المؤسف اننا نجيد دفن الرؤوس في الرمال، و الاسوأ اننا نحب ان نسمع ما يعجبنا فقط، و نهرب من الحقيقة.
من الآخر، و بدون لف و دوران، انه معلوم ان المؤسسة العسكرية تدين بالولاء الكامل للحركة الإسلامية، و مشروعها العابر للحدود.
هناك تقارير، و دوريات كثيرة يعلمها القاصي، و الداني ، و نجهلها نحن اصحاب المصلحة، تُثبت انه للمؤسسة العسكرية دور اساسي في نقل الاموال لدعم الجماعات الإرهابية، و تجارة السلاح، و المخدرات، و كل الملحقيات عبر العالم ليست لديها علاقة بأي عمل مهني يخص جيش نظامي.
كل عمليات التنظيم تمت بغطاء من المؤسسة العسكرية التي تم إختطافها، و تدجينها لهذا الغرض، و لا تزال بها جيوب تسيطر علي مفاصلها برغم رحيل رأس النظام البائد.
في حديث مع احد المقربين من السيد قائد الجيش قال لي سألته فقلت له "ليه ما عايزين تبلو الكيزان لحدي هسي"
رد السيد قائد الجيش " الضمان شنو نبل الكيزان، و القحاتة ما يبلونا"
هذا الحديث قبل عام من الآن.
يا العشا ابو لبن مسألة بل الكيزان في المؤسسة العسكرية لم تعد شأن سياسي يخضع لتوازنات القوى الداخلية، بل هي مسألة مرتبطة بالحرب علي الإرهاب، و تجفيف منابع تمويله، و ضرب قواعده التي بناها في الدولة السودانية لثلاثة عقود متواصلة مستغلاً سيطرته التامة علي مؤسستها العسكرية.
حتي مليشيات الدعم السريع تسيطر عليها الحركة الإسلامية، نبهنا لذلك كثيراً حيث قام النظام البائد بنقل كوادر إسلاميين من الدرجة الاولى في الجيش، و لا يزالون في الدائرة الضيقة لقادة هذه المليشيا.
إتضح بما لا يدع مجالاً للشك ان مسألة فرض عقوبات علي الدولة السودانية بشكل عام غير مجدية بل خلقت مناخ مناسب لإدارة الفساد، و غسيل الاموال، و فاقمت من الفقر، و سوء معيشة كل قطاعات الشعب السوداني التي لم تكن لديها إرتباط بالدولة، او الجماعة الإسلامية، فأصبح المال خارج مواعين الدولة تديره جماعات، و افراد، ولا يزال.
اعتقد العقوبات الفردية ستفتح الطريق امام السودان الي عهد جديد ضد كل من يقف حجر عثرة امام تقدم الدولة نحو التحول، و الإنتقال الذي ينشده الشعب السوداني، و هذا هو مربط الفرس.
المعلوم ان كل الاموال التي تديرها المؤسسة العسكرية تقع تحت سيطرة الجماعة الإسلامية التي تسيطر علي الجيش بشكل كامل، ولا إرادة لتغيير هذا الواقع من قبل القيادة الحالية، حيث ظل الامر كما تركه المخلوع شكلاً، و مضموناً.
من فرط سيطرة هذا التنظيم علي المؤسسة العسكرية حتي مسألة العدالة الإنتقالية التي تخص الفصل التعسفي في عهد المخلوع ، بعد الثورة، و نصت عليه الوثيقة الدستورية تم تجييره لصالح الجماعة " عينك عينك، حيث تم تكريم كل رموز النظام البائد الذين شغلوا المناصب الدستورية، و التنفيذية، و كانوا في خندقه حتي سقوطه في ١١ ابريل.
المضحك انه تمت إعادة و ترقية جنرال قابع مع المخلوع في كوبر ، و يوم صدور القرارات بإسم العدالة الإنتقالية العرجاء كان ماثلاً امام المحكمة في تهمة المشاركة في إنقلاب ٣٠ يونيو.
عاليه شاهد علي عدم رغبة القيادة الحالية لإصلاح المؤسسة العسكرية، و إعادتها لتكون مؤسسة مهنية تقوم بواجباتها الوطنية بعيداً عن تأثير الجماعات، او التقاطعات السياسية.
خارج النص.. الصورة لجنرال يؤدي التحية لأحد قادة الحركة الإسلامية رئيس جامعة، لا ادري في اي بروتوكول عسكري، او مدني يؤدي الجنرالات العسكريين التحية لرؤساء الجامعات؟
فقط إنه الولاء التنظيمي كما ذكر رئيس الاركان السابق عبد المطلب انه يتلقى التعليمات من قادته علي عثمان، و كرتي، و انه ادى قسم الولاء للحركة الإسلامية منذ ان كان برتبة الملازم، و الكلام دا " بعضمة لسانو"
مرحباً بقانون العقوبات الفردية.
للحديث بقية..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/12/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة