كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: عن والدي موسى البشاري الذي رحل سوف اكتب (Re: Moutassim Elharith)
|
الاستاذ والمحاضر والفنان والتشكيلي والنحات كل هذه الصفات والالقاب يحملها والدي
موسى البشاري محمد ابراهيم
ولد في مدينة برام بولاية جنوب دار فور كل وثائقه الرسمية تقول انه رأى النور للمرة الاولى في العام 1945 ولد دون أن يرى ابيه فعاش حياته يتيما حيث تولى اخوه الاكبر عباس البشاري تربيته ورعايته عما المرحوم عباس البشاري كان ممرضا ومن المتعلمين في ذلك الزمان بعد وفاة جدنا جمع اخوته وراهن على تربيتهم وتعليمهم تلقى والدي تعليمه الاولي والاوسط في مدينة برام تم ترشيحه للدراسة بمدرسة الفاشر الثانوية وقد كانت هي المدرسة الثانوية الوحيدة بولايات دارفور الثلاث ولا يدخلها الا المتميزون من امثاله. حجز لنفسه مكانا فيها امتحن فيها للشهادة السودانية واحرز الدرجات التي تؤهله لدخول احدي الجامعات السودانية اصطدمت احلامه بقلة الامكانيات ورد الجميل لمن ساندوه في اكمال تعليمه سبقه في مجال التعليم اخيه الشقيق هارون البشاري والذي كان يعمل معلما بمدينة الردوم التي تقع على تخوم بحر العرب مع حدود جنوب السودان سابقا ودولة جنوب السودان حاليا. فعمل معلما متدربا رفقة اخيه الشقيق هارون البشاري عليه رحمة الله الذي كان يصرفه عليه وعلى تعليمه بمدرسة الفاشر الثانوية. لم يرد ارهاقه اكثر من ذلك فقرر ان يؤجل مسألة التحاقه بالجامعة حتى لا يحمله فوق طاقته عملا سويا لفترة من الزمن كمعملين ومن عائد الرواتب التي كانا يتقاضانه ساعد اخيه الشقيق في اكمال نصف دينه كل هذا وطموحه للدراسه ونيل درجة البكالريوس وما بعده لم يبارح مخيلته انتدب للدراسة في معهد التربية بالدلنج الذي كان احد المعاهد التي تؤهل المعلمين للقيام بواجبهم نال درجة الدبلوم في التربية. بالرغم من ذلك لم يكن هذا يوازي حلمه وطموحه في نيل درجة البكالريوس بعد تخرجه من معهد التربية بالدلنج اصبح يعد العدة للقادم ... تزوج والدتي وعمل مديرا لمدرسة قريضة الابتدائية قريضة هذه شهدت ميلادي وخروجي للحياة عمل الوالد لمدة سنة في مدرسة قريضة الابتدائية ثم مدرسة نيالا الشمالية بنين ثم تم نقله الى منطقة فوراوية بشمال دار فور وهناك درس لمدة عامين اذكر من تلاميذه جبريل ابراهيم خليل ابراهيم ومني اركو مناوي
حينها كنته في السادسة من عمري ولي مع مني اركو قصة في اول يوم لوصول والدي للمدرسة اقيم له حفل استقبال كبير بواسطة العاملين هناك بالمدرسة كنا اطفالا فدفعني مني بشلاقته في احدى حوائط المدرسة فشق رأسي وتخضبت ملابسي بالدماء يومها نال مني اركو عقابا صارما حيث تناوب المعلمين على جلده بسبب تسببه في فلقي (فلعني) في راسي وعلى فكرة لا زالت اثار هذه الفلقة موجودة برأسي يعني عادي ممكن اشتكي مني هذه الايام واطالبه بتعويض.
قبل ان اختم هذه المداخلة تمتع الوالد عليه رحمة الله بموهبه الرسم والنحت والقراءة والاطلاع اما الرسم والنحت فقد اصبح من جيل العمالقة في هذا المجال كما ساحكي لكم لاحقا وحتى وقت قريب جدا كانت منحوتاته صامدة في مدخل كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا او معهد الكليات التكنولوجية سابقا له جدارية عملاقه اسماها خيول جامحة في دار اساتذة كلية الفنون لا زالت حتى وقت قريب صامدة ويذكرها الكثير من طلابه الذين درسهم في الكلية وفي قصر الشباب والاطفال وفي معهد التربية بخت الرضا كان مشاركا فاعلا برسوماته في مجلة الصبيان رفقة الفنان شرحبيل احمد واخرين كانت منحوتاته ايضا في شركة باتا وكانوا يستخدمونها كمودل لعرض منتجاتهم
اما القراءة والاطلاع كانت جزءا من حياته ولهذا وانا في سن مبكرة من العمر قرأت وشاهدت العديد من الكتب اذكر منها الوجودية مذهب انساني للكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر
وغيرها من الكتب القيمة ...
سوف افصل اكتر لاحقا ..
فمثله يجب ان يؤرخ له ليس لأنه ابي
........ يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|