البكاء على أرض المحــــن أم البكاء على أرض المحنـــة !!
مرحنا ورقصنا وتغنينا طويلاَ ونحن على جهل وجهالة بحقائق الوطن المزعوم ،، وكنا نظن أن ذلك الوطن الوهم الزائف يستحق التضحيات بالشباب الواعد وبالدماء الطاهرة وبلفلذات الأكباد ،، وتوهمنا كثيراَ في دولة السودان ذلك الجدل العقيم ،، وفي مرحلة من المراحل في حياة الإنسان السوداني يظن المرء أنه يتواجد فوق أرض الفردوس المفقود !! ،، فإذا بالأيام تثبت وتؤكد بأن الحياة بدولة السودان تعادل الجحيم بكل القياسات ،، وأن تلك الدولة بمثابة السجن الكبير لشعب البلاد . لأهلها الغلابة ،، شاهدنا لسنوات طويلة كيف أن تلك الأوطان من حولنا تسعد شعوبها وأفرادها بالرفاهية والهناء والتقدم المستدام ،، وكيف أنها تجتهد وتبذل وتعطي وتفعل المستحيل لإسعاد شعوبها ،، أوطان بالشرق وأوطان بالغرب وأوطان بالشمال وأوطان بمجاهل أفريقيا .
لأكثر من ستين عاماَ وشعب السودان يعيشَ المحن تلو المحن ،، وأخيراَ قد اكتشف أن تلك الدولة لا تستحق مثقال ذرة من التضحيات والفداء ،، وحالياَ فإن ذلك الإنسان الذي يحمل الجنسية السودانية يلعن حظوظه بالليل والنهار ويرفع صوته عالياَ ويهتف قائلاَ : ( كان يوماَ أسوداَ ذلك اليوم الذي أخترنا فيه السودان وطناَ وموطناَ !!!! ) ،، ويا ليتنا اخترنا دولة أخرى في مجاهل أفريقيا تستحق التضحيات والفداء ،، دولة لا تحرم شعبها من نعمة الأغذية ومن خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والعلاج ،، دولة لا تعم الفوضى فيها بغياب الأمن والسلام ،، وبغياب السلطة والقادة الحكماء .
دولة السودان اليوم تسمى بأرض المحن والعذاب وليست بأرض المحنة كما يتغنى به الفنانون في الساحة !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة