هل اتاك حديث ُ الذٌين دْقسُوا!! خواطر طبيب بلاد العجائب!! عندما اطلقت (اليس) اسم بلاد العجائب على مدينتها المتخيلة تلك’ بالطبع لم تكن تعلم او نمى الي علمها المتواضع و سنها الغضٌ ’ و عقلها الصغير ’بوجود بلاد اخرى كبلادنا المنكوبة ببنيها و اعداءها ’ و مقيميها و مهاجريها’ بجانب نساءها و رجالها’ شيبها و شبابها و مدنييها و عساكرها و جندها و عسسها’ و ايضا صالحيها و طالحيها ’ و تلك هي بلاد الغرائب حقا ً و حقيقةً و هي التي نعيش فيها . فكل شئ فيها مثار خلاف و موضعاً للجدل’ ابتداءً من اسمها و الذي انكر الجميع ان يكون قد اطلقها عليها من مستعمرين و (اولاد بلد)’ و الذي جعل اسماً لمنطقة جغرافية شاسعة ممتدة من الساحل الشرقي لبحر احمر و حتي شواطئ المحيط الاطلنطي و غياهب الغرب الافريقي الحنيذ’ جعلت بلدنا فقط تنال الاسم دون غيرها و دون ان يفتح( زول خشمو) طيلة تلك السنوات! كم هو غريب لشعب يثور و ينتفض علي الكهنوت و تجارة الدين، ثم ياتي مرة اخري بالطاىفية و من يظنون انهم و انهن انصاف الهة، ليقودوا ثورتهم و يتخدثو باسمها، و لسان حالهم يقول: ايها الناس سلاما فانا اليوم زعيم و رئيس ووزير و اماما و قد ولاني الله عليكم انا و بناتي و اولادي من الان و الي يوم القيامة ! كم هو عجيب ان تترك المناصب القيادية لمزدوجي الجنسبة و من اقسموا بالولاء لدول اخري و خدموا في جيوشها و انشدوا نشيد علمها و لعلهم يخفطون تلك الاناشيد اكثر من نشيدنا الوطني، و الذي كان يكفي ان نطلب منهم ترديده، لنعلم حقيقة الامر، و انهم لا بنتمون لهذه الارض الطاهرة الا اسما، و ان الارض احق بمن بعيش فيها و بعمرها و تتساقط قطرات عرقه عليها و يسيل دمه عليها، فهذه الارض لنا و ان كره ذلك لصوص الثورات و تجار الدم. أليس بغريب ان ننؤ بالعطش و الجفاف و اطول انهار افريقيا يجري بين قدمينا و تتناثر الخيران و الاودية و الانهار الموسمية هنا و هناك, كما ياتينا خريف لا يتاخر عن موعده الا قليلاً’ و تمتد اصوات المطر و ينمو الزرع و الضرع’ لنستجدي الخواجات بعد ذلك للسقيا و نستورد الاسماك من دول الجوار و البلطي و العجل يتقافز من حولنا فاغراً لنا فاه و يضحك ملْ شدقيه منا و عبطنا و كأنه يقول: وما طربي لما رأيتك بدعةً لقد كنتُ ارجو أن اراك فاطربُ ما هو العادي في ان يمنحنا الله عزٌ و جل مليون ميل مربع لبضعة عشرات الملايين من البشر ليعيشوا فيها معاُ بسلام و احترام’ و لكن بعد ان غابت شمس العدالة و بدا شبح العنصرية و اوهام الكفر و الايمان ’ و الصراعات المتوهمة ما بين الملائكة و الشياطين’ انقسم الوطن’ و ينشطر اجمل البقاع و تضيع اجمل المدنُ’ و يسطر التاريخ بمداد اسود كالح ’ مكفهر كوجوه اخوان الشياطين الذين اضاعوا بلادنا و مزقوا اوطاننا’ ليكتب ان ملايين السودانيين فشلوا في قبول بعضهم البعض و لم تكفهم مليون ميل مربع ليعيشوا معاً’ لننضم بعدها و بكل خزي و عار لنادي الدول الفاشلة ’ و الامم الساقطة و بامتيازبلا عزاء سوى مقولة شاعر الشعب الوحيد: حلفا و الجنينة نمولي و لا باو كسلا و القطينة نوري و لا واو حاجة ما كويسة كل زول براو اخير سودانا بكرة من سودانا ناو! هل من العادي ان يتم تزييف تاريخنا و مناهجنا و اختزال الكثير من اجل مشروع فاشل لفئة باغية ترأست بتيجان الحق من غير استحقاق و حلت بنا في دار البوار و بئس القرار! هل هنالكم شئ مدهش اكثر من ان تكون لحظة اعلان الاستقلال ’ ان تكون تلك اللحظة هي اول تشوهات الحياة السياسية السودانية و اول بوادر نقض العهود و المواثيق و ادمان التنصل عن مواثيق الشرف و قسم الكرامة و النُبْل’ و بدايةً لانحراف الحياة الحزبية و السياسية و دخول القادة و الائمة و الساسة في سوق نخاسة الوالي و امام الطائفة و راعي الرعية و هلم جرا و جرا . كم هو شاذ ان ينادي زعيم مكث في الحكم ستون عاما مستمرة ’ بضرورة تقديم الشباب للقيادة ’ و مولانا اخر لم يعقد مؤتمرا لحزبه منذ تاسيسه و يرفع شعار حرية الفرد و حكم المؤسسة!! كما انه لم يعد مُستهجناً ان نرى احدهم او احدااهن و هي مع حزب الشجرة اليوم و حزب الجبهة غدا ’ و نراها تهتف بالحرية و السلام الان و ربما شالوم غدا’ فكلو بثمنه ’ و: مافي حاجة ساي كلو عندو دين و كلو عندو راي و الكل يتحدث عن الدين و لا يعلمون ان الدين عند الله حسن الخلق و طيب المعاملة و سمحا اذا باع و اذا اشترى’ و اذا قضى و اذا اقتضى . عزيزتي اليس: نحن من يعيش في بلاد العجائب و الغرائب و المواكب و المصائب و ايضا الضرائب و النوائب و و العصائب و كلو بالقانون!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 29 2022