تناولت صحف عربية وأمريكية وتركية مؤخرا موضوع تسييس منظمات حقوق الإنسان الدولية وإجبارها على الخوض في القرارات السياسية من طرف الدول الداعمة لها كالولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي، وهو ما جعلها تنحاز عن خدمة أهدافها الإنسانية متبعة بذلك سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإنسانية في بعض الدول.
ومن بين الدول التي سلطت صحيفة "إنترناشيونال بوليسي دايجست" الأمريكية الضوء عليها هو السودان، أين تجسدت سياسة ازدواجية المعايير التي مارستها هذه المنظمات فيه، حيث كانت قبل سقوط نظام البشير في 2019، تروج لفكرة أن السودان بلد تنتهك فيه حقوق الإنسان ولا تحترم فيه الحريات وسخرت في سبيل الوصول لهدفها وسائل إعلام دولية ومحلية وكل الوسائل المتاحة لها، ولكن عقب الإطاحة بنظام البشير تبخرت وتبددت هذه الإرادة لدى هذه المنظمات والتزمت الصمت إزاء ما حدث من انتهاك لحقوق المعتقلين السياسيين الذين تم الزج بهم في السجون السودانية عقب الإطاحة بنظام البشير، إضافة إلى انتهاكات حقوق العمال التي مارستها الحكومة في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث تم طرد مئات الموظفين السودانيين من مناصبهم فقط لشك السلطات في انتسابهم أو صلتهم بنظام البشير.
وقد ذكرت الصحيفة أمثلة عديدة لمعتقلين سياسيين ماتوا بسبب الإنتهاكات التي ارتكبت في حقهم من قبل السلطات السودانية، والمتمثلة في الإهمال الصحي لهم وعدم توفير العلاج المناسب لبعض الحالات المستعصية رغم وجود تقارير طبية تفيد بضرورة علاجهم، إضافة إلى إطالة مدة محاكمتهم وحرمان أهاليهم من زيارتهم، كل هذا حدث في ظل صمت المنظمات الحقوقية الدولية التي تدعي حرصها على تطبيق قوانين حقوق الإنسان في كل بلدان العالم.
وبالنسبة للقضية الكردية فقد تناولت صحيفتي "الأنباء" و"الجارديان" المصريتين هذا الموضوع موضحين سياسة الإزدواجية في المعايير أثناء تعامل منظمات حقوق الإنسان الأوروبية مع هذه القضية، حيث قامت فنلندا والسويد بالتراجع عن قرارهما فيما يخص عدم تسليم المعارضين الأكراد لتركيا وذلك لمصلحتهم الخاصة بالإنضمام لحلف الناتو، لأن تركيا توعدت بعدم قبول انضمام الدولتين إذا لم يتم تسليمها المعارضين الأكراد المتواجدين بفنلندا والسويد، رغم أن القانون الدولي لحقوق اللاجئين يقول غير ذلك.
وفيما يخص القضية الفلسطينية فهي غنية عن التعريف، وقد تكلمت صحيفة "تركيا بالعربي" التركية عنها منتقدة سياسة الإنتقاء التي تقوم بها منظمات حقوق الإنسان الأمريكية والأوروبية اتجاهها، حيث يتم التعامل مع الضحايا الإسرائيليين بطريقة مهولة ويتم تضخيمها إعلاميا ووصف الفلسطينيين بالإرهاب فيما تلتزم هذه المنظمات الصمت عندما يتم سحق الآلاف من الأطفال الفلسطينيين يوميا بالدبابات الإسرائيلية.
وهناك العديد من القضايا الإنسانية التي لم نذكرها هنا والتي تؤكد حقيقة تسييس منظمات حقوق الإنسان وانحيازها عن أهدافها الحقيقية التي أنشأت من أجلها.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 19 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة