(لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ) صدق الله العظيم ،،، الانسان احسن خلق الله ظاهرا وباطنا ،، جمال هئية ! وبديع تركيب ! وقد ركبه الله في ابهى صورة كي يكون آية من ايات الجمال . ولكن كمال الهئية وجمالها قد لا يدوم ، فمتى ما استوطنت الامراض جسد الانسان وحلت بهالاسقام ، واستحال علاجها تصبح هناك فرضيات للواقع الصحي . اليد والرجل اجزاء عزيزة على صاحبها بل حتى على بقية الجسد ، لذلك جاء في الاثر الشريف ان الجسد يتداعى بالسهر والحمى حالاشتكي منه عضو واحد . وجمال الانسان وبديع هئيته لا يتصور حال فقد الانسان لجزء من اطرافه او غيرها ، لذلك تجدهمتمسكًا بكمال الهئية حتى وان تاذى من بعض اجزاء جسمه . لكن حينما يكون ذهاب العضو ضرورة لبقاء الجسد ، يحتم عليه الامر الواقع تخليه عن هذا الجزءرغم كل انف حوجته العضوية والشكلية لبقاء هذا العضو . الاوطان كالانسان تكون زاهية ورائعة تكسوها هيبة ترامي اطرافها وتماسك جغرافيتها ورمزيةشكلها الذي تتوارثه الاجيال . وفقد اي جزء من ترابها العزيز قد لا يتصوره من رآها كاملة وزاهية ، لذلك لم تالف اعين كثير منابناء السودان خريطة السودان بعد فقد السودان للاقليم الجنوبي . لكن حينما تشتد بالوطن انواء الحقد والكراهية ، والقتل لاجل السلطة ، وتتوارثه اسقام ( الاناء)ويبدا بالتآكل من اطرافه حيث ثبت تعفن جرح الطرف بسبب الاصرار على اثارة النزاعات والعملعلى استمرارها او سكنت بالطرف آلام سرطان التغلغل القبلي ليشل الطرف ويبدا في الدخولعلى بقية اطراف الوطن . هنا لابد من اعمال علاج البتر الطبي لهذا الطرف حتى نضمن سلامة بقية اطراف الوطن . دارفور جزء عزيز جدا على الوطن ونحسب انه الجزء الاعلى طاقة لعافية الوطن حال تمتالاستفادة من خيراته وموارده . وحال صدر لعافية الوطن الامن والامان . لكن هذا الاقليم رغم عظم موارده واتساع سهوله الغنية بكل ما هو غالي ونفيس لم يجد منه الوطنالا النزاعات والاقتتال وتصدير الفتن . ظلت دارفور حرج السودان المتعفن رغم اصرار الوطن على علاجه وممانعته من بتره والتمسكببقائه ، وقد بذل في ذلك الغالي والنفيس من موارد الاقاليم الاخرى حتى لحق ببقية الاقاليمالضرر ، الذي ادى الى تيبس مصادر مواردهم ، وانعكس هذا العطاء المهلك على حساب صحةاهالي الاقاليم وتعليم ابنائهم ، وحليب اطفالهم . تركيبة قادة الحروب في دارفور اصبحت عصية على التقويم والاصلاح والحرب في الاقليماصبحت حرفة من لا حرفة له ، لذلك كثرت الحركات المسلحة التي لا يهمها اقليم دارفور ولا انساندارفور . لقد اصبح الاقليم بؤرة للفتن ، ومحرقة للحياة بلا حياء او مخافة من الله ، ومورد لوديان الدماءالمستمر بلا انقطاع . كل الحركات المسلحة من دارفور الا القليل . وكل القواد في الحركات متمسكون بالمناصب الدستورية ، والصرف البذخي عليهم من موارد بقيةالاقاليم وموارد دارفور معطلة بفعلهم ، وحتى عند نيلهم المناصب والمكاسب الشخصية لم يندملجرح الوطن الدامي بسبب دارفور . مشكلة دارفور اصبحت فوق استطاعة الوطن ، وقد تعبت اجزاء الوطن الاخرى وملت وسئمت منطول رحلة علاج الاقليم الذي تأكد الا شفاء منه ، وان كلفة علاجه ( ان وجد ) سوف تذهب بسلامةالوطن . اعلم تماما ان هذا الطرح سوف يرفع انفاس غضب الكثير من اهل دارفور ، واعلم كذلك بان هناكمن يصفون الدعوة الى فصل الاقليم بالعمالة . ولكن لابد من مواجهة مشاكلنا بالحلول التي تؤكد على بقاء الوطن حال تعذر شفاء الاقليمواصبح بقائه يشكل خطرا على الوطن ، بعيد عن العواطف التي لا تجدي حتى يقع الفاس في الرأس ، وذلكعملا بقاعدة من يدرك كله لا يترك جله ، ادركوا الوطن واتركوا دارفور فمن استمرأ غنائم الحروب لنيقبل بضيق العيش في سلام . جمال الصديق الامام المحامي
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/17/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة