صبرت أيام عديدة حتي ينشط ذهني ويجد قلمي مناخاً أخضراً راقياً ليرتع ويكتب عن أكبر موضوعين في وطننا السودان وهما الإستقلال والحوار الوطني . العلاقة بين الموضوعين قوية وترى وتحس فالمطلب واحداً ألا وهو الحرية حتي نمارس حياتنا مخيرين غير مسيرين حيث لم تكن الحياة في السودان طوال العقدين وأكثر حياة مريحة حيث نشب بننا العراك والإقتتال ولهذا السبب وحده ألقينا الحبل علي القارب وتسلح المواطنون أي معظم مجتمع السودان وإنعدم الأمان والأمن والسلام حتي بين أبناء العمومة ولعمري أنه أكبر خطأ (إستراتيجي) إرتكبه السودان في حق شعبه ووطنه . أنظر إلي المليشيات المسلحة بجانب قوات الشعب والشرطة وهي تملك ترسانة من الأسلحة ، خفيفاً كانت أم ثقيلة يشيب لها الولدان هذا وأكاد أجزم أن (75%) من مواطني السودان يملكون أسلحة وعلي عينك يا تاجر . هكذا تصبح الحاجة ماسة إلي الإلتفات إلي صوت العقل وتحكيمه في هذه المعضلة الكبيرة هذا في الداخل السوداني ، أما في الخارج فحدث ولا حرج ، فإنك تجد أكثر من ثلاثين تنظيم مسلح يسن حرابه علي الدوام للقضاء علي نظام الحكم في السودان فقد رسخت لديهم أن سبب مآسي السودان هو هذا النظام ، وبالمثل فإن حكومة السودان (المعمرة) لا تتوانى في خنق تلك الأنكمة المارقة عن يدها لتضيع الحقيقة في محيط الخصام وإنعدام الثقة بين الجانبين ويضيع تبعاً لذلك المواطن الغلبان فيجد مشقة في ممارسة حياته كما كان عليه آبائه وأجداده وتزداد الحرب ضراوة وتتعقد الحياة في سودان الجدود . لهذا وذاك نبه العقلاء بيننا نبهوا المجتمع السوادني الرسمي والشعبي لمداركة الوضع قبل أن تقع الفأس بالكلية علي الرأس ، يوم أن ينفرض النظام في الدولة السودانية وتذهب الجهود لإصلاحه ، مجرد عبث ولعب عيال . نشط هؤلاء العقاء حين عم التوجس بين المعارضة مدنية كانت أم عسكرية وحكومة السودان لكن المولي في عليائه قد لطف بنا فأنعقد الحوار الداخلي وسار من حسن إلي أحسن وقد إستغرق ذلك أكثر من ثلاثة شهور وبدأ الحوار الخارجي في برلين بألمانيا ورغم أنه قد وصل إلي طريق مسدود ، إلا أن الجميع يأمل أن يتكامل الحواران في جولة أخري حيث تنشط الوساطة الآن ويتحقق الإتفاق علي إلقاء السلاح ونبذ الفرقة والشتات . أما وأننا نودع شهر يناير من عام 2016م فيجب علينا جميعنا أن ندرك أن الآباء والأجداد قد حققوا لنا الإستقلال في (كبد) فليس من اللياقة ولا الأدب أن نضيع الحرية التي أهدونا إياها ونقتل بعضنا البعض لتترمل النساء وتتعالي بالعوين ويعيش بيننا (طابوراً) من الأيتام الذين يواجهون مصيراً قاس ومجهول . الحوار الوطني بالداخل تواصل لقائه في قاعة الصداقة بالخرطوم لمدة جاوزت الثلاثة شهور كما أسلفنا وقد إنتهي بالفعل لنرى مخرجاته وقد (حطت) علي آمال المواطن السوداني وذلك بفرية واحدة ألا وهي أن تحترم تلك المخرجات وتنفذ بنداً بنداً من أجل السودان وأبنائه ومن الجميل بمكان ، أننا قد شهدنا في ولاية جنوب كردفان ، وهي رأس حية المعارضة المسلحة في السودان ، شهدنا ما عرف بالحوار المجتمعي وقد سار علي ما يرام ونأمل أن ينتهي علي يرام . ختاما، أخي المعارض ، أختي المعارضة ، أيها المعارضون جميعكم بالداخل أو بالخارج ، نرجوكم أن لا تضيعوا أمل السودان وشعبه هناك في ا وراء المحيطات وأن تضيعوه ، هنا بيننا في السودان حيث نأمل الجدية وتحيق الوطنية لنعيد رفع راية إستقلالنا .
وأن آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وألا عدوان إلاعلى الظالمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة