المتآمر المندس حمدوك .... كيف تم دسه في قافلة الثورة؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2021, 03:36 PM

أحمد القاضي
<aأحمد القاضي
تاريخ التسجيل: 09-18-2021
مجموع المشاركات: 10

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المتآمر المندس حمدوك .... كيف تم دسه في قافلة الثورة؟

    02:36 PM December, 18 2021

    سودانيز اون لاين
    أحمد القاضي-كندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تبآ لك أيها الحمدوك...لماذا كل ذلك الكذب؟ لماذا كل ذلك اللف والدوران والضحك على الدقون...أخذتك السيارة الرئاسية برفقة زوجتك، إلى بيت الضيافة بالقيادة العامة صبيحة الإنقلاب، وطفق المبثوثون في وسائط التواصل الجديثة، يروجون الأراجيف بأن سيارة عسكرية بها جنود مدججون بالسلاح، داهموا بيتك وأخذوك عنوة الى جهة مجهولة...وفي الأيام الأولى حين كنت تتكتم، ويتكتم برهانك على مكان وجودك، كان رسول من عندك مجهول الهوية، ينشر يوميآ على الشبكة الإنترنتية، صفحة بعنوان (مكتب رئيس الوزراء) يحثنا فيه ألا نصدق هذه الشائعة أو تلك، لأن رئيس الوزراء الشرعي، متمسك بالعودة إلى يوم 24 أكتوبر وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وكان ذلك هو المطلب الذي حدده وزير خارجية أمريكا صبيحة الإنقلاب...وأشاع ذلك الرسول الكذوب فيما أشاع، أن العزلة مفروضة عليك، ولا يسمح لأحد بزيارتك، وغير مأذون لك بالإتصال بأحد بإستخدام وسائل التواصل الحديثة، حتى إضطر وزير خارجية أمريكا أن يتصل بالبرهان،، ويطلب منه الكشف عن مكان وجودك وإطلاق سراحك فورآ...وذهب بنا الخيال إلى أننا أمام (تشي جيفارا) جديد، يختبئ في مكان ما من غابات الأمازون...وصدقنا رسولك الكذاب دون أن نسأل أنفسنا، كيف تتأتى له تلك الأخبار، والعزلة الكاملة مضروبة على حمدوكه...ولكن المثل يقول (صاحب الحاجة أرعن)... وكنا في حاجة إلى بطل، وقلنا ربما هناك بطل يختبئ في (الكاتل حيله) او (مكتول الحيل) لا فرق، ولعله قد إدخر بطولته لمثل هذا الوقت العصيب ...وحين أشرقت شمس الحادي والعشرين من نوفمبر، وليتها لم تشرق، أطل البطل المتوهم شاحبآ هزيلآ يمشي الهوينا، ممسكآ بسيف خشبي، وتناهى إلى الأسماع أنه هوى أرضآ .....وتراءى لنا أنه، أو هو بالفعل قد سقط في جب لا قرار له، ولعله الجب الذي حفره للشعب ووقع فيه...إنها النهاية التراجيدية للبطل حين يسقط من عليائه، كما هو الأمر في التراجيديا الإغريقية.

    وأبت العدالة إلا أن تفضحك، على لسان ذلك الرجل الذي أقسم معك يومآ، أمام الكاميرا على القرآن الدارفوي، الذي ينسخ بخط اليد كتقليد عائلي متوارث في تلك النواحي، ويعتقدون أنه سريع المفعول ضد الحانث بقسمه.... ذلك الرجل هو رئيس عصابات الجنجويد محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي قال على سجيته البدوية، لقناة الحدث السعودية المنشأ، أن حمدوك كان متفقآ معنا على كل التفاصيل، لأنه كان يريد أن يتخلص من الحاضنة السياسية، "قوى الحرية والتغيير" التي تحاصره وتكتم أنفاسه، وقد أخذناه إلى بيت الضيافة، لنحميه من إنتقام زوجات وزرائه، الذين وضعوا تحت الإعتقال......عجز حمدوك أن يرد ولو بشق كلمة على حميدتي، ولم يدفع عن نفسه تلك التهمة الغليظة، التي تجعله أسوأ من يهوذا الإسخريوطي...لأن يهوذا إنتحر في نهاية المطاف، من وخز الضمير الذي إستيقظ، بعد أن باع المسيح بثلاثين قطعة من الفضة، وكشف لأحبار اليهود مكان إختبائه، في بستان جشيماني عند جبل الزيتون، ولم يستمتع بالثلاثين قطعة من الفضة، التي ذهب بها وقذفها وشتتها أمام الأحبار، وهو في طريقه للإنتحار....أما حمدوك فقد تطارش ملتمسآ درب السلامة، ليبقى مجرد (باشكاتب) لدى الجنرال الجاهل برهان، دون وخز للضمير، فالضمير الميت لا يعرف الوخز.....ولا شيء يجعلنا ألا نصدق، ما قاله زعيم العصابات الجنجويدية حميدتي، بأنك كنت تعرف كل تفاصيل الإنقلاب، وإنك معهم (دافننه سوى) كما يقول المثل الشعبي... وهذه ليست كذبتك الأولى، فعندك أولى وثانية وثالثة من الكذب و(التالته تابته).....فعندما تسلل البرهان وسافر إلى عنتيبي بيوغندا في الثالث من فبراير 2020 م، لملاقاة الرئيس الإسرائيلي السابق نتنياهو، نهض الناطق الرسمي لمجلس الوزراء آنذاك فيصل محمد صالح، وقال: أن رئيس مجلس الوزراء حمدوك ووزراءه، علموا بذلك اللقاء من وسائل الإعلام، وأن برهان لم يخبر أحدا بما رتب له، وعندما عاد البرهان من يوغندا، قام بالرد على حمدوك، مؤكدا أنه أخبره قبل السفر باللقاء المرتقب بنتنياهو....لاذ حمدوك كعادته بالصمت دون أن يدافع عن نفسه، ويبرئها من الكذب...يقول الكاتب المسرحي الإغريقي سوفوكليس (الكذبة لا تعيش حتي تصبح عجوزآ)

    وما يزال في صندوق باندورا الكثير، الذي يجعل من يهمه الأمر على يقين ، بأن الدور الذي اداه حمدوك وما يزال يؤديه، لهو من المكر الكيزاني الخالص ... فالحركة الإسلامية قد تمكنت تحت يافطة الإنقاذ، أن تستقطب جمهرة من الباعة الجوّالين، طلاب الوظائف والمال، من سقط الأحزاب المعارضة وأشباه المثقفين، لتوظّفهم جميعآ لخدمة أهدافها، مقابل وظيفة كبيرة أو قطعة أرض أو نقود في حساب بنكي...ومن الواضح بلا لبس، أن الدكتور عبد الله آدم حمدوك الكناني، هو واحد من أولئك الباعة الجوالين، الذين إستقطبتهم الحركة الإسلامية، ليكون في خدمتها....وكان الدكتور التيجاني السيسي أتيم، هو من قدمه للسفاح عمر البشير، خلال حضوره مراسم التوقيع على إتفاقية الدوحة، بشأن دارفور في يوليو 2011 م، وبذلك فتح له الأبواب على مصارعها، إلى الدهاليز الكيزانية، فكان أن حضر بجسده إلى الخرطوم في يناير 2017 م، ليحتفي به الكيزان إحتفاء لا قبل له به، وليتم تكريمه والعناية به، بما يتجاوز ما كان يتوقعه.....ومرجعنا في كل هذا الذي ذكرنا، يعود للعام 2017 (إنتبه 2017م) والمرجع هو الصحيفة الكيزانية (المجهر السياسي) في عددها الصادر بتاريخ 7|1|2017 م، حيث كتبت تحت عنوان (هل أتاك نبأ ترشيح د."حمدوك" للمنصب الرفيع في أفريقيا؟) واليكم الجزء المتعلق بحمدوك، في التقرير المتشعب المطول، حيث جاء :( ويتوقع أن يفوز أحد الاثنين السفير “رحمة الله” أو السفيرة "أميرة الفاضل" بمنصب رفيع في الاتحاد الأفريقي، إلا أن موقعاً أكبر أهمية وأكثر حساسية هو منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية في أفريقيا ينتظر الدكتور “عبد الله حمدوك”، الذي رُشّح له بعد أن منحه الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كيمون، ثقته واختاره في أخريات أيامه كمساعد له بالتكليف، ريثما يتولى الأمين العام الجديد، تصريف شؤون المنظمة الدولية في الخامس من يناير الجاري، ويتم اختيار المساعدين الستة للأمين العام الجديد.. واختيارات الأمين العام تمثل اتجاهات يمكن الأخذ بها خاصة في حالة مثل ترشيح د. “عبد الله حمدوك” لهذا المنصب الرفيع جداً في الأيام القادمة.. وقال البروفيسور “إبراهيم غندور” في ندوة أقامها معهد السلم بجامعة الخرطوم الأسبوع الماضي تكريماً للدكتور “عبد الله حمدوك” الموجود هذه الأيام بالبلاد، إن الحكومة تدعم بشدة ترشيح “حمدوك” للمنصب الرفيع، وإن الرئيس “البشير” قد أجرى اتصالات، ببعض القادة الأفارقة لحثهم على الوقوف مع ترشيح “عبد الله حمدوك” ، الذي يحظى بدعم الإثيوبيين ، الذين يحتفظون للرجل بتقدير خاص، حيث كان “حمدوك” ضمن ستة من الخبراء الذين اختارهم الأب الروحي للنهضة الإثيوبية الحديثة “ملس زيناوي”، لوضع خطة النهوض بالدولة الفقيرة) ويمضي التقرير المطول ليقول في مكان آخر:( وكان الدكتور “التجاني سيسي” في أيام توقيعه على اتفاقية “الدوحة” قد رشحه للرئيس “البشير” ليكون وزير تخطيط اقتصادي وتعاون دولي من شأنه الإسهام إيجاباً في تطوير علاقات السودان الاقتصادية مع العالم من حولنا، والتخطيط لمستقبل السودان لما في جعبة الرجل أي الدكتور “عبد الله حمدوك” من خبرات ومعارف، استفاد منها الآخرون ، ولم تنتفع منها بلاده.. وربما نقب عن تاريخ وأرشيف الرجل القديم في الجامعة أيام الدراسة ووجد في الأرشيف ولاء لغير التيار الإسلامي الذي يظلم نفسه ويظلم وطنه إذا ظل ينظر لعلاقته بالكفاءات الوطنية من خلال الأرشيف القديم)....ويختتم التقرير المطول بقوله :( والمرشح “حمدوك” خريج جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد من أبناء كردفان، منطقة الدبيبات، محلية القوز، ينتمي إلى عشيرة كنانة التي يمتد نسبها إلى شجرة النبوة، وهم بطن من القريشيين ، الذين هاجروا إلى السودان مع الهجرات الأولى.. ومثل بقية أفراد أسرته، يتميز بذكاء فطري.. وحسناً أن أقام الوزير “سلمان سليمان الصافي” يوم (السبت) الماضي احتفالية بحديقة "منصور بن زيدان آل نهيان" جنوب الخرطوم ، احتفاءً وتكريماً للبروفيسور “عبد الله حمدوك” وأسرته بمناسبة زيارته لوطنه السودان، وقد حضر المناسبة لفيف من قيادات جنوب كردفان، البروفيسور “خميس كجو كندة” والدكتور “حسين كرشوم” و”الخير الفهيم المكي” والمهندس “مكي أحمد الطاهر” واللواء “إبراهيم أحمد حسين” وعمدة خزام “إبراهيم أحمد عبد المنان” و”ياسر مختار” مدير العلاقات العامة والإعلام بمكتب الوالي، وقدم د.”حمدوك” لمحات من تجربته العملية من خلال رواية سردية عن وجوده في إثيوبيا مع الرئيس الراحل “ملس زيناوي” ، ومساهماته مع نخبة مفكرين آخرين في التخطيط لمستقبل إثيوبيا.. وحري بأمثال “حمدوك” التخطيط لوطنهم السودان الذي يبحث عنهم ،ولا يجدهم.)......لا مراء في أن حمدوك قد طالت سنينه، وهو منغمس لاهى في علاقات الود المتبادل، بينه وبين ضباع الحركة الإسلامية منذ سنة 2011 م، حتى بلغ الود حد تكريمه ودعم السفاح البشير له شخصيآ، بالإتصال بالرؤساء الأفارقة كي يدعموه، ليفوز بمنصب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا.....ويرجع السبب في أنه لم يلفت أنظار القوى الحية، وأن رائحته لم تفح آنذاك، كأحد الضالعين في رضاعة الكبير، جالسآ في حجر الحركة الإسلامية ومتلقفآ أثداءها، هو أنه كان رقمآ مجهولآ كما في حساب الجبرا، وصل الى درجة موظف دولي، ولكن لا يعرفه غير بعض أهالي قريتة الدبيبات، وأصدقاء العمل والمراحل الدراسية وأصحابه الأثيوبيين....يقول مثل إنجليزي (المعرفة قوة)، وها نحن نعرف الآن: من هو حمدوك، ولماذا إصطحبه قوش إلى الاجتماع السري في أديس ابابا .... وهو الاجتماع الذي كشف عنه صلاح منّاع المنتمي لحزب الأمة القومي، في حوار تلفزيوني بتاريخ الأول من أغسطس 2020م، حيث قال أنه اجتماع شمله هو و(صلاح قوش وعبد الله حمدوك ورجل الأعمال الملياردير مو إبراهيم) في عز ثورة الشباب الديسمبرية ... وأضاف أن قوش إفتتح الاجتماع قائلآ : أن الأوضاع آخذة في التدهور، ولا يمكن أن نتركها هكذا، ثم إقترح تغييرآ في رأس السلطة ليبقي كل ما هو دونه قائمآ كما هو...إذن لا مثير للدهشة، فقد أتى الكيزان برجل، يعرفونه معرفة لصيقة منذ سنة 2011 م، وهو يعرفهم وآخاهم طمعآ في نوالهم، وتأييدهم له عند الترشّح لوظائف دولية، وبالتالي صار منهم....أتوا به ليدسوه في وسط الديسمبريين لتخريب الفترة الإنتقالية، ومنع حدوث أي تغيير حقيقي، في هياكل الدولة الكيزانية ...ألم يحدد قوش واجبات الحكومة الإنتقالية، بالتخلص من رأس النظام وهو السفاح عمر البشير، والإبقاء على كل شيء كما هو ...وهذا هو ما حدث بالضبط، لأن المندس حمدوك قد ذاكر واجباته وعرفها جيدآ وعمل عليها، إذ عكف على نحر الثورة بسكين صدئة، وهو يبتسم إبتسامته البلهاء تلك... ولم يجانب الإسلامي المتهم بالتشيع حسن مكي، الصواب حين قال العام الماضي :(لم تحدث ثورة) (إن الذي يحكم الآن هو الجيل الثاني من الإسلاميين) ...وبالفعل بقيت الدولة دون أن تصلها شرارة الثورة، ودون أن تسقط من شجرتها المتيبسة حشفة واحدة، وظلت السلطة المدنية مجرد غطاء، للقوة التي بيدها الحل والربط، وهي اللجنة الأمنية للبشير، التي وجدت الأفق مفتوحآ أمامها، لــ(تبرطع) كما تريد دون حسيب ولا رقيب... ويعد ذلك نجاحآ باهرآ لصلاح قوش واللوبي الإسلامي، الذي وضع سيناريو تمكين (صنيعتهم) حمدوك، من التسلل بكل سلاسة إلى قمة السلطة في بلد يغلي بثورة عارمة.

    ودعونا نرى كيف تم التسويق للمندس حمدوك حينئذ....هل قالوا لنا انه إلتقى بالسفاح البشير سنة 2011، خلال التوقيع على إتفاقية الدوحة بشأن دارفور؟ هل قالوا لنا أنه ذهب إلى الخرطوم سنة 2017 م، وجرى تكريمه وذبحت له الذبائح من قبل أساطين الكيزان؟...هل قالوا لنا أن السفاح البشير قد عني به وقرّبه، وهاتف الرؤساء الأفارقة طالبآ دعمهم له، كي يفوز بالوظيفة الدولية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا؟...لا، بل أخفوا كل ذلك، وقالوا لنا...ماذا قالوا لنا؟: قالوا: البشير فصله قبل ثلاثين عامآ تحت بند الصالح العام، وها هو يعود اليوم للخرطوم رئيسآ للوزراء...ثم ماذا قالوا؟ قالوا أنه خبير دولي لا يشق له غبار في الاقتصاد، إستطاع النهوض بإقتصاديات عدد من الدول الأفريقية...ولم يكن كل ذلك سوى حديث خرافة يا أم عمرو...خبير بهذا الحجم يطلب الدعم من السفاح البشير، لا شك أنكم تمزحون!...أما أم الكذبات وأغلظها، هي تلك الكذبة: بأنه رفض العرض الذي قدمه له السفاح البشير، بتولي وزارة المالية....فالعرض الذي قدمه له البشير، كان قبل سقوطه بثلاثة أشهر فقط، أي ونظامه في أوج أزمته الاقتصادية، التي كانت تحتاج إلى معجزة للخروج من نفقها...وفي نفس تلك الأشهر كان قوش يقوم بالترتيبات والتربيطات للخلاص من عمر البشير، وإحداث تغيير شكلي في هرم السلطة بوجوه من المعارضة، تكون منزوعة الصلاحيات، ثم يتم التخلص منها هي بدورها في المستقبل، ليعود الحكم للحركة الإسلامية ...ولما كان حمدوك هو مرشح اللوبي الإسلامي بقيادة قوش، لتنفيذ هذه المهمة بترأّس الحكومة الإنتقالية المنزوعة الصلاحية، فإنه لا محيص من أن نستنتج، أن قوش هو من أوعز لحمدوك، بأن يعتذر لعمر البيشير، عن قبول تولي وزارة المالية.......ومن باب سد الذرائع أرسل حمدوك بالفعل، خطابآ ينضح بأريج الود والوداد للسفاح البشير، كي يتفضل بقبول إعتذاره ...وقد نشر خطابه ذاك الذي كتب بعناية فائقة، في إختيار مفرداته ، في الصحف الكيزانية لتأكيد أن عدم قبوله للمنصب ليس من باب الرفض ...وقد سقط عمر البشير بعد ثلاثة أشهر فقط، من يوم إعتذار حمدوك عن وزارة المالية، دون أن يسقط نظامه....وإذا باسم حمدوك يبرز مرة أخرى، مرشحآ لأعلى منصب في حكومة الثورة (حكومة الفترة الإنتقالية) وهو منصب رئاسة مجلس الوزراء.... كيف حدث هذا؟ ذهب قوش إلى النهر وأخرج الجرة التي كان قد خبأها، وفتحها ليخرج له حمدوك قائلآ له (شبيك لبيك خادمك بين يديك)......وهكذا نجحت خطة قوش في تنصيب حمدوك، وتمكينه من التسلل إلى إلى كرسي رئيس الوزراء، بمعاونة بيادقه في قوى الحرية والتغيير، التي تمكن من إختراقها......توهط حمدوك على كرسي الرجل الأول في الدولة، والطبول تدق وتملأ المجالس والميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، زاعمة أنه مسيح الاقتصاد المنتظر، الذي سيملأ السودان خبزآ وحليبآ ودولارات...ولكن بعد ثلاثة أشهر فقط من إستلامه للسلطة، عرف الناس ( البئر وغطاءها) كما يقولون...فلا مسيح جاء ولا سماء أمطرت ذهبأ وفضة....فقد سمعه الناس يقول للجالية السودانية في العاصمة السعودية الرياض، عند زيارته لها في 6 أكتوبر 2019 م، أن قوى الحرية والتغيير لم تعطيه أية خطة، لإخراج البلاد من وهدتها الاقتصادية....وضرب الناس كفآ بكف وهم يتساءلون : أهذا هو الخبير الدولي الذي أنشد الناس يوم قدومه الميمون (طلع البدر علينا)...وإنطبق عليه المثل الشعبي القائل (جيناك يا عبد المعين تعين، لقيناك يا عبد المعين تتعان)

    وكانت الطامة الكبرى في الحوار التلفزيوني الذي أجراه معه، الصحفي عثمان ميرغني، بعد مرور ستة أشهر من توليه مقاليد الحكم، أيّ في 21 يناير 2020 م، حيث أماط ذلك الحوار اللثام عن قدراته الحقيقية المتواضعة، ونزوعه إلى الديماغوجية بعباراتها الطنانة وآمالها ووعودها الكاذبة المجافية لمقتضى الحال، وذلك بعيدآ عن لغة الخبير المتمكن في مجاله......ويكفي أن شيئآ لم يتحقق، من كل ما وعد به في ذلك الحوار، حتى يوم قيام الإنقلاب، والرائد لا يكذب أهله .....ما قادني تحديدآ الى اللقاء آنف الذكر، الذي أجراه معه رئيس تحرير التيار عثمان ميرغني، هو أنه فشل في طرح تحليل إقتصادي رصين، لأسباب الإرتفاع الجنوني للدولار في السوق الموازي، حيث بلغ سعره وقت إجراء اللقاء 97 جنيهآ ، بعد أن كان سعره يوم سقوط السفاح 73 جنيهآ، وهبط بعد سقوطه إلى خمسين جنيهآ، ثم ما لبث في الصعود.....فقد زعم حمدوك أن السبب هو المضاربة، وحاول وزير ماليته آنذاك إبراهيم بدوي، الذي كان يصطحبه تصحيحه بقوله: أن السبب هو إنفصال الجنوب...وقام الصحفي المحاور بتصحيحهما بقوله: أنه لا يمكن ان تكون المضاربة هي سبب هذا الإرتفاع الكبير، وإنفصال جنوب السودان تم قبل إحدى عشرة سنة... "ومن قال لا أعرف فقد أفتى" كما قيل

    والمفجع أن ذلك اللقاء التلفزيوني، قد كشف عن قدراته العجيبة على المراوغة واللف والدوران، ما يشي بإفتقاره للأمانة والشفافية...فقد إستغرقته دقيقتان ليستسلم ويعترف، بأن بنك السودان المركزي تحت إشراف المجلس السيادي، وليس تحت إشرافه هو كما ينبغي أن يكون...ولم يعترف إلا بعد أن حشره الصحفي المحاور في ركن ركين...وهذا هو نص الحوار بينه وبين عثمان ميرغني، في الجزء المتعلق بتبعية بنك السودان المركزي:

    سؤال: طيب إذا كان بنك السودان هو حتمي للإصلاح الاقتصادي في السودان، والآن مرت ستة أشهر من عمر الحكومة الإنتقالية، وسيادتك لسه بتتكلم عن قانون سيوضع لهيكلة بنك السودان، هذا معناه تمديد عمر الأزمة إلى حين إصلاح أوضاع بنك السودان...ما هي المشكلة بالضبط؟

    جواب: المشكلة الأساسية هي تبعية هذا البنك.

    سؤال: لمن يتبع بنك السودان؟

    جواب :بنك السودان إلى اليوم... هذه مسألة محتاجة لقرارات واضحة وصارمة لتبعية هذا البنك

    سؤال : لمن يتبع بنك السودان؟

    جواب : حاليآ...بنك السودان حاليآ وضعه قبل أن يجاز القانون ...في السابق كان بيتبع لرئاسة الجمهورية، وهذا وضع غير صحيح

    سؤال :والآن؟

    جواب :الآن نحن دايرين بنك السودان يتبع بشكل واضح لمجلس الوزراء.

    سؤال : دايرين...ولكن الآن لمن يتبع بنك السودان؟

    جواب : القانون سوف يفعل ذلك

    سؤال : لمن يتبع بنك السودان؟

    جواب : بوضعه الراهن هو لسه ما محسوم، ما حصلت فيه أية تغييرات.

    سؤال : بنك السودان الآن ليس ضمن مؤسسات الدولة، لا يتبع لأية جهة؟

    جواب : لا لا هو يتبع للسيادي ولكن نحن بنفتكر دا وضع يجب أن يتم تصحيحه

    سؤال : إذن بنك السودان في هذه اللحظة التي نتحدث فيها يتبع للمجلس السيادي؟

    جواب : أيوه...ودا خلل طبعآ.

    (ملحوظة : اللقاء متوفر في الإنترنيت : عثمان ميرغني يحاور عبد الله حمدوك)

    والآن بعد مرور عامين من يوم جلوسك على سدة السلطة، يعيد ذات السؤال نفسه أيها الحمدوك : لمن يتبع بنك السودان؟ وهل تمت هيكلته؟....صدقوني أن الرجل يفتقر إلى حبة خردل من المصداقية، فلو كان حقانيآ نظيف القلب واليد والجنان، لإعترف وأعلن أنه لا يملك من أمر نفسه شيئآ....وأنه سلم ملف السلام والإشراف على بنك السودان، والمطارات والمناجم لرجل العصابات حميدتي، وسلم شؤون هيئة الاتصالات وكل شؤون الحكم للجاهل برهان، ولإعترف أيضآ أنه مجرد كمبارس حسبما تواضع عليه، مع سيده قوش في أديس أبابا ....ولأنه مجرد كمبارس فقد عمل على تهيئة المسرح والأجواء للإنقلاب، منفذآ بإتقان خطة اللوبي الكيزاني، التي إستهدفت تكريه الشعب في المدنية والديمقراطية، عن طريق التجويع ونشر الفوضى وإنعدام الأمن والأمان، مرتديآ قناع اللامبالة والبرود العجيب الصادم الذي تعامل به، مع الضائقة المعيشية والدوائية، التي أخذت بتلابيب الشعب، ولم يسبق لها مثيل منذ الإستقلال... ففي بلد مثل السودان فإن النجاح الاقتصادي فيه، يقاس في نهاية المطاف، بأن يجد المواطن الخبز والدواء والكهرباء، بإنسيابية دون أن ينفق نصف يومه في الطوابير، وما يزعم بأن حمدوك نجح خارجيآ، بإخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكفل له الإعفاء من الديون، لهو زعم بلا ساقين، لأن معالجة مثل هذه الأمور، تدخل في دائرة العلاقات العامة، فإخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، جاء كنتاج طبيعي لثورة الشباب، التي أسقطت السفاح البشير وحكومته، وبالتالي جاء إعفاء الديون، كهدية من الدول الغربية المعنية، للشعب السوداني الذي خلّص العالم، من واحدة من أكبر بؤر الإرهاب في قلب أفريقيا، ففي تصريح نقلته وكالة سونا بتاريخ 17 مايو 2021 م، قال رئيس فرنسا ماكرون كلامآ بهذا المعنى، حيث أكد أن خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كان العامل الرئيس لإعفائه من الديون...والمعروف إن إعفاء ديون فرنسا، وهي أكبر دولة دائنة للسودان، جاء بمبادرة شخصية من ماكرون، الذي لم يكتف بذلك، بل وتوسط للسودان لدى صندوق النقد الدولي وأمريكا وجهات أخرى، لإعفائه من الديون، فقضية إعفاء الديون قضية علاقات عامة كما أسلفت ...فماذا فعل حمدوك غير المناولة.

    وها قد عادت العقوبات، وتراجعت فرنسا وأمريكا ودول الترويكا وغيرها، عن إعفاء الديون بسبب الإنقلاب العسكري الكارثي، فهل يستطيع حمدوك إقناع تلك الدول بعدم التراجع!.... فحمدوك المتآمر الذي تآخى مع الكيزان منذ العام 2011 م، الآن في قلب المعمعة الإنقلابية، شريكآ أصيلآ تخطيطآ وتنفيذا.......فالإنقلاب يستنسخ بحذافيره، مخطط السيسي في إستعادة السلطة للجيش المصري، غير أن السيساوية المستنسخة أبت أن تعمل في السودان، بل وأشعلت أوار الثورة من جديد..... فالظروف الجيوسياسية السودانية المختلفة تمامآ عن مصر، والوعي الثوري الذي يفيض في المجتمع السوداني الراهن، قد أفشل الإنقلاب وجعله يولد إنقلابآ أعرجآ ومصابآ بهشاشة العظام.

    والثورة مستمرة والخائن يطلع برة

    وحتما سيسقط الإنقلاب الأعرج

    أحمد القاضي

    كندا

    18 ديسمبر 2021 م


    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/17/2021



    عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/17/2021



    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/17/2021
























                  

12-18-2021, 03:57 PM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المتآمر المندس حمدوك .... كيف تم دسه في قاف (Re: أحمد القاضي)

    خيالك واسع ....
                  

12-20-2021, 07:44 PM

عبدالمنعم الطيب حسن
<aعبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4480

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المتآمر المندس حمدوك .... كيف تم دسه في قاف (Re: ABUHUSSEIN)

    مقال متماسك
    وحقيقي لو ربطته بالاحداث حتى تاريخه
    حمدوك كوز ونص وخمسة

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de