أعلن أحد الجهلة الذين يسمون أنفسهم خبراء استراتيجيين ممن انتشروا مثل نبت شيطاني، يتحدثون باسم النظام البائد الذي صنع هذه الوجوه البائسة ودفع لهم ودفع بهم ليلعبوا دور الخبراء الناصحين، ضمن حملته في تغبيش الوعي وخداع الناس. أعلن الخبير أنه بجانب حظر المؤتمر الوطني من ممارسة العمل السياسي في الفترة الانتقالية يجب منع (قحط) أيضا وهو بالطبع يقصد ان ينطقها (بالطاء) إمعانا في محاولة (الخم) الذي لم يبرع الكيزان في شيء مثلما برعوا فيه ربما باستثناء السرقة. قال لا فض فوه أنّ قحط تسببت في انهيار امني واقتصادي، وان الدولار كان يساوي 80 جنيها فتضاعف في عهد قحت وان قحت وجدت قطعة الخبز بجنيه واحد وتركتها وهي تناطح الخمسين. لن يجد الخبير الاستراتيجي النزاهة أو الشجاعة ليعترف ان دولة الكيزان تحكم هذه البلاد حتى اللحظة، وان الانهيار الاقتصادي بدأ في عهد الإنقاذ التي (لولا وصولها للسلطة لوصل سعر الدولار إلى عشرين جنيها كما اعلن أحد قادة الانقلاب الانقاذي، قبل أن يبدأ الدولار بالقفز بالزانة ليصل أرقاما فلكية برغم تغيير العملة الوطنية أكثر من مرة وسحب عدة اصفار منها). لم توات الخبير الشجاعة ليعترف انّ دولة الكيزان حكمت حتى في الفترة الانتقالية من خلف ظهر عسكر اللجنة الأمنية المتواطئين. وكانوا يضاربون في الدولار ويخرّبون الخدمات ويخفون السلع، لإفشال الفترة الانتقالية ولكي يفقد الشعب الامل في ثورته ويزهد في التغيير، وقاموا بتحريك الميلشيات المصنوعة في جهاز أمنهم لتقوم بمهاجمة الناس ونهبهم في الشوارع، وارتكاب جرائم غريبة على المجتمع السوداني وفي قلب العاصمة، بل أن رئيس مجلس السيادة أمر الناظر ترك بإغلاق الميناء وطريق الشرق لإسقاط الحكومة، ورعى بنفسه اعتصاما (صديقا) في القصر أغدق العسكر عليهم الخيرات حتى اشتهر الاعتصام باعتصام الموز، لقد سعى الكيزان وعسكرهم ليحققوا عمليا تحذيراتهم للناس في فترة حكمهم بأنّ التغيير لن يجلب سوى الهم وعدم الاستقرار وانفلات الأمن. استند الخبير في طلبه لحظر قحت على تقييم قحت نفسها للفترة الانتقالية واعترافها بالفشل في إدارة بعض الملفات، هل سأل الخبير نفسه هل انتقدت الإنقاذ نفسها يوما او اعترفت بخطأ واحد؟ رغم كثرة الأخطاء التي ارتكبتها وهي لم تكن في الواقع أخطاء بل كانت جرائم ضد الإنسانية وفساد استشرى مثل النار في الهشيم فلم يوفر اخضرا او يابسا. يتميز منسوبي التنظيم النازي بخصلة مشتركة نادرة في عرفنا السوداني: عدم الحياء، وإدمان الكذب، يصعب أن تصادف يوما أحد منسوبي هذا التنظيم يتحرى الصدق والحقيقة في حديثه، او يعترف بارتكاب خطأ، وكيف يرتكب الرسالي خطأ؟ كيف يرتكب من جاء لإخراج الناس من الظلمات الى النور الأخطاء؟ رغم ان ما فعلوه حقا هو اغراق وطن كامل في ظلام الموت والظلم والفساد، والقلة التي انتبهت مبكرا الى أنّ التنظيم يسعى للاستبداد بالسلطة واستخدام الدين ستارا لنهب وطن كامل واذلال أهله، تلك القلة آثرت السلامة واختفت من المسرح. مركزية الحرية والتغيير ارتكبت أخطاء كثيرة، أولها عدم الوضوح ومصارحة المواطن بأن العسكر كانوا يسيطرون على كل شيء ولم يتركوا للمدنيين مجالا لإصلاح او تغيير، لكن تبقى قحت تنظيما مدنيا لم يحمل السلاح لإرهاب الناس، ولم يسرق فلسا من المال العام، بل وانها انتقدت فترة حكمها وحاولت الإفادة من اخطائها. لا بد من حظر التنظيم النازي واية تيار او تنظيم يخرج من رحمه الفاسد، واستعادة كل الأموال المنهوبة والمحاسبة على كل الجرائم التي ارتكبت في العهد الخراب، والا فإنّ الموت والنهب والقتل لن يتوقف في هذه البلاد. أحمد الملك
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 15 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة