المتابع لمواقفنا منذ توقيع الوثيقة الدستورية العار، و معارضتنا للطريقة التي تمت بها إدارة الحوار مع لجنة المخلوع، يعلم بأنه لا مصلحة لنا في معارضة الحرية و التغيير، و ما آلت إليه الاوضاع جعلنا نثق في مواقفنا، و توقعاتنا، التي تنطلق من مبادئ الثورة، و القناعة الراسخة بالتغيير الجذري في بنية الدولة السودانية.
قلة الخبرة، و الشللية، و الشفقة في الوصول الي السلطة ادت الي جريمة فض الإعتصام، و اتاحت فرصة، و مساحة كبيرة امام الفلول، و اعداء الثورة للعمل ضد الثورة، و تعطيل مسارها، لا اقول وأدها لأن ديسمبر ولدت عملاقة، و ستبقى حتي تُدفن كل بقايا دولة النُخب، و المرتزقة، و العملاء.
كل مواقفنا كانت واضحة، و صريحة، و لكن للأسف لا احد يسمع، مع غمرة السلطة، و سكرة الوصول الي الكراسي.
اعتقد مرت الحرية و التغيير بإمتحان عصيب حيث رفض الشارع لمواقفها، و كادت ان تقع في خانة العداء للثورة لسوء التقدير، و سيطرة روح الحزبية، و الولاء الاعمى، و الشللية، و عدم الإيمان بالآخر حتي الذين قدموا لهذه الثورة منذ عشرات السنين.
نقولها بالصوت العالي لكل مكونات الحرية و التغيير إن عدتم الي المراوغة، و الدغمسة ستُدفنون الي الابد غير مأسوفاً عليكم، و الثورة ستمضي رغماً عن الجميع.
اعتقد لقاء الحرية و التغيير الذي رعته العربية السعودية، و الولايات المتحدة الامريكية لا غبار عليه اذا كان الغرض هو توصيل الرسالة، و تثبيت الموقف الرافض للحوار مع لجنة المخلوع الامنية حول مطلوبات الثورة.
يجب علي الجميع ان يعلموا ان مبادئ الثورة، و اهدافها لا تعرف التفاوض، و الدغمسة السياسية، و لغة التوازنات، و الخوف، و التردد.
الثورة لا تقبل القسمة إلا علي اهدافها، و مبادئها فمن آمن بها في كل الاحوال، و المراحل، عليه التطبيق فقط، او سيسقط، كما سقط الماجن المخلوع.
سقطت قحت في الفخ عندما رأت ان طريق الحوار في مسيرة الثورة يمكن ان يحقق الرغبات، و الطموح.
للأسف سقطوا حين إعتقدوا ان تعبيد الطريق، و إستدامة السلطة في إضعاف الشارع، و قوى الثورة، و شرذمة الشباب باساليب رخيصة، و خطاب شعبوي بغيض.
لغة الحوار اصبحت ممجوجة، و ها هو حوارهم قد احيا عظام الإنقاذ، و عملائها، و هي رميم من لدن السيسي، و ميادة ، و ما اكل السبع من النطائح، و المتردية، الحوار الذي غاب عنه المخلوع، برقصته الشهيرة بمؤخرته الماجنة.
اعتقد ميلاد جديد ينتظر قوى الحرية، و التغييير إن وعت الدرس، و حملت مطالب الشارع التي لا تقبل المساومة، و المداهنة بكل صدق، و شفافية.
من ناحية الثوار، و الثورة، و التغيير .. غياب الحرية و التغيير وراء الاجندة الحزبية، و الاطماع افرز إتفاق سلام جوبا حيث الإبتزاز في اقبح صوره، و ارخصها، و الذي تم برعاية اجهزة امن النظام البائد، و عملاءه.
حرية و تغيير قوية بعيدة عن امراض الماضي، زائداً شارع موحد، و قوي، بالضرورة يعرف ماذا يُريد سنقطع الطريق بلا رجعة امام الردة.
يجب ان تعي الحرية و التغيير ان قوتها من قوة الشارع الموحد البعيد عن التسابق السياسي، و الايديولوجي، و الطائفي، كما يجب عدم إعتماد الخطاب الشعبوي، و الشعارات التي تفسح المجال امام الهتيفة، و اصحاب الغرض.
ايقن الجميع ان في موت الحرية، و التغيير مصلحة لأعداء الثورة، و التغيير، فقادوها عنوةً بالجهل، و الطمع حين إستسلمت لرغبات العملاء داخلها، و المرتزقة الذين صنعهم النظام البائد بعناية، لهذه المرحلة من عمر الثورة.
الكرة في ملعب القوى الشبابية في احزاب الحرية و التغيير، و ان ينهوا سيطرة النخب الفاشلة، و ان يقودوا هذه الاحزاب، و وضع حد للعبث الذي مارسوه في الفترة السابقة.
إنهاء حالة البلطجة، و الإبتزاز مرهونة بقوات مسلحة وطنية موحدة بعقيدة محترمة.
فمن اراد التغيير فعليه بالعمل المدني، و وضع السلاح ارضاً بعد الثورة المجيدة.
اما من يؤمن بأن السلاح هو الآلة الوحيدة الي تحقيق الاغراض، فلن يظل السلاح حكراً علي احد، و سيكون الموقف غير الذي سبق، و " هديك النقعة، و ح نشوف"
برهان، حميدتي.. لا احد وصي علي الشعب السوداني، و مصالحه، قالها قبلكم المخلوع صانعكم، و كبيركم الذليل، الوضيع الذي علمكم المُكر، و التآمر، فذهب غير مأسوفاً عليه تطارده اللعنات، و يشفق علي حاله اوضع، و احقر نشال في ازقة السوق العربي.
كسرة..
تواضعوا، و قولوها صراحةً ( نريد المخارجة) فإختطاف الدولة لا يمكن ان تجدوا فيه ملاذاً آمناً ينجيكم من غضبة الشعب، و ثورته، و إن تطاول الزمان.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة