[email protected] + مقدمة . هذه مقالة من 7 حلقات تحكي بعض البعض من تدبر الكاتب في سيرة ومسيرة الاستاذ العظيم في الذكرى الثامنة والثلاثين لإستشهاده ، ورجوع نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية ، فدخلت تووش في جنته ... وجنته هي النفس المطمئنة مرتاحة البال والضمير . بدأت محاولتي بمقالة في حلقة واحدة ، ولكن ولان الحديث عن الاستاذ العظيم ذو شجون ، فقد بدأت الافكار والإنطباعات تغزو عقل الكاتب ، حتى صارت الحلقة الواحدة سبعة حلقات ، تتغزل كل حلقة في فكر وفهم واخلاق ومقاومة وكفاح الاستاذ العظيم ، فهو من الذين تهوى اليهم افئدة من الناس ... نكرر الناس وليس الابالسة الاخونجية فهم ليسوا من الناس ، بل هم كائنات غير إنسانية ، كائنات متوحشة تقتل الكنداكة ست النفور بدم بارد بسلاح الاوبلن المُحرم دولياً ، وتغتصب الطفلة تدليل ( 15 سنة ) في همجية لا إنسانية ... هذه وتلك كائنات غير إنسانية ، وليست من الناس . ونتمنى ان يخرج الحزب الشيوعي وحزب البعث من مركبهم الذي يمخر ضد الثورة ، وضد الثوار ، وضد الإتفاق الإطاري ، ومع إنقلاب 25 اكتوبر 2021 . افئدة الناس اولاد الناس تهوي إلى الاستاذ العظيم ، كما جاءت به الآية 37 في سورة إبراهيم : ... فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ... كان الحاقدون الجهلة يحيطون بالاستاذ العظيم إحاطة السوار بالمعصم . في هذا السياق ، قال فاهم من الناس الفاهمة : «إذا لم تجد لك حاقداً فاعلم أنك إنسان فاشل». نحاول ان نستفيد من تدبر سيرة ومسيرة الأستاذ العظيم ، لتساعدنا دروس وعبر سيرته في العبور الآمن من الفترة الانتقالية الهشة والمؤقتة الحالية إلى الفترة الديمقراطية الدائمة والصلدة ... بتحول ديمقراطي سلس ومُتفق عليه من الجميع . نحاول ان نتملى في القرابين التي تاكلها النار ، التي قدمها الاستاذ العظيم في مسيرته الباذخة ، وهو شامخ كالتبلدية الراسخة ، وهو يستميت في الدفاع عن الحقيقة والحق والحرية وإحترام كرامة الانسان الذي كرمه ربه ، كما جاءت به الآية 70 في سورة الإسراء . قالت: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا . + الاستاذ العظيم ولماذا هو إنسان عظيم ؟ في كتابه ( عبقرية عمر ) ، أورد الاستاذ عباس محمود العقاد ، هذه الحكاية : قال : كان الأسود بن سريع ينشد الرسول، صلى الله عليه وسلم ، المديح من الشعر. وأثناء إلقائه الأماديح ، دخل رجل . فطلب الرسول من الاسود التوقف ، قائلا: بَيِّنْ ، بَيِّنْ ... اي اوقف اوقف الإنشاد . قال الاسود : من هذا الذى يطلب مني الرسول التوقف عن الأنشاد لحضوره ؟ قَالَ: إنه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ! هَذَا رَجُلٌ لَا يُحِبُّ الْبَاطِلَ. يتسآل العقاد: وهل يقبل محمد الباطل الذى يأباه عمر؟ يرد العقاد: إن الفارق بين محمد وعمر، هو الفارق بين ( الإنسان) العظيم و( الرجل) العظيم.
إن عمر ، الرجل العظيم ، يعرف دروبا من الباطل ، ويعرف دربا واحدا من دروب الإنكار ... وهو السيف . أى الرفض القاطع لكل أشكال الباطل ، مهما صغر أو كبر. أما محمد ، الإنسان العظيم ، فهو أكثر استيعابا لما فى النفس الإنسانية من عوج وتعريج ، من صحة ومرض ، من قوة وضعف، من صلاح وفساد. فيعرف دروباً من الباطل . ويعرف دروباً من الإنكار. وقد يصبر الإنسان العظيم على ما يأباه الرجل العظيم . ونشهد إن الأستاذ العظيم كان إنساناً عظيماً ، يصبر على ما يأباه اي رجل عظيم ، كان نخلة باذخة ترمي الرطب لكل من يقذفها بالحجارة ، كان يستغفر لمن ينتاشونه بالسهام المسمومة 71 مرة ... كما سوف نحاول توكيده وإثباته في هذه المقالة من سبعة حلقات . + 38 سنة على الفاجعة ؟ اليوم الأربعاء 18 يناير 2023 تمر 38 عاماً على إستشهاد الأستاذ العظيم صباح الجمعة 18 يناير 1985 . في ذلك اليوم الكئيب إنطفأت منارة كبرى ، كانت ترسل إشعاعات فكرها ونورها وخيرها في رياح الدنيا الاربعة . إستشهد على خشبة المشنقة في سجن كوبر بتهمة الردة المفبركة عن عمر يناهز ال 76 عاما . إستشهد وهو باذخ كالتبلدية الراسخة ، وهو باسم إبتسامة الطمانينة المطلقة ، وهو مؤمن إنه باق ما بقيت ( الفكرة ) ، وما بقيت ( الرسالة الثانية في الإسلام ) . الافكار العظمي لا تموت ، والمعانى الكبرى لا تزول ، والقيم الإنسانية لا تنمحى ، والمرجعيات الاخلاقية لا تغادر ، وذكرى الرواد العظام لا تغادر المكان ، مهما امتدت الحرب على الذاكرة الوطنية، وعلى الرواد العظام . الاستاذ العظيم باق بيننا ما بقيت ( الفكرة ) ، وهي باقية بل متوهجة . الاستاذ العظيم باق بيننا ما بقيت ( الرسالة الثانية في الاسلام ) ، وهي باقية بل متجددة ومشعة من فوق الجبل . وقتها في يناير 1985 ، حاول بعض الخيرين تجميد حكم الاعدام ، بشرط ان يطلب الاستاذ العظيم من السفاح نميري محاورة علماء السلطان في خطوة تتبعها إستتابة . رفض الاستاذ العظيم هذه المحاولات رفضاً باتاً ، مؤكداً لمحاوريه إقتراب حسابه امام ربه ، وإنه ذاهب لمقابلة ربه وهو مطمئن النفس راضياً عنها ، وإنه مُستيقن إنه سوف يستلم كتابه بيمينه ، فهو لم يعمل إلا صالحاً في حياته ، ولم يقل إلا حُسناً ، وكرر على مسامع هؤلاء الخيرين فاتحة سورة الانبياء . قالت : اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون . وهو على خشبة المشنقة ، وهو مُستيقن إنه مفارق دنيا الناس في ظرف دقائق ، إستقبل الاستاذ العظيم هذا الفراق الابدي بإبتسامة الطمانينة ، بإبتسامة الرضى ، بإبتسامة راحة الضمير ، بإبتسامة السعادة والفرح إنه ظل على مواقفه المبدائية لم يتزحزح قيد انملة رغم إستيقانه إن مواقفه هذه سوف تعرضه لموت مُحقق . كانت تلك إبتسامة خالدة ، تفوقت على إبتسامة المونا ليزا الأسطورية . هزم الاستاذ العظيم تجربة الموت ، ومشى إلى الله مشياً ... ثابت الخطى ، مُطمئن القلب ، باسم المحيا ، وكانه عريس في ليلة زفافه . فتأمل ! وقتها ردد تلميذه النجيب سعيد الطيب شايب الاية 27 في سورة الفجر . قالت : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي. نعم ... رجعت نفس الاستاذ العظيم المطمئنة الى ربها راضية مرضية ، واجزم إنها دخلت في جنته . نواصل مع الاستاذ العظيم في الحلقة الثانية من المقالة ... خاتمة : اتركك يا حبيب في الفيديو في الرابط ادناه في وداعة الاستاذ العظيم وهو يتكلم في يوم الجمعة 28 فبراير 1969 ، اي قبل 54 سنة ، عن النفوذ المصري في السودان ، وكانه يحدثنا اليوم في الاربعاء 18 يناير 2023 ... لله درك يا استاذ :
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة