ليلة المتاريس والإشاعة: غلطنا في البخاري يعني

ليلة المتاريس والإشاعة: غلطنا في البخاري يعني


11-07-2021, 06:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1636262648&rn=0


Post: #1
Title: ليلة المتاريس والإشاعة: غلطنا في البخاري يعني
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 11-07-2021, 06:24 AM

05:24 AM November, 07 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




(وقفنا أمس عند قول القائلين أن خبر التحرك العسكري، الذي هب الشعب لوقفه في ليلة المتاريس (٩ نوفمبر ١٩٦٤)، كان إشاعة مغرضة من الشيوعيين. وسنرى من هذه الكلمة أن الإشاعة مما ينتج تاريخاً أيضاً)

واحدة من عاهات دراسات ثورة أكتوبر 1964 خلوها من النظر المقارن. أي أن الدارس لا يستأنس بأي معرفة بثورات أخرى في الدنيا لكي يضاهي عليها ما اتفق له من راي حول ثورة أكتوبر. فالدارسون لأكتوبر في كتاب "خمسون عاماً على ثورة اكتوبر " وخارجه مجمعون على أن الثورة لم تحقق أهدافها. وغاب عن هؤلاء الدارسين:
1-أن الثورات لا تحقق أهدافها تنزيلاً من ميثاقها المباشر على أرض الواقع. فلم يتحقق النظام الجمهوري بصورة مستقرة الذي ثارت من أجله فرنسا في 1798 إلا في 1840 بعد مرور نصف قرن من الزمان.
2-أن تحقيق الأهداف ليس عملاً من أعمال الزمالة (التي يقولون إن الصفوة تجردت منها) بل عملاً صراعياً بين أطراف هذه الصفوة وسائر الشعب. ولهذا قيل إن الثورة تأكل أبناءها. ومن هنا المدخل على الثورة المضادة. وهو موضوع متروك في مباحث ثورة أكتوبر. فمثلاً كان من أهداف أكتوبر استرداد الديمقراطية. ولكن اختلفت الأطراف حول هل نعود لديمقراطية الصوت الواحد للمواطن، أم نجري تعديلاً يستوعب حقائق الجمهور الحداثي، عماد الثورة، بتمثيل متفق عليه يمثل المدينة بصورة رشيدة توطنها في الديمقراطية. وربما استلهمنا هنا المفهوم العام للتمثيل النسبي المتبع يومها باتحاد طلاب جامعة الخرطوم. فكان من صالح الاتحاد تمثيل كل تيار سياسي ذي قاعدة مناسبة حتى لا يعتزله ويجنح للتآمر. وجاءت فكرة التمثيل النسبي كما روى الأستاذ محمد عبد الرحمن بالضبط بعد تعاقب مضطرب للجان تنفيذية كانت ثمرة تحالفات من كل من اعتزل الاتحاد. ولم تنته هذه الفترة المضطربة في حياة الاتحاد إلا بتبني الاتحاد لمبدأ التمثيل النسبي. ولم نكن بعيدين من مثل هذه الديمقراطية الحريصة على استدامة نفسها بإصلاحات معلومة. فدوائر الخريجين صارت تقليداً ما في انتخاباتنا. وهي دوائر كرّمت الخريجين ولا أساس لها في مبدأ الديمقراطية الليبرالية: صوت واحد لكل مواطن. وللأسف لم تر القوى التقليدية أهمية ذلك المقترح لاستدامة الديمقراطية، وشيطنتهه كوسواس شيوعي، واستبسلت في الدفاع عن ديمقراطية الصوت الواحد بغض النظر. ثم جاءت ديمقراطية لم تجد من ينهر الكلب عنها "جر" حين قضت عليها العصبة المتنفذة، في قولهم، من فرط هزالها.
سرحت في الكلام. وكنت أريد القول اليوم أن قيام بعض المآثر الثورية على الإشاعات وارد متى كففنا عن المحلية الضيقة التي نعالج بها دراسة ثورة أكتوبر، ونظرنا لخبرات الثورة في الدنيا. فقد استقر عند بعض الدوائر أن ليلة المتاريس الغراء قامت على إشاعة وما بني على باطل باطل. وقلنا في المرة الماضية أن الدلائل قائمة أنه كان ثمة تدبير في الجيش لعمل مضاد للثورة وضحنا عناصره. وقلنا حتى على افتراض أن تلك الهمة الثورية بنت إشاعة فمثلها في الثورات وارد. وأضرب لكم مثلاً من الثورة الفرنسية عن همة ثورية استثنائية لنساء باريس خلال ثورة فرنسا في 1789 من كتاب للمؤرخ جونثان سبيربر (Jonathan Sperber) اسمه "أوربا الثورية 1780-1850. قال في الكتاب:
في بداية أكتوبر 1789 زادت أسعار الأطعمة في أسواق باريس. وشاع (أي أنه لم تَصدق بعد) أن أفراد العائلة المالكة، التي سكناها في قصرها في فرسايل على مسافة من باريس (20 ميلاً)، يتآمرون ضد الجمعية الوطنية التي جاءت بها الثورة، ويسيئون للثوار. فسار عدة آلاف من النساء في حالة غضب من باريس إلى فرسايل للمطالبة بالخبز من الملك بصورة مباشرة، ومعاقبة المتسببين في زيادة الأسعار والمتآمرين. وكان مطلبهم أن يعود الملك معهم إلى باريس. واستدعى ذلك تحريك الحرس الوطني لحصر التظاهرة وردها على أعقابها. وانتقل الملك إلى باريس نزولاً على رغبة الجماهير. وصار بذلك من يومها سجين ذلك الجمهور الذي جاء إلى عتبة قصره والجمعية الوطنية. وضاق الملك ذرعاً بالحصار فقرر الهرب من باريس. ففعل. وترك مذكرة يدين فيها كل قرارات الثورة ويلغيها. فألغى الوثيقة الدستورية التي فرضت على القسس أن يقسموا بالولاء للوطن لا للبابا في روما، وأعاد كل المكوس الدينية والاقطاعية التي كانت الثورة قد رفعتها عن كاهل الناس. ولم يفلح في هروبه. فألقت الثورة القبض عليه في 20 يوليو 1791. واجتمعت الجماهير من كل صوب على جانبي الشارع الذي عاد به تسفه به، وتشتمه، وتلعنه.
ما أضر فهمنا للتاريخ الأغر لشعبنا إلا جهلنا بديناميكية الثورة وسيكلوجياها


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/06/2021
  • بيان مشترك من تحالف لجان دعم وتعزيز العمل النقابي and تجمع المهنيين السودانيين
  • كاركاتير اليوم الموافق كاركاتير اليوم الموافق 06 نوفمبر 2021 للفنان عمر دفع الله
  • مظاهرة السبت 6 نوفمبر في لندن

    عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/06/2021
  • ***** من الآخر .... *****
  • مكالمة بين البرهان ووزير الدفاع المصرى حول تأمين نجاح الانقلاب
  • الأعضاء العسكريين فيما يعرف بمجلس السيادة
  • المقاهي كضرورة اجتماعية وثقافية و.....
  • المصري النوبي نبيل نجم الدين يقول في فرانس 24 أن الشعب السوداني معلِّم
  • بيان مشترك " الرِدَّة مستحيلة " هشام ودقلبا ..
  • بـــــــل جمهوري - ديمقراطي لقادة الانقلاب واتهام صريح للدعم السريع بفض اعتصام القيادة ..
  • بايدن يرسل مبعوثه الفولاذي فيلتمان الي أديس أبابا و..... بقلم عبد الرحمن الأمين واشنطون
  • سؤال: خدمة المتواجدين في المنبر/ المتابعين
  • لا عودة لسلطة فيها البرهان وحميدتي وبقية المكون العسكري.. الأصم
  • ليلة المتاريس
  • محمد كريشان مذيع الجزيرة..
  • الكوز والي الخرطوم المكلف
  • قناتي العربية و الحدث تلعبان دور خبيث في خدمة الانقلابيين- انتبهوا لهم
  • ليلة المتاريس!!!
  • إليكم رئيس الوزراء الجديد -حال رفض "حمدوك"
  • هنيئا لطالبان السودان بالعودة وقريبا جدا عودة طالبان مصر

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 11/06/2021
  • ملف حقوق الإنسان والعوده إلي الوراء
  • تفكيك شفرة خطاب البرهان
  • مصر وقمة العالم حول المناخ
  • وما المانع من ثورة تصحيحية ثالثة بمشاركة العسكر والمدنيين؟
  • وجدي صالح - الذي أشبهه و يشبهني
  • أزمةُ مؤتمراتٍ وزحمةُ ندواتٍ وتضاربُ أنشطةٍ وفعالياتٍ
  • مآتم المناخ.. عالم بلا ضمير
  • الكيزان يضحكون على المصريين بعد أكثر من30 عاما مرة أخرى
  • الشعب من سيقبر هذا الانقلاب!!
  • شبابنا الأحرار يقدمون شهيدا خلف شهيد عواطف اسماعيل
  • ليلة المتاريس (9 نوفمبر 1964): المتاريس التي شيدتها في ليال الثورة الحمراء هاتيك الجموع
  • العسكر و الأحزاب و سيناريوهات التغيير
  • الشرعية الثورية والدستور الانتقالى وتنحى البرهان
  • مصَائِر حكام الجزائر:مصطفى منيغ
  • قضايا السودان لم تعالج بتروس البراري ودخان الكلاكلة
  • بخيت النقر:السقوط إلى الهاوية السحيقة
  • اسماعيل عبد الله:حرية كاملة هي المرام
  • د. محمد أبو النواعير:الرياء كفضيلة. !!
  • وقائع لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهلها