يشهد معظم الشعب السودانى تفاقم وتبلور مشكلة دارفور حاليا ويريد لها حلا جزريا نهائيا لأنها تهدد كيان الأمن والإستقرار فى السودان كما وضحت الحقيقة الآن ، وتوصل معظم عرب السودان الى أن الحل الجزرى لمشكلة صراع دارفور الإثني بين العرب والفور الزنوج هو الإنفصال فورا لأقليم دارفور عن السودان. وإن حق تقرير المصير بالإنفصال لإقليم دارفور عن السودان هو خير وسلام لأهل السودان العرب ولأهل دارفور الزنوج وهو الحل الأوحد ولآبد منه.
فإن مشكلة دارفور هى مشكلة صراع عنصرى قبلى إثنى محض ويجب ان نعترف به اولا ثم اخرا، فحوالي 80 % من سكان دارفور ينتمون إلى القبائل الإفريقية غير العربية، وإن ظاهرة التفكك الإثني فى اى بلد وتحولها إلى بؤرة للصراع السياسي والاجتماعي والتطاحن الدموي والقتال بين شعبين مختلفين فى الإثنية فمصيرها الأوحد هو الإنفصال حتما بين الفئتين الإثنية المختلفة والمتناحرة ،كما حدث لجنوب السودان، وأن مشكلة الإثنيات فى السودان مرتبطة عضويا بتفكك الوطنية الجامعة لتنوعاتنا العرقية. وأتهم المجتمع الدولى ومنظمات حقوق الإنسان الحكومة السودانية وجيشها البار بفعل جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى لمتمردى دارفورواهلها ، لأن هنالك فرق بين الفئتين فى الإثنية القبلية وإختلاف الجنس وهى قتال بين عرب السودان وزنوج دارفور. وإن إقليم دارفور أحد أكبر الأقاليم في السودان، وهو يقع في غرب السودان، وتبلغ مساحته أكثر من نصف مليون كيلو متر مربع، ويقترب عدد سكانه من ستة ملايين إنسان معظمهم من المسلمين السُّنَّة.
ولقد ظهرت في هذا الإقليم حركات إثنية عنصرية متمردة كثيرة جدا تدعو الى الانفصال عن الكيان السودانى، وكان هذا في فترة التسعينيات من القرن العشرين، ثم تفاقم الوضع، ووصل إلى المحاولات العسكرية للانفصال في سنة 2003، وازداد الوضع اضطرابًا وسوءا مع مرور الوقت الراهن، وأصبحت قضية شعب دارفور مطروحة عالميًّا فى المسائلة : هل ينبغي أن تنفصل دارفور عن السودان؟ أم أنّ بقاءَها كإقليم في داخل الدولة السودانية أمر حتمي؟ كما إن تحديد مصير أهل دارفور الذي يمثل اكثر من 25% من سكان السودان هو امرا مهم جدا فى السودان فى الوقت الراهن.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 84 حركة تمرد مسلحة في منطقة دارفور وحدها.ويرى الباحثون أن تكاثر الحركات المسلحة فى دارفور هو ناتج عن سياسات قديمة سيئة خاطئة فاشلة لقد اتبعها نظام الإخوان المسلمين الجهوى الذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل 2019 وذلك عبر اختراق الحركات الرئيسية وتأجيج الصراعات والنزعات الانفصالية داخلها حتى يسهل احتوائها والسيطرة عليها. وإن انتهاج أسلوب الترضيات لمتمردى الحركات المسلحة فى دافور من طرف الحكومة السودانية وتقسيم المناصب لهم شجع الكثيرين من أبناء دارفور على الانفصال من كياناتهم الأصلية لتكوين فصائل جديدة أو بناء حركات مستقلة ليست ذات وجود كبير على الأرض، لكنها تشكل في الجانب الآخر تهديدا أمنيا للسودان وتعيق مسار السلام لأي جهود لحل نهائي لأزمة الحرب بين العرب والزنوج الدارفوريين.
وأن معظم الحركات المسلحة المتمردة فى دارفور لا تحمل رؤية منهجية محددة لكنها تستغل غياب هيبة وكيان الدولة السودانية لفرض واقع القوة والسيطرة وبسط الأمن في مناطق محددة خصوصا في ظل انتشار أكثر من مليوني قطعة سلاح في منطقة دارفور وحدها. وإن توقيع اتفاقية جوبا بي الحكومة السودانية والحركات المسلحة المتمردة فى دارفور لقد فشل ولن يحقق السلام المستدام فى دارفور لأنه كلما وقعت الحكومة السودانية إتافقية سلام بين حركة مسلحة متمردة فى دارفور فتظهر حركة مسلحة اخرى جديدة فى دارفور ، لذلك ليس هنالك حلا للحرب فى دارفور إلا الإنفصال عن السودان وتقرير مصيرهم وقيام دولة دارفور المستقلة عن السودان.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 21 2022