مات اتفاق المناصب وشبع موت. بقلم إبراهيم سليمان

مات اتفاق المناصب وشبع موت. بقلم إبراهيم سليمان


12-15-2021, 11:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1639606233&rn=1


Post: #1
Title: مات اتفاق المناصب وشبع موت. بقلم إبراهيم سليمان
Author: إبراهيم سليمان/ لندن
Date: 12-15-2021, 11:10 PM
Parent: #0

10:10 PM December, 16 2021

سودانيز اون لاين
إبراهيم سليمان/ لندن-UK
مكتبتى
رابط مختصر





بتآمر رموزه بغبن سياسي على الوثيقة الدستورية، وبتحريضهم المخزي ضد الحكم المدني والتحول الديمقراطي، وبتنازلهم المهين عن القصاص لأرواح ودماء شهداء الإبادة الجماعية، وشهداء مجزرة فض الاعتصام، وبتحالفهم المذل مع القاتل الجلاد، ودعمهم وتأييدهم لانقلاب 25 أكتوبر الغادر، فقد قبروا اتفاق جوبا لسلام السودان، هذا عن سلوك الموقعين عليه، من الطرفين، شركاء الدم من المكون العسكري "الإنقلابي" والجبهة الثورية السودانية.
أما عن محتوى بنود الاتفاقية العبثية، فحدّث ولا حرج، فقد كشف السيد مناوي أحد أبرز رموز الجبهة الثورية، خلال "زنقة" انقلاب ال 25 من اكتوبر، أنهم اتفقوا، اتفاق جنتلمان “تحت التربيزة” مع المكون العسكري على بنود سريّة حسب سياق تصريحه، تضمنت بين الحركات، وقيادة الجيش، يتم بموجبها عرقلة صدور نتائج لجنة التحقيق في مجزرة القيادة العامة، إضافة لإجراء ترتيبات تضمن بقاء البرهان رئيساً لمجلس السيادة حتى نهاية الفترة الانتقالية، وما لا يكشف عنها السيد مني، وكشفت عنها الأحداث لاحقا، أن المكون العسكري قبل شراكتهم في السلطة بديلاً لقحت، وإنّ هذا الأمر استلزم تقويض الوثيقة الدستورية، واعتماد اتفاق جوبا للسلام كمرجعية دستورية يعلو ولا يعلى عليه! وقد صيغت نصوصه على هذا النحو بنية مبيته.
واقعيا، مات اتفاق جوبا لسلام السودان في عيدها الأول أكتوبر 2021م سريرياً ويستميت الموقعون عليه في تهديد ومحاولة إرعاب من يعتقدون بموته دون هوادة، لكن هذه المحاولات يائسة فالجثة ظلت هامدة لا حراك فيها.
لذا فإن مصير هذا الاتفاق التآمري، ارتبط مصيراً بنجاح انقلاب شركاء الدم في 25 اكتوبر، إن نحج، عاش الاتفاق، وإن مات مات معه، وقد أورد الأستاذ ياسر عرمان في حيثيات استقالته للدكتور حمدوك من منصبه كمستشار سياسي لرئيس الوزراء، أنّ اتفاق جوبا للسلام "في عرفة الإنعاش"، والسيد عرمان من أبرز الفاعلين في صياغة اتفاق المحاصصات الوظائفية، ذات البنود السرية التآمرية على التحول المدني الديمقراطي! ولا نظن هنالك جرم أشنع من هذا الخزي السياسي، لذا هو من العارفين بالحالة الصحية لهذا الاتفاق المحتضر.
حسب توصيفه، الاتفاق في حالة إنعاش، والمحاليل الإنعاشية لدى الشارع، والشارع فاتح على الثورة، الثورة ثورة وعي.
كيف يحيا اتفاق يوالي العسكر، ويؤلب ضد التحول الديمقراطي؟ وكيف يعيش اتفاق أهم ما فيه الترتيبات الأمنية وهي غير قابلة للتنفيذ لانعدام الإرادة والثقة لدى الموقعين عليه (الجبهة والثورية المكون العسكري)؟ وكيف يصمد اتفاق يرفضه اصحاب المصلحة من الضحايا وغالبية مكونات الإقليم دارفور على وجه الخصوص؟ وكيف يستمر اتفاق يسّلم مقدرات الإقليم لمكون بعينه من مكونات المنطقة بقوة السلاح؟
كيف يعيش اتفاق يقفز الموقعين عليه فوق جثامين ودماء شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، دون أن ترتعد أوصالهم كيف؟
لقد تجلى الأستاذ ياسر عرمان في صحيفة استقالته حين قال "أن لا سلام بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون سلام" فما هو مصير اتفاق سلام، تتآمر بنوده السرية ورموزه على الديمقراطية؟ والحقيقة التي أثبتتها الأيام، أن اتفاق جوبا للسلام، لم يحقق سلاماً، بالعكس من ذلك أجج الحرب مجدداً في دارفور، على نحو تحّسر عليه كل صاحب ضمير، دماء منهمرة لم تتوقف ولو للحظة منذ توقيع اتفاق جوبا للسلام في اكتوبر الماضي، كما أنّ هذا الاتفاق، قد أزّم الوضع في الشرق، وأحدث شرخ في الوسط والشمال، أضف على ذلك تأطير هذا الاتفاق المخزي على إجهاض مساعي التحول الديمقراطي، الضامن للسلام، وبالتالي قد فقد اتفاق جوبا للسلام القدسية باكراً في عمر الطفولة، خلال أقل من عام من تاريخه ميلاده، ولا نظن هناك من يبكيه غير أولي التآمر.
أقلام متّحدة ــ العدد ــ 36

15 ديسمبر 2021م

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021


عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021