أعتقد أن الجميع قرأ بيان الشرطة بخصوص أحداث 6 يناير وهي تبرر للعنف الذي ارتكبته ضد المواطنين مثل كل مرة ، ولم ترتكب ذلك العنف وحدها بل معها محاربين من (الجيش ،الامن، الدعم السريع والحركات المسلحة) ،والحق يقال كل كلمة قالتها في بيانلتها ليست موضوعية و تعتبر إدانة لها ،فهي قبل كل شيء لم تكن مهنية في واجبها واستعانت بقوات أخرى مهمتها ليست تفريق المظاهرات ، والبيان الذي خرجت به هو محاولة لإخفاء الحقيقية عن العالم ،حقيقة أن ما يحدث ضد الشعب حرب لتخويفه وليس تفريق مظاهرات .
تفريق المظاهرات مهمة الشرطة وحدها ويفترض أن تكون مؤهلة لهذا الدور بمقدرات عالية فنية ومهنية وغيرها ، و الحق يقال هذا لم يظهر في ادائها ابدا منذ عهد البشير ،وسلطة العسكر الانقلابية الان تريد قمع المظاهرات بأي شكل لذلك لم تعتمد على الشرطة وحدها واستعانت بالجيش والدعم السريع وجهاز الأمن والحركات المسلحة التي جاء بها اتفاق جوبا المشئوم وكلها تتعامل مع المواطن بلا رحمة لأسباب كثيرة لسنا بمجالها.
المهم هذه القوات تقوم بقمع المتظاهرين بأسلوب وحشي عجيب وكانها فعلا في معركة مع اعداء، وهذا ليس اتهام فالكل يشهد ،انا رأيت بأم عيني كيف يطاردون المتظاهرين بالياتهم العسكرية من اجل دهسهم و يصطادونهم بدقة بالرصاص، لا يفرقون بين متظاهر أو عابر سبيل ،رأيتهم وهم يرمون مسيل الدموع بلا تركيز على اجساد المتظاهرين و داخل المنازل وبها أطفال وكبار سن ومرضى ، بل ويستخدمون الطوب والحجارة لتهشيم قزاز الشبابيك ، سمعتهم وهم يسيئون المتظاهرين بألفاظ نابية ويصفونهم بعدم الرجولة، رأيتهم وهم يقومون بتكسير زجاج السيارات ،هذا غير اقتحام المنازل ونهب المتظاهرين الذين يتم القبض عليهم ، وما أكثر من تعرضو لهذا الأمر ، هذه هي الحقيقية التي لا تريد الشرطة الاعتراف بها وتحاول التهرب منها برمي التهم على المتظاهرين .
دائما ما تبرر السلطة العسكرية والمدافعين عنها لهذا العنف المفرض بقولهم أن المتظاهرين يبادرون بالتعدي على الشرطة لا يذكرون انها قوات محاربة ، ولنفرض أن الأمر صحيح فهذا لا يمنحها حق استخدام هذا العنف المبالغ فيه، رغم أن المظاهرات في السودان ظلت ومنذ انطلاقة ثورة ديسمبر 2018 تلتزم السلمية ونموذج مثالي أثار اعجاب العالم ،وقد رأينا كيف يضرب بها المثل في بعض الدول حتى في الغرب الماحضر عندما قان المتظاهرين بكل شيء حرقوا وخربوا ونهبوا، ورغم ذلك لم تستخدم السلطة معهم العنف الذي تستخدمه السلطة العسكرية السودانية .
ما يجدر الاشارة إليه أن أغلب الإصابات التي وقعت في القوات الأمنية هي نتيجة نيران صديقة ،إصابوا بعضهم البعض وهم يقومون بالقمع العشوائي والقيادة المتهورة التي لا تحتاج إلى دليل، فهم في الأيام العادية يقودون بتهور في الشوارع ويعرضون ارواح المواطنين للخطر، و من يملك القوة النارية والسلطة ومسموح له بالقمع والقتل ويحميه القانون لا يمكن مقارنته بمن يضع التروس ليجد فرصة للهروب من دهس المدرعات وسيارات الدفع الرباعي، ومن يستخدم الحجارة ليس كمن يستخدم الرصاص الحي و الدانات ومسيل الدموع والعصي المكهربة، هذا غير أن المواطن الذي يطالب بإصلاح الأجهزة الأمنية ويهتف بانها ملك الشعب لا يمكن أن يعمل ضدها. الشرطة لا تقول الحقيقية، وليس هناك أي سبب يجعلها تبرر لهذا العنف المفرط ،عليها أن تكون امينة مع نفسها وتواجه واجبها بمهنية بدلا من التبرير غير المنطقي ، و يجب أن تعلم أنه ليس هناك احد يصدق ما تقول و يرى بياناتها مجرد محاولة تجميلية لعمل بشع تقوم به أمام الملا دون خجل.
--
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/07/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة