إن التصريحات التي أطلقها البرهان وبعض جنرالاته منتصف الشهر الفارط والتي تؤكد نوايا البرهان بإزاحة حميدتي نهائيا من أي منصب في الدولة والتخلص من نفوذه وطموحاته في الحكم بدمج قواته في الجيش وعزله بعد ذلك، جعلت حميدتي يحسب ألف حساب لما بعد عملية الدمج، حيث أعلنها مباشرة بأنه ضد هذه الخطوة وقال في خطاب له لقواته الأسبوع المنصرم أن الإصلاحات يجب أن تمس أولا الجيش السوداني قبل الحديث عن دمج قوات الدعم السريع، وقال أن مشكلته مع من يتشبثون بالسلطة من قادة الجيش ملمحا هنا إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وقد قرأ الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين الرسائل التي بعث بها حميدتي من خلال خطابه بأنها تحمل أكثر مما تبدو عليه، ورجحوا أن يقدم الأخير على خطوة خطيرة كانقلاب على البرهان، وهو ما تكلمت عنه العديد من الصحف السودانية والغربية مؤخرا، خاصة وأن الرجل قد بدأ في القيام بتحركات مريبة وزيارات مشكوك فيها للعديد من الدول العربية والإفريقية.
ولعل من بين الزيارات التي يعتقد أنها مشورة لما قبل الإنقلاب، هي تلك التي قادته للإمارات العربية المتحدة، حيث التقى خلالها عددًا من قيادات دولة الإمارات وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد، وقد كشفت مصادر مطلعة على فحوي الإجتماع أن حميدتي قد أبرم اتفاقا مع الشيخ منصور حول دعمه في انقلابه على البرهان مقابل أن تحصل الإمارات على صفقة موانئ البحر الأحمر التي تعتبر بوابة السوق الإفريقية، وهو ما كانت تطمح للحصول عليه دولة الإمارات منذ زمن بعيد.
ويجدر بالذكر أن الإمارات تربطها علاقة جيدة مع قائد الدعم السريع، وكيف لا وهو الذي زج بالعديد من قواته في حربهم ضد الحوثيين في اليمن، وقد أكدت من قبل مواقع إخبارية بريطانية على غرار "ميدل إيست آي" أن الإمارات هي الممول الأكبر لقوات حميدتي بالأسلحة الثقيلة. w.jpg
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 15 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة