بعد التحرج في الكلية الحربية، و انا ملازم جديد لنج حسب فارغة الجيش لسة إسمي مكتوب بقلم الرصاص، تم تعيني ضمن سرية تتبع لقوات من تركاكا إنضمت حديثاً للسلام الذي قاده الزبير محمد صالح “ بإسم السلام من الداخل”
في ذات اليوم الذي تم تعيني علمت ان وجهة السرية الي فشلا، معي في السرية دفعتي م.ع
درجت العادة في العهد البائس التعين الي العمليات تأتي الاولوية الي الضباط المغضوب عليهم ( الرمم) المصطلح دا طبعاً يُطلقه الكيزان علي ايّ ضابط لا يتبع للجماعة حتي لو كان إمام المسجد، و يسمونه جهاداً في البروباغاندا التي صدعوا بها امة لا إله إلا الله.
هذه السرية لم تكمل شهر تدريب، حيث هم قادمون من التمرد “ طازة “ زي ما بقولوا.
وجدنا كتيبة تتبع للدفاع الجوي، و اخرى لحرس الحدود، و قائد قيادة فشلا سعادة العميد سيف دفاع جوي من ضباط التأهيلية ربنا يطراهو بالخير.
بعد فترة من وصولنا الي فشلا افادني عنصر الإستخبارات في السرية ان هناك عريف يدعوا الافراد للتمرد.
بدأت التحري، فتأكدت من صحة المعلومة، حيث تحدث مع اغلب افراد السرية كلٌ علي حدى.
كانت الخطة ذبح الضباط، و هم نيام، و اخذ العتاد، و الإنضمام الي قوات التمرد.
قمت بالتحري، و تشكيل مجلس تحقيق، ثم خلاصة بينات، ثم شكلت محكمة كنت رئيسها، و عضوية رقيب.
المهم استعرضت شهادة كل افراد السرية امام المتهم، و الكل قال الكلام الذي قاله له بالتفصيل.
بالبلدي “ الحكاية لابسة صاحبنا حسب إفادة الشهود “
حسب فهمي كان لابد من عقاب يوازي حجم الجريمة التي كانت ستؤدي الي القتل، و التمرد، و ربما تخلق فوضى، و تؤدي الي سقوط المنطقة.
بعد ان تداولت الحديث مع العضو في المحكمة، قررنا الآتي..
“العزل من الرتبة، و الطرد من الخدمة، و الإعدام رمياً بالرصاص”
المهم بعد إصدار هذا الحكم، في جمع الطابور، بهيبة خضع لها الجميع، تم ترديد الحكم حسب المعمول به في مثل هذه الحالة، تأبطت عصاي باليسري، و بيدي ملف القضية في طريقي الي قيادة المنطقة.
اول ان دخلت الي حوش منزل القائد، و مقر القيادة اديت التحية حيث كان جالساً لوحده، فرفعت تمام وحدتي، و اخبرته بالقضية، و قرار المحكمة، آي والله كنت جادي إنها محكمة عدييييل كدا..
طبعاً انا الآمر بالتشكيل، و انا رئيس المحكمة، يعني الكل في الكل، ما ناقصني ايّ حاجة، و الحمد لله.
في هذه اللحظات نهض واقفاً ثم جلس علي الارض، و يديه علي رأسه “ دي مُصيبة شنو يا ملازم السويتها دي”
بكل ثقة قلت له مافي مشكلة سعادتك راجع الإجراءات، و الأمر متروك لسعادتك.
بعد ان هدأ، و إلتقط انفاسه دخلنا الي مكتبه، فقال لي انا ممكن هسي اشرط المصيبة الانت عملتها دي و اجدعها في سلة المهملات، بس دا ح يهز صورة الجيش، و هيبته امام الجنود.
المهم ح اشرح للقيادة ما حصل، و اول طيارة ح ارفعو فيها الي الخرطوم و تتم محاكمته هناك.
ثم اردف.. اقيف إنتباه يا ملازم..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 16 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة