بسم الله الرحمن الرحيم حول كتاب :لماذا إنفصل جنوب السودان...تأليف: بروفيسور محمد إبراهيم خليل. ******** نظرة أولية بقلم: بروفيسور مهدي أمين التوم. *** صدر مؤخراً كتاب جديد أنيق الطباعة و التبويب ، عنوانه عبارة عن سؤال مؤلم و مثير للشجون ،هو باللغةالعربية : [ لماذا إنفصل جنوب السودان ] و باللغة الإنجليزية : Why South Sudan Seceded في الحالتين يُحدث السؤال غُصة في الحلق، لكن رغم ذلك إختاره مؤلف الكتاب البروفيسور محمد إبراهيم خليل عنواناً لكتابه و شرفني بنسخة مهداة منه و ممهورة بتوقيعه الكريم . إنه كتاب توثيقي صدر قبل أيام قليلة في طبعتين متزامنتين، الاولى باللغة الإنجليزية ، و هي الأصل، و الثانية باللغة عربية لتُوَسِّع دائرة المهتمين... حقيقة مَن أجدر من البروفيسور محمد إبراهيم خليل بالإجابة علي هذا التساؤل ، و إلقاء أضواء كاشفة للإجابة بصدق و معرفة ميدانية علي هذا السؤال ، و كشف أغوار موضوعه، و ملابسات تطور موضوعه ! ! فلقد كان المؤلف رئيساً للجنة الإستفتاء التي أشرفت علي كامل عملية الإستفتاء التي إنتهت بإختيار الجنوبيين للإنفصال عن الوطن الأم ، و إعلان قيام دولتهم المستقلة الجديدة بإسم ( دولة جنوب السودان.) يبدأ الكتاب بفزلكة تاريخية عن تأريخ السودان القديم منذ بدايات الحضارة النوبية ، مروراً بالعهود المسيحية و الإسلامية، و ما تبعها من حكم تركي/مصري للبلاد ، أزاحته دولة المهدية التي إنتهت هي الأخرى بقيام حكم ثنائي بريطاني/مصري علي السودان. يلي ذلك فصل يتناول جوانب من تاريخ الرِق و الإسترقاق في السودان عبر كل مراحل البلاد التاريخية . يخصص المؤلف الفصل الثالث من كتابه لإستعراض جوانب من ما حدث من تطوير و تحديث لأجهزة الحكم و الإدارة و القضاء في السودان في فترة الحكم الثنائي و ما ارتبط بذلك من سياسات و تطورات دستورية نكأت في بعض جوانبها جراحات بين شمال السودان و جنوبه ، و أحدثت شروخاً بين الإثنين كادت في بعض مراحلها تطيح بالتطورات الدستورية التي مهَّدت لإستقلال السودان في خمسينيات القرن العشرين. لقد مثَّلت تلك الخلفيات أساساً لما شهدته البلاد من تمرد و حروبات إمتدت لفترات طويلة ، و تَقَلَّبَت عبر دورات متعددة. يلي ذلك فصل يستعرض جوانب من التطورات السياسية و التجارب الدستورية التي إنتهت أخيراً بتوقيع (إتفاقية السلام الشاملة) بعد تأزيمٍ حادٍ للأوضاع في البلاد بشكل عام ، و في الجنوب بشكل خاص، بسبب موجة الأسلمة التي إجتاحت البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي، إلى أن إنتهى الأمر بالإتفاق علي اللجوء لإستفتاء ديمقراطي يقرر فيه الجنوبيون مصيرهم، فاختاروا عبره ، و بمحض إرادتهم ، إنهاء إرتباطهم السياسي بجمهورية السودان و إعلان دولتهم المستقلة. و يختتم بروف خليل كتابه ببعض خواطر سياسية و دينية جديرة بالتأمل . إنه كتاب جدير بالإقتناء و القراءة التأملية عسى أن نتعظ من تجارب الماضي و نكفي أنفسنا و بلادنا شرور إنفصالات جديدة لا يفتأ البعض التلويح بها دون عظة أو تقييم عقلاني لهزة إنفصال الجنوب و ما أحدثته من آثار سياسية و إجتماعية و إقتصادية علي جانبي ما إتُفِق عليه من حدود شَقَّت خاصرة وطن حدادي مدادي مليوني المساحة كان يسمى جمهورية السودان. بروفيسور مهدي أمين التوم mahditom [email protected]