إنتصرنا في شيكان في ساعة واحدة وإنهزمنا في كرري في ساعتين فأين العبرة المستقاة لإستشراف النصر في ثورتنا الحالية ضد الإحتلال الجنجويدي إن من يعتقد أن مايحدث حالياً هو شيئاً مختلفاً عن الغزو البريطاني للسودان سابقاً في ثوب جديد من جنود المحاميد الغزاة وآل دقلو العملاء لمصر والأمارات وإسرائيل وروسيا فهو واهم ، وإن من ينتظر أن تنحسر قوة القمع الحالي والقتل المتعمد والإعتقالات لشباب لجان المقاومة ، فهو مثل الذي ينتظر حضور آخرين لإخماد النار التي يذداد إشتعالها في بيته ، لقد قال العالم ماعنده من شجب وتنديد وتهديد مزيف ، وأملي مصالحه التي يريدها من فوق ومن تحت الطاوله ، وكذلك قال البرهان ماعنده من إصرار علي إستعمارنا وهو خاضع زليل مهزوم ومأمور من قبل آل دقلو، ونقول لأنفسنا ( الأصبع الواحد لا يغطي الوجه) ، لن يستطيع شعباً أعزلاً أن يهزم جنوداً مدججة بالسلاح المتطور مهما كانت شجاعتهم ، فشعبنا الآن شبيه بموقف الأسود الضارية التي خاضت معركة كرري ، بل هم الآن أقل منهم إستعداداً للمعركة ، معلوم للجميع أن معركة كرري المشهورة بين قوات المهدية والقوات البريطانية الغازية تدعمها قوات مصرية ، وقعت في شمال امدرمان ، وكانت المعركة في صبيحة 2 سبتمبر 1898م بين قوات المهدية السودانية والقوات البريطانية مع مساندة قوات مصرية في كرري شمال أم درمان عاصمة الدولة المهدية ، وكان قوام القوات المهدية 60 ألف جندي وتعداد الجيش الإنجليزي المصري حوالي 6 آلاف جندي مسلحين بالمدافع الرشاشة بالمدافع الأوتوماتكية الحديثة تدعمهم البواخر الحربية. بدأت المعركة في الساعة السادسة صباحا وشن الأنصار هجوما شاملا على القوات المحتلة ولم يستطيع اي جندي سوداني الوصول لمعسكر الغزاة وذلك لكثافة النيران. وفي تمام الساعة الثامنة صباحا أي بعد ساعتين من بداية المعركة أمر كتشنر بوقف إطلاق النار بعد سقوط أكثر من 18 ألف قتيل من الأنصار إضافة إلى أكثر من 30 الف جريح. وانتهت المعركة بانسحاب الأنصار إلى غرب السودان ودخول كتشنر أم درمان عاصمة الدولة المهدية . كان أجدادنا الأشاوس وقتها عشرة أضعاف العدو ، فإن لم يكونوا أكثر جسارة ، فهم في نفس جسارة لجان المقاومة الأبطال الحالية، كان العدو تدعمه نفس قوي الشر الفرعونية (فمَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ)، لم تنفعنا الشجاعة والجسارة ولم ننال من العدو شيئاً ، التاريخ يعيد نفسه في الإعتماد علي الشجاعة وإغفال الإستعدادات والتكتيك والحكمة في إدارة المعركة التي كانت نتيجتها الهزيمة الغير مبررة لشجاعة نادرة ، وإقدام منقطع النظير. حتي قال عنهم "ونستون تشرشل" في كتابه حرب النهر قبل أن يصير رئيس وزراء بريطانيا والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في معركة (كرري وشيكان) وكان هو برتبة ملازم ومراسل حربي قال عن جدودنا ، (أشجع من مشي علي وجه الأرض لم نهزمهم ولكن الآلة الحربية حصدتهم. وصلنا لدرجة الكمال للجيش ولكنهم فاقوا حد الكمال) .نعم "هذا الشبل من ذاك العرين" . وللمقارنة أنظر ماذا فعلنا قبل ذلك في 5 نوفمبرمن عام 1883 عندما اتجه جيش هكس باشا المكون من 15000 جندي إلى الوادي بالقرب من منطقة شيكان ، وعند شجرة البروجي الشهيرة حاصر جنودنا جيش هكس من الجهات الأربع، وافترس جيش المهدي قوات هكس ولم تمضِ ساعة حتى قُتل هكس باشا وخيرة ضباطه وأركان حربه وآلاف الجنود ولم ينجو إلا 300 جندي فقط كانوا يختبئون تحت جثث الموتي وأُسروا جميعاً إلا جنديين فقط استطاع واحد منهما الفرار إلى مصر والثاني مات بعد مدة في كردفان، إذاً المطلوب أكثر بكثير من الشجاعة ، وهو ضروريات التسليح والعتاد لكسب المعارك ، فماذا فعلنا لذلك؟؟؟ سؤالي هذا للسادة أعضاء وقيادات قوي الحرية والتغيير المركزية ، صحيح ليس الوقت للملامة ولكن لأخذ العبر من التجربة للفائدة ، لا شك في أنكم كنتم سبباً رئيساً في ضياع الثورة وفي ضياع كل الزخم والتعاطف الأممي الذي وجدناه والغير سبوق لأي دولة بالعالم ، وذلك بسبب إنعدام الجاهزية والرؤيا الثاقبة والتعقل المدفوع بالوطنية الخالصة التي لايشوبها تفكير مصلحي فكان ذلك سبباً قوياً للفرقة والشتات إستثمرته قوي الردة الكيزانية باللجنة الأمنية وبعضويتها المهزومة المتخفية التي رأت الضعف والهوان فخرجت تجمع صفوفها وتشق صفوفكم الهزيلة ، لقد كنتم سبباً بلا منازع في فقدان الجولة الأولي ، ونقول "خسرنا معركة ولم نخسر الحرب"، إن هذا الوطن العزيز زاخر بالرجال من قدامي المحاربين ، وكبار العقلاء ورجال الفكر الثاقب ، ويحتاج الآن الآن بصورة عاجلة لجمع الصف والتشاور في متطلبات المرحلة والتوافق علي أفضل ما يحفظ الوطن ويحفظ حياة هؤلاء الأسود من شباب لجان المقاومة ، ودعم كل ما نحتاج فعله من مال ورجال وغيره وهذا ضروري قبل أن يضيع منا الأبناء ويضيع منا الوطن ونحن ندير الخد الأيسر للغزاة والله ولي التوفيق وهو الشاهد علي مرامي القصد يوسف علي النور حسن
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/23/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة