بعد إعلان نتيجة إستفتاء جنوب السودان، قد إجتمع المكتب السياسي للحركة الشعبية وقرر فك الإرتباط السياسي والعسكري بين الشمال والجنوب، وعليه قد تولى الرفاق مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وياسر عرمان قيادة الحركة بالسودان، وحسب الأقدمية مالك رئيساً وعبدالعزيز الحلو نائبا للرئيس وياسر أميناً عاماً. وبعد إعلان القيادة الثلاثية التي أطلقت على نفسها لاحقاً إسم القيادة التنفيذية، إستبشرنا خيرا وتوقعنا أن تتحرك القيادة بالسرعة المطلوبة وتنظم الحركة الشعبية لتحرير السودان عبر مؤتمرات قاعدية تنتهي بمؤتمر عام تنتج عنه قيادة سياسية وتنفيذية وهيكلة مكتملة تستطيع مواجهة كل التحديات التي تظهر بعد إعلان إنفصال جنوب السودان يوم 9.7.2011. ولتحقيق ذلك الحلم الواقعي تحرك وفد من الخرطوم إلى الدمازين بمشاركة قيادات من بعض الولايات على سبيل المثال ولاية القضارف وولاية البحر الأحمر وولاية نهر النيل وولاية النيل الأبيض، وقد اجتمع الوفد بالرفيق القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية وقدم مقترحا تنظيميا عبر خمس لجان لتنجز هذه اللجان عملية التنظيم في أسرع وقت أي قبل إعلان الإنفصال. لكن القيادة التنفيذية المكونة من الرئيس ونائبه والأمين العام لم تهتم بعملية التنظيم بل وضعت دستور الحركة جانباً وقامت بحل مجلس التحرير والمكتب السياسي وتعديل إسم الحركة بإضافة ( شمال ) وتغيير إسم المكتب السياسي للمجلس القيادي وتعيين عدد ١١ عضو وأكدت تعيين أعضاء آخرين لاحقاً ليكون عدد أعضاء المجلس القيادي ١٩ عضواً، ثم عينت القيادة التنفيذية مجلسي تحرير إقليمي جنوب كردفان. جبال النوبة والنيل الأزرق فقط. والمجلس القيادي لم يضطلع بأي دور جوهري منذ تكوينه لأن القيادة التنفيذية وحدها ظلت تدير الحركة الشعبية وتتخذ أهم القرارات متجاوزة سلطات الدستور والمؤتمر العام والدليل على ذلك تعديل إسم الحركة وتغيير إسم المكتب السياسي، ومعلوم أن حل مجلس التحرير يعني عدم وجود مرجعية أو سلطة إستئناف أو جهاز تشريعي ورقابي للحركة، لذلك عندما اجتمع مجلس تحرير إقليم جنوب كردفان. جبال النوبة لم يوصي لمجلس التحرير القومي لأنه محلول بل قرر سحب الثقة من الأمين العام ياسر عرمان وعندما حاول رئيس الحركة إبطال مفعول القرار بقرارات أخرى، قد إجتمع مجلس تحرير إقليم النيل الأزرق وسحب الثقة من الرئيس، وبالتالي فإن الذين عملوا لحل مجلس التحرير القومي دون سلطات دستورية وجدوا أنفسهم أول المتضررين من ذلك القرار، ولم يجدوا بدأ سوى البحث عن كيفية حفظ ماء الوجه بذلك الإنقسام المشئوم الذي ضرب جسد الحركة المنهك بغياب الهيكلة والمؤسسية واحترام الدستور، ذلك الذي أجبرنا لاتخاذ قرارات شجاعة برفض الإنشقاق والعودة للمؤسسية بعودة إسم الحركة غير المعدل وإسم المكتب السياسي، رغم أننا لم نتمتع بالأقدمية المماثلة للقيادة التأريخية الثلاثية التنفيذية المنقسمة، لأن القسم الذي أديناه حين التحقنا بالحركة الشعبية والجيش الشعبي يحتم علينا صون دستور الحركة واحترام المؤسسية، ثم أن الحركة الشعبية رؤية تستند على مبادئ وقيم وأهداف وليست أشخاص فالأشخاص زائلون وتبقى الرؤية والدليل على ذلك نحن اليوم نفقد قائد ومؤسس الحركة العظيم المفكر د. جون قرنق لكن رؤيتها باقية وهي الهدف الإستراتيجي الذي نعمل لتحقيقه. الآن هنالك بوادر إنقسام بين قائدين ظلا قريبين من بعضهما ودعم كل منهما الآخر في كل مراحل النضال ولم يختلفا من قبل وهما الرفيق القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان. شمال والرفيق القائد ياسر عرمان، نائب رئيس الحركة، مما يؤكد أنه يمثل فشل القيادات التأريخية للحركة الشعبية خاصة جناح مالك عقار الذي تعرض لثلاثة انقسامات منذ توقيع اتفاقية سلام جوبا 3 أكتوبر 2020م، وهي انشقاق مجموعة الأمين العام إسماعيل خميس جلاب وإنشقاق مجموعة القوات خارج المنطقتين بقيادة عمر السيد والإنشقاق الحالي بخروج مجموعة نائب الرئيس ياسر سعيد عرمان. بعد هذا السرد الطويل للأحداث المتسارعة داخل الحركة الشعبية والجيش الشعبي نود أن نؤكد الآتي:- أولاً: عدم إستقرار أي تنظيم سياسي كان أم ثوري دون إحترام الدستور والمؤسسية وما قامت به القيادة التنفيذية من حل لمجلس التحرير القومي وتعديل لإسم الحركة وتغيير لاسم المكتب السياسي كان مدخلاً منطقيا للأزمة التي تعيشها الحركة حتى اللحظة. ثانياً: نؤكد أن السلطة التي تصل إليها بالشرعية الثورية واتفاق سلام سوف تنتهي بأجلها وتصبح عملية الانتخابات هي المعيار الوحيد لتقلد أي منصب وبالتالي فإن أثر هذه الإنشقاقات قد تظهر في الإنتخابات القادمة وعندها حيث لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب. ثالثاً: ندين بشدة صمت أغلبية عضوية الحركة الشعبية التي ظلت رغم مناشداتنا المتكررة تغض الطرف عن تجاوزات القيادة التنفيذية قبل الإنقسام الأول وعند الإنقسام وبعد الإنقسامات المتتالية بإستثناء محاولات قيادات الحركة الشعبية من أبناء دارفور الذين خاطبوا القيادة التنفيذية عندما لاح بوادر الإنقسام الأول ليثنوها عن شق الحركة دون جدوى. رابعاً: على عضوية الحركة أن تختار ما بين الأشخاص الذين يعملون لتدمير الحركة، والرؤية التي تصون الحركة وتحميها من الإنقسامات والتشرذم. خامساً: أنسب تعبير توصل إليه القائدان مالك وياسر هو الإنقسام الودي بعيدا عن الإدانة والتخوين المتبادل لأن ما يقوله أحدهما ضد الآخر مردود إليه بل حتى الذي قيل في الإنقسامات الفائتة مردود لكل قائل. لابد أن تتحمل كل القيادة التأريخية وزر إضعاف الحركة بشجاعة لتستطيع إجراء إصلاحات حقيقية تعيد للحركة مجدها. رسالة أخيرة للقيادة التنفيذية الأولى: لأجل السودان ولأجل شهداء الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وكل شهداء بلدنا، عودوا إلى رشدكم وتعالوا دون تعالي لنعيد وحدة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ونعيد قوتنا بوحدة جماهيرنا، هذه وحدها ستجعلنا نحكم السودان عبر صناديق الإقتراع وإلا فالتتحملوا مسئوليتكم عن ضياع الحركة الشعبية لتحرير السودان. د. محمد مصطفى محمد فضل رئيس الحركة 20.8.2022 [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 19 202
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة