يا أيها المدنيون أحزاباً و تنظيمات و عائدون من الكفاح المسلَّح و مستقلون : عودوا إلى رشدكم ..توحَّدوا .. تأبي الرِمَاحُ إذا إجْتَمَعْنَ تَكَسُّرَاً..و إذا افْتَرَقْنَ تَكَسَّرَت آحَادَا. إن أوضاع الوطن ليست علي مايرام.. عودوا كما كنتم في بداية الثورة متوحدين و متماسكين كالبنيان المرصوص.. يجمعكم هدف وطني و ثوري محدد.. و يربطكم ميثاق حدٍ أدنى متوازن .. و يدفعكم للبذل إيمان قوي بأنكم تستحقون حياة أفضل..و أن الوطن يستحق أن يعود لموقعه الطبيعي محلياً و إقليمياً و عالمياً و أن يكون جاذباً لأهله قبل أن يكون جاذباً أو مطمعاً للآخرين.. عودوا إلى رشدكم عبر العودة إلى منصة تأسيس الثورة تمهيداً للإنطلاق من جديد تصحيحاً للمسار و تعويضاً للضياع ...إنها ضرورة تاريخية و حياتية تحتمها تجربة العامين الماضيين بكل ما أفرزته من سلبيات ، و ما أنتجته من شتات، و ما أحدثته من هرج و فشل لا تخطئه العين في كل المجالات الحياتية و السياسية و الإقتصادية و الأمنية والتعليمية و الصحية و المجتمعية... إنها إعادة حياة للوطن، كما هي أيضاً آلية إنقاذ لثورة ديسمبر المجيدة التي كادت تفقد معالمها ، و كاد يكفر بها حتى وقودها الشبابي لولا بقية من جذوةٍ ثورية لا تزال متقدة في نفوسهم ، و مخزونٍ من حِمية وطنية لا تزال تعشعش في قلوبهم ، و تطلعِ و فاءٍ غير محدود لتكملة رسالة شهدائهم و جرحاهم و مفقوديهم ،و تضميد جراحات اسرهم الصابرة.. إن العودة إلى ألمنصة تمثل ثورة في حد ذاتها ، لأنها تستشرف تجديداً شاملاً في الرؤى و الآليات و في الإدارة و التخطيط و المتابعة، كما أنها تستلزم إحداث قفزات ثورية تحديثية و إيجابية في رموز و أساليب القيادة في كل مستوياتها ، و تستلزم كذلك ضبط و تحديث التنظيم و العلاقات الرأسية و الأفقية الخاصة و العامة ، و أن يتم كل ذلك في جو من الشفافية و الإنضباط الذي يجعل الكل يشعرون بأنهم جزء مما يحدث وليس مجرد متلقين أو متفرجين . إن العودة المستهدفة لمنصة ألتأسيس يجب أن تمثل إنطلاقة جديدة للوطن ، و يجب أن لا تكون تكراراً لفشل ،أو إعادة لمُجَرَّب . و مهم جداً أن تتم العودة المنشودة وسط أجواء من التفاؤل ، و من القناعة الذاتية و التنظيمية ، بأننا قادرون علي المضي الى الأمام بتطوير ما لدينا و ليس بهدم المعبد علي رؤوس الأشهاد،و بأننا مؤمنون حقاً بأن الرأي السديد ليس حكراً علي شخصٍ و احدٍ أو تنظيمٍ معيَّنٍ ، بل هو نتاج عمل تكاملي ، و تفكير جمعي ، بخاصة في حالات العمل الجبهوي الذي يمثل روح الفترات الإنتقالية، كالتي تظللنا حالياً ، و التي نتطلع عبر العودة إلى منصة التأسيس للإمساك بذمامها لتستعيد الثورة ألقها ،و الوطن بريقه . و الله و الوطن من وراء القصد. بروفيسور مهدي أمين التوم ٧ يونيو ٢٠٢١م [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة