كبسولة:- حسن عبدالله الترابي : بعد ثورة اكتوبر المجيدة ظهر الترابي (متشبهاً ) صوروه (مجدداً للدين) ومن بعد أن صال وجال في البلاد والعباد خداعاً هلك الحرث والنسل محمد علي الجزولي : بعد ثورة ديسمبر المجيدة ظهر الجزولي (متشبهاً) خيل له أنه (مجدداً للدين) وبمدخله الداعشي الدموي سيهُلك ودعشه ونعشه وينسل *** أطل علينا الترابي ، بعد أن حمل معه منذ ذلك الزمان البعيد ، قاعدة التقية في الدين ، وفقه الضرورة ، وفي زمن الحداثة السودانية والعلمانية ، التي كانت تحكم السودان وشعبه دون أن يفرط في تدينه ، والتي حكم بها حتى الحزبين الطائفيين ، ولم يستطيعا تغييرها ، إلى أن ظهر في سماء السودان الترابي باخوانه المسلمين ، ودخل عليهم بأحدث ما انتجته الثقافة الفرنسية من أناقة الملبس ، ولباقة التخاطب ، واستغلال جماعته بتضخيم دوره في ندوة الجامعة ، التي ادَّعوا أنها سبب الصدفة ، التي أتت بثورة اكتوبر ، متناسين التراكم الثوري الذي ينجب الثورات ، كما أتى هذا التراكم ، بثورة ديسمبر المجيدة ، فلمعوه وتمروه بأكاذيبهم وتلفيقاتهم ، فجذب إليه ، بزلاقة اللسان وفصاحته ، وما لديه من كريزما جذب بها "خواص البرجوازية الصغيرة " سهلة الإنخداع ، فنال نسبة الأصوات الأعلي في قائمة دوائر الخريجين ، التي نال فيها الحزب الشيوعي أغلبية الدوائر ، ولم يتم في حينها تحليل تلك الظاهرة العجيبة ، ولكنه بنى عليها مجده القادم ، خاصة بعد أن طوى ، تحت جناحيه ، الحزبين الطائفيين ، التي بدأها بالمصاهرة مع آل المهدي ، وضمن ولاء صهره الصادق المهدي ، الذي أصبح المتحدث باسم الأخوان المسلمين وليس باسم حزب الأمة ، وأكملها بضم حزب الوسط الذي يقوده اسماعيل الأزهري ، وجعلهما يقودان الحملة ضد الديمقراطية الوليدة وطرد نواب الحزب الشيوعي ، من البرلمان ، ويرفضان حتى حكم المحكمة العليا ، ومن (ديك وعيك) حين أصبحت احزاب الطائفية الدينية ، والوسط المأمول فيه إنجاح الديمقراطية الوليدة ، مطويان تحت الجناحين ، مسخران في خدمة الأخوان المسلمين بقيادة الترابي ، حتى جاءهم ، اليوم الذي أُكلوا فيه ، يوم شاركوا ، في وليمة أكل الثور الأبيض ، يوم غدروا بالديمقراطية ، وطردوا النواب المنتخبين من قاعة البرلمان . ومسار الغفلة طويل من قبل الحزبين الكبيرين ووسطهم ، وانحيازهم لليمين المتطرف ، وسياقتهم تحت إمرته منذ الإستقلال وحتى اندلاع ثورة الوعي في ديسمبر العظيم ، ولاداعي لذكر تفاصيل الإنسياق فهي تحت عِلم ومجهر ووعي شعب السودان تفصيلة تفصيلة . وفي ظني أنهما ينويان مواصلة الإنسياق مجدداً ، تحت إمرة الاسلامويون الجدد ، فالشواهد تقول لاعاصم لهم ، وأمامنا برجوازيتهم الكاتبة ، تصفق لهم باقلامها وأقوالها ، بل تواصل التحريض على تكرار مسرحياتهم السابقة ، بالعمل اللاهث والمتعجل ، لشيطنة الحزب الشيوعي وإقصاءه واليسار أجمعه ، بما فيهم لجان المقاومة ، والقوى الحية التي قادت الثورة ، وإبعادها عن المشهد ، ليس السياسي فقط ، وإنما حتى الوجودي ذاته ، بدعاوي شتى ، ما استطاعوا إليها سبيلا . وها نحن على موعد مع ذات الخدعة ، وذات قاعدة التقية وفقه الضرورة ، وذات الشكل الحداثي وبذات الأناقة الباريسية ، وإن نقصت قليلاً بسبب المظهر العام المتردي ، ذلك في شكل الملبس والخطابة وزلاقتها ، ومعها بعض كريزما مفتعلة ، وليست أصيلة كما ، تلك التي دخل بها الترابي حياة شعبنا المغبون مسيرة حياته كلها ، بلوثة هؤلاء الذين يدعون تجديد الدين ، وبعدها يلفظهم شعبنا ويخرجهم من حياتنا ، ولكنهم يتركون شبابنا ، وقد فقدوا بوصلة دينهم ، وبعضهم يتركونهم بلا دين . فها هو محمد علي الجزولي يدخل على شعبنا بذات المواصفات ، والموضوعات ، وايدلوجيات دينهم المستلب والمصطنع ، وإن كان لشعبنا من التجارب ما يحصنه من هذه الأكذوبة الجديدة مرة أخرى ، والمؤمن لا يلدغ من ذات الجحر مرتين ، فقد كفانا شر هذا الوافد الجديد ، تبنيه الفكر الداعشي ، الذي سارت بذكره الركبان ، وكل ألسن العالم الإعلامية صورة وصوت ، عن الجرائم التى قام التنظيم ، ببثها بنفسه ، ولم تكن فوتوشوب ، إنما قطعاً للرؤوس وجزاً للأعناق عيانا بياناً ، ولم يخادعنا ، عضو التنظيم الداعشي ، الذي إعترف بعظمة لسانه ، أنه ينتمي لذلك التنظيم ، وأنه من المؤيدين للبغدادي ومن المعجبين بأدائه ، فقد بشرنا حتى أمس القريب ، بأنه سيسقط الحرية والتغيير ، على أسنة المظاهرات والدبابات ، وبما أنه لايملك لا المظاهرات ولا الدبابات التي ملكها الترابي قبله للوصول إلى السلطة ، لكنه يملك الحق الإلاهي في التفجيرات وقطع الرؤوس وجز الأعناق ، ونحن في انتظاره ، وشعبنا لم يعد ذلك الشعب الذي خدعه الاخوان المسلمين بقيادة حسن عبدالله الترابي ، وبتجارب شعبنا ووعيه المتقدم ، لن يخدعه الداعشيون بقيادة محمد علي الجزولي ، وأبشر بطول سلامة يا شعبنا . والثورة مستمرة والردة مستحيلة وشعبنا أقوى وأبقى
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 22 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة