مقالة دكتور وائل عن رسالة دكتوراه استاذنا الفيلسوف الفقيه دكتور سمير تناغو كتبه أمل الكردفاني

مقالة دكتور وائل عن رسالة دكتوراه استاذنا الفيلسوف الفقيه دكتور سمير تناغو كتبه أمل الكردفاني


11-23-2022, 03:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1669213711&rn=1


Post: #1
Title: مقالة دكتور وائل عن رسالة دكتوراه استاذنا الفيلسوف الفقيه دكتور سمير تناغو كتبه أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 11-23-2022, 03:28 PM
Parent: #0

02:28 PM November, 23 2022

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




يعتبر كتاب دكتورنا واستاذنا سمير تناغو النظرية العامة للقانون سفراً صالحاً لكل زمان ومكان، لما فيه من عمق التأصيل والحفر في فلسفة القانون. وهو الذي دفعنا كتلاميذ لم نره إلى اتباع سنته، رغم أن واقعنا في السودان واقع يهزم كل طموحات المرء لكي يستلهم خطى الحكماء. ومع ذلك ظلت مصر ترفدنا بجهابذة علماء وفلاسفة القانون، امثال السنهوري في المدني، وسليمان الطماوي في الاداري، وسرور في الجنائي، وفوزية عبد الستار، ومأمون سلامة مشرف رسالة الماجستير، ومعه دكتورنا المبدع أحمد عوض بلال، وكبيش مشرف رسالة الدكتوراه وغيرهم الكثير. وقد نهلنا من علمهم، ثم ضاع ما نهلنا مع بؤس الحياة، فلم نقدم لعلم القانون إلا بضع مؤلفات، لا تعبر عن طموحاتنا. فنحن في دولة أركست أبناءها في الحضيض، وغذتهم بالتحاسد والتباغض وشح النفس لتوحي لهم بالصراعات السالبة، فدمرت نفسها ودمرتهم. اللهم لا تقم لها ولا هم ركزاً من بعد وأخرجنا منها سالمين. بقوتك يا حنان يا منان.
رسالة دكتور وائل أنور:

رسائل الدكتوراه المبدعة (1)
الالتزام القضائي

رسائل الدكتوراة على نوعين :
النوع الأول ( رسائل تقليدية): تجميع المعلومات والأفكار المتعلقة بموضوع معين، مع إعادة طرح الموضوع في ضوء المستجدات وإباداء الآراء الشخصية.
النوع الثاني ( رسائل مبدعة): وهي تتناول فكرة جديدة تماماً أو طرح جديد أو اكتشاف قانوني .
وإذا كان النوعان من الرسائل مقبول وله دوره في خدمة القانون ، إلا أن النوع الثاني هو الأفضل بطبيعة الحال.، لذلك سأعرض كل فترة لأحد الرسائل المبدعة سواء في فرنسا أو في مصر لكي نتعلم منها.
ورسالة اليوم هي رسالة الفقيه الكبير الدكتور سمير تناغو أستاذ القانون المدني بحقوق الإسكندرية ، والتي نوقشت في فرنسا عام 1964 بعنوان الالتزام القضائي، وفيها كشف الدكتور تناغو عن مصدر جديد للالتزام رغم أن الفقه القانوني كان قد حصر مصادر الالتزام في خمس مصادر، إلا أن تناغو أضاف مصدرا جديدا وهو حكم القاضي، وجوهر فكرة الدكتور تناغو أنه عندما يقوم القاضي بمراجعة العقد وتعديل الالتزامات فإنه ينشأ عن ذلك التزام جديد مصدره حكم القاضي.
وقد حازت الرسالة جائزة أحسن الرسائل في فرنسا ، وكتب عنها العلامة الفرنسي الشهير رينيه روديير ، وفي مصر كتب عنها العلامة اسماعيل غانم ، وقال السنهوري عبارته الشهير تعليقا علي نقد تناغو لرأيه ( لقد أمسكنا تناغو بقوة ).
ولزيادة الإفادة أطرح هنا ماكتبته عن الدكتور سمير تناغو في مقدمة كتابه ( جوهر القانون ).، وهو كتاب له قصة ، حيث أعددناه بناء على طلب استاذي المرحوم الدكتور يحيي الجمل لكي يتم تدريسه بمعهد البحوث والدراسات العربية
مقدمة

طلب مني أستاذي الدكتور سمير تناغو ان أعد الباب الثاني من كتابه "النظرية العامة للقانون" للطبع بهدف تدريسه كمحاضرات لطلبة معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية ، ولنشره ككتاب مستقل يستفيد منه كل من يرغب في دراسة فلسفة القانون .
وعنوان هذا الكتاب هو " جوهر القانون " ، وهو يتناول كل موضوعات فلسفة القانون ، وكل نظريات فلاسفة القانون , منذ أفلاطون إلى سارتر ، بطريقة متعمقة وواضحة ينفرد بها هذا الكتاب وحده .
وتتميز كتابات الدكتور سمير تناغو في فلسفة القانون بالوضوح النادر وهو ما أبرزه الأستاذ الدكتور إسماعيل غانم أحد أعمدة القانون المدني في مصر , في مقال كتبه تعليقاً على نظرية الإلتزام القضائي , وهى النظرية التي وضعها الدكتور سمير تناغو في رسالته للدكتوراه التي نوقشت أمام كلية الحقوق بجامعة باريس في 19 فبراير 1964 , والتي أثبت فيها أن حكم القاضي يمكن أن يكون في بعض الحالات مصدراً جديداً للإلتزام بجانب المصادر الخمسة المعروفة منذ عهد القانون الروماني . ويقول الدكتور إسماعيل غانم في تعليقه:
" الأمر الذي لا يحتمل خلافاً إن هذه الرسالة تمثل طرازاً نادراً بين رسائل الدكتوراة التي يقدمها شباب الفقه المصري ، طراز نادر أولاً في توغله في مجالات فلسفة القانون , وهى مجالات قل أن يطرقها رجال القانون في مصر, والصفحات التي خصصها المؤلف لدراسة موقف المذاهب الفلسفية المختلفة من أفلاطون إلى سارتر , عن علاقة العقد بالأخلاق تنم عن سعة أفاقه الثقافية , وتتميز بوضوح نادر .......... لا يتأتى للكاتب إلا بعد وضوح الفكرة نتيجة لبحث طويل وتأمل جاد ".
ويقول الدكتور سمير تناغو في مقدمة كتاب النظرية العامة للقانون " إن الوضوح النادر المشار إليه في هذا التعليق , لا يرجع الفضل فيه إلينا بل يرجع إلى الفلاسفة أنفسهم , الذين رجعنا إلى مؤلفاتهم مباشرة ، دون أن نستعين في ذلك بالمؤلفات الوسيطة التي يضعها الشراح والمفسرون , وقد كانت دهشتنا عظيمة عندما وجدنا مؤلفات هؤلاء الفلاسفة في غاية الوضوح والسهولة واليسر, وهو ما دعانا إلى الإعتقاد بأن السبب في إشتهار الفلسفة بالصعوبة والغموض والتعقيد لا يعود إلى الفلاسفة , وإنما يعود إلى المتفلسفين ".
ويقول الدكتور سمير تناغو أنه – منذ نحو خمسين عاماً - لم يكف أبداً عن التأمل في موضوعات فلسفة القانون وإلقاء المحاضرات بها , سواء في كلية الحقوق أو خارجها وأنه يعايش فلاسفة القانون ويعيش معهم كأصدقاء معاصرين له وهو شعور يود أن ينقله إلى قارئي هذا الكتاب .
وإذا كنا قد تحدثنا عن موضوع الكتاب فإن الأمر يقتضينا أن نتحدث عن صاحب هذا الكتاب .
ولد الدكتور سمير تناغو في طهطا بسوهاج عام 1938 لوالده المحامي الكبير آنئذ الأستاذ عبد السيد تناغو , وتخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية عام 1958 بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف , ثم عين معيداً بجامعة عين شمس, وحصل علي دبلومي القانون الخاص والشريعة الإسلامية, ثم أوفد إلي فرنسا في بعثة علمية للحصول علي الدكتوراة فحصل منها علي دبلوم في القانون الروماني ثم حصل علي درجة الدكتوراة عام 1964 في نظرية الإلتزام القضائي, وفي هذه الرسالة بزغ نبوغه الفقهي المبكر, ففيها أكد وبطريقة لا تدع مجالاً للشك أن حكم القاضي في بعض الأحيان يكون مصدراً من مصادر الإلتزام , وبذلك يكون قد أضاف مصدراً جديداً من مصادر الإلتزام رغم أن الفكر القانوني لم يعرف سوي خمسة مصادر للإلتزام ( العقد , الإرادة المنفردة, العمل غير المشروع , الإثراء بلا سبب, القانون ) ورغم أن نظرية الإلتزام من النظريات المجردة التي تستعصي علي التجديدات المتهورة كما يقول أحد كبار الفقهاء الفرنسيين .
وقد أثارت هذه الرسالة وقتها الإعجاب الشديد في الوسط الأكاديمي وكتبت عنها التعليقات الإيجابية في الدوريات الفرنسية والعربية , وقد حصلت علي جائزة أحسن الرسائل وطبعت في فرنسا عام 1965, ولعل ذلك هو مادفع الدكتور سمير تناغو إلي متابعة ذات الإتجاه في السبعينات عندما نشر بحثه القيم بعنوان " القرار الإداري مصدر للحق " والذي أكد فيه أيضاً أن القرار الإداري في بعض الأحيان يكون هو الآخر مصدراً من مصادر الإلتزام , وبذلك تبدو قيمة إسهام هذا الرجل ، فبينما الفكر القانوني بأكمله لم يقدم سوي خمسة مصادر للإلتزام نجده يقدم مصدرين جديدين للإلتزام .
ولدي عودته إلي مصر عين مدرساً للقانون المدني بكلية الحقوق جامعة عين شمس في الفترة من 1964 حتي 1966 ونقل بعد ذلك إلي كلية الحقوق جامعة الإسكندرية, وفي عام 1967 أصدر كتابه " التأمينات العينية " والذي أصبح فيما بعد مرجعاً هاماً لكل من يكتب في هذا الموضوع لدرجة أن إمام الفقه القانوني المغفور له العلامة الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا جعل هذه الكتاب ضمن مراجعه الأساسية عند كتابة الجزء العاشر والأخير من كتابه الشامخ " الوسيط في شرح القانون المدني " , والمتتبع لحواشي هذا الجزء يلحظ بوضوح شديد كيف كان كتاب الدكتور سمير تناغو مرجعاً أساسياً للسنهوري وهو أمر يقطع - علي أي حال- بنبوغ الاول وتفوقه وعظمة الثاني وتواضعه .
وقد توالي الإنتاج الفقهي المتميز للدكتور سمير تناغو فكان كتابه الهام "النظرية العامة للقانون " المرجع العربي الأساسي في موضوعه والذي جمع فيه جمعاً فريداً بين قواعد المدخل للقانون وأصول فلسفة القانون , ولا أعتقد أنني سأكون مغالياً أو أن أحداً سوف يخالفني إذا قلت بأن هذا الكتاب هو أعظم كتاب في موضوعه ولا يقف إلي جواره أي كتاب آخر اللهم إلا كتاب المرحوم الدكتور حسن كيرة " أصول القانون " .
وتعددت كتابات الدكتور سمير تناغو لتغطي أغلب موضوعات القانون المدني فصدر له " النظرية العامة للإثبات " و" عقد البيع " و " عقد الإيجار" و" نظام التأمينات الإجتماعية "و " أحكام الأسرة لغير المسلمين من المصريين" كما نشر أبحاثاً علمية محكمة في كبريات الدوريات القانونية منها " مصطلح الأحوال الشخصية من مخلفات الإمتيازات الأجنبية وتعدد جهات القضاء " و"التأمينات العينية علي الطائرات " و " القانون والإرادة " و " الذهب والقانون " و" الدول النامية وبعض مشاكل التمويل الإنمائي ".
وخلال المشوار العلمي للدكتور سمير تناغو لابد أن يستوقفنا بحثان لافتان للنظر أولهما هو " طبيعة حق المستأجر في الفقه الإسلامي الحنفي " فقد كتبه عندما كان معيداً بكلية الحقوق، وغاص في بطون كتب الفقه الإسلامي لكي يخرج هذا البحث القيم, الذي نشرته له أكبر المجلات القانونية المتخصصة آنذاك وهي مجلة المحاماة والتي نشرته علي ثلاثة أعداد, وقال عنه العلامة الشيخ زكي الدين شعبان أنه بحث يصلح كرسالة علمية , وثاني هذين البحثين هو " رهن المال المستقبل " حيث نشر في المجلة الفصلية للقانون المدني وهي من أكبر الدوريات القانونية المتخصصة في فرنسا والتي لا تنشر إلا الأبحاث العلمية الرصينة لكبار القانونيين, ولم يحدث أن نشر فيها أحد الفقهاء العرب من قبل الدكتور سمير تناغو أو من بعده .
هذا هو الوجه الأكاديمي للدكتور سمير تناغو , وللرجل وجه آخر هو الوجه الفكري , فقد نشر الرجل الكثير من المقالات علي مدار العشرين سنة الماضية, وذلك في الصحف والمجلات المختلفة كالأخبار والأهرام والوفد والمصور وروزاليوسف والفجر ، وهي مقالات تبرز بوضوح أنه كان ومازال مهموماً بقضايا أمته وغارقاً فيها حتي النخاع ، وقد قمنا بتجميع هذه المقالات وأصدرناها في كتاب بعنوان " الأفكار الكبري في السياسة والقانون".
ولا يمكنني أن أنهي هذه المقدمة إلا بعد أن أشهد شخصياً أمام الله والتاريخ أن هذا الرجل هو إنسان عظيم بقدر ماهو فقيه عظيم, فهو عظيم في علمه , عظيم في أخلاقه , عظيم في تواضعه , ولسوف أتذكر ماحييت أن هذا الرجل قد منحني شرف تنقيح بعض كتاباته القانونية العظيمة , وهو تكليف وتشريف سوف أعتز بهما علي مدار حياتي العلمية .

وائل أنور بندق
#وائل_أنور_بندق





عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 20 2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق November, 21 2022
  • لماذا يصر السودانيون على ترجمة رواياتهم إلى الإنجليزية-ناصر السيد النور
  • بحرى
  • لو كنت في كندا لفتحت بوست شجعت فيه إنجلترا...
  • ابن القبائل العربيه الدارفورية يقول كفاية لمتين تعقلوا يا أهلي و يقف مع احمد كسلا
  • هل يتسلم المدنيون السلطة في السودان نهاية العام؟بقلم جمال عبد القادر البدوي
  • أحبابنا الكرام .. سؤال عن ياسر عرمان .. هذا المناضل الشرس
  • اجمل خبر نسمعة :افتتاح أكبر محطة كهرباء بالطاقة الشمسية بالسودان بسعة (54) ميغاواط
  • *السيسي يوجه بنقل الميرغني للخرطوم بطائرة خاصة*
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الاثنين 21 نوفمبر 2022م
  • هل مورغان فريمان أعلن اعتناقه الإسلام ؟
  • وزير المعادن ابونمو : تقارير تهريب الذهب مفبركة
  • وين فكى الفريق القطرى الفلاتى بتاع مارينو مات ولا شنو ؟

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 21 2022
  • انس عمر يقول: لن نسمح لقحت بتقسيم بلادنا!! كتبه أحمد الملك
  • العسكر:( الصفر الماضي والصفر الآتي .. فاشلون ) كتبه عمر الحويج
  • طقوس ومظاهر التأبين الزائفة الفارغة !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد
  • تسوية قحت لإعادة إنتاج النفايات كتبه الطيب جاده
  • الملحمة القطرية .. بذور صالحة للسلام العالمي والتلاقح العربي كتبه عواطف عبداللطيف
  • قادة احزاب سودان مابعد الثورة كتبه محمد الحسن محمد عثمان
  • الحركة الأسلامية (قدّت) "اقتصاد اسلامي" بحسب دورية أزهرية(1) كتبه محمد الصادق
  • حركة الإسلام المعاصر وبيانها الإحاطي الأول كتبه د.أمل الكردفاني
  • لجنة المخلوع الامنية اعلنت هزيمتها امام قوى سياسية مهزومة كتبه خليل محمد سليمان
  • عرمان يعترف: حكومة الثورة انعزلت عن الشارع..!! كتبه اسماعيل عبدالله
  • العلاج وحده لايكفي كتبه نور الدين مدني
  • (أوراد ملحمية) كتبه د.محمد الموسوي
  • إيران .. من سيغادر ومن سيأتي! كتبه عبدالرحمن کورکی (مهابادي)