قبل قرابة عشر سنوات بدأنا في تأسيس حزب قوى الهامش، والذي يشمل كل الإثنيات التي ينتقص من حمايتها القانونية، للأسف بعد ذلك ونتيحة لضغوط من جهات ما؛ ورمي (عظمة) للبعض، قرر الشركاء رفض اسم الحزب فخرجت منهم واسسوا لأنفسهم حزباً آخر، لا زال مجرد حبر على ورق، بعد أن سحبت منهم العظمة ولم ينالوا شيئاً. بعدها بسنوات، أسس شخص يدعى محمد دهب تياراً للهامش، فوجدته وقد ضمني إليه، وبعد بضعة أشهر، رُميت عظمة داخل التيار، فتخاطفها الهامش وانتهى بغير رجعة. للمرة الثالثة، تم التفكير في تاسيس ما يسمى بقوى الهامش العريض، وضموني إليه. للأسف يبدو أن العظمة قد رميت لمؤسسيه بأسرع مما تصورت، فتحولت المجموعة من النقيض إلى النقيض. فخرجت ايضاً. أنا لا أُحمل الهامش مسؤولية عدم إلتزامهم بقضاياهم المشروعة وخيانتهم لها في اقرب مكب يلقى لهم فيها بالعظام التي بلا لحم. أنا لا احملهم المسؤولية، بل أحمل من يخدعونهم من قوى المركز مسؤولية الإلتفاف على حقوق هؤلاء المساكين. لأنني أعلم أن هؤلاء المهمشين يعانون من الفاقة والبؤس، [أنا أيضا لدي معاناتي ولكن بدرجة أقل]، ويتم استغلال معاناة هؤلاء لتغيير مواقفهم، وشراء ذممهم بسهولة. إن تقديم سيارة أو حتى وظيفة، يكفي هؤلاء المساكين ليتنفسوا ككائنات حية. لكن، هل هذا حل حقيقي؟ بالتأكيد لا.. هناك فهم خاطئ لدى قوى المركز، وأقصد بهم المجموعات الأسرية التي تناوبت على الحكم، وهو أن ما تفعله يحمي مصالحها. وهذا ربما يكون صحيحاً لفترة مؤقتة، لكن ليس إلى الأبد. ما سيحمي مصالحهم ومصالح جميع الذين يحملون الجنسية السودانية وأسميهم (بالحشود) وليس (الشعوب). هو دولة الحقوق. أي مساواة الجميع في الحقوق والواجبات، اما الدولة العرجاء فهي لا يمكن أن تمضي إلى الأمام. خلال الأيام القادمة سيتم توقيع اتفاقيات ثنائية بين العسكر وقوى الحرية والتغيير، ومعهم من تم إلقاء عظمة خاصة لكل واحد منهم. هذا أيضاً لن يحقق استقراراً للدولة. والناس لا يفهمون ذلك. كل ما يحدث في هذه (الجوطة) الكبيرة هو صراع حول الجثة، بعضهم سينال من لحمها والبعض من عظامها، لكن الجثة مصيرها للفناء. إن لم يتم رسم أطر حقيقية للاتفاق بين الجميع، وتكون اطر حقيقية لا تعتمد على (الفهلوة السياسية) و(الوكز بالكوع)، فإن كل الاتفاقيات ستفشل. الاتفاقية القادمة ستمهد لحكم العسكر، بمخدرات من الأفيون المدني. فهل هذا سيحقق أي استقرار؟ كل الجماعات المهمشة، ستظل تعاني من التهميش، رغم أي اتفاقيات من ذلك النوع، فكيف سيكون هناك استقرار؟ لذلك لا بد أولاً من الاعتراف بالمشكلة ليمكن بعدها بناء جسد جامع لكل من يحملون الجنسية السودانية، وليس فقط أن تشبع أقلية وتجوع الأغلبية!!! هذا العرج في السير لوجود تباين في طول السيقان لن تتم معالجته إلا بتركيب إضافات للسيقان القصيرة بحيث تتساوى مع السيقان الطويلة في الطول.. أو سيستمر الانحطاط. عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 01 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة