المنبر-.
أرقد عافية
المشاء

Post: #699
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-18-2004, 06:00 AM
Parent: #1

عزيزي أسامة،
يا سيدي ما في مشكلة كبيرة،
أنا ذاتي استعجلتَ ولفحت الكلام ساكت. وان شالله تكون هذه من العترات التي تُصلح المشي الذي ما يزال فيه عوجٌ رغم الجهد والمراقبة. وعلى ايةِ حالٍ، فسواءً كانت "دكتاتاتورية" الأخ بشار صقر منسوبة إلى الطب، أو كانت نعتاً أكاديمياً، فقد ورد حديثي عنه وعنها في مضمار التقدير والاحتفاء بجودة تأسيسه لخطابه في كل الأحوال، والاحتفاء بمنهجيته كمحاورٍ يوقر مخالفيه، ولا يتلجلج في الاعتراف بالخطأ، إذا ما أخطأ، أيضاً، ولا يستكبر على التصويب، والتنبيه، والمراجعة. وإذا كان هناك من خطأ في ملابسات التعريف بتخصصه، فهو خطئي أنا أولاً وأخيراً.
فإن كانت "وأخيراً" هذه كثيرة شوية، فإنني سأضيف إلى أسباب الوقوع في الخطأ: "تقليد حجب بعض المعلومات الأساسية المتصلة بالتعريف بالمشاركين في الحوارات بالمنبر. وقبل ذلك، الظروف اللعينة التي تدفع بالكثيرين منهم إلى إخفاء المعلومات، والأسماء "الحقيقية". (والأخيرة بالطبع ("إخفاء الأسماء الحقيقية") ليس لها من علاقةٍ بالأخ بشار صقر الذي يكتب بإسمه الحقيقي).
بخصوص بشرى، أعتقد أن مطالبته، أو بعبارةٍ أدق، التوسُم من جانبنا "بأنه سيقوم بتعريف القراء- في المنبر- بالمناهج الحديثة في الثقافة الروسي، والتي ساهمت بقدر كبير في المقاربات النقدية الغربية الحديثة، ومن ذلك "الشكليون الروس"، و"ميخائيل باختين" ومدرسة "تارتو "السيموطيقية أو الشرقية في قول اخر"، (كما قلت)، وهو على ما هو عليه من المجابدة وبؤس حال سبُل كسب العيش، والحمول، إنما هو مطلبٌ لا يخلو من الشطط. فبشرى يا عزيزي أسامة يعمل مابين سبعة وعشرة ساعات في اليوم، ويتلقى في مقابل ذلك أجراً زهيداً (ما تخلينا نشيل حال الراجل على الملأ)، وينوء ظهره بحمولٍ أعلمها أنا حق العلم. فكيف له أن يكتب عن كل هذا. وبشرى من بعد ذلك، ليس ناقداً وإنما هو أستاذٌ للغة الروسية أولاً، ثم لآدابها، وليس لمدارسها النقدية فيما أعلم. وهو فوق هذا وذاك مبدعٌ (شاعرٌ وقاص) ينبغي علينا أن نتوسم فيه، أولاً، "صب جام طاقته" على إنتاجه الإبداعي أصلاً. فالطيب صالح، على سبيل "المثال الكبير الوضح"، عارفٌ مفلَّقٌ بآداب العربية، قلَّ من يوازيه في معرفتها، كما أنه واسع العلم بمدارس النقد قديمها وحديثها، إلا أننا لا "نتوسم" منه أن يكون ناقداً وأن يعرِّفنا، بكل ما يعرف في هذا المجال، على جفاء المقارنة، الذي قرينته أن الطيب شبه متفرغ، وقد عاش طوال عمره في بحبوحة المؤسسات الرسمية، بينما بشرى، ونحن جميعاً، نعيش في هذه "الدردره" منذ أن تفتحت عيوننا وبصائرنا على بهاء حقول إبداع العصيان: عصيان المؤسسات الرسمية ونكث غزلها. ولا يغرنك أن بشرى كان أستاذاً في جامعة الخرطوم. فهاأنتذا ترى هوانه عليها، وهوانها هي على "السلطات" الرسمية.
أعتقد أنه ينبغي علينا أن نبحث عن أسبابٍ أخرى ل"عجز" مبدعينا العصاة عن "التمام". وهي أسبابٌ صادحة الوضوح. وأنا أستغرب بشدةٍ من أن أغلب ناقدينا لا يرونها: فمبدعونا، وأنت منهم يا أسامة، بل لعلك أكثر من عانى من هذه الأسباب تقعدُ بهم عن قمم "التمام" التي هم أهل لها، والكتاب "العصاة"، حملة الفكر النقدي الصمد الصميم، منهم على وجه الخصوص، رهبانٌ يعملون تطوعاً، وتلحمةً، وشداعة. ومن وجوه "التلحمةِ" ما يتجشمونه من تكلفة إيصال إبداعهم للقراء. وقد خبِرتَ وشهدتَ أنت بنفسك المشقة التي كنا نتجشمها في السبعينيات والثمانينيات في سبيل توصيل كتابتنا للقراء.
ونحن تجشم اليوم نفس هذه المشقة في عين هذا المنبر ومنابر أخرى، للقراءة والسماع والمشاهدة، بالمجان أيضاً، وقطعاً من الجلود، ومن الجيوب أيضاً. وما ينفك القراء القارئات، والمتابعون والمتابعات، والمشاهدات والمشاهدون، والمستمعات والمستمعون، في كل هذه المنابر يستزيدوننا، دون أن تدري أي واحدةٍ أو واحدٍ منهم كيف، ومن أين، يجد هؤلاء المبدعون ما يقيم أودهم غداً. ومن دون أن يخطر السؤال بخلدهم أصلا!!! وإذا لم نجد لهذه المشكلة حلاً مؤسسياً جذرياً في منابرنا، فسوف تظل مثل هذه المطالبات والتوسمات جنساً من باب الرجم بالمستحيل.
أما أن بشرى فرط في لسانه بالصورة التي أشرت إليها. فنعم إلا أنني أرجو منك أن تعفيني من التعليق على هذه بالذات. وأما أنه يؤثر الاحتماء "الرواكيب"، على النحت في صخر النقد الصلد، في مسعاه لصد رياح وأنواء الخلاف الجذري المشروع، فنعم. بشرى مبدعٌ له جمهورٌ واسع من المحبين. وأصعب الكلام في الدنيا كلمةٌ تـصدر عن المبدع فتصدم محبيه وتصدهم. هذه واحدةٌ. والثانية إنه قد كان هناك بالفعل في ما مضى من "سجالاتٍ بينك وبين منعم وبيان، عنف لفظي لا لزوم له، في معنى العبارة الجارحة، والكلمة الجارحة التي قد تشفي الغيظ ("المبرر" أحياناً)، إلا أنها لا تخدم أغراض السجال: الكشف عن خطل المساجل وفساد رأيه وحسب. ولعل سجالنا الأخير لا يخلو نذرٍ من ذلك، من الجانب الذي يلينا أما من في الجانب الموجهة فهو يعيث ويبيض ويفرخ. أعتقد أن خطأ بشرى يكمن أساساً في الاستغناء الشديد عن التمييز الشاسع في درجات تجاوز "المثُل العليا" لتوقير المخالف، الذي تَبَدَّى بسطوعٍ في ذلك السجال.
وعلى هامش هذه الملاحظات، أحب أن أضيف، بمناسبة ذكر أبواب الريح والأنواء، وذكرى وقوفنا القريب عندها، دفاعاً عن وفاءٍ مستحق، فلتسمح لي بأن أقترح عليك الاقتصاد في هذا الوقوف أمامها، وصرف النظر عن ما يصيبك من فتحاتها وشروخها من رشاش. فأغلب القراء المستنيرين عارفنك، وعرفوك، في تقديري، يا أسامة. وما تبقى في بصائر الصادقين منهم من الغشاوة في طريقه إلى الزوال. فاستعن بالصبر على الأذى والهوى، ينالك ثوابٌ، وخيرٌ كثير.

مع صادق مودتي.
بــــولا

Post: #700
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 11-18-2004, 06:41 AM
Parent: #699

العيد عندك

الاحـباء بولا ونجاة والصغـــيرات الكـبيرات
كــل ســــــنة وانتم فى محبــــةوســــلام


ولكل احباب هذا البوست عيدتى هى محبتى لكم








سلام

Post: #702
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Adil Osman
Date: 11-18-2004, 01:51 PM
Parent: #1

كل سنة وانت طيب يا د. بولا
موسيقى هنا من السمندل
لى فى المسالمة غزال..
http://www.m-huether.de/ram/samand5.ram

Post: #703
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 11-19-2004, 11:37 AM
Parent: #1

Quote: بينما بشاشة‘ على الرغم من صدقه وذكائه، شديد العجلة، مستغن عن التوثيق الدقيق، وشديد الزراية بمخالفيه.


دكتور بولا تحياتي، وكل عام انتم والاسرة بخير.

يحق لي ان استنتج، انك للاسف بتسبغ صفة التأني والتدقيق الي اخره، علي غير المغضوب عليهم، امثال صديقي طناش، ممايؤكد ضيقكم بالراي الاخر، وبالذات المتمرد في حالة بشاشا!

ولذات السبب قلنا صرامتكم العلمية ترماي، وامثالنا صعايدة!

بالعدم اين الدليل علي استغناء بشاشا عن التوثيق يا استاذ بولا؟

بل امعانا في المجاملة للعزيز طناش، فانت غضضت الطرف عن موقفك من المركزية اي كانت، باعتبارك مؤمن بالعلومة البديلة، عولمة دريدا كماحدثتنا، وكما سخرت من قبل استاذة نجاة، من مركزيتناالافريقية، المحتفي بها، حسب الظروف، لمان تصدر من طناش الهدي والرضي!

طبعا لمان نقول مانعتقد انه الحق، حاف كده، اوجاف، دوغري، عين تدقر العين، تقولوا علينا "شديد الزراية بمخالفيه"!

القاء القول معمم، علي عواهنه، علي هذا النحو، فوق لي كونو "غير علمي" فهو ارهاب فكري، بالذات من انسان في قامتك يادكتور.

ولهذا اطالبك بتوثيق اتهامك لنا بعدم التوثيق، او اعتذر.

فيما تعلق بي زراية الخصوم، فاسمح لي بنقطة النظام التالية:

في غياب ارضية فكرية مشتركة يصعب الوصول الي استنتاج مشترك، ولهذا اسلوبنا المباشر، يتم تصويروا علي انو زراية وعدم احترام للخصم.

من جانبنا نحترم الخصم كفرد، ونرفض رفض بات ان يفرض علينا احترام افكاره، بالذات في ظروف الموت البلملاييين في بلدنا، كثمرة مرة ومكلفة لي شجرة ذهنية السودان المصري، السائدة في هذا النادي الشمالي الاقصائي الاستعلائي الجلابي.

علي العكس يادكتور، مثل هذا الفهم يستفزنا تماما، لما فيه من تكريث لحالة انبتات وانفصام الشمالي عن واقع جحيم ظلمه وقهره لغير الشمالييين في السودان.

اوعشان كده، مثل هذا الاحتفاء الحساني بي دريدا، وفي ظرفنا الحالي، لايخرج عن كونو سبق حمير اخر!

بل مجمل النشاط في هذا الفضاء ابدا ماخرج عن سباق الحمير الحساني الجاري من خمسين سنة خلت في بلادنا، من قبل نخب الجلابة الحاكمة، وبالذات اليسار الانت ابرز اعلامو.

حبيت فقط اوضح ليك بشاشا جايي من وين، عشان ماتعرف هو ماشي علي وين، في زرايتو بالخصوم حسب "قراءتك الخاطئة" لي الارضية البنطلق منها بشاشا اللي انت افترضت سلفا وعلي نحو خاطئ، انها نفس ارضيتك فيما تعلق بي مفاهيم ادب التعامل مع الخصوم.

من جانبنا، والله لو كانت الذهنية الحالية، امرآة، اقصد بني ادم، لخنقتها خنقا، حتي تموت عديل كده، تقول احترام؟

صراحة لا احترم اطلاقا الذهنية الحالية، مع احترامي الشديد لي اشخاص المعبرين عن هذه الذهنية، كالصديق اسامة الخواض مثلا. فاسامة هو بطل سباق الحمير الحالي بلا منازع، وقدسبق ان قلت له هذا الكلام في السابق.

ولذات الاسباب، اجد شخص السنجك الجعلي العباسي الحر من احب الناس الي قلبي، بعيدا الدواس الفكري.

بهذه المناسبة، فالحوار في قاموسنا ممكن فقط في حالة وجود ارضية مشتركة، وماعدا ذلك فهي ملاكمة فكرية، ومصارعة فكرية، ودواس فكري، وهو الاقرب لي وضعيتنا في هذا الفضاء، بسبب اختلافنا الجذري مع الطرح والذهنية السائدة. وبالتالي غياب الارضية المشتركة مع 99% من جلابة هذا الفضاء.

اذا ده حاصل يادكتور، فهل هذه جريمة تستدعي معاقبتنا، برمينا بهذه الصفات السالبة؟

طبعا دي ماشكية او تظلم من اي نوع، بقدر ماهو استفسار وحسب. من جانبنا ابدا مابنشتكي، اونشترط الشروط علي خصومنا، في طريقة تعبيرهم عن "رايهم" فينا، لايمانا العميق بحرية التعبير، جماهيرية المعرفة وديمقراطيتها، حيث شرطنا الوحيد هو الاسناد، او الدليل كحد فاصل مابين الرآي والاساءة وبالتحديد الشتيمة.

الصرامة العلمية تقتضي معالجة الامر في نطاق نسبية اينشتاين، بدلا عن هذه الاصولية الاطلاقية، المصادمة للعلمية النازعة للفردية"اي العلمية" وضد عقلية القطيع.

فمدحك لي صديقي طناش، وذمك لشخصي الضعيف، بلا مسوغ او اسناد اي كان، مرة اخري يفضح استخدامك لي زريعة الصرامة العلمية ككرباج "لتجريك" امثالنا.

في الختام تأكد تماما اني احترم شخصكم، مع اختلافي الجذري مع طرحكم.

اتمني انك تتناول كلامنا السخن ده بي طولة بال الخواض الاستو عودو في افران الصراع الفكري.

استغرب جدا في بلد الدم فيهو فات الركب بي غادي، الدعوة "للحوار" وليس "الصراع" الهادي، وليس الحامي الوطيس!

قطعا في خلل واضح هنا!

وكما اوضحنا، الخلل عائد للترف الذهني للشمالي، بحكم استلاب العصاب النفسي الناتج عن تغمصو لي شخصية العربي"وهما"، في مقابل الذنجي "الاخر"!

Post: #704
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Tanash
Date: 11-20-2004, 11:52 AM
Parent: #703

الأعزاء .. بــــولا .. و بشاشا ..

حاولت إستباق أن لا يصل الحوار بينكما تلك المرحلة كما حدث فى المداخلات السابقة, على غرار ما فعلته فى " بوست المسكوت عنه" " لشوقى بدرى":
المسكوت عنه
( " البوست" حُزفت منه أجزاء كبيرة حال كثير من "البوستات" بعد أرشفتها".)

حين خاطبهُ " بشاشا" بحِدَّةٍ ناعياً عليه الولوغ فى أعراض اُسرة " المهدى", و قد رأيت أنه ليس من اللائق مخاطبة " شوقى بدرى" بهذه الصورة, و ذلك بقولى له:
Quote: أما بخصوص هذا " البوست " حين قلت أن حدة ردك على "شوقى بدرى" صدمتنى, ذلك أننى أعتبره من خلال روايته الرائعة " الحنق " و كتابه "حكاوى أمدرمان " قد أضاف الى "الوعى الأسود - Black Consciousness " الغائب فى السودان.
و لك الحق فى ابداء اعتراضك على موضوع " السراج و المهدى " , و "لشوقى بدرى" أن يرد على اعتراضك هذا.

فأرسلت " إيميل" " لبشاشا" بعنوان "Cool Down", محاولاً فيه التعريف " بـبـولا", و أننى أعتبر ما خطَّه قلمه فى: " شجرة نسب الغول فى مشكل الهوية الثقافية و حقوق الإنسان فى السودان – أُطروحة فى كون الغول لم يهبط علينا من السماء" – هذا العنوان يا "بـولا" حسب ما جاء فى مجلة "مسارات" و قد صححته أنت فى مداخلاتك هنا و لم أتمكن من الوصول الى هذا التصحيح, فمعذرة إن كتبته عن طريق الخطأ - و ما خطَّه قلم " حسن موسى" فى : [ شقاق "باب التصاوير" السودانى – مدخل لإشكالية فن تشكيلى عربى و إسلامى و معاصر "مجلة كتابات سودانية العدد الرابع و الخامس"], و غير ذلك من كتاباتهما, مرجع من مراجعنا نحن المناهضون لإستعلاء ثقافة "العربسلام" – المصطلح السديد الذى تعرَّفنا عليه من خلالهما – و للزراية بكل ما هو أفريقى "أسود", فى سعينا للترويج عن دور أفريقيا " السوداء" الرائد فى الحضارة البشرية.

و لم نـعطى أنفسنا – "بشاشا" و شخصى - وقتاً نناقش فيه بإستفاضة إستراتيجية تعاملنا مع رواد المنبر كمروجين لأفكار ريادة أفريقيا " السوداء", لذلك بينما أرى أنه من مصلحتنا العمل ضمن تيار عريض من مناهضى الهيمنة " العربسلامية", و فتح قنوات تواصل مع مُمثلى هذا التيار, كما فعل " بشاشا" فى " بوسته – الأصل السودانى للصوفية, منبع الفكر الجمهورى":
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=m...ard=8&msg=1074396788
و كما فى " بوسته" الآخر "The Burden of Marxism":
(معذرة لم أجد الرابط لهذا "البوست".), الذى خصصه " بشاشا" لنقد تجربة الماركسيين السودانيين و تبنيهم للثقافة "العربسلامية", و الذى حاولت فيه توجيه النقاش, الدائر بين ثلاثتنا "بشاشا" و "عادل عبد العاطى" و شخصى, مع د. "صدقى كبلو", من وجهَة نقد تجاهل الماركسيين السودانيين لأفريقية السودان إلى وجهة فتح قناة تواصل معهم كما فعل "بشاشا" لاحقاً مع "الجمهوريين", مستعيناً فى ذلك بتجربة "المؤتمر الوطنى الأفريقى" مُمثلاً فى سيرة "مانديلا" مع الماركسيين الجنوب أفريقيين. و كان وقتها, و حتى الآن, كلانا لم يطَّلع على ورقتك المقدمة فى نقد تجربة الحزب الشيوعى السودانى التى تعرَّضت فيها لتجاهله المكوِّن الأفريقى للسودان, و المُقَدَمَة بمناسبة مرور 50 عام على تأسيسه. و ليس من العدل حين نُسائل " بـولا" يا "بشاشا" عن موقفه من هويَّة السودان أن نتجاهل مواقفه الشجاعة الصلبة المخلصة التى أراها تقف ضد الزراية بأفريقية السودان و ضد هيمنة "العربسلام". فحين كتب " بـولا" يا "بشاشا" مقالاته النقدية عن موسيقى السُّلَم الخماسى– و هى, رغم الجنوب شرق آسيوية, أفريقية بالضرورة ! - فى السبعينات, كنا صُبياناً فى غَىْ " العربسلام" " نَعْمَهون !".
ففى الوقت الذى أرى فيه أن علينا إستثمار نقاط الإتفاق مع الإتجاهات الأخرى, يرى " بشاشا" أن من الأفضل تمييز أنفسنا و التعبير عن أفكار " المركزية الأفريقية" بشكلٍ حاد فيما يشبه ال"Shock". و هو رأى و إن كنتُ أتفق معه فى ما يخصُّ السودانيين المستمرئين و المطمئنين لهويتهم " العربسلامية" إذ يحتاجون لمن يوقظهم من سباتهم العميق ذاك, لا أجده مناسباً لمخاطبة من يحمل وعى "عبد الله بولا", لا سيَّما و هو من روّاد من قدحوا شرارة مساءلة "هوية السودان العربسلامية". فأمثاله مِن مَنْ نستفيد من تجربتهم فى مقارعة "العربسلام" بواسائل نقدية بارعة و دقيقة " تفلق الشعرة, ثم تميِّز بين فلقتيها", و مِن مَنْ نبنى على ميراثهم النقدى مواصلين حربنا ضد هيمنة "العربسلام" و نحن نروِّج لريادة " أفريقيا الأُم" التى تسع كل الثقافات بما فيها ثقافة " العُربان" ال"Semi-African".
و توسيع ماعون تواصلنا مع التيار المناهض للهيمنة " العربسلامية" يشمل " بوست" " نجاة" عن موقع " أركمانى", فرغم عدم إتفاقى مع صاحب الموقع د. " أُسامة النور" إلا أننى اعتبر أن موقعه و " بوست" " نجاة" خطوة مُقَدَّرة تسعى للفت إنتباه القراء السودانيين لتاريخهم القديم المُغيب فى أذهانهم, يجب أن نثمِّن ذلك بإعتباره خطوة تُعِدُّ و تفتحُ لنا الأذهان لتستقبل ما نرغب فى ترويجه من أفكار عن ريادة أفريقيا " السوداء".

لا أدرى لماذا, حين أتأمل ما يدور بين " بــولا" و " بشاشا", أستعيد ما قرأته فى سيرة " مانديلا – مشوار الحرِّية" عن شباب حركة ال "Black Consciousness" عند قدومهم لأول مرة إلى مُعتقل جزيرة " روبن", و لطول الإقتباس الرجاء مراجعة الوصلة:
BLACK CONSCIOUSNESS .. الوعى الأسود

" بشاشا" الصادق فى توجههِ الفكرى, الصِدْق المعهود فى النوبى الأصيل, و الذى لا تُقارن معلوماتى عن ريادة أفريقيا " السوداء" فى مضمار الحضارة بما يحمله من معرفة فى هذا المجال, و هو الأكثر شجاعة منى فى مراجعة نفسه و الإعتراف بالخطأ فيما لو تبين له ذلك, كتب يعنَّفنى فى معرض تعقيبه على خلافى معه حول شخصية "عبد الله التعايشى" فى " بوست – المسكوت عنه, لشوقى بدرى":
Quote: الكاشف اخوي سلام.
يازول ده كلام وين التقول فيه ده؟
انت فعلا مصدق الانجليز حرموا الرق عشان خاطر عيون ال"Negros"من امثالنا؟
انت بي جدك انو غرودن جا عشان يحررنا ؟
طيب خليت شنو لي شقير او ونجت؟
كلام يدمي القلب، بالذات من انسان ملتزم زيك!

و عقَّب فى مداخلةٍ لاحقة :
Quote: الحبيب طناش وانت بخير عافية.
اولا انا سعيد جدا جدا بي مشهد اختلافنا العيان البيان وعلي رؤوس الاشهاد، بلا حرج او اخراج بناءا علي سيناريو معد سلفا.
هكذا نؤسس معا لاسلوب جديد يرفض الشللية ويدوس بالمركوب علي عقلية القطيع وعهر المجاملة المتغلغة في اعماق اعماق ثقافتنا القاهرة للفردية.
هذا "الجزام" هو بعض سر تخلفلنا مش كشعب ودولة فقط، وانما كقارة وجنس بشري!
احييك مرة اخري وبحكم ارضيتنا المشتركة فنقاشنا سيكون مثمر.
و عندما تعرَّف " بشاشا" لاحقاً بصورة أكبر على " شوقى بدرى" عالجَ خلافه معه دون أى تدخُّل من جانبى. و أنا أحسبه الآن لم تكتمل معرفته " بـبولا" – فأنا أعلم أنه مزحوم بشِدَّة تحت سطوة إيقاع الحياة الأميريكية العنيف - و حين تَحْـدُث تلك المعرفة فأنا على ثقةٍ تامة أنه سيستطيع أن يعالج خلافه معه, من أجل حركة واسعة لمناهضة ثقافة الهيمنة " العربسلامية", لنا فيها كأنصار لريادة أفريقيا " السوداء" صلات و قنوات مع ممثليها.

و رغم أنك يا " بـولا" عَنيت بعتابك الصديق " بشاشا", إلاَّ أننى أجد نفسى معنياً بذلك لكوننا نعبِّرُ عن مصدرٍ فكرى واحد, لا سيَّما و قد كنت حاد فى كثير من مداخلاتى, و لا أضمن أن لا يتكرر منى ذلك مستقبلاً, و بالتالى تجدنى مُجبر لتقديم إعتذار من جانبى لك على ما قد يكون سبَّبا فى تعكير مزاجك و أنت فى هذه الظروف التى ماإنفكيت تشكو منها, و على "زربقتى الهوويَّة" تلك بالذات فيما توحى فى جانب منها بعلاقتها "بالجينوم", و قد أعنى ذلك, من باب أنه بقدر قابلية تشفُّر المادى فى "الجينوم" مثل الكائنات المسببة للأمراض, فإن غير المادى له أيضاً هذه القابلية فى التَشفُّر مثل الشعور بالخوف من أجواء مُعينة و حيوانات و حشرات بعينها, و قد يحسب " الإيمان" أيضاً ضمن ذلك. و تشفُّر اللامادى فى "الجينوم" مازال قيد البحث و لا يمكن معالجته ضمن أُطر "العلم التجريبى" بحدوده الحالية, و الذى سعدتُ حين قرأت لك فى إحدى مداخلاتك و أنت تنعى باللائمة عليه للقيود التى يفرضها علينا بأطره المحدودة, و خارج هذه الأُطر مساحات رحبة تسمحُ بمثل "زربقتى" هذه, فقط لو إستطيع تدعيمها بالدلائل والأسانيد !

و لا مجال فى هذه المداخلة يا " بــولا" للحديث عن إسم " المركزية الأفريقية", إلاَّ أننى أتفق معك بقصور الإسم عن التعبير عن ريادة أفريقيا اُم الحضارة الإنسانية, و نظلم هذه الريادة بلفظة " مركزية" القميئة هذه, لا سيَّما و أن رواد الأفكار التى تتحدث عن ريادتها كشفوا عن دورها الرائد هذا قبل ظهور الإسم الذى أتى به "Asante", كما جاء فى ورقة "Creg Moses" التى إستعنت بها فى " بوست المركزية الأفريقية", و الذى سأعدِّل عنوانه لاحقاً, إذا سمح لى الوقت, و قد يكون تحت إسم : " أفريقيا .. أُم البشرية الـسوداء".

لكليكما .. وافر الود و المحبَّة .. و معاً من أجل حركة واسعة مناهضة لهيمنة الثقافة "العربسلامية" ..

Post: #705
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 11-21-2004, 06:07 PM
Parent: #1

الحبيب طناش، تحياتي.

ذي ماقلت ليك، جميل اننا ورغم انطلاقنا من موقع واحد، نعبر عن اختلافنا بحرية وصدق، وشفافية راكلين لعقلية القطيع وباصقين في وجه الشللية الدميم.

في المنبر الاخر، سودان نت، كان رفيقي، Unite Us، وهو افريقي امريكي كما حدثتك، يردد باستمرار if two people agree all the time, then one only is doing the thinking.

التحية لاخي الاخر Unite Us حيث خضنا معا غمار معارك اعنف بكثير من معاركي هنا، وعلي مدي اكثر من 4 سنوات.

فسيرا علي هدي تقليدنا هذا، اسمح لي اختلف معاك في تقيمك لي اسهام استاذنا بولا مع احترامي التام له، وان كان ليس هذا مقام الخوض في هذه النقطة الفرعية.

عشان مااوضح للقارئ انا جاي من وين في تقيمي لي اسهام استاذنا بولا، فبقول وبالصوت العالي، مسؤلية ماالت اليه الامور في بلادنا، من 56 وفيما اتصل بالعمل الفكري، تقع علي عاتق يسار السودان المصري الي اليوم، وتحديدا علي عاتق الحزب الشيوعي، وليس يمينه، ممثل في الجبهة الاسلامية، طبقا للانطباع السائد!

انا عارف الكلام مابرضيك، او مابرضي بولا، وكل قطاع اليسار "القديم"، داخل او خارج المنبر، ولكن والي ان يثبت العكس يظل استنتاجنا هذا هو الحقيقة المرة.

فالتشخيص السليم للجالة المرضية يمثل نصف العلاج، وبناء عليه فقضيب قاطرة السودان القادم ينطلق من هنا.

باختصار شديد، السبب في تحميل المسؤولية للحزب الشيوعي وليس الجبهة الاسلامية، يرجع كما اوضحنا في اول بوست لي بهذا المنبر بعنوان The Burden Of Marxism كماتفضلت واشرت، الي ان اليسار بعامة، والشيوعي بخاصة، قدم نفسو كمقاول منوط بيهو انجاز البديل لي سودان الخديوي او ونجت، شقير، او ماكمايل ..الخ، لكنو فشل فشل كارثي ماحق، مماخلق فراغ نفخ بدورو الروح في شبل التركية السابقة ممثل في يمين الاسلام السياسي وبقيادة الجبهة، اللتي ملآت هذا الفراغ بجدارة.

لا يعقل ابدا ان تعهد بي "سواسيو" البديل، لي ثعلب القديم او تتوقعا to survive!!!!!!!!

ده مستحيل!

عشان كده ماصدفة امثال د.ع.ع.ابراهيم هم بعض ثمار شجرة يسار السودان القديم! دكتور بولا بي تستروا علي امثال هذا الاستعلائي والنقروفوبك، وضع كل تاريخو في المحك، ممايفضح زيف صرامتو العلمية المسلطة علي رقاب امثالنا.

بقول كده وانا عاشم انو وضوحنا الجارح ده، يتحسب لينا وليس علينا، عند استاذنا بولا في خانة الحسنات. قبل كده لمان عبر دكتور بولا عن ضيقو وتبرمو من كلامنا، وطلب مننا مغادرة هذا الخيط، فعلنا، علي غير عادتنا.

انا عدت لهذا الخيط بناءا علي دعوتو لنا، في بوست الاخ العزيز عجب، الاحنا الان محسوبين من اشياعو، رغم انو واحدة من اعنف معاركي في المنبر ده، كانت ضد الاخ عجب.

في فهمنا الثابت الوحيد في هذا الفضاء هو الاختلاف، والاتفاق متحول،لانو الاصل عندنا، وبعكس تعاليم ثقافتنا، هو الاختلاف، وليس الاتفاق.

مع خالص حبي وموديتي ياصديقي في الهجرة، والغار!

Post: #706
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-23-2004, 05:00 PM
Parent: #1

عزيزي بشاشا،
تحياتي ومودتي وعظيم احترامي لشخصك ولجوهر مشروعك النقدي والاحتجاجي المستهدف تفكيك المركزية والاستعلاء. وأرجو أن تأخذ مصطلح تفكيك هنا بمفهومي أنا لا بمفهوم دريدا، وإن كانت هناك منطقةٌ مشتركةٌ بين "المفهومين" ووضعي لمفردة "المفهومين" بين مزدوجتين كناية عن اعتقادي بأن في الأمر ـ أي في كون التفكيك عند دريدا، وعندي (وعندنا نحن جماعة "العصاة" منذ منتصف الستينيات وإلى اليوم)، ليس مجرد مفهوم أو مذهبٌ فلسفي بالمعنى الشائع للمفهوم و"المذهب الفلسفي" ـ ينطوي على تعقيداتٌ كثيرةٌ لا يسمح الحيز ولا الوقت، ولا سياق هذا البوست وأغراضه بالخوض فيها. كما أنني أنطلق في تعاملي مع الأنظمة والمفاهيم والمذاهب الفلسفية والمعرفية، في مجال العلوم الإنسانية عموماً، وفي مجال الفلسفة على وجه الخصوص من رؤيتي الخاصة ومباحثي الخاصة، ومبادئي "الخاصة" القائمة على مفهوم الندية، ومن موقع إيماني بأن مقاربة "الحقيقة" تراث مشترك، ومتاحٌ للجميع وليس حكراً ل"مركزيةٍ" بعينها مهما بلغت من الفصاحة والإدعاء والتطاول. ف"الحقيقة تبدو ولكنها لا تكون" ملكاً عضوضاً، لشخص، أو لجماعةٍ، أو لدينٍ، أو لثقافةٍ، أو لمجموعة بشريةٍ، أو لأمةٍ ما. أي أنها لا تضع نفسها كلها مرةً واحدةً وإلى الابد، في ملكية أيٍ منا. بل هي في حركة عصيانٍ مستمرٍ، وتفكيكٍ مستمر لأي مركزية كانت. حتى "مركزية" قارتنا العزيزة إفريقيا أم الدنيا. وهنا تكمن مشكلتك منهجيتك الرئيسية، في تقديري.

إلا أنني أحب قبل أن أناقش ذلك معك، ومع المتابعين، وضع بعض الأشياء في نصابها، الذي زحزحتها أنتَ عنه بفعل العجلة المُسرفة.
أولاً يا سيدي انا لم أطلب منك مغادرة هذا البوست "حافة كده"، وضيقاً بالرأي الآخر، كما زعمتَ من غير تحرٍ للدقة ولسياق الواقعة، وقرائنها العديدة، التي كان من الممكن لها، لو أنك كلفتَ نفسك مشقة النظر المنصف فيها، أن تنتهي بك إلى تقييمٍ، وحكمٍ، أكثر مقاربةً للصواب. فالذي حدث بالفعل وبالنص، إنني كنت قد طلبتُ منك تأجيل المناقشة في قضيةٍ جوهريةٍ مثل قضية "الهوية"، ونظري، ونظر عبد الله على ابراهيم، ونظر أعلام "مدرسة الغابة والصحراء، وغير هم من أعلام الأفروعربية، في أمرها، إلى حين الانتهاء من مداخلات الترحيب، مثلما طلبتُ ذلك من نفر من أقرب أصدقائي (طلحة السيد، وعثمان عووضة على سبيل المثال لا الحصر). ثم إنني أشدتُ باستجابتك الكريمة، وبالتزامك واحترامك لترتيب وأولويات سياق الترحيب، لا حقاً، إشادةً واضحة.

وهذا هو نص مخاطبتي لك في ذلك السياق، وفي لحظة تلك الواقعة:

"الأخ بشاشا،
تحياتي،
يا أخي العزيز، كنت أتمنى منك أولاً أن تحترم سياق وترتيب الحديث الجاري في هذا البوست. فالموضوع هو، في هذه اللحظة من سيرورة وقائع هذا البوست، ردي على أفضال أصدقاء وقراء رحبوا بي. أعني إن تعقيباتي وردودي هنا لم تدخل بعد حيز الحوار في جملة موضوعات، أتوقع إثارتها [لاحقا] من جانب القراء والأصدقاء، تتعلق بمجالات تخصصي ومبحثي "الفلسفي" إذا جاز التعبير. وأنت بهذا تقتحم عليّ حُرمة رد الفضل وتفرض علىَّ موضوعاتٍ للنقاش خارج ترتيبي للوقت وللسياق."

أما فيما يتعلق بجوهر الموضوع، فالاختلاف بيننا يا أخي بشاشة واسعٌ جداً في القضية الأساسية: قضية موقع "الهوية السودانية" (أوخلافها)، في إطار مفاهيم وقضايا، ومشكلات الوجود الإنساني، وعلى رأسها، مفهوم المعنى، ومفهوم الاغتراب الإنساني، والقضايا و" الواجبات" المترتبة عليه من جانب الذين اختاروا مكافحة كافة صور ووقائع اغتراب وتغريب الإنسان، والزراية به، أياً كان انتماؤه "العرقي" والثقافي والحضاري. بقدر ما هو، أي الاختلاف بيننا، ضيقٌ جداً في الجوانب المتصلة بحركة مكافحة الإزراء والتعالي والمظالم والفوارق الحقوقية والثقافية والطبقية، في بلادنا وفي قارتنا(وإن كنتُ لا أرك تبذل أدنى عنايةٍ بالنظر في الفوارق الأخيرة هذه). فأنت لست معنياً فيما قرأته من نصوصك حتى الآن عنايةً رئيسية بالشق الأول. وتتركز كل عنايتك على الشق الثاني، بينما أنا معنيٌّ بالشقين معاً، وفي اعتقادي أن الشق الثاني هو إحدى النتائج المترتبة على الشق الأول من القضية، وليس من الممكن مناقشة أحدهما بمعزلٍ مطلقٍ عن الآخر كما تفعل.
وأعتقد أن في منهجك المتصل بالشقين، وبالثاني منهما على وجه الخصوص، مشكلةٌ أساسيةٌ تجعل النقاش معك في غاية الصعوبة: هي اعتقادك الجازم بملكية الحقيقة النهائية في خصوص قارتنا وثقافاتها وعلاقاتها المعقدة بالتاريخ وببقية العالمين. وبمنهجك في قراءة تاريخ قارتنا الثقافي، الذي لا يقيم وزناً لأية مشاركةٍ معرفيةٍ إنسانية خارج "مصادر المركزية الإفريقية"، والذي يختزل كل قضايا خلافات محاوريك معك، حتى المنطلقين من نفس الموقع، القائلين بغير ما تقول في خصوص قضايا التحرر والثقافي والاجتماعي والحقوقي، الهادفة إلى تأسيس فضاء المواطنة (دولة المواطنة) في قارتنا، وعالم المواطنة والإخاء وحقوق الإنسان في بلدانها، وعلاقتها بمفاهيم ومشاريع الإخاء الإنساني الشامل في مجمل المجتمع الإنساني، بإرجاعها إلى جذرٍ بسيط ومبسطٍ جداً، هو الصدور عن حالة اغترابٍ فكريٍّ مرضية، مقسمة إلى خاناتٍ جاهزة، منفصل كل منها عن الآخر، ولكلٍ منها لافتة تعريفٍ صمدٍ معممٍ دون أدنى جهدٍ من التمييز، معدةٍ سلفاً: "نقرو فوبك" "ذهنية السودان القديم"، "استلاب العصاب النفسي" الناتج عن "تقمص [المخالف] لشخصية العربي الوهمية"؛ "ذهنية السودان المصري"، "وغربة المرجعية" و"الإنطلاق من المركزية الأوروبية" إلخ.
أواصل وأتمنى ألا تقاطعني حتى يكتمل بناء النص وسياقَيه الاستقرائي والإستدلالي.

مع عامر محبتي وتقديري لشخصك ولمساهماتك كما سترى.

بــــــولا

Post: #707
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-27-2004, 05:30 PM
Parent: #1

عزيزي بشاشة،
تحياتي ومحبتي وتقديري،
نواصل إذاً، وبما أن نقاشنا كان قد توقف برجاءٍ مني اقتضتاه سياق الترحيب، كما أوضحتُ في مداخلتي أعلاه، فإنني سأواصل من حيث انقطع الحوار أي من مداخلتك التي سبقت طلبي منك التوقف إلى حين انتهاء ردود الترحيب. وهي مداخلتك الثانية الموجودة بالصفحة الرابعة من هذا البوست. وسوف أضطر لأن أعيد عليك مقاطع من تعقيبي عليها، وأعقب على مقاطع أخرى منها لم يكن سياق ردود الترحيب مناسباً لتناولها. وقد اوضحت لك ذلك في تعقيبي على مداخلتك المذكورة، واعتذرتُ عن التوسع في التعقيبات بقولي:
"الموضوع مشربك ياشيخ بشاشا. وكل هذه الأسئلة عناصر إشكالية عصية أتمنى أن نقف عندها، في ما سيأتي من مداخلات وحوارات، وقفةً تستحقها. وسأضطر أنا من جانبي أن أتوقف مؤقتاً هنا لأواصل ردودي على ترحيبات الأصدقاء والقراء. دون أن يمنعك ذلك بالطبع من التعقيب. على أن لا تتوقع مني تعقيباً فورياً".

أقول كل هذا لأنك سألتني على وجه التحديد، في مداخلتك الأخيرة (ص 11 من هذا البوست)، عن السبب في اعتقادي باستغنائك عن التوثيق والتحقق، و"اتهمتني" بأنني "أسبغ صفة التأني والتدقيق الي اخره"، علي غير "المغضوب عليهم"، أمثال صديقك "طناش" كما قلت، مما يؤكد عنك ضيقي أنا "بالراي الاخر" كما زعمت، وبالذات في حالة "المتمرد مثل بشاشا!"
وأضفتَ قائلاً، من باب استكمال معنى استبدادي بالرأي، وصدوري عن محض ميولٍ ونوازع شخصية:

"ولذات السبب قلنا صرامتكم العلمية ترماي، وامثالنا صعايدة!
بالعدم اين الدليل علي استغناء بشاشا عن التوثيق يا استاذ بولا؟"

ولا اعتراض لديَّ على حقك في إصدار هذه الأحكام لكن نشوف إلى أي مدىً تستطيع الصمود (لا أنتَ بل أحكامك) أمام تعريض إسانيدها للاختبار.
وسأضيف هنا إنني اعتقد أيضاً باستغنائك عن الاطلاع المدقق على رأي المخالف أصلاً وصرفك النظر في قرائنه، بفعل استعجالك إلى إصدار الأحكام الجاهزة، وشهوة الرد. فأنت في الواقع لم تُعن على الإطلاق بما أوردتُهُ من قرائن على عجلة قراءتك في تعقيبي على مداخلتك المذكورة آنفاً (المداخلة الثانية بالصفحة الرابعة).

فقد ذهبَ بك عدم التدقيق والتمييز، في هذه المداخلة، في غمرة تعجلك إلى إدانة الدكتور عبد الله على ابراهيم، بقرائنك الافتراضية التي جمعتها كيفما اتفق، واستعفيت عن تجشُّم مشقة التحقق منها، إلى الحد الذي نسبتَ فيه إليه، نصوص محمد المكي ابراهيم وعبد الحي، وأحكام أنثروبولوجيي الحملة التمدينية (الاستعمارية)، التي كانت موضع نقده وما تزال، موضوع نقده الضروس. وهذا هو نصك يا عزيزي بشاشة الذي وجهتَ فيه الخطاب إلى شخصي قائلاً:

"بالنسبة لي دفاعك عن دكتور عبدالله ورفضك ادانته، فدلالته تبدو عميقة!
بالذات ان النموذج الذي اوردته اسوأ بتفصيل اكثر مما اورده الاخ عجب، مما يبعث في نفسي حيرة، اشبه بحيرتي من مواقف عبدالعاطي من الحركة الشعبية!"

حسناً، فما هو يا عزيزي بشاشا "تفصيلي الأسوأ" في خصوص شرح خطاب عبد الله، الذي بعث في نفسك كل تلك الحيرة. وسوف أترك لنصوصك مهمة إيضاح مبعث الحيرة هذا، فأنت تقول، مستشهداً بما اعتقدتَ، من دون تحرٍ، أنه قول عبد الله، مايلي:

"من ذلك قوله:
1 Quote: "[الخطأ] الأول هو إن إفريقيا حينما تدخلها الأشياء تسوء و تخرج عن قواعدها".

وبالتالي تسألني:
"ماهذا استاذي بولا؟ لماذا تســوء الاشياء، عندما تدخل افريقا؟"

وتُردف في غلوٍ شديد الاستغناء عن الحذر التوثيقي:

"مع احترامي الشديد، فوق للعنتظة، فهذا جهل صريح وكلام امي!"

ثم تستدرك للمزيد من توضيح رأيك وتدعيم مبعث حيرتك:

"انا افهم دخول شئ محدد في منطقة محددة يسوء، لاسباب موضوعية محددة، وظروف بعينها!ولكن لا افهم، مثل هذا التعميم الانشائي والغير مسنود!"

وتستشهد مرةً أخرى بما اعتقدتَ من غير تحرٍ بأنه رأي عبد الله:

Quote: "يعني إذا كان هناك فقه، فإن الأفارقة ليسوا قادرين علي موضوع الفقه هذا ".

وتتساءل من غير تحرٍ أيضاً:

"وما الذي يجعل الافارقة غير قادرين وغير الافارقة قادرين؟"

وتصدر من غير تحرٍ، للمرة الخامسة هذا الحكم القاسي، المسيء، على من تخالف في الرأي:

"اذا لم يكن هذا اذدراء وسفه وساقط قول، فما هو؟"

وتُردف من غير تحرٍ هذا الحكم الطليق:

"هذا الرجل جاهل بالفعل!"

وسأجيبك هنا على سؤالك الذي وجهته لي قائلاً:
"ماهذا استاذي بولا؟"
هذا من استعجالك وعدم تحريك دقة التوثيق يا أخي بشاشه. فالقائل بكل هذه "الاستشهادات" المزعومة المستغنية عن التحري والتحقق والتوثيق، ليس عبد الله كما سبق أن أوضحت لك وللقراء، بل القائل، وبالأحرى القائلون، هم منظِّرو الشأن الثقافي الرسمي "الآفروعروبيين" الذين اختاروا مواقع الشريحة العليا الأفندوية من الطبقة الوسطى، التي هي إحدى من مكونات الحلف العربسلامي السلطوي، (الذي لا يتسع المجال هنا للتفصيل في عناصر تركيبه)، الذين انتقدهم عبد الله. ومن بين القائلين بذلك، بتحديدٍ أكثر اثنان من زبدة مبدعيهم هما محمد المكي ابراهيم ومحمد عبد الحي. وأنتَ لا أنا من استغرب في نقد عبد الله لهم.
وتواصل محقاً هذه المرة:
"لا يمكن اطلاق احكام تتعلق بالمعرفة علي مجموعة بشرية بحالها علي هذا النحو!"
إلا انك لا تصبر على تأسيس ما أنت فيه على حق، وإلزامه "الجابره". فتضيف:

"علي العكس يا دكتور، مثل هذا الفهم يستفزنا تماما، لما فيه من تكريث (تكريس يا بشاشا وهذا من العجلة أيضاً)، لحالة انبتات وانفصام الشمالي عن واقع جحيم ظلمه وقهره لغير الشمالييين في السودان".

فتُفسد بهذا التعميم ثمرات حصاد الحق في قولك بخطل تعميم "اطلاق احكام تتعلق بالمعرفة علي مجموعة بشرية بحالها"، إذ تكيل بمكيال الإجحاف في حق "مجموعة بشرية بحالها" هي "مجموعة" الشماليين" الذين تنسب إليهم جملةً و"تفصيلاً" مسئولية ظلم وقهر "غير الشماليين" . بل أنت هنا لا تكتفي بنسبة الظلم والجرم ل"مجموعة بشرية بحالها" فحسب، بل تحمِّل كوكبةً عالية الإشراق من مناضلات مناضلي شعبنا البواسل، ضد مؤسسات الظلم والظلمة، وزر استبدادٍ مديدٍ مارسته طبقاتٌ وأحلاف طبقية، طال ظلمها مجمل القطاعات الكادحة "المسحوقة" من "مجموعات الشماليين" أنفسهم. ما زال غول الظلم والإجحاف والاستغلال، يجثم على صدورها بكلكلٍ ضرِسٍ ثقيل الوطء، لأنك في حرصك على رؤية الشجرة الإفريقانية الزنوجية، التي تحجب غابة المظالم التاريخية، ورفضك لكل فكرٍ ناقدٍ يساهم في كشف المظالم، لمجرد أنه "ليس زنجياً إفريقياً"، خلطتَ خلطاً ذريعاً بين الجزار والضحايا. ولم تفلح في رؤية علاقات القربى التي تربط بين الرق والقنانة، وسائر صور استغلال الإنسان للإنسان من جانبٍ، وعميتَ عن رؤية علاقات القربى التي تربط بين مجمل كادحي بلادنا ومظاليمها من جانبٍ آخر.
أواصل. وأطلب منك ايضاً أن تمهلني إلى أن أكمل نصي. وأشكر لك التزامك الكريم في هذا الخصوص.

بــــولا

Post: #708
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-28-2004, 05:46 AM
Parent: #1


ومع ذلك فأنتَ تمضي لتقول دون تحرٍ حتى في بسائط المعاني:

"اهو ده ذاتو "الاستيروتايبنق"! البقولوه!"
هسَّع عليك الله يا بشاشا كلامك دا شيتاً آخر غير "stereotyping" بتاع أجهزة الإعلام "الغربية" في تصوير نزاعات الهوامش، والطُغَم السلطوية السياسية والاقتصادية في بلادنا على أساس أنها نزعات بين "العرب والزنوج"، و"المسلمين والمسيحيين"؟ وهي أجهزة إعلام الرأسمالية الكولونيالية العولمية المتوحشة، في تسميتها الحقيقية، التي تسعى بجهدٍ جهيد إلى تزوير وعى الإنسان الغربي نفسه بحقيقة الصراعات العميقة في الغرب نفسه، وفي كل أنحاء العالم؟ والتي ليس غول الإنقاذ وما سبقه ومهَّدَ لميلاده من غيلانٍ "أصغر" حجماً و "أقل" توحشاً منه، سوى تجلياتٍ ونتائج لمنطق الإلحاق والتبعية، التي ما انفكت تتعلم الحجامة و"التحجيم" في ظهور يتامى "العالم الثالث"، ومنها ظهورنا نحن كادحي الشمال السوداني؟ وأعني بالتحجيم إغلاقنا في معازل "هويات أصالوية" لا يتجاوز أفقها "السياسي" والاجتماعي والثقافي الحسير، مباصرة "الواقع" الماثل المزري الذي ظلت الطغم "الحاكمة" تعيد إنتاجه وتكرسه استناداً على إيديولوجية "الهوية الخالدة." وهي على مستوى الإنتاج والإبداع المعرفيين في غنىً "كاملٍ" عن عناء الأسئلة المزلزلة وعن حركة البحث والنظر الإشكالي التي تنكث عليها غزلها واطمئنانها هذه "الهوية" الأزلية الخالدة هي ياعزيزي بشاشة إنام هي عنصر أصيل في العناصر المكونة للإيديولوجية الكولونيالية والكولونيالية الجديدة والعولمة المتوحشة: ألزموا أنتم معازل هوياتكم واتركوا لنا العلم والعالم والمعارف والمباحث الإبداعية الطليقة". سألتني ذات مرة صيدليةٌ فرنسية ببراءةٍ وحسن نية، بعد أن أخبرتها بأنني أحضر رسالة في علم الجمال والفلسفة: "ماذا تفعلون بعلم الجمال والفلسفة؟"
وهذا عين ما تقوله يا عزيزي بشاشا في هذه الفقرة من مداخلتك المذكورة آنفاً:

"انا افهم ان لا وجود لي مفاهيم فقه وتفاسير الخ المفاهيم النصوصية التقريرية للدين في الثقافة الافريقية، حيث مجرد التوثيق ممنوع بل محرم في الطرح الافريقي الصوفي للدين!"

يا بشاشة خاف الله في الثقافة الإفريقية يا خي. فعن أي ثقافةٍ إفريقيةٍ تتحدث يا صديقي؟ ففضلاً عن أن إفريقيا قارةٌ تتمتع بتعددٍ ثقافيٍّ هائل، مما لا يجوز معه الحديث عن "ثقافةٍ إفريقيةٍ" بصيغة المفرد أصلاً، فلكل الثقافات الإفريقية "غير الكاتبة" أيضاً مناهج في التوثيق هي غايةٌ في الدقة. كما أن "غياب" الكتابة ليس صفةً بنيويةً للثقافات الإفريقية كما توحي عبارتك. وبما أنك تعتبر الحضارات النوبية والفرعونية حضارات إفريقيةٍ صميمة، وأنا أشاركك هذا الاعتقاد، وإنها أصل جميع الأديان (وأنا لا أشاركك هذا الاعتقاد)، فسيترتب على ذلك بالضرورة أن أصول ما تسميه ب "الفكر الصوفي الإفريقي" المؤسِّسَة، إنما هي موثقةٌ أحكم توثيق: توثيقٌ استمر لآلاف السنين وما زال يحارب البلى بصمودٍ معجزٍ. أما مصادر الفكر الإسلامي "الصوفي"، وخلافه الإفريقية فقد كان لها في كثيرٍ من المراكز الحضارية في الممالك الإسلامية الإفريقية، صيتٌ و"دولة".
وقد كانت مكتبات جيني وتمبكتو، على سبيل المثال، نماذج عاليةً تحتذى في التأليف والتصنيف والترتيب، يقصر هذا الحيز عن التوسع فيه. يا بشاشة يا خي لما تقرر مقولات قطعية مثل هذه، فمن الأجدر بك أن تنظر خلفك، حتى لا تتورط في مثل هذا التبسيط والتناقض و"السهو"، والفط.

ثم إن عقائد إفريقيا العديدة المهولة خصبة الخيال والتصور والبنيات، ليس من الجائز تصنيفها ووضعها كلها في خانة "الدين"، و"التصوف" كمان. وعدم الانتباه لهذه المعطيات الأولية في خصوص عقائد الزنوج الأفارقة، وغيرهم من بني الإنسان، يمكن أن يركبك في سرجاً واحد مع الإسلاميين، والإسلامويين، الذين يختزلون العقائد "الماورائية" في الدين، ويختزلون الدين في الرسائل السماوية الثلاث المعتمدة، إذا لم تنتبه وتتحرى دقائق المعاني.

أما قولك:
"لكن لا افهم محاكمة الثقافة الإفريقية بمعطيات ومفاهيم الثقافة العربية!
ليس من العلم في شئ، الحكم علي ثقافة بمعايير اخري!"

فهذه شوف ليك معاها مخارجة من الأفارقة المسلمين الذين "تبنُّوا"، واستضافوا وحَموا ديناً نصه المركزي، وبالتالي أداة البحث الأولى في تشريعاته وأحكامه وموجبات الإلتزام بنصوصه القطعية، والمدخل إلى معانية الدقيقة، يستند إلى أساسٍ من "لسانٍ عربيٍّ مبين"!!!
فالذي يوثق ويتحرىَّ ويلتفت وراءه، وينظر من حوله، لا يَعْتَر مثل هذه العترات يا عزيزي بشاشة.

ولعل أكبر هذه "العترات" اتهامك لعبد الله على ابراهيم، بغرض الكشف لقرائك عن "مدى استهانته وإزرائه بالزنوج الأفارقة"، هي استنادك في ذلك على نفس النص الذي يقول فيه بعكس ذلك تماماً، فيؤكد بداهة تمام ملكاتهم الذهنية، مثل كافة البشر، ويثبت لهم نماذج عالية من القدرة على ضبط النفس عن الهوى، والثأر للكرامة حين يجد الجد، بنقدٍ حازمٍ واضحٍ، للذين يقولون بأن الذهن الإفريقي غير مؤهلٍ لفهم قضايا فقه وعلوم الأديان، وإن الأديان "الكبرى" عندما تدخل إفريقيا تسوء وتغشاها غواشٍ من التبسيط يناسب غرارة العقل الزنجي الإفريقي.
وقد استشهدت على ذلك بقوله في الحوار الذي أجراه معه الأخ الأستاذ السموأل أبو سن:

"فيضفون عليه [أي الدين] صفة الإفريقية و يصير الأمر كلعبة".
ومن ثَمَّ اتهمته بأنه ينظر إلى الأشياء "بعدساتٍ عربية" لا ترى في الزنوج الأفارقة سوى كائنات "دون إنسانية"، خفيفة العقل والوجدان، ناس مَضْحَكة ولعب، "واجتراع مريسة في الحواني" "وسكرٍ غشوم"، و"رقيص في شارع الزلط". وذلك من قولك:

"مجرد ان ننظر للاشياء بعيوننا، ومن غير عدسات عربية لاصقة، يحيل المنظور اليه للعبة!"

وتصل في التورط في الغفلة وعدم التحقق والتحري، والإطمئنان إلى القراءة المستعجلة والتوثيق المستعجل، والزراية ب"المخالف" إلى هذا الحد البعيد الذي عبرت عنه بقولك:
"يا لصغر عقل عبدالله هذا!"

بينما عبد الله هو الذي انتقد القول بصغر وعجز العقل الزنجي الإفريقي عن فهم الفكر المركب المعقد.
لا شك في أنه من حقك أن تختلف مع عبد الله ومع غيره. وحتى أنا يا عزيزي بشاشا لديَّ نقاط خلافٍ كثيرةٍ معه، ومع رفاقٍ كثرٍ في درب المعرفة الضرس أقرب إلى منه. بل لديَّ نقاط خلافٍ كثيرةٍ اليوم مع فتراتٍ من أهم فترات تراثي الفكري والكتابي و الإبداعي الشخصي. ولي، أكثر من ذلك، خلافاتٌ "تناحريةٌ"، إن جاز التعبير، مع مفكرين، وأكاديميين، وإيديولوجيين من مشارب مختلفة. ومع ذلك، ولو للحظةٍ واحدة بوصفهم بالجهل متى ما استوفوا شروط التحقيق الرصين والقدرة على الإبانة. ناهيك عن الحكم بالجهل على "هرمٍ في رأسه نار"، مثل عبد الله. مهما بلغ بنا الخلاف معه.
ومن قبيل عدم التحفظ والحذر اللذين يقتضيهما التحقق، والتمحيص الدقيق استغرابك في نقدي، لرموز الغابة والصحراء، بقولك:
"لماذا التبشيع بمحمد المكي ومحمد عبد الحي وكل رموز الغابة والصحراء، انطلاقا من انتماءك السياسي، ولا تفعل نفس الشئ مع صديقك ورفيقك دكتور عبدالله، حيث تكتفي بالدعاء له وهو المؤيد لنظام الانقاذ، شبل التركية السابقة، وذبدة السودان المصري الانجليزي، القديم."

وهاأنذا أجيبك: لأن محمد المكي، ومحمد عبد الحي(الذي هو أحد اقرب الناس إليه، والذي لازمه ولزِمَه حتى آخر لحظة في حياته)، هما بنظري ونظر عبد الله ، يا أخي بشاشا، أكبر من مثل هذه الخيارات البائسة، ومن مثل هذه النظرية البائسة الإيديولوجية حتى النخاع، ووالمواقف البائسة، التي تورطا فيها حتى النخاع أيضاً. أريتا يا بشاشة كان إيديولوجيةً جادا بها(ضمن آخرين) لي ناساً فوقُن رقشة وشُوية عمار، فهي قد تحولت للأسف، بفعل عطلٍ في بنيتها الأساسية، إلى إيديولوجية "لسلطة "السادة" و"الصيارفة" و"الدكتاتوريين" وأولهم نميري: واحد منهما كان سفيراً له كامل الطاعة، وأحد أعمدة إيديولوجيته "الهويوية" حتى لحظة سقوطه، والثاني مسئوله للثقافة في أحلك لحظات استبداده وتنكيله بالمبدعين العصاة. غضبنا منهما وزجرناهما لأنهما منا في مقام العظم واللحم والدم والخلايا التكوينية.

وإن بِقَى كلامهم الذي أبنتُ عنه أعلاه مو من زبدة السودان المصري الانجليزي، القديم"، والإنجليزي الكولونيالي القديم، والكولونيالي الجديد برضه كمان، ياشيخ بشاشا متنسى دي، وأحد وجوه إيديولوجية "الحلف الطبقي" الذي ترعرع في أروقته، إلى أن ألقح فحبُلَ، فولد الغول الإسلاموي الجاثم على صدر تاريخنا الحضاري والثقافي، القابض على أنفاس حركة تعبيره المتعددة الحرة بالحروب، والسجون وبيوت الأشباح، ومناهج "التعليم" و"الإعلام"، وبحيل "التفاوض" والإنفتاح؛ غول الأحادية المتخفية خلف إيديولوجية الهجنة، الذي صادر، وما زال يصادر توقنا وأحلامنا المشروعة، يبقى منو عاد يا بشاشا؟ ("من اين أتى هؤلاء الناس؟")!!!

ومثل هذه العترة التي عِترتَها، إنما هي من ثمار الاستغناء عن التمييز والفحص، والتدقيق في المعاني، وضبط عناصر الخطاب في حالتي القراءة والكتابة معاً.

وقد سبق لك اعتذرتَ عن ذلك الخلط اعتذاراً لا يزال موضع تقديرٍ كبيرٍ من جانبي، إلا أنني شديد الأسف على أنه لم يلهمك بعد حكمة ضرورة التحري الدقيق، قبل "الهَرَع" إلى إصدار الأحكام الأخلاقية المطلقة والمطلوقة والمجانية.

مع مودتي.
وأواصل.
بــــــولا

Post: #709
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: إيمان أحمد
Date: 11-28-2004, 11:24 AM
Parent: #708

د/ بولا والمشاركات/ين

تحية وتقدير
وصلتني مداخلة من الأستاذ الفاضل الهاشمي،
فاسمح لي بإضافتها. كما أتمني أن يمنح الأخ الكريم بكري
الأستاذ فاضل فرصة الإشتراك بالمنبر ودفع النقاش به.
لكم الود والاحترام

وهذا هو نص مداخلته:
________


Dear Dr. Abdalla Bola….
Sincere indebtedness & deep learning and unlearning that I have developed from your (your..here include my friend Dr. Hassan Musa as well) previous & current contributions on the issues of the Sudanese identity “Magtooa3t Altari “ -to borrow your poetic expression…

Your sexy posting has been enriching the loneliness & solitude of our exile and warming its exhausting and soul-less space. I am developing an #######-ache (Bawaseer) (lafidh A3jiz) from sitting long hours to read you & the creative folks in front of the shiny monitor (Is there a way that such virtual source of exchange could be printed? - a question to the IT gurus)

I have read you before except the PhD & the “the fall of the privileged being” –my translation tries to be gender-sensitive by avoiding the “man” – I stand to be corrected for the sake of cultural correctness and sensitivity…

Having said that I have one question to you on the following quotation of yours responding to a brilliant and thoughtful question from El Hassan about the theoretical basis of the contribution of your group “Al talaga Alhadeetha” - unhindered modernism- for the lack of a better translation.

وفيما يتصل بمصادرنا التي استندت إليها مساهماتنا النظرية، ولا أقول النقدية لأنها كانت في تقديري أشمل من ذلك، فقد اعتمدنا فيها أولاً على تأملاتنا وتساؤلاتنا وحواراتنا وحفرياتنا وجهودنا الفكرية الشخصية، أعني من طاقة الملاحظة على الواقع المحلي والقدرة على النحت، ومن عذابات وَقْدِ لهيب شبابنا الإبداعي، والملاحظات والقراءات الجدالية، الحوارية، النقدية، للنذر القليل الذي كان يأتينا من الخارج. كنا طلاقاء، عصاة، خارجين على مؤسسات التدجين وتحريم الأسئلة مما جميعو. وبالأحرى هذه المؤسسات هي التي أخرجتنا من عنايتها وناصبتنا العداء لمجرد أننا كنا نتساءل ونرفض التسليم السهل الميسور. لا أعرف لماذا كنا نتساءل ؟ أي من أين أتتنا ملكة ومصيبة التساؤل هذه، إلا أننا كنا وما نزال لا نملك لها صرفاً.(عدل بواسطة عبد الله بولا on 20-09-2004, 05:55 ص)(عدل بواسطة عبد الله بولا on 20-09-2004, 06:21 ص)(عدل بواسطة عبد الله بولا on 20-09-2004, 06:29 ص)



In the above quote you have attributed the contribution to a set of:
(personal thinking efforts, speculations, debates…. A talent and faculty that enabled you to observe the local realities… energy of the creative youthfulness.. a few external sources.. thinking outside the cubicle… the animosity of the status quo towards your questioning etc etc…)

What struck me here is that you have not explicitly mentioned a history of local struggles that ignited your very important contribution. You sounded, la gaddar Allah, like all the contribution have emerged out of the blue. I am damn sure that you do not mean that!!!!! In your “debate” with Dr. Haider Ibrahim, you credited struggles of an exhaustive list of wonderful women & men from all over the Sudanese socio-political-cultural historical spectrum that have made a continuum of the struggles that have dialectically resulted in partial successes. I argue that the great contribution of your group (including of course the contribution of Dr. Hassan Musa.. et al) has been part and parcel of the preceding contribution of others. Your quote above has not explicitly pointed that out. That quote is not consistent with your discourse, as I know it. The quote has made it as if that: the efforts, rebellion, and faculties that had led to and become the basis of the “unhindered modernism” have come out of the blue!!!!!!!
That is why at the end of your paragraph you surprisingly said:
لا أعرف لماذا كنا نتساءل ؟ أي من أين أتتنا ملكة ومصيبة التساؤل هذه، إلا أننا كنا وما نزال لا نملك لها صرفاً.(عدل بواسطة عبد الله بولا on 20-09-2004, 05:55 ص)(عدل بواسطة عبد الله بولا on 20-09-2004, 06:21 ص)(عدل بواسطة عبد الله بولا on 20-09-2004, 06:29 ص)



I want to deprive you of the right to the question… I hope I am right in saying that!!!
Have you had mentioned the seeds of the local/external struggles/rebellion within/without which there was a modernity and an unhindered one, it would have saved you such a question of: “from where such apocalyptic faculties of critiquing and questioning of the status quo have been bestowed upon you???”
(Note: I have no Arabic support to write in Arabic… Please respond in Sudanese-Arabic so that we enjoy your marvelous faculty of narration in Arabic)

Yours, Elfadil Elhashmi, Toronto

__________
إنتهي نص المداخلة
إيمان

Post: #710
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-28-2004, 02:14 PM
Parent: #1

تابع التعقيب على مداخلات العزيز بشاشا الجزء الأخير

ويؤسفني أن أضطر إلى تذكير القراء هنا بقولي بأن "منهج الشجرة التي تحجب الغابة يعميك، ويعمي مناصريك، عن رؤيةٍ قد تكون أكثر سداداً لغابة مشكلات الهوية وغبائن "الهوامش" العديدة المعقدة في بلادنا. مثل تلك الرؤية السامقة التي وُفق إليها نفرٌ مبصرٌ من أعضاء الحركة الشعبية ومقاتليها، حين شاهدوا قرى شرق السودان، وشماله، ووسطه نفسه، لأول مرة، فهالهم أن رأوا أن كثيراً منها أكثر بؤساً وفقراً من الجنوب. هذا الوسط الذي تعتبره أنتَ ومناصروك، بتعميمٍ مخلٍ مفارقٍ لحقائق الواقع والتاريخ المشهودة (واقعة عنبر جودة على سبيل المثال فقط يا بشاشا) مسئولاً عن كل الجرائم التي ارتكبتها أنظمة حلف بنية التبعية الكولونيالية في تاريخ بلادنا. وقد أكد لي نفرٌ من أعضاء الحركة الذين التقيتُ بهم قبل يومين في مؤتمرٍ عن مأساة دارفور، وبعبارةٍ أدق جريمة التي يرتكبها نظام "الإنقاذ"، وحلفائه في دارفور، خُصص منه لمناقشة موضوع الهوية السودانية" أكثر من نصف يوم، نفس هذه الملاحظة النبيلة العالية الصادقة. وجعلوا من هذه الحقيقة بعض أجندتهم للسودان الجديد. و"حركة قرنق" يا سيدي أسمها الأصلي "حركة تحرير شعوب السودان"، زنوجاً، وعرباً، وهجيناً، وخلافهم، وإن لم توفق دائماً لوقفةٍ سديدةٍ في حضرة هذا الجلال. وهو المقام الذي قال فيه صديقي المفكر البنيني الشامخ العتيد، استانسلاس أدوتفي، في نقد رؤية مدرسة سنغور وأتباعه الزنوجيين للهوية، ولقضايا التحرر الوطني والإنساني، إن خطأهم الاستراتيجي الأساسي يكمن في أنهم: "كانوا يفكرون كزنوج حينما كان ينبغي أن يفكروا كبشر". أي كمناضلين شركاء في كفاحٍ شاملٍ، ينتظم قطاعاتٍ واسعة من العالم بأسره، وعالم "هوامش" الإزراء والإذلال والمسغبة على وجه الخصوص، ضد الظلم وضد انتهاك كرامة الإنسان حيثما وجد وأياً كان انتماؤه العرقي، أو الثقافي، أو الديني. فلم يروا من غابة المظالم الكثيفة إلا "الشجرة الزنجية" (باستثناء سيزير إلى حدٍ كبيرٍ بالطبع). وهذا فيما يبدو لي، ينطبق على رؤيتك و"منهجيتك" الحالية، انطباق الشَّنِ على الشَّن. والمنهجية ، بالطبع، ليست صفةً لاصقة، وبإمكان المرء تجاوزها في أي لحظةٍ أبصر فيها اعوجاجاً بها، أو نقصاً فيها.
فقد وضعتَ بفعل رؤية الشجرة التي تحجب الغابة، (والتي ما تزال تصر عليها)، إفريقيا والزنوج الأفارقة دفعةً واحدةً خارج تاريخ النضال الإنساني المشترك الحي، بل وفي مواجهة مستقيمة ومتعالية، مع جهود ومبادرات ومساعي بني الإنساني المبدعين، حملة الوعي النقدي في كل أركان البسيطة، إن لم أقُلْ ضدهم. و"منعتهم"، بعد إثباتك السديد لأسلافهم فضل المساهمة الأساسية في تأسيس الحضارات الأولى، من المشاركة في تنمية ثمار مبادراتهم وإبداعاتهم التاريخية الهادفة إلى تأسيس الإخاء الإنساني، وإعادة تخصيب أشجارها الولود الباسقة. ووقفت لهم بالمرصاد تقرِّعهم و"تَقْرَعَهم" عن ورود حياض التضامن وتبادل خبرات الإبداع والنضال الإنسانية الهادفة لبناء فضاءٍ شاملٍ للأخوة والعدالة والتوقير لجميع بني الإنسان. وحولت مبادرة إفريقيا التاريخية الكريمة السخية هذه، إلى جِلدٍ لطبول، التفاخر والإمتنان على العالمين. وهذه نهايةٌ بائسة جداً لريادة إفريقيا والزنوج الأفارقة للحضارة الإنسانية، أربأُ بك، وبذكائك وصدقك، من أن تأخذك العزة بالإثم عن إعادة النظر فيها. وهذا هو الفرق الأساسي بين منهجيتك وإستراتيجيتك (المعلنة في النصوص)، وبين منهجية وإستراتيجية الأخ طناش الذي يرى في إفريقيا أماً للحضارات البشرية وللمبدعين والمبدعاتٍ من كل "بني وبنات الإنسان". أمٌ لا تفاخر أبناءها بفضل أمومتها لهم، ولا تمتَنُّ عليهم بها. بل تعتز بهم جميعاً، وتجعل من حضنها مثوىً ومقاماً رحيباً لهم جميعاً، إن صحت لها الرؤية. وتصوغ من مرارات تاريخها اللاحقة درساً وعظةً وتحصيناً لهم، من غي الاستعلاء، والاستغلال والإثرة، والتمييز، والإجحاف، والأنانية، ومن وحشيةِ وضِعةِ انتهاك كرامة الإنسان والإزراء به. وهذا ما جسده الزنجي الإفريقي العظيم مانديلا كأعلى ما يكون تجسيد الفضيلة، عندما فكَّر كإنسان، وحينما أشاح بوجهه عن رؤية الشجرة التي تحجب الغابة على وجه التحديد. وأنا أدعوك بحق إلى المزيد من تأمل هذا المثال الشاهق. الذي ما يزال بين علو رؤيته الباهرة وبين رؤى الغالبية الساحقة من أبناء قارتنا، مسيرة صعودٍ طويلة ضرِسة شائكة في مسالك الوعي النقدي، ومسالك الوعي النقدي الذاتي الوعرة على وجه الخصوص.

وفي اعتقادي أن أكثر الطرق بعداً عن المسالك المؤدية إلى هذه القمة حكمك التالي الخالي من التفرُّس في وجوه الوقائع التاريخية، وفي منطوق نص من تخالفه الرأي. فقدأردفت قائلاً بعد حكمك القاطع على عبد الله "بصغر العقل":

"هذه عودة لفكرة الصرامة المتوهمة للثقافة العربية، وهو لا يدري ان هذا تعبير عن الاصل البدوي الجلف والرعوي لهذه الثقافة، في مقابل التسامح الحضري والدافئ للثقافة الافريقية، واصلها الزراعي".

وهذا مع إن عبد الله ليس هو القائل بصرامة الثقافة العربية الإسلامية في مقابل غرارة وخفة الثقافة الإفريقية المطلقة. بل إن مصدر هذه المقابلة ود المكي، كما كنا نسميه احتفاءً به في زمان الريعان "الجميل". وكان الأقرب إليه منا، مثل عبد الله، يسمونه "مكي" باختصار يشي بحميمية الصلة. وهي المقابلة البائسة التي قلبتها أنت في الفقرة أعلاه إلى مقابلةٍ بين "الاصل البدوي الجلف والرعوي [للثقافة العربية]"، و"التسامح الحضري والدافئ للثقافة الافريقية، واصلها الزراعي".

التسامح الحضري الزراعي دا يابشاشا دحين ما فيه مذابح موبوتو، وبوانييه هوفي، وبوكسا، ومذابح الهوتو والتوتسي اللَوَّل امس؟ وصراعات السلطة والحظوة القائمة "لي هذا يوم الليله دا" في الكونغو وفي ساحل العاج؟ وذلك على سبيل المثال لا الحصر!!!
ومِنْ قالَّك إنو حضارات إفريقيا وثقافاتها كلها زراعية؟ ألم تسمع بالسافنا الفقيرة وأشباه الصحارى الممتدة على كامل "الساحل الإفريقي"، والثقافات الرعوية الزنجية الإفريقية المنتشرة في سهوله الشاسعة؟ وما تحفل به من الصراعات التناحرية على المراعي بين الواحات، والسهول "المخضرة"، والجرداء، قبل وبعد أن استغلتها، وتستغلها، طغم السلطات الاجتماعية السياسية والمالية الغاشمة؟


وقد كنتُ قُبيل قراءتي لمداخلتيك الأخيرتين هاتين، قد شرعتُ في ترجمة دراسةٍ للصديق الفيلسوف الكاميروني، إيبوسي بولاقا، نشرتْها مجلة "الحضور الإفريقي" (Présence africaine) ، في عددها رقم 100/99(عام 1976)، بعنوان "الهوية الزنجية الإفريقية"، التي نعى فيها على "الزنوجيين" (مؤسسي حركة الزنوجية (Négritude) في ثلاثينيات القرن الماضي، تصويرهم للزنجي، بغرض "تمجيده"، في صورة كائن لا تاريخي، هو تجسيد ل"هويةٍ"، ينطوي مفهومها وتعبيرها الفلسفي على نفيٍ للزنجي من مملكة الإنسان، من حيث أرادت أن تجعل منه جوهراً متميزاً "متعالياً" على بقية الإنسانية. وهذا عين ما تفعله أنتَ الآن بتراث إفريقيا الحضاري يا أخي بشاشة. مع إنني لا اشك لحظةً واحدة في إخلاصك، وصدقك، ونبل مقاصدك.

أما بخصوص ما أثرته في مداخلتيك الأخيرتين من "دلائل" ضيقي بالرأي الآخر، واتهامي "المجاني" لك بعدم التدقيق والتحري في وجوه الظواهر المعقدة، وتعجلك إلى الأحكام المستغنية عن التحقيق، فإنني أحيلك وأحيل القراء إلى المداخلات الثلاثة الطويلة التي عقبت بها على مداخلاتك السابقة بهذا البوست. فقد قضيتُ في كتابتها أياماً بلياليها في شروطٍ مهلكة. وأنا أجد صعوبةً شديدةً في تصور أن دافعي إلى كتابتها هو الضيق بالمخالف. ولعلك قد رأيتَ وشهدتَ بأم عينيك منهج تعاملي مع "المخالف" ممن اعتقدتُ في هذا المنبر إن قولهم ليس مما يستحق التعقيب. وأنت لستَ منهم في اعتقادي الجازم. وألف حاشاك. ولذا فأنا أجشم نفسي مشقة التعقيب على مداخلاتك والعناية بها بصورةٍ خاصةٍ تنبئ عن اعتقادي بصدورها عن موقع صدقٍ وإن لم يحالفها الصواب.
وأضيف هنا أنني أعتقد بأن الكثير من ملاحظاتك الجزئية صائبةٌ ومستحَقة، وبها ثمراتٌ من النقد يانعة، إلا أن حشرك لها في ماعون "المركزية العرقية الزنوجية" الضيق يمنع عنها هواء وضياء التاريخ والحاضر والمستقبل الإنساني، المشترك. ويفقأ عين بصيرتها القارئة، ويمحق رحيق عصاراتها الحيوية.
وقد تكون لي عودة إن وسعت لي صدرك ورغبت في حوارٍ حقيقي معي ومع المتداخلين والمتابعين خارج أطر اللافتات التصنيفية الجاهزة المعهودة.

مع جزيل مودتي.

بـولا

Post: #711
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 11-28-2004, 08:56 PM
Parent: #710

العزيز بولا

لم أقرأ مخاطبتك لي سوى اليوم. إذ لم أدخل إلى هذا الخيط، طيلة الأيام العشرة والنيف، الماضية. أقول هذا ـ وأعلم يقينا، أنك لا تسيء بي الظن ـ حتى لا تظن أنني قرأت مخاطبتك لي، وتجاهلت الرد عليها. فمن عادتي أن أرد بأسرع ما يمكن على كل من يخاطبني. أما موضوع التعميم، فلم أقصد به أيا منكم ـ أعني أنت، ونجاة، وأسامة، وعجب الفيا ـ وإن كنتم أربعتكم، بشكل ما، في خلفية فكري، وأنا أكتب تلك العبارات. لقد كانت هناك مشاحنات، كثيرة في "البورد" في الآونة الأخيرة، وقد بلغت درجة الملاسنة، والسب، والشتم، وقد كان أقلها إزعاجا لي، السجال الدائر بينك ونجاة، وأسامة من جهة، وبين عجب الفيا، ومن وقفوا إلى جانبه، من الجهة الأخرى. وعلى الرغم من أن هذا السجال قد حمي وطيسه مرات، ورغم أنه قد بلغ في بعض الأحيان، درجة التكدير، إلا أنني كنت أراه شيئا طبيعيا، وسوف نخرج منه جمعينا بمزيد من البصيرة، ومن السعة أيضا. ولذلك فهو لم يستدعي إبتهالات، أو دعوات، من جانبي، وكأنه بلاء كبير، وشر مستطير.

ما أزعجني حقا، وأصابني بحالة، من قلة الحماس "للبورد"، في الآونة الأخيرة، هو الملاسنات التي نحت منحى شخصيا، وعمدت إلى الولوغ في العرض الشخصي، بقصد النيل، من الخصم، بل وإلى تدميره. خلاصة الأمر، ما كتبته لم يكن إلا في إطار رد تحية الأخ بشار لي، التي وجهها لي في هذا الخيط. ورأيت من المناسب، أن أؤمن على دعوته للناس بالتصافي، والترفع عن الصغائر. ولو كنت أريد الدخول في السجال الدائر بين ثلاثتكم، وعجب الفيا، أو إبداء الرأي حول ما يجري، لدخلت مباشرة، غير أنني لم أر حاجة حقيقية، لفعل ذلك.
مع خالص مودتي، واحترامي.

Post: #712
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 11-30-2004, 07:01 AM
Parent: #1

عزيزي النور،
تحياتي ومودتي،
يا سيدي العفو، وحقك علي. أزعجني التعميم بلا شك، إلا أنني كنتُ وما أزال ولن أنفك، أبعد الناس عن التجرؤ على سوء الظن بك. وهذا مما تسلم منه حتى خواطر اللاوعي في نفسي، على الرغم من عدم سلامتها من وساوس السوء بإطلاق (إلا في دي). وفي هذا السياق فإن قولك: " وأعلم يقينا، أنك لا تسيء بي الظن ـ حتى لا تظن أنني قرأت مخاطبتك لي، وتجاهلت الرد عليها" لهو عين يقين الصواب.
أزعجني التعميم لأني أراك أكثر الناس أهلاً للتمييز الدقيق. وكل ما خشيتُ منه هو أن يكون لذلك التعميم صدى في خلفية فكرك. وقد تأكد لي ذلك في تعقيبك، من قولك: "فلم أقصد به أيا منكم ـ أعني أنت، ونجاة، وأسامة، وعجب الفيا ـ وإن كنتم أربعتكم، بشكل ما، في خلفية فكري، وأنا أكتب تلك العبارات". وكل المشكلة يا عزيزي النور هي في "بشكلٍ ما" هذه. إلا أنني أخذتها على محمل إنك تربأ بي حتى عن "النذر القليل"، الذي "أفلت" مني، والذي لا أزال أعتقد أن طبيعة خطاب المساجل هي التي فرضته، من دون أن أكون على يقينٍ مطلقٍ من اعتقادي ذاك. كما أنني على نفس هذا الاعتقاد فيما يختص بمداخلات أسامة ونجاة في ذلك البوست على وجه التحديد. (وإن كان أسامة فلت مرة مرة، قبل أن يستعيد وعيه الصبوح، بقيمته كمثقفٍ وكاتبٍ يُربأُ به عن مثل ذلك).
وفيما هذا ذلك فإنني أشاركك الاعتقاد بأن البورد لقد كانت (ومازالت) به مشاحنات، كثيرة "في الآونة الأخيرة، بلغت درجة الملاسنة، والسب، والشتم". وقد أزعجني هذا مثلك تماماً و"أصابني بحالة، من قلة الحماس" للبورد، بل وجعلني أفكر بالفعل في الانسحاب منه. إلا أنني ظللتُ وما أزال أبحث عن مخرجٍ مشرفٍ يليق بكرم وعلو تقديمك لي، وبأفضال المرحبين والمتداخلين، وبحفاوة الأخ المهندس بكري أبو بكر العالية. إلا أنني لا أشاطرك الرأي في أن بعض ما جاء في السجال، الذي دار في ذلك البوست، والذي "بلغ في بعض الأحيان، درجة التكدير" بالفعل، كان أقل المظاهر تلك السلبية إزعاجاً. بل إنني أرى فيه واحداً من أكثر هذه المظاهر إزعاجاً، بفعل منهجية صاحبه على وجه التحديد. ولا أرى فيه شيئا طبيعياً، وهذا مما دعاني للانسحاب منه "على وجه التحديد" أيضاً. وأشاطرك الاعتقاد بأنني فيما يخصني، قد خرجت منه "بمزيد من البصيرة" هو: أن لا أدخل في مثل هذا النوع السجالات، التي أُحجم هنا عن وصف طبيعتها، خشية الوقوف عند أبواب الريح مرةً أخرى. وخرجتُ منه بمزيدٍ "من السعة أيضا" على حد تعبيرك العالي: أن أتحمل مسئولية زللي وحدي في مثل هذه الحال. وأعتقد أن نجاةو أسامة قد خرجا منه بنفس هذا القدر من البصيرة والسعة.
وحتى لا أجحفك فضلك، فقد بدا لي أنك كنت تَخشى عليَّ أيضاً من الإنجراف البعيد، فلا أعرف أين أتوقف. وهذا باب في الإعزاز عال واسع الضفتين. بل لعله بلا ضفافٍ أصلاً. وهو ما اعتدته منك من الفضل. الذي أتمنى أن أُحسنَ الوقوف عند جلاله.

لك جزيل شكري ووافر محبتي،
وللأستاذة أسماء وللأبناء محمود وآمنة.

بــــــولا

Post: #713
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 11-30-2004, 07:24 AM
Parent: #1

استاذنا دكتور بولا، محبتي.

خبر ردودك علي هنا، شايفو عما اراضي البورد وانتشر علي قول حميد، غناء محمد كرم الله. قطع شك ردكارب مافي شك، وحاجيك بي استفاضة، بس طول بالك، لاننا ناس علي السجية بحكم قرويتنا!

Post: #714
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-01-2004, 04:53 PM
Parent: #1

.*.*

Post: #715
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-01-2004, 05:57 PM
Parent: #1

دكتور بولا تحياتي.

ساترك الحكم للقارئ فيما اتصل بالنقاط الجانبية، واكتفي بالرد التالي فيماتعلق بدكتور عبدالله وقراءتي المتعجلة كدليل علي عدم التوثيق لدي بشاشا.

طبعا اكاد لااصدق بناءك لاتهامي بعدم التوثيق، علي وثيقة اوردتها انت مبتورة!

اذا ده حاصل يادكتور، فاحنا الاثين راكبين سرج واحد هنا، مماينسف مااوردتهو كدليل من اساسو.
اليك ردي علي ذات الماخذ الذي وردعلي لسان الاخ العزيز حافظ خير:


Quote: -05-2004, 05:14 ص

Bashasha

تاريخ التسجيل: 08-10-2003
مجموع المشاركات: 1395

Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)

الاخ العزيز حافظ.

والله وقصبا عني اعود للمنبر رغم ان ظروفي لا تسمح لي بهذا.سأكتفي بهذا البوست الثورة، وسارابط بقية اليوم وغدا، فقط للرد علي مداخلتك هذه، بخوص ما ورد ببوست الاستاذ بولا، الذي ابدي تبرم شديد من مواصلتي في بوست الترحيب، ونزولا عند رغبته تركت امر تلك المداخلة برمتها، علي غير عادتي، احتراما للاستاذ بولا.

فكرت في مواصلة هذه النقطة في بوستي المخصص للنقروفوبك عبدالله، لكني تراجعت خوفا من سوء الفهم من الاستاذ بولا، الذي عبر عن تأذيه من موقفي تجاه دكتور عبدالله.

الان اعود للموضوع واقول نعم اقر بوقوع خطأ اجرائي من جانبي، باسناد، تصوير دكتور عبد الله لمفهوم "الزنوجة" عند الغابة والصحراء لعبد الله نفسه، لان النص ورد مبتور من قبل الاستاذ بولا، حسب ما اتضح لي اليوم، بعد اضطلاعي علي هذه المداخلة.

اقول خطأ اجرائي لاني لازلت مصر علي موقفي الاولي من نمط تفكير دكتور عبدالله، وكما هو معلن من جانبي، في هذا المنبر من قبل، وفي هذا الخيط تحديدا، اكثر من مرة- فلا فرق عندي مابين عروبة او افروعروبة السودان او شمال السودان تحديدا.

فكلو "سلخ نملة" لا يغني ولا يسمن من جوع، لاجديد فيه اطلاقا، بل هذا الجدل الدائري العقيم هو المسؤول عن ايرادنا وبلادنا موارد التهلكة.

لانو يستحيل الوصول الي نتيجة جديدة ومختلفة بالاصرار علي ذات المعطيات البالية الخربة، باعتبارها مراوحة كما بندول الساعة، من مركزية عربية، الي مركزية اوربية، وبالعكس!

فقط احي وقفة اخي عجب الشجاعة ضد فهلوة متوهم العروبة، والذي لايختلف عن اي من حبوباتنا، في اجتراره، لخرافة النسب للعباس.

وعشان ما اكون واضح وضوح الشمس، اكرر مارددته مرارا، وهنا وفي المنابر الاخري، منذ عام 98،:
كل من يتوهم نفسه عربيا من اهالي اقصي الشمال، فهو تلقائيا استعلائي، حيث الاستعلاء تعبير ومعاوضة عن مركب نقص، واحساس مفرط بالدونية، وكراهية للذات "الزنجية" كما ابتدعها منظر النازية قوبيني تحديدا، وليس علم الاجناس الكلونيالي كما يردد دكتور عبدالله، واسامة الخواض، والاخرين.

فيا عزيزي حافظ، دكتور عبدالله هذا يقول بانه عربي، صراحة وهذا كافي جدا بالنسبة لنا، اما حملته علي رموز الغابة والصحراء، وبالذات ادعائيه الدفاع والاقتصاص للافريقي برفضه مفهوم البدائية لديهم، ماهو الا استهبال وضحك علي الدقون وذر للرماد في العيون، حتي لانستبين، كيف ان حملته علي طرح الغابة والصحراء، دافعه الاساسي فيها، هو وهم النقاء العرقي، لا اكثر ولا اقل.

هذا هو لب اللف والدوران الاكروباتي لعبدالله، والذي انطلي علي البعض كمستوي عالي من الطرح!

المدافعين عن هذا العبدالله، وكتكتيك انسحاب منظم يطلقون نيران التعقيد المتوهم لطرح عبدالله وقصور فهمنا عن ادراك كنهه، كتغطية وحسب لهذا الانسحاب.

فلا فرق في عرفنا مابين عبدالله، والمدافعين باستماتة عنه، باعتباره دفاع عن النفس في المقام الاول.

فياعزيزي حافظ قراءتي للنص الذي اورده بولا صحيح، واذا اتضح ايراده مبتورا، فها نحن نراجع ولكن لا نتراجع!

اتمني انك تركز وتدافع عن استاذك عبدالله.




بعد الفراغ من هذه النقطة اود الانتقال لي موضوع خلافنا الاساسي والمحوري من حيث المرجعية والمتمثل في تبشيرك بي عولمة انسانية بديلة متعالية علي المركزية الضيقة.

طبعا ده فهمي لي كلامك وليس بكوت.

طرح كهذا، ابدا ماطلع خارج ذات المركزية الاوربية، وان مثل انتقال من غرفة النوم لي فناء غرفة المعاش ولااكثر.

غرضي اوضح ليك انا جاي من وين في فهمي لي طرحك، الفي فهمي المحدود بالغ الخطورة، بالذات في ظروف الكوما، او الغيبوبة الاحنا فيها دي، ممايعني، عايرة اوبولا اداها عصا!

مع احترامي، يادكتور، ماجربنا ذي طرحك ده، ممثل في يتوبيا الاممية وعالم خالي من الاستغلال علي مدي الخمسين سنة الماضية بلا طائل.

كنتيجة اكثر 2,000,000 سوداني ماتو.

فده باختصار شديد جوهر النقاط العايز اناقشها معاك.

قبل المواصلة بترك ليك الخيار مابين نقاش المواضيع الجانبية، كالتوثيق وضيقك بالراي الاخر..الخ او تناول موضوع اختلافنا الجذري من حيث المرجعية والرؤيا.

في حالة موافقتك علي الانتقال لي نقاش الاخير، اديني فرصة اديها دقة سريعة، مرورا علي نقاط اختلافك معنا، الاساسية كتمهيد.

مع خالص ودي.

Post: #716
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: صباح حسين
Date: 12-01-2004, 08:44 PM
Parent: #715

تعرف يا أستاذنا بولا أنا كنت بتابع البورد دا من منازلهم ، إنضمامك ليه ضاعف قيمته علي الاقل مرتين ، بس مشكلتك كبيرة مع فارق الوعي والتجربة ، مثلاًً زي بشاشا دا ، بعد ردك الكبير والعميق هو مصر ما يقرأه ويعتد بذاته كأنه في حلبة صراع ، فبعد هذا ماذا يمكن أن تكتب ، هذا بالإضافة لمستوي المفردة التي يستعملها...تحياتي لنجاة وحلواتها

Post: #718
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-02-2004, 07:01 AM
Parent: #1

Quote: بس مشكلتك كبيرة مع فارق الوعي والتجربة.


صباح حسين تحياتي.

اناافهم فارق التجربة، اما فارق الوعي فبياكلو بي ياتو ملاح ياواعي؟

فهناك اختلاف في الرأي، وليس فارق وعي لانو ده نسبي!

اما" كأنه في حلبة صراع" فده وياللمفاجآة، حاصل! فانا، واعوذ من الانا، فعلا في حلبة صراع!

شفت كيف لمان تسقط معاييرك او فهمك للحاصل علي الاخرين، بتهبل بي روحك كيف؟

وبما انك من الورقة، فده درس صغير، عساك تستفيد منو!

مع خالص مودتي، والامنيات بقضاء وقت طيب!

Post: #719
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-02-2004, 07:54 AM
Parent: #1

عزيزي كنديو،
تحياتي ومحبتي "بالآلاف لا يوم الوِقاف"،
أولا يا سيدي ما اتأخرت اللِّتأخرت ًانا.
ومن غرائب الصدف وعجائبها إنو هاتفاً ملحاً ظل يهتف بي من اول امس "كنديو كنيو كنديو"، أيَّ والله يا بابكر، شي عجيب!!!

ولذا أرجو أن تسامحني في إعادة نشر مداخلتك التي أنزلتَها اليوم بالصفحة الثانية من هذا البوستن الذي بلغ عدد صفحاته إحدى عشر، وماشي لي وين ماني عارفه. وبعد داك أجيك ل"الأنس" والمخابره المي خمج. أمانة ماني فرحان بي جيتك. وأن كانت ستلخبط علىَّ خطتي في حسم حركة تمدد هذا البوست الذي استبد بكل وقتي وطاقتي. فإلى عاجل اللقاء.
بولا

مداخلة بابكر كنديو "اكبر مشايخ "العصاة":
" دايما اجي متأخر لظروف اليمن السعيد ارحب بك يا بولا واشكر النور حمد للتقديم المبدع فقدعرفناك يالنور مبدعا وفوق ذلك مفكرامن الطراز الراقي

علي كل ماعارف حادخل البورد متين والظروف هنا يعلم بيها الاصدقاْ اسامه الخواض ومحمدسيد احمد مرةاخري ايتنينا يابولا واتمني التواصل".

Post: #720
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-03-2004, 05:39 AM
Parent: #1

عزيزي بشاشا،
أخلص تحياتي،
أسمح لي بأن أعتقد أنك في الواقع لم تحفل بأطروحاتي الأساسية في خصوص استغنائك عن التوثيق المُحكم، والبناء المحكم للحجج والأسانيد والمفاهيم والمقولات، وبعبارةٍ أشمل وأدق: منهج بناء وإسناد المفاهيم "العلمي"، الذي هو إنجازٌ للإنسانية جمعاء وليس ل"المركزية الأوروبية" كما تزعم. فأنت تورد في مداخلتك قبل الأخيرة مقتطفات من مداخلتك التي رددتَ بها على الأخ حافظ خير في بوست الأخ الفيا "الآفروعربية" من بينها المقتطف التالي الذي قصدت به إلى نفي الصواب عن اعتقادي باستغنائك عن التوثيق، بقولك:

"الان اعود للموضوع واقول نعم اقر بوقوع خطأ اجرائي من جانبي، باسناد، تصوير دكتور عبد الله لمفهوم "الزنوجة" عند الغابة والصحراء لعبد الله نفسه، لان النص ورد مبتور من قبل الاستاذ بولا، حسب ما اتضح لي اليوم، بعد اضطلاعي علي هذه المداخلة".

هذا يا أخي بشاشا "خطأ" جوهري في التوثيق، وليس خطأً إجرائياً. فبصرف النظر عن عدم صحة قولك بأنني أوردتُ نص عبد الله حول رؤية رواد مدرسة الغابة والصحراء "مبتوراً" في أي واحدةٍ من مداخلاتي المتصلة بذلك الموضوع في هذا البورد، فإن نصوص "الخصم الفكري" التي يلتمسها المرء في مسعاه لدحض حِجاجه، وبصفة خاصةٍ إذا كان هذا "المرء" يضمر أحكاماً ومحاكماتٍ مسبقةً في خطورة الاتهام بالعنصرية، من نوع صفة "نقروفوبيك" التي أطلقتها على عبد الله ، تُؤخذ في مثل هذا الحال من مراجعها الأصلية. فالمرء ملزمٌ، في مثل هذه الحال، بالرجوع للنصوص الأصلية ل"الخصم الفكري" ، بل إلى مجمل النصوصه المؤسِسَة على الأقل، لخطاب الخصم، إن لم أقل كل نصوصهن والبحث عنها بنفسه. أما أن تأخذ نصوص عبد الله أو خلافه، من استشهادات الفيا أو من استشهاداتي أنا أو من خلافنا، فهذا عين التفريط في التوثيق، بل والاستغناء عنه أصلاً. وأنكى وأضل من ذلك أن تعتقد بأن سبب تفسيرك المعكوس ذاك، يرجع إلى كون أن استشهاداتك وأسانيدك وقرائنك في محاكمة عبد الله، وردت عندي "مبتورةً". إنت من الأساس يابشاشا ماخدا مني أنا ومن الفيا ليه ما ترجع لأصلها. فهذا أدعي وأهدى إلى ضبط التوثيق، وتفادي الوقوع في مثل هذا الخطأ المنهجي الأوَّلِي.

ثانياً يا سِيدي، لو أنك قرأتَ مداخلاتي الأربع أعلاه بعنايةٍ لتبين لك أن جوهر النقد الذي أوجهه إلى منهجيتك فيها، هو بالإضافة إلى التفريط في بسائط التوثيق، الإنطلاق من مقولاتٍ
صمديةٍ ميتافيزيقيةٍ عن "الأجناس البشرية" هي عين مقولات الكونت دو غوبينو، أو قوبينو (Joseph Arthur, Comte de Gobineau)، (وليس "قوبيني" يا أخي بشاشاً)، معكوسةً لصالح الزنوج (وليس الذنوج). ويبدو لي أنك تشارك غوبينو في فكرةً أساسية هي فكرة "الخصائص الأزلية للشعوب" والحواجز العرقية الثقافية "الأصلية الأزلية" أيضاً.
فالثقافات الزنجية عندك حضرية وزراعية ومتسامحة بالأصالة والثقافات العربية بدوية رعوية وجلفة" بالأصالة أيضاً. وهذه من طبائع الشعوب التي لا يمكن تجاوزها في ما يبدو من منطوق نصك.
ومن ثَمَّ فإن سؤالي التالي الذي وجهته إليك في مداخلتي الأخيرة هو السؤال الجوهري يا عزيزي بشاشا، الذي يهدم مقولة الخصائص الأزلية من أساسها، أو يبقيها في أساسها إذا ما أفلحت في إقناعنا بها بخطابٍ مبين، وبمسئوليةٍ مبينة لا تتوارى خلف لبوس سليقة الإنسان "القروي التلقائي البسيط" (دا كان في زول بسيط أصلاً يا بشاشا ياخوي)، ودونك مرة أخرى سؤالي الجوهري في هذه المناقشة:
"التسامح الحضري الزراعي (الزنجي] دا يابشاشا دحين ما فيه مذابح موبوتو، وبوانييه هوفي، وبوكسا، ومذابح الهوتو والتوتسي اللَوَّل امس؟ وصراعات السلطة والحظوة القائمة "لي هذا يوم الليله دا" في الكونغو وفي ساحل العاج؟ وذلك على سبيل المثال لا الحصر!!! ولسوء حظ مقولتك هذه فقد وقعت في يوم أمس المو بعيد مذبحة بين الروانديين في الحدود المشتركة بين الكونغو ورواند في قلب إفريقيا الاستوائية الزراعية "ست اللَّسم". ف"الدم وصل الركب" في إفريقيا "الزنجية الحضرية الزراعيةالمتسامحة" من زمان يابشاشة ياخوي. والجايات اكتر من الرايحات إذا لم نُحجم، ونمتنع، عن وعلى، هذه الرؤية التبسيطية الفادحة.
وسؤالي الجوهري الثاني على المستويين المعرفي والمنهجي أيضاً هو:
"ومِنْ قالَّك إنو حضارات إفريقيا وثقافاتها كلها زراعية؟ ألم تسمع بالسافنا الفقيرة وأشباه الصحارى الممتدة على كامل "الساحل الإفريقي"، والثقافات الرعوية الزنجية الإفريقية المنتشرة في سهوله الشاسعة؟ وما حفلت، وتحفل به من الصراعات التناحرية على المراعي بين الواحات، والسهول "المخضرة"، والجرداء، قبل وبعد أن استغلتها، وتستغلها، طغم السلطات الاجتماعية السياسية والمالية الغاشمة؟"
ولتسمح لي بأن أضيف هنا إلى هذين السؤالين الجوهريين، سؤالاً ثالثاً، استند فيه على وقائع استشهادك بمقتطفات من مداخلتك التي رددتَ بها على الأخ حافظ خير في بوست الأخ الفيا "الآفروعربية"، إذ تقول:
فلا فرق عندي مابين عروبة او افروعروبة السودان او شمال السودان تحديدا.
فكلو "سلخ نملة" لا يغني ولا يسمن من جوع، لاجديد فيه اطلاقا، بل هذا الجدل الدائري العقيم هو المسؤول عن ايرادنا وبلادنا موارد التهلكة.
لانو يستحيل الوصول الي نتيجة جديدة ومختلفة بالاصرار علي ذات المعطيات البالية الخربة، باعتبارها مراوحة كما بندول الساعة، من مركزية عربية، الي مركزية اوربية، وبالعكس!"

من المؤكد أنه لا يمكن الوصول إلى نتيجة "بالإصرار علي ذات المعطيات". و"منهج" الإصرار على ذات "المعطيات"، بل اختراع معطيات لا أصل لها في الواقع، مثل نسبة الزراعة والتسامح الحضري المطلق، لكل الثقافات الزنجية الإفريقية، (وهذه مقولة تلامس مقولة "غريزة الزنجي الإفريقي الزراعية" السنغورية يا أخي بشاشة وهي مقولة نيوكولونيالية بالدرجة الأولى، وأثنروبولوجية كولونيالية بالدرجة الأولى قبل ذلك). بينما معطيات الواقع المشاهدة بالعين المجردة، تُخبر إخباراً مؤكداً عن أن في إفريقيا أيضاً ثقافات سافنا فقيرة وشبه صحارى، بل وصحارى جرداء (الطوارق على سبيل المثال). وقد قامت فيها ممالك وامبراطوريات عظيمة في هذه السافنا الفقيرة، وشبه الصحارى، والصحاري أيضاً (إمبراطورية مالي وممالك الفولان على سبيل المثال لا الحصر) وهي ثقافات رعوية في المقام الأول، في "أصلها". وقد عرفت الحضارات والثقافات الزنجية الإفريقية جميعها (الزراعية وغير الزراعية)، كافة أشكال الاغتراب الإنساني: الرق، والتمايز الطبقي، وفئات المنبوذين، وتقديس الملوك والحكام، الذي لا يجوز فيه للأهالي مخاطبة السلطان والحاكم إلا من وراء حاجب، وليس مجرد حجاب. (الحاجب هو الذي ينقل كلام العامة وشكاواهم، للملك في الاجتماعات الكبرى، في بعض ممالك غرب إفريقيا، ولا يجوز لهم مخاطبة الملك مباشرةً). فأين من هذا معطيات "ثقافاتك الزنجية الحضرية المتسامحة" المتآخية؟!!! وعرفت هذه الإمبراطوريات والممالك و"ثقافاتها"، من وحشية وقسوة القتال والتفاني، ما عرفته كافة المجتمعات الإنسانية، وما زالت تعرف صوراً بشعةً من ذلك إلى يوم الناس هذا"، مثل جميع المجتمعات والثقافات البشرية أيضاً. ولن ينفعها مديحك السنغوري هذا في شيء. على الرغم من صدقك وحسن مقاصدك. فالصدق وحسن القصد يا أخي بشاشا، عنصران في التقدم نحو إنسانية أفضل، ومعرفةٍ أفضل للذات وللآخر. إلا أنهما لا يكفيان للأسف بدون أداة الوعي النقدي المحكم المؤسس على الحفر العميق في حقائق النفوس وحقائق الواقع والتاريخ. وقبل ذلك بدون مواجهة الذات بسوءاتها. وهذا ما لا تفعله على وجه الخصوص مع "ذاتك الزنجية الإفريقية" المتوهمة النقاء.
ومن المؤكد أن المناقشة ستظل "مراوحةً عقيمة من مركزية عربية، الي مركزية اوربية". إذا انغلقت على مثل هذه "المعطيات" و"المقولات" العقيمة التي تراوح بين المركزيات، وبين مذاهب النقاء والهجنة التبسيطية، أو إنكار الهجنة المجانية والتبسيطية أيضاً مثل مذهبك.
لكنني أراك نسيتَ أن "المركزية الإفريقية" المزعومة المستحدثة، هي إحدى دعائم هذا المراوحة العقيمة نفسها، مثلها مثل المركزيتين الأخريين.

أواصل.
وأعتذر للأخت إيمان أحمد وللأخ الفاضل الهاشمي والأخت صباح حسين
عن تأخيري الرد على "مداخلاتهن/ته"، إلى حين فراغي من التعقيب على مداخلات الأخ بشاشا، إن ربنا هوَّن وإن بشاشا ذاتو هوَّن.

مع خالص مودتي وأصدق تقديري يا عزيزي بشاشا.
وأرجو منك ومن المتداخلات والمتداخلين المحتملات والمحتملين، إمهالي إلى حين الفراغ من مداخلاتي، المرتبطة ارتباطاً لا يحتمل المقاطعة.

Post: #721
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-03-2004, 07:55 AM
Parent: #1

Quote: منهج بناء وإسناد المفاهيم "العلمي"، الذي هو إنجازٌ للإنسانية جمعاء وليس ل"المركزية الأوروبية" كما تزعم.


الحبيب دكتور بولا تحياتي.
علي كده معناهو احنا حنناقش اتهامك لي بعدم التوثيق، استنادا الي مااعتبرته خطأ اجرائي لي وثيقة اوردها سيادتكم مبتورة. قبل كده خليني اسجل اعتراضي علي مدلول بعضا من مصطلحاتك، عشان مااوضح للقارئ، انا جاي من وين، وفي نفس الوقت نسهم في وضع اساس باتجاه ارضية مشتركة كشرط اساسي، للانتقال من الدواس الحالي "السجال" فيما بينا، و للحوار.

لا ياعزيزي دكتور بولا، المنهج "العلمي" الحالي، غربي اليد واللسان وليس بانجاز للبشرية جمعاء، وان استخدمتو البشرية جمعاء بحكم هيمنة الحضارة الغربية علي البشرية جمعاء في هذه المرحلة من تاريخها.

والبشرية في فهمنا، ثقافيا تنتمي الي معسكرينن اومهدين طبقا لي نظرية جدي ديوب علي قول الخواض القال جدو ماركس او لينين، او ده اعتراف مهم للغاية من اسامة تؤكد حقيقة غربة مرجعية يسار السودان القديم وانت علي راسهم يابولا!.

مهد شمالي قوقازي، يشمل العرب ويمثله الغرب الحالي انطلاقا من الحضارة الاغريقية الرمانية، ومهد جنوبي، افريقي مركزو السودان المروي ومصر ابنته الكبري.

سنقوم باراد ملخص صغير لهذه النظرية المحورية كاداة تحليل اساسية لدينا، وبذلك نجيب علي كل اسئلتك واعتراضاتك علي استنتاجاتنا مستخدمين لي نظرية العلامة ديوب.

فمن الان وصاعدا يادكتور بولا انت حتلعب راس ضد ديوب في كل ماتعلق بمااسميته ب"الرؤية التبسيطية الفادحة".

وسيتضدح تماما، من منا ياعزيزي بولا ينطلق من يتوبيا تبسيطية ماورائية، فادحة، بنهاية ردودي المفصلة انشاء الله.

حنبدأ المرة الجاية بي موضوع التوثيق فيما اتصل بورقة د.عبدالله. انتظر الاشارة مني قبل ماترد.
مع خالص ودي.

Post: #722
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-03-2004, 10:37 AM
Parent: #1

Quote: هذا يا أخي بشاشا "خطأ" جوهري في التوثيق، وليس خطأً إجرائياً.


عزيزي القارئ،

كماتلاحظون دكتور بولا هنا وجل منتسبي الحزب الشيوعي ويسار السودان القديم بعامة، يحاولون بشتي الطرق التستر علي ذهنية الاستعلائي د.عبدالله، ومن ذلك، اختزال الامر كله في بضع اجراءت وبروتوكولات اكاديمية تمهيدا لدفنه "حي يرفس"، ومن ثم الانقضاض علي بشاشاواغتيال شخصيته، بتصويره كعشوائي تبسيطي، مثالي، وغير علمي!

عجبي!

من جانبنا وكماقلنا، فهذا "سلخ بعوض"، انصرافي، يعبر عن ترف ذهني، يعبر بدوره عن غربة الشيوعييين السودانين، كطليعة جهوية، جلابية-عن واقع الحال من حيث علاقة ذهنية د.عبدالله بشلالات الدم وجبال الظلم الفي بلدنا!

فالموضوع من اساسو ماعايز كل "الهولاهوبا" الاكاديمية دي، لانو بي بساطة ذهنية د.عبدالله مامشروع بحث اكاديمي مثالي، ينتظر انجازه!

لايادكتور بولا ولا ياخواض:
ده واقع معاش يكابده الملاييين من غير جماعة عبد الله المتوهمة للعروبة والمحظوظة بالميلاد!

فمنهم من قضي نحبه وبالملاييين، ومنهم من ينتظر في دارفور، في هذه اللحظة، وانتم تحتفلون بي دريدا، وعالمه الحافل بيتوبيا الاخاء الانساني!

مراجعي الاصلية يادكتور بولا عن نمط تفكير د.عبدالله، خطوها الملاييين من منبوذي ومعذبي ذهنيته، باحرف من دماء غانية الحمرة، فعايز ليك مرجعية اعلي من دي مآخوذة من واقع معاش وبهذه الضخامة، كاكبر كارثة علي نطاق اليابسة الان؟

اذا لابد، فاين التوثيق بي فهمك الاكاديمي، في ايرادك للوثيقة مبتورة؟

هل رجعت بنفسك، وبعيدا عن مااورده الاخ الفيالنصوص د.عبدالله الاصلية، كماتطالب بشاشا يادكتور بولا؟

للاسف انت شوهت حتي مااوردو الاخ عجب، بترا، من دون ده مايكون جريمة!

شفت كيف بتذكي روحك، غفور رحيم بيها وبي مشايعيك، لكن شديد العقاب بي امثال بشاشا؟

علي الاقل، بشاشا متسق تماما مع نفسو وطرحو، بينما دكتور بولا علي الدوام، ياتي بما ينهي عنه المستضعفين عصبية وشلة، في هذا الفضاء من امثالنا!

..ونواصل وثقية د.عبدالله...

Post: #723
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: صباح حسين
Date: 12-03-2004, 01:22 PM
Parent: #722

عليك الله يا د.بولا عندك الوقت الوافر عشان ما تضيعوا في مهاترات لا بستفيد منها الطرف الآخر ولا نحن الفي أمس الحاجة للإستذادة والتنوير ، بشاشا معلوماته كلهاغلط وهو بصر إنه ما يستجيب للتنبيه ويمشي يراجع ويعتذر ، كأنه عنده تار مع الشيوعيين ، فإلي أي مدي هو دقيق في وصف بولا ودكتور عبدالله بالإنتساب للحزب الشيوعي وبأنهم بيعبروا عن رأي الحزب الشيوعي ، زول ما براعي تحري الدقة ، ممكن يقول أنا قلت الحزب الشيوعي ويسار السودان القديم ، طيب ماذا يهدف للزج بإسم الشيوعيين و إستعمال تعبير زي غربة الشيوعيين السودانيين ... أنا في رأي إنوا بشاشا عايز يتسمي بإنوا حاور بولا ، وبولا بسماحته لا زال مصر علي منح بشاشا هذا الشرف ، لكني أظن أن ذلك سيضر به فبدلاً من الإنتباه والإستفادة ، سيتوهم إنه الآن يحاور بولا ، أتمني من باقي الإخوة مراعاة سماحة بولا وردع بشاشا عن هذه اللغة الجارحة وغير المهذبة

Post: #724
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-03-2004, 03:23 PM
Parent: #1

الأخ بشاشا،
بعد التحية والإحترام،
يا أخي العزيز ، لقد بحق أعتقد إنك إنسان صادق وجاد، وبأن الحوار معك قد يكون ممكناً ومفيداً، إلا أنك أجبرتني على مراجعة هذه القناعة الأخيرة، بهذه اللغة الجارحة، والثقة الغليظة بالنفس والمركزية الذاتية المفرطة والجرأة على إطلاق الأحكام من دون معرفةٍ موثوقة لا بالموضوعات ولا بالمحاور. وسأورد لك وللقراء مقتطفاتٍ من مداخلاتك الأخيرة في هذا البوست قبل أن استعفي عن "الحوار" معك:

Quote: 1ـ "من جانبنا نحترم الخصم كفرد، ونرفض رفض بات ان يفرض علينا احترام افكاره، بالذات في ظروف الموت بلملاييين في بلدنا، كثمرة مرة ومكلفة لي شجرة ذهنية السودان المصري، السائدة في هذا النادي الشمالي الاقصائي الاستعلائي الجلابي."


Quote: 2ـ "علي العكس يادكتور، مثل هذا الفهم يستفزنا تماما، لما فيه من تكريث لحالة انبتات وانفصام الشمالي عن واقع جحيم ظلمه وقهره لغير الشمالييين في السودان."
اوعشان كده، مثل هذا الاحتفاء الحساني بي دريدا، وفي ظرفنا الحالي، لايخرج عن كونو سبق حمير اخر! "

Quote: 3 ـ "بل مجمل النشاط في هذا الفضاء ابدا ما خرج عن سباق الحمير الحساني الجاري من خمسين سنة خلت في بلادنا، من قبل نخب الجلابة الحاكمة، وبالذات اليسار الانت ابرز اعلامو".

Quote: 4 ـ "حبيت فقط اوضح ليك بشاشا جايي من وين، عشان ماتعرف هو ماشي علي وين، في زرايتو بالخصوم حسب "قراءتك الخاطئة" لي الارضية البنطلق منها بشاشا اللي انت افترضت سلفا وعلي نحو خاطئ، انها نفس ارضيتك فيما تعلق بي مفاهيم ادب التعامل مع الخصوم."

Quote: 5 ـ "للاسف انت شوهت حتي مااوردو الاخ عجب، بترا، من دون ده مايكون جريمة!
شفت كيف بتذكي روحك، غفور رحيم بيها وبي مشايعيك، لكن شديد العقاب بي امثال بشاشا؟ علي الاقل، بشاشا متسق تماما مع نفسو وطرحو، بينما دكتور بولا علي الدوام، ياتي بما ينهي عنه المستضعفين عصبية وشلة، في هذا الفضاء من امثالنا!"

Quote: 6 ـ "كماتلاحظون دكتور بولا هنا وجل منتسبي الحزب الشيوعي ويسار السودان القديم بعامة، يحاولون بشتي الطرق التستر علي ذهنية الاستعلائي د.عبدالله، ومن ذلك، اختزال الامر كله في بضع اجراءت وبروتوكولات اكاديمية تمهيدا لدفنه "حي يرفس"، ومن ثم الانقضاض علي بشاشا واغتيال شخصيته، بتصويره كعشوائي تبسيطي، مثالي، وغير علمي!"

Quote: 7ـ "من جانبنا وكماقلنا، فهذا "سلخ بعوض"، انصرافي، يعبر عن ترف ذهني، يعبر بدوره عن غربة الشيوعييين السودانين، كطليعة جهوية، جلابية-عن واقع الحال من حيث علاقة ذهنية د.عبدالله بشلالات الدم وجبال الظلم الفي بلدنا!
فالموضوع من اساسو ماعايز كل "الهولاهوبا" الاكاديمية دي، لانو بي بساطة ذهنية د.عبدالله مامشروع بحث اكاديمي مثالي، ينتظر انجازه!"

وبذلك يا أخي بشاشا فأنا أستعفي عن الحوار معك بصورةٍ نهائية. ليس لأنني لا أرغب بل لأنني لا أستطيع أن أحاور إنسانا ينطلق من مثل مفعهومك هذا ل"المركزية الثقافية العرقية" الذي عفا عليه الزمن وتجاوزته الإنسانية التي تصنع مستقبل التضامن والإخاء الممكن، بمراحل عديدة. ولأنني لا أملك من الوقت ما أسمح لنفسي بأن أضيعه في الدوائر المفرغة، وفي إعادة اكتشاف بسائط علوم المنطق ومناهج المعرفة. ولأنك تغرق قضايا الحوار الأساسية في لجج من المغالطات والخروج من الموضوع لا أعرف إلى أين ومتى يمكن أن تنتهي أو تستقرعلى حال. ولأنك تستخدم لغةً في مخاطبة محاورك تبلغ أقصى درجات الإزراء التي شهدتُها في حياتي.
ولتعلم إنني إنسان مؤمنٌ، قوي الإيمان بوحدة الأصل، والمصير الإنسانيين، وبضرورة توحيد النضال الإنساني من أجل عالمٍ أفضلٍ ممكن".

وأشكرك على تجشمك التعقيب على مداخلاتي السابقة، وأن شئتَ أن تعقب، وأن تتداخل في هذا البوست فمرحباً بك. إلا أنني أرجو أن لا تتوقع مني تعقيباً للأسباب التي ذكرتُها أعلاه.

مع خالص احترامي لشخصك ولحقك في تكوين وتبني ما تشاء من الآراء والرؤى.
بــــولا

Post: #725
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-03-2004, 04:24 PM
Parent: #1

دكتور بولا تحياتي،

طبعا تواصل "الحوار" ولا تخلي، قطعا ده يخصك وحدك او من حقك.

من جانبنا حنواصل الرد علي نقاطك، نقطة نقطة، ومن ثم نذهب في حال سبيلنا، كماذهبنا من قبل كاستجابة لي رجاءك لنا بمغادرة هذا الخيط المخصص لي مريدي بولا فقط، او من يقبلون بشروط، اسلوب، ومعايير بولا للتناول.

نذكر القارئ مرة اخري اننا عدنا لهذا الخيط بعد الطردة الاولي، بدعوة من الاستاذ بولا في بوست الاخ عجب عن دريدا. نحتفظ هذه المرة بحقنا في العودة للرد متي قررنا ذلك.

عزيزي القارئ سنواصل موضوع وثيقة د.عبدالله، ثم نعرج علي النقاط اللتي اثارها الاخ بولا المنطلق من مرجعية ثقافية غربية، كحال كل يسار السودان المصري الانجليزي.

لاحظو صمت بولا المطبق تجاه حوارو الجديد، "صباح"، وهو من وعظنا مسودا الصفحات، ناهيا عن الزراية بالخصوم، وضرورة مواجهة المريدين متي مااطنبو في المدح مسرفين!

ده كان ماخذ اساسي لي بولا ضد الاخ عجب الفيا في بوسته عن دريدا!

فكالعادة دكتور يواصل هنامسلل ممارسة ماينه عنه!

Post: #726
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-03-2004, 05:39 PM
Parent: #1

الأستاذة صباح حسين
عزيزتي صباح أخلص تحياتي،
وجزيل شكري لك على الترحيب الكريم، وإن كنتُ على يقينٍ بأنه أكبر مما أستحقه بمراحل بعيدة. كما إنني على اعتقادٍ جازمٍ بأن كتاباً ومبدعين شواهق قد سبقوني إلى هذا المنبر وأبلوا فيه بلاءً أفضل مني بكثير. وقد شهدتِ أنتِ بنفسك خَراقتي وعتراتي ومداخلي الخاطئة، وسذاجتي المفرطة أحياناً.
تساؤلك عن مدى دقة "وصف بولا ودكتور عبد الله بالإنتساب للحزب الشيوعي وبأنهم بيعبروا عن رأي الحزب الشيوعي"، جوهري في حوارات هذا المنبر، ومصيبٌ تماماً فكلانا لا يدعي ذلك، ولا يصدر عنه. وفي ما يخصني أنا فإنني أجد في "تعريفي"، الذي يتبرع به كثيرٌ ممن لا يعرفونني، ومن لا يتحرون الدقة في التعريف على وجه العموم، بأنني أصدر عن عقيدةٍ سياسيةٍ فحسب، فيه اختزالٌ شديدٌ جداً، وشاسع البعد عن "كينونتي المتحولة" على الرغم ارتكازها على ثوابت تحرر الإنسان وصيانة كرامته وحقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من كل صنوف الاستغلال والتغريب والإذلال.
فأنا، في تقديري، أصدر رؤيةٍ فلسفيةٍ للعالم، أتحمل مسئوليتها وحدي، فيها تراث الحركة الشيوعية السودانية والعالمية التاريخي الفكري والنضالي. أعني الحركة الشيوعية التي كانت قائمةً، والقائمة اليوم بالفعل، بكل مشكلاته وأسئلته. وفيها من قبل ومن بعد تراث حركات التحرر الإنساني الفكري والثقافي الأخرى العديدة التي أعتقد أنها حركاتُ شيوعية من دون أن تسمي نفسها. وفيها مساهمتي الخاصة القائمة على أسئلة الوجود والمعنى المزلزلة التي لم توليها الحركات الشيوعية التي كانت قائمةً، والقائمة، بالفعل، ما تستحقه من نظرٍ فلسفي دقيقٌ شديد التعقيد، ولا ينفك محفوفاً بالأسئلة الشائكة. وفي الموضوع مما يليني بلا شك مسائل فلسفية عويصةٌ مستشكلة، لا يسمح الحيز، ولا طبيعة المنبر، بالتوسع فيها. وأكتفي منها بالقول بأنه ليس من الدقة بالفعل كما ذكرتِ أن يُحسب خطابي الفلسفي على الحزب الشيوعي أو خلافه. وأنا حَذِرٌ جداً من أن أجشم الحزب الشيوعي، أو "اليسار العريض" كما يقول بعض الإخوة (وليس بينهم إخوات) ممن يتبرعون بتعريفي غصباً عني، ومن دون أن يعرفوني أصلاً، مسئولية خطابي الذي قد لا تُحمد عقباه في احتمالات مساسه العديدة، بل مساسه الفعلي، بالمسكوت عنه في الحركة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية في بلادنا. وليت كل القائلين يملكون مثل هذا الحذر المنهجي الحاذق الجليل الذي تجلى في مداخلاتك في هذا المنبر، وفي هذا البوست منذ اللحظة الأولى. مما يجعلني شديد السعادة بهذه الإضافة النابهة للحوارات المقبلة، والجارية الآن.

شكراً صباح
وتقبلي تحيات نجاة والبنيات.
وإلى اللقاء في المداخلات القادمة.
بـــولا

Post: #727
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-03-2004, 06:28 PM
Parent: #1

عزيزيَّ الأخت الدكتورة إيمان، والأخ الأستاذ الفاضل الهاشمي،
(بالمناسبة "الدكتورة" دي اتضاريت بيها من نجاة لأنها احتجت على قولة الأخت، باعتبارات فارق السن الكبير بين وبينك، قالت لي "كبَّرت البت اختك بي وين؟" والعوجة كان طلع الفاضل أصغر كمان).
عاطر تحياتي وعامر مودتي،
وأنا شديد الامتنان لك يا "أخت"(ي) إيمان، على إنزالك مداخلة "الأخ" (ربنا يستر)، العزيز الأستاذ الفاضل الهاشمي. هذا طبعاً غير أفضالك الكتيره الأخرى. (هاشمي مرة واحدة يا الفاضل، ونحن القايلين نفسنا عقاب قريش وممثليها برانا على ظهر دار الدنيا الفضلت؟). واضح تماما إنو قلمك سنين، وشديد الانتباه لقضايا ما أسميه ب "تمام السياق".
وعلى كل حال هذه كلمةٌ شكر عاجلة، أردتُ بها الرد على ترحيبك السخي، والترحيب بملاحظاتك النقدية النابهة. فالوقت الآن لا يسعفني على البحث عن مداخلتي التي أثرت حولها أسئلة نقدية نيرة ومستَحقة. أذكر أن موضوعها ورد في أحد ردودي على أسئلة الأخ الأستاذ الحسن بكري، والحسن بارع في نكث الأسئلة العميقة الصعبة، عن مصادر ومرجعيات تكويننا "الأولى"، نحن جماعة العصاة، "السبعينيين"، كما كان يسمينا بنات وأولاد القرن العشرين من "عصاة" الثمانينيات. وسوف يتطلب الأمر رجعة إلى المداخلة المعنية، ودايرالا فتاشةً ما عندي ليها حيل في هذه الساعة ( الثالثة صباحاً ونيف).
فاعذراني، على أن أعود إليكما باكر، أول ناس.

مع جزيل شكري وجزيل محبتي لكما.
بــــولا

Post: #731
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: إيمان أحمد
Date: 12-08-2004, 10:23 AM
Parent: #727

العزيز د/بولا
تحية واحترام
وشكراً لاهتمامك بكتابة هذه السطور. بس أنا "إيمان" "ساكت" كفاي (وساكت دي عمل
علي نحونتها الأستاذ/ الفكي، في بوست من أمتع ما قرأت بالمنبر.
أما الأستاذ الفاضل، فمن الجيد أنه من "أعضاء الفضاء" الآن، وبالتأكيد سيتمكن
من الرد بنفسه في القريب.
لكن، أديك فكرة استعملتها مع نجاة للزوغان من محك، لما قلت ليها: إبننا الأخ
إبراهيم قرمبوز، فقالت: لو قرمبوز إبنك، أنا حبوبته؟ قمت قلت ليها: سلمي لي علي
العم الشقيق بولا.
نحن كما تسمينا والدتي (جيل مايو)،، وعندما قرأت مداخلتك فكرت في الأجيال في السودان،
جيل مايو، جيل الإنقاذ.... فأسفت لحال بلادي التي ليس بها أجيال ديمقراطيات،
فالديمقراطيات فيها عمرها قصير، لا يكفي لصنع جيل، وسرعان ما تأتي "حيكومة حقيقية"
"ورجال تمام" يتناولوا مقاليد السلطة، بدل التحانيس "والرفاهية" بتاعت البرلمانات!!!

أما أفضالي دي، فغلبتني تب. وأقابلها بِسُكُوت الحيرة (ربما نتحدث يوماً عن السكوت العلامة رضا، فتلك مسألة هامة).
ده من فضلك الفياض، لكن الله يعلم ويشهد أنا ماقاعدة اسو في شيء يذكر!
لك تحياتي العامرة، والسلام موصول لإبنتنا حداكم، الغالية نجاة
(عاجباني بالآلاف لا يوم الوِقاف دي)
إيمان

Post: #728
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-04-2004, 05:53 PM
Parent: #1

عزيزيَّّ الدكتورة إيمان والأستاذ الفاضل الهاشمي،
تحياتي ومعزَّتي بالآلاف لايوم الوقاف،
أعتذر مرة أخرى عن عدم الوفاء بوعدي. حدثت مستجدات لخبطت وقتي وأفسدت حالة الاستعداد لكتابة ترقى لمستوى تشريف الأستاذ الهاشمي لهذا البوست. فقد وقع هجومٌ مفاجئ على شقتنا من أول الضحى: ديش من أصدقاء وصديقات عزة ونوار هايصين فينا لغاية الآن. نعم لغاية الآن: الثانية صباحاً و46 وأربعين دقيقة على التمام والكمال. ومثل هذا الجو كما تعلمان لايصلح لكتابةٍ حميمة. ولذا فقد فضلتُ أن أنجز فيه شيئاً من الكتابات الموضوعية الواجبة، وكتابات المواجَبة أيضاً. وحتى هذه أنجزتها بمشقةٍٍ ومجابدة لا يتصورهما العقل.

مع خالص مودتي وان شالله ربنا يوفقنا لفألٍ أفضل بكره


بــــولا

Post: #732
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: إيمان أحمد
Date: 12-08-2004, 10:28 AM
Parent: #728

العزيز د/بولا
ما عليك اعتذار يا زول.
والحمد لله الذي لم يجعل لبيتكم (late permission)، فاستمتعوا بالديش
ولتحيا الهيصة.
لك تحياتي وتقديري
إيمان

Post: #729
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-06-2004, 01:36 AM
Parent: #1

عزيزي طناش،
أخلص تحياتي ومحبتي،
ياأخي تجدني شديد الأسف على هذه القفزة الطويلة فوق مداخلتك النبيلة النيرة. وهي قفزةٌ لا صلة لها "بعدم السأله"، بل على العكس، فأنا أولا أوافق وأعتز بكل ما جاء في مداخلتك، وأعتبرها نموذجا تنبغي الإشادة به في أدب الحوار و"تبادل المنافع المعرفية"، كماأنني أصدر في حالات القفز فوق مداخلات بعض الأصدقاء في سايقات معينة وظروف معينة، من اطمئناني لحسن ظنهم، ولاعتبارات الحالة الواحدة. وسوف أعود لتعقيبٍ مطول على مداخلتك، حين أجد اللحظة المناسبة لكتابةٍ ترقى إلى مستوى علوِّها.

مع جزيل شكري ومودتي.

بــولا

Post: #730
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فجراوى
Date: 12-08-2004, 06:06 AM
Parent: #1

د.بولا

ازى الحال

سلامات

انشاء الله طيب

والبنات طيبات

وامهم

الله يبارك فيك الله يسلمك

بخير؟؟

Post: #733
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-10-2004, 05:06 AM
Parent: #1

عزيزي فجراوي
أخلص تحياتي ومودتي،
وجزيل شكري على هذه التحيات الحميمة، وسؤالك عن أحوالنا.
ونحن بحاجةٍ بالفعل لأن يسأل نعضنابعضاًًعن أحوالنا من وقتٍ لآخر.
وفي ما يخصنا أنا وبنت امحُمَّد وبنيتنا يساعدنا السؤال عن أحوالنا، على الاقل في تخفيض حجم هالة الأوهام والتخييلات التي تنسبنا إلى "سكان الأبراج العاجية المتعالين"، بينما نحن عاجزون عن الحصول على مجرد شقة في أبراج الأسمنت البشعة في ضواحي باريس، وهي أدنى درجات السكن هنا على عكس ما تعتقد غالبية السودانيين.
ويؤسفني أن أجيبك بأن أحوالنا في غاية السوء، وبصفةٍ خاصةٍ مع بدء موسم المؤتمرات (مجال عملي الأساسي). فهذه المؤتمرات، على الرغم مما تنطوي عليه من متعةٍ وقيمةٍ معرفية كبيرتين. وعلى الرغم من كونها تضعني كباحثٍ نقدي معارض للعولمة الرأسمالية المتوحشة، على صلة مباشرة ب"معامل" إنتاج القرار "العولمي" وإنتاج إيديولوجيا "العولمة" إياها، وتضعني في المقابل، في مواقع الصلة المباشرة مع منتجي الخطاب النقدي المناهض للعولمة المتوحشة، وعلى صلةٍ مباشرةٍ ايضا مع الماسكين العصايه من النص، إلا أن حضوها وترجمتها وتلخيصها وطباعتها، أمورٌ في غاية الإرهاق والضنى في مثل سني (مع إنو عمك محافظ جداً بالنسبة لأبناء جيله). أطناشر وتلطاشر ساعة في اليوم يافجراوي. هل تصدق/ون/نَ/أت!!!
أقول ذلك أيضاً لأوضح للأصدقاء والقراء والمتداخلين في البوستات المختلفة التي أشارك فيها، أو التي يُتوقع مني مشاركةً مكثفةً فيها، إنني على الرغم من رغبتي في المشاركة، وفي الحضور، وحرصي على تلبية طلباتهم، وعلى الارتفاع إلى مستوى توقعاتهم، إلا أنه ليس بإمكاني للأسف أن افعل أكثر مما ظللتُ أفعله منذ دخولي البورد: مساهماتٌ مكثفةٌ مفاجئة، ثم تغيبٌ مفاجئ قديطول لعدة أسابيع، ووعودٌ لا أفي بها في الغالب. فأرجو منهم جميعاً التفهم والمعذرة.
جزيل شكري لك، أولاً على سؤالك الحميم عن أحوالنا، وثانياًً على أتاحتك لي هذه الفرصة للتوضيح.

بـــــولا

Post: #734
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-11-2004, 01:54 PM
Parent: #1

الأخ العزيز الفاضل الهاشمي،
أصدق تحياتي وعظيم مودتي،
وشديد اسفي على التأخير في التعقيب على مداخلتك القيمة.
ومع ذلك فإنني ماأزال أعاني من مشكلاتٍ تتقلق بالوقت حتى يتسنى لي التعقيب عليها بما تستحقه من العمق والاحتفاء. ومن ذلك أن التعقيب على المداخلة والاستشهاد بها يتطلب مني ترجمة مقاطع طويلة منها للعربية. وليس لدي من الوقت ما يتسع لذلك. كما أنني لا اريد أن استنَّ اصلاً مثل هذه السنة التي ستكون مرهقةً جداً لي، ومربكة لوقتي الضيق أصلاً، والذي ازداد ضيقاً في هذه الايام "العلينا" بالذات وسيزداد ضيقاً في الأيام المقبلة، أعني سُنة ترجمة نصوص بعض المتداخلين الذين يكتبون بالإنجليزية أو الفرنسية، والتي يتطلب التعقيب عليها ترجمة مقاطع طويلة من النص للعربية. ماعندي طريقة أترجم وأعقب كمان. ولذا فإنني أتمنى لو أنك تقوم بترجمة نصك بنفسك أو تعهد بها لأحد اصدقائك. مابقدر. وعينك تشوف إنني وعدتُ الصديق أسامة الخواض بترجمة مختارات من بعض كتابات دريدا، وبعض حوارات أجريت معه، من اصولها الفرنسية ولم أستطع أن أفي بوعدي.
أتمنى أن تتفهم موقفي وظروف وقتي القاسية.
مع شكري مقدماً.

بـــولا

Post: #735
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Khalid Kodi
Date: 12-11-2004, 02:37 PM
Parent: #1

الأستاذ و الصديق بولا.

وددت الزياره والترحيب والقول بان ندى وانا سعدنا جدا بملاقاتك قبل اسابيع فى هولندا ،واسعدنا جدا ان نراك كما انت دائما فى كامل الحيويه و تمام الحظور .

فلك الود .

Post: #736
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-11-2004, 03:54 PM
Parent: #1

عزيزي القارئ

ناوي بكرة انشاءالله كان حيييت، اواصل الرد علي نقاط دكتور بولا الذي اعلن مقاطعته لنا، لانه ومن ضمن اسباب اخري، لايستطيع المواصلة مع من ينطلق من مااسماه دكتور بولا ب"المركزية الثقافية العرقية" من امثالنا!!

ليه؟

لان "الانسانية تجاوزته" علي حد قوله! خليك من الانسانية كلها،، قارئ العزيز، في موطن بولا فقط، اكثر من 2,000,000 راحو شمار في مرقة مركزية الجلابة الثقافية العرقية.

لاحظ كيف نفس بولا الاعلن وفاة مااسماه بالمركزية الثقافية العرقية، يدافع بي ضراوة عن رسول المركزية الثقافية العرقية في السودان، النازي عبدالله قوبينو، رفيق بولا!

ولهذا ،وبماانو المركزية الثقافية العرقية، انتهت، دكتور بولا مكرس وقتو لمحاربة الرآسمالية وعولمتها!

رغم انو يتوبيا بولا هذه، نفسها، تنطلق من، وتعبير عن، مركزية ثقافية عرقية، بعينها، ولكن بولا اخر من يعلم! واللعبة اصلا، في التنويم المغنطيسي ده ذاتو!

شفتوا كيف الانبتات الكلي عن واقع مشاكلنا في السودان، كنتيجة لغربة مرجعية دكتور بولا؟ سنفصل ده كلو تفصيلا، انشاء الله غدا.

فقط اتمني دكتور بولا يبقي علي كلامو، اوما يرد.

Post: #737
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-12-2004, 03:48 PM
Parent: #1

*.*

Post: #739
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: munswor almophtah
Date: 12-12-2004, 03:53 PM
Parent: #737

الاستاذ الفيلسوف العالم بخبايا ما يعرف والمقر جهرا عن جهلة عما لا يدرك
سردك ذلك الكثيف المشبع بمتون الفكر الهتان في ازمنة القحط والجدب بلغة تتسامي وتتسامق محدثة جضة كجضة القمري فى كبورالسافنامزيج من اصيل
التراث الشعبى ودقائق الأنيق من مقامات الحريري حيث تتلاشى المضامين مع صفائح اللغة بانسجام سباعي السلالم لاخماسيها
كنت تلميذا للفلسفة وما زلت عندما اسمع عن بولا احسبة من ال شبنهور وهيوم وباخ وبرتراند رسل ولكني وجدتك من ال ابن رشد والفارابى وابن سيناء وابن طفيل وذلك للتنوع والتفرد في المعارف ولأدب والتهذبب االذي هو اشبة لأدب العارفين باللة ولأن من عرف نفسة عرف ربة وحل لغز كل الشكوك المذهبية والمنهجية وشكوك الشكاك والعارفين
لذا اجد نفسى تلميذا منخرطا في جامعتك المفتوحة على ابواب الفكر هنا في المنبر واينما وجدت لها فروع فهل لي من مقعد يا حلاج الحين
لك وللاسرة فائق وجزيل التهاني والهنادى والأماني والسلام

منصور عبداللة

Post: #738
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-12-2004, 03:50 PM
Parent: #1

نواصل هنا، ردنا علي بولا علي النحو التالي:
سنتناول غربة المرجعية لدي د.بولا المنبعثة من اعماق مركزيته الاوربية، والذي يمثل زبدة ازمة يسار السوان القديم، ونسيج فكره المغزول من صوف الثقافة الغربية ممثلة في الفكر الماركسي اللينيني.

كما ذكرنا في اول بوست لنا في هذالفضاء، بعنوان The Burden of Marxism او عبئ الماركسية في السودان، الطرح الماركسي في بلادنا، انتهي بآخذ "الطبقة" المتعلمة كرهينة، امضت عمرها تحارب طواحين الهواء، طيلة ال50 سنة الماضية ممااحدث الفراغ الذي تحدثنا عنه من قبل، وكنتيجة برز الاسلام السياسي للوجود، لملئ هذا الفراغ.

دكتور بولا وسيرا علي ذات النهج، يقبع الان كرهينة تعمل سخرة في معامل تفريخ اليات ادوات، واساليب تمكين السيادة البيضاء!

مكرساوقته لمناهضة الرآسمالية، وكأن هذا الترف، يمثل سبب الموت بالملايين، في وطنو السودان!

بعد بيع اطفالنا بالرطل، كما كرشة الخنزير في بورصة شيكاغو، علي مدي قرون، الحضارة الغربية واستشعارا منها لي خطورة استعادة ذنوج غوبينو، لوعيهم بذاتهم متحررين من قيود امبريالية المعرفة الزرقاء- الان تتحدث عن نهاية التاريخ، وموت المركزية اي كانت، مبشرة ببذوغ وشيك لفجر الاخوة الانسانية، او كما بشر د.بولا قائلا وبالحرف:
Quote: إنني إنسان مؤمنٌ، قوي الإيمان بوحدة الأصل، والمصير الإنسانيين، وبضرورة توحيد النضال الإنساني من أجل عالمٍ أفضلٍ ممكن".


هذا كلام، في غاية الخطورة، متي استوعبنا حقيقة عالمنا المعاصر، الدارونية، حيث البقاء للاصلح في شرعة الثقافة الغربية المهيمنة، وفقا لقانون الانتخاب الطبيعي.

يتوبيا دكتور بولا اعلاه، ومثاليته المفرطة، توضح بجلاء، عجز الرجل التام، عن اي فهم نقدي للعقل الغربي، ومن موقع مستقل، حيث يتمدد دكتور بولا، كما الميت تماما، بين يدي الغاسل، في براثن "امبريالية المعرفة" الغربية، طبقا لChancellor Williams في كتابو The Destruction of Black Civilization.

من جانب اخر، يغيب عن وعي د.بولا طبيعة الصراع العنيف الدائر داخل دوائر بنية السلطة والثروة في اروقة السيادة البيضاء، نفسها، مابين اقلية اليهود المهيمنة والاغلبية المسيحية وبالذات الكاثوليكية، المغلوبة علي امرها.

فثعلب الاقلية السامية يلجأ باستمرار الي حيل كهذه، في صراع الموت والحياة، مع الBafflo المسيحي!

فالحركة الماسونية ابتدعت ايام عصر التنوير، بواسطة الاقلية السامية، كخط موازي للهيمنة المسيحية، حيث قدمت في ثوب دين منافس او بديل، بغرض لجم، واحتواء غلواء العداء التاريخي لليهود.

الورقة فئة الOne Dollar، تجسد علي نحو مشفر، جانب من مفهوم الOne world Order، المنبثقة عن الماسونية، المنبثقة بدورها عن الجناح السامي داخل بنية السلطة والثروة، للسيادة البيضاء، او الاوربية!

نعود لموضوعنا ونقول، المركزية الثقافية العرقية، تمثل اداة اساسية من ادوات السيادة البيضاء. بل دكتورة Franes Cress Welsing الطبيبة وعالمة النفس، تذهب في كتابها The ISIS Paper،الي حد القول بان النزعة العنصرية لدي الانسان الغربي، جينية، اي بيولوجية بحتة تهدف الي حماية بقائيه ككائن مهدد بالانغراض، كنتيجة للاختلاط، وذلك لان جينات الانسان الاسود مهيمنة، بحكم "الملينا"، المادة المسؤلة من سواد البشرة.

ايضا لايستقيم عقلا ان يحدث تحلل كامل للفرد، من سبغة انتمائه الثقافي المحدد، الناتج عن خلاصة تراكم تاريخي لاسلوب حياة المجموعة البشرية، اللتي ينتمي اليها الفرد، امتد لعشرات الالاف من السنين!

اي كلام عن موت المركزية الثقافية، ماهو الاغش، وضحك علي الدقون، لمصلحة المركزية المهيمنة، لاغير.

كماذكرنا، اول امبريالي في تاريخ البشرية، كان سوداني!

نعم تحتمس الثالث، مؤسس الاسرة 18، المعروف بنابليون العالم القديم.

لاحظ طغيان واسراف، المركزية الاوربية في تسمية السابق، باللاحق هنا، وعلي حساب الحقيقة الموضوعية البتفرض، تسمية نابليون بتحتمس العالم الحديث، وليس العكس!

عولمة جدنا تحتمس اقتضت، القبض علي، وترحيل نساء رؤوسا الدول الخاضعة لهيمنته، الي مصر، لضمان الولاء، وسودنة، او تمصير القادة الجدد من الابناء!

مصري اليوم يفعلون نفس الشئ، باستضافة الملاييين من السودانيين، والصرف علي التعليم، بل الهيمنة عليه، عن طريق الفرع، والثانويات المصرية!

لهذا، وكثمرة للتمصير نسمع بشعار "وحدة وادي النيل" يتردد في السودان، وليس في مصر، وبواسطة اكبر حزب في البلد!

نكتفي بالمقدمة دي، كخلفية لي ردنا علي بعض النقاط الاثارا في وجهنا الاممي، دكتور بولا.
..ونواصل..

Post: #740
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: munswor almophtah
Date: 12-12-2004, 04:00 PM
Parent: #738

الاستاذ الفيلسوف العالم بخبايا ما يعرف والمقر جهرا عن جهلة عما لا يدرك
سردك ذلك الكثيف المشبع بمتون الفكر الهتان في ازمنة القحط والجدب بلغة تتسامي وتتسامق محدثة جضة كجضة القمري فى كبورالسافنامزيج من اصيل
التراث الشعبى ودقائق الأنيق من مقامات الحريري حيث تتلاشى المضامين مع صفائح اللغة بانسجام سباعي السلالم لاخماسيها
كنت تلميذا للفلسفة وما زلت عندما اسمع عن بولا احسبة من ال شبنهور وهيوم وباخ وبرتراند رسل ولكني وجدتك من ال ابن رشد والفارابى وابن سيناء وابن طفيل وذلك للتنوع والتفرد في المعارف ولأدب والتهذبب االذي هو اشبة لأدب العارفين باللة ولأن من عرف نفسة عرف ربة وحل لغز كل الشكوك المذهبية والمنهجية وشكوك الشكاك والعارفين
لذا اجد نفسى تلميذا منخرطا في جامعتك المفتوحة على ابواب الفكر هنا في المنبر واينما وجدت لها فروع فهل لي من مقعد يا حلاج الحين
لك وللاسرة فائق وجزيل التهاني والهنادى والأماني والسلام

منصور عبداللة

Post: #741
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-13-2004, 07:30 AM
Parent: #1

.*.*

Post: #742
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-13-2004, 09:23 AM
Parent: #1

جانب اخر لخطورة اعتقاد بولا بتجاوز الانسانية، ل"لمركزية الثقافية العرقية" علي حد قوله، متي ماطبقنا هذا الفهم علي واقعنا- هو استمرار حالة الغيبوبة المزمنة في بلادنا بسبب ازمة الهوية الطاحنة والمتجذرة في المسام.

غربة مرجعية بولا، ويسار الAnglo-Egyptian Sudan بعامة، مسؤول مسؤلية مباشرة، عن الكوما الحالية، والدم المسفوح، كنتيجة.

بهذا، ولهذا، طرح بولا فقط يعيد انتاج الازمة، ولايشير الي مخرج.

من الغرابة فعلا، بمكان، ان يصدر كلام كهذا، من انسان اسود!

احتقار وانتقاص ادمية الاسود او السودان، يظل ناموس كوني، من نواميس عالم اليوم كما صاغه قلم امبريالية السيادة البيضا، اللتي ابلي في صفوفها، تمكينا لها، يسارنا الهمام، كاجدادهم، من جنود لواء ماكدونالد في كرري.

بغض النظر عن نوايا د.بولا، فالرجل منحدر من صلب هذا الارث، وهو يقاتل كعسكري نفر، مع يسار اوربا، وضد يمين ذات اوربا!

لهذا وكرسول ومبعوث لنا، من بلاط صاحبة الجلالة المركزية الاوربية، او غرفة عمليات التمكين للسيادة البيضاء، خلعا لعلي، وتثبيتا لمعاوية، الرجل يبشرنا بقرب قدوم فجر الاخاء الانساني، الخالي من اي مركزية، رغما عن الهيمنة الحالية الكاملة، للغرب علي مقدرات بشرية اليوم!

في استهبال واستغفال للناس اكثر من دعوة كهذه، في ظلة هيمنة خانقة كهذه؟

فالغرب بعد اكماله مشروع الهمينة علي العالم، والذي بدأ في 1500ق.م، الان يركل السلم منعا لصعود الاخرين، باعلانه موت التاريخ!

يالها من حيلة!

من جانبنا، نتفهم هذا تماما، وهو يصدر من الغربيين، بمايخدم مصالحهم، ويؤمن تفوقهم الحالي. ولكن الغير مفهوم، صدور مثل هذه المفاهيم المفخخة من السودان، علي نحو ببغاوي يبعث علي الضحك والبكاء في ان معا!

لهذا، نحن القادمون من مواقع المركزية السودانية، نقول:
The most powerful weapon, an oppressor has, is the oppressed mind

لهذا وطبقا لطرح محاربي المركزية الافريقية، من امثال W.E.B.Dubois, Chancellor Williams,Frances C Wellsing, Yousif ben Jecnnan,Sheikh Anta Diop..الخ الحضارات دول، تسود ثم تبيد، طبقا لقانون البقاء "الغربي" القائم علي الانتخاب الطبيعي.

عندما نصف هذه الكوكبة من فرسان معركة تحررنا نحن ذنوج قوبينو، بالمحاربين، فذلك من باب الاشارة لواقع الصراع المرير حول الوعي!

فالذي يهيمن علي وعي الناس، يصوغه بمايخدم مصالحه، المتمثلة في البقاء، والبقاء مهيمين علي كل شئ.

لهذا نظرتنا يادكتور بولا، مختلفة تماما، وعلي نحو جذري، عن نظرتكم للكون، المستمدة من واقع القوي المهيمنة علي عالم اليوم، وبمايخدم مصالحه، المناقضة لمصالحنا، كافارقة، منبوذين، ملفوظين، مضطهدين اين ماحللنا في هذا الكون الفسيح، ابتداء ببيت الله الحرام ذاتو، في مكة، وانتهاءا بنيفادا، اولاس فيقاس!

فعندما تردد خدعة انتهاء المركزية الثقافية، تذكر ولو لثوان، المعادلة الصفرية لمسآلة تعارض المصالح، موتور التاريخ الاساسي، وانت رجل ينحدر من اصول ماركسية فيما نعتقد، وكما قال اسامة الخواض عن نفسه.

كيف ياتري د.بولا سيحل هذه المسآلة لصالح انتهاء المركزية، وهو يعلم انها Zerosum؟

انطلاقا من اصرارنا علي رؤية العالم بعيونا، وليس بعيون الانجلوساكسون الزرقاء كما يفعل بولا وعبدالخالق والخواض..الخ، سنقدم ملخص موجز لنظرية العلامة ANTA DIOP عن مهدي الحضارة، كاداة تحليل اساسية، كفيلة بهد البناء الايديلوجي لمفهوم السيادة البيضاء، من اساسه.

ايدلوجيا السيادة البيضاء تقول بالاصل الابيض للحضارة، ولهذا ومن باب الابقاء علي قبضتها الحالية، في وجه الجرف الكامل لاساس هذه النظرية، بفضل نضال محاربي المدرسة الافريقية، نجد مثل هذا الذر للرماد في العيون، بواسطة وكيلهم د.بولا، المتمثل في نكتة انتهاء المركزية..

..ونواصل..

Post: #743
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-14-2004, 09:52 AM
Parent: #1

فيما يلي عزيزي القارئ ملخص لنظرية مهدي الحضارة، للعلامة ديوب. وهي تمثل بالنسبة لنا اداة تحليل اساسية. دكتور بولا طبعا انطلاقا من ان الفكرة هذه من عنديات بشاشا التبسيطي، رفض تحليلينا وهو يسخر باسلوبو المبطن رغم الحبر المدلوق نهيا عن الزراية بالخصوم! طبعا ده ماتظلم او شكوي من اي نوع، بقدر ماحبينا نقول احنا صاحين للون.

فالان الي ملخص النظرية:
There is a basic global division of peoples into two kinds: the Southern (for Negro-African), and the Aryans (a category covering all Caucasians, including Semites, Mongoloids, and American Indians).Each grouping has a cultural outlook based on response to climate, the difference between them being that the Aryans have had a harsher climate.
The Aryans have developed patriarchal system characterized by the suppression of women and propensity for war. Also associated with such societies are materialist religion, sin and guilt, xenophobia, the tragic drama, the city-state, individualism, and pessimism. Southerners, on the other hand, are matriarchal. The women are free and the people peaceful; there is a Dionysian approach to life, religious idealism, and no concept of sin. With a matriarchal society come xenophilia, the tale as literary form, the territorial state, social collectivism, and optimism.

See Immanuel Wallerstein, Africa: The politics of Independence. New York; Vintage books, 1961 pp.129-130. Cited by Mercer Cook, The African Origin of Civilization, Myth or Reality. The introduction.


علي ضوء ماتقدم، سنرد علي نقاط بولا، واحدة بعد الاخري!

..ونواصل..

Post: #744
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-15-2004, 12:10 PM
Parent: #1

عزيزي خالد،
أحر تحياتي ومحبتي،
آسف للتأخير فقد كنتُ، ولا أزال، في أمراً ضيق، ضيق عدوك اريته، مع عبودية العمل "المأجور" من بابٍ أقرب ما يكون إلى الكناية والمجاز.
أسعدني كثيراً دخولك المنبر ووجود سبيل للصلة المباشرة، على الرغم من أنني أنوي تحديد حضوري بالبورد لأقصى حالات الحد الأدنى. فما كنت أفعله في الأشهر الماضية هو نوعٌ من المعجزات التي لا تصلح مذهباً في الحياة وفي الكتابة. وقد كان حضورك وحضور بعض الأصدقاء القدامى والجدد بالبودرد مؤخراً، كمال قسم الله، وصلاح أبو حجل، والعوض مصطفى (حفيد آمنة بت الصوفي ام "جمالا مو في" أي لا مثيل له)، والفاضل الهاشمي، وآخرين، سبباً في تعديلي عن قرار الانسحاب النهائي. وهذا من فرط شقائي وسعادتي أيضاً.

كثير سلامي لندا وإلى لقاءٍ قريب في ساحة المداخلات.

بـــــولا

Post: #745
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-17-2004, 03:13 AM
Parent: #1

الأخ العزيز الفاضل الهاشمي،
أحر تحياتي،
هذه عجالة أعتذر لك فيها عن مداخلتي الأخيرة في خصوص طلبي للمساعدة في تيسير التعقيب على مداخلتك. أعتقد إنها كانت غير مناسبة، ولا تليق بمداخلتك القيمة الرقيقة. أعتذر، على وجه التحديد، عن اعتذاري عن ترجمة المقاطع المتصلة بالأسئلة والملاحظات النقدية منها بضيق وقتي، الذي هو ضيقٌ بالفعل بصورةٍ يصعب تخيلها. إلا أن ملاحظاتك تستحق أن أقتطع من "لحم وقتي" اللعين فَرَقَةً تليق بها" أعني بترجمتها إلى العربية. وسوف أفعل ذلك من هنالي باكر إن ربك هوَّن، وان ماهوَّن برضو أشوف لي دبارةً تهوِّن القواسي. كويس كدا ياسِيِدي؟ ولا في ملامة لسع؟

مع عامر مودتي.
بـــولا

Post: #746
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-17-2004, 08:12 AM
Parent: #1

الأخ العزيز منصور عبد الله
حبابك عشره بلا كشره، ولك أنضر وأحر تحياتي بي الآلاف لا يوم الوقاف.
أما قولك "الفيلسوف"، فربما. فأنا أظن بنفسي الفلسفة. أعرف في نفسي الميل إليها أكثر من كل ما عداها، على الأقل. وأما "العالم بخبايا ما يعرف". فليتني، وهيهات. وأما "المقر جهرا عن جهله عما لا يدرك". فلا بد لي، ولا مفر.
يسعدني بالطبع أن يجد شبانٌ مثلك (داير اقول "شبان وشابات مثلك" لكن لقيت إنو جندرة الجملة ستجعل منك شاباً وشابةً في آن واحدٍ فتركتها، على الرغم من أن ذلك سوف يجعل مني فريسةً سهلةً للجندريات الله يكفينا شرهن، ويدينا رضاهن الصعب)، في ما أكتب ما يستحق ثناءك العالي. إلا أنه يخيفني بقدر ما يسعدني، وربما قلتُ أكثر. أقول ذلك خشيةً من أن أخيب ظنك كما خيبت ظن نفرٍ ممن رحبوا بي (الحَمُدْ لي ألله ما فيُهن جندريات. ولعل هذا من فطنتهن، أو من جَوْدَة حيلتي، مع ميلي إلى الأولى). ف"أنا" إنسانٌ أحرص على أن أكون متعدد زوايا الرؤية، حتى لا أقول متعدد الوجوه فتـُحمَل على سوء الظن أو على سوء التأويل. وقد أكون فما أدراني؟ وما أشقاني! أظن أنني أحرص على تعدد زوايا النظر إلى وجوه "الحقيقة" العديدة التي "تبدو ولكنها لا تكون"، خوفاً من أن تصيبني رؤية الشجرة التي تحجب الغابة. هذه الرؤية الواسعة الانتشار في زماننا ومجالنا الإسفيريين الحاليين، إلى أن ربك يستر، فيعيننا جميعاً على تغيير الحال. ولعلها أصابتني مسبقاً وأنا على غير علم. أقول "أخشى أن أخيب ظنك كما خيبت ظن نفرٍ ممن رحبوا بي". ومع إنهم نفرٌ قليلٌ جداً، إلا أن التسبب في خيبة ظن إنسانٍ واحدٍ وتعكير صفو قلبه، أو احتمال صفائه، هو مما يؤذيني كثيراً. وقد "اكتشفتُ" لسوء الحظ أنه حتى القسوة على الظالم تؤذيني في أكثر الأحيان. وقد خبرتُ ذلك عن يقينٍ في المؤتمر الذي أقيم بمدينة لاهاي في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الماضي، الذي تعرضت فيه لممثلي النظام وحلفائه بنقدٍ صمدٍ ضروسٍ، من على المنصة، وفي القاعة، في فترات الاستجمام وشراب القهوة. ولست نادماً بالطبع على نقد النظام الظالم البين الظلم. إلا أن "انبقاصة" ممثليه الدبلوماسيين وحلفائه السياسيين، أمام نقدي الساحق، قد حزت في نفسي. وبصفةٍ خاصةٍ تلك السيدة الوزيرة السابقة المسنة، التي بدا لي أنها تمنت لو أن الأرض تبتلعها، على أثر مواجهةٍ في قاعة استجمام ظنت في بدايتها أنني إنما تقدمتُ نحوها للتحية والثناء، بما أنني ملتحٍ، وبما أنها حضرت في أخريات اليوم الأخير فلم تحظ بالتعرف علىَّ في الجلسات السابقة لحضورها. كان ذلك واجباً لستُ نادما عليه، إلا أنني تمنيتُ وما أزال أتمنى وسأظل أتمنى، لو أننا لا نضطر إلى مثل هذه القسوة الضرورية على بعض بني الإنسان. وقع لك كلامي ياخوي منصور؟ باكر ان خيبت ظنك فتأكد من إنني لن أكون سعيداً.

أخلص مودتي وإلى اللقاء في مداخلات قادمة.

بـــولا

Post: #747
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Shinteer
Date: 12-17-2004, 08:28 AM
Parent: #746

عبد الله ابو بكر أبو قحافة ود حسن ود بشير. ياخوي عليك البتدور عندو الشفاعة سيلك درْباً آخر ألاقيك بـ سِـهَمُو. إت فهمتني غلت وحتكون فاهمني غلت لحد ما الله يجعل عاليها سافلها. الله واحد أنا البوست ده بالذات ما داير اناقشك فيه . عشان كدي مسحت كل آثاري .. وانا سعيدٌ بذلك. أها قول لي: وين نتلاقى فوق ضهور أمات رُقاب؟.

يبدو لي إلا أقوم أرجع تاني لشيخي الكسلاوي ود محمود.

Post: #748
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-17-2004, 08:45 AM
Parent: #1

الأعزاء الإخوة والأخوات والأصدقاء والصديقات, القارئات، والقراء/آت (حفاظا على الوزن ومبدأ المساواة (البديهية)، والمتداخلين والمتداخلات(وهذه الأخيرة غلبتُ فيها مبدأ الأغلبية)، وهكذا إلخ.
فثمة مسألة أريد أن أخلي منها مسئوليتي العقلية الواعية على الأقل. وهي أن إسمي يظل،في بعض الأحيان، موجوداً طوال اليوم، بل طوال أيام، في قائمة "المتواجدون الآن"، بينما أنا أشكو لطوب الأرض من ضيق الوقت، وأتأخر في الرد على بعض المداخلات لذات السبب في الغالب. وهذا في ظاهر الأمر تناقضٌ من الدرجة الأولى في علم المنطق الصوري. فشرح ذلك (وهذه فاء صديقي حيدرا إسماعيلا المالي سليل أباطرة بلاد الذهب القديمة، كما ذكرتُ في مكانٍ آخر. وهي الفاء التي كان بشرى "وبُشرى" حيث ماقيلت، من جانبي، بغير تحديد فهي تعني بشرى الفاضل، الذي غاب عن هذا البوست غياباً أتمنى أن لا يكون عن ملامةٍ ما). فاقول، فشَرْحُ ذلك إنني من فرط الزحمه، ذاتا، ومزانقة الوقت اللئيمة، أنسى شطب إسمي من قائمة "المتواجدين"، ليس "الآن" المحدد فحسب، بل أغلب الآنات التي يظهر فيها اسمي في القائمة إياها. فأقول ذلك أيضاً خشيةً من أن يعتقد بعض الأخوة والإخوات المتداخلين المتداخلات أنني أهمل التعقيب على مداخلاتهن/(هم) بينما أنا "مصاقر الكيبورد الليل والنهار" كما اعتقد أحد الأخوة المستعجلين معذوراً.
وهذا من قبيل المعلومية التي تمنع سوء النية. قطعنا طاريها بي الله والرسول.
مع خالص تحياتي
بـــولا

Post: #749
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bashasha
Date: 12-17-2004, 09:25 AM
Parent: #1

سنبدأ هنا الرد علي ماخذ بولا لينا، واسئلتو دون التزم بتسلسل ورودها:


كتب د.بولا قائلا:
Quote: ويبدو لي أنك تشارك غوبينو في فكرةً أساسية هي فكرة "الخصائص الأزلية للشعوب" والحواجز العرقية الثقافية "الأصلية الأزلية" أيضاً.
كمااوضحنا، مااوردنا بشآن ان لكل مجموعة بشرية خصائص ثقافية محددة- مرجعيتنا فيه رجل بقامة العلامة ديوب.

د.كتور بولا مواصلا نهج الارهاب واغتيال الشخصية، الان يوحي للقارئ بآن بشاشا، واستاذه ديوب، نازيون كقوبينو منظر النازية تماما!

طبعا ده اصلا كلام غلاة المركزية الاوربية في حربها ضد المركزية الافريقية. تآكيدا لي كلامنا هاهو د.بولا وبغض النظر عن نواياه، شاء ام ابي، يحارب في صفوف المركزية الاوربية، كآسلافه جنود لواء ماكدونالد في كرري!

بالعدم نسآل د.بولا اين ومتي بشاشا زعم تفوق الجنس الاسود ودونية الجنس الابيض، علي غرار فلسفة غوبيني؟

علي العكس بشاشا باستمرار يشير الي موقع الذنوج "بالذين"، في قاع بشرية اليوم انطلاقامن فهمه ان الحضارات دول، تسود وتبيد طبقا لاليات امكانيات تآقلمها مع البيئة المحيطة، وعلي عكس طرح المركزية الاوربية القائم علي الاصل الابيض للحضارة، منذ الازل، والي يوم يبعثون!

فلولا نضال المدرسة الافريقية، لما قرآنا اليوم عن اثينا السوداء او السودان، وباقلامهم!

حتي خمسينات القرن الماضي، وتآكيدا لنظرية قوبينو، كانت القواميس الغربية تشير للنوبي كعبد وجندي جيد، ومقررات التاريخ تؤكد ان الذنوج لم يسهمو بشئ في تاريخ البشرية، ولهذا اعلن جورج رايزنر ان مؤسسي الحضارة السودانية بيض، ونخب اليسار باشبوزق المركزية الاوربية، مرروا هذا السفه، كمقرر رسمي لتاريخنا!

الان وبعد ان تغير كل هذا بفضل جهاد دكتور ديوب ورفاقه، يسار السودان القديم ممثل هنا في بولا، وهو يقوم بالدور المرسوم له، يحاول الان اعادتنا الي ذات المربع الاول، بوصم رسل تحررنا من امثال ديوب بالنازية!

يا للهول!

لاحظ قارئي العزيز كيف ترمومتر حساسية د.بولا، ترتفع عاليا ضد نازية بشاشا، وليس عبدالله غوبينو!

تري لماذا، يغضب بولا للغرب من نازية بشاشا، ولا يحرك ساكن، بل يدافع ويتستر علي نازية الجلابي د.عبدالله، ضد اهلنا في السودان؟

لاحظ ايضا عزيزي القارئ غموض موقف د.بولا فيماتعلق بسؤال الهوية واعتصامه الدائم بالتعقيد!

بعد ان ذكر انه عربي اصيل في هذا الخيط، عند مواجهتنا له، اتخارج بحجة ان هذه مزحة اوما شابه!

من جانبي، I smell the rat ذي مابقول المثل!

نخلص من كل هذا الي القول:
القول بان لكل شعب اومجموعة بشرية هويتها المستمدة من بصمتها الثقافية، لايجعل من بشاشا او العلامة ديوب نازي! بل علي العكس، الاصرار علي طمس معالم ثقافة الغير المختلفة عن الثقافة الغربية المهيمنة، هي النازية بعينها!

لهذا نجد تاريخ افريقيا السوداء، من اقصاها علي ساحل المتوسط، وانتهاءا باقصاها في راس الرجاء، مدون كتاريخ للبيض!

كلام اغرب للخيال لكنه واقع، كمااشار اليه د.ديوب!

كدليل مادي، نطلب منك عزيزي القارئ، لوتكرمت، التوقف هنا، تناول حافظة نقودك، ان بهاورقة فئة الدولار، تأمل مليا، صورة الهرم الذي لم يكتمل بناؤه، او عين "حورص" علي رآس الهرم!

السؤال مادخل الاهرامات، بالامريكان والحضارة الغربية تحديدا؟

هل يمثل ذلك احتفاء بانجاز الذنوج الذي قال غوبينو عنهم:
The Negro has artistic gifts linked to his sensitivity as an inferior animal؟

مع ملاجظة ان الهرم وضع علي الدولار في القرن الثامن عشر، في 1722م ان لم تخني الذاكرة. حينها الذنوج من امثال د.عبدالله كانو يباعون بالرطل تماما كماكرشة الخنزير!

فالفكر النازي يادكتور بولا يتخلل نسيج عقل الثقافة الغربية، طولا وعرضا، بدرجات وصور مختلفة وليس مجرد نزوة منعزلة تعبر عن شطحات فرد فالت، بعينه!

الي هذا التاريخ، امثالك وامثالي، ممكن يسحلوا سحلا حتي الموت، فقط لانك سودان اللون، ولاغير!

تقول لي الانسانية تجاوزت المركزية الثقافية؟

ذي الغفلة دي كانت من امهات اسباب هزيمتنا، وغروب شمس حضارتنا!

هذا ماحدث في مصر القديمة، حيث تمكن سادة عصرنا الحالي، الزحف من قاع السلم الاجتماعي في 1500ق.م، مثلنا تماما، اليوم، والي قمته، باستغلال قوانين توريث العروش، عن طريق التزواج!

العائلة المالكة في بريطانيا، لاتترد حتي في القتل، لكل من تسول له نفسه الوصول لعرش بريطانيا، من غير الانجلوساكسون، كما حدث لعشيق ديانا!

المؤرخ وعالم الاثار الفرنسي Lenormant Francois(1837-1933)0، يقول بالحرف الواحد، ان سبب فقدان الكوشيين لسيادتهم علي جنوب الجزيرة العربية، ولصالح العنصر السامي، الذي قدم الي هناك في مرحلة لاحقة كلاجئي ومهاجر- يعود الي عدم تفريق الكوشيين في المعاملة مابين المواطنين من الكوشيين، والعرب الساميين، الوافدين كآجانب.

وهذا مايفسر مقولة "ابو التاريخ"* هيرودتس، عن اجدادنا، عندما وصفهم ب Most Justice! اي اعدل الناس!

حتي اليوم انطباع الاجنبي الزائر للسودان، يختلف تماما عن انطباعاتو عن الشعوب الاخري، حيث احساسو بانو اجنبي، يقل في السودان. طبعا ده كلام عام ينطبق علي القادمين من شمال الكرة الارضية اكثر.




* لاحظ تنصيب الغربيين لجدهم هيرودتس، كاب للتــــاريخ باطلاقه، رغم ان الرجل عاش في عصر مغيب شمس تاريخنا، ممايستحيل معه ابوته للتاريخ!

نموذج اخر ل"لتغريب" النازي للتاريخ!

من ذلك ايضا تنصيبهم الامريكي جورج رايزنر كاب للتاريخ النوبي "كما اسموه"، رغم اعلان الرجل ان هذا التاريخ يتبع لعشيرته، البيض! استهبال والسلام!

..ونواصل..

Post: #750
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-20-2004, 04:05 AM
Parent: #1

عزيزي الفاضل الهاشمي،
تحياتي ومودتي،
فأحاول أن أعلق بقدر المستطاع على أسئلتك النيرة. أقول بقدر المستطاع لأنني في الواقع لم أعد قادراً على مواصلة الكتابة في هذا البوست وغيره أصلاً. ويزداد الأمر استعصاءً عندما يكون منتظراً مني أن أجيب على أسئلةٍ وملاحظاتٍ دقيقةٍ، ونيِّرة وصادقةٍ مثل أسئلتك وملاحظاتك، تحتاج إلى استعدادٍ نفسي وذهنيِّ عالٍ للكتابة. وسأحاول على أية حال. ولنبدأ بموضوع جندرة سلسلة مقالاتي، التي ذكرتَ أنك لم تقرأها، إلى جانب أطروحة الدكتوراه. فعنوان تلك السلسلة هو "مصرع الإنسان الممتاز" وليس "سقوط الرجل الممتاز"، كما جرت عادة إعادة تسميتها من الذاكرة، من جانب نفرٍ من القراء وقليلٍ من الأصدقاء. وهكذا فأنتَ ترى أن عنوانها، في أصله، ليس بحاجةٍ إلى ترجمةٍ تتوخى منك، أو من غيرك أن يكون "gender-sensitive by avoiding the “man”". مع تقديري الكبير لحساسيتك إزاء مسألة "الجندر"، بصفةٍ عامةٍ، وفي الكتابة على وجه الخصوص.
وبخصوص سؤالك الجوهري التالي:
Having said that I have one question to you on the following quotation of yours responding to a brilliant and thoughtful question from El Hassan about the theoretical basis of the contribution of your group “Al talaga Alhadeetha” - unhindered modernism- for the lack of a better translation.
أتفق معك على أن سؤال الصديق القاص الحسن بكري، عن تجربة مجموعتنا، كان سؤالاً ذكياً وأساسياً. إلا أنني أريد قبل محاولة الإجابة أن "أستعدل" كما يقول الصديق أسامة الخواض، بعض عناصر نص إجابتي عليه، وما سبقه من نصوص متعلقةٍ بالمصطلحات والمفاهيم الأساسية التي قام وما يزال يقوم عليها مشروع "مجموعتنا"، التي لم يعد لها وجودٌ ك"مجموعة"، إلا في معنى آخر خلاف المعنى السبعيني الذي يبدو ولكنه لا يكون، من يومه و"لي هذا يومه الليلة دا". وهذا مما لا يتسع المجال هنا للتفصيل فيه. أعني أنها لم تكن جماعةٌ في معنى وحدة المنطلقات الفكرية والمرجعية، وحجم المساهمات التأسيسية، إلا بتمييزٍ دقيقٍ بين النواة والكتلة، وهذا مما ليس لي سبيلٌ للخوض فيه هنا أيضاً. وأتمنى أن لا أُسأل عنه في المستقبل القريب لأنني لن أستطيع الإجابة في شروط "وجودي" الحالية. وأكتفي من أمره النعقد بالقول إن "مجموعتنا"لإ كانت في تقديري، في ذلك الزمان "السحيق" البهيم، نموذجاً طيباً، ولا أقول عالياً، لمعني "الوحدة في التعدد". كان كل فردٍ عالماً قائماً بذاته، وقائما بوجوده ضمن "المجموعة" ايضاً، التي تربطه بها أوصر المحبة والتضامن والاحتفاء بفرادة مساهمته، وليس الانتماء إلى "دوغما جماعية" مغلقة، مكتفية، بذاتها فرحةٌ بها.
وأول "الاستعدال" أن المصطلح الذي استَخْدمُه "أنا" لوصف حركتِ"نا" ليس "Al talaga Alhadeetha " (الطلاقة الحديثة)، كما جاء في نصك، و في نصوصٍ آخرين كثر يتابعون ما أكتب، وما نكتب، وما يُكتَب عما أكتب وعما نكتب (ومشكلة شقلبة مصطلحاتنا تأتي في الحقيق يا الفاضل من "ما يُكتَب عما نكتب")، بل "مصطلحي" هو "الحداثة الطليقة". وقد ورد هذا المصطلح أول ما ورد، في الجزء الأول من رسالتي للدكتوراه وهو الجزء الخاص بتحديد الإشكالية والمنهج (في عام 1980). ثم استخدمته في كتابات أخرى مع شروحٍ مطولة منها على سبيل المثال (وأنا أتحرى هنا "المثال" الذي لا يصعب الحصول عليه)، ما جاء في ورقتي التي علقتُ فيها على ورقةٍ للمرحوم الصديق والزميل الأستاذ أحمد الطيب زين العابدين، قدمها لسمنار التشكيل بجامعة لندن في مهرجان " 95 Africa". وقد كانت العبارة الشارحة في ورقتي تلك هي على وجه التقريب "الحداثة التي لا تخشى أحداً ولا تطلب الإذن من أحدٍ، لا تسعى إلى انتزاع "الاعتراف" بمشروعيتها من أحد". والمعني ب"أحدٍ" و"من أحدٍ" هنا هو على وجه الخصوص "المركزية الثقافية "الإمبريالية الرأسمالية" الأوروبية بالأصالة، الأمريكية بالإحالة (أو بالوراثة إن شئت)، التي ظلت تحتكر الحداثة من غير أن ينازعها أحدٌ في ذلك (حتى حسن موسى لا ينازعها في ذلك. أما "أنا" فأنازعها نزاعاً شديداً ليس هذا مجال التفصيل فيه. إن كان لي من مجالٍ للتفصيل أصلاً مع عبودية العمل "المأجور"، وعبودية العمل الكتابي غير المأجور في السودان على وجه الخصوص). وأضفتُ في تعريف حركة حداثتنا الطليقة "وهي لا تناصب الآخر "الغربي"، وسواه (ما معناه)، خصومةً أزليةً و"غيرويةٍ" مطلقة". و"الخصومة الأزلية" و"الغيروية المطلقة" مع "الغرب(؟!!)" بالذات هما (في ظاهر الأمر، وفي ظاهر الأمر فقط، العناصر "الأساسية" في خطاب "نخب" "سلطات" الكولونيالية الجديدة التابعة "الثقافي" الإيديولوجي (في "العالم الثالث"، التي تسلِّم في الواقع بأن إنتاج الحداثة ليس من شأننا وإنها جاءتنا بقضها وقضيضها مع الاستعمار، ولم يكن، ولن يكون من سبيلٍ إليها سوى هذا!!!!!!). (وأنا على غير يقينٍ من دقة هذا ال"quotation الذاتي". إلا أنني "مجبر لا بطل" على الاكتفاء به لأن تصور قدرتي على البحث في أكوام الأوراق المكدسة بالشقة الضيقة، والوقت "الضيق (ضيق الهينة دي؟؟!)، ضربٌ من ضروب المستحيل العتيدة. (معليش يا الفاضل يا خوي فليس من أغراضي تحميلك عبء شقائي، وإنما أحاول من خلال التعقيب على مداخلتك الذكية المزلزلة، الإبانة عن واقع الكاتب السوداني من عينتي، الذي لم يتدبر ذرةً من "أمر نفسه" حين كان هذا التدبر ممكناً إلى حدٍ ما. ومع ذلك فأنا لستُ نادما على ذلك. وإنما أسعى إلى الإقناع بأن لا يطالب مثلي، وأمثالي، بما لا طاقة لأحدٍ به: أن نظل نكتب و"نبدع"، ونتضور حتى حافة القبر. وهذا من قلة الحيلة، وفقر الخيال الفكري والوجداني المؤسسيين). في هذا المعنى، أو منه بالأحرى، جاء مصطلح "الحداثة الطليقة"، لا "الطلاقة الحديثة".وقد لاحظتُ أن ترجمتك للمصطلح بالإنجليزية ب
"unhindered modernism" مناسبة تماما لأصله.
وأواصل.
وأواصل.
وأتمنى أن لا يقاطعني أحد. حفاظاً على وحدة السياق.
مع أخلص معزَّتي.
بــــولا

Post: #751
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-20-2004, 06:57 AM
Parent: #1

الاستعدال الثاني، متعلق في تقديري، بأن الحسن لم يسألني عن المكونات النظرية لحركتنا أصلاً، ولا عن الأسس النظرية the theoretical basis، بإطلاق. بل سألني، عما إذا كانت حركتنا "النظرية" اعتمدت [ضمن] ركائزها الفكرية على أي مصادر أولية خارجها؟" أي عما إذا كانت قد استقت في بداية تأسيسها من "ينابيع نظرية" خارجها؟ أو بعبارات حسن نفسه:
"هل هناك ببلوغرافيا علمية يمكن توثيقها(كتابة قائمة بها) في محاولة دراسة هذه الحركة والتعرف على ينابيعها الفكرية؟" وبين "الإثنين" فرقٌ لابد من مراعاته. فالركائز النظرية، أي المقولات والمفاهيم المؤسسة من الممكن أن تكون في جوهرها من صنع "صاحب" أو "أصحاب" الفكرة (تفادياً لأن "أُسمينا" "مفكرين" في تلك المرحلة المبكرة)، وقد تحتوي على "تناصٍ" واضحٍ مرصود، أسماه الحسن بالببليوغرافيا، أو على تناص مضمرٍ في اللاوعي، يكون بمثابة مادةٍ خام يشكلها "صاحب الفكرة الجديدة" أو، بعبارةٍ أدق، يعيد تشكليها. بينما "الينابيع" والمرجعية الببليوغرافية، هي الأخذ الواعي والمتدبر من مؤلفات السابقين لإسناد مفهومٍ ما أو مقولةٍ ما أو مبحث ما.
وقد أجبتُ "أنا" بأن الأخذ من "ينابيع"، و"ببليوغرافيا" مسبقة لم يكن واردا في حالتنا في مرحلة التأسيس الأولى التي هي موضوع سؤال الحسن. وأضيف هنا إن ذلك، أي التوثيق و"التناص" المرصودين، جاء فيما بعد في "مصرع الإنسان الممتاز"، على وجه التحديد فيما يخصني، (1976)، وفي "الخلفية الاجتماعية للجمالية العرقية"، عند حسن موسى (مجلة الثقافة السودانية 197. ولا بد لي أن أضيف أيضاً أن مادتنا الأساسية التي انطلقنا منها في مرحلة التأسيس، قد التقت فيما بعد بصورةٍ "مكثفة" (مكثفة مجازاً)، (73ـ7، بمرجعيات وينابيع أخرى عديدة، في حوارٍ نقدي ندِّي، ولم تغترف منها مجرد الاغتراف السعيد المستسلم المطمئن. وهذا على وجه التحديد يا عزيزي الفاضل لأن حركتنا لم تنبع "out of the blue!!!!!!!"، "كما"، ربما، بدا لك أنني أقوله، أو أنني قلته، مما أثار استغرابك أن يأتي مني، بينما لاحظتَ إنني أقول خلاف ذلك في "حواري" مع الصديق الدكتور حيدر ابراهيم على. وهذا لأن "الحوار" مع د. حيدر قد لامس، في جوانب منه مكوناتنا الأساسية، فيما لامس مساهمات وقدرات المثقفين والمبدعين السودانيين، وطعن فيها طعناً ذريعاً. وهذا مما يقع في دائرة إثبات الجدارة للمكونات الأساسية "الذاتية"، التي لم يسألني عنها الحسن، ولم يطعن فيها، أصلاً. وإنما ألمحتُ إليها "أنا" في تعقيبي على أسئلته من باب الاستطراد والاستزادة في التوضيح، مما أسميته ب"الملاحظة على الواقع المحلي"، من دون كثير تفصيل. لاسيما وأنني قد فصلتُ في ذلك طويلاً في هذا البوست أيضاً، في حديثي عن مراحل التكوين "الذاتي" الأولى. بيد أنني أضيف هنا من باب الاستزادة في التوضيح أيضاً إن حديثي عن المكونات الأساسية في نص تعقيبي على الحسن، بل في المقطع الذي استشهدت به نفسه، لا يؤيد الانطباع بأنني أصف حركتنا وكأنها قد نبعت " out of the blue!!!!!!!"، متبوعة بهذه السلسلة الطويلة من علامات التعجب. فالنص يقول:
"فقد اعتمدنا فيها أولاً على تأملاتنا وتساؤلاتنا، وحواراتنا، وحفرياتنا، وجهودنا الفكرية، الشخصية، أعني من طاقة الملاحظة على الواقع المحلي والقدرة على النحت، ومن عذابات وَقْدِ لهيب شبابنا الإبداعي، والملاحظات والقراءات الجدالية، الحوارية النقدية، للنذر القليل الذي كان يأتينا من الخارج، ومن مقاومة تدجين المؤسسات السلطوية المسيطرة، ( والأصح محاولات التدجين)، وتحريم الأسئلة مما جميعو. وبالأحرى، هذه المؤسسات هي التي أخرجتنا من عنايتها، وناصبتنا العداء لمجرد أننا كنا نتساءل ونرفض التسليم السهل الميسور". عاد بعد دا كله "out of the blue!!!!!!!"، كيفن يا الفاضل ياخوي؟
ومع ذلك، في تقديري، فما يزال السؤال: "لا أعرف لماذا كنا نتساءل ؟" قائماًَ. وما يزال السؤال "من أين أتتنا ملكة ومصيبة التساؤل هذه؟" قائما أيضاً، و"ما نزال لا نملك لها صرفاً"، أي لا منعاً ولا إحاطةً. فالواقع الموضوعي القُح لا ينتنج دائماً وبالضرورة عقلاً متسائلاً. ولا ينتج بالضرورة، وحتى إشعارٍ آخر، إخلاصاً للأسئلة وقلقاً إزاءها يفضل، السجن والمنفى والتضور والضنى، و"الموت" أحياناً، على الصمت والقبول والتدجين. لماذا؟ وما هو؟ ومن أين؟. وهذه من شاكلة الأسئلة التي لا تنتهي ولا تنضب في تقديري.

هذا، ولك أبهى محبتي وعظيم شكري وامتناني على هذه المداخلة المستنيرة والأسئلة الصعبة المزلزلة.

وللمتابعات والمتابعين والمتداخلات والمتداخلين، أقول أتمنى أن تكون هذه آخر مداخلات الأسئلة العصيَّة لأنني ببساطة لن أملك الوقت للرد عليها. وبإمكان الجميع أن يتداخلوا،و يتداخلن ويعقبوا ويعقبن، كيفما شاؤوا وكيفما شئن، من دون أن يلزموني بالطبع بإجاباتٍ مطولةٍ. وأنا أسعى للملمة أطراف هذا البوست معتزماً أن أغادره، قبل منتصف يناير المقبل، بصورةٍ كريمةٍ تليق بالترحيب الكريم العالي الذي والاني به الأصدقاء الصديقات، من المتداخلات والمتداخلين، والمتابعات والمتابعين، والقارئات والقارئين، لو سمح الأخ بكري دام فضله.

بــولا

Post: #752
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-28-2004, 03:45 AM
Parent: #1

أعزائي وعزيزاتي الأصدقاء والصديقات القدامى والجدد الذين واللاتي رافقوني ورافقنني في رحلة "قطار البضاعة الألماني" على حد عبارة الأخ الدكتور ياسر الشريف الطريفة المحببة، في الكناية عن طول هذا البوست وثقل حمولته في المعنى المادح، أو "الديناصوري" في تعبير بعض الإخوة في معنىً مخالفٍ لذلك. أود بهذه الكلمة الإعلان عن اعتزامي طي صفحات هذا البوست. وقد بدا لي أنه من الأنسب والأكثر لياقةً وتقديراً لكم ولَكَن جميعاً، أن أعلن لكم عن عزمي على اختتامه، وأن لا افاجئكم بذلك بصورةٍ لا تليق.

وسوف أسعى في كتابة خاتمة رد الفضل الشامل اليوم أوغداً على أكثر تقدير. وهذا على سبيل التنبيه حتى لا يضيع فضل المشاركات والمشاركين عليَّ في "غياهب هباء النسيان". ورب مِن قائلٍ "ليس للنسيان هباءٌ".بلى.

مع عامر مودتي.
عبد الله بولا

Post: #753
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-28-2004, 11:14 AM
Parent: #1

عزيزيَّ طلحة وعثمان عووضة،
تحياتي المخلصة،
إذا رقأتما هذا النداء فأجر أن ترسلا لي الإيميلات بتاعاكم على الماسنجر. وأتصور أنكما ملمان باستخدامه. وإذا لم يكن ذلك صحيحاً فلا بد من دبارة. نجاة غير موجودة في هذه اللحظة وأنا لاخبرة لي باستخدام الماسنجر ولا وقت عندي للسؤال عن كيفية استخدامه.

مع أنضر مودتي.

بـــولا

Post: #754
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-29-2004, 05:53 PM
Parent: #1

عزيزيَّ النور وبكري أبوبكر،
وعزيزاتي وأعزائي الأصدقاء والصديقات، والمتداخلات والمتداخلين، والمتابعات والمتابعين، والقارئات والقراء،
كم أنا مدينٌ لَكُم بهذا الترحيب الجميل، الذي أكَدّتُ في أكثر من مرةٍ خشيتي من أن لا أكون أهلاً له. وسيظل ترحيبكم، مهما يكن من أمر استحقاقي له أو عدمه، دَيناً على عنقي ما حييت. ومع ذلك، فأقول إن البقاء والمشاركة في "الحوارات" الدائرة في هذا المنبر، قد بدءا يضنيانني بصورةٍ غير محتملةٍ، منذ عدة أشهر. وكنتُ منذ عدة أشهر أيضاً، قد حزمتُ أمرين بيني وبين "نفسي"، على تخفيض مشاركتي في "الحوارات" الجارية. وكان أول عزمي إنهاء هذا البوست. غير أنني كنت في كل مرةٍ أؤجل قرار إنهائه خشيةً من أن بأتي ذلك في لحظةٍ قد تحرج إحدى المتداخلات أو أحد المتداخلين. أعني أن أنهي البوست قبل أن أرد على مداخلةٍ جديدةٍ، أو قبل أن أفي بوعدٍ قطعته لأحد المتداخلين أو إحدى المتداخلات، بالمزيد من التفصيل في أمرٍ طلب، أو طلبت، الاستزادة فيه.
ولا بد لي أن أقر هنا بأنني قد قصرتُ في هذا كثيراً على الرغم من حرصي الشديد،("الشديد" في ما أتصور). إلا أنني لم أستطع أن أختتم هذا البوست كما اشتهيتُ وتمنيت. أعني من دون أن أكون قد قصَّرتُ في حق إحداكم أو أحدكم. وهكذا فإنني إذ أعبر لكم ولَكُنَّ جميعاً عن عميق شكري، أتمنى أن تتفهموا عجزي عن المواصلة، وإنهاء البوست بالصورة التي كُنتُ أتمناها، وربما أسمح لنفسي بالقول، "والتي كنتم تتمنونها وتتوقعونها وتتمنينها وتتوقعنه"، أنتنَّ وأنتم أيضاً. لا لأنني لا أرغب في ذلك بل لأنني لا أستطيع الاستمرار في المشاركة. وذلك لعدة أسباب، ليس أهمها ضغط العمل العبودي المضني.
فأهم من ذلك إن سعادتي بالكتابة على عنائها فقد انسحقت في مثل ظروف عملي المضنية متعتي بالكتابة وسعادتي بالحضور بين الصديقات والأصدقاء، والقارئات والقراء، تحت كَلْكَلِ النعرة الشائعة من ملكية الحقيقة المطلقة، والأحكام الماحقة المطلقة على المخالف في الرأي، والعنصرية الطليقة، والإطمئنان الطليق في إصدار الأحكام المعفى عن التحقيق والتحقق، المستعجل إلى الإدانة والتجريم، والمستعفي عن النظر في فناء الدار الخاصة إلخ، مما يجعل القراءة، والمداخلة، والحوار، أمراً عسيرا جارحاً في كثيرٍ من الأحيان، بينما الصمت غير ممكن. وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى بظهور نعرة العنصرية والإزراء بالكرامة الإنسانية، وكرامة الإخوات والإخوة في الوطن الواحد بصورة سافرةً كأقبح وأبشع ما يكون السفور والجهر بالموقف المرزل المهين للآخر، في بوستات السيد "علاء الدين يوسف علي محمد. وبالتالي فإنني أعلن انسحابي من هذا المنبر مع عميق اعتذاري للاتي والذين رحبوا بدخولي إليه، والذين يساهمون باستقامةٍ في إرساء تقاليد الحوار الديمقراطي فيه: تقاليد الاختلاف القائمة على الاحترام والتوقير، أعني توقير المخالف وتوقير الإنسان. وأتمنى لهم ولهن كل السداد والتوفيق والصبر على مكاره هذه المهمة العسيرة. أنا شخصياً لا أستطيع. وأتمنى ممن رحبوا بي أن يتفهموا ويغفروا لي كوني "لا أستطيع"، و"حقي" في أن لا أستطيع أن أظل في فضاء واحدٍ مع مثل هذا الشخص، وأمثاله من مؤيدي وأنصار إيديولوجيات انتهاك حقوق الإنسان والمواطن.
وأحب أن أوضح أيضاً أعارض بشدةٍ الدعوة إلى البقاء جنباً إلى جنب، في نفس الفضاء، مع أنصار الإيديولوجيات العرقية، والمرزلة والمنتهكة لكرامة الإنسان باسم "الديمقراطية" و"حرية التعبير"، وهم يجهرون بذلك على رؤوس الأشهاد، بل وبتفاخرٍ واستعلاء. وأحب أن أذكر الإخوة والإخوات من حملة الأفكار الديمقراطية، ومبادئ حقوق الإنسان، المخلصين والمخلصات لها، بأنني بانسحابي من المنبر، إنما أعبر عن تمسكي واحترامي للتقاليد الراسخة لحملة هذه المبادئ بالإنسحاب من المنابر متى ما فرط القائمون عليها في ضوابط وأسس احترام الحوار، وسمحوا بتجاوز حق الاختلاف في الرأي وحرية التعبير إلى الزراية بالمخالف والإمعان في إهانته، حتى دون، وقبل، أن تصل إلى حدود الخطاب العنصري العامد المخطط المغموس حتى النخاع في المقاصد الواعية المبيتة، وإلى أقصى حدٍ من حدود سبق الإصرار والترصد.
ومع ذلك فأنا أعتذر لمن رحبنَ ومن رحبوا بي في هذا البوست، وفي هذا المنبر، عن هذا الانسحاب المرير. وأخص بطلب العفو والمعذرة الأخوين الصديقين طلحة السيد وعثمان عووضة اللذين وعدتهما ب"قعدةً حنتوبية مي خمج"، كما قلت في نشوة الفرح بدخولهما الطريف الممتع المفاجئ في هذا البوست؛ وللأخ والصديق الحسن بكري الذي وعدته بفصلٍ ثانٍ من سيرة الماحي ود على ولم أفعل؛ وللأخ أشرف الشوش (Ash) الذي وعدته بالكتابة عن سالم موسى ولم افِ بوعدي؛ وللأخ أسامة الخواض الذي وعدته بترجمات مقتطفات من بعض كتابات جاك دريدا الأخيرة ولم أفِ بوعدي أيضاً؛ وللأخت والصديقة نور تاور التي وعدتها بالمشاركة في عددٍ من بوستاتها بمداخلاتٍ مطولة في بوستاتها المختلفة؛ وللأخ كوستاوي الذي وعدته بالمشاركة في تكريم الصديق الفنان شرحبيل احمد؛ وللأخ محمد الفاضلابي الذي وعدته بالكتابة عن الفنان العظيم عمر خيري؛ وللأخت والصديقة الجديدة، صباح حسين، والتي لا بد أن انسحابي هذا سوف يخذل توقعاتها العالية؛ وللأخ وابن الأخ، أحمد حنين الذي وعدته بالمشاركة في بوسته عن شعر وسيرة ود الفراش ولم أبر بوعدي؛ ولقيسان الذي وعدته ببنينة بربراوية عصماء لعروسه، فحالت "البلاوي" دون ذلك؛ وأخيراً لا آخِراً للصديق ورفيق الدروب المضنية الأخ الأستاذ بابكر كنديو الذي وعدته بالتواصل، ووعدت القراء بالكتابة عنه، ولم أفعل. فما أشد أسفي وحسرتي على كل هذا.
كما أطلب العفو والمعذرة من كل الإخوة والإخوات، المتداخلين والمداخلات، والمتابعات والمتابعين، القارئات والقراء، الذين واللاتي وعدتهم ووعدتهن بنقاش موثقٍ مستفيض لموضوع "الهوية السودانية"، أو بالأحرى إشكالية "الهوية السودانية" الضرِسة الشائكة.
وأخيرا أخص بشكري واعتذاري وطلبي للعفو، الإخوة الأصدقاء الذين واللاتي كرموني بأهدائي بوستات معنونة بإسمي، والتي أعترف بأنني قصرت في، أو بالأحرى قَصُرْتُ، وخذلني وقتي اللئيم، عن المشاركة فيها بكثافةٍ وحضورٍ مستحقين على قدر فضلهم.
مع جزيل شكري وخالص مودتي لكم ولكنَّ جمعياً.
عبد الله بـــولا

Post: #755
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: إيمان أحمد
Date: 12-29-2004, 07:59 PM
Parent: #754

.
العزيز دكتور بولا
محزن ما قرأته للتو.
لاتذهب، رجاء! محاربة العنصرية والدعاوي المناهضة لحقوق الإنسان طريق شاق وطويل. وبالتأكيد لا يختار الجميع إدخال رؤوسهم في كهوف الدببة، فالتحية لك ولكل من يوقد النار في كهوف الكائنات القطبية النائمة منذ أزمان بعيدة.
مازالت وستظل تدهشني جديتك في التعامل مع الآخر والكتابة كفعل لابد له أن يُحترم ويَحترم الآخر.... هذه الخصلة في تناقص مريع في زمننا-زمن البؤس والإفلاس الفكري هذا. دعني أعترف أنكم والدكتور النور حمد ممن تشرفت بقراءتهم هنا، ومتابعة أسلوب التعامل قبل محتوي المكتوب. ظللت دائماً أندهش من إصراركم علي مخاطبة الآخر مع قدرة بالغة علي تخليص الحديث من شائبات الغضب.

سيظل هذا البوست وثيقة تاريخية، نعود لها ونقرأها، فكل الحكي يمثل توثيق غير عادي، رغم ضيق وقتكم.
شكراً لك كثيراً علي زمنك الذي وهبته لنا هنا
وعلي جهدك
أحترم كثيراً أسبابك بعدم الرغبة في البقاء بفضاء يسمح لدعاة العنصرية بممارستها دون رادع إداري، لكن يا دكتور بولا، الكثيرون/ات هنا يكتبون، يناقشون، ويسعون بشتي السبل لمحاربة تلك الدعاوي ومحاصرتها. لذا أتمني أن تبقي ولا تذهب.

لك تحياتي وشكري واحترامي العميق
وشكراً لإضاءة البرق في زمن معتم

إيمان

Post: #756
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-30-2004, 06:03 PM
Parent: #1


Post: #757
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: munswor almophtah
Date: 12-30-2004, 09:51 PM
Parent: #756

بلاش تفارق خليك هنا

بلاش تفارق خليك هنا

بلاش تفارق خليك هنا


أظنها أمكلثوم

منصور

Post: #758
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Agab Alfaya
Date: 12-30-2004, 10:07 PM
Parent: #756

الدكتور عبد الله بولا

كل سنة وانت طيب وكل المتابعين من الاعضاء والقراء بالف خير ،

ناسف لمآل اليه حال البورد وناسف جدا لقرار انسحابك ،

اسمح لي ان نحي الشهيد الاستاذ محمود محمد طه ،في ذكراه العشرين ،

ونرجو ان نجعل من ذكراه مناسبة لتدبر افكاره ودراستها واقامة حوار معها ،

وبهذه المناسبة دعني تذكيرك بانه قد درجت انت واتبعك اخرون علي تحريف تعليقي علي

عبارة :" لا، ولا كرمة " الواردة في رد الاستاذ محمود علي مصطفي محمود

لتجعلوا منه دليلا علي المكابرة وعدم تقبل المراجعة والتصحيح .

وكان الاستاذ ياسر الشريف قد ذكرني بالاستعمال العربي القديم لهذا التعبير،

فشكرته علي ذلك وقلت له بالاضافة الي ذلك ربما هنالك تورية بمعني ان الاستاذ اراد

المعنيين :التعبير العربي القديم، ونفي الكرامة بالمعني الصوفي عن مصطفي محمود وهذا

جائز جدا من السياق .وقلت له في ختام ردي ربما يكون الاستاذ فعلا اراد المعني القديم فقط.

فاين المكابرة في ذلك فانا لم انفي ما ذكره الاستاذ ياسر بل شكرته علي ايراد

هذه المعلومة وقلت له في ختام تعليقي ان الاستاذ فعلا ربما اراد المعني القديم فقط

سوف اعيد هنا ما قلته مرة اخري :


Quote: الاخ العزيز دكتور ياسر
شكرا علي هذه المعلومة المهمة،

قبل يومين كنا نتناقش مع الاخ الكريم ، ابراهيم عبدالنبي واظنك تعرفه ،وهو من الاخوان الجمهوريين هنا فاشار الي ، الي نفس الاستعمال الذي ذكرته انت في مداخلتك ،
ولكنني قلت له ،ان الاستاذ ربما استعمالها هنا علي سبيل التورية ،
وهذا احتمال قوي جدا ، لان السياق يعطي هذا التفسير .
فكانه يريد ان يقول ،ان مصطفي محمود ليس له قدم في التصوف ..لا، ولا حتي كرامة من الكرامات ،فحصل تطابق مع الاستخدام العربي القديم .
فيكون المعني القريب ،هو نفي الكرامة بمعني الاية او المعجزة والمعني البعيد ، تاكيد نفي علاقة مصطفي محمود بالتصوف .
وحيث انني دائما اميل الي استنباط المعني من سياق الكلام ،صرفت النظر عن الاخذ براي الاخ ابراهيم عبدالنبي ،الذي اكدته انت ،ورجحت المعني القريب الذي هو معني الآية .
ولكن ربما ذهن الاستاذ كان منصرفا الي معني واحدا هو ما يعطيه الاستعمال العربي القديم الذي اوردت انت شواهد له .

راجع بوست :بين الاستاذ محمود محمد طه والدكتور مصطفي محمود


Post: #759
Title: Re: الخلاسية هي البديل والافروعربية : سفاح !
Author: Agab Alfaya
Date: 12-31-2004, 06:40 AM
Parent: #758

في المحاضرة التي القاها الدكتور عبدالله علي ابراهيم بالنادي العربي بالشارقة في امسية

الاربعاء الموافق 29/12/2004 ،

قال انه عنده وصفة جديدة لتوصيف سكان شمال السودان كبديل لتوصيف

الافروعروبيين والغابة والصحراء،

وهي : الخلاسية !!!

قال ان هذه الوصفة هي المطروحة الان عالميا لوصف التمازج بين الشعوب !!!

وقال ان الافروعربية هي: سفاح !!!!!!!!!


* تعليق : لا تعليق !

Post: #760
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-31-2004, 07:14 AM
Parent: #1

عزيزي منصور،
أخاص تحياتي،
جزيل شكري لك على تعبيرك عن رغبتك في بقائي.
سوى أن الأسباب التي دعتني إلى الانسحاب مازالت قائمةً. بل وقد تفاقمت.
ولذا فليس من الانسحاب بد.

أكرر شكري وإلى اللقاء.

بــــولا

Post: #761
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: farda
Date: 12-31-2004, 07:17 AM
Parent: #1

*
الأستاذ العزيز عبدالله بولا

أولاً أرجو أن لا تكلفك هذه الكلمة عنت القيام بواجب الرد عليها هنا، فهي كلمة أريد بها فقط أن أذكرك بعبارات الترحيب التي استقبلتك بها في هذا البوست بتاريخ 9 أبريل 2004:

Quote: .... مـرحبـاً بالأستاذ عبدالله بــولا في هذا الفضاء...

نأمل أن يسهم وجودك معنا في لــم الشتات الثقافي السوداني وفي الإرتفاع بقيم ومستوى حواراتنا

نأمل أن يسمح لك الوقت – أو بالأحرى ، أن تسمح أنت رغماً عنه - بأن تثري هذه المساحات بمساهمات متواصلة فنحن في أمس الحاجة لهكذا تواصل ،

فلتتأمل معنا – من هُـنا – إحتمالات الممكن وآفـاقــه...

الآن وقد مضى الوقت على هذه الكلمات، لن يغيب إلا على مكابر أننا قد رأينا بعضاً من احتمالات الممكن هذه وأفاقه ، إذ أن وجودك هنا قد ساهم بالفعل في لــم الشتات الثقافي السوداني وفي الإرتفاع بقيم ومستوى حواراتنا. ورغم اعتذارك لي بأنه أن "يسمح [لي] الوقت – أو بالأحرى، [أن أسمح أنا] رغماً عنه". فهذه مما يقارب المستحيلات في الأفق القريب، إلا إذا تيسرت لي دبارةً أتحرر بها من وضع الاسترقاق الراهن الذي أرزح تحت نيره إلا أنك بالحق قد منحت من وقتك ما يقارب "يقارب المستحيلات" هذه، وكم ستكون خسارة كبيرة لنا ولك ، ولفضاء الشتات الثقافي السوداني وقيم حواراتنا ، أن يتوقف هذا الجهد.

آمل يا أستاذي أن توازن بين "فداحة" هذه الخسارة (والتي ستنتقص من قدرتنا جميعاً على مواجهة العنصرية وانتهاكات قيم الحرية وكرامة الإنسان) وبين حضورك معنا هنا.

لك كل الود والإحترام...

حافظ خير

Post: #762
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-31-2004, 07:36 AM
Parent: #1

عزيزي منعم،
أخلص التحايا،
وكل عام أنت والأهل الاصدقاء والصديقات والقارئات والقراء بخير،
بخصوص ما أثرته في مداخلتيك أعلاه من موضوعاتٍ للنقاش، أرجو أن تتقبل اعتذاري، وأن تتفهم أنني لست في موقفٍ يمكنني معه الدخول في حوارات ومناقشات في هذا المنبر.
فحتى "الاحتمالأت" التي عبرت للأخت الدكتورة إيمان أنها "ربما" تثنيني قراري لو أنها تحققت، (و"لو" هنا تُفيد المستحيل وليس الممكن، لأنني أعرف بالتجربة والخبرة الطويلتين، أن التراجع الجليل عن الخطأ ليس من شيم هؤلاء القوم)، تَبَيَّنَ بعد جولةٍ قمت بها بين عددٍ من البوستات إياها، أنها من باب التمني المحض الساذج.

ولذا فإنني استعفي عن الدعوة إلى اي مشاركة في أية مناقشةِ في هذا المنبر.

مع خالص شكري.

عبد الله بـــولا

Post: #763
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Bushra Elfadil
Date: 12-31-2004, 08:26 AM
Parent: #762

الاخ عبدالله بولا
تحايتي
حاولت عدة مرات الكتابة لك عبر الماسينجر لكن كل محاولة يجيئني الرد بأن هذا الغسم غير معرف .أرجوك أكتب لي بالماسينجر لأدوس فقط على ريبلاي
إذا ذهبت عن هذا البوست التاريخي بما ذكرت من حجج سنرفعه ونكتب فيه ونخاطبك ونجعلك تعلق عليه بينك وبين نفسك مشافهة أو تحكي لك الأخت نجاة عنه بما يجعلك فيما يتعلق به مثقفاً شفاهياً تحقيقاً لقول دكتور حيدر.
معاً يا شباب واصدقاء بولا القدامى والجدد لنعلن ما يلي
العمل على إبقاء هذا البوست مفتوحاً لمحاورة ماورد فيه من أفكار وفلفلتها والغتفاق والإختلاف معها ولنجعل منه البوست النموذج ضد الإسفاف ولنلافعه للعام الجديد فهو اطول بوست ولنجعل عمرة عمر الجدية والحوار في البوست ولنحرره من المقدمات والغعتذارات وكل البريآمبلز التي حاقت به أحياناص .
فما ذا انت فاعل يا بولا ؟ سانقب عنه في كل حين وأرفعه عالياً ينتظرك وستأتي برغمك باسماً وأنت تقول كما عهدتك
- ها..ها .. اوووك .. لكين اسوي شنو مع الإلحاح بتاع بشرى الفاضل دا.

تحياتي لك ولاسرتكم في العام الجديد.

Post: #766
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-31-2004, 10:15 AM
Parent: #763

العزيز بشرى الفاضل
تجدني مضطرة على التعليق على مداخلتك التي تفترض فيها إنني سأتابع ما يدور في هذه الساحة وأنقله إلى بولا، بينما يعلم الجميع إنني اتخذت قراري بالانسحاب للأسباب التي ذكرتها في البوست الذي خصصته لذلك.
وعلى الرغم من عدم رغبتي في الدخول للمنبر إلا أنني وجدت نفسي مضطرة للتعقيب على حديثك هذا منعاً لأي لبس أو غموض حول موقفي الذي أوضحته. وأطلب منك أن تلقي نظرةً على البوست المذكور وعلى تعقيبي على مداحلتك فيه.
لك وللجميع جزيل الشكر.
نجاة

Post: #764
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-31-2004, 09:44 AM
Parent: #1


عزيزي حافظ،
كم أنا ممتنٌ لك ولما خطَّه قلمك الألِقُ المنير في الترحيب بشخصي، ومداخلاتك
ولعل أحد أسباب مرارتي وألمي هو أن تتجاور مثل بوستاتك ومداخلاتك المشرقة السامقة مع أشد أشكال ساقط القول وسخائم النفوس بشاعة. وأن لا ترى الإدارة في ذلك ما يستوجب إقامة ضوابط دقيقة تميز بين الحقوق والحريات الأساسية التي ينبغي الحرص عليها، وصيانتها والدفاع عنها بشدةٍ وحزم، وبين تقنين الغوغائية وأن لا يرى حملة المبادئ والقيم والأفكار الديمقراطية، في ذلك أمراً لا يمكن القبول به والتعايش معه، والسكوت عليه، ولاتكفي في مواجهته مناشداتٍ للإدارة أقرب إلى الرضا بالأمر "الواقع" منها إلى الحزم الجليل الذي تتطلبه دعوة منابر حوارنا "الديمقراطية" إلى الاستقامة. وإنما ينبغي أن يواجه بوقفة احتجاج، وبمواقف وإجراءات احتجاجٍ حازمةٍ إزاء التلاعب والإزراء بمعاني الحرية والديمقراطية، والاحتيال عليها، والتحجج بها لتمرير أكثر نقائضهما قبحاً وأشدها وبالاً، وأولغها وأوغلها في الزراية بكرامة الإنسان التي هي أخص خصائص الديمقراطية والحرية وأعلى أهدافهما. وقد صبرت على ذلك ما وسعني الصبر وأكثر. وأنا أشكر لك قولك المنصف في هذا المعنى:

"إلا أنك بالحق قد منحت من وقتك ما يقارب "يقارب المستحيلات" هذه، وكم ستكون خسارة كبيرة لنا ولك، ولفضاء الشتات الثقافي السوداني وقيم حواراتنا أن يتوقف هذا الجهد".

ولتسمح لي بأن أضيف إليها أنني لم أمنح وقتي وطاقتي الجسدية فحسب، بل أيضاً طاقتي النفسية، وقدرتي النفسية، على تحمل البقاء وسط ضوضاء وغوغائية الشتائم ونتانة العنصرية وغثاثتها.

وقد نشادتني ، دون أن تلزمني بالرد، وهذا كرم منك وتماسك منطقٍ عرفتُهما في كل كتاباتك، قائلاً:
"آمل يا أستاذي أن توازن بين "فداحة" هذه الخسارة (والتي ستنتقص من قدرتنا جميعاً على مواجهة العنصرية وانتهاكات قيم الحرية وكرامة الإنسان) وبين حضورك معنا هنا".

لقد وازنتُ يا عزيزي حافظ، بل ظللتُ أوازن لعدة أشهر بين "فداحة" الانسحاب من بين صفوف المدافعين عن قيم "الحرية وكرامة الإنسان"، في هذا المنبر، وفداحة البقاء في منبرٍ يسمح القائمون على أمره باستباحة انتهاك قيم الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان، بإسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وبدت لي معايشة هذا التناقض من عظائم المستحيلات. بل بدت لي تأميناً على مقولة "ضرورة الرضا بالأمر الواقع"، والقبول بأنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان"، والتسليم بأنه لا سبيل أخرى لنا، في مسعانا لمكافحة العنصرية والزراية بالمختلف، ولتأسيسٍ سديدٍ لضوابط الحوار، سوى الرضا بما افترضت غالبيتنا أنه الأمر الواقع. وهذا من أوسع أبواب قلة الحيلة والدَبارة. وأنتَ بريءٌ منها بلا شك.

أشكر لك تجشمك مشقة مناشدتي العدول عن قراري بالانسحاب. وتأكد من أنني أشاطرك الأسى والأسف على، سوى أن الأخ بكري لم يترك لي خياراً آخر. فهو لم يكلف نفسه حتى القيام بواجبٍ بسيطٍ تقتضيه أصول اللياقة المعروفة، بأن يخاطبنا، ويخاطب الأعضاء، والصديقات والأصدقاء، والمشاركين والمشاركات والقارئات والقراء اللاتي والذين، يقدرون ويقَدَّرن مساهماتي، مباشرةً لا من وراء حجاب مداخلة الأخ أحمد أمين (الذي أكن له احتراماً مستحقاً). وهو بذلك يؤكد على ترك باب داره مفتوحاً للزراية ولانتهاك كرامة الإنسان التي تصل حد إباحة خطاب العنصرية الراسخ القدم في مواقع سبق الإصرار والترصد، باسم الحرية والديمقراطية، ويؤكد بالتالي على سلامة قراري بالانسحاب.

جزيل شكري لك يا عزيزي حافظ، وكثير أسفي على اضطراري للانسحاب
وأتمنى أن يساعدني الأصدقاء والصديقات في قفل باب الريح هذا بالكف عن مناشدتي بالعدول عن قراري. فقد سبق السيف العزل.
مع محبتي وتقديري بالآلاف لا يوم الوقاف.

عبد الله بـــولا

Post: #765
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: عبد الله بولا
Date: 12-31-2004, 09:56 AM
Parent: #1

الأخت والصديقة العزيزة دكتورة إيمان،
أخلص تحياتي وشديد معزتي،
تجدينني شديد الأسف على التمسك بقرار الانسحاب من هذا المنبر. وأرجو أن تعتبري، وأن يعتبر جميع الإخوات والإخوة مداخلتي أعلاه في التعقيب على مداخلة الأخ والصديق حافظ خير بمثابة البيان الختامي، والمرجعية الأساسية لا نسحابي.
مع أعظم امتناني وأطيب أمنياتي، لكل اللاتي والذين أسعدهم وجودي بينهم. وأؤكد لهم أنني قد سعدتُ كثيراً بصحيتهم أيضاً، وأفدتُ من تجاربهم ومن مساهماتهم جم الفائدة، ولهن ولهم جزيل شكري. وإلى اللقاء في آفاقٍ أخرى للحوار والكتابة والأنس الصافي، السلس، المنتج.

عبد الله بـــولا


Post: #767
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: خالد الحاج
Date: 12-31-2004, 10:17 AM
Parent: #765

استاذنا بولا.
كل عام وأنت بخير.
كثيرآ ما أحسست بأني أحيانآ أناطح الصخر.
أنا آخر من يتمني عليك لآني بصورة أو بأخري أسهمت أحيانآ في تدني لغة الحوار
ببعض غضب ، بعض عناد وبعض من طيش لا أجد حرجآ في الإعتراف به.
ولكن هنا أجلس في مقام التلميذ وأطلب تواجدك الأنيق (الشحمان) كما يقول صديقنا منعمشوف
تقاس الأشياء خيرآ وشر قبحآ وجمال، وجودك معادل للكفة لا تنكس الراية بحق محبتنا لك.

خالد الحاج

Post: #768
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا
Author: فجراوى
Date: 12-31-2004, 12:04 PM
Parent: #1

العزيز

دكتور بولا


لك الاعزاز والتقدير والاحترام الكامل

حقيقه لا اود ان اثقل عليك مع شعورى بحجم الأسف الذى تحسه تجاه الحال الذى وصل اليه المنبر مما دفعك انت بكل صفاك, وعمق انسانيتك, وحبك الكبير للناس الى الانسحاب منه.


ذهابك من هنا يعنى ان الكلمه الرصينه ستغيب

سيبقى هذا السفر (البوست التاريخى هذا) وكل مساهماتك الاخرى بيننا وشخصيا اشكرك جزيل الشكر على ماتعلمته منك من احترام للأخرين وتوقير للمخالف.


ارجو ان لا تكلف نفسك مشقة الرد وارجو من اعماقى ان تصفى الاوضاع لتعود كما انت علم وفارس نتباها بيك.


مع عميق الموده والسلام للدكتوره نجاة والبنيات

Post: #769
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدا�
Author: بكرى ابوبكر
Date: 12-18-2018, 06:31 PM
Parent: #1

ربنا يرحمه

Post: #770
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدا�
Author: النذير حجازي
Date: 12-18-2018, 07:32 PM
Parent: #769

شكرا يا بكري،
بوست عايز قعدة كاربة لقراءته

دمت حياً وميتا يا بولا

Post: #771
Title: Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدا�
Author: عبدالله عثمان
Date: 12-18-2018, 08:06 PM
Parent: #769

فقد كبير
بشوف بربر بشوف جوخها وحريرا
وبشوف الميدنة القَبَلْ الجزيرة