هناك فهم خاطئ للمسيحية عند المسلمين. بشكل عام، فإن كل معلومات المسلمين عن المسيحية خاطئ، وربما أول فهم خاطئ لهم هو مسألة ابن الله. يعتقد المسلمون أن الله عند المسيحيين هو كالأب البايولوجي للمسيح. لكنهم لو تأملوا قليلاً سيعلمون أن وصف المسيح بالابن لا علاقة له بالأبوة بفمهومها البشري. الأغرب من ذلك، قد لا يعلم الكثير من المسلمين أن أهل السنة والجماعة يأخذون بنفس فهم المسيحيين لابوة الله. ولكن كيف؟ لقد جاء في القرآن أن المسيح (كلمة) الله، وأنه مؤيد بالروح القدس.
١- " واذا قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك (بكلمة) منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين " . سورة آل عمران ٢- "انما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله (وكلمته) ألقاها الي مريم وروح منه " سورة النساء 170 . ٣- "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس" سورة البقرة 87.
وبذات التصور للمسيح باعتباره كلمة الله، فإن القرآن كلام الله. ولقد ثار تساؤل عند الفقهاء المسلمين: هل القرآن باعتباره كلام الله جزء من الله فهو بالتالي (ازلي)؟. أم أن القرآن مستقل عن الله (مخلوق) وبالتالي فهو ليس بأزلي؟.
قال المعتزلة بأن القرآن مخلوق فهو ليس أزلياً وبالتالي ليس فيه إعجاز ولا هو بصالح لكل زمان ومكان، بل ويجوز فيه الاجتهاد. أما أهل السنة والجماعة وأولهم الإمام احمد بن حنبل فقالوا بأن القرآن كلام الله فهو أزلي وكفروا من قال بخلق القرآن. وهذه قصة معلومة وفيها مطولات. والشاهد أن أهل السنة والجماعة قالوا في القرآن (كلام الله) بنفس قول المسيحيين في المسيح (كلمة الله). فإذا كان المسيح هو كلمة الله فإنه يأخذ ذات الطبيعة اللاهوتية لله فيكون ازلياً. وهذا هو المقصود بكلمة (ابن الله). كما نقول بالعامية لصغار الضفادع (ود الموية) ، فكلمة ولد او ابن تعني التماثل في طبيعة الشيء الأصغر مع الشيء الأكبر الذي يحويه. وهذا ما أثار جدلاً آخر حول طبيعة المسيح، هل حل اللاهوت على الناسوت بعد ميلاد المسيح كبشر، أم أن الناسوت عارض واللاهوت أصل.. وفي هذا أيضاً مطولات. وخلاصة قولنا، أن أهل السنة والجماعة من المسلمين يأخذون بنفس رأي المسيحيين حول طبيعة المسيح، لأنهم يقرون بأن المسيح (كلمة) الله. لثبوت ذلك عندهم في القرآن. وأما المختلف عند المسلمين عن المسيحيين فهو مسألة الروح القدس، فهناك رأى عند بعض المفسرين المسلمين يرون فيه أن الروح القدس هو جبريل، وبعضهم يرى غير ذلك. وفي هذا مطولات أيضاً. وهذا بداية المجتهد ونهاية المقتصد والله تعالى أعلى وأعلم.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 29 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة