ماذا لو كانت تحكمنا اليزابيث كتبه عواطف عبداللطيف

ماذا لو كانت تحكمنا اليزابيث كتبه عواطف عبداللطيف


09-18-2022, 08:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1663529070&rn=0


Post: #1
Title: ماذا لو كانت تحكمنا اليزابيث كتبه عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 09-18-2022, 08:24 PM

07:24 PM September, 18 2022

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




بالامس تراصص البشر بتراتيبية وانتظام ببلاد الانجليز لالقاء نظرة الوداع علي جثمانالملكة اليزابيث الثانية بدير وستمنستر، تاركة وراءها إرثا من التقاليد حافظت فيها علىنظام صارم وسلس وابتسامة وأناقة تكملها قبعة جاذبة ماتت ولكن قيمها وارثها ذوالجذور الثابتة لن تتغير . ماذا لو كانت تحكم بلاد السودان والذي غادرته كمستعمرة قبلما يقارب الخمسة وستون عاما ويزيد .. هل كانت عاصمته الخرطوم ترزح وسط نفاياتتتراكم ومشافي تعاني الفاقة وينعدم فيها الانسلين والديتول ..
بالامس ضربت الاجراس في حياة أمة حكمت أمما، واستحكمت بمقدراتها وحينما غادرتمستعمراتها لم ينحنى ظهرها بل لم تغب عنها الشمس المشرقة ولا عاف الناس ضبابها فهي واجهة للسياحة والعمل والهجرات ولتلقي العلم والاستشفاء وفي زيارتها للسودانأواسط الستينيات، وثق المحجوب رئيس الوزراء لزيارتها في مذكراته، موضحا أنهاضحكت ضحكة واضحة، عندما قال لها أحد أعضاء الحكومة الانتقالية د. التجاني الماحيمعرفا نفسه بأنه من حزب جلالتها … يا ترى هل كانت تعلم انه ومنذ مغادرة جنودهالارض السمر ان ذلك المشروع الاخضر بالجزيرة والذي مثل في ذلك الزمان اقوى اقتصادياتالدول قد انهار تماما .. لا بل ان سكك الحديد التي تمثل شريان الحياة كادت تضمر وتموتوقد خلعت أرجل عرباتها ونهبت غالبية سكك مساراتها ..
ماذا يا ترى ان كان السودان ما زال مستعمرا والذي تقول الحكايات ان مع إليزابيث الثانيةلبست الشرطيات البريطانيات الحجاب، واعتمر السيخ عمائمهم ...في تماذج وانسجاموتوافق رصين ووفق الانظمة والقانون
إنها الخلطة الإنجليزية المعتقة، والفلسفة العملية، والتفكير الدقيق، والتنفيذ المحكم،والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى والذي لم يبقى منه اي بنود في مستعمرتها التيانفكت من قيدها وتحكمها .. ان الملكية البريطانية التي واجهت الحقوق المدنيةبالاستجابة لها مع الماجنا كرتا (Magna Carta)، عادت وواجهت الإصلاح الديني،باحتوائه فغدا الملك رأس الكنيسة، والدولة معا،هل تعلم مليكتنا السابقة والتي رزحت علياكتافنا وسلبتنا حريتنا ان ذهب السودان بات مستهدفا وثرواته نهبت وارثه تمزق اربااربا .. ماذا كان سيكون ان كانت الخرطوم منذ ان غادرها المستعمر قد حافظت علي التوازن، والدقة، التخطيط، والتنفيذ، وكل تلك الخلطة البريطانية الرصينة التي اورثها لهاالمستعمر الذي لم يترك خلفه لا تطرف، ولا عنصرية ولا كراهية ، ولا قسوة، ولا ذمم ضيقةومهما يكن حجم ما يرتكب فالمهم ان تبقى الأيدي نظيفة.. أين يا ترى الايادي النظيفة .. هلكانت الملكة تعلم ان مستعمرتها السابقة لا أيادي نظيفة بها اليوم وان تلك البلاد باتمواطنها يتوجع ويتوجع .. بل غشاه الجوع والعطش ايضا ..وأنهره تدفقت وفاضت .. ومنازل سكانه تدمرت وفقد ارواحا برئية كانت تشرئب باعناقها للغد المشرق الذي سودهحكامهم ..
صحيح يمكننا ان نقول ان آثار الاستعمار لا يمكن محوها، وإن كان يمكن ترميمها بكلمةمن صاحبة الجلالة ذات المكانة والاحترام التي تعد مخالفتها في ثقافة الإنجليز أمراعظيما… نعم، كان يمكنها رفض شن الحرب هنا ومداواة آثارها هناك؛ لكنها أبقت الأمر بيدرئيس وزراء جلالتها لتحافظ على تقاليد الملكية ويبتلى هو بتبعات السياسة التي ابتليتبها مستعمراتها المنفكة من قيودها ..
إليزابيث الثانية، حكاية ملكة، وأُم وايقونة شاهدت نشأة دول في عمرها المديد، وسقوطالدول ذاتها، رأت الحروب تندلع، وتنتهي، والأيديولوجيات تنشأ، وتدمر وتزول لكنها لمتتدخل طالما جنودها غادوا مستعمراتها وتركتها لمواطنيها اللذين بذاتهم باتوا ينخرونفي حقوق اهلهم وذويهم .. بل انها رأت العائلة المالكة البريطانية ذاتها تواجه المشاكلوالمشاكسات والانتقادات لكنها لم تتدخل لانها احتفظت برباط جاشها وسريان قوانينها .. اليزابيث عاصرت التقنية الحديثة تغزو العالم، وتغير المفاهيم والقيم وهي تبتسم، ولاتتدخل كثيرا كما يتحدث ويتشاكس من يطلقون علي انفسهم قادة وحكام ورؤساء احزابوطوائف وصوفية وجنجويد ومقطوعي الطاري .. انها فقط ، معتمرة قبعتها الانيقة ذاتالالوان الفاقعة ومحتفظة بأناقتها وعطرها الياسميني ..
لانها ارادت ان تكون غير مستعمرة لسودان لا قوس له ولا قارب ينقذه مما اوقعه به أبناءهليبدأ عهدا جديدا … وها هو الرئيس البرهان يغادر لتمام العدد للعزاء أبى من أبى ورضىمن رضى ولك الله يا سودان .
عواطف عبداللطيف
[email protected]
--
Awatif Abdelatif



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 16 2022
  • عقب توقيف العاجب.. التحالف المهني يرفض محاكمة الصحفيين وفق قانون جرائم المعلوماتية

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق September, 18 2022
  • وحدة قوى الثورة بين الحقيقة و التضليل .. (٢) عبدالخالق محمد بابكر
  • لأول مرة العثور على حجارة السجيل التى عذب الله بها قوم لوط وأصحاب الفيل ..
  • عبـد الله عثمـان فى مقــام إبراهيــم
  • رحيل الاخت بثينة محمد نصر والدة سيد احمد وسامر ابناء الفنان الراحل مصطفى سيد احمد
  • السروري إخونجي محمد عبد الكريم يهاجم نظام الحكم في بلاد الحرمين من قناة طيبة
  • النساء (الفتوات) في بلاد العم سام!!
  • كنت متيقنا بنهايتهم المحتومة!
  • هيئة علماء السودان تهدد بمقاومة مسودة الدستور الانتقالي بالقوة
  • رباعية الخلق
  • السودانيون في مصر حدو وين ؟؟ ( منقول من قروبات دنقلا)
  • نداء عاجل بعدم السماح لمجرم الحرب القاتل عبدالفتاح البرهان بدخول امريكا
  • مجموعة ترتدي الكدمول اقتحمت منزل مواطن في الدامر
  • πرفقا، و إياك و سفه أحلام المسنين£
  • موقف قحت من التظاهرات
  • الرِدّة الكاملة و هزيمة الثورة تفتح آفاق حل سياسي جديد.
  • قبل تزح المؤسسة العسكرية !!يا قحاتي بعاتي
  • مافي امكانية في السودان لتصنيع محلي زي ده!
  • جبريل إبراهيم يحذر من القبول بالمجلس الأعلى للجيش ويشبهه بمجلس الإنقلاب
  • من يملك القرار في ازمتنا السياسية الجميع في ضلال يعمهون#
  • البرهان .. سفري السبب لي أزاي !!

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 18 2022
  • وهم تسليم السلطة للمدنيين كتبه تاج السر عثمان
  • النُصرة بمُجرَّد الحِياد ..! كتبه هيثم الفضل
  • قيادة جيش سودان اليوم أسوأ مٓنْ ولدتهم أمهات السودان، إطلاقاً! كتبه عثمان محمد حسن
  • الأغلبية المهمشة كتبه الطيب الزين
  • ساعة الصفر النظام يترنح الان يبحث عن كتبه امل أحمد تبيدي
  • الحزب الجديد ! كتبه زهير السراج
  • رداً علي تعليق مدير مكتب فكي جبرين الاخ سليمان عبدالله كتبه خليل محمد سليمان
  • طفل العاصفة و التعايش المجتمعي والبيئي كتبه نورالدين مدني
  • حكومة إنتقالية.... جاري البحث ! كتبه ياسر الفادني
  • بعيداً عن السياسة حنيناً في عشق الوطن قصة قصيرة: الكَرَبَة... بقلم : عمر الحويج
  • القوى التقليدية و الشيوعي و أختراق الأزمة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن