علي الشعب السوداني مقاومة الزيادة المالية الجديدة علي اي اجراء حكومي الا بعد قيام مجلس تشريعي منتخب او حتي لو كان برلمان انتقالي يكون للمواطنين فيه تمثيل حقيقي
لم يخرج الشعب السوداني علي نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الا بهدف اقامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية التي تسمح للمواطن ان يشعر بالمواطنة الحقيقيه و يمارس حقه في التعبير والنقد البناء والدفاع عن حقوق الإنسان والمطالبه بحقوقه المشروعة في العيش الكريم ولايعقل ان يستبدل طاغية بطغاة اخرين والا كان كان الافضل له بقاء النظام البائد والذي كان يخشي مجرد التفكير في رفع الدعم خوف من ردة فعل الشارع عكس اليوم حيث تمارس وزارة المالية استفزاز صريح نهار جهار وكل فترة تشرع في رفع الاسعار والرسوم كان ما هذا الشعب يعيش فوق جبل من الذهب وهو في الحقيقة بالكاد يستطيعون ان يجدوا قوت يومهم
ان من حق الشعب السوداني معرفة سر بقاء السيد جبريل ابراهيم وزير للمالية في وقت كان ينبغي عليه الرحيل مع وزراء حكومة السيد عبد الله حمدوك التي اطاح بها الجنرال البرهان في انقلاب 25 اكتوبر2021 ولكنه ظل محتفظ بمنصب وزارة المالية بينما الحقائب الوزارية الاخري عليها وزراء تحت التكليف ولايحق لهم اتخاذ القرارات المصيرية الا بعد الرجوع إلى المجلس التشريعي او المجلس السيادي الغير مكتمل النصاب بعد ابعاد المدنيين منه فصار مجلس يضم عسكريين وقادة حركات سلام جوبا الذين لايعتبرون في اي خانة يتم وصفهم الدستوري فلاهم عسكر ولا هم مدنيين
ان اكبر كارثة حلت على الشعب السوداني هو اقرار سلام جوبا اذا كان يتضمن مخاصصة في تشكيل الحكومة الانتقالية بحيث تكون هناك حقائب وزارية بعينها من نصيب الحركات المسلحة وهذا لايتناسب مع مرحلة تحتاج الى من هو الانسب وليس الاقرب
لانعرف من يخطط للسيد جبريل ابراهيم هذه الاجراءات المالية الغربية ولكن الاهم هو ان السيد جبريل قد احرق نفسه بنفسه فبعد ان كان ينادي بمحاربة التهميش والاقصاء والفقر والبطالة واقامة دولة العدالة والمساواة صار اليوم اداة من ادوات قمع الشعب السوداني وهو يصر بالاحتفاظ بمنصب نال سخط الجماهير الشعبية التي خرجت ضد البشير في ( فد رغيفه) عندما كانت القطعة الواحدة من الخبز بثمن واحد جنية كانت الجماهير الهادرة تهتف حينها ( سلمية سلمية ضد الحرامية) وبعد سقوط البشير واسترداد معظم الاموال من ازلام النظام البائد عبر لجنة ازالة التمكين وقيام حكومة السيد حمدوك برفع الدعم المالي عن العديد من الخدمات الصحية والتعليمية والوقود والغاز والكهرباء صار الشعب في حيرة من أمره فهل خرج لاجل مزيد من الضغط الاقتصادي ؟
واين ذهبت تلك الاموال التي كانت تدعم الخدمات العامة والموزنة التي تذهب الى الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وغيرها من اجهزة الموتمر الوطني المحلول اين ذهبت تلك الاموال والعقارات والسيارات والمزراع؟
ولماذا لا تدخل الاموال المستردة عبر لجنة ازالة التمكين ضمن ميزانية الدولة ؟
وغيرها من الاسئلة المشروعة من جانب المواطن البسيط الذي هتف وسكب العرق والدم لاجل مستقبل أفضل وهاهو اليوم يدفع ثمن ذلك علي حسابه فارتفعت قطعة الخبز من جنية الي خمسين جنيه وارتفاع تكاليف العلاج بعد ما كان متاح عبر خدمة التامين الصحى في ظل نظام البشير المحاصر دوليا عبر عقوبات اقتصادية والتعليم لم يجد اي اهتمام والمدارس الحكومية صارت طارده بسبب انعدام الخدمات والبنية التحتية فيها فصارت المدارس الخاصة ملاذ لمن يملك المال بينما ابناء الفقراء والمساكين لاحل لهم الا امتهان ( تسعة طويلة) كرد فعل طبيعي على ما يحدث من تهميش وفقر مدقع وغياب العدالة الاجتماعية
لم يستفد السودان من رفع عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية الا مزيد من الفقر ولا من خطط البنك الدولي الا مزيد من الخراب الاقتصادي ولا من سلام جوبا الا اهدار موارد الدولة في الصرف علي اشخاص كانت الحرب خير للسودان من سلام افقر البلاد والعباد
كنا نتوقع من قادة حركات الكفاح المسلح التصدي لذلك الظلم ولكن بكل اسف صاروا هم ذاتهم جزء من ادوات البطش والتنكيل بالمواطن السوداني المغلوب على امره
لقد فقد الشعب السوداني الثقة في كافة الموجودين في الساحة السياسية بعد ان اتحيت لهم الفرصة اكثر من مرة لترجمة الشعارات التي كانت مرفوعة قبل سقوط نظام البشير بتحقيق العدالة الاجتماعية
باتت احلام المواطن السوداني تنحصر في كيفية ايجاد لقمة عيش كريمة وليس التفكير في المستقبل الشعب جائع واتحدي السيد جبريل ان يدخل اسواق المهمشين الذين تنكر لهم ليعرف كم وصل ( كوم الكمونية) او (المعضمة) في بلد تملك ثروة حيوانية تفوق تعداد سكان دول الخليج العربي وشعبها عاجز عن شراء احشاء واطراف البقر والضان حتي وسيلة مواصلات المهمشين المتمثلة في الدراجات الهوائية اصابها داء الغلاء فلا يمكن لمهمش من شراءها الا بعد قطع نفس وربما لايتمكن من ذلك اساسا من يمر بالمجالس يسمع همس الناس تتحسر على ايام الرئيس المخلوع عمر البشير وفي ذلك خيبة أمل كبيرة في شعب ظن ان التغير سوف يجلب له الخير فلاطال عنب الشام ولا ظفر ببلح اليمن
يجب علي الشعب السوداني الاتحاد ورفض اي اجراء يستهدف المساس بحقوقه المشروعة في العيش الكريم وكما تمكن في السابق من اسقاط نظام البشير فهو قادر علي تكرار ذات الملحمة وارسال هولاء الي مزبلة التاريخ بشرط عدم الوثوق بكل من شارك في تجويع وقهر المواطنين يجب ان يظهر من بين الجماهير قادة جدد لاعلاقة لهم بالاحزاب السياسية ولا الحركات المسلحة نريد قادة ينتمون الى رحم هذا الشعب من كافة أنحاء البلاد نريد قادة يحملون هم الشرق قبل هموم الغرب واستقرار الشمال قبل رفاهية الجنوب وبلا شك ان مخاض السنوات الماضية من عمر ثورة ديسمبر قد شارف علي ميلاد فجر جديد
ترس اخير
فكوا دربنا وجعتو قلبنا
حتي كلبنا أكل جرجير
المتاريس علاء الدين محمد ابكر 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة