هي شبه مخبولة ،، معروفة ومشهورة ،، يعرفها الكبار والصغار في أروقة السوق ،، تعودت أن ترمي الكلام شمالاَ ويمينا لتلفت الانتباه والأنظار ،، دائماَ وأبداَ تبحث عن خصم حتى تجد مرامها في إشعال كركبة ومشاغبات بالجوار ،، واليوم منذ الصباح الباكر استعدت لمعركة مع أحدهم مازال مجهول الهوية ! ،، هي لا تعني شخصاَ بعينه ولكنها في أعماق نفسها تريد شخصاَ يناكفها ويجادلها حتى تشفي غليلها في الأعماق،، في طريقها مرت بجوار مجموعة من طلاب المدارس الصغار ،، وحين شاهدوها غلبتهم الشقوة والشيطنة ،، فهتفوا جماعياَ بصوت عال : فكت فكت !! ياها ياها !! ،، لم تعرهم أي اهتمام ولم تلتفت لناحيتهم ،، ولكنها قالت في المبهم المجهول : ( هو وينو الرجال البيكسروا العناقريب في هذا الزمن ؟؟؟ ) ،، كانت تلك رمية جارحة رمتها في السوق العام !! ،، ولم تراعي الفوارق بين الصالح والطال من الرجال !! ،، رمية قد مست النصاح وفي نفس الوقت قد مست المعلولين !! ،، ولكن من غرائب الأحوال أن أحدهم قد رد عليها فوراَ دون أن يفكر في المقصود والعواقب قائلاَ : ( يا هو دا جنس الكلام الشين البيجنن البوبي !! ) !! ،، ويبدو أن تلك المجنونة قد وجدت ضالتها حين التففت إليه وقالت : ( أنت يازول هوي عنقريب القصب ما بتقدر تكسروا خلي سرير الحديد !! ) ،، ثم فجأة مر بالجوار صاحب عربة كارو ،، وأراد أن يشترك في تلك الشكلة الجاهزة ،، نزل من الكارو ثم جرى لناحيتها وهو بقيض في يده سوطاَ يلوح به ،، ثم ضربها بالسوط في كتفها !! ،، فقالت وهي تصرخ بصوت عال وحاد : يضربك الضراب يا أهبل يا عوير ،، إنت مالك ومالي ؟؟ !! ) ،، أمش أضرب زوجتك لو كنت فعلاَ تقدر تكسر العناقريب !! ،،
مر بالجوار شيخ مسن وقور ،، وكالعادة أراد أن يلطف الأجواء وأن يهرب من تلك الساحة التي تمتلئ برشاش الماء الآسن ،، فقال : ( استغفر الله !! ) ،، ثم أبتعد بسرعة عن المكان !! ،،
وهكذا جرت شكلة جاهزة ،، ومجادعات كلامية بريئة بين مجهولين في صباح الرحمن بدون أية مقدمات ومقاصد ونوايا !! ،، وبعد ذلك جلست تلك المجنونة تترقب آخرين لتدخل معهم في مناكفات وسجالات دون أن تخشى العواقب كعادتها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست