الفيلم الهندي من شهرته كموضوع يبدأ بالمأساة فالغناء رقصاً طريقاً حتى بهجة الإنتقام الموحش صار رمزية معروفة أقلها في عالمنا نحن! فنقول "عامل لينا فلم هندي" و نعني بها طول القصة و خزعبلات المضمون..! و كذلك الحال مع البرهان. *
إلى الأخبار و الخلاصة "ضآلة المؤمن": كم من جيش في اليمن؟ و ليبيا كم لها؟ و سوريا ما أخبار أنفاس النظام و أحداث الحرب فيها؟ لنقف هنا و نحن نرى -جميعاً- "مليشيّات السودان المسلّحة"! فيتصاعد إلى الأذهان سؤال "مُباح" هو :هل كانت قوّات الشعب المسلّحة هي "جيش الشمال" وحده؟!! *
في السودان "الغرب" يضج بحركاته و عصاباته و مليشيّاته المُسلّحه و "الشرق" كذاك فيه مثلها و قبلهما "الجنوب" كان له سبق تكوين "جيش" أو جيوش ثم انفصل عنا أو "هكذا!"! سنوات حكم الإخوان المسلمين للسودان أشعلت نيران فتن القبليّة و العنصريّة و الدينيّة في السودان كله و كأنهم "الكيزان" لم يفهموا الدين الرسالة الذي لطالما رفعوه شعارات فصلوها لهم و عليهم وحدهم! أبالسة ما بعد "مفاصلة رمضان" ظنوا بعد خروجهم على شيخهم أن الدنيا صارت ملك لهم و أنهم الأقدر على حكم السودان و حتى القيامة! تصريحات "نافع" و "طه" و "الجاز" و غيرهم من صقور الإنقاذ مُصوّرة مُؤثقة مُسجّلة. و التاريخ كتاب مفتوح أمام الجميع. و ختم آيات الإنقاذ خادمهم "عمر" ببدعة الجنجويد التي اختصَّها له لتحميه دون الجيش فانقلبوا عليه! *
حتى الأحزاب العقائديّة الدينيّة كان لها في السودان -الدولة- جيوشاً كحزب الأمة! و من لم يسعفه حظه تملك داخل الجيش أذرعاً ضباطاً -الشيوعي و الإخوان و البعث كمثال-! الحديث المشروع هنا إن تحدثنا بمنطق "الأقاليم" أن لماذا ظل شمال السودان بلا حركة "مُسلّحة" فيه أو مليشيّات خاصة به؟! و إن أنصفنا الوصف لماذا لم يحتاج الشمال إلى تكوين مثل تلكم العصب المُنشقة "المُتمرّدة" المسلّحة و الشمال كباقي أقاليم السودان فيه ما فيه من تغاير الحال و الأحوال؟ ليتبعه السؤال أن من ظنّ أن قوّات الشعب المسلّحة هي تخُص الشمال وحده؟! و تخدمه وحده و تضم أهله وحده؟! *
ثلاثون عام حكم فيها نظام ثورة الإنقاذ الإخواني الإسلامي السودان فماذا كانت المُحصِّلَة؟! أليس الأعمال بخواتيمها؟! و أين هم اليوم منا "مُفكري" و "مُنظري" ذاك النظام -من ظل منهم حيّاً- و المخططين لسياساته و تشريعاته في مختلف نواحي الحياة التي أنتجت كل تلك الحركات و المليشيات و الأوضاع و المصائب التي يُعاني منها السودان الشعب و الجيش و الأرض؟! *
حركات سلام "جوبا" الشمّاعة لديها و "صك الغفران" عندها في مشاركتها إنقلاب حميدتي و البرهان و استمرارها فيه هو أنها جاءت إلى السلطة بقوة "ضراعها" و سلاحها! تلك الحركات تنسى أنها لولا مشيئة الله أولاً ثم ثورة هذا الشعب الكريم العفيف الأبي و دماء و أرواح الشهداء الكرام من خيرة شبابه و بناته لما كان لها -تلك الحركات- أن تقرب أبعد ارتكاز لقوّات الشعب المسلّحة دعك عن الحلم بالمشاركة في السلطة! طريقهم الوحيد الذي عرفوه و جربوه إليها -السلطة- "زرافات و وحدانا" كان مشاركتهم و خضوعهم لنظام الإخوان من القتلة بإتفاقيات سلام بأسماء رنانة لها إيقاع ملّونة! ثم يذهبون مُغاضبين لعُمر!! *
عسكر مرحلة ما بعد الثورة أرسلوا حميدتي بل تخيَّروه من بينهم -لا ندري لماذا و على ماذا و كيف؟- ليُفاوض حركات التمرّد -سابقاً- و الكفاح المسلّح -حالياً- فكانت تلك الإتفاقية و ما فيها من خلل كارثي جلي أمني و عسكري و "مجتمعي"؟! و أكوام حراك قوى الحرية و التغير كانوا شهوداً على تلك المصيبة و مشاركين "أساساً" فيها! فالضعف الذي كان منهجاً لهم "كالتقيّة" خلال أيامهم في شراكة السلطة مع العسكر أصاب السودان في أكثر من مقتل! و ضعف شخصية رئيس الوزراء "المُختار" في اتخاذه لأي قرار بمعزل عن مجلسي العسكر و المدني و كل تلك القوى جعله -و إحترامنا له و للمثل ذاته- كالأطرش في الزفة! فسقط السودان الشعب الجيش فالدولة في دوامة صراع عنيف نهايته الحتمية هي التشظِّي بكل معنى الكلمة. فالسودان ليس بأفضل حالاً من ليبيا و لا بأسعد من اليمن و لا له كعلاقات سوريا! *
و قد "رقص" البرهان على دماء الشعب في مأساته مع الجيش فمتى النهاية!
الله في؛ و أبشر يا شهيد
محمد حسن مصطفى عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 20 202