في ظلّ شغور رئاسيٍّ ودستورى شامل وشلل سياسي طويل، حلّت ذكرى استقلال السودان السابعة والستين 67 هذا العام.
وعلى الرغم من نيل السودان إستقلاله منذ زمن بعيد، إلّا أن الواقع يقول إن بلاد النيلين حاليا لا تعرف معنى الإستقلال بسبب الفساد والفراغ الدستورى والتدخلات الخارجية في أهم الإستحقاقات الوطنية. "السودانيين لم يعيشوا استقلالا حقيقيا فعليا منذ سنوات طويلة، وتحديدا منذ عام 1958 انقلاب عبود بعد الإستقلال بعامين فقط ، حين تأثر السودان واستقلاله بعوامل خارجية وداخلية عدة، فرضها انقلابات العسكر المتكررة على الديمقراطيات وتدخل دول محور الشر".
"الإستقلال كرمزية موجود، ولكن فعليا هو غير موجود في ظل الواقع الاقتصادي المرير والأمني الصعب، فحدودنا سائبة، وبلد من دون حكومة مستقرة ولا رئاسة وزراء وبدون مجلس وطنى أو مجلس الشعب ".
ولكننا كشعب نطمح لتحقيق استقلال فعلي ولدينا ما يكفي من الثقافة والعلم والانفتاح لنضغط على المسؤولين بالدولة الذين اختارتهم الأقدار لحكم السودان لإبعاد التدخلات الخارجية عن أي أمر داخلي، أو تغيير المسؤولين. ونحن نستطيع تحقيق ذلك، وتحسين الواقع بنظرة إقتصادية نتكل فيها على القطاع الخاص والزراعة والمغتربين في الخارج، كما فعلنا في بداية السبعينيات".
ذكرى الإستقلال عندما تتفرغ من مضامينها تصبح يومًا عاديا، وان الاستقلال الحقيقي ليس موجودا في السودان لأن قوى سلطة الأمر الواقع الحاكمة اليوم ترهن نفسها للخارج".
الاستقلال الحقيقى يتعلق بحياة المواطن اليومية، فالقهر الذي يعيشه السودانيين يجعل عيد الاستقلال يتفرغ من مضامينه لأن الناس تموت ألف مرة يوميا لتحصل على لقمة عيشها، لأن مرتزقة السلطة نهبت البلد".
ولكن يبقى عيد الإستقلال المجيد ذكرى تدفعنا للنضال والمحاربة لإنقاذ البلد من الانهيار ، وبناء بلد حقيقي سياسيا وسياديا واقتصاديا وصحيا وأمنيا".
السودان يمرّ بأسوأ مراحله، وما نزل بنا وأنزل علينا، لم يسبق أن سجّله تاريخ هذا الوطن الذي تحوّل من مصدر للحضارة إلى مرتع للانهيارات بكل تعابيرها القاسية، التي لم تُبقِ لا بشراً ولا حجراً"
السودان بلد غير مستقل بالمعنى الفعلى ، والسودانى يعيش الذل يوميا، وأصبح مواطنا من درجة ثانية وثالثة بوجود سلاح الميليشيات وسلاح الحركات ألتي لم يتم دمجها فى الجيش ومنظومة فاسدة تحمي الفاسد".
المؤسف هو أن الشعب السودانى يتحمل كامل المسؤولية والأعباء والظلم والقهر والفقر والمعاناة ما يفعله المسؤولين المتشاكسين حول السلطة والمناصب والثروة ، ما يجعله شريكا بالفساد ".
الأمل بالشعب السودانى بالقوات المسلحة السودانية كبير، لكن الحكومات المتعاقبة قللت من قيمته وتحدّ من صلاحياته، وعززت وجود الميليشيات في البلاد لتضعفه"، القرار السودانى ليس بيد السودانيين وبالتالي بلادهم غير مستقلة".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة