إن كان ثمة من يجب ان يحذر هذه التحالفات المرحلية التي صارت تتشكل وفق مصالح براغماتية آنية فهم الكيزان بلا شك! فتشكيلة (العسكرجنجويد - الحركات المسلحة ) الانقلابية الجديدة لا يمكن بحال من الاحوال ان تكون منصة يستطيع الكيزان من خلالها العودة للمشهد لذا استغرب جدا احتفاءهم بها وتبني خطها الاعلامي بضخ كمية من الاشاعات والاكاذيب مثل خبر اطلاق سراح المخلوع وانتقال اسرة على عثمان الى منزله المنزوع بواسطة لجنة ازالة التمكين وغيرها من الاكاذيب التى تصور البرهان كالمنقذ لهم!!
من ناحية، فان التحالف العسكر جنجويدي الذي ارتمى في حضن محاور اقليمية عدوة صارت تمثل حاضنته السياسية والاجتماعية والفكرية الوحيدة في ظل تعريت نفسه بنفسه من الحاضنة المرحلية التى كانت تشكل حماية له وهي شراكته مع المكون المدني بعد ان مزق الوثيقة الدستورية الضامنة لهذه الشراكة، لايمكن ان يخدم بأي حال من الاحوال مشروع عودتهم أذ ان عداء هذه الحاضنة التاريخي لفكرة الاخوان المسلمين و مشروعها في المنطقة يتضمن في الاساس الاول محوها عن خارطة المنطقة السياسية وهي قد نجحت في ذلك بشكل كبير بعد ان استطاع السيسي فرض سيطرته على معقلها وطردها بعيدا عن المنطقة.
وكيف نسي هؤلاء الكيزان صبيحة اليوم الثاني من الانقلاب عندما تم اطلاق سراح بعض منتسبيهم!؟ كيف هلع البرهان وسارع في الزج بهم مرة اخرى في السجون ارضاء لاسياده الاقليميين!! وهذا تاريخ قريب ناهيك عن مواقفهم ابان ثورة ١٩ ديسمبر المجيدة التي كان يصفها الكيزان بانها انقلاب داخلي للجنة البشير الامنية.
من ناحية اخرى فأن الحركات المسلحة التى تناصب الانقاذ بشكل خاص عداء مفرط نتيجة المرارات التاريخية التي اذاقتها لها الانقاذ والتنكيل بها وبشعوبها والتي جعلت حركة كحركة العدل والمساواة الاخوانية تقاتل انقاذ البشير لا يمكن بحال من الاحوال ان تضع يدها في يد الانقاذ في هذه الايام ولا على سبيل البراغماتية المرحلية إذ ان الانقاذ لا تشكل لاعب اساسي في ميدان السياسة الان ولن يجدي التحالف معها فتيلا وهي تمثل ضيفا ثقيلا غير مرغوب فيه في المشهد السياسي هذه الايام.
لهذا! اعتقد ان كل العبث الذي يمارسه صبية الانقاذ على الميديا هذه الايام لا يمكن توصيفه سوى انه غباء منهم، ففي محضر شماتتهم على الشعب انما هم يسهمون بشكل غير مباشر في تخريب خطط الانقلابيين فليس اكثر مما يعبئ الشارع من معرفته ان هذا الانقلاب يمكن ان يعيد اليهم الانقاذ بنسخة جديدة وهذا سيضخ روح جديدة في دماء الشارع ستدفع به للمزيد من الضغط على الانقلابيين.
ليس احقر من أنسان يجعل من دماء الشهداء مادة للسخرية والشماتة! وهو يرى تقطع افئدة الامهات على بنيها الذين مزقت اجسادهم البضة الطاهرة رصاصات الغدر والخيانة، ولكن كله خير فالبيض الفاسد كله قد تجمع في سلة واحدة وقريبا سيقبع في قاع مزابل التاريخ!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة