رائد مهندس م محمداحمدادريس جبارة يوسف عبدالدين في الاسر سبع سنين فيها نقرا التالى :- -كيف كان الاسر ، وماهى اصعب لحظاته ؟كيف كان لقءه بدكتور جون قرنق ؟ كيف تابع الاسرى مفاوضات نيفاشا؟ وكيف تم اطلاق سراحهم وما حدث بعده.... (الكثيرون في هذه الحياة هم الذين تسوقهم الأقدار للقيام بعمل ما، أو لتحقيق هدف ما . أما القلة القليلة فهي التي تخطط لكل ما تريد ويتحقق لها ذلك بعد أن ياذن الله فمن هذه القلة كان منسوبو الدفعة (۳۱). (هذه العبارة كتبت قبل خمسة عشر عاما في الكتاب في صفحة 79فانظر لما حدث بعد ذلك في ابريل من 2019. تناولنا في الحلقة الثانية عشر كيف روى الكاتب تحت عنوان السابقون السابقون... من الدفعة وقلنا ان حكاية كل واحد منهم تستحق ان يفرد لها ...وتناولنا حكاية و تجربة المهندس خالد حسن مختار ...والتى يمكن تلخيصها في النقاط التالية :-( من نوفمبر 82 وحتى ديسمبر 84 الكتيبة 114 اللواء السابع مشاة الفرقة الخامسة الهجانة تضمنت الدفع به ضمنها الى بانتيوكقائد فصيلة تمركزت في (ربكونا – اللير _ادواد).فى الفترة من 1985 وحتى 1990 ينضم الى سلاح الصيانة تضمنت التفرغ ودراسة الهندسة في معهد الكليات التكنلوجية من 85 وحتى 89. بعدها يمضى عامان (1990 حتى 1992) في منطقة اعالى النيل العسكرية في ملوط العام الاول ثم في ملكال . تضمنت اربعة اشهر دورة أدرارة ورشة من 1990من يوليو حتى نوفمبر. بعدها يمضى اربعة سنوات في سلاح الصيانة حتى العام 1996 حيث ينضم لدورة في كلية القادلة والاركان في 1996وحتى العام 1997 .بعدها يقود كتيبة بمتحرك الشهيد طيار عمر بالاستوائية من 1997 وحتى 1998 ثم قائد ورشة الاصلاح والصيانة بجوبا حتى عام 2000. بعدها يبعث الى سوريا من 2000 وحتى 2001 دورة قادة اركان شئون فنية . ليعود لسلاح الصيانة . ثم ينتدب للمشاركة في قيادة متحرك عزة دار فور من 2003 وحتى 2004 . ثم لقيادة الفرقة الاحتياطية الاولى حتى 2005. ثم ينتدب لدورة الدفاع الوطنى 2005. ثم قائد ثانى المطبعة العسكرية من 2005 وحتى 2006 ثم الاحالة المفاجاة للتقاعد ) وفيها ايضا بدأنا سيرة يوسف عبد الدين التى توضح مسيرته حتى الانتقال الى المنطقة الاستوائية .يمضى يوسف في السرد (.نقل في العام 1998 الى المنطقة الاستوائية حيث كان قائد الكتيبة 276 المتمركزة في جبل كجور غرب جوبا . كانت الكتيبة تتكون من 400جندى، .تضم النقيب الهادى من التأهيلية ،وملازم أول طارق الشيخ ،وعدد 4ملازمين اوائل، عدا النقيب الهادى لم يتلقى بقية الضباط دورة قادة فصائل ، ومن ضباط الصف مساعد وثلاث رقباء اوائل و7 رقباء ومائة من صف الجنود المحترفين و300من جنود الخدمة الوطنية الالزامية، تسليحهم اسلحة خفيفة مع اربجيهات وهونات متوسطة تضم 62-75و85ملم . بعد شهرين من الاقامة في جبل كجور صدر لهم الامر الانذارى وتحركوا على الفور الى شرق الاستوائية منطقة ليريا .فى الطريق الى لليريا توقفوا في نقطة ننقلا حيث التقى بالدفعة 30 مقدم صديق الصادق الذى ابلغه ان العميد الركن الضى قائد القطاع ابلغه بانه على الكتيبة 276 التوجه لليريا.وفى ليريا تم توجيه الكتيبة لتمركز بخور انجليز . على الفور دفع المقدم ركن يوسف بثلاث عربات من اربع عربات الى خور انجليزى ثم لحق بهم على الفور رغم حلول الظلام . في صبيحة اليوم التالى من وصولهم الى خور انجليز ارسل اشارة طالب فيها بعربة كبيرة لتجهيز التعينات للكتيبة لكنه تفاجا بطلب قائد القطاع وهو يطلب منهم الانسحاب للتجمع بليريا وفى الطريق عند جبل قطن التقى بقائد القطاع الذى اخبره انه قرر توزيع الكتيبة على خور انجليز وفرق سكة ومواقع اخرى بعد نقاش مع قائد القطاع الذى كنت على خلاف معه في خططه وتوزيعه للقوى ووضحت له وجهت نظرى بعدم واقعية الخطة الموضوعة الانه اصر عليها ليتم توزيع القوى كما اراد . بقيتٌ في ليريا مع 17 فرد ادارى من بقية الكتيبة التى تم توزيعها على خور انجليز وننقلا . في اليوم التى اى 16/09/1998 بدا الهجوم على ليريا بقوات يغلب عليها اليوغنديين مدعومة بالمدفعية والمدرعات. عند بداية الهجوم جلست ومعى الاخ مقدم محمداحمد عمر مع قائد القطاع العميد ركن الضى وسالتهم عن الخطة البديلة مع العلم ان ليريا في وسط جبال ويسهل قذفها من اى من الجبال فقال العميد ان لديهم فصيلة في اعلى الجبال لصد اى تقدم من العدو حينها ايقنت ان الامور ستكون في غاية السوء . في اليوم التالى علمت ان العميد ومعه قوة انسحبوا بقوة في اتجاه ننقلا بالخلا واشتد الهجوم حاولت ومعى المقدم محمداحمد تثبيت الجنود في الخنادق لكن تقدم العدو جعل الكثير منهم يفر بعد ذلك انسحب محمداحمد عمر بقوة في اتجاه الخلا بالغرب نحو ننقلا وصعدت ومعى خمسة جنود نحو موقع الفصيلة في اعلا الجبل فوجدت الموقع خالى الا من قليل من التعينات تشمل الدقيق والمياه وشاهدنا من اعلى الجبل دخول قوات العدو لمواقع قيادتنا في ليريا كان ذلك عند منتصف الليل .بعدها حمل الجنود قوارير المياه (الكريستال )بالماء والدقيق وقررنا السير باعلى الجبل نحو موقع معسكر الوسط بين ليريا وننقلا ...كان السير في اعلى الجبل ووعرا كنا نلتقى كل اصناف الحيوانات المفترسة من اسد وفهد ونمر ولا نسالها ولا تسالنا . تذكرت يومها قول الشنفرى أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِر وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحلُ وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ وَكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّي إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ وَما ذاكَ إِلاّ بَسطَةٌ عَن تَفَضُّل عَلَيهِم وَكانَ الأَفضَلَ المُتَفَضَّلُ وَلي صاحِبٌ من دونِهم لا يَخونني إِذا التبسَت كفِّي بِهِ يَتَأكّلُ كنا نتحرك في تلك المنطقة الوعورة فننزل عبر صخور يصل ارتفاع بعضها الى 40مترا ملساء ننزل مستخدمين القش الاعشاب نضعها على ظهورنا ثم ننزلق من على تلك الصخور حتى وصلنا بمحاذة معسكر النص عند منتصف النهار في ارض كانت مزروعة بفول للمواطنين فراينا جنود يلبسون المموه الاخضر ذات زى جيشنا فحسبناهم جيشنا فنزلنا من اعلى الجبل فسمعنا ثابت ثم تبينا لنا انهم من العدو بعدها ابرزت لهم شخصيتي وقلت لهم انا المقدم يوسف فأخذوني واستلموا منى ثلاث طبنجات كنت احملها ثم ذهبت لمقدم من الحركة الشعبية اسمه بيور اسود الذى قال لى : المقاتل ام اسير او مفقود او مقتول وانت الان اسير لدى الحركة الشعبية وسيتم ترحيلك الى الخلف الى فرق سكة . ولاحظت ان اغلب القوة من اليوغنديين . وعند التعامل مع الاسرى لا يظهر الا السودانيين . وكان قد اطعمونا عند وصولنا لهم بالعصيدة وكنا في حالة يرثى بعدها اعادونا بعربية الى ليريا فوصفت لهم غرفتى فاحضروا منها فراشى (المرتبة) وكان بها بعض اثار حريق . من ليريا بالعربية ارسلنا الى فرق سكة وفى الطريق التقيت بضابط يوغندى يبدو انه كان من ضمن الطالب الحربيين اليوغنديين الذين كانوا معنا في الكلية الحربية سنة 1982 منحنى مرتبة اسفنج و3بطانينات وروب وبسكويت وقال لى انهم طلبوا من الحركة الشعبية تسليملكم لنا لكنهم رفضوا. حينها قلت في نفسى كان حسناتك السيتن قبيل صحن ***صبر ايوب ما بغلبن الليالى ان شحن بعدها تحركنا نحو فرق سكة (سميت بذلك لانه في ملتقى طريقين واحد لليريا واخر لنمولى عند حدود يوغندا).بعد يومين في معسكر فرق سكة عند التاسعة صباحا اخبرونى انى سألتقي شخصية هامة .حينها جال بخاطرى كل انسان على ظهر الارض الا جون قرنق .وكنت اغلب الظن انه سيكون خواجة من الصليب الاحمر فتوجهت وانا ارتدى فنيلة مموها هى ماتبقى لى بعد اخذ السترة وتبقى رفيقها البنطالون الذى ما زلت ارتديه منذ التحرك من جوبا تحت حراسة مقدم بير علمت بعد ذلك انه من خلية الاعلام في الحركة الشعبية (من دينكا بور)وفردين الى اعلى جبل صغير(تبة) وفى الطريق تم تفتيشنا عدة مرات وعند الدخول الى قطية صغيرة (كوخ ) وسط دفاعات محكمة دخلت القطية فوجدت قرنق رجل مكتنز لحما (سمين) فيه طول له كرش ولحية كثة جالس في طاولة عليها مفرش احمر مرتديا زى عسكري مموه اخضر كامل حتى الصايد كاب . دقة المقدم رجلة وحيي كنت لا ازال في حالة الا وزن لأنى كنت اتخيل انى سلتقى شخص من الصليب الاحمر لكن فوجئت فوجدت الشخصية المهمة هى جون قرنق. نهض قرنق وصافحني ثم استدار وصب ماء ساخن من غلاى كهربائى كان في الجانب على كوب زجاج شفاف ثم وضع فيه فتلة شاى ليبتون ومعلقتى سكر ثم جلس هو في الطاولة في المنتصف في اتجاه اللابتوب في اتجاه الشمال وجلست انا في كرسى خشب من النوع الذى يتطبق في اتجاه الشرق فدار بيننا الحوار التالى :- قرنق : من اى دفعة انت يوسف :الدفعة 31 قرنق :اذكر تخرجكم انا كنت وقتها في مكتب الرئيس نميرى بعدها انا سافرت للدراسة في امريكا .ثم وعدت للأقود الثورة في الغابة . مدام وصلتنا هنا حافظ على نفسك . الناس الحراسة عليكم ديل ان جبتهم من المراح من رعى البقر للبندقية ناس ما بعرفوا عربى ما تجمعوا ما تعملوا اى حركات لانهم بعتبروها ام استفزاز ليهم او تخطيط للهروب وبضربوكم مباشرة ... وكلم الناس المعاك ..طاب يومك . استمر حوارى مع قرنق نحو من عشر دقائق كان الرجل يبدو منتشي بانتصاراته الاخيرة في ليريا منشرح الوجه يتكلم بعربية طلقة يفخم بعض الحروف ويمد اخرى يختار كلماته بعناية نظرت في عينيه فرأيت عصام الشريف وعبدالجليل الحاج البشير ، خليل خميس ، جمال جودة ،هاشم محمد خير، دينق فديت ، الهادى بلل ، عبدالوهاب فضل الله، كل دفعتى ورفقتى وزملائى الذين قتلوا او اصيبوا او رأيت كل الموت والخراب الذى عشته في عملى في العمليات من البيبور وكبرى البو ويرول بحر الغزال وأعالي النيل . فجاءة انتبهت له وهو يذكر نميري فقلت في نفسى الرجل يمثل امة من الناس لها امال واحلام وقد قام بنفسه يقدم كوب الشاى لاسير لديه ارتشفت الشاى وقد كان اول كوب شاى اناله وانا في الاسر . بعدها خرجت من عنده وانا افكر فيما قال لقد اخذتنى المفاجاة ...ياترى ماذا تخبئ لنا الايام ؟ من فرق سكة توجهنا الى مقوى حيث قضينا 7ايام وهناك سمعنا باعادة الجيش اكتساح مناطق ليريا وسمعنا بانسحاب جون قرنق وحرسه لداخل الاراضى اليوغندية . من مقوى تم سحبنا الى منطقة فلتاكة حيث قضينا اصعب ايام الاسر شهر كامل كنا نحشر في غرفة مساحتها 4فى 4 متر اى 16 متر مربع يوضع فيها 70 من البشر كما توضع الجوالات ومع البشر ذخيرة الراجمة بى ام 42 يقفل عليهم الباب من السابعة مساءا حتى السابعة صباحا. إذا الواحد اراد ان ينقلب ذات اليمين وذات الشمال لا يتسنى له ذلك الا اذا قام واقفا .واذا اراد ان يقضى حاجته لا يقضيها الا في ذلك المكان . لك ان تعلم ان طعامهم لم يكن الا كوبا من الذرة طول اليوم او عصيده تصب في طش ثم تترك حتى تجف وتبرد ثم تشقق بسكين مثل التورة والبيتزا وشتان ما بينهما بعد المشرق من المغرب. في الصباح حينما ينادى منادى الصباح ويخرج الجميع للسخرة وقطع القش من ينظف المكان يملا ملوة(نص ربع من مكايل الذرة الشائعة في السودان) من القمل خرجت من اجساد البشر الذين كان منامهم بالغرفة ولم يكن لكل واحد منهم الا قطعة واحد من الملابس تستر عورته . وانت تطالع هذا الوصف لهذه الغرفة مهجع هولاء الاسرى لك ان تتذكر صورة صلاح احمد ابراهيم في عشرين دستة من البشر التى يقول فيها :- عشرون دستة لو أنّهم ... حزمةُ جرجير يُعدُّ كيْ يُباعْ لخدم الافرنج في المدينة الكبيرة ما سلختْ بشرتهم أشعةُ الظَّهيرة وبان فيها الاصفرارُ والذبول بل وُضعِوا بحذرٍ في الظلِّ في حصيرة وبلَّلتْ شفاههُمْ رشَّاشَةُ صغيرة وقبّلتْ خدودهم رُطوبةُ الإنْداءْ والبهجةُ النَّضيرة **** لو أنَّهُم فراخ تصنع من اوراكها الحساء لنُزلاء (الفندق الكبير) لوُضعوا في قفص لا يمنعُ الهواء وقُدم الحب لهم والماء لو أنهم ... ما تركوا ظماء ما تركوا يصادمون بعضهم لنفس الهواء وهم يُجرجرون فوق جثث الصحاب الخطوة العشواء والعرق المنتن والصراخ والاعياء ما تركوا جياع ثلاثة تباع في كتمة الأنفاس في مرارة الأوجاع لو أنهم لكنهم رعاع
من الذين انغرست في قلبهم براثن الإقطاع وسلمت عيونهم مرواد الخداع حتى اذا ناداهم حقهم المضاع عند الذين حولوا لهاثهم ضياع وبادلوا آمالهم عداء وسددوا**ديونهم شقاء واستلموا مجهودهم قطنا وسلموه داء حتى إذا ناداهم حقهم المضاع النار ...والرشوةُ ...والدخان والكاتب المأجور...والوزير جميعهم وصاحب المشروع بحلفهم يحارب الزراع يحارب الأطفال والنساء وينثُر الموت على الأرجاء ويفتح الرصاص على الصدور ويخنق الهتاف في الأعماق ويفتح السجون حيث يُحشد الإنسانُ كالقطيع فيحرمون الآدمي لُقمة في الجوعْ ويحرمون الآدمى جُرعة من ماء ويغُلقون كل كوة تُمرر الهواء وفي المساء بينما الحُكام في القصف وفي السكر وفي انهماك بين غانيات البيضينعمون بالسمر كانت هناك...عشرون دستة من البشر تموتُ بالإرهاقْ تموتُ باختناق لو أنهم ... لكنهم) يمضى يوسف عبدالكريم عبد الدين عبدالله في وصف تلك الايام الصعبة فيحكى : ( انه عندما تغير الطائرات على الموقع يسرع حراس الاسرى الى الخنادق والاسرى محشورين في هذه الغرفة الضيقة ويتم قذف الطائرات على الخنادق وتسلم الغرفة فيلوم السجنانين يوسف على انه قام بتوجيه الطائرات لضرب الخنادق فيقول لهم :-كيف افعل وانا لا املك جهاز اتصال فيردهم ذلك عن التمادى في الغضب وزيادة السؤال ) بعد شهر من فلتاكة توجه الاسرى الى مقوى مرة اخرى وفيها التقوا بصديق بابكر الذى كان قد تمرد وانضم الى الحركة من قبل .وصديق من ابناء الدفعة 39 . كان تعامل صديق بابكر مع الاسرى قاسيا وكان يحرض عليهم قائلا ( لا ترحموا هولاء الجلابة وابعدوا هذا المقدم وافصلوه عن بقية الجنود حتى لا يحرضهم على الهرب.). بعد يومين من المكث في مقوى توجهنا الى اولبى عابرين الحدود اليوغندية ثم عائدين الى الحدود السودانية في اولبى(Olupi .) في اولبى التقيت العسكرين والتجار الذين كانوا اسروا خلال تمرد وليم نون الثانى في شرق الاستوائية محمدنور وهاشم جعفر من افراد الاستخبارات وهاشم الجعلى ابوسروال وعوض بونا وابراهيم المليح من التجار . كان عددنا اول ما دخلنا المعسكر 63 اسير وحينما تم اطلاق سراحنا كان العدد 53 عشرة تم تصفيتهم خلال الاسر . وكان القتل والاعدام يتم لاتفه الاسباب وفى بعض المرات لا يكن هناك سبب . انما الخمر تلعب براس السجان فيقتل الاسير . وكان العقيد نصر الدين حماد قد سبقنا وتم اطلق سراحه قبل ذلك . معسكر الاسر في اولبى مربع ضلعه 300 متر محاط بسور من القنا في مدخله اكواخ الحرس قوتهم سرية بقيادة نقيب اغلبهم من الدينكا . في اولبى تم وضعي في قطية صغيرة(قطرها مترين) من القنا مجلوطة (ممسوحة) بالطين حتى تقى من الرطوبة حيث يمتد الخريف من ابريل الى يوليو ثم من اغسطس حتى ديسمبر.الكوخ القطية كانت صغيرة جدا بحيث تصعب الحركة فيها. كان السرير الذى نهجع اليه شعب غرست في الارض وملته سدابه من القنا نلتحف فيه القش كمرتبة .هذه قطيتى وبجورها حفرة بعمق ثلاثة امتار يوضع فيها اصحاب المخالفات كعقاب (جزا) ويقال ليوسف انظر لها وراقبه . بقية الاسرى كان كل اسيرين في قطية قطرها نحو 3متر .مكثت في هذا الوضع من 1999 حتى 2000 حتى اصبت بالرطوبة في القدم والساق .بسبب قلة الحركة . في العام 2000 تم تعين نقيب اسمه ادم كان كقائد للمعسكر . ادم كان درس في الشمال لذا كان قادرا على التواصل مع الشمالين ويحمل روح تعايش معهم . فكان ياتى ويسالنى عن حالى فكنت اخبره مما اجد من الرطوبة فقرر التصديق لى بفأس وحراسة لقطع الحطب والسماح بعمل فحم . كنت اقطع الحطب كل قطعة بطول مترين ثم ارصه بارتفاع مترين ، واجعل في اوسط اسفله ممر ثم اصب عليه التراب ثم اجلطه واوقد النار في الممر اسفله لمدة 5ايام بعده اجمعه في شوالات .وساعد ذلك في تحسن الصحة وفى اول انتاج انتجت عشرة جوالات من الفحم صادر السجان منها ستة وبعت اربعة باثنين جنيه يوغندى . اشتريت منها ملابس فتعجب السجان كيف اشترى بكل المال ملابس !!! فقلت لهم ماذا افعل به ان لم اشترى ملابس ؟ وقد لاحظت ان جيش الحركة كان يعانى من سوء الملابس . الجدير بالذكر ان التعامل في اولبى كان بالعملة اليوغندية وكانت البضائع تاتى من داخل يوغندا .(انظر الخريطة على محرك البحث ل (Olupi .) بقية الاسرى كانوا يخرجون يوميا للقطع القش والنظافة واى اعمال اخرى. كان الصليب الاحمر يزور المنطقة كل ستة او سبعة اشهر وفى بعض المرات ياتى بعد عام وقد طلبت منهم مصاحف فاحضروا لنا مصحفين وانجلين وكتب باللغة العربية لانه كان معنا بعض الجنود المسيحين . وكان يسمح لنا في اول الامر بالصلاة جماعة ثم ما لبث ان منعنا من ذلك بدعوى انا في الصلاة ندعوا على الحركة . لم يكن الصليب يحرص على معرفة احوال المساجين او عددهم وان كان قتل او مرض منهم احد لقد كانت زيارتهم اشبه بغطاء لا عمال اخرى . لقد كان اشبه بطابور بلغة الجيش . في اول زيارة للصليب الاحمر حرصت ان اكتب بنحو ثمانية عشر خطاب لعدد من افراد الدفعة 31 حتى اثبت انى حى ولا يضار احد بمعلومة خاطئة . وكانت تأتيني خطابات مع كل زيارة من الاهل والزملاء . في العام 2005 عرفنا بتقدم المحادثات بعد ان اتصل نائب الرئيس على عثمان محمد طه بهاشم الجعلى ابوسروال عبر تلفون الثريا وبعده سمح لى بالاتصال بأسرتي زوجتى وبناتى اريج واسراء وابنائى محمد واحمد(الحمد لله البنات ومحمد اتزوجوا واحمد الان في كلية العلوم جامعة الخرطوم ) وقد كانوا طول تلك الفترة بكوستى بمنطقة النيل الابيض العسكرية .وقد وجود كل الدعم والرعاية من القوات المسلحة . كانت الخطابات القادمة وخاصة من والدى وزوجتى حياة الصادق تمثل رئة اتنفس به وعينا ابصر بها ابنائى ووطنى من الخوافير في السوكى حيث ولدت وعائلتى الكبيرة والنيل الابيض كوستى حيث يقيم صغارى وقد اعان على دلك كونها معلمة تجيد البلاغة وحسن الوصف كنت اجد في هده الخطابات روح محمود سامى البارودى رب الرمح والقلم فانشد معه وفي البال ابنتي أريج واسراء . تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ سَمِيرَةَ زَائِرٌ وَمَا الطَّيْفُ إِلَّا مَا تُريهِ الْخَوَاطِرُ طَوَى سُدْفَةَ الظَّلْمَاءِ وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ بِأَرْوَاقِهِ وَالنَّجْمُ بِالأُفْقِ حَائِرُ فَيَا لَكَ مِنْ طَيْفٍ أَلَمَّ وَدُونَهُ مُحِيطٌ مِنَ الْبَحْرِ الْجَنُوبِيِّ زَاخِرُ تَخَطَّى إِليَّ الأَرْضَ وَجْدَاً وَمَا لَهُ سِوَى نَزَواتِ الشَّوقِ حَادٍ وَزَاجِرُ أَلَمَّ وَلَمْ يَلْبَثْ وَسَارَ وَلَيْتَهُ أَقَامَ وَلَوْ طَالَتْ عَلَيَّ الدَّيَاجِرُ تَحَمَّلَ أَهْوَالَ الظَّلامِ مُخَاطِرا وَعَهْدِي بِمَنْ جَادَتْ بِهِ لا تُخَاطِرُ خُمَاسِيَّةٌ لَمْ تَدْرِ مَا اللَّيْلُ وَالسُّرَى وَلَمْ تَنْحَسِرْ عَنْ صَفْحَتَيْهَا السَّتَائِرُ عَقِيلَةُ أَتْرَابٍ تَوَالَيْنَ حَوْلَهَا كَمَا دَارَ بِالْبَدْرِ النُّجُومُ الزَّواهِرُ غَوَافِلُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ وَلا هُنَّ بِالْخَطْبِ الْمُلِمِّ شَواعِرُ تَعَوَّدْنَ خَفْضَ الْعَيْشِ فِي ظِلِّ وَالِدٍ رَحِيمٍ وَبَيْتٍ شَيَّدَتْهُ الْعَنَاصِرُ فَهُنَّ كَعُنْقُودِ الثُّرَيَّا تَأَلَّقَتْ كَواكِبُهُ فِي الأُفْقِ فَهْيَ سَوَافِرُ كما وصلتنى رسائل من الاخوة في الدفعة 31 ( مرفق صورة من خطاب الاخ جلال الدين الشبخ الطيب الاحمر الحاج ) والاخ محجوب عبدالكريم عبد الدين من الاسرة . كان الصليب الاحمر يحضر لكل فرد اربع قطع من الصابون وعدد اثنين رداء وفنلة . يتم استعادتها من قبل السجانين بعد مغادرة الصليب الاحمر المعسكر بعد توقيع اتفاق السلام في 2005 تم اطلاق سراحنا وعدنا الى السودان ). عدد الجنود كان 63 كان فيهم اثنين من ابناء الجنوب . في عام 2002 انضم الينا التجار الذى اسروا من كبويتا وبعد سقوط خور انجليز. في يوليو 2005 تم اطلاق سراحنا وحملتنا طائرة سسنا على دفعات في كل دفعة خمسة من الاسرى الى منطقة نمولى ثم من نمولى بطائرة تبلوف الى مطار جوبا وفى جوبا بت ليلة مع الدفعة ازايا وعمر عكاشة .ثم من جوبا الى الخرطوم . في الخرطوم كان في انتظارنا استقبال كبير فيها الاهل وابناء الدفعة وقيادة الجيش . بعدها تم اخذنا الى معسكر الجيش في السليت فقضينا تسعة ايام تم فيها فحص طبى شامل . بعدها اقيم لى احتفال كبير في منطقة النيل الابيض شارك فيه كل ابناء الدفعه والقياده والولايه وجهاز الأمن والشرطه ومندوب الحركه الشعبيه كوستي . تم فيه تسليمي عربة جياد اكسنت اسوة بما ناله الاخوة ابناء الدفعة . كان للاخوة مدراء المكاتب من ابناء الدفعة دور كبير يتقدمهم عمر زين العابدين الذى عمل في مكتب رئيس الاركان ومصطفى صالح ابوقرون في مكتب القائد العام وخلف الله الحسين النائب ادارة وعطا الجميعابى في مكتب وزير الدفاع وعبدالرحمن عبدالحميد النائب تدريب. بعدها عملت في منطقة النيل الابيض ثم فرع شئون الضباط ثم منطقة النيل الابيض قائدا للواء 20 ثم احلت للمعاش فى2007. وفى الختام لا بد ان أحي الاخوة الذين وقفوا مع الاسرة خلال فترة الاسر وكان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالي و تعاون معهم ابناء الدفعه واخوتي ضباط النيل الابيض والهيئة الخيرية للقوات المسلحة ومنظمة الشهيد والصليب الاحمر وحكومة الولايه واداره التعليم جزاهم الله كل الخير اما الاهل فكان واجبهم الرعايه والاهتمام فلهم التقدير والشكر واحى الابناءوامهم الصابرة المجاهدة المعلمة حياة الصادق ، وقد قروا عينى بنجاحهم (اريج هندسه الجزيره ،اسراء هندسه طيران ،محمد اقتصاد سنار احمد جامعه الخرطوم علوم احياء نسأل ان يبارك فيهم ويحفظهم ) -منطقة اولبى في الاصل منطقة اشولى لكن بعد الحرب غلب عليها الدينكا بحكم تزعمهم الحركة . في اوراق الصليب حمر تكتب labone لكن ان بحثت في الخريطة لن تجدها الا باسم Olupi .) لفائدة الباحثين . وفى الرابط التالى (reliefweb.int/report/sudan/sudanese-plane-bombs-refugee-camp-says-aid-agency) تقرير عن قصف الجيش السودانى لها بالطيران في العام 1998. -العميد الضى قائد قطاع ليريا كان عائدا من ابتعاث خارجى ولم يسبق له العمل بالمنطقة الاستوائية حسب ما ظهر من قيادته. -الجيش السودانى لم يكن لديه اسرى من الحركة لتتم عملية تبادل اسرى .كما حدث مع الحركة العدل والمساواة .وفى الفديو على الربط التالى يظهر عدد من الضباط الاسرى بقيادة المقدم عاطف حامداحمدحمد ورفقائه. https://www.youtube.com/watch؟v=_kUSYKrjSNUandt=88shttps://www.youtube.com/watch؟v=_kUSYKrjSNUandt=88s -لم تعرض الحركة الشعبية على اسرى 1998 الانضمام اليها بسبب حوادث خداع سابقة تعرضت لها . -هذه بادرة توثيق اتمنى ان تدفع باخرين لتسليط الضوء على تجارب ممثلة . ويقول الله عز من قائل في سورة يوسف الاية 81(وَمَا شَهِدْنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَٰفِظِينَ) لمزيد من الصور والمواضيع الرجوع لرابط facebook.com/people/Mohamed-A-Idris/1 للمراسلة [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/03/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد احمد ادريس جبارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست