اشارة الى مقالنا السابق قبل اكثر من عام و بتاريخ 2016/4/13 و الذى يحمل عنوان : امطار الخرطوم .. و فضيحة الثقة الكاذبة .. ؟؟ نعود لنتطرق لموضوع الامطار و لكن على طرىقة الاتجاه المعاكس .. ؟؟ فلا نعتقد ان احدا من الشعب السوداني سينسى الماسى التى احدثتها امطار العام الماضى و ما قبله .. و لا الماسى التى خلفتها و ذلك عندما غرقت عاصمتنا و مدننا و قرانا بمياه الامطار .. و كيف طافت الشوارع و غمرت عربات المواطنين بالمياه و اصبحت الميادين و الشوارع عبارة عن افرع انهار جديدة تضاف الى الانهار المعروفة فى السودان منذ زمن .. و مناظر انهيارت البيوت على اصحابها .. و مناظر جموع المواطنين يفترشون العراء خوفا وهلعا بعد ان امتلات البيوت بالمياه كما راينا .. و لم نستمع لمسؤل يتحدث عن الوضع الكارثى و يخفف على المواطنين و يعترف باخطاء تخطيطية و تنفيذية قد حدثت .. بل سمعنا من يتحدث ان الوضع تحت السيطرة .. و اجمل منظر كان منظر صورة والى الخرطوم الفريق ركن باشمهندس عبدالرحيم برفقة مسؤلى الولاية و هم يقومون برفع بناطلينهم فوق الركبة خوفا من البلل بينما هم ياخذون الصور التذكارية وسط المياه محاولة منهم فى ايهام الناس بان المسؤلين معهم فى ماساتهم ..؟؟ الان و مع دخول صيف العام 2017 بدات مدننا و بالاخص عاصمتنا الخرطوم تعانى من العطش لانقطاع المياه .. و الظلام للنقص فى التوزيع الكهربائ .. نعم انقطاع متكرر و طويل للمياه و الكهرباء معا و برغم التصريحات و السدود التى كما قال شاعرنا : القديدتونا بيها قد .. فهكذا حالنا منذ مجئ الانقاذ فالتصريحات التلفزيونية و التبريرات مجانية و المشاكل تتكرر بصورة او باخرى بل و تتفاقم دون ان يتقدم احد بحلول عملية و علمية و جذرية لانهاء معاناة هذا الشعب الصابر .. و المصيبة اننا نرى القوم من جماعة الانقاذ يعيشون فى وادى و الشعب فى وادى اخر ففى كل يوم و الثانى و نحن نراهم يحتفلون و يبتهجون و يفتخرون باقامة مؤتمرات عربية و افريقية فى شتى المجالات و يتحدث المسؤلين من حكومتنا فى الجلسة الافتتاحية و الختامية و يتكبد هذا الشعب الصابر ما يتكبد من مصاريف اقامة هذه المؤتمرات .. لكن و نحن نتعامل هكذا هل سالنا هؤلاء المسؤلين و هم يقيمون هكذا مهرجانات و احتفالات تكلفنا الملايين من العملات الصعبة جدا لماذا لا يحلون مشاكلنا نحن اولا ثم يتفرغون لحل مشاكل الغير من العرب و الافارقة .. ؟؟ فاول مشكلة ملحة جدا مثل مشكلة المياه و لهم فى الحكم ما يقارب الثلث قرن من الزمان ذلك و برغم حكومات الانقاذ متعددة الاسماء و الصفات و برغم العقول التى تناوبت على سدة وزارة الموارد المائية و الرى و الكهرباء .. ؟؟ لماذ لم تنجح فكرة تجميع الفائض من المياه لتجميعها و سحبها الى مناطق بورتسودان و اوديتها التى تعانى من العطش كما تقوم بذلك معظم دول العالم .. ملايين الامتار المكعبة من مياه الامطار تضيع هدرا فى الشوارع كل خريف و ننتظر حتى تتبخر و تجف و دون ان تجد من يقوم بلملمتها او تسهيل مجارى لهى الى وديان و سدود تقام لهذه الغاية ( الاردن اكبر و اقرب نموذج لذلك حيث يتم تجميع مياه الامطار فى السدود و الاودية للاستفادة منها فى الرى و زيادة منسوب المياه الجوفية و للعلم الاردن من افقر دول العالم مائيا و لكنها ايضا الاغنى مائيا فيها حيث لا تنقطع المياه عندهم و لا مرة فى العالم بسبب حسن الادارة المائية و الاستفادة من كل قطرة ماء من الامطار ) .. كل ذلك يحدث فى وطننا المنكوب بمسؤليه بسبب انعدام الرؤية الثاقبة و عدم وجود تخطيط بعيد المدى و ضعف الادارة و عدم وجود ارادة بالاصل .. فمياه الامطار و الفيضانات تعتبر ثروة و نعمة يفرح بها عند الغير بينما عندنا العكس .. فانطبق علينا مضرب المثل عن الابل : شايلا السقى و عطشانا ..؟؟ فى كل عام نتذكر ان جغرافيتنا لن تتغير .. فلا نتوقع ان يتفضل علينا الاتحاد الاوربى و يقوم باهدائنا نهر جاريا مثلا لنقوم بملئه بالفائض من مياه الامطار .. كما لا نتخيل ان يقوم نهر دجلة بالهجرة من العراق لسوء الاحوال الامنية فى العراق و يقرر ان يستقر عندنا فى السودان و بجوار نهر القاش لمؤازرته و اخذ الفائض منه لبورتسودان .. مصيبتنا بان مشكلتنا مع المياه تتفاقم فى شرقنا و غربنا لازياد عدد السكان لكن بالمقابل الجدية فى التعامل مع واقع مرير فى تبخر .. ؟؟ لك ان تتخيل رجلا عاقلا يعانى من الجوع الشديد و بالكاد يملك ثمن كيس رغيف يتوجه الى مول عفراء ليشترى بكل ما يملك ربطة عنق .. ؟؟ و هذا هو حال حكومات الانقاذ عريانة و لابسة سديرى او ربطة عنق .. ؟؟ بالله العظيم كم من القروض و الديون كبدتها الانقاذ لهذا الشعب و لقادم الاجيال من اجل انشاء سد مروى الذى قيل فيه ما لم يقله شعراء الغزل فى معشوقاتهم و بانه لا انقطاع للمياه و للكهرباء بعد اليوم و كلنا نذكر هتافات مسؤلى الانقاذ عند الاحتفال ( السد السد سيكون الرد ) و بانه سيحمينا من الجفاف و العطش و من الفيضانات ايضا و اذا به يكون سببا لها و ما زالت متوالية انقطاع الكهرباء و الماء كما هى .. ؟؟ و كم مليونا من العملات الصعبة كلفنا ذلك القصر الرئاسى و ايهما كان اكثر الحاحا و حاجة و مساسا بحياة الناس فى السودان قصر منيف يسكنه الجن ام مستشفى يعالج ذلك العدد المهول من المرضى الذين لا يجدون مستشفى حكوميا صالحا للعلاج .. ؟؟ هل نحن بحاجة الى ذلك البناء الضخم و الفخم الذى انشاته الصين لحزب المؤتمر الوطنى ( مقابل رهننا بالديون الصينية ) ام كنا بحاجة الى منظومة و محطات جديدة لتنقية مياه الشرب للعاصمة .. ؟؟ و لماذا لا تقوم الحكومة بعمل سدود لحفظ المياه فى الوديان للاستفادة منها صيفا و سحبها الى مناطق العطش و الجفاف .. ؟؟ شرقنا يعانى مشكلة مياه فى بورتسودان و ما جاورها .. و غربنا يعانى عطشا فى الابيض و ما جاورها .. ؟؟ السؤال المطروح : الى متى ستبقى ارض السودان حمالة العطش و تعيش فى الظلام .. و بها اطول و اكثر الانهار فى العالم .. و تفيض بمياه الامطار و السيول .. ؟؟ و لماذا انطبق علينا وصف الشاعر : كالعيس فى البيداء يقتلها الظما و الماء فوق ظهورها محمول .. ؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة