إن كل ما يحدث في السودان الآن ما هو إلا خير محض فلا تقلقون. نحن نتقدم نحو التغيير الثوري الجذري في السودان بكل ثبات و واقعية كبيرة و لكن لا نشعر بها و ربما نشعر بالنقيض و اليأس أحيانا. لكن إن التقدم الذي أحرزته حتي الآن بدماء شهدائنا و نضالات شابات و شباب و نساء و رجال شعبنا متعدد الأوجه و متعدد المسارات. الآن تمايزت الصفوف تماما في السودان و أصبح كل العسكر الخونة العملاء من قادة الجيش و مرتزقة الجنجويد و مرتزقة حركات السلاح تجار قضايا شعوبهم و كتائب ظل الفلول و أمنهم الشعبي و جهاز مخابراتهم و قادة الشرطة الفلول الآن اصبح جميعهم في موضعهم الصحيح، المعادي المعادي للوطن و لدولة سيادة القانون و الحرية و العدالة و الديمقراطية، بتوافقهم علي الوقوف ضد إرادة الشعب في العيش الكريم بحرية و كرامة و فرض سلطانهم عليه بقوة السلاح و البارود. فقبل إنقلابهم المشئوم كان كل مجموعة من هذه المجموعات تضع العراقيل أمام تقدم الثورة و تعمل علي اجهاضها في الخفاء من داخل التنظيمات السياسية المدنية و لم تكن الرؤية بهذا الوضوح الآن مما أبطأ من تقدم الثورة نسبيا. لكن الآن بفضل هذا الانقلاب العسكري تخلصت الثورة من هذا الطابور الخامس و هذا العبئ الثقيل و هذا بلا شك تقدم و نجاح كبير في مسار الثورة. من جانب آخر علي المستوي السياسي و بقراءة بسيطة للواقع السوداني الآن فإننا نجد أن الثورة قد ألقت بالإسلام السياسي و الحركة اللإسلامية و تنظيم الإخوان اللاسلاميين و الكيزان و الفلول إلي مزبلة التأريخ، و أنها اسقطط مشروعهم الفاسد نهائيا من الوجود السياسي في السودان بلا رجعة خاصة بعد تأييدهم و دعمهم للانقلاب العسكري الإسرائيلي المشئوم. هكذا هم يعرون أنفسهم أمام شعب السودان و يثبتوا عمليا بأن حقيقة مشروعهم بالأساس هو مشروع سلطوي خالص، فاسد يقوم علي المتاجرة بالدين و المزايدة بشعاراته علي شاكلة هي لله و كلنا الاقصي و وااا قدساه و هذه ايضا من المكاسب و الخطوات الكبيرة التي تحققت بفعل الثورة حتي الآن. ايضا من الخطوات المتقدمة التي حققتها الثورة الآن هي زيادة نسبة وعي الجماهير بقضاياها و هموم و تحديات التنمية المتوازنة و المستدامة التي تم استغلالها و الزايدة بها تاريخيا من قبل تجار الحروب و البندقية و اصحاب النعرات العنصرية البغيضة لمصلحتهم الذاتية الضيقة بعكس مصلحة الجماهير الحقيقة، و أن الثورة عالجت هذه الشروخ و هذا الاستلاب لتطلعات الأطراف و الأقاليم في التنمية المتوازنة و لفظت هذه السموم و وثقت اللحمة الوطنية و الاجتماعية بين كل مكونات الشعب التي اصبحت علي قناعة بأن كل القضايا نجد طريقها للحل في إطار المشروع الوطني الكبير للدولة السودانية المدنية الديمقراطية و لذلك كان أنتجت الثورة الهتاف الشهير يا عسكري و مغرور كل البلد دارفور كتعبير عن إنصهار هذا الجيل من الشباب في هوية سودانية خالصة خالية من شوائب العنصرية و الجهوية الضيقة. فقد خرجت مدن و قري دارفور رافضة للانقلاب العسكري و منددة بقادته، و هنا يجدر بالذكر موقف بنات خليل و جبريل إبراهيم اللائي نددن و رفضن الانقلاب العسكري علي السلطة المدنية في تحدي واضح لموقف والدهم الداعم للانقلاب جبريل ابراهيم و هذا أمر جيد جدا و خطوة كبيرة للامام تحققت بفعل الثورة ايضا. و أخيرا و ليس آخرا هو أن الثورة أصبحت في دماء و عقل و وجدان غالب أهل السودان و أصبح من غير الممكن أن يحكم السودان مرة اخري من قبل العسكر و للأبد، و أن الدولة المدنية الديمقراطية دولة سيادة حكم القانون قادمة عاجلا أم آجلا لا محال، فلا مجال للإحباط و لا مجال لليأس بل كل التفاؤل و اليقين بأن ثورتنا ماضية في تحقيق أهدافها و لم يتبقي الا القليل لبلوغ أقصي غاياتها.
ثورتنا مستمره حتي النصر المبين ✌️
ضياء الدين حسين دوبلن - آيرلندا
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/15/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة