(الدرداقة) هو الاسم الشعبي لعربة صغيرة مخصصة نقل مواد البناء وهي تتكون من حوض معدني صغير يتحرك باطار واحد يقودها عند الموخرة شخص واحد وهي لاتصلح لنقل البشر ولكن في السودان تم توظيفها لغرض اخر خلاف نقل مواد البناء وهو العمل بها في نقل اغراض المتسوقين والتجار من بضائع وخضار وفاكهة كحل لكسب العيش وقد ظهرت تلك الفكرة في مطلع القرن الحالي في عهد الرئيس المخلوع البشير والذي شهد في اواخر عهده ضائقة اقتصادية صعبة لاتزال اثار مستمرة حتي اليوم بالرغم من سقوط نظامه ، قامت السلطات المحلية في خطوة منها لكسب المزيد من التحصيل المالي بفرض رسوم على (الدرداقة) وكانت البداية بحجة تنظيم هذه المهنة الوليدة لمنع عمليات الاحتيال والسرقة بحيث تكون كل (درداقة) مسجلة تحمل رقم حتي يسهل التوصل الى من يقودها في حالة حدوث عملية احتيال او سرقة ولكن بعدها ارتفعت رسوم تلك الاجراءات الي فرض المزيد من الرسوم وفي مرحلة لاحقة قامت المحليات باحتكار عمل (الدرداقة) ذاتها بحيث من يريد العمل عليه ان يدفع مقابل استيجار (درداقة) الحكومة ولا يسمح له باستخدام (الدرداقة) الخاصة به سبب ذلك الاجراء التعسفي المزيد من التضيق علي معاش هولاء العاملين المساكين فهجر العديد منهم تلك المهنة الي مهن اخري كالتنقيب عن الذهب او هجر السودان عبر السفر الي ليبيا عبر الصحراء هروب من بلد تتفنن في تعذيب وقمع مواطنيها ،لا نعرف دولة في العالم تعمل علي اعتبار تلك الناقلة الصغير المصنعة علي انها خاصة بنقل مواد البناء علي انها سيارة وانه يجب ان يتم ترخيصها الا في السودان تلك الدولة الفاشلة التي لاتزال تتخبط نحو ان تكون دولة راشدة فالناظر الي السودان يجد ان الحكومة فيها هي المتسببة في كل مايحدث للمواطنين من فقر وجوع وبطالة بسبب غياب الديمقراطية والشفافية ودولة القانون ، لقد جرب السودان معظم انماط الحكم ولم يتبقي له الا تجريب نظامين فقط ومنهم النظام الملكي وهذا ينجح بسبب عدم اتفاق السودانين علي من هو الذي يكون ملك عليهم الا اللهم اذا تم جلب ملك من خارج البلاد كحل كما حدث في العراق عقب استقلالها عن بريطانيا عندما تم جلب الاسرة الهاشمية من الحجاز لتكون علي عرش العراق كما كانت علي عرش سوريا قبل الاجتياح الفرنسي لها ولكن لم يستقر النظام الملكي في العراق وسقط ولم يصمد الا العرش الهاشمي الاخر في الاردن والتي لاتزال تحكم حتي اليوم والنظام الثاني الذي يمكن ان يتناسب مع السودان هو النهج الاشتراكي علي غرار التجربة الصينية والتي حققت نجاح كبير فالصين تشبه السودان فهي بلد كبير المساحة وتعادل مساحتها مابين مدينة بورتسودان التي تقع في شرق السودان عند البحر الأحمر الي مدينة دكار التي تقع في غرب دولة السنغال عند ساحل المحيط الأطلسي بالرغم من كل تلك المساحة الضخمة الا ان الصين تمكنت من السيطرة عليها وتوفير الخدمات لشعبها بالرغم من اختلاف اللغات والاديان والقوميات الا ان ذلك لم يمنع في ان تكون الصين من ضمن اقوي اقتصاديات العالم ، والسودان بلد كبير المساحة وقليل السكان كثير الموارد وفقير في العقول النيرة يحكمه اقزام لاطموح لهم غير العبث وسرقة المال والحروب فاذا وجد السودان عقول مستنيرة لاصبح افضل الدول الافريقية اقتصاديا ولتحسنت حياة مواطنيه الي الافضل وحرام ان يموت الناس بالجوع والفقر والقهر وبلادهم غنية جدا والحكومة بدلا ان تراعي المشاريع ذات النفع العام تضيع وقتها في مطاردة اصحاب المهن الضعيفة والتضيق عليهم وان وصل الي حد القتل ، نسال الله تعالي بان يرسل للسودان من يستطيع اخراجه من نفق الجهل والتخلف الي رحاب التقدم والانفتاح
المتاريس علاء الدين محمد ابكر 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست