*مايجري في دارفور يهمني بقدر مايهمني كل الشأن السوداني الذي نمل المساعي قدر المستطاع لإخراجه من دائرة الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية إلى رحاب دولة السلام والديمقراطية والعدالة والتنمية المتوازنة. *تعلقي بدارفور ناجم من الفترة الخصيبة التي امضيتها في ربوعها مع بداية حياتي الأسرية في "الخير خنقا" بالفاشر مع زوجتي رقية عبدالله محمد علي عندما كنت أعمل باحثاً إجتماعياً بمصلحة السجون. *عشت في ربوع دارفور حوالي العامين‘ العام الأول قبل الزواج والعام الثاني بعد الزواج .. في سلام وأمان وسط أهلها الطيبين قبل ان تحشرهم الأطماع السياسية في أتون النزاعات المسلحة. *لذلك لم أتخلف عن تلبية أية دعوة تصلني لزيارة دارفور حتى بعد تفاقم الأوضاع الامنية بها وقد زرت ولاية جنوب دارفور ضمن وفد صحفي وإعلامي العام الماضي. *حكاية إختطاف زميلتنا الصحفية محاسن أحمد عبدالله مع بعض أعضاء الوفد المصاحب لوزير الثقافة الإتحادي للضعين للمشاركة في الإحتفال بالمهرجان الثقافي الإجتماعي الرياضي أعادت لي شريط الذكريات في دارفور. *لن اعيد عليكم سرد تفاصيل الحكاية التي اوردتها محاسن في عدد "السوداني" أمس رغم انها تستحق أكثر من وقفة‘ لكنني أتوقف عند بعض الملاحظات التي قد تساعد المسؤولين لعدم تكرار مثل هذه الثغرات التي يسرت للخاطفين مهمتهم. *أمر مؤسف أن يستعجل الرجوع للخرطوم وزيرالثقافة الإتحادي الطيب حسن بدوي والأمين العام لاتحاد نقابات السودان موسى حماد كافي ويتركان الوفد الثقافي والإعلامي المرافق لهما في مثل هذه الظروف. *ما ذكرته محاسن من ملاحظتها عن مخاوف رئيس بعثة اليونيميد في الضعين مستر لاندنق واستعجاله لهم بالتحرك للعودة‘ إضافة لاضطراب حركة "الكونفوي" حيث لم تعد العربات منتظمة في عقد واحد و بدأت تتسابق في طريق العودة متفرقة عن بعضها. *الملاحظة المهمة الاخرى التي قالتها محاسن أن العربات التي أقلتهم إلى منطقة ياسين غرب الضعين تحركت دون حماية شرطية بحجة أن المنطقة امنة وهذه ثغرة واضحة. * السؤال الأهم : من أين جاءت العربة التي كانت تحمل الملثمين بأسلحتهم وعلى رأس عربتهم "دوشكا" وأوقفوا العربة التي كانت تقل زميلتنا الصحفية محاسن والفنانة شموس ومن معهم/ن وتخرجهم/ن تحت تهديد السلاح وتأخذ العربة .. وتتركهم/ن في الخلاء. *مرة اخرى هناك سؤال يفرض نفسه : لماذا لم يتم تأمين العربات التي نهبت وسط إستعجال المسؤولين بمن فيهم رئيس بعثة الينويميد بالضعين ؟!!. * بقي سؤال ظل مطروحاً بلا إجابة عن مسؤولية قوات اليونيميد التي جيئ بها لدارفور لحماية المدنيين‘ لكنها لم تستطع حماية نفسها من الإعتداءات المتكررة. *كلمة أخيرة نوجهها للمتحاورين في قاعة الصداقة : مع أي حركات مسلحة تتحاورون ؟ !! .. بينما التفلتات الأمنية قائمة بقوة السلاح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة