أصبح جلياً لكل شعبنا وجود طرفي صراع من بين القوي الموقعة علي الإتفاق الإطارئ والعملية السياسية والداعمة لها ، إحداها مُتمثل في الجيش أو غالبيته وعناصر الكيزان داخله بقيادة البرهان وجنرالاته في اللجنة الأمنية ، ومعهم المجموعات التي ساندت ودعمت الإنقلاب من اطراف سلام جوبا والكتلة الديمُقراطية والإتحاديين فرع "مولانا" و إبنه جعفر ، و الجناح الآخر هو جناح مليشيا الدعم السريع ومجموعة الحرية والتغيير الجسم المركزي ، الجناح الأول مدعوم بشكل مُباشر من مصر و مخابراتها وحكومتها و الجناح الآخر مدعوم بشكل مُباشر من الإمارات وحكومتها ومخابراتها... هذا الصراع أصبح مكشوفاً و يتجه شئياً فشئياً للمواجهة العسكرية الحتمية ، والتي وقودها الناس و المدنيين و دولة البنية السُودانية الهشة... صراع ليس لشعبنا أي مصلحة فيه ... لا لدولته و لا لثورته ولا لمطالبه ولا لمُستقبله... أطراف الصراع من العسكريين و داعميه في الكتلة الديمُقراطية و دولتي الثورة المُضادة الإمارات ومصر هم من أحدثوا الإنقلاب ودعموهوا ووقفوا حجرة عثرة أمام أي إنتقال ديمُقراطي في السُودان وضد أي تغيير لما خربه الكيزان في الإقتصاد أو السياسات وحاولوا ويحاولون إستمرار ذات السُودان "المنهوب" من حفنة ممن أعمتهم مطامعهم ومن دول لاتراعي غير مصالحها من الإمارات إلي مصر والسعودية وصولاً لروسيا ما وراء البحار... تحاول مجموعة المجلس المركزي تصوير الصراع بأنه مابين الذين يريدون إنتقال مدني وديمُقراطي وما بين الكيزان ومجموعاتهم من القوي التي لاتريد أنتقال مدني وديمُقراطي ، وتريد إنفاذ إتفاق وعملية سياسية حتي وإن ضحت فيه بالعدالة الإنتقالية وبإزالة تمكين المليشيات أو بمحاسبة القتلة وأعطتهم الحصانات كل ذلك من أجل المغذي الحقيقي وهو الوجود في السُلطة... التخلص من الكيزان مقابل الإبقاء علي الدعم السريع وبواسطته، الوصول للسلطة عبر "حصان" الدعم السريع و"جناح" الإمارات... في المقابل لا يقف الكيزان وجنرالات الجيش ومجموعة جناح مصر مكتوفي الأيدي ويعملون علي فرض واقعهم الإنقلابي والمُسيطر وأن تكون لهم الغلبة في حال الذهاب للعملية السياسية وإتمامها بما لا يضر مصالحهم ونفوذهم ونهبهم... هذه الأطراف من العسكريين و المدنيين مع التسليم بأنهم جزء حقيقي للواقع إلا أنهم وتبعاً لذات الواقع ليسوا أهلاً لتغيير أو إنتقال ديمُقراطي يقود لسُلطة مدنية حقيقية و مسار يؤسس لدولة توازي تضحيات شعبنا أو حتي جزء مُقدر من طموحاته المشروعة... فرهن إرادتنا لمصالح العسكر والمليشيات والكيزان و قوي الثورة المُضادة لا يصنع أي نتيجة مُبشرة وصحيحة لشعبنا في الحاضر ولا في المُستقبل... ليس من مصلحة شعبنا هذا الصراع المحموم الدائر وتخندقاته مابين مجموعة الجيش والكيزان وداعميهم و مجموعة الحرية والتغيير والدعم السريع وداعميهم... نعول كُنا ولانزال علي شباب السُودان ورجال ونساء المستقبل فيه لتكون لهم اليد الطولي مسنودين بالقوي الديمُقراطية والثورية الحقيقية لصنع الفارق ... لم يحمي الإنقلابيون شعبنا بل شاركوا ويشاركوا في قتله ، ولن تحمي الإمارات أو مصر مصالح شعبنا في الديمُقراطية والنهوض الإقتصادي لأنهم يرمون شباكهم بشكل يومي لنهب وصيد ثرواتنا ولايزالوا في هذا الطريق ... دخول أي ديمُقراطي حقيقي في هذا المُستنقع ودعم أي طرف من أطرافه هو في الأخير يدّعم قوي الثورة المُضادة ويتحول لأداة من أدواتها ليس إلا... الوقوف مع العملية السياسية لايعني الوقوف ضد الكيزان فهم موجودون داخلها ولكن الصحيح هو ضد مجموعة منهم وفي ذات الوقت وقوف وبشكل كامل مع مصالح الإمارات ، والوقوف ضد العملية السياسية و بشكلها الحالي لايعني الوقوف في خط الكيزان وداعمي الإنقلاب لأن الخط الثوري الديمُقراطي معروف الوجهة فهو ضد الكيزان وحكم العسكر والمليشيات وضد قوي الثورة المُضادة ، وعندما قاوم شعبنا إنقلاب ٢٥ أكتوبر قاوم فيه ورفض كل مكونات الإنقلاب من كيزان وعسكر ومليشيات وإنتهازبين وفلول ... محاولات تقسيم القوي الديمُقراطية مابين داعمين للإتفاق وضده هي بالنتيجة محاولات لإقناع شعبنا للقبول بالقتلة و بسطوة قوي الثورة المُضادة ... الصحيح هو نفض الايدي الديمُقراطية وعدم تلوثها باي تحالفات مع القتلة تحت أي مُبرر ، فصراع القتللة والعسكريين والمليشيات والكيزان لن يوقفه الإتفاق الإطارئ بل يقويه ويشعله ، والثورة المُضادة تتفرق بينهم أجل لكنها تتفق علي إستمرار نهبنا وعلي إستمرار تمزقنا وعلي إستمرار حُكم العسكر والمليشيات... فليعود لبعض العقل الديمُقراطي المُتخندق مع القتللة لمكانه الطبيعي لصالح شعبنا وليس لصالح قوي الثورة المُضادة والمليشيات والعسكر... نضال عبدالوهاب 5 مارس 2023
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 02 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة