للأسف تبنت قحط الإقصاء والتهميش منذ أول وهلة، مكتفية بدعم اوروبا لها. مما عزلها عن باقي التجمعات السياسية (اسميها تجمعات وليس قوى). أدى ذلك إلى الإجهاز على الثورة، وضياع أرواح من استشهدوا فيها سدى. لم تملك قحط (الشيوعي والبعثي والأمة وحزب ابراهيم الشيخ) الكياسة السياسية اللازمة لاستقطاب المجتمع الإقليمي، مما دفع مصر لدعم البرهان. وهو رهان خاسر على قدرة البرهان على إنهاء سيطرة الأخوان المسلمين في السودان، فالبرهان أحد من خانوا انقلاب البعثيين في رمضان فنجا من الاعدام. واصبح ذراع الإخوان القوي، ويقال بأنه مشتبه به أمام المحكمة الجنائية الدولية، فكيف سيتمكن من إنهاء سيطرة الإخوان المسلمين وهو متورط معهم حتى رقبته. كان هذا رهاناً خاسراً بكل المقاييس. مع ذلك لم يكن هناك بديل مناسب رغم أن حزب الامة ممثلاً في مريم أبدى فروض الولاء والطاعة لمصر، لكن حزب الأمة ديك بلا ريش. بل تبعته باقي الاحزاب، حيث لم تتمكن هذه الأحزاب من أن تمارس دموقراطية داخلية ولا وضع منظومة برامج تستقطب لها الناس، وأصبح الشعب أكثر وعياً بحقوقه فلجأ إلى أرضه وجذوره ليدافع عن تلك الحقوق، بلا اتباع لأكاذيب الأحزاب العقائدية، فالجيل الجديد لم يتعلم (بوس الإيد). الحراك الآن هو حراك حقوقي بامتياز، شئنا هذا أم أبينا، والشعوب في الشرق والغرب والجنوب تريد حقها في ثرواتها، وحقها في سلطاتها، وحقها في ان لا يذهب بترول غرب كردفان لشركات الرأسمالية الطفيلية القديمة، وصمغ كردفان لأهل كردفان وماشيتها لهم، وذهبها لهم، وسواحل وموانئ الشرق لأهل الشرق، وتمر القونديلة لأهل الشمال.. وهكذا. فقصة الأحزاب القديمة لم تعد مسلية. وفولكر بدوره راهن على العصابة الصغيرة التي تأتمر بأوامر فرنسا. متجاهلاً الحقائق على الأرض. وكل من يتجاهل الواقع يخسر جميع رهاناته. ولذلك على الغرب ومصر والخليج أن يراهنوا على قوى الهامش، في الشرق والجنوب والغرب، فقط لاغير.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة