تجدد النزاع في ولاية النيل الأزرق بالسودان: ابارتايد معرفي (2-2) كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-05-2024, 02:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2022, 07:20 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجدد النزاع في ولاية النيل الأزرق بالسودان: ابارتايد معرفي (2-2) كتبه عبد الله علي إبراهيم

    06:20 PM September, 13 2022

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    قد لا نبعد النجعة إن قلنا إن السودان يعيش منذ عقود ربما في "أبارتايد" معرفي يفصل ما بين المدينة والريف. فصفوة المدينة في الحكم والبيروقراطية والسياسة والصحافة اعتزلت الريف وتركته يدير حاله (to its own devices). ففي غياب الديمقراطية الذي تطاول صارت القبيلة هي مركز الدائرة في السياسة. وفي غيبة الأحزاب صارت "الحزب" الوحيد المأذون له بالعمل من وراء حزب الحكومة الواحد في انتخابات المجالس النيابية الولائية خاصة. أما مع الريف "المتمرد" فانتهجت الحكومات في المركز نهج فرق تسد بما يعرف ب"كسر التمرد باقل تكلفة"، أي بعقد أحلاف مع جماعات وأطراف بجهة التمرد تتولى محاربته عن الحكومة.

    ونقرأ تجدد النزاع الدموي في النيل الأزرق على ضوء هذا الابارتايد المعرفي



    لم يفاجئ تجدد العدائيات بالنيل الأزرق هيئة مثل مفاجأته للحكومة نفسها، أو هكذا زعمت. فاستغربت الحكومة لانبعاث "النزاع القبلي" الذي لا تعرف له سبباً. فقالت إنه قام "دون أسباب واضحة رغم الإجراءات التي اتخذتها السلطات واتفاق وقف العدائيات الموقع في الشهر الماضي". بل كونت الولاية لجنة في أثر اندلاع الصراع لمعرفة ملابسات هذا التجدد. وبدا أن الحكومة نسيت، أو تناست، أنها في منعطف دقيق من النزاع في يوليو الماضي اعترفت بصورة غير مسبوقة بأن الدافع للصراع هو مطالبة الهوسا بتنصيب ناظر عليهم بما لا يأذن به قانون الإدارة الأهلية للقبائل. فليس لجماعة مثل الهوسا، في قواعد الإدارة الأهلية، أن تنال رتبة النظارة في إدارة شأنها طالما أقامت في دار هي فيه ضيف على جماعة مالكة للدار. وهذه المطالبة بالنظارة من الهوسا هي ما أغضب شعب السلطنات، مُلاك الدار التي استوطنتها الهوسا، ودفعهم للاعتداء عليهم في يوليو الماضي. فقتلوا منهم، وعوقوا، وشردوا 42 ألف منهم لتضمهم مبان حكومية تحت حماية القوات المسلحة، أو ليفر المئات منهم إلى ولاية أخرى جارة.

    فكيف يستقيم نفي الحكومة أن يكون لتجدد النزاع من سبب في حين سبق لها القول أن سببه في نظم الحكم التاريخية التي رتبت لمواطنتين في ريف السودان هما مواطنة "سيد الدار" ومواطنة "التبع" أي الضيف على الدار. ومع أن التزامات "التبع" التقليدية لسيد الدار مثل المكوس على الرعي والزراعة ربما قد زالت إلا أن النظارة، وهي الرمزية السياسة لتملك الدار، اقتصرت بالقانون ما تزال على أسياد الدار دون غيرهم.

    وليس الهوسا بدعاً في المطالبة بالنظارة. ففي الخرطوم، مكان "الطيارة بتقوم والرئيس بينوم" في عبارة سائرة في السودان، وفي جوارها مباشرة تنادت جماعات بذاتها إلى نيل رتبة النظارة. فطلبت النظارة جماعة الكواهلة الحسانية بغرب النيل من مدينة شندي. ودعت لمؤتمر أهلي منها لإعلان استقلالها بنظارة من طرف واحد عن جماعة الجعليين على طول النيل من عند الخرطوم إلى التقائه بنهر العطبرة. فاحتج الجعليون وطلب ناظرهم من الحكومة منع اجتماع الحسانية "حقناً للدماء وحفاظاً على النسيج الاجتماعي". بل منعت سلطات أمن ولاية الخرطوم قبل أيام جماعة المغاربة في صميم مدينة الخرطوم بحري من الاحتفال بإعلانها النظارة من طرف واحد معتزلة جماعة البطاحين أصحاب الدار التاريخية التي سكنها المغاربة.

    المطلب بالنظارة فوق الحيثيات التي أتينا عليها صادر عن غَبن ما تحسه الجماعات التبع في دار غيرها وتحت إمرته. فأعراف الإدارة الأهلية وأحكامها، التي جعلت التبع بمثابة مواطنين من الدرجة الثانية، إما مجهولة عند الحكومة أو منكورة. فما أنعقد مؤتمر صلح بين خصوم مثل الذي رأيناه في النيل الأزرق حتى تحسرت الحكومة على الخلاف الذي كدر العلاقات التاريخية الطيبة التي انعقدت بين الأطراف. وجعلت الحكومة من هذه المقدمة مدخلاً "لنظرية مؤامرة" تتهم بها كياناً مجهولاً بالفتنة بين هذه الأطراف، وتطلب منها الاستماع إلى صوت العقل، واستئناف أمانهم التاريخي، وتفويت الفرصة على المتربصين بهم. ولا يصدر مثل هذا القول، وقد وقفنا على حيثيات تظلم الجماعات التبع من الجماعات السيدة، إلا عن جهل ببولتيكا النظارة. فتلحق الإهانة بالجماعة التبع المجردة من النظارة في إدارة شأنها. وتضرب الحكومة صفحاً لتصر أن ليس بين الأطراف ما يوجب النزاع إلا بفعل من مشى بينهما بالفتنة. وبلغت هذه الإهانة من علاقة التبع حداً سماها ناظر جماعة حظيت بالنظارة في 2019 ب"الاستعمار". وقال إن يوم نيلهم النظارة كان بمثابة يوم تحررهم الوطني.

    التغيير السياسي في السودان مثل ثورة ديسمبر 2018 من مواسم مطالبة الجماعات التبع بالنظارة. فأكثر صراعات النظارة دموية بين شعب الرزيقات والمعاليا وقع في 1965 في أعقاب ثورة أكتوبر 1964 التي نادت صراحة بتصفية الإدارة الأهلية. ولا يخفي الهوسا أن ما ألهمهم طلب النظارة هو اتفاق سلام جوبا (أغسطس 2020) الذي كرم المواطنة السودانية بجعلها حقاً لكل سوداني بلا امتياز لأحد فوق أحد. ومن رأيهم أن الحق التاريخي بملكية الدار والنظارة المترتبة عليه مما ينتقص من هذه المواطنة. وصح في نظرهم بالتالي تعديل ملكية الأرض بالريف لتنهي للأبد المواطنتين اللتين ضرجتا تاريخه طويلا.

    واقتران التغيير السياسي بمطلب النظارة مما ربما فات على فولكلر بيرتس رئيس بعثة اليومنيتاس. فقد استنكر كما رأينا تجدد العنف في منطقة النيل الأزرق في نفس الوقت الذي طالب فيه بالتطبيق الشفاف لاتفاق سلام جوبا. ويستحيل فهم العنف في النيل الأزرق وعلاجه إلا بعلاقته بالتغيير السياسي الذي اتفاق سلام جوبا ذروة فيه. فحرر الاتفاق المواطنة من قيود منها "التبع" لسادة الدار في الأرياف.

    فض النزاع في مثل الحادث بين شعبي السلطنات والهوسا رهين بإنهاء "الأبارتايد" المعرفي القائم بين المدينة والريف. فليس بوسع مدينة خلو من العلم بريفها أن تحسن تشخيص نزاعاته لوضع الأمر في نصابه مرة وإلى الأبد. وبالعدم سيظل الريف بؤرة نزاع تتداركه الحكومة بطقوس الصلح ورأب الصدع. فيخفت النزاع هوناً ليندلع من جديد. وهكذا دواليك.


    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 12 2022
  • البيان الختامي للجمعية العمومية لرابطة جبال النوبة بامريكا
  • هيئة الدفاع عن المعتقلين تعتزم مقاضاة عبدالرحيم دلقو وخميس
  • المحكمة تحدّد الأسبوع المقبل لاستجواب وداد بابكر
  • ضبط 6 سودانيين أثناء محاولتهم تهريب 12 سبيكة من الذهب في الهند


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق September, 13 2022

  • عناوين الصحف اليوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2022م
  • الكشف عن اسماء السودانيين الستة الذين حاولوا تهريب ذهب بقيمة 660 الف دولار عبر مطار مومباي
  • يوليويات – إفادة العريف عثمان محمد عبد القادر عن دوره في تهريب عبد الخالق محجوب مساء ٢٩ يونيو ١٩٧١م
  • مقال منقول (نموذج لنقد الذات) هل هذا الاعتراف هو الحل ؟؟
  • الملياردير المنتحر في زنزانته جيفري هل كان يمارس الجنس مع القاصرات في قصوره في مانهاتن
  • صباح الورد والشعر والحب والتفاؤل للوطن
  • فنان الشرق والبجــا حامد عنجــة يغنى أغنية قومية لحلايب وشلاتين (بلغة بنى عامــر)

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 13 2022
  • إعلان دستوري في غياب الشعب !! كتبه تاج السر عثمان
  • حسناً وبكل وضوح ..! كتبه هيثم الفضل
  • الاعلام الرقمي الشباب والهوية الوطنيه قطر كتبه عواطف عبداللطيف
  • إذا ذكرت الموتى فعد نفسك كتبه أمل أحمد تبيدي
  • دنيا غريبه...غريبه دنيا !! كتبه ياسر الفادني
  • وثيقتكم زي فسوة المدنقر.. كتبه خليل محمد سليمان
  • الفنان ما بين الرحمان و الشيطان!! كتبه علي بلدو
  • جبرين والغانوووون كتبه الفاتح جبرا
  • لجان المقاومة ونكون أو لا نكون كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد
  • مشروع غير مشروع كتبه نورالدين مدني
  • ألأنسب وألأصلح للسودان:نظام الحكم الرئاسى الفيدرالى حيث لا يستقيم ألأمر ألأ به كتبه بولاد محمد حسن
  • امثلة تؤكد تصفير السلطة الانقلابية لدستور نقابة المحامين ؟ كتبه ثروت قاسم
  • انسحاب العسكر.. لا يتلكأ في المغادرة إلاّ لكئ كتبه إبراهيم سليمان
  • تايه بين القوم / الشيخ الحسين/ الي اُمي الي وطني السودان
  • اعظم قارة واجمل قارة في العالم كتبه حسن عمران
  • جرائم الاحتلال وغياب تطبيق القانون الدولي كتبه سري القدوة























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de