لم تتأخر طهران كثيرا بعد صفقة السبعة مليارات دولار وإعادة تنصيب عصاباتها في العراق حتى شرعت تقتل أعدائها في السجون وأحدثت مجزرة جديدة في سجن إيفين المرعب في طهران معاملة السجين والأسير سواء من الناحية الأخلاقية أو من الناحية الإنسانية والحضارية، وحياة السجين وكرامته ومتطلباته الأساسية اليومية هي مسؤولية من يحتجزه هذا في حالة كان العدل أساساً للمُلك ووسيلة لإدارة الحكم، أما في حالة نظام حكم كنظام الملالي في إيران الأمر مختلفا تماما إذ أن العدل كما يرتأيه البعض ويفسرونه، وابتسم فأنت في إيران سجن وجحيم الملالي الكبير الذي لفظ كل خير ورحمة وفضيلة واتسم بالعنف والكراهية والرذيلة والدم ومصادرة حق الإنسان بالحياة حتى وإن لم يقتل أحدا. مجزرة إيفين مجزرة سجين إيفين مجزرة يندى لها الجبين وتشيب لها الولدان، ووقوع هكذا مجزرة إذ يعبر عن ثبات نظام طهران على ثوابته التي نشأ وقام عليها منذ البداية (ثوابت التطرف والعنف والإرهاب والدم) لكنه في الوقت ذاته لا ينم عن قوة وتماسك للنظام بل يدل ويؤكد على أن الحاكمين في إيران ليسوا بمؤسسات دولة وإنما عصابة منمقة منظمة تسخر مقدرات الدولة وأكثر لخدمة أغراضها وتوجهاتها، وكذلك يدل ويؤكد على تهالك النظام الإيراني ورعبه من مآل السقوط فقادة يدركون أن ما حدث مع الشاه كان شيئا رحيما ولن يحدث معهم وأن مصيرهم هو الهلاك الحتمي. يبدو أن الثورة الإيرانية الجارية التي اجتاحت الـ 31 محافظة إيرانية بأغلبية مدنها وقصباتها ونواحيها بمشاركة كافة مكونات الشعب الإيراني قد أوجعت ملالي طهران كثيرا وأرعبتهم إلى حد الخوف من سجناء ضعاف بين جدران سجن إيفين سيىئ الصيت الذي تديره السلطة القضائية للنظام ووزارة المخابرات واستخبارات ما يسمى بالحرس الثوري. جاءت مجزرة سجن إيفين التي وقعت مساء يوم 15 أكتوبر 2022 متسارعة بعد صفقة السبعة مليارات دولار وإعادة جنود سلطان طهران في العراق إلى أوكار سلطتهم التي اهديت إليهم بعد سنة 2003 وأُعيدت إليهم رغم سقوطهم وفضائحهم بعد إتمام الصفقة وتلتها مباشرة مجزرة سجن إيفين التي راح ضحيتها ما بين 30 إلى 40 قتيل معظمهم من العنبر رقم 7 الذي كدسوا فيه معتقلي الثورة من الرجال الذين تم إعتقالهم في طهران، ومن الأدلة الأخرى على تهالك النظام واندفاعه نحو السقوط هو استخدامه لقوة قمعية من النخبة لإحداث هذه المجزرة والأكثر من ذلك افتضاح مؤامرتهم خلال يومين فقط من وقوعها إذ تبين أن ذلك تم وفق خطة معدة مسبقا حيث قامت سلطات بإعطاء مهدي هاشمي رفسنجاني نجل الرئيس الإيراني الأسبق إجازة من السجن وطلبت منه تليفونيا عدم العودة إلى السجن في الظروف الراهنة، كما نقلت سلطات السجن كل من أكبر طبري نائب رئيس السلطة القضائية في عهد صادق لاريجاني، ونجفي الذي كان وزيرا سابقا؛ نقلتهما إلى مستوصف السجن لكي يكونا بمأمن عند وقوع الهجوم، وقد قامت هذه القوة الوحشية بإلقاء بعض السجناء من فوق سطح السجن إلى الأرض وأطلق النيران الحية ورصاص كروي على من كانوا في فناء السجن، ولم يسلم عنبر رقم 8 عنبر السجناء السياسيين من خطة هذه المجزرة الإبادية فقد هوجموا بالذخيرة الحربية وقنابل الغاز وبقيت آثار المجزرة كحال مسلخ في فناء هذا العنبر لمدة 24 ساعة. ومن لم يمت بالرصاص من السجناء مات مختنقا أو بالضرب، ولم تكتمل خطة المجزرة حيث أُوقِفت بسبب زحف بعضا من أهالي السجناء ومعهم الثوار نحو سجن إيفين، وما أمر هذه المجزرة بشأن السجناء بجديد فقد حدثت مجزرة 30 ألف سجين سياسي من قبل لكن الجديد في هذه المجزرة أنها جاءت بعد صفقة سبعة مليار دولار، ولا زال رصيد سجون الملالي يحمل من الرعب والألم للأدب الروائي الشيء الكثير. هل من صفقات ومليارات أخرى تمنح ملالي الرعب ماء الحياة؟، وهل تحييهم بعد موتهم السريري كل أموال الكون؟ الحق يعلو ولا يُعلى عليه ولكل بداية نهاية، وقد بدأوا بالظلم والدم وما فعلوه في سجن إيفين بحق أسرى لهم من الله ما لهم أمرٌ مخجل وعاقبته السوء، وعدل الله لم ولن يموت.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 20 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة