بسم الله الرحمن الرحيم فاز ليلة أمس بإستاد الخرطوم فريق المريخ على فريق الهلال بهدفين نظيفين بمناسبة كاس الطلاب لاحتفالهم باليوبيل الفضي لصندوق دعم الطلاب احرزهما بكري المدينة و عاشور الادهم وتوج بكاس الطلاب. وقد شاهدت جزءاً من المباراة ،وقلت في نفسى عسى ولعلا تخرجنا من الإحباط السياسى الذى نعيشه ،وكانت هذه المباراة منقولة على قناة 24 السودانية ،وتحسرت على الهلال صاحب الإسم والذى كان بدراً كاملاً فى زمن العباقرة وعلى سبيل المثال لا الحصر:جكسا ،قاقرين ،الدحيش ،النقر أخوان ،تنقا،فوزى،عبدة مصطفى،احمد ادم،طاروولى الدين وغيرهم من أهل الدربة والخبرة بفنون كرة القدم ،والذين كنا نستمتع بمشاهدتهم وهم يلعبون المستديرة بكل مهنية،مما جعل فريق الهلال فى مقدمة الفرق الأفريقية والعربية،وانتشرت شهرته عالمياَ،وهذا المستوى المتقدم قطعاً لفريق الهلال ،يجبر بقية الفرق التى تنافسه اللعٌبة أن تحذو حذوه فى قوة الأداء والجدية فى المباريات أياً كان نوعها،وبالتالى فقد كانت كل مجهودات الفرق تقودنا لتكوين فريق قومى يهابه كل من ينافسه من منتخبات الدول الأفريقية والعربية. ولكن مارأيته بالأمس من إنعدام اللمسة الفنيىة،وعدم الانسجام ،وضعف اللياقة البدنية،جعلنى أقول ان رئيس الهلال الحالى أشرف الكاردينال ينفخ فى قربة مقدودة،وذلك بعد أن قام بتشييد إستاد الهلال بأحدث المواصفات العالمية والتعاقد مع مدرب أجنبى ،أضف لذلك الحوافز الكثيرة التى يبذلها للاعبين،وتهيئة البيئة للاعبين للقيام بدورهم كاملاً فى المستطيل الأخضر وخاصةً فى المباريات الهامة ،مثلاً على المستوى المحلى مع غريمه المريخ او على المستوى االقارى كأس أبطال أفريقيا،وبالمقابل نجد أن فريق المريخ كان أكثر إستحواذاً للكرة،وأكثر تنظيماً وتمريراً للبصات الصحيحة ،وتتلمس فى لاعبيه الجدية والقدرة على الفوز على الفرق الأجنبية بكل سهولة. وهذا لا يعنى أننا قد غضينا الطرف عن المستوى المتدهور لكرة القدم بالسودان ،وخاصةً منتخبنا الوطنى ،والذى أصبح فى ذيل منتخبات العالم ،وهذا قطعا ،يرجع لعدم التخطيط السليم ،من قبل القائمين على أمر كرة القدم بالسودان ،فقيام أكاديميات كرة القدم هي مفتاح أي نادي نحو النجاح على المدى البعيد، وغالبًا ما نرى أن الأندية التي تملك أكاديميات قوية ذات نظام ذو مستوى عالٍ، تستطيع البقاء في المقدمة لسنوات طويلة، هذا بالإضافة إلى كون هذه الأكاديميات منجم ذهب من الناحية المالية؛ حيث يتم إنتاج النجوم الذين تصل أسعارهم للملايين،ويساعدون منتخباتهم الوطنية في إجراز نتائج طيبة ومتقدمة في منافساتهم على مستوى قاراتهم وكذلك العالمية،وهذا ما نفتقده في السودان فاكاديمية نادي الهلال والتى مساحتها ٢٤٠الف متر مربع والتى تقوم علي اسس ومعاير الاكاديميات العالمية مثل اكاديمية نادي برشلونة (لامسيا) واكاديمية اسباير العالمية تختص باعداد الاجيال وانشائها انشاء كروي وعقلي وبدني سليم ايمانا بمبدأ ان الصغار هم ذخيرة الغد وانهم هم الاستثمار الحقيقي في مجال الرياضة حول العالم, وقد قام بوضع تصاميم هذه الأكاديمية المهندس الهلالابي الأصيل: عمر كرم الله عمر بشارة.(هذه ألأكاديمية حبر على ورق)ونحن دائما في السودان ،نمتاز بالتنظير ورفع الشعارات ،ولكن يعوزنا التطبيق (حشاش بدقنو).فإذا أخذنا أمثلة لأكاديميات الفرق الكبيرة على مستوى العالم ،فمثلاً :طبقاً للديلي ميل البريطانية، أكاديمية مانشستر يونايتد ،فإن هذا الفريق ومنذ عام ١٩٣٧م، فإن تشكيلة الفريق الأول بالنادي لم تخلُ من أحد خريجي أكاديمية مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وفي عام ٢٠١٢م، كان هناك ٢٤ لاعبًا من خريجي هذه الأكاديمية يلعبون في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، مما جعل هذه الأكاديمية هي خامس أفضل أكاديمية في أوروبا.
أبرز نجوم الأكاديمية هم روبي تشارلتون، وديفيد بيكهام، وريان غيغز، وبول سكولز، وداني ويلباك.
وفى ألمانيا نجد بايرن ميونيخ أحد عملاقة الأندية الأوروبية يحمل تاريخا كبيراً، مثّله عدد من الأساطير على مر التاريخ، حاز على عدد من الألقاب المحلية والقارية مع مطلع القرن العشرين، وهو متزعم الأندية الألمانية ومرشح بقوة على التتويج بالثلاثية البوندزليجا وكأس ألمانيا ودورى أبطال أوروبا، وذلك لامتلاكه مجموعة مميزة من اللاعبين داخل
المستطيل الأخضر ونجاح البايرن يرجع إلى تألق خريجى أكاديمية النادى على مر التاريخ، الذين أصبحوا من ألمع النجوم وحققوا نجاحات كبيرة مع البافارى، منهم من اعتزل الساحرة المستديرة، وآخرون يستمرون فى مشوارهم داخل ملاعب أوروبا.
وأخر أخبار هذا النادى العملاق فريق بايرن ميونيخ حامل لقب الدوري الألماني وبطل أوروبا 5 مرات إنشاء أكاديمية جديدة لتكوين الصغار ستكلفه حوالي 60 مليون يورو.
وهذا على سبيل المثال لا الحصر،فهنالك العديد من الأكاديميات الخاصة بكرة القدم في أمريكا الجنوبية ( البرازيل والأرجنتين)وفى أسيا في السعودية والأردن والأمارات واليابان وفى أفريقيا نجدها في نيجيريا.
إذاً:لا مفر من تخطيطٍ سليم،ووضع أهداف واضحة للنهوض بكرة القدم السودانية،وهذه الخطط والأهداف يجب أن تشمل الى جانب قيام هذه الأكاديميات والتى هدفها اللاعب الوطنى والذى الأن نجده يفتقد الكثير من ثقافات كرة القدم وعلى سبيل المثال لا الحصر:(الثقافة الغذائية،التعامل مع الجمهور،التعامل مع النادى،تعلم فنون كرة القدم من لاعبين أصحاب مهارة وخبرة ،وكذلك كيف التعامل مع المدرب والادارى )،تأهيل إداريين بمستوى عالٍ لإدارة الأندية بصورة ممتازة،وكذلك إيجاد إعلام رياضى واعٍ ،يقوم بأداء رسالته بصورة إيجابية وهادفة وأن يكون لبسوها الحس الوطنى ،وتكون نظرته البعيدة تقدم منتخبنا القومى في التصنيق القارى والدولى ،لا ان يكون الإعلام الرياضى نظرته قصيرة المدى وفى دائرة فريق واحد فقط.
وختاماً لا بد من الإشادة بالمجهودات الكبيرة والعظيمة والتى يقوم بها السيد /الكاردينال رئيس نادى الهلال ،وذلك من أجل وضع فريق الهلال في مكانه المناسب بين الأندية العملاقة في القارة السمراء والأندية العربية،ولكن للأسف الشديد قَصُرت مستويات اللاعبين الفنية ولياقتهم البدنية ،أمام هذا العمل الكبيرالضخم الذى يجرى الأن داخل نادى الهلال بأمدرمان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة