أَن ما يحدث فِي إقْلِيمٍ النِّيل الأَزْرَق مَنْ قَتَلَ وَتَهْجِيرٌ دَلِيلٌ عَلَيَّ عَجُزِ الْحُكُومَة علي احْتِوَاءِ تلك الأَحْدَاثِ مُنْذُ البِدايَةِ مِمَّا جَعَلَهَا تَخْرُجُ عَنْ السَّيْطَرَةِ ، ان مِثْلُ هَذِهِ الْحَوَادِثِ ذَات الطَّابَع الْقَبْلِيّ كان يتطلب إنْشَاءِ لَجْنَة وَطَنِيَّةٌ عَلِيًّا لتقيم وَدِرَاسَة جَزُور الْأَحْدَاث بِمُصَاحَبَة اللِّجان الْأُمْنِيَّة وَالشَّرْطِيَّة وَإِعْلَان حَالَة الطوارئ بمناطق الصراع وَفَرْض الأَحْكَامُ العُرْفِيَّةُ لِمَنْع تكرارها في المستقبل مع عَزَل الْمِنْطَقَة عَن خَدَمَاتٌ الإنترنت والاتصالات حَتَّي لَا تَجِدُ الْحُكُومَة نَفْسِهَا فِي مَوْقِفِ حَرِجٍ إذَا تَمَّ بَثّ صُوَر او اخبار تعكس طبيعة العنف الدائر هناك قَبْل حتي تتمكن الحكومة من التَّأَكُّدُ مِنْ صِحَّتِهَا فَتسريب مثل تلك الاخبار كَفِيلٌ بِتَعْطِيل جُهُودٌ اِحْتِوَاء الْأَحْدَاث
كَان الْمُفْتَرِض أَنْ تَجِدَ مِنْطَقَة النِّيل الأَزْرَق اهْتِمَام كَبِيرٌ مِنْ الْحُكُومَة الْمَرْكَزِيَّة من تحقيق وتقديم المتهمين الي العدالة وهي من المناطق التي من المفترض ان تكون قد شهدت سلام عقب توقيع اتفاقية سلام جوبا بين الحكومة والحركة الشعبية جناح مالك عقار ونطرح سوال ماهو دور السيد حاكم الاقليم في اعادة السلام. للمنطقة وقد لقد مَرَّت أَكْثَرُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ منذ اندلاع الاحداث الاولي بالنيل الاازرق. ولم نسمع بعدها عن انعقاد جلسات للمحاكمات الجزائية لمحسابة من يقف خلف تلك الجرائم وَالْيَوْم بكل اسف يَتَجَدَّد الصِّرَاع مرة اخري وَاَلَّذِي لَنْ يَكُونَ الْأَخِيرُ اذا لم تتدخل الحكومة المركزية بشكل رسمي ان غياب القَانُون وَالْمُحَاسَبَة القضائية قَد يَفْتَحُ بَابَ الثَّأْر بَيْن الْمُكَوِّنَات الْقَبْلِيَّة فالإحساس بِعَدَمِ وُجُودِ سَلَّطَه قضائية يُجْعَلَ مِنْ الْبَعْضِ يُشْعِر بِالرَّغْبَةِ فِي الِانْتِقَام
أَن السُّودَان يَعِيشُ في السنوات الماضية وَضْعِ حَرِجٍ لَمْ يَعْرِفْه إلّا فِي خمسينيات القَرْنِ الماضِي عِنْدَمَا شَرَع شُعْبَه فِي الْعَمَلِ للْأَعْدَادِ فِي نَيْلِ الِاسْتِقْلَالِ عَنْ الْمَمْلَكَة الْمُتَّحِدَة وَالْمَملَكَة الْمِصْرِيَّة آنذاك أَوْ كَمَا كَانَ يَعْرِفُ بِالْحُكْم الثُّنَائِيّ فَبَعْد إقْرَارٌ اتِّفَاق الْحُكْم الذَّاتِيّ للسودانيين فِي الْعَامِ 1953م ، بَيْنَ مِصْرَ وبريطانيا وُضِعَت العَدِيدِ مِنَ الْمَتَارِيس والعقبات لِمَنْع نَجَاح تِلْك التَّجْرِبَة الَّتِي تَمَهَّد إلى مَرْحَلَة اخْتِيَار السودانيين ، لِخِيَار الِاتِّحَاد مَع مِصْرٍ أَوْ الِاسْتِقْلَال الوَطَنِيّ التَّامّ وَكَان الْعَامّ 1954م يمثل اختبار حَقِيقِيٌّ لِرَغْبَة الشَّعْب السُّودَانِيّ فِي رَسْمِ مُسْتَقْبَلَة فَكَانَت إحْدَاث مَارَس 1954م وَاَلَّتِي رَاح ضحيتها مِئات مِن السودانيين حَيْثُ وَقَعَ صَدّام بَيْن أَنْصَار الِاسْتِقْلَال الوَطَنِيّ وَأَنْصَار الِاتِّحَاد مَع مِصْر وَلَكِن حُكْمِه الرَّعِيلُ الْأَوَّلُ مِنْ جِيلٍ الِاسْتِقْلَال جعلت السُّودَان يتَجَاوَزَ تِلْك الْعَقَبَة لِيَجِد السُّودَان نَفْسِهِ مَرَّةً أَخِّرِي إمَام متاريس مُشْكِلَةٌ الْجَنُوب حَيْثُ شَهِدَ شَهْر أُغُسْطُس مِنْ الْعَامِّ 1955م حيث ذلك العام شهد وقوع تَمَرَّد عَسْكَرِيٌّ كَبِيرٌ في السودان والذي اِنْطَلَقَ مِنْ مدينة توريت بشرق جنوب السودان تَسَبَّبَ فِي ما بعد فِي تَدَهْوُرٍ الْوَحْدَة الوَطَنِيَّة بَيْن السودانيين بانذلاع سلسلة من الحروب، لتنتهي فِي الْعَامِ 2011م بِانْفِصَال رَسْمِيٌّ لجنوب السُّودَان عَقِب اسْتِفْتَاء شَعْبِيٌّ لِأَبْنَاء الْجَنُوب ، وَفِي الْعَامِ 2003م انْتَقَل الصِّرَاع إلى إقْلِيم دارْفُور حَيْثُ دَفَعَ السُّودَان الثَّمَن غالِي وَكَان الْمَوَاطِن الْبَسِيط فِي دارْفُور هُو ضَحِيَّة حَرْب ما كانت لتندلع لَوْ وُجِدَتْ البلاد حُكُومَة مَرْكَزِيَّة قَوِيَّةٌ ، وَالْيَوْم يجد السُّودَان نفسه إمَام اخْتِبَار حَاسِم وَقَدْ كَتَبَ لَهُ الْقَدَرُ بِأَنْ يَكُونَ بِدُونِ حُكُومَة رَسْمِيَّةٌ أَو هياكل قَادِرَةً عَلَى دِراسَةِ وَاِتِّخَاذ الْقَرَار الْمُنَاسِب وَفِي ظِلِّ صِرَاعِ سِيَاسِيّ مُحْتَقَن وتنامي خِطَاب الْكَرَاهِيَة وَأَزِمَّة اقْتِصادِيَّة طاحنة في ظل تلك الازمات تَتحَرَّك الْأَيَادِي العابثة بِآمِن وَاسْتِقْرَار السُّودَان كما تحركت في الماضي وهي تحاول دس يَدِهَا بِشَكْل عَشْوائِيٌّ في الشان السوداني وقد ساهمت تلك الايادي العابثة بامن واستقرار البلاد في وقوع العديد من الاحداث الموسفة في العديد من المدن السودانية بداية من مدينة. الجنينة بغرب دارفور، ومرور بمدينة. بورتسودان وغيرها من المناطق التي شهدت صرعات قبيلة جهوي و مَدِينَة لِقَاؤُه الَّتِي كَانَتْ نَمُوذَجًا يُحْتَذَى بِهِ فِي التَّعَايُشُ السِّلْمِيُّ قَدْ دَخَلَتْ هي الاخري مَرْحَلَة مُتَقَدِّمَةٌ مِنْ العُنْف وَصَل إلَيّ دَرَجَة نزوح المواطنيين منها بسيب ما يحدث فِيهَا مِنْ صِرَاع مَجْهُولٌ المصدر
ان تَتَكَرَّر مثل هَذِه الْأَحْدَاث كُلَّمَا اِقْتَرَب السودانيين إلَيّ الْوُصُولِ إلَى وِفَاقٌ وَطَنِي يجب ان يجعل السودانيين، يجلسون مع بعضهم البعض والتفاكر والبحث عن من يقف خلف تاجيج هذه الفتن وَقَدْ اتَّضَحَ ذَلِكَ حَتَّي قَبْلَ أَنْ يَنَالَ السُّودَان اسْتِقْلَالِه الوَطَنِيّ فِي الْعَامِ 1956م وَبِكُلّ آسَف فَقَد ظَلَّت كُلّ الْحُكُومَات الْمُتَعَاقِبَة عَلِيّ حُكْمَ البِلاَدِ تتجاهل تِلْكَ الْأَحْدَاثِ وَلَا تُعْمَلُ عَلِيّ تَشْكِيل لجان لِلتَّحْقِيق فِيهَا وَالْعَمَل عَلِيٍّ عَدَمِ تَكْرَارِهَا وَالنَّتِيجَة كَانَت دائما هي أَرَاقَه الْمَزِيدَ مِنْ الدِّمَاءِ
عَلِيّ أَصْحَاب الضَّمَائِر الحيه التَّحَرُّك وَالْعَمَلُ عَلَى اِحْتِوَاء إحْدَاث مناطق النِّيل الأَزْرَق وَمَدِينَة لِقَاؤُه حَتَّي لاتصيبها ما أَصَاب الْجَنُوب السَّابِق ودارفور فتلك المناطق لم تجد الاهتمام الكافي من حكومات المركز مما جعل الاوضاع تخرج عن السيطرة وتصبح كروت ضغط من دول ومنظمات وصلت الي درجة انتهاك السيادة الوطنية للبلاد
يَجِبُ التَّسَامِي فَوْق الْجَرَّاح ونكران الذَّات وان نعمل جاهدين لمنع وقوع حرب اهلية قادمة فَالْحَرْب الْأَهْلِيَّة شَرّ كَبِيرٌ حِفْظِ اللَّهِ السودانيين مِنْهُ، ان التاريخ لَا يَرْحَمُ وَسَوْف يَأْتِي يَوْمَ وَيَنْكَشِف الحِجابَ عَنْ مَنْ يَقِفُ وَرَاء تِلْك الْفِتَن وَبِدُون شَكّ هُمْ أَعْدَاءُ السُّودَان وَلَكِن بِالْإِرَادَة الحرة سَوْف نتجاوز هَذِه الْمَتَارِيس بِإِذْنِ اللَّهِ نحو سودان جديد يسع الجميع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة