إحتفاء بوداع النور، أم إحتفال بقدوم الظلام !!؟ كتبه د. الهادي عبدالله أبوضفآئر

إحتفاء بوداع النور، أم إحتفال بقدوم الظلام !!؟ كتبه د. الهادي عبدالله أبوضفآئر


10-10-2022, 00:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1665359311&rn=0


Post: #1
Title: إحتفاء بوداع النور، أم إحتفال بقدوم الظلام !!؟ كتبه د. الهادي عبدالله أبوضفآئر
Author: د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
Date: 10-10-2022, 00:48 AM

00:48 AM October, 09 2022

سودانيز اون لاين
د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر-UK
مكتبتى
رابط مختصر




إننا نعيش مشهدا دراميا، تجسد غروب أفكار ، وشروق أخرى ، تلاشى مشاريع وأطروحات، وانزواء جيل وبروز جيل جديد يبشر بأفول عصر لا ينبغي أن نأسف عليه كثيراً ، ولا نخدع الذات بمحاولة إنعاشه من جديد، فمشهد غروب الأفكار لا يقل روعة وجمالاً عن سحر الشروق، فالأفكار القديمة لعبت دوراً على خشبة المسرح، فآن لها أن تغادر وترحل، وعلى الأفكار الجديدة أن تجيد فن اللعبة حتى تحوز على إعجاب الجمهور، كي لا يصاب بالملل ويكيل لها السباب، والناس حيالها منقسمون، تجد منهم من يصفق للأفكار قبل الخروج إما إعجابا وتقديراً أو تعجيلاً بخروجها، لكن من الحكمة أن نسمح لها بممرات آمنة للخروج، حتى تصل إلى متحف الأفكار وحتى لا ينقلب السحر على الساحر.

قد يخاف بعض الناس من الأطروحات الجديدة، فمشاريع السابقين قد تكون مناسبة لعصرهم، لكنها قد لا تناسبنا اليوم، فهل يجوز لنا سداد فواتير لم نستخدمها؟ وهذا لا يعني هجر الأفكار السابقة ولكن المطلوب إضافة فهم جديد للواقع ومتطلباته، مستفيدين من نجاحاتهم متجنبين إخفاقاتهم، توطئة لتأسيس مشروع جديد يختلف شكلاً ومضمونا عما أسسته الأحزاب السابقة، مثلها مثل الأواني الممتلئة بالعسل، ظاهرها حلو وشفاء، ولكنها عندما تسكب أرضاً تكون بطيئة في تسربها إذا ما قورنت بالماء، قد يكون السبب (كثافة الايديولوجيا) أو ( القيادة المثقلة) بالأحمال.

ثورة ديسمبر من أعظم الثورات التي شهدها التاريخ، ولكنها بالرغم من جمالها إلا أنها لم تكتمل. وبالمثال يتضح المقال، قد يكون أشبه بشاب أنيق يرتدي بدلة ايطالية وربطة عنق سويدية وساعة سويسرية وجزمة انجليزية وعطور فرنسية، مع كل الجمال فعيبه الوحيد أن (السوستة محلوجة). غالبية الناس يتركون الإيجابيات وينظرون إلى العيوب، كلما نتذكر انسداد الأفق السياسي وغياب الرؤية، نتذكر ذلك العيب، مثل ذلك الشاب الذي نسى كل الأناقة محاولاً التخفي من أعين الناس والكل حوله ينظرون. فكل نقطة دم تهدر وكل روح شهيد تصعد تذكرنا بالعيب الذي يلازم الهندام.

إن مصلحة الوطن تحتم علينا عدم الفرز على أساس قبلي، ديني،جهوي، أو مناطقي، فالإنسان من حيث هو إنسان جدير بالإحترام، و لا يتم الوصول الى ذلك إلا بالتحرر من الماضي وسجنه. إننا حينما نعجز عن ذلك، سنعجز عن محبة الآخرين. الماضي قد يكون ملوثا بالدموع والدماء والمرارات، فإذا أردنا نبش سوابق الأفراد سيتعذر علينا حبهم وستغيب عنا نظرة العطف والمودة. وعندما نتجاوز الماضي سنتحرر من ممارسة هوى النفس الذي يحول بيننا ومودة الآخرين . لأن قناعات البشر متفاوتة. وما لم نحترم ذلك سيعم الحقد والكراهية والبغضاء بيننا، فمتى يتجسد فينا قوله تعالى {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}.

إن المحافظة على الوطن تتطلب منا ضبط النفس وعدم الإستسلام للرغبات الذاتية والمصالح الضيقة، فإذا لم يلحظ الإنسان سوى المنافع والمكاسب، يكون بذلك قد سد الأفق أمام التفكير الرشيد، اللازم لإتخاذ قرارات عقلانية. ولو فكر الانسان بعمق وهدوء تتقدم عنده المصلحة الوطنية لا ريب وتتأخر المصلحة الشخصية. هنا فقط يتسامى حب الوطن، ويبرز السؤال ماذا يريد الوطن منا؟. فلنتفق جميعاً على ذلك، ونترك سؤال ماذا نريد نحن؟ . فمن المستحيل الوصول إلى غاية إيجابية بدون ثمن أو متاعب, فالغايات السامية دوماً تتطلب مقدمات محفوفة بالمخاطر والدموع والدماء والتعب. كل طلاب الحق والجمال عاشوا متاعب كثيرة ومصاعب جمة، لأن الحياة لا تسير في خط مستقيم ، وإلا ما كان النيل تكبد كل المنعرجات والمنعطفات حتى يصل إلى المصب. وعليه لابد من تضحيات مؤلمة تفضي إلى استقرار يدوم طويلاً. وتتحقق معه شرعية الحاكم ورضا المحكوم.

إننا نحتاج إلى بنية تحتية للفكر والأخلاق، حتى نقّوم سلوكنا الإجتماعي والاقتصادي والسياسي. فالعربة التي تسير في طريق ملئ بالحفر ، فلا مفر أمام سائقها من الالتواء بحسب ما يمليه عليه الطريق.
و عندما تسوء الأوضاع وتعجز التصورات والنظريات عن تغيير الواقع عندها لا بد من ثورة فكرية، تجعلنا ننظر بموضوعية في أمر خروج الشباب، ومواجهتهم الرصاص بصدور عارية قد تكون وحدها غير كافية لوأد الظلم، ولكنها كفيلة لاثبات أن هنالك ضمائر حية لمقاومة الظلم، ونفوساً تأبى أن تذل أو تهان، وهذا يكفي لتحريك الأدوات الفاعلة للمقاومة، قد لا ينالون مبتغاهم، ولكنهم نالوا من صمتنا، فسقوط أي شهيد يقض مضاجع ضمائرنا ولا نستطيع ليلاً أن نضع رؤوسنا على مخداتنا و وسائدنا دون أن يمر بنا موكب كل شهيد قهر الظلم ومات.


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 09 2022
  • مقتل الشاب ياسر عوض طعنا في قفلة المولد بالحلفايا
  • معركة دامية بالسواطير والسكاكين تؤدي لمقتل شخصين بالدروشاب

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق October, 09 2022
  • من لندن ينفى إشاعة الإنقلابيين* فضيلي جمّاع: النَّمِر .. النَّمِر ، وشائعة عودة الدكتور حمدوك !
  • عن عودة حمدوك يقول الحزب الشيوعي : حمدوك فشل مرتين.
  • أصحي يابريش! سعودية وأمارات! البرهان يعيد الأخوان المسلمين لدفة الحكم والتحكم !
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الأحد 09 أكتوبر 2022م
  • عن التعليقات في قناتنا الاقتصادية كل العرب نازلين بالعشرات دعمنا السوداني الوحيد العلق كان تعليقه
  • مقال قريبنا الطاهر ساتي (( عودة حمدوك ))
  • عودة النظام البائد.. وقوى الثورة في وحل الخلافات
  • "دب جريح"... أي "مخرج" ممكن لبوتين أمام المأزق في أوكرانيا؟ DW
  • الحمد لله على عودة المنبر بعد الانقطاع الذي تعرض له
  • اضراب سوق كوستى
  • مونتي كارلو: عبد الله حمدوك يوافق للعودة كريئيس للوزراء في السودان
  • المهدى/ حمدوك المنتظر

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 09 2022
  • عودة حمدوك لن تنجح اذا.. (٢) كتبه أمل أحمد تبيدي
  • بين جبريل إبراهيم والعقيد القذافي! كتبه أحمد الملك
  • التنادي لإنقاذ الوطن من حرف الجرف الهار: قال الحلفاوي حد يكلم ما في كتبه عبد الله علي إبراهيم
  • نائب رئيس حزب الأمة يطالب بعودة مطاريد الثورة الهاربين، عودةً إيجابيةً! كتبه عثمان محمد حسن
  • خروف بالنية !!.. كتبه عادل هلال
  • العنصريون أخطر أعداء الوطن كتبه محجوب الخليفة
  • في الاحتفاء بمولده نذكر محبة أهل المسيح للرسول ودينه!. كتبه حسن الجزولي
  • (السنابل ) !! صورتك ( الخايف ) عليها !! كتبه جمال الصديق الامام
  • الإنقلاب يخذل الإيغور.. و الخذلان من طبع الكيزان !! كتبه د. حامد برقو عبدالرحمن
  • إن ما يحدث يؤكد ضرورة إنهاء حكم البرهان كتبه د.أمل الكردفاني
  • حميتي يجتمع مع حمدوك سراً في اديس ابابا بمشاركة طحنون بن زايد ومايك هامر ؟ 1/2
  • فقط للعُقلاء ..! كتبه هيثم الفضل
  • قطار الغرب ... ذكريات وتداعيات .. كتبه الياس الغائب
  • الابطال الحقيقين هم من يجعلون العالم جميل من حولنا كتبه حسن عمران
  • تكسير قرارات والي الخرطوم كتبه د.امل الكردفاني
  • كربلاء برؤية جديدة / الحلقة 8 كتبه الشيخ عبد الحافظ البغدادي
  • ودمدني ... مدينة الاحلام (١١) عبق التاريخ وصدي الذكريات سلسلة ذكريات عن مدني الستينات
  • قارون كوشي نوبي سوداني – كتبه عبد الله ماهر