برافو أيها الكمرد هذا المقال قطعة أدبية فنية رائعة لأول مرة أشعر أنك تمتلك موهبة الكتابة الأدبية بمفرداتها القيمة والرفيعة والجذابة ولا أبالغ إن قلت بأنك ستكون واحداً من كبار الأدباء لو سرت في هذا الطريق الذي ضللت عنه أو ضل عنك ، ولكن ما إن تتحدث في السياسة أو عنها حتى تنخفض مقدراتك إلى الصفر وما دون ، وتبدو مشوشاً وباهت الصور وتعاني مشكلة في تجميع المفردات وحتى اللغة لا تساعدك كثيراً بعكس الصيغة الأدبية التي تحررك من هوس الحركة وأدلجتها ، لا أدري من الذي صور لك أو وضع في ذهنك أن هناك بذرة سياسي ومستقبل واعد في داخلك مع أن التربة غير صالحة في أراضيك ؟ وفي مقالك هذا وعندما بدأت الحديث عن السياسة كعادتك رددت نفس كلامك منذ ولجت باب الحركة الشعبية التي كانت لتحرير السودان التي مثلتها في إنتخابات ٢٠١٠ واضعاً يدك في يد النظام الكيزاني مقتسماً معه النور والظلام بالرغم من أنكم كحركة لم تحرروا السودان كما يقول شعاركم حتى الآن ، ومن ثم انسحبت من السباق أو تم سحبك لا يهم . بعد كل هذا الطرح عن نوع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطية وكل القوات النظامية الأخرى لم تحدثنا عن الكيفية والآلية التي ستحقق بها كل هذه المعادلات والمعضلات الشائكة والعويصة التي أعيتنا جميعاً ؟ مالذي يضمن لنا أنك إذا وجدت الفرصة التي تتحدث عنها لهيكلة الجيش وبقية القوات النظامية بأنك ستفعل ذلك دون تأثير سرطان الحركة الشعبية الذي استوطن في دماغك؟ ما الضمان بأنك لن تستخدم نفس الأساليب كالبشير والبرهان وحميدتي في بناء إمبراطورية كبيرة في إفريقيا لتجلس على قمتها وتوزع صكوك الوطنية كالآخرين ؟ كيف تقنع الجميع بأنك لا تريد مجرد التبديل والإحلال لفلول الحركة الشعبية ومنسوبيها لتكون بديلاً للقوات المسلحة والدعم السريع والأجهزة الأمنية والاستخباراتية؟ أين هي خططك الواضحة أيها المستشار السياسي لمسألة صراع المناصب والوظائف الذي نراكم تمارسونه هرولةً ولهاثاً وتشرذما ؟ لماذا لم تزهد في السلطة أو تصبح راهباً بعد سقوط نظام الإنقاذ المرير؟ لا ليس بهذه البساطة أيها الكمرد ولا بمثل هذه السذاجة تنطلي مثل هذه الألاعيب على الشعب السوداني . ثم ثانياً أين هو جيش الحركة الشعبية شمال؟ لا أعتقد أن لدى الحركة الشعبية شمال جيش مؤهل وسوي ليتم استبادله بالجيش السوداني ، وتصريح مالك عقار بأن قوات الحركة جاهزة لسد الحاجة في تأمين مستردات لجنة تفكيك نظام الإنقاذ وتأمين أعضائها لعبة خبيثة منك وانتهازية مكشوفة من مجموعتك فالبديل لقوات البشير البشعة لن يكون أبداً الحركة الشعبية ولا الحركات المسلحة ولا الدعم السريع أو قوات حزب الأمة إن وُجدت ولا غيرها ، ما يريده الشعب السوداني أكبر من ذلك بكثير وأنتم لستم مؤهلين له ، لا فكرياً ولا نفسياً ولا عمرياً ولا حتى أخلاقياً . أما هؤلاء الشباب فلا تكثروا من الضحك عليهم بمثل هذه الشعارات الرخيصة باستيعابهم في الأجهزة الأمنية والشرطية ، يا ترى من قال لك أنهم يريدون ذلك؟ ولماذا المخابرات والشرطة والجيش ؟ هل هو ملعوب آخر لضخ الحياة في جسد حركتكم الخاوية لإستخدامهم فيما بعد ضد الآخرين؟ كلا فقد استوعب الشباب الدرس تماماً وأنه لن يجد فرصة حقيقية لممارسة الحكم ما دمت تفكر وتحتضن أفكار الستينات من القرن الماضي ، أما فيما يختص بالترتيبات الأمنية التي تتحدث عنها فلا تجدي وكل من حمل السلاح قبل الثورة لا يصلح للإستيعاب في إدارة البلاد أو الحفاظ على أمنها وترابها لأن عقليتهم عقلية حرب وقتل ودماء وانتقام ونحن في زمن ٍ إسمه زمن السلام الذي يتناقض مع كل من تسعى لدمجهم في القوات المسلحة بسذاجة إسمها ( الترتيبات الأمنية )
عبدالماجد موسى/ لندن ٢٠٢١/١٠/٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/02/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة