الشخصية السودانية اللا هدف ونظرية الفرصة

الشخصية السودانية اللا هدف ونظرية الفرصة


01-25-2022, 11:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1643105138&rn=0


Post: #1
Title: الشخصية السودانية اللا هدف ونظرية الفرصة
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-25-2022, 11:05 AM

10:05 AM January, 25 2022

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




في علم الجريمة، هناك نظريات عديدة تمثل تحديداً الذهنية التي تسيطر على الشخصية السودانية. من ضمن ذلك أن السوداني -في كل المستويات- غير مُحدد الأهداف. وأقول في كل المستويات لأنه حتى على مستوى لقاءات المسؤوليين السودانيين مع الأجانب لا يتحركون من خلال أهداف محددة. دعونا مثلاً ناخذ السلوك الدبلوماسي للوفد السوداني في قضية سد النهضة، إنه في الواقع سلوك بلا هدف. وقس على ذلك في كل شيء آخر. لذلك فإنني حين أتلقى اتصالات من شخصيات سياسية، لا أعرف هدفها بالتحديد. إنهم يتصلون بك لتحدد أنت لهم الهدف: سأفعل وسافعل..الخ. وهذا شيء أستهجنه بشدة، فأنا أولاً لست ملزماً بتحديد أهداف الآخرين ثم أنني أيضاً لست لاعب سيرك. أنا أريد أن أعرف من خلال حواري معك الهدف المحدد من ذلك الحوار. وبالتحديد: (ماذا تريد؟).
تعاني الشخصية السوداني من عدم تحديد الأهداف وتتحرك في إطار نظريات الجريمة مثل نظرية البحث عن الطعام ونظرية الفرصة. وهي نظريات تعبر عما يسمى بالجريمة الظرفية، إذ أن المجرم يخرج من منزله بغير هدف محدد، لكنه يبحث عن الطعام (أي سرقة شيء ما)، ويهيم على وجهه حتى يجد فرصة ما تظهر أمامه فجأة فيقتنصها ويقترف الجريمة، أو لا يجد فيعود إلى مأواه. تساعد نظريات الجريمة في ما يسمى ب(منع) الجريمة وليس مكافحتها، عبر سد مؤسسات إنفاذ القانون لتلك الفرص. ويمكننا بتأمل بسيط أن نسقط تلك النظريات على الشخصية السودانية التي تظل طوال حياتها بلا هدف محدد تعمل من أجله، ولكنها تهيم في رحلة بحثها عن الطعام عبر اقتناص الفرص. ليس على المستوى السياسي بل حتى على المستوى الثقافي والرياضي والاجتماعي والآيدولوجي الجماعي والفردي. الشخصية السودانية بالتالي لا تتحمل (المنهجية) كما لا تتحمل النظامية، إنها شخصية عبثية في المقام الأول، ولا تنظم عقلها إلا في إطار ضيق هو حماية الفرصة المقتنصة (داري على شمعتك تقيد). وهنا تصبح شخصية دفاعية، حذرة، وأحياناً عنيفة (عندما تمتلك السلطة والسلاح). تماماً كما تفعل الضباع التي تهرول حاملة فريستها بين شدقيها لتحميها من الحيوانات المفترسة الأخرى.
نتاجاً لانعدام الهدف، فإنه لا يمكن للشخصية السودانية أن تبني مؤسسات ذات مستقبل، إنها في الواقع تعمد إلى بناء مؤسسات صورية ظرفية لغرض واحد سريع الإنجاز، فمثلاً هناك عشرات الآلاف من الشركات. في الحقيقة إن عدد الشركات الحقيقية والتي تعمل بناء على منظومة مستقرة تعد على أصابع اليد. وفي الحقيقة أيضاً، فإن ما يحول دون بناء مؤسسات ذات أهداف مستقبلية، هو أن القوى المسيطرة على المال والسلاح (مقتنصة الفرصة) ستحول دون منح الصغار فرصاً معها. بل ستعمل هي بدورها وفق نمط دفاعي شرس وحقود.
يقول مثل سوداني (أخد واندم ما تابا وتندم). هذا المثل يلغي تماماً أي موقف آيدولوجي صارم أو عقيدة راسخة ويحيل إلى تجاوز كل شيء من أجل اقتناص الفرص، في ذات السياق، سنجد (أكلو تورم وأدو غيرم) التي قالها المرحوم الصادق المهدي لأنصاره في انتخابات ٢٠١٠. التي شاركت فيها الاحزاب السياسية بممثليها. وهو مثل يعبر عن حذاقة سياسية، لكنه في الواقع يهدم الصلادة المعتقدية، وينقل المرء من مناضل إلى كائن خسيس ودنيئ وبلا مبدأ. مع ذلك فإن هذا المثل يعبر بالفعل عن أشواق كل شخص مناصر لتوجه سياسي معين، لأن الشخصية السودانية لا تميل إلى الصلادة ولا تستطيع مقاومة الفرص، وهذا ما حدث بالفعل حينما طالب المرحوم الصادق بعض وزراء حزبه التنحي من الوزارات فرفضوا.
فكما أسلفت فإن الإنسان السوداني هو باحث عن الطعام في رحلة طويلة تعتمد على اقتناص الفرص، لذلك فهو شخصية لحظية وظرفية، ولا يمكن الاعتماد عليها في بناء دولة مؤسسات، ليس دولة، بل حتى بناء مؤسسات تجارية ومالية طويلة الأجل.


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/24/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/24/2022



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/24/2022