لم يبتلي إقليم في السودان بالموارد التي حباها الله به كما ابتلي إقليم دارفور بموارده فدارفور التي تميزت علي سائر ولايات السودان بالسهول الفيضية لانهارها الموسمية المتعددة ك أجود الأراضي والزراعية في العالم بسبب تعدد مكوناتها التي تتشكل منها فالطمي المختلط برماد البراكين الخامدة كحوض الميدوب او براكين جبل مرة جعلاها أكثر ثراءا بالمغزيات التي تحتاجها المحاصيل المختلفة إضافة إلي الرمل الذي جعل تصريفها سهلا. مما ساهم في تعدد المحاصيل الزراعية وتميزها عن بقية. الولايات في المنتجات الزراعية وثرواتها الحيوانية كاغني الولايات السودانية من حيث العدد والوحدات مما يجعلها الاغني علي مستوي العالم فدارفور وحدها كافية لجعل السودان والدول المجاورة في حالة اكتفاء من اللحوم وباقي المنتجات الحيوانية. كما تتميز دارفور بغني الثروات المعدنية بسبب توسطها الهضبتين الإثيوبية شرقا والكنقولية غربا كسهل منبسط قليل المرتفعات الجبلية طفت علي السطح لعنة موارد دارفور بشكل لافت بعد العام 1983م الذي المجاعة فيه غرب السودان فبداء الصراع بين المزارعين والرعاة حول مورد الأراضي الرطبة خصوصا حول سلسلة جبل مرة ووادي ازوم نتيجة للجفاف الذي تسبب في المجاعة وتلي هذا الصراع ظاهرة النهب المسلح والتي قام بها عصابات التوبا التشادية بعد الحرب التي دارت رحاها بين تشاد وليبيا في مناطق قبيلة التوبا شمال تشاد وجنوب ليبيا فكثرت الأسلحة بينهم نتيجة مخلفات الجيشين في المعارك. في زمننا هذا وبعد إنتشار حمي الذهب نتيجة لضعف الحكومة المركزية في سنوات حكومة الإنقاذ المبادة بأمر الشعب تعرضت دارفور إلي لعنة أخري بسبب مواردها المعدنية هذه المرة فمن الصراع حول جبل عامر ومناجم الذهب فيه إلي مناجم الردوم وليس وانتهاءا بجبل مون ظلت دارفور تنزف دماء بنيها في كل صراع حول مورد من مواردها إلا أن هذه الصراعات منذ العام 2010 أصبحت تدار في أغلبها من وزراء ومتنفذين في الحكومة الاتحادية ويتم تنفيذ هذه الصراعات عبر الأجهزة الأمنية أو مليشيات شبه حكومية مما أدي إلي إفلات مرتكبي المجازر والمذابح من العقاب والقصاص فغياب العدالة أدي إلي أن تكون الجرائم المرتكبة أكثر قسوة ووحشية فقد تطورت من جرائم قتل فقط إلي قتل وإحراق القري مع الاغتصاب تحت سمع وبصر السلطة ومؤسساتها الامنية والعدلية. لعنة موارد دارفور مرشحة إلي الانتقال إلي ولايات أخري بعد نضوب مواردها طالما أن السلطة الحاكمة في الخرطوم تتعامل مع هذا الإقليم بنفس عقلية الكيزان
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/11/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة