(تربية نسوان!! بقلم. على بلدو كثيراً ما ارتبطت المرأة في مجتمعنا السوداني بالضعف وقلة الحيلة وضعف التصرف، فما أن يكون هناك رجل (يجقلب) لأسباب معينة إلا وتجد من يقول له منتهراً: (ما تكون زي النسوان)!! وما أن تنزل دمعات وزفرات حرى من مقلة الرجل إلا واتبعتها تلك الأوصاف التي تنم عن عمق الثقافة الذكورية لدينا!! مالك قاعد تبكي زي النسوان؟؟ } ويضرب الناس الأمثال وإمعاناً في تلك النظرة الدونية لكل ما يتعلق بالمرأة، أطلق الذكور العديد من الأمثال نكاية و(مكاواة) للنساء من الشابات ومن ذوات الأربة مثل (المَرَة كانت بقت فاس ما بتشق الرأس)، (المَرَة شاورها وخالفها)، وكذلك (تربية نسوان) وهذا ما يهمنا هنا. } فذلكة تاريخية اشتهرت الكثير من النساء تاريخياً بقوة الشكيمة والصلابة والعنف والقسوة، وحققن انتصارات مبهرة على الرجال و(بهدلن) الكثير من العظماء. وعلى ذكر ذلك، نجد الملكة "أماني شختو" المعروفة ب (الكنداكة) التي حكمت مروي بقبضة من حديد، وهزمت الجيش الروماني بقيادة الإمبراطور "أوكتافيوس أغسطس قيصر" (ذاتو)، ونجد "كليوباترا" و"حتشبسوت" و"شجرة الدر"، كما اشتهرت حديثاً المناضلات الأفريقيات والآسيويات من أمثال "جميلة بو حريد" و"سناء محيدلي" التي غنى لها "الكابلي" له الرحمة و المغفرة: أغلى من لؤلؤة بضة صيدت من شط البحرين لحناً يحكي مصرع غضة ذات العينين الطيبتين لم تبلغ سن العشرين واختارت جيش التحرير } نساء من فولاذ كما تمكنت المرأة من تبوء منصب القيادة في العديد من الدول مثل "أنديرا غاندي" في الهند، "بنازير بوتو" في باكستان، "شوانابورترا" في سريلانكا، "كورازون أوكينو" في الفلبين، وغيرهن. على أن لا أحد ينسى قوة المرأة الحديدية "مارغريت تاتشر" التي لم يدع أي بريطاني في عهدها أنه (أرجل منها)!! وأُطلق اسمها تيمناً على عربات الدفع الرباعي التي تسببت في إهلاك الحرث والنسل وإذكاء نار الحرب في العديد من المناطق حول العالم. والآن تقف المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" على قمة الهرم الأوروبي كأقوى شخصية أوروبية وأقوى اقتصاد رغماً عن كل الرجال، الذين يأتونها طلباً ل (الجرورة)!! مثل إيطاليا واليونان وأسبانيا والبرتغال.. وما خفي كان أعظم. } أحكام مسبقة وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن (تربية النسوان) ترتبط بالنواحي السلبية لدى العامة، وتطلق الأوصاف المجحفة في حق نتاج هذه التربية حتى إن جاءت مبرأة من كل عيب، مثل (ولد معجن)، (زول ما نافع)، (مدلع) و(ما زول شدايد)، وغيرها مما يؤذي السمع، ويوجع القلب، ويزيد الهمّ والغمّ الذي هو أصلاً زائد لأسباب ليس هذا مقامها. وقد يطلق على الولد (ود أمو)، كما قد يطارده أنداده � و هم يسخرون منه، و كما يتواري هو من الخجل عندما تاتيه والدته لاعادته للمنزل ان تأخر او تعطيه الإشارة للعودة و هو يجلس، بين اقرانه، عندما يتأخر الليل البهيم. أحكام مجتمعية و لابد لنا من إعادة النظر في ما نحكم به من تربية النسوان، إذ ان شخصيات مرعبة مثل الإسكندر الأكبر و الذي تملك الأرض تقريبا، بجانب القائد المخيف جنكيز خان المغولي و الذي أرسى مفهوم الابادة الجماعية، و الإسكندر ذي القرنين، و العديد من الرسل الكرام كعيسي و موسى و محمد عليهم افضل الصلوات و ازكي السلام، كانوا كلهم من نتاج تربية النسوان المفتري عليها. الختام سلام و ولعله قد ان الأوان و ازفت الآزفة الاحتفاء اكثر ببناتنا و اخواتنا و خالاتنا و عماتنا و كل نسوان بلادنا لان الأمل لديهن في صنع الفارق و خلق سوداننا الجديد و حتى نصير مجتمعنا بجناحين يحلقان بنا عاليا، و نحن نهتف : قالوا جاتك بت قلت مالو و لو فرهدت بيك فرهيد و طرت بيك الجو و عندها سيعم الضياء و النور، من هذه الأنثى و التي هي بحق، نقطة ضؤ.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 26 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة